Professional Documents
Culture Documents
التقويم المالي للمؤسسات الداخلة في البورصة
التقويم المالي للمؤسسات الداخلة في البورصة
مذكرة ماجستير
التخصص :نقود ،مالية وبنوك
من طرف
عبد القادر شعبان شاوش
ملخـــص
إن الدخول إلى البورصة ھو خيار استراتيجي تتخذه المؤسسة لالستفادة من المزايا التي يمنحھا
السوق المالي من خالل حصولھا على األموال الالزمة لتمويل مشاريعھا المستقبلية ،و ذلك مقابل
تكاليف و أعباء قد يفرضھا السوق المالي .ومن أجل إنجاح عملية الدخول إلى البورصة البد على
المؤسسة أن تقوم بالتحضير الجيد وذلك لتحديد القيمة المالية الحقيقية لألوراق التي ستطرحھا في السوق
المالي لضمان حقوق المستثمرين الحاليين والمفترضين فال يمكن طرح أوراق للتداول بأثمان ال تعبر
عن قيمة مساوية ألصل اقتصادي حقيقي.
إن قيمة األوراق المالية المطروحة في السوق تتحدد بحسب كفاءة السوق المالي سلبا و إيجابا
بموجب قانون العرض والطلب ،كما أن السيولة الكافية للسوق تسمح للمستثمرين بالتحكم في عملياتھم
االستثمارية وقتا و سعرا وبالتالي تحديد أسعار األوراق المالية والقيمة البورصية للمؤسسة.
ومن أجل أن يكون التقويم المالي مبنيا على معطيات دقيقة على المقوم أن يقوم بتشخيص مختلف
العوامل البشرية والتنظيمية ،الصناعية والتجارية و كذا العوامل القانونية المؤثرة على القيمة المالية
للمؤسسة ،إال أن ھذا التشخيص وحده غير كافي إلعطاء ھذه القيمة لذا كان البد من تشخيص مالي
يھدف إلى إظھار مكامن الخطر التي قد تواجه المؤسسة ،الصعوبات الموجودة و كذا قياس األداء المالي،
فإذا أثبت التشخيص المالي تدھور الحالة المالية للمؤسسة يعني أن قيمتھا المالية منخفضة والعكس
صحيح.
وأمام التطور الكبير في المجال المالي و االقتصادي وتنوع المؤسسات وتشعب قطاعاتھا ،أصبح
كل قطاع يحاول أن يالئم طرق تقويم خاصة به والتي يمكن تجميعھا في عدة مجموعات مترابطة فيما
بينھا حسب المقاربة التي تعتمد عليھا.
2
المقاربة الممتلكاتية تعتمد على التقويم المالي للعناصر المادية والمعنوية التي تشكل أصول وخصوم
المؤسسة محل التقويم باحتساب القيم الحالية دون اللجوء إلى التقديرات والتوسعات المستقبلية وال
للتدفقات التي ستنتجھا فھي تشكل مقاربة تاريخية ثابتة.
في حين أن المقاربة التحينية وبعكس المقاربة السابقة تعتمد على تحديد قيمة التدفقات المستقبلية
التي سوف تتحصل عليھا نتيجة نشاطھا ،فالمستثمرون الذين يودون شراء أسھم المؤسسة إنما يودون
الحصول على التدفقات و األرباح التي تحققھا المؤسسة مستقبال وليس األصول والممتلكات التي قد تفقد
قيمتھا مع مرور الوقت.
لكن قد تكون قيمة المؤسسة جد عالية وتحقق نتائج باھرة رغم أنھا فتية ال تملك ماضي يمكننا
من دراسة تطورھا ،ولھذا يمكننا استعمال المقاربة المقارناتية لتحديد قيمة المؤسسة بين مثيالتھا حيث أن
قرار االستثمار الذي سيتخذه المساھمون المحتملون في المؤسسة الداخلة إلى البورصة ينتج عن المقارنة
بين عدة مشاريع استثمارية.
وفي األخير حاولنا إسقاط ھذه الدراسة على مجمع صيدال عند دخوله إلى البورصة وتطوره
خالل العشرية التي تلت الدخول.
وفي غياب معلومات دقيقة عن كل المعطيات والتعامالت التجارية والمالية التي تقوم بھا
المؤسسة وحتى تلك التي تصنف في خانة السرية حاولنا أن نتطرق ،باستعمال المعطيات المتوفرة ،إلى
المنھجية المستعملة من طرف الخبراء في التقويم المالي ولم نعط أھمية كبيرة للقيمة الرياضية للسھم.
كما أن غياب سوق مالي حقيقي ،وغياب مؤسسات مثيلة لمجمع صيدال تنشط في ھذا السوق
كان سببا في غياب المقاربة المقارناتية عن بحثنا ھذا في جانبه التطبيقي.
3
شكــــــر
الحمد Jالذي وفقني إلتمام ھذا العمل ،وال يسعني إال أن أتقدم بجزيـل الشكـر
والعرفان إلى األستاذ القديـر ناصر مراد وإلى كل من ساعدني من قريب أو من بعيد
الفھرس
ملخـص
شكــــر
قائمة الجداول
قائمة األشكال
مقدمـــــــــــــة ................................................................ ......................................................................................
13
92
.................................................................................................................................... .2.3المقاربة التحينية
98 ...................................................................................................... .1.2.3النماذج األساسية للتحيين
99 ..................... ............................................................................................ .1.1.2.3النماذج األساسية
6
قائمـة الـجداول
.................................................................. .................................................................................................الصفحة
. الرقم
76
................................. ....... ....... ......................................................... جدول احتياجات رأس المال المعياري 01
82
..................................................... ....................................................................................... جدول تدفقات الخزينة 04
152
.................................................... ....... ... ............................................................. جدول تطور ديون اإلستغالل 21
155
............................................. .. .......... .................................................. جدول تطور نسبة االستقاللية المالية 26
159
............................... .......... ........................... ....................................................... جدول حساب النتائج التقديري 29
جدول حجم اإلنتاج وعدد األدوية المنتجة 171................................... ....... ..................................... 41
تطور سيولة اصول صيدال بعد دخولھا إلى البورصة 176 ......................................................... 42
تطور تغطية الديون الھيكلة المالية واإلستقاللية المالية لصيدال .............. ..... .................... ........
178 45
قائمة األشكــــال
..................................................................................................................................................................الصفحة الشكل
24
.............................................................. الھيكل التنظيمي للجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة 02
59
................................. .............................................................................................. توزيع القيمة المضافة 05
64
.................................................................................................... التسلسل السلمي لألرصدة الوسيطية 06
70
........................................................................................................... نموذج ديبون لتحليل المردودية 07
تطور عدد مستخدمي صيدال بعد دخولھا تطور عدد مستخدمي صيدال ................................
172 16
173
تطور رقم أعمال صيدال ...................................................................................................................... 18
174
تطور األرباح صيدال ............................................................................................................................ 19
175
تطور القيمة و نتيجة االستغالل ............................................................................................................. 20
13
مقدمــــــــــــــــة
يعتبر التمويل المباشر للمؤسسة عن طريق البورصة ،دون اإلعتماد الكلي على التمويل البنكي،
من أھم مميزات إقتصاديات الدول المتقدمة ،فدخول المؤسسة إلى البورصة يسمح لھا بطرح مجموعة
من األوراق المالية في شكل أسھم وسندات مما يسھل لھا الحصول على السيولة مباشرة من المدخرين
دون وساطة بنكية ،حيث أن ھذا الدخول يفترض أن يشكل عنصر من مجموعة عناصر إستراتيجية
متكاملة لبرنامج تنموي توسعي يصعب تمويله عن طريق التمويل البنكي لدرجة المخاطر التي تحيط به.
كما يمكن أن يكون الدخول إلى البورصة شكل من أشكال الخوصصة الجزئية أو الكلية
للمؤسسات العمومية ،فبعد صدور األمر 12-97المؤرخ في 19مارس 1997معدال للقانون -95
22المؤرخ في 26أوت 1995المتعلق بخوصصة المؤسسات أدخل إمكانية اللجوء إلى البورصة
كشكل من أشكال الخوصصة في الجزائر.
لكن طرح أوراق مالية في البورصة البد أن يرافقه تحديد القيمة المالية لھذه األوراق وبالتالي
القيمة المالية للمؤسسة ،ليس كشرطا إجرائيا للدخول من أجل تحديد السعر األولي للورقة فقط ولكن
ايضا من أجل ضمان حقوق المستثمرين المفترضين ،إذ ال يعقل أن يشتروا أوراقا ال تعبر بصدق عن
قيمة مساوية لقيمة أصل إقتصادي حقيقي.
وباعتبار أن عدم التحديد الدقيق للقيمة المالية للمؤسسة زيادة أو نقصانا يعتبر إجحافا في حق
طرف من أطراف المعاملة على حساب طرف أو أطراف أخرى ،كما قد يكون له تأثير على المؤسسة
وعلى سير البورصة خاصة إذا كانت فتية وتحتاج إلى مصداقية أكبر وھي حالة بورصة الجزائر
والمؤسسات التي دخلت إليھا ،إذ أن التقويم المرتفع لھذه المؤسسات التي لم تكن لھا مردودية فيما بعد
كان من بين أسباب عزوف المدخرين و المستثمرين عن اإلستثمار في األوراق المالية و بالتالي عن
اإلستثمار في البورصة.
14
اإلشكالية:
اإلشكالية التي نطرحھا في ھذا اإلطار ،كيف يمكننا تحديد القيمة المالية للمؤسسات اإلقتصادية
الداخلة إلى البورصة ؟
-ماھي أسس التقويم المالي للمؤسسات الداخلة إلى البورصة التي يجب أن يعتمد عليھا المقوم
المالي؟
-كيف قُ ِوم مجمع صيدال عند دخوله إلى البورصة؟ و ما مآل ھذه القيمة بعد الدخول ؟
فرضيات الدراسة:
-الدخول إلى البورصة نفسه يحدد السعر وبالتالي القيمة المالية للمؤسسة وذلك وفقا لقانون
العرض والطلب وبالتالي فقيمة المؤسسة ما ھو إال سعر دخولھا إلى البورصة.
-التشخيص المالي للمؤسسة يعني إعطاء صورة وفية عن الصحة المالية للمؤسسة وبالتالي تحديد
قيمتھا.
-القيمة المالية للمؤسسة تتحدد بقيمة األصول التي تتكون منھا ،أو بقدرتھا على تحقيق األرباح
مستقبال ،أو بقيمة مثيالتھا التي تنشط في نفس القطاع االقتصادي والتي لھا نفس الميزات.
-مجمع صيدال قُ ِوم بقيمته الحقيقية لدى دخوله إلى البورصة.
أھمية الدراسة:
مع تعدد المعامالت التجارية التي يكون موضوعھا المؤسسة ) الدخول إلى البورصة،
الخوصصة ،البيع ،الشراء ،إندماج الشركات ،التنازل عن جزء من رأس المال (...أصبح التقويم
المالي مھما حيث أن التقويم الخاطئ للمؤسسات الداخلة إلى البورصة يكون له أثار سلبية على المؤسسة
ذاتھا ،المستثمرين و اإلستثمار في البورصة ،لذا أصبح التحكم في تقنياته وطرقه ضروريا لكل خبير
مالي من أجل تحديد القيمة المالية اإلقتصادية الحقيقية للمؤسسة ،وعلى ھذا األساس أصبح التقويم المالي
مستقال بذاته عن التحليل المالي حيث صار يملك منھجا ،مصطلحات ونظريات خاصة به.
15
أھداف الدراسة:
يھدف ھذا البحث إلى معرفة أھم التقنيات واألدوات التي يمكن أن نستعملھا لتحديد القيمة المالية
للمؤسسة الداخلة إلى البورصة وبالتالي القيمة المالية لألوراق المالية )األسھم( ،والعناصر التي يجب
على المقوم أن يأخذھا بعين اإلعتبار والتي لھا تأثير مباشر أو غير مباشر ،حاضرا أو مستقبال على
سيرورة وتطور حياة المؤسسة .و بالرغم من النظرة المختلفة إلى القيمة المالية للمؤسسة ،حسب كل
طرف في عملية الدخول إلى البورصة ) المؤسسة ،البنك المصاحب لعملية الدخول ،المستثمرون
المحتملون (...إال أن ھذا ال يمنع المقوم من أن يكون موضوعيا وبالتالي تفسير كل اإلحترازات
والتحليالت التي يمكن أن يبني عليھا معطياته في عملية التقويم.
كما أن ھذا البحث يھدف أيضا إلى تبسيط تقنيات التقويم المالي للمؤسسات المستعملة في
األسواق المالية وجعلھا في متناول الباحثين وخاصة الطلبة.
حدود الدراسة:
التقويم المالي للمؤسسات ،وإن كان يعتمد في غالب األحيان على أدوات مرجعية مشتركة ،إال
أنه و أمام التطور سواء في المجال المالي و اإلقتصادي و تنوع المؤسسات وتشعب قطاعاتھا ،أصبح
كل قطاع يحاول أن يالئم طرق تقويم خاصة به .ولقد حاولنا من خالل ھذا البحث أن نلم بأكثر التقنيات
و الطرق المستعملة في التقويم المالي إال أنه إستثنينا تلك التقنيات الحديثة المستعملة في تقويم مؤسسات
اإلقتصاد الجديد التي تنشط في مجال التكنولوجيات الحديثة والتي تتميز بتطور سريع خاصة في وسائل
اإلنتاج والمنتجات ،ولعل من بين أسباب إستثناء ھذه التقنيات حداثتھا من جھة و عدم نجاعتھا من جھة
أخرى ألن المحللين الماليين أصبحوا يعطون أھمية للتقنيات والطرق التقليدية للتقويم في تحديد قيمة
مؤسسات اإلقتصاد الحديث.
كما أننا سنحاول من خالل ھذا البحث دراسة حالة تقويم مجمع صيدال منذ دخوله إلى البورصة
سنة 1999إلى غاية .2007
لقد حاولنا أن نمزج بين المنھج الوصفي والتحليلي في معالجة موضوع التقويم المالي ؛ إذ
تطرقنا إلى مختلف التقنيات و الطرق المستعملة في تقويم المؤسسات اإلقتصادية الداخلة إلى البورصة
مبرزين في كل مرة األساس النظري و المجال التطبيقي من قبل الممارسين و المحللين الماليين لنقوم بعد
ذلك بتحليل مكامن النجاح وحدود كل تقنية أو طريقة مبرزين أھم اإلنتقادات الموجھة إليھا.
16
وبالرغم من أن موضوع التقويم المالي للمؤسسات قد تم التطرق إليه من قبل العديد من الماليين
إال أن ھذه التقنيات تختلف من بلد إلى آخر ومن إقتصاد إلى آخر ،كما أن طبيعة مجمع صيدال )مؤسسة
عمومية إقتصادية معروضة للبيع جزئيا ) ٪ 20من رأسمالھا(( و بورصة الجزائر التي ال تزال تفتقد
إلى مقومات األسواق المالية ،يجعلنا نحاول أن نسقط تقنيات وطرق نموذجية على واقع مختلف عن ذلك
الذي ُ
ط ِورت فيه.
صعوبات البحث:
إن كفاءة السوق المالي تتطلب وجود وافر للمعلومات عن الوضعية المالية للمؤسسة ،إذ أن
المساھم له الحق في معرفة كل التغيرات التي طرأت و التي ستطرأ على المؤسسة من أجل تمكينه من
إتخاذ القرارات اإلستثمارية في وقتھا ،إال أن نقص ھذه المعلومات يعتبر من أھم الصعوبات التي
واجھتنا في إنجاز ھذا العمل.
ھيكلة الدراسة:
لإلجابة على اإلشكالية المذكورة أعاله سنتطرق في الفصل األول إلى تقديم عام للبورصة
وإجراءات الدخول إليھا مبرزين كيفيات تحديد سعر الدخول من جھة ،ومن جھة أخرى نحاول أن
نتطرق إلى اإلطار المفاھيمي للقيمة المالية للمؤسسة وعالقتھا بالسوق المالي ،في حين أننا نتطرق في
الفصل الثاني إلى تشخيص المؤسسة وذلك من خالل تناول التشخيص العام للمؤسسات مع التركيز على
التشخيص المالي وطرقه ،أما في الفصل الثالث سنتناول التقنيات التي يمكن إستعمالھا في تحديد القيمة
المالية للمؤسسة؛ وذلك بالتطرق إلى المقاربة الممتلكاتية ،التحينية و المقارناتية ،لنتناول في الفصل
الرابع واألخير دراسة حالة مجمع صيدال وذلك بتحديد القيمة المالية ألسھمه لدى دخوله إلى البورصة
وتطورھا بعد ذلك.
17
الفصــــل 1
القـيمة والبـورصة
يعتبر الدخول إلى البورصة حدث ھام في حياة وتطور المؤسسة وھو خيار إستراتيجي قصد
االنتفاع من المزايا التي يمنحھا السوق المالي مقابل تحمل التكاليف واألعباء التي قد يفرضھا ،ولعل من
أھم المتطلبات التي يفرضھا كشرط لقبول أوراق المؤسسة للتداول ،إضافة إلى المعلومات المتعلقة
بتاريخھا ،حاضرھا ومستقبلھا ،إعطاء قيمة مالية للمؤسسة من أجل تحديد سعر أولي لقيمة األوراق التي
تطرح في السوق.
فالتقويم المالي الموضوعي للمؤسسة المرشحة للدخول إلى البورصة ليس شرط إجرائي للدخول
من أجل تحديد سعر الورقة فقط بل ھو ضمان لحقوق المستثمرين المفترضين إذ أنه ال يمكن أن يشتروا
أوراقا بأثمان ال تعبر عن قيمة مساوية ألصل اقتصادي حقيقي.
سنحاول التطرق في المبحث األول إلى إعطاء صورة موجزة عن البورصة وكذا إجراءات
الدخول إليھا ،والمزايا التي تجنيھا المؤسسة من ھذا الدخول وكذا التكاليف و األعباء التي تتحملھا مقابل
ذلك .وسنتطرق في المبحث الثاني إلى مفھوم القيمة المالية للمؤسسة عند دخولھا إلى البورصة
والتحضير لھذا التقويم .
18
يعتبر التمويل المباشر للمؤسسة عن طريق طرح أوراق مالية في البورصة دون االعتماد الكلي
على االقتراض البنكي من أھم مميزات اقتصاديات الدول المتقدمة ،فالبورصة أصبحت أھم مصدر
تمويل للمؤسسات االقتصادية إضافة إلى الدور الذي تلعبه في تغطية المخاطر المالية التي قد تعترض
سير المؤسسة.
.1.1.1مفھوم البورصة
.1.1.1.1.1تعريفھا
تعود كلمة "البورصة" إلى القرن الخامس عشر ميالدي ،أين كان التجار القادمون من فلورنسا
يجتمعون في فندق تملكه عائلة تدعى فان در بورس Van DER Bourseيقع في مدينة بريج
البلجيكية ،كان يؤمه التجار من كافة المناطق ،حيث تطور التعامل فيه إلى أن أصبح التجار ال يحضرون
بضائعھم إلى الفندق بل كانت تتم االرتباطات في شكل عقود وتعھدات ومن ثم استبدلت البضائع
)(1
،مما دفع بظھور أماكن أخرى للتداول عرفت الحاضرة بالتزامات مستقبلية قائمة على ثقة متبادلة
)*(
تلبية لحاجيات تسويق السلع من جھة وسھولة الحصول عليھا من جھة أخرى ،وكانت بالبورصات
تتسم بكونھا بورصات سلع لتتطور فيما بعد إلى بورصات لألوراق المالية ،كما سنتطرق إليه الحقا في
أشكال البورصات.
وبصفة عامة ،يمكن اعتبار البورصة ذلك المكان العمومي الذي يلتقي فيه المحتاجون لرؤوس
األموال من المؤسسات ،الجماعات المحلية والدول بقصد إنشاء وتوسيع المشاريع من جھة ومن جھة
أخرى المستثمرين الذين استطاعوا أن يجمعوا ويجندوا االدخار بقصد توظيفه في شراء األسھم
)(2
التي يتحدد سعرھا وفق قوى العرض والطلب. والسندات
وتعتبر البورصة سوق مالي ثاني يتم فيه تداول األوراق المالية التي تم إصدارھا في السوق األولي
ألول مرة وتسمى أيضا بالسوق المالي المنظم لكونھا تتميز خالفا لألسواق المالية غير المنظمة بموقع
جغرافي محدد لتداول األوراق المالية المختلفة بيعا وشراءا بموجب إجراءات وقواعد ووسطاء وتكاليف
)(1
محسن أحمد الخضيري ،كيف تتعلم البورصة في 24ساعة ،الطبعة الثانية ،ايتراك للنشر مصر 1999ص . 19
)*(
انشأت أول بورصة في فلورنسا ثم في مدينة ليون ، 1459في فرانكفورت وبرشلونة وانفرنس في القرن الخامس عشر ،في امستردام عام
1608وفي بال عام 1683وفي لندن عام 1695و في فينا عام ، 1762نيويورك ، 1798بروكسل ، 1801ميالنو ...... 1808
)(2
جبار محفوظ ،البورصة وموقعھا من أسواق العمليات المالية ،سلسلة التعريف بالبورصة ،دار ھومة ،الطبعة األولى 2002 ،ص .45
19
وتوقيتات محددة بموجب قوانين وتنظيمات واضحة ،محاطة بشفافية لإلفصاح عن المعلومات وتسجيلھا
وعرضھا بشكل مستمر.
أشكال البورصة:
ھناك عدة أشكال وصور للبورصات تزداد وتتنوع حسب درجة نمو وتطور اقتصاديات الدول،
إذ أن ھذا التعدد والتنوع أصبح معيار تقاس به مدى تطور ونمو االقتصاديات الحديثة وھي تعتبر المرآة
العاكسة لالقتصاد الحقيقي للدول كما تعكس الثقافة االقتصادية للمجتمع ،والشكل الموالي يعطي صورة
ملخصة لھذه األشكال.
20
بورصات السلع
من حيث المنتجات
المتداولة
بورصات الخدمات
عمليات حاضرة
عقود آجلة
بورصات محلية
من حيث التعامل
أشكال البورصة
الجغرافي
بورصات دولية
بورصات رسمية
من حيث التسجيل
واإلعتراف الحكومي
بورصات غير
رسمية
بورصات تقليدية
من حيث الطبيعة
اإلقتصادية
بورصات
اإلقتصاديات الحديثة
.2.1.1.1تنظيم البورصة
قبل التطرق إلى التنظيم الھيكلي لبورصة الجزائر في الفقرة الثانية نحاول التطرق في الفقرة
األولى إلى نبذة تاريخية عن إنشاء ھذه البورصة و اإلطار القانوني الخاص بھا.
جاءت فكرة إنشاء ھذه البورصة بعد اإلصالحات االقتصادية التي تم الشروع فيھا انطالقا من
سنة 1988وخاصة بعد صدور القانون 01-88المتعلق بتوجيه المؤسسات العمومية االقتصادية
والقانون 03-88المتعلق بإنشاء 08صناديق مساھمة )الشركات القابضة فيما بعد( والقانون 04-88
المعدل والمتمم لألمر 59-75الصادر بتاريخ 1975.09.26المتضمن القانون التجاري ،وبھذا تكون
الجزائر قد تخلت عن النھج االشتراكي وأصبحت تفرق بين دور الدولة المساھمة والدور السيادي
المتمثل في القوة العمومية.
وفي ھذا السياق ،أصبح إنشاء بورصة القيم المنقولة أمرا ضروريا لذا أنشأت سنة 1990شركة
القيم المنقولة من قبل الثمانية صناديق مساھمة برأس مال قدره 32000000دج مقسمة بالتساوي
بينھا ،ليرفع فيما بعد إلى 9320000دج سنة . 1992
في سنة 1993صدر المرسوم التشريعي رقم 08-93بتاريخ 25أفريل 1993معدال ألحكام
األمر 59 -75خاصة بنصه صراحة على إمكانية إنشاء شركات ذات أسھم عن طريق اللجوء العلني
لالدخار وعرف القيم المنقولة التي يمكن للمؤسسات ذات األسھم المدرجة في البورصة أن تصدرھا.
وجاء المرسوم التشريعي رقم 10-93المؤرخ بتاريخ 23ماي 1993مؤسسا لبورصة القيم
المنقولة بعدما كانت تعرف بشركة القيم المنقولة بين صناديق المساھمة وحدد أعضاءھا وھم لجنة تنظيم
ومراقبة عمليات البورصة COSOBباعتبارھا سلطة ضبط ،شركة تسيير بورصة القيم المنقولة
SGBVباعتبارھا شركة مساھمة للتسيير والوسطاء في عمليات البورصة IOBباعتبارھم شركات
استثمار ،لتتوالى بعد ذلك صدور ترسانة من النصوص القانونية في نفس االتجاه نذكر منھا :
-القانون 22-95المؤرخ في 26أوت 1995المتعلق بخوصصة المؤسسات العمومية معدال
لألمر 12-97الصدر بتاريخ 19مارس 1997حيث أدخل إمكانية اللجوء إلى البورصة
كشكل من أشكال الخوصصة.
-القانون 08-96المؤرخ في 10جانفي 1996المتعلق بھيئات التوظيف الجماعي للقيم المنقولة
). (FCP,SICAV , OPCVM
22
أنشأت لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة بموجب المرسوم التشريعي رقم 10-93الصادر
بتاريخ 23فيفري 1993المتعلق ببورصة القيم المنقولة المعدل والمتمم وتعتبر سلطة ضبط مستقلة
)*(
تتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي
تتكون اللجنة من رئيس وستة أعضاء ،فأما الرئيس يعين بموجب مرسوم رئاسي لعھدة مدتھا 4
سنوات في حين أن األعضاء يعينون من طرف وزير المالية بحسب كفاءاتھم في مجال المالية
والبورصة لعھدة 4سنوات أيضا وذلك تبعا للتوزيع التالي .
)*(
ھذه االستقاللية جاء بھا القانون 04-03الصادر بتاريخ 2003 .02. 17
23
حيث تدرس ھذه الغرفة كل نزاع تقني يترتب على تفسير القوانين والتنظيمات التي تحكم سير
سوق البورصة يحدث بين المتدخلين فيھا ،كما أنھا تختص بدراسة كل إخالل بااللتزامات المھنية
واألدبية للوسطاء في عمليات البورصة وكذا كل مخالفة لألحكام التشريعية والتنظيمية المطبقة عليھم .
كما يساعد اللجنة مديريات تقنية تحت إشراف أمين عام والشكل الموالي يبين الھيكل التنظيمي
العام للجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة.
)(1
COSOB, Rapport annuel 2005,Alger 2006. P07 .
24
مديرية
مديرية تطوير مديرية الشؤون العمليات
السوق القانونية والمعلومات
ومراقبتھا واإلدارية المالية
الشكل رقم : 02الھيكل التنظيمي للجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة ].[44
وإضافة إلى السلطة التأديبية والتحكيمية ،زود المشرع الجزائري اللجنة بسلطات التنظيم ،التفتيش
والمراقبة ،سلطة االعتماد والتأھيل وھذا حتى يتسنى لھا القيام بمھامھا على أحسن وجه خاصة فيما
-حماية المستثمرين في القيم المنقولة . يخص :
تعتبر شركة تسيير بورصة القيم شركة ذات أسھم ،حيث أن أسھمھا مملوكة كليا من قبل
الوسطاء ،وھي غير قابلة للتداول في البورصة ،ومن بين شروط اإلعتماد في معامالت البورصة
االكتتاب في رأسمال شركة تسيير بورصة القيم.
25
واعتبارا من 15جويلية ،1998فإن األعضاء المؤسسون لشركة إدارة بورصة القيم تخلوا عن
حصصھم في رأسمالھا لشركات متخصصة في الوساطة في األوراق المالية ھي :
يعتبر المؤتمن المركزي على السندات ثاني ھيئة وظيفية بعد شركة تسيير بورصة القيم ،وھو
ً
للتسوية" ) (Algérie Clearingكتسمية تجارية، عبارة عن شركة ذات أسھم وحيدة تحمل "الجزائر
وقد أنشأ بموجب القانون 04-03الصادر 17فيفري . 2003
)(1
حسب المادة 18من المرسوم التشريعي 10-93الصادر بتاريخ 23ماي 1993المتعلق ببورصة القيم المنقولة.
26
كما أن أسھم المؤتمن المركزي غير قابلة للتداول في البورصة إذ أن المساھمون ھم فقط
الوسطاء في عمليات البورصة والشركات المسعرة وشركة تسيير بورصة القيم ،أما بنك الجزائر
والخزينة العمومية يعتبران مساھمين بقوة القانون ،في حين حددت المساھمة الدنيا في ھذا التنظيم بـ 2
مليون دينار.
وتقوم شركة الجزائر للتسوية بفتح حساب السندات الجارية المسعرة وغير المسعرة في البورصة
لصالح ماسكي الحساب حافظي السندات المنخرطين فيھا ،وتمركز بذلك حفظ السندات وتسھل توصيلھا
بين الوسطاء الماليين من خالل القيام بتحويالت من حساب إلى آخر ،كما تقوم بتنفيذ العمليات على
السندات التي تقررھا الشركات المصدرة وتنشر المعلومات المتعلقة بالسوق .
وبھذا فالمؤتمن المركزي يساھم في إزالة الطابع المادي عن األوراق المالية وبالتالي التقليل من
تكاليف اإلصدار خاصة فيما يتعلق بطباعة الشھادات المادية.
وھو يتعامل مع بنك الجزائر باعتباره بنك التسوية كما يتعامل مع ماسكو الحسابات حافظو
السندات المؤھلون من طرف لجنة تنظيم البورصة ومراقبتھا ،حيث يفتح المستثمرون حسابات سندات
لدى ماسكي الحسابات ــ حافظي السندات وھؤالء يفتحون حسابات جارية لدى المؤتمن المركزي
)الجزائر للتسوية( تقيد فيھا كل األرصدة .
"ال يجوز إجراء أية مفاوضات تتناول قيما منقولة مقبولة في البورصة إال داخل البورصة ذاتھا
وعن طريق وسطاء في عمليات البورصة " )(1وقد يكون الوسطاء في عمليات البورصة إما شركات
تجارية تؤسس بصفة رئيسية لھذا الغرض ،وإما بنوكا تجارية ومؤسسات مالية .
ويجب على الوسطاء في عمليات البورصة ،لكي يعتمدوا ،أن يقدموا عددا معينا من الضمانات
مثل:
-رأسمال أدنى تحدده لجنة تنظيم ومراقبة البورصة .COSOB
-تنظيم وسائل تقنية مالئمة.
-مستخدمون مؤھلون.
-المساھمة في رأسمال شركة تسيير بورصة القيم المنقولة.
)(1
المادة 05من المرسوم التشريعي 10-93الصادر بتاريخ 23ماي 1993المتعلق ببورصة القيم المنقولة.
27
وإضافة إلى عملية الوساطة في عملية البورصة أصبح للوسطاء في عمليات البورصة القيام بعمليات
أخرى مثل ضمان النھاية الحسنة للعملية المالية ،تقديم االستشارة للمستثمرين ،كما أنھم يمكنھم التعامل
لحسابھم الخاص أو لصالح الغير.
يتعلق األمر بأشخاص معنويين يتولون حراسة السندات ،االسمية أو لحامليھا ،التي أسندت إليھم
وإدارتھا باسم أصحابھا ،وتتمثل المؤسسات المؤھلة من قبل لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة
لممارسة وظيفة ماسكي الحسابات-حافظي السندات أساسا في البنوك والمؤسسات المالية والوسطاء في
عمليات البورصة .
ويجب على المؤسسات ،لكي تعتمد ،أن تتوفر لديھا الوسائل البشرية والمادية الكافية ،والتقيد
بالمبادئ المتعلقة بالمحاسبة على السندات ،وتتوفر لھا ترتيبات حماية أموال زبائنھا والمراقبة الداخلية
كما أنھا يجب أن تنخرط في المؤتمن المركزي على السندات).(1
يعتبر الدخول إلى البورصة حدث ھام في حياة المؤسسة لما له من تأثير على حاضرھا
ومستقبلھا ،وذلك بتحمل تبعات وتكاليف يفرضھا السوق والسلطات المنظمة له مقابل الحصول على
االمتيازات التي يمنحھا باعتبارھا دوافع ومحفزات على الدخول إلى البورصة وھذا ما نتطرق إليه في
الفرع األول ،كما أننا سنتطرق إلى إجراءات الدخول إلى البورصة في الفرع الثاني.
إن قرار الدخول إلى البورصة ليس باألمر السھل لذا وجب على المؤسسة مقارنة المكاسب التي
قد تتحصل عليھا مقابل التكاليف التي تتحملھا ،فالدخول إلى البورصة ليس ھدف في حد ذاته بقدر ما ھو
وسيلة لتحقيق مجموعة من األھداف نذكر منھا ما يلي :
)(1
COSOB, guide d’admission, Anep, Alger, novembre 1997
28
إن الدخول إلى البورصة يعتبر أھم وسيلة للتمويل إلى جانب التمويل البنكي والتمويل الذاتي ،إذ
أن ھذا الدخول يسمح للمؤسسة بطرح مجموعة من األوراق المالية في شكل أسھم أو سندات مما يسھل
لھا الحصول على السيولة مباشرة من المدخرين دون وساطة بنكية ،فتسعير المؤسسات في البورصة
يجب أن يدخل ضمن متطلبات برنامج تنموي متكامل قد يتمثل في البحث عن رؤوس أموال من أجل
تمويل إستثمارات توسعية ومشاريع تنموية مستقبلية قد يصعب تمويلھا عن طريق التمويل البنكي لدرجة
المخاطر التي تحيط بھا.
يعتبر الدخول إلى البورصة بنجاح من أھم العوامل التي تقلل من مخاطر التمويل ،إذ تتنافس
البنوك على منح قروض جديدة للمؤسسة مما يعطيھا قوة تفاوضية أكبر ويقلل من أعباء و تكاليف
الديون.
حيث أنه من بين المعايير التي يؤخذ على أساسھا قرار منح أو رفض ملفات القروض البنكية
للمؤسسات االقتصادية من طرف البنوك نجد درجة المخاطر ،سيولة األصول ،كفاءة المسيرين ،القدرة
الربحية ...الخ ،وكل ھذه المعايير وأخرى يتم أخذھا بعين اإلعتبار أيضا من قبل المستثمرين وبالتالي
الدخول بنجاح إلى البورصة يعطي للمؤسسة شھادة إيجابية على صحتھا المالية وقلة المخاطر التي تحيط
بھا.
كما أن دخول المؤسسة إلى البورصة يسمح لھا ،كما للمساھمين في رأسمالھا ،بتنويع المخاطر
ببيع جزء من أسھمھا مقابل شراء أسھم مؤسسات أخرى تمتاز بربحية أكبر.
29
يسمح تسعير المؤسسة في البورصة لعمالھا بامتالك ولو جزء يسير من أسھمھا بل أن بعض
المؤسسات تمنح أسھم مجانية أو بقيمة منخفضة لعمالھا كتحفيزات و مكافأة لھم على مجھوداتھم ،وھذا ما
يؤثر إيجابيا على اندماج ھؤالء العمال ومضاعفة جھدھم بطريقة مزدوجة ،فباإلضافة إلى طابع المكافأة
الذي يكتسي ھذه العملية يعطي للعمال إحساس التملك وبالتالي المسؤولية على تطور وازدھار المؤسسة،
قصد تحقيق أرباح أكبر وبالتالي عائدات أسھم أكبر.
نظرا للمتطلبات التي يفرضھا الدخول إلى السوق المالي يجب على المؤسسة أن تعطي قيمة
مالية ألسھمھا تكون مقاربة للقيمة االقتصادية)*( ،لتضبط ھذه القيمة مع مرور الوقت في البورصة تحت
تأثير قانون العرض والطلب على أسھمھا ھذا ما يجعل القيمة المالية للمؤسسة تتحدد في السوق بناءا
على عدة عوامل داخلية وخارجية.
فالبورصة تعتبر ھيئة اعتماد وتصحيح للقيمة المالية للمؤسسة ،وبالتالي الدخول إلى البورصة
بنجاح يمثل شھادة عن الصحة المالية للمؤسسة وميزان صادق لقيمتھا.
صحيح أن المشاريع الطموحة تجلب التمويل ذاتيا ،ولكن في بعض األحيان رغم أن بعض
مخططات األعمال ) (business planتكون طموحة وموضوعية إال أن عدم اھتمام المستثمرين بھا
نتيجة نقص اإلعالم و اإلشھار يرھن نجاحھا ،وھذا ما يؤثر سلبا على القيمة المالية للمؤسسة وبالتالي
قيمتھا االقتصادية.
ولھذا فإن ما يصاحب دخول المؤسسة إلى البورصة من إشھار يزيد من اھتمام المستثمرين بھا
وبالتالي الزيادة في الطلب على أسھمھا مما يؤدي إلى الرفع من قيمتھا المالية.
)*(
في غالب األحيان يكون سعر أول دخول إلى البورصة أقل من القيمة اإلقتصادية.
30
مقابل االمتيازات التي تتحصل عليھا المؤسسة الداخلة إلى البورصة ھناك أعباء ،تكاليف
ومخاطر يجب أن تتحملھا قد تكون ھذه األعباء عبارة عن تكاليف مالية إضافية أو مخاطر قد تحدق بھا
إن لم تتمكن من التسيير الفعال والتأقلم مع المحيط الجديد ،وقد تكون ھذه األعباء بمناسبة الدخول إلى
البورصة أو أثناء تواجدھا بھا ،وسنحاول التطرق فيما يلي إلى أھم وأبرز ھذه األعباء.
الدخول إلى البورصة ليس بالعملية السھلة ،لذا يجب على المؤسسة المرشحة للدخول إلى
البورصة أن تستعين بخدمات بنك متخصص يسمى بنك االستثمار توكل له مھمة اإلدخال إلى البورصة
مقابل مبالغ مالية قد تكون معتبرة ومكلفة للمؤسسة ،كما أن المؤسسة يجب أن تلبي بعض المتطلبات التي
تعتبر كشروط قبلية لدراسة ملف قبولھا على مستوى البورصة ،وعادة ما تصاحب تحقيق ھذه المتطلبات
تكاليف إضافية تتمثل أساسا في تحديث األساليب المحاسبية بما يتماشى والمقاييس المعتمدة من قبل
السلطات المنظمة للبورصة ،ويتطلب أيضا على المستوى الھيكلي إنشاء ھيئة مكلفة باإلعالم ومتابعة
التطورات على مستوى البورصة من جھة ،وإنتاج المعلومات المحاسبية ،المالية وكل ما له عالقة
مباشرة أو غير مباشرة باألسھم المتداولة من جھة أخرى.
