بحث حول التنظيم PDF

You might also like

You are on page 1of 18

‫بحث حول التنظيم‬

‫خطة البحث‬
‫مقدمـة‬

‫الفصل األول‪ :‬عموميات عن التنظيم‬


‫المبحث األول‪ :‬ماهية التنظيم‬
‫المطلب األول‪ :‬تعريف التنظيم‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أهمية التنظيم‬
‫المطلب الثالث‪ :‬فوائد التنظيم‬
‫المبحث الثاني‪ :‬أساسيات التنظيم‬
‫المطلب األول‪ :‬مبادئ التنظيم‬
‫المطلب الثاني‪ :‬مراحل عمليات التنظيم‬
‫المطلب الثالث‪ :‬وظيفة التنظيم‬

‫الفصل الثاني‪ :‬الهياكل التنظيمية‬


‫المبحث األول‪ :‬الهياكل التنظيمية‪ ،‬العوامل المؤثرة فيها‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬الهياكل التنظيمية‬
‫المطلب الثاني‪ :‬العوامل المؤثرة في بناء الهيكل التنظيمي‬
‫المطلب الثالث‪ :‬أنواع الهياكل التنظيمية‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬مزايا وعيوب الهيكل التنظيمي‪.‬‬
‫• المطلب األول‪ :‬مزايا الهيكل التنظيمي‬
‫• المطلب الثاني‪ :‬عيوب الهيكل التنظيمي‬

