Professional Documents
Culture Documents
1
الباب الثاني :أخالقيات المهنة
مقدمة
الديونتولوجيا
التعريف بأخالقيات المهنة أو ّ -
ما الحاجة الى ميثاق مهني؟ -
أخالقيات المهنة (او الميثاق المهني) ومبادئ المنظومة التربوية -
.Iاخالقيات مهنة العون العمومي
قيم واخالقيات العون العمومي من خالل مدونة سلوك واخالقيات العون العمومي التونسية .1
التعريفات والمصطلحات المضمنة بمدونة السلوك .2
عالقة العون العمومي برئيسه المباشر .3
عالقة العون العمومي بزمالئه .4
عالقة العون العمومي بمرؤوسيه .5
عالقة العون العمومي بمستعملي المرفق العام واالعالم واالنشطة الحزبية والمدنية والنشاط الموازي .6
بمقابل
.IIقيم واخالقيات مهنة المدرس
عالقة المدرس بالتلميذ .1
العالقة باالولياء والمجتمع والنشاط الموازي بمقابل .2
عالقة المدرس باطار االشراف والزمالء وسلطة االشراف .3
الدعم الذاتي للكفاءة المهنية .4
المشاركة الفعالة .5
العروض :ينجزها الطلبة ويقع تقديمها في مستهل الدرس
قانون 15سبتمبر 1888الموافق ل 9محرم 1306هجري :دراسة تحليلة نقدية. -
القانون عدد 118المؤرخ في 4نوفمبر :1958المكاسب -
القانون عدد 118المؤرخ في 4نوفمبر :1958الصعوبات والنقائص -
قانون النظام التربوي عدد 65المؤرخ في 29جويلية :1991دراسة تحليلية نقدية. -
القانون التوجيهي للتربية والتعليم المدرسي لسنة : 2002المبادئ االساسية :دراسة تحليلية -
القانون التوجيهي للتربية والتعليم المدرسي لسنة : 2002دور االسرة واالولياء وفق النص التوجيهي -
القانون التوجيهي للتربية والتعليم المدرسي لسنة : 2002النهوض بالمنظومة التربوية -
الق انون الت وجيهي للتربي ة والتعليم المدرس ي لس نة :رس الة التربي ة ( 2002دراس ة تحليلي ة من الفص ل -
االول الى السادس)
2
القانون التوجيهي للتربية والتعليم المدرسي لسنة : 2002وظائف المدرسة (دراسة تحليلية من الفصل -
السابع الى الفصل العاشر).
الق انون الت وجيهي للتربي ة والتعليم المدرس ي لس نة : 2002مكان ة المتعلم وحقوق ه وواجبات ه (دراس ة -
تحليلية من الفصل 11الى الفصل )14
القانون التوجيهي للتربية والتعليم المدرسي لسنة : 2002النظام الدراسي (دراسة تحليلية من الفصل -
15الى الفصل )28
الق انون الت وجيهي للتربي ة والتعليم المدرس ي لس نة : 2002المؤسس ات العمومي ة (دراس ة تحليلي ة من -
الفصل 30الى الفصل )37
الق انون الت وجيهي للتربي ة والتعليم المدرس ي لس نة : 2002المؤسس ات الخاص ة (دراس ة تحليلي ة من -
الفصل 38الى الفصل )44
القانون التوجيهي للتربية والتعليم المدرسي لسنة : 2002االطار التربوي واالداري واالسرة التربوية -
(دراسة تحليلية من الفصل 45الى الفصل )47
القانون التوجيهي للتربية والتعليم المدرسي لسنة : 2002مجاالت التعلم والكفايات المستهدفة (دراسة -
تحليلة من الفصل 48الى الفصل )57
الق انون الت وجيهي للتربي ة والتعليم المدرس ي لس نة : 2002التق ييم واالمتحان ات (دراس ة تحليل ةي من -
الفصل 58الى الفصل )65
القانون التوجيهي للتربية والتعليم المدرسي لسنة : 2002البحث والتجديد في المجال التربوي (دراسة -
تحليلية من الفصل 66الى الفصل )68
3
وزارة التعليم الع( ((الي المعه(((د الع(((الي للعل(((وم قس( ( ((م التربي( ( ((ة والتعليم :االستاذ :الحسين بوحبيل
2021 - 2020 السداسي الخامس االنسانية بمدنين والبحث العلمي
4
الق انون الت وجيهي للتربي ة والتعليم المدرس ي لس نة : 2002المؤسس ات
الخاصة (دراسة تحليلة من الفصل 38الى الفصل )44
الق انون الت وجيهي للتربي ة والتعليم المدرس ي لس نة : 2002االط ار
التربوي واالداري واالسرة التربوية (دراسة تحليلة من الفصل 45الى
الفصل )47
الق انون الت وجيهي للتربي ة والتعليم المدرس ي لس نة : 2002مج االت
التعلم والكفاي ات المس تهدفة (دراس ة تحليل ة من الفص ل 48الى الفص ل
)57
الق انون الت وجيهي للتربي ة والتعليم المدرس ي لس نة : 2002التق ييم
واالمتحانات (دراسة تحليلة من الفصل 58الى الفصل )65
الق انون الت وجيهي للتربي ة والتعليم المدرس ي لس نة : 2002البحث
والتجديد في المجال التربوي (دراسة تحليلة من الفصل 66الى الفصل
)68
5
وزارة التعليم الع( ((الي المعه(((د الع(((الي للعل(((وم قس( ( ((م التربي( ( ((ة والتعليم :االستاذ :الحسين بوحبيل
2021 - 2020 السداسي الخامس االنسانية بمدنين والبحث العلمي
6
التعليم في العهد القرطاجي .1
يصعب الخوض في مسألة التعليم في العهد القرطاجي بسبب غياب المصادر وما معارفنا التي جمعناها
حول هذا الموضوع انما هي مستقاة مما أورده االغريق والرومان .وال تفوتنا االشارة الى ابداه ه ؤالء
منعداوة تجاه قرطاج والقرطاجيين.ينضاف الى ذلك ما اتسمت به المصادر الكالسكية من اهتمام بتاريخ
المواجه ات والت اريخ السياس ي والحك ام والبالط ات .اال ان المتتب ع للمص ادر المش ار اليه ا يجم ع م ادة
مص درية تؤك د على اهتم ام القرط اجيين ب التعليم والتحص يل المع رفي وأف وا في مختل ف المج االت
واالغ راض .وه ذا ليس بغ ريب اذا علمن ا ان القرط اجيين هم احف اد الفنيق يين ال ذين اخ ترعوا الكتاب ة
االبجدية (مؤلفة من 22حرفا)مما سهل عملية التحصيل المعرفي والتدوين وتناقله.
ان المتتبع لكتابات القديس "اوغسطين" ،يعثر اعترافا صريحا ومباشرا ذا اهمية بالغةمفادها ان
مؤلفات القرطاجيين كانت كثيرة اهتمت بمختلف المناحي.وتعددت االشارات بمصادر عديدة حول حذق
القرط اجيين للغ ات االجنبي ة ،ويمكن ان يع زى ذل ك الى اهتم ام القرط اجيين بالتج ارة وهوم ا يتطلب
معرفة لالخر القناعه والتبادل معه .كما اهتم القرطاجيون بالفالحة وألفوا فيها ،ولعل موسوعة ماغون
المكونة من ثمان وعشرين مجلدا هي االكثر شهرة .ونظرا الهميتها فقد عمل الرومان على االستحواذ
عليه ا عن د س قوطقرطاج ( 146ق .م) وترجمته ا الى الالتيني ة ثم الى االغريقي ة .واهتم القرط اجيون
ايضا بعالم البحار وفن المالحة فاوجدوا الخرائط .واشتهر في هذا الميدان خاصة حنون وخملك الذين
وصفا رحلتيهما الى ما بعد اعمدة هرقل شماال وجنوبا ،وتم ترجمتها الى االغريقية.
وتؤك د اغلب الدراس ات ان المعاب د ق د ق امت ب دور اساس ي في تعليم الق راءة والكتاب ة،وم ا تع دد
"رب الكتب ة" ،وه و م ا
النق ائش اال دليال على تع دد الكتّ اب فق د اش ارت عدي د المص ادر الى وج ود رتب ة ّ
يمكن ان نستقرأ منه وجود حرفة "الكتابة" منظمة تخضع الى تعليمات ومراقبة "مشرف عام".
اال ان ه رغم م ا تق ر ب ه مختل ف المص ادر س الفة ال ذكر ح ول اهتم ام القرط اجيين ب التعليم اال ان
ذل ك ينس حب اال على االوس اط الثري ة والماس كة بالس لطة والتج ارة ،بينم ا تك اد تس كت تمام ا عن م دى
اهتمام االوساط الشعبية (العامة) بالتعليم.
التعليم خالل العهد الروماني .2
انقسم التعليم في افريقيا الرومانية (البروقنصلية) الى ثالث مراحل:
المرحل ة االولى :تش مل االطف ال بين عم ر 5و 6س نوات الى 11و 12س نة يتعلم ون خالله ا الق راءة -
والكتاب ة ومب ادئ الحس اب .وي ؤمن تعليم االطف ال به ذه المرحل ة "المعلم االول" Primus Magister
وبسمى ايضا المؤدب او معلم االداب Litterator
المرحل ة الثاني ة :موجه ة الى االطف ال ال ذين ت تراوح اعم ارهم بين 12و 16س نة يتلق ون خالله ا مب ادئ -
النحو والتصريف وقواعد الشعر الالتيني واللغة الالتينية وآدابها.
7
المرحلة الثالثة :موجهة الى الشبان الذين تتراوح اعمارهم بين 16و 20سنة .ويغلب على التعليم بهذه -
ويقصد به معلم البالغة ،الى
المرحلة الطابع االدبي واساسا البالغة واساليبها .يؤمن التعليم ُ Rhetor
جانب فن الخطابة والفلسفة والقانون والتاريخ وبدرجة أقل الطب وعلم الفلك.
وينقل الينا القديس اوغسطين في القرن الخامس ميالدي صورة حول اقبال الطلبة على الدراسة فيقول:
"(ك انت) مزيج ا متفاوت ا من االقب ال والج د والك د على الدراس ة واالنص راف الى الترفي ه والله و ال ذين
كانت توفرهما المسارح والمالعب وغيرها من اماكن الترفيه".
وعرف عن الطلبة االفارقة عزوفهم عن الفنون الحرفية (اليدوية) واندفاعهم نحو الفنون الحرة Les
ُ
، Arts Libérauxمما دفع الرومانيين الى سن عدة قوانين ومراسيم تحفز الطلبة االفارقة على تعلم
الحرف والمهن وتمنحهم عديد االمتيازات والمكافآت.
وعم د ع دد من االفارق ة الى الهج رة نح و العاص مة روم ا ،لمواص لة تعليمهم الع الي .فص درت
عدي د الق وانين والمراس يم والتش ريعات تنظم ه ذه الهج رة ومحاول ة الح د منه ا وتقيي دها في اختصاص ات
محددة دون غيرها واجبارهم على العودة فور انهاءهم التعليم.
ع رفت افريقي ا الروماني ة ازده ارا ثقافي ا ح تى اعت بر الش اعر الروم اني "يوفين ال" ، Juvénal
ارض افريقيا "محضنة المحامين" وفي ذلك تلميح الى ما شهده فن البالغة والخطابة والفلسفة والقانون
من اقبال وتنافس الطلبة فيها (تعدد المناظرات).
وتم يز الق رن االول ميالدي بظه ور مجموع ة من االدب اء االفارق ة منهم الش اعر االف ريقي
"م انيليوس" واس تاذ البالغ ة والفلس فة "كورنيلي وس" Corneliusواالديب "س يبتموس س يفريوس" .وفي
الق رن الث اني ميالدي ب رز الك اتب االف ريقي "فرونت و الق يرطي" (قيرط ا هي قس نطينة) ،اش تهر ل دى
الروم ان بثقافت ه الموس وعية وفص احته وذي اع ص يته في مهن ة المحام اة .واعتُ بر الك اتب االف ريقي
"ابولي وس" (ول د ح والي س نة 125م) بال من ازع بألمعالكت اب والم ؤلفين االفارق ة في الق رن الث اني
ميالدي.
وظهر في القرن الثالث ميالدي "ترتوليانوس" والقديس "اوغسطينوس" ( 430 – 354م) الذي
عد رمزا من رموز الجامعة القرطاجية الرومانية.تولى مهنة التدريس في مسقط راسه ثم في قرطاج
ُي ّ
ودفع به طموحه الى الهجرة الى روما.ألف اوغسطينوس مؤلفات عدة نظّرت للمسيحية وقاومت الوثنية
والهرطقة والمذهبية .
وتميزت فترة القرن 5و 6ميالدي بانتشار االديرة واالسقفيات التي كان لها دور بارز في نشر
المسيحية.
التعليم بافريقية االسالمية .3
الكتّاب -
8
يعت بر الكتّ اب من أق دم المراك ز والمؤسس ات التعليمي ة بالع الم االس المي من ذ الق رن الهج ري االول.
ؤمن
وانتش رت ه ذه المؤسس ة بافريقي ة .يتعلم به ا االطف ال الق راءة والكتاب ة وحف ظ الق رآن الك ريم .وي ّ
سن الخامسة لمدة ثمانية أعوامالكتّاب المرحلة االولى من مراحل التنشئة والتعليم .يرتاده االطفال منذ ّ
او اكثر .وكان لكل حي وكل قرية كتّابها ،وغالبا ما كان يشغل الكتّاب جزءا من مسجد او زاوية.
تج اوز ع دد الكت اتيب قب ل انتص اب الحماي ة االل ف كتّ اب بااليال ة التونس ية ،منه ا 111بمدين ة
ت ونس .وح ّدد ل ويس ماش وال ،اول م دير الدارة التعليم العمومي بت ونس ،ع ددها سنة 1897بحوالي
1427كتّابا .ويؤمن التعليم بالكتاب المؤدب .وصدر قرار في فيفري 187؛ 6يضبط مقاييس دقيقة في
انتداب المؤدبين.
الزوايا -
ويدفن فيها عند وفاته.
ظهرت الزوايا ،في البداية في شكل خلوات يتخذها رجل صالح ،للعبادة ُ
واكتسبت نوعا من التقديس واالشعاع .وقامت الزوايا بدور بارز في نشر العلم .واشتهرت خاصة جهة
الجريد ونفزاوة بكثرة الزوايا ،يستقر بها شيخ ،عادة من ابناء الشيخ المؤسس فيجتهد في مواصلة نهج
سلفه في تعليم القرآن الكريم .واصبح يالزمه ويقيمون بالزاوية للحصول على العلم والمعرفة ،وهو ما
كان يتطلب بالضرورة فضاء لالقامة.
اض طلعت الزواي ا باالض افة الى التعليم بتوف ير المس كن والغ ذاء للطلب ة ،اعتم ادا على
مواردها الخاصة وعلى الصدقات واموال الزكاة.
المدارس -
ت اثرت افريقي ة بالمش رق االس المي ال ذي ع رف ظه ور المدرس ة من ذ الق رن الراب ع هج ري فظه رت
بافريقية المدارس الخاصة ثم النظامية وتُعرف المدرسة الشماعية بكونها اولىها التي اسسها ابوزكرياء
يحي الحفصي سنة 1236م .وبلغ عدد مدارس الحاضرة ثمانية مدارس عند نهاية العصر الوسيط.
جامع الزيتونة -
عد جامع الزيتونة من أعرق المؤسسات العلمية والتعليمية في العالمين العربي واالسالمي .يعود
ُي ّ
بناءه الى عهد الوالي االموي عبد اهلل بن الحبحاب سنة 735ميالدي .وازدهرت به العلوم وزاد عدد
الطلبة خاصة في عهد الدولة الحفصية.
ونظ را الهمي ة الج امع االعظم ومكانت ه ،ح اولت الس لط الفرنس ية وض ع ي دها علي ه والت دخل في
شؤونه وتوجيه التعليم به .وشهد التعليم الزيتوني عدة اصالحات في محاولة للنهوض به.
التعليم خالل الفترة المعاصرة: .4
أ -قبل انتصاب الحماية الفرنسية -
المدرسة العسكرية بباردو ( :)1840أول نواة للتعليم العصري
9
ك ان اله دف من اح داث ه ذه المدرس ة تك وين ض باط ق ادرين على ت أطير الجيش النظ امي .ووقعت
االستعانة بالخبرات االوروبية (ايطاليون وفرنسيون) الذين تولوا التدريس .فتحت المدرسة ابوابها سنة
. 1840وكانت توفر تكوينا نظريا وتطبيقيا للتالميذ (حوالي ) 50في شتى العلوم .تخرج منها عدد
من رج ال االص الح في ت ونس خالل الق رن 19منهم الج نرال حس ين اول رئيس للمجلس البل دي
وقبادو...
المدرسة الصادقية :رمز الحداثة واالنفتاح
تأسس ت س نة .1875احتلت العل وم العقلي ة :الرياض يات ،الفيزي اء ..والعل وم االنس انية واللغ ات
االجنبية مكانة هامة في برامج التعليم الصادقي مما يمكن من االنفتاح على الحضارة االوروبية .
المدارس الطائفية () congréganiste
سعت الجالية االوروبية التي استقرت بالبالد التونسية منذ النصف االول من القرن التاسع عشرة
الى تاسيس المدارس لتعليم ابنائهم فظهرت لكل طائفة مدرستها /مدارسها من ذلك الطائفة اليهودية.
11
االستاذ :الحسين بوحبيل قسم التربية والتعليم: المعهد العالي للعلوم وزارة التعليم
2021 - 2020 السداسي الخامس االنسانية بمدنين العالي والبحث العلمي
تطل ق لفظ ة "الش ريعة" و"التش ريع" ،على ك ل قاع دة مدون ة تض عها وتص وغها س لطة م ا ،وتفي د
ويراد بها تنظيم الحياة او قطاع ما وفق ضوابط وقوانين محددة.
القواعد الجبرية المكتوبة ُ
وبذلك هي مجموع القواعد والقوانين المنظمة صادرة عن سلطة تشريعية او عن هيئة مختصة.
وفي الجملة نعني بمصطلح التشريع ،وضع قواعد وقوانين بشكل مكتوب تسنها سلطة مختصة
وفق الدستور.
.IIفي معنى التربية
لغة .1
رب
اشتقت لفظة التربية في اللغة العربية من :ربا – ربي – ّ
ربا :يربو ،وتفيد معنى النمو
ربي :يربي وتفيد معنى النشأة او التنشاة
يرب وتفيد معنى االصالح والرعاية.
ربّ :
ّ
.2اصطالحا
تعني التربية نقل المعارف والخبرات من طرف الى آخر ،ومن جيل الى آخر .وهي عملية
ض رورية لتنمي ة الق درات الذهني ة والبدني ة والحس ية لبن اء ال ذات وتحس ين مس ارها ومس تقبلها
ورسم مالمح هويتها وشخصيتها.
والتربي ة ض رورية ايض ا لتنظيم الحي اة االجتماعي ة والتواص ل بين االف راد وحماي ة
هوياتهم ووحدتهم.وامام ما للتربية من اهمية للفرد والمجتمع فقد مثلت محل عناية فائقة لكل
المجتمعات منذ القدم.
.IIIتاريخ التشريع التربوي بتونس :التواصل والتجديد
12
النصوص التأسيسية :قانون التعليم بالبالد التونسية ( 15سبتمبر ) 1888 .1
ويالحظ المتتبع لواقع التعليم بتونس في نهاية الفترة االستعمارية يالحظ تنوع المنظومة التعليمية
وتعدد برامجها فالى جانب التعليم التقليدي بالكتاتيب والزوايا والمساجد نجد التعليم العصري والمتمثل
في المدرسة الصادقية الى جانب المدارس الفرنسية والمدارس الفرنسية – العربية (الفرنكو – عربية)
الى ج انب التعليم المه ني باالض افة الى التعليم الزيت وني بالج امع االعظم وفروع ه ال تي بل غ ع ددها 25
فرعا (وفرعين بالجزائر) .وقد ظهر بتونس تيار وطني يدعو الى توحيد التعليم.
طُ رحت على التونس يين اب ان االس تقالل ع دة تح ديات منه ا م ا يتعل ق بالنظ ام ال تربوي من حيث
اهدافه ومحتوياته وكيفيته ولغة التدريس والبرامج...
لقد مهد رئيس الجمهورية في خطاب حفل اختتام السنة الدراسية بالمدرسة الصادقية سنة 1957
– 1958ان المنظوم ة التربوي ة في ت ونس قادم ة على عملي ة اص الح فق ال " :ان االس تعمار ي رمي في
برامجهالى استعباد العقول ليضمن لنفسهالدوام ...مشكلة التعليم اخذت مركزها في الطليعة لما لها من
اهمية في بناء الدولة وتدعيم النظام الجمهوري"( .جريدة العمل بتاريخ 26جوان .) 1958
تم يز النظ ام ال تربوي بوض وح اهداف ه من ذ تأس يس الدول ة الوطني ة ،ترس م رؤي ة واض حة لطبيع ة
المجتمع المنشود ككل .لقد صرح احد كبار المسؤولين في الدولة في مقابلة اجرتها معه ممثل جريدة
"االعالن" ج اء في ه" :ك ان علين ا ان نختار بين وض ع تعليم مت أقلم مع مختل ف الجه ات وبين تعليم موحد
واخترنا الطريقة الثانية...نهدف الى توحيد التونسيين ،بعد عشرين عاما نجد شبابا متمتعا بنفس التكوين
ونفس االيديولوجيا والهيكلية الذهنية " (تصريح ادريس قيقة لجريدة االعالن).
13
Jean Debiesseاستاذا بمعهد "كارنو" وكان هذا االخير "جان دوبياس " ) (1907 – 1978
Carnotبت ونس وم دير التعليم االبت دائي ،اع د مش روعا الص الح التعليم بت ونس اطل ق علي ه عنوان ا :
« » Projet de réforme de l’enseignement en Tunisieدعى من خالل ه الى ض رورة
التخلي عن النظام التعليمي التقليدي وتدريس العلوم باللغة الفرنسية واعتبر ان اللغة العربية قاص رة عن
حم ل مض امين الفك ر العلمي والتق ني .ولخص محم ود المس عدي ،ك اتب الدول ة للتربي ة القومي ة ان ذاك،
برنامج االصالح:
ظل هذا القانون مرجعا تشريعيا للنظام التربوي التونسي الكثر من ثالث عقود .وألغى مختلف االنظمة
موح دا يش مل ال برامج
التعليمي ة ال تي ك انت س ائدة قبل ه بم ا في ذل ك التعليم الزيت وني وأرس ى نظام ا ّ
والمناهج والمقاربات البيداغوجية ومرجعيات التدريس وانظمة الحياة المدرسية والتقييم والشهائد...
