You are on page 1of 16

‫وزارة التعلمي العايل والبحث‬

‫جامعة احلاج خلرض _ ابتنة ‪_ 1‬‬

‫لكية ‪ :‬العلوم الاجامتعية‬


‫قسم علم النفس‬
‫الس نة ‪ :‬الثالثة ليسانس‬
‫املقياس ‪ :‬اضطراابت الشخصية‬

‫بحث حول‬

‫تغير الشخصية بسبب حالة طبية أخرى‬

‫الأس تاذة املرشفة‪:‬‬ ‫من اعداد ‪:‬‬


‫* بخوش سعاد‬ ‫‪ – 1‬يحياوي ايمان‬

‫‪ -2‬مدور نسيمة‬

‫الس نة اجلامعية‪2222/2221 - 1112/1111 :‬‬


‫خطة البحث‬

‫المقدمة‬

‫المبحث األول ‪ :‬تغير الشخصية بسبب حالة طبية أخرى‬

‫المطلب األول ‪ :‬ماهية الشخصية الطبيعية‬


‫‪ -1‬مفهوم الشخصية‬
‫‪ -2‬البناء الوظيفي للشخصية‬
‫‪ -3‬كيف تتكون الشخصية‬
‫‪ -4‬العوامل المؤثرة في الشخصية‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬ما هو الزهايمر‬
‫‪ -1‬ما هو الزهايمر‬
‫‪ -2‬أعراض مرض الزهايمر‬
‫‪ -3‬أسباب حدوث مرض الزهايمر وعوامل الخطر‬
‫‪ -4‬الوقاية من مرض الزهايمر‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬كيف يؤثر المرض على الشخصية‬
‫‪ -1‬شخصية المصاب بمرض الزهايمر‬
‫‪ -2‬التغيرات في الشخصية والسلوك‬
‫‪ -3‬تأثيرات المرض على الشخصية‬

‫الخاتمة‬

‫قائمة المراجع‬

‫]‪[2‬‬
‫املقدمة‬

‫إن بعض األمراض واألحوال الصحية يمكنها التأثير في شخصية اإلنسان‪ ،‬وتدفعه إلى التصرف بطرق مغايرة‬
‫لطبيعته السابقة على اإلصابة بالمرض‪ .‬نعرض في هذا البحث مرض من األمراض التي تغير شخصية اإلنسان وهو‬
‫مرض الزهايمر‪ ،‬يؤثر الزهايمر على الشخصية والسلوكات حيث يجعل الشخص عدواني أو انطوائي أو خطير‪،‬‬
‫الغرض من هذا البحث هو توعية المحيطين به‪ ،‬حتى يكونوا أكثر صبرا معه‪ ،‬وأن يقدموا مزيدا من العناية له‪ ،‬مع‬
‫الوعي بأن التغيرات التي تطرأ عليه‪ ،‬إنما تكون بسبب ما أصابه‪.‬‬
‫إذن ‪ :‬ما هو مفهوم الشخصية ؟ ما هو البناء الوظيفي لها ؟ ما هو الزهايمر ؟ هل فعال مرض الزهايمر يؤثر على‬

‫شخصية الفرد ؟‬

‫]‪[3‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬ماهية الشخصية الطبيعية‬
‫‪ -1‬مفهوم الشخصية ‪:‬‬
‫بدأ الحديث عن مفهوم الشخصية في القرن الخامس قبل الميالد‪ ،‬وكان أول من أشار إلى شرح ودراسة الشخصيّة‬
‫أن أهم العوامل التي تُحدّد بها الشخصية هي المزاج‪ ،‬واألخالق‪،‬‬
‫ومكنوناتها الفيلسوف هيبوقرا‪ ،‬حيث كان يرى ّ‬
‫سم الشخصيّة إلى جانبين ُمه ّمين ُمك ّملَين لبعضهما ومن غير الممكن‬
‫والطبقات االجتماعيّة‪ ،‬أما الفيلسوف كارتيشمر فق ّ‬
‫ي‬
‫الفصل بينهما‪ ،‬وهما‪ :‬جانب المظهر الذاتي وهو اتجاهات الذات ونظرتها نحو نفسها‪ ،‬وجانب المظهر الموضوع ّ‬
‫المتعلّق باالستجابات للمثيرات المختلفة والتفاعل مع اآلخرين‪ .‬يظهر ارتباط المظهر الذاتي بالمظهر الموضوعي في‬
‫بالتفرد والتميّز في مهارة أو مجال معين بين اآلخرين متطلّب واضح للمظهر الذاتي والنظرة الذاتية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫أن الشعور‬

‫يتفرد‬
‫تكون شخصية األفراد‪ ،‬وهذه السمات تختلف من شخص إلى آخر‪ ،‬حيث ّ‬
‫الشخصية هي مجموعة السمات التي ّ‬
‫ك ّل شخص بصفات تميّزه عن غيره‪ ،‬ويندرج تحت مصطلح الشخصية في العادة مفهومان أو معنيان وهما‪ :‬المهارات‬
‫االجتماعية والتفاعلية مع البيئة الخارجيّة‪ ،‬كما تشترك الكثير من العلوم في دراسة مكنونات الشخصية اإلنسانية وما‬
‫(أحمد محمد عبد الخالق‪9111 ،‬‬
‫وراءها بمنظور علمي ومتخصص من أهمها‪ :‬علم النفس وعلم االجتماع‪ ،‬وعلم الطب النفسي‬
‫‪،‬ص‪) 921‬‬