‫خاتمـة‬
‫مقــدمـة‬
‫تسعى الدول لتحقيق التنمية ومواكبة التطور وإكتساب مكانة في العالم‬
‫اإلقتصادي ويكون ذلك من خالل المؤسسة بإعتبارها الوحدة األساسية‬
‫لممارسة األنشطة اإلقتصادية حيث يؤثر حسن التسيير وفعالية األداء في‬
‫المؤسسة على االقتصاد الوطني ككل‪ ،‬ولتحقيق هذه الغاية أصبح من‬
‫الضروري على المؤسسات الوطنية في ظل التحوالت االقتصادية التي‬
‫عرفتها في اآلونة األخيرة الخروج من اإلقتصاد الموجه والدخول إلى‬
‫إقتصاد السوق‪.‬‬
‫سيتم التطرق في هذا البحث إلى موضوع تسيير المؤسسات العمومية‬
‫اإلقتصادية الجزائرية في ظل إقتصاد السوق بإعتباره أهم الوسائل التي‬
‫تعتمد عليها الدول المتقدمة في تطوير إقتصادها‪.‬‬
‫ويهدف هذا العمل إلى التركيز على أهم الوظائف اإلدارية وهي التنظيم‪.‬‬
‫‪ -‬إلقاء الضوء على مفهوم التنظيم ومبادئ التنظيم‪.‬‬
‫‪ -‬تبيان أهمية التنظيم في المؤسسة‪.‬‬
‫‪ -‬إلقاء الضوء على مختلف التحوالت اإلقتصادية التي طرأت على تسيير‬
‫المؤسسات الجزائرية‪.‬‬
‫على ضوء ما تقدم يمكن إبراز إشكالية هذا البحث من خالل التساؤل‬
‫الرئيسي التالي‪:‬‬
‫‪ -‬ما هي وضعية التنظيم في المؤسسة اإلقتصادية الجزائرية في ظل‬
‫إقتصاد السوق؟‪.‬‬
‫وقد تفرع عن هذا التساؤل عدة تساؤالت جزئية سنجيب عليها في بحثنا‬
‫هذا‪.‬‬
‫التنظيم‪.‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬عموميات عن‬
‫التنظيم‪.‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬ماهية‬
‫المطلب األول‪ :‬تعريف التنظيم‪.‬‬
‫يمثل التنظيم الوظيفة التسييرية الثانية التي تأتي بعد التخطيط لكون أن‬
‫وظيفة التخطيط ينتج عنها القرار األمثل أ ما يعرف بخطة المؤسسة‪:‬‬
‫المتمثلة في تقرير أو بيان بأنواع الوسائل ومختلف التصرفات المتبعة من‬
‫طرف المسيرين للوصول إلى األهداف المراد تحقيقها‪ ،‬فبعد وضع الخطة‬
‫يتوجب على المؤسسة القيام بتنفيذها‪ .‬ولتسهيل هذه العملية تقوم المؤسسة‬
‫بتصميم مجموعات عمل‪ ،‬أقسام وإدارات تعمل بشكل متناسق فيما بينها‬
‫وذلك بتوزيع المهام والمسؤوليات على مختلف المسيرين‪ ،‬وتحديد السلطة‬
‫الالزمة والضرورية لهم‪ ،‬وهذا ما يعرف بالتنظيم الذي أعطيت له عدة‬
‫تعاريف من بينها مايلي‪:‬‬
‫‪ /1‬التعريف األول‪:‬‬
‫عرفه هنري فايول* ‪ Henry Fayol‬بأنه وظيفة تمثل جميع األنشطة التي‬
‫يقوم بها المدير من ناحية ترتيب الموارد اإلقتصادية وتجميعها لتحقيق‬
‫األهداف بأقل التكاليف‪.‬‬
‫‪ /2‬التعريف الثاني‪:‬‬
‫مجموعة العمليات التي تسمح بخلق هياكل تنظيمية تساعد مجموعة األفراد‬
‫على العمل جماعيا ً وبفعالية‪ ،‬بهدف تحقيق األهداف الموضوعة‪.‬‬
‫‪/3‬التعريف الثالث‪:‬‬
‫عملية تحديد العالقات الضرورية بين األفراد والمهام واألنشطة بطريقة‬
‫تؤدي إلى إحداث التكامل والتنسيق بين مختلف موارد التنظيم وذلك بغرض‬
‫إنجاز األهداف بكفاءة وفعالية‪.‬‬
‫من خالل التعارف السابقة يتضح أن التعريف العام للتنظيم يتمثل في‬
‫كونه عملية توزيع األنشطة الضرورية والتي تتطلب توزيع للمسؤوليات‪،‬‬
‫وتفويض للسلطة حتى يتم تحقيق األهداف المبتغاة الموضوعة من طرف‬
‫الخطة‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أهمية التنظيم‪.‬‬
‫إن المؤسسات وجدت لخلق الفوائض والمنافع‪ ،‬وكذا تبقى تستمر‪،‬تنمو‬
‫وتتطور وهذا ال يمكن تحقيقه بواسطة فرد واحد أو مجموعة من األفراد‬
‫يعمل كل منتهم بطريقة مستقلة‪ ،‬ولذا يتعين على المسيرين تنظيم األنشطة‬
‫والمهام الن هذا يسمح بـ‪:1‬‬
‫‪ -‬تحسين ورفع نوعية وجودة العمل المنظم ألن التنظيم يجعل جماعات‬
‫األفراد تعمل معا ً بشكل منسق ومتكامل وبالتالي تحقيق أفضل األداءات‬
‫من خالل تضافر الجهود والتعاون بين الجماعات واألفراد‪.‬‬
‫‪ -‬جعل عالقات السلطة واضحة ابتداء من قاعدة الهرم التنظيمي إلى قمته‬
‫فيكون الفرد على علم بمن يحدد ما يقوم به من عمل‪ ،‬من يشرف عليه‪،‬‬
‫من المسؤول أمامه‪ ،‬وهكذا تكون مجهودات األفراد أكثر فعالية خاصة‬
‫بعد تحديد المسؤوليات وتوضيح عالقات السلطة‪.‬‬
‫‪ -‬تسهيل عملية اإلتصال بحيث يبين التنظيم مجرى ومنافذ اإلتصال من‬
‫القمة إلى القاعدة‪.‬‬
‫‪ -‬يهيئ التنظيم الجو المالئم لتدريب أعضائه وتنمية مواهبهم وتزويدهم‬
‫بما هم بحاجة إليه من أسباب بما يحفزهم ويضاعف إخالصهم ووالئهم‪،‬‬
‫ويشكل تصرفاتهم وما يتخذونه من قرارات وفقا ُ لإلطار الذي يرسمه‬
‫لذلك الغرض‪.2‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬فوائد التنظيم‬
‫ال شك في أن للتنظيم فوائد متعددة يمكن توضيح أهمها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬توزيع األعمال واألنشطة بشكل عملي‪.‬‬
‫‪ -‬يقضي التنظيم على اإلزدواجية في اإلختصاصات‪.‬‬
‫‪ -‬يحدد التنظيم العالقات بين العاملين بشكل واضح‪.‬‬
‫‪ -‬يخلق التنظيم تنسيقا ً واضحا ُ بين األعمال‪.‬‬
‫‪ -‬يسمح التنظيم بسير األعمال في أحسن ما يرام‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أساسيات التنظيم‬