لقد اختارت دولة االستقالل منهجا حداثيا في صياغة المنظومة التعليمية والتربوية وتطبيقها ،من خالل
تفتحه ا على المع ارف العص رية والعل وم الص حيحة واللغ ات االجنبي ة وارس اء الفك ر النق ديوايالء الثقاف ة
الوطنية ببعديها العربي واالسالمي اهمية كبرى .
لق د س اهم ه ذا الق انون ،الى ح د كب ير ،في تح ديث وتعص ير الب نى االجتماعي ة والفكري ة والقيم الثقافي ة
والحداثية وتحديث مؤسسات الدولة وتكوين نخب وطنية عصرية.
انطلق العمل بهذا القانون منذ مفتتح السنة الدراسية . 1959 – 1958واشار القانون الى:
14
الفصل الثاني :أبواب التربية والتعليم مفتوحة في وجه جميع األطفال ابتداء من سن السادسة...
الفصل الث((الث :التعليم مج اني في جمي ع درجات ه والغ رض من مجانيت ه تمكين جمي ع األطف ال من تك افؤ
الفرص أمام التربية والتعليم .
الفص((ل الس((ابع :التعليم االبت دائي واح د بالنس بة للجمي ع وغايت ه الجوهري ة تمكين الطف ل من المع ارف
واألجه زة العقلي ة األساس ية في مي داني اللغ ة والحس اب وتكوين ه تكوين اً ي رمي إلى إب راز إمكانيات ه وإ لى
تحقيق المالءمة بينه وبين بيئته وإ لى الكشف عن مواهبه كشفاً يضمن توجيهه في المراحل التالية من
تعلّمه.
مدة ست سنوات .الفصل الثامن :يشتمل التعليم االبتدائي على مرحلة تعليمية تدوم ّ
ولنعلم أن التعليم (عه د االس تعمار الفرنس ي ال ذي دام خمس اً وس بعين س نة 1881إلى )1956قب ل
االستقالل ،كان كما يلي:
موحد وغير منسجم (مدارس فرنسية ،مدارسبالتعليم االبتدائي :كان نظام التعليم غير ّ -
فرنسية وعربية ،مدارس قرآنية عصرية ،كتاتيب).
وبالتعليم الثانوي :كانت معاهد ثانوية ذات طابع فرنسي ،المعهد الصادقي بالعاصمة واألقسام التونسية
بأهم المدن وخاصة تونس.بالمدن الكبرى ،التعليم الزيتوني وفروعه ّ
كان التعليم تحت تأثير الهيمنة الفرنسية إذ كانت اللغة العربية تعامل"لغة أجنبية" ،وكان محتوى
التعليم خالياً من ك ّل مرجع وطني.
ك ان التعليم يفتق ر إلى نظري ة تربوي ة ،إلى تص ّور بي داغوجي وإ لى تنظيم تونس ي ص رف يأخ ذ في
تطور الحاجات االقتصادية واالجتماعية والثقافية والتقنية في البالد ويطمح إلى بناء نظام يراعي
االعتبار ّ
التطور الديمغرافي ويسعى إلى تعميم التعليم على أطفال البالد كافة وينتقل من التعليم النخبوي الضيق على
التربي ة الش املة أي من "إدارة التعليم العم ومي" عه د الحماي ة إلى "كتاب ة الدول ة للتربي ة القومي ة" أي ال وزارة
إحدى أركان الدولة ،وكما جاء في الفصل األول من الدستور":تونس دولة حرة مستقلة ،ذات سيادة ،اإلسالم
دينها والعربية لغتها والجمهورية نظامها" .
إن النظ ام ال تربوي ه و مجموع ة عناص ر إذا ت وفرت وت داخلت تك املت حققت الكم وكم ا نعلم ّ
الكم وبعض الكيف .فم ا نص يب النظام التربوي التونس ي من توفير
الكم بال كيف أو بعض ّوالكي ف أو ّ
والحد من األمية والتحرر منها.
ّ التعليم للجميع
ان ما يميز هذا القانون هو بروزه مباشرة بعد الفترة االستعمارية وما يفرضه ذلك من ض رورة
القطع مع التعدد التعليمي والتربوي .لقد كانت اهداف هذا التشريع ارساء نموذج موحد يؤسس لهوية
جديدة "الهوية التونسية" عن طريق ارساء ما اطلق عليه تسمية "الثقافة القومية" التونسية.
أن" :التعليم بالم دارس الثانوي ة س يكون
لكن رغم م ا ص ّرح ب ه رئيس الجمهوري ة في اح دى خطب ه ّ
متجه ا الى التع ريب واس تعمال اللغ ة العربي ة حيث تك ون لغ ة الت دريس لجمي ع الم واد اال اذا اقتض ت
15
الضرورة والظ روف الج ل م ؤقت اس تعمال اللغ ة الفرنس ية لالس تفادة من االمكاني ات التي بأيدينا ريثما
تعد المدارس التكوينية االطارات الضرورية للتعليم باللغة العربية في جميع المواد" ،فان تعريب التعليم
ّ
التونسي طبقا لما تضمنه القانون قد بدأ محدودا لينتهي الى الفرنسية الكاملة .
()1999-1956 وس نحاول في إيج از أن نت ابع في التعليم االبت دائي من ذ االس تقالل إلى الي وم
تطور عدد التالميذ وعدد المدارس وعدد المعلمين في الجمهورية التونسية.
تطور عدد التالميذ وعدد المدارس وعدد المعلمين في
الكمي في تونس :في االبتدائي ّ
أ -التطور ّ
بعض السنوات على سبيل السبر وباختصار:
المعلمون المدارس التالميذ السنة
5440 794 226.919 1956-1957
14.128 2005 777.686 1966-1967
18.172 2214 934.827 1971-1972
23.983 2321 920.924 1975-1976
40.978 3503 1.319.372 1986-1987
53.652 3940 1.417.803 1991-1992
54.652 4044 1.432.112 1992-1993
55.720 4164 1.467.411 1993-1994
59.432 4349 1.460.101 1994-1995
59.550 4404 1.455.000 1996-1997
59.877 4441 1.436.896 1998-1999
إن ق رار تعميم التعليم االبت دائي ( 1958س نتين بع د االس تقالل) عمالً بمب دأ ديمقراطي ة التعليم
ّ
والقضاء على ما خلّفه االستعمار الفرنسي من جهالة آل إلى نمو كبير في عدد التالميذ سايره نمو في
الحاج ات المادي ة (بن اءات ،تجه يزات )...وتزاي د في ع دد المعلّمين وتزاي د مط رد في ميزاني ة وزارة
التربية التي بلغت في الستينات حوالي 30بالمائة من ميزانية الدولة و 9بالمائة من ناتج القومي الخام
(مثالً من 1974إلى 1976ح والي 7.5بالمائ ة) وإ ذا قارن ا ه ذه النس بة بنس بة م ا ك انت تخصص ه،
مثالً ،الواليات المتحدة وهولندا 6.5بالمائة أو الدول االشتراكية ما بين 4و 6.5بالمائة وجدنا مجهود
الدولة عظيماً في ميدان التربية والتعليم وهو ما زال مستمراً إلى اليوم.
التطور الكيفي أو النوعي:
ّ ب-
16
حرصت كتابة الدولة للتربية والتعليم أي وزارة التربية القومية منذ االستقالل على مواجهة الكم
والكيف ولنذكر أهم اإلصالحات المتعلّقة بالكيف ،بنوعية التربية والتعليم:
تم توحي د التعليم من حيث الهياك ل وال برامج والمن اهج والوس ائل التعليمي ة وض بطت م ّدة
س نة ّ :1958 -
التعليم االبتدائي الموحد بست سنوات وقد كان مشتتاً ،مختلف النزاعات والبرامج كما ذكرنا .
سنة :1969تمت تونسة إطار التعليم فاستغنت ،في التعليم االبتدائي ،الوزارة عن المعلمين والمديرين -
وغي رت البرامج والمن اهج في اتجاه التونس ة وبعثت 22تفقدي ة جهوي ة في 18والية تحقيق اً
الفرنس يين ّ
لمبدأ الالمركزية.
تم بعث ّأول مرك ز للت دريب المس تمر" ،المركز القومي للتكوين المس تمر بقرب ة" ،ك ان
ّ :1974-1975 -
ودرب المعلمين والمس اعدين البي داغوجيين
ه ذا المرك ز تجريبي اً ونقط ة إش عاع وطني ة ك ّون الم دربين ّ
ونظّم ندوات تدريبية للمتفقدين الجهويين وإ طارات دون المعلمين واإلطارات اإلدارية بالتعليم االبتدائي.
ثم بعثت ب وزارة التربي ة إدارة ال برامج (المن اهج) والتك وين المس تمر ال تي أنج زت حلق ات تدريبي ة
ألصناف المدرسين كافة (معلمين وأساتذة).
سنة :1976-1975تمت تونسة إطار اإلشراف البيداغوجي واالستغناء عن المساعدين البيداغوجيين -
والمتفقدين الفرنسيين مما حمل إدارة التعليم االبتدائي على التفكير في تعريب التعليم في االبتدائي وفي
دور المعلمين المس ماة":م دارس ترش يح المعلمين والمعلم ات" وتحوي ل ه ذه ت دريجياً إلى مراك ز جهوي ة
للتكوين المستمر باإلضافة إلى التكوين األساسي ونشر الطرق التربوية المستحدثة :الطريقة الحوارية،
ال ترغيب في المطالع ة ،الت دريب على العم ل الي دوي ،االعتن اء بالم دارس الريفي ة للح د من التف اوت بين
الجهات ،ترقية المدربين والمعلمين األكفاء إلى صنف معلّم تطبيق .
س نة :1978-1977تع ريب الم واد العلمي ة في الس نة الثالث ة من التعليم االبت دائي وتع ريب التعليم في -
دور المعلمين في م واد الرياض يات والعل وم الطبيعي ة والتربي ة الفني ة والتربي ة المدني ة واألش غال اليدوي ة
والت اريخ والجغرافي ا وعلم النفس ال تربوي والبيداغوجي ة العام ة وبيداغوجي ة التربي ة الفني ة واألش غال
التطبيقي ة والتربي ة البدني ة -وك ان المتخرج ون يتحص لون على ش هادة ختم ال دروس الثانوي ة الترش يحية
المعرب.
ّ المعربة مما يمكنهم من التدريس بالتعليم االبتدائي
ّ
والمالحظ أن مستوى اللغة العربية بالتعليم االبتدائي كان مرضياً.
س نة :1979-1978تم تع ريب المحي ط المدرس ي والمراس الت والوث ائق ب وزارة التربي ة القومي ة تبع اً -
لمنشور 23جوان (يونيو) .1978
المعرب ونجاح كبير
ّ :1980-1987امتحان الدخول إلى السنة األولى من التعليم الثانوي حسب النظام -
بنسبة 42.7بالمئة (وقد كانت النسبة قبل التعريب تتراوح بين 25و 30بالمئة) وذلك لحرصنا على
لخريجي التعليم االبتدائي.
ّ التقويم المتشدد وعلى المستوى المرضي
17
رغم اهمية المكاسب المحققة في اصالح سنة 1958فبمرور السنوات وتغير حاجيات
المجتم ع واالدارة التونس يين ،ظه رت جمل ة من االش كاليات مم ا اس توجب اص الح االص الح
فظهر قانون االصالح في جويلية . 1991
18
والقراءة والحساب ومساعدته على تنمية ذهنه وذكائه العمل وحسّه الفني ومؤهالته البدنية واليدوية
وتربيته دينيا ً ومدنياً"&.
وجاء في الفصل 9من القانون المذكور" :تدرّس كل المواد اإلنسانية والعلمية والتقنية في مرحلتي&
التعليم األساسي باللغة العربية" ،ومالمح التعليم األساسي العامة هي :تكريس مبدأ مجانية التعليم.
-اعتبار التعليم األساسي& حلقة بذاتها من سن السادسة إلى السادسة عشرة ،مع إمكان الرسوب مرتين
وهو إجباري ،ضمان تكافؤ الفرص ما دامت الدراسة متواصلة بصورة طبيعية مما يح ّد من ظاهرة
االنقطاع ،غرس القيم الديمقراطية وحقوق اإلنسان لدى الناشئة وتدريبهم& على الحياة الجمعياتية ،تدريس
كل المواد اإلنسانية والعلمية والتقنية باللغة العربية مما يجعل المتخرج من التعليم األساسي& ذات شخصية
متوازنة الجوانب قادرة على استعمال اللغة العربية شفويا ً وكتابيا ً فهما ً وتعبيراً& وتبليغاً ،ذا رصيد علمي
مرتبط& بالمحيط وبالحياة المتطورة في العالم المعاصر& مع عدم إهمال تدريس اللغات األجنبية خاصة
الفرنسية واإلنكليزية.
وتجدر& اإلشارة إلى أن قانون نوفمبر 1991المتعلق بحقوق الطفل ،الذي بمقتضاه ،تضمن الدولة
للطفل حق التعلم وحق الترفيه واأللعاب وحق تلقي المعلومات الثقافية...
وال ننسى أن الجمهورية التونسية وقعت وثيقة حقوق الطفل التي صادقت عليها األمم المتحدة في
نوفمبر .1989
وينبغي& التذكير بأن حكومة الجمهورية التونسية حاولت محاوالت عديدة منذ االستقالل للحد من
ظاهرة األمية في وزارات مختلفة (التربية ،الثقافة ،الشؤون االجتماعية )...ونسبة األمية في تونس هي
حوالي ( %27شريحة منهم ممن تجاوز الخمسين من العمر لم يذهب إلى المدرسة ،وشريحة منهم ممن
كانوا في أماكن نائية بعيدة عن المدرسة االبتدائية وخاصة البنات فلم يزاولوا& تعليمهم ،وشريحة ممن
انقطعوا عن الدراسة مبكراً فارتدوا& إلى األمية ،إالّ أن الدولة اتخذت برنامجاً& وطنيا ً لمحو األمية تشرف
عليه وزارة الشؤون االجتماعية بمساعدة وزارة أخرى خاصة وزارة التربية هدفه الح ّد من األمية قريباً&
بطرائق& إجرائية.
وتدرس& بالمرحلة األولى من التعليم األساسي المواد التالية :اللغة العربية ،التربية اإلسالمية،
الحساب ،اإليقاظ العلمي ،التربية الموسيقية لها شريطان مسجالن للسنتين األوليين من التعليم األساسي،
التربية التشكيلية ،التربية التقنية ،التربية البدنية والفرنسية في السنوات الثالثة والرابعة والخامسة
والسادسة .ك ّل المواد تدرس بالعربية إال ما ّدة اللغة الفرنسية.
وقد& ألّف في كل هذه المواد مربون تونسيون كتبا ً طبعتها& ونشرتها ،بأثمان في المتناول ،مؤسسة تابعة
لوزارة التربية وهي "المركز& القومي البيداغوجي"& نذكر منها ما يتصل باللغة العربية والتربية
اإلسالمية".
وواكب تركيز التعليم األساسي إجراءات هامة منها:
-بعث "المعاهد العليا إلعداد المعلمين" في مستوى المرحلة األولى من التعليم العالي بهدف رفع
مستوى& المدرسين في السنوات الست األولى من التعليم األساسي :معرفياً& وتربويا ً وبيداغوجياً &.بعث
"مراكز& جديدة للتدريب المستمر وتنظيم& حلقات تكوينية وطنيا ً وجهوياً& ومحليا ً لفائدة المعلمين المباشرين
وإطارات& اإلشراف.
واألهداف& العا ّمة لتدريس مادة اللغة العربية واألدب العربي للتالميذ المعلمين فهي أن يكون التلميذ
المعلّم :قادراً على تدريس اللغة العربية في جميع أنشطتها األساسية ،قادراً& على تبيّن أهم خصائص
النصوص األدبية والحضارية قديمها وحديثها &،قادراً على التصرف في النصوص اختياراً وقراءة وتحليالً
وتأليفاً ،مطلعا ً على أدب األطفال قادراً& على الترغيب فيه ،عارفا ً بمختلف مواد اللغة قادراً على تدريسها&
بمختلف مواد اللغة قادراً على تدريسها &،قادراً على التعبير الشفوي السليم وعلى تقويم أخطاء التالميذ.
وتجدر& اإلشارة إلى أن البرامج (المناهج) الجديدة منذ إصالح 1991تختلف في أغلب جوانبها& ع ّما
وضع منذ سنة 1958اختالفا ً نوعياً ،فهي مناهج شاركت فيه اللجنة القطاعية لمواد العربية المكوّنة من
19
مدرسي& األساسي والثانوي& والعالي ،وهم خبراء في معارف التعليم وصناعته ،وفي& البحث اللغوي
صا ً (من معنى ومبنى) ورسماً& وجهازاً تربويا& (من
ً التربوي &،م ّما جعل الكتب منجزة على هيئة مرضية ن ّ
شرح وفهم وتلخيص وأجوبة عن أسئلة) حاثة ذكاء التلميذ ومحفزة إياه على التعبير الشفوي السليم وعلى
التعبير الكتابي المرضي ،ال سيما وأن النصوص القديمة منتقاة ،والحديثة مختارة مشوقة مثالً في السنة
السادسة نجد نصوصا ً عن "زرع& القلب" عن "سندباد الفضاء" عن "العصر عصر الحاسوب" ،عن
"اإلنسان الرائد" وذلك ضمن المحاور الرئيسية التالية:
-الهوية الوطنية التونسية واالنتماء الحضاري ،عالقة الطفل بأترابه ،اللعب وأوقات& الفراغ ،الحياة
داخل األسرة ،من مظاهر& السلوك المدني حفظ الصحة ،العمل ،الفصول والمواسم الفالحية ،من مظاهر
التنمية ،روح المبادة واإلبداع ،العلم والتطور& التكنولوجي ،عالم الحيوان ...
واللغة العربية ،في المرحلة األولى من التعليم األساسي ،ت ّدرس في مواد القراءة والتعبير& الكتابي
ودراسة النصّ والترغيب في المطالعة والرسم& واإلمالء والمحفوظات وقواعد اللغة (الصرف& والتصريف&
والنحو) حسب األهداف التالية:
من أهداف القراءة :الوقوف على الطريف& من المعاني واألساليب الواردة في النص وإبراز مواطن
الجمال ،استغالل الرصيد اللغوي استغالالً يم ّكن من دعم االقتدار& على التفاعل مع المكتوب .
ومن أهداف التعبير الكتابي :تحديد عناصر الموضوع والتصميم للتحرير ،التحرير& في مواضيع&
متصلة بمحاور أنشطة اللغة العربية ...
النص :استجالء األفكار األساسية والفرعية وإبراز ما بينها من صالت ،تمييزّ ومن أهداف دراسة
المكونات النحوية من حيث الوظيفة...
ومن أهداف الترغيب في المطالعة :تحديد نوع القصة وتقديمها& تقديما ً كامالً.
ومن األهداف العامة للتربية اإلسالمية:
العبادات :وهي أن يعرف المتعلم أصول العبادات وأحكامها األساسية ليمارسها بكفاية.
األخالق :وهي أن يوظف المتعلم المعاني والقيم الواردة في السور& واألحاديث وأن يفصح عن
اعتزازه باالنتماء إلى اإلسالم وانتهاجه مسلك التبصر واالعتدال والتسامح في تعامله مع الغير.
وتركز& التربية اإلسالمية في السنتين األوليين على الهدى القرآني والعقيدة واألخالق& وفي السنوات
األربع الموالية على الهدى القرآني والعقيدة والعبادات واألخالق.
أما اللغة الفرنسية فهي اللغة األجنبية األولى يبتدئ تدريسها من السنة الثالثة أساسي ويستمر إلى نهاية
التعليم الثانوي ،إلى سنة البكالوريا ،أي مدة إحدى عشرة سنة وهي لغة أجنبية أولى ووسيلة تكميلية
لالتصال بالغير والكتشاف حضارات أخرى وللنهل مباشرة من المعلومات العلمية والتقنية.
إن الثنائية اللغوية العربية والفرنسية Bilinguismeابتداء من السنة الثالثة لم تبرز إضراراً بتعلّم ّ
التالميذ إضراراً داللة ألن تعليم اللغتين العربية والفرنسية يطبّق مناهج تعليمية مح ّددة ووسائل& تعليمية
مالئمة وطرق تدريس مناسبة على يد معلمين وأساتذة من ذوي الكفاية العلمية والصناعية وتجدر& اإلشارة
العلمية أن مدارك المتعلم في الثامنة أو التاسعة من العمر تسمح له بتعلم لغتين تعليما ً مبكراً بشرط& أن
يكون المعلم ثم األستاذ واعيا ً بقضايا "الثنائية" مدرّسا ً التدريس المرضي ،معرفة وصناعة ومهارات.
ويمتحن التلميذ في نهاية السنة السادسة باختيار& في المواد األساسية منها التعبير الكتابي ودراسة
النص والتربية اإلسالمية.
واألهداف& العا ّمة للبرامج (المناهج) بالمرحلة الثانية من التعليم األساسي فأهمها :التعامل مع
النصوص على اختالف أساليبها ومحتوياتها ،إغناء الرصيد المعجمي والتركيبي واألسلوبي ،تناول
20
النصوص تناوالً تحليليا ً وتأليفيا ً وتبنّي& موقف نقدي محلّل ،تذوّق النصوص والوقوف على مواطن الجمال
فيها وتعليل ذلك.
وبالنسبة إلى اللغة :استعمال اللغة بصفة تلقائية استعماالً يكفل للمتعلم والمتعلمة التعبير عن مختلف
األغراض ،إدراك مختلف التراكيب النحوية والصيغ الصرفية وما لها من دور في تبليغ المواد شفويا ً
وكتابياً ،توظيف معرفته باللغة للتمييز بين مستويات األساليب وتبيّن الظواهر الفنية في النصوص.
ب -التعليم الثانوي :إن المرحلة الثانية من التعليم العام التي تسمى "التعليم الثانوي" فإنها تدوم أربع
سنوات وتنتهي& بامتحان "البكالوريا" أو "ختم التعليم التقني" وهي مرحلة انتقالية بين التعليم األساسي
والجامعة ،ينتقل فيها التلميذ تدريجيا ً من التعليم العام إلى بداية االختصاص.
ينقسم التعليم الثانوي إلى المرحلتين :المرحلة األول تشمل السنتين االولى والثانية وهو جذع مشترك
تد ّرس فيه المواد حسب برامج (مناهج) يتم ضبطها من قبل ذوي االختصاص في كل مادة :أي المتفقدين
واألساتذة مع التزام كامل والمرحلة الثانية من التعليم الثانوي& تشمل السنتين الثانية والثالثة ( يعتبر بداية
االختصاص بعد التوجيه ،وتكون المواد بالنسبة إلى الجذع المشترك اللغة واألدب العربي وهو منهاج
يكفي لمن يبتعد عن شعبة اآلداب أن يكون له رصيد& مقبول في اآلداب مع إتقان اللغة هذا باإلضافة إلى
التشديد على التكوين العام للتلميذ.
