You are on page 1of 45

‫االستاذ‪ :‬الحسين بوحبيل‬ ‫قسم التربية والتعليم‪:‬‬ ‫المعهد العالي للعلوم‬ ‫وزارة التعليم العالي‬

‫‪2021 - 2020‬‬ ‫السداسي الخامس‬ ‫االنسانية بمدنين‬ ‫والبحث العلمي‬

‫الوحدة التعليمية‪ :‬التشريعات التربوية وأخالقيات المهنة‬


‫مؤسس ات إع داد‬
‫ّ‬ ‫درس المتخ ّرج من‬
‫اعتم ادا على المرجعي( ((ة المهنية الض ابطة لكفاي ات الم ّ‬
‫المدرسين للمرحلة االبتدائية‪ ،‬تهدف الوحدة التعليمية الخاصة بالتشريعات وأخالقيات المهنة إلى‪:‬‬
‫ّ‬
‫عارفا بأهم التشريعات التربوية بتونس وبعراقتها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫متمكن ا من االط ار الم رجعي التش ريعي المنظّم للتربي ة والتعليم ب البالد التونس ية‪ ،‬ومتمكن ا من أبع اده‬ ‫‪-‬‬
‫المختلفة‪.‬‬
‫مستوعبا لمختلف أحكامه واجراءاته‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫العم ل على تطبيق ه في عملي ة التربي ة والتعليم (الت دريس) وك ل م ا يتص ل بهم ا من مكون ات‪ :‬اس اليب‬ ‫‪-‬‬
‫الت دريس وطرائق ه‪ ،‬وأس اليب التنش يط‪ ،‬وادارة الفص ل‪ ،‬والتواص ل م ع التالمي ذ واالولي اء والتواص ل‬
‫والتعاون مع اطار التدريس واالطار االداري‪.‬‬
‫الباب االول‪ :‬التشريعات التربوية‪.‬‬
‫مقدمة‪ :‬مدخل تاريخي‬
‫‪ .I‬حول معاني التشريع‬
‫‪ .II‬في معاني التربية‬
‫‪ .III‬تاريخ التشريع التربوي بتونس‪ :‬التواصل والتجديد‬
‫النصوص التأسيسية ‪:‬‬ ‫‪.1‬‬
‫أ – قانون ‪ 15‬سبتمبر ‪ 1888‬الموافق ل ‪ 9‬محرم ‪ 1306‬هجري‬
‫ب‪ -‬القانون عدد ‪ 118‬المؤرخ في ‪ 4‬نوفمبر ‪ :1958‬توحيد التعليم‬
‫ج‪ -‬قانون النظام التربوي عدد ‪ 65‬المؤرخ في ‪ 29‬جويلية ‪1991‬‬
‫النصوص الخصوصية المتعلقة بالتعليم االبتدائي‬ ‫‪.2‬‬
‫‪ .IV‬التشريج الجاري به العمل‪ :‬القانون التوجيهي للتربية والتعليم المدرسي لسنة ‪2002‬‬
‫المحت وى والتوجه ات العام ة‪ :‬رس الة التربي ة‪ ،‬وظ ائف المدرس ة‪ ،‬مهم ة االط ار ال تربوي‪ ،‬حق وق التلمي ذ‬ ‫‪.1‬‬
‫وواجباته‪ ،‬هيكلة التعليم‪ ،‬مرجعيات التعلم‪ ،‬نظام التقييم والحياة المدرسية‪.‬‬
‫االوامر المتممة للقانون‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫خاتمة قيم واخالقيات مهنة المدرس‬
‫مالحق‬

‫‪1‬‬
‫الباب الثاني‪ :‬أخالقيات المهنة‬
‫مقدمة‬
‫الديونتولوجيا‬
‫التعريف بأخالقيات المهنة أو ّ‬ ‫‪-‬‬
‫ما الحاجة الى ميثاق مهني؟‬ ‫‪-‬‬
‫أخالقيات المهنة (او الميثاق المهني) ومبادئ المنظومة التربوية‬ ‫‪-‬‬
‫‪ .I‬اخالقيات مهنة العون العمومي‬
‫قيم واخالقيات العون العمومي من خالل مدونة سلوك واخالقيات العون العمومي التونسية‬ ‫‪.1‬‬
‫التعريفات والمصطلحات المضمنة بمدونة السلوك‬ ‫‪.2‬‬
‫عالقة العون العمومي برئيسه المباشر‬ ‫‪.3‬‬
‫عالقة العون العمومي بزمالئه‬ ‫‪.4‬‬
‫عالقة العون العمومي بمرؤوسيه‬ ‫‪.5‬‬
‫عالقة العون العمومي بمستعملي المرفق العام واالعالم واالنشطة الحزبية والمدنية والنشاط الموازي‬ ‫‪.6‬‬
‫بمقابل‬
‫‪ .II‬قيم واخالقيات مهنة المدرس‬
‫عالقة المدرس بالتلميذ‬ ‫‪.1‬‬
‫العالقة باالولياء والمجتمع والنشاط الموازي بمقابل‬ ‫‪.2‬‬
‫عالقة المدرس باطار االشراف والزمالء وسلطة االشراف‬ ‫‪.3‬‬
‫الدعم الذاتي للكفاءة المهنية‬ ‫‪.4‬‬
‫المشاركة الفعالة‬ ‫‪.5‬‬
‫العروض‪ :‬ينجزها الطلبة ويقع تقديمها في مستهل الدرس‬
‫قانون ‪ 15‬سبتمبر ‪ 1888‬الموافق ل ‪ 9‬محرم ‪ 1306‬هجري‪ :‬دراسة تحليلة نقدية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫القانون عدد ‪ 118‬المؤرخ في ‪ 4‬نوفمبر ‪ :1958‬المكاسب‬ ‫‪-‬‬
‫القانون عدد ‪ 118‬المؤرخ في ‪ 4‬نوفمبر ‪ :1958‬الصعوبات والنقائص‬ ‫‪-‬‬
‫قانون النظام التربوي عدد ‪ 65‬المؤرخ في ‪ 29‬جويلية ‪ :1991‬دراسة تحليلية نقدية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫القانون التوجيهي للتربية والتعليم المدرسي لسنة ‪ : 2002‬المبادئ االساسية‪ :‬دراسة تحليلية‬ ‫‪-‬‬
‫القانون التوجيهي للتربية والتعليم المدرسي لسنة ‪ : 2002‬دور االسرة واالولياء وفق النص التوجيهي‬ ‫‪-‬‬
‫القانون التوجيهي للتربية والتعليم المدرسي لسنة ‪ : 2002‬النهوض بالمنظومة التربوية‬ ‫‪-‬‬
‫الق انون الت وجيهي للتربي ة والتعليم المدرس ي لس نة ‪ :‬رس الة التربي ة ‪( 2002‬دراس ة تحليلي ة من الفص ل‬ ‫‪-‬‬
‫االول الى السادس)‬

‫‪2‬‬
‫القانون التوجيهي للتربية والتعليم المدرسي لسنة ‪ : 2002‬وظائف المدرسة (دراسة تحليلية من الفصل‬ ‫‪-‬‬
‫السابع الى الفصل العاشر)‪.‬‬
‫الق انون الت وجيهي للتربي ة والتعليم المدرس ي لس نة ‪ : 2002‬مكان ة المتعلم وحقوق ه وواجبات ه (دراس ة‬ ‫‪-‬‬
‫تحليلية من الفصل ‪ 11‬الى الفصل ‪)14‬‬
‫القانون التوجيهي للتربية والتعليم المدرسي لسنة ‪ : 2002‬النظام الدراسي (دراسة تحليلية من الفصل‬ ‫‪-‬‬
‫‪ 15‬الى الفصل ‪)28‬‬
‫الق انون الت وجيهي للتربي ة والتعليم المدرس ي لس نة ‪ : 2002‬المؤسس ات العمومي ة (دراس ة تحليلي ة من‬ ‫‪-‬‬
‫الفصل ‪ 30‬الى الفصل ‪)37‬‬
‫الق انون الت وجيهي للتربي ة والتعليم المدرس ي لس نة ‪ : 2002‬المؤسس ات الخاص ة (دراس ة تحليلي ة من‬ ‫‪-‬‬
‫الفصل ‪ 38‬الى الفصل ‪)44‬‬
‫القانون التوجيهي للتربية والتعليم المدرسي لسنة ‪ : 2002‬االطار التربوي واالداري واالسرة التربوية‬ ‫‪-‬‬
‫(دراسة تحليلية من الفصل ‪ 45‬الى الفصل ‪)47‬‬
‫القانون التوجيهي للتربية والتعليم المدرسي لسنة ‪ : 2002‬مجاالت التعلم والكفايات المستهدفة (دراسة‬ ‫‪-‬‬
‫تحليلة من الفصل ‪ 48‬الى الفصل ‪)57‬‬
‫الق انون الت وجيهي للتربي ة والتعليم المدرس ي لس نة ‪ : 2002‬التق ييم واالمتحان ات (دراس ة تحليل ةي من‬ ‫‪-‬‬
‫الفصل ‪ 58‬الى الفصل ‪)65‬‬
‫القانون التوجيهي للتربية والتعليم المدرسي لسنة ‪ : 2002‬البحث والتجديد في المجال التربوي (دراسة‬ ‫‪-‬‬
‫تحليلية من الفصل ‪ 66‬الى الفصل ‪)68‬‬

‫‪3‬‬
‫وزارة التعليم الع( ((الي المعه(((د الع(((الي للعل(((وم قس( ( ((م التربي( ( ((ة والتعليم‪ :‬االستاذ‪ :‬الحسين بوحبيل‬
‫‪2021 - 2020‬‬ ‫السداسي الخامس‬ ‫االنسانية بمدنين‬ ‫والبحث العلمي‬

‫الوحدة التعليمية‪ :‬التشريعات التربوية وأخالقيات المهنة‬


‫الطالب (ة)‬ ‫عنوان العرض‬
‫ق انون ‪ 15‬س بتمبر ‪ 1888‬المواف ق ل ‪ 9‬مح رم ‪ 1306‬هج ري‪ :‬دراس ة‬
‫تحليلة نقدية‪.‬‬
‫القانون عدد ‪ 118‬المؤرخ في ‪ 4‬نوفمبر ‪ :1958‬المكاسب‬
‫القانون عدد ‪ 118‬المؤرخ في ‪ 4‬نوفمبر ‪ :1958‬الصعوبات والنقائص‬
‫قانون النظام التربوي عدد ‪ 65‬المؤرخ في ‪ 29‬جويلية ‪ :1991‬دراسة‬
‫تحليلية نقدية‪.‬‬
‫الق انون الت وجيهي للتربي ة والتعليم المدرس ي لس نة ‪ : 2002‬المب ادئ‬
‫االساسية‪ :‬دراسة تحليلية‬
‫القانون التوجيهي للتربية والتعليم المدرسي لسنة ‪ : 2002‬دور االسرة‬
‫واالولياء وفق النص التوجيهي‬
‫الق انون الت وجيهي للتربي ة والتعليم المدرس ي لس نة ‪ : 2002‬النه وض‬
‫بالمنظومة التربوية‬
‫القانون التوجيهي للتربية والتعليم المدرسي لسنة ‪ :‬رسالة التربية ‪2002‬‬
‫(دراسة تحليلة من الفصل االول الى السادس)‬
‫الق انون الت وجيهي للتربي ة والتعليم المدرس ي لس نة ‪ : 2002‬وظ ائف‬
‫المدرسة (دراسة تحليلة من الفصل السابع الى الفصل العاشر)‪.‬‬
‫القانون التوجيهي للتربية والتعليم المدرسي لسنة ‪ : 2002‬مكانة المتعلم‬
‫وحقوقه وواجباته (دراسة تحليلة من الفصل ‪ 11‬الى الفصل ‪)14‬‬
‫الق انون الت وجيهي للتربي ة والتعليم المدرس ي لس نة ‪ : 2002‬النظ ام‬
‫الدراسي (دراسة تحليلة من الفصل ‪ 15‬الى الفصل ‪)28‬‬
‫الق انون الت وجيهي للتربي ة والتعليم المدرس ي لس نة ‪ : 2002‬المؤسس ات‬
‫العمومية (دراسة تحليلة من الفصل ‪ 30‬الى الفصل ‪)37‬‬

‫‪4‬‬
‫الق انون الت وجيهي للتربي ة والتعليم المدرس ي لس نة ‪ : 2002‬المؤسس ات‬
‫الخاصة (دراسة تحليلة من الفصل ‪ 38‬الى الفصل ‪)44‬‬
‫الق انون الت وجيهي للتربي ة والتعليم المدرس ي لس نة ‪ : 2002‬االط ار‬
‫التربوي واالداري واالسرة التربوية (دراسة تحليلة من الفصل ‪ 45‬الى‬
‫الفصل ‪)47‬‬
‫الق انون الت وجيهي للتربي ة والتعليم المدرس ي لس نة ‪ : 2002‬مج االت‬
‫التعلم والكفاي ات المس تهدفة (دراس ة تحليل ة من الفص ل ‪ 48‬الى الفص ل‬
‫‪)57‬‬
‫الق انون الت وجيهي للتربي ة والتعليم المدرس ي لس نة ‪ : 2002‬التق ييم‬
‫واالمتحانات (دراسة تحليلة من الفصل ‪ 58‬الى الفصل ‪)65‬‬
‫الق انون الت وجيهي للتربي ة والتعليم المدرس ي لس نة ‪ : 2002‬البحث‬
‫والتجديد في المجال التربوي (دراسة تحليلة من الفصل ‪ 66‬الى الفصل‬
‫‪)68‬‬

‫‪5‬‬
‫وزارة التعليم الع( ((الي المعه(((د الع(((الي للعل(((وم قس( ( ((م التربي( ( ((ة والتعليم‪ :‬االستاذ‪ :‬الحسين بوحبيل‬
‫‪2021 - 2020‬‬ ‫السداسي الخامس‬ ‫االنسانية بمدنين‬ ‫والبحث العلمي‬

‫الوحدة التعليمية‪ :‬التشريعات التربوية وأخالقيات المهنة‬


‫الدرس االول ‪ :‬تاريخ المنظومة التربوية بتونس‪ :‬مدخل تاريخي‬
‫مقدمة‬
‫يعت بر ُ اص الح الت ع ليم مش روع اص الح المجتم ع من خالل اع داد انس ان المس تقبل باعتب ار أن أطف ال‬
‫اليوم هم شباب وكهول الغد‪ ،‬باالضافة الى الموقع الذي تحتله المدرسة في المسيرة الحضارية والتنموية‬
‫للمجتمع ات‪ ،‬وم ا تغرس ه في رواده ا (في مختل ف مراح ل التعليم ) من طموح ات‪ ،‬هي في النهاي ة‬
‫طموحات المجتمعات وما لها من دور في تكريس حب االنتماء والمحافظة على الهوية‪ .‬ومن هنا وعى‬
‫المنظرون ظرورة اصالح المنظومة التربوية وضبطها من خالل التشريعات المهيكلة للمنظومة ككل‪.‬‬
‫تجم ع أغلب التش ريعات الخاص ة بالمنظوم ة التربوي ة بين م ا يقتض يه تك وين ال ذات العارف ة ومتطلب ات‬
‫تنمية الشخصية الواعية والمرتبطة بمحيطها الوطني وماضيها التاريخي وموجبات تكوين الفرد الحر‬
‫والمس ؤول الم ؤمن بالمواطن ة‪ .‬ومن أج ل تحقي ق ذل ك تع ددت التش ريعات التربوي ة بت ونس تماش يا م ع‬
‫خصوصيات كل مرحلة تاريخية‪.‬‬
‫وقبل تسليط الضوء على اهم التشريعات التي عرفتها المنظومة التربوية بتونس البد من القاء‬
‫نظرة سريعة ومختصرة حول تاريخ المنظومة التربوية بتونس منذ العهد القرطاجي الى اليوم‪.‬‬
‫‪ .I‬تاريخ المنظومة التربوية بتونس‬
‫تعت بر مس ألة التعليم مس ألة مركزي ة في ت اريخ الش عوب ل ذلك ف ان البحث في ت اريخ التعليم ومؤسس اته‬
‫بتونس ال يصح معه منطق التجزئة‪.‬‬
‫ليست العودة الى ماضي التعليم ببالدنا وتكوين النخب التونسية عبر الحقبات التاريخية من باب‬
‫الوق وف على االطالل والتغ ني بالماض ي المجي د ال ذي رسمتهالحض ارة القرطاجي ة ودور الق يروان‬
‫ومدارس ها والزيتون ة وفروعه ا واش عاع م دارس العه د الحفص ي ودور الكت اتيب والزواي ا باالض افة الى‬
‫مس اهمة م دارس العص ر الح ديث والمعاص ر من ذ تاس يس المدرس ة العس كرية بب اردو (‪ ،)1840‬ثم‬
‫الص ادقية (‪ )1875‬والخلدوني ة (‪ ) 1896‬والم دارس الفرنس ية‪ -‬العربي ة من ذ الس نوات االولى للحماي ة (‬
‫‪ )1885‬وصوال الى مدرسة االستقالل اثر ظهور قانون ‪.1958‬‬
‫ان العودة الى الماضي البعيد هي بمثابة المسائلة للتاريخ ونقده‪ .‬ان العودة الى ماضينا التربوي‬
‫والتعليمي هي عملي ة ته دف الى اس تعادة ال تراث العلمي والثق افي والفك ري اس تعادة نقدي ة لفهم م ا ك ان‬
‫ونؤسس لما يجب ان يكون عليه واقع منظومتنا التربوية‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫التعليم في العهد القرطاجي‬ ‫‪.1‬‬
‫يصعب الخوض في مسألة التعليم في العهد القرطاجي بسبب غياب المصادر وما معارفنا التي جمعناها‬
‫حول هذا الموضوع انما هي مستقاة مما أورده االغريق والرومان ‪ .‬وال تفوتنا االشارة الى ابداه ه ؤالء‬
‫منعداوة تجاه قرطاج والقرطاجيين‪.‬ينضاف الى ذلك ما اتسمت به المصادر الكالسكية من اهتمام بتاريخ‬
‫المواجه ات والت اريخ السياس ي والحك ام والبالط ات‪ .‬اال ان المتتب ع للمص ادر المش ار اليه ا يجم ع م ادة‬
‫مص درية تؤك د على اهتم ام القرط اجيين ب التعليم والتحص يل المع رفي وأف وا في مختل ف المج االت‬
‫واالغ راض‪ .‬وه ذا ليس بغ ريب اذا علمن ا ان القرط اجيين هم احف اد الفنيق يين ال ذين اخ ترعوا الكتاب ة‬
‫االبجدية (مؤلفة من ‪ 22‬حرفا)مما سهل عملية التحصيل المعرفي والتدوين وتناقله‪.‬‬
‫ان المتتبع لكتابات القديس "اوغسطين"‪ ،‬يعثر اعترافا صريحا ومباشرا ذا اهمية بالغةمفادها ان‬
‫مؤلفات القرطاجيين كانت كثيرة اهتمت بمختلف المناحي‪.‬وتعددت االشارات بمصادر عديدة حول حذق‬
‫القرط اجيين للغ ات االجنبي ة‪ ،‬ويمكن ان يع زى ذل ك الى اهتم ام القرط اجيين بالتج ارة وهوم ا يتطلب‬
‫معرفة لالخر القناعه والتبادل معه‪ .‬كما اهتم القرطاجيون بالفالحة وألفوا فيها‪ ،‬ولعل موسوعة ماغون‬
‫المكونة من ثمان وعشرين مجلدا هي االكثر شهرة‪ .‬ونظرا الهميتها فقد عمل الرومان على االستحواذ‬
‫عليه ا عن د س قوطقرطاج (‪ 146‬ق‪ .‬م) وترجمته ا الى الالتيني ة ثم الى االغريقي ة‪ .‬واهتم القرط اجيون‬
‫ايضا بعالم البحار وفن المالحة فاوجدوا الخرائط ‪ .‬واشتهر في هذا الميدان خاصة حنون وخملك الذين‬
‫وصفا رحلتيهما الى ما بعد اعمدة هرقل شماال وجنوبا‪ ،‬وتم ترجمتها الى االغريقية‪.‬‬
‫وتؤك د اغلب الدراس ات ان المعاب د ق د ق امت ب دور اساس ي في تعليم الق راءة والكتاب ة‪،‬وم ا تع دد‬
‫"رب الكتب ة"‪ ،‬وه و م ا‬
‫النق ائش اال دليال على تع دد الكتّ اب فق د اش ارت عدي د المص ادر الى وج ود رتب ة ّ‬
‫يمكن ان نستقرأ منه وجود حرفة "الكتابة" منظمة تخضع الى تعليمات ومراقبة "مشرف عام"‪.‬‬
‫اال ان ه رغم م ا تق ر ب ه مختل ف المص ادر س الفة ال ذكر ح ول اهتم ام القرط اجيين ب التعليم اال ان‬
‫ذل ك ينس حب اال على االوس اط الثري ة والماس كة بالس لطة والتج ارة‪ ،‬بينم ا تك اد تس كت تمام ا عن م دى‬
‫اهتمام االوساط الشعبية (العامة) بالتعليم‪.‬‬
‫التعليم خالل العهد الروماني‬ ‫‪.2‬‬
‫انقسم التعليم في افريقيا الرومانية (البروقنصلية) الى ثالث مراحل‪:‬‬
‫المرحل ة االولى‪ :‬تش مل االطف ال بين عم ر ‪ 5‬و‪ 6‬س نوات الى ‪ 11‬و ‪ 12‬س نة يتعلم ون خالله ا الق راءة‬ ‫‪-‬‬
‫والكتاب ة ومب ادئ الحس اب‪ .‬وي ؤمن تعليم االطف ال به ذه المرحل ة "المعلم االول" ‪Primus Magister‬‬
‫وبسمى ايضا المؤدب او معلم االداب ‪Litterator‬‬
‫المرحل ة الثاني ة‪ :‬موجه ة الى االطف ال ال ذين ت تراوح اعم ارهم بين ‪ 12‬و‪ 16‬س نة يتلق ون خالله ا مب ادئ‬ ‫‪-‬‬
‫النحو والتصريف وقواعد الشعر الالتيني واللغة الالتينية وآدابها‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫المرحلة الثالثة‪ :‬موجهة الى الشبان الذين تتراوح اعمارهم بين ‪ 16‬و ‪ 20‬سنة‪ .‬ويغلب على التعليم بهذه‬ ‫‪-‬‬
‫ويقصد به معلم البالغة‪ ،‬الى‬
‫المرحلة الطابع االدبي واساسا البالغة واساليبها ‪ .‬يؤمن التعليم ‪ُ Rhetor‬‬
‫جانب فن الخطابة والفلسفة والقانون والتاريخ وبدرجة أقل الطب وعلم الفلك‪.‬‬
‫وينقل الينا القديس اوغسطين في القرن الخامس ميالدي صورة حول اقبال الطلبة على الدراسة فيقول‪:‬‬
‫"(ك انت) مزيج ا متفاوت ا من االقب ال والج د والك د على الدراس ة واالنص راف الى الترفي ه والله و ال ذين‬
‫كانت توفرهما المسارح والمالعب وغيرها من اماكن الترفيه"‪.‬‬
‫وعرف عن الطلبة االفارقة عزوفهم عن الفنون الحرفية (اليدوية) واندفاعهم نحو الفنون الحرة ‪Les‬‬
‫ُ‬
‫‪ ، Arts Libéraux‬مما دفع الرومانيين الى سن عدة قوانين ومراسيم تحفز الطلبة االفارقة على تعلم‬
‫الحرف والمهن وتمنحهم عديد االمتيازات والمكافآت‪.‬‬
‫وعم د ع دد من االفارق ة الى الهج رة نح و العاص مة روم ا‪ ،‬لمواص لة تعليمهم الع الي‪ .‬فص درت‬
‫عدي د الق وانين والمراس يم والتش ريعات تنظم ه ذه الهج رة ومحاول ة الح د منه ا وتقيي دها في اختصاص ات‬
‫محددة دون غيرها واجبارهم على العودة فور انهاءهم التعليم‪.‬‬
‫ع رفت افريقي ا الروماني ة ازده ارا ثقافي ا ح تى اعت بر الش اعر الروم اني "يوفين ال" ‪، Juvénal‬‬
‫ارض افريقيا "محضنة المحامين" وفي ذلك تلميح الى ما شهده فن البالغة والخطابة والفلسفة والقانون‬
‫من اقبال وتنافس الطلبة فيها (تعدد المناظرات)‪.‬‬
‫وتم يز الق رن االول ميالدي بظه ور مجموع ة من االدب اء االفارق ة منهم الش اعر االف ريقي‬
‫"م انيليوس" واس تاذ البالغ ة والفلس فة "كورنيلي وس" ‪ Cornelius‬واالديب "س يبتموس س يفريوس"‪ .‬وفي‬
‫الق رن الث اني ميالدي ب رز الك اتب االف ريقي "فرونت و الق يرطي" (قيرط ا هي قس نطينة)‪ ،‬اش تهر ل دى‬
‫الروم ان بثقافت ه الموس وعية وفص احته وذي اع ص يته في مهن ة المحام اة‪ .‬واعتُ بر الك اتب االف ريقي‬
‫"ابولي وس" (ول د ح والي س نة ‪ 125‬م) بال من ازع بألمعالكت اب والم ؤلفين االفارق ة في الق رن الث اني‬
‫ميالدي‪.‬‬
‫وظهر في القرن الثالث ميالدي "ترتوليانوس" والقديس "اوغسطينوس" (‪ 430 – 354‬م) الذي‬
‫عد رمزا من رموز الجامعة القرطاجية الرومانية‪.‬تولى مهنة التدريس في مسقط راسه ثم في قرطاج‬
‫ُي ّ‬
‫ودفع به طموحه الى الهجرة الى روما‪.‬ألف اوغسطينوس مؤلفات عدة نظّرت للمسيحية وقاومت الوثنية‬
‫والهرطقة والمذهبية ‪.‬‬
‫وتميزت فترة القرن ‪ 5‬و‪ 6‬ميالدي بانتشار االديرة واالسقفيات التي كان لها دور بارز في نشر‬
‫المسيحية‪.‬‬
‫التعليم بافريقية االسالمية‬ ‫‪.3‬‬
‫الكتّاب‬ ‫‪-‬‬

‫‪8‬‬
‫يعت بر الكتّ اب من أق دم المراك ز والمؤسس ات التعليمي ة بالع الم االس المي من ذ الق رن الهج ري االول‪.‬‬
‫ؤمن‬
‫وانتش رت ه ذه المؤسس ة بافريقي ة ‪ .‬يتعلم به ا االطف ال الق راءة والكتاب ة وحف ظ الق رآن الك ريم‪ .‬وي ّ‬
‫سن الخامسة لمدة ثمانية أعوام‬‫الكتّاب المرحلة االولى من مراحل التنشئة والتعليم‪ .‬يرتاده االطفال منذ ّ‬
‫او اكثر‪ .‬وكان لكل حي وكل قرية كتّابها‪ ،‬وغالبا ما كان يشغل الكتّاب جزءا من مسجد او زاوية‪.‬‬
‫تج اوز ع دد الكت اتيب قب ل انتص اب الحماي ة االل ف كتّ اب بااليال ة التونس ية‪ ،‬منه ا ‪ 111‬بمدين ة‬
‫ت ونس ‪ .‬وح ّدد ل ويس ماش وال ‪ ،‬اول م دير الدارة التعليم العمومي بت ونس‪ ،‬ع ددها سنة ‪ 1897‬بحوالي‬
‫‪ 1427‬كتّابا‪ .‬ويؤمن التعليم بالكتاب المؤدب‪ .‬وصدر قرار في فيفري ‪187‬؛‪ 6‬يضبط مقاييس دقيقة في‬
‫انتداب المؤدبين‪.‬‬
‫الزوايا‬ ‫‪-‬‬
‫ويدفن فيها عند وفاته‪.‬‬
‫ظهرت الزوايا‪ ،‬في البداية في شكل خلوات يتخذها رجل صالح ‪ ،‬للعبادة ُ‬
‫واكتسبت نوعا من التقديس واالشعاع‪ .‬وقامت الزوايا بدور بارز في نشر العلم‪ .‬واشتهرت خاصة جهة‬
‫الجريد ونفزاوة بكثرة الزوايا‪ ،‬يستقر بها شيخ‪ ،‬عادة من ابناء الشيخ المؤسس فيجتهد في مواصلة نهج‬
‫سلفه في تعليم القرآن الكريم‪ .‬واصبح يالزمه ويقيمون بالزاوية للحصول على العلم والمعرفة‪ ،‬وهو ما‬
‫كان يتطلب بالضرورة فضاء لالقامة‪.‬‬
‫اض طلعت الزواي ا باالض افة الى التعليم بتوف ير المس كن والغ ذاء للطلب ة‪ ،‬اعتم ادا على‬
‫مواردها الخاصة وعلى الصدقات واموال الزكاة‪.‬‬
‫المدارس‬ ‫‪-‬‬
‫ت اثرت افريقي ة بالمش رق االس المي ال ذي ع رف ظه ور المدرس ة من ذ الق رن الراب ع هج ري فظه رت‬
‫بافريقية المدارس الخاصة ثم النظامية وتُعرف المدرسة الشماعية بكونها اولىها التي اسسها ابوزكرياء‬
‫يحي الحفصي سنة ‪ 1236‬م ‪ .‬وبلغ عدد مدارس الحاضرة ثمانية مدارس عند نهاية العصر الوسيط‪.‬‬
‫جامع الزيتونة‬ ‫‪-‬‬
‫عد جامع الزيتونة من أعرق المؤسسات العلمية والتعليمية في العالمين العربي واالسالمي ‪ .‬يعود‬
‫ُي ّ‬
‫بناءه الى عهد الوالي االموي عبد اهلل بن الحبحاب سنة ‪ 735‬ميالدي ‪ .‬وازدهرت به العلوم وزاد عدد‬
‫الطلبة خاصة في عهد الدولة الحفصية‪.‬‬
‫ونظ را الهمي ة الج امع االعظم ومكانت ه‪ ،‬ح اولت الس لط الفرنس ية وض ع ي دها علي ه والت دخل في‬
‫شؤونه وتوجيه التعليم به‪ .‬وشهد التعليم الزيتوني عدة اصالحات في محاولة للنهوض به‪.‬‬
‫التعليم خالل الفترة المعاصرة‪:‬‬ ‫‪.4‬‬
‫أ ‪ -‬قبل انتصاب الحماية الفرنسية‬ ‫‪-‬‬
‫المدرسة العسكرية بباردو ( ‪ :)1840‬أول نواة للتعليم العصري‬ ‫‪‬‬