‫المطلب األول‪ :‬مبادئ التنظيم‪.‬‬
‫تتطلب عملية التنظيم مراعاة مجموعة من المبادئ التي تساعد على البناء‬
‫الجيد له وذلك بتجميع األنشطة بطريقة مالئمة وكذا تفويض السلطة بما‬
‫يناسب مع حجم المسئولية وتتمثل هذه المبادئ في‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬مبدأ وحدة الهدف‪:‬‬
‫عند تحديد المؤسسة لهدف معين تنبثق منه مجموعة من األهداف الجزئية‬
‫المتكاملة الخاصة بكل هيئة فالتنظيم يجسد دور إدماج هذه األهداف على أن‬
‫يتم تقييم فعالية أداء كل وحدة بالمقارنة بالهدف العام للمؤسسة‪.‬‬
‫بحيث تصبح كل وحدة تسعى إلى تحقيق أهدافها للوصول إلى الهدف العام‬
‫للمؤسسة‪ ،‬بمعنى أن تكون أهداف كل جزء من التنظيم متفقة مع هدف‬
‫المؤسسة ككل‪ ،‬فالتنظيم يركز المجهودات ويوجهها نحو تحقيق الهدف‬
‫الشامل للمؤسسة‪.‬‬
‫ثانيا ً‪ :‬مبدأ تقسيم العمل‬
‫يعد المبدأ األساسي في عملية التنظيم ويظهر عندما يكثر العمل ويصبح‬
‫الفرد الواحد أ عدد من األفراد غير قادرين على تأديته بسبب كبر حجم‬
‫النشاط ودرجة تعقيده‪ ،‬لذا يتم وضع الجهود اإلنسانية والمادية في المؤسسة‬
‫في شكل مقسم ومجزأ على األفراد واإلدارات‪ ،‬بحيث يؤدي هذا التقسيم إلى‬
‫التخصص‪ ،‬فيكون كل فرد أو قسم لديه تخصص معين في مجال من‬
‫مجاالت العمل‪ ،‬ومن أهم مزايا هذا المبدأ مايلي‪:1‬‬
‫• تحقيق أعلى كفاءة إنتاجية ممكنة للمؤسسة‪.‬‬
‫• رفع مستوى األداء في العمل نظراً لما يحققه التخصص من إجادة وإتقان‬
‫له واكتساب خبرة ودراية‪.‬‬
‫• منع وجود عمالة زائدة ألن كل فرد ال بد أن يكون له عمله الذي‬
‫يتخصص فيه ويكرس كل وقته إلنجازه‪.‬‬
‫وللقيام بتقسيم العمل ال بد من وصف المناصب والمؤهلين‪ ،‬فيكون وصف‬
‫المناصب من خالل الوظائف‪ ،‬المسؤوليات‪ ،‬الواجبات‪ ،‬والمهام وتحديد‬
‫السلطات الالزمة والعالقات بين الرؤساء والمرؤوسين‪ ،‬وبعد وصف‬
‫المنصب تتضح المؤهالت التي يحتاجا هذا األخير من قدرات ذهنية‪ ،‬خبرة‬
‫ومؤهالت علمية‪...‬الخ‪ .‬التي يجب أن تتوفر في الشخص الذي سيشغل‬
‫المنصب‪.‬‬
‫ثالثا ً‪ :‬مبدأ السلطة‪.‬‬
‫تعرف السلطة على أنها الحق المخول إلتخاذ القرارات وإلعطاء األوامر‬
‫والتصرف‪ ،‬سواء كانت هذه األوامر متعلقة باإلهتمام بعمل أو اإلمتناع‬
‫عنه‪ ،1‬فهي تعطي للمسير الحق في التصرف وإتخاذ القرارات لتعبئة‬
‫موارد معينة لتحقيق هدف محدد‪ ،‬إال أنه في بعض الحاالت ال يستطيع‬
‫الفرد الواحد القيام بكل األنشطة لذا يقوم بتقنية تفويض السلطة التي‬
‫بمقتضاها يقوم المسير بإسناد مسؤوليات محددة والسلطات المناظرة إلى‬
‫المرؤوسين الذين قبلوا هذه المسؤوليات‪ 2‬أي هذه العملية التي يقوم المدير‬
‫من خاللها بإسناد جزء من عمله األصلي إلى احد مرؤوسيه ليقوم به نيابة‬
‫عنه‪ 3‬كما يمكن التمييز بين ‪ 3‬أنواع من السلطات كاآلتي‪:‬‬