‫هناك تعريفات عدة لمفهوم الشخصية‪ ،‬تختلف باختالف مجال دراستها والعلم الذي يدرسها‪ ،‬ومن أبرز التعريفات‬
‫العامة للشخصية‪:‬‬
‫من أبرز تعريفات علماء النفس للشخصية‪:‬‬
‫عرفها العالم كمف بأنّها الطرق واالستجابات التوافقيّة للفرد مع بيئته؛ أي حالة التوازن بين الدوافع الذاتيّة‬
‫ّ‬ ‫‪‬‬
‫وال ُمتطلّبات البيئيّة‪.‬‬
‫‪ ‬وكان تعريف مورتن بريس يف ّسر الشخصية على أنّها المجموع الشامل لخصائص الفرد‪ ،‬واالستعدادات‬
‫سبة من البيئة الخارجيّة‪ ،‬ويركز هذا التعريف على النواحي‬
‫المورثة‪ ،‬والخبرات واألنماط المكت َ‬
‫ّ‬ ‫البيولوجيّة‬
‫والجوانب الداخليّة التي ت ُ ّ‬
‫كون شخصية الفرد‪.‬‬
‫صلة والثابتة عند اإلنسان‪ ،‬والتي تضبط عمليّة‬
‫عرف بودن الشخصيّة على أنها االتجاهات والميول المتأ ّ‬
‫ّ‬ ‫‪‬‬
‫التوافق بين الفرد وبيئته‪.‬‬
‫وعرف روباك الشخصيّة بأنها مجموعة من االستجابات واالستعدادات واالتجاهات االجتماعيّة والمعرفيّة‬
‫ّ‬ ‫‪‬‬
‫واالنفعاليّة‪.‬‬
‫وعرفها ماي وفليمنغ بأنها ُمجمل السمات والصفات والعادات التي من شأنها التأثير في اآلخرين واتجاهاتهم‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪‬‬
‫ي الستجابات الفرد االنفعاليّة الذاتيّة‬
‫ي الداخل ّ‬
‫‪ ‬وكان تعريف عثمان فراح للشخصيّة على أنها التنظيم الهيكل ّ‬
‫والخارجيّة‪ ،‬باإلضافة إلى العمليات العقلية العليا‪ ،‬كاإلدراك والتذ ّكر التي تحدّد شكل األنماط السلوكيّة‬
‫(أحمد محمد عبد الخالق‪، 9111 ،‬ص‪) 921‬‬
‫االستجابية للفرد‪.‬‬
‫]‪[4‬‬
‫تعريفات علماء االجتماع للشخصية‬
‫‪ ‬عرف علماء االجتماع الشخصيّة تعريفات عدة باعتبارها أحد العناصر األساسيّة للحقيقة االجتماعيّة‪ ،‬فكان من‬
‫أبرز هذه التعريفات‪:‬‬
‫صة بفرد معين‪ ،‬والتي ت َنتُج عن العوامل‬
‫عرف بيسانر الشخصية على أنها العادات واألنماط والسمات الخا ّ‬
‫ّ‬ ‫‪‬‬
‫سبة والثقافية‪.‬‬
‫الوراثيّة البيولوجيّة واالجتماعيّة ال ُمكت َ‬
‫ي للسلوك‬ ‫‪ ‬وعرف ك ٌّل من أوجبرن ونيمكوف الشخصيّة على أنها التوافق والتكامل النفس ّ‬
‫ي واالجتماع ّ‬
‫ي‪ ،‬حيث يُعبّر هذا التوافق عن العادات‪ ،‬واالتجاهات‪ ،‬واآلراء‪ ،‬واالستجابات المختلفة لكافة المثيرات‪.‬‬
‫اإلنسان ّ‬

‫تعريفات أخرى للشخصية‬


‫ي للفرد‪،‬‬
‫‪ o‬هناك الكثير من التعريفات العلمية األخرى لمفهوم الشخصية‪ ،‬ومنها‪ :‬الشخصيّة هي التنظيم الشخص ّ‬
‫والذي يحوي جميع األنماط والتفاعالت السلوكيّة التي لها الدور المهم في اختياره لطريقته الخاصة في تكيفه‬
‫وتفاعله مع بيئته‪.‬‬
‫‪ o‬مجموعة من الصفات والسمات االنفعاليّة واالجتماعيّة والجسميّة والعقلية التي تميز الفرد عن من حوله سوا ًء‬
‫(أكرم مصباح عثمان‪،2002 ،‬ص‪) 19‬‬
‫سبة‬
‫كانت بيولوجيّة فطريّة موروثة أو بيئية مكت َ‬

‫]‪[5‬‬
‫‪ -2‬البناء الوظيفي للشخصية ‪:‬‬

‫يحتوي البناء الوظيفي للشخصية على مكونات متكاملة‪ ،‬ترتبط ارتباطا ً وثيقا ً بحالة االستقرار والخلو من‬
‫االضطرابات‪ ،‬ويظهر االعتالل والشذوذ في البناء العام للشخصية‪ ،‬في حال االختالل في أحد المكونات أو العالقة فيما‬
‫بينها‪ ،‬ومن هذه المكونات‪:‬‬

