‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أميً البداريً‬

‫حكه االحتفال باملولد اليبوي‬

‫‪ -‬دراسة فكَية مكارىة‪-‬‬

‫د‪ .‬أميً عبد احلنيد عبد اجمليد البداريً*‬

‫تاريخ قبول البحث‪0217/8/00 :‬م‬ ‫تاريخ وصول البحث‪0217/5/7 :‬م‬

‫ملخص‬
‫االحتفاؿ بمكلد النبي محمد ‪ ‬مف المسائؿ الخالفية الظنية المتكررة التي يكثر الحديث عنيا كؿ‬
‫عاـ مع اقتراب مكعد ميالد المصطفى ‪ ،‬كقد اختمؼ فييا الفقياء بيف قائؿ بمشركعيتيا كنادب إلييا‪،‬‬
‫محرـ ليا مبدع لفاعميا‪ ،‬كقد درس ىذا البحث المسألة فبيف الباحث معنى االحتفاؿ بالمكلد النبكم‪ ،‬كمتى‬
‫بدأ االحتفاؿ بو‪ ،‬ككيؼ كانكا يحتفمكف بو قديمان‪ ،‬كأسباب الخالؼ في المسألة‪ ،‬كآراء الفقياء فييا‪ ،‬كأدلة‬
‫كؿ فريؽ كمناقشتيا كقد ترجح لمباحث مشركعية االحتفاؿ بالمكلد النبكم الشريؼ‪ ،‬كأنو مندكب إليو شرعان‬
‫يؤجر فاعمو‪.‬‬

‫‪Abstract‬‬
‫‪Celebration of the birth of the Prophet Muhammad , Peace be Upon Him, is one of the‬‬
‫‪innovative and suspicious controversial issues that are frequently asked about each year‬‬
‫‪with the approaching date of the birth of the Prophet, Peace be Upon Him. Therefore, scholars‬‬
‫‪of Islamic Fiqh have differed among themselves as for the legitimacy of celebrating this‬‬
‫‪occasion. Some of them said that it is legitimate, others said it is recommended, while‬‬
‫‪others claimed that it is prohibited. The researcher investigated this issue clarifying what is‬‬
‫‪really meant by celebrating the birth of the Prophet, Peace be Upon Him, when did it start,‬‬
‫‪and how did people traditionally celebrate this occasion. Moreover, the researcher‬‬
‫‪investigated the different viewpoints of scholars of Fiqh, the reasons behind such‬‬
‫‪disagreement, and the type of evidence provided by each team to back up its own‬‬
‫‪viewpoint. As a result, the researcher found that it is most likely that celebrating the birth of‬‬
‫‪the Prophet, Peace be Upon Him, is legitimate and recommended by the Islamic law and‬‬
‫‪anyone who celebrate this holy occasion will be rewarded in the hereafter.‬‬

‫املكدمة‪.‬‬
‫انتشرت عادة االحتفاؿ بالمكلد النبكم الشريؼ في البمداف كعبر األزماف‪ ،‬حتى أصبحت عادة إسالمية عامة انتشرت‬
‫في العالـ اإلسالمي مف شرقو إلى غربو خاصة في عصر المماليؾ كالدكلة العثمانية‪ ،‬كال زالت أصداؤىا ظاىرة لمعياف كؿ‬
‫عاـ إلى يكمنا ىذا ‪...‬‬
‫كمسألة االحتفاؿ بالمكلد النبكم مف المسائؿ التي اختمؼ فييا الفقياء قديمان كحديثان‪ ،‬كىي مف المسائؿ المتكررة التي‬
‫يكثر الحديث عنيا في كؿ عاـ مع اقتراب مكعد ميالد المصطفى ‪ ،‬كىي مسألة كثر فييا القيؿ كالقاؿ‪ ،‬بؿ كصؿ األمر‬
‫إلى التبديع كالتفسيؽ‪ ،‬فخرج القكؿ فييا في كثير مف األحياف عف أدب الخالؼ كاحتراـ المخالؼ‪ ،‬كىي كاف كانت مسألػ ػ ػة‬

‫* أستاذ مشارؾ‪ ،‬جامعة الخميؿ ‪ -‬فمسطيف‪.‬‬

‫اجمللة األردىية يف الدراسات اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)14‬ع (‪2018/ٍ1431 ،)2‬و ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ‪115‬‬
‫حكه االحتفال باملولد اليبوي ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ظنية لـ يرد فييا نص صريح صحيح في المشركعية أك عدمو‪ ،‬إال أف بعضيـ نقميا مف ككنيا مسألة خالفية يؤجر المجتيد‬
‫فييا أصاب أك أخطأ‪ ،‬فجعميا مف القطعيات كجعؿ المصيب فييا كاحدنا‪ ،‬فيذا البحث محاكلة لكضع األمكر في نصابيا كارجاعيا‬
‫إلى أصميا ببحثيا كأم مسألة خالفية‪ ،‬كالـ الباحث فييا صكاب يحتمؿ الخطأ‪.‬‬
‫كقد انقسـ فييا العمماء ما بيف منكر لو كآخر داع إليو‪ ،‬قائؿ بعدـ مشركعية االحتفاؿ بو‪ ،‬كآخر بعظيـ أجره ككاسع‬
‫فضمو‪ ،‬فجاء ىذا البحث؛ لدراسة أدلة الفريقيف كالمقارنة بينيما؛ لمكصكؿ إلى القكؿ الراجح األقرب ألصكؿ الشرع كفركعو‪.‬‬

‫أٍنية البحث‪.‬‬
‫تظير أىمية ىذا البحث مف خالؿ‪:‬‬
‫‪.‬‬ ‫ُ‪ -‬أىمية المبحكث كىك االحتفاؿ بخير الخمؽ كسيدىـ محمد‬
‫كما تظير أىميتو في محاكلتو تقريب كجيات النظر بيف العمماء في ىذه القضية‪ ،‬التي أضحت تجاذباتيا حادة بينيـ‪،‬‬ ‫ِ‪-‬‬
‫فكصؿ األمر إلى التبديع كالتفسيؽ‪ ،‬ففي ىذا البحث محاكلة إلرجاع األمكر إلى نصابيا ببحثيا كأم مسألة خالفية‪،‬‬
‫الخالؼ فييا سائغ‪ ،‬كاإلنكار فييا مذمكـ‪.‬‬
‫ّ‪ -‬لـ أجد بحثان محكمان أك رسالة جامعية تناكلت ىذا المكضكع‪ ،‬فتكمف أىمية البحث في بحث ىذه المسألة بحثان عممينا‬
‫منيجيان عمى أصكؿ البحث المقارف‪.‬‬
‫ْ‪ -‬تحرر ىذه الدراسة كثي ار مف النسب الخاطئة ألقكاؿ العمماء الذيف نسب إلييـ تحريـ االحتفاؿ بالمكلد‪ ،‬كابف الحاج كالفاكياني‬
‫كابف تيمية كغيرىـ‪.‬‬
‫ٓ‪ -‬أتى ىذا البحث بأدلة جديدة تثبت كجكد البدعة الحسنة‪ ،‬كأصؿ مف أصكؿ الشرع الحنيؼ‪.‬‬

‫أسئلة الدراسة‪.‬‬
‫ُ‪ -‬ما االحتفاؿ بالمكلد النبكم؟ كمتى بدأ االحتفاؿ بو؟ كما آراء العمماء في حكـ االحتفاؿ بو؟‬
‫ِ‪ -‬ىؿ االحتفاؿ بالمكلد بدعة حسنة أـ سيئة أـ سنة شرعية؟ كىؿ يكجد بدعة حسنة في اإلسالـ؟ كما الفرؽ بيف‬
‫االحتفاؿ بالمكلد كاحتفاؿ النصارل بعيد ميالد المسيح‪ ،‬كىؿ ىك مف باب التشبو بالنصارل؟‬
‫ّ‪ -‬ي ػ ػكجد أدلة نصية شرعية في مشركعية االحتفاؿ بالمكلد النبكم‪ ،‬أـ الحكـ بو مجرد رأم عقمي مجرد عف االستدالؿ‬
‫الشرعي؟‬
‫ْ‪ -‬ىؿ أكثر العمماء عمى حؿ االحتفاؿ بالمكلد كما يقاؿ أـ العكس؟‬
‫ٓ‪ -‬ىؿ االحتفاؿ بالمكلد مف باب العادات أـ العبادات؟ كىؿ أحاديث البدعة عامة مخصكصة فال تشمؿ االحتفاؿ‬
‫بالمكلد أك غير مخصكصة؟‬

‫أٍداف الدراسة‪.‬‬
‫ُ‪ -‬تيدؼ الدراسة عف االجابة عف أسئمة الدراسة السابقة‪.‬‬
‫ِ‪ -‬تجمع الدراسة بيف االستدالؿ النصي كالمقاصدم‪.‬‬
‫ّ‪ -‬تحاكؿ الدراسة ضبط حكـ االحتفاؿ بالمكلد النبكم بما يتكافؽ مع القكاعد الشرعية‪ ،‬كبياف مآالت عمؿ المكلد‪.‬‬

‫‪ 116‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اجمللة األردىية يف الدراسات اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)14‬ع (‪2018/ٍ 1431 ،)2‬و‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أميً البداريً‬

‫ْ‪ -‬تقارف الدراسة بيف آراء الفقياء كبياف أدلتيـ كمناقشتيا؛ لمكصكؿ إلى حكـ الشرع في المسألة‪.‬‬
‫ٓ‪ -‬تبيف الدراسة أف االحتفاؿ بالمكلد مف باب العادات ال مف باب العبادات‪ ،‬فال تشمميا أحاديث البدعة‪.‬‬
‫ٔ‪ -‬إبراز أصؿ مسألة االحتفاؿ بالمكلد‪ ،‬كىي مدل مشركعية البدعة الحسنة كبياف أف أحاديث تحريـ البدعة العامة مخصكصة‬
‫بنصكص شرعية كثيرة‪ ،‬فال تشمؿ االحتفاؿ بالمكلد النبكم الشريؼ‪.‬‬

‫ميَجية الدراسة‪.‬‬
‫اتبع الباحث المنيج الكصفي مستعينان بالمنيج االستقرائي‪ ،‬مرك انز عمى المنيج التحميمي كالنقػ ػ ػدم في عرض األدلة‬
‫كاآلراء الفقيية‪.‬‬

‫الدراسات السابكة‪.‬‬
‫مع كثرة كالـ القدماء كالمعاصريف في ىذه المسألة‪ ،‬إال أنني لـ أجد ‪-‬مع كثرة بحث كسعة استقراء‪ -‬مف أفرد حكـ‬
‫االحتفاؿ بالمكلد النبكم الشريؼ في دراسة فقيية مقارنة محكمة عمى شكؿ بحث محكـ أك رسالة جامعية‪ ،‬أما الحديث عنو‬
‫في ثنايا الكتب القديمة كالمعاصرة كعمى اإلنترنت فكثير‪...‬‬

‫خطة البحث‪:‬‬
‫قسمت البحث إلى‪ :‬مقدمة كستة مباحث‪ ،‬بينت في المقدمة أىمية البحث كأسئمتو كأىداؼ الدراسة كمشكمتيا‪،‬‬
‫كمنيجيتيا‪ ،‬كالدراسات السابقة‪ ،‬كخطة البحث‪ ،‬كجعمت المبحث األكؿ في‪ :‬معنى االحتفاؿ بالمكلد النبكم‪ .‬كالمبحث‬
‫الثاني‪ :‬متى بدأ االحتفاؿ بالمكلد‪ ،‬ككيؼ كانكا يحتفمكف بو قديمان‪ .‬المبحث الثالث‪ :‬أسباب الخالؼ في المسألة‪ .‬كالمبحث‬
‫الرابع‪ :‬آراء الفقياء في المسألة‪ .‬كالمبحث الخامس‪ :‬أدلة الفقياء كمناقشتيا‪ .‬كالمبحث السادس‪ :‬الراجح في المسألة‪ .‬كختمت‬
‫بأىـ نتائج البحث كتكصيات الباحث‪.‬‬

‫املبحث األول‬
‫معيى االحتفال باملولد اليبوي‪.‬‬

‫االحتفال لغة‪ :‬مف "حفؿ" كمعناه "الجمع" كاالجتماع‪ .‬يقاؿ‪ :‬حفؿ الناس كاحتفمكا‪ ،‬إذا اجتمعكا في مجمسيـ‪ .‬كالمجمس محفؿ‪.‬‬
‫كقد احتفؿ ليـ‪ ،‬إذا أحسف القياـ بأمرىـ‪ .‬كتحفؿ إذا تزيف؛ ألنو يجمع لنفسو المحاسف(ُ)‪ ،‬كحفؿ القكـ إذا اجتمعكا‪ ،‬كالمحفؿ‬
‫المجمس‪ ،‬كالمجتمع في غير مجمس أيضان‪ ،‬تقكؿ احتفمكا أم‪ :‬اجتمعكا(ِ)‪.‬‬
‫كالمكلد مف "كلد" كىك دليؿ النجؿ كالنسؿ‪ ،‬ثـ يقاس عميو غيره‪ .‬مف ذلؾ الكلد‪ ،‬كىك لمكاحد كالجميع‪ ،‬كيقاؿ لمكاحد‪:‬‬
‫كلد أيضان‪ .‬كالكليدة األنثى‪ ،‬كالجمع كالئد‪ .‬كتكلد الشيء عف الشيء‪ :‬حصؿ عنو(ّ)‪ .‬كقد كلد النبي ‪ ‬في شير بيع األكؿ‬
‫مف عاـ الفيؿ؛ لما ركل الترمذم في سننو كحسنو المطمب بف عبد اهلل بف قيس بف مخرمة‪ ،‬عف أبيو‪ ،‬عف جده‪ ،‬قاؿ‪:‬‬
‫(كلدت أنا كرسكؿ اهلل ‪ ‬عاـ الفيؿ)(ْ)‪ ،‬كفي المستدرؾ عف ابف عباس ‪-‬رضي اهلل عنيما‪ ،-‬قاؿ‪ :‬كلد النبي ‪ ‬عاـ الفيؿ)(ٓ)‪،‬‬
‫كيكـ مكلده ىك يكـ االثنيف فقد (سئؿ عف صكـ يكـ االثنيف؟ قاؿ‪« :‬ذاؾ يكـ كلدت فيو‪ ،‬كيكـ بعثت أك أنزؿ عمي فيو)(ٔ)‪.‬‬
‫فمعنى االحتفاؿ بالمكلد النبكم أم‪ :‬االجتماع كقت مكلد النبي ‪ ‬في ربيع األكؿ مف كؿ عاـ؛ لمقياـ بأعماؿ تدؿ عمى‬

‫اجمللة األردىية يف الدراسات اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)14‬ع (‪2018/ٍ1431 ،)2‬و ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ‪117‬‬
‫حكه االحتفال باملولد اليبوي ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫الفرح كالسركر كالبيجة بمكلده ‪.‬‬