‫أ‌‪ -‬السلطة التنفيذية‪:‬‬
‫هي السلطة األساسية في التنظيم تتضمن حق إصدار األوامر من الرئيس‬
‫إلى المرؤوسين‪ 4‬ومهامها تنحصر في‪:‬‬
‫• إصدار األوامر للمرؤوسين‪.‬‬
‫• الحق في إصدار القرار والتوجيه‪.‬‬
‫• الحق في عقاب ومكافأة المرؤوسين‪.‬‬
‫ب‌‪ -‬السلطة اإلستشارية‪:‬‬
‫وهي تعني الحق في تقديم العون والخدمة للوحدات التنفيذية فهي تقوم بتقديم‬
‫النصح والمعلومات والتحليالت للمشاكل مع اقتراح الحلول وتقع خارج‬
‫التسلسل اإلداري‪.‬‬
‫ج‪ -‬السلطة الوظيفية‪:‬‬
‫وهي نوع ثالث من السلطة يتأرجح بين كل من السلطة التنفيذية‬
‫واإلستشارية وتظهر في الحالتين التاليتين‪:‬‬
‫• حينما يمارس أحد المسيرين سلطاته على جهة أخرى ال تتبعه تنظيميا ً‪.‬‬
‫• حينما يمارس أحد اإلستشاريين سلطة تنفيذية‪.‬‬
‫رابعا ُ‪ :‬مبدأ المسؤولية‬
‫حسب هذا المبدأ فالمسير يجب أن يكون مسؤوالً على تأدية المهام‬
‫الموضوعة على أفضل ما يكون وهذا لم تحقق النتائج المرجوة فعليه تفسير‬
‫األسباب‪ ،‬وتعني أن الفرد يتحمل نتيجة أعماله التي قام بها من خالل‬
‫السلطة الممنوحة له‪ ،‬حتى عندما يفوض جزء من سلطته لمرؤوسيه تبقى‬
‫المسؤولية ملقاة على عاتقه‪.‬‬
‫خامسا ً‪ :‬مبدأ تعادل السلطة والمسؤولية‪.‬‬
‫السلطة والمسؤولية توأمان ال ينفصالن وحسب هذا المبدأ يجب التساوي‬
‫بين السلطة كحق والمسؤولية كواجب إلنجاز المسؤولية بمعنى أنه عند‬
‫إلقاء مسؤولية أداء عمل معين على فرد ما يجب إعطاءه السلطة الالزمة‬
‫والضرورية لتنفيذ تلك المسؤولية‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬مراحل عملية التنظيم‬
‫تعتبر عملية التنظيم إنعكاس لخطط وأهداف المؤسسة وتتم هذه العملية‬
‫عبر المراحل التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬اإلعالن عن األهداف‪ ،‬فيجب تحديد هذه المسؤولية وإعالنه حتى يتم‬
‫فهمه ومن ثم تتحدد أنشطة المؤسسة واألفراد على ضوئه‪ ،‬حيث ينبغي‬
‫تقييم عبء العمل الكلي إلى مهام فردية‪.‬‬
‫‪ -2‬تجمع المهام المتشابهة في وحدات أي تجميع المهام والوظائف‬
‫المتشابهة في وحدات واحدة إذا كانت من طبيعة واحدة أو يرتبط بعضها‬
‫بالبعض اآلخر ‪.‬‬
‫‪ -3‬تحديد الواجبات والوظائف لكل هيئة‪ ،‬فيجب تحديد مسؤوليات كل فرد‬
‫مسؤول عن وحدة من الوحدات حتى يتحدد لكل فرد من الذي يحاسبه‪،‬‬
‫ومن له سلطة التحقيق في إنجاز العمل‪ ،‬فيجب تحديد المهام والواجبات‬
‫التي من طبيعتها التحليل والتوجيه وتقديم اإلستشارة ‪.‬‬
‫‪ -4‬تحديد وتعيين األشخاص بمختلف المناصب لكل هيئة‪ ،‬أي وضع‬
‫الشخص المناسب في المكان المناسب‪.‬‬
‫‪ -5‬تحديد وسائل تحقيق التكامل‪ ،‬أي التنسيق بين الجهود وتوجيهها‬
‫لتحقيق األهداف التنظيمية بكفاءة عالية فنجاح عمل المؤسسة ككل يتوقف‬
‫على تنسيق العمل بين وحداتها المختلفة‪ ،‬ومن الوسائل الفعالة للتنسيق هم‬