‫‪ ‬المكونات الجسمية‪ :‬وهي عبارة عن المظهر العام للفرد من الوزن والطول‪ ،‬والسالمة الجسمية العامة‪،‬‬
‫ووجود حاالت العجز الجسمي‪ ،‬ومستوى كفاءة المهارات الحركية‪ ،‬والنشاط اإلجمالي للفرد في مختلف‬
‫ي‪،‬‬
‫ي‪ ،‬والدور ّ‬
‫المواقف الحياتيّة‪ ،‬باإلضافة إلى وظائف األعضاء‪ ،‬واألجهزة الداخليّة كالجهاز العصب ّ‬
‫والهضمي وغيرها‪.‬‬
‫‪ ‬المكونات العقلية المعرفية‪ :‬وتتضمن وظائف العقل والدماغ‪ ،‬كالذكاء العام‪ ،‬وكفاءة القدرات العقليّة‪،‬‬
‫باإلضافة إلى القدرات والمهارات اللغويّة واللفظيّة‪ ،‬ومستوى األداء للعمليّات العقليّة العليا‪ ،‬كالتحليل‪،‬‬
‫(أكرم مصباح عثمان‪،2002 ،‬ص‪) 19‬‬
‫والتركيب‪ ،‬والحفظ‪ ،‬والتذ ّكر وغيرها‪.‬‬
‫‪ ‬المكونات االنفعالية‪ :‬وهي طرق االستجابة التي يتميّز بها الفرد اتجاه المثيرات المختلفة‪ ،‬كالحب‪ ،‬أو‬
‫الغضب‪ ،‬أو الفرح‪ ،‬أو الحزن وغيرها‪ ،‬باإلضافة إلى مستوى االستقرار والثبات االنفعالي‪ ،‬ومدى انحصار‬
‫هذه االنفعاالت في دائرة العواطف والمشاعر‪.‬‬
‫‪ ‬المكونات االجتماعية‪ :‬هي المكونات التي ترتبط بشكل مباشر بأساليب التنشئة األسريّة واالجتماعيّة في‬
‫(أكرم مصباح‬
‫المنزل أو المدرسة أو محيط األصدقاء‪ ،‬باإلضافة إلى القيم واالتجاهات‪ ،‬وأدوار الفرد في المجتمع‪.‬‬
‫عثمان‪،2002 ،‬ص‪) 19‬‬

‫]‪[6‬‬
‫‪ -3‬كيف تتكون الشخصية ‪:‬‬
‫يوجد الكثير من النظريات التي تحدد شخصية اإلنسان ولكنها وإن اختلفت في ظاهرها ولكنها تتفق على عوامل‬
‫أساسية في تكوين الشخصية‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫‪ ‬النواحي الجسمية ‪ :‬مما ال شك فيه أن النواحي الجسمية توثر في الحالة النفسية وباألخص في الناحية‬
‫االنفعالية والمزاجية التي تعتمد في أساسها علي التركيب الكيمائي والدموي ومن أهم النواحي الجسمية التي‬
‫يظهر لها أثر واضح في تكوين الشخصية وهي‪:‬‬

‫بنية الجسم من حيث النمو والنضج‬ ‫‪‬‬

‫حالة الجهاز العصبي‬ ‫‪‬‬

‫حالة الغدد الصماء‬ ‫‪‬‬

‫المظاهر الحركية‬ ‫‪‬‬

‫(بدر محمد األنصاري ‪ ، 9111‬ص‪) 900‬‬


‫العاهات واألمراض الجسمية‬ ‫‪‬‬

‫‪ ‬النواحي العقلية‪ :‬و تنقسم إلي العمليات والقدرات العقلية‪ ,‬فالعمليات العقلية هي كل ما يتصل باإلحساس‬
‫واإلدراك والتصور والتخيل والقدرة علي التفكير والتعلم أي كل العمليات التي يقوم بها العقل لتكوين الخبرات‬
‫المعرفية‪ ،‬أما القدرات العقلية فهي االستعدادات التي يزود بها الفرد وتساعده علي اكتساب الخبرة مثل‬

‫النواحي المزاجية ‪ :‬ويقصد بالنواحي المزاجية االستعدادات الثابتة نسبيا المبنية علي ما لدي الشخص من‬ ‫‪‬‬

‫الطاقة االنفعالية مثل الحاالت الوجدانية والطبائع والمشاعر واالنفعاالت من حيث سرعة استثارتها أو بطئها‬
‫وقوتها أو ضعفها‪ ،‬والدوافع الغريزية تعتبر هي أبرز نواحي الشخصية ويعتقد بعض علماء النفس أن‬
‫(بدر محمد األنصاري ‪ ، 9111‬ص‪) 900‬‬
‫الشخصية ما هي إال نواحي مزاجية فقط‬

‫النواحي الخلقية ‪ :‬ويقصد بها العادات والميول وأساليب السلوك المكتسبة وتتكون الصفات الخلقية لدي الفرد‬ ‫‪‬‬

‫نتيجة ما يمتصه من البيئة الخارجية التي تحيط به سواء عن طريق المنزل أو المدرسة أو المجتمع وهي أكثر‬
‫(بدر محمد األنصاري ‪ ، 9111‬ص‪) 900‬‬
‫مكونات الشخصية قابلية للتغير والتطور‬

‫‪ ‬النواحي البيئية ‪ :‬يقصد بالبيئة جميع العوامل الخارجية التي تؤثر في الشخص من بدء نموه سواء كان ذلك‬
‫متصال بعوامل طبيعية أو اجتماعية مثل العادات والنظم التربوية والظروف األسرية والمدرسية ويمكن‬
‫تلخيص هذه األشياء في أربعة عوامل هي‪:‬‬
‫]‪[7‬‬
‫الحالة االقتصادية لألسرة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫وجود اآلباء ومدى عالقتهم باألبناء‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫مدى صالحية المنزل للتربية وما يقدمهُ اآلباء لألبناء من وسائل تعليمية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫(بدر محمد األنصاري ‪ ، 9111‬ص‪) 900‬‬


‫الحياة المدرسية والعالقة بالمدرسين‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ -4‬العوامل المؤثرة في الشخصية ‪:‬‬