وجاء في الفصل ( 11الحادي عشر) من الباب الثاني من قانون 29جويلية 1991التعليم الثانوي
مفتوح لكل حاملي "شهادة ختم التعليم األساسي" وهو يرمي إلى تكوين الشباب تكوينا ً شامالً متوازنا ً
ويسمح له بثقافة عامة ويؤهله لحذق أحد فروع& المعرفة حذقاً& يمكنه إ ّما من مواصلة التعلم بالمرحلة
الجامعية وإما من دخول الحياة العملية وهو يشتمل على مرحلتين تدوم& الواحدة منهما سنتين".
وجاء في الفصل ( 12الثاني عشر)"ترمي المرحلة األولى من التعليم الثانوي& إلى تمكين المتعلم من
تكوين متوازن تتوفر فيه العناية باللغات واإلنسانيات ،والعلوم ،النظري منها والتجريبي ،وبالتكنولوجيا،
وتتكافأ في األبعاد المعرفية والعلمية والوجدانية."..
وجاء في الفصل ( 13الثالث عشر) "ترمي& المرحلة الثانية من التعليم الثانوي إلى اإلعداد
لالختصاص وتنمية المهارات وإذكاء المواهب وعلى مواصلة دعم التكوين الحاصل للمتعلم في المرحلة
األولى وتعميقه ترشيداً لقدرته على التفاعل اإليجابي مع تطور المعرفة وترسيخا ً لملكات حب االطالع
والتعليم& الذاتي واإلبداع"&.
وجهت الجمهورية التونسية اهتماما ً كبيراً إلى تعليم الناشئة كافة وخصصت اعتمادات مالية هامة من
حيث مقاديرها& ومن حيث نسبتها إلى الدخل القومي وتجدر المالحظة أن الدولة التونسية تخصص سنويا ً
لقطاع التربية ،منذ االستقالل %7من الناتج الوطني& اإلجمالي ،PIBأي ما يقارب %25من الميزانية
العامة ،إيمانا ً منها بأن التربية هي الركيزة األساسية للتنمية وللتطور& االجتماعي واالقتصادي&.
وتبرز& المعطيات المتعلقة بالمصاريف& العمومية المخصصة للتعليم االبتدائي ،مقارنة بالمصاريف
العمومية الجميلة الممنوحة لقطاع التربية أهمية المرحلة االبتدائية داخل النظام التربوي فخالل العشرية
األخيرة عرفت المصاريف& المخصصة لهذه المرحلة تطوراً متدرجاً ،ناهيك أنها قدرت سنة 1998بنسبة
%43.4من مجمل المصاريف& العمومية المرصودة لفائدة التعليم.
كذلك اهتمت وزارة التربية بالتكوين المستمر الذي شهد في السنوات األخيرة تناميا ً مطرداً كما وكيفاً.
وهو يخضع إلى إدارة خاصة للتكوين المستمر تدعمت بـ 23مركزاً جهويا ً للتربية والتكوين المستمر
مو ّزعة على واليات الجمهورية كافة ،أي 23والية (أو محافظة).
وبدخول& قانون جويلية 91المتعلق باإلصالح التربوي& حيز التطبيق& استوجب اتخاذ العديد من
المبادرات أفادت مبدئيا ً جميع مدرسي مرحلة التعليم األساسي& األولى أي ست سنوات الذين يبلغ عددهم
60.000معلماً ،ومدرسي& مرحلة التعليم األساسي الثانية ،أي ثالث سنوات ،والتعليم الثانوي ،أي أربع
21
سنوات ،الذين يبلغ عددهم حوالي 40.000أستاذاً و 5000من المتفقدين والمرشدين والمديرين& والنظار
والقيمين والمحضرين الذين يمثلون جزءاً من باقي أصناف وزارة التربية وقد& اضطلع بهذا التكوين 1234
مكونا ً من المتفقدين والمرشدين في مرحلة التعليم األساسي& األولى باإلضافة إلى 600مكون في التعليم
الثانوي& مع بعض األساتذة الجامعيين والخبراء التونسيين واألجانب.
وهذا التكوين يتم بالمدارس والمعاهد& الثانوية أو المراكز الجهوية للتكوين المستمر بمعدل 6أيام في
السنة بالنسبة إلى المعلمين و 8أيام في السنة بالنسبة إلى األساتذة وكذلك خالل العطل التي تتخلل السنة
الدراسية والعطلة الصيفية في ما يسمى "المدارس الصيفية".
والمالحظ& أن انتداب األساتذة في المرحلة الثانية من التعليم األساسي وفي& التعليم الثانوي أصبح منذ
سنة 1999بمناظرة "شهادة الكفاءة للتعليم الثانوي "وتعميق التكوين الصناعي بجانبيه النظري المتصل
بعلم النفس التربوي وطرق تنشيط المجموعات ،والتطبيقي خالل سنة التكوين األخيرة بحضور دروس
نموذجية ومناقشتها& وتأهيل المدرسين الستعمال الوسائل& التكنولوجيا& الحديثة ،نخص بالذكر منها
اإلعالمية ،والستخدامها& في التدريس وتجذير مبدأ التقويم الذاتي المتواصل& في المدرسين لتحديد حاجاتهم&
في التكوين والسعي إلى التكون في ضوئه.
وراهنت الدولة التونسية على المتعلم ليكون على اتصال بالعلم والتكنولوجيا والثقافة واالستمرار في
التعلّم لمواجهة الحاجات المتغيرة لتحقيق المجتمع الديمقراطي السليم واإلسهام& في التغيير الحضاري ومن
المسلّمات أن التعليم ارتبط& بأنشطة محو األمية لتحقيق النمو االقتصادي& واالجتماعي الثقافي وأن الحمل
كان دائما ً على المدرّس
وقد& م ّكن هذا اإلصالح التربوي &،من ضبط األهداف والوسائل ،وإعادة هيكلة نظامنا& التربوي
والتكويني ،ومراجعة البرامج والكتب المدرسية ،بما يضمن التكوين المتوازن ألطفالنا.
وال ش ّ
ك أن إقرار إجبارية التعليم ومجانيته ،في المرحلة األساسية ،كان من أه ّم مكاسب ذلك
اإلصالح ،فألول مرة في تاريخ تونس ،تبلغ نسبة تمدرس األطفال ،الذين هم في سن السادسة .%99.1
وألوّل مرة أيضاً ،تبلغ نسبة تمدرس الذين هم بين السادسة والثانية عشر .%92.3
وبإقرار إجبارية التعليم فإنه يمكن أن نشير في هذا المجال إلى أن المعدل الصافي اللتحاق البنات
بالمدرسة قد بلغ %84.6وذلك خالل السنة الدراسية 1997-1998وهو رقم& يغني عن كل تأويل خاصة
إذا ما قارناه باألرقام& المسجلة في هذا المجال داخل بلدان أخرى مماثلة لتونس.
كذلك نالحظ أن اختيار تعميم التربية والتعليم حقيقة ال شعار :نجد في االبتدائي سنة :1956
226.919تلميذا من جملة 3ماليين ونصف& ساكن تقريباً ،ونجد سنة 1.467.411 :1994من جملة 8
ماليين و 800.000ساكن تقريباً ،ونجد سنة :1999-1998في التعليم األساسي بمرحلتيه أي تسع
سنوات 1.949.074تلميذاً ،ونجد 373.593في التعليم الثانوي& والتأهيل التقني والمجموع& العام التالميذ
في األساسي والثانوي والتقني سنة 1999-1998هو( 2.392.667 :أي إذا أضفنا عدد التالميذ األساسي
والثانوي إلى طلبة العالي نجد أكثر من 2.500.000تلميذ وطالب .هكذا فإن ربع سكان الجمهورية تقريبا ً
هو في المؤسسة التربوية إذ يقدر عدد السكان شهر مايو 1999بـ 9ماليين و 44200ساكناً .وتعليم
الدولة التونسية ناشئتها& داخل حدود الوطن ال ينسيها أبناءها في الخارج .
ج -التعليم العالي :إن إعداد اللغة العربية والحضارة العربية اإلسالمية يتم في إطار اإلجازة أو
األستاذية وإعداد األساتذية في اللغة العربية وآدابها& مر بمراحل أربع على األقل:
-سنة ،1957سنة بعد االستقالل أنشئت "دار المعلمين العليا" وهي أول مؤسسة جامعية تونسية
وكانت "اإلجازة في اللغة العربية وآدابها" تدوم بها أربع سنوات ،وتخصص إلى شهادات في التكوين
العام ،في فقه اللغة ،في الحضارة اإلسالمية ،في األدب العربي القديم والحديث ،في أدب الفرنسية ولغتها
وفي& اللغة اإلنجليزية .ودرّست بهذا النظام أيضا ً أول كلية ،كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية 9أفريل بتونس .
22
التعليم يسمو بالفكر والتربية تسعى إلى السم ّو بالنفس ،التعليم مجموعة وسائل والتربية هي الغاية،
للتربية أسبقية على التعليم ،إذ أنها تؤسس اإلنسان ومعنى& ذلك أنها التكوين والتوجيه األخالقي والعقلي
لشخص من األشخاص والشخص المقصود هو المثقف.
وثقف ثقفا ً الشخصُ :صار حاذقا ً فطناً ،وثقف العلم والصناعة :حذقهما وحذق& الشيء :ظفر به.
نالحظ ما في الثقف من وجهين ،نظري وتطبيقي ،إذ ثقّف الشيء :سوّاه وق ّومه ،وثقّف المدرّس
وهذبه وأ ّدبه ،وقد قال رسول& هللا صلى هللا عليه وسلّم" :أ ّدبني ربّي فأحسن تأديبي".
المتعلّم :علّمه ودرّبه ّ
فالمد ّرس& بمثابة الثقاف أي أداة تثقف بها الرماح لتستوي& وتعتدل فهو إن كان ذلك كذلك فعليه أن
ألن لها داللة ،ألنها تنظم التجربة ،ألنّها نقد مستمر وتعلم مستمر&.
يكون ذا ثقافة بسيطة ّ
وأن يستعين باألساس في ك ّل القضايا الداللية والصرفية والنحوية واألسلوبية وأن يتخلل دائما ً شرحه
الترغيب واإلثارة وأن يكون لعلمه ولذاته مقوماً .الكلمة األساسية فيما ذكرنا& هي "التقويم" والتقويم& هو
معرفة قيمة ما نعلم من فكرة أو مهارة أو قدرة أو استعداد أو نشاط أو سلوك ،كل هذا بالنسبة إلى أهداف
يرام تحقيقها وتقترح الوسائل لتالفي& النقص فيها" .وهناك عدد من األسس والقواعد التي تُبني عليها عملية
التقويم منها:
أن يكون التقويم مرتبطاً& بأهداف واضحة ،وأن يكون شامالً كل أنواع األهداف وكل جوانب البرنامج ،وأن -
يكون يتناول فيه المتعلم الطرق والوسائل& التعليمية ،وأن يعتمد أدوات تتميز بالصدق& والثبات
والموضوعية مع ما للعملية التقويمية من ذاتية ،وأن يكون التقويم عملية يتعاون فيها كل األطراف من
المدرس والمدرّس ،وأن يكون عملية مستمرة ال تنتهي يبيّن البرنامج بل هي تعديل وتطوير& وتواصل ،وأن
يكون تشخيصا ً عالجيا ً يبيّن القوة والضعف& ومن ث ّم الدعم والتدارك والعالج ،وأن يكون موضوعياً& وإن
كان ذاتياً ،عادالً ،والعدل قيمة نسبية منصفا ً واإلنصاف& قيمة مطلقة أو تكاد ،وأن يتصف باالقتصاد وقتا ً
وماالً وجهداً قدر& اإلمكان ،وأن يكون التقويم قابالً للتعديل أي ينبغي قبول فكرة تقويم التقويم.
كذلك للتقويم وظائف أساسية يحسن اإلشارة إليها أي :تقويم نتائج المناهج وقيمة البرنامج ذاته واإلجراءات
اإلدارية التنفيذية لعملية التقويم ،وأنواع التقويم كثيرة ترتّب بحسب معطيات تضبط مسبقاً.
وفي& حقيقة األمر ما اتضح في الذهن فُصح على اللسان ،والفصاحة فصاحات وهي سالمة األلفاظ من
اإلبهام وسوء التأليف مما يستوجب من المدرّس أن يفصح على المراد بتعابير واضحة ولغة سليمة خالية
من اللحن ،والواقع& لدينا اليوم رغم تط ّور& المدرّس المعرفي& والتربوي الصناعي أن نستمع إلى درس في
العربية بلغة فصيحة تتخللها بعض كلمات من العربية الوسطى أحياناً ،وهذا ما نرغب عنه ويحرص
المتفقدون إلى اإلشارة إليها ال سيما وأن المدرسين على كسب للغتهم العربية الفصيحة قوالً& وكتابة.
إن إصالح النظام التربوي& وتكيفه بما يتماشى وحاجات العصر والغد ،وما أقبلت عليه وزارة التربية ّ
في التعليم األساسي والتعليم& الثانوي من عقلنة وتفتح وتجديد وتج ّدد& ألحسن دليل على حرص الدولة
التونسية على أن تكون دعامات نظامها التربوي ثابتة متأصلة متعصّرة .
كما ت ّم إرفاق& هذا المشروع& بالعمل على تخفيف المناهج قصد تمكين المعلم من العناية بعدد محدود
من الكفايات التي يجب أن يتحكم فيها التالميذ .ومن مزايا هذه المقاربة أنها تعمل على الحد من تأثيرات
تراكم الفشل الذي يمثل إحدى سلبيات التعليم المقام على نموذج التقويم الجزائي كما أنها توفّر حظوظا ً
أوفر& في مجال إنجاز البرامج التعليمية التي تم إقرارها من قبل الوزارة.
23
كذلك يسعى بعض المعلمين واألساتذة على اعتماد التكنولوجيا& الحديثة داخل المدرسة التونسية :لقد
عرفت سنة 1992ظهور أول تطبيقات تربوية للحاسوب مع استغالل مجموعة من الوسائل المرتبطة بهذا
المجال داخل الفصول ،وانطالقا ً من سنة 1997تقرر بعث أقسام في مستوى وزارة التربية لفائدة األساتذة
قصد& إتاحة الفرصة للمدرسين إلعداد أعمالهم وتجريب& تطبيقاتهم التربية والتواصل في الوقت نفسه مع
دخول عالم "اإلنترنت".
واستناداً& إلى أن "مدرسة الغد" هي مدرسة التونسيين كافة عليها أن تستعد إلى الطفرات المستقبلية استجابة -
إلى توصيات المؤتمر العالمي حول "التربية للجميع" المنعقد في جومين بتايلندا ( 9-5مارس )1990
وتوصيات " الندوة العالمية للتعليم للجميع" في داكار بالسنغال ( 28-26أفريل )2000اللذين أكدا على
ضرورة ربط التربية بضمان حقوق الطفل والمرأة أي ضمان إنسانية التي تواجه يوميا ً الجهل والتعصّب
واألنانية والمصالح الضيقة الفردية والجماعية والبعد عن الخير والجذب إلى الوراء.
فإن غائية النظام التربوي& أي ما قبل المدرسة والتعليم األساسي بمرحلتيه والتعليم الثانوي& هي: ّ
"تكوين تونسي& عربي مسلم تكوينا ً متكامالً متوازياً& خلقا ً و ُخلقا ً يحقّق الشعوب بالهوية التونسية العربية،
ويضمن روح المواطنة والحسّ المدني وااللتزام& بالحقوق والواجبات والوعي بالحوار& الرشيد مع النفس
ومع اآلخر في احترام واعتدال ،ويم ّكن ،باستعمال العقل وبإتقان اللغة العربية ولغتين أجنبيتين الفرنسية
واإلنكليزية ،من االنتماء إلى بلد نام متحضر يحمي ناشئته من االرتداد& إلى األمية ،ويسهم باجتهاده
وبفضل "األمن المعرفي"& المكتسب ،في التنمية الشاملة وفي& العولمة والقيم اإلنسانية".
ينبغي إذن ،لتحقيق غائية النظام التربوي& وأهدافه ،وتعميق& الوعي لدى المتعلم بأهمية الموارد
البشرية وإنجازات البالد ووجوب تنميتها وصيانتها بالتعليم الذاتي ،النظر في المؤسسة التعليمية من حيث
اإلدارة تصرفا ً إداريا ً وتربويا ً وبيداغوجيا ،والمدرسة بمديرها وعلى مديرها ،ومن حيث التجهيزات ومن
حيث المناهج والبرامج ،والوسائل& التعليمية ،وأطر التدريس ،ومن حيث تقويم المنظومة بكل عناصرها
تقويما ً مستمراً ،لخير نظام التربية وتطويره ومواكبته الحاضر والمستقبل ومواجهة تحديات العولمة،
ونحن بقرية كونية ال متناهية التفاعل ال متناهية اإلغناء ،فعل ما ذكرته في غاية النظام التربوي& يستجيب
إلى مشاغل الشباب التونسي&:
24
.مرحلة االصالح الثالث :قانون 2002 .IV
جاء بعد فشل تجربة التعليم االساسي التي سقطت في أول إختبار لها بعد 9سنوات إذ بينت النتائج ض&&عف&
نسب النجاح وتراجع المستوى& المعرفي للتلميذ
فصدر& هذا القانون االصالحي& الذي يرتكز& فعله التربوي على الكفايات األساسية
وراهنت الدولة على:
– تكوين عقول مفكرة بدل حشو االدمغة
– التحكم في التكنولوجيا& الجديدة
– توفير تربية جيدة للجميع
– إعداد الناشئة للحياة النشيطة
– التفاعل االيجابي مع المحيط
– تحرير& المبادرة
– إدخال مواصفات االحتراف على المنظومة التربوية
ومازال هذا االصالح ساريا& وهناك دعوات ملحة للتغيير الجذري للمنظوم&&ة التربوي&&ة ولإلص&&الح الش&&امل
حيت أن الكفايات االساسية كمنظومة تربوية أثبتت فشلها في مدارسنا& وذلك لكل عوام&ل اهمه&ا ع&دم ت&وفر
اإلمكان&&ات المادي&&ة وض&&عف& البني&&ة التحتي&&ة وض&&عف& االط&&ار المختص خاص&&ة بع&&د غل&&ق م&&دارس ترش&&يح
المعلمين التي كانت تك ّون معلمين مختصين وعلى درجة عالية من الكفاءة المعرفية والبيداغوجية ولم يف&&ع
تعويض المدارس بمؤسسات قادرة على أيجاد اطار كفء للتربية والتدريس حتى أن تجربة المعاهد العلي&&ا
لتكوين المعلمين أثبتت هي االخرى فشلها فتم غلقها ووقع سد النقص في اإلطار ال&&تربوي& بإنت&&داب أس&&اتذة
ال عالقة لهم بالتكوين المتخصص وزج بهم إعتباطيا& في المدارس االبتدائية م&&ع تك&&وينهم& لف&&ترة قص&&يرة
فتم ظلمهم وظلم& التالميذ فزاد& الوضع التربوي سوء.
مكاسب المدرسة التونسية .3
ال أحد ينكر ما قدمته المدرسة التونسية وما حققته من مكاسب عدة فاقت ما تحق&&ق ل&&دى غيره&&ا من ال&&دول
االكثر غنى ولعل من أبرز مكاسبها
– إنتشار& التعليم في كامل البالد ووصول نسبة التمدرس الى أكثر من 90بالمائة
– مجانية التعليم وإجباريته
– تحقيق االكتفاء الذاتي من االطارات التي تحتاجها البالد ال بل فق&&د ص&&ارت تفيض عن الحاج&&ة وتمث&&ل
إشكاال يزعج الدولة التي صارت عاجزة عن توظيفهم
تحسّن المستوى الثقافي وتراجع مستوى& االميّة وتحسن المستوى& الصحي واالجتماعي
– تعلم المرأة وتربية الناشئة على قيم التسامح والمواطنة وحقوق االنسان
مظاهر علل االنظام التربوي .4
رغم كل هذه المكاسب فإن النظام التربوي في تونس يشكو هنات عديدة وعلل كثيرة أهمها:
– ضعف مردود& المؤسسة التربوية
ويتجلى& ذلك في العدد الكبير من المنقطعين رغم تحسن نسب االرتقاء
– سيطرة المنحى الك ّمي على البرامج التعليمية :حيت تتراكم االهداف الجزئية وتتعدد االنشطة التعليمية :
أكثر من 13مادة لطفل عم&&ره 6س&&نوات ،م&&ع ع&&دم تكام&&ل ه&&ذه االه&&داف مم&&ا أدى الى ض&&عف وت&&دهور
مكتسبات المتعلمين المعرفية
– ض&&عف مكتس&&بات التالمي&&ذ وتراج&&ع مس&&تواهم في اللغ&&ة العربي&&ة ،أض&&ف إلى ذل&&ك اللغ&&ات االجنبي&&ة
كالفرنسية واالنجليزية
– المركزية المفرطة في تسيير النظام& ال&تربوي وع&دم فس&ح المج&ال للمب&ادرات والحل&ول الص&ادرة من
الجهات
25
– غياب االحتراف (ذلك أن االحتراف يتوقّف على تكوين أساسي للموارد البشرية )
– غياب ثقافة تقييمية وذلك باالعتناء أكثر بالمتفوقين دون غيرهم وإقصاء& الباقي
التحديات الجديدة وطرق اإلصالح .5
بات هذا الوضع مترديا ويتطلب أصالحا شامال وتحديات جديدة وذلك بـ:
– تبني فلسفة تربوية جديدة واضحة وممنهجة
– تحديد اهداف التعليم وغاياته المرحلية والمستقبلية بشكل واضح
– إعادة االعتبار لمدارس التكوين المهني وللحرف داخل المدرسة من أجل إعداد الطفل للحياة العملية
– مراجعة الوظائف التقليدية للمدرسة ودور& المعلمين فيها
– االنتقال من عمل يقوم على التجزئة للمهام والتخصص المفرط والتطبيق& االلي للتعليمات إلى التمكن من
عملية االنتاج بأكملها والقدرة على المشاركة فيها
– مراجعة نظام التقييم
– بناء كليات للتربية
– إدخال التكنولوجيات& للمدارس وتكوين& المربين في ذلك
– خلق تعليم جيد للجميع متكافئ الفرص
– تحسين الوضع الم&&ادي والتكوي&&ني& للمعلمين وإع&&ادة االعتب&&ار لهم وتحس&&ين المن&&اخ ال&&تربوي وإزال&&ة
التوتر& القائم وجعل المدرسة فضاء لحياة نش&&يطة فاعل&&ة ومنتج&ة وتط&&بيق& مقارب&ات تربوي&ة ترب&ط الطف&&ل
بواقعه وهويته وحضارته وتجعله متفتحا على العالم والحضارات& االخرى دون إنبتات أو تغريب
خاتمة
تبقى التربية الوسيلة الوحيدة القادرة على النهوض باألمم والشعوب وهي محرار تقدمها ورقيها& ورفاهه &ا&
ويبقى االهتمام بها رهين االرادة السياسية لكل دولة ويبدو& أن الدول&&ة التونس&&ية ت&&درك تمام&&ا أن ال&&وقت ق&&د
حان للتغيير وأنه آن أألوان لتستمع لصرخات المربين المنادين باتالصالح الش&&امل والتغي&&ير الج&&ذري& …
ال حل والخيار لنا غير االصالح ثم االصالح …
26
اMصالMحُ MمMرMتقMبM
ع&اش&ت تو&نس& عل&ى وق&ع& حو&ار& “و&طن&ي”& حو&ل& إ&ص&ال&ح& ال&من&ظو&م&ة& ا&لت&رب&وي&ة& .ول&ق&د& اس&&تق&طب& ه&ذ&ا
ا&لح&وا&ر& قط&اع&ات& و&اس&&عة& من ال&مج&تم&ع& ا&لم&&دن&ي& ال&تو&نس&ي& و& أث&&ار& ا&هت&م&ا&م& ا&ل&ر&أي& ا&لع&&ام& ال&وط&&ني& مم&ا& ي&ؤك&د&
ا&أل&هم&ية& ا&لق&صو&ى& ال&تي& يو&لي&ها& ال&شع&ب ال&تو&نس&ي& ل&قط&اع& ال&تر&بي&ة& و& ال&تع&لي&م&.