‫اللجان ويتم تكوينهم ألداء غرض معين ومؤقت وهذا ما يعرف باللجان‬
‫الطارئة وفي المقابل بل يوجد لجان دائمة وأخرى تنفيذية ومن أهم‬
‫مزاياهم مساعدة المدير العام وتصويب قراراته وكذا تمثيل مصالح‬
‫وإهتمامات مختلف األطراف‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬وظيفة التنظيم‬
‫بعد وضع الخطة يتوجب على المؤسسة تنفيذها وذلك بتجميع أنشطتها‬
‫المختلفة في هيئات‪ ،‬وقد قامت مؤسسة الحديد والفسفاط بتقسيم مجموعات‬
‫عمل‪ ،‬أقسام وإدارات تحاول بقدر اإلمكان العمل بشكل متناسق فيما بينها‪،‬‬
‫وقد نتج عن عملية التصميم التنظيمي (الهيكل التنظيمي) الذي يظهر من‬
‫خالله توزيع المهام‪ ،‬السلطات والمسؤوليات على مختلف األفراد‬
‫والهيئات التنظيمية‪ ،‬وقد راعت المؤسسة أثناء القيام بذلك مجموعة من‬
‫مبادئ التنظيم‪ ،‬حيث حرست على أن تكون أهداف كل جزء من التنظيم‬
‫متفقة مع هدف المؤسسة ككل‪ ،‬كما قامت بتقسيم العمل على األفراد‬
‫واإلدارات‪ ،‬وتوزيع المسؤوليات عليهم‪ ،‬ومحاولة إعطاء السلطة ألفراد‬
‫بقدر ما يحملون من مسؤولية‪.‬‬
‫من خالل تفحص الهيكل التنظيمي للمؤسسة يظهر أنه تنظيم وظيفي بأي‬
‫أن المؤسسة جمعت نشاطاتها على األساس الوظيفي‪ ،‬أي على أساس‬
‫الوظائف الحقيقية للمؤسسة (اإلنتاج‪ ،‬المالية والمحاسبة‪ ،‬التجارة‪...،‬الخ)‬
‫مع تجزئة هذه الوظائف إلى أقسام‪،‬‬
‫الفصل الثاني الهياكل التنظيمية‬
‫المبحث األول‪ :‬الهياكل التنظيمية‪ ،‬العوامل المؤثرة فيها‬
‫وأنواعها‬
‫المطلب األول‪ :‬الهياكل التنظيمية‬
‫يستهدف التنظيم هيكلة المؤسسة بكيفية متكاملة‪ ،‬حيث تسمح هذه الهياكل‬
‫التنظيمية لألفراد العمل جماعيا ً لبلوغ الهدف المشترك بينهم‪ ،‬فهو عملية‬
‫تجميع األعمال واألفراد في شكل وحدات إدارية‪ 1‬ويأتي بناء التنظيم في‬
‫التصميم التنظيمي الذي يمثل ما يجب أن تكون عليه العالقات الرسمية‬
‫في وقت معين‪ ،‬أي أن خريطة التنظيم تعبر عن العالقات المخططة أو‬
‫الرسمية الضرورية إلنجاز عمل التنظيم في إطار التنظيم الرسمي‪ ،‬الذي‬
‫يقوم بوضع العوامل والحدود بين مسار السلطة والمسؤولية وتوزيع‬
‫العمل والجهد بين األفراد‪ 2‬لكن نجد أن إنجاز العمال يتطلب إجراءات‬
‫غير مخططة وإتخاذ قرارات تعتمد على العالقات غير الرسمية بين أفراد‬
‫التنظيم وهذا ما يعرف بالتنظيم غير الرسمي وهو عبارة عن تنظيمات‬
‫تنشأ وتنمو داخل التنظيم الرسمي نظراً لكبر حجم التنظيم الرسمي نظراً‬
‫لكبر حجم التنظيم وهذه التنظيمات تنشأ بشكل غير مقصود أو تكون‬
‫عفوية‪.3‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬العوامل المؤثرة في بناء الهيكل التنظيمي‬
‫ويمكن جمعها في‪:‬‬
‫أ‌‪ -‬عوامل داخلية‬
‫• حجم المؤسسة فكلما كبر حجم المؤسسة كلما أدى هذا إلى زيادة درجة‬
‫تقسيم العمل والتخصص‪.‬‬