-تكاليف اإلعالم:
من أجل إنجاح عملية الدخول إلى البورصة البد أن تصاحبھا عملية إشھار واسعة قد تكون
مكلفة ،خاصة بالنسبة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة ،حيث أن سعر السھم يتحدد بحجم الطلب عليه في
حالتي العرض بتحديد السعر األدنى OPMوالعرض بالسعر المفتوح OPOوھذا الحجم يتناسب
طردا مع تكلفة العملية اإلشھارية المرجوة للدخول المرتقب إلى البورصة.
كما أن البقاء في البورصة يتطلب توفير المادة اإلعالمية الكاملة عن الصحة المالية للمؤسسة
بصفة دورية منھا ما ھو شھري ،ثالثي ،سداسي وسنوي ،و اإلعالن عن كل القرارات اإلستراتيجية
المستقبلية التي ستتخذھا المؤسسة وفي حينھا ،يعتبر التستر على مثل ھذه القرارات مخالفة يعاقب عليھا
القانون ،حيث صدر عام 1984في الواليات المتحدة األمريكية قانون يعطي الحق للجنة األوراق المالية
31
و للبورصة في رفع دعوى قضائية لرد األرباح التي يحققھا العاملين من وراء تلك الصفقات ،إضافة إلى
حقھا في فرض غرامة تصل إلى ثالثة أضعاف تلك األرباح). (1
المؤسسة المسعرة بالبورصة خاصة تلك التي تكون أسعار أسھمھا أقل من سعرھا الحقيقي قد
تكون ھدف عرض عمومي للشراء OPAأوعرض عمومي للتبادل OPEيھدفان عادة ،إضافة إلى
تحقيق عائد رأسمالي نتيجة الفرق بين السعر والقيمة ،إلى التمكن من التحكم في تسيير المؤسسة
المستھدفة والرقابة عليھا.
ومواجھة ھذه العروض قد تكون مكلفة وتتطلب عمل استراتيجي حكيم وتعاون خارجي يعرف
بعرض مضاد صديق
-مخاطر المنافسة:
من بين أھم الواجبات التي تفرض على المؤسسة المسعرة بالبورصة الشفافية في التسيير
والموضوعية في اإلعالم إذ يجب على المؤسسة أن تقدم معلومات قد تكون ذات قيمة إستراتيجية مثل
السياسة التسويقية ،مخطط األعمال وبرامج البحث والتنمية.
وبالرغم من أن ھذه المعلومات موجھة في الحقيقة لخدمة المستثمرين الحاليين والمحتملين ،إال
أن المنافسين يمكنھم استغالل ھذه المعلومات ألغراض تنافسية مما يخلق عوائق تحول دون تحقيق
األھداف المسطرة من قبل المؤسسة.
في حالة تنازل المالكين المسيرين عن أسھمھم بعد دخول المؤسسة إلى البورصة فإنھم يصبحون
أقل اھتماما بشؤونھا ،وبالتالي ينصب اھتمامھم على مصالحھم الشخصية التي قد تتعارض مع مصالح
المؤسسة والمساھمين الجدد.
كما أن ھؤالء المسيرين قد يكونوا مساھمين مباشرين أو غير مباشرين في مؤسسات أخرى
منافسة ،أين التسيير المالي فيھا يتعارض والتسيير الراشد في مؤسساتھم.
)(1
منير ابراھيم ھندى ،األوراق المالية وأسواق المال ،منشأة المعارف ،مصر 2006ص .513
32
دخول المؤسسة إلى البورصة يعني حصولھا على سيولة مالية مقابل أوراقھا المالية ،ومن أجل
ضمان حقوق المستثمرين المحتملين ال بد على المؤسسة أن تحقق بعض الشروط وتتبع بعض
اإلجراءات .
إن القيم المنقولة التي تكون محل طلب قبول للتفاوض في البورصة يجب أن تستوفي الشروط التالية:
-يجب أن تكون كل األسھم محررة أي مدفوعة من قبل المساھمين فال يعقل أن يطلب إدخال أسھم
لم تتعدى الوعود.
-يجب أن توزع األسھم على األقل على 300مساھم لدى دخولھا إلى البورصة ،وال يتم ھذا
الدخول إذا لم يتعدى جمھور المكتتبين ھذه العتبة.
-يجب أن تمثل األسھم المطروحة للتفاوض في البورصة % 20على األقل من رأسمال الشركة
المزمع إدخالھا إلى البورصة.
-يجب أن تكون المؤسسة المصدرة عبارة عن شركة ذات أسھم SPAفھذا النوع من الشركات
ھو الوحيد الذي يمكنه الدخول إلى البورصة دون غيره.
-يجب أن ال يقل رأسمال الشركة عن 100.000.000دينارجزائري.
-يجب أن تكون قد حققت أرباحا في السنة السابقة لطلب دخولھا
-يجب أن تنشر قوائمھا المالية على األقل للسنتين الماضيتين.
-يجب أن تقدم بيان معلومات Notice d'informationمؤشرة من قبل لجنة تنظيم عمليات
البورصة ومراقبتھا COSOB
-يجب أن تنشأ ھيئة تدقيق داخلي .
33
-يجب أن تقدم تقرير تقويمي ألصولھا محرر من قبل عضو من مصف محافظي الحسابات غير
محافظ حسابات الشركة). (1
الشركة الراغبة في الدخول إلى البورصة يجب أن تقدم إلى لجنة تنظيم عمليات البورصة
ومراقبتھا ،طلب الدخول يتكون من أربعة ملفات:
ھناك ثالثة أشكال للقبول في البورصة تعرف بالعرض العمومي للشراء)*( ،OPAالعرض
العمومي للتبادل (*) OPEوالعرض العمومي للبيع .(*)OPV
)(1
COSOB, guide d’admission, Anep, Alger, novembre 1997.
)*(
OPA : Offre publique d'achat, OPE : Offre publique d'échange, OPV : Offre publique de vente.
34
يعتبر ھذان النوعان من العرض العمومي إجراءان يھدفان إلى السيطرة على شركة ذات أسھم
من أجل التحكم فيھا ،فالعرض العمومي للشراء يمثل إعالن لجميع مساھمي الشركة المستھدفة مالكي
أسھم ذات الحق في التصويت للتنازل عن ھذه األسھم مقابل مبلغ نقدي أو مقابل قيم منقولة أخرى وھذا
األخير يسمى بالعرض العمومي للتبادل .OPE
فالمبادر الذي يكون مساھما يجب أن يحترم قاعدة النسبية في الشراء إذا كان ينوي شراء جزء
فقط من أسھم المؤسسة المستھدفة أي أن المساھمين لھم نفس الحظ في بيع أسھمھم.
كما أنه يجب أن يحترم قاعدة الشفافية ،حيث يصدر المبادر مذكرة إلى كل المساھمين يبين فيھا
شروط العرض العمومي للشراء وعدد األسھم التي بحوزته ،كما أنه يجب أن يضع ھذه المذكرة بين يدي
لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتھا إضافة إلى ملف كامل للقبول ،ويضع نسخة أخرى على مستوى
مديرية الشركة المستھدفة .
إذا كان عدد المساھمين كبيرا ،يشترط أن يملك المبادر فقط نسبة % 5من مجموع األسھم ،في
حين إذا لم يكن ھناك عدد كبير من المساھمين فقد يشترط نسبة % 15أو % 20من مجموع
)(1
األسھم
على عكس العرض العمومي للشراء ،فالعرض العمومي للبيع يتمثل في لجوء المؤسسة
المصدرة )شركة ذات أسھم( إلى بيع جزء من رأسمالھا )أسھمھا( للجمھور مقابل الحصول على سيولة
نقدية ،ولما لھذه العملية من مخاطر على االدخار تحاط برقابة أكبر وتنظيمات أكثر تعقيدا من أجل حماية
أموال المستثمرين المحتملين .
لذا يجب على المؤسسة التي تتوفر فيھا الشروط المذكورة في الفقرة السابقة ،من أجل إنجاح
عملية العرض العمومي للبيع ،أن تقوم بعملية إشھارية واسعة الستھداف أكبر عدد ممكن من المدخرين
وبالتالي الرفع من عدد أوامر الشراء .
في البداية تتعاقد المؤسسة الراغبة في الدخول إلى البورصة مع وسيط عمليات البورصة ،عادة
ما يكون بنكا تجاريا أو مجموعة بنوك حسب درجة المخاطر وقيمة األسھم المزمع إدراجھا
في البورصة ،ويفترض أن يصحب ھذا العقد عقد ضمان النھاية الحسنة للعملية إذ تتكفل ھذه البنوك
بشراء األوراق النقدية التي ال تباع في السوق أي إذا لم يصل مستوى الطلب إلى مستوى العرض .
ويتم العرض العمومي للبيع خالل فترة زمنية معينة عادة ما تكون ثالثين يوما ،وخالل ھذه
الفترة يقوم المستثمرون بتقديم أوامر الشراء مباشرة على مستوى وكاالت البنوك التي تساھم في عملية
بيع األوراق النقدية مقابل دفع ثمنھا ،وتعبر كمية األوراق المطلوبة من طرف معطي أمر الشراء عن
الحد األقصى وليس النھائي ،فھذه الطلبية يمكن تلبيتھا كليا أو جزئيا فقط وھذا حسب درجة تلبية الطلبية
الكلية أمام األوراق المعروضة للبيع.
وفي نھاية فترة العرض تقدم البنوك إلى البنك المرافق للمؤسسة نتيجة الطلب على أوراقھا،
والذي بدوره )البنك المرافق الوسيط( يقدمھا إلى شركة إدارة بورصة القيم المنقولة.
وعند تجميع أوامر الشراء لدى شركة إدارة بورصة القيم تتأكد من مطابقتھا للقوانين والتنظيمات
الجارية )أن يفوق عدد مصدري أوامر الشراء 300شخص وأن المبلغ يفوق أو يساوي % 20من
مجموع رأسمال الشركة(.
فإذا كان الطلب على األوراق المالية أكبر من العرض ،وھي الحالة السائدة عموما ،يتم توزيع
األوراق المالية على معطي أوامر الشراء بالتوافق النسبي أو بالتلبية التدريجية في حالة العرض
العمومي بسعر ثابت.
فالتوافق النسبي يتمثل في تلبية الطلب بنسبة مساوية لنسبة ھذا الطلب إلى الطلب العام المعبر
عنه ،فالمعيار الذي يعتمد في التوزيع كأساس ھو عدد أوامر الشراء ،فتحسب نسبة مجموع األوراق
المعروضة إلى عدد المستثمرين وھو عدد األسھم التي تمنح لكل مستثمر ثم تلبي البقية بالباقي بنفس
الطريقة.
أما إذا كان العرض العمومي للبيع عبارة عن عرض بسعر أدنى ،كما سنرى ذلك في المبحث
الموالي ،فالسعر يتحدد بعاملين اثنين ھما عدد أوامر الشراء والسعر الذي يرغب المستثمرون شراء به
ھذه األوراق؛ أي أن تلبية طلبيات مصدري األوامر تتحدد بالسعر المقترح ولكن كل األسھم تباع بسعر
واحد .
ولإلشارة أن ھناك قيود فيما يخص عدد األسھم التي تباع إلى نوع معين من المستثمرين مثل
مستخدمي الشركة المصدرة ،الوسطاء في البورصة ،األشخاص المعنوية ،األشخاص الطبيعيين حيث
يحدد الحد األدنى والحد األعلى من األسھم لكل شخص ولكل فئة.
36
وبعد التوزيع يتم إعالن النتائج في حصة علنية خاصة منظمة من طرف شركة إدارة بورصة
القيم بحضور الوسطاء في عمليات البورصة المشاركون وممثلي المؤسسة المصدرة ،حتى يتسنى لھذه
األخيرة طبع شھادات األسھم ويتسنى للوسطاء في بورصة القيم إعالم زبائنھم بنتيجة العملية والتسوية
المالية النھائية لطلبياتھم.
كما تقوم شركة إدارة بورصة القيم بنشر ملخص لنتائج العملية في نسخة من الوثيقة الرسمية
للتسعيرة ،وتعلم في نفس الوقت الجمھور عن تاريخ أول تسعيرة لألوراق المالية).(1
نحاول في ھذا المبحث تسليط الضوء على بعض المفاھيم المتعلقة بالقيمة المالية للمؤسسة
والمرتبطة بالدخول إلى البورصة ،حيث سنتطرق في المطلب األول إلى تعريف القيمة المالية للمؤسسة
وتمييزھا عن مصطلح السعر ،وكذا كيفية تحديد ھذا األخير لدى الدخول إلى البورصة.
في حين أننا سنتطرق في المطلب الثاني إلى عالقة القيمة بالبورصة وذلك بتناول تأثير كفاءة
السوق وسيولته على القيمة المالية للمؤسسة.
إن التقويم الكلي أو الجزئي للمؤسسة يتمثل في تحديد السعر األكثر احتماال الذي يمكن أن تبرم
)(2
وبالتالي فالتقويم يتمثل في إعطاء قيمة مالية للمؤسسة تعتبر به صفقة ضمن الشروط العادية للسوق
كمرجع لتحديد سعر التداول في البورصة.
القيمة ھي ما يجسده الشيء من منفعة حقيقية لإلنسان ،وھي تتحدد بالحاجة االقتصادية لذات
الشيء أمام ندرته إذ يمكن التمييز بين القيمة اإلستعمالية التي ترتكز على المنفعة والقيمة التبادلية التي
ترتكز على الحاجة و الندرة ،ولقد عبر أدم سميث عن القيمة بالسعر الطبيعي للسلعة.
ولتحديد القيمة المالية للمؤسسة استخدمت عدة طرق تنطوي تحت ثالث مقاربات وھي :
-المقاربة الممتلكاتية :يقصد بالقيمة المالية للمؤسسة حسب ھذه المقاربة بالقيمة السوقية
لألصول التي تمتلكھا وكأننا بصدد تصفيتھا لذا تسمى بقيمة التصفية.
)(1
منشورات شركة إدارة بورصة القيم المنقولة.
)(2
DELACHAPELLE, P. L’évaluation des entreprises, 2ème édition, économica Paris 2004.P1.
37
-المقاربة الحركية :يقصد بالقيمة حسب ھذه المقاربة بالقيمة الحالية للتدفقات المستقبلية التي
تجنيھا المؤسسة نتيجة استخدامھا الفعال لمواردھا وتسمى ھذه القيمة بقيمة المردودية.
-المقاربة المقارناتية :يقصد بالقيمة حسب ھذه المقاربة بقيمة األصول اإلحاللية المتواجدة في
السوق والتي لھا نفس خصائص أصول المؤسسة وتعرف ھذه القيمة بالقيمة االحاللية.
السعر ھو مقدار التضحية الذي يتحمله المشتري من أجل الحصول على القيمة وقد يزيد أوينقص
عن القيمة الحقيقية للسلعة ) ،(1وبھذا سعر مؤسسة ما ھو المبلغ الذي يمكن أن تتم به صفقة تنازل عن
رأسمالھا وھو يختلف في ھذا عن القيمة التي تكون نتيجة تحليالت الحاجة إلى المنفعة.
في السوق المالي ،تعتبر القيمة المالية للمؤسسة مجموع قيم األسھم التي تكون رأسمالھا ،وتحدد
قيمة السھم عن طريق تحليالت ودراسات لما قد يحققه من عائدات في المستقبل معبرين عليھا بالقيمة
الحالية ،أي قيمة السھم ماھية إال القيمة الحالية للعائدات الموزعة في المستقبل ويمكن معرفة ھذا بسھولة
نسبية من قبل المحللين المتخصصين ،نتيجة معرفة تطور أرباح المؤسسة والحالة االقتصادية للقطاع
الذي تنتمي إليه.
في حين أن تحديد السعر المستقبلي للسھم ال توجد طريقة لتحديده أي ال توجد طريقة رياضية
نحاول من خاللھا معرفة السعر الحالي وال حتى السعر المستقبلي ،وإنما يخضع ذلك إلى المضاربة التي
تھدف إلى حصول فائض رأسمالي يساوي الفرق بين سعر بيع السھم وسعر شرائه ،وبھذا يمكن القول
أن القيمة المالية للسھم ھي فكرة عن مردود يته ،في حين أن السعر ھو واقعة )صفقة( حدثت فعال أو قد
تحدث نتعرف عليھا من خالل التقاء قوى العرض والطلب.
إن المضاربين ال يھتمون بالقيمة الحالية لألسھم بقدر ما يھتمون بحجم اإليرادات التي قد
يحققونھا نتيجة تغير السعر ،فھم يشترون لما يكون السعر منخفضا و أمام الطلب يرتفع السعر حيث
يقومون ببيع األسھم محققين أرباحا بغض النظر عن القيمة الحقيقية للسھم ،وقد يكون ھذا في نفس السوق
أو يتم في عدة أسواق أين يتم التحكيم بين األسعار ،فالمضاربون يشترون األسھم من السوق الذي
يعرض أسعارا منخفضة ليعاد بيعھا في األسواق التي تعرض أسعارا مرتفعة خاصة في البورصات التي
)(1
حسين مصطفى غانم ،الثمن والقيمة ،مجلة "آفاق اقتصادية" العدد ، 58إتحاد غرف التجارة ،مصر 1994ص.92
38
تتصف بطابعھا الدولي .وبمعنى آخر فالسعر يحيا حياته الخاصة به) ،(1ويتم تحديده في السوق بعيدا عن
االقتصاد الحقيقي.
في حين أن المستثمرين يھتمون أكثر بقيمة السھم وبالتالي القيمة المالية للمؤسسة إذ أنھم
يعتبرون العائد الذي يتحصلون عليه مقابل امتالكھم لألسھم كتوظيف لرؤوس أموالھم وبھذا فھم يھتمون
باالقتصاد الحقيقي أكثر من اھتمامھم باالقتصاد المالي ،ويمكن القول أنه بالرغم من تأثير السوق على
قيمة السھم إال أن ھذه األخيرة تتحدد على مستوى االقتصاد الحقيقي أي المؤسسة ومحيطھا االقتصادي.
إن ما نسميه بـ "القيمة" ما ھو في الحقيقة إال واحدة من بين الوسيلتين الموجودتين لتحديد السعر:
ما يسميه آدم سميث السعر الطبيعي » « prix naturelبمقابل السعر السوقي « prix
» ، marchaudالذي أنشا بموجب الفعل التلقائي للمتدخلين في السوق ،بينما القيمة أو السعر الطبيعي
يتعلق بحساب يعكس ترجمة إضافية للسعر .حساب القيمة يفترض إمكانية تقسيم مكونات السلعة إلى
مجموعة أسعار تتعلق بمختلف المكونات ،ووجود فرصة تحكيم بين سعر الكل ومجموع أسعار األجزاء
مما يلزم األول بمحاذاة األخير).(2
يرى البعض أن السعر ما ھو إال تعبير موضوعي عن القيمة بالضبط كما يتم قياس الحرارة
" “la chaleurبدرجات الحرارة » « la températureأو اللون بطول الموجة الضوئية،
فھما تعبيران لمفھوم واحد ،وأكثر من ذلك يرى Paul JORIONأن الحاجة لظھور مصطلحي
درجات الحرارة وطول الموجة الضوئية كانت مقياسان كميان للتعبير عن مفھومين نوعيين
» ،« qualitatifsفي حين أن القيمة تعتبر كمية في حد ذاتھا وال تحتاج إلى مصطلح آخر ينوب عنھا
في قياسھا وبالتالي ال معنى لوجود مفردتين لنفس المصطلح.
وبعيدا عن جدلية السعر والقيمة في درجة ارتباطھا واستقاللية الواحد منھما عن اآلخر ،نقول
بأن السعر البورصي يتحدد في األول آخذاً بعين االعتبار القيمة المالية للسھم وبالتالي القيمة المالية
للمؤسسة كمرجع إضافة إلى عوامل أخرى أھمھا قانون العرض والطلب الذي يتحدد بدوره بعدة عوامل
أھمھا التحضير الجيد للدخول إلى البورصة وخاصة اإلشھار.
)(1
JORION Paul , « Le rapport entre la valeur et le prix », Revue du MAUSS permanente, 11 avril 2007
)(2
JORION Paul , « Le prix et la « valeur » d’une action boursière », Revue du MAUSS permanente, 11 avril 2007
39
وحتى بعد الدخول إلى البورصة يتحدد السعر إضافة إلى عامل العرض و الطلب والمضاربة في
األسھم بالمرجعية القيمية دائما ،حيث تلعب المعلومات التي تنشرھا المؤسسة كل ثالثة أشھر على األكثر
إعادة السعر المرتفع أو المنخفض إلى محاذاة القيمة المالية للسھم.
إن أول تحديد سعر الدخول إلى البورصة يكون من صالحيات الجمعية العامة وھذا القرار قد
يحدد سعر الدخول بالتدقيق وھو ما يعرف بالعرض بالسعر الثابت )L'offre à prix fixe (OPF
أو أنه يحدد فقط الحد األدنى الذي يمكن أن ينزل عنه سعر الدخول وھو ما يعرف بالسعر األدنى
)L'offre à prix minimal (OPM
كما قد يترك سعر الدخول إلى عاملي العرض والطلب ولكن بتحديد مجال للقيمة وھو ما يعرف
بالعرض بسعر مفتوح ).L'offre à prix ouvert (OPO
يتمثل العرض بسعر ثابت في طرح مجموعة محددة من األسھم في السوق بسعر محدد مسبقا،
ھذا السعر يكون نتيجة القيام بتقويم مالي للمؤسسات ،وھو موضوع ھذه المذكرة ،وبناءا على ھذه
الدراسة التي تحدد القيمة االقتصادية للسھم تأخذ الجمعية العامة قرار تحديد السعر وكذا كمية األسھم
المزمع طرحھا للتداول في السوق المالي .
وإذا كان السعر ثابتا ،فإن نجاح أو فشل عملية الدخول إلى البورصة يرتكز أساسا على نجاح أو
فشل عملية توزيع األسھم المزمع طرحھا للتداول ،لذا البد أن يأخذ تحديد السعر عدة معطيات و يجب أن
يصطحب عملية الدخول إلى البورصة عملية تعبئة واسعة ،كما أن توزيع ھذه األسھم على الجمھور قد
يكون له أھمية بالغة بالنسبة للمؤسسة ،لذا تلجأ المؤسسة إلى تحديد الحد األدنى والحد األعلى من
الكميات التي يمكن أن يكتتب فيھا أي مستثمر فمثال تحدد الكمية الدنيا والكمية العليا لألشخاص المعنوية
وسقف آخر لألشخاص الطبيعيين وآخر للمستخدمين وھكذا حتى تضمن توزيع األسھم على أكبر عدد
ممكن من المستثمرين وتتفادى تكتل األسھم لدى فئة قليلة.
وبما أن توزيع األسھم يتم بالطريقة النسبية أو التوزيع التدريجي كما رأينا في المبحث السابق،
يضطر المستثمرون إلى المغاالة في التعبير عن أوامر الشراء أو التوزيع قصد الحصول على أكبر عدد
40
ممكن من األسھم مادام السعر ثابت ،فكلما كانت أوامر الشراء التي يعبر عنھا مستثمر ما كبيرة تعطيه
الحق في أسھم أكبر ،وھذا ما يفسر ضخامة الطلب أمام العرض عادة.
على عكس العرض بسعر ثابت فإن العرض بسعر مفتوح ال تقوم من خالله الجمعية العامة
للمؤسسة بتحديد الدخول نھائيا وإنما يحدد السعر األدنى والسعر األعلى ،خالل ھذا المجال يمكن
للمستثمرين الذين يريدون شراء األسھم أن يعبروا عن الكمية المطلوبة وكذا السعر المقترح للشراء ،أي
أن أوامر الشراء تحدد الكمية والسعر الذي ال ينبغي أن يكون خارج المجال المحدد.
وبعد تجميع أوامر الشراء ونقلھا إلى شركة تسيير بورصة القيم تقوم بمقابلة العرض والطلب
وتحدد من خالل ذلك سعر التوازن الذي يطبق على كل العملية ،أي أن كل األسھم تباع بنفس السعر وھو
سعر التوازن ،لكن فقط أوامر الشراء التي اقترحت سعرا يكون مساويا أو أكبر من سعر التوازن يمكن
أن تلبى .وبالتالي فأوامر الشراء التي اقترحت سعر أقل من سعر التوازن ال يمكن أبدا أن تلبى وتقصى
مباشرة من العملية.
لذا عادة ما يلجأ المستثمرون إلى اقتراح أسعار تتقارب مع الحد األعلى للمجال المحدد للسعر
تفاديا لإلقصاء ،وبالتالي يكون سعر التوازن مرتفعا قد يقارب الحد األعلى للمجال حسب سمعة المؤسسة
والطلب على أسھمھا.
في ھذا النوع من إجراءات الدخول ،تحدد الجمعية العامة للمؤسسة المصدرة السعر األدنى الذي
ال يمكن للمستثمرين المحتملين اقتراح سعر أقل منه ،وعلى العكس من ذلك فالمستثمر وخالل إعطائه
ألمر الشراء يحدد الكمية التي يرغب في اقتنائھا من األسھم وكذا السعر الذي ھو مستعد أن يدفعه )سعر
أكبر من السعر األدنى كإجراء شكلي( .
وعادة ما يكون السعر الذي تباع به األسھم أكبر من الحد األدنى ألن المؤسسات التي تلجأ إلى
ھذا اإلجراء ھي فقط المؤسسات الكبيرة والتي لھا مشاريع توسعية كبيرة ومربحة ،والتي يتوقع أن تكون
تسعيرتھا األولية أكبر من سعر البيع والحد األدنى.
41
حقيقة أن تحديد سعر الدخول وكيفيات تحديده من صالحيات الجمعية العامة للمؤسسة ،ولكن
يشترط تقويم مالي للمؤسسة من قبل مختصين ماليين ،وأن عملية الدخول البد أن يقوم بھا وسيط في
عمليات البورصة يشھد له بالكفاءة والخبرة.
و تدخل اعتبارات أخرى في تحديد السعر وھذا راجع إلى المنفعة التي ينتظرھا المكتتب من
العملية إن كان استثمارا أو مضاربة وفي غالب األحيان ،يتم تحديد سعر الدخول إلى البورصة بسعر أقل
من القيمة الحقيقية للسھم حتى يكون ھناك نجاح مضمون لعملية الدخول من جھة وأن السعر البورصي
فيما بعد التداول مما يعني أن سعر سھم المؤسسة في ارتفاع ،ولقد أصبحت ھذه الظاھرة )تقويم بسعر
أقل من القيمة( منتشرة في كامل بورصات العالم.
نقول عن سوق أنه كفء إذا كانت األسعار به تعكس بصفة عقالنية وفي كل لحظة إجمالية
المعلومات المتوفرة) ،(1ويقصد بكفاءة السوق المالي سرعة استجابته لتغيير أحد مكونات أسعار
األوراق المالية المتداولة فيه ،حيث يعتبر سعر الورقة المالية انعكاسا لكافة المعلومات المتعلقة بھا
وبالمؤسسة التي أصدرتھا ،فأي تغيير في ھذه المعلومات ،يؤدي حتما إلى تغير سعر الورقة إيجابا أو
سلبا حسب طبيعة المعلومة إن كانت سارة أو غير سارة عن مستقبل المؤسسة المصدرة ،وبھذا فكفاءة
السوق المالي تعني درجة حساسيته اتجاه التغيرات الحاصلة على مستوى االقتصاد الحقيقي.
إن كفاءة السوق تعني أن القيمة السوقية للورقة المالية تساوي قيمتھا الحقيقية وھذا ما يعرف
بالقيمة العادلة للورقة وينتج ھذا كون المعلومات التي تصل إلى السوق عن المؤسسة المصدرة تصل إلى
جميع المستثمرين والمتدخلين في البورصة وفي نفس الوقت تقريبا وھذا يعني أنه ال يوجد مستثمر يحقق
عائدا نتيجة سبقه اإلعالمي.
ولكي يكون السوق كفؤا ،البد أن يوجد عدد ال بأس به من المستثمرين الذين يعتقدون أن السوق
غير كفء ،وبسبب ھذا االعتقاد يتوقع أن يسعى كل منھم إلى الحصول على المعلومات وتحليلھا
)(1
DELATAYE Jacqueline et Florence, « finance d’entreprise ; manuel et applications », DUNOD,
France, octobre 2007, p47.
42
لالستفادة منھا ،وحينئذ يتحقق للسوق الكفاءة التي ينشدھا ،وال يحقق أي منھم األرباح عير العادية التي
يسعى إلى تحقيقھا ).(1
-كون المعلومات عن السوق والمؤسسات المسعرة في البورصة متاحة للجميع في ذات اللحظة
وبدون تكاليف وعليه فتوقعات كافة المستثمرين تكون متماثلة
-أنه ال توجد أي قيود على التعامل حيث ال توجد تكاليف للمعامالت أو الضرائب
-تعدد المستثمرين ومن ثم فإن تصرف أي منھم ال يحتمل أن يؤثر تأثيرا ملموسا على أسعار
األسھم.
-أن المستثمرين يتصفون بالرشد ،ومن ثم فإنھم يسعون إلى تعظيم المنفعة التي يحصلون عليھا
من وراء استغالل ثرواتھم.
لكن في الواقع تحقيق كل ھذه المتطلبات مجتمعة أمر غير ممكن دائما ولذا يكتفي المحللون
بالمطلب األخير ويطلق على ذلك بالكفاءة االقتصادية ؛ حيث أن FAMAنفسه اعتبر في مقال له عام
1992أن تعريفه لكفاءة السوق )*( 1970يرتكز إلى فرضية مفرطة في التقييد )تكاليف المعلومات
والمعامالت معدومة دوما( وقد أعطى نسخة جديدة أقل تقييدا وأقرب إلى الواقع :وھي أن األسعار
تعكس المعلومات طالما أن الربح الحدي للبحث عن المعلومة أقل من التكلفة الحدية لھا).(2
وفي ظل الكفاءة االقتصادية ،التي تقتضي توفير الحد األدنى من المتطلبات السابقة ،يتوقع أن
يمضي بعض الوقت منذ وصول المعلومة إلى السوق وحتى تنعكس آثار تلك المعلومات على أسعار
األسھم ،وھو ما يعني أن القيمة السوقية للسھم قد تكون أعلى أو أقل من قيمته الحقيقية لبعض الوقت.
ويوضح الشكلين التاليين حركة األسعار في ظل الكفاءة االقتصادية للسوق في حالتي المعلومات التفاؤلية
والتشاؤمية.
)(1
منير ابراھيم ھندى ،األوراق المالية وأسواق رأس المال ،منشأة توزيع المعارف ،اإلسكندرية ، 1997ص . 493
)*(
لقد كان فاما FAMAأول من صاغ نموذج اللعبة المصنفة المطبقة على كفاءة السوق على النحو التالي Zit+1 = Rit+1-E(Rit+1/θt) :
حيث : Zit+1العائد غير العادي للورقة : Rit ،العائد الفعلي في المرحلة .t
) E (Rit+1/θtالعائد المنتظر في .t+1
السعر السعر
الزمن الزمن
الشكل رقم : 04حركة األسعار في الشكل رقم :03حركة األسعار في حالة
ويطلق على كفاءة التسعير بالكفاءة الخارجية وتعني سرعة تأثير المعلومات الجديدة على أسعار
األوراق المالية مباشرة دون تأخير ودون تكلفة ،وبھذا يصبح التعامل في السوق بمثابة مباراة عادلة بين
مستثمرين لھم نفس الحظوظ في المعلومات وفي األرباح وفي نفس الدرجة من تفادي الخسائر الفادحة .
في حين يقصد بكفاءة التشغيل ،التي يطلق عليھا اسم الكفاءة الداخلية ،قدرة السوق على خلق
التوازن بين العرض والطلب دون أن يتكبد المتعاملون فيه تكلفة عالية للوساطة ودون أن يتاح
للمضاربين فرصة لتحقيق مدى أو ھامش ربح مغال فيه.
حيث تعتمد كفاءة التسعير إلى حد كبير على كفاءة التشغيل ،فالبد أن تؤول تكاليف الحصول
على المعلومة وإتمام الصفقة إلى قيم رمزية مما يساعد على االستمرار في ذلك بغض النظر عن
التغييرات والتأثيرات التي تحدثھا المعلومات الجديدة على مستوى األسعار .
)(1
TEULIE, J. TOPSACALIAN, P. OP. cit P87.
44
ھناك ثالثة أشكال من المعلومات التي تؤثر في تغيير األسعار وبالتالي في القيم الحقيقية لألوراق
المالية المتداولة في البورصة.
الشكل الضعيف:
إن األسھم في السوق تتحدد على مرجعية المعلومات التاريخية بشأن ما طرأ من تغييرات على
سعر السھم وعلى حجم التعامالت التي جـرت عليه في الماضي ،وبما أن كل المتعاملين على دراية
بماضي الورقة المالية فإنه من غير الممكن لھم تحقيق أرباح غير عادية نتيجة للدراسة التاريخية المتاحة
للجميع ،وھذا يعني أن السعر المستقبلي مستقل عن الماضي وبمعنى آخر أن التغيرات السعـرية مستقلة
عن بعضھا البعض زمنيا وال يوجد ترابط بينھما وھذا ما يعرف بالحركة العشوائية لألسعار .
الشكل شبه القوي :
إن جميع المعلومات المتاحة بما فيھا التنبؤات تؤثر بصفة أو أخرى على األسعار الجارية للورقة
المالية وليس فقط الشكل التاريخي الذي يبنى عليه الشكل السابق ،لذلك فإن المستثمرين والبائعين
يستخدمون ما ھو متاح من المعلومات للتقويم ،وال يوجد منھم من ھو قادر على تحقيق أرباح استثنائية
لمدة طويلة ،وھذا لكون السوق سوف ينظم نفسه مع تأكد المعلومات ووصولھا إلى كافة المستثمرين .
الشكل القوي:
حسب ھذا الشكل لكفاءة السوق ،المعلومات التي يعكسھا سعر الورقة المالية في السوق ھي
)*(
ويستحيل على أي مستثمر أن يحقق أرباحا استثنائية على جميع المعلومات المتاحة لعامة والخاصة
حساب مستثمرين آخرين حتى ولو كان ھو من الخاصة أو رئيس مجلس المؤسسة المصدرة للسھم نفسه.
ولقد أثبتت العديد من الدراسات التي أجريت في ھذا المضمار عن عدم وجود دليل يؤكد قدرة
ھؤالء الخاصة على عائد يفوق ذلك الذي يمكن أن يحققه مستثمر بسيط يتعامل بمنطق رشيد .
وبالمقابل توجد دراسات أخرى أثبتت أن ھؤالء الخاصة حققوا أرباحا استثنائية في الكثير من
األحيان وھذا ما يفسر صدور قانون عقوبة كبار العاملين الذين يستغلون لصالحھم المعلومات المتاحة
)*(
يقصد بالخاصة أولئك المحظوظون من مدراء تنفيذيون للمؤسسة المصدرة ،وبعض الصحفيون المتخصصون والمحللون الذين يمتلكون أدوات
التحليل تدعمھا الخبرة والمھارة العاليتين .
45
عن المنشاة التي يعملون بھا عام 1984في الواليات المتحدة األمريكية وأعطى لجنة األوراق المالية
والبورصة الحق في رفع دعوة قضائية لرد األرباح وغرامة قد تصل إلى ثالثة أضعافھا). (1
وبالرغم من ھذا فإن الشكل القوي لكفاءة السوق يبقى محدودا وإال ما كان للتحليل المالي معنى
في الوجود إذ أن العشوائية في تغير األسعار تبقى نسبية خاصة في الشكل القوي لكفاءة السوق
يقصد بالسيولة في السوق المالي إمكانية بيع وشراء األوراق المالية بسرعة وبسعر قريب من
السعر الذي أبرمت به آخر صفقة على تلك األوراق ،على فرض عدم ورود معلومات جديدة للسوق من
المؤسسة المصدرة ،حيث أن المتعاملين في البورصة ال يقدمون على شراء ورقة مالية ال تتميز
بالسيولة إال بسعر منخفض يضمن لھم تحقيق عائد مالئم يعوضھم عن التكاليف التي قد يتكبدونھا عند
محاولتھم التخلص من الورقة في الوقت الذي يريدونه .
ولعل من أھم الغايات التي أنشأت من أجلھا البورصات ھي توفير السيولة الكافية في تداول
األوراق المالية أي أن المستثمر في األوراق يمكنه وبسھولة التخلص منھا للحصول على سيولة نقدية
لمواجھة أي مخاطر أو ألغراض استثمارية بحتة
ومن أھم مظاھر سيولة ورقة مالية ما ھي كثرة الطلب عليھا من جھة وحجم التبادل بھا نظرا
لمردوديتھا من جھة أخرى ،ھذه األخيرة تعطيھا سيولة أكثر والعكس صحيح إذ أن السيولة الكافية تزيد
من القيمة السوقية لألسھم وبالتالي القيمة السوقية للمؤسسة المصدرة لھا باعتبار أن القيمة السوقية
للمؤسسة ما ھي إال مجموع قيم األسھم المتداولة في السوق .
في دراسة إلظھار أثر السيولة على القيمة السوقية لألسھم العادية قام سيلبير )(Silber 1991
بمقارنة القيم السوقية لألسھم المقيدة وأسھم أخرى مماثلة غير مقيدة ،حيث اتضح أن المجموعة األولى
من األسھم تباع بخصم بلغت نسبته في المتوسط % 33.75من قيمة الورقة ،وھو يمثل تعويضا عن
عدم سيولة تلك األسھم خالل الفترة المفروض عليھا القيد؛ ويقصد باألسھم المقيدة تلك األسھم التي ال
تسجل لدى لجنة األوراق المالية والبورصة والتي تلزم المؤسسة المصدرة لھا ببيعھا لمستثمرين مشھود
)(1
منير إبراھيم ھندى ،مرجع سابق ،ص 495
46
لھم بالخبرة والدراية بشؤون المال واألعمال أي الذين ال يحتاجون لحماية القانون والتي يلتزم مشتريھا
بعدم بيعھا إال بعد عامين من شرائھا ).(1
ولعل النقص في قيمة السيولة لألسھم التي ال تتميز بسيولة كافية يرجع إلى تلك التكلفة )تكلفة
السيولة( التي يتحملھا حامل الورقة المالية عند تصريفھا لدى صانع السوق ،فھذا األخير يفرض ھذه
التكلفة كمقابل للخدمة الدائمة التي يقدمھا والمتمثلة في استعداده الدائم ألن يبيع له الورقة أو يشتريھا منه
في أي وقت يشاء بالرغم من عدم سيولتھا في السوق .
ھناك عدة طرق لقياس سيولة األوراق المالية نذكر منھا ھامش الربح لصانع السوق ونسبة
السيولة.
