You are on page 1of 3

‫المبحث الثاني‪ :‬العالم ألبرت باندورا‪:‬‬

‫المطلب االول‪ :‬التعريف بالعالم‪:‬‬


‫ألبرت باندورا هو عالم نفس امريكي من أصل كندي و احد اكثر الشخصيات‬
‫تاثيرا في التاريخ في هذا العلم‪ .‬ولد في ‪ 4‬ديسمبر ‪1925‬م بقرية صغیرة تسمى‬
‫موندرا بوالية ألبرتا بكندا ألبوين بولنديین من مزارعي القمح‪ .‬التحق بالمدرسة‬
‫العلیا التي كان عدد طالبھا ‪ 20‬طالبا وعدد مدرسیھا اثنین فقط من المدرسین‬
‫(أشبه بالمدرسة ذات الفصل الواحد) علم نفسه بنفسه ھو وغیره من زمالئه‪)1( .‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬نشأة العالم‪:‬‬


‫ولد في موندار‪ ،‬وهي بلدة صغيرة في شمال ألبرتا بكندا‪ ،‬وكان االبن األصغر‬
‫والذكر الوحيد في األسرة‪ .‬كان التعليم في مدينة نائية مثل موندار محدو ًدا ج ًدا مما‬
‫جعل باندورا يصبح شابًا مستقاًل وله دوافع ذاتية فيما يتعلق بالتعلم‪ .‬كان هذا‬
‫الشرط الذي كان عليه تطويره مفي ًدا بشكل خاص في حياته المهنية الطويلة‪.‬‬
‫شجعه والداه دائمًا على الدخول في مشاريع خارج القرية الصغيرة التي يعيشون‬
‫فيها‪ .‬لذلك‪ ،‬في الصيف‪ ،‬بعد االنتهاء من المدرسة الثانوية‪ ،‬عمل الشاب في‬
‫يوكون‪ ،‬أحد أراضي شمال كندا‪ ،‬لحماية الطريق في أالسكا من الغرق‪.‬‬
‫مع هذه التجربة‪ ،‬تعرض باندورا لثقافة فرعية حيث ساد الشرب والقمار‪ .‬هذا‬
‫ساعده على توسيع وجهة نظره وآرائه في الحياة‪ .‬حيث صنف استطالع أجري‬
‫عام ‪ 2002‬باندورا على أنه رابع أكثر علماء النفس استشها ًدا في األبحاث في‬
‫التاريخ‪ ،‬خلف بي‪ .‬ف‪ .‬سكينر‪ ،‬وسيغموند فرويد وجان بياجيه‪ .‬إنه بال شك أحد‬
‫أكثر علماء النفس نفوذاً في التاريخ‪)2( .‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬حياة ألبرت االكاديمية‪:‬‬