‫• مدى تعدد أو تنوع نشاط المؤسسة ومنتجاتها‪ ،‬فبذلك تزداد نسبة التنظيم‬
‫تعقيداً‪.‬‬
‫• خصائص العاملين بالمؤسسة‪ ،‬فكلما تحسنت ظروفهم المعيشية وزادت‬
‫مستوياتهم الثقافية كلما أصبح الهيكل التنظيمي أقل تحكمية وجموداً وأكثر‬
‫مرونة وقابلية للمشاركة في إتخاذ القرارات‪.‬‬
‫• درجة اإلنتشار الجغرافي للمؤسسة‪ ،‬فإتساع الرقعة الجغرافية للمؤسسة‬
‫تزداد المناطق التي تخدمها‪ ،‬وبالتالي يزداد ميل المؤسسة لتقسيم العمل‪.‬‬
‫ب‌‪ -‬عوامل خارجية‪:‬‬
‫• إستقرار المحيط‪ ،‬فالمحيط غير المستقر يتطلبه هياكل شديدة المرونة‬
‫والحركة‪.‬‬
‫• درجة التغير التكنولوجي‪ ،‬فإرتفاعها يؤدي إلى ضرورة التغيير في‬
‫الهياكل التنظيمية وكذلك إعداد الوحدات‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬أنواع الهياكل التنظيمية‬
‫يوجد العديد من الهياكل التنظيمية نذكر منها‪:‬‬
‫‪ -1‬الهيكل التنظيمي الوظيفي‪:‬‬
‫يتم بناءه على أساس الوظائف الفعلية للمؤسسة المتمثلة في تسويق إنتاج‬
‫تموين‪ ،‬أفراد‪...‬وغيرها‪ ،‬حيث يعتبر هذا النوع األكثر شيوعا ً لتجميع‬
‫األنشطة والموارد للمؤسسة الصغيرة‪.1‬‬
‫يعمل هذا الهيكل على إظهار كل وظيفة بصورة واضحة ألنه يتم تجميع‬
‫األنشطة والعمال في إدارات وأقسام بناءاً على طبيعة الوظيفة التي تندرج‬
‫تحتها هذه األنشطة ويمثل الشكل التالي مثاالً عنه‬
‫من أهم مزايا هذا النوع فاعلية وسهولة اإلشراف على عمليات مترابطة‬
‫ببعضها البعض‪ ،‬وتحقيق الهدف بتقسيم العمل من حيث الكفاءة في األداء‬
‫الوظيفي‪ 2‬لكنه غير صالح عند توسع المؤسسة وإنتشارها الجغرافي وتعدد‬
‫عمالئها ومنتجاتها‬
‫‪ -2‬الهيكل التنظيمي حسب األقسام‪.‬‬
‫عندما تتعدد المنتجات‪ ،‬وتتنوع األسواق والمناطق الجغرافية أو األقاليم‬
‫وفئات الزبائن‪ ،‬يمكن تجميع األنشطة على أساس األقسام‪ ،‬حيث كل قسم‬
‫يمكن أن يكون مخصص لمنتوج ولنوع من الزبائن أو غير ذلك ويمثل‬
‫الشكل التالي هيكل تنظيمي على أساس المنتجات‪.‬‬
‫من مزايا هذا النوع انه يسمح باإلستخدام األمثل للمهارات والقدرات‬
‫الخصوصية‪ ،‬وكذا التنسيق بين العمليات الالزمة لكل سلطة‪ ،‬أما العيوب‬
‫فتتلخص في الصعوبات التي تواجه عملية التنسيق بين الوحدات فيما يرتبط‬
‫بالعمليات المتشابهة كالشراء والتسويق‪.1‬‬
‫‪ -3‬الهيكل التنظيمي حسب المصفوفة‬
‫يأخذ بعين اإلعتبار توزيع الوظائف واألقسام في نفس الوقت حيث انه لكل‬
‫فرد وظيفة تنتمي إلى قسم من أقسام المؤسسة ‪.‬‬
‫زمن مزايا هذا التنظيم إحداث الموازنة بين إهتمامات المسيرين‬
‫والمسؤولين عن تقدير المدخالت وإهتمامات المسيرين والمسؤولين عن‬
‫استعمال المدخالت في تحقيق األرباح‪ ،‬كما أنه يتسم بالمرونة‪ 1‬ومع هذا‬
‫نجد أغلب الباحثين يرفضونه ألنه مع مبدأ وحدة األمر‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪:‬مزايا وعيوب الهيكل التنظيمي‬