ھامش ربح صانع السوق :يـقصد بھامش الربح الذي يحققه صانع السوق الفرق بين السعر الذي
يشتري به الورقة والسعر الذي يبيعھا به في ظرف زمني قصير مع بقاء العوامل األخرى المتدخلة في
تحديد األسعار على ما ھي عليه ،أي ذلك التغير في القيمة السوقية كتكلفة لتنفيذ أمر البيع أو أمر الشراء
على وجه السرعة ،فالمشتري يجد نفسه مضطرا أن يدفع قيمة أعلى مقابل حصوله الفوري على الورقة
دون انتظار في حين أن البائع يجد نفسه مضطرا ألن يقدم خصما على سعر الورقة حتى يمكنه بيعھا
بسرعة وحصوله على سيولة نقدية فورية ،وبعبارة أخرى يمثل ھامش الربح لصانع السوق الثمن الذي
يحصل عليه مقابل توفير السيولة الالزمة للورقة المالية ،حيث يتناسب ھذا الھامش عكسيا مع سيولة
األوراق المالية.
إذ تعتبر عدم سيولة ورقة مالية معينة أو سوق مالي بأكمله من أھم المخاطر التي يتحـوط لھا
صناع السوق وھذا ما يفسر فرضھم لعالوات إضافية )أو خصومات عند الشراء( من أجل تغطية ھذه
المخاطر من جھة وكمقابل للتكلفة المحتملة والخدمة المقدمة من جھة أخرى.
وعلى ھذا األساس فالكثير من المحللين الماليين يأخذون ھامش ربح صناع السوق كمعيار لقياس
سيولة ورقة مالية معينة من عدمھا.
)(1
منير إبراھيم ھندى ،مرجع سابق ،ص .527
47
نسبة السيولة:
يقصد بنسبة السيولة حسب كوبر ) (Cooperمتوسط قيمة حجم الصفقات التي أبرمت على
الورقة في األربع أسابيع األخيرة إلى متوسط النسبة المئوية للتغير المطلق في سعرھا اليومي خالل نفس
الفترة ،ويعني ارتفاع قيمة النسبة أن الصفقات الضخمة ال ينجم عنھا تغيرا كبيرا في القيمة السوقية
للورقة ،أما انخفاض النسبة فيعني أن الصفقات الضخمة التي تجري على ذلك السھم من شأنھا أن تحدث
تأثيرا كبيرا على قيمته السوقية ).(1
ودون التطرق إلى االنتقادات التي وجھت على ھذه الطريقة يرى برنستين Bernsteinأن
نسبة السيولة البد أن تعبر بمتوسط النسب المئوية للتغير المطلق في السعر من صفقة إلى أخرى خالل
فترة معينة مقسوما على عدد الصفقات التي أبرمت خالل تلك الفترة).(2
يقصد بعمق السوق ذلك التعامل النشط في بيع وشراء األوراق المالية حيث ال يحدث ھناك
انقطاع في عرضھا وال في الطلب عليھا وھذا يعني أن التغير في القيمة السوقية للسھم ترجع إلى التغير
في قيمته الحقيقية ،على عكس السوق غير العميق ،الذي تحدث فيه انقطاعات سواء في العرض أمام
الطلب أو العكس وھذا ما يؤدي إلى تغير كبير في سعر الورقة انخفاضا أو صعودا محدثا في كل
الحاالت حالة عدم السيولة مما يولد عائدا إضافيا لتغطية ھذه المخاطر)مخاطر عدم السيولة( وفي ھذه
الحالة فاألسعار السوقية تصبح بعيدة عن القيمة الحقيقية لألسھم في االقتصاد الحقيقي ،وبصفة عامة
يفسر عمق السوق في استمرار العرض والطلب على األوراق المالية دون انقطاع لفترة طويلة.
)(1
منير إبراھيم ھندى ،مرجع سابق ،ص. 532
)(2
نفس المرجع ،ص .533
48
اتساع السوق:
يقصد باتساع السوق حجم المعامالت المبرمة على األوراق المالية أي عدد أوامر الشراء ،فكلما
زادت أوامر البيع وأوامر الشراء بمعدالت متناسبة ضمن ذلك استقرارا نسبيا في أسعارھا وقلل من
التعرض للمخاطر الرأسمالية وھذا ما بدوره يستبعد قرارات تأجيل البيع أو الشراء إذ أن الھامش الضئيل
يكون كافيا ومربحا لصانع السوق نظرا لحجم المعامالت من جھة وارتفاع معدل دوران الورقة المالية
من جھة أخرى.
يقصد بسرعة استجابة السوق درجة حساسيته للخلل بين العرض والطلب على األوراق المالية،
أي أنه إذ زاد الطلب على العرض بكمية ضئيلة تنخفض األسعار بنسبة صغيرة جدا وھذا ما يدفع
بالعرض إلى الزيادة بقيمة متناسبة مع ذلك ،وبالتالي فالسوق يصبح حقيقة يلعب دوره في تحديد األسعار
وفي الوقت المناسب دون تعريض المستثمرين إلى خسائر رأسمالية.
وبصفة عامة إن سمات السيولة وفي مقدمتھا حجم التعامل على األوراق ،عدد حملة األسھم ،عدد
صناع السوق الذين يتعاملون في الورقة ومدى االستقرار في سعرھا تؤدي إلى سيولة السوق وتعطيه
درجة عالية من االستجابة والعمق واالتساع والعكس صحيح.
وفي األخير البد أن نشير إلى أنه ھناك عالقة وطيدة بين كفاءة السوق وسيولته ودرجة الشفافية
في تعامالته وصحة ووفرة المعلومات عن كل التعامالت و األحداث الجارية في االقتصاد الحقيقي ،وكل
ھذا يعتبر من متطلبات ومستلزمات السوق المالي ،والتي في غيابھا ال يمكننا الحديث عن سوق مالي
بمعنى الكلمة.
الدخول إلى البورصة ليس ھدفا في حد ذاته ,و إنما يعتبر وسيلة تستطيع المؤسسة من خاللھا
الحصول على رأسمال إضافي قصد تمويل مشاريعھا المستقبلية ،ومن أجل نجاح عملية الدخول البد
على المؤسسة أن تقوم بالتحضير الجيد وذلك بتحديد القيمة المالية الحقيقية لألوراق التي تعتزم طرحھا
في السوق المالي.
49
وبحسب كفاءة السوق وسيولته تتأثر قيمة األوراق المالية المطروحة في السوق ارتفاعا
وانخفاضا حسب اإليحاءات الواردة إليه من المؤسسة ومن القطاع االقتصادي الذي تنشط فيه؛ حيث تتأثر
أسعار األوراق المالية حسب درجة إنشاء القيمة أو تحطيمھا على مستوى االقتصاد الحقيقي للمؤسسة.
وبھذا يمكن القول أن السوق المالي يمكنه تحديد أسعار األوراق المالية للمؤسسات المسعرة فيه
وبالتالي القيمة المالية لھذه المؤسسات بموجب قانون العرض والطلب ولكن شريطة أن يكون ھناك
إعالما ماليا أنيا ومستمرا مما يرفع من كفاءة السوق.
كما أن أسعار األوراق المالية وبالتالي القيمة البورصية للمؤسسة تتحدد موضوعيا في السوق إذا
كان ھذا األخير يتميز بالسيولة الكافية حتى يسمح للمستثمرين أن يقوموا بعملياتھم االستثمارية بيعا ً
وشراءاً في الوقت الذي يودون وباألسعار التي يشاءون.
50
الفصــل 2
تشخيص المؤسسة
إن القيمة المالية للمؤسسة ما ھي إال ترجمة لمجموعة من القيم تجد أساسھا في كل جزء من
األجزاء التي تتكون منھا المؤسسة كشخصية معنوية لھا نقاط قوة تتميز بھا عن غيرھا ،ولھا نقاط ضعف
تكون مكمن مخاطر قد تؤثر عليھا ،ھذه القيم قد تعبر عن محيط داخلي كما قد تعبر عن رسالة من
المحيط الخارجي ،لذا وجب على المقوم أن يطلع قبل أن يبدأ عملية التقويم ،على كل المعلومات التي
تخص المؤسسة والقطاع االقتصادي الذي تنتمي إليه ،يطلع على ماضيھا ،حاضرھا وتوجھاتھا
المستقبلية.
إن التشخيص العام للمؤسسة يعد تمھيدا للتقويم المالي ،لذا البد على المقوم أن يقوم بتشخيص كل
مكونات المؤسسة وھذا ما نحاول تناوله في المبحث األول في حين أننا سوف نتطرق في المبحث الثاني
إلى التشخيص المالي للمؤسسة لإلطالع على صحتھا المالية.
51
إن المنشور le prospectusالذي يقدم إلى لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتھا للتأشير
عليه وعرضه للجمھور عند طلب الدخول إلى البورصة البد أن يحتوي إضافة إلى المعلومات المالية،
كل ما يتعلق بالمؤسسة وطرق تسييرھا والخصائص التي تتميز بھا عن غيرھا.
فعلى المقوم القيام بكل التشخيصات التي تمس ماضي وواقع المؤسسة خاصة تلك التي لھا تأثير
قوي ومباشر على حياتھا ومستقبلھا ،ويطلب آراء أھل االختصاص في المجاالت التي ال تدخل ضمن
نطاق كفاءته ،كما يجب أن يتناول تشخيص المحيط الداخلي للمؤسسة ومحيطھا الخارجي وتطوراته
الممكنة.
وسنحاول التطرق في الفرع األول إلى التشخيص التجاري والصناعي والتشخيص القانوني ،في
حين أننا سنتطرق في الفرع الثاني إلى التشخيص البشري وتشخيص الوسائل والمناھج.
يھدف التشخيص التجاري إلى معرفة مكانة المؤسسة في السوق وخصائص منتجاتھا مقارنة بالمنتجات
المنافسة.
.1.1.1.1.2التشخيص التجاري:
السوق :إن دراسة السوق تعتبر جد مھمة لما لھا من تأثير على المؤسسة حيث أن المقوم يدرس
مكونات السوق ،درجة اتساعه ،تحدياته ،درجة مخاطره ،مدى نضجه وسھولة الدخول إليه من قبل
متنافسين جدد.
ويجب أن يشمل التشخيص عالقة المؤسسة بزبائنھا من حيث توزعھم الجغرافي في السوق ،عددھم
مقارنة إلى كل الموزعين لنفس المنتوجات وبالتالي نصيب المؤسسة من السوق ،مدى مالءتھم وطبيعة
العالقة معھم ،ودرجة وفائھم للمؤسسة وسبب ذلك في كلتا الحالتين.
كما يجب أن يشمل التشخيص أيضا عالقة المؤسسة بالموردين؛ وذلك بدراسة مدى استقاللية
المؤسسة في مجال التموين وتعدد الممونين في السوق واإلستراتيجية التي يعتمدونھا في سياستھم
التجارية ،ومدى صالبتھم المالية وإذا ما كانت المواد األولية محلية أم يتم استيرادھا من بلد أجنبي.
52
أما من جانب المنافسين يتم إحصاء المنافسين الذين يسوقون نفس المنتوجات ،و حصصھم من
السوق ،قدراتھم المالية مقارنة مع المؤسسة ،التكنولوجيا التي يستعملونھا و كذلك دراسة العالقة بينھم
وبين المؤسسة إن كانت تكاملية أو تصارعية ودراسة توزيعھم الجغرافي وسياستھم التجارية.
وبصفة عامة يجب أن يشمل التشخيص كل ما يتعلق بالسوق الذي تنشط فيه المؤسسة ماضيه
وحاضره وتوجھاته المستقبلية.
المنتوج :يتم دراسة مكانة منتوجات المؤسسة في السوق وطبيعتھا ،قد تكون منتوجات موسمية؛ يعني
أنه بالرغم من العائدات والرواج الذي تحققه إال أن ذلك محدود في الزمن بعد أن يترك المجال لمنتوجات
بديلة أخرى.
كما قد تكون منتوجات ذات استھالك دائم وواسع أو ينحصر إستھالكھا في مواسم أوطبقة معينة
من المجتمع ،حيث يدرس المقوم خصائص كل منتوج على حدى.
كما يجب دراسة السياسة التجارية المنتھجة من قبل المؤسسة لتسويق منتوجاتھا فھل يعود ذلك
إلى عامل الجودة في المنتوج ،السعر والھامش المتحصل عليه ،سياسة اإلشھار والمكافآت ...الخ ،أم أن
الرواج يرجع إلمتالك براءة اختراع أو عالمة مميزة تجد جذورھا في الثقافة االجتماعية للمستھلكين،
كما يجب اإلشارة في التشخيص كذلك إلى إمكانية وجود منتوجات بديلة تؤدي نفس الوظيفة في المستقبل
القريب ،وإمكانية تكيف المؤسسة مع ذلك أو التحضير إلنتاج ھذا النوع من المنتجات البديلة.
إن التشخيص الصناعي أو اإلنتاجي يقوم به خبير تقني لفحص كل ما يتعلق بالسلسلة اإلنتاجية،
أي انطالقا من المواد األولية إلى غاية تغليف المنتوج لتسويقه ،وذلك بدراسة ما إذا كانت ھناك طرق
ومناھج أفضل في اإلنتاج أو وجود تكنولوجيات جديدة تقلل من الكلفة وتزيد من الجودة ،و مدى التحكم
في التكنولوجيا الموجودة ،وإمكانية إدخال تكنولوجيا جديدة يمكن استعمالھا من قبل نفس العمال.
كما يتم التطرق إلى درجة االستفادة من الطاقة النظرية لآلالت أي ھل أن ھذه اآلالت والمعدات
تعمل بكل قدراتھا أم أنه ال تستغل إال بنسبة معينة وفي ھذه الحالة يجب تشخيص األسباب التي أدت إلى
ذلك.
53
.2.1.1.2التشخيص القانوني:
يتطلب التشخيص القانوني مساعدة المصلحة المكلفة بالشؤون القانونية داخل المؤسسة وھذا
لمعرفة مختلف الجوانب القانونية للمؤسسة خاصة تلك التي قد يكون لھا تأثير على القيمة المالية ،فالمقوم
البد أن يتعرف على مختلف القوانين المنظمة للمؤسسة ومختلف النزاعات الموجودة أو المحتملة.
يستدعي التشخيص القانوني للمؤسسة معرفة كل القواعد القانونية التي تنظم المؤسسة والتي قد
تكون لھا تأثير على قيمتھا ،فمثال الشكل القانوني في حد ذاته له تأثير على المسؤولية الشخصية للمالك
وبالتالي قيمة المؤسسة ،إال أنه وفي حالتنا ھذه ،المشرع لم يسمح إال للمؤسسات ذات األسھم بالدخول
إلى البورصة دون غيرھا من المؤسسات )ش.ذ.م.م ،شركات التضامن.(...،
كما يتم تشخيص التنظيم القانوني للمؤسسة إن كانت فرع تابع لشركة أم ،حيث يأخذ بعين
اإلعتبار طبيعة العالقة بينھما ،كما يدرس طبيعة العالقة بين المالكين والمسيرين والنصوص التنظيمية
التي تربط بينھما بدراسة ما يعرف بـ "ميثاق المساھمين"
ولعل من بين أھم المراجع القانونية في المؤسسة نجد القانون األساسي للمؤسسة الذي أنشأت
بموجبه ،الذي يحدد أھم األطر القانونية التي تنظمھا وتحدد المسؤوليات داخلھا.
إن التشخيص القانوني لاللتزامات التي تترتب على المؤسسة مستقبال نتيجة العقود التي أبرمتھا
له تأثير مباشر على قيمة المؤسسة ،لذا على المقوم أن يقوم بدراسة كل العقود واستخالص كل
االلتزامات .وتختلف طبيعة ھذه العقود وااللتزامات حسب الشريك المتعاقد معه فقد يكون موردا أو
زبونا ،مساھمين ،كما يجب دراسة االتفاقية الجماعية التي تنظم عالقات العمل مع المستخدمين ،ودراسة
النظام الجنائي الذي تخضع له المؤسسة ،وھل ھو أحسن نظام إن كان ھناك خيار ،وھل المؤسسة تستفيد
من كل العروض والتسھيالت الجبائية التي يمنحھا ذات النظام.
كما يتم دراسة مختلف النزاعات السابقة ،الحالية والمحتملة ودراسة أسبابھا ،وماھية الغير
المتنازع معه )أجراء ،دولة ،زبائن ،مساھمين( ،كما يتم التحقق في المجال المحاسبي من التحوط لھذه
الخالفات.
54
.1.2.1.2التشخيص البشري:
يھدف التشخيص البشري من أجل التقويم المالي إلى تحديد المخاطر التي يكون مصدرھا العامل
البشري ،والتي قد يكون لھا تأثير على القيمة المالية للمؤسسة حاليا أو في المستقبل ،لذا على المقوم أن
يتناول ھذه المخاطر على األقل من جانب المناجمنت والمناخ االجتماعي.
.1.1.2.1.2المناجمنت البشري:
يتناول التشخيص في ھذا المجال تحديد طبيعة العالقات في التسيير والقيادة داخل المؤسسة ،من
توزيع الصالحيات ،األشخاص المھمين ،السلطة الفعلية في اتخاذ القرارات واعتماد المؤسسة في
تسييرھا على التنظيم الرسمي اإلداري أم على العالقات الشخصية للمسيرين ،حيث أن التسيير المبني
على العالقات الشخصية للمسيرين يعتبر عامل سلبي في تحديد قيمة المؤسسة أي أن درجة المخاطر
ترتفع )مخاطر انسحاب األشخاص المھمين في المؤسسة( باعتبارھم ،خاصة في المؤسسات المتوسطة و
الصغيرة ،يشغلون الوظيفة األساسية داخل المؤسسة والوحيدين الذين لھم عالقة بالمحيط الخارجي.
كما يتطرق التشخيص إلى المقارنات الممكن إجراؤھا مع المؤسسات التي تنشط في نفس قطاع
النشاط مع المؤسسة محل التقويم خاصة من الجوانب التالية:
)(1
-سياسة األجور ،مستوى التأھيل ،نسبة التغيب...الخ
-توزيع العمال على المصالح )المصالح غير الضرورية(.
-التقاعد.
.2.1.2.1.2المناخ اإلجتماعي:
إن المناخ االجتماعي السائد داخل المؤسسة قد يكون له تأثير كبير على ديمومتھا وبالتالي قيمتھا
المالية في المستقبل فالمؤسسة التي يعيش مستخدميھا االنسجام االجتماعي ينشئون ما بينھم ثقافة خاصة
تصبح محفزا لھم في أداء مھامھم ،إضافة إلى اإلخالص والوفاء اتجاه مؤسستھم وھذا ما يسھل تطبيق
السياسات المستقبلية بنجاح.
)(1
BRICARD Agnès et autres, revue RF comptable, dossier du mois, réussir une évaluation d’entreprise, N° 297,
2003 p35.
55
كما يتم تشخيص قنوات االتصال الرسمية منھا وغير الرسمية داخل المؤسسة ،وبصفة عامة
قياس االنسجام االجتماعي والقدرة على التكيف مع التحوالت المستقبلية وتحمل المخاطر التي قد تواجھھا
المؤسسة.
إن االنسجام االجتماعي ليس ھدف في حد ذاته ،بل قد يؤدي إلى المساھمة في إنجاح عملية
الدخول إلى البورصة ،باعتبار أن المستخدمين ھم أعلم من الجمھور الذي قد يطلب أسھم المؤسسة،
فمثال عزوف ھؤالء المستخدمين على طلب أوراق مؤسستھم يعطي إشارة سلبية للمستثمرين على نوعية
األسھم.
إضافة إلى تشخيص الموارد البشرية يعتبر تشخيص الوسائل المادية وكذا المناھج وطرق العمل
جد مھم لمعرفة العوامل المؤثرة على القيمة المالية للمؤسسة حيث يمكن للمؤسسة أن تملك وسائل حديثة
ومتطورة ولكن طريقة االستعمال ومناھج التسيير تسبب عراقيل مما يؤثر سلبا على إنتاجية المؤسسة
وبالتالي على قيمتھا.
.1.2.2.1.2الوسائل المادية:
إن االستثمارات ووسائل اإلنتاج تعتبر من أھم محددات القيمة المالية للمؤسسة ،باعتبار أن القيمة
المالية للمؤسسة ھي صورة عن قيمة الوسائل التي تمتلكھا ولذا على المقوم أن يدرس بعناية قيمة
الوسائل التي تمتلكھا المؤسسة من بنايات و آالت ومعدات إنتاج وھذا من كل النواحي.
فبالنسبة للبنايات والعقارات بصفة عامة يجب دراسة العوامل المتدخلة في تحديد قيمتھا وليس
االكتفاء بالقيمة المحاسبية التي عادة ما تكون بعيدة عن القيمة السوقية ،وإذا كانت محل إيجار ،يجب
تحديد تكلفة اإليجار الحالية وما مدى تطورھا في المستقبل.
أما بالنسبة لوسائل اإلنتاج فعلى المقوم أن يدرس إن كانت المؤسسة تستعمل معدات وأدوات
عصرية وحديثة وبطاقة كاملة ،أو ھناك تفكير في تجديدھا وما تكلفة ذلك ،و تكلفة تأمينھا.
كما أن المقوم يجب أن يدرس ويحدد وجوه التبذير كأن تكون ھناك وسائل تستعمل في غير
محلھا مثل السيارات السياحية ،استھالك الوقود مثال.
56
يجب على المقوم أن يدرس كل التقارير التي أعدت من قبل حول التدقيق التنظيمي لمعرفة مدى
مالئمة التنظيم الحالي للمؤسسة مع أھدافھا ويحدد المصالح التي تعتبر عبئا إضافيا على عاتق المؤسسة
وال طائل من وجودھا ،ففي الكثير من األحيان كثرة المصالح تؤدي إلى بيروقراطية في التسيير وبالتالي
التأثير على مردودية المؤسسة وبالتالي قيمتھا.
كما يتم دراسة المناھج المتبعة في المؤسسة والعالقات االتصالية بين المصالح والبرامج
المعلوماتية في التسيير واإلعالم ،ودراسة حالة وسائل االتصال و اإلعالم اآللي وكلفة تحديثھا
أوإستبدالھا.
إن التكنولوجيات الحديثة أصبح لھا دور كبير في كل مجاالت التسيير داخل المؤسسة وعلى
المقوم أن يتحرى على أنجح الطرق والمناھج والبرمجيات التي يستعملھا المنافسون المتوفرة في السوق.
يعتبر التشخيص المالي للمؤسسة مقدمة للتقويم المالي بل ومن أھم محدداته ،فالتشخيص المالي
يحاول تشخيص الحالة الصحية للمؤسسة بإظھار مكامن الخطر التي قد تواجه المؤسسة ،الصعوبات
الموجودة وكذا قياس األداء المالي ،في حين أن التقويم المالي يھتم بتحديد القيمة المالية للمؤسسة،
فالمؤسسة التي يثبت التشخيص المالي تدھور حالتھا الصحية ماليا يعني أن قيمتھا المالية منخفضة
والعكس صحيح.
ومن الناحية النظرية ،يعتبر التقويم المالي فرع من فروع التحليل المالي بصفة عامة حيث أصبح
يمتلك مقومات وجوده واستقالليته ،باعتماده منھج نظري خاص به ،طرق وتقنيات أصبح متفق عليھا.
سنتطرق في ھذا المبحث ألھم بنود التشخيص المالي حيث سنتناول في المطلب األول تشخيص
النشاط وذلك بالتطرق إلى األرصدة الوسطية للتسيير ،كما نتطرق إلى تشخيص المردودية ،في حين أننا
سنتناول في المطلب الثاني تشخيص الھيكل المالي والتوازن المالي وكذا جداول التدفقات.
57
يھدف تشخيص النشاط إلى معرفة مصادر النتيجة ھل ھي نتيجة استغالل ،نتيجة مالية أم أنھا
نتيجة استثنائية ،كما يھدف إلى مقارنة تطور األرصدة للتسيير مقارنة بماضي المؤسسة من جھة ومع
األرصدة الوسيطية لتسيير المؤسسات المنافسة األخرى من ذات قطاع النشاط.
في حين يھدف تشخيص المردودية إلى معرفة مكافأة األموال الموضوعة تحت تصرف
المؤسسة وذلك بتحديد المردودية االقتصادية بصفة عامة والمردودية المالية للمؤسسة.
يقصد باألرصدة الوسيطية للتسيير SIGتلك المراكز الوسيطية و المؤشرات التي من خاللھا
تتكون النتيجة الصافية المحاسبية للمؤسسة وھي الھامش التجاري ،إنتاج النشاط ،القيمة المضافة،
الفائض الخام لالستغالل ،النتيجة االستثنائية.
.1.1.1.2.2انتاج الدورة:
يعتبر ھذا الرصيد أول مؤشر عن خصوصيات المؤسسة المنتجة للسلع والخدمات ويساوي إلى
اإلنتاج المباع وإنتاج المؤسسة لنفسھا مضافا إليه أو مخصوما منه ،حسب الحالة ،اإلنتاج المخزن.
ويعطي ھذا الرصيد تفسيرات إضافية عن تلك التي يمنحھا رقم األعمال ألن ھذا األخير ال يأخذ
في الحسبان حالة وجود فارق زمني طويل بين اإلنتاج والبيع أي تكوين اإلنتاج المخزون كما ال يأخذ في
الحسبان إنتاج المؤسسة لنفسھا.
ويمكن تشخيص إنتاج الدورة انطالقا من ثالث تأثيرات ،تأثير السعر على مستوى كل منتوج
تأثير الكمية وتأثير تشكيلة المنتوجات الناتجة عن توزيع اإلنتاج بين مختلف المنتجات ).(1
فأسعار المنتوجات تتحدد بعاملين :التضخم أو االنكماش على مستوى األسعار بصفة عامة،
أوسياسة األسعار التي تفرضھا المؤسسة أو السوق الذي تنشط فيه نتيجة لقانون العرض والطلب.
)(1 ème
BATSCH ,L. le diagnostic financier, 2 édition, Paris 1997, P 10.
58
في حين دراسة كمية اإلنتاج المباع يجب أن تتطرق إلى أسباب ذلك التطور وذلك بدراسة
المخاطر أو االمتيازات التي يفرضھا أو يمنحھا السوق الذي يسوق فيه منتوج المؤسسة.
أما دراسة تشكيلة المنتجات فيھدف إلى تشخيص أي نوع من ھذه المنتجات الذي يساھم بصفة
كبيرة في رفع رقم أعمال المؤسسة ،وقد نجد شجرة تغطي الغابة أو أن ھناك منتوجات تساھم بصفة
سلبية في تحقيق النتيجة اإليجابية .
على عكس المؤسسات الصناعية والخدماتية التي تكون فيھا النتيجة تساوي إلى الفرق بين
اإلنتاج والنفقات المستھلكة للحصول عليه ،فإنھا في المؤسسات التجارية التي تقوم بالتوزيع ،فالنتيجة
تساوي إلى الفرق بين المبيعات والمشتريات مضافا إليھا األعباء الناتجة عن ذلك .
الھامش التجاري = رقم األعمال )البضاعة المباعة( ـــ تكلفة البضاعة المباعة
حيث أن البضاعة المباعة )ح = (60/مخزون أول مدة +مشتريات بضاعة +مصاريف الشراء ــ
مخزون آخر المدة.
وكما رأينا في الفقرة السابقة ،ھنا أيضا يجب أن يأخذ التشخيص بعين االعتبار ما ھي المنتجات
التي تساھم بصفة كبيرة في تكوين الھامش التجاري وماھية المخاطر المتعلقة بھا كما يتم التطرق إلى
مقارنة ھذا الرصيد بأرصدة المؤسسات المنافسة التي تنشط في نفس قطاع النشاط.
.3.1.1.2.2القيمة المضافة
يعتبر مفھوم القيمة المضافة اقتصاديا أكثر منه محاسبيا فھو مؤشر عن إنشاء قيمة إضافية داخل
المؤسسة ،وتعطى عبارة القيمة المضافة كما يلي:
القيمة المضافة = إنتاج الدورة +الھامش التجاري ــ االستھالك الوسيطي الذي يكون مصدره الغير
59
ويعتبر رصيد القيمة المضافة أكثر تعبيرا عن نمو المؤسسة من رقم األعمال ،حيث أن ھذا
األخير قد يكون مرتفعا ويحمل في طياته ارتفاع أسعار المواد والخدمات المستھلكة أكبر مما ينتج نموا
سلبيا في القيمة المضافة .
فالقيمة المضافة لھا أھمية كبيرة في المؤسسة ألنھا تمكن من معرفة وزنھا االقتصادي ونموھا
)(1
ودراسة ھيكل اإلنتاج .
وقد تسجل مجموعة من المؤسسات نفس النتيجة إال أن القيم المضافة التي تنتجھا تكون مختلفة
وھذا باختالف اللجوء إلى االستھالكات الوسيطية المقدمة من الغير في انتاج السلع والخدمات .
ويعطي المستثمرون أھمية بالغة للقيمة المضافة المنتجة داخل المؤسسة على غرار المستخدمين ألنه
وفي كل الحاالت ھذه القيمة المضافة توزع بينھم مباشرة أو بطريقة غير مباشرة بزيادة التمويل الذاتي،
حيث يوضح الشكل الموالي توزيع القيمة المضافة :
)(1
DEPALLENS ,G . JOBARD, J. gestion financière de l’entreprise, édition Sirey Paris 1990 p321
60
ويعتمد المحللون الماليون عدة نسب في تفسير مصادر القيمة المضافة واستخدامھا ويتضح ذلك
فيمايلي):(1
-القيمة المضافة \ اإلنتاج أو القيمة المضافة \ رقم األعمال وھما نسبتان لتحديد وزن القيمة
المضافة بالنسبة لإلنتاج أو رقم األعمال المحقق ،كما يحددان نسبة مساھمة فرع من فروع
المؤسسة في اإلنتاج أو رقم األعمال العام للمؤسسة.
-القيمة المضافة \عدد المستخدمين وتعني قدر مساھمة كل مستخدم في إنشاء القيمة.
-القيمة المضافة \ مصاريف المستخدمين وتعني قدر مساھمة كل دينار أجور في إنشاء القيمة
وتكون ھذه النسب ذات داللة أكبر إذا استخدمت بطريقة حركية بحيث نقارن مثال تطور
مصاريف المستخدمين و تطور قيمة القيمة المضافة الستخالص التأثير المتبادل بينھما.
-القيمة المضافة \ اإلستثمارات :وذلك لدراسة مدى مساھمة ھذه االستثمارات في إنشاء القيمة
داخل المؤسسة ،ونفس المالحظة بالنسبة للدراسة الحركية مع النسبة السابقة تبقى صحيحة في
ھذه الحالة.
)*(
.4.1.1.2.2الفائض الخام لالستغالل )(EBE
الفائض الخام لالستغالل يقدر الفعالية االقتصادية للمؤسسة ومردودية نشاطھا بغض النظر عن
سياسة اإلھتالك ،تكلفة الديون ونظام الخضوع للضريبة ويعتبر الفائض الخام لالستغالل مؤشر مفضل
لتحقيق مقارنة بين المؤسسات التي تنتمي لنفس قطاع النشاط ،ويعطى بالعبارة التالية :
الفائض الخام لالستغالل = القيمة المضافة +إعانات االستغالل – ضرائب ورسوم – مصاريف
المستخدمين.
قد يكون ھذا الرصيد سالبا فيسمى بالعجز الخام لالستغالل ،واستخدامات الفائض الخام
لالستغالل كثيرة ومتعددة إذ يعتبر النتيجة االقتصادية للمؤسسة وسوف نستخدم ھذا الرصيد في تقنيات
التقويم المالي للمؤسسة في الفصل القادم ،كما يستخدم أيضا كأساس لحساب التمويل الذاتي للمؤسسة
وفائض خزينة االستغالل الذي سنتطرق إليه الحقا.
)(1
BATSCH, L. le diagnostic financier, OP cit, p15.
)*(
EBE: Excédent brut d’exploitation.
61
وكما رأينا في الشكل السابق الخاص بتوزيع القيمة المضافة ،وعلى خالف المستخدمين ،فرصيد
الفائض الخام لالستغالل يھم أكثر المستثمرين الحاليين والمرتقبين بمناسبة الدخول إلى البورصة ،فما
عدا الضرائب كل الرصيد سيرجع للمستثمرين سواء كانوا مقرضين )سندات وبنوك( أو مساھمين
)عائدات أسھم( وتوزيعات مستقبلية فيما يخص الرصيد المخصص للتمويل الذاتي الذي سيوزع كعائدات
أكبر في المستقبل بإعادة استثماره.
.5.1.1.2.2نتيجة االستغالل
)(1
وھي عبارة عن إن نتيجة االستغالل ھي الفرق بين نواتج االستغالل وتكاليف االستغالل
الفائض الخام لالستغالل مضافا إليه نواتج أخرى لالستغالل وتحويل تكاليف االستغالل مطروحا منھا
مخصصات اإلھتالكات والمؤونات وتكاليف أخرى.
نتيجة االستغالل = الفائض الخام لالستغالل +تحويل تكاليف االستغالل – مخصصات اإلھتالك
والمؤونات – تكاليف أخرى لالستغالل.
ويعطينا ھذا الرصيد صورة عن نتيجة المؤسسة من خالل استغاللھا للموارد واألصول
الموضوعة تحت تصرفھا ،فھي النتيجة العادية لالستغالل يمكن مقارنتھا من الناحية الحركية مع النتائج
السابقة أو مقارنة مع مؤسسات اقتصادية أخرى.
.6.1.1.2.2النتيجة المالية
إن النتيجة المالية ھي تلك النتيجة المتحصل عليھا في االستثمار في األوراق المالية المختلفة بعد
طرح األعباء المالية التي تكون قد تحملتھا نتيجة استدانتھا.
فالمؤسسة من خالل سياسة تسيير محفظة األوراق المالية وتوظيف جزء من أموالھا في البنوك
أو األسواق المالية قد تحصل على إيرادات مالية معتبرة ،وفي المقابل ھي تتحمل تكاليف مالية كخدمة
الديون.
)(1
BATSCH, L. le diagnostic financier, OP cit, p16.
62
يقصد بالنتيجة الجارية قبل الضريبة تلك النتيجة المحققة على مستوى االستغالل العادي والمالي
قبل احتساب الضريبة على األرباح وقبل األخذ بعين االعتبار النتائج المحصلة بصفة استثنائية
وباالشتراك مع مؤسسات أخرى ال تملك فيھا المؤسسة محل دراسة الرقابة الحصرية .
النتيجة الجارية قبل الضريبة = نتيجة االستغالل +النتيجة المالية ±حصة النتيجة المشتركة.
وھذه النتيجة تسمح لنا بمعرفة مدى تحكم المؤسسة في وسائل االستغالل وكذا التسيير الجيد
للمحفظة المالية ودون األخذ بعين االعتبار تلك النتائج االستثنائية حتى ولو كانت معتبرة.
.8.1.1.2.2النتيجة االستثنائية
يقصد بالنتيجة االستثنائية الفرق بين النتائج االستثنائية و األعباء االستثنائية ،وكما يدل عليه
اسمھا فإنھا تأخذ طابع غير اعتيادي وال عالقة لھا باالستغالل.
ا – عمليات التسيير :األعباء االستثنائية لعمليات التسيير تتمثل في التخلي عن الحقوق لفائدة شريك
مفضل يواجه صعوبات )من أجل الحفاظ على استمرارية التعامل معه( ،و الغرامات والجزاءات المالية
المحتملة ...الخ.
في حين أن النواتج االستثنائية على عمليات التسيير تتمثل في تخفيضات الضريبة المحققة
لصالح المؤسسة وعقوبات التأخير المدفوعة من قبل الزبائن ....الخ
ب – عمليات رأس المال :إن النواتج االستثنائية لعمليات رأس المال ،بصفة عامة تكون نتيجة
للتنازل عن استثمارات )أراضي ،بنايات ،آالت ،أوراق مالية( حيث تسجل القيمة الصافية لألصول
كأعباء في حين أن سعر التنازل يسجل كمورد ويكون له تأثير على الخزينة دوما ايجابيا في حين تأثيره
على النتيجة الصافية قد يكون إيجابيا أو سلبيا وھذا بحسب قيمة الفرق بين سعر التنازل والقيمة المتبقية
لألصل المتنازل عنه.
)(1
BATSCH, L. le diagnostic financier, OP cit, p22.
63
ولإلشارة فالنواتج االستثنائية لعمليات رأس المال تشمل إضافة إلى نتيجة التنازل عن
االستثمارات التدفقات المتعلقة بإعانات االستثمار.
.9.1.1.2.2النتيجة الصافية
وھي آخر نتيجة من بين األرصدة الوسيطية للتسيير،و تحسب بالعالقة التالية ):(1
النتيجة الصافية = النتيجة الجارية قبل الضريبة ±النتيجة االستثنائية – ضرائب على األرباح –
مساھمات المستخدمين
)(1 ème
PEYRARD, J. analyse financière, librairie Vuibert, 8 édition, paris 1989 p51.
64
+مبيعات البضاعة
-تكلفة البضاعة المباعة
= الھامش التجاري
+انتاج مباع
+انتاج مخزون
+انتاج المؤسسة لنفسھا
= انتاج الدورة
+إعانات االستغالل
+ضرائب ورسوم
-مصاريف المستخدمين
=الفائض الخام لالستغالل
-مساھمات المستخدمين
-ضريبة على الضريبة
= النتيجة الصافية للدورة
يھدف تشخيص مرد ودية المؤسسة إلى تحديد كفاءة وفعالية إدارة المؤسسة في تحقيق األرباح
لذلك نجد أن مؤشرات المرد ودية المالية و االقتصادية ھي مجال اھتمام المستثمرين الجدد و المسيرين
والمقرضين ،فالمستثمرين يمكنھم معرفة المؤسسة التي يمكنھا أن تثريھم ،والمسيرين يستطيعون التحقق
من نجاح المؤسسة ،والمقرضون يشعرون باألمان عند إقراض أموالھم للمؤسسة التي تحقق أرباحا
)(1
أكثر
ويقصد بالمرد ودية العالقة بين تدفقات المداخيل و"مخزون" الوسائل المنشأة لھذه التدفقات،
فقياس المرد ودية يعتمد على نوع التدفقات ونوع المرجع المأخوذة لحسابه).(2
وھناك ثالثة أنواع من المردودية داخل المؤسسة :مرد ودية النشاط ،المرد ودية االقتصادية والمردودية
المالية .
ويطلق عليھا أيضا اسم المرد ودية التجارية ألنھا تسمح بتقدير األداء التجاري في المؤسسات
التجارية وتعني قدرة المؤسسة على توليد الھامش التجاري وھناك عدة مؤشرات لدراسة مرد ودية
النشاط داخل المؤسسة نذكر منھا :
-الھامش الخام:
وھو العالقة بين الھامش التجاري كما تطرقنا إليه في الفرع السابق ورقم األعمال الذي حققته
المؤسسة باعتباره مصدر الھامش .
وھذا يعني أن قيمة القدرة على توليد ھامش ربح خام لكل دينار مبيعات أي نسبة الربح الخام في كل
دينار من دنانير المبيعات.