‫‪9‬‬
‫ك ان اله دف من اح داث ه ذه المدرس ة تك وين ض باط ق ادرين على ت أطير الجيش النظ امي‪ .‬ووقعت‬
‫االستعانة بالخبرات االوروبية (ايطاليون وفرنسيون) الذين تولوا التدريس‪ .‬فتحت المدرسة ابوابها سنة‬
‫‪ . 1840‬وكانت توفر تكوينا نظريا وتطبيقيا للتالميذ (حوالي ‪ ) 50‬في شتى العلوم‪ .‬تخرج منها عدد‬
‫من رج ال االص الح في ت ونس خالل الق رن ‪ 19‬منهم الج نرال حس ين اول رئيس للمجلس البل دي‬
‫وقبادو‪...‬‬
‫المدرسة الصادقية‪ :‬رمز الحداثة واالنفتاح‬ ‫‪‬‬
‫تأسس ت س نة ‪ .1875‬احتلت العل وم العقلي ة ‪ :‬الرياض يات ‪ ،‬الفيزي اء ‪ ..‬والعل وم االنس انية واللغ ات‬
‫االجنبية مكانة هامة في برامج التعليم الصادقي مما يمكن من االنفتاح على الحضارة االوروبية ‪.‬‬
‫المدارس الطائفية (‪) congréganiste‬‬ ‫‪‬‬
‫سعت الجالية االوروبية التي استقرت بالبالد التونسية منذ النصف االول من القرن التاسع عشرة‬
‫الى تاسيس المدارس لتعليم ابنائهم فظهرت لكل طائفة مدرستها ‪ /‬مدارسها من ذلك الطائفة اليهودية‪.‬‬

‫ب‪ -‬فترة الحماية‬ ‫‪-‬‬


‫عملت س لطات الحماي ة تنظيم التعليم التونس ي فاسس ت ادارة تُع نى به ا طل ق عليه ا "ادارة التعليم‬
‫ونص بت "لويس ماش وال" اول م دير لهاال ذي كتب بعد تعين ه فق ال‪ ":‬توجد‬ ‫ّ‬ ‫العمومي" في ‪ 6‬ماي ‪1883‬‬
‫هنا في تونس حياة ثقافية متكاملة يجدر بنا التعرف اليها حتى نتمكن من توجيهها‪ ،‬ومن الخطأ الفادح‬
‫ان نعرقل سيرها او نغمط قيمتها" ‪.‬‬
‫اعتم د اول م دير الدارة التعليم العم ومي بت ونس سياس ة مختلف ة عن ال تي وق ع اعتماده ا‬
‫ب الجزائر ‪ .‬ويق ول في ذل ك ‪ " :‬علين ا ان نح رص على تف ادي االخط اء المرتكب ة في الجزائ ر عن د بداي ة‬
‫االحتالل ‪ ،‬ذلك اننا لعدم خبرتنا بالمؤسسات االسالمية قضينا على دراسة العربية الفصحى على نحو‬
‫منا فلم يخدم ذلكمصلحة النفوذ الفرنسي وال انتشار لساننا ‪...‬فهناك اعتب ارات‬
‫يكاد يكون تاما دون وعي ّ‬
‫عدة الى ان نرفع ايدينا عن مؤسسة التعليم (الزيتوني) التي بنوها بعد جهود طويلة ‪ ،‬والتي يحق لهم ان‬
‫يفخروا بها‪ .‬فلنحاول اذن مساعدتهم على نوعية التعليم بها"‪.‬‬
‫عم ل ماش وال ‪ ،‬عمال ب القرار الص ادر في ج وان ‪ 1855‬على بعث لج ان التعليم بالمن اطق‪،‬‬
‫تك ونت من ممثلين عن الس لطة الفرنس ية والتونس ية ‪ ،‬يق ع تعينهم من ط رف م دير التعليم العم ومي‪ .‬وتم‬
‫بعث نمط جديد من المدارس اطلق عليها "المدارس الفرنسية – العربية" او "الفرنكو‪ -‬عربية"‪ .‬ولكي ال‬
‫يقع رفضها اكد لويس ماشوال انها لن تكون بديال عن الكتاتيب بل مكملة لها‪.‬‬
‫خاتمة‬
‫اتفاقي ات ‪ 03‬ج وان ‪ 1955‬بين ت ونس وفرنس ا‪ ،‬ك ان التعليم في ت ونس بمرحلتي ه‬
‫ّ‬ ‫من ذ إمض اء‬
‫فرنسية‬
‫ّ‬ ‫فمؤسسات التعليم االبتدائي كانت أربعة أصناف‪ :‬مدارس‬
‫ّ‬ ‫ومتنوعا‪:‬‬
‫ّ‬ ‫متعددا‬
‫ّ‬ ‫والثانوي ة‬
‫ّ‬ ‫االبتدائي ة‬
‫ّ‬
‫‪10‬‬
‫رية‬
‫قرآني ة عص ّ‬
‫ّ‬ ‫ة‪-‬عربي ة لل ّذكور أو للبن ات‪ ،‬وم دارس‬
‫ّ‬ ‫لل ّذكور أو للبن ات أو مختلط ة‪ ،‬وم دارس فرنس ّي‬
‫تقليدي ة‪ .‬وك ان لك ّل واح د منه ا تعليم ث انوي متن ّوع ‪ ‬ب دوره‪ ،‬يش تمل على معاه د ذات ص بغة‬
‫ّ‬ ‫وكت اتيب‬
‫حركي ة التعليم‬
‫ّ‬ ‫تأملن ا‬
‫زيتوني ة‪ .‬ول و ّ‬
‫ّ‬ ‫ادقية تونس ّية ومعاه د‬
‫ومن اهج فرنس ّية بحت ة ومعاه د أو ش عب ص ّ‬
‫حركي ة تباين‬
‫ّ‬ ‫التّونسي في تاريخه الحديث لتبينا فيها مرحلتين مختلفتين بل ومتناقضتين في إتجاههما‪:‬‬
‫وحركية تجانس وتوحيد‪".‬‬
‫ّ‬ ‫وتعدد‬
‫ّ‬
‫الزيت وني ونظ ام‬
‫تع ود تركيب ة التعليم في ت ونس إلى أص لين مختلفين‪ :‬هم ا نظ ام التّعليم التّقلي دي ّ‬
‫الصادقية التي أنشأت سنتين بعد تولّي خير‬‫ّ‬ ‫وخاصة منه الفرنسي‪ .‬وقد مثّلت المدرسة‬
‫ّ‬ ‫التّعليم األوروبي‬
‫االساسية من احداثها تعليم العلوم‬
‫ّ‬ ‫الدين باشا الوزارة الكبرى‪ ،‬أنموذجا للتّعليم العصري‪ ،‬إذ كانت الغاية‬ ‫ّ‬
‫الديني ة‪ .‬وتف ّرعت عن ه ذين‬
‫ّ‬ ‫العربي ة والفق ه والعل وم‬
‫ّ‬ ‫االجنبي ة الى ج انب‬
‫ّ‬ ‫والطبيعي ة واللّغ ات‬
‫ّ‬ ‫الرياض ّية‬
‫تعليمي ة جدي دة‪ ،‬ولع ّل أق دمها ه و التّعليم الع ربي التّقلي دي وفي ه‬
‫ّ‬ ‫األص لين قب ل االحتالل وأثن اءه أص ناف‬
‫الزيتونة يمثّ ل‬
‫والزوايا‪ ،‬وكان جامع ّ‬ ‫درجات تبدأ من الكتّ اب وتنتهي بالجامع األعظم مرورا بالمساجد ّ‬
‫زيتونيا‪.‬‬
‫ّ‬ ‫فسمي كلّه‬
‫قمة هذا التعليم ُ‬
‫ّ‬
‫رغم الح ديث عن عراق ة المؤسس ة التعليمي ة بت ونس االعم اق والت اريخ‪ ،‬وم ا تم يزت ب ه ك ل ف ترة من‬
‫تاريخ البالد وما انجبته من اعالم افادوا البالد واالنسانية بعلومهم منذ ماغون وخنون وخملك وحنبعل‬
‫ثم الق ديس اوغس طين ثم ابن خل دون ومعاص ره ابن عرف ة ال ورغمي وغ يره كث يرون‪ .‬اال انن ا نبقى‬
‫ع اجزين عن البحث والغ وص في اعم اق المنظوم ات التعليمي ة والتربوي ة ال تي س ادت ثم ب ادت حيث‬
‫يظه ر عجزن ا واض حا للنف اذ الى ج وهر المنظوم ة وال روح ال تي ك انت تحركه ا وخلفياته ا واه دافها‬
‫واهداف مؤسسيها والقائمين عليها واهداف المنظومة ككل واهداف المتعلمين انفسهم‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫االستاذ‪ :‬الحسين بوحبيل‬ ‫قسم التربية والتعليم‪:‬‬ ‫المعهد العالي للعلوم‬ ‫وزارة التعليم‬
‫‪2021 - 2020‬‬ ‫السداسي الخامس‬ ‫االنسانية بمدنين‬ ‫العالي والبحث العلمي‬

‫الدرس الثاني ‪ :‬حول معاني التشريع والتربية‬


‫مقدمة‬
‫‪ .I‬في معنى التشريع‬
‫لغة‬ ‫‪.1‬‬
‫اش تقت لفظ ة "التش ريع " و "التش ريعات" و "الش رائع" من ج ذر " ش‪ ،‬ر‪،‬ع"‪ .‬وتفي دمعجميا ‪ :‬دخ ل‬
‫الماء وشرب منه‪ ،‬وشرع الطريق وأشرعه اي بينه واوضحه‪ ،‬وشرع في الشيئ اي بدأ فيه‪.‬‬
‫اصطالحا‬ ‫‪.2‬‬

‫تطل ق لفظ ة "الش ريعة" و"التش ريع"‪ ،‬على ك ل قاع دة مدون ة تض عها وتص وغها س لطة م ا‪ ،‬وتفي د‬
‫ويراد بها تنظيم الحياة او قطاع ما وفق ضوابط وقوانين محددة‪.‬‬
‫القواعد الجبرية المكتوبة ُ‬
‫وبذلك هي مجموع القواعد والقوانين المنظمة صادرة عن سلطة تشريعية او عن هيئة مختصة‪.‬‬
‫وفي الجملة نعني بمصطلح التشريع‪ ،‬وضع قواعد وقوانين بشكل مكتوب تسنها سلطة مختصة‬
‫وفق الدستور‪.‬‬
‫‪ .II‬في معنى التربية‬
‫لغة‬ ‫‪.1‬‬
‫رب‬
‫اشتقت لفظة التربية في اللغة العربية من ‪ :‬ربا – ربي – ّ‬
‫ربا‪ :‬يربو‪ ،‬وتفيد معنى النمو‬
‫ربي‪ :‬يربي وتفيد معنى النشأة او التنشاة‬
‫يرب وتفيد معنى االصالح والرعاية‪.‬‬
‫رب‪ّ :‬‬
‫ّ‬
‫‪ .2‬اصطالحا‬
‫تعني التربية نقل المعارف والخبرات من طرف الى آخر ‪ ،‬ومن جيل الى آخر ‪ .‬وهي عملية‬
‫ض رورية لتنمي ة الق درات الذهني ة والبدني ة والحس ية لبن اء ال ذات وتحس ين مس ارها ومس تقبلها‬
‫ورسم مالمح هويتها وشخصيتها‪.‬‬
‫والتربي ة ض رورية ايض ا لتنظيم الحي اة االجتماعي ة والتواص ل بين االف راد وحماي ة‬
‫هوياتهم ووحدتهم‪.‬وامام ما للتربية من اهمية للفرد والمجتمع فقد مثلت محل عناية فائقة لكل‬
‫المجتمعات منذ القدم‪.‬‬
‫‪ .III‬تاريخ التشريع التربوي بتونس‪ :‬التواصل والتجديد‬
‫‪12‬‬
‫النصوص التأسيسية‪ :‬قانون التعليم بالبالد التونسية (‪ 15‬سبتمبر ‪) 1888‬‬ ‫‪.1‬‬

‫القانون عدد ‪ 118‬المؤرخ في ‪ 4‬نوفمبر ‪1958‬‬ ‫‪.2‬‬


‫ُيعت بر التعليم ض رورة إنس انية اجتماعي ة واقتص ادية وه و أهم وس يلة إلع داد الم وارد البش رية‬
‫وتطوير فئات المجتمع وتأكيد االنتماء الوطني‪.‬‬

‫ويالحظ المتتبع لواقع التعليم بتونس في نهاية الفترة االستعمارية يالحظ تنوع المنظومة التعليمية‬
‫وتعدد برامجها فالى جانب التعليم التقليدي بالكتاتيب والزوايا والمساجد نجد التعليم العصري والمتمثل‬
‫في المدرسة الصادقية الى جانب المدارس الفرنسية والمدارس الفرنسية – العربية (الفرنكو – عربية)‬
‫الى ج انب التعليم المه ني باالض افة الى التعليم الزيت وني بالج امع االعظم وفروع ه ال تي بل غ ع ددها ‪25‬‬
‫فرعا (وفرعين بالجزائر)‪ .‬وقد ظهر بتونس تيار وطني يدعو الى توحيد التعليم‪.‬‬

‫طُ رحت على التونس يين اب ان االس تقالل ع دة تح ديات منه ا م ا يتعل ق بالنظ ام ال تربوي من حيث‬
‫اهدافه ومحتوياته وكيفيته ولغة التدريس والبرامج‪...‬‬

‫لقد مهد رئيس الجمهورية في خطاب حفل اختتام السنة الدراسية بالمدرسة الصادقية سنة ‪1957‬‬
‫– ‪ 1958‬ان المنظوم ة التربوي ة في ت ونس قادم ة على عملي ة اص الح فق ال ‪" :‬ان االس تعمار ي رمي في‬
‫برامجهالى استعباد العقول ليضمن لنفسهالدوام ‪...‬مشكلة التعليم اخذت مركزها في الطليعة لما لها من‬
‫اهمية في بناء الدولة وتدعيم النظام الجمهوري"‪( .‬جريدة العمل بتاريخ ‪ 26‬جوان ‪.) 1958‬‬

‫تم يز النظ ام ال تربوي بوض وح اهداف ه من ذ تأس يس الدول ة الوطني ة‪ ،‬ترس م رؤي ة واض حة لطبيع ة‬
‫المجتمع المنشود ككل‪ .‬لقد صرح احد كبار المسؤولين في الدولة في مقابلة اجرتها معه ممثل جريدة‬
‫"االعالن" ج اء في ه‪" :‬ك ان علين ا ان نختار بين وض ع تعليم مت أقلم مع مختل ف الجه ات وبين تعليم موحد‬
‫واخترنا الطريقة الثانية‪...‬نهدف الى توحيد التونسيين‪ ،‬بعد عشرين عاما نجد شبابا متمتعا بنفس التكوين‬
‫ونفس االيديولوجيا والهيكلية الذهنية " (تصريح ادريس قيقة لجريدة االعالن)‪.‬‬

‫تل ك هي الخلفي ة ال تي حكمت اص الح التعليم لس نة ‪ ، 1958‬وه و المش روع ال ذي حم ل اس م‬


‫االديب "محم ود المس عدي" ولكن ه ك ان تغطي ة لمش روع اع ده الخب ير الفرنس ي "ج ان دوبي اس " ‪Jean‬‬
‫‪Debiesse‬‬

‫‪13‬‬
‫‪ Jean Debiesse‬استاذا بمعهد "كارنو"‬ ‫وكان هذا االخير "جان دوبياس " ) ‪(1907 – 1978‬‬
‫‪ Carnot‬بت ونس وم دير التعليم االبت دائي‪ ،‬اع د مش روعا الص الح التعليم بت ونس اطل ق علي ه عنوان ا ‪:‬‬
‫‪  « » Projet de réforme de l’enseignement en Tunisie‬دعى من خالل ه الى ض رورة‬
‫التخلي عن النظام التعليمي التقليدي وتدريس العلوم باللغة الفرنسية واعتبر ان اللغة العربية قاص رة عن‬
‫حم ل مض امين الفك ر العلمي والتق ني‪ .‬ولخص محم ود المس عدي ‪ ،‬ك اتب الدول ة للتربي ة القومي ة ان ذاك‪،‬‬
‫برنامج االصالح‪:‬‬

‫اصالح المنظومة التربوية والخروج بها من دائرة االستعمار‬ ‫‪-‬‬


‫بناء الدولة التونسية ودعم النظام الجمهوري‬ ‫‪-‬‬
‫توحيد التعليم‬ ‫‪-‬‬
‫ارساء نموذج موحد اهوية وطنية والحفاظ على النسيج االجتماعي من التشتت‬ ‫‪-‬‬
‫ملء الف راغ ال ذي ترك ه الموظ ف الفرنس ي ب االدارة التونس ية اث ر مغادرت ه البالد بع د‬ ‫‪-‬‬
‫االستقالل‬

‫ظل هذا القانون مرجعا تشريعيا للنظام التربوي التونسي الكثر من ثالث عقود‪ .‬وألغى مختلف االنظمة‬
‫موح دا يش مل ال برامج‬
‫التعليمي ة ال تي ك انت س ائدة قبل ه بم ا في ذل ك التعليم الزيت وني وأرس ى نظام ا ّ‬
‫والمناهج والمقاربات البيداغوجية ومرجعيات التدريس وانظمة الحياة المدرسية والتقييم والشهائد‪...‬‬

‫لقد اختارت دولة االستقالل منهجا حداثيا في صياغة المنظومة التعليمية والتربوية وتطبيقها‪ ،‬من خالل‬
‫تفتحه ا على المع ارف العص رية والعل وم الص حيحة واللغ ات االجنبي ة وارس اء الفك ر النق ديوايالء الثقاف ة‬
‫الوطنية ببعديها العربي واالسالمي اهمية كبرى ‪.‬‬

‫لق د س اهم ه ذا الق انون‪ ،‬الى ح د كب ير‪ ،‬في تح ديث وتعص ير الب نى االجتماعي ة والفكري ة والقيم الثقافي ة‬
‫والحداثية وتحديث مؤسسات الدولة وتكوين نخب وطنية عصرية‪.‬‬

‫انطلق العمل بهذا القانون منذ مفتتح السنة الدراسية ‪ . 1959 – 1958‬واشار القانون الى‪:‬‬

‫األول للتربي ة والتعليم في ‪ 4‬نوفم بر ‪ ،1958‬س نتين بع د االس تقالل وق د ج اء م ا‬


‫ّأوالً‪ :‬في الق انون ّ‬
‫يلي‪:‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التربية والتعليم يهدفان إلى األغراض الجوهرية اآلتية‪:‬‬
‫تزكية الشخصية وتنمية المواهب الطبيعية عند جميع األطفال ذكوراً وإ ناثاً بدون‬ ‫‪-‬‬
‫تمييز بينهم العتبار جنسي أو ديني أو اجتماعي ‪.‬‬
‫إعداد الطفل للقيام بدوره كمواطن وإ نسان وتكوين اإلطارات الصالحة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪14‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬أبواب التربية والتعليم مفتوحة في وجه جميع األطفال ابتداء من سن السادسة‪...‬‬
‫الفصل الث((الث‪ :‬التعليم مج اني في جمي ع درجات ه والغ رض من مجانيت ه تمكين جمي ع األطف ال من تك افؤ‬
‫الفرص أمام التربية والتعليم ‪.‬‬
‫الفص((ل الس((ابع‪ :‬التعليم االبت دائي واح د بالنس بة للجمي ع وغايت ه الجوهري ة تمكين الطف ل من المع ارف‬
‫واألجه زة العقلي ة األساس ية في مي داني اللغ ة والحس اب وتكوين ه تكوين اً ي رمي إلى إب راز إمكانيات ه وإ لى‬
‫تحقيق المالءمة بينه وبين بيئته وإ لى الكشف عن مواهبه كشفاً يضمن توجيهه في المراحل التالية من‬
‫تعلّمه‪.‬‬
‫مدة ست سنوات ‪.‬‬‫الفصل الثامن‪ :‬يشتمل التعليم االبتدائي على مرحلة تعليمية تدوم ّ‬
‫ولنعلم أن التعليم (عه د االس تعمار الفرنس ي ال ذي دام خمس اً وس بعين س نة ‪ 1881‬إلى ‪ )1956‬قب ل‬
‫االستقالل‪ ،‬كان كما يلي‪:‬‬
‫موحد وغير منسجم (مدارس فرنسية‪ ،‬مدارس‬‫بالتعليم االبتدائي‪ :‬كان نظام التعليم غير ّ‬ ‫‪-‬‬
‫فرنسية وعربية‪ ،‬مدارس قرآنية عصرية‪ ،‬كتاتيب)‪.‬‬
‫وبالتعليم الثانوي‪ :‬كانت معاهد ثانوية ذات طابع فرنسي‪ ،‬المعهد الصادقي بالعاصمة واألقسام التونسية‬
‫بأهم المدن وخاصة تونس‪.‬‬‫بالمدن الكبرى‪ ،‬التعليم الزيتوني وفروعه ّ‬
‫كان التعليم تحت تأثير الهيمنة الفرنسية إذ كانت اللغة العربية تعامل"لغة أجنبية"‪ ،‬وكان محتوى‬
‫التعليم خالياً من ك ّل مرجع وطني‪.‬‬
‫ك ان التعليم يفتق ر إلى نظري ة تربوي ة‪ ،‬إلى تص ّور بي داغوجي وإ لى تنظيم تونس ي ص رف يأخ ذ في‬
‫تطور الحاجات االقتصادية واالجتماعية والثقافية والتقنية في البالد ويطمح إلى بناء نظام يراعي‬
‫االعتبار ّ‬
‫التطور الديمغرافي ويسعى إلى تعميم التعليم على أطفال البالد كافة وينتقل من التعليم النخبوي الضيق على‬
‫التربي ة الش املة أي من "إدارة التعليم العم ومي" عه د الحماي ة إلى "كتاب ة الدول ة للتربي ة القومي ة" أي ال وزارة‬
‫إحدى أركان الدولة‪ ،‬وكما جاء في الفصل األول من الدستور‪":‬تونس دولة حرة مستقلة‪ ،‬ذات سيادة‪ ،‬اإلسالم‬
‫دينها والعربية لغتها والجمهورية نظامها" ‪.‬‬
‫إن النظ ام ال تربوي ه و مجموع ة عناص ر إذا ت وفرت وت داخلت تك املت حققت الكم‬ ‫وكم ا نعلم ّ‬
‫الكم وبعض الكيف‪ .‬فم ا نص يب النظام التربوي التونس ي من توفير‬
‫الكم بال كيف أو بعض ّ‬‫والكي ف أو ّ‬
‫والحد من األمية والتحرر منها‪.‬‬
‫ّ‬ ‫التعليم للجميع‬
‫ان ما يميز هذا القانون هو بروزه مباشرة بعد الفترة االستعمارية وما يفرضه ذلك من ض رورة‬
‫القطع مع التعدد التعليمي والتربوي‪ .‬لقد كانت اهداف هذا التشريع ارساء نموذج موحد يؤسس لهوية‬
‫جديدة "الهوية التونسية" عن طريق ارساء ما اطلق عليه تسمية "الثقافة القومية" التونسية‪.‬‬
‫أن‪" :‬التعليم بالم دارس الثانوي ة س يكون‬
‫لكن رغم م ا ص ّرح ب ه رئيس الجمهوري ة في اح دى خطب ه ّ‬
‫متجه ا الى التع ريب واس تعمال اللغ ة العربي ة حيث تك ون لغ ة الت دريس لجمي ع الم واد اال اذا اقتض ت‬

‫‪15‬‬
‫الضرورة والظ روف الج ل م ؤقت اس تعمال اللغ ة الفرنس ية لالس تفادة من االمكاني ات التي بأيدينا ريثما‬
‫تعد المدارس التكوينية االطارات الضرورية للتعليم باللغة العربية في جميع المواد"‪ ،‬فان تعريب التعليم‬
‫ّ‬
‫التونسي طبقا لما تضمنه القانون قد بدأ محدودا لينتهي الى الفرنسية الكاملة ‪.‬‬
‫(‪)1999-1956‬‬ ‫وس نحاول في إيج از أن نت ابع في التعليم االبت دائي من ذ االس تقالل إلى الي وم‬
‫تطور عدد التالميذ وعدد المدارس وعدد المعلمين في الجمهورية التونسية‪.‬‬
‫تطور عدد التالميذ وعدد المدارس وعدد المعلمين في‬
‫الكمي في تونس‪ :‬في االبتدائي ّ‬
‫أ‪ -‬التطور ّ‬
‫بعض السنوات على سبيل السبر وباختصار‪:‬‬
‫المعلمون‬ ‫المدارس‬ ‫التالميذ‬ ‫السنة‬
‫‪5440‬‬ ‫‪794‬‬ ‫‪226.919‬‬ ‫‪1956-1957‬‬
‫‪14.128‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪777.686‬‬ ‫‪1966-1967‬‬
‫‪18.172‬‬ ‫‪2214‬‬ ‫‪934.827‬‬ ‫‪1971-1972‬‬
‫‪23.983‬‬ ‫‪2321‬‬ ‫‪920.924‬‬ ‫‪1975-1976‬‬
‫‪40.978‬‬ ‫‪3503‬‬ ‫‪1.319.372‬‬ ‫‪1986-1987‬‬
‫‪53.652‬‬ ‫‪3940‬‬ ‫‪1.417.803‬‬ ‫‪1991-1992‬‬
‫‪54.652‬‬ ‫‪4044‬‬ ‫‪1.432.112‬‬ ‫‪1992-1993‬‬
‫‪55.720‬‬ ‫‪4164‬‬ ‫‪1.467.411‬‬ ‫‪1993-1994‬‬
‫‪59.432‬‬ ‫‪4349‬‬ ‫‪1.460.101‬‬ ‫‪1994-1995‬‬
‫‪59.550‬‬ ‫‪4404‬‬ ‫‪1.455.000‬‬ ‫‪1996-1997‬‬
‫‪59.877‬‬ ‫‪4441‬‬ ‫‪1.436.896‬‬ ‫‪1998-1999‬‬

‫إن ق رار تعميم التعليم االبت دائي ‪( 1958‬س نتين بع د االس تقالل) عمالً بمب دأ ديمقراطي ة التعليم‬
‫ّ‬
‫والقضاء على ما خلّفه االستعمار الفرنسي من جهالة آل إلى نمو كبير في عدد التالميذ سايره نمو في‬
‫الحاج ات المادي ة (بن اءات‪ ،‬تجه يزات‪ )...‬وتزاي د في ع دد المعلّمين وتزاي د مط رد في ميزاني ة وزارة‬
‫التربية التي بلغت في الستينات حوالي ‪ 30‬بالمائة من ميزانية الدولة و‪ 9‬بالمائة من ناتج القومي الخام‬
‫(مثالً من ‪ 1974‬إلى ‪ 1976‬ح والي ‪ 7.5‬بالمائ ة) وإ ذا قارن ا ه ذه النس بة بنس بة م ا ك انت تخصص ه‪،‬‬
‫مثالً‪ ،‬الواليات المتحدة وهولندا ‪ 6.5‬بالمائة أو الدول االشتراكية ما بين ‪ 4‬و ‪ 6.5‬بالمائة وجدنا مجهود‬
‫الدولة عظيماً في ميدان التربية والتعليم وهو ما زال مستمراً إلى اليوم‪.‬‬
‫التطور الكيفي أو النوعي‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ب‪-‬‬

‫‪16‬‬
‫حرصت كتابة الدولة للتربية والتعليم أي وزارة التربية القومية منذ االستقالل على مواجهة الكم‬
‫والكيف ولنذكر أهم اإلصالحات المتعلّقة بالكيف‪ ،‬بنوعية التربية والتعليم‪:‬‬
‫تم توحي د التعليم من حيث الهياك ل وال برامج والمن اهج والوس ائل التعليمي ة وض بطت م ّدة‬
‫س نة ‪ّ :1958‬‬ ‫‪-‬‬
‫التعليم االبتدائي الموحد بست سنوات وقد كان مشتتاً‪ ،‬مختلف النزاعات والبرامج كما ذكرنا ‪.‬‬
‫سنة ‪ :1969‬تمت تونسة إطار التعليم فاستغنت‪ ،‬في التعليم االبتدائي‪ ،‬الوزارة عن المعلمين والمديرين‬ ‫‪-‬‬
‫وغي رت البرامج والمن اهج في اتجاه التونس ة وبعثت ‪ 22‬تفقدي ة جهوي ة في ‪ 18‬والية تحقيق اً‬
‫الفرنس يين ّ‬
‫لمبدأ الالمركزية‪.‬‬
‫تم بعث ّأول مرك ز للت دريب المس تمر‪" ،‬المركز القومي للتكوين المس تمر بقرب ة"‪ ،‬ك ان‬
‫‪ّ :1974-1975‬‬ ‫‪-‬‬
‫ودرب المعلمين والمس اعدين البي داغوجيين‬
‫ه ذا المرك ز تجريبي اً ونقط ة إش عاع وطني ة ك ّون الم دربين ّ‬
‫ونظّم ندوات تدريبية للمتفقدين الجهويين وإ طارات دون المعلمين واإلطارات اإلدارية بالتعليم االبتدائي‪.‬‬
‫ثم بعثت ب وزارة التربي ة إدارة ال برامج (المن اهج) والتك وين المس تمر ال تي أنج زت حلق ات تدريبي ة‬
‫ألصناف المدرسين كافة (معلمين وأساتذة)‪.‬‬
‫سنة ‪ :1976-1975‬تمت تونسة إطار اإلشراف البيداغوجي واالستغناء عن المساعدين البيداغوجيين‬ ‫‪-‬‬
‫والمتفقدين الفرنسيين مما حمل إدارة التعليم االبتدائي على التفكير في تعريب التعليم في االبتدائي وفي‬
‫دور المعلمين المس ماة‪":‬م دارس ترش يح المعلمين والمعلم ات" وتحوي ل ه ذه ت دريجياً إلى مراك ز جهوي ة‬
‫للتكوين المستمر باإلضافة إلى التكوين األساسي ونشر الطرق التربوية المستحدثة‪ :‬الطريقة الحوارية‪،‬‬
‫ال ترغيب في المطالع ة‪ ،‬الت دريب على العم ل الي دوي‪ ،‬االعتن اء بالم دارس الريفي ة للح د من التف اوت بين‬
‫الجهات‪ ،‬ترقية المدربين والمعلمين األكفاء إلى صنف معلّم تطبيق ‪.‬‬
‫س نة ‪ :1978-1977‬تع ريب الم واد العلمي ة في الس نة الثالث ة من التعليم االبت دائي وتع ريب التعليم في‬ ‫‪-‬‬
‫دور المعلمين في م واد الرياض يات والعل وم الطبيعي ة والتربي ة الفني ة والتربي ة المدني ة واألش غال اليدوي ة‬
‫والت اريخ والجغرافي ا وعلم النفس ال تربوي والبيداغوجي ة العام ة وبيداغوجي ة التربي ة الفني ة واألش غال‬
‫التطبيقي ة والتربي ة البدني ة‪ -‬وك ان المتخرج ون يتحص لون على ش هادة ختم ال دروس الثانوي ة الترش يحية‬
‫المعرب‪.‬‬
‫ّ‬ ‫المعربة مما يمكنهم من التدريس بالتعليم االبتدائي‬
‫ّ‬
‫والمالحظ أن مستوى اللغة العربية بالتعليم االبتدائي كان مرضياً‪.‬‬
‫س نة ‪ :1979-1978‬تم تع ريب المحي ط المدرس ي والمراس الت والوث ائق ب وزارة التربي ة القومي ة تبع اً‬ ‫‪-‬‬
‫لمنشور ‪ 23‬جوان (يونيو) ‪.1978‬‬
‫المعرب ونجاح كبير‬
‫ّ‬ ‫‪ :1980-1987‬امتحان الدخول إلى السنة األولى من التعليم الثانوي حسب النظام‬ ‫‪-‬‬
‫بنسبة ‪ 42.7‬بالمئة (وقد كانت النسبة قبل التعريب تتراوح بين ‪ 25‬و ‪ 30‬بالمئة) وذلك لحرصنا على‬
‫لخريجي التعليم االبتدائي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫التقويم المتشدد وعلى المستوى المرضي‬