‫المطلب األول‪ :‬مزاياه‪:‬‬
‫‪ -‬هذا التنظيم يخدم المؤسسة عند توسعها‪ ،‬حيث يوفر إشراف أدق على‬
‫سير العمل بالنسبة لكل منتوج‪.‬‬
‫‪ -‬إتخاذ القرارات بطريقة أسرع وأكثر فعالية‪.‬‬
‫‪ -‬يساعد على اإلستفادة من التخصص بشكل أكبر وأدق من خالل التركيز‬
‫على كل منتوج على حد‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد وإيضاح المسؤوليات وبالتالي إمكانية تقييم األداء على أساس كل‬
‫منتج على ح ًد‪.‬‬
‫‪ -‬اإلستجابة للظروف الديناميكية نظراً لمرونته‪ ،‬حيث يمكن التخلي على‬
‫أحد الفروع في حالة تدهوره دون أن يؤثر ذلك على بقية الفروع‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬عيوبه‪.‬‬
‫‪ -‬فقدان األفراد الرؤية الكلية ألهداف المؤسسة‪ ،‬ألنهم يركزون على الهدف‬
‫الضيق أو الجزئي للمديرية العامة‪.‬‬
‫‪ -‬صعوبة إتخاذ القرارات فيما يخص جميع األنشطة نظراً لتعدد المنتجات‪.‬‬
‫‪ -‬استغراق وقت طويل إلتخاذ قرار كلي شامل‬
‫خاتــمـة‬
‫لقد تمت المحاولة من خالل هذا الحث دراسة مشكلة لها وزنها في‬
‫اإلقتصاد الوطني وبالخصوص في حياة المؤسسات العمومية المتمثلة في‬
‫كيفية تسيير وتنظيم هذه المؤسسات في ظل إقتصاد السوق‪ ،‬حيث تكمن‬
‫أهمية التنظيم في أنه أحد أهم الوسائل التي تعتمد عليها الدول المتقدمة في‬
‫تطوير إقتصادها‪ ،‬لذا كان العمل يهدف إلى إيضاح عملية التنظيم وأهميته‬
‫ضمن التحوالت اإلقتصادية التي شهدتها المؤسسات العمومية الجزائرية‪.‬‬
‫ومن خالل هذا البحث تبين واقع عملية التسيير والتنظيم في المؤسسات‬
‫العمومية اإلقتصادية في ظل إقتصاد السوق‪ ،‬وهذا ما تؤكده فرضية‬
‫األساس التي مفادها‪ :‬المؤسسة اإلقتصادية الجزائرية تعاني من سوء‬
‫التسيير رغم كل التحوالت والتصحيحات التي قامت بها الدولة من أجل‬
‫إضفاء التحسين على مستوى التسيير والتنظيم‪.‬‬
‫ومن خالل الدراسة النظرية لهذا الموضوع يمكن ذكر أبرز النتائج التي‬
‫تم التوصل إليها‪:‬‬
‫‪ -‬يكمن سر نجاح أي مؤسسة وأي عالقة في نمط التسيير المتبع للتنظيم‬
‫وباقي الوظائف التسييرية‪ :‬التخطي‪ ،‬الغدارة والرقابة‪ ،‬خاصة التنظيم‪.‬‬
‫وفي الختام‪ ،‬المؤسسة اإلقتصادية وأي عالقة اآلن تحاول أن تغدوا في‬
‫ظل إقتصاد السوق‪ ،‬وكل مؤسسة أصبحت تتمتع باالستقاللية العالية‪ ،‬أي‬
‫أن كل مؤسسة مسؤولة وحدها على تواجدها وإستمراريتها وإحتالل‬
‫مكانة مرموقة في السوق وهذا يتم إال من خالل التنظيم الجيد‪ ،‬مما يفتح‬
‫المجال للبحث في عدة مواضيع منها دراسة األساليب والتقنيات التي‬
‫يمكن أن تساعد المؤسسات الجزائرية للوصول إلى تسيير جيد‪.‬‬