)(1
مفلح محمد عقل ،مقدمة في اإلدارة المالية والتحليل المالي ،دار المستقبل للنشر والتوزيع ،الطبعة الثانية ،عمان 2000،ص .384
)(2
BATSCH, L. le diagnostic financier OP cit P67.
66
إضافة إلى قياس األداء التجاري يھدف ھذا المؤشر إلى قياس األداء اإلنتاجي للمؤسسة حيث
يأخذ في الحسبان الفائض الخام لالستغالل بدل الھامش التجاري .
الھامش الخام لالستغالل = الفائض الخام لالستغالل \ رقم األعمال خارج الرسوم
(1):
ويجب أن تكون النسبة مرتفعة بالقدر الكافي إلشباع العوامل التالية
-اإلھتالكات كمكافأة لرأس المال االقتصادي ،وھي أعباء حقيقية لكنھا غير نقدية.
-لمؤونات من أجل حماية وتأمين ممتلكات المؤسسة و تؤدي إلى زيادة في النقدية ،وقد تستوجب
مدفوعات فيما بعد.
-المصاريف المالية كمكافأة للمقرضين.
-خسائر إستثنائية يمكن أن تلحق بالمؤسسة.
-ضرائب على األرباح المحققة كمكافأة للدولة.
-األرباح الموزعة كمكافأة للمساھمين .
-الجزء المتبقي بعد إشباع العوامل السابقة الذكر يمثل فائض صافي كمكافأة للمؤسسة يمكنھا من
النمو.
-الھامش الصافي:
ويسمى بالربحية ويعطى بالعالقة بين األرباح الصافية ورقم األعمال أي :
ولھذه النسبة أھمية في مقارنة المؤسسة مع المؤسسات التي تنشط في نفس السوق ومن نفس
قطاع النشاط ،حيث تمثل درجة توليد األرباح من المبيعات أي أنھا تحقق نسبة معينة من األرباح مقارنة
مع تحكمھا في التكاليف ،وھذا ھو صلب المردودية إذ بتكاليف ووسائل أقل يمكننا تحقيق أكبر ربح
ممكن.
)(1السعيد فرحات جمعة ،األداء المالي للمنظمات ،دار المريخ للنشر ،الرياض ، 2000ص 85
67
كما يمكن تعويض النتيجة الصافية في البسط بالنتيجة الجارية وھذا إللغاء تأثير النتيجة
االستثنائية واحتساب فقط نتيجة االستغالل والنتيجة المالية ،وحتى ھذه األخيرة يمكن إبعادھا واألخذ
بعين االعتبار فقط نتيجة االستغالل ونقارنھا مع نسب المؤسسات المنافسة.
.2.2.1.2.2المرد ودية االقتصادية :
وھي العالقة بين النتيجة االقتصادية التي تحققھا المؤسسة ومجموع األموال التي تستخدمھا
للحصول على ھذه النتيجة ،فأما النتيجة االقتصادية فيعبر عنھا بالفائض الخام لالستغالل أو نتيجة
االستغالل ،أما األموال المستخدمة فيعبر عنھا بمجموع األصول الثابتة مضافا إليھا احتياجات رأس المال
العام ،ويمكن دراسة المرد ودية االقتصادية للمؤسسة من خالل مفھومين ھما المرد ودية االقتصادية
الخام والمرد ودية الصافية .
-المرد ودية االقتصادية الخام :وھي العالقة بين الفائض الخام لالستغالل وأصول المؤسسة أي :
وتعني ھذه النسبة قدرة األصول على تحقيق نتيجة اقتصادية .
-المرد ودية االقتصادية الصافية :وھي نفس النسبة السابقة مع التغير في النتيجة االقتصادية من
الفائض الخام لالستغالل إلى نتيجة االستغالل أي بإضافة بعض نواتج االستغالل وطرح مخصصات
أعباء االستغالل وتعطى المرد ودية االقتصادية الصافية كما يلي :
وبھذا تكون المرد ودية االقتصادية تساوي جداء نسبتين األولى تمثل الربحية أو الھامش الصافي
والثاني يمثل نسبة مرد ودية األصول أو معدل دوران األصول ،وھاتان النسبتان تسھل تسيير المرد ودية
االقتصادية للمؤسسة حيث أن المرد ودية االقتصادية لمؤسسة ذات التكنولوجيا العالية تعتمد على نسبة
68
الھامش المرتفعة في حين أن المرد ودية االقتصادية المؤسسة التي تختص في التوزيع مثال فإنھا تعتمد
)(1
على النسبة الثانية وذلك بتسريع دوران رقم أعمالھا.
.3.2.1.2.2المرد ودية المالية :
يقصد بالمرد ودية المالية تلك النسبة التي تحدد مدى مساھمة األموال الخاصة في توليد النتيجة لذا
تعطى بالعبارة التالية :
بالنسبة للنتيجة ،بعض المحللين الماليين يستعملون النتيجة الصافية للدورة ،في حين يستعمل البعض
اآلخر النتيجة الجارية مطروحا منھا الضرائب ،وبالتالي استبعاد النتيجة االستثنائية.
: RNالنتيجة الصافية
:Dالديون
:Aاألصول
:CPاألموال الخاصة
لدينا:
= RN = E.A- iD <= E )………………….(1
=F )…………………..(2
)(1
BATSCH, L. le diagnostic financier, OP cit, p74
69
.
وبتعويض 1في 2نحصل على:
= REF
=F
−
= E (1+
−
(=E+E
D
) (1
CP
( )F = E + (E – i
ومن ھذه العالقة يمكننا أن نستنتج أن المرد ودية المالية تتحدد بعاملين اثنين:
حيث أن المؤسسة يجب أن تقوم بدراسة جدوى اللجوء إلى االستدانة إذا كان الفرق بين
المردودية االقتصادية ومعدل الفوائد موجبا حيث يصبح في ھذه الحالة المقرضين )البنوك أو مكتتبي
السندات( يساھمون في تمويل نتيجة المساھمين وذلك بكون الزيادة في المرد ودية الناتجة عن استخدام
الديون بعد تسديد الفوائد ترجع إلى المساھمين وبالتالي في ھذه الحالة اللجوء إلى االستدانة يعتبر أمرا
ايجابيا ،والعكس صحيح إذا كانت المرد ودية االقتصادية للمؤسسة أقل من معدل فوائد الديون تصبح
نتيجة المساھمين تمول تكلفة الديون .
وبھذا المؤسسة تجد نفسھا بين تعظيم المرد ودية المالية بتعظيم االستفادة من الديون وفي نفس
الوقت تواجه مخاطر عدم تحقيق مرد ودية اقتصادية أعلى من معدل الفوائد ،وبالتالي عليھا تنويع
استثمار األموال الخاصة لتنويع المخاطر من جھة واللجوء إلى االستدانة متى كانت كلفتھا أقل من
مرد وديتھا.
)(1
BATSCH,L. OP cit, p76
70
-تحليل المردودية اإلقتصادية :ھناك نموذج يعرف بنموذج ديبون لتحليل المردودية نسبة إلى
الشركة التي طورته وھي شركة DUPONT DE NEMOURYاألمريكية حيث يسمح ھذا
النموذج بتتبع العناصر أو العوامل المؤثرة في المردودية من خالل جدول النتائج والميزانية.
و يتلخص ھذا النموذج في إدماج ھامش صافي الربح مع معدل دوران األصول في معادلة
واحدة ‘ على أساس أن ربحية المؤسسة تتوقف أساسا على عنصرين ھما كفاءة األصول في توليد
المبيعات )معدل دوران األصول( ومعدل ربحية المبيعات )ھاھش صافي الربح().(1
المردودية
اإلقتصادية
النتيجة
األصول ÷ المبيعات الجارية قبل ÷ المبيعات
الضريبة
األصول األصول
الثابتة المتداولة + التكاليف - اإليرادات
تكلفة
قيم محققة + + مصاريف مصاريف
قيم جاھزة بضاعة
إدارية + التوزيع + البضاعة
المباعة
)(1
أمين السيد أحمد لطفي ،التحليل المالي للتقارير والقوائم المحاسبية ألغراض تقييم أداء الشركات وخططھا المستقبلية و االستثمار في األوراق
المالية بالبورصة ،دار النھضة العربية ومكتبة األكاديمية ،القاھرة 1998ص.248
71
يتضح جليا من خالل ھذا الشكل أن المردودية اإلقتصادية تتناسبا طرداً مع ھامش الربح المحقق
وكذا معدل الدوران؛ حيث أن ھامش الربح المحقق يمثل نسبة األرباح المحققة إلى المبيعات التي قامت
بھا المؤسسة خالل فترة زمنية ،في حين أن معدل الدوران يمثل نسبة المبيعات إلى األصول.
فكلما زاد ھامش الربح زادت المردودية اإلقتصادية ونفس الشيء بالنسبة لمعدل الدوران،
وحسب السياسة التجارية للمؤسسة يمكن أن يتضاعف ھامش الربح وذلك برفع سعر منتوجاتھا والذي
قد يؤدي إلى تباطئ معدل الدوران.
في حين أنه يمكن للمؤسسة أن تخفض من أسعار منتوجاتھا وبالتالي ينخفض ھامش الربح ،في
حين أن معدل الدوران يكون مرتفعا ً وبالتالي فالمردودية اإلقتصادية لألصول تزداد رغم إنخفاض
األسعار و ھامش الربح.
-تحليل المدودية المالية :يمكننا إضافة عناصر أخرى إلى نموذج ديبون للوصول إلى المرد ودية
المالية ،وذلك بكون ھذه األخيرة تساوي إلى
وبما أن مجموع األصول يساوي إلى مجموع الخصوم ،فالمعادلة تصبح كما يلي :
المردودية
المالية
معامل المردودية
المديونية االقتصادية
×
نالحظ من خالل الشكل أن المر دودية المالية للمؤسسة تتحدد بمردوديتھا اإلقتصادية ومعامل
المديونية ،وأنھا تتناسب طردا مع كليھما.
فإذا كانت المردودية اإلقتصادية جداء ھامش الربح ومعدل الدوران حسب نموذج ديبون ،فإن
معامل المديونية يتناسب طردا مع مجموع الخصوم وعكسيا مع األموال الخاصة وبمعنى آخر أنه
يتناسب طردا مع الديون.
حيث أن المردودية المالية للمؤسسة تتعاظم عندما تحقق أرباح كبيرة مقابل استعمال عقالني
ومحدود لألموال الخاصة أي أن األموال المقترضة تكون ھي السبب في تحقيق النتيجة المالية للمؤسسة
بقسط كبير.
تھدف دراسة الھيكل المالي للمؤسسة إلى تحليل بنيوي لمكونات األصول من جھة ومكونات
الخصوم من جھة أخرى )قراءة عمودية( ،كما أنھا تسمح أيضا بتحليل التوازنات المالية بوضع نوع من
األصول مقابل نوع من الخصوم )قراءة أفقية() (1وھذا ما سنحاول التطرق إليه في الفرع األول .
إن أھم مراكز الميزانية تعتبر تراكم لتدفقات محققة على مستوى مختلف مراحل تطور المؤسسة
على عكس جدول النتائج ،فاألول يقارن األصول بالخصوم في حين أن الثاني يوازن بعض النفقات
واإليرادات أي أن الميزانية تراكم لعدة سنوات في حين أن جدول النتائج يھتم بدورة نشاط واحدة فقط ،
ولھذا كان لزاما على المحللين الماليين أن يقوموا لھدف تشخيص المؤسسة ،بتعديالت على مراكز
الميزانية وذلك بإضفاء نوع من الحركية في التحليل ،ويتم ذلك من خالل جداول التدفقات الوسيطة بين
ميزانيتين وھذا ما سنتطرق إليه في الفرع الثاني.
إن قاعدة التوازن تقضي بأن الموارد المستخدمة لتمويل أصل أو استخدام ما )استثمارات،
مخزون ،حقوق ( يجب أن يبقى تحت تصرف المؤسسة لفترة من الزمن تكون على األقل مساوية لفترة
)(2
أي أن األصول الثابتة تمول عن طريق األموال الدائمة في حين أن األصول المتداولة ذلك األصل
تمول عن طريق الديون القصيرة األجل شرط أن تكون مدة استحقاقھا أكبرمن مدة دوران ھذه األصول.
)(1
BATSCH, L. OP cit, p35
)(2
DEPALLENS, G. JOBARD, J . OP cit, p271
73
ويمكن دراسة الھيكلة المالية والتوازن المالي من خالل دراسة ثالثة مفاھيم وھي رأس المال
العامل ،احتياجات رأس المال العامل والخزينة .
ويمثل ھذا الفائض ھامش آمان للمؤسسة لمواجھة المخاطر وھناك طريقتين لحساب رأس المال
العامل:
باعتبار أن رأس المال العامل ھو نسبة األموال الدائمة المقدمة لتمويل دورة االستغالل) (2حيث
يساوي في ھذه الحالة إلى الفرق بين واألموال الدائمة و األصول الثابتة.
األصول الثابتة
حيث يساوي في ھذه الحالة إلى الفرق بين األصول المتداولة والديون القصيرة األجل .
)(1
COUSO, P . LAUVAUD, R ; fonds de roulement et politique financière DUNOD, Paris, 1982.P 08
)(2 eme
MADER, F. statistique du fond de roulement, Analyse financière, n° 14, 3 trimestre, 1973, pp 7- 26.
74
بعض المحللين يعتمدون فقط على األموال الخاصة لتحديد رأس المال العامل ويطلق على ذلك
رأس المال العامل الخاص والذي يساوي إلى الفرق بين األموال الخاصة واألصوال الثابتة ،أما المتبقي
فيسمى رأس المال العامل األجنبي والذي يساوي الفرق بين رأس المال العامل ورأس المال العامل
الخاص .
حقيقة أن مفھوم رأس المال العامل جاء كبديل لقاعدة التوازن األدنى إال أنه يتميز بكونه ساكنا ال
يأخذ بعين االعتبار عامل الزمن وعامل التجدد واالستمرار لألصول المتداولة ،كما أنه رغم إمكانية
االعتراف بالعجز على مستوى السيولة ال يمكنه إعطاء مقدار لھذا العجز لذا ظھر مفھوم آخر ھو مفھوم
احتياجات رأس المال العامل.
) (Besoin en Fonds de Roulmentيحدد قيمة احتياجات رأس المال العامل BFR
األصول المتداولة غير الممولة بخصوم نفس الطبيعة وھذا الفرق يمثل احتياجا ويعطى بالعبارة التالية:
إذ أنه يمثل احتياجات التمويل المتعلقة بدورة النشاط أي منذ شراء البضاعة أو المواد األولية ثم
التخزين ،التصنيع ،البيع والتحصيل النقدي من الزبائن فتمويل ھذه الدورة يكون عن طريق الديون
القصيرة والموردين من غير السلفات المصرفية ،ويمكن حسابه بطريقتين:
-الطريقة الساكنة :يمكن حساب احتياجات رأس المال العامل انطالقا من مراكز الميزانية كما يلي:
احتياجات رأس المال العامل = قيم االستغالل +قيم قابلة للتحقيق ــ )الديون قصيرة األجل -سلفات
مصرفية (
ويعاب على ھذه الطريقة على أنھا ساكنة كما يدل على ذلك اسمھا لذا يفضل محللين ماليين آخرين
طريقة أخرى تدعى الطريقة المعيارية.
-الطريقة المعيارية:
وضعت ھذه الطريقة من طرف خبراء المحاسبة بفرنسا ،وتقدم ھذه الطريقة نتائج أدق من نتائج طريقة
دراسة الميزانية ،واألساس الذي تبنى عليه ھذه الطريقة ھو وجود فوارق زمنية بين التدفقات النقدية
الداخلة والتدفقات النقدية الخارجة) (1ويمكن حساب احتياجات رأس المال المعياري حسب الجدول التالي:
)(1 éme
VIZZAVONA, P. Gestion financière, Berti édition, 8 ed, Alger 1993 P 295
76
رقم األعمال بكل الرسوم حقوق على الزبائن +الخصوم جارية زبائن
)×(I رقم األعمال خارج الرسوم رقم األعمال السنوي بكل الرسوم
)(II
×)(I رسم على القيمة 2/30يوم +أجل التسديد ) 25يوم على الرسم على القيمة المضافة القابلة
لالسقاط لدورة األكثر( المضافة يسقط
)(II
رقم األعمال خارج الرسوم على أصول
أخرى أو
خدمات
*
فيما يخص احتياجات الدورة لالستغالل يدعى رأس مال عامل االستغالل BFREويقابله احتياجات رأس المال العامل خارج االستغالل BFRHE
فيما يخص االحتياجات االستثنائية ويكون BFR=BFRE+BFRHE
ويمكن حساب BFRHEأيضا بالطريقة المعيارية فقط بتحديد طبيعة األصل والمورد ومدته مع معامل الترجيح
77
.3.1.2.2.2الخزينة
بالرغم من أن ھذا المفھوم ليس له أھمية كبيرة بالنسبة للمستثمرين المحتملين في المؤسسات
الداخلة إلى البورصة خاصة المضاربين وذلك في حالة الحاجة إلى سيولة يتم التعامل في األسھم بيعا
والعكس صحيح إذا زادت السيولة ،إال أن دراسة الخزينة يعتبر أمرا مھما بالنسبة للمؤسسة وذلك
لمواجھة االحتياجات اآلنية .
وتمثل الخزينة الفرق بين األصول ذات السيولة الفورية والديون ذات االستحقاقية اآلنية وتعطى
بالعبارة التالية :
فإن كان رأس المال العامل أكبر من احتياجات رأس المال يعني ھناك فائض من الموارد.
أما إذا كان رأس المال العامل أقل من احتياجات رأس المال يعني ھناك حاجات إضافية مما يعني اللجوء
)(1
إلى قروض استغالل بنكية
إن التسيير المالي الحذر والفعال ھو ذلك التسيير الذي يجعل الخزينة تؤول إلى الصفر .فھو حذر
لكون االحتياجات الدائمة تمول عن طريق األموال الدائمة وفعال حيث ال تبقى أمواال غير مستخدمة
)(2
خاصة في حالة التضخم
إن دراسة التوازن المالي الساكن ال يعطي صورة واضحة عن تطور التدفقات المالية ولقد
وضعت مجموعة من الجداول من أجل الدراسة الحركية للتوازن المالي تنقسم إلى جداول التمويل
أوجداول االستخدامات والموارد وجدول تدفقات الخزينة ،حيث تعبر الجداول األولى عن تطور رأس
المال العامل واحتياجات رأس المال العامل في حين أن جدول تدفقات الخزينة يھدف إلى تتبع تطور
الخزينة .
)(1
GRANDGUILLOT,B et F. l’essentiel de l’analyse financière, p 88
)(2
PELVERDIERM-LATREYTE J, Finance d’entreprise 8eme édition, Economica, Paris, novembre 2002, p79
78
مركز الميزانيات لبنك فرنسا الذي يفضل استخدام عبارة جدول الموارد واالستخدامات عرفه
كمايلي" :جدول الموارد واالستخدامات يوضح االستخدامات الجديدة للدورة ،بمعنى احتياجات التمويل
الناشئة خالل تلك الدورة ،ووسائل التمويل المستخدمة لذلك ،ويوضح كذلك التأثير النھائي لمختلف
ٌ
المؤسسة") ،(1في حين عرف في موسوعة المحاسبة على أنه ،جدول العمليات المحققة على خزينة
)(2
االستخدامات والموارد الذي يفسر تغيرات الدائمة المالية للمؤسسة خالل السنة المرجعية.
وحسب مجلس خبراء المحاسبين المعتمدين OECCAفإن جدول التمويل يصف الكيفية التي
من خاللھا تتمكن موارد المؤسسة من مواجھة احتياجاتھا أثناء دورة االستغالل " ).(3
ويحتوي جدول التمويل على جدولين األول يوضح االستخدامات والموارد في قائمة في حين
الثاني يوضح استخدام رأس المال العامل.
)(1
DEPALLENS, G et Jobard, J.P. op. cit p 353
)(2
idem.
)(3
GRANDGUILLOT, b et F. OP cit , p 93.
79
البيان
الموارد الدائمة
-قدرة التمويل الذاتي لدورة االستغالل
-التنازل عن االستثمارات
ــ المعنوية
ــ المادية
-التنازل عن االستثمارات المالية أو التخفيض
-زيادة األموال الخاصة
ــ زيادة في رأس المال أو المساھمات
ــ زيادة في األموال الخاصة األخرى
-الزيادة في الديون المالية )الطويلة والمتوسطة(
يھدف ھذا الجدول إلى تتبع التغيرات الحاصلة على رأس المال العامل من خالل تتبع تغير
عناصر احتياجات رأس المال العامل وتغير عناصر الخزينة ثم الجمع بينھما .
80
البيان
تغيرات االستغالل
-تغيرات أصول االستغالل
-المخزونات
-حساب الزبائن
-تسبيقات وحقوق أخرى
تغيرات ديون االستغالل
-تسبيقات محصل عليھا وديون االستغالل األخرى
-ديون الموردين
– Iاحتياج رأس المال العامل لالستغالل أو فائض رأس المال العامل لالستغالل
تغيرات خارج االستغالل
-تغيرات العناصر المدينة األخرى
-تغيرات العناصر الدائنة األخرى
-IIاحتياج رأس المال العامل خارج االستغالل أو فائض رأس المال خارج
االستغالل
تغير الخزينة :
-تغير القيم الجاھزة
-تغير السلفات
تغير استخدام رأس المال العامل )تغير رأس المال العامل )(III + II + I
استخدام صافي أو مورد صافي
يتم إعداد جدول تدفقات الخزينة انطالقا من ميزانيتين متتاليتين باإلضافة إلى جدول حساب
النتائج لتلك الفترة والمالحق ،إذ يتم تحديد صافي التدفقات النقدية المحققة سواء من عمليات النشاط،
االستثمار أو التمويل .
81
فتدفقات الخزينة المتعلقة بالنشاط )االستغالل( تتمثل في عمليات التحصيل أو الدفع التي لھا
عالقة بدورة االستغالل من مصاريف وموارد مالية واستثنائية مساھمات األجراء وكذا الضرائب على
األرباح .
في حين أن التدفقات المتعلقة بعمليات االستثمار فتتمثل عادة في التحصيل أو الدفع الموجھة
لحيازة أو التنازل عن أصل استثماري.
أما تدفقات الخزينة المتعلقة بعمليات التمويل فتتمثل في عمليات التحصيل أو القبض المرتبطة
بالتمويل مثل :الزيادة في رأس المال ،اقتراض جديد،إعانات االستثمار ،تسديد قرض ،تسديد عائدات
أسھم ...الخ). (1
+
تدفقات صافية للخزينة متعلقة بعمليات االستثمار
+
-
خزينة االفتتاح
وھناك عدة نماذج مقترحة لحساب تدفقات الخزينة نذكر منھا التي توضح جليا األنشطة الثالث المذكورة
أعاله .
)(1
GRANDGUILLOT, B et F. OP cit,p118.
82
األنشطة االستثمارية
اقتناء استثمارات مادية
االستثمار في األوراق المالية
التنازل عن االستثمارات المادية
بيع األوراق المالية
التدفقات من األنشطة االستثمارية
األنشطة التمويلية
*الزيادة في رأس المال
*توزيع األرباح
*قروض مالية جديدة
*تسديد الديون الطويلة
*التدفقات من األنشطة التمويلية
تغير الخزينة
*خزينة بداية المدة
*خزينة نھاية المدة
يھدف التشخيص المالي خاصة و التشخيص العام للمؤسسة عامة إلى إعطاء صورة وفية عن
الحالة الصحية التي تتمتع بھا المؤسسة ،وذلك من خالل تحديد مكامن القوة والضعف وتحديد الخصائص
التي تتميز بھا المؤسسة عن مثيالتھا في السوق ،كما يمكن للخبير الذي يقوم بالتشخيص إعطاء توجيھات
وانتقادات لتلك المعطيات التي ال تتالءم مع المعايير المتعارف عليھا في ھذا المجال.
83
إال أنه ال يمكننا تحديد القيمة المالية للمؤسسة انطالقا فقط من نتائج ھذا التشخيص ،فتشخيص
المؤسسة وبالرغم من تحديده نقاط القوة والضعف التي تتميز بھا المؤسسة ال يمكنه إعطاء قيمة جبرية
لھا.
فالتشخيص المالي يحاول أن يعطي صورة عن الصحة المالية للمؤسسة ويقارنھا بالنسب
المتعارف عليھا ،وقد تكون المؤسسة تتمتع بصحة مالية جيدة إال أن قيمتھا المالية في السوق تكون
منخفضة.
وبصفة عامة يمكننا القول أن التقويم المالي للمؤسسات يعتمد على التشخيص العام للمؤسسة إلى
أبعد الحدود إال أنه يأخذ في الحسبان معطيات أخرى تتعلق بالسوق المالي ،البائع ،المشتري والمحيط
الذي تنشط فيه المؤسسة ،وبالتالي فالتشخيص العام للمؤسسة ال يمكنه أن يعطي قيمة مالية للمؤسسة وال
يمكنه أن يكون بديال عن التقويم المالي ،إال أن ھذا التقويم ال يمكنه أن يكون من دون تشخيص عام
للمؤسسة.
84
الفصل :3
تقنيات التقويم المالي للمؤسسات
إن التقويم المالي للمؤسسات يعني إعطاء مجال لقيمة المؤسسة ،وقد تعددت المقاربات في تحديد
ھذا المجال حسب الزاوية التي ينظر بھا إلى المؤسسة ،وھذه الرؤية تختلف حسب طبيعة العملية المزمع
إجراؤھا) ،خوصصة ،بيع ،شراء...الخ( وكذا الطبيعة القانونية للمؤسسة )مؤسسة أشخاص ،شركة
مساھمة...الخ( ،الطبيعة االقتصادية للمؤسسة )القطاع االقتصادي الذي تنتمي إليه( ،المركز القانوني
للمقوم ،وكذلك تختلف ھذه الرؤية بحسب حجم المؤسسة ،مدى استقالليتھا عن مالكھا أو مسيرھا ،حجم
األرباح والمردودية ،درجة السيولة وكذا الطبيعة التكنولوجية للمؤسسة.
ومن ھذا المنطلق فإن عملية تقويم المؤسسات ليست من العلوم الدقيقة بالرغم من أنھا تعتمد في
أغلبھا على معادالت رياضية ،وھذا لكونھا تعتمد على معطيات في بعض األحيان تفتقد إلى الموضوعية
أو معطيات ليست دقيقة باعتبار أنھا نتاج تحليالت واستنتاجات وتوقعات لخبراء قد ال تكون صحيحة
دائما ،ولھذا نجد أن التقويم المالي للمؤسسات ال يعتمد على طريقة واحدة فقط ،بل وفي غالب األحيان
تختار الطرق التي تملك صالحية ومالءمة أكبر ،ھذه الطرق يمكن تجميعھا في عدة مجموعات مترابطة
فيما بينھا حسب المقاربة التي تعتمد عليھا وعلى العموم يمكن توزيعھا على ثالث مقاربات رئيسية.
حيث سنتطرق في المبحث األول إلى المقاربة الممتلكاتية وفي المبحث الثاني إلى المقاربة
التحيينية ،في حين سنتطرق إلى المقاربة المقارناتية في المبحث الثالث.
85
.1.3المقاربة الممتلكاتية
تھدف الطرق التي تنضوي تحت المقاربة الممتلكاتية إلى التقويم المالي للعناصر المادية
والمعنوية التي تشكل أصول وخصوم المؤسسة موضوع التقويم باعتمادھا على وثيقة الميزانية وجدول
حساب النتائج وبعض الملحقات الحسابية ،لھذا فالمقاربة الممتلكاتية تعتبر مقاربة تاريخية تبدأ بالتحليل
المحاسبي مع بعض التعديالت ،إذا دعت الضرورة إلى ذلك ،بمعلومات عن القيم االقتصادية والمالية
لبعض المراكز التي تشكل ميزانية المؤسسة ،ھذه المعلومات تأخذ في الحسبان على أكثر تقدير القيم
الحالية دون اللجوء إلى التقديرات والتوقعات المستقبلية وال للتدفقات التي ستنتجھا ،لذا فھي تشكل مقاربة
تاريخية ثابتة.
.1.1.3الطريقة المحاسبية
حتى تصبح القيم التاريخية مقاربة للقيم الحقيقية توجب إعادة معالجة بعض المراكز وھذه
المعالجة تأخذ عدة أشكال بعضھا يجد منشأھا في إطار مفاھيم أخرى للقيمة لذا سنتطرق في إطار ھذه
المقاربة إلى طريقة األصول الصافية المحاسبية المصححة ANCcفي الفرع األول ،في حين سنتطرق
إلى القيمة الجوھرية الخام V.S.Bواألموال الدائمة الضرورية لالستغالل CPNEفي الفرع الثاني.
الميزانية تعطي صورة ولو توضيحية ،عن حالة المؤسسة بتوفير القيم المحاسبية لعناصر
األصول والخصوم في لحظة معينة ،ھذه القيم من السھل الحصول عليھا من مختلف الوثائق المحاسبية،
إال أن ھذه العناصر سجلت بقيمتھا التاريخية فمثال بناية بالجزائر العاصمة أشتريت منذ30سنة مسجلة
بسعر شرائھا إضافة إلى التخفيضات الناتجة عن االھتالك المحاسبي تصبح قيمتھا معدومة أمام القيمة
الحقيقية في السوق ،ولھذا فالميزانية تعطي لنا قيم محاسبية ليست دقيقة دائما من الناحية االقتصادية
،ولالنتقال عن النظرة المحاسبية إلى النظرة االقتصادية البد من إجراء تعديالت ضرورية من أجل
الوصول إلى القيم الحقيقية ،آخذين بعين االعتبار مختلف الظروف الحالية التي تؤثر في ذلك كالتضخم،
التي تمس بعض مراكز األموال الخاصة. Impôt latent الضرائب الكامنة
ولتحديد القيمة الصافية المصححة لألصول البد من تحديد قيمة األصول الصافية في مرحلة
أولى تم تناول التعديالت والتصحيحات الضرورية.
86
إن القيمة المحاسبية الصافية لألصول تستنتج مباشرة من الميزانية بصفة بسيطة ويمكن حسابھا
بطريقتين ،تتمثل األولى في الفرق بين األصول عدا األصول عديمة القيمة من جھة والخصوم المستحقة
للغير واجبة األداء من جھة أخرى ،أما الثانية فتتمثل في القيمة المحاسبية لألموال الخاصة بعد تخصيص
نتائج الدورة إذ تساوي الوضعية الصافية +إعانات االستثمار +مؤونات نظامية .
الوضعية الصافية تساوي إلى رأس المال مضافا إليه عالوات )اإلصدار ،التكتل ،المساھمة( +
فرق إعادة التقييم +االحتياطات )القانونية ،النظامية ± (...،المؤجل من جديد report à nouveau
المؤونات النظامية وتشمل على الخصوص مؤونات االستثمار ،ارتفاع األسعار وتذبذب أسعار
الصرف).(1
وتجدر اإلشارة ،أن بعض العناصر التي تظھر في جانب األصول من الميزانية ،وبالرغم من
أنھا ليست لھا عالقة بدورة االستغالل ،ھذه األصول خارج االستغالل يجب أن تعالج بصفة مستقلة عن
قيمة المؤسسة بالمعنى الضيق.
وبما أن التسجيل المحاسبي يخضع إلى قواعد محاسبية وجبائية خاصة المتعلق منھا باإلھتالك
والمؤونات فإنه قد يكون بعيدا عن الحقيقة االقتصادية لألصول المسجلة.
وعلى ھذا األساس ،يبدو أن طريقة حساب األصول الصافية تترجم القيمة الحقيقية للمؤسسة
بالرغم من أنھا تمتاز بكونھا طريقة بسيطة وغير معقدة وسريعة في آن واحد يلجأ إليھا المھنيين في
إعطاء القيمة األولية للمؤسسة ،وتفاديا لبعض نقائص ھذه الطريقة تدخل تعديالت وتصحيحات على
بعض المراكز المحاسبية وھذا ما يعرف بطريقة األصول الصافية المحاسبية المعدلة أو المصححة.
تتمثل طريقة األصول الصافية المصححة في األصول الصافية كما تم التطرق إليھا آنفا مع
إدخال التعديالت على مراكز الميزانية استنادا إلى معطيات اقتصادية ومالية حالية.
وتعرف الھيئات المحاسبية خاصة ھيئة الخبراء المحاسبين والمحاسبين المعتمدين األوربيين
األصول الصافية المحاسبية المصححة على أنھا رأس المال ،الالزم حاليا لالستثمار من أجل إعادة
تكوين الممتلكات المستعملة من طرف المؤسسة على الحال التي ھي عليھا ،وتحديد قيمة ھذه المبالغ يتم
بفضل إعادة معالجة أو تصحيح من أجل إعادة تكوين األصول الحقيقية والخصوم المستحقة للغير كبديل
لألصول والديون المحاسبية.
-إبعاد األصول عديمة القيمة من الناحية االقتصادية المسجلة في الميزانية وتأخذ ھذه األصول شكلين:
* األعباء والمصاريف المؤصلة )أي األعباء والمصاريف المسجلة في جانب األصول في
الميزانية (.
* الخسائر االفتراضية.
-محاولة إيجاد القيمة الحقيقية لألصول أي القيمة السوقية وعادة ھذه القيمة يمكن الحصول عليھا بعدة
طرق نذكر منھا الطريقتين التاليتين:
-الطريقة التخفيضية:
تتمثل ھذه الطريقة في األخذ بعين االعتبار القيمة الحقيقية لألصل المزمع تقويمه في حالته الجديدة
الحاضرة ثم نطبق عليھا معامل التخفيض الذي نقصد به حاصل قسمة المدة المتبقية من حياة األصل إلى
مدة حياته الكلية أي :
وفي الحالة التي تكون فيھا مدة االستھالك المحاسبية تساوي مدة حياته يمكن كتابة العبارة السابقة
-طريقة التثمين:
يعمد إلى ھذه الطريقة في حالة تعذر إيجاد السوق الذي يسمح بتحديد قيمة األصل الجديد المماثل
لألصل المزمع تقويمه ،إذ تسمح بحساب القيمة اآلنية لسعر الشراء باعتماد معامل التحيين الذي يترجم
تطور السعر ابتداءا من تاريخ اقتناء األصل ،وتختلف طريقة حساب ھذا المعامل من أصل إلى آخر مع
األخذ بعين االعتبار كل العوامل التي تؤثر في تحديد قيمته.
88
ويمكن كتابة العبارة السابقة في حالة كون مدة اإلھتالك تساوي مدة حياة األصل على النحو التالي:
يحاول ھذين المفھومين اإلھتمام بالصحة المالية للمؤسسة بغض النظر عن الطبيعة القانونية
للملكية
تعرف القيمة الجوھرية الخام على أنھا "تقويم لمجموع األصول والنفقات الالزمة لالستغالل
األمثل بغض النظر عن الملكية) ،(1وعلى ھذا األساس فالقيمة الجوھرية الخام ال تھتم بتحديد القيمة
الصافية للممتلكات التي تملكھا المؤسسة فقط بل تتعدى إلى كل الممتلكات والمصاريف التي تستعملھا
المؤسسة من أجل ضمان االستغالل العادي حتى ولو لم تكن تملكھا ويمكن أن نذكر على سبيل المثال في
ھذا المجال الممتلكات التي بحوزة المؤسسة عن طريق الكراء وكذا البيع اإليجاري ) ، (leasingعلى
أن جانب الخصوم يأخذ في الحسبان أيضا القيمة الحالية ألجرة الكراء أو أقساط دفع البيع اإليجاري
المتعلقة بھذه الممتلكات .
القيمة الجوھرية الخام ال تعتبر طريقة لتحديد قيمة مالية للمؤسسة بقدر ماھي وسيلة يمكن من
خاللھا تحديد الفائض؛ إذ أنھا تمثل مجموع النفقات المادية التي تنجزھا المؤسسة بغض النظر عن
طريقة التمويل ومصدرھا ،وعلى ھذا األساس فال يمكن اعتبارھا كتصحيح لعناصر الخصوم مثلما ھو
الحال بالنسبة لطريقة األصول المصححة ،كما تم التطرق إليه آنفا رغم أن أساس حساب القيمة
الجوھرية الخام مبني على قيمة األصول المصححة مع إضافة بعض التعديالت إيجابا أو سلبا ،حيث
يجب أن نبعد كل األصول المادية أو المعنوية غير الضرورية لالستغالل ،كما أن كل األصول المعنوية
األخرى ،ماعدا الفائض المذكور أعاله والذي يعرف بالـ ،Good Willالتي تملك قيمة ذاتية يمكن
حسابھا بصفة منفصلة عن قيمة المؤسسة مثل العالمات وبراءات االختراع ،كما أنه في تحديد القيمة
)(1
TCHEMEMI, E. l’évaluation des entreprises, OP cit,P13
89
الجوھرية الخام البد من األخذ بعين االعتبار المصاريف اإلعدادية خالفا لطريقة األصول المحاسبية
المصححة.
+المصاريف اإلعدادية
ونجد مصطلحات أخرى تدور حول مفھوم القيمة الجوھرية الخام مثل القيمة الجوھرية الصافية
والتي تساوي قيمة األصول الصافية خارج االستغالل والقيمة الجوھرية الصافية لالستغالل حيث أن ھذه
األخيرة تساوي إلى القيمة الجوھرية الخام لالستغالل منقوصا منھا الديون أي أن
-خصوم االستغالل
ويعتمد البعض اآلخر من الماليين مفھوم القيمة الجوھرية المخفضة والتي تساوي إلى القيمة الجوھرية
الخام منقوصا منھا الديون بدون فوائد مثل قيمة األموال الموضوعة تحت تصرف المؤسسة من قبل
المسيرين ،وكذا القروض بين المؤسسات المقدمة من طرف الموردين.
وكما رأينا أن األرباح الصافية المصححة تقابل األصول الصافية المصححة فإننا نجد القدرة
الربحية فيما يخص النتائج تقابل القيمة الجوھرية الخام ألنھا تمثل األرباح المحاسبية الصافية المعدلة من
تأثيرات المصاريف والنتائج االستثنائية والمالية أي :
90
حيث أن المصاريف المالية تقابل كل الديون قصيرة ،متوسطة وطويلة األجل والقرض اإليجاري .
يقصد باألموال الدائمة الضرورية لالستغالل تلك المبالغ التي تمول جميع االستثمارات وكذا
احتياجات رأس المال العامل لالستغالل بھدف الحفاظ على التوازن المالي للمؤسسة في األجال البعيدة
ويقترب ھذا المفھوم من األصل االقتصادي وعلى ھذا األساس فإن :
أو
يتبين مما سبق أن األموال الدائمة الضرورية لالستغالل ) (CPNEتتركب من أموال خاصة
وأخرى مقترضة )طويلة ومتوسطة األجل( حيث أن ھذا التقسيم يجد أھميته عند حساب نسبة متوسط
مكافأة رأس المال لتقدير الڤودويل . GW
وكما رأينا بالنسبة لألصول الصافية المصححة والقيمة الجوھرية الخام تقابلھا على التوالي األرباح
الصافية المصححة والقدرة الربحية فإن المردودية المالية بالنسبة للنتائج تقابل األموال الدائمة الضرورية
91
لالستغالل حيث أن المردودية المالية تتمثل في األرباح الصافية المحاسبية مع تعديالت فيما يخص تأثير
الديون متوسطة وطويلة األجل.