‫املبحث الثاىي‬
‫متى بدأ االحتفال باملولد‪ ،‬وكيف كاىوا حيتفلوٌ بُ قدمياً‬

‫االحتفاؿ بالمكلد النبكم الشريؼ عادة ال عبادة مقصكدة لذاتيا‪ ،‬فيك عادة ال نعرؼ بالضبط زمف نشأتيا‪ ،‬لكف نعرؼ‬
‫أف الدكلة الفاطمية التي نشأت عاـ ََّ لميجرة في الميدية في تكنس‪ ،‬ثـ انتقمكا إلى المنصكرة قرب اإلسكندرية‪ ،‬ثـ أسسكا‬
‫القاىرة في مصر كجعمكىا عاصمة دكلتيـ في منتصؼ القرف الرابع اليجرم ىي أكؿ ما سطر لنا التاريخ احتفاليـ بالمكلد‬
‫النبكم الشريؼ‪ ،‬فعادة االحتفاؿ بالمكلد نشأت قبؿ أحد عشر قرنان مف الزماف‪ ،‬يقكؿ المقريزم‪" :‬ككاف لمخمفاء الفاطمييف في‬
‫عمي ابف‬
‫النبي ‪ ،‬كمكلد ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫طكؿ السنة‪ :‬أعياد كمكاسـ‪ ،‬كىي‪ :‬مكسـ رأس السنة‪ ،‬كمكسـ ٌأكؿ العاـ‪ ،‬كيكـ عاشكراء‪ ،‬كمكلد‬
‫أبي طالب ‪ ،‬كمكلد الحسف‪ ،‬كمكلد الحسيف ‪-‬عمييما السالـ‪ ،-‬كمكلد فاطمة الزىراء ‪-‬عمييا السالـ‪ ،-‬كمكلد الخميفة الحاضر‪،‬‬
‫كغرة رمضاف‪ ،‬كسماط رمضاف‪ ،‬كليمة‬
‫كليمة ٌأكؿ رجب‪ ،‬كليمة نصفو‪ ،‬كليمة ٌأكؿ شعباف‪ ،‬كليمة نصفو‪ ،‬كمكسـ ليمة رمضاف‪ٌ ،‬‬
‫الختـ‪ ،‬كمكسـ عيد الفطر‪ ،‬كمكسـ عيد النحر ‪.)ٕ("...‬‬
‫ككانت ىذه العا دة معركفة زمف الدكلة العباسية قبؿ سقكطيا‪ ،‬فقد ذكر السيكطي كابف كثير أف أكؿ مف أحدث فعؿ‬
‫ذلؾ صاحب إربؿ الممؾ المظفر أبك سعيد كككبرم بف زيف الديف عمي بف بكتكيف‪ ،‬أحد الممكؾ األمجاد كالكبراء األجكاد‪،‬‬
‫ككاف لو آثار حسنة‪ ،‬ككاف يعمؿ المكلد الشريؼ في ربيع األكؿ كيحتفؿ بو احتفاالن ىائالن‪ ،‬كقد صنؼ لو الشيخ أبك الخطاب‬
‫ابف دحية مجمدان في المكلد النبكم سماه (التنكير في مكلد البشير النذير)‪ ،‬فأجازه عمى ذلؾ بألؼ دينار‪ ،‬كقد طالت مدتو في‬
‫الممؾ إلى أف مات كىك محاصر لمفرنج بمدينة عكا سنة ثالثيف كستمئة(ٖ)‪.‬‬
‫كجرل عمى ىذه العادة الدكلة المممككية كالعثمانية‪ ،‬ذكر ابف كثير في حكادث سنة َّٔ لميجرة في ترجمة الممؾ‬
‫المظفر أبي سعيد كككبرل ابف زيف الديف عمى بف تبكتكيف أحد األجكاد كالسادات الكبراء كالممكؾ األمجاد‪ ،‬لو آثار حسنة‪،‬‬
‫ككاف يعمؿ المكلد الشريؼ في ربيع األكؿ كيحتفؿ بو احتفاالن ىائالن‪ ،‬ككاف مع ذلؾ شيمان شجاعان فاتكان بطالن عاقالن عالمان‬
‫عادالن ‪-‬رحمو اهلل‪ -‬كأكرـ مثكاه‪ .‬كقد صنؼ الشيخ أبك الخطاب ابف دحية لو مجمدا في المكلد النبكم سماه (التنكير في مكلد‬
‫البشير النذير)‪ ،‬فأجازه عمى ذلؾ بألؼ دينار‪ ،‬كقد طالت مدتو في الممؾ في زماف الدكلة الصالحية‪ ،‬قاؿ السبط‪ :‬حكى‬
‫بعض مف حضر سماط المظفر في بعض المكالد كاف يمد في ذلؾ السماط خمسة آالؼ رأس مشكم‪ ،‬كعشرة آالؼ‬
‫دجاجة‪ ،‬كمئة ألؼ زبدية‪ ،‬كثالثيف ألؼ صحف حمكل‪ ،‬قاؿ‪ :‬ككاف يحضر عنده في المكلد أعياف العمماء ‪.)ٗ("...‬‬
‫كيالحظ اىتماـ العمماء كاألمراء كالعامة كالخاصة بالمكلد النبكم ككيفية االحتفاؿ بو زمف المماليؾ فيما نقمو المقريزم‬
‫كؿ عاـ‪،‬‬
‫األكؿ في ٌ‬
‫النبكم بيذا الحكض في ٌأكؿ ليمة جمعة مف شير ربيع ٌ‬
‫ٌ‬ ‫بقكلو‪" :‬فمما كانت أياـ الظاىر برقكؽ عمؿ المكلد‬
‫فإذا كاف كقت ذلؾ ضربت خيمة عظيمة بيذا الحكض‪ ،‬كجمس السمطاف كعف يمينو شيخ اإلسالـ سراج الديف عمر بف رسالف‬
‫بي‪ ،‬كيميو كلد شيخ‬
‫البمقيني‪ ،‬كيميو الشيخ المعتقد إبراىيـ برىاف الديف بف محمد بف بيادر بف أحمد بف رفاعة المغر ٌ‬
‫ٌ‬ ‫ابف نصر‬
‫بي‪ ،‬كيميو قضاة القضاة األربعة‪،‬‬
‫م المغر ٌ‬
‫اإلسالـ‪ ،‬كمف دكنو كعف يسار السمطاف الشيخ أبك عبد اهلل محمد بف سالمة التكزر ٌ‬
‫القراء مف قراءة القرآف الكريـ‪ ،‬قاـ المنشدكف كاحدان بعد كاحد‪ ،‬كىـ‬
‫كشيكخ العمـ‪ ،‬كيجمس األمراء عمى بعد مف السمطاف‪ ،‬فإذا فرغ ٌ‬
‫كؿ أمير مف أمراء الدكلة شقة حرير‪،‬‬
‫صرة فييا أربعمئة درىـ فضة‪ ،‬كمف ٌ‬
‫يزيدكف عمى عشريف منشدان‪ ،‬فيدفع لك ٌؿ كاحد منيـ ٌ‬
‫مدت أسمطة الحمكل السكرية مف الجكارشات‬
‫مدت أسمطة األطعمة الفائقة‪ ،‬فأكمت كحمؿ ما فييا‪ ،‬ثـ ٌ‬
‫فإذا انقضت صالة المغرب ٌ‬

‫‪ 118‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اجمللة األردىية يف الدراسات اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)14‬ع (‪2018/ٍ 1431 ،)2‬و‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أميً البداريً‬

‫كالعقائد كنحكىا‪ ،‬فتؤكؿ كتخطفيا الفقياء‪ ،‬ثـ يككف تكميؿ إنشاد المنشديف ككعظيـ إلى نحك ثمث الميؿ‪ ،‬فإذا فرغ المنشدكف‬
‫قاـ القضاة كانصرفكا‪ ،‬كأقيـ السماع بقية الميؿ"(َُ)‪.‬‬
‫كال زالت أكثر دكؿ العالـ اإلسالمي اليكـ تحتفؿ بمكلد النبي ‪ ‬كيمقى ىذا االحتفاؿ حفاكة بالغة مف رؤساء الدكؿ‬
‫كممككيا كالمسؤكليف كك ازرات األكقاؼ‪ ،‬كتقاـ االحتفاالت الرسمية كالشعبية احتفاالن بمكلد اليادم البشير محمد النذير ‪‬‬
‫كخاصة في بالد الشاـ كالمغرب العربي‪.‬‬
‫أما عف دكافع االحتفاؿ بالمكلد النبكم فكثيرة أىميا حب النبي ‪ ‬كالفرح بيكـ مكلده كاظيار معزتو كالسركر بمكلده‬
‫‪ ،‬كقد يككف الىتماـ األمـ األخرل بعظمائيا كاحتفاليـ بمكلدىـ دافعان لبعضيـ أداه أف يظير فرحو بمكلد النبي ‪ ‬كأنو ‪‬‬
‫أعظـ العظماء فاحتفمكا بمكلده‪.‬‬

‫املبحث الثالث‬
‫أسباب اخلالف يف املسألة‬
‫أرل أف سبب الخالؼ في حكـ االحتفاؿ بالمكلد النبكم يرجع إلى أسباب أىميا‪:‬‬
‫ُ‪ -‬عدـ كجكد نص في المسألة‪ ،‬فيي مف الحكادث التي اختمفت أنظار المجتيديف فييا بيف مؤيد كمعارض‪.‬‬
‫ِ‪ -‬االختالؼ في كجكد البدعة الحسنة أك عدـ كجكدىا‪ ،‬فمف قاؿ بيا قاؿ بمشركعية االحتفاؿ بالمكلد كاال فال‪.‬‬
‫ّ‪ -‬كجكد بعض المظاىر السمبية في بعض األحياف أك في كثير مف البمداف أثناء االحتفاؿ بالمكلد مف اختالط كرقص‬
‫كمجكف كبدع كمنكرات‪ ،‬أدت ببعضيـ إلى أف ينكر االحتفاؿ بالمكلد النبكم‪.‬‬
‫ْ‪ -‬ىؿ االحتفاؿ بالمكلد عادة أـ عبادة‪ ،‬فمف عده عبادة جعمو مف البدع المحدثة المنكرة‪ ،‬كمف عده عادة لـ ينكره‪.‬‬
‫ٓ‪ -‬تسمية بعضيـ االحتفاؿ بالمكلد "عيدان" كأنو ال يكجد في اإلسالـ سكل عيديف‪ ،‬مما أدل إلى إنكار ىذا العيد عند بعضيـ‪.‬‬
‫ٔ‪ -‬االختالؼ في فيـ بعض النصكص كداللتيا عمى جكاز االحتفاؿ بالمكلد أـ ال‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬إف أكؿ مف كصمنا أنيـ احتفمكا بالمكلد ىـ الفاطميكف المارقكف‪ ،‬فيؿ يجعؿ ذلؾ االحتفاؿ بالمكلد بدعة منكرة ككنو جاء‬
‫مف مبتدعة؟‬
‫ٖ‪ -‬ىؿ االحتفاؿ بالمكلد النبكم فيو تشبو بالنصارل الذم جعمكا يكـ ميالد نبييـ عيدان؟ فمف قاسو عمى ذلؾ حرمو‪ ،‬كمف‬
‫ع ٌد القياس صحيحان أك لـ يقسو فمـ ينكر ذلؾ‪.‬‬

‫املبحث الرابع‬
‫آراء الفكَاء يف املسألة‬
‫اختمؼ العمماء في ىذه المسألة عمى رأييف‪:‬‬
‫الرأي األول‪ :‬ذىب جميكر العمماء إلى أف االحتفاؿ بالمكلد النبكم مشركع‪ ،‬كأكثرىـ إلى القكؿ بأنو مندكب‪ ،‬فمف قاؿ‬
‫صكا‪ ،‬فمف العمماء الذيف قالكا باستحبابو عمى سبيؿ المثاؿ‪ :‬اإلماـ السيكطي في حسف‬ ‫باستحباب المكلد أكثر مف أف يي ٍح ى‬
‫(ُُ)‬
‫المقصد في عمؿ المكلد كنقؿ نصكصان عف عدد مف العمماء في استحبابو كاإلماـ ابف حجر العسقالني‪ ،‬كابف الحاج المالكي ‪،‬‬
‫كاإلماـ الحافظ شمس الديف ابف الجزرم في كتابو المسمى (عرؼ التعريؼ بالمكلد الشريؼ)‪ ،‬كالحافظ شمس الديف بف ناصر‬
‫الديف الدمشقي في كتابو المسمى (مكرد الصادم في مكلد اليادم)‪ ،‬كاإلماـ الحافظ عبد الرحيـ العراقي كما نقؿ عنو في شرح‬

‫اجمللة األردىية يف الدراسات اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)14‬ع (‪2018/ٍ1431 ،)2‬و ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ‪119‬‬
‫حكه االحتفال باملولد اليبوي ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫المكاىب المدنية لمزرقاني‪ ،‬كابف عابديف‪ ،‬كالقسطالني في المكاىب المدنية‪ ،‬كالحافظ شمس الديف السخاكم كالتقي السبكي كما‬
‫نقؿ عنيما صاحب السيرة الحمبية‪ ،‬كالشيخ أحمد بف زيني دحالف‪ :‬مفتي الشافعية بمكة‪ ،‬كممف ألؼ كتبا ندب فييا إلى االحتفاؿ‬
‫بمكلد سيد الخمؽ‪ :‬أبك الخطاب ابف دحية الكمبي السبتي في كتابو (التنكير في ميالد السراج المنير أك التنكير في مكلد البشير‬
‫النذير)‪ ،‬كالقاضي أبك العباس أحمد المخمي العزفي السبتي في كتابو‪" :‬الدر المنظـ في مكلد النبي األعظـ"(ُِ)‪.‬‬
‫كنقؿ ابف حجر الييتمي عف السيكطي استحبابو‪ ،‬كأقره‪ ،‬كحسنو الشركاني في حاشيتو عميو(ُّ)‪ ،‬كنقمو شطا الدمياطي‬
‫عف زيني دحالف كأقره(ُْ)‪.‬‬
‫كاإلماـ أبك شامة في كتابو الباعث إلى إنكار البدع كالحكادث بقكلو‪" :‬كمف أحسف ما ابتدع في زماننا مف ىذا القبيؿ‬
‫ما كاف يفعؿ بمدينة إربؿ جبرىا اهلل تعالى كؿ عاـ في اليكـ المكافؽ ليكـ مكلد النبي ‪ ‬مف الصدقات كالمعركؼ كاظيار‬
‫الزينة كالسركر‪ ،‬فإف ذلؾ مع ما فيو مف اإلحساف إلى الفقراء مشعر بمحبة النبي ‪ ‬كتعظيمو كجاللتو في قمب فاعمو كشك ار‬
‫مكسما‪ ،‬قد يفعمو‬
‫ن‬ ‫هلل تعالى عمى ما مف بو مف إيجاد رسكلو الذم أرسمو رحمة"(ُٓ)‪ ،‬يقكؿ ابف تيمية‪" :‬فتعظيـ المكلد‪ ،‬كاتخاذه‬
‫بعض الناس‪ ،‬كيككف لو فيو أجر عظيـ لحسف قصده‪ ،‬كتعظيمو لرسكؿ اهلل ‪.)ُٔ("‬‬
‫كاليو ذىب عدد كبير مف محققي المالكية‪ ،‬فقد ذكر الشيخ زركؽ عف سيدم ابف عباد نفعنا اهلل بيما ما يفيد كراىة‬
‫صكـ المكلد النبكم كاباحة ما يفعؿ فيو مف إيقاد السمع كالتزيف بالمباس الفاخر كغير ذلؾ(ُٕ)‪ ،‬قاؿ ابف عباد في رسائمو الكبرل‬
‫ما نصو‪ :‬كأما المكلد فالذم يظير لي أنو عيد مف أعياد المسمميف كمكسـ مف مكاسميـ‪ ،‬ككؿ ما يفعؿ فيو ما يقتضيو كجكد‬
‫الفرح كالسركر بذلؾ المكلد المبارؾ مف إيقاد الشمع‪ ،‬كامتاع البصر كالسمع‪ ،‬كالتزيف بمبس فاخر الثياب‪ ،‬كرككب فاره الدكاب‪،‬‬
‫أمر مباح ال ينكر عمى أحد قياسان عمى غيره مف أكقات الفرح‪ ،‬كالحكـ بككف ىذه األشياء بدعة في ىذا الكقت الذم ظير فيو‬
‫سر الكجكد‪ ،‬كارتفع فيو عمـ الشيكد‪ ،‬كانقشع فيو ظالـ الكفر كالجحكد‪ ،‬كادعاء أف ىذا الزماف ليس مف المكاسـ المشركعة ألىؿ‬
‫اإليماف‪ ،‬كمقارنة ذلؾ بالنيركز كالميرجاف أمر مستثقؿ تشمئز منو القمكب السميمة‪ ،‬كتدفعو اآلراء المستقيمة‪ ،‬كلقد كنت فيما‬
‫خال مف الزماف خرجت في يكـ مكلد إلى ساحؿ البحر فاتفؽ أف كجدت ىناؾ سيدم الحاج ابف عاشر ‪-‬رحمو اهلل‪ -‬كجماعة‬
‫مف أصحابو كقد أخرج بعضيـ طعامان مختمفان ليأكمكه ىنالؾ‪ ،‬فمما قدمكه لذلؾ‪ ،‬أرادكا مني مشاركتيـ في األكؿ‪ ،‬ككنت إذ‬
‫ذاؾ صائما‪ ،‬فقمت ليـ إنني صائـ‪ ،‬فنظر إلي سيدم الحاج نظرة منكرة‪ ،‬كقاؿ لي ما معناه‪ :‬إف ىذا اليكـ يكـ فرح‬
‫كسركر‪ ،‬يستقبح في مثمو الصياـ بمنزلة يكـ العيد‪ ،‬فتأممت كالمو فكجدتو حقان‪ ،‬ككأنني كنت نائمان فأيقظني‪ ،‬انتيى(ُٖ)‪.‬‬
‫أما العمماء المعاصركف فكثيركف كالقرضاكم‪ ،‬كالشعراكم‪ ،‬كالبكطي‪ ،‬كعبد اهلل بف بيو‪ ،‬كنكح القضاة‪ ،‬ككىبة الزحيمي‪،‬‬
‫كعمر بف حفيظ‪ ،‬كابف باديس‪ ،‬كمفتى مصر السابؽ نصر فريد كاصؿ(ُٗ)‪.‬‬