و& با&لف&ع&&ل& &,ف&&إن& ه&&ذ&ا ال&قط&&اع& يع&ت&&ب&ر& من& أ&ك&&ث&ر& ال&مج&&اال&ت& ال&&تي& ين&تظ&&ر& ال&ش&&ع&ب& ا&لت&ون&س&&ي& مع&ال&جت&ه&&ا& و&
“&إص&ال&حه&ا”& ض&م&ن مق&تض&&يا&ت& و& س&&يا&قا&ت& ث&و&رة& 17د&يس&&مب&ر& 14-2010ج&ا&نف&ي& 2011و& م&ا& تس&&تو&جب&ه&
ا&ست&حق&اق&ات& ه&ذه& ا&لث&ور&ة& و& مت&طل&با&ت& مس&ار& ا&ال&نت&قا&ل& ا&لد&يم&قر&اط&ي& و& م&ا& ع&جت ب&ه& ا&لو&ع&و&د& ا&ال&نت&خا&بي &ة& للق&&وى&
ا&لس&يا&سي&ة& ا&ل&ت&ي& ش&&ار&كت& ف&ي& ال&مو&ع&د&ين& ا&ال&نت&خ&ا&بي&ين& ا&لو&طن&&يي&ن& ال&كب&&ير&ين& ا&لل&&ذي&ن دعي& بم&نا&س&ب&ته&م&ا& ا&لش&&عب&
ا&لت&ون&سي& إل&ى& ا&ال&دال&ء& ب&صو&ته& ف&ي& صن&دو&ق& ا&ال&قت&را&ع &،ون&عن&ي& به&ما& ا&نت&خا&با&ت& ا&لم&جل&س& ا&لو&طن&ي& ا&لت&أس&يس&&ي& ف&ي&
23أ&كت&وب&ر& 2011و&ان&تخ&اب&ات& مج&لس& ن&وا&ب& ا&لش&عب& في& 26أ&كت&&وب&ر& 2014 &/و&خا&ص&ة& ت&ل&ك& ا&لو&ع&و&د& ال&&تي&
أ&طل&قت&ها& األ&ح&&زا&ب& ال&سي&اس&&ية& ال&مش&&ار&كة& حا&لي&ا& في& ال&حك&وم&ة& ا&لم&نب&ثق&&ة عن اال&ن&تخ&اب&&ات& ا&لت&ش&ر&يع&ية& األ&خ&&ير&ة&
ا&لم&ذك&ور&ة& وا&لم&تع&لق&ة& ب&ان&تخ&اب& أعض&اء& مج&لس& ال&شع&ب& ( ) 2014-10-26و& ل&لت&ذك&ير& فإ&ن هذ&ه األ&ح&زا&ب& ا&ل&&تي&
ت&عت&بر& ف&ائ&زة& ب&شك&ل& أ&و& ب&آخ&ر& في& ه&ذ&ه اال&ن&تخ&اب&&ات& ا&لت&ش&ر&يع&ية& و&ال&مك&ون&ة& لل&حك&وم&ة& ا&لح&ال&ي&ة& ه&ي حر&ك&ة& ن&د&اء&
ت&ون&س& و& ح&رك&ة ال&نه&ضة& وا&ال&تح&اد& ال&وط&ني& ال&حر& وح&زب& آ&فا&ق& تو&نس& .
ل&قد& ك&ان& ق&طا&ع& ال&تر&بي&ة& و&ال&تع&لي&م& من& أ&بر&ز& ال&مج&ال&ت& ا&لم&نت&ظر& مع&ال&جت&ها& و& اص&ال&حه&ا& ض &م&ن& أ&ول&وي&&ات& ا&لث&&ور&ة&
و&اس&تح&قا&ق&ات&ه&ا& &.
ي&وم& 23أ&فر&يل& 2015اح&تض&ن& ق&صر& ال&مؤ&تم&را&ت& با&لع&اص&مة& م&وك&ب& ا&نط&ال&ق& ال&حو&ار& ال&وط&ني& ا&لر&سم&ي& ح&ول&
إ&صال&ح& ال&من&ظو&مة& ا&لت&رب&وي&ة& تح&ت اش &ر&اف& ث&ال&ثي& م&تم&ث &ل& ف&ي& وز&ار&ة& ا&لت&رب&ي&&ة &،ب&اع&تب&ار&ه &ا& س&&لط&ة& ا&إل&ش&&را&ف&
عل&ى& ق&طا&ع& ال&تر&بي&ة& و&ال&تع&لي&م& ف&ي& مر&اح&ل&&ه ال&ثال&ث& ا&ال&بت&دا&ئي&ة& وا&إل&عد&اد&ي&ة& و&ال&ثا&نو&ي&ة& (د&ون& م&ش&&ار&كة& ال&س&&لط&ة&
ا&لم&عن&ية& ب&ال&مر&حل&ة& ال&جا&مع&ية& و&هي& و&زا&رة& ا&لت&عل&يم& ال&عا&لي& ) وا&ال&تح&اد& ال&عا&م& ا&لت&ون&سي& لل&ش&&غل& وا&لم&عه &د& ا&لع &ر&بي&
ل&حق&وق& ا&إل&نس&ان& .
و&قد& سب&ق& ل&ال&تح&اد& ا&لع&ام& ال&تو&نس&ي& ل&لش&غل& إعال&ن& م&قا&طع&ته& ل&لح&وا&ر& و&رف&ضه& ”& رك&وب& ا&لقط&ار& و&هو& ي&س&&ي&ر”& ثم&
غ&ير& م&وق&فه& وأ&صب&ح& من ال&مش&رف&ين& ال&رس&مي&ين& على& ا&لح&وا&ر& عن&دم&ا& د&عاه& و&زي&ر& ا&لت&رب&ي&ة& ال&س&ي&د& ن&&اج&ي& جل&&ول&
إ&لى& اال&ن&خر&اط& و&ال&مش&ا&رك&ة& الف&اع&لة في&ه بص&فة& م&شر&ف& &.
أ&ما& ال&مع&هد& ال&عر&بي& ل&حق&وق& ا&إل&نس&ان& فق&د& ف&سر&ت& دع&وت&ه لل&مش&ار&كة& ف&ي& ا&إل&شر&اف& با&عت&با&ره& مم&ض&&يا& عل&ى& عق &د&
ش &ر&اك&ة& م &ع& و&زا&رة& ا&لت&رب&ي &ة& و& مم&ثال& ل&ش&&بك&ة ال&عه &د& ال &ت&ي& ت&ض &م& تس &ع&ة ( )9جم&عي &ا&ت& مد&ني &ة& م&نه &ا& عم &ا&دة&
ا&لم&ح&ا&مي&ن& و&نق&اب&&ة ال&ص&ح&اف&ي&ين& &.و&ق&د& ق&ي&ل& ق&بي&ل& ا&ال&نط&ال&ق& ا&لر&س&م&ي& له&&ذا& ال&ح&و&ار& ا&لو&ط&ن&ي& ح&&ول& إص&ال&ح&
ا&لم&نظ&وم&ة& ال&تر&بو&ية& ب&أن&ه ين&تظ&ر& ان&جا&ز& هذ&ا& ا&ال&صال&ح& خال&ل& ش&هر&ين& أ&و& ث&ال&ث لي&قع& ا&لش&رو&ع& في& ا&لع&مل& به من&ذ&
ب&دا&ية& ا&لس&نة& ا&لد&را&سي&ة& ال&مقب&لة& &.
27
و& جا&ء في& ا&لو&ثي&ق&ة& ا&لم&نه&جي&ة& إل&ص&ال&ح& ا&لم&نظ&وم&ة& ال&تر&بو&ي&ة& ا&ل&ت&ي& ن&ش&ر&ته&ا& وز&ار&ة& ال&تر&بي&ة& ب&من&اس&&بة& اط&ال&ق&
ا&لح&وا&ر& ال&وط&ني& حو&ل& ا&لت&رب&ية& يو&م& 23أف&ري&ل& 2015وا&لص&&اد&ر&ة& عن ا&لم&رك&ز& ال&وط&&ني& ال&بي&&دا&غو&جي& <&< :
ا&لي &و&م& تج&س&&م& اال&ر&اد&ة& ا&لس&يا&س&&ية& إر&اد&ة ال&مج&تم&&ع& ب&أك&مل&&ه& ب&إع&ال&نه&&ا& عن ا&طال&ق& ا&لح&&و&ار& ا&لو&ط&&ني& إل&ص &ال&ح&
ا&لم&نظ&وم&ة& ال&تر&بو&ية& ب&اع&تب&ار&ه اس&تر&ات&يج&ي&ة& تض&من& م&شا&رك&ة& حق&يق&ي&&ة نا&جع&&ة تج&ع&ل& جم&ي&ع& األ&ط&&را&ف& ش&&رك&اء&
ف&عل&يي&ن& ف&ي& نح&ت كي&ان& ا&أل&جي&ال& ا&لقا&دم&ة >>(& ا&لو&ثي&قة& ا&لم&نه&جي&ة& ا&لم&ذك&ور&ة& ص &. ) 4
و&با&لر&غم& م&ن هذ&ا ال&تف&اؤ&ل& ا&لو&ار&د& ف&ي& ه&ذه& ا&لفق&رة& و&سو&اه&ا& و&من& ا&لخ&طا&ب& ا&لر&سم&ي& ل&أل&طر&اف& ال&ثال&ث& ا&لم&شر&فة&
عل&ى& ه&ذا& ا&لح&وا&ر& ا&ست&قب&ل إط&ال&ق& ال&حو&ار& ا&لو&طن&ي& ح&ول& اص&ال&ح& ا&لم&نظ&وم&ة& ال&تر&بو&ية& ب &ا&حت&را&زا&ت& ش&&دي&دة& من&
أ&وس&ع& فع&ال&يا&ت& ال&مج&تم&ع& ا&لم&دن&ي& و& بت&شك&يك& ك&بي&ر& في& م&دى& فا&عل&يت&ه& و&ضم&ان&ات& نج&اح&ه &.و&قد& ك &ا&ن مب&عث& ه&&ذه
ا&ال&حت&را&زا&ت& لل&مال&ح&ظا&ت& ال&سل&بي&ة األ&س&اس&ية& ا&لت&ال&ية&: :
1-س&يط&رة& ر&وح& ال&وص&اي&ة& ال&مت&مث&لة& ف&ي& اال&ش&را&ف& ا&لم&نف&رد& لال&ت&حا&د& ال&عا&م& ا&لت&ون&سي& لل&شغ&ل& و&ال&مع&ه&&د& ال&ع&&رب&ي&
ل&حق&وق& ا&إل&نس&ان& إل&ى جا&نب& وز&ار&ة& ال&تر&بي&ة عل&ى ال&ح&و&ار& د&ون& أي& س&ب&ب وج&ي&ه& ود&ون& أ&ي وج&ه& أ&و& ش&&رع&ية&
ب&ال&رغ&م& م&ن اعت&را&ف& ال&جم&يع& بم&كا&نة& اال&ت&حا&د& ال&عا&م& ا&لت&ون&سي& لل&ش&غ&ل& و&دو&ره& ا&لو&ط&ن&ي& و&ال&مج&تم&عي& وا&حت&ض&ا&ن&ه&
أل&ك&ث&ر& نق&اب&ا&ت ال&تع&لي&م& ت&مث&يل&ي&&ة &.وب&ا&لر&غم& م&ن عال&ق&&ة ال&ت&&وت&ر& وم&وج&ا&ت& ا&ال&ض&&را&با&ت& ا&لم&تو&اص&ل&ة& ب&ين& ه&ذ&ه
ا&لن&قا&با&ت& و&ال&وز&ار&ة& طي&لة& س&نو&ات& م&ا& ب&عد& ال&ثو&رة& وح&تى& خ&ال&ل& ا&لفت&رة& ا&لر&اه&ن&ة& وك&&ذل&ك& اال&ق&&را&ر& ب&أه&مي&&ة عم&ل&
ا&لم&عه&د& ال&عر&بي& ل&حق&وق& اإل&ن&سا&ن& ف&ي& مج&ال& نش&ر& مب&ا&دئ& و&ثق&اف&ة& ال&تر&بي&ة& على& حق&&وق& ا&إل&نس&ا&ن& و&ال&مو&اط&ن&ة& و&
ا&لم&دن&ية& &..ل&كن ال& ش&يء& أب&دا& يف&سر& وص&اي&ة& هذ&ين& ا&لط&رف&ين& ب&مف&رد&هم&ا& عل&ى ال&حو&ار& ح&ول& ا&لت&رب&ية& &.
-2ب&رو&ز& عق&لية& ا&إل&قص&اء& ف&إل&ى& جا&نب& ان&فر&اد& ات&حا&د& ال&شغ&ل وا&لم&عه&د& ا&لع&رب&ي& لح&قو&ق& اال&ن&سا&ن& ب&اإل&ش&&را&ف& ،
ا&حت&جت& أو&سع& شر&ائ&ح& ا&لم&جت&مع& ا&لم&دن&ي& عن إ&قص&اء& عد&د& ك&ب&&ير& من& ا&لج&مع&ي&&ات& و&ال&هي&ئ&&ات& عن ال&مش &ا&رك&ة& ف&ي&
ا&لح&وا&ر& با&لر&غم& من& ا&هت&ما&م& أغل&بي&ته&ا& بم&وض&و&ع& ا&لت&رب&ي&ة& و&ال&تع&لي&م& و&ام&ض&ا&ء& ال&كث&&ير& م&نه&ا& عق&&ود& ش&&را&كة& م&ع&
و&زا&رة& ا&لت&رب&ية& .وت&رى& أ&غلب& ه&ذه& ا&لج&مع&ي&ا&ت& ا&لم&قص&&ية& أن& ا&س&ت&بع&اد&ها& يع&&ود& إ&لى& اخ&تال&ف&ه&ا& في& ال&رؤ&ي&ة& م&ع&
ا&ال&طا&را&ت& ال&فاع&لة دا&خ&ل& ا&ل&&وز&ار&ة& و&م&ع& رؤ&ي&ة& ا&لم&عه&د& ال&ع&&رب&ي& و&ش&&بك&ة& ا&لع&ه&د& ا&ل&&تي& يم&ثل&ه&ا& في& ال&مش&ر&و&ع&
ا&لت&رب&وي& ال&مج&تم&عي& وك&يف&ية& ت&صو&ر& ا&لق&يم& وا&أل&سس& ا&لت&رب&وي&ة& لط&ف&ل& ا&لي&&وم& &-م&&وا&طن& ال&غ&د& ول&مال&م&ح& ا&لم&تخ&&رج&
م&ن ال&مد&رس&ة& و&ذل&ك& با&لر&غم& من& أن& د&ست&ور& ال&ثو&رة& (د&ست&ور& )2014قد& ح&سم& ال&مو&ض&وع& خا&ص&ة& في& تو&طئ&ت&ه&
و&في& الف&صل&ين& 1و& 39من&ه&.
- -3ال&تس&رع& &:ح&يث& أك&د ال&جم&يع& أن& ف&تر&ة& ا&لش&هر&ين& أو& ال&ثال&ث& غ&ير& كا&في&ة& ل&تح&قي&ق& م&شا&رك&ة& و&اس&عة& وف&اع&ل&&ة&
و&حق&يق&ية& و&ال& يم&كن& أث&نا&ءه&ا بل&ور&ة& ا&لت&شخ&يص& ال&عل&مي& ا&لم&عق&ول& وال& ت&قد&يم& ال&تص&ور& ال&سل&يم& ل&لح&لو&ل& &.
– ا&ال&رت&جا&ل& :وذ&لك& ل&عد&م& ا&لق&ي&&ام& قب&ل& إط&ال&ق& ال&ح&&وا&ر& بت&جم&ي&ع& ال&مع&طي&ا&ت& وت&حل&يل&ه&ا& وت&نظ&ي&م& ا&ست&ش&&ار&ة&
م&نظ&مة& وم&نه&جي&ة& لد&ى& ا&لخ&بر&اء& وا&لم&خت&ص&ي&ن& وإ&ج&ر&اء& ت&قي&يم&&ات& مو&ض&و&عي&ة& وع&لم&ي&&ة ت&ك&و&ن& ق&اع&&دة& أ&ص&ل&ية&
ال&ن&طال&ق& ال&حو&ار& و&دع&ام&&ة من&هج&ي&ة& لض&&ما&ن& ن&جا&ح&ه& و&لي&س& ا&لق&ي&ا&م& ب&ال&مس&&ار& ال&مق&ل&و&ب أي& إط&ال&ق& ال&ح&و&ار& ث&م&
ا&لق&يا&م& ب&تك&وي&ن& ا&لل&جا&ن وت&نظ&ي&م& ا&ال&ست&شا&را&ت& و&ال&تق&يي&ما&ت& و&ال&تش&خي&ص&ات& وت&جم&يع& ا&لم&عط&يا&ت& ؟
-4عد&م مش&ار&كة& و&زا&رة& ا&لت&عل&يم& ال&ع&ا&لي& و&وز&ار&ة& ال&تك&&وي&ن& ا&لم&ه&ن&ي& وا&لت&ش&غ&يل& وو&زا&رة& ا&لم&ال&ي&ة& عل&ى& س&&بي&ل&
ا&لم&ثا&ل& من& ب&ين& ا&أل&طر&اف& ال&حك&وم&ية& ذا&ت& ا&لص&لة& ب&مو&ضو&ع& ال&تو&جي&ه& ا&لم&در&سي& وا&لج&ام&عي& وت&مو&يل& ا&إل&صال&ح&
و&سو&ق& ال&شغ&ل … وف&ي& ه&ذا& ال&صد&د& أي&ضا& نس&جل& ال&تغ&يي&ب& غ&ير& ال&من&طق&ي& ال&ت&حا&د& ال&صن&اع&ة وا&لت&جا&رة& (م&نظ&مة&
28
ا&أل&عر&اف&) وال&ت&حا&دا&ت& ا&لط&لب&ة ول&مم&ثل&ي& ا&أل&ول&يا&ء& و&األ&س&رة& &.كم&ا& ل&وح&ظ& اال&ر&تج&ال& ف&ي& اال&س&تش&&ا&را&ت& ا&لم&نظ&م &ة&
م &ع& ا&لت&ال&مي &ذ& و&ال&مد&رس&&ين& &.وم&قا&ب &ل& ه &ذ&ا& ا&لح &و&ار& ا&لر&س&&مي& ا&لم&نق &و&ص& ش &ه&دت& ال&بال&د& من& أ&قا&ص &ي& ش &م&ال&ها&
و&جن&وب&ه&ا& إ&لى& أ&قا&صي& شر&قه&ا& وغ&رب&ها& م&جم&وع&ة كب&&ير&ة& من& ا&لن&&دو&ات& و&ال&مل&تق&ي&ا&ت& و&نظ&مت& ا&لق&ن&و&ات& ال&تل&فز&ي&ة&
و&اإل&ذ&اع&ات& وا&لص&حف& وا&لم&نت&دي&ات& ال&كث&ير& من& ا&لح&و&ار&ات& و&ال&مل&ف&&ات& وا&لو&ر&ش&&ات& ح&&ول& اإل&ص&ال&ح& ال&ت&رب&وي&
و&تو&ج& كل& ذ&لك& بت&أس&يس& ا&لم&نت&دى& ا&لم&دن&ي& إل&صال&ح& ال&من&ظو&مة& ا&لت&رب&وي&ة& ال&ذي& ضم& ح&وا&لي& 200جم&عي&ة مد&ني&&ة&
م&ما& يؤ&كد& ا&أل&هم&ية& ا&لق&صو&ى& ال&تي& يو&لي&ها& ال&مج&تم&ع& ا&لم&دن&ي& لقط&اع& ا&لت&رب&ية& وا&لت&عل&يم& و&اح&تج&اج &ه& على& م &ا& تم&&يز&
به& ال&حو&ار& ا&لر&سم&ي& م&ن و&صا&ية& و&إق&ص&اء& وت&صم&يم&ه& ع&لى& إب&دا&ء& ال&رأ&ي& وا&لم&شا&ر&كة& ول&و& ب&شك&ل& مو&از& ور&ف&ضه&
ا&لخ&ض&&وع& لأل&م&ر& ال&وا&ق&ع& ول&تم&ري&ر& م&ش&&رو&ع& إ&ص&ال&ح& ق&د& يت&ض&&ار&ب& م&ع& ا&ال&نت&ظ&&ار&ات& ال&ش&&عب&ية& و&األ&ه&د&اف&
ا&لم&جت&مع&ية& وا&لم&با&دئ& و&ال&ثو&اب&ت& ال&وا&رد&ة& في& ال&دس&تو&ر& ال&جد&يد& &،ل&سا&ن حا&ل ال&تو&اف&ق& ال&وط&ني&&.