‫‪17‬‬
‫رغم اهمية المكاسب المحققة في اصالح سنة ‪ 1958‬فبمرور السنوات وتغير حاجيات‬
‫المجتم ع واالدارة التونس يين‪ ،‬ظه رت جمل ة من االش كاليات مم ا اس توجب اص الح االص الح‬
‫فظهر قانون االصالح في جويلية ‪. 1991‬‬

‫قانون النظام التربوي عدد ‪ 65‬المؤرخ في ‪ 29‬جويلية ‪1991‬‬ ‫‪.3‬‬

‫مرحلة االصالح الثاني‪  ‬قانون ‪1991‬‬


‫سبق هذا القانون محاوالت أصالحية في ‪ 1963‬و‪1969‬و‪ 1982‬وكانت كله&&ا اص&&الحات جزئي&&ة ال ت&&رقى&‬
‫إلى مستوى االصالح الشامل‪  ‬ولم يغير من الفلسفة التربوية المعتمدة‬
‫وكان هذا القانون االصالحي يعتمد على مقاربة الفع&&ل ال&&تربوي& الق&&ائم على االه&&داف والمحتوي&&ات& أي أن&&ه‬
‫صار للعملية التعليمية أهدافا محددة تصبو الدولة لتحقيقها‪  ‬وراهنت على‪:‬‬
‫– تغطية الخارطة التربوية لكافة المناطق‬
‫– مقاومة االنقطاع المدرسي&‬
‫– الوقاية من النكوص والرجوع لالمية التي وقع تخفيض نسيتها‬
‫– إقرار& التعليم أألساسي&‪  ‬كمرتكز للمنظومة الجديدة‬
‫‪ ‬وقد& حقق هذا االصالح بعض المكاسب منها ‪:‬‬
‫– تعريب التعليم وذلك بتدريس العلوم بالعربية‪  ‬كالرياضيلت والعلوم& الطبيعية والتفنية‬
‫– ‪ ‬إرتفاع نسبة التمدرس‬
‫– تقليص نسب الرسوب&‬
‫– تقليص نسب االنقطاع بين سن الـ ‪ 6‬سنوات والـ‪ 16‬سنة‬
‫إال أن ذلك لم يحل بشكل نهائي االشكاالت القائمة مثل‪:‬‬
‫– ضعف مردود& المؤسسة التربوية‬
‫– سيطرة المنحى الك ّمي على العملية التعل ّمية التعليمية‬
‫غياب االحتراف أي الكادر المختص والكفء‬
‫– غياب الثقافة التقييمية للعملية التربوي&&ة فك&ل محاول&ة إص&الح تتم دون تق&ييم علمي مس&بق‪  ‬وتغلب عليه&&ا‬
‫االرتجالية واالبعاد السياسية‬

‫القانون الثاني للتربية والتعليم‪:‬‬


‫إن الوعي بطبيعة مشكلة التعليم من أجل تحقيق مبدأ تكافؤ& الفرص للجميع‬ ‫فهو قانون ‪ 29‬جويلية ‪ّ :1991‬‬
‫ذكوراً& وإناثا ً آل إلى إجبارية (إلزامية) التعليم منذ القانون الثاني للتربية والتعليم‪ ،‬سنة ‪ 1991‬باإلضافة إلى‬
‫مجانيته منذ االستقالل وفتحه في وجوه جميع األطفال ابتداء من سن السادسة‪.‬‬
‫هكذا فإن النظام التربوية التونسي هو اآلن كما يلي‪ :‬التربية قبل المدرسية‪ :‬بإشراف& وزارة الشباب‬
‫والطفولة‪ ،‬التعليم األساسي& بمرحلتيه (األولى ‪ 6‬سنوات‪ -‬الثانية ‪ 3‬سنوات) والتعليم& الثانوي (‪ 4‬سنوات)‪:‬‬
‫يعودان بالنظر إلى وزارة التربية‪ ،‬التعليم العالي بإشراف& وزارة التعليم العالي‪ ،‬محو األمية وتعليم& الكبار‪:‬‬
‫من مشموالت وزارة الشؤون االجتماعية‪ ،‬التكوين المهني‪ :‬بإشراف& وزارة التكوين المهني والتشغيل‪.‬‬
‫وقد& جاء في هذا الباب الثاني في المتعلمين األساسي والثانوي في الفصل ‪ 8‬منه‪":‬مدة التعليم تسع‬
‫سنوات وهي تهدف إلى تمكين المتعلم من أدوات المعرفة واآلليات األساسية في التعبير الشفوي والكتابي‬

‫‪18‬‬
‫والقراءة والحساب ومساعدته على تنمية ذهنه وذكائه العمل وحسّه الفني ومؤهالته البدنية واليدوية‬
‫وتربيته دينيا ً ومدنياً"‪&.‬‬
‫وجاء في الفصل ‪ 9‬من القانون المذكور‪" :‬تدرّس كل المواد اإلنسانية والعلمية والتقنية في مرحلتي&‬
‫التعليم األساسي باللغة العربية"‪ ،‬ومالمح التعليم األساسي العامة هي‪ :‬تكريس مبدأ مجانية التعليم‪.‬‬
‫‪ -‬اعتبار التعليم األساسي& حلقة بذاتها من سن السادسة إلى السادسة عشرة‪ ،‬مع إمكان الرسوب مرتين‬
‫وهو إجباري‪ ،‬ضمان تكافؤ الفرص ما دامت الدراسة متواصلة بصورة طبيعية مما يح ّد من ظاهرة‬
‫االنقطاع‪ ،‬غرس القيم الديمقراطية وحقوق اإلنسان لدى الناشئة وتدريبهم& على الحياة الجمعياتية‪ ،‬تدريس‬
‫كل المواد اإلنسانية والعلمية والتقنية باللغة العربية مما يجعل المتخرج من التعليم األساسي& ذات شخصية‬
‫متوازنة الجوانب قادرة على استعمال اللغة العربية شفويا ً وكتابيا ً فهما ً وتعبيراً& وتبليغاً‪ ،‬ذا رصيد علمي‬
‫مرتبط& بالمحيط وبالحياة المتطورة في العالم المعاصر& مع عدم إهمال تدريس اللغات األجنبية خاصة‬
‫الفرنسية واإلنكليزية‪.‬‬
‫وتجدر& اإلشارة إلى أن قانون نوفمبر ‪ 1991‬المتعلق بحقوق الطفل‪ ،‬الذي بمقتضاه‪ ،‬تضمن الدولة‬
‫للطفل حق التعلم وحق الترفيه واأللعاب وحق تلقي المعلومات الثقافية‪...‬‬
‫وال ننسى أن الجمهورية التونسية وقعت وثيقة حقوق الطفل التي صادقت عليها األمم المتحدة في‬
‫نوفمبر ‪.1989‬‬
‫وينبغي& التذكير بأن حكومة الجمهورية التونسية حاولت محاوالت عديدة منذ االستقالل للحد من‬
‫ظاهرة األمية في وزارات مختلفة (التربية‪ ،‬الثقافة‪ ،‬الشؤون االجتماعية‪ )...‬ونسبة األمية في تونس هي‬
‫حوالي ‪( %27‬شريحة منهم ممن تجاوز الخمسين من العمر لم يذهب إلى المدرسة‪ ،‬وشريحة منهم ممن‬
‫كانوا في أماكن نائية بعيدة عن المدرسة االبتدائية وخاصة البنات فلم يزاولوا& تعليمهم‪ ،‬وشريحة ممن‬
‫انقطعوا عن الدراسة مبكراً فارتدوا& إلى األمية‪ ،‬إالّ أن الدولة اتخذت برنامجاً& وطنيا ً لمحو األمية تشرف‬
‫عليه وزارة الشؤون االجتماعية بمساعدة وزارة أخرى خاصة وزارة التربية هدفه الح ّد من األمية قريباً&‬
‫بطرائق& إجرائية‪.‬‬
‫وتدرس& بالمرحلة األولى من التعليم األساسي المواد التالية‪ :‬اللغة العربية‪ ،‬التربية اإلسالمية‪،‬‬
‫الحساب‪ ،‬اإليقاظ العلمي‪ ،‬التربية الموسيقية لها شريطان مسجالن للسنتين األوليين من التعليم األساسي‪،‬‬
‫التربية التشكيلية‪ ،‬التربية التقنية‪ ،‬التربية البدنية والفرنسية في السنوات الثالثة والرابعة والخامسة‬
‫والسادسة‪ .‬ك ّل المواد تدرس بالعربية إال ما ّدة اللغة الفرنسية‪.‬‬
‫وقد& ألّف في كل هذه المواد مربون تونسيون كتبا ً طبعتها& ونشرتها‪ ،‬بأثمان في المتناول‪ ،‬مؤسسة تابعة‬
‫لوزارة التربية وهي "المركز& القومي البيداغوجي"& نذكر منها ما يتصل باللغة العربية والتربية‬
‫اإلسالمية"‪.‬‬
‫وواكب تركيز التعليم األساسي إجراءات هامة منها‪:‬‬
‫‪ -‬بعث "المعاهد العليا إلعداد المعلمين" في مستوى المرحلة األولى من التعليم العالي بهدف رفع‬
‫مستوى& المدرسين في السنوات الست األولى من التعليم األساسي‪ :‬معرفياً& وتربويا ً وبيداغوجياً‪ &.‬بعث‬
‫"مراكز& جديدة للتدريب المستمر وتنظيم& حلقات تكوينية وطنيا ً وجهوياً& ومحليا ً لفائدة المعلمين المباشرين‬
‫وإطارات& اإلشراف‪.‬‬
‫واألهداف& العا ّمة لتدريس مادة اللغة العربية واألدب العربي للتالميذ المعلمين فهي أن يكون التلميذ‬
‫المعلّم‪ :‬قادراً على تدريس اللغة العربية في جميع أنشطتها األساسية‪ ،‬قادراً& على تبيّن أهم خصائص‬
‫النصوص األدبية والحضارية قديمها وحديثها‪ &،‬قادراً على التصرف في النصوص اختياراً وقراءة وتحليالً‬
‫وتأليفاً‪ ،‬مطلعا ً على أدب األطفال قادراً& على الترغيب فيه‪ ،‬عارفا ً بمختلف مواد اللغة قادراً على تدريسها&‬
‫بمختلف مواد اللغة قادراً على تدريسها‪ &،‬قادراً على التعبير الشفوي السليم وعلى تقويم أخطاء التالميذ‪.‬‬
‫وتجدر& اإلشارة إلى أن البرامج (المناهج) الجديدة منذ إصالح ‪ 1991‬تختلف في أغلب جوانبها& ع ّما‬
‫وضع منذ سنة ‪ 1958‬اختالفا ً نوعياً‪ ،‬فهي مناهج شاركت فيه اللجنة القطاعية لمواد العربية المكوّنة من‬

‫‪19‬‬
‫مدرسي& األساسي والثانوي& والعالي‪ ،‬وهم خبراء في معارف التعليم وصناعته‪ ،‬وفي& البحث اللغوي‬
‫صا ً (من معنى ومبنى) ورسماً& وجهازاً تربويا& (من‬
‫ً‬ ‫التربوي‪ &،‬م ّما جعل الكتب منجزة على هيئة مرضية ن ّ‬
‫شرح وفهم وتلخيص وأجوبة عن أسئلة) حاثة ذكاء التلميذ ومحفزة إياه على التعبير الشفوي السليم وعلى‬
‫التعبير الكتابي المرضي‪ ،‬ال سيما وأن النصوص القديمة منتقاة‪ ،‬والحديثة مختارة مشوقة مثالً في السنة‬
‫السادسة نجد نصوصا ً عن "زرع& القلب" عن "سندباد الفضاء" عن "العصر عصر الحاسوب"‪ ،‬عن‬
‫"اإلنسان الرائد" وذلك ضمن المحاور الرئيسية التالية‪:‬‬
‫‪ -‬الهوية الوطنية التونسية واالنتماء الحضاري‪ ،‬عالقة الطفل بأترابه‪ ،‬اللعب وأوقات& الفراغ‪ ،‬الحياة‬
‫داخل األسرة‪ ،‬من مظاهر& السلوك المدني حفظ الصحة‪ ،‬العمل‪ ،‬الفصول والمواسم الفالحية‪ ،‬من مظاهر‬
‫التنمية‪ ،‬روح المبادة واإلبداع‪ ،‬العلم والتطور& التكنولوجي‪ ،‬عالم الحيوان ‪...‬‬
‫واللغة العربية‪ ،‬في المرحلة األولى من التعليم األساسي‪ ،‬ت ّدرس في مواد القراءة والتعبير& الكتابي‬
‫ودراسة النصّ والترغيب في المطالعة والرسم& واإلمالء والمحفوظات وقواعد اللغة (الصرف& والتصريف&‬
‫والنحو) حسب األهداف التالية‪:‬‬
‫من أهداف القراءة‪ :‬الوقوف على الطريف& من المعاني واألساليب الواردة في النص وإبراز مواطن‬
‫الجمال‪ ،‬استغالل الرصيد اللغوي استغالالً يم ّكن من دعم االقتدار& على التفاعل مع المكتوب ‪.‬‬
‫ومن أهداف التعبير الكتابي‪ :‬تحديد عناصر الموضوع والتصميم للتحرير‪ ،‬التحرير& في مواضيع&‬
‫متصلة بمحاور أنشطة اللغة العربية ‪...‬‬
‫النص‪ :‬استجالء األفكار األساسية والفرعية وإبراز ما بينها من صالت‪ ،‬تمييز‬‫ّ‬ ‫ومن أهداف دراسة‬
‫المكونات النحوية من حيث الوظيفة‪...‬‬
‫ومن أهداف الترغيب في المطالعة‪ :‬تحديد نوع القصة وتقديمها& تقديما ً كامالً‪.‬‬
‫ومن األهداف العامة للتربية اإلسالمية‪:‬‬
‫العبادات‪ :‬وهي أن يعرف المتعلم أصول العبادات وأحكامها األساسية ليمارسها بكفاية‪.‬‬
‫األخالق‪ :‬وهي أن يوظف المتعلم المعاني والقيم الواردة في السور& واألحاديث وأن يفصح عن‬
‫اعتزازه باالنتماء إلى اإلسالم وانتهاجه مسلك التبصر واالعتدال والتسامح في تعامله مع الغير‪.‬‬
‫وتركز& التربية اإلسالمية في السنتين األوليين على الهدى القرآني والعقيدة واألخالق& وفي السنوات‬
‫األربع الموالية على الهدى القرآني والعقيدة والعبادات واألخالق‪.‬‬
‫أما اللغة الفرنسية فهي اللغة األجنبية األولى يبتدئ تدريسها من السنة الثالثة أساسي ويستمر إلى نهاية‬
‫التعليم الثانوي‪ ،‬إلى سنة البكالوريا‪ ،‬أي مدة إحدى عشرة سنة وهي لغة أجنبية أولى ووسيلة تكميلية‬
‫لالتصال بالغير والكتشاف حضارات أخرى وللنهل مباشرة من المعلومات العلمية والتقنية‪.‬‬
‫إن الثنائية اللغوية العربية والفرنسية ‪ Bilinguisme‬ابتداء من السنة الثالثة لم تبرز إضراراً بتعلّم‬ ‫ّ‬
‫التالميذ إضراراً داللة ألن تعليم اللغتين العربية والفرنسية يطبّق مناهج تعليمية مح ّددة ووسائل& تعليمية‬
‫مالئمة وطرق تدريس مناسبة على يد معلمين وأساتذة من ذوي الكفاية العلمية والصناعية وتجدر& اإلشارة‬
‫العلمية أن مدارك المتعلم في الثامنة أو التاسعة من العمر تسمح له بتعلم لغتين تعليما ً مبكراً بشرط& أن‬
‫يكون المعلم ثم األستاذ واعيا ً بقضايا "الثنائية" مدرّسا ً التدريس المرضي‪ ،‬معرفة وصناعة ومهارات‪.‬‬
‫ويمتحن التلميذ في نهاية السنة السادسة باختيار& في المواد األساسية منها التعبير الكتابي ودراسة‬
‫النص والتربية اإلسالمية‪.‬‬
‫واألهداف& العا ّمة للبرامج (المناهج) بالمرحلة الثانية من التعليم األساسي فأهمها‪ :‬التعامل مع‬
‫النصوص على اختالف أساليبها ومحتوياتها‪ ،‬إغناء الرصيد المعجمي والتركيبي واألسلوبي‪ ،‬تناول‬

‫‪20‬‬
‫النصوص تناوالً تحليليا ً وتأليفيا ً وتبنّي& موقف نقدي محلّل‪ ،‬تذوّق النصوص والوقوف على مواطن الجمال‬
‫فيها وتعليل ذلك‪.‬‬
‫وبالنسبة إلى اللغة‪ :‬استعمال اللغة بصفة تلقائية استعماالً يكفل للمتعلم والمتعلمة التعبير عن مختلف‬
‫األغراض‪ ،‬إدراك مختلف التراكيب النحوية والصيغ الصرفية وما لها من دور في تبليغ المواد شفويا ً‬
‫وكتابياً‪ ،‬توظيف معرفته باللغة للتمييز بين مستويات األساليب وتبيّن الظواهر الفنية في النصوص‪.‬‬
‫ب‪ -‬التعليم الثانوي‪ :‬إن المرحلة الثانية من التعليم العام التي تسمى "التعليم الثانوي" فإنها تدوم أربع‬
‫سنوات وتنتهي& بامتحان "البكالوريا" أو "ختم التعليم التقني" وهي مرحلة انتقالية بين التعليم األساسي‬
‫والجامعة‪ ،‬ينتقل فيها التلميذ تدريجيا ً من التعليم العام إلى بداية االختصاص‪.‬‬
‫ينقسم التعليم الثانوي إلى المرحلتين‪ :‬المرحلة األول تشمل السنتين االولى والثانية وهو جذع مشترك‬
‫تد ّرس فيه المواد حسب برامج (مناهج) يتم ضبطها من قبل ذوي االختصاص في كل مادة‪ :‬أي المتفقدين‬
‫واألساتذة مع التزام كامل والمرحلة الثانية من التعليم الثانوي& تشمل السنتين الثانية والثالثة ( يعتبر بداية‬
‫االختصاص بعد التوجيه‪ ،‬وتكون المواد بالنسبة إلى الجذع المشترك اللغة واألدب العربي وهو منهاج‬
‫يكفي لمن يبتعد عن شعبة اآلداب أن يكون له رصيد& مقبول في اآلداب مع إتقان اللغة هذا باإلضافة إلى‬
‫التشديد على التكوين العام للتلميذ‪.‬‬
‫وجاء في الفصل ‪( 11‬الحادي عشر) من الباب الثاني من قانون ‪ 29‬جويلية ‪ 1991‬التعليم الثانوي‬
‫مفتوح لكل حاملي "شهادة ختم التعليم األساسي" وهو يرمي إلى تكوين الشباب تكوينا ً شامالً متوازنا ً‬
‫ويسمح له بثقافة عامة ويؤهله لحذق أحد فروع& المعرفة حذقاً& يمكنه إ ّما من مواصلة التعلم بالمرحلة‬
‫الجامعية وإما من دخول الحياة العملية وهو يشتمل على مرحلتين تدوم& الواحدة منهما سنتين"‪.‬‬
‫وجاء في الفصل ‪( 12‬الثاني عشر)"ترمي المرحلة األولى من التعليم الثانوي& إلى تمكين المتعلم من‬
‫تكوين متوازن تتوفر فيه العناية باللغات واإلنسانيات‪ ،‬والعلوم‪ ،‬النظري منها والتجريبي‪ ،‬وبالتكنولوجيا‪،‬‬
‫وتتكافأ في األبعاد المعرفية والعلمية والوجدانية‪."..‬‬
‫وجاء في الفصل ‪( 13‬الثالث عشر) "ترمي& المرحلة الثانية من التعليم الثانوي إلى اإلعداد‬
‫لالختصاص وتنمية المهارات وإذكاء المواهب وعلى مواصلة دعم التكوين الحاصل للمتعلم في المرحلة‬
‫األولى وتعميقه ترشيداً لقدرته على التفاعل اإليجابي مع تطور المعرفة وترسيخا ً لملكات حب االطالع‬
‫والتعليم& الذاتي واإلبداع"‪&.‬‬
‫وجهت الجمهورية التونسية اهتماما ً كبيراً إلى تعليم الناشئة كافة وخصصت اعتمادات مالية هامة من‬
‫حيث مقاديرها& ومن حيث نسبتها إلى الدخل القومي وتجدر المالحظة أن الدولة التونسية تخصص سنويا ً‬
‫لقطاع التربية‪ ،‬منذ االستقالل ‪ %7‬من الناتج الوطني& اإلجمالي ‪ ،PIB‬أي ما يقارب ‪ %25‬من الميزانية‬
‫العامة‪ ،‬إيمانا ً منها بأن التربية هي الركيزة األساسية للتنمية وللتطور& االجتماعي واالقتصادي‪&.‬‬
‫وتبرز& المعطيات المتعلقة بالمصاريف& العمومية المخصصة للتعليم االبتدائي‪ ،‬مقارنة بالمصاريف‬
‫العمومية الجميلة الممنوحة لقطاع التربية أهمية المرحلة االبتدائية داخل النظام التربوي فخالل العشرية‬
‫األخيرة عرفت المصاريف& المخصصة لهذه المرحلة تطوراً متدرجاً‪ ،‬ناهيك أنها قدرت سنة ‪ 1998‬بنسبة‬
‫‪ %43.4‬من مجمل المصاريف& العمومية المرصودة لفائدة التعليم‪.‬‬
‫كذلك اهتمت وزارة التربية بالتكوين المستمر الذي شهد في السنوات األخيرة تناميا ً مطرداً كما وكيفاً‪.‬‬
‫وهو يخضع إلى إدارة خاصة للتكوين المستمر تدعمت بـ ‪ 23‬مركزاً جهويا ً للتربية والتكوين المستمر‬
‫مو ّزعة على واليات الجمهورية كافة‪ ،‬أي ‪ 23‬والية (أو محافظة)‪.‬‬
‫وبدخول& قانون جويلية ‪ 91‬المتعلق باإلصالح التربوي& حيز التطبيق& استوجب اتخاذ العديد من‬
‫المبادرات أفادت مبدئيا ً جميع مدرسي مرحلة التعليم األساسي& األولى أي ست سنوات الذين يبلغ عددهم‬
‫‪ 60.000‬معلماً‪ ،‬ومدرسي& مرحلة التعليم األساسي الثانية‪ ،‬أي ثالث سنوات‪ ،‬والتعليم الثانوي‪ ،‬أي أربع‬