تحاول طريقة الڤودويل أن تغطي الجانب المعنوي من القيمة المالية للمؤسسة ،وبھذا تعتبر مزيج
من المقاربة الممتلكاتية والمقاربة التحينية التي سوف نتطرق إليھا الحقا إذ أنه وفي غالب األحيان تكون
القيمة المالية الحقيقية للمؤسسة تتجاوز بكثير قيمة األصول الصافية المصححة وھذا الفرق يكون نتاج
كفاءة المناجمنت المطبق في المؤسسة الستخدام جميع الموارد البشرية ،المادية والمالية بصفة متناسقة
من أجل تحقيق أكبر مردودية ممكنة رافعين من القيمة المالية للمؤسسة بالزيادة في قيمتھا المعنوية
خاصة ،ويدخل في ذلك التناغم االجتماعي ،مجال البحث والتنمية ،سياسة االتصال والتنظيم بصفة عامة.
إن امتالك مؤسستين مختلفتين لنفس األصول والممتلكات ال يعني أبدا أن لھما نفس القيمة
المالية ،إذ يمكن تصور أن إحداھما ،وبفضل السياسة الرشيدة والتسيير األمثل لھذه الموارد البشرية
والمادية ،تحقق نتائج إيجابية مذھلة مما يرفع من قيمتھا بصفة واضحة عن قيمة أصولھا الصافية وھذا
ما يعني أنھا قد حققت فارق إيجابي يدعى " الڤودويل" ،في حين أن المؤسسة الثانية بالرغم من امتالكھا
لنفس الموارد والممتلكات قد ال تحقق نتائج أي نتيجة إيجابية ،بل خسائر فادحة وبالتالي فالقيمة المالية
للمؤسسة ال تتعدى في أحسن األحوال قيمة األموال الصافية أو نقصا عن ذلك وھذا ما يعرف بـالـ
، Badwillھذا األخير ال يستحق دراسة معمقة لبساطة الحصول عليه.
يمكننا تعريف الـ goodwillعلى أنه ذلك الجانب المعنوي المضاف إلى القيمة الممتلكاتية
لألصول المادية لتشكيل القيمة المالية للمؤسسة وبعبارة أخرى الڤودويل GWيمثل قيمة العالمات،
البراءات التي ال تملك قيمة مالية مستقلة بذاتھا وبالتالي فھو يمثل العناصر المعنوية غير المسجلة في
حسابات الميزانية للمؤسسة وبصفة عامة الڤودويل يمثل الفائض المتعلق بالمردودية من القيمة اإلجمالية
للمؤسسة عن القيمة الممتلكاتية Vpأي :
V = Vp + GW
92
حيث أن:
:Vpالقيمة الممتلكاتية
تعتبر طريقة الڤودويل كثيرة االستعمال في مجال تقويم المؤسسات ألنھا تجمع بين المقاربة
الممتلكاتية والتحينية أي أنھا تحاول أن تغطي قيمة الجانب المعنوي من ممتلكات المؤسسة وكذا تحيينھا.
إن المؤسسة تحقق فائض في األرباح ) (Superprofitعندما تكون المردودية المحققة أكبر
من تلك التي يمكن تحقيقھا من توظيف رؤوس أموال مساوية إلى القيمة الممتلكاتية ، Vpأي أن
مع iيمثل B – i Vp المؤسسة تحقق أرباح Bpيمثل عائد القيمة الممتلكاتية وفائض يساوي
النسبة العادية لمكافأة القيمة الممتلكاتية Vp
SP = B - iVp
حيث أن:
: Bاألرباح
:SPفائض األرباح
وحيث أن الڤودويل يمثل رسملة ھذا الفائض بالنسبة لعدة سنوات بمعامل Kويصبح لدينا :
)GW = K ( B – i Vp
مع:
:Kمعامل الرسملة
وھناك عدة طرق تعتمد ھذه العالقة كأساس لتحديد قيمة الـ GWوالقيمة اإلجمالية للمؤسسة
93
الڤودويل حسب ھذه الطريقة يمثل القيمة الحالية بنسبة ) Kنسبة التحيين( لفائض األرباح
المحسوب على أساس نسبة مكافأة iللقيمة الجوھرية الخام VSBلمدة غير محدودة.
مع افتراض مدة تحقيق الفائض غير محدودة ،وأن القيمة الممتلكاتية التي تأخذ في الحسبان ھي
األصول الصافية المصححة Ancفي حين أن القيمة التي نقوم بتحيينھا ھي القيمة الجوھرية الخام
VSBوما يقابلھا من القدرة على الربحية .
مع
يعتمد لتحديد الڤودويل في ھذه الطريقة على قيمة الفوائض المسجلة خالل مرحلة معينة ) nسنة(
على خالف الطريقة السابقة التي لم تحدد فترة معينة بل تفرض مدة غير منتھية لتحقيق الفائض .
وحسب ھذه الطريقة يكون الڤودويل يساوي
.2.2.1.3الطرق األخرى
حسب ھذه الطريقة يعتبر الڤودويل رسملة بنسبة فائدة مركبة للفوائض المحققة كنتيجة للفرق بين
المردودية المحققة من قبل المؤسسة وتلك التي كان من الممكن تحقيقھا من التوظيف ألموال تساوي
القيمة اإلجمالية للمؤسسة بنسبة فائدة iبدون مخاطرة.
V = Vp + (B – i V) an
مع:
*
*,-.
= (+
,
: nعدد السنوات
: tنسبة التوظيف
0.
*0.
= GW )(Bi + Vp
مع األخذ بعين االعتبار أن Bو Vpيتناسبان حسب الحالة فإذا أخذنا
0.
*0.
= GW )(CB – iVSB
95
0.
*0.
= GW )(BNc – i ANc
في حين أن بعض المفكرين الماليين مثل Calba Barnayيعتمدون مفھوم األموال الدائمة
الضرورية لإلستغالل CPNEكأساس لحساب الڤودويل عوض ANcأو ، VSBوأن الفائض الذي
يأخذ بعين اإلعتبار ھو ذلك الفرق بين المردودية المالية وقيمة التوظيف بدون مخاطرة ألموال تساوي
قيمة .CPNE
.2.2.2.1.3طريقة Retail
استعملت ھذه الطريقة ألول مرة سنة 1946لتقييم بعض الشركات قصد تأميمھا ،ويدور مفھوم
القيمة حسب ھذه الطريقة بالنسبة للشركات الصناعية بالتأليف بين قيمة التصفية VLوقيمة المردودية
، Vrوكذا سعر البورصة.
فبالنسبة للشركات غير المسعرة في البورصة تكون قيمتھا تساوي إلى متوسط مجموع قيمتي
التصفية والمردودية فإذا كانت األولى عادة ما تأخذ ANcكقيمة تصفية بعد خفض األعباء الناتجة عن
العملية التي تقيم ألجلھا فإن قيمة المردودية تساوي إلى األرباح الصافية جداء معدل ) (PERوبالتالي
تصبح قيمة المؤسسة :
إذا كانت الشركة المزمع تقويمھا مسعرة في البورصة أنھا تدفع وبانتظام عائدات األسھم فإن
قيمة المؤسسة تساوي إلى متوسط مجموع القيمة السابقة V1وسعر البورصة.
;/
>
=V
في حين أن الشركات التجارية قيمتھا حسب ھذه الطريقة تكون كما يلي
;-
;<=-.
1
=
>
V = Vp + >=
*
*,-.
>,
V = Vp + B
إن ھذه الطريقة تشبه سابقتھا إلى درجة كبيرة حيث يتمثل الفرق في اعتماد قيمة ANcكقيمة
ممتلكاتية بدل قيمة التصفية VLمضافا إليه الـ ،GWھذا األخير يساوي إلى نصف القيمة الحالية
لفائض محسوبا إلى ماال نھاية .
,
يكون
>
= GW )(BNc – iANc
*
وتصبح
>
V = ANc + )(BNc – iANc
مع :
:Vpالقيمة الممتلكاتية
*
"# − $%#
>
= GW
1 /H1
−
> >
V = ANc +
مع iفي ھذه الحالة ھو التكلفة المتوسطة المرجحة لرأسمال وعليه وبصفة عامة:
*
GW =
#I − $I
>
.2.3المقاربة التحينية
إن قيمة المؤسسة في غالب األحيان ال تحدد فقط بالممتلكات التي بحوزتھا سواء كانت مادية أو
معنوية ،إنما تحدد أيضا بقيمة التدفقات المستقبلية التي سوف تتحصل عليھا نتيجة نشاطھا فالمستثمرون
المحتملون الذين يودون شراء أسھم المؤسسة إنما يودون شراء مستقبلھا وليس ماضيھا بمعنى أخر أنھم
يودون الحصول على التدفقات واألرباح التي تحققھا المؤسسة مستقبال وليس األصول و الممتلكات التي
قد تفقد قيمتھا مع مرور الوقت.
وإذا كانت المقاربة الممتلكاتية تتمتع بميزة الوضوح والدقة في التحديد إلى حد ما ،فإن المقاربة
التحينية تعتمد على معطيات مستقبلية تحدد نتيجة دراسات و تخمينات الخبراء الماليين من جھة ومخطط
األعمال الذي تتبناه المؤسسة كرؤية مستقبلية لتطورھا ونموھا و سياسة االستثمار بصفة عامة التي
تنتھجھا من جھة أخرى.
وتتمحورالفكرة الرئيسية للمقاربة التحينية حول كون القيمة المالية للمؤسسة تتحدد بتطلعاتھا
المستقبلية ،وفي ھذا المجال تعتبر المعطيات التقديرية المبنية على التوقعات و التنبؤات التي يوحي بھا
98
المحيط الداخلي والخارجي والقطاعي أھم محدد للقيمة المالية للمؤسسة ،ھذه القيمة تستمد صحتھا من
صحة التوقعات ومدى فعالية الوسائل الممنوحة لتحقيق أھداف مخطط األعمال ،وعلينا توخي الحذر
في دراسة فعالية وموضوعية مخطط األعمال وكل العوامل الداخلية والخارجية التي يمكن أن تؤثر على
سالمة تحقيقه من جھة ودراسة المحيط القطاعي والخارجي بصفة عامة ،وخاصة عند تحديد المعامالت
والنسب التي نعتمد عليھا في تحديد القيمة المالية للمؤسسة .
حيث يعد عنصر الزمن من العناصر التي يجب أن نأخذھا بعين االعتبار عند تقويم
االستثمارات ،و يصور االھتمام بالبعد الزمني إلى اختالف توقيف التدفقات النقدية الداخلة أو الخارجة
إلى المؤسسة ،ونظرا الختالف قيمة التدفقات تبعا لتاريخ استحقاقھا ،فإن المستثمر يحصل عليھا اآلن
مقارنة بالتدفقات التي يحصل عليھا في المستقبل وذلك لسببين أساسيين ،األول ھو تكلفة الفرصة البديلة
الناجمة عن إمكانية إعادة استثمار األموال الحالية وتحقيق أرباح إضافية ،والسبب الثاني ھو اختالف
قيمة النقود نظرا للمخاطر التي يتعرض لھا االستثمار ،والجدير بالذكر أن دينار اليوم يختلف في قيمته
بعد مرور سنة أو أكثر ،األمر الذي يجعل المستثمر يذھب إلى دراسة ما يسمى بالتفصيل الزمني للنقود،
الفائدة).(1 وذلك لوجود تأثير كبير لتوقيت التدفقات النقدية على قيمة األصول ومعدل
ولقد حاول الكثير من الخبراء تحديد القيمة المالية للمؤسسة انطالقا من مبادئ ورؤى مختلفة
تتمحور جلھا حول دراسة عائدات األسھم ،القدرة على تحقيق األرباح وسياسة توزيعھا وھذا ما سنحاول
التطرق إليه في المطلب األول ،في حين أننا سوف نتطرق إلى طريقة تحيين التدفقات النقدية المتاحة
والقيم المضافة في المطلب الثاني.
توجد عالقة خطية بين القيمة الحالية للسھم وصافي الربح المتوقع ،بمعنى زيادة القيمة الحالية
للسھم إذا كان ھناك توقعا بزيادة صافي الربح له ،وتتجه ھذه القيمة لالنخفاض إذا كان ھناك اتجاه صافي
الربح للسھم سالبا ،بافتراض ثبات الظروف األخرى).(2
لقد تعددت النماذج التي تتناول تحديد القيمة المالية للمؤسسة من خالل تحليل سواءاً عائدات
األسھم أو األرباح التي ستحققھا ،وسنحاول التطرق إلى أھمھا ابتداء بالعالقة األساسية آلرقين-فيشر
،Irving –Fisherنموذج ڤوردن -شاپيرو Gordon-shapiroفي الفرع األول ونموذج باتس
Batesثم نموذج ھولت HOLtفي الفرع الثاني.
)(1
دريد كامل آل شبيب ،مقدمة في اإلدارة المالية المعاصرة ،دار المسيرة ،ط ، 1عمان ،2007ص.175
)(2
حنفي عبد الغفار ،تقييم األداء المالي ودراسات الجدوى الدار الجامعية ،اإلسكندرية مصر 2008ص.2
99
.1.1.2.3النماذج األساسية
تقويم أي استثمار يأتي بتقويم المردودية التي يمكن الحصول عليھا انطالقا من مبلغ االستثمارات
أي أن مردودية النفقات تتحدد بحجم اإليرادات التي تنتجھا ،وھذا ما يفرض أن نعطي قيمة للوقت الذي
تستغل فيه ھذه النفقات ،وھو الحال بالنسبة للمستثمر المحتمل الذي يشتري أسھم المؤسسة موضوع
التقويم ،حيث أنه بشرائه لھذه األسھم يسعى إلى الحصول على عائدات المستقبل ،والبد أن يقوم بحساب
قيمة ھذه العائدات في الوقت الحاضر ،أي أن قيمة أي رأسمال ھي القيمة الحالية لمردوديته المستقبلية،
وقيمة السھم تتحدد بالقيمة الحالية لعائداته المستقبلية .
إذن فالقيمة الحالية للسھم تتحدد بالعالقة التالية التي تعرف بـ ارڤين – فيشر:
أي
مع:
: tنسبة التحيين
إذا كانت ھذه العالقة من الناحية النظرية تمتاز بالبساطة فإنھا من الناحية العملية تبقى جد صعبة
التطبيق خاصة إذا ابتعدت عن الصفر أو كانت التوقعات والتقديرات غير واضحة بالنسبة لمستقبل أسھم
الشركة ،حيث أن ھذه العالقة تحتم علينا المعرفة المسبقة بقيمة عائدات األسھم التي يتم دفعھا من قبل
المؤسسة ،نسبة التحيين tوكذا سعر إعادة بيع السھم Vn
إذ أن نماذج التحيين التي نحاول التطرق إليھا فيما يلي تنطلق من عالقة فيشر محاولة تجنب ھذه
الصعوبات والنقائص .
100
لقد وضع ڤوردن و شاپيرو ھذا النموذج سنة (1) 1956إذ يعتبر من أھم النماذج التحينية،
وحسب الفرضيات التي يرتكز عليھا ھذا النموذج يمكن تقسيمه إلى عالقة بسيطة وأخرى معقدة.
كما يدل عليھا اسمھا تتمثل العالقة البسيطة لنموذج ڤوردن – شاپيرو امتداد لعالقة ارڤين –
فيشر وبفرضيات أكثر تبسيطا تتمثل في:
* تطور العائدات )عائدات األسھم ( يتكرر بنسبة ثابتة ومع نسبة توزيع POثابتة
)Dn =Dn-1(1-g
وبتعويض Dnبداللة D1يمكن إخراج ھذا األخير كعامل مشترك وتصبح لدينا العالقة Voكما يلي:
بضرب طرفي المعادلة في ) (1+t) / (1+gنحصل على المعادلة ) (2وبطرح ) (1من ) (2نحصل
على :
*
,L
= V0
)(1 eme
BESSIERE, V et COISPEAU, O. l’évaluation des entreprises, 3 édition, Seri 1996, P 157
101
مع:
فقيمة السھم تتحدد بقيمة العائد الذي سوف يتحصل عليه المستثمر في نھاية السنة المالية ويتحدد
كذلك بالفرق بين نسبة التحين المتعلقة بالمخاطر ونسبة تطور العائدات )تطور نسبة ثابتة إلى ما النھاية(
فإذا كانت ھذه النسبة كبيرة يكون الفرق ) (t-gصغيرا وبالتالي قيمة المؤسسة تزداد ،والعكس إذا كانت
قيمة gضعيفة يصبح الفرق معتبرا ومن ثم قيمة السھم وبالتالي قيمة المؤسسة تنخفض.
ولكن ھذه العالقة كسابقتھا ،رغم امتيازھا بالبساطة إال أنھا تبقى صعبة التحقيق في الواقع
وخاصة فيما يتعلق بتحديد قيمة tو gفي المستقبل البعيد ،كما أن فرضية النمو الثابت للعائدات
وتكرارھا األبدي غير معقولة من الناحية الواقعية وھذا ما تطلب تفكير في تطوير ھذا النموذج بوضع
فرضيات أخرى وھذا ما يعرف بالعالقة الجديدة لنموذج ڤوردن – شاپيرو.
-ابتداءا من نھاية السنة ) nسنةنھاية التوقعات( تتطور العائدات بنسبة ثابتة gمع نسبة توزيع
POثابتة:
ونالحظ أن الفرضيات الجديدة ھي نفسھا فرضيات العالقة البسيطة مع انسحاب في الوقت إلى
غاية نھاية الفترة nالتي يمكن للخبراء والمحللين الماليين توقع العائدات وتوزيعھا .
وفي ھذه الحالة ،وحسب العالقة البسيطة المذكورة أعاله لدينا :
أي:
بالرغم من أن ھذه العالقة تتميز بنوع من التعقيد ،إال أنه من الناحية التطبيقية توجد آالت حاسبة
مبرمجة خاصة لتسھيل عملية الحساب بإدخال المتغيرات . n ,g ,t , Di
ما يميز ھذا النموذج كونه يأخذ بعين االعتبار التدفقات الحقيقية )عائدات األسھم التي تدفع
للمساھمين( وبالتالي إلى تطلعات المستثمرين وذلك بتحيين التدفقات بنسبة المردودية tحسب درجة
المخاطرة للسھم.
وفي المقابل ،يبقى نموذج ڤوردن – شاپيرو يواجه نفس العقبات فيما يخص الفرق )(t-g
حيث أنه لو نقرب tمن gفيكون المقام صغيرا جدا وبالتالي القيمة سترتفع خياليا فماذا لو تعدتھا
فيصبح النموذج أصال غير صالح ،كما أنه يبقى بعيدا عن معطيات السوق أي أنه يأخذ في مرجعيته
سعر السھم في السوق ،في حين يعتمد على تحليالت وتوقعات المحللين.
وبصفة عامة فإن نموذج ڤوردن – شاپيرو يتميز بالبساطة من جھة ويبقى صعبا من حيث تحديد
عائدات األسھم مستقبال من جھة أخرى.
103
يعد نموذج باتس امتداد لنموذج ڤوردن – شاپيرو إال أنه يأخذ في الحسبان األرباح ونسبة
توزيعھا وليس عائدات األسھم ،كما أنه على طريقة المقارنة باألسعار المالحظة في السوق وعدة معالم
أخرى.
ويفترض نموذج باتس أن المؤسسة محل التقويم تأخذ خصائص القطاع الذي تنتمي إليه ابتداء
من السنة nالتي تنتھي بھا إمكانية التنبؤ والتقدير للمحللين خاصة فيما يخص نسبة األسعار لألرباح
للسنة الحالية ) PERo (1و PERnللسنة nونسبة توزيع عائدات السھم للسنة الجارية ) POo(2و POn
للسنة . n
ويفترض ھذا النموذج أيضا أن المحللين الماليين خالل ھذه الفترة ) (n-oيمكنھم التنبؤ بنسبة
تطور األرباح gوالنسبة tالمطلوبة في السوق كمرد ودية للسھم ،و من خالل كل ھذه المعطيات يمكننا
التعرف على PERnالنظري للقطاع في السنة nوإبتداءا من ھذه السنة يفترض نموذج با تس تنبؤات
القطاع ھي نفسھا تنطبق على المؤسسة أي PERnالمؤسسة يساوي PERnالقطاع الذي تنتمي اليه
ومن جھة أخرى و انطالقا من PER0للقطاع المسجل حقيقة على مستوى السوق يمكننا
استنتاج PERnالقطاع والذي ھو نفسه PERnالمؤسسة في السنة ،nھذا األخير يمكننا من حساب
PERoالحقيقي الحالي للمؤسسة وبالتالي تحديد سعر السھم مضروبا في عدد األسھم نحصل على قيمة
المؤسسة.
وحسب عالقة أرڤين –فيشر فإن القيمة الحالية Voتساوي القيمة الحالية لعائدات األسھم إضافة
إلى القيمة النھائية لسعر السھم )سعر إعادة البيع( في السنة nأي :
Di = Do 1 + N
)(1
Price Earning Ratio PER = V/BNPA
)(2
POo = Pay Out = D/BNPA.
104
Bi = Bo 1 + N
) : Bيمثل األرباح(
(
*K
1 + N ($
= $U VW X +
1+J
1 + J (
1 + J
*)
ولدينا أيضا:
D1 = Bo.POo
و
(Bn = Bo 1 + N
التالية :
(
#U. :ZU
1 + N ($ (
1 + N
= $U VW X + [#U ]
1+N
1 + J (# (
1 + J
*)
ولدينا
PERo = Vo/Bo
PERn = Vn/Bn
بقسمة الطرفين على Boفالمعادلة السابقة تصبح على الشكل التالي :
(
:ZU
1 + N (
1 + N
= :[U [W \[+ : ]
1+N
1 + J (
1 + J
*)
105
أي :
وبوضع :
*L.
=α
*,.
و
M = m A – (d)B
B=β مع
A=α
(d) = 10POo
M = PERn
m = PERo
إن أكبر صعوبة في تطبيق نموذج باتس ھي تحديد قيمة ، PERnوفي الواقع ھذا األخير يمكن
الحصول عليه إما من تحيين تدفقات عائدات األسھم ابتداءا من السنة nإلى ما النھاية بنسبة نمو
تقديرية ) نموذج ڤوردن -شاپيرو( وإما انطالقا من متوسط PERالقطاع الذي تنتمي إليه المؤسسة
106
كما أشرنا إلى ذلك أعاله .إن استعمال ھذا النموذج يسمح بتحديد أحد المتغيرات انطالقا من معرفة
الخمس متغيرات األخرى ،مثال في حالة دخول المؤسسة إلى البورصة فانطالقا من التغيرات والتنبؤات
لخمس متغيرات يمكننا تحديد قيمة السعر الحالي للسھم عند الدخول إلى البورصة من قبل المساھمين و
)(1
آفاق تطور األرباح وتوزيعھا
ويمكن قراءة قيم αو βمباشرة من جداول تسمى بجداول باتس Batesوذلك فقط بمعرفة t ,
gو.n
ويعتبر نموذج باتس من أھم الطرق المستعملة في األسواق المالية بمناسبة الدخول إلى
البورصة) (2وھذا ما يفسر وجود آالت حاسبة مبرمجة في األسواق واسعة االستعمال لحساب . PERo
إال أنه وفي حالة استعمال ھذا النموذج بمناسبة الدخول إلى البورصة يفترض وجود استقرار في
حالة مؤشرات القطاع الذي تنتمي إليه المؤسسة في السوق ،ألن التغيرات الكبيرة في ھذه المؤشرات
يؤدي إلى عدم دقة النتائج ھذا نموذج.
.2.2.1.2.3نموذج Holt
يستعمل نموذج ھولت لتحديد المدة التي يكون فيھا النمو المطرد واالستثنائي لنسبة األسعار
لألرباح PERالخاص بمؤسسة تتميز بنمو سريع ،وھذا بمقاربة PERالمؤسسة محل التقويم و
PERmالمتوسط للسوق الذي تنتمي إليه ) متوسط PERمجموعة المؤسسات التي لھا نفس الدرجة
من المخاطر(
)(1
PALON, J. M. les méthodes d’évaluation, p135.
)(2
PALON, J. M, OP cit, P 136.
107
[:
log
=\ :[f
1 + g
1 + N
log
1 + gf
1 + Nf
مع :
وفي الواقع تحسب ھذه العالقة بواسطة جھاز الكمبيوتر أو آلة حاسبة خاصة وإذا كان نموذج
ھولت يتميز بالبساطة إال أنه يعاني من فرضيات خاصة فيما يتعلق بثبات نسبة تطور األرباح الصافية
لكل سھم BNPAومردودية rثابتة كما أنه في الواقع ال يمكن تصور أن PERmالسوق يبقى ثابتا
خالل الفترة nفھو يصلح فقط للمؤسسات التي تتميز بـ PERجد عالي مقارنة بـ PERmوھذا ال
ينطبق على سوى ذلك من المؤسسات ،وحتى PERالعالي للمؤسسات سيميل إلى PERmمع مرور
الوقت تحت تأثير عامل المنافسة .
لتغطية بعض النقائص التي تتميز بھا الطرق السابقة خاصة فيما يتعلق باعتمادھا على عائدات
األسھم الموزعة أو األرباح المستقبلية لتحديد القيمة المالية للمؤسسة ،ظھرت طرق أخرى تعتمد على
تحيين التدفقات النقدية التي ستحققھا المؤسسة مستقبال وھذا ما يتناسب أكثر مع انشغاالت المساھمين
المستثمرين )خاصة أصحاب األغلبية( في تحديد النجاعة المالية للمؤسسة ألنه حتى األرباح غير
الموزعة على شكل عائدات أسھم تعتبر استثمارا جديدا يعظم عائدات األسھم المستقبلية .
108
وسنحاول التطرق في ھذا المجال إلى طريقة تحيين التدفقات النقدية المتاحة)(DCF
، Cash Flow Discountedلنتطرق بعدھا إلى طريقة القيمة المضافة االقتصادية للمؤسسة
Market Value )Economic Value Added(EVAوالقيمة المضافة السوقية
). Added(MVA
تعتبر القيمة المالية للمؤسسة حسب ھذه الطريقة القيمة الحالية لمجموع التدفقات النقدية التي
ستحققھا المؤسسة نتيجة الستغالل مواردھا أي :
_
FCFi _V
$=W +
_
1 + CMPCF
1 + CMPC
*)F
مع :
يقصد بالتدفقات النقدية المتاحة الفائض من تدفقات الخزينة المحققة من طرف المؤسسة بنتيجة
استغاللھا لمواردھا بعد تمويل االستثمارات الضرورية لصيانة أو تطوير وسائل اإلنتاج ويمكن حساب
التدفقات النقدية المتاحة بطريقتين :
الطريقة األولى :تحسب التدفقات النقدية المتاحة انطالقا من نتيجة التدفقات المتاحة
أي :
حيث أن التدفقات النقدية المتاحة ال تأخذ بعين االعتبار التدفقات ذات المنشأ المالي مثل
مصاريف الفوائد أو توزيع عائدات األسھم ،فھي تترجم التدفقات الناتجة عن نشاط المؤسسة لصالح
)(1
أصحاب رأس المال والمقرضين
وبناءا على ھذا ،فنسبة التحين التي تعتمدھا طريقة DCFالبد أن تأخذ نسبة كل من رأس المال
والقروض في تحقيق نتيجة االستغالل وھذا ما يعرف بالتكلفة المتوسطة المرجحة لرأس المال الذي
نتطرق إليه في الفترة الموالية.
إن الكثير من المحللين الماليين يعتمدون على مفھوم الفائض الخام لالستغالل EBEفي تحديد
التدفقات المالية المتاحة وذلك بتقريب قيمة أرباح االستغالل قبل الضريبة والمصاريف المالية مضافا
إليھا األعباء غير المنفقة والتي عادة ما تكون مؤونات اإلھتالك والخسائر DAP
أي
EBE ≈ RE + DAP
ومنه يصبح:
CF ≈ EBE – (t.RE) – ΔBFR - I
ومع المصطلحات المستعملة اآلن حسب المقاييس IAS/IFRSيمكننا إعطاء عبارة التدفقات النقدية
المتاحة كما يلي :
حيث أن Net Operating Profit After Taxes : NOPAT :وتعني نتائج صافية بعد الضريبة.
مع :
تمثل التكلفة المتوسطة المرجحة لرأس المال متوسط كلفة الفرصة التي يتحملھا المستثمرون عند
اختيارھم االستثمار في أوراق المؤسسة محل التقويم بدل توظيفھا أو استثمارھا في مشروع آخر،
وترتبط ھذه الكلفة أيضا بكلفة الديون الطويلة و المتوسطة األجل التي ھي على عاتق المؤسسة ،إذ أن
التكلفة المتوسطة المرجحة لرأس المال لھا ارتباط بالھيكل المالي للمؤسسة .
وكما تطرقنا إلى ذلك أعاله يجب أن تأخذ كل من الديون واألموال الخاصة في تركيبة رأس
المال عند حساب التكلفة التي تعطى بالعبارة التالية ):(1
إن القيمة اإلجمالية للمؤسسة تساوي القيم الحالية للتدفقات النقدية المتاحة خالل فترة تنبوءات
الخبراء من 1إلى nسنة مضافا إليھا قيمة نھائية للتدفقات ،ھذه األخيرة يمكن حسابھا بعدة طرق نذكر
منھا :
بعض الخبراء يستعملون مباشرة تحيين نتائج االستغالل قبل المصاريف المالية بنسبة تساوي إلى
التكلفة المتوسطة المرجحة لرأس المال CMPCأي قيمة المؤسسة تعطى بـ ):(1
^ s
= $,qr t
و
NOPAT
FCFv
*)$ = ∑_F + CPMC
*CMPCv
*CMPC
_
أي:
FCFF NOPAT
$=W +
_
1 + CMPCF CMPC
1 + CMPC
*)F
)(1
TCHEMENI, E. OP cit, p50.
112
وبھذا تكون الطريقة سھلة لكنھا ال تعتمد على مرجعية نظرية في التقدير.
تستعمل ھذه الطريقة مفھوم النمو السرمدي للتدفقات النقدية المتاحة بنسبة ثابتة gوعليه تكون
القيمة النھائية
("
$,qr =
":" − N
_ _FCF
FCFF CMPC − g
VE = W +
_
1 + CMPCF
1 + CMPC
*)F
أي:
_
FCFF _FCF
VE = W +
_
1 + CMPCF
CMPC − g
1 + CMPC
*)F
لكن ھذه القيمة االقتصادية الكلية للمؤسسة ،في حين القيمة التي ترجع للمساھمين تساوي إلى
القيمة االقتصادية الكلية منقوصا منھا قيمة الديون خالل نفس الفترة ،nوتعطى القيمة النھائية للمؤسسة
كما بلي:
Vo = VE – VD
: VDقيمة الديون
إن طريقة تحيّن التدفقات تعتبر سھلة وعملية بحسابات بسيطة نتحصّل على قيمة المؤسسة التي
تأخذ بعين االعتبار النجاعة المالية المستقبلية للمؤسسة .وبالرغم من ذلك فإنھا ال تنجو من انتقادات
عديدة لعل أبرزھا تتمثل في كونھا تعتمد على توقعات وتخمينات الخبراء التي قد ال تتطابق مع مستقبل
المؤسسة خاصة فيما يخص تحديد القيمة النھائية للتدفقات في السنة التي تنتھي عندھا إمكانية التوقعات
وبالتالي فھي تعتمد على افتراضات على ما ستحققه المؤسسة دون األخذ بعين االعتبار مرجعية السوق،
وأمام ھذه االنتقادات أصبح المحللون الماليون يعتمدون طريقة أخرى أكثر عملية بإدماجھم بعض
المؤشرات المستنتجة من السوق خاصة سعر األسھم إن كانت المؤسسة مسعرة أو أسعار أسھم شركات
قابلة للمقارنة معھا.
تعتمد ھذه الطريقة في تحديد القيمة النھائية على األسعار المتداولة في السوق وبتعبير أدق إن
القيمة النھائية للتدفقات النقدية في السنة nال تحسب وفق مبدأ نسبة التطور السرمدي لھذه التدفقات وإنما
بمرجعية إلى أسعار السوق التي يمكن توقعھا من خالل PERالنظري للقطاع في تلك السنة.
أي أن :
مع:
.
= ( $بقيمتھا الجديدة في المعادلة السابقة فتصبح كما يلي : وبإستبدال
*t
_
FCFF _PER _ B
VE = W +
_
1 + CMPCF
1 + CMPC
*)F
وبھذا أصبحت طريقة تحيين التدفقات النقدية تأخذ بعين االعتبار إضافة إلى الوضعية المالية
واالقتصادية للمؤسسة سعر السوق ،فأصبحت تجمع بين القيمة الذاتية والتبادلية ،وھذا ما يسمح لھا بأن
تصبح من بين أھم الطرق المعتمدة في التقويم المالي للمؤسسات بمختلف أحجامھا والقطاعات التي تنتمي
114
إليھا ،من الناحية العملية وحتى من الناحية النظرية تعتبر فرضياتھا مقبولة وواقعية وسھلة التبرير
والبرھان.
ولكن بالرغم من ھذا فھي ال تسلم من النقد الموجه إلى كل الطرق التي تعتمد على التحين فيما
يخص تحديد التدفقات ،تحديد نسبة التحيين وخاصة القيمة النھائية.
إضافة إلى مقاربة التدفقات النقدية التي تطرقنا إليھا أعاله تعتبر طريقة األرباح االقتصادية من
أھم المؤشرات التي يعتمد عليھا لقياس مدى نجاعة إدارة أعمال المؤسسة ،ھناك مؤشرين عند الربح
االقتصادي في المؤسسة ھما القيمة االقتصادية المضافة EVAوالقيمة السوقية المضافة MVA
يقصد بالقيمة االقتصادية المضافة تلك القيمة المنشأة من قبل المؤسسة والتي تعود إلى المساھمين
إضافة إلى المكافأة العادية لرأسمالھم المستثمر ،أي أنھا تكون مقابل المخاطر اإلضافية التي تحملوھا
لالستثمار في األوراق المالية للمؤسسة محل التقويم ،وبھذا فالقيمة االقتصادية المضافة تأخذ شكل ريع
الڤودويل الذي تطرقنا إليه سابقا ،إال أن القيمة االقتصادية المضافة ليست قيمة مالية للمؤسسة وبعبارة
أخرى ،القيمة المالية للمؤسسة التي تأخذ القيمة السوقية كما سنرى في الفقرة القادمة تساوي إلى القيمة
الحالية مجموع القيم االقتصادية المضافة مستقبال .
ولھذا اقترحت القيمة االقتصادية المضافة كمؤشر للداللة على مدى نجاعة المؤسسة وتسمح
بقياس مكافأة رأس المال المستثمر ،وھي ترتبط بمفھوم الربح االقتصادي الذي عرفه الفراد مارشال
)(1
Alfred Marshallعلى أنه الربح المتاح للمساھمين بعد خصم مكافأة رأس المال المستثمر.
وبھذا يمكن أن تعطى عبارة حساب القيمة االقتصادية المضافة كما يلي:
القيمة االقتصادية المضافة = رأس المال المستثمر )مردودية رأس المال – تكلفة رأس المال(
)(1
ALBOUY, M. Décisions financière et création de la valeur, édition économique 2000, p367.
115
مع:
حسب Joel Sternو Beunt Stewartاللذان جاءا بمصطلح القيمة االقتصادية المضافة
سنة ،1991تعتبر القيمة االقتصادية أكثر دقة وعملية مقارنة باألدوات التقليدية المستعملة في قياس
نتائج نشاط معين ،إذ أنھا تبين بوضوح للمسير على أن استثمار أو توسع خارجي ال يمكن الشروع فيھا
إال إذا كان يحقق مردودية أكبر من تكلفة الموارد المرصودة أي تكلفة رأس المال ).(1
وتعتبر القيمة االقتصادية المضافة EVAالموجبة عن زيادة ثروة المساھمين إضافة إلى مكافأة
المخاطر التي يتحملونھا لقاء استثمارھم ) ،(2وبقدر ما تعتبر القيمة االقتصادية المضافة EVAالموجبة
عن خلق القيمة من قبل المسيرين لفائدة المساھمين فإن EVAالسالبة تعبر على أن المسيرين يقومون
بتحطيم رأس مال المؤسسة أو أنھم لم يحسنوا استغالل فرص التوظيف ،ويبين الجدول التالي كيفية
حساب القيمة االقتصادية المضافة:
)(1
TCHEMNI, E. Op cit p53.
)(2
RICHARD, J . SIMONS, B. et associés, Secafi Alfa et associers, Analyse financière er gestion de groupe,
économica 2000, P 115.
116
Y4 Y3 Y2 Y1 Ebit
Im Im Im Im Im
NOPATt
AIN
BFR
Rpt = CMPC
:حيث
yD
1 − I
EVAD = − CMPC
AIND* + BFR D*
AIND* + BFR D*
NOPAT
:(1) فالعبارة السابقة يمكن كتابتھا على الشكل التاليROIC = وبما أن
CI
EVA = (ROIC-CMPC). IC
(1)
TCHEMNI, E. Op cit, p55.
117
: كما يبينه الجدول التاليRCIt وNOPAT من خالل الفرق بينEVA كما يمكن حساب
: أي
:( كما يلي1) ويمكن الحصول على ھذه العبارة انطالقا من العبارة المستنتجة من الجدول
EVA=(ROIC-CMPC)CI
=ROIC.CI-CMPC.CI
^ s
= CI –CMPC.CI
EVA=NOPAT- CMPC.CI
118
عند حساب القيمة االقتصادية المضافة EVAيجب أن نأخذ بعين االعتبار عند معالجة بعض األصول
مايلي):(1
-1المصاريف المتعلقة باألبحاث والتنمية التي تتحملھا المؤسسة خالل خمسة إلى عشر سنوات األخيرة
يجب أن يتم تحينھا وإضافتھا إلى األصول الثابتة إذا تعلقت بتطوير النشاط خالل مدة تفوق السنة.
-2إذا حققت المؤسسة خسائر استثنائية في السنوات األخيرة السابقة يجب أن تضاف ھذه الخسائر إلى
األصول االقتصادية .
-3فائض القيمة على مستوى الميزانية يجب أن يسجل بالقيمة اإلجمالية ومن ثم فھي تتضمن
االھتالكات المتراكمة وفوائد القيمة السالبة المتعلقة باألصول فقط.