و&قد& جا&ء في& ال&بال&غ& ال&صا&در& عن ا&لم&نت&دى& ا&لم&دن&ي& إل&صال&ح& ال&من&ظو&مة& ا&لت&رب&وي &ة& ال&تو&نس&&ية& ب&من&اس&&بة& تأ&سي&س &ه&
ي&وم& 17ما&ي& &( 2015وا&لص&&اد&ر& ب&ال&ص&ح&ف& ا&لت&ون&س&ي&ة& ع&لى& س&&بي&ل& ا&لم&ث&ا&ل& ج&ري&&دة& ال&ض&م&ير& ال&يو&مي&ة& ب&ت&ا&ري&خ&
18م&&اي& وج&ري&&د&ة& ال&فج&&ر& األ&س&&ب&وع&ية& بت&&ا&ري&خ& 22م&&اي&)& أن& ت&أس&&ي&س& ا&لم&نت&&د&ى& ت&م& “ :ع&لى& قا&ع&&دة& ا&لو&ف&&اء&
ل&لت&وج&ها&ت& ال&وط&ني&ة& األ&ص&يل&ة ال&تي& ين&ص عل&يه&ا& ا&لد&ست&ور& من أج&ل& إ&سه&ام& حق&يق&ي& و&فع&ال& ف&ي& إعا&دة& ب&نا&ء& ا&لن&ظا&م&
ا&لت&رب&وي& ال&تو&نس&ي& ا&لذ&ي& ه&و& خ&ط& دف&اع& ا&ست&را&تي&جي& عن اس&تق&ال&ل ال&بال&د& ون&مو&ها& وت&حق&يق& ت&طل&ع&&ات& أ&بن&ائ&ه &ا& في&
ا&لت&ك&&وي&ن& ا&لم&مك&ن له&م& م&ن ال&مو&اط&ن&ة& ا&لف&اعل&&ة وا&لش&غ&ل& ال&حا&ف&ظ& ل&ك&&را&مت&هم& وا&لم&حق&ق& ل&طم&وح&ا&ته&م& في& ال&تف&و&ق&
و&ال&ري&اد&ة”&&.
و&بع&د& هذ&ا& ا&لح&را&ك& ا&لم&جت&مع&ي& و&ال&تف&اع&ل ال&شع&بي& و&ما& تر&دد& من أص&دا&ء& عن مآ&خذ& ا&لر&أي& ال&عا&م& ال&وط &ن&ي& عا&م&ة&
ل&لح&وا&ر& ال&وط&ني& ال&رس&&مي& س&ا&رع& ا&لك&ث&ي&ر& من ال&مس&&ؤو&لي&ن& من& ب&ين& ا&أل&ط&ر&اف& ال&مش&&رف&ة& وخ&اص&ة& ف&ي& وز&ار&ة&
ا&لت&رب&ية& إل&ى& ا&لت&أك&يد& وا&لح&رص& عل&ى& م&شا&رك&ة& ك&ل& ا&أل&ط&&را&ف& وأ&ن& غي&اب&ه&ا& عن& ج&لس&ة& إ&طال&ق& ا&لح&و&ار& ب&قص&ر&
ا&لم&ؤت&مر&ات& يو&م& 23أ&فر&يل& ل&يس& إ&قص&اء& ل&ها& بل& ه&و& ن&ات&ج عن ضغ&وط&ات& تن&ظي&مي&ة&،وإ&ن& ك&ل طر&ف& بإ&مك&ان&ه& أ&ن
ي&مد& ال&وز&ار&ة& بم&قت&رح&ات&ه& (؟!&) .
29
خــــــــــــــــــــــــــــالMصMــــــــــــةM
ت&عا&قب&ت& على& تو&نس& ث&ال&ث إص&ال&حا&ت& ت&رب&وي&ة& كب&رى& م&ن خال&ل& س&ن ثال&ث& ق&وا&ني&ن& أس&اس&&ي&ة& ل&لت&رب&ي&&ة& و& ال&تع&لي&م&
ه&ي&:
– اMلقMMMاMنوMن MرقMم 118لMسMMMنة 1958 MاMلمMMMؤMرخ Mفي 4 MنوMفمMMMبر M/ MتMشMMMرMين MاMلثMMMاMني 1958 MالMمتMعلMMMقM
بMالتMعلMيم Mو& يع&رف& ا&إل&صال&ح& ا&لم&نظ&م& به&ذا& الق&ان&ون& بإ&صال&ح& م&حم&ود& ا&لم&سع&دي& ك&ا&تب& ا&لد&ول&ة& ل&لت&رب&ي&ة& الق&وم&ي&ة&
آ&نذ&اك& &.و&قد& كا&ن ه&&ذا& ا&إل&ص&ال&ح& أ&ول& أس&ا&س& ل&لن&ظ&&ام& ا&ل&&تر&بو&ي& ا&لت&ون&س&ي& ف&ي& عه&د& د&ول&ة& اال&س&ت&قال&ل& ب&رئ&اس&ة&
ا&لح&&&ب&يب& بو&رق&ي&ب&&&ة& ال&&&ذ&ي& ح&&&ل& ا&لت&عل&يم& ا&لز&يت&&&و&ني& و& ت&ب&&&نى& م&ش&&&رو&ع& ا&لفر&نس&&&ي& ج&&&ون& د&وب&ي&&&اس&Jean
Debiesseال&ذي& نص&ح& ب&اع&تم&اد& ال&لغة& ا&لف&رن&سي&ة& ف&ي& تد&ري&س& ال&مو&اد& ا&لع&لم&ي &ة& ا&لش&&عب&تي&ن& ب و& ج& م&&ع ال&حف&&اظ&
عل&ى& ا&لت&&در&يس& ب&ال&لغ&&ة ال&عر&بي &ة& ف&ي& ا&لش&&عب&ة& أ& عل&ى& أن& ي&ق &ع& ا&لت&ع &ر&يب& ال&ت &د&ري&جي& خال&ل& ع&ش &ر& س &ن&وا&ت& لي&تم&
ت&عر&يب& ا&لت&عل&يم& بص&فة& ن&ها&ئي&ة& &.و& قد& اس&تق&ال& ك&&ات&ب& ا&لد&ول&ة& ل&لت&رب&ي&ة& ا&لقو&مي&ة& مح&م&د& األ&م&ين& ا&لش&ا&بي& ( ش&ق&يق&
ا&لش&اع&ر& أ&بي& ال&قا&سم& ال&شا&بي& ) لت&مس&كه& بت&ع&ر&يب& ا&لت&عل&يم& و& مع&ار&ض&ت&ه& لم&ش&ر&وع& دو&بي&&اس& و& عو&ض&ه& مح&م&و&د&
ا&لم&سع&دي&&.
و& قد& ب&ين&ت ال&تط&ور&ات& ال&ال&حقة& ص&حة& م&خا&وف& مح&مد& ا&أل&مي&ن ال&شا&بي& إ&ذ بد&ال& عن ال&تع&ري&ب& ا&لت&&در&يج&ي& ا&س&ت&قر&
ا&أل&مر& ف&ي& ا&لح&قي&قة و& من& خ&ال&ل& ا&لت&ط&ب&يق& ع&لى& ا&لف&رن&س&ة& ال&تد&ري&جي&ة& ل&لت&عل&يم& ف&ي& اال&ب&ت&د&ائ&ي& و& ا&لث&&ان&وي& ( ا&ل&ذ&ي&
ك&ان& ي&شم&ل& آ&نذ&اك& ال&مر&حل&تي&ن& اإل&عد&اد&ية& و& ال&ثا&نو&ية& م&عا&) و& ت&هم&يش& ال&لغ&ة ال&وط&ني&ة& ا&أل&م& (ا&لل&غة& ا&لع&رب&ية& )& ا&ل&&تي&
ل&م& ت&عد& تد&رس& ب&ها& إال& ما&دة& ا&لل&غة ال&عر&بي&ة& و& ما&دة& ا&لت&رب&ية& اإل&س&ال&مي&ة& و& ال&وط&ني&ة& طي&لة& س&&نو&ات& عد&ي &د&ة قب &ل& أن&
ت&طر&ح& بع&ض “ا&إل&صال&ح&ات&”& ال&جز&ئي&ة& دا&خل& نف&س ال&من&ظو&مة& ال&تر&بو&ي&ة& ا&لن&ات&ج&ة& عن إص &ال&ح& ا&لم&س&ع&دي& و&
أ&بر&زه&ا& إص&ال&حا&ت& مح&م&د& م&ز&ال&ي& عن&&د تو&لي&ه& و&زا&رة& ا&لت&رب&ي&ة& أ&وا&س&ط& ال&س&ب&عي&نا&ت& من ال&ق&ر&ن 20حي&ث تم&
تع&ري&ب& ما&دة& ا&لفل&سفة& ث&م& ال&ح&قا& بش&كل& تد&ري&جي& ما&دة& ا&لت&ار&يخ& و& ا&لج&غر&اف&يا& .
– اMلقMانMون Mعدد 63 MلMسنMة 1991الMمؤMرخ Mفي 29 MجMويMليMة 1991 Mو MاMلمMتعMلق MبالMنظMام MالMترMبوMي.M
و&قد& أش&رف& عل&ى& س&ن اإل&ص&ال&ح& ا&لم&نظ&م& به&ذا& ال&قا&نو&ن ال&&وز&ير& مح&م&د& ا&لش&&رف&ي& ع&ن&د& ت&ول&ي&ه& وز&ار&ة& ا&لت&رب&ي&ة& و&
ا&لت&عل&يم& ا&لع&ال&ي& و& ال&بح&ث ال&عل&مي& أ&وا&خر& ا&لث&ما&ني&نا&ت& من ال&قر&ن ال&عش&ري&ن& &.و& قد& ت&م& عل&ى& أ&سا&س& ه&ذا& ا&إل&ص&&ال&ح&
إ&رس&اء& ال&تع&لي&م& األ&س&اس&ي& و& تع&ري&ب& تد&ري&س& ال&مو&اد& ا&لع&لم&ي&&ة في& ا&ال&بت &د&ائ&ي& و& ا&إل&ع&&دا&دي& و& ا&لت&رك &ي&ز& عل&ى& ب&ث
ق&يم& ا&لت&رب&ية& على& حق&وق& اإل&ن&سا&ن& و& ال&مد&ني&ة& من& خ&ال&ل& ت&حو&يل& ما&دة& ال&تر&بي&ة ال&وط&ني&ة& الق&دي&مة& إل&ى ما&دة& ا&لت&رب&ي&&ة&
ا&لم&دن&ية& و& ف&صل&ها& عن& م&اد&ة ال&تر&بي&ة& ا&إل&سال&م&ية& و& إن&شا&ء& إ&طا&ر& تد&ري&س& و& إ&ط&&ار& ت&فق&د& ب&ي&&دا&غو&جي& خ&ا&ص& ب&ه&&ا&.
و&ق&&د& اع&ت&&بر& إص&&ال&ح& مح&م&&د& ال&ش&&رف&ي& ق&&ا&طر&ة& ” لت&جف&ي&&ف& ا&لم&ن&&اب&ع& ” وس&&ح&ب& ال&بس&&ا&ط& من تح&ت& أ&ق&&دا&م& ”
ا&إل&سال&م&يي&ن& ”& ال&ذي&ن أص&بح& ل&هم& حض&ور& سي&اس&ي& و& مج&تم&عي& م&عت&بر& خال&ل& ا&لث&ما&ني&نا&ت& من ال&ق&ر&ن ال&ما&ض&ي& و&
ت&مي&زو&ا& ب&نش&اط& م&تع&اظ&م& ف&ي& ال&جا&مع&ة و& ا&لم&عا&هد& &.
– اMلقMانMون Mعدد 2002-80 MالMمؤMرخ Mفي 23 MجMويMليMة 2002 Mو الMمعMرMوف MباMسMم MاMلقMاMنوMن MاMلتMوMجيMهيM
للMترMبيMة و الMتعMليMم MالMمدرMسي&. M
و&قد& صد&ر& هذ&ا ال&قا&نو&ن& ب&من&اس&ب&ة& ا&إل&ص&ال&ح& ا&ل&&ذي& أش&ر&ف& علي&ه& ا&ل&&وز&ير& من&ص&ر& ال&رو&يس&ي& و&زي&ر&
ا&لت&رب&ية& و& ا&لت&كو&ين& في& ت&لك& ا&لف&تر&ة .و& ب&شك&ل& ع&ام& ي&عت&بر& إص&ال&ح ال&رو&يس&ي& مج&رد& ت&طو&ير& إل&ص&&ال&ح& ا&لش&&ر&ف&ي&
30
و&سع&ي& ل&مو&اك&بة& ال&تط&ور&ات& ا&لت&رب&وي&ة& ال&عا&لم&ي&ة& على& م&س&ت&وى& نظ&ري&&ات& ال&تع&لي&م& و& ال&ط&ر&ق& ا&لب&يد&اغ&وج&ي&ة& حي&ث
ت&مي&ز& هذ&ا اال&ص&ال&ح& بإ&رس&اء& مق&ار&بة& ال&كف&اي&ات& و& بي&دا&غو&جي&ا& ا&لم&شر&وع& و& ا&لت&ش&ج&يع& عل&ى اع&تم&&اد& ال&بي&&دا&غو&جي&ا&
ا&لف&ار&قي&ة& و& اس&تث&ما&ر& ا&لت&قن&يا&ت ال&حد&يث&ة& في& ا&لت&وا&ص&ل& و& ا&لم&عل&وم&ا&ت& و& ف&تح& م&ج&&ال& أو&س&ع& لل&تو&جي&ه& ال&مد&رس&ي&
ع&بر& ا&لش&عب& و& ا&لم&سا&لك& ا&لم&ؤد&ية& إل&ى& ش&ها&دة& ا&لب&اك&ال&و&ري&ا& في& م&حا&ول&ة& ا&لت&فاع&ل مع& م&تط&لب&ات& س&وق& ال&شغ&ل م&&ع&
م&وا&صل&ة& ا&عت&ما&د& ن&فس& ا&لس&يا&سة& ال&تر&بو&ية& ا&لع&ام&ة ال&مت&صل&ة با&لغ&اي&ات& و& األ&ه&دا&ف& و& ط&بي&ع&ة& ال&م&و&اد& ال&تع&لي&مي&ة& و&
ل&غا&ت ال&تد&ري&س& حت&ى& و& إن& و&قع& ن&وع& من& “&ال&مر&اع&اة& ”& ل&لغ&ة ال&عر&بي&ة& عب&ر& م&نح&ها& س&&اعة& ت&&در&يس& ف&ي& ا&أل&قس&&ام&
ا&لن&ها&ئي&ة& ب&ال&شع&ب& ا&لع&لم&ية& &.
و&لئ&ن& ك&ان إر&سا&ء& ال&نظ&ام& ا&لت&رب&وي& في& خط&وط&ه& ال&عر&يض&ة& وف&ي&ا& أل&ط&رو&ح&&ات& بو&رق&يب&ة& و& ا&لن&ظ&ا&م& ا&لس&يا&س&ي&
ا&لذ&ي& أ&رس&اه& طي&لة& أ&كث&ر& من نص&ف& قر&ن& م&نه&ا& 30سن&ة تح&ت رئ&اس&ة& بو&رق&يب&ة& و& 23أ&خر&ى& ب&رئ&اس &ة& خ&لف &ه&
ا&لم&خل&وع& ز&ين& ا&لع&اب&دي&ن& ب&ن علي& ,فإ&ن& إ&صال&ح& ال&مس&عد&ي& وح&ده& كا&ن تح&ت ال&وص&اي&ة& ال&مب&اش&رة& لب&ور&ق&يب&ة& في&
ح&ين& و&قع& اع&تم&اد& إ&صال&ح&ي& ال&شر&في& و& ا&لر&وي&سي& في& ع&هد& ا&لم&خل&وع&&.
و&قد& تم&يز&ت& ا&إل&صال&ح&ات& ا&لث&ال&ث ال&مذ&كو&رة& ب&ال&تر&كي&ز& ت&قر&يب&ا& على& نف&س ال&مف&هو&م& للق&يم& ال&مر&غ &و&ب& ت&رك&يز&ه &ا&
ل&دى& ال&نا&شئ&ة& ب&اع&تب&ار&هم& م&وا&طن&ي& ا&لغ&د& إ&لى& جا&نب& اتف&اق&ها& ا&لم&شت&رك& في& ا&لحف&&اظ& عل&ى ال&مك&ان &ة& ا&لم&تم&&يز&ة& ل&لغ &ة&
ا&لف&رن&سي&ة& ال&تي& ب&قي&ت ل&غة ت&در&يس& ال&مو&اد& ال&عل&مي&ة عل&ى& كا&فة& ال&مس&تو&يا&ت& ال&تع&لي&مي&ة& بم&خت&لف& ال&شع&ب ف&ي& م&رح&لة&
ا&لت&عل&يم& ا&لث&ان&وي&.
و&قد& تج&لى& ه&&ذا& ا&ال&تف&ا&ق& بش&ك&ل& خ&ا&ص في& ا&لت&رك&ي&ز& عل&ى مف&ه&&وم& ا&له&وي&ة& الق&وم&ي&ة& ف&ي& إص&ال&ح& ا&لم&س&&عد&ي& (
)1958و&ال&مق&صو&د& با&لق&وم&ية& آ&نذ&اك& ا&لقو&مي&ة& ا&لت&ون&سي&ة& ب&اع&تب&ار& ف&ك&ر&ة& ب&ور&ق&يب &ة& عن ا&أل&م&ة& ا&لت&ون&س&ي&ة& وم&فه&&وم&
ا&له&وي&ة& ا&لو&طن&ية& ال&تو&نس&ية& ا&لت&ي& ح&لت& م&حل& ا&لع&با&رة& ال&سا&بق&ة لم&زي&د& ال&شر&ح& و&ال&تو&ض&يح& ل&عب&ا&رة& ال&هو&ي&ة& ا&لقو&مي&ة&
ا&لو&ار&دة& ف&ي& ق&ان&ون& .1958ي&نص& ال&فص&ل& األ&و&ل& من ا&لق&ان&ون& ر&قم& 118لس&نة& ( 1958إ&صال&ح& ا&لم&سع&دي&)& ف&ي&
ا&لع&نو&ان& األ&و&ل& ا&لم&با&دئ& ا&لع&ام&ة على& أن :
-1تز&كي&ة& ا&لش&خص&ية& وت&نم&ية& ا&لم&وا&هب& ال&طب&يع&ية& عند& جم&يع& األ&ط&ف&&ال& ذك &و&را& و&إن&اث &ا& ب&&دو&ن& أ&ي تم &ي&ز& بي&نه&م&
ال&ع&تب&ار& جن&سي& أ&و& د&ين&ي& أو& اج&تم&اع&ي&
-3إع&دا&د& ال&طف&ل& للق&يا&م& بد&ور&ه& ك&مو&اط&ن& و&كإ&نس&ان& وت&كو&ين& اإل&ط&ار&ات& ال&صا&لح&ة& ال&كف&يلة& بن&مو& ال&نش&اط& ال&قو&مي& [
ن&فس& ا&لم&عن&ى& ال&مقص&ود& أي& الق&وم&ي& ال&تو&نس&ي& ] على& مخ&تل&ف& وج&وه&ه& ف&ي& جم&يع& ال&مي&اد&ين&>>& .
و&ين&ص& ا&لق &ا&نو&ن& ع&&دد& 65لس &ن&ة ( 1991إص &ال&ح& ش&&رف&ي)& ف&ي& ال&فص &ل& ا&أل&ول& من& ا&لب &ا&ب األ&و&ل& :ا&لم&ب&&اد&ئ&
ا&أل&سا&سي&ة& ع&لى& م&ا& ي&لي& :
<&< يه&دف& ال&نظ&ام& ا&لت&رب&وي& في& إ&طا&ر& ال&هو&ية& ال&وط&ني&ة& ا&لت&ون&سي&ة& و&اال&ن&تم &ا&ء& ال&حض &ا&ري& ال&ع&&رب&ي& ا&إل&س &ال&مي&
إ&لى& تح&قي&ق& ا&لغ&اي&ات& ال&تا&لي&ة :
31
-ت&مك&ين& ال&نا&شئ&ة من&ذ& ح&دا&ثة& عهد&ها& با&لح&يا&ة& ب&ما& يج&ب أن تت&عل&مه& ح&تى& ي&تر&سخ& في&ها& ا&لو&عي& با&له&وي&ة& ا&لو&طن&ية&
ا&لت&ون&سي&ة& وي&نم&و& ل&دي&ها& ال&حس& ال&م&&دن&ي& و&ال&ش&&عو&ر& با&ال&نت&م&&اء& ا&لح&ض&&ار&ي& و&طن&ي&ا& و&مغ&ار&ب&ي&ا& و&عر&بي&ا& و&إس&ال&م&يا&
و&يت&دع&م& عن&ده&ا ال&تف&تح& عل&ى& ا&لح&دا&ثة& و&ال&حض&ار&ة& اإل&ن&سا&ني&ة&
ك&م&ا& ج&ا&ء في& ا&لع&ن&&وا&ن& ا&أل&ول& في& ر&س&&ال&ة ال&تر&بي&ة& ض&&من& الق&ا&نو&ن& ا&لت&و&جي&هي& لل&تر&بي&ة& وا&لت&عل&يم& ال&مد&رس&ي& –
ا&لق&ان&ون& ع&دد& ( 2002- 80إص&ال&ح& ا&لر&وي&س&ي)& ف&ي& ا&لف&صل& ال&ثا&لث& &:
" ت&هد&ف& ال&تر&بي&ة& إ&لى& تن&شئ&ة ال&تال&م&يذ& عل&ى& ا&لو&فا&ء& لت&&ون&س& و&ال&&وال&ء& ل&ه&ا& وع&لى& حب& ا&ل&و&طن& وا&ال&ع&ت&زا&ز& ب&&ه
و&تر&سي&خ& ال&وع&ي& ب&ال&هو&ية& ا&لو&طن&ية& في&هم& و&تن&مي&ة& ال&شع&ور& با&ال&نت&ما&ء& ا&لح&ضا&ر&ي& ف&ي& أ&بع&اد&ه& ا&لو&طن&ية& وا&لم&غا&رب&ي&&ة&
و&ال&عر&بي&ة& وا&إل&سال&م&ية& و&اإل&ف&ري&قي&ة& وا&لم&تو&س&ط&ية& و&يت&&دع&م& عن&د&هم& ال&تف&تح& عل&ى ال&حض&&ار&ة& اإل&ن&س&ا&ني&ة"& أي& ف&ي&
ا&لم&حص&لة& هو&ية& ت&ون&سي&ة& (ق&وم&ية& أو& وط&ني&ة& ) وا&نت&ما&ء& حض&ار&ي& ع&ري&ض (عر&بي& إس&ال&مي& ت&د&رج& ش&&يئ&ا& فش&ي&ئا&
إ&لى& مغ&ار&بي& عر&بي& إس&ال&مي& إف&ري&قي& مت&وس&ط&ي)& و&تف&تح& عل&ى& ا&لح&ضا&را&ت& اال&ن&سا&ني&ة& …&
ل&قد& ظ&ل& م&وض&وع& ال&هو&ية& وا&لق&يم& ا&لو&طن&ية& ثا&بت&ا& ال& ي &ت&زع&زع& أ&م&&ام& ال&عو&اص &ف& ال&عر&وب&ي &ة& وا&إل&س &ال&مي&ة&
م&نذ& إق&دا&م& بو&ر&قي&بة& عل&ى& ح&ل ال&تع&لي&م& ال&زي&تو&ني& وح&مل& ل&وا&ء ال&فر&نك&فو&ني&ة& وت&ب&&نى& ت&وص&ي&ات& مش&ر&وع& ال&فر&نس&ي&
ج&و&ن& د&وب&ي&&اس& ا&ل&&وف&ي& ل&تو&ص&&يا&ت& بال&د&ه فر&نس&ا& ا&لم&س&&تع&مر& ا&لق&د&يم& و& ا&لو&ص&ي& ا&لج&دي&د& و&اال&ل&ت&زا&م& ب&نص&و&ص&
ب&رو&ت&وك&و&ال&ت& ا&تف&اق&ية& ا&ال&ست&قال&ل& ال&دا&خل&ي& ال&تي& تن&ص عل&ى& أن& ا&لل&غ&ة& ا&لف&رن&س&&ية& لي&س&ت& أ&جن&بي&ة& ل&تص&ب&ح& ش&ي&ئا&
ف&شي&ئا& ال&لغة& ا&أل&ول&ى& لل&تد&ري&س& وا&لل&غة& ا&أل&كث&ر& اس&تع&ما&ال& عن&د& ا&لن&خب&ة& ف&ي& ا&لت&خ&&اط&ب& ول&تك&و&ن& ت&&ون&س& ب&ا&عت&را&ف&
ا&لف&رن&سي&ين& أن&فس&هم& أ&ول& د&ول&ة& م&ست&عم&لة& للف&رن&سي&ة& ت&در&يس&ا& و& تخ&اط&با& من بي&ن ال&دو&ل& ا&لف&رن&كف&ون&ية& ا&لت&ي& ال& تم&ثل&
ف&يه&ا& ال&فر&نس&ية& ال&لغة& ا&لو&طن&ية& &.