‫‪21‬‬
‫سنوات‪ ،‬الذين يبلغ عددهم حوالي ‪ 40.000‬أستاذاً و ‪ 5000‬من المتفقدين والمرشدين والمديرين& والنظار‬
‫والقيمين والمحضرين الذين يمثلون جزءاً من باقي أصناف وزارة التربية وقد& اضطلع بهذا التكوين ‪1234‬‬
‫مكونا ً من المتفقدين والمرشدين في مرحلة التعليم األساسي& األولى باإلضافة إلى ‪ 600‬مكون في التعليم‬
‫الثانوي& مع بعض األساتذة الجامعيين والخبراء التونسيين واألجانب‪.‬‬
‫وهذا التكوين يتم بالمدارس والمعاهد& الثانوية أو المراكز الجهوية للتكوين المستمر بمعدل ‪ 6‬أيام في‬
‫السنة بالنسبة إلى المعلمين و ‪ 8‬أيام في السنة بالنسبة إلى األساتذة وكذلك خالل العطل التي تتخلل السنة‬
‫الدراسية والعطلة الصيفية في ما يسمى "المدارس الصيفية"‪.‬‬
‫والمالحظ& أن انتداب األساتذة في المرحلة الثانية من التعليم األساسي وفي& التعليم الثانوي أصبح منذ‬
‫سنة ‪ 1999‬بمناظرة "شهادة الكفاءة للتعليم الثانوي "وتعميق التكوين الصناعي بجانبيه النظري المتصل‬
‫بعلم النفس التربوي وطرق تنشيط المجموعات‪ ،‬والتطبيقي خالل سنة التكوين األخيرة بحضور دروس‬
‫نموذجية ومناقشتها& وتأهيل المدرسين الستعمال الوسائل& التكنولوجيا& الحديثة‪ ،‬نخص بالذكر منها‬
‫اإلعالمية‪ ،‬والستخدامها& في التدريس وتجذير مبدأ التقويم الذاتي المتواصل& في المدرسين لتحديد حاجاتهم&‬
‫في التكوين والسعي إلى التكون في ضوئه‪.‬‬
‫وراهنت الدولة التونسية على المتعلم ليكون على اتصال بالعلم والتكنولوجيا والثقافة واالستمرار في‬
‫التعلّم لمواجهة الحاجات المتغيرة لتحقيق المجتمع الديمقراطي السليم واإلسهام& في التغيير الحضاري ومن‬
‫المسلّمات أن التعليم ارتبط& بأنشطة محو األمية لتحقيق النمو االقتصادي& واالجتماعي الثقافي وأن الحمل‬
‫كان دائما ً على المدرّس‬
‫وقد& م ّكن هذا اإلصالح التربوي‪ &،‬من ضبط األهداف والوسائل‪ ،‬وإعادة هيكلة نظامنا& التربوي‬
‫والتكويني‪ ،‬ومراجعة البرامج والكتب المدرسية‪ ،‬بما يضمن التكوين المتوازن ألطفالنا‪.‬‬
‫وال ش ّ‬
‫ك أن إقرار إجبارية التعليم ومجانيته‪ ،‬في المرحلة األساسية‪ ،‬كان من أه ّم مكاسب ذلك‬
‫اإلصالح‪ ،‬فألول مرة في تاريخ تونس‪ ،‬تبلغ نسبة تمدرس األطفال‪ ،‬الذين هم في سن السادسة ‪.%99.1‬‬
‫وألوّل مرة أيضاً‪ ،‬تبلغ نسبة تمدرس الذين هم بين السادسة والثانية عشر ‪.%92.3‬‬
‫وبإقرار إجبارية التعليم فإنه يمكن أن نشير في هذا المجال إلى أن المعدل الصافي اللتحاق البنات‬
‫بالمدرسة قد بلغ ‪ %84.6‬وذلك خالل السنة الدراسية ‪ 1997-1998‬وهو رقم& يغني عن كل تأويل خاصة‬
‫إذا ما قارناه باألرقام& المسجلة في هذا المجال داخل بلدان أخرى مماثلة لتونس‪.‬‬
‫كذلك نالحظ أن اختيار تعميم التربية والتعليم حقيقة ال شعار‪ :‬نجد في االبتدائي سنة ‪:1956‬‬
‫‪ 226.919‬تلميذا من جملة ‪ 3‬ماليين ونصف& ساكن تقريباً‪ ،‬ونجد سنة ‪ 1.467.411 :1994‬من جملة ‪8‬‬
‫ماليين و‪ 800.000‬ساكن تقريباً‪ ،‬ونجد سنة ‪ :1999-1998‬في التعليم األساسي بمرحلتيه أي تسع‬
‫سنوات ‪ 1.949.074‬تلميذاً‪ ،‬ونجد ‪ 373.593‬في التعليم الثانوي& والتأهيل التقني والمجموع& العام التالميذ‬
‫في األساسي والثانوي والتقني سنة ‪ 1999-1998‬هو‪( 2.392.667 :‬أي إذا أضفنا عدد التالميذ األساسي‬
‫والثانوي إلى طلبة العالي نجد أكثر من ‪ 2.500.000‬تلميذ وطالب‪ .‬هكذا فإن ربع سكان الجمهورية تقريبا ً‬
‫هو في المؤسسة التربوية إذ يقدر عدد السكان شهر مايو ‪ 1999‬بـ ‪ 9‬ماليين و ‪ 44200‬ساكناً‪ .‬وتعليم‬
‫الدولة التونسية ناشئتها& داخل حدود الوطن ال ينسيها أبناءها في الخارج ‪.‬‬
‫ج‪ -‬التعليم العالي‪ :‬إن إعداد اللغة العربية والحضارة العربية اإلسالمية يتم في إطار اإلجازة أو‬
‫األستاذية وإعداد األساتذية في اللغة العربية وآدابها& مر بمراحل أربع على األقل‪:‬‬
‫‪ -‬سنة ‪ ،1957‬سنة بعد االستقالل أنشئت "دار المعلمين العليا" وهي أول مؤسسة جامعية تونسية‬
‫وكانت "اإلجازة في اللغة العربية وآدابها" تدوم بها أربع سنوات‪ ،‬وتخصص إلى شهادات في التكوين‬
‫العام‪ ،‬في فقه اللغة‪ ،‬في الحضارة اإلسالمية‪ ،‬في األدب العربي القديم والحديث‪ ،‬في أدب الفرنسية ولغتها‬
‫وفي& اللغة اإلنجليزية‪ .‬ودرّست بهذا النظام أيضا ً أول كلية‪ ،‬كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية ‪ 9‬أفريل بتونس ‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫التعليم يسمو بالفكر والتربية تسعى إلى السم ّو بالنفس‪ ،‬التعليم مجموعة وسائل والتربية هي الغاية‪،‬‬
‫للتربية أسبقية على التعليم‪ ،‬إذ أنها تؤسس اإلنسان ومعنى& ذلك أنها التكوين والتوجيه األخالقي والعقلي‬
‫لشخص من األشخاص والشخص المقصود هو المثقف‪.‬‬
‫وثقف ثقفا ً الشخصُ ‪ :‬صار حاذقا ً فطناً‪ ،‬وثقف العلم والصناعة‪ :‬حذقهما وحذق& الشيء‪ :‬ظفر به‪.‬‬
‫نالحظ ما في الثقف من وجهين‪ ،‬نظري وتطبيقي‪ ،‬إذ ثقّف الشيء‪ :‬سوّاه وق ّومه‪ ،‬وثقّف المدرّس‬
‫وهذبه وأ ّدبه‪ ،‬وقد قال رسول& هللا صلى هللا عليه وسلّم‪" :‬أ ّدبني ربّي فأحسن تأديبي"‪.‬‬
‫المتعلّم‪ :‬علّمه ودرّبه ّ‬
‫فالمد ّرس& بمثابة الثقاف أي أداة تثقف بها الرماح لتستوي& وتعتدل فهو إن كان ذلك كذلك فعليه أن‬
‫ألن لها داللة‪ ،‬ألنها تنظم التجربة‪ ،‬ألنّها نقد مستمر وتعلم مستمر‪&.‬‬
‫يكون ذا ثقافة بسيطة ّ‬
‫وأن يستعين باألساس في ك ّل القضايا الداللية والصرفية والنحوية واألسلوبية وأن يتخلل دائما ً شرحه‬
‫الترغيب واإلثارة وأن يكون لعلمه ولذاته مقوماً‪ .‬الكلمة األساسية فيما ذكرنا& هي "التقويم" والتقويم& هو‬
‫معرفة قيمة ما نعلم من فكرة أو مهارة أو قدرة أو استعداد أو نشاط أو سلوك‪ ،‬كل هذا بالنسبة إلى أهداف‬
‫يرام تحقيقها وتقترح الوسائل لتالفي& النقص فيها"‪ .‬وهناك عدد من األسس والقواعد التي تُبني عليها عملية‬
‫التقويم منها‪:‬‬
‫أن يكون التقويم مرتبطاً& بأهداف واضحة‪ ،‬وأن يكون شامالً كل أنواع األهداف وكل جوانب البرنامج‪ ،‬وأن‬ ‫‪-‬‬
‫يكون يتناول فيه المتعلم الطرق والوسائل& التعليمية‪ ،‬وأن يعتمد أدوات تتميز بالصدق& والثبات‬
‫والموضوعية مع ما للعملية التقويمية من ذاتية‪ ،‬وأن يكون التقويم عملية يتعاون فيها كل األطراف من‬
‫المدرس والمدرّس‪ ،‬وأن يكون عملية مستمرة ال تنتهي يبيّن البرنامج بل هي تعديل وتطوير& وتواصل‪ ،‬وأن‬
‫يكون تشخيصا ً عالجيا ً يبيّن القوة والضعف& ومن ث ّم الدعم والتدارك والعالج‪ ،‬وأن يكون موضوعياً& وإن‬
‫كان ذاتياً‪ ،‬عادالً‪ ،‬والعدل قيمة نسبية منصفا ً واإلنصاف& قيمة مطلقة أو تكاد‪ ،‬وأن يتصف باالقتصاد وقتا ً‬
‫وماالً وجهداً قدر& اإلمكان‪ ،‬وأن يكون التقويم قابالً للتعديل أي ينبغي قبول فكرة تقويم التقويم‪.‬‬
‫كذلك للتقويم وظائف أساسية يحسن اإلشارة إليها أي‪ :‬تقويم نتائج المناهج وقيمة البرنامج ذاته واإلجراءات‬
‫اإلدارية التنفيذية لعملية التقويم‪ ،‬وأنواع التقويم كثيرة ترتّب بحسب معطيات تضبط مسبقاً‪.‬‬
‫وفي& حقيقة األمر ما اتضح في الذهن فُصح على اللسان‪ ،‬والفصاحة فصاحات وهي سالمة األلفاظ من‬
‫اإلبهام وسوء التأليف مما يستوجب من المدرّس أن يفصح على المراد بتعابير واضحة ولغة سليمة خالية‬
‫من اللحن‪ ،‬والواقع& لدينا اليوم رغم تط ّور& المدرّس المعرفي& والتربوي الصناعي أن نستمع إلى درس في‬
‫العربية بلغة فصيحة تتخللها بعض كلمات من العربية الوسطى أحياناً‪ ،‬وهذا ما نرغب عنه ويحرص‬
‫المتفقدون إلى اإلشارة إليها ال سيما وأن المدرسين على كسب للغتهم العربية الفصيحة قوالً& وكتابة‪.‬‬

‫إن إصالح النظام التربوي& وتكيفه بما يتماشى وحاجات العصر والغد ‪ ،‬وما أقبلت عليه وزارة التربية‬ ‫ّ‬
‫في التعليم األساسي والتعليم& الثانوي من عقلنة وتفتح وتجديد وتج ّدد& ألحسن دليل على حرص الدولة‬
‫التونسية على أن تكون دعامات نظامها التربوي ثابتة متأصلة متعصّرة ‪.‬‬

‫كما ت ّم إرفاق& هذا المشروع& بالعمل على تخفيف المناهج قصد تمكين المعلم من العناية بعدد محدود‬
‫من الكفايات التي يجب أن يتحكم فيها التالميذ‪ .‬ومن مزايا هذه المقاربة أنها تعمل على الحد من تأثيرات‬
‫تراكم الفشل الذي يمثل إحدى سلبيات التعليم المقام على نموذج التقويم الجزائي كما أنها توفّر حظوظا ً‬
‫أوفر& في مجال إنجاز البرامج التعليمية التي تم إقرارها من قبل الوزارة‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫كذلك يسعى بعض المعلمين واألساتذة على اعتماد التكنولوجيا& الحديثة داخل المدرسة التونسية‪ :‬لقد‬
‫عرفت سنة ‪ 1992‬ظهور أول تطبيقات تربوية للحاسوب مع استغالل مجموعة من الوسائل المرتبطة بهذا‬
‫المجال داخل الفصول‪ ،‬وانطالقا ً من سنة ‪ 1997‬تقرر بعث أقسام في مستوى وزارة التربية لفائدة األساتذة‬
‫قصد& إتاحة الفرصة للمدرسين إلعداد أعمالهم وتجريب& تطبيقاتهم التربية والتواصل في الوقت نفسه مع‬
‫دخول عالم "اإلنترنت"‪.‬‬

‫واستناداً& إلى أن "مدرسة الغد" هي مدرسة التونسيين كافة عليها أن تستعد إلى الطفرات المستقبلية استجابة‬ ‫‪-‬‬
‫إلى توصيات المؤتمر العالمي حول "التربية للجميع" المنعقد في جومين بتايلندا (‪ 9-5‬مارس ‪)1990‬‬
‫وتوصيات " الندوة العالمية للتعليم للجميع" في داكار بالسنغال (‪ 28-26‬أفريل ‪ )2000‬اللذين أكدا على‬
‫ضرورة ربط التربية بضمان حقوق الطفل والمرأة أي ضمان إنسانية التي تواجه يوميا ً الجهل والتعصّب‬
‫واألنانية والمصالح الضيقة الفردية والجماعية والبعد عن الخير والجذب إلى الوراء‪.‬‬
‫فإن غائية النظام التربوي& أي ما قبل المدرسة والتعليم األساسي بمرحلتيه والتعليم الثانوي& هي‪:‬‬ ‫ّ‬
‫"تكوين تونسي& عربي مسلم تكوينا ً متكامالً متوازياً& خلقا ً و ُخلقا ً يحقّق الشعوب بالهوية التونسية العربية‪،‬‬
‫ويضمن روح المواطنة والحسّ المدني وااللتزام& بالحقوق والواجبات والوعي بالحوار& الرشيد مع النفس‬
‫ومع اآلخر في احترام واعتدال‪ ،‬ويم ّكن‪ ،‬باستعمال العقل وبإتقان اللغة العربية ولغتين أجنبيتين الفرنسية‬
‫واإلنكليزية‪ ،‬من االنتماء إلى بلد نام متحضر يحمي ناشئته من االرتداد& إلى األمية‪ ،‬ويسهم باجتهاده‬
‫وبفضل "األمن المعرفي"& المكتسب‪ ،‬في التنمية الشاملة وفي& العولمة والقيم اإلنسانية"‪.‬‬
‫ينبغي إذن‪ ،‬لتحقيق غائية النظام التربوي& وأهدافه‪ ،‬وتعميق& الوعي لدى المتعلم بأهمية الموارد‬
‫البشرية وإنجازات البالد ووجوب تنميتها وصيانتها بالتعليم الذاتي‪ ،‬النظر في المؤسسة التعليمية من حيث‬
‫اإلدارة تصرفا ً إداريا ً وتربويا ً وبيداغوجيا‪ ،‬والمدرسة بمديرها وعلى مديرها‪ ،‬ومن حيث التجهيزات ومن‬
‫حيث المناهج والبرامج‪ ،‬والوسائل& التعليمية‪ ،‬وأطر التدريس‪ ،‬ومن حيث تقويم المنظومة بكل عناصرها‬
‫تقويما ً مستمراً‪ ،‬لخير نظام التربية وتطويره ومواكبته الحاضر والمستقبل ومواجهة تحديات العولمة‪،‬‬
‫ونحن بقرية كونية ال متناهية التفاعل ال متناهية اإلغناء‪ ،‬فعل ما ذكرته في غاية النظام التربوي& يستجيب‬
‫إلى مشاغل الشباب التونسي‪&:‬‬

‫‪24‬‬
‫‪ .‬مرحلة االصالح الثالث‪ :‬قانون ‪2002‬‬ ‫‪.IV‬‬
‫‪ ‬جاء بعد فشل تجربة التعليم االساسي التي سقطت في أول إختبار لها بعد ‪ 9‬سنوات إذ بينت النتائج ض&&عف&‬
‫نسب النجاح وتراجع المستوى& المعرفي للتلميذ‬
‫‪ ‬فصدر& هذا القانون االصالحي& الذي يرتكز& فعله التربوي على الكفايات األساسية‬
‫‪ ‬وراهنت الدولة على‪:‬‬
‫– تكوين عقول مفكرة بدل حشو االدمغة‬
‫– التحكم في التكنولوجيا& الجديدة‬
‫– توفير تربية جيدة للجميع‬
‫– إعداد الناشئة للحياة النشيطة‬
‫– التفاعل االيجابي مع المحيط‬
‫– تحرير& المبادرة‬
‫– إدخال مواصفات االحتراف على المنظومة التربوية‬
‫ومازال هذا االصالح ساريا& وهناك دعوات ملحة للتغيير الجذري للمنظوم&&ة التربوي&&ة ولإلص&&الح الش&&امل‬
‫حيت أن الكفايات االساسية كمنظومة تربوية أثبتت فشلها في مدارسنا& وذلك لكل عوام&ل اهمه&ا ع&دم ت&وفر‬
‫اإلمكان&&ات المادي&&ة وض&&عف& البني&&ة التحتي&&ة وض&&عف& االط&&ار المختص خاص&&ة بع&&د غل&&ق م&&دارس ترش&&يح‬
‫المعلمين التي كانت تك ّون معلمين مختصين وعلى درجة عالية من الكفاءة المعرفية والبيداغوجية‪  ‬ولم يف&&ع‬
‫تعويض المدارس بمؤسسات قادرة على أيجاد اطار كفء للتربية والتدريس حتى أن تجربة‪  ‬المعاهد العلي&&ا‬
‫لتكوين المعلمين أثبتت هي االخرى فشلها فتم غلقها ووقع سد النقص في اإلطار ال&&تربوي& بإنت&&داب‪  ‬أس&&اتذة‬
‫ال عالقة لهم بالتكوين المتخصص ‪  ‬وزج بهم إعتباطيا& في المدارس االبتدائية م&&ع تك&&وينهم& لف&&ترة قص&&يرة‪ ‬‬
‫فتم ظلمهم وظلم& التالميذ فزاد& الوضع التربوي سوء‪.‬‬
‫مكاسب المدرسة التونسية‬ ‫‪.3‬‬
‫ال أحد ينكر ما قدمته المدرسة التونسية‪  ‬وما حققته من مكاسب عدة فاقت ما تحق&&ق ل&&دى غيره&&ا من ال&&دول‬
‫االكثر غنى‪  ‬ولعل من أبرز مكاسبها‬
‫– إنتشار& التعليم في كامل البالد‪  ‬ووصول نسبة التمدرس الى أكثر من ‪ 90‬بالمائة‬
‫– مجانية التعليم وإجباريته‬
‫– ‪ ‬تحقيق االكتفاء الذاتي من االطارات‪  ‬التي تحتاجها البالد ال بل فق&&د ص&&ارت تفيض عن الحاج&&ة وتمث&&ل‬
‫إشكاال يزعج الدولة التي صارت عاجزة عن توظيفهم‬
‫تحسّن المستوى الثقافي وتراجع مستوى& االميّة وتحسن المستوى& الصحي واالجتماعي‬
‫– تعلم المرأة وتربية الناشئة على قيم التسامح والمواطنة وحقوق االنسان‬
‫مظاهر علل االنظام التربوي‬ ‫‪.4‬‬
‫رغم كل هذه المكاسب فإن النظام التربوي في تونس يشكو هنات عديدة وعلل كثيرة أهمها‪:‬‬
‫– ضعف مردود& المؤسسة التربوية‬
‫ويتجلى& ذلك في العدد الكبير من المنقطعين‪  ‬رغم تحسن نسب االرتقاء‬
‫– سيطرة المنحى الك ّمي‪  ‬على البرامج التعليمية‪ :‬حيت تتراكم االهداف الجزئية وتتعدد االنشطة التعليمية ‪:‬‬
‫أكثر من ‪ 13‬مادة لطفل عم&&ره ‪ 6‬س&&نوات‪ ،‬م&&ع ع&&دم تكام&&ل ه&&ذه االه&&داف‪  ‬مم&&ا أدى الى ض&&عف وت&&دهور‬
‫مكتسبات المتعلمين المعرفية‬
‫– ‪ ‬ض&&عف مكتس&&بات التالمي&&ذ‪  ‬وتراج&&ع مس&&تواهم في اللغ&&ة العربي&&ة‪ ،‬أض&&ف إلى ذل&&ك اللغ&&ات االجنبي&&ة‪ ‬‬
‫كالفرنسية واالنجليزية‬
‫‪  – ‬المركزية المفرطة في تسيير النظام& ال&تربوي وع&دم فس&ح المج&ال للمب&ادرات والحل&ول‪  ‬الص&ادرة من‬
‫الجهات‬

‫‪25‬‬
‫‪  – ‬غياب االحتراف (ذلك أن االحتراف يتوقّف على تكوين أساسي للموارد البشرية )‬
‫‪ – ‬غياب ثقافة تقييمية ‪ ‬وذلك باالعتناء أكثر بالمتفوقين دون غيرهم‪  ‬وإقصاء& الباقي‬
‫التحديات الجديدة وطرق اإلصالح‬ ‫‪.5‬‬
‫بات هذا الوضع مترديا ويتطلب أصالحا شامال‪  ‬وتحديات جديدة‪  ‬وذلك بـ‪:‬‬
‫– تبني فلسفة تربوية جديدة واضحة وممنهجة‬
‫– تحديد اهداف التعليم وغاياته المرحلية والمستقبلية بشكل واضح‬
‫– ‪ ‬إعادة االعتبار لمدارس التكوين المهني وللحرف داخل المدرسة‪  ‬من أجل إعداد الطفل للحياة العملية‬
‫– مراجعة الوظائف التقليدية للمدرسة‪  ‬ودور& المعلمين فيها‬
‫– االنتقال من عمل يقوم على التجزئة للمهام والتخصص المفرط والتطبيق& االلي للتعليمات إلى التمكن من‬
‫عملية االنتاج بأكملها والقدرة على المشاركة فيها‬
‫– ‪ ‬مراجعة نظام التقييم‬
‫– ‪ ‬بناء كليات للتربية‬
‫– إدخال التكنولوجيات& للمدارس وتكوين& المربين في ذلك‬
‫– خلق تعليم جيد للجميع متكافئ الفرص‬
‫‪  – ‬تحسين الوضع الم&&ادي‪  ‬والتكوي&&ني& للمعلمين وإع&&ادة االعتب&&ار لهم‪  ‬وتحس&&ين المن&&اخ ال&&تربوي وإزال&&ة‬
‫التوتر& القائم وجعل المدرسة فضاء لحياة نش&&يطة فاعل&&ة ومنتج&ة‪  ‬وتط&&بيق& مقارب&ات تربوي&ة‪  ‬ترب&ط الطف&&ل‬
‫بواقعه وهويته وحضارته وتجعله متفتحا على العالم والحضارات& االخرى دون إنبتات أو تغريب‬
‫خاتمة‬
‫‪ ‬تبقى التربية الوسيلة الوحيدة القادرة على النهوض باألمم والشعوب‪ ‬وهي محرار تقدمها ورقيها& ورفاهه &ا&‪ ‬‬
‫ويبقى االهتمام بها رهين االرادة السياسية لكل دولة‪  ‬ويبدو& أن الدول&&ة التونس&&ية ت&&درك تمام&&ا أن ال&&وقت ق&&د‬
‫حان للتغيير وأنه آن أألوان لتستمع لصرخات المربين‪  ‬المنادين باتالصالح الش&&امل والتغي&&ير الج&&ذري& …‬
‫ال حل والخيار لنا غير االصالح ثم االصالح …‬

‫‪26‬‬
‫ا‪M‬صال‪M‬ح‪ُ M‬م‪M‬ر‪M‬تق‪M‬ب‪M‬‬

‫ع&اش&ت تو&نس& عل&ى وق&ع& حو&ار& “و&طن&ي”& حو&ل& إ&ص&ال&ح& ال&من&ظو&م&ة& ا&لت&رب&وي&ة& ‪ .‬ول&ق&د& اس&&تق&طب& ه&ذ&ا‬
‫ا&لح&وا&ر& قط&اع&ات& و&اس&&عة& من ال&مج&تم&ع& ا&لم&&دن&ي& ال&تو&نس&ي& و& أث&&ار& ا&هت&م&ا&م& ا&ل&ر&أي& ا&لع&&ام& ال&وط&&ني& مم&ا& ي&ؤك&د&‬
‫ا&أل&هم&ية& ا&لق&صو&ى& ال&تي& يو&لي&ها& ال&شع&ب ال&تو&نس&ي& ل&قط&اع& ال&تر&بي&ة& و& ال&تع&لي&م‪&.‬‬

‫و& با&لف&ع&&ل& ‪ &,‬ف&&إن& ه&&ذ&ا ال&قط&&اع& يع&ت&&ب&ر& من& أ&ك&&ث&ر& ال&مج&&اال&ت& ال&&تي& ين&تظ&&ر& ال&ش&&ع&ب& ا&لت&ون&س&&ي& مع&ال&جت&ه&&ا& و&‬
‫“&إص&ال&حه&ا”& ض&م&ن مق&تض&&يا&ت& و& س&&يا&قا&ت& ث&و&رة& ‪ 17‬د&يس&&مب&ر& ‪ 14-2010‬ج&ا&نف&ي& ‪ 2011‬و& م&ا& تس&&تو&جب&ه&‬
‫ا&ست&حق&اق&ات& ه&ذه& ا&لث&ور&ة& و& مت&طل&با&ت& مس&ار& ا&ال&نت&قا&ل& ا&لد&يم&قر&اط&ي& و& م&ا& ع&جت ب&ه& ا&لو&ع&و&د& ا&ال&نت&خا&بي &ة& للق&&وى&‬
‫ا&لس&يا&سي&ة& ا&ل&ت&ي& ش&&ار&كت& ف&ي& ال&مو&ع&د&ين& ا&ال&نت&خ&ا&بي&ين& ا&لو&طن&&يي&ن& ال&كب&&ير&ين& ا&لل&&ذي&ن دعي& بم&نا&س&ب&ته&م&ا& ا&لش&&عب&‬
‫ا&لت&ون&سي& إل&ى& ا&ال&دال&ء& ب&صو&ته& ف&ي& صن&دو&ق& ا&ال&قت&را&ع‪ &،‬ون&عن&ي& به&ما& ا&نت&خا&با&ت& ا&لم&جل&س& ا&لو&طن&ي& ا&لت&أس&يس&&ي& ف&ي&‬
‫‪ 23‬أ&كت&وب&ر& ‪ 2011‬و&ان&تخ&اب&ات& مج&لس& ن&وا&ب& ا&لش&عب& في& ‪ 26‬أ&كت&&وب&ر& ‪ 2014 &/‬و&خا&ص&ة& ت&ل&ك& ا&لو&ع&و&د& ال&&تي&‬
‫أ&طل&قت&ها& األ&ح&&زا&ب& ال&سي&اس&&ية& ال&مش&&ار&كة& حا&لي&ا& في& ال&حك&وم&ة& ا&لم&نب&ثق&&ة عن اال&ن&تخ&اب&&ات& ا&لت&ش&ر&يع&ية& األ&خ&&ير&ة&‬
‫ا&لم&ذك&ور&ة& وا&لم&تع&لق&ة& ب&ان&تخ&اب& أعض&اء& مج&لس& ال&شع&ب& (‪ ) 2014-10-26‬و& ل&لت&ذك&ير& فإ&ن هذ&ه األ&ح&زا&ب& ا&ل&&تي&‬
‫ت&عت&بر& ف&ائ&زة& ب&شك&ل& أ&و& ب&آخ&ر& في& ه&ذ&ه اال&ن&تخ&اب&&ات& ا&لت&ش&ر&يع&ية& و&ال&مك&ون&ة& لل&حك&وم&ة& ا&لح&ال&ي&ة& ه&ي حر&ك&ة& ن&د&اء&‬
‫ت&ون&س& و& ح&رك&ة ال&نه&ضة& وا&ال&تح&اد& ال&وط&ني& ال&حر& وح&زب& آ&فا&ق& تو&نس& ‪.‬‬

‫ل&قد& ك&ان& ق&طا&ع& ال&تر&بي&ة& و&ال&تع&لي&م& من& أ&بر&ز& ال&مج&ال&ت& ا&لم&نت&ظر& مع&ال&جت&ها& و& اص&ال&حه&ا& ض &م&ن& أ&ول&وي&&ات& ا&لث&&ور&ة&‬
‫و&اس&تح&قا&ق&ات&ه&ا& ‪&.‬‬

‫‪  ‬ح‪M‬وا‪M‬ر‪ M‬رس‪M‬مي‪ M‬م‪M‬نق‪M‬وص‪ M‬و‪ ‬حو‪M‬ار‪ M‬مد‪M‬ني‪ M‬م‪M‬عا‪M‬كس‪: M‬‬

‫ي&وم& ‪ 23‬أ&فر&يل& ‪ 2015‬اح&تض&ن& ق&صر& ال&مؤ&تم&را&ت& با&لع&اص&مة& م&وك&ب& ا&نط&ال&ق& ال&حو&ار& ال&وط&ني& ا&لر&سم&ي& ح&ول&‬
‫إ&صال&ح& ال&من&ظو&مة& ا&لت&رب&وي&ة& تح&ت اش &ر&اف& ث&ال&ثي& م&تم&ث &ل& ف&ي& وز&ار&ة& ا&لت&رب&ي&&ة‪ &،‬ب&اع&تب&ار&ه &ا& س&&لط&ة& ا&إل&ش&&را&ف&‬
‫عل&ى& ق&طا&ع& ال&تر&بي&ة& و&ال&تع&لي&م& ف&ي& مر&اح&ل&&ه ال&ثال&ث& ا&ال&بت&دا&ئي&ة& وا&إل&عد&اد&ي&ة& و&ال&ثا&نو&ي&ة& (د&ون& م&ش&&ار&كة&‪  ‬ال&س&&لط&ة&‬
‫ا&لم&عن&ية& ب&ال&مر&حل&ة& ال&جا&مع&ية& و&هي& و&زا&رة& ا&لت&عل&يم& ال&عا&لي& ) وا&ال&تح&اد& ال&عا&م& ا&لت&ون&سي& لل&ش&&غل& وا&لم&عه &د& ا&لع &ر&بي&‬
‫ل&حق&وق& ا&إل&نس&ان& ‪.‬‬

‫و&قد& سب&ق& ل&ال&تح&اد& ا&لع&ام& ال&تو&نس&ي& ل&لش&غل& إعال&ن& م&قا&طع&ته& ل&لح&وا&ر& و&رف&ضه& ”& رك&وب& ا&لقط&ار& و&هو& ي&س&&ي&ر”& ثم&‬
‫غ&ير& م&وق&فه& وأ&صب&ح& من ال&مش&رف&ين& ال&رس&مي&ين& على& ‪ ‬ا&لح&وا&ر& عن&دم&ا& د&عاه& و&زي&ر& ا&لت&رب&ي&ة& ال&س&ي&د& ن&&اج&ي& جل&&ول&‬
‫إ&لى& اال&ن&خر&اط& و&ال&مش&ا&رك&ة& الف&اع&لة في&ه بص&فة& م&شر&ف& ‪&.‬‬

‫أ&ما& ال&مع&هد& ال&عر&بي& ل&حق&وق& ا&إل&نس&ان& فق&د& ف&سر&ت& دع&وت&ه لل&مش&ار&كة& ف&ي& ا&إل&شر&اف& با&عت&با&ره& مم&ض&&يا& عل&ى& عق &د&‬
‫ش &ر&اك&ة& م &ع& و&زا&رة& ا&لت&رب&ي &ة& و& مم&ثال& ل&ش&&بك&ة ال&عه &د& ال &ت&ي& ت&ض &م&‪  ‬تس &ع&ة (‪ )9‬جم&عي &ا&ت& مد&ني &ة& م&نه &ا& عم &ا&دة&‬
‫ا&لم&ح&ا&مي&ن& و&نق&اب&&ة ال&ص&ح&اف&ي&ين& ‪ &.‬و&ق&د& ق&ي&ل& ق&بي&ل& ا&ال&نط&ال&ق& ا&لر&س&م&ي& له&&ذا& ال&ح&و&ار& ا&لو&ط&ن&ي& ح&&ول& إص&ال&ح&‬
‫ا&لم&نظ&وم&ة& ال&تر&بو&ية& ب&أن&ه ين&تظ&ر& ان&جا&ز& هذ&ا& ا&ال&صال&ح& خال&ل& ش&هر&ين& أ&و& ث&ال&ث لي&قع& ا&لش&رو&ع& في& ا&لع&مل& به من&ذ&‬
‫ب&دا&ية& ا&لس&نة& ا&لد&را&سي&ة& ال&مقب&لة& ‪&.‬‬

‫‪27‬‬
‫و& جا&ء في& ا&لو&ثي&ق&ة& ا&لم&نه&جي&ة& إل&ص&ال&ح& ا&لم&نظ&وم&ة& ال&تر&بو&ي&ة& ا&ل&ت&ي& ن&ش&ر&ته&ا& وز&ار&ة& ال&تر&بي&ة& ب&من&اس&&بة& اط&ال&ق&‬
‫ا&لح&وا&ر& ال&وط&ني& حو&ل& ا&لت&رب&ية& يو&م& ‪ 23‬أف&ري&ل& ‪ 2015‬وا&لص&&اد&ر&ة& عن ا&لم&رك&ز& ال&وط&&ني& ال&بي&&دا&غو&جي& ‪<&< :‬‬
‫ا&لي &و&م& تج&س&&م& اال&ر&اد&ة& ا&لس&يا&س&&ية& إر&اد&ة ال&مج&تم&&ع& ب&أك&مل&&ه& ب&إع&ال&نه&&ا& عن ا&طال&ق& ا&لح&&و&ار& ا&لو&ط&&ني& إل&ص &ال&ح&‬
‫ا&لم&نظ&وم&ة& ال&تر&بو&ية& ب&اع&تب&ار&ه اس&تر&ات&يج&ي&ة& تض&من& م&شا&رك&ة& حق&يق&ي&&ة نا&جع&&ة تج&ع&ل& جم&ي&ع& األ&ط&&را&ف& ش&&رك&اء&‬
‫ف&عل&يي&ن& ف&ي& نح&ت كي&ان& ا&أل&جي&ال& ا&لقا&دم&ة >>(& ا&لو&ثي&قة& ا&لم&نه&جي&ة& ا&لم&ذك&ور&ة& ص ‪&. ) 4‬‬