-4عند تحديد النتيجة يجب أن يتم معالجتھا بعد ربطھا باألصول االقتصادية المحققة سابقا.
ھذا فيما يخص تقدير قيمة EVAفي حين أن القيمة المالية للمؤسسة المرجحة لرأس المال
CMPCأي :
(
$3,
$ = ":4 + W
1 + ":",
*)
أي أن قيمة المؤسسة تساوي قيمة رأس المال المستثمر )أموال خاصة +ديون( مضافا
إليھا القيم المضافة المحينة ،لكن ما يعود إلى المساھم ليس كل القيمة االقتصادية بل يجب أن
تحذف تكلفة الديون التي عادة ما تحسب بالتكلفة المتوسطة المرجحة للديون المحاسبة وتكون
قيمة المؤسسة:
Vo = VE – VD
)(1 ème
VERNIMERN, P .Finance d’entreprise, 3 édition, Dalloz 1998 p476.
119
يقصد بالقيمة السوقية المضافة تلك القيمة المالحظة على مستوى السوق المالي بالنسبة
للمؤسسات المسعرة في البورصة بعد خصم األصول االقتصادية المستعملة أي أن المستثمرين يحصلون
على عائدات من السوق المالي خالل فترة معينة أكبر من القيمة المحققة نتيجة االستثمار في األصول
االقتصادية )النشاط االقتصادي للمؤسسة( أي أن :
القيمة السوقية المضافة = الرسملة البورصية +القروض – القيمة المحاسبية لألصول االقتصادية
وفي معظم الحاالت وفي غياب المعلومات الكافية نفترض أن القروض تأخذ بقيمتھا المحاسبية
ومنه فالقيمة السوقية المضافة تصبح كما يلي): (1
القيمة السوقية المضافة = الرسملة البورصية +القيمة الحاسبية للقروض – )األموال الخاصة +
القيمة المحاسبية للقروض( ،أي :
ويمكن حساب القيمة السوقية المضافة باعتبار القيمة الحالية للقيم االقتصادية المستقبلية أي
بفرض أن السوق يتميز بالفاعلية والكفاءة تفسر القيمة السوقية المضافة السالبة على أن السوق المالي
يتوقع أن مردودية المؤسسة تكون أقل من تكلفة رأسمالھا ،في حين إذا كانت القيمة السوقية المضافة
موجبة فالسوق يتوقع العكس أي أن المردودية في المؤسسة أكبر من تكلفة رأس المال وھذا ما يزيد في
القيمة المالية للمؤسسة من خالل زيادة الطلب على أسھمھا على األقل خالل مرحلة التفوق التنافسي.
إن القيمة السوقية المضافة تسمح بمعرفة الوضعية المالية للمؤسسة من الناحية االقتصادية وليس
فقط من خالل النتائج المحاسبية المتحصل عليھا حيث أن ھذه األخيرة يمكن للمسيرين التالعب في
تحديدھا من جھة ومن جھة أخرى قد تحقق المؤسسة نتائج سلبية وبالرغم من ذلك فصحتھا المالية تبقى
جيدة وھذا حال مؤسسات االقتصاد الجديد ) ( Start upالتي تعتمد على تكنولوجيا سريعة التطور
خاصة في مرحلة االنطالق ،فقد تحقق نتائج سلبية حالھا حال مؤسسة اقتصادية أخرى على أبواب
اإلفالس،لكن MVAللمؤسسة األولى تكون ايجابية على خالف المؤسسة الثانية التي تكون قيمتھا
السوقية المضافة سالبة.
)(1 ème
VERNIMERN, P. Finance d’entreprise, 3 édition, Dalloz 1998 p478.
120
.3.3المقاربة المقارناتية
بالرغم من المزايا التي تتمتع بھا بعض الطرق التي تطرقنا إليھا في المبحث السابق إال أنھا
صارت عاجزة عن التقويم المالي لبعض المؤسسات خاصة تلك التي ال تملك ماضي يمكننا من دراسة
تطورھا ،فالمؤسسات حديثة النشأة قد تكون قيمتھا جد عالية بالرغم من أنھا ال تضرب جذورھا في
الماضي وھذا ال يمنعھا أبدا أن تحقق نتائج باھرة ،وأمام تعذر تطبيق المقاربات السابقة يمكن استعمال
المقاربة المقارناتية لتحديد قيمة نسبية للمؤسسة في السوق والقطاع اللذان تنشط فيھما وبالمقارنة مع
مرجعيات ومؤشرات محددة.
فإذا كانت المقاربة المقارناتية تھدف إلى إظھار قيمة المؤسسة بين مثيالتھا،حيث أن قرار
االستثمار الذي سيتخذه المساھمون المحتملون في المؤسسة الداخلة إلى البورصة ينتج عن المقاربة بين
عدة مشاريع استثمارية .فبالرغم ،في بعض األحيان ،من القيمة االيجابية للمؤسسة إال أن المستثمرين
يتوجھون إلى مؤسسات أخرى أكثر مردودية منھا ،وھذا ما يؤدي بالقيمة المالية لھذه المؤسسة إلى
االنخفاض تحت عامل المنافسة االستثمارية )درجة الجاذبية لرؤوس األموال والمساھمين( وباعتبار أن
السوق المالي يلعب دور المنظم فھو ذاته يعتبر مقوم للمؤسسات التي تنشط فيه.
باإلضافة إلى ذلك ،تعتبر المقاربة المقارناتية واسعة االستعمال بين معظم المتدخلين في األسواق
المالية نظرا لسھولة األدوات التي تعتمد عليھا لتحديد قيمة المؤسسة من جھة وبحثا عن القيمة السوقية
للمؤسسة من جھة أخرى.
ويمكن االعتماد في البحث عن المركز المقارناتي للمؤسسة ،على عدة مصادر مرجعية قد تكون
المعامالت التي حدثت أخيرا في السوق )مقارنة نسب المؤسسة مع نسب مجموعة من المؤسسات التي
لھا نفس الخصائص ،كما قد تكون مؤشر مرجعي أو خصائص قطاعية )أي مقارنة المؤسسة تكون
بالنسبة للمؤسسة التي تنشط في نفس القطاع االقتصادي بالرغم من أنھا ليست في نفس السوق(.
ورغم تنوع المصادر المرجعية للمقاربة المقارناتية إال أنھا تعتمد على نفس األدوات والتقنيات،
لذا سنحاول التطرق في المطلب األول إلى ھذه األدوات والتقنيات قبل أن نتطرق في المطلب الثاني إلى
أھم أصناف المقاربات المستعملة في التقويم المالي للمؤسسات الداخلة إلى البورصة.
121
إن محترفي األسواق المالية يعتمدون ،من أجل التقويم المالي للمؤسسات ،على عدة مؤشرات
ونسب مالية.
يعتبر المضاعف البورصي PERأھم مضاعف معروف واألكثر استعماال في األسواق المالية
حيث يمثل عدد السنوات من األرباح الذي يمكن به المساھم من شراء السھم ،أي مدة استرجاع قيمة
السھم ،وتعطى عبارة المضاعف البورصي PERبالعالقة بين سعر السھم إلى األرباح الصافية لھذا
السھم أي :
$
= [:
#4:3
ويمكن أن يحسب انطالقا من الرسملة البورصية بالنسبة لجميع األسھم المسعرة في البورصة
بالعبارة التالية :
CB $
= [: =
RN [4
مع :
:Vقيمة المؤسسة
:RNالنتيجة الصافية
122
ومن الناحية العملية ،ال تؤخذ األرباح الصافية للسنة الماضية ولكن يتم تقدير األرباح للسنة
الجارية ،وبھذا يكون المضاعف البورصي PERمعتمدا على مرجعية واقعية تتمثل في األسعار
المسجلة في السوق وكذا األرباح المحققة أو التي ستحققھا المؤسسة خالل السنة الجارية ،وكلما اقتربنا
) (1
باعتبار أن السعر البورصي يساوي من نھاية الدورة يصبح PERالمستعمل معبرا عن السنة القادمة
إلى تحيين مجموع األرباح لكل سھم في المستقبل أي :
: = W #:3
1 +
*)
وليكن gنسبة تزايد األرباح من سنة إلى أخرى فلما nتؤول إلى ما النھاية يصبح :
: 1+N
= [: =
#:3 −N
1+N
=> ' = N +
[:
أي أن PERيصبح مقلوب نسبة التحيين وھذا ھو األساس النظري لمفھوم المضاعف البورصي
(2)PERفي حين أن عالقة تطور المضاعف البورصي PERعبر الزمن فيعطى بالعالقة التالية :
*_ PER
= _ PER
_1 + g
وإذا كان المضاعف البورصي PERمرتفعا يعني ھذا أن المؤسسة جذابة وھناك طلب متزايد
على أسھمھا في السوق وذلك لكون قيمتھا االقتصادية مرتفعة مقارنة بمثيالتھا إال أن ھذا الطرح ليس
دائما صحيح إذ يمكن أن يرجع ارتفاع المضاعف البورصي PERإلى انخفاض في األرباح المحققة من
قبل المؤسسة ،وھذا االنخفاض في األرباح ال يعني دائما القيمة المتدنية للمؤسسة وبصفة عامة البد أن
)(1
BESSIERE, V. COISPEAU, O. OP cit, p171.
)(2 ème
DELACHAPELLE, P. l’évaluation des entreprises 2 édition, économica, Paris2004 p113.
123
يفسر المضاعف البورصي بشكل نسبي مقارنة مع جميع محدداته من جھة ومقارنة مع خصائص
المؤسسات األخرى أو السوق من جھة أخرى.
والشكل الموالي يعطي صورة موجزة عن العالقة بين تطور األرباح والمضاعف البورصي
وقيمة األسھم في كل حالة ).(1
n+1/n
PER
gmوPERm
وفي المقارنة يمكن االعتماد على ما يسمى بالمضاعف البورصي النسبي PER relatifوالذي
يساوي إلى العالقة النسبية بين المضاعف البورصي محل الدراسة إلى مضاعف بورصي لسوق مالي
آخر .أو المضاعف البورصي المتوسط لقطاع معين إلى المضاعف البورصي للسوق أو بالنسبة للمنافسة
فيعطى المضاعف البورصي PERالنسبي بالعالقة النسبية لـ PERالسھم إلى المضاعف البورصي
للقطاع.
)(1
BATSH, L. finance et stratégie, Economica, Paris 1999 p347.
124
وبقدر ما ھو مؤشر من مؤشرات المقارنة بين المؤسسات ،األسواق ،والقطاعات فإنه يعتبر
وسيلة لتحديد القيمة المالية للمؤسسة كما سيتم التطرق إلى ذلك الحقا.
وباإلضافة إلى ذلك يعتبر المضاعف البورصي وسيلة لتحديد المخاطر التي تميز المؤسسة حيث
تعطى العالقة بينھما كما يلي):(1
1 1
= [: (
1 + N
[
فكلما زادت المخاطر نقصت قيمة المؤسسة وبالتالي يزداد المضاعف البورصي PERوالعكس
صحيح.
يتمثل ھذا المضاعف في العالقة بين الرسملة البورصية ورقم األعمال المحقق من طرف
المؤسسة وھذا لمعرفة ماتمثله األموال الخاصة إلى المبيعات ويعطى بالعالقة التالية:
[= :%
الرسملة البورصية
رقم األعمال
وتستعمل ھذه النسبة مكملة إلى المضاعف البورصي PERالذي تطرقنا إليه سابقا عندما تكون
المبيعات لھا أكثر مصداقية من األرباح ألن ھذه األخيرة يمكن تغييرھا وتحسينھا من قبل المسيرين
وھذا حسب الخيارات المنتھجة ،وھناك استخدام واسع لـ PSRإضافة إلى .PER
لكن ھذه النسبة لم تسلم أيضا من االنتقادات خاصة كون مؤسستين تحققان نفس المبيعات إال أن
مردوديتھما تختلف وذلك حسب التكلفة لرأسمال ومالھا من عالقة بالبنية المالية للمؤسسة حيث أن
المؤسسة التي تلجأ إلى الديون أكثر تكون مردوديتھا أقل نظرا لتكلفة الديون ،ولھذا يرجع المحللون
)(1
BESSIERE, V. COISPEAU, O. p178.
125
الماليون في حساب نسبة سعر المبيعات إلى إضافة الديون في البسط إلى الرسملة البورصية وتصبح
العالقة كالتالي):(1
وتكون الديون الصافية تساوي إلى الديون المالية منقوصا منھا الخزينة ويصبح ھذا المضاعف
يأخذ بعين االعتبار االستدانة باعتبار أن رقم األعمال المحقق كان نتيجة الستخدام الديون إلى جانب
األموال الخاصة ومن الناحية الرياضية عندما يرتفع مقدار الديون فإن قيمة المؤسسة تنخفض باعتبار أن
ھذا االرتفاع يعتبر من المخاطر ولھذه الديون أولوية في التسديد بالنسبة لألسھم.
ويستعمل المحللون الماليون ھذا المضاعف بصفة آلية كمؤشر تقريبي للقيمة عندما تتضاعف
المعامالت على المؤسسات في اقتصاد معين حيث تعطي قيمة المؤسسة االقتصادية )األموال الخاصة +
الديون( حسب القطاع الذي تنتمي إليه فمثال تكون قيمة المؤسسة مساوية إلى مرة واحدة من مبيعاتھا في
القطاع الزراعي في حين تساوي ضعف قيمة مبيعاتھا أو أكثر في مجال التكنولوجيات الحديثة.
كما أن ھذا المضاعف يستعمل بصفة تلقائية من قبل المحللين إذ يعتبر استعمال المضاعف
البورصي وذلك في حالة المؤسسات التي ال تحقق أرباحا أو تلك التي تحقق خسائر استثنائية فھذا ال
يعني أن قيمتھا معدومة ،بل في بعض األحيان تكون قيمتھا المالية أكبر من تلك التي تحقق أرباحا ،ولھذا
فالبد أن يستعمل أي مضاعف كتكملة لمؤشرات أخرى تكون في مجملھا معبرة عن القيمة المالية
للمؤسسة.
مضاعف سعر األصول الصافية PBRيقصد به نسبة السعر البورصي )سعر السوق( إلى قيمة
األصول الصافية لكل سھم من أسھم المؤسسة أي القيمة المحاسبية المصححة لألموال الخاصة مقسومة
على عدد األسھم وتعطى العبارة الرياضية بالعالقة التالية :
)(1
LANTZ , J . valorisation des entreprises, p17.
126
P CB
= PER =
ANPA AN
: Pالسعر البورصي
: ANPAاألصول الصافية لكل سھم =
عدد األسھم
: ANاألصول الصافية
-إذا كان PBRأقل من 1يعني أن سعر األسھم مقوم بقيمة أقل من قيمته من طرف السوق ويمكننا
القول أن السوق يسعر بأقل من قيمتھا وھذا يعني أن ھناك إشارة شراء مقدمة من طرف السوق
للمستثمرين ويعني أن ھذا السعر سوف يرتفع.
-إذا كان PBRأكبر من 1يعني أن السوق يسعر األسھم بأكبر من قيمتھا المحاسبية وقد تكون ھذه
إشارة إلى تدني السعر في المستقبل وتصبح إشارة بيع لكن ھذا من الناحية النظرية وكمؤشر فقط
في حين أن المستثمرين البد أن يدرسوا في كل االحتماالت متغيرات أخرى وخصوصية المؤسسة،
فھذا المؤشر وال غيره يعتبر جامعا مانعا بل تدرس عدة معطيات وعند توافقھا يؤخذ القرار
االستثماري من عدمه.
وما يعاب على ھذا المضاعف أنه يجمع بين مجمعين مختلفين ،فاألصول الصافية أو األموال
الخاصة المصححة تعتبر معطيات محاسبية تاريخية في حين أن السعر البورصي ھو تعبير عن
التدفقات المستقبلية التي ستحققھا المؤسسة وبالتالي يفترض أن ال يوجد عالقة آلية بين األموال الخاصة
والسعر البورصي ،إال أنه تبقى ھناك عالقة اقتصادية باعتبار أن األموال الخاصة المصححة تعبر عن
أصول وخصوم المؤسسة حتى أنه في بعض المجاالت ھذا المضاعف يعتبر مھما في تحديد القيمة
المالية للمؤسسة مقارناتيا وذلك إذا توفرت المعلومات بصفة واسعة عن األسعار حتى خارج البورصة
مثل القطاع العقاري فالسعر البورصي ماھو إال سعر األموال الخاصة أي أن المسير على غرار
المستثمر المحتمل يحاول أن يعرف من خالل ھذا المضاعف القيمة السوقية ألمواله الخاصة.
وبصفة عامة ،يعتبر ھذا المضاعف أكثر مالءمة في القطاعات التي تكون فيھا العقارات
المستعملة أھم مكون للصفقة).(1
وتوجد نظرة أخرى تطرق إليھا Tobinحيث قام ھذا األخير بدراسة تأثير البورصة على
االستثمارات الصناعية وھناك نسبة Qتعرف بـ Q de Tobinتساوي إلى نسبة الرسملة البورصية
للمؤسسة إلى األصول الصافية المقومة بالقيمة اإلحاللية أي السعر التعويضي لرأس المال.
فإذا كان 1> Qفإن الرأسمال الجديد أعلى من القيمة السوقية )الرسملة السوقية( وبالتالي
يستحسن أن يبحث عن شراء مؤسسة موجودة في السوق على استثمار جديد.
أما إذا كان ، 1<Qفالعكس أي ينصح باالستثمار عوض شراء مؤسسة موجودة في السوق ألن
النتائج االيجابية التي يترجمھا السعر البورصي أكبر من التكلفة.
بعض المحللون يعوضون األصول الصافية لكل سھم بالتدفقات النقدية لكل سھم في تحديد
المضاعف البورصي باعتبار أن التدفقات النقدية أكثر مالءمة في التقويم من األصول الصافية التي لھا
مرجعية تاريخية.
ويصبح المضاغف البورصي يساوي إلى نسبة الرسملة البورصية إلى التدفقات النقدية في
مفھومھا التقليدي أي النتائج الصافية مضافا إليھا األعباء غير المنفوقة مثل االھتالكات والمؤونات ذات
الطابع االحتياطي).(1
الرسملة البورصية
مضاعف التدفقات النقدية =
التدفقات النقدية
وبما أن ھذا المضاعف له مرجعية ذات مصداقية فغالبا ما يستعمله المحللون الماليون إلى جانب
المضاعفات والطرق األخرى للتقويم المالي إال أنه يعاب عليه كونه يعتمد على التدفقات التي قد تتغير
بنسبة كبيرة من سنة إلى أخرى في حين أن القيمة المالية للمؤسسة ال تتغير بنفس النسبة لذا يقترح
الممارسين استعمال متوسط التدفقات النقدية لعدة سنوات بدل التدفقات النقدية للسنة الواحدة.
توجد نسب أخرى تستعمل في المقاربة المقارناتية مثل نتيجة االستغالل Rexأو ما يعرف في
النظام المالي والمحاسبي الجديد بـ EBITDأو رقم األعمال CAوتكون القيمة اإلقتصادية للمؤسسة
مساوية إلى :
)(1
DELACHAPELLE, P. OP cit, p114
128
أي :
ونفس المبدأ لھذه النسب مع المضاعفات التي تطرقنا إليھا على أن نأخذھا بنوع من التحفظ من جھة
والتحكيم بينھما من جھة أخرى.
جاء ھذان المفھومان على إثر االنتقادات التي وجھت إلى المضاعفات السابقة خاصة المضاعف
البورصي PERوكالھما يھتم بمردودية المؤسسة مقارنة مع نظيرتھا فقيمة المؤسسة تحدد بمردودية
عائدات أسھمھا أو أرباحھا مقارنة بمردودية السوق أو ھذه المؤسسات القابلة للمقارنة معھا.
.1.2.1.3.3قيمة المردودية
على غرار الطرق البورصية التي تطرقنا إليھا أعاله المبنية على النتائج الصافية ،التدفقات
النقدية أو رقم األعمال فھذه الطريقة تعتمد في مقارنتھا على عائدات األسھم الموزعة على المساھمين،
حيث نقوم بتحديد مردودية مجموعة من المؤسسات القابلة للمقارنة مع المؤسسة محل التقويم ولھا نفس
الخصائص وذلك بتحديد النسبة بين عائدات األسھم الموزعة والسعر البورصي أي :
عائدات األسھم
المردودية =
السعر البورصي
وتكون قيمة المردودية ألسھم المؤسسة بقسمة عائدات أسھمھا التي تكون معلومة أو مقدرة على
نتيجة المردودية المتحصل عليھا بالنسبة للسوق أو مجموعة المؤسسات المقارنة.
129
D
= VR
r
مع:
:VRقيمة المردودية
وكما ھو معمول به في كل المقاربة المبنية البد أن تكون الحسابات متجانسة فمثال نأخذ عائدات
لألسھم لنفس السنة وتكون من نفس الطبيعة أي خام )دون األخذ بعين االعتبار الضرائب( أو صافية في
كلتا الحالتين).(1
وبالرغم من أن ھذه الطريقة سھلة االستعمال ،إال أنه في الواقع ال تستعمل منفردة ،بل
تستعمل للترجيح مع طرق أخرى خاصة طريقة األصول الصافية المصححة وھذا ما يعرف بطريقة
روتاي RETAILالذي يرجح بين القيمة الممتلكاتية وقيمة المردودية التي ھي قيمة مقارناتية .
.2.2.1.3.3أجل التحصيل
ھذا المصطلح قريب من مصطلح أجل االسترجاع Pay backالمستعمل في مجال اختيار
االستثمارات جاء به Rainsy SAMعلى إثر دراسته لقصور المضاعف البورصي PERسنة
)(1
BESSIERE, V. OP cit. P 184.
130
1984ويقصد به "عدد السنوات الالزمة من األرباح لكل سھم BPAحتى يسترجع المستثمر مبلغ
االستثمار األساسي").(1
حيث أدخل SAMعلى مفھوم المضاعف البورصي متغيرات أخرى مثل آفاق المؤسسة
والمخاطر المتعلقة بھا .ھذه الطريقة ال تستعمل إال بالنسبة للمؤسسات المسعرة في البورصة ،في حين
أن المؤسسات غير المسعرة فيستعمل أجل التحصيل المتوسط للسوق أو القطاع الذي تنتمي إليه المؤسسة
لتحديد مدة التحيين التي نستعملھا في المقاربة التحيينية .ويترجم أجل التحصيل مدة تحصيل االستثمارات
بداللة السعر البورصي الحالي ،نسب نمو األرباح gونسبة التحيين iويتطور أجل التحصيل تاريخيا ما
)(2
وقد يكون أكثر ،ففي بداية 2001كان متوسط SBF250يساوي إلى 15,2سنة بين 10و 12
).(3
وباعتبار أن السعر الحالي يساوي مجموع األرباح المحينة التي تحققھا الفترة nالتي تدعى أجل
التحصيل ،وانطالقا من ھذه المساواة يمكننا استخراج قيمة nحيث لدينا :
: R0يمثل نسبة التحيين ويساوي اتفاقيا إلى عائد السندات الحكومية طويلة األجل ) 10إلى 15سنة(
وباعتبار أن األرباح تتطور بنسبة ثابتة gتصبح المعادلة السابقة على الشكل التالي :
*
ويمكن كتابتھا على الشكل التالي: وھي متتالية ھندسية أساسھا
*
)(1
TCHEMNI, E. OP cit, p 42.
)(2
BESSIERE , V. Et COISPEAU, O. OP cit , p 185.
(3)DELACHAPELLE, P. OP cit, p 118
131
1+N
1 + [ ( − 1
: =#
1+N
1+[ −1
مع :
)B0 = B1(1+g
ومنه:
.2.3.3مرجعية المقارنة
ھناك عدة مرجعيات يمكن أن نعتمد عليھا في تحديد القيمة المقارناتية للمؤسسة مثل الصفقات
الحديثة المبرمة على مؤسسات مماثلة للمؤسسة محل الدراسة ،أو المقارنة مع مؤسسات أخرى مسعرة
في البورصة أو بالنسبة إلى مؤشر بورصي أو مقارنتھا بالمؤسسات التي تنشط في نفس القطاع الذي
تنتمي إليه المؤسسة .
132
من أجل إيجاد قيمة نسبية للمؤسسة محل الدراسة يمكننا الرجوع إلى الصفقات الحديثة التي كان
موضوعھا عمليات على المؤسسة مماثلة ،ھذه الصفقات تمثل قاعدة االنطالق لتقوم بعدھا دراسة
الفروقات الممكنة التي تكون نتيجة اختالف بعض الظروف والمعطيات .
ومن أجل إجراء ھذه المقارنة يجب أن نأخذ بعين االعتبار النقاط التالية:
حيث يجب أن تكون الصفقات المرجعية حديثة نسبيا باعتبار أن العامل الزمني له تأثير بالغ
األھمية في تغيير األسعار مما قد يبطل إمكانية اللجوء إلى المقاربة المقارناتية أصال ،والوحدة
الزمنية تعتبر نسبية في حد ذاتھا فليست ھناك مدة محددة يجب احترامھا وإنما ھذا يؤخذ من
خالل المعامالت وحجمھا ودرجة تدخل العامل الزمني في تغير األسعار .
فھذه المرجعية أيضا يجب أن تحترم فالتغير المكاني له تأثير على األسعار خاصة أن ھذا
التغير يعني تغير كل المحيط بما فيه االقتصادي ،السياسي ،القانوني والثقافي ،وبالتالي فبالرغم
من الخصائص التي تبدوا متماثلة بين المؤسسة محل الصفقة الحديثة والمؤسسة محل التقويم إال
أن القيمة قد تكون مختلفة وبقدر جد واضح .
أي أننا نأخذ بعين االعتبار الخصائص التي تتميز بھما المؤسسة محل التقويم إذا كانت
تتقارب مع المؤسسة محل الصفقة الحديثة فقد تكون كلتا المؤسستين تنتميان إلى نفس قطاع
النشاط ومع ذلك يختلفان كليا من حيث الحجم ،رقم األعمال ،عدد المستخدمين وغيرھم .
من الناحية التطبيقية ،تؤخذ مجموعة من المؤشرات التي تطرقنا إليھا في الفرع السابق كأساس
للمقارنة ،وذلك بحساب متوسط ھذه األداة لمجموعة الصفقات الحديثة واعتباره مؤشرا للمؤسسة محل
التقويم ،لكن ھذه الطريقة ال يجب أن نطبقھا بصفة آلية أوتوماتيكية فقد يكون المرجع أخر صفقة فقط
نظرا لقربھا وبالتالي احتوائھا على نفس الخصائص ،وبالتالي فالمقوم المالي البد أن يأخذ كل المعطيات
بعين االعتبار ويختار المنھجية أو الطريقة التي يراھا مالئمة .
133
لنفرض أن متوسط نسبة السعر إلى رقم األعمال لمجموعة من المؤسسات يساوي Mأي :
P
∑
M = CA
N
ومع أخذ االعتبارات األخرى التي قد تتدخل يمكننا اعتبار Mھو نسبة سعر المؤسسة إلى رقم أعمالھا
M.CA
= $E
*
وبالتالي تصبح قيمة المؤسسة تساوي إلى
يمكن أيضا االعتماد على المؤسسات المسعرة في البورصة والتي تكون قابلة للمقارنة مع
المؤسسة محل التقويم لتحديد القيمة المالية للمؤسسة وذلك بنفس الطريقة المستعملة سابقا أي بتحديد
المضاعف المتوسط لمجموعة المؤسسات التي لھا نفس الخصائص واعتمادھا في تحديد القيمة المالية
للمؤسسة محل التقويم.
وتعتبر ھذه الطريقة سھلة االستعمال لسھولة الحصول على المعلومات في حالة وجود
المؤسسات المماثلة المسعرة في البورصة من جھة وسھولة تحديد األدوات المستعملة كمرجعيات،
وبالتالي فالقيمة المتحصل عليھا تعبر عن سعر المؤسسة في ذات السوق وليس القيمة الحقيقية للمؤسسة
والفرق بين السعر والقيمة قد يكون واضحا ،ھذا إضافة إلى مدى تطابق نفس الخصائص بين عينة
المؤسسات المختارة كمرجعية والمؤسسة محل التقويم.
وللقضاء على ھذه الفروقات أو التقليل منھا ،يعتمد المحللون على طرق التقويم المالي التي
تطرقنا إليھا في المبحث السابق إلى جانب النتائج المتحصل عليھا في المقاربة المقارناتية وذلك بتحديد
القيمة المالية للمؤسسة محل الدراسة انطالقا من مجموعة من المتوسطات لمؤشرات يتم اختيارھا من
طرف المحللين لنأخذ مثال رقم األعمال CAونتيجة االستغالل Rexكمرجعين في تحديد القيمة
المقارناتية للمؤسسة فيكون لدينا Mمتوسط نسبة سعر األسھم إلى رقم األعمال المحقق من قبل 4
مؤسسات قابلة للمقارنة و’ Mمتوسط نسبة سعر السھم إلى نتيجة االستغالل أي:
*
∑ =M
*
∑ = ’M
q
134
وباعتبار أن المؤسسة تحقق رقم أعمال CAeنتيجة استغالل Rexeفإن سعر سھمھا يساوي إلى :
قد يتعذر في بعض األحيان إيجاد صفقات حديثة أو شركات مسعرة في البورصة لھا خصائص
المؤسسة المزمع تقويمھا وبالتالي يستحيل علينا إيجاد قيمة مرجعية للمؤسسة ،مما يضطرنا إلى االعتماد
على مؤشر بورصي ترتبط به المؤسسة لنقوم بعد ذلك بإجراء مقارنة بورصية بين المؤشرات المالية
للمؤسسة محل التقويم وھذه المؤشرات المرجعية التي يتميز بھا السوق المالي.
والمؤشر المستعمل بكثرة في ھذا المجال ھو PERونسبة التدفقات النقدية المتاحة ،أما بالنسبة
إلى الطريقة فھي نفسھا المستعملة بالنسبة للمرجعيات السابقة أي اعتبار المؤشر ھو نفسه مؤشر مؤسسة
وبالتالي تحديد سعر سھمھا ومنه قيمتھا السوقية فمثال PER= 15يعني أن سعر السھم يساوي 15مرة
من األرباح المحققة لكل سھم BNPAمما يعني أن قيمة المؤسسة V = 15.n.BNPAأي
. V= 15.BN
وإضافة إلى المرجعيات الثالث السابقة قد يستعمل المحللون الماليون مرجعية قطاع النشاط الذي
تنتمي إليه المؤسسة وأخذ خصائصه كمرجع لتحديد مؤشرات مؤسسة وبالتالي قيمتھا ولكن دائما مع
األخذ بعين االعتبار الفروقات التي قد تكون والتأكد من أن المؤسسة تحمل في طياتھا خصائص القطاع
الذي تنتمي إليه.
وفي الواقع يعتمد المقومون الماليون على أكثر من مرجعية واحدة في تقويم مؤسسة ما وفي
بعض األحيان يعتمدون معامالت ترجيح بين ھذه المرجعيات من أجل تحديد قيمة للمؤسسة تكون أقرب
للمؤسسة تكون أقرب إلى قيمتھا الجوھرية.
135
وبالرغم من السھولة والبساطة التي تتميز بھا المقاربة المقارناتية إال أنھا تعتمد على معطيات
السوق لتحديد سعر المؤسسة على عكس المقاربة التحينية التي تحاول إيجاد قيمة مالية للمؤسسة كقيمة
اقتصادية ليتم مقارنتھا مع أسعار السوق وبالتالي القول أنھا مقومة بأكثر من قيمتھا أو العكس ،وبعبارة
أخرى فإن المقاربة المقارناتية ،على عكس المقاربة التحينية ،ال تحدد قيمة جوھرية للمؤسسة وإنما
تحاول إعطاء تقريب لسعرھا في السوق.
كما أنه من الناحية التطبيقية قد يتعذر وجود مرجعية تتالءم وتتناسب خصائصھا مع خصائص
المؤسسة محل التقويم ،وحتى تلك التي تقول أنھا تمثل عينة قابلة للمقارنة معھا تحمل في طياتھا
خصائص مخالفة ،وبعبارة أخرى فإن وجود مؤسسة أو عينة صورة طبق األصل للمؤسسة محل التقويم
أمر يتعذر الحصول عليه.
ولھذا فالطرق التي تعتمد على المقاربة المقارناتية تستعمل دائما مع طرق أخرى تعتمد على
المقاربة التحينية أو الممتلكاتية أو معھما معا ،وفي بعض األحيان يتم الترجيح بين القيم المتحصل عليھا
من ھذه الطرق عن طريق معامالت الترجيح.
وبالرغم من ھذا ،تعرف المقاربة المقارناتية استعماال واسعا في تقويم المؤسسات الداخلة إلى
البورصة،خاصة إذا كانت ھذه األخيرة تتميز بحركية وعدد كبير من المؤسسات المسعرة ،ألن عدم
وجود عدد كافي من المؤسسات المسعرة في البورصة يرھن استعمال طرق المقاربة المقارناتية.
إن القيمة المالية للمؤسسة تتحدد بتقاطع مصالح المتدخلين في إجراء العمليات االستثمارية
والمالية التي يكون موضوعھا المؤسسة محل التقويم ،فالغاية من التقويم له أثر على تحديد القيمة ،إضافة
إلى الظروف التي تحيط بھذه العمليات االستثمارية.
وعليه فالقيمة المالية للمؤسسة ال تتحدد فقط بمكوناتھا بل تتعدى إلى المحيط الذي تنشط فيه ،إال
أن ھناك طرق يمكن من خاللھا تحديد مجال لھذه القيمة وذلك بأخذ بعين االعتبار ظروف التقويم المالي
و غاية العملية االستثمارية التي أجري ألجلھا.
ويتحدد ھذا المجال بالقيمة الممتلكاتية لألصول المادية على األقل أو ما يعرف بقيمة التصفية
حيث ال يعقل أن تقوم المؤسسة بأقل من مجموع قيم أصولھا في السوق .
136
إال أن ھذه القيمة تكاد أن تھمل ،خاصة في حال بعض مؤسسات االقتصاد الحديث التي ال تعتمد
كثيرا على االستثمارات المادية ،أمام القيمة الحقيقية للمؤسسة و ھذا من خالل تقويم األرباح التي
ستحققھا المؤسسة مستقبال ،حيث أن المستثمر الذي يشتري أوراق المؤسسة المزمع تقويمھا إنما يشتري
األرباح التي قد تحققھا مستقبال وليس أدوات ومعدات اإلنتاج.
وعليه ،ففي مثل ھذه الحالة تعتبر المقاربة التحينية بمختلف طرقھا ،الوسيلة األنجع في تحديد
القيمة المالية للمؤسسة وذلك من خالل تحيين األرباح المستقبلية.
إال أن الخبراء الماليون ،وأمام صعوبة التنبؤ باألرباح التي قد تحققھا المؤسسة الداخلة إلى
البورصة يلجؤون إلى مقارنة أوراقھا مع أوراق المؤسسات المسعرة في البورصة ،وبالتالي فالقيمة
المالية للمؤسسة ما ھي إال قيمة مؤسسة مسعرة في البورصة والتي لھا نفس الخصائص و الميزات،
ويكمن عمل الخبير المالي في ھذه الحالة على تحديد نقاط التشابه و االختالف بين ھذه المؤسسات
ودرجة التناسب بينھا.
137
الفصل4
دراسـة حالـة مجمـع صـيدال
يعتبر دخول مجمع صيدال إلى البورصة شكل من أشكال الخوصصة الجزئية يندرج ضمن إطار
البرن{{امج ال{{وطني للخوصص{{ة تطبيق{{ا لألم{{ر رق{{م 22-95الص{{ادر بت{{اريخ 26فيف{{ري 1995خاص{{ة
المواد 25و 26منه المتعلقة بالخوصصة عن طريق البورصة.
وباعتبار صيدال مؤسسة عمومية ،فالتقويم المالي لھا يعتبر بالغ األھمية ليس فقط لتحدي{د الس{عر
الت{{داولي ،ب{{ل لحف{{ظ حق{{وق الخزين{{ة العمومي{{ة م{{ن جھ{{ة ،والحف{{اظ عل{{ى مص{{الح المس{{تثمرين المحتمل{{ين
ومستقبل بورصة الجزائر الفتية من جھة أخرى.
وسنحاول في ھ{ذا الفص{ل التط{رق إل{ى دراس{ة حال{ة المجم{ع ،حي{ث س{نتناول ف{ي المبح{ث األول
التعريف بالمجمع وبالبيئة التي ينشط فيھا وكذا أھم مؤشراته الكلي{ة ،ف{ي ح{ين أنن{ا س{نتطرق ف{ي المبح{ث
الثاني إلى التقويم المالي للمجمع عند وبعد دخوله إلى البورصة.
138
سنحاول من خالل ھذا المبحث التعريف بمجمع صيدال ،تاريخ{ه و أھداف{ه وھيكل{ه التنظيم{ي ف{ي
المطلب األول في حين أننا سنتناول تشخيص المجمع من خالل المؤشرات الكلية في المطلب الثاني.
المجمع الصناعي صيدال ھو شركة اقتصادية عمومية EPEذات أس{ھم SPAرأس{مالھا يق{در
ب{ـ 25 00 000 000دج موزع{ة عل{ى 10 000 000س{ھم بقيم{ة اس{مية تق{در ب{ـ 250دج يق{ع
مقرھ{ا اإلجتم{اعي بال{دار البيض{اء ب{الجزائر.يعتب{ر رائ{{د الص{ناعة الص{يدالنية ف{ي الجزائ{ر يق{وم بإنت{{اج،
تصدير واس{تيراد وتس{ويق الم{واد الص{يدالنية والكيمائي{ة عل{ى ش{كل م{واد أولي{ة ،مص{نعة وش{به مص{نعة
لالستعمال البشري والحيواني.
la pharmacie centrale يع{{ود أص{{ل المجم{{ع إل{{ى الص{{يدلية المركزي{{ة الجزائري{{ة
algérienneس{{نة 1969الت{{ي أنش{{أت لض{{مان احتك{{ار الدول{{ة الس{{تيراد ،إنت{{اج وتوزي{{ع المنتج{{ات
الصيدالنية لالستعمال البشري ،وأنشأت وحدة لإلنتاج بالحراش ،وحدة بيوتيك سنة 1971وبعدھا أنشأت
وحدة فارمال سنة . 1975
في أفريل 1982خضعت الصيدلية المركزية الجزائرية إلى إعادة ھيكلة أي{ن ت{م تحوي{ل ف{روع
اإلنتاج إلى المؤسسة الوطنية لإلنتاج الصيدالني بموجب المرسوم 161/82ليتم في سنة 1988تحويل
مرك{{ب المدي{{ة ال{{ذي ك{{ان ملك{{ا للمؤسس{{ة الوطني{{ة للص{{ناعات الكيميائي{{ة ) (SNICمعطي{{ا م{{يالد ش{{ركة
صيدال في 15فيفري .1989
واختيرت حينئذ صيدال م{ن أول{ى المؤسس{ات الت{ي أص{بحت ش{ركات ذات أس{ھم تحتك{ر ص{ناعة
وتوزيع األدوية والمنتجات المشابھة في السوق الجزائري ليتم ف{ي 05م{اي 1993تغيي{ر ف{ي الق{وانين
األساسية التي تحكمھا بما يسمح لھا المس{اھمة ف{ي ك{ل العملي{ات الص{ناعية و التجاري{ة المتعلق{ة بنش{اطھا
وذل{{ك بإنش{{اء ف{{روع لھ{{ا أو مؤسس{{ات جدي{{دة .ومن{{ذ 1996أص{{بحت الش{{ركة ملك{{ا لھول{{دينغ الكيمي{{اء
والصيدلة بنس{بة %100لتنطل{ق بع{د س{نة م{ن ذل{ك مخط{ط إلع{ادة ھيكل{ة المؤسس{ة لتتح{ول إل{ى مجم{ع
صناعي صيدال ابتداءا من 02فيفري . 1998
139
حيث أن صيدال حققت سنة 1997نتائج استثنائية في إنتاجھا ) (%16 +ومبيعاتھا ) ( %23+مقارنة
بسنة 1996وتحقيق صادرت فاقت 950 000دوالر أمريكي.