ل&قد& ر&اف&ق& ت&طب&يق& ا&لن&ظا&م& ا&لت&رب&وي& ال&تو&نس&ي& م&نذ& تأ&سي&سه& غد&اة اال&س &ت&قال&ل& ال&عد&ي &د& م&ن ال&مش &ا&كل& ت&&را&وح&ت& من&
ا&ال&نت&قا&ئي&ة& ا&لم&شط&ة وض&ع&ف& ا&لم&رد&ود& مع& م&ا& ع&&رف& بإ&ص&ال&ح& ال&مس&&عد&ي& و&اإل&ص&ال&حا&ت& ال&جز&ئي&ة& و&ال&فر&عي&&ة
ا&ل&ت&ي& ت&مت& ف&ي& ص&ل&به& إ&لى& تر&اج&ع& مس&&تو&ى& ا&لم&تع&لم&ين& و&ض&ع&ف& مك&تس&&با&ته&م& ف&ي& ظ&ل& م&ا& ع&&رف& بإ&ص&ال&ح&ي&
ا&لش&رف&ي& و& ال&رو&يس&ي&&.
و&مع& ا&لز&من& أ&صب&حت& ه&نا&ك& مش&اك&ل& م&زم&نة& لل&نظ&ام& ا&لت&رب&وي& ا&لت&ون&سي& و&تر&اك&مت& ا&لع&دي&د& من& ال&عل&ل و&ال&سل&بي&ات&
ا&لت&ي& أ&خذ&ت& ت&نخ&ر& م&دخ&ال&ت& ا&لم&در&سة& ا&لت&ون&سي&ة& و&تع&ص&ف& ب&مخ&رج&ات&ها& وت&هد&د& د&ور&ها& وم&كا&نت&ها& .
و&ان&طال&ق&ا& من ال&تش&خ&يص& ال&ع&&ام& ا&لم&عت&م&د& بن&ا&ء على& ال&كث&ي&ر& من ال&تق&يي&م&&ات& ال&دا&خل&ي&&ة وا&لخ&ار&جي&ة& و&من& خال&ل&
ا&ست&قر&اء& وا&قع& ا&لو&ضع& ا&لت&رب&وي& في& ت&ون&س& و&مق&ار&نة& م&عط&يا&ته& ون&تا&ئج&ه& وإ&حص&ائ&ي&ات&ه& مع& ب&لد&ان& أ&خر&ى& نك&تش&ف&
ا&لو&ضع& ا&لم&زر&ي& ا&ل&&ذي& أص&ب&ح عل&ي&ه& ا&لش&أ&ن ال&ت&رب&وي& ال&تو&نس&ي& وخ&اص&ة& عل&ى& م&س&&تو&ى& ت&ر&تي&ب& أ&بن&ائ&ن&ا& في&
ا&لم&ن&&اظ&را&ت& ال&عا&لم&ي &ة& (عل&ى& غ &ر&ار& من &ا&ظر&تي& ب&&يز&ا& و& ت&مس&) ور&تب& ال&جا&مع &ا&ت& ال&تو&نس &ي&ة& ع&ال&مي &ا& وح &ت&ى&
إ&فر&يق&يا& &،فه&ي& رت&ب& ال& نج&د& ل&ها& أث&را& في& ا&لـــ 6000ج&ام&عة& ا&ال&ول&ى& عل&ى ال&مس&تو&ى& ا&لد&ول&ي& و& ا&لـــ 50جا&مع&ة
ا&أل&ول&ى& على& ال&مس&تو&ى& ا&إل&فر&يق&ي& و&ال& يف&وت&نا& ك&ذل&ك& ا&لت&نب&يه& إ&لى& ما& أص&بح& ي&خش&اه& ال&شع&ب ال&تو&نس&ي& م&ن مخ &ا&طر&
م&حد&ق&ة& بم&ص&ي&ر& أ&جي&ال&&ه ال&ص&ا&عد&ة وت&هد&ي&د&ات& من ش&أ&نه&ا& ال&مس& بص&&حت&هم& ال&جس&&دي&ة& و&ال&نف&س&ي&ة& و&ب&أ&خال&ق&ه&م&
32
و&سل&وك&ه&م& م&ن خال&ل& ب&رو&ز& ظ&وا&هر& اس&ته&ال&ك& ا&لم&خ&د&را&ت& دا&خ&ل& وح&&ول& ا&لو&س&ط& ا&لم&در&س&ي& وت&ف&ا&قم& ح&&اال&ت&
ا&لع&ن&ف& وا&لغ&ش& و&اال&ن&قط&ا&ع& و&ال&حر&ق&&ان& [أ&ي& م&غ&&اد&رة& أر&اض&ي& ال&بال&د& خل&س&&ة ع&ب&ر& ا&لب&ح&ر& في& هج&ر&ات& غ&&ير&
ق&ان&ون&ية& و&مر&ف&و&ق&ة& بخ&طر& ا&لم&وت& غر&قا&&.
و&تن&قس&م& ه&ذه ال&مش&اك&ل& ال&مد&رس&ية& وا&لت&رب&و&ية& إ&لى& مس&ائ&ل& ي&مك&ن أن& ن&طل&ق& عل&يه&ا& ص&&فة “ا&لف&ني&ة&” وا&ل&&تي& ي&مك&ن
م&عا&لج&ته&ا& ب&حل&ول& وإ&جر&اء&ات& “&فن&ية&”& أ&يض&ا& أي& م&عر&في&ة& و&بي&دا&غو&جي&ة& و&إج&را&ئي&ة& و&أخ&رى& جو&هر&ية& وه&يك&لي&ة& ال&
ي&مك&ن مع&ال&جت&ها& إال& بإ&جر&اء&ات& جذ&ري&ة& عم&يقة& &.
-ضع&ف& مك&تس&با&ت& ال&مت&عل&مي&ن& ف&ي& ال&لغة& ا&لع&رب&ية& وا&لل&غا&ت& ا&أل&جن&بي&ة& و&ال&مو&اد& ال&عل&مي&ة
-ط&غي&ان& ال&جا&نب& ال&تر&اك&مي& و&ال&بع&د& ال&نظ&ري& على& ال&تع&لم&ات& وك&ثر&ة& م&وا&د& ال&تع&لي&م& وف&قد&ان&ها& لل&تر&اب&ط& وا&ال&ند&ما&ج&
ب&ين&ها&
-مش&اك&ل& تق&ي&يم& عم&&ل ال&تل&مي&ذ& و& غلب&&ة ال&تل&قي&ن و& ا&إل&مال&ء& و& ض&&عف& ا&لت&وا&ص&ل& و& ك&ثا&ف&ة& ا&ل&&زم&ن& ا&لم&در&س&ي& و&
م&شا&كل& ا&لش&عب& و&ال&تو&جي&ه&
-ض&&عف& م&ش&&ار&كة& م&خت&ل&ف& األ&ط&ر&اف& في& ال&حي&ا&ة ال&مد&رس&ي&ة& و& ا&س&&تق&ال&ة األ&و&لي&ا&ء& و&ب&&رو&ز& ظ&&وا&هر& ال&عن&ف&
و&ال&تس&يب& و&ال&غش& دا&خل& ال&فض&اء& ا&لت&رب&و&ي& و&من& ح&ول&ه
-ت &د&هو&ر& ا&لب&&نى& ال&ما&دي&&ة& ل&لم&ؤس&س &ا&ت& ال&تر&بو&ي &ة& و&ال&نق&ص& ا&لف &ا&دح& في& ال&تج&ه &ي&زا&ت& وا&لو&س &ا&ئل& ال&بي&دا&غو&جي &ة&
و&مح&دو&د&ية& ا&لم&وا&رد& ال&بش&ري&ة& ب&اس&تث&نا&ء& إط&ار& ا&لت&در&يس&
-ض&عف& م&رد&و&د& ا&لم&ؤس&سا&ت& ال&تر&بو&ية& م&ن حي&ث ار&تف&اع& نس&ب& ا&ال&نق&طا&ع& وا&لر&سو&ب&
-مش&&اك&ل& ال&حو&كم &ة& و&ال&قي&&اد&ة ال&رش&&يد&ة& وا&لت&&أط&ير& ال&&تر&بو&ي& و&ال&بي&&دا&غو&ج&ي& و&ال&مر&اف&ق &ة& وا&لت&ك &و&ين& ال&مس&&تم&ر&
و&اال&ن&ت&&دا&با&ت& و&ال&تف&تح& عل&ى& س&و&ق& ا&لش&غ&ل … (و&لل&تع&م&ق& في& ه&ذ&ه ال&مش&ا&كل& وا&لص&ع&و&با&ت& ي&مك&ن ال&ع&&ود&ة& إ&لى&
و&ثي&قة& ن&حو& م&جت&م&ع& ال&مع&رف&&ة &:ا&إل&ص&ال&ح& ال&&تر&بو&ي& ا&لج&دي&د& ،ا&لخ&ط&ة& ا&لت&نف&يذ&ي&ة& ل&مد&رس&ة& ال&غ&د& ال&ص&ا&در&ة& عن&
و&زا&رة& ا&لت&رب&ية& في& ج&و&ان& 2002 و&ال&وث&يق&ة& ا&لم&نه&جي&ة& إل&ص&ال&ح& ا&لم&نظ&وم&ة& ال&تر&بو&ي&ة& ا&لص&&اد&رة& عن وز&ار&ة&
ا&لت&رب&ية& في& أ&فر&يل& 2015ب&من&اس&بة& إط&ال&ق& ال&حو&ار& ح&ول& ا&إل&صال&ح& ال&تر&بو&ي& ا&لح&ال&ي& .&).
و&با&لط&بع& فإ&ن هن&اك& جم&لة& م&ن ال&حل&ول& وا&لم&قت&رح&ات& ا&إل&صال&ح&ية& ال&تي& ال& تج&د& م&عا&رض&ة& م&جت&مع&ي&ة& ب&اعت&با&ره&ا&
ح&لو&ال& ب&يد&اغ&وج&ية& مع&قو&لة& أ&و& ا&خت&يا&را&ت& تر&بو&ية&”& فن&ية&”& ب&دو&ره&ا& ك&فا&ءات& و&من&ها& على& س&بي&ل& ال&مث&ال& &:
33
-اع&تم&اد& ب&يد&اغ&وج&يا&ت& ال&تح&كم& وا&لن&جا&ح& على& غر&ار& بي&دا&غو&جي&ات& ا&لك&فا&يا&ت و& ا&لم&شر&وع& و&ال&تف&ري&ق& و&ال&عم&ل&
ا&لت&شا&رك&ي& و&عم&ل& ا&لم&جم&وع&ات&
-ت&طو&ي&ر& ا&لح&يا&ة ال&مد&رس&ية& وت&عز&ي&ز& ا&لت&رب&ية& على& ال&مو&اط&نة& وا&لم&دن&ية& و&حق&وق& ا&إل&نس&ان& في& ا&لو&سط& ا&لم&در&سي&
أ&ما& ال&مش&اك&ل& ا&لج&وه&ري&ة& وا&لق&ضا&يا& ا&أل&سا&سي&ة& ال&تي& نع&تق&د& أن&&ه ال& إ&ص&ال&حا& ح&قي&قي&ا& د&ون& مع&ال&جت&ه&ا& ج&&ذر&يا& وال&
ح&ال& فع&لي&ا& دو&ن تن&او&له&ا& م&با&شر&ة& ب&كل& مس&ؤو&لي&ة& وب&ك&ل& وط&ني&ة& وب&ك&ل& ش&&جا&عة فه&ي& تل&ك& ال&مت&ص&&لة& بم&وض&و&ع&
ا&له&وي&ة& و&ال&لغ&ة ال&وط&ني&ة& وب&أس&س& ال&مش&رو&ع& ا&لت&رب&وي& ال&مج&تم&عي& ال&مج&يب& عن& س &ؤ&ال& من& ه &و& تل&مي &ذ& ال&مد&رس &ة&
ا&لت&ون&سي&ة& وم&اه&ي& مق&وم&&ات& اإل&ن&س&ا&ن& ا&لج&دي&د& ال&&ذي& نر&ي&د& من& ح&يث& الق&يم& وا&لم&وا&ق&ف& و&ال&س&ل&وك&ا&ت& ؟ وب&ال&ت&ا&لي&
م&اه&ي& غ&اي&ات& ا&لن&ظا&م& ال&تر&بو&ي& وم&قا&صد&ه& و&أه&دا&فه& و&أي&ة مك&ان&ة لل&غة& ا&لو&طن&ي&ة& األ&م&؟& و&م&ا& ي&نع&كس& عن ذ&ل&ك& من&
ب&را&مج& و&من&اه&ج& وت&كو&ين& وت&قي&يم& – ذ&لك& ه&و& بي&ت ا&لد&اء& وأ&سا&س& ا&لد&وا&ء& وم&ن& خال&ل& ذل&ك& يك&ون& ا&لج&وا&ب& ال&شا&في&
ا&لك&اف&ي& عن سؤ&ال& أي& إص&ال&ح& ت&رب&وي& نر&يد& ؟& و&هل& هو& إص&ال&ح في& ا&لص&مي&م& أم& مج&رد& ت&رق&يع& وت&رم&يم& ؟
فMشل“ MاMلتMحدMيث M”MاMلقMائMم MعMلى الMتغMريMب و ضروMرة MاMلتMأكMيد Mعلى قيم MالMهوMية Mو MاMلتMعرMيبM
إن جو&هر& ا&لم&شر&و&ع& ا&لب&ور&قي&ب&ي& ي&تم&ثل& في& ”& ت&حد&يث&”& ال&مج&تم&ع& ا&لت&ون&س&ي& و& إ&رس&&اء& أس&س& ”& ا&لح&دا&ث&ة& ” في&
ت&ون&س& ال&تي& كا&ن بو&رق&يب&ة& يع&تق&د& أ&نه& ل&م يح&رر&ها& فق&ط& ب&ل& ب&عث&ه&ا& من& ج&دي&د& و& من&حه&ا& هو&يت&ه&ا& &.ك&&ان& ب&ور&ق&يب&ة&
ي&عت&قد& أن ال&شع&ب& ا&لت&ون&سي& مج&رد& ”& غ&با&ر& من& ا&أل&فر&اد& ” و& أ&نه& ش&خص&يا& ع&ب&ا&رة& عن يو&غر&ط&ة& ا&ل&ذ&ي& ا&نت&ص&ر&
( يو&غر&طة& هو& ال&قا&ئد& ال&بر&بر&ي& ا&لذ&ي& ح&ار&ب& ا&لر&وم&ان& و& آل& به& ا&أل&مر& ا&لى& ا&له&زي&مة& ) &.ك&ان& ب&ور&ق&يب&ة& مت&حم&سا&
ل&لن&مو&ذج& ا&لث&قا&في& ا&لفر&نس&ي& و& مت&أث&را& ب&ال&من&وا&ل& ال&غر&بي& ا&لح&دا&ثي& &.و& قد& ك&ان شد&يد& ا&إل&عج&اب& ب&مص &ط&فى& كم &ا&ل&
أ&تا&تو&رك&( أ&ب األ&ت&را&ك)& ال&ذ&ي& ق&ط&ع& رو&اب&ط& تر&كي&ا& ب&ال&مش&ر&ق& ا&لع&ر&بي& و& ق&ا&م& بك&ل& م&ا& في& وس&ع&ه& ل&تح&وي&ل&
و&جه&ته&ا& ا&لى& ا&لغ&&رب& األ&و&رو&ب&ي &.فه&ل& نجح& م&ش&ر&و&ع& ا&لح&دا&ث&ة& ف&ي& ت&&ون&س& و& ت&م& ف&عل&ي&ا& ”& ت&ح&د&يث& ”& ا&لم&جت&م&ع&
34
ا&لت&ون&سي& أم& أن األ&م&ر& ا&نت&هى& ب&رد&ة& ف&ع&ل& ش&ع&بي&ة& ج&عل&ت ال&بال&د& ال&تو&نس&ي&ة& تش&ه&د& أ&زم&ا&ت& دو&ري&ة& مت&تا&لي&ة& طي&ل&&ة
س &ن&وا&ت& ال&خم&س&&ين& و& ا&لس &ت&ين& و& ال&س&&بع&ين& و& ا&لث&م&&ان&ين& من ال&ق&&رن& ا&لع&ش&&ري&ن& و& ع&&رف&ت& ظ &و&اه&ر& ال&غل &و& م&ن &ذ&
ا&لت&سع&ين&ات& م&ن الق&رن& ا&لم&اض&ي& و& ا&نت&هى& ا&أل&مر& ب&ال&مج&تم&ع& ال&تو&نس&ي& ”& ا&لح&دا&ثي& ”& و& ” ال&مح&&دث& ”& ا&لى& ت&ف &ر&يخ&
ع&دد& ال& ي&ست&ها&ن& به& م&ن ال&شب&ان& ا&لم&تش&بع&ين& ب&أف&كا&ر& ا&لت&ط&&رف& و& ا&لت&عص&ب& و& ا&ال&نض&م&ام& ال&ى& ا&لق&&وى& ا&إل&ره&اب&ي&ة&
ا&لم&نض&وي&ة& تح&ت أل&وي&ة& ”& ا&لق&اعد&ة ” و& ”& د&اع&ش ” ح&ت&ى& أد&ى& ا&أل&م&ر& ب&و&زي&ر& ال&تر&بي&&ة ال&ح&ا&لي& إ&لى& ا&لت&ص&ر&يح&
ذ&ات& ي&وم& ق&بي&ل& تو&لي&ة ال&وز&ار&ة& بأ&ن ال&مد&رس&ة& أ&صب&حت& ”& ت&خر&ج& ا&لد&وا&عش& ” .لق&د فش&ل& مش&&رو&ع& ”& ا&لت&ح&د&يث&
”& أل&ن&ه اعت&مد& أس&اس&ا& عل&ى ”& ا&لت&غر&يب& ” بد&ل& ا&لن&هو&ض& ب&ال&مج&تم&ع& في& ظ&ل& ت&جذ&ير& ه&وي&ته& و& ت&رس&&يخ& م&قو&م&ا&ت&
أ&صا&لت&ه& و& تع&زي&ز& شع&ور&ه& با&لك&را&مة& ال&وط&ني&ة& و& ا&الع&تز&از& ب&ال&ذا&ت& و& اال&ف&تخ&ار& با&ال&نت&ما&ء& ال&حض&ار&ي& و& ال&ثق&اف&ي&
و& ال&تا&ري&خي& مع& ت&فت&حه& عل&ى& ر&وح& ال&عص&ر& و& م&وا&كب&ته& أل&س&س& ا&لت&طو&ر& و& لل&مك&تس&با&ت& اال&ن&سا&ني&ة& و& لث&ما&ر& ال&تق&&دم&
ا&لع&لم&ي& و& ال&تك&نو&لو&ج&ي &.هن&اك& فر&ق& ك&بي&ر& بي&ن مش&رو&ع& ح&رك&ة ”& ا&لن&هض&ة و& اإل&ص&&ال&ح& ”& ف&ي& ا&لق &ر&ني&ن 19و&
20و& ال&تي& كا&ن من رو&اد&ها& في& ا&لب&ال&د& ا&لع&رب&ي&ة& ال&طه&ط&ا&و&ي& و& ال&كو&اك&&بي& و& األ&ف&غ&ا&ني& و& ع&ب&&ده& و& في& ت&&ون&س&
خ&ير& ا&لد&ين& و& ال&جن&را&ل& ح&سي&ن و& م&حم&د& بي&رم& ا&لخ&ام&س& و& عب&د ال&عز&يز& ا&لث&ع&ا&لب&ي& و& ا&لط&&اه&ر& ا&لح&&دا&د& و& ال&ط&ا&هر&
ب&ن عاش&و&ر& &.لق&د& دعت& ه&&ذه& ا&لح&رك&ة& اإل&ص&ال&ح&ية& إل&ى& ا&أل&خ&ذ& ب&أس&ب&اب& ا&لت&ط&&ور& و& ا&لتق&د&م& ال&عل&مي& و& ا&ل&&رق&ي&
ا&لح&ضا&ري& و& ا&ال&ست&فا&دة& من ال&مك&اس&ب& ال&حض&ار&ية& ل&لغ&ر&ب خا&ص&ة& و& لإل&ن&س&&ان&ية& عا&م&ة& ف&ي& إط&ا&ر& األ&ص&ا&لة& و&
ا&ال&عت&زا&ز& با&ال&نت&ما&ء& ا&لح&ضا&ر&ي& و& إح&يا&ء كل& م&ا& ه&و& م&ن&&ير& و&مس&ت&ني&ر& تا&ري&خي&ا& و& في& ت&را&ثن&ا& &.أ&لم& تق&م حر&ك&ة&
“&ال&نه&ض&&ة& ” األ&و&ر&وب&ي&&ة& ف&ي& الق&&رن&ين& 14و& 15م& على& أس&&اس& إح&ي&&ا&ء ال&&تر&اث&ين& ال&يو&ن&&ا&ني& و& ا&لر&وم&&ان&ي& و&
ا&ال&ست&فا&دة& من مك&تس&با&ت& و& إ&ضا&فا&ت& ا&لح&ضا&رة& ال&عر&بي&ة& ا&ال&سال&م&ية& في& مخ&تل&ف& ال&مي&اد&ين& .