‫الرأي الثاني‪ :‬ذىب بعض العمماء مف القدماء كالمعاصريف إلى عدـ مشركعيتو‪ ،‬كأكثر مف حرمو اليكـ ىـ أصحاب ما يسمى‬
‫"السمفية" ككثير مف عمماء الخميج كمصر مثؿ‪ :‬ابف باز‪ ،‬كابف عثيميف‪ ،‬كالتكيجرم‪ ،‬كعبد اهلل بف قعكد‪ ،‬كعبد اهلل بف غدياف‪،‬‬
‫كعبد الرزاؽ عفيفي‪ ،‬كعبد اهلل بف محمد بف حميد(َِ)‪.‬‬

‫املبحث اخلامس‬
‫أدلة الفكَاء ومياقشتَا‬

‫الفرع األول‪ :‬أدلة القائمين بمشروعية االحتفال بالمولد النبوي‪.‬‬

‫الدليل األول‪ :‬من القرآن‪ :‬عمكـ قكلو تعالى‪ :‬قُل ِبفَض ِل المَّ ِو َوِب َرح َم ِت ِو فَِب َذلِ َك َفم َيفَر ُحوا ُى َو َخيٌر ِم َّما َيج َم ُع َ‬
‫ون‪[‬يكنس‪]ٖٓ :‬‬

‫‪ 121‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اجمللة األردىية يف الدراسات اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)14‬ع (‪2018/ٍ 1431 ،)2‬و‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أميً البداريً‬

‫ين‪[‬األنبياء‪ ]َُٕ :‬كقد أمرنا‬ ‫سم َنا َك إَِّال َرح َم ًة لِم َعالَ ِم َ‬
‫كال شؾ أف مكلد النبي محمد ‪ ‬فضؿ لألمة كرحمة بنص القرآف ‪َ ‬و َما أَر َ‬
‫اهلل أف نفرح برحمتو‪ ،‬كمف مظاىر الرحمة الفرح كالسركر بمكلد اليادم محمد ‪ ‬بعبادة كالذكر كالصالة عميو ‪ ‬ال بمعصية‪،‬‬
‫آي ِات ِو َوُيَزِّكي ِيم‬ ‫ِ‬
‫سوًال من أَنفُس ِيم َيتمُو َعمَي ِيم َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ككيؼ ال نفرح بمف قاؿ فيو ربو ‪َ‬لقَد َم َّن المَّ ُو َعمَى ال ُمؤ ِمِن َ‬
‫ين إِذ َب َع َث في ِيم َر ُ‬
‫ين‪[‬آؿ عمراف‪.]ُْٔ :‬‬ ‫اب َوال ِحك َم َة َوِان َكا ُنوا ِمن قَب ُل لَ ِفي َ‬
‫ض ََل ٍل ُم ِب ٍ‬ ‫ِ‬
‫َوُي َعمِّ ُم ُي ُم الكتَ َ‬
‫كيناقش ىذا الدليؿ بأنو عاـ مغرؽ في العمكـ ليس في مكضكع مسألتنا‪ ،‬كانما في عمكـ نعـ اهلل التي أنعميا عمى عباده‪،‬‬
‫كال تتحدث عف المكلد‪.‬‬
‫كيجاب‪ :‬بأف مكلد النبي فضؿ كرحمة‪ ،‬كاالحتفاؿ بو فرح مأمكر بو‪ ،‬كيكفي االستدالؿ بالعمكـ عند العمماء ما لـ يناقض‬
‫العمكـ خصكص‪ ،‬أك مفسدة كاقعة أك ظاىرة متكقعة‪ ،‬كىك غير مكجكد‪ ،‬فيسمـ االستدالؿ بالعمكـ‪.‬‬

‫ور وَذ ِّكرُىم ِبأَي ِ‬ ‫الدليل الثاني‪ :‬كقد يستدؿ بقكلو تعالى‪ :‬ولَقَد أَرسم َنا موسى ِبآي ِات َنا أَن أَخ ِرج قَوم َك ِم َن الظُّمُم ِ‬
‫ات إِلَى ُّ‬
‫َّام‬ ‫الن ِ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫َ‬
‫ٍ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ور‪[‬إبراىيـ‪ ]ٓ :‬فقد طمب اهلل مف مكسى كمنا أف نذكر الناس بأياـ اهلل تعالى‪ ،‬كمف‬ ‫ش ُك ٍ‬ ‫صب ٍ‬
‫َّار َ‬ ‫المَّو إِ َّن في َذل َك ََل َيات ل ُك ِّل َ‬
‫معاني أياـ اهلل تمؾ األزمنة مف األياـ التي َّ‬
‫تفضؿ اهلل عمى عباده فييا بنعـ عظيمة كآالء جميمة‪ ،‬كال شؾ أف مف أياـ اهلل‬
‫تعالى يكـ مكلده ‪ ،‬فيندب تذكير الناس في ىذا اليكـ بفضمو ‪ ‬كالدعكة إلى حبو‪ ،‬كضركرة اتباع سننو‪ ،‬كاجتناب الشيطاف‬
‫كبدعو‪.‬كلعؿ مف يستمع إلى تذكرة أك يطبؽ ذك انر في ىذا اليكـ يتعرض لنفحاتو تعالى‪ ،‬فتثمر خي انر عظيمان في قمبو كما قاؿ‬
‫‪( :‬إف لربكـ ‪ ‬في أياـ دىركـ نفحات‪ ،‬فتعرضكا ليا‪ ،‬لعؿ أحدكـ أف تصيبو منيا نفحة ال يشقى بعدىا أبدان)(ُِ)‪.‬‬
‫كيناقش ىذا الدليؿ بأف أياـ اهلل ىي ما فعمو تعالى باألمـ السابقة مف خسؼ كقذؼ كعذاب كعقاب‪ ،‬كليسو داللة‬
‫عمى مكلد النبي ‪.‬‬
‫كيجاب بما ركم عف أبي بف كعب‪ ،‬قاؿ‪( :‬سمعت نبي اهلل ‪ ‬يقكؿ‪" :‬بينما مكسى في قكمو يذكرىـ بأياـ اهلل‪ ،‬كأياـ‬
‫اهلل‪ :‬نعمو كبالؤه)(ِِ)‪ ،‬فأيامو تشمؿ األياـ التي أنعـ اهلل بيا عمى الناس‪ ،‬كال شؾ أف منيا مكلد المصطفى ‪.‬‬

‫الدليل الثالث‪ :‬مف السنة‪ :‬أنو ‪( ‬سئؿ عف صكـ يكـ االثنيف؟ قاؿ‪« :‬ذاؾ يكـ كلدت فيو‪ ،‬كيكـ بعثت أك أنزؿ عمي فيو)(ِّ)‪.‬‬
‫كيناقش‪ :‬بأف ىذا الحديث يدؿ عمى فضؿ صكـ يكـ االثنيف كالخميس كال عالقة بو باالحتفاؿ بالمكلد النبكم‪.‬‬
‫كيجاب بأف ىذا في األصكؿ مسمؾ يفيد العمية كىك اإليماء‪ ،‬أم‪ :‬أف عمة صكمو ‪ ‬يكـ االثنيف أنو يكـ كلد فيو‪ ،‬كقدمو‬
‫عظـ ‪ ‬ىذا اليكـ بعبادة ىي الصكـ‪ ،‬فمـ ال نعظـ مكلده ‪ ‬بعبادة أقؿ مف الصكـ الدائـ‬‫عمى العمة األخرل أنو بعث فيو‪ ،‬فقد َّ‬
‫المتكرر بأف نجعؿ يكمان في العاـ نزيد فيو مف جمع الناس حكلو‪ ،‬كالتذكير بشمائمو كعظيـ فضائمو‪ ،‬فال شؾ أنو بمفيكـ‬
‫المكافقة مستحب كصكـ يكـ االثنيف‪.‬‬

‫الدليل الرابع‪ :‬في صحيح البخارم عف ابف عباس ‪-‬رضي اهلل عنيما‪( -‬أف النبي ‪ ‬لما قدـ المدينة‪ ،‬كجدىـ يصكمكف‬
‫يكمان‪ ،‬يعني عاشكراء‪ ،‬فقالكا‪ :‬ىذا يكـ عظيـ‪ ،‬كىك يكـ نجى اهلل فيو مكسى‪ ،‬كأغرؽ آؿ فرعكف‪ ،‬فصاـ مكسى شك انر هلل‪ ،‬فقاؿ‪:‬‬
‫أنا أكلى بمكسى منيـ‪ .‬فصامو كأمر بصيامو)(ِْ)‪ ،‬كفي مسند أحمد بسند صحيح عف ابف عباس قاؿ‪( :‬قدـ رسكؿ اهلل ‪‬‬
‫يكـ‬
‫يكـ صالح‪ ،‬ىذا ه‬‫المدينة‪ ،‬فرأل الييكد يصكمكف يكـ عاشكراء‪ ،‬فقاؿ ليـ‪" :‬ما ىذا اليكـ الذم تصكمكنو؟ "‪ ،‬قالكا‪ :‬ىذا ه‬
‫ىنجَّى اهلل فيو بني إسرائيؿ مف عدكىـ‪ ،‬فصامو مكسى ‪ ،‬فقاؿ رسكؿ اهلل ‪" :‬أنا ُّ‬
‫أحؽ بمكسى منكـ"‪ ،‬فصامو رسكؿ اهلل‬
‫‪ ‬كأمر بصكمو)(ِٓ)‪.‬‬
‫كجو الداللة مف الحديث أف النبي ‪ ‬عظـ ىذا اليكـ الذم نجى اهلل فيو مكسى فأحياه بعبادة ىي الصكـ؛ تعظيمان ليذا‬

‫اجمللة األردىية يف الدراسات اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)14‬ع (‪2018/ٍ1431 ،)2‬و ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ‪121‬‬
‫حكه االحتفال باملولد اليبوي ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫اليكـ‪ ،‬كشك ار لنعمة اهلل عمى تفضمو عمى عبادة بإنجائيـ مف عدكىـ‪ ،‬كال شؾ أف اليكـ الذم كلد فيو خير الخمؽ محمد‬
‫المنعـ ‪‬‬ ‫‪ ‬ىك أعظـ مف ذلؾ اليكـ أك بمثؿ عظمتو عمى األقؿ‪ ،‬فيستحب أف نحييو بسنة شك انر ً‬
‫لممنعـ تعالى عمى ىذا‬
‫ى‬
‫بإحياء ىذا اليكـ بعبادة ىي العمـ كالذكر بالحديث عف سيرة المصطفى ‪ ،‬كصفاتو‪ ،‬كفضائمو‪ ،‬كشمائمو‪ ،‬كالصالة عميو‪،‬‬
‫كالتصدؽ عمى الفقراء‪ ،‬بجمع الناس عمى طعاـ لكجو اهلل تعالى شك ار عمى فضمو‪ ،‬كغيرىا مف أكجو العبادة‪ ،‬كىك مف جية‬
‫مقابمة النعـ كمما تجددت بالشكر‪.‬‬
‫كنكقش ىذا الدليؿ بأف المفركض أننا نصكـ كما صاـ النبي ‪ ‬ال أننا نقيـ المآدب كاألفراح بالطبكؿ كالمزامير‪،‬‬
‫فيؿ اهلل تعالى يشكر بالطرب كاألكؿ كالشرب؟ الميـ ال‪ ،‬ال‪ .‬ثـ ىؿ لنا مف حؽ في أف نشرع ألنفسنا صياما أك غيره‪ ،‬إنما‬
‫كاجبنا االتباع فقط‪ .‬كقد صاـ رسكؿ اهلل ‪ ‬عاشكراء فكاف صيامو سنة كسكت عف يكـ كالدتو فمـ يشرع فيو شيئا فكجب أف‬
‫نسكت كذلؾ‪ ،‬كال نحاكؿ أف نشرع فيو صيامان كال قيامان فضالن عف الميك كالمعب(ِٔ)‪.‬‬
‫كيجاب‪ :‬بأف احتفاؿ بعضيـ بالطرب كاألكؿ كالشرب ليس حجة عمى غيرىـ‪ ،‬بؿ يمكف أف نحتفؿ بعبادة‪ ،‬كما أف األكؿ‬
‫كالشرب صدقة يتصدؽ بيا داعييا عمى غيره فما المانع منيا‪ ،‬كعدـ فعمو ‪ ‬لو ال يدؿ عمى المنع‪ ،‬بؿ يكفي داللة قكلو‪ ،‬فال‬
‫تقتصر السنة عمى فعمو ‪ ‬كما ىك مقرر في األصكؿ‪.‬‬

‫الدليل الخامس‪ :‬من إقرار الصحابة‪ :‬ففي صحيح البخارم عف عمر بف الخطاب‪( ،‬أف رجالن‪ ،‬مف الييكد قاؿ لو‪ :‬يا أمير‬
‫المؤمنيف‪ ،‬آية في كتابكـ تقرؤكنيا‪ ،‬لك عمينا معشر الييكد نزلت‪ ،‬التخذنا ذلؾ اليكـ عيدان‪ .‬قاؿ‪ :‬أم آية؟ قاؿ‪ :‬ال َيوَم أَك َمم ُت‬
‫يت لَ ُك ُم اإلسَلم ِدي ًنا‪[‬المائدة‪ ]ّ :‬قاؿ عمر‪« :‬قد عرفنا ذلؾ اليكـ‪ ،‬كالمكاف الذم نزلت‬
‫ض ُ‬‫ت عمَي ُكم ِنعمِتي ور ِ‬
‫َ ََ‬
‫ِ‬
‫لَ ُكم دي َن ُكم َوأَت َمم ُ َ‬
‫فيو عمى النبي ‪ ،‬كىك قائـ بعرفة يكـ جمعة)(ِٕ)‪ ،‬فمـ ينكر عمييـ تعظيـ ىذا اليكـ الذم مف اهلل عمى األمة بإكماؿ دينيا‬
‫باتخاذه عيدان‪ ،‬كمثمو اليكـ الذم كلد فيو شفيع األمة‪ ،‬كخير خمؽ اهلل‪ ،‬كالرحمة الميداة‪.‬‬
‫كيناقش بأنيا دعكة مف ييكدم كاقرار مف صحابي‪ ،‬كليست دليالن شرعيان معتب انر‪.‬‬
‫كيجاب‪ :‬بأف النبي ‪ ‬قاؿ‪( :‬أكصيكـ بتقكل اهلل كالسمع كالطاعة‪ ،‬كاف عبد حبشي‪ ،‬فإنو مف يعش منكـ يرل اختالفا‬
‫كثي انر‪ ،‬كاياكـ كمحدثات األمكر فإنيا ضاللة فمف أدرؾ ذلؾ منكـ فعميو بسنتي كسنة الخمفاء الراشديف الميدييف‪ ،‬عضكا‬
‫عمييا بالنكاجذ)(ِٖ)‪ ،‬كىذه مف المسائؿ الخالفية‪ ،‬فمنرجع فييا إلى إقرار فاركؽ األمة عمر‪.‬‬