‫تتأثر الشخصية اإلنسانية سلبا ً وإيجابا ً بالكثير من العوامل‪ ،‬ومن أهمها‪:‬‬

‫أساليب وطرق التنشئة األسرية‪ :‬يظهر األثر الواضح لألسرة في تكوين شخصية الفرد‪ ،‬حيث إنّها البيئة‬ ‫‪‬‬

‫األولى التي يحتكّ بها منذ والدته‪ ،‬فيكتسب منها الكثير من المهارات والخبرات واألنماط السلوكيّة التي‬
‫من شأنها أن تؤثّر في شخصية الفرد بشكل سلبي أو إيجابي‪ ،‬باإلضافة إلى أن األسرة التي تتسم بالهدوء‬
‫(رمضان محمد القذافي ‪ ،2009 ،‬ص‪) 10 – 17‬‬
‫واالستقرار تمنح أفرادها الطمأنينة والثقة بالنفس‪.‬‬

‫العوامل البيئية الخارجية‪ :‬تؤثر جميع أنواع التنشئة األسرية واالجتماعية في المنزل والمدرسة والمجتمع‬ ‫‪‬‬

‫ي للشخصيّة اإلنسانيّة‪ ،‬وتظهر هذه العوامل بأشكال كثيرة كاألعراف والتقاليد والقيم‬
‫العام في البناء التكوين ّ‬
‫(رمضان محمد القذافي ‪،‬‬
‫والمعتقدات الدينيّة‪ ،‬فتختلف سمات األفراد وشخصياتهم بالتفاعل المتبادل مع هذه البيئة‪.‬‬
‫‪ ،2009‬ص‪) 10 – 17‬‬

‫العوامل الجسمية الداخلية‪ :‬وهي العوامل الفسيولوجية التي تؤثر في تكوين شخصية الفرد‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫كاالضطرابات في إفرازات الغدد المختلفة‪ ،‬فإن انخفاض إفراز هرمونات الغدة الدرقية تجعل من الفرد‬
‫خموالً وغير قادر على التركيز للقيام بالمهام المختلفة‪ ،‬كذلك فإن االختالل في إفرازات الغدة النخاميّة قد‬
‫تؤثر في عملية التوازن الحركي العام للجسم‪ ،‬باإلضافة إلى ّ‬
‫أن البنية العامة للجسم لها األثر الواضح في‬
‫تكوين شخصيّة الفرد‪ ،‬فإن الشخص الذي يملك البنية الجسديّة الضخمة والعضليّة يميل إلى حب السيطرة‪،‬‬
‫وتولّي المواقع القياديّة في مجتمعه‪ ،‬أما الفرد صاحب البنية الجسديّة الضعيفة والنحيلة فقد يكون أقل إقباالً‬
‫(رمضان محمد القذافي ‪ ،2009 ،‬ص‪) 10 – 17‬‬
‫على الحياة االجتماعيّة‪ ،‬ويميل إلى االبتعاد عن المواقف التنافسيّة‪.‬‬

‫]‪[8‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬ما هو الزهايمر‬
‫‪ -1‬مرض آلزهايمر ‪:‬‬

‫اختصارا( آلزهايمر) هو مرض تحللي عصبي مزمن‪ ،‬عادة ً ما يبدأ بطيئًا ويزداد سو ًءا بالتدريج مع مرور الوقت‪.‬‬
‫ً‬
‫يُعتبر سببًا لحوالي ‪ %10-70‬من حاالت الخ ََرف‪ .‬يبدأ عادة ً بحدوث صعوب ٍة في تذكر األحداث األخيرة‪ ]9[،‬ومع تقدم‬
‫ت في المزاج‪ ،‬وضع ًفا‬
‫ضياع بسهولة) وتقلبا ٍ‬ ‫ً‬
‫مشاكال في اللغة‪ ،‬وت ََوهانًا (يشم ُل ال َ‬ ‫تظهر أعراض تتضمن‬
‫ُ‬ ‫المرض‪،‬‬
‫ينسحب من‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫ومشاكال سلوكية‪ .‬مع ازدياد سوء حالة الشخص‪ ،‬فإنهُ غالبًا ما‬ ‫في الدافع‪ ،‬عدم القُدرة على العناية بالنفس‪،‬‬
‫تختلف سرعة تقدم‬
‫ُ‬ ‫بيئة األسرة والمجتمع‪ .‬وتدريجيًا‪ ،‬يفق ُد الشخص وظائفه الجسمية‪ ،‬مما يؤدي في النهاية إلى الوفاة‪.‬‬
‫المرض من حال ٍة ألخرى‪ ،‬ولكن على الرغم من هذا‪ ،‬إال َّ‬
‫أن متوسط العُمر المتوقع بعد التشخيص يتراوح بين ‪1-3‬‬
‫(موقع ويب طب ‪) 2091 ،‬‬
‫سنوات‪.‬‬