ي&قو&ل& ا&أل&ست&اذ& ن&ور&ال&دي&ن& عر&با&وي& ف&ي& كت&اب&ه ال&تر&بي&ة& و& ال&تح&دي&ث& ف&ي& ت&و&نس& &<< &:ك&&ان& ت&ي&ا&ر& ال&حد&اث&&ة م&د&رك&ا&
ال&خ&تال&ل& ال&تو&از&ن& ب&ين&ه& و& بي&ن تي&ا&ر& ال&نه&ض&ة& (أ&ي& ت&ي&&ار& ال&حر&ك&ة& ا&إل&ص&ال&حي&ة& ) و& ه&و& م&ا& ج&عل&ه& ي&بح&ث عن
ش&رع&ية& ا&فت&قد&ها& ف&ي& ا&لد&اخ&ل& ف&ال&تم&سه&ا& ف&ي& ال&خا&رج& فت&حو&ل& ا&لغ&رب& من نم&وذ&ج& حض&ار&ي& ص&ال&ح& ل&ال&قت &د&اء& فق &ط&
ا&لى& مص&در& ل&لش&رع&ية& أ&يض&ا& ي&&ؤم&ن& ا&لح&دا&ث&&ة و& ا&لم&عا&ص&&رة& و& ي&&بر&ر& بق&وت&ه& ا&لف&كر&ي&&ة و& ا&لم&اد&ي&ة& ا&ال&نخ&ر&اط& في&
ا&لع&ال&مي&ة ال&غر&بي&ة>&>&( &.. &)1و& يض&يف& << كا&نت& إص&ال&حا&ت& 1958ا&لت&ي& ض &ب&طه&ا& ق &ا&نو&ن& 4ن&وف&م &ب&ر& (ت&ش&&ري&ن&
ا&لث&ان&ي)& 1958ال&تر&جم&ة& ا&لقا&نو&ني&ة& لخ&طا&ب& ب&ور&قي&ب&ة& في& 25جو&ان& ( ح&زي&را&ن& ) 1958و& ا&لذ&ي& ك&&ان& ب&&دو&ره&
ا&لص&بغ&ة& ال&تو&نس&ية& ل&مش&رو&ع& د&وب&يا&س& ا&لف&رن&سي& .ل&قد& جا&ءت& تو&صي&ات& د&وب&يا&س& م&بش&رة& ب&هو&ية& ج&دي&دة& ل&تو&نس& و&
ن&جد& صد&ى& هذ&ه ال&تو&صي&ات& في& ال&خط&اب& ال&سي&اس&ي& ال&تح&د&يث&ي& ف&ي& ت&و&نس& ح&يث& ت&مي&ع& ان&تم&اؤ&ه&ا& ا&ال&س&ال&مي& و&
ا&لع&رب&ي& و& ب&رز& ا&ال&نت&ما&ء& ا&لم&تو&س&طي& و& ا&ال&نت&ما&ء& ا&إل&ف&ر&يق&ي& و& ال&ثق&اف&&ة ال&مغ&رب&ي&ة& كم&ا& ب&&رز& ا&لت&وج&ه& ا&ال&نع&&زا&لي&
ا&لم&ع&&بر& عن&&ه بم&ف&&اه&يم& ا&أل&م&&ة ال&تو&نس &ي&ة& و& ال&شخ&ص&&ية& ا&لت&ون&س&&ية& ال&مت&ح&&رر&ة& في& ا&ال&نت&م&&اء& ال&ثق &ا&في& ا&لع &ر&بي& و&
ا&ال&سال&م&ي>&>&(&.&)2
إن& ا&ال&نخ&را&ط& ا&لم&تح&مس& لت&ون&س& ال&بو&رق&ي&بي&ة& في& ا&لفر&نك&فو&ني&ة& و& ج&ع&ل& ا&لل&غ&ة& ا&لفر&نس&&ية& مه&يم&ن&ة& على& ال&تع&لي&م& و&
ت&هم&يش& ال&لغ&ة ال&وط&ني&ة& ا&أل&م& ق&د& أد&ى& ا&لى& إب&ع&&اد& ج&&زء& مه&م& م&ن ال&نخ&ب&&ة عن ا&لش&ع&ور& ال&عم&ي&ق& با&له&وي&ة& ال&عر&بي&ة&
ا&إل&سال&م&ية& و& ش&جع& دع&اة الق&وم&ية& ال&تو&نس&ية& و& األ&مة& ا&لت&ون&سي&ة& وأ&صح&اب& مق&ول&&ة ت&و&نس& ا&أل&ق&ر&ب& ا&لى& أو&رو&ب&ا&
عل&ى& اع&تب&ار& أن& ال&شع&ب& ا&لت&ون&سي& ه&و& ذ&ل&ك& ال&خل&ي&ط& ال&&ذي& أ&ف&ر&زه& ام&&تز&اج& ا&لش&&عو&ب& و& ا&لح&ض&ا&را&ت& ال&&تي&
ت&نا&وب&ت& على& ال&من&طق&ة .
ي&قو&ل& ا&أل&ست&اذ& س&في&ان& س&عد& هللا& ف&ي& قر&اء&ة نق&دي&ة لل&وا&ق&ع& ال&ت&رب&وي& في& ت&و&نس& &<< :ال& تق&تص&ر& ا&لم&در&س&ة& على&
ا&لت&عل&يم& و& حف&&ظ ال&مع&&ار&ف& &،و إن&م&ا& وظ&يف&ته&ا& ن&حت& ش&خص&&ية& ا&لط&ف&ل& ،و& إ&دم&اج&ه& ف&ي& ا&لو&س&ط& اال&ج&تم&&اع&ي& و&
ا&لث&قا&في& &.و&لك&ن ال&مد&رس&ة& ال&يو&م& ،ل&م& ت&عد& تض&&طل&ع& بت&رب&ي&ة& ال&نا&ش&ئ&ة& عل&ى& ا&لم&حا&فظ&ة& على& ق&يم& ا&لم&جت&م&ع& ،و& ال&
ت&سه&م& في& ت&كو&ين& إن&س&&ان& ق&ا&در& على& ال&تو&اص&ل& م&ع& ت&ار&يخ&ه& و& ال&مح&اف&ظ&ة& ع&لى& ق&يم&ه& ،ب&ل& أ&ن بع&ض ال&م&&وا&د&
35
ا&لم&قر&رة& تر&سخ& في& ال&نا&شئ&ة& قي&ما& م&شو&هة& من& ق&بي&ل& أن ال&ت&&ار&يخ& ال&ع&&رب&ي& اإل&س&ال&م&ي& إ&نم&ا& ه&و& ت&ا&ري&خ& د&م& ،و&
ش&&عر& و& تخ&ل &ف& ،و& ف&ي& ا&لم&قا&ب &ل& تظ&ه &ر& ه&&ذه& ا&لم&&وا&د& أ&ن ال&ت &ا&ري&خ& ا&لغ&&رب&ي& رم &ز& لل&تق&&دم& .ها&هن &ا& ن&م &ي&ز& بين&
م&شر&عي&ن& ف&ي& ا&لت&رب&ية& :تر&بي&ة& ز&ائ&فة تق&ضي& عل&ى& ا&لح&يا&ة ال&رو&حي&ة& ف&ي& ال&مج&تم&ع& و& تر&بي&ة& ح&قي&قي&&ة تح&اف &ظ& على&
ا&لخ&صو&ص&ية& ا&لث&قا&في&ة في& ا&لم&جت&م&&ع &.و& م&ن ال&غ&&ري&ب& أن& ي&عت&ب&ر& بع&ض ال&ح&&دا&ثي&ين& أن& ا&لح&دا&ث&&ة رف&ض& لل&تر&بي&ة&
ا&لت&قل&يد&ية& ث&م& مق&اب&ل ذ&لك& ي&سق&طو&ن& ف&ي& فخ& تق&لي&د& ال&غر&ب &.ف&إن& ك&ان ع&يب& أعد&اء& ال&حد&اث&ة ت&قل&يد& ا&لس&لف& و& ا&لت&مس&ك&
ب&ال&ما&ضي& و& ن&ظم&ه& ا&لت&رب&وي&ة& ا&لى& حد& اال&ن&غال&ق& ف&إن& ع&يب& ا&لح&دا&ثي&ين& ت&قل&يد& عقال&ن&ية ال&غر&ب& و& نظ&م &ه& ا&لت&رب&وي &ة&
ف&ي& الق&رن& ا&لس&اد&س& عش&ر إل&ى& ح&د& ا&ال&نغ&ال&ق &،و& ك&أن&هم& ال& ي&عي&رو&ن& أه&مية& ل&لت&ار&يخ& ب &ل& ي&حص &ر&ون& ا&لح&دا&ث &ة& ف&ي&
ح&قبة& ت&ار&يخ&ية& م&عي&نة& و& ال&حا&ل& أن& ت&ار&يخ& ال&بش&ري&ة& ه&و& ت&ار&يخ& ثو&را&ت& و& ا&لح&دا&ثة& ا&لغ&رب&ي &ة& ه&ي ج&&زء& ال& ي&تج &ز&أ&
م&ن ال&حض&ار&ة& ا&إل&نس&ان&ية& .و& ل&يس&ت& ا&لح&دا&ثة& ح&كر&ا& على& ال&مج&تم&ع& ا&لغ&رب&ي& ،إ&نه&ا& ن&تا&ج& ا&لم&جت&م &ع& اإل&ن&س &ا&ني& في&
م&خت&لف& م&را&حل&ه .فل&كل& م&جت&مع& نظ&مه& ا&لت&رب&وي&ة& و& أ&سا&لي&به& في& ا&لت&نش&ئة& ا&ال&جت&ما&عي&ة ،و& ال&مح&اف&ظ&&ة& على& الق&يم&
ا&ال&جت&ما&عي&&ة ال&تر&بو&ي&ة& ال& تت&ع&ا&رض& ب&ال&ض&ر&و&رة& م &ع& ا&لت&ق&د&م& ا&لم&ع&ر&في& و& ا&لت&ق&ن&ي& ا&ل&ذ&ي& ع&رف&ت&ه& ا&لم&جت&مع&&ات&
ا&لغ&رب&ي&&ة &.وم&ن هن &ا& ال& ي&مك&ن& نع&ت من& ي&ع&&تز& ب&هو&يت &ه& و& ق&يم &ه& ال&تر&بو&ي &ة& بأ&ن&&ه مت&خل &ف& &.و& ال& يم&كن& ان& ي&ع &د&
ح&دا&ثي&ا& من يت&خل&ى& عن ت&حق&يق& آ&ما&ل ال&شع&ب& و& ال&مح&اف&ظة& عل&ى& ت&ار&يخ&ه& و& قي&مه& ا&لت&رب&وي&ة& ؟ >>&(. )3
إن& ا&لم&سأ&لة& ال&جو&هر&ية& تت&مث&ل& ب&كل& بس&اط&ة& ف&ي& أنه& ال& ض&&ما&ن& ل&نج &ا&ح& أ&ي إص &ال&ح& تر&ب&&وي& حق&يق&ي& و& فع&لي& ف&ي&
ت&ون&س& ال& ي&ول&ي& ال&تر&بي&ة& عل&ى& ت&رس&يخ& ال&هو&ية& ال&عر&بي&ة& ا&إل&سال&م&ية& ل&دى& ا&لن&اش&ئة& و& تج &ذ&ير& اع&&تز&از&هم& ب&أص &ا&لت&ه&م&
و& با&نت&م&&ائ&هم& ا&لح&ض&&ار&ي& و& ال&ثق&&ا&في& م&&ع& ا&لت&أك&ي&&د& على& ال&تف&تح عل&ى ال&رو&اف&&د& ا&لح&ض&&ار&ية& اإل&ن&س&&ان&ية& و& على&
م&كت&سب&ات& ا&لم&عا&صر&ة& و& ث&ما&ر& ال&عل&م& و& ال&تك&نو&لو&جي&ا& .كم&ا& أن& أ&ي& إ&صال&ح& ت&رب&و&ي& ف&ي& ت&ون&س& ال& ي&عي &د& ا&الع&تب &ا&ر&
ل&لغة& ا&لو&طن&ية& ا&أل&م& و& يق&ر& ض&رو&رة& ا&لت&ع&&ري&ب& و& ب&ال&ت&&ال&ي& ت&&در&يس& ا&لم&و&اد& ا&لع&لم&ي&&ة با&لل&غ&&ة ال&عر&بي&ة& أ&س&&وة& بك&ل&
ا&لب&لد&ان& و& ال&شع&وب& ا&لت&ي& ت&حت&رم& خ&صو&ص&يا&ت&ها& ال&قو&مي&&ة و& ت&ع&ت&ز& با&نت&ما&ءا&ته&ا& ا&لح&ض&ا&ري&ة& و& ا&لثق&اف&ي&ة& .إن ك&ل&
ا&لب&لد&ان& ا&لم&تط&ور&ة& في& م&جا&ل& ا&لت&رب&ية& و& ا&لت&عل&يم& بل& و& ف&ي& ك&ل ال&مج&اال&ت& تد&رس& ب&لغ&ته&ا& ال&وط&ني&ة& وال& ت&رى& ل&غ&&ة
م&عي&نة& م&تف&رد&ة& ب&قد&را&ته&ا& في& ت&در&يس& ا&لع&لو&م& سو&اء& ك&ان&ت& ا&لل&غة ال&فر&نس&ية& أو& اإل&ن&جل&يز&ية& .هذ&ا& ه&و& ح&&ال& ف&نل&ن &د&ا&
و& ال&سو&يد& و& ا&لي&اب&ان& و& ال&صي&ن& و& ال&هن&د& و& أل&ما&ني&ا& و& إي&طا&لي&ا& و& ال&يو&ن&ا&ن& و& رو&س&ي&ا& و& تر&كي&ا& ب&ل& ه&&ذا& ه&و& ح&ا&ل
ا&لع&دو& ا&لص&هي&ون&ي& ال&ذي& يع&تم&د& ال&عب&ري&ة .و& إ&نن&ا& ن&تح&دى& أي& م&سؤ&ول& س&يا&س &ي& أ&و& أ&ي مر&ج &ع& ج&&ام&عي& ت&ون&س &ي&
أن& ي&عل&ن على& ال&مأل& أم&ام& ا&لش&عب& ا&لت&ون&سي& أن& ا&لل&غة ال&عر&بي&ة& عا&جز&ة عن تد&ري&س& ال&عل&وم& &.ي&قو&ل& م&حم&د& رض&ا&
ا&أل&جه&&ور&ي& في& كت&اب &ه& :دف&&اع& عن م&س&ت&قب&ل& ت&&ون&س &،مق&&اال&ت& ف&ي& ال&هو&يّ&&ة وا&لح& ّر&ي&ة& &.ال&ص&ا&در& عن ا&لش&&رك&ة&
ا&لت&ون&سي&ة& ل&لن&شر& وف&نو&ن& ا&لر&سم& &،ا&لط&بع&ة ا&أل&ول&ى& –& تو&نس& ” &: 2015إ ّن& ا&لع&دا&ء& لل&تع&ري&ب& ين&بع& م&ن ه&ذا& ال&عد&اء&
ل&له&وي&ة& ا&لع&رب&ية& اال&س&ال&مي&ة با&عت&ب&ا&ر& أن إن&ج&ا&ز& مش&&رو&ع& ا&لت&ع&ر&يب& س&يس&&اه&م& حت&م&ا& ف&ي& إ&ع&ا&دة اال&ع&تب&&ار& ل&ه&ذ&ه
ا&له&وي&ّة&”& (ص& . &)81و&يض&ي&ف& ( :لس&ت أر&ى& م&عن&ى& لم&ا& ي&زع&مه ال&بع&ض& من& ك&ون&ه& د&يم&قر&اط&ي&ا& على& ص&ع&يد&
ا&لع&م &ل& ا&لس&يا&س &ي& ي&&ؤم&ن& ب&ال&حر&ي&&ات& و&يق & ّد&س& حق &و&ق& اإل&ن&س&&ان& ثم& وف&ي& ذ&ات& ا&ل&&وق&ت& يه&م&&ل قض &ي&ة& ال&هو&ي&&ة
و&اال&ن&تم&اء& ا&لح&ضا&ري& أو& ين&اه&ض&ه&ا& و&يت&&آم&ر& عل&يه&&ا…&”& ) (ص& . )112كم &ا& ي&ق&و&ل& إ ّن&&“ &:ال&تح&مس& لل&تو&ج&ه&
ا&لف&رن&كف&ون&ي& ل&يس& م&جر&د& اخ&تي&ار& ل&غو&ي& يع&طي& ا&مت&يا&زا& خ&اص&ا& لل&فر&نس&ية& وإ&نم&ا& هو& با&إل&ضا&فة& إ&لى& ذل&ك& و&كن&تي&جة&
ح&تم&ية& ع&نه ا&لت&زا&م& بت&كر&يس& ا&أل&ول&وي&ة& للف&رن&سي&ة& ع&لى& ح&سا&ب& ا&لل&غة& ا&لو&طن&ية& … أل&جل& ذل&ك كا&ن طب&يع&ي &ا& ج &د&ا&
أن& ي&ك &ّرس& ا&لت&وج&ه ال&فر&نك&فو&ني& بص&فة& ف&عل&ية& ط&يل&ة& عش&را&ت& ا&لس&ني&ن دو&ن& ط&&رح& أي& تس&&اؤ&ل& ج& ّد&ي& ح&&ول& ه&ذ&ا
&ن ا&ال&س&&تم&را&ر& ف&ي& تك&ر&يس& ا&لق&مع& ا&لل&غو&ي& ال&مس&لط& ق&ه&&را& عل&ى& ل&غت&ن&ا& ا&لو&طن&ي&&ة)& ( .ص &)166يو&اص&ل& “ &:إ ّ&
عال&ق&ة تب&عي&ة& ت&ون&س& ا&لع&رب&ية& لغ&وي&ا& وث&قا&في&ا& ل&فر&نس&ا& لن يس&مح& أ&بد&ا& ب&تو&في&ر& أر&ضي&ة& م&ال&ئم&ة لت&غي&ير& ثقا&في& م&تج&ذر&
و&ال& إل&ص &ال&ح& تر&ب&&وي& ن&&اج&ح وال& ل&تح &ر&ر& و&ط&&ني& ح&قي&قي& وال& ل&تع&ام &ل& م &ع& ا&آل&خ&&ري&ن& من& م&وق &ع& ا&ال&س&&تق&ال&ل&
ا&لح&ضا&ري& تع&ام&ل& ا&لن&د& ل&لن&&د &.ل&ذ&لك& يت&حت&م& ه&د&م& أ&س&ا&س& ا&لت&بع&ي&ة& ،أ ّم&& ا& ا&لج&زئ&ي&ا&ت& األ&خ&&رى& ا&ل&ت&ي& ه&ي& ب&مث&اب&ة&
ا&أل&عر&اض &،ف&إن&ها& ست&ته&او&ى& ب&مج&رد& ا&لح&سم& ف&ي& أ&سا&س& ا&لب&نا&ء”& (ص. )175
36
خM
ه&ي& م&ؤس&سة& بح&ثي&ة& ت&غط&ي& مج&اال& إ&قل&يم&يا& وا&سع& ال&نط&اق& ،ي&ش&&مل& دو&ل& ا&لم&غ&&رب& ا&لع&ر&بي& و&ال&فض&ا&ء& ا&إل&ف&&ري&قي&
و&ال&مج&ال& ا&لم&تو&سط&ي& &،مع& ا&ال&هت&ما&م& با&لش&أن& ال&تو&نس&ي &،ول&لم&رك&ز& م&ق&ر&ان& ر&ئي&س&ي&ان& ب&لن&&دن& و&ت&و&نس&…& و&يع&م&ل&
ا&لم&رك&ز& عل&ى تق&دي&م& مس&اه&ما&ت& ج&اد&ة في& م&جا&ل& ا&لب&حو&ث& ا&إل&ست&را&تي&ج&ية& و&األ&م&ني&ة& و&اال&ق&ت&صا&د&ية& و&ال&دب&لو&ما&س&ية&&.
37
االستاذ :الحسين بوحبيل قسم التربية والتعليم: المعهد العالي للعلوم وزارة التعليم العالي
2020 - 2019 السداسي الخامس االنسانية بمدنين والبحث العلمي
مقدمة
.Iالمفاهيم األساسية
.IIمصادر أخالقيات المهنة
.IIIبعض القيم األخالقية والمبادئ المشتقة منها
.IVالخصائص الخلقية الواجب توافرها في المربي
.Vدور المربي في مواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين
.VIاخالقيات مهنة العون العمومي
.VII
خـــــــاتمة
مقدمة
لكل مهنة في المجتمع اإلنساني قواعد وأخالقيات البد من مراعاتها وااللتزام به&&ا من قب&&ل االف&&راد
المنتسبين لتلك المهنة ،الن ذلك يساعدهم على الس&&ير ق&&دما نح&&و تحقي&&ق النت&&ائج المنش&&ودة بكفاي&&ة وفاعلي&&ة
عالية .وتعد أخالقيات مهنة التعليم من أهم الموجهات المؤثرة في سلوك الم&&ربي ألنه&&ا تش&&كل لدي&&ه رقيب&ا&
داخليا وتزوده بأطر& مرجعية ذاتية يسترشد& بها في عمله ،ويقوّم أداء وعالقاته م&&ع اآلخ&&رين تقويم&&ا ذاتي&&ا
يعينه على اتخاذ القرارات الحكيمة التي يحتاجها ليكون أكثر انسجاما ً وتوافقا ً مع ذات&&ه وم&&ع مهنت&&ه ،وم&&ع
اآلخرين.
وإن االلتزام بتلك األخالقيات أمر ضروري& وواجب ،إذ يتحدد مقدار انتماء المربي لمهنته بموجب
درجة التزامه بقواعد تلك المهنة ومراعاتها& في جميع األحوال والمواقف&.
.Iالمفاهيم األساسية
-المهنة :وظيفة تتطلب إعداداً طويالً نسبيا ومتخصصا على مستوى التعليم العالي ويرتبط& أعضاؤه بروابط&
أخالقية محددة.