‫الدليل السادس‪ :‬دخكلو تحت عمكمات كاطالقات نصكص تدعكا إلى حب محمد ‪ ‬منيا ما في صحيح البخارم عف أنس‪،‬‬
‫قاؿ‪( :‬قاؿ النبي ‪« ‬ال يؤمف أحدكـ‪ ،‬حتى أككف أحب إليو مف كالده ككلده كالناس أجمعيف) (ِٗ)‪ ،‬كفي صحيح البخارم عف‬
‫عبد اهلل بف ىشاـ‪ ،‬قاؿ‪( :‬كنا مع النبي ‪ ‬كىك آخذ بيد عمر بف الخطاب‪ ،‬فقاؿ لو عمر‪ :‬يا رسكؿ اهلل‪ ،‬ألنت أحب إلي مف‬
‫كؿ شيء إال مف نفسي‪ ،‬فقاؿ النبي ‪« :‬ال‪ ،‬كالذم نفسي بيده‪ ،‬حتى أككف أحب إليؾ مف نفسؾ» فقاؿ لو عمر‪ :‬فإنو اآلف‪،‬‬
‫كاهلل‪ ،‬ألنت أحب إلي مف نفسي‪ ،‬فقاؿ النبي ‪« :‬اآلف يا عمر»)(َّ)‪ ،‬كفي صحيح ابف حباف قاؿ ‪( :‬ما قعد قكـ مقعدا ال‬
‫يذكركف اهلل فيو كيصمكف عمى النبي إال كاف عمييـ حسرة يكـ القيامة‪ ،‬كاف أدخمكا الجنة لمثكاب)(ُّ)‪ .‬كال شؾ أف االحتفاؿ‬
‫بمكلده ‪ ‬بإحياء سنتو بعبادة ال ببدعة ىك مظير مف مظاىر حبو ‪ ‬كعالمة مف عالمات احترامو كتقديره كعشقو‪.‬‬
‫كيجاب بأف حبو باتباع سنتو‪ ،‬كالسير عمى نيجو‪ ،‬كليس االحتفاؿ بمكلده‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أدلة القائمين بعدم مشروعية االحتفال بالمولد النبوي‪.‬‬

‫الدليل األول‪ :‬أنو مف التشبو بأىؿ الكتاب مف الييكد كالنصارل في أعيادىـ(ِّ)‪ ،‬فعف عمر أف رسكؿ اهلل ‪ ‬قاؿ‪( :‬ال تطركني‬

‫‪ 122‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اجمللة األردىية يف الدراسات اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)14‬ع (‪2018/ٍ 1431 ،)2‬و‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أميً البداريً‬

‫كما أطرت النصارل عيسى ابف مريـ‪ ،‬فإنما أنا عبد اهلل كرسكلو)(ّّ)‪.‬‬
‫يناقش ىذا الدليؿ أف االحتفاؿ بالمكلد ليس عادة نصرانية حتى يككف تشبيا بيـ‪ ،‬كالمحرـ التشبو بالكفار فيما كاف‬
‫خاصان بأمكرىـ الدينية‪ ،‬أما العادات االجتماعية فال يدخؿ تحت النيي عف التشبو بالكفار‪ ،‬فقكلو ‪-‬عميو الصالة كالسالـ‪:-‬‬
‫(مف تشبو بقكـ فيك منيـ)(ّْ)‪ .‬أم تشبو بما ميزىـ عف غيرىـ كأعطاىـ صفة القكـ عف غيرىـ‪ .‬فالتشبو بالمسيحييف بما جعميـ‬
‫مسيحيكف كىك دينيـ ىك المحرـ‪ ،‬أما التشبو بيـ بما ىـ مشترككف بو مع غيرىـ أك كفؽ عاداتيـ كتقاليدىـ االجتماعية كال يميزىـ‬
‫دينيان فميس مف التشبو المحرـ‪.‬‬
‫كىذا ما عميو العمماء المحققكف‪ :‬قاؿ ابف نجيـ الحنفي‪" :‬اعمـ أف التشبيو بأىؿ الكتاب ال يكره في كؿ شيء كانا نأكؿ‬
‫كنشرب كما يفعمكف إنما الحراـ ىك التشبو فيما كاف مذمكمان كفيما يقصد بو التشبيو"(ّٓ)‪ .‬كقاؿ ابف عابديف‪" :‬صكرة المشابية‬
‫فيما تعمؽ بو صالح العباد ال يضر"(ّٔ)‪.‬‬

‫الدليل الثاني‪ :‬مصاحبة االحتفاؿ لعدد كبير مف المنكرات‪.‬‬

‫إف غالب ىذه االحتفاالت بالمكالد ‪-‬مع ككنيا بدعة‪ -‬ال تخمك مف اشتماليا عمى منكرات أخرل‪ ،‬كاختالط النساء‬
‫بالرجاؿ‪ ،‬كاستعماؿ األغاني كالمعازؼ‪ ،‬كشرب المسكرات كالمخدرات‪ ،‬كغير ذلؾ مف الشركر‪ ،‬كقد يقع فييا ما ىك أعظـ‬
‫مف ذلؾ‪ ،‬كىك الشرؾ األكبر‪ ،‬كذلؾ بالغمك في رسكؿ اهلل ‪ ‬أك غيره مف األكلياء كدعائو كاالستغاثة بو‪ ،‬كطمبو المدد‪،‬‬
‫كاعتقاد أنو يعمـ الغيب‪ ،‬كنحك ذلؾ مف األمكر الكفرية التي يتعاطاىا الكثير مف الناس‪ ،‬حيف احتفاليـ بمكلد النبي ‪ ‬كغيره‬
‫ممف يسمكنيـ باألكلياء‪ ،‬كقد صح عف رسكؿ اهلل ‪ ‬أنو قاؿ‪« :‬إياكـ كالغمك في الديف فإنما أىمؾ مف كاف قبمكـ الغمك في‬
‫الديف» عف عمر أف رسكؿ اهلل ‪ ‬قاؿ‪( :‬ال تطركني كما أطرت النصارل عيسى ابف مريـ‪ ،‬فإنما أنا عبد اهلل كرسكلو)(ّٕ)‪.‬‬
‫يناقش ىذا الدليؿ‪ :‬إف الكالـ عف المكلد بالنظر إلى ذاتو‪ ،‬فإف اختمط بمحرـ كاف محرمان لما احتؼ بو مف محرمات‬
‫ننكرىا كال نقرىا‪ ،‬فال يقاؿ‪ :‬إف االحتفاؿ بالعيديف اليكـ محرـ؛ لكثرة ما حؿ فييما مف منكرات معركفة مف سفكر كفجكر‪.‬‬
‫بؿ نقكؿ‪ :‬إف الصكاب تحريـ ىذه المنكرات كبقاء حكـ إحياء يكـ ميالد المصطفى بعبادة عمى أصؿ مشركعيتو‪.‬‬

‫الدليل الثالث‪ :‬ليس في اإلسالـ أعياد سكل عيديف فقط كالمكلد ليس منيما‪.‬‬
‫كيناقش‪ :‬مف قاؿ لكـ إف االحتفاؿ بالمكلد النبكم عيد أصالن‪ ،‬بؿ ىك ذكرل سعيدة ال أكثر‪ ،‬فإف قالكا‪ :‬إف أكؿ مف‬
‫ابتدعو الفاطميكف الضالكف! قمنا ليـ‪ :‬لـ يكف صياـ الييكد ليكـ عرفة مانعا مف النبي ‪ ‬أف يصكمو‪ ،‬بؿ عممنا النبي ‪‬‬
‫أف الحكمة ضالة المؤمف أنى كجدىا فيك أحؽ بيا‪ ،‬كالخير نفعمو بغض النظر عف فاعمو‪ ،‬فالحؽ ال يعرؼ بالرجاؿ‪ ،‬بؿ‬
‫عممنا ‪ ‬أف نقبؿ الفائدة مف إبميس عندما عمـ أبا ىريرة‪( :‬إذا أكيت إلى فراشؾ فاق أر آية الكرسي مف أكليا حتى تختـ اآلية‪:‬‬
‫ُّوم‪[‬البقرة‪ ،]ِٓٓ :‬كقاؿ لي‪ :‬لف يزاؿ عميؾ مف اهلل حافظ‪ ،‬كال يقربؾ شيطاف حتى تصبح‬ ‫ِ َِّ‬ ‫َّ‬
‫‪‬الم ُو َال إلَ َو إال ُى َو ال َح ُّي القَي ُ‬
‫‪-‬ككانكا أحرص شيء عمى الخير‪ -‬فقاؿ النبي ‪« :‬أما إنو قد صدقؾ كىك كذكب‪ ،‬تعمـ مف تخاطب منذ ثالث لياؿ يا أبا‬
‫ىريرة»‪ ،‬قاؿ‪ :‬ال‪ ،‬قاؿ‪ :‬ذاؾ شيطاف)(ّٖ)‪ ،‬فمك دعمت دكؿ الكفر كما تفعؿ اليكـ بناء المساجد أك المدارس كالجامعات‬
‫اإلسالمية في بالدىا ىؿ تككف محرمة!!!‬

‫الدليل الرابع‪ :‬القياس عمى يكـ مكتو‪ ،‬فإف جاز االحتفاؿ بيكـ مكلده فمـ ال نحتفؿ أيضان بيكـ كفاتو‪ ،‬فاحتفالكـ بيكـ مكلده‬
‫دكف كفاتو‪ ،‬دليؿ تحكمكـ‪.‬‬
‫كقد أجاب السيكطي عف ىذا االستدالؿ بأف القياس مع الفارؽ؛ ألف كالدتو ‪ ‬أعظـ النعـ عمينا‪ ،‬ككفاتو أعظـ المصائب‬

‫اجمللة األردىية يف الدراسات اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)14‬ع (‪2018/ٍ1431 ،)2‬و ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ‪123‬‬
‫حكه االحتفال باملولد اليبوي ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫لنا‪ ،‬كالشريعة حثت عمى إظيار شكر النعـ كالصبر كالسككف كالكتـ عند المصائب‪ ،‬كقد أمر الشرع بالعقيقة عند الكالدة‪ ،‬كىي‬
‫إظيار شكر كفرح بالمكلكد‪ ،‬كلـ يأمر عند المكت بذبح كال بغيره بؿ نيى عف النياحة كاظيار الجزع‪ ،‬فدلت قكاعد الشريعة عمى‬
‫أنو يحسف في ىذا الشير إظيار الفرح بكالدتو ‪ ‬دكف إظيار الحزف فيو بكفاتو‪ ،‬كقد قاؿ ابف رجب في كتاب المطائؼ في ذـ‬
‫الرافضة حيث اتخذكا يكـ عاشك ارء مأتمنا؛ ألجؿ قتؿ الحسيف‪ :‬لـ يأمر اهلل كال رسكلو باتخاذ أياـ مصائب األنبياء كمكتيـ‬
‫(ّٗ)‬
‫مأتما‪ ،‬فكيؼ ممف ىك دكنيـ؟ !‬

‫الدليل الخامس‪ :‬أنو ابتداع‪ ،‬كىك عمدة أدلة المانعيف مف االحتفاؿ بمكلد النبي ‪ ،‬كأكثر مف كتب مف المانعيف يدكر حكؿ‬
‫ىذا الدليؿ‪ ،‬كيحشد جمعان مف األدلة مف القرآف كالسنة عمى حرمة االبتداع‪ ،‬ككميا أكجو لدليؿ كاحد فقط ىك أف االحتفاؿ‬
‫بالمكلد بدعة‪ ،‬كلك كاف سنة لفعمو النبي ‪ ‬كصحابتو‪.‬‬
‫فتحريـ االحتفاؿ بالمكلد عندىـ يرجع إلى أف ذلؾ مف البدع المحدثة في الديف؛ ألف الرسكؿ ‪ ‬لـ يفعمو‪ ،‬كال خمفاؤه‬
‫الراشدكف‪ ،‬كال غيرىـ مف الصحابة رضكاف اهلل عمى الجميع‪ ،‬كال التابعكف ليـ بإحساف في القركف المفضمة‪ ،‬كىـ أعمـ الناس‬
‫بالسنة‪ ،‬كأكمؿ حبا لرسكؿ اهلل ‪ ‬كمتابعة لشرعو ممف بعدىـ‪ ،‬كقد ثبت عف النبي ‪ ‬أنو قاؿ‪( :‬مف أحدث في أمرنا ىذا‬
‫(َْ)‬
‫أم‪ :‬مردكد عميو‪ ،‬كقاؿ في حديث آخر‪( :‬فعميكـ بسنتي كسنة الخمفاء الراشديف الميدييف‪ ،‬كعضكا‬ ‫ما ليس منو فيك رد)‬
‫(ُْ)‬
‫‪ .‬ففي ىذيف الحديثيف تحذير شديد‬ ‫عمييا بالنكاجذ‪ ،‬كاياكـ كمحدثات األمكر‪ ،‬فإف كؿ محدثة بدعة‪ ،‬كاف كؿ بدعة ضاللة)‬
‫سو ُل فَ ُخ ُذوهُ َو َما َن َيا ُكم َعن ُو فَانتَ ُيوا‪[‬الحشر‪ ،]ٕ :‬كقاؿ ‪:‬‬‫الر ُ‬
‫مف إحداث البدع‪ ،‬كالعمؿ بيا‪ ،‬كقد قاؿ سبحانو‪َ  :‬و َما آتَا ُك ُم َّ‬
‫اب أَلِيم‪[‬النكر‪. ]ّٔ :‬‬
‫(ِْ)‬
‫يب ُيم َع َذ ٌ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يب ُيم فت َن ٌة أَو ُيص َ‬
‫ِ‬ ‫ين ُي َخ ِالفُ َ‬
‫ون َعن أَم ِرِه أَن تُص َ‬ ‫‪َ ‬فم َيح َذ ِر الَِّذ َ‬
‫يت لَ ُكم اإلسَلم ِدي ًنا‪[‬المائدة‪]ّ :‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ت لَ ُكم ِدي َن ُكم َوأَت َمم ُ‬
‫ت َعمَي ُكم نع َمتي َوَرض ُ ُ‬ ‫كمنيا استدالليـ بقكلو تعالى‪ :‬ال َيوَم أَك َمم ُ‬
‫كاآليات في ىذا المعنى كثيرة‪ .‬كاحداث مثؿ ىذه المكالد يفيـ منو أف اهلل سبحانو لـ يكمؿ الديف ليذه األمة‪ ،‬كأف الرسكؿ ‪ ‬لـ‬
‫يبمغ ما ينبغي لألمة أف تعمؿ بو‪ ،‬حتى جاء ىؤالء المتأخركف فأحدثكا في شرع اهلل ما لـ يأذف بو‪ ،‬زاعميف أف ذلؾ مما يقربيـ‬
‫إلى اهلل(ّْ)‪.‬‬
‫يناقش عمدة أدلة المانعيف مف المكلد بأف البدعة تنقسـ عمكمان إلى‪ :‬بدعة قبيحة كبدعة حسنة‪ ،‬كعمى التفصيؿ‬
‫تنقسـ إلى األقساـ التكميفية الخمسة‪ ،‬فمنيا الكاجب كالمندكب كالمحرـ كالمكركه كالمباح‪ ،‬كأدلة كجكد البدعة الحسنة كثيرة‬
‫منيا عمى سبيؿ التمثيؿ ال الحصر‪:‬‬
‫الدليل األول‪ :‬تخصيص عمكـ أحاديث البدعة بالسنة القكلية‪ ،‬فاستدالؿ النافيف لمبدعة الحسنة بعمكـ قكلو ‪ ‬في صحيح‬
‫مسمـ (فإف خير الحديث كتاب اهلل‪ ،‬كخير اليدل ىدل محمد‪ ،‬كشر األمكر محدثاتيا‪ ،‬ككؿ بدعة ضاللة)(ْْ)‪ ،‬ىك استدالؿ‬
‫بالعمكـ كالعاـ ظني الداللة عند أكثر أىؿ العمـ كالمعتبريف مف األصكلييف‪ ،‬فما مف عاـ إال كقد خص‪ ،‬كىك مخصكص‬
‫بأحاديث منيا‪:‬‬
‫(ْٓ)‬
‫فالبدعة مخصكصة في أمكر الديف ال الدنيا‪ ،‬أم العبادات ال العادات؛ لنصو‬ ‫قكلو ‪( ‬مف أحدث في أمرنا ىذا)‬ ‫أ‪.‬‬
‫‪ ‬عمى ذلؾ بقكلو‪" :‬أمرنا" أم‪ :‬شرعنا كأمكر ديننا‪.‬‬
‫(ْٔ)‬
‫أم‪ :‬مخالفان لو؛ ألف ما كاف داخالن تحت عمكـ‪ ،‬أك إطالؽ‪ ،‬أك قياس‪ ،‬أك‬ ‫ب‪ .‬كما خص بقكلو‪(  :‬ما ليس منو)‬
‫مقصد شرعي معتبر فال يككف بدعة أصالن‪ ،‬كأكثر الخالؼ بيف الفقياء في دخكؿ المبتدعات تحت العمكمات‪ ،‬أك‬
‫اإلطالقات‪ ،‬أك األقيسة‪ ،‬أك مقاصد الشريعة‪ ،‬باعتبار أف األمر المبتدع محؿ الخالؼ داخؿ تحت مصمحة عد الشارع‬
‫جنسا أك نكعيا ال ذاتيا بدليؿ خاص ‪...‬‬