وخالل االجتماع غير العادي للجمعية العامة المنعقد بتاريخ 22جوان 1998رخ{ص للمجم{ع
بالدخول إلى البورصة لجزء من رأسماله ) (%20وذلك تطبيقا لقرار المجلس الوطني لمساھمات الدولة
بتاريخ 18جوان 1998في إطار برنامج الخوصصة بعد ص{دور األم{ر رق{م 22-95الص{ادر بت{اريخ
26فيفري 1995المتعلق بالخوصصة خاصة المواد 25و 26منه.
140
األمين العام
مديرية التسويق
والمعلومات الطبية
وحدة الدار البيضاء
مديرية التنمية
الصناعية
فرع فارمال وحدة قسنطينة
مصنع الحراش
مديرية الموارد البشرية فرع بيوتيك
مصنع شرشال
مديرية الشراكة
بعد إعادة الھيكلة التي خضعت لھا المؤسسة سنة ،1998سطرت ھذه األخيرة عدة أھداف تندرج ضمن
رؤية مستقبلية من أجل مضاعفة تواجد المجمع في األسواق الوطنية ومحاولة اقتح{ام الس{وق الدولي{ة م{ن
خالل تصدير منتجات نھائية أو مواد أولية ،ومن بين أبرز ھذه األھداف المسطرة نذكر مايلي:
-تنويع تشكيلة المنتجات من خالل تحديد سياسة خاصة بالبحث والتط{وير لمنتج{ات جدي{دة وإقام{ة
نظام لليقظة التكنولوجية.
-الرفع من الحصة السوقية الحالية للمجمع.
-إدماج المجمع في السوق اإلقليمية والدولية في إطار االنضمام إلى المنظمة العالمية للتجارة
-تحويل التكنولوجيا والحصول على المعرفة العلمية.
-تحقيق أرباح مالية وتوسيع النشاط.
-تطوير الشراكة من خالل االشتراك في مشاريع مع مخابر ذوي شھرة عالمية ،سواء عل{ى ش{كل
استثمار مباشر أو عن طريق اتفاقيات التكييف ).(le façonnage
-المساھمة في تطوير الصحة العمومية.
.2.2.1.1.4استراتيجية المجمع:
م{{ن أج{{ل تحقي{{ق األھ{{داف المس{{طرة رس{{م المجم{{ع إس{{تراتيجية ش{{املة مبني{{ة عل{{ى اس{{تخدام أنج{{ع
الطرق في التسيير واعتماد اللوحة المس{تقبلية) (Balanced score card) BSC .(1وھ{ذا م{ن أج{ل
ال{{تحكم ف{{ي الوق{{ت ،الج{{ودة واإلنتاجي{{ة وك{{ذا محاول{{ة كس{{ب حص{{ة أكب{{ر ف{{ي الس{{وق م{{ن خ{{الل تحس{{ين
الصورة ،الخدمة وكذا جودة المنتوج وسعره.
كما ح{اول المجم{ع وض{ع العنص{ر البش{ري المح{ور األساس{ي ف{ي إس{تراتيجيته وذل{ك م{ن خ{الل
سياسة للتكوين المتواصل المكثف والمستمر من أجل متابعة ومسايرة التطورات والتغيرات الحاصلة ف{ي
مجال نشاطه.
)(1
www.Saidalgroup.Com le 06.04.2007.
142
كما أن البحث والتطوير يعتبر من أھم ركائز اإلستراتيجية المتبعة من خالل إنشاء مركز للبح{ث
البح{{{{{{ث ع{{{{{{ن والتطوير واعتماده مجلس علمي يتكون من عدد كبير من األساتذة المختصين ،وكذا
التكنولوجيات الجديدة في ميدان الص{يدلة والص{ناعة الكيميائي{ة م{ن أج{ل رب{ط ش{راكة م{ع أش{ھر المخ{ابر
والمؤسسات العالمية.
بعدما تطرقنا في المطلب السابق إلى التعريف بالمجمع ونشأته وكذا أھدافه وإستراتيجيته لتحقي{ق
ھذه األھداف نحاول من خالل ھذا المطلب التعريف به أكثر من خالل المؤشرات الكلية التي يتميز بھا.
وسنحاول التطرق في الف{رع األول إل{ى التش{خيص الع{ام للمجم{ع ف{ي ح{ين نتن{اول التش{خيص الم{الي ف{ي
الفرع الثاني.
.1.1.2.1.4التشخيص القانوني:
المؤسسة محل التقويم عبارة ع{ن ش{ركة أم{وال طبق{ا للق{انون التج{اري الجزائ{ري فھ{ي مؤسس{ة
عمومية اقتص{ادية EPEذات أس{ھم SPAوھ{ي عب{ارة ع{ن مجم{ع ص{ناعي يتك{ون م{ن ثالث{ة ف{روع
إنتاجية.
أما فيما يخص التقنيات التي تحكم قطاع اإلنتاج الصيدالني فھي جد صارمة وھذا من أجل حماية
الصحة العمومية حيث نجد القانون 05-85الصادر بت{اريخ 16فيف{ري 1985المتعل{ق بحماي{ة وترقي{ة
الصحة ،والمرسوم التنفيذي رقم 285.92الصادر في جويلية 1992المعدل للمرسوم التنفيذي 114-
93الصادر في 12ماي 1993الخاصين برخصة اإلنتاج وتوزيع المواد الص{يدالنية ،وك{ذا الق{رارين
رقم 57و 58الصادرين في 23جويلبة . 1995
في حين أن ھناك لجنة مركزية لمدونة األدوية متكونة من مختصين ف{ي المج{ال الطب{ي يح{ددون
مدونة األدوية المسموح بھا في الجزائر )مدونة تضم حوالي 1500دواء تحين دوريا(.
كما أن إنتاج أي مادة صيدالنية يجب أن يتم تسجيله برخصة من وزير الص{حة بع{د أخ{ذ ال{رأي المط{ابق
للجنة خبراء ،كما يفرض التشريع إعداد نشرة إعالمية عن استعمال الدواء.
143
ف{{{ي ح{{{ين أن الت{{{رخيص باس{{{تيراد ال{{{دواء ي{{{تم وف{{{ق برن{{{امج س{{{نوي ،ويف{{{رض المش{{{رع عل{{{ى
المستوردين أن يستثمروا ويقيموا مخابر لإلنتاج محليا كما أن المدير التقني للشركة البد أن يكون مختصا
)صيدليا(.
كما أن سياسة تحدي{د األس{عار مح{ددة قانوني{ا حي{ث ح{دد الھ{امش بالنس{بة لإلنت{اج ب{ـ %20م{ن
تكلفة اإلنتاج.
أما فيما يخص النزاعات ،فمجمع صيدال لحظة دخوله إلى البورصة سجل نزاعين لم يتم الفصل
فيھم{{ا م{{ع ش{{ركتين أجنبيت{{ين األول{{ى ش{{ركة بلغاري{{ة chimcoplectل{{م ت{{وفي بالتزاماتھ{{ا فيم{{ا يخ{{ص
المساعدة التقنية لص{يدال وتق{در القيم{ة المتن{ازع عليھ{ا ب{ـ 209ملي{ون دين{ار والثاني{ة تتمث{ل ف{ي ش{ركة
STOLSEالتي مون{ت بم{واد تغلي{ف غي{ر مطابق{ة بمبل{غ 75,6ملي{ون دين{ار وك{ال الن{زاعين ل{م ي{تم
رصد مؤونة لھما بنسب . (1) % 100
-التشخيص الصناعي:
يتكون المجمع من ثالثة فروع إنتاجية ففرع للمضادات الحيوية يملك مرك{ب المض{ادات الحيوي{ة
بالمدية يتربع على مساحة 24ھكتار ومصنع ال{دار البيض{اء يترب{ع عل{ى مس{احة 3,5ھكت{ار ،ف{ي ح{ين
مصنع الحراش يترب{ع عل{ى مس{احة 1,3ھكت{ار ومص{نع جس{ر قس{نطينة عل{ى 4,5ھكت{ار إض{افة إل{ى
وحدات أخرى في شرشال ،قسنطينة ،باتنة وعنابة.
كما تملك المؤسسة مركز للبح{ث والتط{وير ،وس{اھمت ف{ي إنش{اء مؤسس{ات ش{راكة م{ع ش{ركات
عالمية نسبة مساھمتھا فيھا كما يلي :
)(1
SAIDAL Notice d'information.
144
– التشخيص التجاري:
المنتوج :
يھتم المجمع بصناعة األدوية خاصة الجنيسة منھا ،كم{ا يق{وم بعملي{ات التكيي{ف façonnageلص{الح
شركات عالمية بورشاته .وبما أن السعر محدد بموجب التشريع وألن منتجات صيدال تعتبر جنيسة ف{إن
سعرھا يقل بأكثر من %30من قيمة األدوية األصلية ،وتتنوع منتوجات صيدال كما يلي:
السوق :
تعتبر الجزائر من أھم الدول المستوردة للدواء وتكلفة اس{تيراده ف{ي ارتف{اع مس{تمر ،حي{ث تمث{ل
األدوية الجنيسة % 35من مجموع األدوية الموزعة في الجزائر و % 65أدوية أصلية ،وتمث{ل نس{بة
145
األدوية المستوردة ، % 80في حين أن % 20المتبقية من االحتياجات عبارة عن إنتاج محل{ي تغط{ي
) (1
مؤسسة صيدال ما مقداره % 61منھا في حين أن % 39أخرى يتكفل بھا منتجين محليين آخرين.
وفي إطار التقليل من االستيراد فرضت الحكومة على المس{توردين االس{تثمار ف{ي الجزائ{ر م{ن أج{ل
بلوغ نسبة تغطية وطنية % 80مما يعني أن المنافسة سوف تك{ون قوي{ة بع{د لج{وء ھ{ؤالء المس{توردين
إلى اإلنتاج محليا.
بالنسبة للسوق الخارجي ،تعتبر س{نة 1997بداي{ة لمؤسس{ة ص{يدال ف{ي تجرب{ة التص{دير نح{و
األسواق الخارجية.
وفي المقابل تعتمد مؤسسة صيدال على السوق الخارجية خاصة أورب{ا )فرنس{ا ،إيطالي{ا ،ألماني{ا،
اسبانيا( في مجال التموين بالمواد األولي{ة وم{واد التكيي{ف وقط{ع الغي{ار بم{ا قيمت{ه أكث{ر م{ن 4507ط{ن
بقيمة 1032,5مليون دينار ،وھذا ما يجعلھ{ا غي{ر مس{تقلة م{ن حي{ث التم{وين وكم{ا أن ص{عود وھب{وط
سعر الصرف يبقى له تأثير مباشر على ميزانيتھا.
-التشخيص البشري:
قدر عدد مستخدمين مؤسسة صيدال عند دخولھا إلى البورصة 2471عامل موزعين كما يلي:
)(1
منشورات صيدال .2008
146
في حين قدرت األجور واألعباء االجتماعية بـ 793,4مليون دينار جزائري موزع كما يلي:
793,4 المجموع
أما بالنسبة لتكاليف نقل العمال فقدرت بـ 21,7مليون دينار ،وتقوم المؤسسة بمنح ميدالية وكذا
منحة ال{ذھاب إل{ى التقاع{د قص{د إرس{اء ثقاف{ة الوف{اء لمس{تخدميھا وحت{ى تحم{ي نفس{ھا م{ن نزي{ف بش{ري
تفرضه المنافسة مستقبال.
147
.2.2.1.4التشخيص المالي
لقد حققت صيدال نتائج إيجابية خالل السنوات التي سبقت تق{دمھا بطل{ب ال{دخول إل{ى البورص{ة،
ونع{{رض فيم{{ا يل{{ي الميزاني{{ة وج{{دول النت{{ائج المختص{{رين للس{{نوات الخم{{س الس{{ابقة لطل{{ب ال{{دخول إل{{ى
البورصة.
نالحظ من خالل الجدول أن الھامش الخام تضاعف بثالث مرات في سنة 1997مقارنة مع سنة
1993ف{{ي ح{{ين أن اإلنت{{اج المب{{اع تض{{اعف ب{{أربع م{{رات خ{{الل نف{{س الفت{{رة ،أم{{ا بالنس{{بة للمص{{اريف
فنالحظ أن تلك المتعلقة بالمستخدمين إرتفعت إل{ى الض{عف ،و ھ{ي نف{س النس{بة لنت{ائج اإلس{تغالل خ{الل
فترة ،1997-1994في حين أن النتيجة الصافية فقد تضاعفت اربع مرات خالل نفس الفترة.
.2.2.2.1.4تقويم األصول:
لقد قُ ِومت االستثمارات بقيمة تكلفة الحصول عليھا أو قيمة إنتاجھ{ا أي أن الطريق{ة المعتم{دة ھ{ي
القيمة التاريخية.
-األراضي :بالرغم من أن مصانع صيدال تتربع عل{ى أراض{ي شاس{عة ن{ذكر عل{ى س{بيل المث{ال
3,5ھكت{{ار ،الح{{راش 1,3ھكت{{ار وجس{{ر مرك{{ب المدي{{ة 24ھكت {ار ،مص{{نع ال{{دار البيض{{اء
قسنطينة 4,5ھكتار ،إال أن صيدال ال تملك عقود ملكية ،بل ھي ملكية عمومية وبالتالي ال يمكن
تقويم أراضي ليست ملك للمؤسسة وال تضاف إلى قيمتھا رغم انتفاعھا بھا.
وسائل اإلنتاج :لقد كانت وسائل اإلنت{اج مح{ل إع{ادة تق{ويم س{نة 2005وتعط{ى قيمتھ{ا الخ{ام -
حسب الجدول التالي:
)الوحدة :مليون دينار( ][45 الجدول رقم :13جدول تطور قيمة وسائل اإلنتاج
المخزونات :إن القيمة المعتبرة للمخزونات 1 912 220دينار ترجع إلى مدة التموين الت{ي -
تس{{اوي بالنس{{بة للم{{واد األولي{{ة 3أش{{ھر ف{{ي ح{{ين أن مخزون{{ات الم{{واد المص{{نعة فھ{{ي مرتبط{{ة
بالوقت الضروري الختبارات النوعية قبل التسويق.
يتم تخصيص مؤونات لتغطية المخاطر المتعلقة بالمخزونات مثل انقضاء تاريخ الصالحية للدواء
أو ھبوط قيمته نتيجة المنافسة ،والجدول التالي يوض{ح قيم{ة ھ{ذه المؤون{ات خ{الل الس{نوات ال{ثالث الت{ي
سبقت طلب الدخول.
الجدول رق{م :15ج{دول تطورمؤون{ات المخصص{ة للمخزون{ات )الوح{دة :ملي{ون دين{ار() م{ن إع{داد
الطالب(
-الحقوق :تسجل الحقوق بقيمتھا االس{مية ف{ي ح{ين أن الحق{وق المش{كوك فيھ{ا في{تم رص{د مؤون{ة
لھا.
الجدول رقم : 16جدول تطور حقوق اإلستثمار )الوحدة :مليون دينار( ][45
في حين تبلغ قيمة الحقوق على المساھمين 10ملي{ون دين{ار وھ{ي تمث{ل ج{زء م{ن الرف{ع م{ن رأس الم{ال
غير المحرر.
ب -حقوق على الزبائن :تمثل قيمة الحقوق على الزبائن بـ 881,9مليون دينار موزعة كما يلي:
الجدول رقم : 17جدول تطور الحقوق على الزبائن ) الوحدة :مليون دينار( ][45
ويقدر متوسط أجل التحصيل بالنسبة للقطاع العام بثالث أشھر في حين أنه يتراوح ب{ين ش{ھر أو ش{ھرين
بالنسبة للقطاع الخاص وقد تم رصد ما قيمته 95,7مليون دينار كمقابل للحقوق عل{ى الزب{ائن المش{كوك
فيھا.
جـ– المتاحات :يوضح الجدول التالي قيم{ة المتاح{ات المت{وفرة للمؤسس{ة ل{ثالث س{نوات الس{ابقة لطل{ب
الدخول إلى البورصة.
تقويم الديون :كل ديون المؤسسة تعتبر ديون قصيرة األجل ماعدا ديون االستثمار. -
الجدول رقم : 19جدول تطور ديون اإلستثمار )الوحدة :مليون دينار( ][45
أق{{{{{{ل م{{{{{{ن م{ن 2إل{ى 5من 6إلى 10أكث{{{ر م{{{ن 10المجموع البيان
سنوات سنوات سنوات عامين
1424,90 1424,90 ديون Snic
200,2 200,0 سندات الخزينة
42,0 11,7 ق{{{{{{روض بنكي{{{{{{ة 30,3
105,5 105,5 ديون أخرى
1772,4 1424,90 200,0 11,7 135,8 المجموع
وق{{درت المص{{اريف المالي{{ة المدفوع{{ة لس{{نة طل{{ب ال{{دخول إل{{ى البورص{{ة ب{{ـ 46ملي{{ون دين{{ار
جزائري.
152
ب – ديون المخزونات:
الجدول رقم : 20جدول تطور ديون المخزونات )الوحدة :مليون دينار( ][45
ويقدر متوسط أجل التسوية بالنسبة للموردين المحليين بشھر إلى ثالثة أشھر في حين أنه يتراوح
بين 3و 6أشھر بالنسبة للموردين األجانب.
جـ -ديون على الشركاء :وھي تمثل قيمة عائدات األسھم وقيم{ة المس{اھمات غي{ر المح{ررة ،وق{درت
بالنسبة لسنة 1997على التوالي بـ 40و 47,7مليون دينار.
د -ديون اإلستغالل :ويمكن حصرھم حسب طبيعة كل دين في الجدول التالي :
الجدول رقم : 21جدول تطور ديون اإلستغالل )الوحدة :مليون دينار( ][45
نالحظ أن ديون إستغالل مجمع صيدال قد إنخفضت في سنة 1996إلى أقل من النصف على ما كان{ت
عليه في سنة ، 1995إال أنھا إرتفعت قليال سنة .1997
153
الجدول رقم : 22جدول تطور الديون المالية )الوحدة :مليون دينار( ][45
خالل سنة 1997عرفت الديون المالية لمجمع صيدال إنخفاض{ا محسوس{ا إل{ى أق{ل م{ن النص{ف إل{ى م{ا
كانت عليه من قبل.
)(161 703 )(5 595) (127 763 تدفقات الخزينة المتعلقة بالعمليات المالية
139 958 )41 765 (378 734 ارتفاع )انخفاض( صافي المتاحات
70 330 28 565 407 299 متاحات اإلفتتاح
210 288 70 330 28 565 متاحات اإلغالق
154
نالحظ من خالل الجدول أن تدفقات الخزينة المتعلقة باإلستغالل خالل الس{نوات ال{ثالث إرتفع{ت بح{والي
خمس أضعاف أما تلك المتعلقة باإلس{تثمار ف{نالحظ أن ك{ل م{ن اإلس{تثمارات المادي{ة ،المعنوي{ة والمالي{ة
عرفت تراجعا محسوسا خالل السنوات الثالث.
-الصالبة المالية للمجمع:
بدون التطرق إلى نسب التحليل المالي ،نحاول أن نذكر ثالثة اختب{ارات كالس{يكية واألكث{ر اس{تعماال ف{ي
ميدان البورصة لكونھا تھم المستثمرين المحتملين.
أ – نسبة التغطية:
يتمحور مفھوم ھذه النسبة حول مدى تغطية المداخيل المتاحة )النتيجة الصافية +الض{ريبة عل{ى
األرباح +أعباء الفوائد( ألعباء الفوائد خالل السنوات الثالث الماضية ،ويفترض أن تكون ھ{ذه التغطي{ة
تفوق الثالث مرات من قيمة أعباء الفوائد.
وبالنسبة لصيدال لدينا :
ويقص{{د بھ{{ذه النس{{بة م{{دى الق{{درة عل{{ى تس{{ديد ال{{ديون وذل{{ك م{{ن خ{{الل تحقي{{ق الت{{دفقات النقدي{{ة
الس{{نوية ،يف{{رض الخب{{راء أن تغط{{ي ھ{{ذه الت{{دفقات عل{{ى األق{{ل % 30م{{ن مجم{{وع ال{{ديون بم{ا فبھ{{ا
المؤونات للخسائر و األعباء خالل السنوات الثالث األخيرة.
155
الجدول رقم : 25جدول تطور نسبة تسديد الديون )الوحدة :مليون دينار(
)أعد إنطالقا من وثائق صيدال(
ونالحظ أن ھذه النسب بعيدة كل البعد عن النسبة المتعارف عليھا ) (% 30فيما يخص النسبتين
األخيرتين ،والمالحظ أن التدفقات النقدية انخفضت بشكل محسوس وارتفاع طفيف للديون.
جـ – نسبة االستقاللية المالية:
تفرض قاعدة ھذه النسبة كون أنھا ال تتجاوز القيمة اإلجمالية للديون نسبة % 150أي 1,5من
القيمة المحاسبية لرأس مال الشركة.
بالنسبة لمؤسسة صيدال لدينا:
الجدول رقم : 26جدول تطور نسبة االستقاللية المالية )الوحدة :مليون دينار(
)أعد إنطالقا من وثائق صيدال(
1997 1996 1995 البيان
3417 3655 3185 مجموع الديون
600 600 585 رأس المال
5,70 6,09 5,44 النسبة %
ونالح{ظ أن نس{{بة مؤسس{{ة ص{يدال بعي{{دة ك{{ل البع{د ع{{ن م{{ا ھ{و متع{{ارف علي{{ه و متعام{ل ب{{ه ف{{ي
البورصات العالمية ).( %1.5
بعدما تطرقنا في المبحث السابق إلى التعريف بالمجمع وكذا تشخيص حالته المالية بصفة موجزة
سوف نحاول خالل ھذا المبحث التطرق إلى القيمة المالية لسھم صيدال و بالتالي القيمة المالي{ة للمؤسس{ة
لدى دخولھا إل{ى البورص{ة وس{يرورة ھ{ذا ال{دخول ف{ي المطل{ب األول ،ف{ي ح{ين أنن{ا س{وف نتط{رق إل{ى
تطور أسعار أسھم صيدال بعد الدخول ومحاولة إعطاء قيمة اقتصادية حالية للسھم في المطلب الثاني.
156
م{{ن أج{{ل تحدي{{د القيم{{ة االقتص{{ادية لمؤسس{{ة ص{{يدال بمناس{{بة دخولھ{{ا إل{{ى البورص{{ة اس{{تعملت
طريقتين األولى بناءا على المقاربة الممتلكاتية والثانية اعتمدت على تحين التدفقات النقدية المستقبلية .
وھذا من أجل تحديد القيمة المالية ألصول الشركة في تاريخ محدد انطالق{ا م{ن القيم{ة المحاس{بية
الصافية بعد إجراء بعض التعديالت الضرورية خاصة فيما يتعلق بعمليات إعادة التق{ويم ف{إذا ك{ان الف{رق
ايجابيا ترتفع القيمة المالية والعكس صحيح.
كما أن تصحيح األصول المحاسبية يشمل أيضا إلغ{اء بع{ض األص{ول الت{ي ليس{ت لھ{ا قيم{ة مث{ل
المصاريف اإلعدادية.
كما أن تسبيقات المساھمين المقدرة بـ 1424مليون دينار ندمجھا في األموال الخاصة للشركة.
و انطالقا من الميزانية العامة للمؤسسة تقدر األموال الخاصة بـ :
ونظرا لكون الملكية القانونية لألراضي لم تحول إل{ى ش{ركة ص{يدال فقيمتھ{ا يتع{ذر تحدي{دھا ف{ي
عملية التقويم المالي للمؤسسة ،كما أن الفرق في تق{ويم األراض{ي والمب{اني يؤخ{ذ م{ع الكثي{ر م{ن الح{ذر،
ولھذا ال يمكن إجراء تصحيحات على األموال الخاصة.
157
في حين أن الديون المترتبة عن انتقال تحويل مركب المدية من شركة SNICإل{ى ص{يدال م{ع
أن ھذه األخيرة غير مكلفة بدفعھا يمكن اعتبارھا حصة في الحساب الجاري الدائم للمساھم وبالتالي يمكن
ادماجھا في األموال الخاصة.
ويمكننا استعمال إحدى الطرق الممتلكاتية األخرى وذلك بالترجيح بين طريقة األصول الص{افية وطريق{ة
قيمة المردودية أو ما يعرف بطريقة إتحاد المحاسبين األوربيين لتحديد الـ Goodwillأي :
V = a An + b Vr
مع aو bمعامالن وليكونا 0.65لقيمة األصول الصافية المصححة و 0.35لقيمة المردودية حيث:
Vr= B/i
.3.1.1.2.4المقاربة المقارناتية
.4.1.1.2.4المقاربة التحينية
ع{{دة دراس{{ات ق{{ام بھ{{ا خب{{راء أجان{{ب ومكات{{ب دراس{{ات م{{ن أج{{ل تحدي{{د الت{{دفقات النقدي{{ة الت{{ي
ستحققھا المؤسسة س{محت بتحري{ر مخط{ط األعم{ال Busniss planللمؤسس{ة نتط{رق فيم{ا يل{ي إل{ى
الملخص المالي له.
159
8223,0 8189,8 8156,6 8127,4 7736,2 5547,7 5507,0 4709,6 3600,2 انتاج مباع
) (3102,5 ) (3090,0 )( 3077,5) ( 3066,5) ( 2918,9) ( 2470,4) ( 2077,8 )(1776,9 )(1358,5 مواد مستھلكة
5120,5 5099,8 5079,8 5079,1 5060,9 4077,3 3429,2 2932,6 2241,7 القيمة المضافة
)(667,0 )(650,0 )(633,2 )(616,7 )(600,3 )(584,2 )(568,3 )( 552,7 ) (475,6 أعباء مباشرة لالنتاج
)(459,7 )(449,0 )(438,9 )(429,4 )(420,7 )(413,8 )(389,1 )( 357,0 ) (261,0 اھتالكات
)(343,5 )(338,4 )(333,4 )(328,5 )(320,5 )(312,7 )(297,8 )( 283,6 ) (302,8 أخرى،طاقة
3650,2 3662,4 3673,6 3686,4 3475,8 2766,6 2174,0 1739,4 1202,4 الھامش الخام
)(475,8 )(469,7 )(452,7 )(446,8 )(432,1 )(397,5 )(366,6 )(342,0 )(339,4 أعباء عامة وإدارية
)(146,2 )(141,0 )(147,0 )(142,3 )(137,7 )(133,3 )(129,0 )(114,8 )( 95,4 أعباء تجارية
)(76,5 )(71,9 )(67,7 )(62,7 )(58,2 )(53,6 )(49,0 )(44;5 )( 43,0 البحث والتطوير
2951,7 2979,8 3006,6 3034,5 2847,9 2182,3 1629,2 1238,1 724,7 نتيجة االستغالل
15,8 منتجات مالية
)(10,0 )(23,2 )(39,0 )(64,9 )(80,1 )(75,4 ) (65,4 )-(58,6 )( 153,3 أعباء مالية
57,6 استثنائية
2941,7 2956,6 2967,5 2969,6 2767,7 2106,9 1563,9 1180,0 644,8 النتيجة قبل الضريبة
)(1117,8 )(2956,6 )(1127,7 )(1128,5 )(1051,7 )(800,6 )(594,3 )(448,4 )( 247,3 الضريبة على األرباح )(% 38
1823,8 1833,1 1839,9 1841,2 1716,0 1306,3 969,6 731,6 397,5 النتيجة الصافية
الجدول : 29جدول حساب النتائج التقديري ) أعد إنطالقا من وثائق صيدال (
160
2005 2004 2003 2002 2001 2000 1999 1998 1997 البيان
1148,7 1144,1 1139,5 1139,5 1080,7 914,7 769,3 877,2 838,3 بضائع ومواد أولية
1654,9 1651,6 1648,2 1648,2 1604,7 1471,2 1344,2 1239,2 1073,8 منتوجات شبه نھائية
ونھائية
1197,2 1192,3 1187,5 1183,2 1126,3 953,3 801,7 857,1 786,2 زبائن
307,4 306,2 304,9 303,9 289,2 244,8 205,9 176,1 134,6 حقوق أخرى
)(700,7 )(697,9 )(695,0 )(692,5 )(699,2 )(357,9 )(469,3 )(401,3 )(306,8 موردون
)(759,2 )(756,2 )(753,1 )(753,1 )(714,3 )(604,5 )(506,5 )(434,8 )(432,4 ديون أخرى
2848,3 2840,2 2832,2 2824,8 2727,5 2421,4 2143,4 2313,5 2093,7 احتياجات رأس المال
العامل
124,7 124,8 125,0 125,1 126,9 133,1 140,1 176,8 209,4 عدد أيام رقم األعمال
8,2 8,2 7,2 97,3 306,0 278,0 )(170,1 219,8 0,0 تغير احتياجات رأس
المال العامل
الجدول رقم : 30جدول إحتياجات رأس مال التقديري )الوحدة:مليون دينار(
) أعد إنطالقا من وثائق صيدال(
161
انطالقا من مخطط األعمال يمكن استخراج التدفقات المس{تقبلية ،أي تحدي{د الت{دفقات النقدي{ة الت{ي
تنتجھا المؤسسة وتضعھا تحت تصرف مانحي األموال )المساھمين والمقرضين(
2005 2004 2003 2002 2001 2000 1999 1998 1997 البيان
1823,8 1833,1 1839,9 1841,2 1716,0 1306,3 969,6 731,6 397,5 النتيجة الصافية
459,7 449,0 438,9 429,4 420,7 413,8 389,1 357,0 261,0 االھتالكات
2283,6 2282,1 2278,7 2270,6 2136,7 1720,1 1358,7 1088,6 658,4 الھامش الخام
لقدرة التمويل
الذاتي
10,0 23,2 39,0 64,9 80,1 75,4 65,4 58,1 137,5 النتيجة المالية
)(8,2 )(8,2 )(7,2 )(97,3 )(306,0) (278,0 170,1 )(219,8 0,0 تغير احتياجات
رأس المال
العامل
)(213,1) (212,2) (211,4) (210,7) (200,9) (404,2) (662,8) (414,5) (144,5 استثمارات
2072,3 2084,9 2099,2 2027,4 1710,0 1113,2 931,4 512,4 651,4 تدفقات الخزينة
لالستغالل
الجدول رقم :33جدول تدفقات الخزينة التقديرية)الوحدة :مليون دينار () أعد إنطالقا من وثائق صيدال (
تدفقات الخزينة لإلستغالل = نتيجة االستغالل +مخصصات االھتالك – التغير في احتياجات رأس المال -استثمارات
164
القيمة
المجموع 2005 2004 2003 2002 2001 2000 1999 1998 البيان
النھائية
التدفقات
11061 2072,3 2084,9 2099,2 2027,4 1710 1113,2 931,4 512,4
النقدية
التدفقات
9184,4 2800 622,9 744,9 889,5 1020,1 1021,5 789,6 784,4 512,4 النقدية
المحينة
بناءا على م{ا س{بق يمك{ن تحدي{د قيم{ة الس{ھم باعتب{ار أن قيم{ة المؤسس{ة م{اھي إال قيم{ة الت{دفقات النقدي{ة
المستقبلية المحينة ،أي أن قيمة مؤسسة صيدال تساوي:
أي أن القيم{{ة االقتص{{{ادية لس{{{ھم ص{{يدال تس{{{اوي إل{{{ى 861,32دين{{ار وھ{{{ي القيم{{{ة المعتم{{{دة
بالتقريب ) 800دج( من قبل صيدال كسعر ثابت للدخول إلى البورصة.
165
.1.2.1.2.4سيرورة الدخول
يعتب{{ر دخ{{ول ص{{يدال إل{{ى البورص{{ة بفتحھ{{ا % 20م{{ن رأس{{مالھا للجمھ{{ور ش{{كل م{{ن أش{{كال
الخوصصة الجزئية طبقا لألمر رقم 22-95بتاريخ 26اوت 1995المتعلق بالخوصصة خاصة المواد
25و 26منه ،حيث جاء قرار المجلس الوطني لمساھمات الدولة بتاريخ 18جوان في ھذا السياق.
وبھذا باشرت صيدال إلى تحض{ير مل{ف ال{دخول إل{ى البورص{ة خاص{ة تقري{ر التق{ويم والم{ذكرة
اإلعالمية ،وتقديم الملف إلى لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة الت{ي أعط{ت موافقتھ{ا )التأش{ير عل{ى
المذكرة اإلعالمية(.
ولق{{د راف{{ق مؤسس{{ة ص{{يدال ف{{ي ال{{دخول إل{{ى البورص{{ة بن{{ك االس{{تثمار الوس{{يط ف{{ي عملي{{ات
البورصة ،الشركة المالية العامة ، SOGEFIفي حين أن الشركات المالية المكلف{ة بجم{ع أوام{ر الش{راء
فھي ك{ل م{ن الش{ركة المالي{ة العام{ة ، SOGEFIالش{ركة المالي{ة لإلرش{اد و التوظي{ف SOFICOP
وشركة الراشد المالي ومؤسس{ة توظي{ف الق{يم المنقول{ة ، SPDMوي{تم تس{جيل ھ{ذه األوام{ر م{ن خ{الل
شبابيك البنوك العمومية التاليةCNMA، BDL ، BADR ،BNA ، BEA ، CNEP ،CPA :
واختارت صيدال إجراء العرض العم{ومي للبي{ع بس{عر ثاب{ت حي{ث ح{ددت س{عر الس{ھم ب{ـ 800
دينار بناءا على اعتماد طريقة تحيين التدفقات المستقبلية كما تطرقنا إلى ذلك في الفرع السابق.
كما وضعت شروط لالكتتاب في سنداتھا من حيث الكمية وذلك م{ن أج{ل ض{مان توزي{ع أس{ھمھا
على أكبر عدد من المستثمرين.
كما حدد الحد األدنى والحد األعلى للطلب وذلك حسب التقسيم اآلتي :
ولق{د ح{ددت فت{رة االكتت{اب ب{ـ 30يوم{ا ابت{داءا م{ن 15فيف{ري 1999إل{ى غاي{ة 15م{ارس
1999عل{{ى أن ھ{{ذه األس{{ھم تأخ{{ذ أثرھ{{ا أبت{{داءا م{{ن 15فيف{{ري ) 1999فيم{{ا يخ{{ص توزي{{ع عائ{{دات
األسھم(.
ولقد كانت عملية الدخول إلى البورص{ة ناجح{ة حي{ث ف{اق الطل{ب عل{ى أس{ھم الش{ركة 2 851
256سھم أي بنسبة تفوق %142وھي موزعة حسب األعمدة البيانية التالية:
عدد األسھم
2000000
1800000
1600000
1400000
1200000
العرض
1000000
الطلب
800000
600000
400000
200000
0
A B C D الفئات
الشكل رقم :14توزيع العرض والطلب على أسھم صيدال حسب الفئة
ومن خالل الشكل الموالي يتضح تطور الطل{ب عل{ى أس{ھم ش{ركة ص{يدال باألس{بوع خ{الل فت{رة
االكتتاب.
األسھم
600000
400000
200000
0
1 2 3 4 5 األسابيع
عدد االسھم مانحي األوامر عدد األسھم الملباة مانحي األوامر القسم
717 500 10 102 978 3 A
309 115 57 89615 46 B
16 514 1662 16514 1 662 C
1 808 107 17 752 1790 893 17 581 D
2 851 256 19 481 2 000 000 19292 المجموع
نلخص التكاليف التي تحملتھا صيدال كتكلفة مالية للدخول إلى البورصة في الجدول التالي:
168
الجدول رقم : 39جدول تكاليف الدخول إلى البورصة )الوحدة :مليون دينار( ][45,46
الكلفة البيان
مصاريف تأشيرة الـ 1,2 (0,075 %) COSOB
1,0 عمولة القبول للتفاوض % 0,05
عمولة التوظيف )الواسطات في البورصة 7,5 (1,5
0,3 مصاريف التسجيل
10 المجموع
20 اإلشھار) تلفزيون،إذاعة ،جرائد ...الخ(
30 تكلفة الطبع
18 تكلفة التقويم المالي للمؤسسة
78 المجموع
نح{{اول م{{ن خ{{الل ھ{{ذا المطل{{ب تن{{اول تط{{ور مؤسس{{ة ص{{يدال بع{{د دخولھ{{ا إل{{ى البورص{{ة حي{{ث
سنتطرق في الفرع األول إلى التشخيص العام للمؤسسة في حين أننا نتناول التقويم الم{الي لھ{ا ف{ي الف{رع
الثاني
نتناول تطور أھم مؤشرات صيدال خالل فت{رة م{ا بع{د ال{دخول إل{ى البورص{ة دون التط{رق إل{ى
التشخيص القانوني ،الذي تطرقنا إليه سابقا ولم يحدث عليه تطورات كبيرة.
.1.1.2.2.4السوق:
يعتبر السوق الجزائري واعد بالنسبة لمنتجي األدوية إذ أن األمراض التي يعاني منھا المرض{ى
الجزائ{{ريين تجم{{ع ب{{ين أم{{راض المجتمع{{ات الس{{ائرة ف{{ي طري{{ق النم{{و و أم{{راض المجتمع{{ات المتقدم{{ة
)السكري ،السرطان (...
169
ولق{{د إرتف{{ع اإلس{{تھالك ل{{دى الف{{رد الجزائ{{ري م{{ن 1.15وح{{دة ف{{ي الش{{ھر س{{نة 370) 2000
مليون وحدة ( إلى 1.8وحدة ش{ھريا لك{ل ف{رد س{نة 700) 2005وح{دة( ،وحس{ب التق{ديرات ف{إن ھ{ذا
اإلستھالك سيتضاعف خالل العشرية القادمة.