‫و&با&لر&غم& م&ن هذ&ا ال&تف&اؤ&ل& ا&لو&ار&د& ف&ي& ه&ذه& ا&لفق&رة& و&سو&اه&ا& و&من& ا&لخ&طا&ب& ا&لر&سم&ي& ل&أل&طر&اف& ال&ثال&ث& ا&لم&شر&فة&‬
‫عل&ى& ه&ذا& ا&لح&وا&ر& ا&ست&قب&ل إط&ال&ق& ال&حو&ار& ا&لو&طن&ي& ح&ول& اص&ال&ح& ا&لم&نظ&وم&ة& ال&تر&بو&ية& ب &ا&حت&را&زا&ت& ش&&دي&دة& من&‬
‫أ&وس&ع& فع&ال&يا&ت& ال&مج&تم&ع& ا&لم&دن&ي&‪  ‬و& بت&شك&يك& ك&بي&ر& في& م&دى& فا&عل&يت&ه& و&ضم&ان&ات& نج&اح&ه‪ &.‬و&قد& ك &ا&ن مب&عث& ه&&ذه‬
‫ا&ال&حت&را&زا&ت& لل&مال&ح&ظا&ت& ال&سل&بي&ة األ&س&اس&ية& ا&لت&ال&ية&‪: :‬‬

‫‪ 1-‬س&يط&رة& ر&وح& ال&وص&اي&ة& ال&مت&مث&لة& ف&ي& اال&ش&را&ف& ا&لم&نف&رد& لال&ت&حا&د& ال&عا&م& ا&لت&ون&سي& لل&شغ&ل& و&ال&مع&ه&&د& ال&ع&&رب&ي&‬
‫ل&حق&وق& ا&إل&نس&ان& إل&ى جا&نب& وز&ار&ة& ال&تر&بي&ة عل&ى ال&ح&و&ار& د&ون& أي& س&ب&ب وج&ي&ه& ود&ون& أ&ي وج&ه& ‪ ‬أ&و& ش&&رع&ية&‬
‫ب&ال&رغ&م& م&ن اعت&را&ف& ال&جم&يع& بم&كا&نة& اال&ت&حا&د& ال&عا&م& ا&لت&ون&سي& لل&ش&غ&ل& و&دو&ره& ا&لو&ط&ن&ي& و&ال&مج&تم&عي& وا&حت&ض&ا&ن&ه&‬
‫أل&ك&ث&ر& نق&اب&ا&ت ال&تع&لي&م& ‪ ‬ت&مث&يل&ي&&ة‪ &.‬وب&ا&لر&غم& م&ن عال&ق&&ة ال&ت&&وت&ر& وم&وج&ا&ت& ا&ال&ض&&را&با&ت& ا&لم&تو&اص&ل&ة& ب&ين& ه&ذ&ه‬
‫ا&لن&قا&با&ت& و&ال&وز&ار&ة& طي&لة& س&نو&ات& م&ا& ب&عد& ال&ثو&رة& وح&تى& خ&ال&ل& ا&لفت&رة& ا&لر&اه&ن&ة& وك&&ذل&ك& اال&ق&&را&ر& ب&أه&مي&&ة عم&ل&‬
‫ا&لم&عه&د& ال&عر&بي& ل&حق&وق& اإل&ن&سا&ن& ف&ي& مج&ال& نش&ر& مب&ا&دئ& و&ثق&اف&ة& ال&تر&بي&ة& على& حق&&وق& ا&إل&نس&ا&ن& و&ال&مو&اط&ن&ة& و&‬
‫ا&لم&دن&ية& ‪ &..‬ل&كن ال& ش&يء& أب&دا& يف&سر& وص&اي&ة& هذ&ين& ا&لط&رف&ين& ب&مف&رد&هم&ا& عل&ى ال&حو&ار& ح&ول& ا&لت&رب&ية& ‪&.‬‬

‫‪    -2‬ب&رو&ز& عق&لية& ا&إل&قص&اء& ف&إل&ى& جا&نب& ان&فر&اد& ات&حا&د& ال&شغ&ل وا&لم&عه&د& ا&لع&رب&ي& لح&قو&ق& اال&ن&سا&ن& ب&اإل&ش&&را&ف& ‪،‬‬
‫ا&حت&جت& أو&سع& شر&ائ&ح& ا&لم&جت&مع& ا&لم&دن&ي& عن إ&قص&اء& عد&د& ك&ب&&ير& من& ا&لج&مع&ي&&ات& و&ال&هي&ئ&&ات& عن ال&مش &ا&رك&ة& ف&ي&‬
‫ا&لح&وا&ر& با&لر&غم& من& ا&هت&ما&م& أغل&بي&ته&ا& بم&وض&و&ع& ا&لت&رب&ي&ة& و&ال&تع&لي&م& و&ام&ض&ا&ء& ال&كث&&ير& م&نه&ا& عق&&ود& ش&&را&كة& م&ع&‬
‫و&زا&رة& ا&لت&رب&ية& ‪ .‬وت&رى& أ&غلب& ه&ذه& ا&لج&مع&ي&ا&ت& ا&لم&قص&&ية& أن& ا&س&ت&بع&اد&ها& يع&&ود& إ&لى& اخ&تال&ف&ه&ا& في& ال&رؤ&ي&ة& م&ع&‬
‫ا&ال&طا&را&ت& ال&فاع&لة دا&خ&ل& ا&ل&&وز&ار&ة& و&م&ع& رؤ&ي&ة& ا&لم&عه&د& ال&ع&&رب&ي& و&ش&&بك&ة& ا&لع&ه&د& ا&ل&&تي& يم&ثل&ه&ا& في& ال&مش&ر&و&ع&‬
‫ا&لت&رب&وي& ال&مج&تم&عي& وك&يف&ية& ت&صو&ر& ا&لق&يم& وا&أل&سس& ا&لت&رب&وي&ة& لط&ف&ل& ا&لي&&وم&‪ &-‬م&&وا&طن& ال&غ&د& ول&مال&م&ح& ا&لم&تخ&&رج&‬
‫م&ن ال&مد&رس&ة& و&ذل&ك& با&لر&غم& من& أن& د&ست&ور& ال&ثو&رة& (د&ست&ور& ‪ )2014‬قد& ح&سم& ال&مو&ض&وع& خا&ص&ة& في& تو&طئ&ت&ه&‬
‫و&في& الف&صل&ين& ‪ 1‬و& ‪ 39‬من&ه‪&.  ‬‬

‫‪-   -3‬ال&تس&رع& ‪ &:‬ح&يث& أك&د ال&جم&يع& أن& ف&تر&ة& ا&لش&هر&ين& أو& ال&ثال&ث& غ&ير& كا&في&ة& ل&تح&قي&ق& م&شا&رك&ة& و&اس&عة& وف&اع&ل&&ة&‬
‫و&حق&يق&ية& و&ال& يم&كن& أث&نا&ءه&ا بل&ور&ة&‪  ‬ا&لت&شخ&يص& ال&عل&مي& ا&لم&عق&ول& وال& ت&قد&يم& ال&تص&ور& ال&سل&يم& ل&لح&لو&ل& ‪&.‬‬

‫–‪       ‬ا&ال&رت&جا&ل& ‪ :‬وذ&لك& ل&عد&م& ا&لق&ي&&ام& قب&ل& إط&ال&ق& ال&ح&&وا&ر& بت&جم&ي&ع& ال&مع&طي&ا&ت& وت&حل&يل&ه&ا& وت&نظ&ي&م& ا&ست&ش&&ار&ة&‬
‫م&نظ&مة& وم&نه&جي&ة& لد&ى& ا&لخ&بر&اء& وا&لم&خت&ص&ي&ن& وإ&ج&ر&اء& ت&قي&يم&&ات& مو&ض&و&عي&ة& وع&لم&ي&&ة‪  ‬ت&ك&و&ن& ق&اع&&دة& أ&ص&ل&ية&‬
‫ال&ن&طال&ق& ال&حو&ار& و&دع&ام&&ة من&هج&ي&ة& لض&&ما&ن& ن&جا&ح&ه& و&لي&س& ا&لق&ي&ا&م& ب&ال&مس&&ار& ال&مق&ل&و&ب أي& إط&ال&ق& ال&ح&و&ار& ث&م&‬
‫ا&لق&يا&م& ب&تك&وي&ن& ا&لل&جا&ن وت&نظ&ي&م& ا&ال&ست&شا&را&ت& و&ال&تق&يي&ما&ت& و&ال&تش&خي&ص&ات& وت&جم&يع& ا&لم&عط&يا&ت& ؟‪  ‬‬

‫‪   -4‬عد&م مش&ار&كة& و&زا&رة& ا&لت&عل&يم& ال&ع&ا&لي& و&وز&ار&ة& ال&تك&&وي&ن& ا&لم&ه&ن&ي& وا&لت&ش&غ&يل& وو&زا&رة& ا&لم&ال&ي&ة& عل&ى& س&&بي&ل&‬
‫ا&لم&ثا&ل& من& ب&ين& ا&أل&طر&اف& ال&حك&وم&ية& ذا&ت& ا&لص&لة& ب&مو&ضو&ع& ال&تو&جي&ه& ا&لم&در&سي& وا&لج&ام&عي& وت&مو&يل& ا&إل&صال&ح&‬
‫و&سو&ق& ال&شغ&ل … وف&ي& ه&ذا& ال&صد&د& أي&ضا& نس&جل& ال&تغ&يي&ب& غ&ير& ال&من&طق&ي& ال&ت&حا&د& ال&صن&اع&ة وا&لت&جا&رة& (م&نظ&مة&‬

‫‪28‬‬
‫ا&أل&عر&اف&) وال&ت&حا&دا&ت& ا&لط&لب&ة ول&مم&ثل&ي& ا&أل&ول&يا&ء& و&األ&س&رة&‪ &.‬كم&ا& ل&وح&ظ& اال&ر&تج&ال& ف&ي& اال&س&تش&&ا&را&ت& ا&لم&نظ&م &ة&‬
‫م &ع& ا&لت&ال&مي &ذ& و&ال&مد&رس&&ين&‪ &.‬وم&قا&ب &ل& ه &ذ&ا& ا&لح &و&ار& ا&لر&س&&مي& ا&لم&نق &و&ص& ش &ه&دت& ال&بال&د& من& أ&قا&ص &ي& ش &م&ال&ها&‬
‫و&جن&وب&ه&ا& إ&لى& أ&قا&صي& شر&قه&ا& وغ&رب&ها& م&جم&وع&ة كب&&ير&ة& من& ا&لن&&دو&ات& و&ال&مل&تق&ي&ا&ت& و&نظ&مت& ا&لق&ن&و&ات& ال&تل&فز&ي&ة&‬
‫و&اإل&ذ&اع&ات& وا&لص&حف& وا&لم&نت&دي&ات& ال&كث&ير& من& ا&لح&و&ار&ات& و&ال&مل&ف&&ات& وا&لو&ر&ش&&ات& ح&&ول& اإل&ص&ال&ح& ال&ت&رب&وي&‬
‫و&تو&ج& كل& ذ&لك& بت&أس&يس& ا&لم&نت&دى& ا&لم&دن&ي& إل&صال&ح& ال&من&ظو&مة& ا&لت&رب&وي&ة& ال&ذي& ضم& ح&وا&لي& ‪ 200‬جم&عي&ة مد&ني&&ة&‬
‫م&ما& يؤ&كد& ا&أل&هم&ية& ا&لق&صو&ى& ال&تي& يو&لي&ها& ال&مج&تم&ع& ا&لم&دن&ي& لقط&اع& ا&لت&رب&ية& وا&لت&عل&يم& و&اح&تج&اج &ه& على& م &ا& تم&&يز&‬
‫به& ال&حو&ار& ا&لر&سم&ي& م&ن و&صا&ية& و&إق&ص&اء& وت&صم&يم&ه& ع&لى& إب&دا&ء& ال&رأ&ي& وا&لم&شا&ر&كة& ول&و& ب&شك&ل& مو&از& ور&ف&ضه&‬
‫ا&لخ&ض&&وع& لأل&م&ر& ال&وا&ق&ع& ول&تم&ري&ر& م&ش&&رو&ع& إ&ص&ال&ح& ق&د& يت&ض&&ار&ب& م&ع& ا&ال&نت&ظ&&ار&ات& ال&ش&&عب&ية& و&األ&ه&د&اف&‬
‫ا&لم&جت&مع&ية& وا&لم&با&دئ& ‪ ‬و&ال&ثو&اب&ت& ال&وا&رد&ة& في& ال&دس&تو&ر& ال&جد&يد&‪ &،‬ل&سا&ن حا&ل ال&تو&اف&ق& ال&وط&ني&‪&.‬‬

‫و&قد& جا&ء في& ال&بال&غ& ال&صا&در& عن ا&لم&نت&دى& ا&لم&دن&ي& إل&صال&ح& ال&من&ظو&مة& ا&لت&رب&وي &ة& ال&تو&نس&&ية& ب&من&اس&&بة& تأ&سي&س &ه&‬
‫ي&وم& ‪17‬ما&ي& ‪&( 2015‬وا&لص&&اد&ر& ب&ال&ص&ح&ف& ا&لت&ون&س&ي&ة& ع&لى& س&&بي&ل& ا&لم&ث&ا&ل& ج&ري&&دة& ال&ض&م&ير& ال&يو&مي&ة& ب&ت&ا&ري&خ&‬
‫‪18‬م&&اي& وج&ري&&د&ة& ال&فج&&ر& األ&س&&ب&وع&ية& بت&&ا&ري&خ& ‪22‬م&&اي&)& أن& ت&أس&&ي&س& ا&لم&نت&&د&ى& ت&م& ‪“ :‬ع&لى& قا&ع&&دة& ا&لو&ف&&اء&‬
‫ل&لت&وج&ها&ت& ال&وط&ني&ة& األ&ص&يل&ة ال&تي& ين&ص عل&يه&ا& ا&لد&ست&ور& من أج&ل& إ&سه&ام& حق&يق&ي& و&فع&ال& ف&ي& إعا&دة& ب&نا&ء& ا&لن&ظا&م&‬
‫ا&لت&رب&وي& ال&تو&نس&ي& ا&لذ&ي& ه&و& خ&ط& دف&اع& ا&ست&را&تي&جي& عن اس&تق&ال&ل ال&بال&د& ون&مو&ها& وت&حق&يق& ت&طل&ع&&ات& أ&بن&ائ&ه &ا& في&‬
‫ا&لت&ك&&وي&ن& ا&لم&مك&ن له&م& م&ن ال&مو&اط&ن&ة& ا&لف&اعل&&ة وا&لش&غ&ل& ال&حا&ف&ظ& ل&ك&&را&مت&هم& وا&لم&حق&ق& ل&طم&وح&ا&ته&م& في& ال&تف&و&ق&‬
‫و&ال&ري&اد&ة”&‪&.‬‬

‫و&بع&د& هذ&ا& ا&لح&را&ك& ا&لم&جت&مع&ي& و&ال&تف&اع&ل ال&شع&بي& و&ما& تر&دد& من أص&دا&ء& عن مآ&خذ& ا&لر&أي& ال&عا&م& ال&وط &ن&ي& عا&م&ة&‬
‫ل&لح&وا&ر& ال&وط&ني& ال&رس&&مي& س&ا&رع& ا&لك&ث&ي&ر& من ال&مس&&ؤو&لي&ن& من& ب&ين& ا&أل&ط&ر&اف& ال&مش&&رف&ة& وخ&اص&ة& ف&ي& وز&ار&ة&‬
‫ا&لت&رب&ية& إل&ى& ا&لت&أك&يد& وا&لح&رص& عل&ى& م&شا&رك&ة& ك&ل& ا&أل&ط&&را&ف& وأ&ن& غي&اب&ه&ا& عن& ج&لس&ة& إ&طال&ق& ا&لح&و&ار& ب&قص&ر&‬
‫ا&لم&ؤت&مر&ات& يو&م& ‪23‬أ&فر&يل& ل&يس& إ&قص&اء& ل&ها& بل& ه&و& ن&ات&ج عن ضغ&وط&ات& تن&ظي&مي&ة‪&،‬وإ&ن& ك&ل طر&ف& بإ&مك&ان&ه& أ&ن‬
‫ي&مد& ال&وز&ار&ة& بم&قت&رح&ات&ه& (؟!&) ‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫خــــــــــــــــــــــــــــال‪M‬ص‪M‬ــــــــــــة‪M‬‬

‫ث‪M‬الث‪ M‬إ‪M‬صال‪M‬ح‪M‬ات‪ M‬لنظ‪M‬ام‪ M‬ترب‪M‬وي‪ M‬وا‪M‬حد‪: M‬‬

‫ت&عا&قب&ت& على& تو&نس& ث&ال&ث إص&ال&حا&ت& ت&رب&وي&ة& كب&رى& م&ن خال&ل& س&ن ثال&ث& ق&وا&ني&ن& أس&اس&&ي&ة& ل&لت&رب&ي&&ة& و& ال&تع&لي&م&‬
‫ه&ي‪&:‬‬

‫–‪       ‬ا‪M‬لق‪MMM‬ا‪M‬نو‪M‬ن‪ M‬رق‪M‬م ‪ 118‬ل‪M‬س‪MMM‬نة‪ 1958 M‬ا‪M‬لم‪MMM‬ؤ‪M‬رخ‪ M‬في‪ 4 M‬نو‪M‬فم‪MMM‬بر‪ M/ M‬ت‪M‬ش‪MMM‬ر‪M‬ين‪ M‬ا‪M‬لث‪MMM‬ا‪M‬ني‪ 1958 M‬ال‪M‬مت‪M‬عل‪MMM‬ق‪M‬‬
‫ب‪M‬الت‪M‬عل‪M‬يم‪ M‬و& يع&رف& ا&إل&صال&ح& ا&لم&نظ&م& به&ذا& الق&ان&ون& بإ&صال&ح& م&حم&ود& ا&لم&سع&دي& ك&ا&تب& ا&لد&ول&ة& ل&لت&رب&ي&ة& الق&وم&ي&ة&‬
‫آ&نذ&اك&‪ &.‬و&قد& كا&ن ه&&ذا& ا&إل&ص&ال&ح& أ&ول& أس&ا&س& ل&لن&ظ&&ام& ا&ل&&تر&بو&ي& ا&لت&ون&س&ي& ف&ي& عه&د& د&ول&ة& اال&س&ت&قال&ل& ب&رئ&اس&ة&‬
‫ا&لح&&&ب&يب& بو&رق&ي&ب&&&ة& ال&&&ذ&ي& ح&&&ل& ا&لت&عل&يم& ا&لز&يت&&&و&ني& و& ت&ب&&&نى& م&ش&&&رو&ع& ا&لفر&نس&&&ي& ج&&&ون& د&وب&ي&&&اس&‪Jean  ‬‬
‫‪ Debiesse‬ال&ذي& نص&ح& ب&اع&تم&اد& ال&لغة& ا&لف&رن&سي&ة& ف&ي& تد&ري&س& ال&مو&اد& ا&لع&لم&ي &ة& ا&لش&&عب&تي&ن& ب و& ج& م&&ع ال&حف&&اظ&‬
‫عل&ى& ا&لت&&در&يس& ب&ال&لغ&&ة ال&عر&بي &ة& ف&ي& ا&لش&&عب&ة& أ& عل&ى& أن& ي&ق &ع& ا&لت&ع &ر&يب& ال&ت &د&ري&جي& خال&ل& ع&ش &ر& س &ن&وا&ت& لي&تم&‬
‫ت&عر&يب& ا&لت&عل&يم& بص&فة& ن&ها&ئي&ة& ‪ &.‬و& قد& اس&تق&ال& ك&&ات&ب& ا&لد&ول&ة& ل&لت&رب&ي&ة& ا&لقو&مي&ة& مح&م&د& األ&م&ين& ا&لش&ا&بي&‪ (  ‬ش&ق&يق&‬
‫ا&لش&اع&ر& أ&بي& ال&قا&سم& ال&شا&بي& ) لت&مس&كه& بت&ع&ر&يب& ا&لت&عل&يم& و& مع&ار&ض&ت&ه& لم&ش&ر&وع& دو&بي&&اس& و& عو&ض&ه& مح&م&و&د&‬
‫ا&لم&سع&دي&‪&.‬‬

‫و& قد& ب&ين&ت ال&تط&ور&ات& ال&ال&حقة& ص&حة& م&خا&وف& مح&مد& ا&أل&مي&ن ال&شا&بي& إ&ذ بد&ال& عن ال&تع&ري&ب& ا&لت&&در&يج&ي& ا&س&ت&قر&‬
‫ا&أل&مر& ف&ي& ا&لح&قي&قة و& من& خ&ال&ل& ا&لت&ط&ب&يق& ع&لى& ا&لف&رن&س&ة& ال&تد&ري&جي&ة& ل&لت&عل&يم& ف&ي& اال&ب&ت&د&ائ&ي& و& ا&لث&&ان&وي& ( ا&ل&ذ&ي&‬
‫ك&ان& ي&شم&ل& آ&نذ&اك& ال&مر&حل&تي&ن& اإل&عد&اد&ية& و& ال&ثا&نو&ية& م&عا&) و& ت&هم&يش& ال&لغ&ة ال&وط&ني&ة& ا&أل&م& (ا&لل&غة& ا&لع&رب&ية& )& ا&ل&&تي&‬
‫ل&م& ت&عد& تد&رس& ب&ها& إال& ما&دة& ا&لل&غة ال&عر&بي&ة& و& ما&دة& ا&لت&رب&ية& اإل&س&ال&مي&ة& و& ال&وط&ني&ة& طي&لة& س&&نو&ات& عد&ي &د&ة قب &ل& أن&‬
‫ت&طر&ح& بع&ض “ا&إل&صال&ح&ات&”& ال&جز&ئي&ة& ‪ ‬دا&خل& نف&س ال&من&ظو&مة& ال&تر&بو&ي&ة& ا&لن&ات&ج&ة& عن ‪ ‬إص &ال&ح& ا&لم&س&ع&دي& و&‬
‫أ&بر&زه&ا& إص&ال&حا&ت& مح&م&د& م&ز&ال&ي& عن&&د تو&لي&ه& و&زا&رة& ا&لت&رب&ي&ة& أ&وا&س&ط& ال&س&ب&عي&نا&ت& من ال&ق&ر&ن ‪ 20‬حي&ث تم&‪ ‬‬
‫تع&ري&ب& ما&دة& ا&لفل&سفة& ث&م& ال&ح&قا& بش&كل& تد&ري&جي& ما&دة& ا&لت&ار&يخ& و& ا&لج&غر&اف&يا& ‪.‬‬

‫–‪       ‬ا‪M‬لق‪M‬ان‪M‬ون‪ M‬عدد‪ 63 M‬ل‪M‬سن‪M‬ة ‪ 1991‬ال‪M‬مؤ‪M‬رخ‪ M‬في‪ 29 M‬ج‪M‬وي‪M‬لي‪M‬ة‪ 1991 M‬و‪ M‬ا‪M‬لم‪M‬تع‪M‬لق‪ M‬بال‪M‬نظ‪M‬ام‪ M‬ال‪M‬تر‪M‬بو‪M‬ي‪.M‬‬
‫و&قد& أش&رف& عل&ى& س&ن اإل&ص&ال&ح& ا&لم&نظ&م& به&ذا& ال&قا&نو&ن ال&&وز&ير& مح&م&د& ا&لش&&رف&ي& ع&ن&د& ت&ول&ي&ه& وز&ار&ة& ا&لت&رب&ي&ة& و&‬
‫ا&لت&عل&يم& ا&لع&ال&ي& و& ال&بح&ث ال&عل&مي& أ&وا&خر& ا&لث&ما&ني&نا&ت& من ال&قر&ن ال&عش&ري&ن& ‪ &.‬و& قد& ت&م& عل&ى& أ&سا&س& ه&ذا& ا&إل&ص&&ال&ح&‬
‫إ&رس&اء& ال&تع&لي&م& األ&س&اس&ي& و& تع&ري&ب&‪  ‬تد&ري&س& ال&مو&اد& ا&لع&لم&ي&&ة في& ا&ال&بت &د&ائ&ي& و& ا&إل&ع&&دا&دي& و& ا&لت&رك &ي&ز& عل&ى& ب&ث‬
‫ق&يم& ا&لت&رب&ية& على& حق&وق& اإل&ن&سا&ن& و& ال&مد&ني&ة& من& خ&ال&ل& ت&حو&يل& ما&دة& ال&تر&بي&ة ال&وط&ني&ة& الق&دي&مة& إل&ى ما&دة& ا&لت&رب&ي&&ة&‬
‫ا&لم&دن&ية& و& ف&صل&ها& عن& م&اد&ة ال&تر&بي&ة& ا&إل&سال&م&ية& و& إن&شا&ء& إ&طا&ر& تد&ري&س& و& إ&ط&&ار& ت&فق&د& ب&ي&&دا&غو&جي& خ&ا&ص& ب&ه&&ا‪&.‬‬
‫و&ق&&د& اع&ت&&بر& إص&&ال&ح& مح&م&&د& ال&ش&&رف&ي& ق&&ا&طر&ة& ” لت&جف&ي&&ف& ا&لم&ن&&اب&ع& ” وس&&ح&ب& ال&بس&&ا&ط& من تح&ت& أ&ق&&دا&م& ”‬
‫ا&إل&سال&م&يي&ن& ”& ال&ذي&ن أص&بح& ل&هم& حض&ور& سي&اس&ي& و& مج&تم&عي& م&عت&بر& خال&ل& ا&لث&ما&ني&نا&ت& من ال&ق&ر&ن ال&ما&ض&ي& و&‬
‫ت&مي&زو&ا& ب&نش&اط& م&تع&اظ&م& ف&ي& ال&جا&مع&ة و& ا&لم&عا&هد& ‪&.‬‬
‫–‪       ‬ا‪M‬لق‪M‬ان‪M‬ون‪ M‬عدد‪ 2002-80 M‬ال‪M‬مؤ‪M‬رخ‪ M‬في‪ 23 M‬ج‪M‬وي‪M‬لي‪M‬ة‪ 2002 M‬و ال‪M‬مع‪M‬ر‪M‬وف‪ M‬با‪M‬س‪M‬م‪ M‬ا‪M‬لق‪M‬ا‪M‬نو‪M‬ن‪ M‬ا‪M‬لت‪M‬و‪M‬جي‪M‬هي‪M‬‬
‫لل‪M‬تر‪M‬بي‪M‬ة و ال‪M‬تع‪M‬لي‪M‬م‪ M‬ال‪M‬مدر‪M‬سي‪&. M‬‬
‫و&قد& صد&ر& هذ&ا ال&قا&نو&ن& ب&من&اس&ب&ة& ا&إل&ص&ال&ح& ا&ل&&ذي& أش&ر&ف& ‪ ‬علي&ه& ا&ل&&وز&ير& من&ص&ر& ال&رو&يس&ي& و&زي&ر&‬
‫ا&لت&رب&ية& و& ا&لت&كو&ين& في& ت&لك& ا&لف&تر&ة ‪ .‬و& ب&شك&ل& ع&ام& ي&عت&بر& إص&ال&ح ال&رو&يس&ي& مج&رد& ت&طو&ير& إل&ص&&ال&ح& ا&لش&&ر&ف&ي&‬

‫‪30‬‬
‫و&سع&ي& ل&مو&اك&بة& ال&تط&ور&ات& ا&لت&رب&وي&ة& ال&عا&لم&ي&ة& على& م&س&ت&وى& نظ&ري&&ات& ال&تع&لي&م& و& ال&ط&ر&ق& ا&لب&يد&اغ&وج&ي&ة& حي&ث‬
‫ت&مي&ز& هذ&ا اال&ص&ال&ح& بإ&رس&اء& مق&ار&بة& ال&كف&اي&ات& و& بي&دا&غو&جي&ا& ا&لم&شر&وع& و& ا&لت&ش&ج&يع& عل&ى اع&تم&&اد& ال&بي&&دا&غو&جي&ا&‬
‫ا&لف&ار&قي&ة& و& اس&تث&ما&ر& ا&لت&قن&يا&ت ال&حد&يث&ة& في& ا&لت&وا&ص&ل& و& ا&لم&عل&وم&ا&ت& و& ف&تح& م&ج&&ال& أو&س&ع& لل&تو&جي&ه& ال&مد&رس&ي&‬
‫ع&بر& ا&لش&عب& و& ا&لم&سا&لك& ا&لم&ؤد&ية& إل&ى& ش&ها&دة& ا&لب&اك&ال&و&ري&ا&‪  ‬في& م&حا&ول&ة& ا&لت&فاع&ل مع& م&تط&لب&ات& س&وق& ال&شغ&ل م&&ع&‬
‫م&وا&صل&ة& ا&عت&ما&د& ن&فس& ا&لس&يا&سة& ال&تر&بو&ية& ا&لع&ام&ة ال&مت&صل&ة با&لغ&اي&ات& و& األ&ه&دا&ف& و& ط&بي&ع&ة& ال&م&و&اد& ال&تع&لي&مي&ة& و&‬
‫ل&غا&ت ال&تد&ري&س& حت&ى& و& إن& و&قع& ن&وع& من& “&ال&مر&اع&اة& ”& ل&لغ&ة ال&عر&بي&ة& عب&ر& م&نح&ها& س&&اعة& ت&&در&يس& ف&ي& ا&أل&قس&&ام&‬
‫ا&لن&ها&ئي&ة& ب&ال&شع&ب& ا&لع&لم&ية& ‪&.‬‬

‫و&لئ&ن& ك&ان إر&سا&ء& ال&نظ&ام& ا&لت&رب&وي& في& ‪ ‬خط&وط&ه& ال&عر&يض&ة& وف&ي&ا& أل&ط&رو&ح&&ات& بو&رق&يب&ة& و& ا&لن&ظ&ا&م& ا&لس&يا&س&ي&‬
‫ا&لذ&ي& أ&رس&اه& طي&لة& أ&كث&ر& من نص&ف& قر&ن& م&نه&ا& ‪ 30‬سن&ة تح&ت رئ&اس&ة& بو&رق&يب&ة& و& ‪  23‬أ&خر&ى& ‪ ‬ب&رئ&اس &ة& خ&لف &ه&‪ ‬‬
‫‪ ‬ا&لم&خل&وع& ز&ين& ا&لع&اب&دي&ن& ‪ ‬ب&ن علي&‪ ,‬فإ&ن& إ&صال&ح& ال&مس&عد&ي& وح&ده& كا&ن تح&ت ال&وص&اي&ة& ال&مب&اش&رة& لب&ور&ق&يب&ة& في&‬
‫ح&ين& و&قع& اع&تم&اد& إ&صال&ح&ي& ال&شر&في& و& ا&لر&وي&سي& في& ع&هد& ا&لم&خل&وع&‪&.‬‬