‫‪ 124‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اجمللة األردىية يف الدراسات اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)14‬ع (‪2018/ٍ 1431 ،)2‬و‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أميً البداريً‬

‫قكلو ‪( :‬مف سف في اإلسالـ سنة حسنة‪ ،‬فمو أجرىا‪ ،‬كأجر مف عمؿ بيا بعده‪ ،‬مف غير أف ينقص مف أجكرىـ‬ ‫ج‪.‬‬
‫(ْٖ)‬ ‫(ْٕ)‬
‫‪ ،‬فالحديث صريح أف مف سف أم استحدث‬ ‫‪ ،‬كقكلو ‪( :‬ال يسف عبد سنة صالحة يعمؿ بيا بعده)‬ ‫شيء)‬
‫جديدان عمى غير مثاؿ سابؽ ككاف حسنة أك صالحان كاف مأجك انر ال مكزك انر‪ ،‬فكؿ بدعة ضاللة إذا خالفت أصالن‬
‫شرعيان أك مصمحة مقصكدة‪ ،‬أما مف اخترع خي انر كاستحدث مصمحة فمو أجر ىذا االبتداع إلى يكـ الديف‪.‬‬
‫قكلو ‪( :‬مف عمؿ عمال ليس عميو أمرنا فيك رد)(ْٗ)‪ ،‬كجو الداللة أف النبي ‪ ‬خص البدعة المذمكمة بككنيا (ليس‬ ‫د‪.‬‬
‫عميو أمرنا) كبحسب مفيكـ المخالفة أف مف ابتدع عمى كفؽ أمرنا لـ يكف ردان‪ ،‬كىذا معنى البدعة الحسنة أف تككف‬
‫مكافقة لمقاصد الشريعة الغراء كعمكمات كاطالقات كؿ دعكة إلى خير فييا‪ ،‬مما عد الشارع جنس مصمحتو ال نكع‬
‫أك عيف مصمحتيا فقط كما يدعي الظاىرية الجدد ممف كسعكا مفيكـ البدعة؛ لتشمؿ ما ىب دب‪ ،‬طاب كخاب‪،‬‬
‫(َٓ)‬ ‫فذ أك ٍّ‬
‫قذ ‪...‬‬ ‫حسف كقبح‪ ،‬نفع كضر‪ ،‬لذ كشذ‪ ،‬كسكاء صدرت مف ٍّ‬

‫الدليل الثاني‪ :‬السنة التقريرية‪ ،‬كإق ارره ‪ ‬لبدع كثيرة حصمت أمامو منيا‪:‬‬
‫أنو أقر بالالن عمى ابتداعو ‪ ‬ركعتيف بعد الكضكء‪ ،‬فعف أبي ىريرة ‪ :‬أف النبي ‪ ‬قاؿ لبالؿ «عند صالة الفجر‪:‬‬ ‫أ‪.‬‬
‫يا بالؿ حدثني بأرجى عمؿ عممتو في اإلسالـ‪ ،‬فإني سمعت دؼ نعميؾ بيف يدم في الجنة» قاؿ‪" :‬ما عممت عمال‬
‫أرجى عندم‪ :‬أني لـ أتطير طيك انر‪ ،‬في ساعة ليؿ أك نيار‪ ،‬إال صميت بذلؾ الطيكر ما كتب لي أف أصمي" قاؿ أبك عبد‬
‫اهلل‪« :‬دؼ نعميؾ يعني تحريؾ»(ُٓ)‪.‬‬
‫ب‪ .‬إق ارره ‪ ‬الذم ابتدع ذك انر في الصالة عمى غير مثاؿ سابؽ‪ ،‬فعف رفاعة بف رافع الزرقي‪ ،‬قاؿ‪( :‬كنا يكما نصمي كراء‬
‫النبي ‪ ‬فمما رفع رأسو مف الركعة قاؿ‪" :‬سمع اهلل لمف حمده"‪ ،‬قاؿ رجؿ كراءه‪ :‬ربنا كلؾ الحمد حمدان كثي انر طيبان مباركان‬
‫فيو‪ ،‬فمما انصرؼ‪ ،‬قاؿ‪« :‬مف المتكمـ» قاؿ‪ :‬أنا‪ ،‬قاؿ‪« :‬رأيت بضعة كثالثيف ممكان يبتدركنيا أييـ يكتبيا أكؿ»(ِٓ)‪.‬‬
‫ففي الحديثيف إق ارراف‪ :‬األكؿ‪ :‬إق ارره ‪ ‬عمى خصكص الركعتيف كالدعاء‪ .‬الثاني‪ :‬إق ارره ‪ ‬عمى جكاز استحداث أمر‬
‫جديد في الديف ليس عمى منكاؿ سابؽ دكف الرجكع إلى النبي ‪ ‬إف كاف ما ابتدعو حسنان‪ ،‬فمك كاف بالؿ بابتداعو الركعتيف‬
‫أك الرجؿ بابتداعو الذكر في الصالة دكف الرجكع إلى النبي ‪ ‬مخطئيف؛ لنياىما النبي ‪ ‬عف فعميا مرة أخرل قبؿ الرجكع‬
‫إليو‪ ،‬فسككتو ‪ ‬عف ابتداعيما إقرار عمى أصؿ مشركعية االبتداع بشرط أف يككف في خير‪ ،‬كمثمو كعمى شاكمتو كثير‪،‬‬
‫فكؿ بدعة تخالؼ أدلة الشرع كأصكلو كقكاعده ىي السيئة‪ ،‬كما كافقت فيي حسنة شرعان‪.‬‬

‫الدليل الثالث‪ :‬سنة الخمفاء الراشديف التصريح بالبدعة الحسنة‪ ،‬كتطبيقيا عمميان باستحداث بدع شرعية حسنة في مسائؿ‬
‫كثيرة كىـ الذم قاؿ عنيـ النبي ‪( ‬كستركف مف بعدم اختالفان شديدان‪ ،‬فعميكـ بسنتي كسنة الخمفاء الراشديف الميدييف‪،‬‬
‫كمقاصًديُّيا عمر بف الخطاب بسند صحيح عف عبد الرحمف ابف‬ ‫ً‬ ‫ضكان عمييا بالنكاجذ)(ّٓ)‪ ،‬منيا‪ :‬ما ابتدعو فاركؽ األمة‬
‫ىع ُّ‬
‫اع متفرقكف‪ .‬يصمي الرجؿ‬ ‫عبد القارم؛ أنو قاؿ‪( :‬خرجت مع عمر بف الخطاب‪ ،‬في رمضاف إلى المسجد‪ ،‬فإذا الناس أكز ه‬ ‫و‬
‫لنفسو‪ ،‬كيصمي الرجؿ كيصمي بصالتو الرٍىط‪ .‬فقاؿ عمر‪ :‬كاهلل إني ألراني لك جمعت ىؤالء عمى قارئ كاحد لكاف أ ٍىمثى ىؿ‪.‬‬
‫فجمعيـ عمى أىيب ِّي بف كعب‪ .‬قاؿ‪ :‬ثـ خرجت معو ليمة أخرل‪ ،‬كالناس يصمكف بصالة قارئيـ‪ .‬فقاؿ‪ :‬نً ٍع ىم ًت اٍلبً ٍد ىعةي ىذه)(ْٓ)‪،‬‬
‫(نعـ البدعة ىذه‪ ،‬كالتي ينامكف عنيا أفضؿ مف التي يقكمكف)(ٓٓ)‪ ،‬كجو الداللة أف عمر ‪ ‬ابتدع بدعان شرعية في الصالة‬
‫ىي‪ -ُ :‬جمعيـ عمى إماـ كلـ يجمعيـ النبي ‪ ،‬بؿ كاف ‪ ‬يصمي كحده‪ -ِ .‬صمى بيـ ثالثيف يكمان كلـ يصؿ بيـ النبي‬
‫‪ ‬إال ثالثان صمكا بصالتو دكف أف يجمعيـ‪ -ّ .‬صمى بيـ عشريف ركعة كقد كاف النبي كما في حديث عائشة في صحيح‬
‫مسمـ يصمييا ثماني ركعات فقط‪ .‬ثـ صرح ‪ ‬بنصح صحيح صريح أنيا بدعة حسنة‪ ،‬بؿ مف النعـ‪.‬‬

‫اجمللة األردىية يف الدراسات اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)14‬ع (‪2018/ٍ1431 ،)2‬و ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ‪125‬‬
‫حكه االحتفال باملولد اليبوي ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫كمف البدع الشرعية الحسنة التي أحدثيا عمي بف أبي طالب ‪ ‬ما ركل عنو غير كاحد بعضيا إسناده جيػد عف‬
‫سالمة الكندم‪ ،‬قاؿ‪( :‬كاف عمي بف أبي طالب ‪ ‬يعمـ الناس الصالة عمى رسكؿ اهلل ‪ ‬كىك عمى المنبر‪ ،‬فيقكؿ‪ :‬قكلكا‪:‬‬
‫ؾ‪ ،‬ىكىن ىك ًام ىي‬
‫صىم ىكاتً ى‬ ‫اج ىع ٍؿ ىشىرائً ى‬
‫ؼ ى‬ ‫ِّيا ىك ىس ًع ًيد ىىا‪ٍ ،‬‬ ‫ً‬ ‫كب ىعمىى ًف ٍ‬
‫طىرتً ىيا ىشقي ى‬
‫ات‪ ،‬ك ىجبَّار اٍل يقمي ً‬
‫ى ى‬
‫ات‪ ،‬كب ًادئ اٍلمسمك ىك ً‬ ‫ً‬
‫الميـ يا ىداح ىي اٍل ىم ٍد يحَّك ى ى ى ى ٍ ي‬
‫ً‬
‫يث بًطيكلًو)(ٔٓ)‪ ،‬فيذا دعاء مبتدع عمى غير مثاؿ سابؽ في الصالة عمى النبي‬ ‫ؾ ىكىر يسكلً ىؾ‪ .‬ىكىذ ىكىر اٍل ىحًد ى‬
‫ؾ ىعمىى يم ىح َّمود ىعٍبًد ى‬
‫ىبىرىكاتً ى‬
‫يعممو الناس ‪.‬‬
‫قمت‪ :‬كركاه في تسمية ما انتيى إلينا مف الركاة عف سعيد بف منصكر ألبي نعيـ كاسناده جيد فسميماف بف أحمد الطبراني‬
‫حافظ ثبت‪ ،‬كسعيد بف منصكر لخراساني ثقة‪ ،‬كنكح بف قيس الحداني صدكؽ‪ ،‬كسالمة الكندم ذكره أبك حاتـ بف حباف‬
‫البستي في الثقات‪ ،‬كمسعدة بف سعد بف مسعدة المكي معركؼ العيف مستكر الحاؿ(ٕٓ)‪.‬‬
‫كمف المحدثات الحسنة في الديف التي اخترعيا ترجماف القرآف كأحدثيا حبر األمة عبد اهلل بف عباس ‪-‬رضي اهلل عنيما‪،-‬‬
‫أنو أكؿ مف أبدع في البصرة بدعة حسنة ىي "التعريؼ"‪ ،‬كمعناىا أف يقؼ غير الحاج في مكاف كالمسجد أك غيره في بمده يتعبد‬
‫يكـ عرفة كما يقؼ الحجيج يتعبدكف عمى عرفة تشبيا بيـ‪ ،‬ففي مصنؼ عبد الرزاؽ قاؿ‪( :‬أخبرنا معمر‪ ،‬عف قتادة قاؿ‪ :‬قاؿ‬
‫ؼ بً ىعىرفىة» قاؿ‪ :‬ككاف‬
‫ؼ بيـ‪ ،‬كذلؾ بالبصرة؟ قاؿ‪ :‬فقاؿ الحسف‪« :‬إنما اٍل يم ىعَّر ي‬ ‫عدم بف أرطاة لمحسف‪ :‬أال تخرج بالناس فىتي ىعِّر ى‬
‫(ٖٓ)‬
‫ؼ‬
‫ؼ بأرضنا ابف عباس) ‪ ،‬عف ابف التيمي‪ ،‬عف أبيو قاؿ‪( :‬سمعت الحسف يقكؿ‪( :‬أكؿ مف ىعَّر ى‬ ‫الحسف يقكؿ‪ :‬أكؿ مف ىعَّر ى‬
‫بأرضنا ابف عباس كاف يتعد عشية عرفة‪ ،‬فيق أر القرآف البقرة آية آية‪ ،‬ككاف ىمثىجِّا عالمان)(ٗٓ)‪ ،‬كهلل درىـ لك فعميا شخص غير‬
‫ابف عباس محاكيان الكقكؼ بعرفة في غير عرفة لكانكا أقامكا الدنيا كأقعدكىا أنو مف المبتدعيف‪ ،‬لكف حبر األمة مف المحققيف‬
‫الذيف قالكا كفيمكا كطبقكا‪ ،‬بؿ كأصمكا لمبدعة الحسنة‪.‬‬