‫مفهوم جيدًا‪ .‬يُعتق ُد َّ‬


‫أن حوالي ‪ %10‬من خطر الحدوث مرتبط بوراثة المرض من‬ ‫ٍ‬ ‫سبب حدوث مرض آلزهايمر غير‬
‫ُ‬
‫تاريخ إلصابات‬
‫ٍ‬ ‫كثير من الجينات ال ُمتأثرة‪ .‬تتضمن عوامل الخطر وجود‬
‫والدي الشخص مع ٍ‬
‫الرأس واالكتئاب وارتفاع ضغط الدم‪ .‬ترتبطُ آلية المرض باللويحات والتشابكات اللييفية العصبية في الدماغ‪ .‬يعتم ُد‬
‫تصوير طبي وتحاليل الدم؛ وذلك بهدف‬
‫ٍ‬ ‫توقع التشخيص على تاريخ المرض واالختبارات المعرفية (اإلدراكية) مع‬
‫استبعاد األسباب المحتملة األخرى‪.‬غالبًا ما يُخلط بين األعراض األولية لمرض آلزهايمر مع الشيخوخة الطبيعية‪.‬‬
‫فحص لنسيج الدماغ لتأكيد التشخيص النهائي‪ .‬قد تُساعد التدريبات البدنية والعقلية وتجنب السُمنة على‬
‫ٍ‬ ‫يجب إجراء‬
‫تقليل خطر اإلصابة بمرض آلزهايمر‪ ،‬ولكن األدلة التي تدعم هذه التوصيات ضعيفة‪ .‬ال تُوجد أدوية أو ُمكمالت تُقلل‬
‫من خطر حدوث آلزهايمر‪.‬‬

‫ال تُوجد عالجات تُوقف أو تعكس تقدم مرض آلزهايمر‪ ،‬ولكن بعض العالجات قد تُحسن األعراض مؤقتًا‪ .‬يزدا ُد مع‬
‫الوقت اعتما ُد مرضى آلزهايمر على اآلخرين في مساعدتهم‪ ،‬وغالبًا ما يضعون عبئًا على ُمقدمي الرعاية‪ ،‬وقد يكون‬
‫العبء اجتماعيًا أو نفسيًا أو جسديًا أو حتى اقتصاديًا‪ .‬قد تكون برامج التمرين مفيدة ً فيما يتعلق بأنشطة الحياة‬
‫اليومية وقد تُساعد في تحسين النتائج‪ .‬عادة ما تُعالج المشاكل السلوكية أو الذهان الناجم عن الخرف‬
‫باستعمال مضادات الذهان‪ ،‬ولكن عادة ً ال يُنصح باستعمالها‪ ،‬حيث ال تُوجد فائدة كبيرة من استعمالها مع زيادة خطر‬
‫(موقع ويب طب ‪) 2091 ،‬‬
‫الوفاة المبكرة‪.‬‬

‫شخص ُمصابين بآلزهايمر في جميع أنحاء العالم عام ‪ .2091‬عادة ً ما يبدأ المرض‬ ‫ٍ‬ ‫كان هناك حوالي ‪ 21.9‬مليون‬
‫في األشخاص الذين تزيد أعمارهم عن ‪ 71‬عا ًما‪ ،‬وذلك على الرغم من أن ‪ %1-4‬من الحاالت مبكرة الحدوث‪.‬‬
‫يُصيب آلزهايمر حوالي ‪ %7‬من األشخاص الذين تزيد أعمارهم عن ‪ 71‬عا ًما‪ .‬أدى الخرف إلى وفاة حوالي ‪9.1‬‬
‫مليون شخص في عام ‪ُ .2091‬وصف مرض آلزهايمر ألول مرة بواسطة عالم األمراض والطبيب النفسي‬
‫األلماني ألويس آلزهايمر في عام ‪ ،9107‬وتمت تسميته فيما بعد على اسمه‪ .‬يعد مرض آلزهايمر واحدًا من أكثر‬
‫(موقع ويب طب ‪) 2091 ،‬‬
‫األمراض كلفةً ماليةً في الدول المتقدمة‪.‬‬

‫]‪[9‬‬
‫‪ -2‬أعراض مرض الزهايمر ‪:‬‬

‫ي وبطيءٍ‬‫يبدأ حدوث التغيّرات في خاليا الدماغ قبل ظهور األعراض بفتر ٍة طويلةٍ‪ ،‬وتبدأ األعراض بشك ٍل تدريج ٍّ‬
‫وتزداد سوءا ً مع مرور الوقت حتى تُحدث هذه األعراض مشاكل في القدرة على القيام باألنشطة اليوميّة‪ .‬ومن‬
‫األعراض التي قد يُحدثها مرض الزهايمر ما يأتي‪:‬‬