‫و&قد& تم&يز&ت& ا&إل&صال&ح&ات& ا&لث&ال&ث ال&مذ&كو&رة& ب&ال&تر&كي&ز& ت&قر&يب&ا& على& نف&س ال&مف&هو&م& للق&يم& ال&مر&غ &و&ب& ‪  ‬ت&رك&يز&ه &ا&‬
‫ل&دى& ال&نا&شئ&ة& ب&اع&تب&ار&هم& م&وا&طن&ي& ا&لغ&د& إ&لى& جا&نب& اتف&اق&ها& ا&لم&شت&رك& في& ا&لحف&&اظ& عل&ى ال&مك&ان &ة& ا&لم&تم&&يز&ة& ل&لغ &ة&‬
‫ا&لف&رن&سي&ة& ال&تي& ب&قي&ت ل&غة ت&در&يس& ال&مو&اد& ال&عل&مي&ة عل&ى& كا&فة& ال&مس&تو&يا&ت& ال&تع&لي&مي&ة& بم&خت&لف& ال&شع&ب ف&ي& م&رح&لة&‬
‫ا&لت&عل&يم& ا&لث&ان&وي&‪.  ‬‬

‫و&قد& تج&لى& ه&&ذا& ا&ال&تف&ا&ق& بش&ك&ل& خ&ا&ص في& ا&لت&رك&ي&ز& عل&ى مف&ه&&وم& ا&له&وي&ة& الق&وم&ي&ة& ف&ي& إص&ال&ح& ا&لم&س&&عد&ي& (‬
‫‪ )1958‬و&ال&مق&صو&د& با&لق&وم&ية& آ&نذ&اك& ا&لقو&مي&ة& ا&لت&ون&سي&ة& ب&اع&تب&ار& ف&ك&ر&ة& ب&ور&ق&يب &ة& عن ا&أل&م&ة& ا&لت&ون&س&ي&ة& وم&فه&&وم&‬
‫ا&له&وي&ة& ا&لو&طن&ية& ال&تو&نس&ية& ا&لت&ي& ح&لت& م&حل& ا&لع&با&رة& ال&سا&بق&ة لم&زي&د& ال&شر&ح& و&ال&تو&ض&يح& ل&عب&ا&رة& ال&هو&ي&ة& ا&لقو&مي&ة&‬
‫ا&لو&ار&دة& ف&ي& ق&ان&ون& ‪ .1958‬ي&نص& ال&فص&ل& األ&و&ل& من ا&لق&ان&ون& ر&قم& ‪ 118‬لس&نة& ‪( 1958‬إ&صال&ح& ا&لم&سع&دي&)& ف&ي&‬
‫ا&لع&نو&ان& األ&و&ل& ا&لم&با&دئ& ا&لع&ام&ة على& أن ‪:‬‬

‫<&<ا&لت&رب&ية& وا&لت&عل&يم& ي&هد&فا&ن& إل&ى& ا&ألغ&را&ض ال&جو&هر&ية& ا&آل&تي&ة ‪:‬‬

‫‪   -1‬تز&كي&ة& ا&لش&خص&ية& وت&نم&ية& ا&لم&وا&هب& ال&طب&يع&ية& عند& جم&يع& األ&ط&ف&&ال& ذك &و&را& و&إن&اث &ا& ب&&دو&ن& أ&ي تم &ي&ز& بي&نه&م&‬
‫ال&ع&تب&ار& جن&سي& أ&و& د&ين&ي& أو& اج&تم&اع&ي&‬

‫‪   -2‬ال&مس&اع&دة& عل&ى& ت&نم&ية& ا&لث&قا&فة& ا&لق&وم&ية& [ أ&ي ال&تو&نس&ية& ] وت&حق&يق& از&ده&ار&ها&‪ &.‬‬

‫‪-3‬إع&دا&د& ال&طف&ل& للق&يا&م& بد&ور&ه& ك&مو&اط&ن& و&كإ&نس&ان& وت&كو&ين& اإل&ط&ار&ات& ال&صا&لح&ة& ال&كف&يلة& بن&مو& ال&نش&اط& ال&قو&مي& [‬
‫ن&فس& ا&لم&عن&ى& ال&مقص&ود& أي& الق&وم&ي& ال&تو&نس&ي& ] على& مخ&تل&ف& وج&وه&ه& ف&ي& جم&يع& ال&مي&اد&ين&>>& ‪.‬‬

‫و&ين&ص& ا&لق &ا&نو&ن& ع&&دد& ‪ 65‬لس &ن&ة ‪( 1991‬إص &ال&ح& ش&&رف&ي)& ف&ي& ال&فص &ل& ا&أل&ول& من& ا&لب &ا&ب األ&و&ل& ‪ :‬ا&لم&ب&&اد&ئ&‬
‫ا&أل&سا&سي&ة& ع&لى& م&ا& ي&لي& ‪:‬‬

‫<&< يه&دف& ‪ ‬ال&نظ&ام& ا&لت&رب&وي& في& إ&طا&ر& ال&هو&ية& ال&وط&ني&ة& ا&لت&ون&سي&ة&‪  ‬و&اال&ن&تم &ا&ء& ال&حض &ا&ري& ال&ع&&رب&ي& ا&إل&س &ال&مي&‬
‫إ&لى& تح&قي&ق& ا&لغ&اي&ات& ال&تا&لي&ة ‪:‬‬

‫‪31‬‬
‫‪  -‬ت&مك&ين& ال&نا&شئ&ة من&ذ& ح&دا&ثة& عهد&ها& با&لح&يا&ة& ب&ما& يج&ب أن تت&عل&مه& ح&تى& ي&تر&سخ& في&ها& ا&لو&عي& با&له&وي&ة& ا&لو&طن&ية&‬
‫ا&لت&ون&سي&ة& وي&نم&و& ل&دي&ها& ال&حس& ال&م&&دن&ي& و&ال&ش&&عو&ر& با&ال&نت&م&&اء& ا&لح&ض&&ار&ي& و&طن&ي&ا& و&مغ&ار&ب&ي&ا& و&عر&بي&ا& و&إس&ال&م&يا&‬
‫و&يت&دع&م& عن&ده&ا ال&تف&تح& عل&ى& ا&لح&دا&ثة& و&ال&حض&ار&ة& اإل&ن&سا&ني&ة&‬

‫‪ -‬ت&رب&ية& ال&نا&شئ&ة& عل&ى ال&وف&اء& ل&تو&نس& و&ال&وال&ء& ل&ها& …& ‪&.‬‬

‫ك&م&ا& ج&ا&ء في& ا&لع&ن&&وا&ن& ا&أل&ول& في& ر&س&&ال&ة ال&تر&بي&ة& ض&&من& الق&ا&نو&ن& ا&لت&و&جي&هي& لل&تر&بي&ة& وا&لت&عل&يم& ال&مد&رس&ي& –‬
‫ا&لق&ان&ون& ع&دد& ‪( 2002- 80‬إص&ال&ح& ا&لر&وي&س&ي)& ف&ي& ا&لف&صل& ال&ثا&لث& ‪&:‬‬

‫‪  " ‬ت&هد&ف& ال&تر&بي&ة& إ&لى& تن&شئ&ة ال&تال&م&يذ& عل&ى& ا&لو&فا&ء& لت&&ون&س& و&ال&&وال&ء& ل&ه&ا& وع&لى& حب& ا&ل&و&طن& وا&ال&ع&ت&زا&ز& ب&&ه‬
‫و&تر&سي&خ& ال&وع&ي& ب&ال&هو&ية& ا&لو&طن&ية& في&هم& و&تن&مي&ة& ال&شع&ور& با&ال&نت&ما&ء& ا&لح&ضا&ر&ي& ف&ي& أ&بع&اد&ه& ا&لو&طن&ية& وا&لم&غا&رب&ي&&ة&‬
‫و&ال&عر&بي&ة& وا&إل&سال&م&ية& و&اإل&ف&ري&قي&ة& وا&لم&تو&س&ط&ية& و&يت&&دع&م& عن&د&هم& ال&تف&تح& عل&ى ال&حض&&ار&ة& اإل&ن&س&ا&ني&ة"& أي& ف&ي&‬
‫ا&لم&حص&لة& هو&ية& ت&ون&سي&ة& (ق&وم&ية& أو& وط&ني&ة& ) وا&نت&ما&ء& حض&ار&ي& ع&ري&ض (عر&بي& إس&ال&مي& ت&د&رج& ش&&يئ&ا& فش&ي&ئا&‬
‫إ&لى& مغ&ار&بي& عر&بي& إس&ال&مي& إف&ري&قي& مت&وس&ط&ي)& و&تف&تح& عل&ى& ا&لح&ضا&را&ت& اال&ن&سا&ني&ة& …&‬

‫ل&قد& ظ&ل& م&وض&وع& ال&هو&ية& وا&لق&يم& ا&لو&طن&ية& ثا&بت&ا& ال& ي &ت&زع&زع& أ&م&&ام& ال&عو&اص &ف& ال&عر&وب&ي &ة& وا&إل&س &ال&مي&ة&‬
‫م&نذ& إق&دا&م& بو&ر&قي&بة& عل&ى& ح&ل ال&تع&لي&م& ال&زي&تو&ني& وح&مل& ل&وا&ء ال&فر&نك&فو&ني&ة& وت&ب&&نى& ت&وص&ي&ات& مش&ر&وع& ال&فر&نس&ي&‬
‫ج&و&ن& د&وب&ي&&اس& ا&ل&&وف&ي& ل&تو&ص&&يا&ت& بال&د&ه فر&نس&ا& ا&لم&س&&تع&مر& ا&لق&د&يم& و& ا&لو&ص&ي& ا&لج&دي&د& و&اال&ل&ت&زا&م& ب&نص&و&ص&‬
‫ب&رو&ت&وك&و&ال&ت& ا&تف&اق&ية& ا&ال&ست&قال&ل& ال&دا&خل&ي& ال&تي& تن&ص ‪ ‬عل&ى& أن& ا&لل&غ&ة& ا&لف&رن&س&&ية& لي&س&ت& أ&جن&بي&ة& ل&تص&ب&ح& ش&ي&ئا&‬
‫ف&شي&ئا& ال&لغة& ا&أل&ول&ى& لل&تد&ري&س& وا&لل&غة& ا&أل&كث&ر& اس&تع&ما&ال& عن&د& ا&لن&خب&ة& ف&ي& ا&لت&خ&&اط&ب& ول&تك&و&ن& ت&&ون&س& ب&ا&عت&را&ف&‬
‫ا&لف&رن&سي&ين& أن&فس&هم& أ&ول& ‪ ‬د&ول&ة& م&ست&عم&لة& للف&رن&سي&ة& ت&در&يس&ا& و& تخ&اط&با& من بي&ن ال&دو&ل& ا&لف&رن&كف&ون&ية& ا&لت&ي& ال& تم&ثل&‬
‫ف&يه&ا& ال&فر&نس&ية& ال&لغة& ا&لو&طن&ية& ‪&.‬‬

‫ت‪M‬شخ‪M‬يص‪ M‬ا‪M‬لو‪M‬ضع‪ M‬ا‪M‬لت‪M‬رب‪M‬وي‪ : M‬ب‪M‬ين‪ M‬ا‪M‬لم‪M‬سا‪M‬ئل‪ M‬ا‪M‬لف‪M‬ني‪M‬ة‪ M‬وا‪M‬لق‪M‬ضا‪M‬يا‪ M‬ال‪M‬جو‪M‬هري‪M‬ة‪ ‬‬

‫ل&قد& ر&اف&ق& ت&طب&يق& ا&لن&ظا&م& ا&لت&رب&وي& ال&تو&نس&ي& م&نذ& تأ&سي&سه& غد&اة اال&س &ت&قال&ل& ال&عد&ي &د& م&ن ال&مش &ا&كل& ت&&را&وح&ت& من&‬
‫ا&ال&نت&قا&ئي&ة& ا&لم&شط&ة وض&ع&ف& ا&لم&رد&ود& مع& م&ا& ع&&رف& بإ&ص&ال&ح& ال&مس&&عد&ي& و&اإل&ص&ال&حا&ت& ال&جز&ئي&ة& و&ال&فر&عي&&ة‬
‫ا&ل&ت&ي& ت&مت& ف&ي& ص&ل&به& إ&لى& تر&اج&ع& مس&&تو&ى& ا&لم&تع&لم&ين& و&ض&ع&ف& مك&تس&&با&ته&م& ف&ي& ظ&ل& م&ا& ع&&رف& بإ&ص&ال&ح&ي&‬
‫ا&لش&رف&ي& و& ال&رو&يس&ي&‪&.‬‬

‫و&مع& ا&لز&من& أ&صب&حت& ه&نا&ك& مش&اك&ل& م&زم&نة& لل&نظ&ام& ‪ ‬ا&لت&رب&وي& ا&لت&ون&سي& و&تر&اك&مت& ا&لع&دي&د& من& ال&عل&ل و&ال&سل&بي&ات&‬
‫ا&لت&ي& أ&خذ&ت& ت&نخ&ر& م&دخ&ال&ت& ا&لم&در&سة& ا&لت&ون&سي&ة& و&تع&ص&ف& ب&مخ&رج&ات&ها& وت&هد&د& د&ور&ها& وم&كا&نت&ها& ‪.‬‬

‫و&ان&طال&ق&ا& من ال&تش&خ&يص& ال&ع&&ام& ا&لم&عت&م&د& بن&ا&ء على& ال&كث&ي&ر& من ال&تق&يي&م&&ات& ال&دا&خل&ي&&ة وا&لخ&ار&جي&ة& و&من& خال&ل&‬
‫ا&ست&قر&اء& وا&قع& ا&لو&ضع& ا&لت&رب&وي& في& ت&ون&س& و&مق&ار&نة& م&عط&يا&ته& ون&تا&ئج&ه& وإ&حص&ائ&ي&ات&ه& مع& ب&لد&ان& أ&خر&ى& نك&تش&ف&‬
‫ا&لو&ضع& ا&لم&زر&ي& ا&ل&&ذي& أص&ب&ح عل&ي&ه& ا&لش&أ&ن ال&ت&رب&وي& ال&تو&نس&ي& وخ&اص&ة& عل&ى& م&س&&تو&ى& ت&ر&تي&ب& أ&بن&ائ&ن&ا& في&‬
‫ا&لم&ن&&اظ&را&ت& ال&عا&لم&ي &ة& (عل&ى& غ &ر&ار& من &ا&ظر&تي& ب&&يز&ا& و& ت&مس&) ور&تب& ال&جا&مع &ا&ت& ال&تو&نس &ي&ة& ع&ال&مي &ا& وح &ت&ى&‬
‫إ&فر&يق&يا&‪ &،‬فه&ي& رت&ب& ال& نج&د& ل&ها& أث&را& في& ا&لـــ ‪ 6000‬ج&ام&عة& ا&ال&ول&ى& عل&ى ال&مس&تو&ى& ا&لد&ول&ي& و& ا&لـــ ‪ 50‬جا&مع&ة‬
‫ا&أل&ول&ى& على& ال&مس&تو&ى& ا&إل&فر&يق&ي& و&ال& يف&وت&نا& ك&ذل&ك& ا&لت&نب&يه& إ&لى& ما& أص&بح& ي&خش&اه& ال&شع&ب ال&تو&نس&ي& م&ن مخ &ا&طر&‬
‫م&حد&ق&ة& بم&ص&ي&ر& أ&جي&ال&&ه ال&ص&ا&عد&ة وت&هد&ي&د&ات& من ش&أ&نه&ا& ال&مس& ‪ ‬بص&&حت&هم& ال&جس&&دي&ة& و&ال&نف&س&ي&ة& و&ب&أ&خال&ق&ه&م&‬
‫‪32‬‬
‫و&سل&وك&ه&م& م&ن خال&ل& ب&رو&ز& ظ&وا&هر& اس&ته&ال&ك& ا&لم&خ&د&را&ت& دا&خ&ل& وح&&ول& ا&لو&س&ط& ا&لم&در&س&ي& وت&ف&ا&قم& ‪ ‬ح&&اال&ت&‬
‫ا&لع&ن&ف& وا&لغ&ش& و&اال&ن&قط&ا&ع& و&ال&حر&ق&&ان& [أ&ي& م&غ&&اد&رة& أر&اض&ي& ال&بال&د& خل&س&&ة ع&ب&ر& ا&لب&ح&ر& في& هج&ر&ات& غ&&ير&‬
‫ق&ان&ون&ية& و&مر&ف&و&ق&ة& بخ&طر& ا&لم&وت& غر&قا&‪&.‬‬

‫و&تن&قس&م& ه&ذه ال&مش&اك&ل& ال&مد&رس&ية& وا&لت&رب&و&ية& إ&لى& مس&ائ&ل& ي&مك&ن أن& ن&طل&ق& عل&يه&ا& ص&&فة “ا&لف&ني&ة&” وا&ل&&تي& ي&مك&ن‬
‫م&عا&لج&ته&ا& ب&حل&ول& وإ&جر&اء&ات& “&فن&ية&”& أ&يض&ا& أي& م&عر&في&ة& و&بي&دا&غو&جي&ة& و&إج&را&ئي&ة& و&أخ&رى& جو&هر&ية& وه&يك&لي&ة& ال&‬
‫ي&مك&ن مع&ال&جت&ها& إال& بإ&جر&اء&ات& جذ&ري&ة& عم&يقة& ‪&.‬‬

‫و&من& أه&م هذ&ه ال&مش&اك&ل& و&ال&صع&و&با&ت& و&ال&سل&بي&ات& ا&لف&نية& ن&ذك&ر& ‪:‬‬

‫‪  -‬ضع&ف& مك&تس&با&ت& ال&مت&عل&مي&ن& ف&ي& ال&لغة& ا&لع&رب&ية& وا&لل&غا&ت& ا&أل&جن&بي&ة& و&ال&مو&اد& ال&عل&مي&ة‬

‫‪ -‬ط&غي&ان& ال&جا&نب& ال&تر&اك&مي& و&ال&بع&د& ال&نظ&ري& على& ال&تع&لم&ات& وك&ثر&ة& م&وا&د& ال&تع&لي&م& وف&قد&ان&ها& لل&تر&اب&ط& وا&ال&ند&ما&ج&‬
‫ب&ين&ها&‬

‫‪ -‬ا&لغ&يا&ب& ش&به& ا&لك&لي& لل&جو&ان&ب& ا&لع&لم&ية&‬

‫‪-‬مش&اك&ل& تق&ي&يم& عم&&ل ال&تل&مي&ذ& و& غلب&&ة ال&تل&قي&ن و& ا&إل&مال&ء& و& ض&&عف& ا&لت&وا&ص&ل& و& ك&ثا&ف&ة& ا&ل&&زم&ن& ا&لم&در&س&ي& و&‬
‫م&شا&كل& ا&لش&عب& و&ال&تو&جي&ه&‬

‫‪-‬ا&لم&رك&زي&ة& ال&مف&رط&ة وص&را&م&ة& ال&بر&ام&ج وع&دم& ق&اب&لي&ته&ا& ل&ال&جت&ها&د&‬

‫‪-‬ض&&عف& م&ش&&ار&كة& م&خت&ل&ف& األ&ط&ر&اف& في& ال&حي&ا&ة ال&مد&رس&ي&ة& و& ا&س&&تق&ال&ة األ&و&لي&ا&ء& و&ب&&رو&ز& ظ&&وا&هر& ال&عن&ف&‬
‫و&ال&تس&يب& و&ال&غش& دا&خل& ال&فض&اء& ا&لت&رب&و&ي& و&من& ح&ول&ه‬

‫‪-‬ت &د&هو&ر& ا&لب&&نى& ال&ما&دي&&ة& ل&لم&ؤس&س &ا&ت& ال&تر&بو&ي &ة& و&ال&نق&ص& ا&لف &ا&دح& في& ال&تج&ه &ي&زا&ت& وا&لو&س &ا&ئل& ال&بي&دا&غو&جي &ة&‬
‫و&مح&دو&د&ية& ا&لم&وا&رد& ال&بش&ري&ة& ب&اس&تث&نا&ء& إط&ار& ا&لت&در&يس&‬

‫‪-‬غ&يا&ب مق&وم&ات& اال&ح&تر&اف& وا&لج&ود&ة&‬

‫‪-‬ض&عف& م&رد&و&د& ا&لم&ؤس&سا&ت& ال&تر&بو&ية& م&ن حي&ث ار&تف&اع& نس&ب& ا&ال&نق&طا&ع& وا&لر&سو&ب&‬

‫‪ -‬مش&&اك&ل& ال&حو&كم &ة& و&ال&قي&&اد&ة ال&رش&&يد&ة& وا&لت&&أط&ير& ال&&تر&بو&ي& و&ال&بي&&دا&غو&ج&ي& و&ال&مر&اف&ق &ة& وا&لت&ك &و&ين& ال&مس&&تم&ر&‬
‫و&اال&ن&ت&&دا&با&ت& و&ال&تف&تح& عل&ى& س&و&ق& ا&لش&غ&ل … (و&لل&تع&م&ق& في& ه&ذ&ه ال&مش&ا&كل& وا&لص&ع&و&با&ت& ي&مك&ن ال&ع&&ود&ة& إ&لى&‬
‫و&ثي&قة& ن&حو& م&جت&م&ع& ال&مع&رف&&ة‪ &:‬ا&إل&ص&ال&ح& ال&&تر&بو&ي& ا&لج&دي&د& ‪ ،‬ا&لخ&ط&ة& ا&لت&نف&يذ&ي&ة& ل&مد&رس&ة& ال&غ&د& ال&ص&ا&در&ة& عن&‬
‫و&زا&رة& ا&لت&رب&ية& في& ج&و&ان& ‪ 2002 ‬و&ال&وث&يق&ة& ا&لم&نه&جي&ة& إل&ص&ال&ح& ا&لم&نظ&وم&ة& ال&تر&بو&ي&ة& ا&لص&&اد&رة& عن وز&ار&ة&‬
‫ا&لت&رب&ية& في& أ&فر&يل& ‪ 2015‬ب&من&اس&بة& إط&ال&ق& ال&حو&ار& ح&ول& ا&إل&صال&ح& ال&تر&بو&ي& ا&لح&ال&ي& ‪.&).‬‬

‫و&با&لط&بع& فإ&ن هن&اك& جم&لة& م&ن ال&حل&ول& وا&لم&قت&رح&ات& ا&إل&صال&ح&ية& ال&تي& ال& تج&د& م&عا&رض&ة& م&جت&مع&ي&ة& ب&اعت&با&ره&ا&‬
‫ح&لو&ال& ب&يد&اغ&وج&ية& مع&قو&لة& أ&و& ا&خت&يا&را&ت& تر&بو&ية&”& فن&ية&”& ب&دو&ره&ا& ك&فا&ءات& و&من&ها& على& س&بي&ل& ال&مث&ال& ‪&:‬‬

‫‪33‬‬
‫‪  -‬اع&تم&اد& ب&يد&اغ&وج&يا&ت& ال&تح&كم& وا&لن&جا&ح& على& غر&ار& بي&دا&غو&جي&ات& ا&لك&فا&يا&ت و& ا&لم&شر&وع& ‪ ‬و&ال&تف&ري&ق& و&ال&عم&ل&‬
‫ا&لت&شا&رك&ي& و&عم&ل& ا&لم&جم&وع&ات&‬

‫‪ -‬اعت&ما&د& نظ&ري&ات& ا&لت&عل&م& ا&لم&نا&سب&ة& م&ثل& ال&عر&فا&ني&ة& ‪ ‬و&ال&بن&ائ&ية& و&ال&بن&ائ&ية& اال&ج&تم&اع&ية&‬

‫‪ -‬إر&سا&ء& ن&ظا&م& ا&لتق&يي&م& ال&تك&وي&ني&‬

‫‪ -‬مر&اج&عة& ال&تو&جي&ه& ا&لم&در&سي& وا&لش&عب&‬

‫‪ -‬مر&اج&عة& تو&قي&ت& ال&مو&اد& و&ال&زم&ن& ا&لم&در&سي&‬

‫‪ -‬تط&وي&ر& م&نظ&وم&ة& ال&تك&وي&ن& ا&لم&ست&مر&‬

‫‪ -‬مر&اج&عة& ال&بر&ام&ج& ا&لت&عل&يم&ية& و&ال&من&اه&ج& ا&لت&رب&وي&ة& وا&لك&تب& ا&لم&در&سي&ة&‬

‫‪-‬ت&طو&ي&ر& ا&لح&يا&ة ال&مد&رس&ية& وت&عز&ي&ز& ا&لت&رب&ية& على& ال&مو&اط&نة& وا&لم&دن&ية& و&حق&وق& ا&إل&نس&ان& في& ا&لو&سط& ا&لم&در&سي&‬

‫‪ -‬ال&عن&اي&ة با&لب&نى& ا&لت&حت&ية& لل&مد&ار&س& و&تو&ف&ي&ر& ا&لت&جه&يز&ات& ا&لب&يد&اغ&وج&ية& ال&ال&زم&ة‬

‫‪ -‬تو&سي&ع& اس&تع&ما&ل& ال&تك&نو&لو&ج&يا&ت& ا&لح&دي&ثة& ل&لت&وا&صل& وا&لم&عل&وم&ات&‬

‫‪ -‬ال&تف&اعل& ا&إل&يج&اب&ي& م&ع ال&مح&بط&‬

‫‪-‬إ&دخ&ال& مو&اص&فا&ت& اال&ح&تر&اف& على& ال&من&ظو&مة& ال&تر&بو&ية& و&إر&سا&ء& م&نظ&وم&ة& ا&لج&ود&ة&‬

‫أ&ما& ال&مش&اك&ل& ا&لج&وه&ري&ة& وا&لق&ضا&يا& ا&أل&سا&سي&ة& ال&تي& نع&تق&د& أن&&ه ال& إ&ص&ال&حا& ح&قي&قي&ا& د&ون& مع&ال&جت&ه&ا& ج&&ذر&يا& وال&‬
‫ح&ال& فع&لي&ا& دو&ن تن&او&له&ا& م&با&شر&ة& ب&كل& مس&ؤو&لي&ة& وب&ك&ل& وط&ني&ة& وب&ك&ل& ش&&جا&عة فه&ي& تل&ك& ال&مت&ص&&لة& بم&وض&و&ع&‬
‫ا&له&وي&ة& و&ال&لغ&ة ال&وط&ني&ة& وب&أس&س& ال&مش&رو&ع& ا&لت&رب&وي& ال&مج&تم&عي& ال&مج&يب& عن& س &ؤ&ال& من& ه &و& تل&مي &ذ& ال&مد&رس &ة&‬
‫ا&لت&ون&سي&ة& وم&اه&ي& مق&وم&&ات& اإل&ن&س&ا&ن& ا&لج&دي&د& ال&&ذي& نر&ي&د& من& ح&يث& الق&يم& وا&لم&وا&ق&ف& و&ال&س&ل&وك&ا&ت& ؟ وب&ال&ت&ا&لي&‬
‫م&اه&ي& غ&اي&ات& ا&لن&ظا&م& ال&تر&بو&ي& وم&قا&صد&ه& و&أه&دا&فه& و&أي&ة مك&ان&ة لل&غة& ا&لو&طن&ي&ة& األ&م&؟& و&م&ا& ي&نع&كس& عن ذ&ل&ك& من&‬
‫ب&را&مج& و&من&اه&ج& وت&كو&ين& وت&قي&يم& – ذ&لك& ه&و& بي&ت ا&لد&اء& وأ&سا&س& ا&لد&وا&ء& وم&ن& خال&ل& ذل&ك& يك&ون& ا&لج&وا&ب& ال&شا&في&‬
‫ا&لك&اف&ي& عن سؤ&ال& أي& إص&ال&ح& ت&رب&وي& نر&يد& ؟& و&هل& هو& إص&ال&ح في& ا&لص&مي&م& أم& مج&رد& ت&رق&يع& وت&رم&يم& ؟‪     ‬‬