‫الدليل الرابع‪ :‬إجماع صحابة رسكؿ اهلل ‪ ‬عمى جكاز ابتداع أمكر شرعية بنكىا عمى المصمحة كلـ يفعميا النبي ‪ ‬مع تكافر‬
‫الداعي عمى فعميا منو ‪ ‬كىي كثيرة جدان‪ ،‬كفعؿ عثماف ‪ ‬في استحداث األذاف الثاني‪ ،‬كاألذاف عبادة‪ ،‬كلـ يفعمو النبي ‪‬‬
‫مع حاجة الناس إليو‪ ،‬كأجمعت الصحابة عميو كلـ ينكركا عمى عثماف فعمو فكاف إجماعان عمى جكاز ىذا النكع مف االبتداع‪،‬‬
‫كما أجمعكا عمى جمع القرآف الكريـ مع أف النبي ‪ ‬لـ يفعمو ككانت الحاجة في زمنو ‪ ‬داعية إلى جمعو لكنو ‪ ‬لـ يقـ بو‪،‬‬
‫كليس ليذا الجمع كاألذاف دليؿ مف نص كلـ يفعمو النبي ‪ ‬فكاف أصالن عظيما لمبدعة الحسنة‪ ،‬كمثمو كثير كقتؿ عمر‬
‫الجماعة بالكاحد‪ ،‬كايقاعو طالؽ الثالث ثالثنا‪ ،‬كاتخاذه السجف‪ ،‬كتضميف عمي لمصَّ‬
‫ُّناع‪ ،‬كجمدىـ شارب الخمر ثمانيف ‪...‬‬
‫كتأسيسان عمى ما سبؽ‪ ،‬فالبدعة عند المحققيف مف األصكلييف تنقسـ إلى قسميف رئيسيف‪ :‬بدعة حسنة كبدعة‬
‫سيئة‪ ،‬كعند التفصيؿ تنقسـ إلى األحكاـ التكميفية الخمسة فمنيا الكاجبة كالمندكبة كالمحرمة كالمكركىة كالمباحة‪ ،‬كأكؿ مف‬
‫قاؿ بالبدعة الحسنة نبينا الكريـ محمد ‪ ‬في قكلو السابؽ (مف سف في اإلسالـ سنة حسنة)(َٔ)‪.‬‬
‫كأكثر العمماء عمى تقسيـ البدعة إلى حسنة كقبيحة‪ ،‬كاف لـ يعبر كثير منيـ بمفظ البدعة‪ ،‬كانما عبر عف األمكر‬
‫المستحدثة بمفظ السنة‪ ،‬أك المندكب‪ ،‬أك الفضيمة‪ ،‬أك المستحسف‪ ،‬أك النافمة‪ ،‬أك األدب‪ ،‬أك الخير‪ ،‬أك غيرىا مف األلفاظ التي‬
‫تدؿ عمى استحساف ىذا الفعؿ المستحدث شرعان‪.‬‬
‫فمف السمؼ اإلماـ الشافعي في قكلو‪" :‬المحدثات مف األمكر ضرباف‪ :‬أحدىما‪ :‬ما أحدث يخالؼ كتابان‪ ،‬أك سنة‪ ،‬أك أث انر‪ ،‬أك‬
‫إجماعان‪ ،‬فيذه البدعة الضاللة‪ .‬كالثانية‪ :‬ما أحدث مف الخير ال خالؼ فيو لكاحد مف ىذا‪ ،‬فيذه محدثة غير مذمكمة كقد قاؿ عمر‬
‫‪ ‬في قياـ شير رمضاف‪« :‬نعمت البدعة ىذه» يعني‪ :‬أنيا محدثة لـ تكف‪ ،‬كاف كانت فميس فييا رد لما مضى"(ُٔ)‪.‬‬
‫كىا ىك سمطاف العمماء العز بف عبد السالـ بقكلو‪" :‬البدعة فعؿ ما لـ يعيد في عصر رسكؿ اهلل ‪ .‬كىي منقسم ػ ػة‬

‫‪ 126‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اجمللة األردىية يف الدراسات اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)14‬ع (‪2018/ٍ 1431 ،)2‬و‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أميً البداريً‬

‫إلى‪ :‬بدعة كاجبة‪ ،‬كبدعة محرمة‪ ،‬كبدعة مندكبة‪ ،‬كبدعة مكركىة‪ ،‬كبدعة مباحة‪ ،‬كالطريؽ في معرفة ذلؾ أف تعرض البدعة‬
‫عمى قكاعد الشريعة‪ :‬فإف دخمت في قكاعد اإليجاب فيي كاجبة‪ ،‬كاف دخمت في قكاعد التحريـ فيي محرمة‪ ،‬كاف دخمت في‬
‫قكاعد المندكب فيي مندكبة‪ ،‬كاف دخمت في قكاعد المكركه فيي مكركىة‪ ،‬كاف دخمت في قكاعد المباح فيي مباحة"(ِٔ)‪.‬‬
‫كيقكؿ أبك شامة في الباعث عمى إنكار البدع كالحكادث‪" :‬فالبدع الحسنة متفؽ عمى جكاز فعميا كاالستحباب ليا‬
‫كرجاء الثكاب لمف حسنت نيتو فييا كىي كؿ مبتدع مكافؽ لقكاعد الشريعة غير مخالؼ لشيء منيا كال يمزـ مف فعمو محذكر‬
‫شرعي كذلؾ نحك بناء المنابر كالربط كالمدارس كخانات السبيؿ كغير ذلؾ مف أنكاع البر التي لـ تعد في الصدر األكؿ فإنو‬
‫مكافؽ لما جاءت بو الشريعة مف اصطناع المعركؼ كالمعاكنة عمى البر كالتقكل"(ّٔ)‪.‬‬
‫كتابعيـ عدد ال يحصى مف العمماء كالمحققيف عمى كجكد البدعة الحسنة منيـ عمى كجو التمثيؿ ال الحصر‪ :‬النككم(ْٔ)‪،‬‬
‫كابف األثير‪ ،‬كابف حجر الييتمي كالشركاني كالعبادم في التحفة(ٓٔ)‪ ،‬كالرممي في نياية المحتاج(ٔٔ)‪ ،‬كالقمكيبي في حاشيتو‬
‫عمى كنز الراغبيف(ٕٔ)‪ ،‬كالسيكطي في شرحو عمى المكطأ كفي حسف المقصد في عمؿ المكلد كنقمو عف عدد مف العمماء‬
‫كابف حجر العسقالني كابف الجزرم كالتاج السبكي(ٖٔ)‪ ،‬كاإلماـ أبك شامة في كتابو الباعث إلى إنكار البدع كالحكادث‪،‬‬
‫كالجمؿ في حاشيتو عمى شرح المنيج(ٗٔ)‪ ،‬كابف الحاج في المدخؿ(َٕ)‪ ،‬كالعيني في البناية كشرحو عمى البخارم(ُٕ)‪ ،‬كمنالخسرك‬
‫في درر الحكاـ(ِٕ)‪ ،‬كابف نجيـ الحنفي في البحر الرائؽ(ّٕ)‪ ،‬كالطحطاكم في حاشيتو(ْٕ)‪ ،‬كابف عابديف في حاشيتو(ٕٓ)‪،‬‬
‫كمطرؼ كابف الماجشكف(ٕٔ)‪ ،‬كالحطاب الرعيني في مكاىب الجميؿ(ٕٕ)‪ ،‬كالدسكقي في الشرح الكبير(ٖٕ)‪ ،‬كالصاكم في حاشيتو‬
‫عمى الشرح الصغير(ٕٗ)‪ ،‬كابف رجب الحنبمي في جامع العمكـ كالحكـ(َٖ)‪ ،‬كالعيني في عمدة القارم(ُٖ)‪ ...‬كغيرىـ كثير كثير‪،‬‬
‫بؿ عميو الجماىير‪.‬‬
‫قاؿ اإلماـ النككم‪" :‬قاؿ العمماء‪ :‬البدعة خمسة أقساـ كاجبة‪ ،‬كمندكبة‪ ،‬كمحرمة‪ ،‬كمكركىة‪ ،‬كمباحة‪ ،‬فمف الكاجبة‪:‬‬
‫نظـ أدلة المتكمميف لمرد عمى المالحدة كالمبتدعيف كشبو ذلؾ كمف المندكبة‪ :‬تصنيؼ كتب العمـ كبناء المدارس كالربط‬
‫كغير ذلؾ كمف المباح‪ :‬التبسط في ألكاف األطعمة كغير ذلؾ كالحراـ كالمكركه ظاىراف"(ِٖ)‪.‬‬
‫فأرل أف البدعة الحسنة ىي‪ :‬كؿ مصمحة محدثة لـ يدؿ عمييا أصؿ في الشرع إثباتان أك نفيان‪ ،‬كالبدعة السيئة‪ :‬كؿ‬
‫محدث ديني مخالؼ ألصؿ شرعي‪.‬‬

‫املبحث السادس‬
‫الراجح يف املسألة‬

‫بعد مناقشة أدلة الفريقيف تبيف مشركعية االحتفاؿ بالمكلد النبكم الشريؼ بإحياء يكـ كالدتو ‪ ‬بعبادة كالحديث‬
‫عف فضائؿ المصطفى ‪ ‬كحث الناس عمى حبو‪ ،‬كتعميميـ سيرتو‪ ،‬كال بأس بما يحتفؿ بيا مف الصدقات كالطعاـ كتكزيع‬
‫الحمكل كغيرىا مف مظاىر السركر كالحبكر‪ ،‬بؿ إف ىذا الفعؿ مندكب شرعان كيؤجر فاعمو‪.‬‬
‫كال يتكىـ أف الحكـ بندب االحتفاؿ بيكـ مكلده ‪ ‬يناقض ما قمنا سابقان‪ :‬إنو عادة كليس عبادة مقصكدة لذاتيا؛ ألف‬
‫كؿ فعؿ سكاء كاف عادة أك عبادة يتعمؽ بو حكـ تكميفي مف األحكاـ الخمسة‪ ،‬كىذه العادة مف العادات أم األفعاؿ المندكبة‬
‫التي يؤجر فاعميا‪ ،‬كما أنو كاف كاف عادة فيك عبادة مف كجو باعتبار نية فاعمو كأثره اإليجابي عمى المحتفؿ كالمجتمع‬
‫المسمـ‪ ،‬فكؿ عادة يترتب عمييا نفع لألمة كمصمحة ظاىرة لمناس تتحكؿ إلى عبادة إف قصد بيا ىذا النفع؛ لقكلو ‪( :‬إنما‬
‫األعماؿ بالنيات‪ ،‬كانما لكؿ امرئ ما نكل‪ ،‬فمف كانت ىجرتو إلى دنيا يصيبيا‪ ،‬أك إلى امرأة ينكحيا‪ ،‬فيجرتو إلى ما ىاجر‬

‫اجمللة األردىية يف الدراسات اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)14‬ع (‪2018/ٍ1431 ،)2‬و ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ‪127‬‬
‫حكه االحتفال باملولد اليبوي ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫إليو)(ّٖ)‪ ،‬فاليجرة عادة ال عبادة‪ ،‬لكنيا إف كانت هلل كرسكلو أجر عمييا‪ ،‬كاف كانت لحاجة دنيكية‪ ،‬كامرأة يصيبيا بقيت‬
‫عادة ال أجر لو عمييا‪ ،‬فنسأؿ اهلل الكريـ رب العرش العظيـ أف يجعؿ نية مف يحتفمكف بالمكلد النبكم الشريؼ خالصان لكجيو‬
‫تعالى‪ ،‬كما أف العبادة إف تجردت عف النية الصحيحة فقدت شرطنا أك ركنان مف أركانيا فمـ تعد عبادة اصال‪ ،‬كانما تتحكؿ‬
‫إلى عادة‪ ،‬فعادة المكلد يندب فعميا إف قصد بيا كجو اهلل‪ ،‬كالحكـ عمييا ظاى ار بتجرد عف نية فاعميا بالنظر إلى ما تحققو‬
‫مف مصالح مأجكر عمييا ككؿ فعؿ يحقؽ مصمحة لألمة‪ ،‬كيمكف أف يقاؿ‪ :‬إ ٌف االحتفاؿ بمكلده ‪ ‬عبادة ليست مقصكدة‬
‫لذاتيا‪ ،‬كانما؛ إلظيار عبادة أخرل كىي حبو ‪ ‬كالعمـ الشرعي التذكير بسيرتو كشمائمو ‪-‬عميو الصالة كالسالـ‪.-‬‬
‫كتبيف لنا أف مجرد ترؾ النبي ‪ ‬ال يدؿ عمى النيي عف المتركؾ كعدـ مشركعيتو‪ ،‬فمجرد الترؾ ليس لو داللة‬
‫لمقاعدة المتقررة (ال ينسب إلى ساكت قكؿ)‪ ،‬أما السككت الذم لو داللة في الشرع فيك السككت المقصكد‪ ،‬كأف يحدث أمر‬
‫أماـ النبي ‪ ‬أك تتكجو الدكاعي عمى فعؿ أمر فيتركو النبي ‪ ‬فينا يككف الترؾ مقصكدا فيككف المتركؾ مكركىنا أك محرمنا‬
‫بحسبو لمقاعدة المتقررة (السككت في معرض الحاجة بياف)‪.‬‬
‫كأما عدـ احتفالو ‪ ‬بيكـ مكلده؛ فألف المعنى الذم ألجمو لـ يمتزـ ‪ ‬شيئا في ىذا الشير الشريؼ إنما ىك ما قد عمـ‬
‫مف عادتو الكريمة في ككنو ‪ ‬يريد التخفيؼ عف أمتو كالرحمة بيـ خاصة فيما كاف يخصو ‪ .‬أال ترل إلى قكلو ‪ ‬في‬
‫(ْٖ)‬
‫ثـ إنو ‪ ‬لـ يشرع في قتؿ صيده كال في قطع شجره الجزاء‬ ‫حؽ حرـ المدينة (إف إبراىيـ حرـ مكة‪ ،‬كاني أحرـ المدينة)‬
‫تخفيفان عمى أمتو كرحمة ليـ فكاف ‪ ‬ينظر إلى ما ىك مف جيتو كاف كاف فاضال في نفسو يتركو؛ لمتخفيؼ عنيـ فما أكثر‬
‫شفقتو ‪ ‬بأمتو جزاه اهلل عنا خي انر أفضؿ ما جزل نبيا عف أمتو(ٖٓ)‪.‬‬
‫(ٖٔ)‬
‫"أمرنػ ػا" أم ديننا‬ ‫كاف البدع مختصة باألمكر الشرعية؛ لقكلو ‪( ‬مف أحدث في أمرنا ىذا ما ليس منو فيك رد)‬
‫كشرعنا‪ ،‬فمف أحدث أم انر مبتدعان في أمكر الدنيا لـ يكف فعمو بدعة شرعية أصالن‪ ،‬فال يدخؿ في عمكـ حديث البدع ػ ػ ػة‪،‬‬
‫كاالحتفاؿ بالمكلد عادة ال عبادة فال يدخؿ أصالن تحت عمكـ الحديث‪ ،‬فال يشممو بمبناه كال معناه‪ ،‬فال يصح االستدالؿ‬
‫بأحاديث البدع عميو‪.‬‬
‫كاف المستحدث الجديد الذم يكافؽ أصالن شرعيان كتحققت فيو مصمحة معتبرة كلك جنسان أك مرسمة قبمناه كال نسميو‬
‫بدعة‪ ،‬فمفظ "البدعة" لفظ غير مستحسف شرعان‪ ،‬كتسمية العنب كرمة‪ ،‬كتسمية العبد أك األمة عبدان‪ ،‬بؿ األفضؿ أف نستعمؿ‬
‫المصطمحات األصكلية فنقكؿ –مثالن‪ -‬فعؿ مندكب ال بدعة حسنة‪ ،‬كىك منيج المحققيف مف األصكلييف‪ ،‬بؿ أكثرىـ‪ ،‬فيصبح‬
‫الخالؼ لفظيان بيف كثير مف مانعي البدعة الحسنة كمثبتييا‪ ،‬لكف ال بأس مف استعماؿ لفظ "البدعة الحسنة"؛ لبياف صحة ىذا‬
‫االستعماؿ‪ ،‬فكراىة االستعماؿ تنتفي في مقاـ التعميـ؛ لبياف الجكاز كما فعؿ النبي ‪ ‬في الشرب كاقفان؛ لنفي الحرمة‪.‬‬
‫كلك سممنا جدالن‪ ،‬أف المكلد يدخؿ تحت عمكمو فالبدعة تنقسـ إلى األحكاـ التكميفية الخمسة‪ ،‬كال شؾ أف االحتفاؿ‬
‫بمكلده ‪ ‬مف البدع الحسنة التي يؤجر فاعميا‪ ،‬كاف كنت ال أرل تسميتيا بدعة كانما ىي أمر مستحب يدخؿ تحت مسمى‬
‫السنة فيؤجر فاعمو‪ ،‬فيك عبادة ال بذاتو كانما مف جية تعظيـ النبي ‪ ‬كما يفعؿ بالمكلد مف عبادات‪ ،‬كالعمـ مف الحديث‬
‫عف سيرتو ‪ ،‬كشمائمو‪ ،‬كاطعاـ الفقراء‪ ،‬كدعكة الناس إلى حبو ‪ ...‬فال شؾ أف االحتفاؿ بمكلده ‪ ‬خير عظيـ‪ ،‬كابتكار‬
‫يحقؽ مصالح شرعية كثيرة فال يدخؿ تحت عمكـ حديث البدعة‪ ،‬كانما تحت قكلو ‪( :‬مف سف في اإلسالـ سنة حسنة فمو‬
‫أجرىا‪ ،‬كأجر مف عمؿ بيا بعده‪ ،‬مف غير أف ينقص مف أجكرىـ شيء)(ٕٖ)‪.‬‬
‫"كفضيمة األزمنة كاألمكنة بما خصيا اهلل تعالى بو مف العبادات التي تفعؿ فييا لما قد عمـ أف األمكنة كاألزمنة ال‬
‫تتشرؼ لذاتيا‪ ،‬كانما يحصؿ ليا التشريؼ بما خصت بو مف المعاني‪ .‬فانظر رحمنا اهلل كاياؾ إلى ما خص اهلل تعالى بو ىذا‬