‫‪ ‬فقدان في الذاكرة والنسيان بكثرة‪ :‬يُعتبَر فقدان الذاكرة والنسيان من األعراض األولى التي تظهر على‬
‫يستمر ويزداد مع‬
‫ّ‬ ‫مريض الزهايمر‪ ،‬وقد تكون األعراض الوحيدة التي يُمكن ُمالحظتها‪ّ ،‬إال ّ‬
‫أن فقدان الذاكرة‬
‫مرور الوقت ليؤثّر في قدرة الشخص على العمل والقيام بواجباته‪ ،‬وهذا الذي يُم ّيزه عن النسيان الطبيع ّ‬
‫ي الذي‬
‫يتعرض له جميع األشخاص؛ فمثالً قد ي ّ‬
‫ُكرر مريض الزهايمر الكالم واألسئلة دون وعي ٍ بتكرارها‪ ،‬كما قد‬ ‫قد ّ‬
‫ق‪ ،‬باإلضافة إلى وضع حاجيّاته في أماكن غير منطقيّ ٍة‬ ‫ينسى المواعيد وال ُمحادثات فال يتذكرها في وق ٍ‬
‫ت الح ٍ‬
‫ونسيانها‪ ،‬وضياعه عند تواجده في أماكن مألوف ٍة لديه‪ ،‬وصعوبة انتقائه للكلمات‪ ،‬ويؤدّي مرض الزهايمر في‬
‫نهاية األمر إلى نسيانه ألسماء أفراد عائلته وأموره اليوميّة‪.‬‬
‫صةً في المفاهيم ال ُم ّ‬
‫جردة‬ ‫‪ ‬صعوبة في التفكير والتبرير‪ :‬يجد مريض الزهايمر صعوبةً في التركيز والتفكير خا ّ‬
‫كاألرقام؛ فيصعب على المريض دفع الفواتير وإجراء الحسابات المادية‪ ،‬كما يتسبّب المرض بصعوبة إجراء‬
‫عدّة مها ّم في الوقت ذاته‪ ،‬ويمكن أن تتسبّب هذه الصعوبات والعقبات في عدم القدرة على التعامل مع األرقام‬
‫(موقع ‪ ،‬مايو كلينيك ‪) 2099 ،‬‬
‫تطور المرض‪.‬‬
‫وإدراكها عند ّ‬
‫‪ ‬صعوبة اتّخاذ األحكام والقرارات‪َ :‬يصعب على ال ُمصاب بمرض الزهايمر القدرة على التعامل مع المشاكل‬
‫اليوميّة مثل المواقف ال ُمفاجئة أثناء القيادة‪ ،‬وتزداد حدّة هذه الصعوبات مع مرور الوقت بشك ٍل أكبر‪.‬‬
‫‪ ‬صعوبة القيام بالمها ّم المألوفة‪ :‬يتسبّب مرض الزهايمر مع تقدّمه بإيجاد المصاب صعوبة في التخطيط‬
‫وعمل المها ّم المألوفة التي تحتاج إلى خطوا ٍ‬
‫ت متسلسلة‪ ،‬مثل التخطيط لطبخ وجب ٍة معيّنةٍ‪ ،‬كما قد يتسبّب في‬
‫الحاالت المتقدّمة بعدم قدرة الشخص على القيام باألمور والمها ّم األساسيّة كاالستحمام أو ارتداء المالبس‪،‬‬
‫أن العديد من المهارات التي ت ّم تعلّمها في الصغر ال تُفقَد ّإال في المراحل المتقدّمة جدا ً‬
‫ولكن من المه ّم معرفة ّ‬
‫ألن الجزء من الدماغ الذي يحتفظ بالمعلومات التي اكتُسبَت في مراحل الحياة ال ُمب ّكرة‬
‫من المرض؛ وذلك ّ‬
‫يتأثّر في مراحل المرض المتأ ّخرة فقط‪.‬‬
‫تصرف الشخص‬
‫ّ‬ ‫التصرف‪ :‬قد يتسبّب المرض بإحداث تغييرا ٍ‬
‫ت في طريقة‬ ‫ّ‬ ‫‪ ‬تقلُّبات في الشخصيّة وطريقة‬
‫ي وتقلّبات‬
‫ال ُمصاب وشعوره‪ ،‬فيمكن أن يُعاني المريض من االكتئاب والالمباالة واالنسحاب االجتماع ّ‬
‫المزاج وفقدان الثقة في اآلخرين‪ ،‬والعدوانيّة والشرود وحدوث األوهام وتغيّر في طبيعة النوم‪ ،‬وفقدان‬
‫(موقع ‪ ،‬مايو كلينيك ‪) 2099 ،‬‬
‫الضوابط‪.‬‬

‫]‪[10‬‬
‫‪ -3‬أسباب حدوث مرض الزهايمر وعوامل الخطر ‪:‬‬

‫يحدث مرض الزهايمر بسبب ضمور أجزاء معيّنة من الدماغ‪ّ ،‬إال ّ‬


‫أن سبب حدوث الضمور غير معروفٍ حتّى اآلن‪،‬‬
‫ت غير طبيعيّ ٍة من البروتينات تُس ّمى ُرقَع األميلويد وتشابكاتٍ ليفيّ ٍة عصبيّ ٍة تحتوي على‬
‫سبا ٍ‬
‫ولكن تبيَّن وجود تر ُّ‬
‫ي أستيل كولين في دماغ ال ُمصابين بمرض الزهايمر‪ ،‬كما يُعت َبر وجود‬
‫توازن في الناقل العصب ّ‬
‫ٍ‬ ‫بروتين التاو وعدم‬
‫تلفٍ في األوعية الدمويّة للدماغ أمرا ً شائعا ً عند مرضى الزهايمر‪ ،‬األمر الذي يق ّلل من فعاليّة الخاليا العصبيّة وإتالفها‬
‫تدريجيّاً‪ ،‬وامتداد التلف إلى مناطق أخرى من الدماغ‪.‬‬

‫وتُعتبَر اآلتية من العوامل التي من شأنها أن تزيد احتماليّة حدوث مرض الزهايمر‪:‬‬