‫ف‪M‬شل‪“  M‬ا‪M‬لت‪M‬حد‪M‬يث‪ M”M‬ا‪M‬لق‪M‬ائ‪M‬م‪ M‬ع‪M‬لى ال‪M‬تغ‪M‬ري‪M‬ب و ضرو‪M‬رة‪ M‬ا‪M‬لت‪M‬أك‪M‬يد‪ M‬على قيم‪ M‬ال‪M‬هو‪M‬ية‪ M‬و‪ M‬ا‪M‬لت‪M‬عر‪M‬يب‪M‬‬
‫‪ ‬إن جو&هر& ا&لم&شر&و&ع& ا&لب&ور&قي&ب&ي& ي&تم&ثل& في& ”& ت&حد&يث&”& ال&مج&تم&ع& ا&لت&ون&س&ي& و& إ&رس&&اء& أس&س& ”& ا&لح&دا&ث&ة& ” في&‬
‫ت&ون&س& ال&تي& كا&ن بو&رق&يب&ة& يع&تق&د& أ&نه& ل&م يح&رر&ها& فق&ط& ب&ل& ب&عث&ه&ا& من& ج&دي&د& و& من&حه&ا& هو&يت&ه&ا& ‪ &.‬ك&&ان& ب&ور&ق&يب&ة&‬
‫ي&عت&قد& أن ال&شع&ب& ا&لت&ون&سي& مج&رد& ”& غ&با&ر& من& ا&أل&فر&اد& ” و& أ&نه& ش&خص&يا& ع&ب&ا&رة& عن يو&غر&ط&ة& ا&ل&ذ&ي& ا&نت&ص&ر&‬
‫( يو&غر&طة& هو& ال&قا&ئد& ال&بر&بر&ي& ا&لذ&ي& ح&ار&ب& ا&لر&وم&ان& و& آل& به& ا&أل&مر& ا&لى& ا&له&زي&مة& ) ‪ &.‬ك&ان& ب&ور&ق&يب&ة& مت&حم&سا&‬
‫ل&لن&مو&ذج& ا&لث&قا&في& ا&لفر&نس&ي& و& مت&أث&را& ب&ال&من&وا&ل& ال&غر&بي& ا&لح&دا&ثي& ‪ &.‬و& قد& ك&ان شد&يد& ا&إل&عج&اب& ب&مص &ط&فى& كم &ا&ل&‬
‫أ&تا&تو&رك&‪(  ‬أ&ب األ&ت&را&ك)& ال&ذ&ي& ق&ط&ع& رو&اب&ط& تر&كي&ا& ب&ال&مش&ر&ق& ا&لع&ر&بي& و& ق&ا&م& بك&ل& م&ا& في& وس&ع&ه& ل&تح&وي&ل&‬
‫و&جه&ته&ا& ا&لى& ا&لغ&&رب& األ&و&رو&ب&ي‪ &.‬فه&ل& نجح& م&ش&ر&و&ع& ا&لح&دا&ث&ة& ف&ي& ت&&ون&س& و& ت&م& ف&عل&ي&ا& ”& ت&ح&د&يث& ”& ا&لم&جت&م&ع&‬
‫‪34‬‬
‫ا&لت&ون&سي& أم& أن األ&م&ر& ا&نت&هى& ب&رد&ة& ف&ع&ل& ش&ع&بي&ة& ج&عل&ت ال&بال&د& ال&تو&نس&ي&ة& تش&ه&د& أ&زم&ا&ت& دو&ري&ة& مت&تا&لي&ة& طي&ل&&ة‬
‫س &ن&وا&ت& ال&خم&س&&ين& و& ا&لس &ت&ين& و& ال&س&&بع&ين& و& ا&لث&م&&ان&ين& من ال&ق&&رن& ا&لع&ش&&ري&ن& و& ع&&رف&ت& ظ &و&اه&ر& ال&غل &و& م&ن &ذ&‬
‫ا&لت&سع&ين&ات& م&ن الق&رن& ا&لم&اض&ي& و& ا&نت&هى& ا&أل&مر& ب&ال&مج&تم&ع& ال&تو&نس&ي& ”& ا&لح&دا&ثي& ”& و& ” ال&مح&&دث& ”& ا&لى& ت&ف &ر&يخ&‬
‫ع&دد& ال& ي&ست&ها&ن& به& م&ن ال&شب&ان& ا&لم&تش&بع&ين& ب&أف&كا&ر& ا&لت&ط&&رف& و& ا&لت&عص&ب& و& ا&ال&نض&م&ام& ال&ى& ا&لق&&وى& ا&إل&ره&اب&ي&ة&‬
‫ا&لم&نض&وي&ة& تح&ت أل&وي&ة& ”& ا&لق&اعد&ة ” و& ”& د&اع&ش ” ح&ت&ى& أد&ى& ا&أل&م&ر& ب&و&زي&ر& ال&تر&بي&&ة ال&ح&ا&لي& إ&لى& ا&لت&ص&ر&يح&‬
‫ذ&ات& ي&وم& ق&بي&ل& تو&لي&ة ال&وز&ار&ة& بأ&ن ال&مد&رس&ة& أ&صب&حت& ”& ت&خر&ج& ا&لد&وا&عش& ” ‪ .‬لق&د فش&ل& مش&&رو&ع& ”& ا&لت&ح&د&يث&‬
‫”& أل&ن&ه اعت&مد& أس&اس&ا& عل&ى ”& ا&لت&غر&يب& ” بد&ل& ا&لن&هو&ض& ب&ال&مج&تم&ع& في& ظ&ل& ت&جذ&ير& ه&وي&ته& و& ت&رس&&يخ&‪  ‬م&قو&م&ا&ت&‬
‫أ&صا&لت&ه& و& تع&زي&ز& شع&ور&ه& با&لك&را&مة& ال&وط&ني&ة& و& ا&الع&تز&از& ب&ال&ذا&ت& و& اال&ف&تخ&ار& با&ال&نت&ما&ء& ال&حض&ار&ي&‪  ‬و& ال&ثق&اف&ي&‬
‫و& ال&تا&ري&خي& مع& ت&فت&حه& عل&ى& ر&وح& ال&عص&ر& و& م&وا&كب&ته& أل&س&س& ا&لت&طو&ر& و& لل&مك&تس&با&ت& اال&ن&سا&ني&ة& و& لث&ما&ر& ال&تق&&دم&‬
‫ا&لع&لم&ي& و& ال&تك&نو&لو&ج&ي‪ &.‬هن&اك& فر&ق& ك&بي&ر& بي&ن مش&رو&ع& ح&رك&ة ”& ا&لن&هض&ة ‪ ‬و& اإل&ص&&ال&ح& ”& ف&ي& ا&لق &ر&ني&ن ‪ 19‬و&‬
‫‪ 20‬و& ال&تي& كا&ن من رو&اد&ها& في& ا&لب&ال&د& ا&لع&رب&ي&ة& ال&طه&ط&ا&و&ي& و& ال&كو&اك&&بي& و& األ&ف&غ&ا&ني& و& ع&ب&&ده& و& في& ت&&ون&س&‬
‫خ&ير& ا&لد&ين& و& ال&جن&را&ل& ح&سي&ن و& م&حم&د& بي&رم& ا&لخ&ام&س& و& عب&د ال&عز&يز& ا&لث&ع&ا&لب&ي& و& ا&لط&&اه&ر&‪  ‬ا&لح&&دا&د& و& ال&ط&ا&هر&‬
‫ب&ن عاش&و&ر& ‪ &.‬لق&د& دعت& ه&&ذه& ا&لح&رك&ة& اإل&ص&ال&ح&ية& إل&ى& ا&أل&خ&ذ& ب&أس&ب&اب& ا&لت&ط&&ور& و& ا&لتق&د&م& ال&عل&مي& و& ا&ل&&رق&ي&‬
‫ا&لح&ضا&ري& و& ا&ال&ست&فا&دة& من ال&مك&اس&ب& ال&حض&ار&ية& ل&لغ&ر&ب خا&ص&ة& و& لإل&ن&س&&ان&ية& عا&م&ة& ف&ي& إط&ا&ر& األ&ص&ا&لة& و&‬
‫ا&ال&عت&زا&ز& با&ال&نت&ما&ء& ا&لح&ضا&ر&ي& و& إح&يا&ء كل& م&ا& ه&و& م&ن&&ير& و&مس&ت&ني&ر& تا&ري&خي&ا& و& في& ت&را&ثن&ا& ‪ &.‬أ&لم& تق&م حر&ك&ة&‬
‫“&ال&نه&ض&&ة& ” األ&و&ر&وب&ي&&ة& ف&ي& الق&&رن&ين& ‪ 14‬و& ‪ 15‬م& على& أس&&اس& إح&ي&&ا&ء ال&&تر&اث&ين& ال&يو&ن&&ا&ني& و& ا&لر&وم&&ان&ي& و&‬
‫ا&ال&ست&فا&دة& من مك&تس&با&ت& و& إ&ضا&فا&ت& ا&لح&ضا&رة& ال&عر&بي&ة& ا&ال&سال&م&ية& في& مخ&تل&ف& ال&مي&اد&ين& ‪.‬‬
‫ي&قو&ل& ا&أل&ست&اذ& ن&ور&ال&دي&ن& عر&با&وي& ف&ي& كت&اب&ه ال&تر&بي&ة& و& ال&تح&دي&ث& ف&ي& ت&و&نس& ‪ &<< &:‬ك&&ان& ت&ي&ا&ر& ال&حد&اث&&ة م&د&رك&ا&‬
‫ال&خ&تال&ل& ال&تو&از&ن& ب&ين&ه& و& بي&ن تي&ا&ر& ال&نه&ض&ة& (أ&ي& ت&ي&&ار& ال&حر&ك&ة& ا&إل&ص&ال&حي&ة& ) و& ه&و& م&ا& ج&عل&ه& ي&بح&ث عن‬
‫ش&رع&ية& ا&فت&قد&ها& ف&ي& ا&لد&اخ&ل& ف&ال&تم&سه&ا& ف&ي& ال&خا&رج& فت&حو&ل& ا&لغ&رب& من نم&وذ&ج& حض&ار&ي& ص&ال&ح& ل&ال&قت &د&اء& فق &ط&‬
‫ا&لى& مص&در& ل&لش&رع&ية& أ&يض&ا& ي&&ؤم&ن& ا&لح&دا&ث&&ة و& ا&لم&عا&ص&&رة& و& ي&&بر&ر& بق&وت&ه& ا&لف&كر&ي&&ة و& ا&لم&اد&ي&ة& ا&ال&نخ&ر&اط& في&‬
‫ا&لع&ال&مي&ة ال&غر&بي&ة>&>&(‪ &.. &)1‬و& يض&يف& << كا&نت& إص&ال&حا&ت& ‪ 1958‬ا&لت&ي& ض &ب&طه&ا& ق &ا&نو&ن& ‪ 4‬ن&وف&م &ب&ر& (ت&ش&&ري&ن&‬
‫ا&لث&ان&ي)& ‪ 1958‬ال&تر&جم&ة& ا&لقا&نو&ني&ة& لخ&طا&ب& ب&ور&قي&ب&ة& في& ‪ 25‬جو&ان& ( ح&زي&را&ن& ) ‪ 1958‬و& ا&لذ&ي& ك&&ان& ب&&دو&ره&‬
‫ا&لص&بغ&ة& ال&تو&نس&ية& ل&مش&رو&ع& د&وب&يا&س& ا&لف&رن&سي& ‪ .‬ل&قد& جا&ءت& تو&صي&ات& د&وب&يا&س& م&بش&رة& ب&هو&ية& ج&دي&دة& ل&تو&نس& و&‬
‫ن&جد& صد&ى& هذ&ه ال&تو&صي&ات& في& ال&خط&اب& ال&سي&اس&ي& ال&تح&د&يث&ي& ف&ي& ت&و&نس& ح&يث& ت&مي&ع& ان&تم&اؤ&ه&ا& ا&ال&س&ال&مي& و&‬
‫ا&لع&رب&ي& و& ب&رز& ا&ال&نت&ما&ء& ا&لم&تو&س&طي& و& ا&ال&نت&ما&ء& ا&إل&ف&ر&يق&ي& و& ال&ثق&اف&&ة ال&مغ&رب&ي&ة& كم&ا& ب&&رز& ا&لت&وج&ه& ا&ال&نع&&زا&لي&‬
‫ا&لم&ع&&بر& عن&&ه بم&ف&&اه&يم& ا&أل&م&&ة ال&تو&نس &ي&ة& و& ال&شخ&ص&&ية& ا&لت&ون&س&&ية& ال&مت&ح&&رر&ة& في& ا&ال&نت&م&&اء& ال&ثق &ا&في& ا&لع &ر&بي& و&‬
‫ا&ال&سال&م&ي>&>&(&‪.&)2‬‬

‫إن& ا&ال&نخ&را&ط& ا&لم&تح&مس& لت&ون&س& ال&بو&رق&ي&بي&ة& في& ا&لفر&نك&فو&ني&ة& و& ج&ع&ل& ا&لل&غ&ة& ا&لفر&نس&&ية& مه&يم&ن&ة& على& ال&تع&لي&م& و&‬
‫ت&هم&يش& ال&لغ&ة ال&وط&ني&ة& ا&أل&م& ق&د& أد&ى& ا&لى& إب&ع&&اد& ج&&زء& مه&م& م&ن ال&نخ&ب&&ة عن ا&لش&ع&ور& ال&عم&ي&ق& با&له&وي&ة& ال&عر&بي&ة&‬
‫ا&إل&سال&م&ية& و& ش&جع& دع&اة الق&وم&ية& ال&تو&نس&ية& و& األ&مة& ا&لت&ون&سي&ة& وأ&صح&اب& ‪ ‬مق&ول&&ة ت&و&نس& ا&أل&ق&ر&ب& ا&لى& أو&رو&ب&ا&‬
‫عل&ى& اع&تب&ار& أن&‪  ‬ال&شع&ب& ا&لت&ون&سي& ‪ ‬ه&و& ذ&ل&ك& ال&خل&ي&ط& ال&&ذي& أ&ف&ر&زه& ام&&تز&اج&‪  ‬ا&لش&&عو&ب& و& ا&لح&ض&ا&را&ت& ال&&تي&‬
‫ت&نا&وب&ت& على& ال&من&طق&ة ‪.‬‬

‫ي&قو&ل& ا&أل&ست&اذ& س&في&ان& س&عد& هللا& ف&ي& قر&اء&ة نق&دي&ة لل&وا&ق&ع& ال&ت&رب&وي& في& ت&و&نس& ‪ &<< :‬ال& تق&تص&ر& ا&لم&در&س&ة& على&‬
‫ا&لت&عل&يم& و& حف&&ظ ال&مع&&ار&ف& ‪&،‬و إن&م&ا& وظ&يف&ته&ا& ن&حت& ش&خص&&ية& ا&لط&ف&ل& ‪ ،‬و& إ&دم&اج&ه& ف&ي& ا&لو&س&ط& اال&ج&تم&&اع&ي& و&‬
‫ا&لث&قا&في& ‪ &.‬و&لك&ن ال&مد&رس&ة& ال&يو&م& ‪ ،‬ل&م& ت&عد& تض&&طل&ع& بت&رب&ي&ة& ال&نا&ش&ئ&ة& عل&ى& ا&لم&حا&فظ&ة& على& ق&يم& ا&لم&جت&م&ع& ‪ ،‬و& ال&‬
‫ت&سه&م& في& ت&كو&ين& إن&س&&ان& ق&ا&در& على& ال&تو&اص&ل& م&ع& ت&ار&يخ&ه& و& ال&مح&اف&ظ&ة& ع&لى& ق&يم&ه& ‪ ،‬ب&ل& أ&ن بع&ض ال&م&&وا&د&‬
‫‪35‬‬
‫ا&لم&قر&رة& تر&سخ& في& ال&نا&شئ&ة& ‪ ‬قي&ما& م&شو&هة& من& ق&بي&ل& أن ال&ت&&ار&يخ& ال&ع&&رب&ي& اإل&س&ال&م&ي& إ&نم&ا& ه&و& ت&ا&ري&خ& د&م& ‪ ،‬و&‬
‫ش&&عر& و& تخ&ل &ف& ‪ ،‬و& ف&ي& ا&لم&قا&ب &ل& تظ&ه &ر& ه&&ذه& ا&لم&&وا&د& أ&ن ال&ت &ا&ري&خ& ا&لغ&&رب&ي& رم &ز& لل&تق&&دم& ‪ .‬ها&هن &ا& ن&م &ي&ز& بين&‬
‫م&شر&عي&ن& ف&ي& ا&لت&رب&ية& ‪ :‬تر&بي&ة& ز&ائ&فة تق&ضي& عل&ى& ا&لح&يا&ة ال&رو&حي&ة& ف&ي& ال&مج&تم&ع& و& تر&بي&ة& ح&قي&قي&&ة تح&اف &ظ& على&‬
‫ا&لخ&صو&ص&ية& ا&لث&قا&في&ة في& ا&لم&جت&م&&ع‪ &.‬و& م&ن ال&غ&&ري&ب& أن& ي&عت&ب&ر& بع&ض ال&ح&&دا&ثي&ين& ‪ ‬أن& ا&لح&دا&ث&&ة رف&ض& لل&تر&بي&ة&‬
‫ا&لت&قل&يد&ية& ‪ ‬ث&م& مق&اب&ل ذ&لك& ي&سق&طو&ن& ف&ي& فخ& تق&لي&د& ال&غر&ب‪ &.‬ف&إن& ك&ان ع&يب& أعد&اء& ال&حد&اث&ة ت&قل&يد& ا&لس&لف& و& ا&لت&مس&ك&‬
‫ب&ال&ما&ضي& و& ن&ظم&ه& ا&لت&رب&وي&ة& ا&لى& حد& اال&ن&غال&ق& ف&إن& ع&يب& ا&لح&دا&ثي&ين& ‪ ‬ت&قل&يد& عقال&ن&ية ال&غر&ب& و& نظ&م &ه& ا&لت&رب&وي &ة&‬
‫ف&ي& الق&رن& ا&لس&اد&س& عش&ر إل&ى& ح&د& ا&ال&نغ&ال&ق‪ &،‬و& ك&أن&هم& ال& ي&عي&رو&ن& أه&مية& ل&لت&ار&يخ& ب &ل& ي&حص &ر&ون& ا&لح&دا&ث &ة& ف&ي&‬
‫ح&قبة& ت&ار&يخ&ية& م&عي&نة& و& ال&حا&ل& أن& ت&ار&يخ& ال&بش&ري&ة& ه&و& ت&ار&يخ& ثو&را&ت& و& ا&لح&دا&ثة& ا&لغ&رب&ي &ة& ه&ي ج&&زء& ال& ي&تج &ز&أ&‬
‫م&ن ال&حض&ار&ة& ا&إل&نس&ان&ية& ‪ .‬و& ل&يس&ت& ا&لح&دا&ثة& ح&كر&ا& على& ال&مج&تم&ع& ا&لغ&رب&ي& ‪ ،‬إ&نه&ا& ن&تا&ج& ا&لم&جت&م &ع& اإل&ن&س &ا&ني& في&‬
‫م&خت&لف& م&را&حل&ه ‪ .‬فل&كل& م&جت&مع& نظ&مه& ا&لت&رب&وي&ة& و& أ&سا&لي&به& في& ا&لت&نش&ئة& ا&ال&جت&ما&عي&ة ‪  ،‬و& ال&مح&اف&ظ&&ة& على& الق&يم&‬
‫ا&ال&جت&ما&عي&&ة ال&تر&بو&ي&ة& ال& تت&ع&ا&رض& ب&ال&ض&ر&و&رة& م &ع& ا&لت&ق&د&م& ا&لم&ع&ر&في& و& ا&لت&ق&ن&ي& ا&ل&ذ&ي& ع&رف&ت&ه& ا&لم&جت&مع&&ات&‬
‫ا&لغ&رب&ي&&ة‪ &.‬وم&ن هن &ا& ال& ي&مك&ن& ‪  ‬نع&ت من& ي&ع&&تز& ب&هو&يت &ه& و& ق&يم &ه& ال&تر&بو&ي &ة& بأ&ن&&ه مت&خل &ف&‪ &.‬و& ال& يم&كن& ان& ي&ع &د&‬
‫ح&دا&ثي&ا& من يت&خل&ى& عن ت&حق&يق& آ&ما&ل ال&شع&ب& و& ال&مح&اف&ظة& عل&ى& ت&ار&يخ&ه& و& قي&مه& ا&لت&رب&وي&ة& ؟ >>&(‪. )3‬‬

‫إن& ا&لم&سأ&لة& ال&جو&هر&ية& تت&مث&ل& ب&كل& بس&اط&ة& ف&ي& أنه& ال& ض&&ما&ن& ل&نج &ا&ح& أ&ي إص &ال&ح& تر&ب&&وي& حق&يق&ي& و& فع&لي& ف&ي&‬
‫ت&ون&س& ال& ي&ول&ي& ال&تر&بي&ة& عل&ى& ت&رس&يخ& ال&هو&ية& ال&عر&بي&ة& ا&إل&سال&م&ية& ل&دى& ا&لن&اش&ئة& و& تج &ذ&ير& اع&&تز&از&هم& ب&أص &ا&لت&ه&م&‬
‫و& با&نت&م&&ائ&هم& ‪ ‬ا&لح&ض&&ار&ي& و& ال&ثق&&ا&في& م&&ع& ا&لت&أك&ي&&د& على& ال&تف&تح عل&ى ال&رو&اف&&د& ا&لح&ض&&ار&ية& اإل&ن&س&&ان&ية& و& على&‬
‫م&كت&سب&ات& ا&لم&عا&صر&ة& و& ث&ما&ر& ال&عل&م& و& ال&تك&نو&لو&جي&ا& ‪ .‬كم&ا& أن& أ&ي& إ&صال&ح& ت&رب&و&ي& ف&ي& ت&ون&س& ال& ي&عي &د& ا&الع&تب &ا&ر&‬
‫ل&لغة& ا&لو&طن&ية& ا&أل&م& و& يق&ر& ض&رو&رة& ا&لت&ع&&ري&ب& و& ب&ال&ت&&ال&ي& ت&&در&يس& ا&لم&و&اد& ا&لع&لم&ي&&ة با&لل&غ&&ة ال&عر&بي&ة& أ&س&&وة& بك&ل&‬
‫ا&لب&لد&ان& و& ال&شع&وب& ا&لت&ي& ت&حت&رم& خ&صو&ص&يا&ت&ها& ال&قو&مي&&ة و& ت&ع&ت&ز& با&نت&ما&ءا&ته&ا& ا&لح&ض&ا&ري&ة& و& ا&لثق&اف&ي&ة& ‪ .‬إن ك&ل&‬
‫ا&لب&لد&ان& ا&لم&تط&ور&ة& في& م&جا&ل& ا&لت&رب&ية& و& ا&لت&عل&يم& بل& و& ف&ي& ك&ل ال&مج&اال&ت& تد&رس& ب&لغ&ته&ا& ال&وط&ني&ة&‪  ‬وال& ت&رى& ل&غ&&ة‬
‫م&عي&نة& م&تف&رد&ة& ب&قد&را&ته&ا& في& ت&در&يس& ا&لع&لو&م& سو&اء& ‪ ‬ك&ان&ت& ا&لل&غة ال&فر&نس&ية& أو& اإل&ن&جل&يز&ية& ‪ .‬هذ&ا& ه&و& ح&&ال& ف&نل&ن &د&ا&‬
‫و& ال&سو&يد& و& ا&لي&اب&ان& و& ال&صي&ن& و& ال&هن&د& و& أل&ما&ني&ا& و& إي&طا&لي&ا& و& ال&يو&ن&ا&ن& و& رو&س&ي&ا& و& تر&كي&ا& ب&ل& ه&&ذا& ه&و& ح&ا&ل‬
‫ا&لع&دو& ا&لص&هي&ون&ي& ال&ذي& يع&تم&د& ال&عب&ري&ة ‪ .‬و& إ&نن&ا& ن&تح&دى& أي& م&سؤ&ول& ‪ ‬س&يا&س &ي& أ&و& أ&ي مر&ج &ع& ج&&ام&عي& ت&ون&س &ي&‬
‫أن& ي&عل&ن على& ال&مأل& أم&ام& ا&لش&عب& ا&لت&ون&سي& أن& ا&لل&غة ال&عر&بي&ة& عا&جز&ة عن تد&ري&س& ال&عل&وم& ‪ &.‬ي&قو&ل& م&حم&د& رض&ا&‬
‫ا&أل&جه&&ور&ي& في& كت&اب &ه& ‪ :‬دف&&اع& عن م&س&ت&قب&ل& ت&&ون&س‪ &،‬مق&&اال&ت& ف&ي& ال&هو&يّ&&ة وا&لح& ّر&ي&ة&‪ &.‬ال&ص&ا&در& عن ا&لش&&رك&ة&‬
‫ا&لت&ون&سي&ة& ل&لن&شر& وف&نو&ن& ا&لر&سم&‪ &،‬ا&لط&بع&ة ا&أل&ول&ى& –& تو&نس& ‪ ” &: 2015‬إ ّن& ا&لع&دا&ء& لل&تع&ري&ب& ين&بع& م&ن ه&ذا& ال&عد&اء&‬
‫ل&له&وي&ة& ا&لع&رب&ية& اال&س&ال&مي&ة با&عت&ب&ا&ر& أن إن&ج&ا&ز& مش&&رو&ع& ا&لت&ع&ر&يب& س&يس&&اه&م& حت&م&ا& ف&ي& إ&ع&ا&دة اال&ع&تب&&ار& ل&ه&ذ&ه‬
‫ا&له&وي&ّة&”& (ص&‪  . &)81‬و&يض&ي&ف& ‪ ( :‬لس&ت أر&ى& م&عن&ى& لم&ا& ي&زع&مه ال&بع&ض& من& ك&ون&ه& د&يم&قر&اط&ي&ا& على& ص&ع&يد&‬
‫ا&لع&م &ل& ا&لس&يا&س &ي& ي&&ؤم&ن& ب&ال&حر&ي&&ات& و&يق & ّد&س& حق &و&ق& اإل&ن&س&&ان& ‪ ‬ثم& وف&ي& ذ&ات& ا&ل&&وق&ت& يه&م&&ل قض &ي&ة& ال&هو&ي&&ة‬
‫و&اال&ن&تم&اء& ا&لح&ضا&ري& أو& ين&اه&ض&ه&ا& و&يت&&آم&ر& عل&يه&&ا…&”& ) (ص& ‪ . )112‬كم &ا& ي&ق&و&ل& إ ّن&‪&“  &:‬ال&تح&مس& لل&تو&ج&ه&‬
‫ا&لف&رن&كف&ون&ي& ل&يس& م&جر&د& اخ&تي&ار& ل&غو&ي& يع&طي& ا&مت&يا&زا& خ&اص&ا& لل&فر&نس&ية& وإ&نم&ا& هو& با&إل&ضا&فة& إ&لى& ذل&ك& و&كن&تي&جة&‬
‫ح&تم&ية& ع&نه ‪ ‬ا&لت&زا&م& بت&كر&يس& ا&أل&ول&وي&ة& للف&رن&سي&ة& ع&لى& ح&سا&ب& ا&لل&غة& ا&لو&طن&ية& … أل&جل& ذل&ك كا&ن طب&يع&ي &ا& ج &د&ا&‬
‫أن& ي&ك &ّرس& ا&لت&وج&ه ال&فر&نك&فو&ني& بص&فة& ف&عل&ية& ط&يل&ة& عش&را&ت& ا&لس&ني&ن دو&ن& ط&&رح& أي& تس&&اؤ&ل& ج& ّد&ي& ح&&ول& ه&ذ&ا‬
‫&ن ا&ال&س&&تم&را&ر& ف&ي& تك&ر&يس&‬ ‫ا&لق&مع& ا&لل&غو&ي& ال&مس&لط& ق&ه&&را& عل&ى& ل&غت&ن&ا& ا&لو&طن&ي&&ة)& ‪( .‬ص ‪  &)166‬يو&اص&ل& ‪“  &:‬إ ّ&‬
‫عال&ق&ة تب&عي&ة& ت&ون&س& ا&لع&رب&ية& لغ&وي&ا& وث&قا&في&ا& ل&فر&نس&ا& لن يس&مح& أ&بد&ا& ب&تو&في&ر& أر&ضي&ة& م&ال&ئم&ة لت&غي&ير& ثقا&في& م&تج&ذر&‬
‫و&ال& إل&ص &ال&ح& تر&ب&&وي& ن&&اج&ح وال& ل&تح &ر&ر& و&ط&&ني& ح&قي&قي& وال& ل&تع&ام &ل& م &ع& ا&آل&خ&&ري&ن& من& م&وق &ع& ا&ال&س&&تق&ال&ل&‬
‫ا&لح&ضا&ري& تع&ام&ل& ا&لن&د& ل&لن&&د‪ &.‬ل&ذ&لك& يت&حت&م& ه&د&م& أ&س&ا&س& ا&لت&بع&ي&ة&‪ ،‬أ ّم&& ا& ا&لج&زئ&ي&ا&ت& األ&خ&&رى& ا&ل&ت&ي& ه&ي& ب&مث&اب&ة&‬
‫ا&أل&عر&اض‪ &،‬ف&إن&ها& ست&ته&او&ى& ب&مج&رد& ‪ ‬ا&لح&سم& ف&ي& أ&سا&س& ا&لب&نا&ء”& (ص‪. )175‬‬
‫‪36‬‬
‫خ‪M‬‬

‫م&رك&ز& ال&در&اس&ات& ا&إل&ست&را&تي&ج&ية& و&ال&دي&بل&وم&ا&س&ية&‬

‫ه&ي& م&ؤس&سة& بح&ثي&ة& ت&غط&ي& مج&اال& إ&قل&يم&يا& وا&سع& ال&نط&اق& ‪ ،‬ي&ش&&مل& دو&ل& ا&لم&غ&&رب& ا&لع&ر&بي& و&ال&فض&ا&ء& ا&إل&ف&&ري&قي&‬
‫و&ال&مج&ال& ا&لم&تو&سط&ي&‪ &،‬مع& ا&ال&هت&ما&م& با&لش&أن& ال&تو&نس&ي‪ &،‬ول&لم&رك&ز& م&ق&ر&ان& ر&ئي&س&ي&ان& ب&لن&&دن& و&ت&و&نس&…& و&يع&م&ل&‬
‫ا&لم&رك&ز& عل&ى تق&دي&م& مس&اه&ما&ت& ج&اد&ة في& م&جا&ل& ا&لب&حو&ث& ا&إل&ست&را&تي&ج&ية& و&األ&م&ني&ة& و&اال&ق&ت&صا&د&ية& و&ال&دب&لو&ما&س&ية&‪&.‬‬

‫‪37‬‬
‫االستاذ‪ :‬الحسين بوحبيل‬ ‫قسم التربية والتعليم‪:‬‬ ‫المعهد العالي للعلوم‬ ‫وزارة التعليم العالي‬
‫‪2020 - 2019‬‬ ‫السداسي الخامس‬ ‫االنسانية بمدنين‬ ‫والبحث العلمي‬

‫الوحدة التعليمية‪ :‬أخالقيات مهنة التدريس‬

‫أخالقيات مهنة التعليم وأثرها في شخصية‪ M‬المربي وأدائه‬


‫التخطيط‬

‫مقدمة‬

‫‪ .I‬المفاهيم األساسية‬
‫‪ .II‬مصادر أخالقيات المهنة‬
‫‪ .III‬بعض القيم األخالقية والمبادئ المشتقة منها‬
‫‪ .IV‬الخصائص الخلقية الواجب توافرها في المربي‬
‫‪ .V‬دور المربي في مواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين‬
‫‪ .VI‬اخالقيات مهنة العون العمومي‬
‫‪.VII‬‬
‫خـــــــاتمة‬