‫‪ 128‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اجمللة األردىية يف الدراسات اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)14‬ع (‪2018/ٍ 1431 ،)2‬و‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أميً البداريً‬

‫الشير الشريؼ كيكـ االثنيف‪ .‬أال ترل أف صكـ ىذا اليكـ فيو فضؿ عظيـ؛ ألنو ‪ ‬كلد فيو‪ .‬فعمى ىذا ينبغي إذا دخؿ ىذا‬
‫الشير الكريـ أف يكرـ كيعظـ كيحترـ االحتراـ الالئؽ بو كذلؾ باالتباع لو ‪ ‬في ككنو ‪ ‬كاف يخص األكقات الفاضمة بزيادة‬
‫فعؿ البر فييا ككثرة الخيرات‪ .‬أال ترل إلى قكؿ البخارم‪( :‬كاف النبي ‪ ‬أجكد الناس بالخير‪ ،‬ككاف أجكد ما يكػ ػ ػكف في‬
‫فنمتثؿ تعظيـ األكقات الفاضمة بما امتثمو ‪ ‬عمى قدر استطاعتنا"(ٖٗ)‪.‬‬ ‫(ٖٖ)‬
‫رمضاف)‬
‫كاني ألعجب كؿ العجب مف دعاة كعمماء يبدعكف كيضممكف اليكـ في بعض األقطار العربية مف يحتفؿ بالمكلد‬
‫النبكم الشريؼ! أعجب؛ ألف المسألة ظنية ال قطعية‪ ،‬الخالؼ فييا مقبكؿ معتبر‪ ،‬فالقكؿ بأنو بدعة فيو ادعاء بعدـ كجكد‬
‫دليؿ لمقائميف بمشركعية االحتفاؿ بالمكلد النبكم‪ ،‬كيؼ ال كعندىـ مف األدلة الكثير سبؽ كأف استدؿ العمماء بأقؿ منيا مرتبة‬
‫فكاف الخالؼ فييا مقبكالن عند أىؿ العمـ مف السمؼ كالخمؼ‪ ،‬فالقكؿ بالتبديع فيو دعكل عدـ كجكد دليؿ أصالن لممخالفيف!‪،‬‬
‫أما لك قالكا أننا نرجح عدـ مشركعية االحتفاؿ بالمكلد أك كراىتو أك حتى تحريمو لكاف الكالـ في ظؿ حكار ىادئ بي ػ ػ ػف‬
‫أىالؿ العمـ يؤجر فيو المصيب أجراف كيؤجر المخطئ فيو أج انر كاحدان‪ ،‬أما التبديف ففيو نفي لألجر أصالن عف المبتدع‪،‬‬
‫كقطع بخطئو في مسألة ظنية‪.‬‬
‫قاؿ ابف تيمية‪" :‬فمف ترجح عنده تقميد الشافعي لـ ينكر عمى مف ترجح عنده تقميد مالؾ‪ ،‬كمف ترجح عنده تقميد أحمد‬
‫لـ ينكر عمى مف ترجح عنده تقميد الشافعي‪ ،‬كنحك ذلؾ"(َٗ)‪ ،‬فاألنكى كاألدىى‪ ،‬بؿ كالطامة الكبرل فيمف يضمؿ المحتفميف‬
‫بالمكلد‪ ،‬كما عمـ ىذا المسكيف أف الضالؿ في الديف ال يككف في الظنيات كغيرىا مف المجتيدات‪ ،‬بؿ الضالؿ كاقع في‬
‫القطعيات أك االعتقادات‪ ،‬كمسألة المكلد ليس فييا نص قاطع مف كتاب اهلل أك سنة رسكؿ اهلل ‪ ‬أك اجماع األمة‪ ،‬فيي‬
‫مسألة ظنية‪ ،‬كما أف الكالـ فييا كالـ في حكـ شرعي نسبي يككف المجتيد فيو مأجك ار في الحالتيف أصاب أك أخطأ عمى‬
‫مذىب المصكبة كالمخطئة كغيرىـ مف المفصمة‪ ،‬ال إخبا انر عف كاقع يككف المخالؼ مخب انر خب انر كاذبان –كلك لـ يقصد‬
‫الكذب‪ -‬مخالفان لمكاقع كالمصيب فيو كاحد إجماعان فيككف المخطئ فيو ضاالن‪ ،‬فالضالؿ في الديف مصطمح استخدمو األكثر‬
‫في أمكر القطعيات أك غيرىا مف اإلخبارات التي يككف المصيب فييا كاحدان حتى لك كاف الدليؿ ظنيان؛ ألنيا إخبار عف كاقع‬
‫ككصؼ لمكجكد ال يحتمؿ أف يككف المصيب فيو متعددان‪.‬‬
‫كقد انقسـ فييا العمماء ما بيف منكر ليذه العادة كآخر داع إلييا‪ ،‬قائؿ بعدـ مشركعية االحتفاؿ بو كآخر قائؿ بعظيـ‬
‫أجره ككاسع فضمو‪ ،‬كالحقيقة أف المسألة فقيية ال يكجد أم دليؿ قاطع مف كتاب اهلل تعالى ألم مف الفريقيف فينبغي احتراـ‬
‫كؿ طرؼ لرأم المخالؼ في المسألة دكف إنكار أك نكير‪ ،‬كىي مف مسائؿ الفركع ال مف مسائؿ العقيدة اإلسالمية؛ لتعمقيا‬
‫بعمؿ ىك إظيار السركر باألفعاؿ كاألقكاؿ بمكلد سيد الخمؽ محمد ‪ ‬فال يقبؿ في مسائؿ الفركع تشديد اإلنكار‪ ،‬كالتبديع ككثرة‬
‫االستنكار‪ ،‬بؿ ليكف شعار كؿ طرؼ (كالمي صكاب يحتمؿ الخطأ‪ ،‬ككالـ غيرم خطأ يحتمؿ الصكاب) كما عممنا السمؼ‬
‫كالخمؼ ممف حممكا رأيو ىذا الديف كحققكا غايتو‪ ،‬فمف البدع المنكرة تشديد اإلنكار عمى المخالؼ في ىذه المسألة الظنية‬
‫المكلدة المستحدثة التي ال نص فييا مف كتاب اهلل أك سنة رسكؿ اهلل ‪.‬‬
‫كيشدد الباحث أف مف ضكابط جكاز االحتفاؿ بمكلد المصطفى ‪ ‬أف ال يجتمع بنكرات مف اختالط كمجكف كمدح مبالغ‬
‫فيو لمنبي ‪ ‬بما يتجاكز قدر نبكتو ‪ ،‬فيرفعو بعضيـ إلى مرتبة األلكىية‪ ،‬مف ذلؾ ما نبو عميو المكنكم أف مما يذكركنو في‬
‫ذكر المكلد النبكم أف نكر محمد خمؽ مف نكر اهلل بمعنى أف ذاتو المقدسة صارت مادة لذاتو المنكرة كأنو تعالى أخذ قبضة‬
‫مف نكره فخمؽ مف نكره‪ ،‬كىذا سفسطة مف القكؿ‪ ،‬فإف ذات ربنا تبارؾ كتعالى مف أف تككف مادة لغيره كأخذ قبضة مف نكره‬
‫ليس معناه أنو قطع منو جزءان فجعمو نكر نبيو فإنو مستمزـ لمتجزمء كغير ذلؾ مما يتبعو في ذاتو تعالى اهلل عنو(ُٗ)‪.‬‬

‫اجمللة األردىية يف الدراسات اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)14‬ع (‪2018/ٍ1431 ،)2‬و ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ‪129‬‬
‫حكه االحتفال باملولد اليبوي ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ك"ال بد كأف يراعى في مثؿ ىذه االحتفاالت االلتزاـ بآداب اإلسالـ كتعاليمو‪ ،‬كال يتحقؽ ذلؾ إال بصيركرة ىذه‬
‫االحتفاالت ندكات عممية كتكعية يعرؼ فييا المسممكف تاريخ إسالميـ كأسمكب نبييـ الحافؿ بالعظات كالعبر كالجياد كالكفاح‬
‫كالصبر عمى تحمؿ الشدائد‪ ،‬كيمتمسكف التعاليـ السامية التي ينتفع بيا اإلنساف في حياتو كبعد مماتو‪ ،‬كما يجب أف يراعى في‬
‫ىذه االحتفاالت عدـ اختالط الرجاؿ بالنساء‪ ،‬كأف ال يحدث ىرج كمرج كأال ترتكب الفكاحش‪ ،‬كبما يتنافى مع آداب اإلسالـ‬
‫كتعاليـ النبي المحتفى بو ‪-‬عميو الصالة كالسالـ‪ ،-‬كأف يككف الرسكؿ الكريـ ىك القدكة في ىذه االحتفاالت حتى يككف عممنا‬
‫كمرضيا هلل رب العالميف"(ِٗ)‪.‬‬
‫ن‬ ‫مرضيا لو ‪ ‬في قبره الشريؼ‬
‫ن‬
‫الخالصة نذىب إلى أف االحتفاؿ بمكلد النبي ‪ ‬بسنة العمـ كالذكر كالصالة عميو كالصدقات كإطعاـ الطعاـ كتقديـ‬
‫أنكاع الحمكل كالمديح المقبكؿ ال ببدع كمنكرات أمر مندكب يؤجر فاعمو‪.‬‬

‫أٍه ىتائج البحث‪.‬‬

‫تكصؿ الباحث إلى عدد مف النتائج أىميا‪:‬‬
‫االحتفاؿ بالمكلد النبكم ىك االجتماع كقت مكلد النبي ‪ ‬في ربيع األكؿ مف كؿ عاـ لمقياـ بأعماؿ تدؿ عمى الفرح‬ ‫ُ‪.‬‬
‫كالسركر كالبيجة بمكلده ‪.‬‬
‫الدكلة الفاطمية ىي أكؿ ما سطر لنا التاريخ احتفاليـ بالمكلد النبكم الشريؼ‪ ،‬ككانت ىذه العادة معركفة زمف الدكلة‬ ‫ِ‪.‬‬
‫العباسية قبؿ سقكطيا‪ ،‬كجرل عمى ىذه العادة الدكلة المممككية كالعثمانية‪ ،‬كال زالت أكثر دكؿ العالـ اإلسالمي‬
‫اليكـ تحتفؿ بمكلد النبي ‪.‬‬
‫أىـ أسباب الخالؼ في حكـ االحتفاؿ بالمكلد النبكم عدـ كجكد نص في المسألة‪ ،‬كاالختالؼ في كجكد البدعة الحسنة‪،‬‬ ‫ّ‪.‬‬
‫ككجكد بعض المنكرات في كثير مف البمداف أثناء االحتفاؿ بالمكلد النبكم‪ ،‬كىؿ االحتفاؿ بالمكلد عادة أـ عبادة‪ ،‬كاالختالؼ‬
‫في فيـ بعض النصكص كداللتيا عمى جكاز االحتفاؿ بالمكلد أـ ال‪ ،‬كىؿ االحتفاؿ بالمكلد النبكم تشبو بالنصارل‪.‬‬
‫ذىب جميكر العمماء إلى مشركعية االحتفاؿ بمكلد النبي محمد ‪ ،‬كذىب فريؽ أخر إلى منعو كالقكؿ بعدـ مشركعيتو‪.‬‬ ‫ْ‪.‬‬
‫بعد مناقشة أدلة الفريقيف تبيف مشركعية االحتفاؿ بالمكلد النبكم الشريؼ بإحياء يكـ كالدتو ‪ ‬بعبادة كالحديث عف‬ ‫ٓ‪.‬‬
‫فضائؿ المصطفى ‪ ‬كحث الناس عمى حبو‪ ،‬كتعميميـ سيرتو ‪...‬‬
‫مجرد ترؾ النبي ‪ ‬ال يدؿ عمى النيي عف المتركؾ كعدـ مشركعيتو‪.‬‬ ‫ٔ‪.‬‬
‫االحتفاؿ بالمكلد النبكم الشريؼ عادة ال عبادة مقصكدة لذاتيا‪ ،‬كالبدع مختصة باألمكر الشرعية‬ ‫ٕ‪.‬‬
‫المستحدث الجديد الذم يكافؽ أصالن شرعيان كتحققت فيو مصمحة معتبرة قبمناه كال نسميو بدعة‪.‬‬ ‫ٖ‪.‬‬
‫فضيمة األزمنة كاألمكنة بما خصيا اهلل تعالى بو مف العبادات التي تفعؿ فييا ال لذاتيا‪.‬‬ ‫ٗ‪.‬‬
‫َُ‪ .‬الضالؿ في الديف ال يككف في الظنيات كغيرىا مف المجتيدات‪ ،‬بؿ الضالؿ كاقع في القطعيات أك االعتقادات‪ ،‬كمسألة‬
‫المكلد ليس فييا نص قاطع مف كتاب اهلل أك سنة رسكؿ اهلل ‪ ‬أك إجماع األمة‪ ،‬فيي مسألة ظنية‪ ،‬فالمجتيد فييا‬
‫مأجكر في الحالتيف أصاب أك أخطأ‪.‬‬
‫ُُ‪ .‬مف ضكابط جكاز االحتفاؿ بمكلد المصطفى ‪ ‬أف ال يجتمع بنكرات مف اختالط كمجكف كمدح مبالغ فيو لمنبي ‪‬‬
‫بما يتجاكز قدر نبكتو ‪‬‬

‫‪ 131‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اجمللة األردىية يف الدراسات اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)14‬ع (‪2018/ٍ 1431 ،)2‬و‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أميً البداريً‬

‫توصيات الباحث‪.‬‬
‫يكصي الباحث باحتراـ أىؿ الفقو آلراء بعضيـ بعضان في األمكر الخالفية‪ ،‬كأف يصب االىتماـ عمى قضايا األمة الكبرل‪،‬‬
‫خاصة في ىذا الزماف الذم تكالبت فيو األمـ عمى األمة اإلسالمية‪ ،‬فمنكحد الجيكد تكحيد فكر األمة كاحتراـ الرأم كالرأم‬
‫اآلخر‪ ،‬فقكلي صكاب يحتمؿ الخطأ‪ ،‬كقكؿ غيرم خطأ يحتمؿ الصكاب‪.‬‬