مجموعة من األعمال ذات الواجبات والمهمات المختلفة ،يمارس األفراد& خالله&&ا أدوارا مح&&ددة لهم ،وف&&ق -
أهداف مرسومة يعمل&&ون من أج&&ل تحقيقه&&ا ،ويل&&تزمون أثن&&اء ذل&&ك بمجموع&&ة من القواع&&د األخالقي&&ة تحكم
سلوكهم& المهني عندما يمارسون تلك المهنة.
38
-أخالقيات المهنة :المبادئ والمعايير& التي تعتبر أساسا ً لسلوك أفراد المهن&&ة المس&&تحب ،وال&&تي يتعه&&د أف&&راد
المهنة بالتزامها&.
مجموعة القيم واألعراف والتقاليد التي يتفق ويتعارف& عليها أفراد مهنة ما حول ما ه&و خ&ير وح&ق& وع&دل
في نظرهم ،وما يعتبرونه أساسا لتع&&املهم وتنظيم& س&&لوكهم& في إط&&ار المهن&&ة .ويع&&بر المجتم&&ع عن اس&&تيائه
واستنكاره ألي خروج عن هذه األخالق بأشكال مختلفة تتراوح بين عدم الرضا واالنتق&&اد ،والتعب&&ير عليه&&ا
لفظا أوكتابة أو إيما ًء ،وبين المقاطعة والعقوبة المادية.
.IIمصادر أخالقيات المهنة
-المصدر& الديني :تعد األديان السماوية أهم مصدر من مصادر األخالقيات ،وقد أكدت السنة النبوية الشريفة
وفصلت& ما ورد في القرآن الكريم .وروي& عنه صلى هللا عليه وسلم أنه قال "علموا وال تعنفوا ،ف&&إن المعلم
خير من المعنف" .وقال " علموا وأرفقوا ويسروا& وال تعسروا وبشروا وال تنفروا".
-الثقافة العربي&ة اإلس&المية :ك&ان موض&وع& أخالقي&ات مهن&ة التعليم من الموض&&وعات الرئيس&ة ال&تي تناوله&ا
العرب والمسلمون بالدراسة وسبقوا فيها غيرهم ،وكانوا& أول من أدركوا في كتبهم أهمية المبادئ واألس&&س
األخالقية التي تقوم عليها المهنة.
-التشريعات& والقوانين واألنظمة :تعد التشريعات والقوانين واألنظم&ة المعم&ول به&ا من المص&ادر األخالقي&ة
فهي تحدد للموظفين الواجبات األساس&&ية المطل&&وب إليهم التقي&&د به&&ا وتنفي&&ذها ويقص&&د بالتش&&ريعات& دس&&تور
الدولة ،وجميع القوانين المنبثقة عنه.
-العادات والتقاليد والقيم :يعتبر المجتمع المدني ال&&ذي يعيش في&&ه الف&&رد ويتعام&&ل مع&&ه في عالق&&ات متش&&ابكة
ومتداخلة مصدرا مهما من المصادر التي تؤثر في أخالقيات المهنة لألفراد الذين يتعاملون ويتعايش&&ون في
هذا المجتمع سواء على مستوى عالقة الموظف بالمجتمع المحلي أم على مستوى& عالقته مع زمالئه داخ&&ل
المؤسسة ،أم على مستوى& عالقته مع الطلبة.
-األدب التربوي الحديث :ركز األدب التربوي الحديث على سلوكيات أخالقية منها:
اإلخالص في العمل.
احترام شخصية الذين يعملون معه.
اإلنصاف& بالهدوء وسعة الصدر وتفتح الذهن.
التحلي بالتواضع والعفو والقناعة العزة.
الرفق& واللين.
اجتناب التكبر والطمع والبخل والبغضاء والغرور& والكذب ومدح النفس وسوء الظن والغضب.
محاسبة النفس.
39
المساواة في منح الفرص (فرص التعليم ،التدريب ،التقويم) -
عدم التميز والمحاباة بين األفراد. -
االحترام& والتقدير:
معاملة كل فرد باحترام. -
تشجيع الجهود المتميزة. -
اإلنسانية:
-حسن اإلصغاء إلى اآلخرين.
-حافظ على سرية المعلومات.
-استخدام شبكات التواصل الفعال.
االستقامة والنزاهة:
يلتزم بالقواعد والقوانين واللوائح والتشريعات المنصوص عليها -
التصرف& بأمانة وصدق&. -
الثبات في السلوك. -
اإلتقان:
-التأكد من سالمة المواد واألدوات واألجهزة قبل استخدامها.
-اإلعداد الجيد قبل التنفيذ.
-مواكبة المستجدات.
.IVالخصائص الخلقية الواجب توافرها في المربي
الصدق في القول والعمل :يجب على المربي االلتزام به&&ذا الخل&&ق ،وان يتحلى ب&&ه في معاملت&&ه م&&ع الطلب&&ة
وأولياء أمورهم ،ومع زمالئه والناس كافة وأن يفي بوعده ويلتزم& بمواعيده.
-االلتزام بدقة المواعيد المتصلة بإجراء االختبارات وتصحيحها واعادتها إلى الطلبة.
-تقديم المعلومات الصحيحة والدقيقة عن الطالب حينما تطلب منه.
اإلخالص في العمل :تعد هذه الخاصية من أهم الخصائص الخلقية التي يتوجب على المربي التحلي بها.
-مواكبة المستجدات المتعلقة بعمله.
الدقة في التخطيط& اليومي للموقف التعليمي /التعلمي. -
تأدية المهمات الموكلة إليه بدقة وفي& موعدها المحدد. -
الصبر والتحمل :إن تحلي المربي& بالصبر يمكنه من تحمل المشاق البدنية والنفس&&ية واالجتماعي&&ة ،ويمنح&&ه
الثقة بالنفس وقوة اإلرادة ،والقدرة على مواجهة العقبات والمشكالت.
-متابعة الطلبة ذوي االحتياجات الخاصة.
التروي& قبل إصدار األحكام. -
مساعدة الطلبة في حل مشكالتهم& الصفية ومتابعتها. -
الحلم والصفح وبشاشة الوجه:
المربي من أكثر الناس حاجة إلى التحلي بالحلم ،وإلى ضبط النفس ،وسعة الصدر. -
-التغاضي عن بعض الهفوات البسيطة التي تصدر عن الطلبة.
أال يكون سريع الغضب بل متوازنا& في انفعاالته. -
التواضع:
40
تتطلب هذه الخاصية من المربي عدم التعالي والتفاخر وطلب الشهرة والمباهاة ،ألنه قدوة صالحة لتالميذه. -
وقال الرسول& صلى هللا عليه وسلم " :إن هللا تعالى أوحى إلى أن تواضعوا ،وم&&ا تواض&&ع أح&&د هلل إال رفع&&ه
هللا".
-تقبل النقد البناء من اآلخرين.
االعتراف بالخطأ. -
التنازل عن رأيه مقابل اآلراء الصحيحة. -
العدل والموضوعية في معاملة الطلبة:
-ينبغي على المربي أن يمارس العدل في معاملته للطلبة في أثناء تدريسهم& دون تحيز ألحد أو محاباة.
-جمع معلومات كافية عن سلوك الطالب قبل إصدار الحكم.
-عدم المحاباة والتحيز& في معاملة الطلبة أو تقويم أدائهم.
.Vدور المربي في مواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين
أن يدرك المربي أهمية المهنة التي يمارسها& وقدسية رسالتها&.
أن يدرك بأن مهنة التعليم لها قواعد وأصول ،وتتطلب امتالك كفاي&&ات معين&&ة لممارس&&تها &:معرفي&&ة ومهني&&ة
وإنسانية.
أن يدرك أهمية التغيير الجذري الذي طرأ على طبيعة دوره ومسؤولياته ،بحيث غ&&دا الميس&&ر لعملي&&ة التعلم
الذاتي ،والمساعد في الوصول للمعلومات.
أن يستند في عمله وسلوكه وممارسته إلى قاعدة فكرية متينة وعقيدة إيمانية قوية.
أن يدرك أهمية الفئة التي يتعامل معها ،فالمعلم مثالً يتعامل مع الطلبة الذين يشكلون نواة التغيير والتط&&وير&
والتقدم.
أن يدرك من خالل نظرة منهجية علمية متطورة موقع&&ة وأهمي&&ة دوره في عص&&ر العولم&&ة واالنفت&&اح ،وأن
يتفهم أنه جزء من أسرته ومدرسته التي هي بدورها& جزء من مجتمعه المحلي ومن ثم وطنه الذي هو جزء
من العالم العربي ثم العالم ككل.
اخالقيات مهنة العون العمومي .VI
.1عالقة العون برئيسه المباشر
-تعريف& العون العمومي
يعتبر عونا للوظيفة العمومية كل من يقوم مباشرة وبصفة شخصية بمهمة ذات مص&لحة عام&ة ل&دى الدول&ة
او لدى جماعة عمومية محلية او لدى مؤسسة ذات صبغة ادارية.
ويخضع& جميع اع&&وان الوظيف&&ة العمومي&&ة الى قواع&&د الق&&انون الع&&ام ال&&تي تض&&بط& بمقتض&&ى انظم&&ة
اساسية عامة وانظمة اساسية خاصة وتحال نزاعاتهم االدارية على انظ&&ار المحكم&&ة االداري&&ة (.انظ&&ر في
هذا الشأن :صالح الدين الشريف و ماهر كمون ،الوظيفة العمومية في تونس ،حقوق الموظف وواجبات&&ه
وتط&&ور& مس&&اره المه&&ني من خالل التش&&ريع التونس &ي& والق&&انون المق&&ارن ،مرك&&ز البح&&وث والدراس&&ات
االدارية ،المدرسة القومية لالدارة ،تونس ، 1993ص .) 13
ويعت&بر& الموظ&ف طبق&ا الحك&ام الفق&رة االولى من الفص&ل 16من النظ&ام االساس&ي الع&ام الع&وان
الوظيفة العمومية في وضعية قانونية وترتيبية .وتخضع& هذه الوضعية الى عدة مب&&ادئ& قانوني&&ة ن&&ذكر منه&&ا
بالخصوص :اعطاء االولوية الى المصلحة العامة وضرورة مطابقة عمل االدارة لمتطلبات المجموعة...
كما ان هذه الوضعية القانوني&ة والترتيبي&&ة تجع&ل الموظ&ف& خاض&عا من&&ذ انتداب&&ه الى مجموع&&ة احك&ام غ&&ير
شخصية وقابلة للتغير في كل وقت(...المرجع نفسه ،ص .) 17
عالقة العون برئيسه المباشر -
41
لم ينص النظام االساسي العام العوان الوظيفة العمومية صراحة على هذا الواجب غير انه يمكن اس&&تنتاجه
من االحكام المتعلقة بمسؤولية االعوان عند قيامهم باالعم&&ال المنوط&&ة بعه&&دتهم ،اذ نص الفص&&ل الس&&ادس
ان " :كل عون عمومي مهما كانت رتبته في السلم االداري مسMMؤول على من النظام االساسي العام على ّ
تنفيذ المهام المناطة بعهدته وكل عون مكلف بتسMMيير مصMMلحة مسMMؤول ازاء رؤسMMائه عن السMMلطة الMMتي
منحت له لهذا الغرض عند تنفيذ ما يصدر عنه من اوامر"( .المصدر نفسه ،ص .) 78
لكن ال يكتسي واجب االمتثال الوامر الرؤساء نفس الصبغة بالنسبة الى ك&&ل الخط&&ط االداري&&ة فه&&و واجب
مطلق بالنسبة الى العسكريين وقوات االمن الداخلي وهو اقل حدة بالنسبة الى رجال التعليم اذ هو ال ينطبق&
عليهم اال فيما يخص تنظيم المصلحة وتطبيق برامج الدراسة ( .المصدر نفسه ،ص .) 79 – 78
ويحرص العون العمومي بم&&ا في ذل&&ك الم&&ربي على اح&&ترام رؤس&&ائه دون س&&عي الى استرض&&ائهم
لكسب معاملة تفضيلية .والحرص على تنفيذ تعليمات رئيسه المباش&&ر ،واذا ك&&انت تل&&ك التعليم&&ات مخالف&&ة
بالبداهة للقانون فعلى العون اعالم رئيسه كتابيا .كما يتوجب على العون العم&&ومي رفض تنفي&&ذ التعليم&&ات
التي تشكل جريمة يع&&اقب عليه&&ا الق&&انون .كم&&ا يتعين على الع&&ون العم&&ومي ع&&دم المغالط&&ة واعالم رئيس&&ه
المباشر& على كل خرق قانوني ....
عالقة العون العمومي بزمالئه .2
يحرص العون العمومي على :
التعاون والتواصل مع زمالئه والعمل معهم على تطوير العمل داخل المؤسسة -
عدم التشكيك في كفاءة زمالئه -
التصرف& بلياقة وفي& اطار القانون -
احترام الخصوصية والفردية -
تجنب كل ما من شأنه االضرار بسمعة العون العمومي كالتحرش.... -
عالقة العون العمومي بمرؤوسيه .3
على العون العمومي& وخاصة المربي ان يحرص على:
ان يكون مثاال يقتدى به من قبل مرؤوسيه خاصة فيما يتعلق بالسلوك& -
مساعدتهم على تنمية مهاراتهم وقدراتهم وحسن تأطيرهم& -
تقييم مردود مرؤوسيه بكل موضوعية دون تمييز عرقي او جنسي ... -
التواصل معهم في كنف االحترام المتبادل -
عالقة العون العمومي بمستعملي المرفق العام .4
يسعى العون العمومي الى اسداء الخدمات لمستعملي المرفق& الع&&ام بك&&ل فاعلي&&ة وتج&&رد وفي& اط&&ار علوي&&ة -
القانون وبمقتضى المصلحة العامة واستمراريتها.
التعامل مع مستعملي المرفق& العام باحترام وفي اطار القانون -
ايالء ذوي االحتياجات الخاصة العناية الالزمة ومساعدتهم& -
تمكين المواطنين من النفاذ الى المعلومة والوثائق االدارية وفق التشريعات& -
االمتناع عن تسريب أي معطيات او معلومات الشخصية -
42
العون العمومي واالعالم واالنشطة الحزبية والمدنية والنقابية .5
أ – العون العمومي واالعالم
يمتن ع الع ون العم ومي عن االدالء ب اي تص ريح او افش اء معلوم ات او وث ائق عن طري ق االعالم تهم -
الهيكل العمومي دون اذن من رئيسه المباشر
االمتناع عن االدالء بتصريحات التي تتعارض مع التكتم المهني او مع مصلحة الدولة -
االمتناع عن نشر معلومات او وثائق ذات صلة بوظيفته او بالهيكل العمومي وفق التشريعات -
ب – العون العمومي والنشاط السياسي
نص الدستور على ان " حرية الفكر والتعبير والصحافة والنشر واالجتماع وتأسيس الجمعي((ات
مض((مونة وتم((ارس حس((بما يض((بطه الق((انون" .وأض اف ان ه " :ال يمكن ب((اي ح((ال ان يتض((من المل((ف
الشخص((ي (للع((ون) م((ا يش((ير الى االفك((ار السياس((ية او الفلس((فية او الديني((ة للمع((ني ب((االمر " .ولتمكين
االعوان من ممارسة هذه الحريات منح القانون (النظام االساسي) االعوان عطلة استثنائية للمشاركة في
اشغال مؤتمرات االحزاب السياسية .وعلى هذا االساس فانه يمكن الي عون عمومي ان ينتمي بكامل
الحرية الى اية منظمة سياسية معترف بها غير انه يجب عليه عند ممارسته لحقوقه الدستورية ان يلتزم
بواجباته المهنية ...
وعلى الع ون العم ومي ان يح رص على ان ال ت ؤثر انتماءات ه السياس ية على التعام ل م ع
المتعاملين مع االدارة واداء مهنته بكل حياد .وان يمتنع على استغالل مركزه من اجل غايات سياسية
او حزبية .
ج – العون العمومي والنشاط النقابي
يقر الدستور لالعوان العموميين بالحق النقابي "الحق النقابي مضمون" .كم ا اق ر بحقهم بكام ل ّ
الحري ة في االنتم اء الى المنظم ات النقابي ة كم ا يمكنهم االس تقالة منه ا م تى ش اؤوا .ويخض ع االعالم
النقابي وتعليق المناشير باالدارات العمومية الى الحصول على موافقة االدارة .وتجدر االشارة الى ان
االعتراف بالحق النقابي ال يعني بتاتا اعترافا بحق االضراب .
د -العون العمومي واالنشطة المدنية
يص رح الدس تور بح ق الع ون العم ومي في التجم ع وح ق المش اركة في الجمعي ات وق د تم اح داث ع دة
جمعي ات تض م اعوان ا ينتم ون الى نفس الس لك كجمعي ة القض اة او المهندس ين و ق دماء تالمذة المدرس ة
الصادقية ....الى جانب الوداديات والجمعيات الرياضية والثقافية ...
العون العمومي والنشاط الموازي .6
يمن ع الق انون الع ون العم ومي من الجم ع في آن واح د بين وظيف ة عمومي ة وعم ل مه ني آخ ر بمقاب ل:
"يحجر على كل عون عمومي ان يمارس بعنوان مهني وبمقابل نشاطا خاصا مهما كان نوعه وتضبط
بأمر الشروط التي يمكن فيها مخالفة هذا التحجير " .ويشمل التحجير كل االعمال الخاصة مهما كان
43
نوعها .وينطبق تحجير الجمع بين الوظيفة العمومية والعمل المهني بمقابل على كل االعوان اذ نص
الفصل 36من النظام االساسي " يحجر على الموظف المنتفع بعطلة ان يمارس اي نش((اط بمقاب((ل "...
.ويعت بر ع دم االل تزام خط أ يم ّكن االدارة من تس ليط عقوب ة من الدرج ة الثاني ة ،ق د تص ل الى ايق اف
المع ني ب االمر عن العم ل .وتض من الق انون اس تثناء وق د نص الفص ل الخ امس ان ه " :يمكن ان يرخص
لالع((وان ....القي((ام ب((دروس له((ا عالق((ة بص((الحياتهم وبمقاب((ل وتمنح ه((ذه الرخص((ة من ط((رف رئيس
االدارة المعنية".
خـــــــاتمة
ُيعت بر البحث في "اخالقي ات المهن ة" مبحث ق ديم اهتمت ب ه فلس فة التربي ة .وتعت بر للم درس عن وان
يجنب الخطأ وانعدام التواصل .
"الهوية المهنية" .ونعني بها اجماال السلوك المتوازن والمعقلن الذي ّ
ان اخالقيات مهنة التربية ال يمكن حصرها في قائمة نهائية ومحددة من القيم والمبادئ بل هي
تخضع الى عدة متغيرات .وهي تمكن المدرسين من رسم تصورات مشتركة حول نوعية العمل الذي
يؤدونه والعالقات وطبيتها داخل المرفق العمومي كما انها توحد القطاع وتجعله كيانا واحدا متجانسا.
ان التالزم بين اخالقيات المهنة والهوية المهنية يمثل اطارا مرجعيا لكل قطاع من حيث االداء
والتموقع االجتماعي ،ومن هنا فان القوالب الجاهزة والتشريعات ما هي اال اطر قانونية لممارسة مهنة
التدريس او التعليم بل نحن في حاجة الى ميثاق مهني اخالقي يضمن لكل طرف حقوقه وواجباته في
اطار اخالقي خاصة.
44
مـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــالحـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــق
المدرس
ّ الوظائف التربوية: -
ق علي ه أن ُيحس ن الق اء ال درس ،وتفهيم ه للحاض رين .ثم ان ك انوا مبت دئين فال يلقى عليهم م ا ال
"ح ّ
يناس بهم من المش كالت ،ب ل ي دربهم ويأخ ذهم ب االهون ف االهون الى ان ينته وا الى درج ة التحقي ق .وان
ت اج ال دين الس بكي ( 771 – 727ه المواف ق ك انوا منتهين فال يلقي عليهم الواض حات"... ،
1370 - 1327م)
في صناعة القلم الذي اخترعه المعز الفاطمي ( 362 – 341ه) -
" ق ال القاض ي النعم ان بن محم د رض ي اهلل عن ه :ذك ر االم ام المع ز ل دين اهلل علي ه الس الم القلم،
كتب به بال استمداد من دواة ،يكون
فوصف فضله ورمز فيه بباطن العلم ثم قال :نريد ان نعمل قلما ُي ُ
فامده وكتب بذلك ما شاء ،ومتى شاء تركه ،فارتفع المداد،
مداده من داخله:فمتى شاء االنسان كتب به ّ
كمه او حيث شاء فال يؤثر فيه وال يرشح شيئ من المداد عنه، وكان القلم ناشفا منه ،يجعله الكاتب في ّ
وي راد الكتاب ة ب ه ،فيك ون آل ة عجيب ة لم نعلم ّأن ا ُس بقنا اليه ا ودليال
وال يك ون ذل ك اال عن دما ُيبتغى من ه ُ
على حكمة بالغة لمن تأملها وعرف وجه المعنى فيها.
فقلت :ويكون هذا يا موالنا "
القاضي النعمان ،كتاب المجالس والمسامرات
مراحل التعليم حسب ابن سينا -
" ان من حق الولد على والديه احسان تسميته.....فذا فطم الصبي عن الرضاعُ ،ب دئ بتأديبه ورياضة
اخالق ه ،قب ل ان تهجم علي ه االخالق اللئيم ة ،وتُفاجئ ه الش يم الذميم ة....فم ا تم ّكن من ه من ذل ك غلب
لغنم الصبي أن ُيجنبه مقابح االخالق ،وينكب عنه معايب العادات بالترهيب والترغيب
عليه ...،فينبغي ُ
وااليناس وااليحاش ...وبالتوبيخ اخرى ،ما كان كافيا ..
وصور
ّ وتهيأ للتلقين ،ووعى سمعهُ ،أخذ في تعليمه القرآن،
فذا اشتدت مفاصل الصبي ،واستوى لسانهّ ،
له حروف الهجاء...،ويبدأ من الشعر بما قيل في فضل االدب ومدح العلم....
وينبغي ان يكون مؤدب الصبي عاقال ... ،بصيرا برياضة االخالق ...وينبغي ان يكون مع الصبي في
مكتبه صبية ...فان الصبي عن الصبي ألقن( ...ابن سينا ،كتاب السياسة)
التدرج في التعليم -
" اعلم ان تلقين العل وم للمتعلمين انم ا يك ون مفي دا اذا ك ان على الت دريج ش يئا فش يئا وقليال قليالُ ،يلقى
عليه اوال مسائل من كل باب ...ويقرب له في شرحها على سبيل االجمال ويراعى في ذلك قوة عقله
ويخرج عن االجمال ويذكر له ما هنالك من
ُ واستعداده لقبول ما يرد عليه...ويستوفي الشرح والبيان
الخالف ووجهه( ...ابن خلدون ،المقدمة)
45