‫مقدمة‬

‫لكل مهنة في المجتمع اإلنساني قواعد وأخالقيات البد من مراعاتها وااللتزام به&&ا من قب&&ل االف&&راد‬
‫المنتسبين لتلك المهنة‪ ،‬الن ذلك يساعدهم على الس&&ير ق&&دما نح&&و تحقي&&ق النت&&ائج المنش&&ودة بكفاي&&ة وفاعلي&&ة‬
‫عالية‪ .‬وتعد أخالقيات مهنة التعليم من أهم الموجهات المؤثرة في سلوك الم&&ربي ألنه&&ا تش&&كل لدي&&ه رقيب&ا&‬
‫داخليا وتزوده بأطر& مرجعية ذاتية يسترشد& بها في عمله‪ ،‬ويقوّم أداء وعالقاته م&&ع اآلخ&&رين تقويم&&ا ذاتي&&ا‬
‫يعينه على اتخاذ القرارات الحكيمة التي يحتاجها ليكون أكثر انسجاما ً وتوافقا ً مع ذات&&ه وم&&ع مهنت&&ه‪ ،‬وم&&ع‬
‫اآلخرين‪.‬‬
‫وإن االلتزام بتلك األخالقيات أمر ضروري& وواجب‪ ،‬إذ يتحدد مقدار انتماء المربي لمهنته بموجب‬
‫درجة التزامه بقواعد تلك المهنة ومراعاتها& في جميع األحوال والمواقف‪&.‬‬
‫‪ .I‬المفاهيم األساسية‬
‫‪ -‬المهنة‪ :‬وظيفة تتطلب إعداداً طويالً نسبيا ومتخصصا على مستوى التعليم العالي ويرتبط& أعضاؤه بروابط&‬
‫أخالقية محددة‪.‬‬
‫مجموعة من األعمال ذات الواجبات والمهمات المختلفة‪ ،‬يمارس األفراد& خالله&&ا أدوارا مح&&ددة لهم‪ ،‬وف&&ق‬ ‫‪-‬‬
‫أهداف مرسومة يعمل&&ون من أج&&ل تحقيقه&&ا‪ ،‬ويل&&تزمون أثن&&اء ذل&&ك بمجموع&&ة من القواع&&د األخالقي&&ة تحكم‬
‫سلوكهم& المهني عندما يمارسون تلك المهنة‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫‪ -‬أخالقيات المهنة‪ :‬المبادئ والمعايير& التي تعتبر أساسا ً لسلوك أفراد المهن&&ة المس&&تحب‪ ،‬وال&&تي يتعه&&د أف&&راد‬
‫المهنة بالتزامها‪&.‬‬
‫مجموعة القيم واألعراف والتقاليد التي يتفق ويتعارف& عليها أفراد مهنة ما حول ما ه&و خ&ير وح&ق& وع&دل‬
‫في نظرهم‪ ،‬وما يعتبرونه أساسا لتع&&املهم وتنظيم& س&&لوكهم& في إط&&ار المهن&&ة‪ .‬ويع&&بر المجتم&&ع عن اس&&تيائه‬
‫واستنكاره ألي خروج عن هذه األخالق بأشكال مختلفة تتراوح بين عدم الرضا واالنتق&&اد‪ ،‬والتعب&&ير عليه&&ا‬
‫لفظا أوكتابة أو إيما ًء‪ ،‬وبين المقاطعة والعقوبة المادية‪.‬‬
‫‪ .II‬مصادر أخالقيات المهنة‬
‫‪ -‬المصدر& الديني‪ :‬تعد األديان السماوية أهم مصدر من مصادر األخالقيات‪ ،‬وقد أكدت السنة النبوية الشريفة‬
‫وفصلت& ما ورد في القرآن الكريم‪ .‬وروي& عنه صلى هللا عليه وسلم أنه قال "علموا وال تعنفوا‪ ،‬ف&&إن المعلم‬
‫خير من المعنف"‪ .‬وقال " علموا وأرفقوا ويسروا& وال تعسروا وبشروا وال تنفروا"‪.‬‬
‫‪ -‬الثقافة العربي&ة اإلس&المية‪ :‬ك&ان موض&وع& أخالقي&ات مهن&ة التعليم من الموض&&وعات الرئيس&ة ال&تي تناوله&ا‬
‫العرب والمسلمون بالدراسة وسبقوا فيها غيرهم‪ ،‬وكانوا& أول من أدركوا في كتبهم أهمية المبادئ واألس&&س‬
‫األخالقية التي تقوم عليها المهنة‪.‬‬
‫‪ -‬التشريعات& والقوانين واألنظمة‪ :‬تعد التشريعات والقوانين واألنظم&ة المعم&ول به&ا من المص&ادر األخالقي&ة‬
‫فهي تحدد للموظفين الواجبات األساس&&ية المطل&&وب إليهم التقي&&د به&&ا وتنفي&&ذها ويقص&&د بالتش&&ريعات& دس&&تور‬
‫الدولة‪ ،‬وجميع القوانين المنبثقة عنه‪.‬‬
‫‪ -‬العادات والتقاليد والقيم‪ :‬يعتبر المجتمع المدني ال&&ذي يعيش في&&ه الف&&رد ويتعام&&ل مع&&ه في عالق&&ات متش&&ابكة‬
‫ومتداخلة مصدرا مهما من المصادر التي تؤثر في أخالقيات المهنة لألفراد الذين يتعاملون ويتعايش&&ون في‬
‫هذا المجتمع سواء على مستوى عالقة الموظف بالمجتمع المحلي أم على مستوى& عالقته مع زمالئه داخ&&ل‬
‫المؤسسة‪ ،‬أم على مستوى& عالقته مع الطلبة‪.‬‬
‫‪ -‬األدب التربوي الحديث‪ :‬ركز األدب التربوي الحديث على سلوكيات أخالقية منها‪:‬‬
‫‪ ‬اإلخالص في العمل‪.‬‬
‫‪ ‬احترام شخصية الذين يعملون معه‪.‬‬
‫‪ ‬اإلنصاف& بالهدوء وسعة الصدر وتفتح الذهن‪.‬‬
‫‪ ‬التحلي بالتواضع والعفو والقناعة العزة‪.‬‬
‫‪ ‬الرفق& واللين‪.‬‬
‫‪ ‬اجتناب التكبر والطمع والبخل والبغضاء والغرور& والكذب ومدح النفس وسوء الظن والغضب‪.‬‬
‫‪ ‬محاسبة النفس‪.‬‬

‫‪ .III‬بعض القيم األخالقية والمبادئ التي تتكون لدى الفرد‬


‫تتكون لدى الفرد خالل سنين حياته منظومة قيمية يحتكم إليها‪ ،‬تش&&كل إط&&ارا مرجعي&&ا يتم في ض&&وئه الحكم‬
‫على المواقف& واألشياء‪.‬‬
‫‪ ‬المساعدة‪:‬‬
‫‪ -‬جمع معلومات كافية عن الفئة المستهدفة‪.‬‬
‫‪ -‬تصنيف& المعلومات التي تم جمعها‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد حاجات الفئة المستهدفة‪.‬‬
‫‪ -‬ترتيبها& حسب شدتها ودرجة إلحاحها‪.‬‬
‫‪ ‬العدالة‪:‬‬
‫‪ -‬توضيح التعليمات والقوانين للجميع‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫المساواة في منح الفرص (فرص التعليم‪ ،‬التدريب‪ ،‬التقويم)‬ ‫‪-‬‬
‫عدم التميز والمحاباة بين األفراد‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫االحترام& والتقدير‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫معاملة كل فرد باحترام‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تشجيع الجهود المتميزة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫اإلنسانية‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ -‬حسن اإلصغاء إلى اآلخرين‪.‬‬
‫‪ -‬حافظ على سرية المعلومات‪.‬‬
‫‪ -‬استخدام شبكات التواصل الفعال‪.‬‬
‫االستقامة والنزاهة‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫يلتزم بالقواعد والقوانين واللوائح والتشريعات المنصوص عليها‬ ‫‪-‬‬
‫التصرف& بأمانة وصدق‪&.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الثبات في السلوك‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ ‬اإلتقان‪:‬‬
‫‪ -‬التأكد من سالمة المواد واألدوات واألجهزة قبل استخدامها‪.‬‬
‫‪ -‬اإلعداد الجيد قبل التنفيذ‪.‬‬
‫‪ -‬مواكبة المستجدات‪.‬‬
‫‪ .IV‬الخصائص الخلقية الواجب توافرها في المربي‬
‫‪ ‬الصدق في القول والعمل‪ :‬يجب على المربي االلتزام به&&ذا الخل&&ق‪ ،‬وان يتحلى ب&&ه في معاملت&&ه م&&ع الطلب&&ة‬
‫وأولياء أمورهم‪ ،‬ومع زمالئه والناس كافة وأن يفي بوعده ويلتزم& بمواعيده‪.‬‬
‫‪ -‬االلتزام بدقة المواعيد المتصلة بإجراء االختبارات وتصحيحها واعادتها إلى الطلبة‪.‬‬
‫‪ -‬تقديم المعلومات الصحيحة والدقيقة عن الطالب حينما تطلب منه‪.‬‬
‫اإلخالص في العمل‪ :‬تعد هذه الخاصية من أهم الخصائص الخلقية التي يتوجب على المربي التحلي بها‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ -‬مواكبة المستجدات المتعلقة بعمله‪.‬‬
‫الدقة في التخطيط& اليومي للموقف التعليمي‪ /‬التعلمي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تأدية المهمات الموكلة إليه بدقة وفي& موعدها المحدد‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الصبر والتحمل‪ :‬إن تحلي المربي& بالصبر يمكنه من تحمل المشاق البدنية والنفس&&ية واالجتماعي&&ة‪ ،‬ويمنح&&ه‬ ‫‪‬‬
‫الثقة بالنفس وقوة اإلرادة‪ ،‬والقدرة على مواجهة العقبات والمشكالت‪.‬‬
‫‪ -‬متابعة الطلبة ذوي االحتياجات الخاصة‪.‬‬
‫التروي& قبل إصدار األحكام‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مساعدة الطلبة في حل مشكالتهم& الصفية ومتابعتها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الحلم والصفح وبشاشة الوجه‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫المربي من أكثر الناس حاجة إلى التحلي بالحلم‪ ،‬وإلى ضبط النفس‪ ،‬وسعة الصدر‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬التغاضي عن بعض الهفوات البسيطة التي تصدر عن الطلبة‪.‬‬
‫أال يكون سريع الغضب بل متوازنا& في انفعاالته‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫التواضع‪:‬‬

‫‪40‬‬
‫تتطلب هذه الخاصية من المربي عدم التعالي والتفاخر وطلب الشهرة والمباهاة‪ ،‬ألنه قدوة صالحة لتالميذه‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫وقال الرسول& صلى هللا عليه وسلم‪ " :‬إن هللا تعالى أوحى إلى أن تواضعوا‪ ،‬وم&&ا تواض&&ع أح&&د هلل إال رفع&&ه‬
‫هللا"‪.‬‬
‫‪ -‬تقبل النقد البناء من اآلخرين‪.‬‬
‫االعتراف بالخطأ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫التنازل عن رأيه مقابل اآلراء الصحيحة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫العدل والموضوعية في معاملة الطلبة‪:‬‬
‫‪ -‬ينبغي على المربي أن يمارس العدل في معاملته للطلبة في أثناء تدريسهم& دون تحيز ألحد أو محاباة‪.‬‬
‫‪ -‬جمع معلومات كافية عن سلوك الطالب قبل إصدار الحكم‪.‬‬
‫‪ -‬عدم المحاباة والتحيز& في معاملة الطلبة أو تقويم أدائهم‪.‬‬
‫‪ .V‬دور المربي في مواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين‬
‫‪ ‬أن يدرك المربي أهمية المهنة التي يمارسها& وقدسية رسالتها‪&.‬‬
‫‪ ‬أن يدرك بأن مهنة التعليم لها قواعد وأصول‪ ،‬وتتطلب امتالك كفاي&&ات معين&&ة لممارس&&تها‪ &:‬معرفي&&ة ومهني&&ة‬
‫وإنسانية‪.‬‬
‫‪ ‬أن يدرك أهمية التغيير الجذري الذي طرأ على طبيعة دوره ومسؤولياته‪ ،‬بحيث غ&&دا الميس&&ر لعملي&&ة التعلم‬
‫الذاتي‪ ،‬والمساعد في الوصول للمعلومات‪.‬‬
‫‪ ‬أن يستند في عمله وسلوكه وممارسته إلى قاعدة فكرية متينة وعقيدة إيمانية قوية‪.‬‬
‫‪ ‬أن يدرك أهمية الفئة التي يتعامل معها‪ ،‬فالمعلم مثالً يتعامل مع الطلبة الذين يشكلون نواة التغيير والتط&&وير&‬
‫والتقدم‪.‬‬
‫‪ ‬أن يدرك من خالل نظرة منهجية علمية متطورة موقع&&ة وأهمي&&ة دوره في عص&&ر العولم&&ة واالنفت&&اح‪ ،‬وأن‬
‫يتفهم أنه جزء من أسرته ومدرسته التي هي بدورها& جزء من مجتمعه المحلي ومن ثم وطنه الذي هو جزء‬
‫من العالم العربي ثم العالم ككل‪.‬‬
‫اخالقيات مهنة العون العمومي‬ ‫‪.VI‬‬
‫‪ .1‬عالقة العون برئيسه المباشر‬
‫‪ -‬تعريف& العون العمومي‬
‫يعتبر عونا للوظيفة العمومية كل من يقوم مباشرة وبصفة شخصية بمهمة ذات مص&لحة عام&ة ل&دى الدول&ة‬
‫او لدى جماعة عمومية محلية او لدى مؤسسة ذات صبغة ادارية‪.‬‬
‫ويخضع& جميع اع&&وان الوظيف&&ة العمومي&&ة الى قواع&&د الق&&انون الع&&ام ال&&تي تض&&بط& بمقتض&&ى انظم&&ة‬
‫اساسية عامة وانظمة اساسية خاصة وتحال نزاعاتهم االدارية على انظ&&ار المحكم&&ة االداري&&ة ‪ (.‬انظ&&ر في‬
‫هذا الشأن ‪ :‬صالح الدين الشريف و ماهر كمون ‪ ،‬الوظيفة العمومية في تونس‪ ،‬حقوق الموظف وواجبات&&ه‬
‫وتط&&ور& مس&&اره المه&&ني من خالل التش&&ريع التونس &ي& والق&&انون المق&&ارن ‪ ،‬مرك&&ز البح&&وث والدراس&&ات‬
‫االدارية‪ ،‬المدرسة القومية لالدارة‪ ،‬تونس ‪ ، 1993‬ص ‪.) 13‬‬
‫ويعت&بر& الموظ&ف طبق&ا الحك&ام الفق&رة االولى من الفص&ل ‪ 16‬من النظ&ام االساس&ي الع&ام الع&وان‬
‫الوظيفة العمومية في وضعية قانونية وترتيبية‪ .‬وتخضع& هذه الوضعية الى عدة مب&&ادئ& قانوني&&ة ن&&ذكر منه&&ا‬
‫بالخصوص‪ :‬اعطاء االولوية الى المصلحة العامة وضرورة مطابقة عمل االدارة لمتطلبات المجموعة‪...‬‬
‫كما ان هذه الوضعية القانوني&ة والترتيبي&&ة تجع&ل الموظ&ف& خاض&عا من&&ذ انتداب&&ه الى مجموع&&ة احك&ام غ&&ير‬
‫شخصية وقابلة للتغير في كل وقت‪(...‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.) 17‬‬
‫عالقة العون برئيسه المباشر‬ ‫‪-‬‬

‫‪41‬‬
‫لم ينص النظام االساسي العام العوان الوظيفة العمومية صراحة على هذا الواجب غير انه يمكن اس&&تنتاجه‬
‫من االحكام المتعلقة بمسؤولية االعوان عند قيامهم باالعم&&ال المنوط&&ة بعه&&دتهم ‪ ،‬اذ نص الفص&&ل الس&&ادس‬
‫ان ‪ " :‬كل عون عمومي مهما كانت رتبته في السلم االداري مس‪MM‬ؤول على‬ ‫من النظام االساسي العام على ّ‬
‫تنفيذ المهام المناطة بعهدته وكل عون مكلف بتس‪MM‬يير مص‪MM‬لحة مس‪MM‬ؤول ازاء رؤس‪MM‬ائه عن الس‪MM‬لطة ال‪MM‬تي‬
‫منحت له لهذا الغرض عند تنفيذ ما يصدر عنه من اوامر"‪( .‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪.) 78‬‬
‫لكن ال يكتسي واجب االمتثال الوامر الرؤساء نفس الصبغة بالنسبة الى ك&&ل الخط&&ط االداري&&ة فه&&و واجب‬
‫مطلق بالنسبة الى العسكريين وقوات االمن الداخلي وهو اقل حدة بالنسبة الى رجال التعليم اذ هو ال ينطبق&‬
‫عليهم اال فيما يخص تنظيم المصلحة وتطبيق برامج الدراسة ‪( .‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪.) 79 – 78‬‬
‫ويحرص العون العمومي بم&&ا في ذل&&ك الم&&ربي على اح&&ترام رؤس&&ائه دون س&&عي الى استرض&&ائهم‬
‫لكسب معاملة تفضيلية‪ .‬والحرص على تنفيذ تعليمات رئيسه المباش&&ر ‪ ،‬واذا ك&&انت تل&&ك التعليم&&ات مخالف&&ة‬
‫بالبداهة للقانون فعلى العون اعالم رئيسه كتابيا ‪ .‬كما يتوجب على العون العم&&ومي رفض تنفي&&ذ التعليم&&ات‬
‫التي تشكل جريمة يع&&اقب عليه&&ا الق&&انون‪ .‬كم&&ا يتعين على الع&&ون العم&&ومي ع&&دم المغالط&&ة واعالم رئيس&&ه‬
‫المباشر& على كل خرق قانوني ‪....‬‬
‫عالقة العون العمومي بزمالئه‬ ‫‪.2‬‬
‫يحرص العون العمومي على ‪:‬‬
‫التعاون والتواصل مع زمالئه والعمل معهم على تطوير العمل داخل المؤسسة‬ ‫‪-‬‬
‫عدم التشكيك في كفاءة زمالئه‬ ‫‪-‬‬
‫التصرف& بلياقة وفي& اطار القانون‬ ‫‪-‬‬
‫احترام الخصوصية والفردية‬ ‫‪-‬‬
‫تجنب كل ما من شأنه االضرار بسمعة العون العمومي كالتحرش‪....‬‬ ‫‪-‬‬
‫عالقة العون العمومي بمرؤوسيه‬ ‫‪.3‬‬
‫على العون العمومي& وخاصة المربي ان يحرص على‪:‬‬
‫ان يكون مثاال يقتدى به من قبل مرؤوسيه خاصة فيما يتعلق بالسلوك&‬ ‫‪-‬‬
‫مساعدتهم على تنمية مهاراتهم وقدراتهم وحسن تأطيرهم&‬ ‫‪-‬‬
‫تقييم مردود مرؤوسيه بكل موضوعية دون تمييز عرقي او جنسي ‪...‬‬ ‫‪-‬‬
‫التواصل معهم في كنف االحترام المتبادل‬ ‫‪-‬‬
‫عالقة العون العمومي بمستعملي المرفق العام‬ ‫‪.4‬‬
‫يسعى العون العمومي الى اسداء الخدمات لمستعملي المرفق& الع&&ام بك&&ل فاعلي&&ة وتج&&رد وفي& اط&&ار علوي&&ة‬ ‫‪-‬‬
‫القانون وبمقتضى المصلحة العامة واستمراريتها‪.‬‬
‫التعامل مع مستعملي المرفق& العام باحترام وفي اطار القانون‬ ‫‪-‬‬
‫ايالء ذوي االحتياجات الخاصة العناية الالزمة ومساعدتهم&‬ ‫‪-‬‬
‫تمكين المواطنين من النفاذ الى المعلومة والوثائق االدارية وفق التشريعات&‬ ‫‪-‬‬
‫االمتناع عن تسريب أي معطيات او معلومات الشخصية‬ ‫‪-‬‬

‫‪42‬‬
‫العون العمومي واالعالم واالنشطة الحزبية والمدنية والنقابية‬ ‫‪.5‬‬
‫أ – العون العمومي واالعالم‬
‫يمتن ع الع ون العم ومي عن االدالء ب اي تص ريح او افش اء معلوم ات او وث ائق عن طري ق االعالم تهم‬ ‫‪-‬‬
‫الهيكل العمومي دون اذن من رئيسه المباشر‬
‫االمتناع عن االدالء بتصريحات التي تتعارض مع التكتم المهني او مع مصلحة الدولة‬ ‫‪-‬‬
‫االمتناع عن نشر معلومات او وثائق ذات صلة بوظيفته او بالهيكل العمومي وفق التشريعات‬ ‫‪-‬‬
‫ب – العون العمومي والنشاط السياسي‬
‫نص الدستور على ان " حرية الفكر والتعبير والصحافة والنشر واالجتماع وتأسيس الجمعي((ات‬
‫مض((مونة وتم((ارس حس((بما يض((بطه الق((انون" ‪ .‬وأض اف ان ه ‪ " :‬ال يمكن ب((اي ح((ال ان يتض((من المل((ف‬
‫الشخص((ي (للع((ون) م((ا يش((ير الى االفك((ار السياس((ية او الفلس((فية او الديني((ة للمع((ني ب((االمر " ‪ .‬ولتمكين‬
‫االعوان من ممارسة هذه الحريات منح القانون (النظام االساسي) االعوان عطلة استثنائية للمشاركة في‬
‫اشغال مؤتمرات االحزاب السياسية‪ .‬وعلى هذا االساس فانه يمكن الي عون عمومي ان ينتمي بكامل‬
‫الحرية الى اية منظمة سياسية معترف بها غير انه يجب عليه عند ممارسته لحقوقه الدستورية ان يلتزم‬
‫بواجباته المهنية ‪...‬‬
‫وعلى الع ون العم ومي ان يح رص على ان ال ت ؤثر انتماءات ه السياس ية على التعام ل م ع‬
‫المتعاملين مع االدارة واداء مهنته بكل حياد‪ .‬وان يمتنع على استغالل مركزه من اجل غايات سياسية‬
‫او حزبية ‪.‬‬
‫ج – العون العمومي والنشاط النقابي‬
‫يقر الدستور لالعوان العموميين بالحق النقابي "الحق النقابي مضمون" ‪ .‬كم ا اق ر بحقهم بكام ل‬ ‫ّ‬
‫الحري ة في االنتم اء الى المنظم ات النقابي ة كم ا يمكنهم االس تقالة منه ا م تى ش اؤوا‪ .‬ويخض ع االعالم‬
‫النقابي وتعليق المناشير باالدارات العمومية الى الحصول على موافقة االدارة ‪ .‬وتجدر االشارة الى ان‬
‫االعتراف بالحق النقابي ال يعني بتاتا اعترافا بحق االضراب ‪.‬‬
‫د‪ -‬العون العمومي واالنشطة المدنية‬
‫يص رح الدس تور بح ق الع ون العم ومي في التجم ع وح ق المش اركة في الجمعي ات وق د تم اح داث ع دة‬
‫جمعي ات تض م اعوان ا ينتم ون الى نفس الس لك كجمعي ة القض اة او المهندس ين و ق دماء تالمذة المدرس ة‬
‫الصادقية ‪ ....‬الى جانب الوداديات والجمعيات الرياضية والثقافية ‪...‬‬
‫العون العمومي والنشاط الموازي‬ ‫‪.6‬‬
‫يمن ع الق انون الع ون العم ومي من الجم ع في آن واح د بين وظيف ة عمومي ة وعم ل مه ني آخ ر بمقاب ل‪:‬‬
‫"يحجر على كل عون عمومي ان يمارس بعنوان مهني وبمقابل نشاطا خاصا مهما كان نوعه وتضبط‬
‫بأمر الشروط التي يمكن فيها مخالفة هذا التحجير "‪ .‬ويشمل التحجير كل االعمال الخاصة مهما كان‬

‫‪43‬‬
‫نوعها‪ .‬وينطبق تحجير الجمع بين الوظيفة العمومية والعمل المهني بمقابل على كل االعوان اذ نص‬
‫الفصل ‪ 36‬من النظام االساسي " يحجر على الموظف المنتفع بعطلة ان يمارس اي نش((اط بمقاب((ل ‪"...‬‬
‫‪ .‬ويعت بر ع دم االل تزام خط أ يم ّكن االدارة من تس ليط عقوب ة من الدرج ة الثاني ة‪ ،‬ق د تص ل الى ايق اف‬
‫المع ني ب االمر عن العم ل‪ .‬وتض من الق انون اس تثناء وق د نص الفص ل الخ امس ان ه‪ " :‬يمكن ان يرخص‬
‫لالع((وان‪ ....‬القي((ام ب((دروس له((ا عالق((ة بص((الحياتهم وبمقاب((ل وتمنح ه((ذه الرخص((ة من ط((رف رئيس‬
‫االدارة المعنية"‪.‬‬

‫خـــــــاتمة‬
‫ُيعت بر البحث في "اخالقي ات المهن ة" مبحث ق ديم اهتمت ب ه فلس فة التربي ة‪ .‬وتعت بر للم درس عن وان‬
‫يجنب الخطأ وانعدام التواصل ‪.‬‬
‫"الهوية المهنية"‪ .‬ونعني بها اجماال السلوك المتوازن والمعقلن الذي ّ‬
‫ان اخالقيات مهنة التربية ال يمكن حصرها في قائمة نهائية ومحددة من القيم والمبادئ بل هي‬
‫تخضع الى عدة متغيرات‪ .‬وهي تمكن المدرسين من رسم تصورات مشتركة حول نوعية العمل الذي‬
‫يؤدونه والعالقات وطبيتها داخل المرفق العمومي كما انها توحد القطاع وتجعله كيانا واحدا متجانسا‪.‬‬
‫ان التالزم بين اخالقيات المهنة والهوية المهنية يمثل اطارا مرجعيا لكل قطاع من حيث االداء‬
‫والتموقع االجتماعي‪ ،‬ومن هنا فان القوالب الجاهزة والتشريعات ما هي اال اطر قانونية لممارسة مهنة‬
‫التدريس او التعليم بل نحن في حاجة الى ميثاق مهني اخالقي يضمن لكل طرف حقوقه وواجباته في‬
‫اطار اخالقي خاصة‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫مـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــالحـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــق‬
‫المدرس‬
‫ّ‬ ‫الوظائف التربوية‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫ق علي ه أن ُيحس ن الق اء ال درس‪ ،‬وتفهيم ه للحاض رين‪ .‬ثم ان ك انوا مبت دئين فال يلقى عليهم م ا ال‬
‫"ح ّ‬
‫يناس بهم من المش كالت‪ ،‬ب ل ي دربهم ويأخ ذهم ب االهون ف االهون الى ان ينته وا الى درج ة التحقي ق‪ .‬وان‬
‫ت اج ال دين الس بكي ( ‪ 771 – 727‬ه المواف ق‬ ‫ك انوا منتهين فال يلقي عليهم الواض حات‪"... ،‬‬
‫‪1370 - 1327‬م)‬
‫في صناعة القلم الذي اخترعه المعز الفاطمي (‪ 362 – 341‬ه)‬ ‫‪-‬‬
‫" ق ال القاض ي النعم ان بن محم د رض ي اهلل عن ه‪ :‬ذك ر االم ام المع ز ل دين اهلل علي ه الس الم القلم‪،‬‬
‫كتب به بال استمداد من دواة‪ ،‬يكون‬
‫فوصف فضله ورمز فيه بباطن العلم ثم قال‪ :‬نريد ان نعمل قلما ُي ُ‬
‫فامده وكتب بذلك ما شاء‪ ،‬ومتى شاء تركه‪ ،‬فارتفع المداد‪،‬‬
‫مداده من داخله‪:‬فمتى شاء االنسان كتب به ّ‬
‫كمه او حيث شاء فال يؤثر فيه وال يرشح شيئ من المداد عنه‪،‬‬ ‫وكان القلم ناشفا منه‪ ،‬يجعله الكاتب في ّ‬
‫وي راد الكتاب ة ب ه‪ ،‬فيك ون آل ة عجيب ة لم نعلم ّأن ا ُس بقنا اليه ا ودليال‬
‫وال يك ون ذل ك اال عن دما ُيبتغى من ه ُ‬
‫على حكمة بالغة لمن تأملها وعرف وجه المعنى فيها‪.‬‬
‫فقلت‪ :‬ويكون هذا يا موالنا "‬
‫القاضي النعمان‪ ،‬كتاب المجالس والمسامرات‬
‫مراحل التعليم حسب ابن سينا‬ ‫‪-‬‬
‫" ان من حق الولد على والديه احسان تسميته‪.....‬فذا فطم الصبي عن الرضاع‪ُ ،‬ب دئ بتأديبه ورياضة‬
‫اخالق ه‪ ،‬قب ل ان تهجم علي ه االخالق اللئيم ة‪ ،‬وتُفاجئ ه الش يم الذميم ة‪....‬فم ا تم ّكن من ه من ذل ك غلب‬
‫لغنم الصبي أن ُيجنبه مقابح االخالق‪ ،‬وينكب عنه معايب العادات بالترهيب والترغيب‬
‫عليه‪ ...،‬فينبغي ُ‬
‫وااليناس وااليحاش‪ ...‬وبالتوبيخ اخرى ‪ ،‬ما كان كافيا ‪..‬‬
‫وصور‬
‫ّ‬ ‫وتهيأ للتلقين‪ ،‬ووعى سمعه‪ُ ،‬أخذ في تعليمه القرآن‪،‬‬
‫فذا اشتدت مفاصل الصبي‪ ،‬واستوى لسانه‪ّ ،‬‬
‫له حروف الهجاء‪...،‬ويبدأ من الشعر بما قيل في فضل االدب ومدح العلم‪....‬‬
‫وينبغي ان يكون مؤدب الصبي عاقال‪ ... ،‬بصيرا برياضة االخالق‪ ...‬وينبغي ان يكون مع الصبي في‬
‫مكتبه صبية ‪...‬فان الصبي عن الصبي ألقن‪( ...‬ابن سينا‪ ،‬كتاب السياسة)‬
‫التدرج في التعليم‬ ‫‪-‬‬
‫" اعلم ان تلقين العل وم للمتعلمين انم ا يك ون مفي دا اذا ك ان على الت دريج ش يئا فش يئا وقليال قليال‪ُ ،‬يلقى‬
‫عليه اوال مسائل من كل باب ‪...‬ويقرب له في شرحها على سبيل االجمال ويراعى في ذلك قوة عقله‬
‫ويخرج عن االجمال ويذكر له ما هنالك من‬
‫ُ‬ ‫واستعداده لقبول ما يرد عليه‪...‬ويستوفي الشرح والبيان‬
‫الخالف ووجهه‪( ...‬ابن خلدون‪ ،‬المقدمة)‬

‫‪45‬‬

You might also like