‫تلك الفترة من التعلم الذاتي أثرت على تكوينه العلمي ھو وزمالئه حیث تقلدوا‬
‫جمیعا مواقع ھامة وتخرجوا والتحقوا بمھن رفیعة المستوى‪ .‬التحق بجامعة‬
‫كولومبیا وحصل على البكالوريوس عام ‪1949‬م‪ ،‬وتابع دراسته في الواليات‬
‫المتحدة‪ ،‬في جامعة أيوا‪ ،‬والتي كانت في ذلك الوقت مركز علم النفس النظري‪.‬‬
‫في عام ‪ 1951‬حصل على درجة الماجستير وفي عام ‪ 1952‬حصل على‬
‫الدكتوراه‪ .‬كان في تلك الجامعة حيث التقى فرجينيا فارنز‪ ،‬الذي تزوج وله ابنتان‪.‬‬
‫خالل سنوات عمله في جامعة أيوا‪ ،‬بدأ باندورا بدعم أسلوب علم النفس الذي‬
‫سعى إلى استكشاف الظواهر النفسية من خالل االختبارات التجريبية والمتكررة‪.‬‬
‫إن إدراجه في الظواهر العقلية مثل الخيال والتمثيل‪ ،‬وكذلك مفهوم الحتمية‬
‫المتبادلة‪ ،‬التي افترضت عالقة التأثير المتبادل بين العامل والبيئة‪ ،‬كان بمثابة‬
‫تغيير جذري في نظرية السلوكية‪ ،‬التي كانت مهيمنة على ذلك الوقت‪.‬‬
‫بعد التخرج‪ ،‬تولى باندورا ترشيحً ا إلجراء تدريب ما بعد الدكتوراه في مركز‬
‫ويتشيتا لإلرشاد‪ .‬لعام ‪ ، 1953‬بدأ التدريس في جامعة ستانفورد‪ ،‬حيث بقي حتى‬
‫اليوم‪.‬‬
‫في سنواته األولى في جامعة ستانفورد‪ ،‬عمل مع أحد طالب الدكتوراه‪ ،‬ريتشارد‬
‫والترز‪ .‬كانت نتيجة هذا التعاون الكتاب العدوان في سن المراهقة‪ ،‬نشرت في عام‬
‫‪ ،1959‬و التعلم االجتماعي وتنمية الشخصية‪ ،‬نشرت في عام ‪ .1963‬لسوء‬
‫الحظ‪ ،‬مات والترز نتيجة لحادث دراجة نارية في حين ال يزال شابا‪.‬‬
‫في عام ‪ ،1973‬تم تعيين باندورا رئيسا للجمعية األمريكية لعلماء النفس (‬
‫‪ )APA‬و في عام ‪ 1980‬حصل على جائزة المساهمة العلمية المتميزة‪ .‬في‬
‫نفس العام تم تعيينه رئي ًسا للجمعية الغربية النفسية‪.‬‬
‫ضا طبيب "الشرفاء" من قبل العديد من الجامعات‪ .‬من بينها يمكننا تسمية‬ ‫وهو أي ً‬
‫أسماء روما‪ ،‬إنديانا‪ ،‬ليدن‪ ،‬والية بنسلفانيا‪ ،‬برلين واإلسبانية من جاومي األول في‬
‫كاستيلون وسالمانكا‪ .‬أيضا‪ ،‬في عام ‪ 2008‬حصل على جائزة‬
‫‪ Grawemeyer‬لمساهماته في علم النفس‪.‬‬
‫‪ :Modificação do comportamento‬من بين أهم الكتب التي نشرتها‬
‫باندورا باللغتين اإلسبانية والبرتغالية من خالل إجراءات النمذجة (‪،)1972‬‬
‫المذكورة أعاله التعلم االجتماعي وتنمية الشخصية (مع ريتشارد والتر) (‪)1977‬‬
‫و مبادئ تعديل السلوك (‪)3( .)1983‬‬

‫الخاتمة‪:‬‬
‫الميزة الكبرى للتعلم بالتقليد وفق نظرية باندورا على غيره من أشكال التعلم هي‬
‫أنه يقدم للمتعلم سيناريو تتوالى فيه أنواع السلوك المطلوبة‪ ،‬حيث لن يوضع‬
‫شخص أمام عجلة القيادة في سيارة ويطلب منه أن يتعلم القيادة بالمحاولة والخطأ‬
‫فقط‪ ،‬وإنما يتعلم عن طريق مالحظته و تقليده للنموذج‪ ،‬وتلح نظرية التعلم‬
‫االجتماعي على أهمية التعزيز في إتباع سلوك القدوة كما أنها تقدم أسلوبا لكيفية‬
‫إدارة الصف‪ ،‬وأرى أن أهمية أسلوب المحاكاة و التقليد في الصف المدرسي‬
‫تتضح في التالي ‪:‬‬
‫يمكن تسهيل التعليم في الصف بدرجة كبيرة بأن نقدم النماذج المالئمة حيث‬
‫يستطيع المعلم استخدام العديد من النماذج لحث التالميذ على إتباعها‪.‬‬
‫صياغة نتائج السلوك سواء كانت ثوابا أو عقابا في ضوء تأثيرها على المتعلم‪،‬‬
‫فال يمكن للمعلم أن يفترض أن المنبه الذي يعتبره هو سارا سيؤدي إلى تقوية‬
‫السلوك أو تدعيمه‪ .‬فمثالً الشخص شديد الخجل سيكون التفات أقرانه له نوعا من‬
‫العقاب وليس تشجيعا ً له‪ .‬كما أن المعلم ال يستطيع أن يسأل تالميذه عما يعتبرونه‬
‫معززا لسلوكهم إذ أن ذلك سيفقد المعزز أثره كما هو األمر في حالة المدح‬
‫والتعزيز‪.‬‬
‫المراجع‪:‬‬
‫‪ .)1‬باربرا انجلز‪ ،‬ترجمة فھد بن عبد اهللا الدلیم‪ ،‬مدخل إلى نظريات الشخصیة‪ ،‬دار‬
‫الحارثي للطباعة والنشر‪1991 ،‬م ‪.‬‬
‫‪ .)2‬موقع‪/https://ar.thpanorama.com/articles/curiosidades :‬‬
‫‪ .)3‬عدنان يوسف العتوم وآخرون‪ ،‬علم النفس التربوي‪ :‬النظرية والتطبيق‪ ،‬عمان‪ ،‬دار‬
‫المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة‪ ،‬عمان ‪ 2005 ،‬م ‪.‬‬

You might also like