حيث يمثل إنتاج صيدال % 42م{ن اإلنت{اج ال{وطني إل{ى جان{ب مخ{ابر أجنبي{ة وبع{ض المخ{ابر
المحلية التي تبقى مساھمتھا محتشمة رغم وجود 54وحدة لصناعة الم{واد الص{يدالنية أنش{أت بع{د ق{رار
إلزامية اإلنتاج مقابل الترخيص باإلستيراد).(1
إال أن تغطية الجزء األكبر من اإلستھالك المحلي يتم عن طريق اإلستيراد ) (%65بتكلفة فاق{ت
1.4ملي{{ار دوالر س{{نة ، 2007حي{{ث تحص{{ي الجزائ{{ر 58مس{{توردا .أم{{ا ف{{ي مج {ال التوزي{{ع يتك{{ون
السوق الجزائري من 469موزع جملة ،ثلثين منھم يتمركزون في العاصمة ،وھران وقسنطينة.
وف{{ي إط{{ار تطلعاتھ{{ا إل{{ى اإلنض{{مام إل{{ى المنظم{{ة العالمي{{ة للتج{{ارة تراجع{{ت الجزائ{{ر س{{نة 2005ع{{ن
قراراتھا التي كانت تھدف إلى تنمية الصناعة الصيدالنية في الجزائر مثل:
-إلزام المستوردين على إنشاء مخابر إنتاج محلي
-حظر إستيراد األدوية المنتجة محليا
إال أن ھ{{ذه اإلج{{راءات أعي{{د العم{{ل بھ{{ا م{{ن ط{{رف الحكوم{{ة ،وب{{الرغم م{{ن ك{{ل ھ{{ذا يبق{{ي الس{{وق
الجزائري جذابا وأن المنافسة ال تشكل أھم المخاطر التي تواجه صيدال ،بل انھا تتميز بريادة البأس بھا
وھي مطالبة بالحفاظ عليھا والزيادة من حصتھا في السوق المحلي و إقتحام األسواق الجھوية والدولية.
.2.1.2.2.4الشراكة:
بعد تعديل قانون الصرف والنقد سارعت ص{يدال إل{ى إب{رام ع{دة عق{ود م{ع أھ{م المخ{ابر والش{ركات
العالمية المعروفة في مجال صناعة األدوية وذلك لتحقيق األھداف التالية:
-الرفع من حصتھا في السوق المحلي و خاصة منافسة األدوية المستوردة
-إدم{{اج المجم{{ع ف{{ي الس{{وق الجھ{{وي وال{{دولي تحض{{يرا لل{{دخول المرتق{{ب للجزائ{{ر إل{{ى المنظم{{ة
العالمية للتجارة.
-نقل التكنولوجيا وإكتساب المعرفة والخبرة
-تحضير المجمع لإلندماج في مجال البحث والتطوير لمنتوجات جديدة
-توسيع تشكيلة منتوجاتھا وتحسين النوعية
)(1
منشورات صيدال 2007
170
وإضافة إلى عقود الشراكة ابرمت صيدال عقود أخرى مع مخابر عالمي{ة قص{د إنت{اج أدوي{ة م{ن
قبل ھذه المخابر ولحسابھا في مصانع وورشات صيدال )(façonnage
)(1
www.saidalgroup.dz le 06/04/2007
171
الجدول التالي يمثل حجم اإلنتاج وعدد األدوية المنتجة حسب كل عقد
اإلنت{{{{{{{{{{{{{{{{{{{اج
ع{{{{{{{{{دد األدوي{{{{{{{{{ة السنوي)مليون الشريك
وحدة( المنتجة
5 7 Généric Lab
5 2 UNI Lab
6 5 SOULUPHARM
1 2 LAD PHARM
1.5 5 LAM
3 7 BK LAB
.3.1.2.2.4البحث والتطوير:
مع دخولھا مباشرة إلى البورصة عمدت صيدال إلى اإلھتمام بالبحث والتطوير كوسيلة لضمان الديمومة
واإلس{{تمرار حي{{ث أنش{{أت مرك{{ز البح{{ث و التط{{وير خلف{{ا لوح{{دة البح{{ث ف{{ي مج{{ال األدوي{{ة والتقني{{ات
لصيدالنية ،كما أنشأت المجلس العلمي للمجمع كشكل من أشكال الشراكة بين المؤسسة والجامعة.
ومن{{ذ ذل{{ك الح{{ين أص{{بحت ص{{يدال تخص{{ص % 3م{{ن رق{{م أعمالھ{{ا لفائ{{دة البح{{ث والتط{{وير،
وخ{الل فت{{رة 2000و 2007تحص{{ل مرك{ز البح{{ث والتط{{وير لص{{يدال عل{ى خمس{{ة ب{{راءات إخت{{راع ،
ويتكون الطاقم العامل في المركز من 252عامل 166 ،منھم في البح{ث و التط{وير 10،ف{ي الص{يانة
و 76في اإلدارة بصفتھم عمال دائمين ،في حين يتعامل مع 13باحثين مشاركين و 10أساتذة يشاركون
في المجلس العلمي للمجمع.
.4.1.2.2.4الموارد البشرية
لق{د تض{اعف ع{دد مس{تخدمي ص{يدال خ{الل ھ{ذه الفت{رة م{ن 2121مس{تخدم س{نة 1997إل{ى
3046عامل سنة 1999ليص{ل س{نة 2006إل{ى 4243عام{ل أي ب{أكثر م{ن . % 100ويوض{ح
الشكل التالي تطور المستخدمين خالل نفس الفترة بما ف{يھم اإلط{ارات ،أع{وان ال{تحكم وأع{وان التنفي{ذ،
والمالحظ
172
من خالل األعمدة أن مؤسس{ة ص{يدال ض{اعفت م{ن مس{تخدميھا خاص{ة اإلط{ارات حي{ث قف{ز الع{دد م{ن
629سنة 1997إلى 1737سنة . 2006
4500
4000
3500
3000
2500 أعوان التنفيذ
2000 أعوان التحكم
1500 إطارات
1000
500
0
1999 2000 2001 2002 2003 2004 2005 2006
من{ذ ال{دخول إل{ى البورص{ة إل{ى غاي{ة 2006تض{اعفت قيم{ة المبيع{ات حي{ث ق{درت ب{ـ 3650
مليون دينار سنة 1997و 4630مليون دينار في نھاي{ة س{نة 1999لتص{ل ف{ي س{نة 2006إل{ى 6
، 942 750إال أن سنة 2000كانت استثنائية حيث كان ھناك انخفاض محسوس.
أما فيما يخص اإلنتاج فھو اآلخر عرف تطورا في نفس السياق حيث قدر سنة 1997بـ 2959
مليون ديناروسنة 1999بـ 3898مليون دينار ليتجاوز سنة 2006قيمة 6096ملي{ون دين{ار ونف{س
المالحظة بالنسبة لسنة 2000وسنة ،2005ولقد إنطلقت صيدال في إنتاج مادة األنسولين بطاقة أولية
4000000وح{{دة س{{نويا وذل{{ك بمص{{نع قس{{نطينة ال{{ذي يترب{{ع عل{{ى مس{{احة 4100مت{{ر مرب{{ع ،كل{{ف
صيدال أكثر من 1.3مليار دينار ويشغل 70مستخدما.
173
تطور المنتوج
7000000
ألف د ج
6000000
5000000
4000000
3000000
2000000
1000000
0
1999 2000 2001 2002 2003 2004 2005 2006
السنة
:17تطور المنتوج الشكل رقم
)من إعداد الطالب إنطالقا من وثائق صيدال(
والشكل الموالي يبن تطور رقم أعمال صيدال خالل مرحلة ما بعد الدخول إلى البورصة.
دينار
1E+10
8E+09
6E+09
4E+09
2E+09
0
1999 2000 2001 2002 2003 2004 2005 2006 2007
السنة
الشكل رقم : 18تطور رقم أعمال صيدال
)من إعداد الطالب إنطالقا من وثائق صيدال
بعد دخول صيدال البورصة عرفت أرباحھا انخفاضا كبيرا حيث نزل من 721 774 513دج
سنة 1999إلى 271 109 221دج سنة ، 2000ورغم ارتفاعه الطفيف سنة 2001إال أنه في س{نة
2002سجل ھبوطا أكبر من ذلك المسجل سنة 2000حيث لم تسجل صيدال إال 187 339 238دج
.
174
والمنحنى الموالي يبين تطور أرباح صيدال خالل الفترة الممتدة بين 1997و 2007
)مليون دج(
1000
800
600
400
200
0
1999 2000 2001 2002 2003 2004 2005 2006 2007
السنة
أما فيما يخص تطور القيمة المضافة فإن المؤسسة سجلت ھبوطا س{نة 2000ولك{ن ل{يس ب{نفس
الحدة مقارنة بالنتائج الصافية ،فنتائج خارج االستغالل السلبية أثرت كثيرا على النتيجة ،ونفس المالحظة
بالنسبة لسنة .2005
والمنحنى الموالي يبين تطور القيمة المضافة خالل تلك الفترة وكذا نتيجة االستغالل
4500000000
4000000000
3500000000
3000000000
2500000000
2000000000
1500000000
1000000000
500000000
0
97
98
99
00
01
02
03
04
05
06
19
19
19
20
20
20
20
20
20
20
أما فيما يخص عائدات األرباح فقد عرفت ھي األخرى نزوال حادا بع{د تل{ك المدفوع{ة ف{ي الس{نة
األولى أين سجلت 36دينار لتنزل مباشرة سنة 2000إلى 20دين{ار وس{نة 2002إل{ى 9دين{ار وھ{ذا
ما يفسر ھبوط أسعار أسھم صيدال في السنة الموالية .
لق{{د ق{{وم س{{ھم ص{{يدال عن{{د دخولھ{{ا البورص{{ة ب{{أكثر م{{ن 800دج وذل{{ك بن{{اءا عل{{ى فرض{{يات
وتوقعات لم يؤكدھا الواقع بل العكس تماما ؛ حيث سجلت أرباح صيدال وكل مؤشراتھا تراجع{ا ملحوظ{ا
إبتداءا من السنة األولى ) الموالية لسنة دخولھا أي سنة (2000فماھي القيمة الحقيقية لسھم صيدال عن{د
دخولھا إلى البورصة ،وما تطورات ھذه القيمة بعد ذللك ؟
نح{{اول أوالً أن نعط{{ي ص{{ورة وجي{{زة ع{{ن تط{{ور بع{{ض النس{{ب المالي{{ة المعم{{ول بھ{{ا ف{{ي مج{{ال
السوق المالي و التي تميزت بھا صيدال خالل فترة ما بعد ال{دخول إل{ى البورص{ة لنتط{رق فيم{ا بع{د إل{ى
القيمة المالية الحالية لسھم صيدال.
يستعمل خبراء األسواق المالية عدة مؤشرات في ھذا المجال نذكر منھا مايلي:
السيولة المالية :
ھناك ثالث نسب يمكننا من خاللھا قياس السيولة ألصول صيدال نحاول أن نلخصھم في الجدول
التالي
الجدول رقم : 42تطورنسب سيولة اصول صيدال بعد دخولھا إلى البورصة
)من إعداد الطالب إنطالقا من وثائق صيدال(
نالح{{ظ م{{ن خ{{الل الج{{دول أن الس{{يولة اإلجمالي{{ة ) يعن{{ي نس{{بة األص{{ول المتداول{{ة إل{{ى مجم{{وع
الديون ماعدا ديون اإلستثمار ( عرفت إنخفاض{ا كبي{را س{نة 2001و 2002وھم{ا الس{نتان اللت{ان تليت{ا
الس{{نوات الت{{ي عرف{{ت ف{{يھم ارب{{اح ص{{يدال إنخفاض{{ا محسوس{{ا ) 2000و(2002وھ{{ي نف{{س المالحظ{{ة
176
بالتقريب لكل م{ن الس{يولة الوس{يطية ) نس{بة الحق{وق إل{ى مجم{وع األص{ول( وك{ذا الس{يولة األني{ة )نس{بة
المتاحات إلى مجموع األصول( .إال انه خالل سنة 2005و 2007يمكننا القول أن صيدال تتوفر على
سيولة كافية ،ب{ل مفرط{ة إذ أن ج{زء م{ن األم{وال الدائم{ة يم{ول األص{ول المتداول{ة حي{ث فاق{ت النس{بة
الضعف سنة 2005وقاربت ذلك سنة .2007
يمث{{ل الج{{دول الت{{الي تط{{ور نس{{بة تغطي{{ة أعب{{اء ال{{ديون الت{{ي تمي{{زت بھ{{ا ص{{يدال خ{{الل فت{{رة 2000
و.2007
الجدول رقم : 43تطور نسبة تغطية أعباء الديون لصيدال )الوحدة :مليون دينار(
)من إعداد الطالب إنطالقا من وثائق صيدال(
نالحظ أ صيدال تمتاز بتغطية جيدة ألعباء ديونھا إذ أن كل نسبھا تفوق النسبة المطلوبة " "3ماع{دا س{نة
2002ولكن بفارق ضئيل .
الجدول رقم : 44تطور نسبة القدرة على تسديد الديون )الوحدة :مليون دينار(
)من إعداد الطالب إنطالقا من وثائق صيدال(
2007 2006 2005 2004 2003 2002 2001 2000
1456.63 1084.67 870.57 842.14 832.70 590.00 796.8 62.38 التدفقات النقدية
7999.11 9888.77 8542.32 6882.48 6225.74 5562.70 7888.77 4347.84 مجموع الديون
18,2 10,96 10,19 12,23 13,37 10,6 10,1 1,4 النسبة %
تبقى صيدال بعيدة كل البعد في تغطية ديونھا عن طريق التدفقات النقدية التي تحققھا خاص{ة ف{ي
السنوات األولى بعد دخولھا البورصة حيث لم تتعدى النسبة % 1.4وأعلى نسبة مسجلة ھي 18.2سنة
2007والتي لم تصل إلى الثلث المتعارف عليه.
يقصد بتغطي{ة األم{وال الخاص{ة لل{ديون درج{ة الض{مان الت{ي تمنح{ه المؤسس{ة لمقرض{يھا ،وف{ي
نفس الوقت يمكن للمستثمرين في أسھم المؤسس{ة أن يالحظ{وا درج{ة المخ{اطر الت{ي ق{د يتحملونھ{ا نتيج{ة
المديونية المفرطة ،في حين يقصد باإلستقاللية المالية للمؤسسة في نفس الس{ياق ع{دم اإلعتم{اد الكل{ي أو
بشكل كبير على الديون ،حيث أن الجدول الموالي يوضح النسب التي تميزت بھا صيدال خالل فت{رة م{ا
بعد الدخول إلى البورصة في ھذا المجال
178
الجدول رقم : 45تطور تغطية الديون ،الھيكلة المالية واإلستقاللية المالية لصيدال )الوحدة :مليون دج(
من خالل الجدول يتضح أن رأس مال صيدال يغطي جزء كبير من الديون ونسبة التغطية تبق{ى
معقولة وتتجاوب مع النسب المثالي{ة إال أن س{نة 2005كان{ت كارثي{ة س{واء بالنس{بة لإلس{تقاللية المالي{ة
) نس{{بة اإلعتم{{اد فاق{{ت (%74أو نس{{بة التغطي{{ة حي{{ث فاق{{ت ال{{ديون ثالث{{ة أض{{عاف األم{{وال الخاص{{ة
متجاوزة النسبة القصوى بأكثر من الضعف.
تطور المردودية
يبين الجدول التالي تطور المردودية المالية و اإلقتصادية التي تميزت بھما صيدال خالل مرحل{ة
ما بعد الدخول إلى البورصة
نالح{{ظ م{{ن خ{{الل الج{دول أن المردودي{{ة المالي{{ة واإلقتص{{ادية وب{{الرغم م{{ن أنھ{{ا موجب{{ة إال أنھ{{ا
عرفت تذبذبات متتالية في السنوات 2004 ،2002 ،2000نزول خفيف ليتبعه نزول آخر
179
س{نة ،2005ونالح{ظ أن المردودي{ة الت{ي تتمي{ز بھ{ا ص{يدال تبق{ى دون المس{توى المطل{وب م{ن ط{رف
المساھمين والمردودية التي يمنحھا سوق األموال من دون مخاطر.
.2.2.2.2.4القيمة المالية لسھم صيدال :
قبل التطرق إلى القيمة المالية الحالية لسھم صيدال ،نحاول أن نعود إل{ى التق{ويم الم{الي لص{يدال
عند دخولھا إلى البورصة ،حيث أن الخبراء إعتمدوا فقط على طريقة تحيين التدفقات المالية التي توقعوا
أن تحققھا المؤسسة بعد دخولھا إلى البورصة .
بمقارنة النتائج المتوقعة من خالل مخط{ط األعم{ال والمحقق{ة فيم{ا بع{د يمكنن{ا التوص{ل إل{ى أن
صيدال قومت بقيمة أعلى من قيمتھا الحقيقية ،حيث أن الجدول الموالي يبين الفرق بين النتائج
القيمة
2005 2004 2003 2002 2001 2000 1999 1998 البيان
النھائية
التدفقات
11061 2072,3 2084,9 2099,2 2027,4 1710 1113,2 931,4 512,4 النقدية
المتوقعة
التدفقات
870.57 842.14 832.70 590 796.86 623.83 1072.26 512.4
المحققة
التدفقات
1400 262,20 301,07 353,37 297,20 476,46 442,75 903,33 512.4
المحينة
وذلك بأخذ القيمة النھائية تساوي إلى نصف القيمة النھائية المتوقعة ،إذ يتع{ذر علين{ا حس{ابھا بإعتب{ار أن
النتائج ال تعرف تطورا مستمرا و ثابتا .
=< قيمة سھم صيدال حسب طريقة التدفقات النقدية المحين يساوي إلى 470.34 ....دينار
وبالت{{الي يمكنن{{ا الق{{ول أن س{{ھم ص{{يدال ق{{وم بقيم{{ة أكب{{ر م{{ن قيمت{{ه اإلقتص{{ادية ،حي{{ث أن{{ه ف{{ي
األسواق الكفأة التقويم بقيمة أكبر من القيمة اإلقتصادية للسھم يكلف المؤسسة غاليا ،و ب{الرغم م{ن حال{ة
السوق المالي الجزائري إال أنه قوم المؤسسة بقيمتھا ولو بعد فترة.
بما أن صيدال ال تتوفر على نسبة نمو أرب{اح ثابت{ة وال نس{بة توزي{ع ثابت{ة و م{ع تع{ذر الحص{ول
على مخططات األعمال المستقبلية لصيدال ال يمكننا اللجوء إلى المقاربة التحيينية ،وبالت{الي نكتف{ي ف{ي
حدود المعطيات المتوفرة ،بالتطرق إلى بعض الطرق من المقاربة الممتلكاتية .
في غياب معلومات عن الملكية القانونية لألراضي ،حالة البنايات و األالت ووسائل اإلنتاج وغيرھا
ال يمكننا إجراء التصحيحات الالزمة وبالتالي نكتفي بإعتبار األصول المصححة تساوي األموال الخاصة
مضافا ً إليھ{ا االإلحتياط{ات و ف{رق إع{ادة التق{ويم و حس{اب ب{ين الف{روع ،إال أن النتيخ{ة قي{د التخص{يص
يمكننا أن نعتبرھا ديونا ستوزع الحقا وبنسبة . %100
أي يمكننا إعتبار قيمة صيدال تس{اوي إل{ى 6119293178دج ف{ي ح{ين أن قيم{ة س{ھمھا يس{اوي إل{ى
611.2دج.
181
نعلم أن قيم{ة المؤسس{ة تس{اوي إل{ى مجم{وع القيم{ة الممتلكاتي{ة ) األص{ول المحاس{بية المص{ححة
مثال( والقودويل ،فھذا األخير يساوي حسب ھ{ذه الطريق{ة إل{ى تحي{ين مجم{وع األرب{اح المس{تقبلية لم{دة
J=5وبنسبة من غير مخاطر ) i= 5.175نس{بة أذون{ات الخزين{ة لم{دة 10س{نوات( ف{ي ح{ين أن نس{بة
التحين ذات المخاطر . t= 12
V= A + GW
مع
GW = ∑()*
# − 3
1 + J
وبالرغم من النتيجة اإليجابية التي حققتھا صيدال بعنوان سنة ،2007وأمام صعوبة التوقع
لألرباح المستقبلية ،نأخذ متوسط األرباح المتزايدة أي نأخذ B= 616729600وعليه نحصل على
قيمة
V = 7200928546.32أي أن قيمة صيدال تساوي إلى 7200928546.32دج في حين
أن قيمة السھم فتساوي إلى 720.09دج
-طريقة الممارسين :حسب ھذه الطريقة قيمة المؤسسة تعطى بالعالقة التالية :
1/
>
=V
V = 6264701685.61
وھي قيمة مؤسسة صيدال حسب ھذه الطريقة في حين أن قيمة السھم تساوي إلى 626.47دج
182
-الطريقة األنجلوسكسونية
مع :
*
*D-
D
=K و GW = B – i Anc
و V= 4413649393.31
وھي قيمة صيدال حسب ھذه الطريقة ،في حين أن قيمة السھم تساوي إلى 441.36دج
V= 7029857319.39وھي قيمة صيدال حسب ھذه الطريقة ،أي أن قيمة السھم تساوي
إلى 702.98دج
-طريقة Retail
تكون Vحسب ھذه الطريقة تساوي إلى نصف مجموع القيمة الممتلكاتية وجداء PERو قيمة
وحي{ث أن الس{عر البورص{ي لص{يدال لس{نة 2007 )V = ½( A + PER * B األرب{اح أي
يساوي إلى 4.586دج فإن الفيمة المالي{ة لمؤسس{ة ص{يدال يس{اوي إل{ى 5059486013.9دج أي أن
قيمة السھم الواحد تساوي إلى 505.94دج .
183
لقد حاولنا من خالل ھذا الفصل أن ندرس القيمة المالية لمجمع صيدال عند دخوله إلى البورصة
وتطوره خالل العشرية التي تلت ھذا الدخول .وذلك بالتطرق إلى أھم الطرق المستعملة في التقويم
المالي التي يمكن أن تطبق في مثل ھذه الحالة.
حيث أن التقويم المالي للمؤسسات ،وحتى يكون موضوعيا و يعكس القيمة الحقيق َية للمؤسسة،
البد أن يعتمد على معلومات دقيقة عن كل المعطيات والتعامالت التجارية والمالية التي تقوم بھا
المؤسسة وحتى تلك التي تصنف في خانة السرية وفي غياب مثل ھذه المعلومات حاولنا أن نتطرق ،
باستعمال المعطيات المتوفرة ،إلى المنھجية المستعملة من طرف الخبراء في التقويم المالي ولم نعط
أھمية كبيرة للقيمة الرياضية للسھم.
كما أن غياب سوق مالي حقيقي ،وغي{اب مؤسس{ات مثيل{ة لمجم{ع ص{يدال تنش{ط ف{ي ھ{ذا الس{وق
كان سببا في غياب المقاربة المقارناتية عن بحثنا ھذا في جانبه التطبيقي.
184
خــاتمة
أصبح التقويم المالي للمؤسسات مھما للمستثمرين ،الذين يريدون االستثمار في البورصة وذلك من
أجل معرفة قيمة األوراق المالية المتداولة في السوق أو تلك التي ستطرح للتداول ،وعلى أساس ھذا
التقويم يتم اتخاذ القرارات االستثمارية وإصدار األوامر للشراء أو البيع أو االحتفاظ بھذه األوراق؛ أي أن
التقويم الموضوعي للمؤسسة وبالتالي أوراقھا المالية المطروحة للتداول في السوق يوجه الطلب والعرض
على ھذه األوراق ليستبعد تلك الفوارق التي يمكن أن تكون بين القيمة االقتصادية والقيمة المالية التداولية
للورقة المالية ،وبھذا يعتبر التقويم المالي محذرا للمستثمرين في تعامالتھم مع المضاربين الذين يحاولون
توجيه العرض والطلب في غالب األحيان لتحقيق فوائض مالية ،حيث أن المستثمرون يقومون بشراء
األوراق المالية التي تكون قيمتھا االقتصادية أكبر من السعر التداولي في حين أنھم يقومون ببيع األوراق
التي يكون سعرھا أكبر من قيمتھا االقتصادية.
وبقدر ما يحاول التقويم المالي ضمان حقوق المستثمرين فھو يحافظ على حقوق المؤسسة المصدرة
ذاتھا ،حيث أنه يساعد على معرفة ما مدى تكوين القيمة داخل المؤسسة وتطورھا ،وبھذا يكون معيارا
لتحديد مدى نجاعة اإلستراتيجية التي يعتمدھا المسيرون.
و إن التقويم المالي المجحف في حق المؤسسة يعني تنازل عن جزء من أصول المؤسسة من دون
مقابل ويعتبر تحطيم لرؤوس مال المساھمين ،في حين أن التقويم المالي للمؤسسة المبالغ فيه يعتبر إجحافا
في حق المستثمرين الذين يودون شراء أوراقھا بمناسبة دخولھا إلى البورصة ،و في ھذه الحالة وإذا كان
السوق كفؤا فالمؤسسة ستلقى رد فعل قوي قد يؤدي إلى إفالسھا.
ولقد أصبح التقويم المالي الخاطئ للمؤسسات المتعددة الجنسيات خاصة المالية منھا من أبرز أسباب
األزمات المالية العالمية ،إذ تعتبر المؤسسة االقتصادية البنية األساسية التي يعتمد عليھا اقتصاد السوق،
وغياب الثقة باألسواق المالية نتيجة التقويم التضخمي لھذه المؤسسات قد يدفع المستثمرين للتخلي الكلي
عن أوراق ھذه المؤسسات مما يعرضھا لإلفالس.
185
ولھذا فتحديد القيمة المالية للمؤسسة يعتبر ضروريا ومھما على المستوى االقتصاد الجزئي والذي
قد يكون له تأثيرا على المستوى الكلي ،مما دفع بالكثير من الخبراء إلى البحث عن طرق و آليات لتحديد
القيمة المالية للمؤسسة.
إختبار فرضيات:
-بالرغم من أن عملية الدخول إلى البورصة تعتبر إلى حد ما عملية تجارية بين مؤسسة عارضة
ألسھمھا ومستثمرين يودون اإلكتتاب وشراء ھذه األسھم ،وعليه تحديد سعر المؤسسة البورصي يمكن
أن يتحدد سوقيا أي بموجب قانون العرض والطلب ،إال أن حقيقة الدخول إلى البورصة في غالب األحيان
ال تحتكم إلى ھذا القانون في صيغته البسيطة ،إذ أن كيفية تحديد السعر تتحدد مسبقا من قبل الجمعية العامة
للمؤسسة وقد يكون العرض بسعر ثابت OPFأو بتحديد السعر األدنى OPMبتحديد مجاال للسعر أو ما
يعرف بسعر مفتوح ،OPOوبالتالي يمكننا أن نستخلص أن قيمة المؤسسة ال تتحدد بسعر دخولھا إلى
البورصة وإنما العكس ،إذ أن سعر الدخول يتحدد بالقيمة المالية للمؤسسة ،وبعبارة أخرى تحديد القيمة
المالية للمؤسسة يقوم به مختصون ماليون وذلك قبل الدخول إلى البورصة ،ويعتبر ذلك من بين األعمال
التحضيرية لھذا الدخول ،وعليه ففرضية أن الدخول إلى البورصة يُ َم ِكن من تحديد القيمة المالية للمؤسسة
غير صحيحة.
-وبإعتبار أن التشخيص العام للمؤسسة وخاصة المالي منه ،يحاول أن يتطرق إلى جميع الجوانب
التي تخص الصحة المالية للمؤسسة إال أنه ال يمكن أن يكون عمال كافيا لتحديد قيمة جبرية للمؤسسة،
فالتشخيص المالي للمؤسسة يعطينا صورة عن صحتھا المالية ولكن ال يھم المستثمر الذي يود أن يكتتب
في أسھم المؤسسة ،وبالتالي يبحث عن قيمتھا المالية إضافة إلى نوعيتھا وبعبارة أخرى يمكن القول أن
التشخيص المالي للمؤسسات يعتبر ضروريا ولكن يبقى عمال تحضيريا لعملية التقويم المالي للمؤسسات
خاصة الداخلة منھا إلى البورصة وال يمكن أن يكون بأي حال من األحوال بديال لھا ،ومما سبق يتضح لنا
أن التقويم المالي بالرغم من اعتماده على التحليل المالي ،إال أنه أصبح مستقال بذاته إذ أصبح يتميز عنه
بطرقه ،منھجه وأدواته ،وبالتالي فإنه يمكن القول أن الفرضية التي مفادھا أن التشخيص المالي يمكنه
تحديد القيمة المالية للمؤسسة تبقى غير صحيحة.
-مع تعدد المعامالت التي يكون موضوعھا المؤسسة اإلقتصادية ،ظھرت طرق ومقاربات عديدة
من أجل إيجاد تقنيات لتحديد القيمة المالية للمؤسسة المزمع بيعھا ،شراؤھا ،خوصصتھا...،الخ ،وتبقى
صحة الفرضية التي مفادھا أن ھذه الطرق يمكن أن تحدد قيمة المؤسسة اإلقتصادية مرتبط بكيفية
إستعمالھا حسب طبيعة وخصائص المؤسسة ذاتھا و المحيط الذي تنشط فيه.
186
-لم يُقوم بقيمته الحقيقية لدى حيث إعتمد مكتب الدراسات المكلف بتقويم مجمع صيدال على
النتائج اإليجابية المحققة قبل فترة دخوله إلى البورصة في بناء توقعاته ،ھذه األخيرة لم تتحقق في الواقع
ويستشف ھذا أيضا من الھبوط السريع ألسعار أسھم صيدال في البورصة إلى أقل من سعر الدخول،
وبالتالي ففرضية أن مجمع صيدال قُ ِوم بقيمته الحقيقية لدى دخوله إلى البورصة غير صحيحة.
النتائج:
إن التقويم المالي أصبح فرع من فروع اإلقتصاد المالي له طرقه ومنھجه وأدواته مستقال عن
التحليل المالي وإزدادت أھميته أكثر مع ظھور األزمات المالية الدولية مما دفع بالخبراء الماليين إلى
البحث عن طرق و أليات جديدة لتحديد القيمة المالية للمؤسسة تمحورت حول ثالث مقاربات :ممتلكاتية،
تحيينية و مقارناتية.
-فتحديد القيمة الممتلكاتية للمؤسسة بتحديد القيمة المالية لألصول المحاسبية المصححة ،في
غالب األحيان ال يعبر عن القيمة المالية الحقيقية للمؤسسة )إال في حالة إفالس ھذه األخيرة( وإال كان أي
مستثمر جديد يمكنه ،بإمتالكه لنفس األصول المادية ،أن ينافس المؤسسة التي يفترض أن تكون لھا
خبرة في مجال نشاطھا ،إال أن ھذه القيمة الممتلكاتية تعتبر الحد األدنى الذي يمكن أن يرتكز عليه
المساھمين كتحديد للقيمة الدنيا لحصصھم وتعتبر في نفس الوقت ضمان للمقرضين ،ولھذا يستعمل
الخبراء الماليون ،إضافة إلى القيمة الممتلكاتية ،القيمة المالية لألصول المعنوية التي تملكھا المؤسسة من
غير تلك المسجلة محاسبيا وھذا ما يعرف بالـ .Goodwill
-في حين أن محللون آخرون ال يستعملون المقاربة الممتلكاتية إطالقا وإنما يبنون معالم القيمة
إنطالقا من األرباح أو التدفقات التي يمكن للمؤسسة أن تجنيھا مستقبال بغض النظر عن األصول التي
تملكھا )المقاربة التحينية( ،باعتبار أن اإلستثمار في األوراق المالية للمؤسسة ما ھو إال مراھنة على
الحصول على المداخيل وليس تملك لألصول ،وھذا خاصة بالنسبة لبعض المؤسسات التي ال تملك
أصوال مادية ضخمة ولكن في المقابل تحقق أرباح ھائلة ،و نفس الشيء بالنسبة للمضاربين الذين
يحققون عائدات نتيجة الفرق بين سعر الشراء و البيع بغض النظر عن القيمة الحقيقية للمؤسسة.
-ويعتمد محللون أخرون ،خاصة العاملين في مجال البورصة ،إلى تحديد القيمة المالية للمؤسسة
بمقارنتھا مع مجموعة من المؤسسات التي لھا نفس الخصائص ،بآخر معاملة تمت في السوق
أوبمؤشرات القطاع الذي تنتمي إليه المؤسسة ،وبالرغم من إيجابيات ھذه الطريقة نظرا لسھولتھا إال أنه
يجب أخذ الحيطة والحذر في إختيار المؤسسات أو المؤشرات المرجعية في عملية المقارنة.
187
-إن محدودية السوق المالي الجزائري يؤثر سلبا على تبادل األوراق المالية للمؤسسات المسعرة
فيه ،وھذا ما يفرض انتھاج سياسة تحفيزية لالستثمار في البورصة وتشجيع مؤسسات القطاع الخاص
للدخول إليھا ،وذلك بنشر ثقافة استثمارية مبنية على المخاطرة والمنافسة بدل الثقافة الريعية والربح األكيد
التوصيات:
ال يمكن إعتبار أن كل طرق التقويم صالحة لتقويم مؤسسة إقتصادية معينة ،ولھذا يكمن دور
المقوم المالي في إختيار الطرق األكثر مالئمة للمؤسسة محل التقويم ،وفي غالب األحيان يستعمل
المقومون الماليون عدة طرق تمزج بين مقاربتين أو أكثر لتحديد القيمة المالية للمؤسسة ،ويتم إعتماد ھذه
الطرق بنفس األھمية أو بالترجيح بينھا عن طريق معامالت الترجيح وذلك حسب أھمية و مالئمة كل
طريقة على حدى.
كما أن أي طريقة ،ومن أجل أن يكون استعمالھا صحيحا ،البد أن تكون المؤشرات ،النسب
والمعطيات التي تعتمدھا صحيحة ودقيقة ،إذ أنه يتعذر الوصول إلى نتائج صحيحة انطالقا من معطيات
خاطئة.
فالطرق التي تعتمد على التنبؤات والتخمينات المستقبلية البد أن يراعي فيھا الخبير المالي تلك
المخاطر التي قد تؤثر على نتائج المؤسسة حتى وإن كانت تخرج عن النطاق االقتصادي ،كاالستقرار
السياسي وتطور الترسانة القانونية مثال.
كما أن المؤسسات المسعرة في البورصة البد أن تنشأ قنوات إعالمية مستمرة مع المستثمرين،
البورصة والمحيط الذي تنشط فيه حتى تضمن وصول معلومات صحيحة ودقيقة إلى كل المستثمرين وفي
نفس الوقت من أجل ضمان منافسة نزيھة.
أفـــاق الدراسة:
إن بعض مؤسسات اإلقتصاد الحديث و التي تتميز بحركية فائقة ) شركات األنترنت ،اإلعالم و
اإلتصال ،وكل ما يتعلق بالتكنولوجيات الحديثة ( ...أصبحت تجد صعوبة في التقويم المالي بإستعمال
المقاربات والطرق "التقليدية" التي تناولناھا في بحثنا ھذا ،ولذا أصبح بعض المحللين الماليين يستعملون
طرقا جديدة أو ما تعرف بالمقاربات الحديثة النظرية منھا و التطبيقية ،والتي تعتمد على نظرية الخيارات
الحقيقية ) les options réellesمقارنة بالخيارات المالية الكالسيكية( كمنھج للتقويم محاكاة لعملية
تقويم المشاريع اإلستثمارية .إال أن ھذه المقاربة أصبحت تواجه حدودا في الواقع مما أدى بالمحللين
188
الماليين لإلستئناس دائما بالمقاربات الكالسيكية في تحديد القيمة المالية لمؤسسة ،وقد يكون التقويم
المالي لمؤسسات االقتصاد الحديث موضوع دراسة الحقة.
في حين تبقى بعض المواضيع التي لھا عالقة مباشرة أو غير مباشرة بالتقويم المالي للمؤسسات
مھمة بالنسبة لقيمة المؤسسة وتطوراتھا وتأثيرھا على السعر البورصي مثل إنشاء وتسيير القيمة التي
تستحق الدراسة ،التعمق والبحث .حيث أن تحديد القيمة المالية للمؤسسة ال يكفي بالنسبة للمسيرين
والمساھمين خاصة الذين يريدون اإلستثمار طويل األجل ،بل يجب قياس درجة إنشاء القيمة و المحافظة
عليھا وبالتالي المحافظة على رأسمال المساھمين و تطويره.
كما أن موضوع اإلعالم المالي جدير بالبحث والدراسة حيث أن اإلستثمار في البورصة يفرض
إنشاء قنوات إعالم مالية متواصلة حتى يسمح للمستثمرين التقويم اآلني للمؤسسة وليس بناء قراراتھم
على معطيات تجاوزھا الزمن.
ويعتبر موضوع عالقة األزمة المالية العالمية بطرق التقويم المالي للمؤسسات جدير باإلھتمام
والدراسة.
189
قائمة الرموز
الداللة الرمز
actif net comptable corrigé األصول الصافية المحاسبية المصححة ANCc
actif net par action األصول الصافية لكل سھم ANPA
besoin en fond de roulement احتياجات رأس المال العامل BFR
bénéfices nets par action األرباح الصافية للسھم الواحد BNPA
bénéfices par action أرباح سھم واحد BPA
cout moyen pondéré du capital التكلفة المتوسطة المرجحة لرأس المال CMPC
commission de l’organisation et لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة COSOB
des opérations de la bourse
capitaux permanents nécessaires األموال الدائمة الضرورية لالستغالل CPNE
à l’exploitation
dotation aux amortissements et aux مخصصات اإلھتالك والمؤونة DAP
provisions
Cash Flow Discounted طريقة التدفقات النقدية المتاحة DCF
excédent brut d’exploitation الفائض الخام لالستغالل EBE
Earning Before Interests and Taxe نتائج قبل المصاريف المالية والضرائب EBIT
قائمة المراجــــــــع
منشأة توزيع المعارف باإلسكندرية، األوراق المالية وأسواق رأس المال: منير ابراھيم ھندى-12
.1997
.2006 مصر، منشأة المعارف، األوراق المالية وأسواق المال، منير ابراھيم ھندى-13
:المنشورات
. منشورات شركة إدارة بورصة القيم المنقولة-14
. منشورات صيدال-15
. منشورات لجنة تنظيم و مراقبة عمليات البورصة-16
:المنشورات
43 - COSOB, guide d’admission, Anep, Alger, Novembre 1997.
44 - COSOB, Rapports annuels 2003 ,2004, 2005, 2006.
45 - SAIDAL, Notice d’information.
46 - SAIDAL, rapports annuels, 2000-2006
: المقاالت