‫تجاوز الخامسة والستين من‬


‫ُ‬ ‫‪ ‬التقدّم في العمر‪ :‬تتضاعف احتماليّة اإلصابة بالمرض ك ّل خمس سنوا ٍ‬
‫ت بعد‬
‫تعرض األشخاص األصغر سنا ً لإلصابة به؛ فقد يُصيب مرض الزهايمر‬ ‫العمر‪ّ ،‬إال ّ‬
‫أن ذلك ال يعني عدم ّ‬
‫ال ُمب ّكر واحدا ً من ك ّل عشرين شخصا ً م ّمن تُقارب أعمارهم األربعين‪.‬‬
‫أن زيادة خطر اإلصابة بمرض الزهايمر تُعت َبر قليلةً في حال وجود‬
‫‪ ‬التاريخ العائلي للمرض‪ :‬بالرغم من ّ‬
‫أشخاص مصابين به من أقارب الدرجة األولى‪ّ ،‬إال ّ‬
‫أن بعض الجينات‬ ‫ٍ‬ ‫ي للمرض ووجود‬‫تاريخ عائل ٍّ‬
‫ٍ‬
‫(موقع ‪ ،‬مايو كلينيك ‪) 2099 ،‬‬
‫المتوارثة قد تزيد من احتماليّة حدوثه‪.‬‬
‫عرضةً لإلصابة بمرض الزهايمر‪ ،‬وذلك‬
‫‪ ‬متالزمة داون‪ :‬يُعت َبر األشخاص ال ُمصابون بمتالزمة داون أكثر ُ‬
‫تجمع ُرقع األميلويد في الدماغ مع مرور الوقت‪.‬‬
‫ي ال ُمسبّب للمتالزمة يتسبّب في ّ‬ ‫ّ‬
‫ألن الخلل الجين ّ‬
‫عرضةً لإلصابة‬ ‫تعرضوا إلصابا ٍ‬
‫ت شديد ٍة في الرأس كانو أكثر ُ‬ ‫‪ ‬إصابات الرأس‪ُ :‬وجد ّ‬
‫بأن األشخاص الذين ّ‬
‫بمرض الزهايمر‪.‬‬
‫أمراض القلب والشرايين‪ :‬تُشير الدراساتٍ إلى ارتباط نمط الحياة الذي يزيد من حدوث أمراض القلب‬ ‫‪‬‬
‫والشرايين بزيادة حدوث مرض الزهايمر أيضاً‪ ،‬مثل؛ التدخين‪ ،‬وال ُّ‬
‫سمنة ومرض السكري وارتفاع ضغط‬
‫(موقع ‪ ،‬مايو كلينيك ‪) 2099 ،‬‬
‫الدم وارتفاع الكولستيرول‬

‫]‪[11‬‬
‫‪ -4‬الوقاية من مرض الزهايمر ‪:‬‬

‫يصعب تحديد الطرق المؤ ّكدة للوقاية من مرض الزهايمر بسبب عدم معرفة سبب حدوثه بالتفصيل‪ّ ،‬إال أنّه يُمكن‬
‫إتباع بعض اإلجراءات التي قد ت ُ ّ‬
‫بطئ ظهوره‪ ،‬ومنها ما يأتي‪:‬‬

‫ي‬
‫نظام غذائ ّ‬
‫ٍ‬ ‫‪ ‬تقليل خطر اإلصابة بأمراض القلب والشرايين‪ :‬وذلك عن طريق اإلقالع عن التدخين‪ ،‬وإتباع‬
‫ي‪ ،‬وممارسة التمارين الرياضيّة لم ّدةٍ ال تق ّل عن ‪ 910‬دقيق ٍة أسبوع ّياً‪ ،‬والسيطرة على ضغط الدم بمتابعة‬
‫صح ّ‬
‫قراءات ضغط الدم والتأكد من أنّها ضمن القيم ال ُمستهدفة‪ ،‬والسيطرة على السكري بإتباع حمي ٍة غذائيّ ٍة مناسبة‬
‫(موقع ويب طب ‪) 2091 ،‬‬
‫تناول األدوية كما يصفها الطبيب‪.‬‬
‫والمحافظة على ُ‬

‫والجسدي‪ :‬إذ توجد بعض األدلّة على انخفاض احتماليّة اإلصابة بأمراض‬
‫ّ‬ ‫‪ ‬المحافظة على النشاط الذهن ّي‬
‫ي ويمكن إجراء ذلك عن‬ ‫ي‪ ،‬والجسد ّ‬
‫ي واالجتماع ّ‬
‫الخرف عند األشخاص الذين يُحافظون على النشاط الذهن ّ‬
‫(موقع ويب طب ‪) 2091 ،‬‬
‫طريق ممارسة القراءة‪ ،‬وتعلُّم اللغات األجنبيّة‪ ،‬والسباحة‪ ،‬وممارسة الرياضة بأشكالها ال ُمختلفة‪.‬‬

‫]‪[12‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬كيف يؤثر المرض على الشخصية‬

‫‪ -1‬شخصية المصاب بمرض الزهايمر ‪:‬‬


‫يؤثر هذا المرض في تفكير المريض وحكمه على األمور‪ ،‬وذاكرته وصنع القرار‪ .‬ويمكن لهذا المرض أن يجعل‬
‫المريض يشعر باالرتباك‪ ،‬ويغير طريقة تصرفه‪ .‬وفي الحاالت المبكرة من اإلصابة بهذا المرض‪ ،‬قد يصبح‬
‫المريض قل ًقا‪ ،‬أو ربما يشعر باالنزعاج أو الغضب بسهولة‪ .‬ومع مرور الوقت‪ ،‬يمكن أن تكون لهذا المرض‬
‫تأثيرات أكثر خطورة‪ .‬إذ تسيطر على الشخص الحسن الخلق مشاعر التسلط وحب السيطرة‪ ،‬وأحيانا تكون الحالة‬
‫على النقيض إذ ربما يتحول المريض‪ ،‬الذي اعتاد أن يقلق كثيرا‪ ،‬أو يشعر بالتوتر بسهولة‪ ،‬إلى شخص هادئ‬
‫(ريتشارلد‪.‬س الزاروس‪ ،‬ترجمة سيد محمد غنيم ‪ ،9191 ،‬ص‪) 293‬‬
‫وطيب السلوك‪.‬‬