‫قائمة المراجع‬

‫‪ -‬حمدي فؤاد علي‪ ،‬التنظيم واإلدارة الحديثة‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬بيروت ‪.1981‬‬
‫‪ -‬عبد الغفار حنفي‪ ،‬عبد السالم أبو قحف‪ ،‬تنظيم وإدارة األعمال‪ ،‬الدار الجامعية‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪.1996 ،‬‬
‫‪ -‬علي محمد منصور‪ ،‬مبادئ اإلدارة‪ ،‬مجموعة النيل العربية‪ ،‬القاهرة‪.1999 ،‬‬
‫‪ -‬عبد الغني بسيوني عبد هللا‪ ،‬أصول علم الغدارة‪ ،‬الدار الجامعية اإلسكندرية ‪.1993‬‬
‫‪ -‬علي الشريف‪ ،‬محمد سلطان‪ ،‬المدخل المعاصر في مبادئ اإلدارة العامة‪ ،‬الدار الجامعية‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪.1998 ،‬‬
‫‪ -‬علي الشريف‪ ،‬مبادئ اإلدارة‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪.‬‬
‫‪ -‬محمد رفبق الطيب‪ ،‬مدخل للتسيير‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪.1996 ،‬‬
‫‪ -‬محمد سعيد عبد الفتاح‪ ،‬فريد الصحن‪ ،‬اإلدارة العامة‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬
‫‪.1996‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية‬
‫‪L.M.D‬‬
‫تاريخ الوقائع االقتصاديىة‪ ‬المقياس ‪:‬‬
‫الفوج ‪16 :‬‬
‫السنة ‪ :‬اولى‬

‫الموضوع‬
‫النــــــشاط االقـــــــــتصادي‬

‫تحت اشراف‪:‬‬ ‫‪:‬من اعداد‬


‫ا‪.‬‬ ‫وارو عبد المالك‬
‫السنة الجامعية ‪2020/2021:‬‬

You might also like