‫‪ -2‬التغيرات في الشخصية والسلوك ‪:‬‬

‫يمكن لتغيُّرات الدماغ المصاحبة لمرض الزهايمر التأثير على الحالة المزاجية والسلوك‪ .‬وقد تتضمن المشاكل ما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬االكتئاب‬
‫‪ ‬الالمباالة‬
‫‪ ‬االنسحاب االجتماعي‬
‫‪ ‬التقلُّبات المزاجية‬
‫‪ ‬فقدان الثقة باآلخرين‬
‫‪ ‬التهيُّج والعدوانية‬
‫‪ ‬تغييرات في عادات النوم‬
‫التجول بال هدف‬
‫ُّ‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬فقدان القدرة على التح ُّكم في النفَس‬
‫(فيصل محمد خير الزاد ‪ ،2000‬ص‪) 200‬‬
‫‪ ‬األوهام‪ ،‬مثل االعتقاد بأن شيئًا ما قد سُرق‬

‫]‪[13‬‬
‫‪ -3‬تأثيرات المرض على الشخصية ‪:‬‬

‫إن الشخص المصاب بالمرض المزمن لدية فرصة أقل لتعلم المهارات اليومية وتطوير اهتماماته وهواياته ‪ ,‬صعوبات‬
‫التعلم شائعة أيضا‪.‬‬

‫‪ ‬قد يتخلف الشخص في العمل أو الدراسة واحتمال وجود مشكلة أو صعوبة معينة تعيق عمله وتعلمه‪.‬‬

‫يجب أن يكون دائما مرشد أو معلم أو طبيب مع الشخص المصاب ألنه قد يحتاج اهتمام أو مساعدة في المكان‬
‫(صالح حسن الداهري وناظم هاشم العبيدي ‪ ، 9111‬ص‪) 941‬‬
‫المتواجد فيه‬

‫‪ ‬قد يتولد للشخص إحساس بأنه منبوذ أو مختلف عن أصدقائه بسبب المرض وهذا ما يؤدي به إلي‬
‫التغير في شخصيته يجعله انطوائي ‪ ،‬حزين ‪ ،‬مكتئب ويكره ذاته ‪.‬‬
‫‪ ‬وقد يكون الشخص محل انتقاد وسخرية اآلخرين‪.‬‬
‫‪ ‬قد تعتقد العائلة أن توفير الحماية الزائدة أو تلبية كفاءة االحتياجات تخفف عليه‪ ,‬ولكن الحقيقة غير ذلك‬
‫ألن الحالة تصعب وتتأزم الشخصية أكثر‬

‫إن الحالة المرضية المزمنة التي يعاني منها الشخص قد تجعل أفراد العائلة مشوشين ومجهدين نتيجة تعاملهم مع‬
‫أطباء ‪ ,‬باحثين أو أخصائيين ويعيشون بصورة دائمة ودورية من أجل شفاء مريضهم وهذا يؤثر على شخصية‬
‫المريض نتيجة رؤيته لعائلته تعاني الضغط النفسي بسبب التركيز علي عالجه وقد تضطرب شخصيته أكثر نتيجة‬
‫(صالح حسن الداهري وناظم هاشم العبيدي ‪ ، 9111‬ص‪) 941‬‬
‫تفكيره بأنه عبأ عليهم‪.‬‬

‫]‪[14‬‬
‫اخلامتة‬

‫ختاما ومما سبق نستنتج أن الحياة تتطور بطريقة تجعل حتى أكثر الناس مرحا يتحولون إلى شخصيات غريبة دون أن‬
‫يدركوا‪ .‬وقد تتراوح نتائج ذلك بين اإلصابة باألمراض التي تسبب االكتئاب الشديد أو الشعور بالوحدة مدى الحياة‬
‫أو‪ ..‬وهذا ما يغير الشخصية تغير رهيب‪.‬‬

‫]‪[15‬‬
‫قامئة املراجع‬

‫‪ -9‬أحمد محمد عبد الخالق‪ ، 9111 ،‬األبعاد األساسية للشخصية ‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪.‬‬

‫‪ -2‬أكرم مصباح عثمان‪ ، 2002 ،‬مستوى األسرة وعالقته بالسمات الشخصية والتحصيل الدراسي ‪ ،‬بيروت ‪،‬‬

‫دار ابن حزم ‪ ،‬ط ‪9‬‬

‫‪ -3‬بدر محمد األنصاري ‪ ، 9111‬الشخصية من المنظور النفسي ‪ ،‬الكويت ‪ ،‬دار الكتاب الجامعي للنشر‬

‫والتوزيع‪ ،‬ط‪9‬‬

‫‪ -4‬رمضان محمد القذافي ‪ ، 2009 ،‬الشخصية‪ :‬نظرياتها‪ ،‬واختباراتها‪ ،‬وأساليب قياسها ‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ،‬المكتب‬

‫الجامعي الحديث‪.‬‬

‫‪ -1‬ريتشارلد‪.‬س الزاروس‪ ،‬ترجمة سيد محمد غنيم ‪ ،9191 ،‬الشخصية‪ ،‬الجزائر ديوان المطبوعات الجامعية‪.‬‬

‫‪ -7‬صالح حسن الداهري وناظم هاشم العبيدي ‪ ، 9111‬الشخصية والصحة النفسية‪ ،‬األردن‪ ،‬مؤسسة حمادة ودار‬

‫الكندي للنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪9‬‬

‫‪ -1‬فيصل محمد خير الزاد ‪ ،2000‬األمراض النفسية جسدية أمراض العصر‪ ،‬بيروت دار النفائس‪ ،‬ط‪9‬‬

‫‪ -9‬موقع ‪ ،‬مايو كلينيك ‪ ، 2099 ،‬مرض الزهايمر‪ ،‬بتصرف‬

‫‪ -1‬موقع ويب طب ‪ ، 2091 ،‬الزهايمر ‪ ،‬بتصرف‬

‫]‪[16‬‬

You might also like