‫اهلوامش‪.‬‬

‫(ُ) ابػػف فػػارس‪ ،‬أحمػػد بػػف فػػارس بػػف زكريػػاء القزكينػػي ال ػرازم‪ ،‬أبػػك الحسػػيف (ت ّٓٗى ػػ)‪ ،‬معجممم مقمماييس المغممة‪ ،‬تحقيػػؽ‪ :‬عبػػد السػػالـ محمػػد‬
‫ىاركف‪ ،‬دار الفكر‪ُّٗٗ ،‬ىػ‪ُٕٗٗ/‬ـ‪.)ِٖ-ُٖ/ِ( ،‬‬
‫(ِ) األزىرم‪ ،‬محمد بف أحمد بف األزىرم اليػركم‪ ،‬أبػك منصػكر (ت َّٕىػػ)‪ ،‬تيمذيب المغمة‪ ،‬تحقيػؽ‪ :‬محمػد عػكض مرعػب‪ ،‬دار إحيػاء التػراث‬
‫العربي – بيركت‪ ،‬طُ‪ََُِ ،‬ـ‪.)ْٗ/ٓ( ،‬‬
‫(ّ) ابف فارس‪ ،‬مقاييس المغة‪.)ُّْ/ٔ( ،‬‬
‫(ْ) الترمػػذم‪ ،‬محمػػد بػػف عيسػػى بػػف ىسػ ٍػكرة بػػف مكسػػى بػػف الضػػحاؾ‪ ،‬الترمػػذم‪ ،‬أبػػك عيسػػى (ت ِٕٗىػػ)‪ ،‬سممنن الترمممذي‪ ،‬تحقيػػؽ كتعميػػؽ‪ :‬أحمػػد‬
‫محمػػد شػػاكر (ج ػ ُ‪ )ِ ،‬كمحمػػد ف ػؤاد عبػػد البػػاقي (ج ػ ّ) كاب ػراىيـ عطػػكة عػػكض المػػدرس فػػي األزىػػر الش ػريؼ (ج ػ ْ‪ ،)ٓ ،‬مصػػطفى‬
‫البابي الحمبي‪ ،‬مصر‪ ،‬طِ‪ُّٗٓ ،‬ىػ‪ُٕٗٓ/‬ـ‪.)ٖٓٗ/ٓ( ،‬‬
‫(ٓ) قاؿ الحاكـ‪ :‬ىذا حديث صحيح عمى شرط الشيخيف كلـ يخرجاه "‪ .‬كقاؿ الذىبي‪ :‬عمػى شػرط مسػمـ‪ .‬الحػاكـ النيسػابكرم‪ ،‬أبػك عبػد اهلل الحػاكـ‬
‫محمد بف عبد اهلل بف محمد بف حمدكيػو بػف ينعػيـ بػف الحكػـ الضػبي الطيمػاني النيسػابكرم المعػركؼ بػابف البيػع (ت َْٓىػػ)‪ ،‬المسمتدرك‬
‫عمى الصحيحين‪ ،‬تحقيؽ‪ :‬مصطفى عبد القادر عطا‪ ،‬دار الكتب العممية – بيركت‪ ،‬طُ‪ُُُْ ،‬ىػ‪َُٗٗ/‬ـ‪.)ٖٔٓ/ِ( ،‬‬
‫(ٔ) مسمـ‪ ،‬مسمـ بف الحجاج أبك الحسف القشيرم النيسابكرم (ت ُِٔىػ)‪ ،‬صحيح مسممم االمسمند الصمحيح المختصمر بنقمل العمدل عمن العمدل‬
‫إلى رسول اهلل ‪ ،)‬تحقيؽ‪ :‬محمد فؤاد عبد الباقي‪ ،‬دار إحياء التراث العربي‪ ،‬بيركت‪ُِّٗ ،‬ىػ‪ ،‬طِ‪.)ُٖٗ/ِ( ،‬‬
‫(ٕ) المقريزم‪ ،‬أحمد بف عمي بف عبد القادر‪ ،‬أبك العباس الحسيني العبيدم‪ ،‬تقي الػديف المقريػزم (ت ْٖٓىػػ)‪ ،‬الممواعظ واالعتبمار بمذكر الخ م‬
‫واَلثار‪ ،‬دار الكتب العممية‪ ،‬بيركت‪ ،‬طُ‪ُُْٖ ،‬ىػ‪.)ّْٔ/ِ( ،‬‬
‫(ٖ) السيكطي‪ ،‬عبد الرحمف بف أبي بكر‪ ،‬جالؿ الديف السيكطي (ت ُُٗىػػ)‪ ،‬حسمن المقصمد فمي عممل المولمد م بموع ممع‪ :‬الحماوي لمفتماوي‪،‬‬
‫دار الفكر لمطباعة كالنشر‪ ،‬بيركت‪-‬لبناف‪ُِْْ ،‬ىػ‪ ََِْ/‬ـ‪.)ِِِ/ُ( ،‬‬
‫(ٗ) ابػ ػػف كثيػ ػػر‪ ،‬أبػ ػػك الفػ ػػداء إسػ ػػماعيؿ بػ ػػف عمػ ػػر بػ ػػف كثيػ ػػر القرشػ ػػي البصػ ػػرم ثػ ػػـ الدمشػ ػػقي (ت ْٕٕى ػ ػػ)‪ ،‬البدايممممة والنيايممممة‪ ،‬دار الفكػ ػػر‪،‬‬
‫َُْٕىػ‪ُٖٗٔ/‬ـ‪.)ُّٔ/ُّ( ،‬‬
‫(َُ) المقريزم‪ ،‬المكاعظ كاالعتبار بذكر الخطط كاآلثار (ّ‪.)ّٗٗ/‬‬
‫(ُُ) تنبيو‪ :‬ما كرد مف بعض إنكار مف ابف الحاج لممكلد ليس لذات المكلد‪ ،‬كانما لما لحقو مف بدع كمبالغات‪ ،‬كبياف ذلػؾ مػا ذكػره‬
‫السػ خاكم‪" :‬كلمػػا كػػاف ال ازىػػد القػػدكة المعمػػر أبػػك إسػػحاؽ إبػراىيـ بػػف عبػػد الػػرحمف بػػف إبػراىيـ بػػف جماعػػة بالمدينػػة النبكيػػة كػػاف‬
‫طعاما في المكلد النبكم كيطعػـ النػاس كيقػكؿ‪ :‬لػك تمكنػت عممػت بطػكؿ الشػير كػؿ يػكـ مكل نػدا انتيػى‪ .‬كألجػؿ مػا انضػـ‬
‫ن‬ ‫يعمؿ‬
‫ً‬
‫إليو مف المناكير أطاؿ ابف الحاج في مدخمو في تقبيح فعمػو كمنػع الظػاىر جقمػؽ –رحمػو اهلل‪ -‬مػف فعمػو بطنتػدا"‪ .‬السػخاكم‪،‬‬
‫شمس محمد بف عبد الرحمف السخاكم (ت َِٗىػ)‪ ،‬األجوبة المرضية فيما سئل السخاوي عنو من األحاديث النبوية‪ ،‬تحقيػؽ‪:‬‬
‫محمد إسحاؽ محمد إبراىيـ‪ ،‬دار الراية لمنشػر كالتكزيػع‪ ،‬طُ‪ ،‬النشػر‪ُُْٖ :‬ق‪ .)ُُُٗ/ّ( ،‬كينظػر‪ :‬ابػف الحػاج‪ ،‬أبػ ػػك عبػد اهلل‬
‫محمد بف محمد بف محمد العبدرم الفاسي المالكي الشػيير بػابف الحػ ػػاج (ت ّٕٕىػػ)‪ ،‬الممدخل‪ ،‬دار التػراث‪ ،‬ػدكف طبعػة كدكف‬
‫تاريخ‪.)ُٔ/ِ( ،‬‬

‫اجمللة األردىية يف الدراسات اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)14‬ع (‪2018/ٍ1431 ،)2‬و ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ‪131‬‬
‫حكه االحتفال باملولد اليبوي ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(ُِ) ينظر مػثال‪ :‬السػيكطي‪ ،‬حسمن المقصمد فمي عممل المولمد م بموع ممع الحماوي لمفتماوي‪ ،‬القسػطالني‪ ،‬المواىمب المدنيمة بمالمنح المحمديمة‪،‬‬
‫(ُ‪ .)ِِّ-ِِِ/‬كالزرقػاني‪ ،‬أبػك عبػػد اهلل محمػد بػػف عبػد البػػاقي بػف يكسػػؼ بػف أحمػد بػػف شػياب الػػديف بػف محمػػد الزرقػاني المػػالكي (ت‬
‫ُُِِىػػ)‪ ،‬شممرح الزرقمماني عمممى المواىممب المدنيممة بممالمنح المحمديممة‪ ،‬دار الكتػػب العمميػػة‪ ،‬طُ‪ُُْٕ ،‬ى ػ‪ُٗٗٔ-‬ـ‪.)ِْٔ-ِِٔ/ُ( ،‬‬
‫كابػف كثيػر‪ ،‬البدايممة والنيايممة‪ ،‬ط دار الفكػر‪ .)ُّٔ/ُّ( ،‬كالحمبػػي‪ ،‬عمػي بػػف إبػراىيـ بػػف أحمػد الحمبػػي‪ ،‬أبػك الفػػرج‪ ،‬نػكر الػػديف ابػف برىػػاف‬
‫الػػديف (ت َُْْى ػػ)‪ ،‬السممميرة الحمبيمممة ن إنسمممان العيمممون فمممي سممميرة األممممين الممممأمون‪ ،‬دار الكتػػب العمميػػة‪ ،‬بيػػركت‪ ،‬طِ‪ُِْٕ ،‬ىػ ػ‪،‬‬
‫(ُ‪.)ُِْ -ُِِ/‬‬
‫(ُّ) الييتمػػي‪ ،‬أحم ػد بػػف محمػػد بػػف عمػػي بػػف حجػػر الييتمػػي‪ ،‬تحفػػة المحتػػاج فػػي شػػرح المنيػػاج‪ ،‬تحفممة المحتمماج فممي شممرح المنيمماج وحواشممي‬
‫الشرواني والعبادي‪ ،‬ركجعت كصححت‪ :‬عمى نسخ عػدة بمعرفػة لجنػة مػف العممػاء‪ ،‬المكتبػة التجاريػة الكبػرل بمصػر لصػاحبيا مصػطفى‬
‫محمد‪ ،‬دكف طبعة‪ُّٕٓ ،‬ىػ‪ُّٖٗ-‬ـ‪ .)ِّْ/ٕ( ،‬كقد "سئؿ شيخ اإلسالـ حافظ العصر أبػك الفضػؿ أحمػد بػف حجػر عػف عمػؿ المكلػد‬
‫فأجػػاب بمػػا نصػػو أصػػؿ عمػػؿ المكلػػد بدعػػة لػػـ ينقػػؿ عػػف أحػػد مػػف السػػمؼ الصػػالح مػػف القػػركف الثالثػػة كلكنيػػا مػػع ذلػػؾ قػػد اشػػتممت عمػػى‬
‫محاسف كضدىا فمف تحرل في عمميا المحاسف كتجنب ضػدىا كػاف بدعػة حسػنة كمػف ال فػال"‪ .‬ابػف حجػر الييتمػي‪ ،‬تحفمة المحتماج فمي‬
‫شرح المنياج وحواشي الشرواني والعبادي‪.)ِْْ/ٕ( ،‬‬
‫(ُْ) شطا الدمياطي‪ ،‬أبك بكر (المشيكر بالبكرم) عثمػاف بػف محمػد شػطا الػدمياطي الشػافعي (ت َُُّىػػ)‪ ،‬إعانمة ال مالبين عممى حمل ألفماظ‬
‫فممممتح المعممممين اىممممو حاشممممية عمممممى فممممتح المعممممين بشممممرح قممممرة العممممين بميمممممات الممممدين)‪ ،‬دار الفك ػػر لمطباع ػػة كالنش ػػر كالتكري ػػع‪ ،‬طُ‪،‬‬
‫ُُْٖىػ‪ُٕٗٗ/‬ـ‪.)ُْْ/ّ( ،‬‬
‫(ُٓ) أبك شامة‪ ،‬أبك القاسػـ شػياب الػديف عبػد الػرحمف بػف إسػماعيؿ بػف إبػراىيـ المقدسػي الدمشػقي المعػركؼ بػأبي شػامة (ت ٓٔٔىػػ)‪ ،‬الباعمث‬
‫عمى إنكار البدع والحوادث‪ ،‬تحقيؽ‪ :‬عثماف أحمد عنبر‪ ،‬دار اليدل‪ ،‬القاىرة‪ ،‬طُ‪ُّٖٗ ،‬ىػ‪ُٕٖٗ/‬ـ‪ ،‬صِّ‪.‬‬
‫(ُٔ) ابػف تيميػة‪ ،‬تقػي الػديف أبػك العبػاس أحمػد بػف عبػد الحمػيـ بػف عبػد السػالـ بػف عبػد اهلل بػف أبػي القاسػـ بػف محمػد ابػف تيميػة الح ارنػي الحنبمػػي‬
‫الدمشػػقي (ت ِٖٕى ػػ)‪ ،‬اقتضمماا الصمم ار المسممتقيم لمخالفممة أصممحاب الجحمميم‪ ،‬تحقيػػؽ‪ :‬ناصػػر عبػػد الك ػريـ العقػػؿ‪ ،‬دار عػػالـ الكتػػب‪،‬‬
‫بيركت‪ ،‬لبناف‪ ،‬طٕ‪ُُْٗ ،‬ىػ‪ُٗٗٗ/‬ـ‪.)ُِٔ/ِ( ،‬‬
‫(ُٕ) الزرقاني‪ ،‬عبد الباقي بف يكسػؼ بػف أحمػد الزرقػاني المصػرم (ت َُٗٗىػػ)‪ ،‬شمرح ُّ‬
‫الزرقماني عممى مختصمر خميمل ومعمو‪ :‬الفمتح الربماني‬
‫فيممما ذىممل عنممو الزرقمماني‪ ،‬ضػػبطو كصػػححو كخػػرج آياتػػو‪ :‬عبػػد السػػالـ محمػػد أمػػيف‪ ،‬دار الكتػػب العمميػػة‪ ،‬بيػػركت – لبنػػاف‪ ،‬طُ‪،‬‬
‫ُِِْىػ‪ََِِ/‬ـ‪.)ُّٓ/ِ( ،‬‬
‫(ُٖ) الحطػاب الرعينػي‪ ،‬شػمس الػديف أبػك عبػد اهلل محمػد بػف محمػػد بػف عبػد الػرحمف الطرابمسػي المغربػي‪ ،‬المعػركؼ بالحطػاب الرُّعينػي المػػالكي‬
‫(ت ْٓٗىػ)‪ ،‬مواىب الجميل في شرح مختصر خميل‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬طّ‪ُُِْ ،‬ىػ‪ُِٗٗ/‬ـ‪.)َْٕ/ِ( ،‬‬
‫(ُٗ) ينظر مثال‪ :‬ابف باديس‪ ،‬عبد الحميد محمد بف باديس الصنياجي (ت ُّٗٓىػػ)‪ ،‬مجالس التمذكير ممن حمديث البشمير النمذير‪ ،‬مطبكعػات‬
‫ك ازرة الشؤكف الدينية‪ ،‬طُ‪َُّْ ،‬ىػ‪ُّٖٗ/‬ـ‪ ،‬صِْ‪ .‬مكقع دار اإلفتاء المصرية ‪.http://dar-alifta.org‬‬
‫(َِ) ينظر‪ :‬ابف باز‪ ،‬عبد العزيز بف عبد اهلل بف باز (ت َُِْىػ)‪ ،‬مجمموع فتماوا العَلممة عبمد العزيمز بمن بماز –رحممو اهلل‪ ،-‬أشػرؼ عمػى‬
‫جمعػػو كطبعػػو‪ :‬محمػػد بػػف سػػعد الشػػكيعر‪ ،‬الػػدرر السػػنية فػػي األجكبػػة النجديػػة‪ ،‬عممػػاء نجػػد األعػػالـ‪ ،‬تحقيػػؽ‪ :‬عبػػد الػػرحمف بػػف محمػػد بػػف‬
‫قاسػػـ‪ ،‬طٔ‪ُُْٕ ،‬ى ػػ‪ُٗٗٔ/‬ـ‪ .)ِٖٗ/ْ( ،‬كالعثيمػػيف‪ ،‬محمػػد بػػف صػػالح بػػف محمػػد العثيمػػيف (ت ُُِْى ػػ)‪ ،‬مجممموع فتمماوا ورسممائل‬
‫فضيمة الشيخ محمد بمن صمالح العثيممين‪ ،‬جمػع كترتيػب‪ :‬فيػد بػف ناصػر بػف إبػراىيـ السػميماف‪ ،‬دار الػكطف‪ ،‬دار الثريػا‪ ،‬الطبعػة األخيػرة‪،‬‬
‫ُُّْق‪ .)ُٗٗ-ُٖٗ/ٔ( ،‬كالتػػكيجرم‪ ،‬حمػػكد بػػف عبػػد اهلل بػػف حمػػكد بػػف عبػػد الػػرحمف التػػكيجرم (ت ُُّْى ػػ)‪ ،‬الممرد القمموي عمممى‬
‫الرفمماعي والمجيممول وابممن عممموي وبيممان أخ ممائيم فممي المولممد النبمموي‪ ،‬دار المػكاء لمنشػػر كالتكزيػػع‪ ،‬الريػػاض ‪ -‬المممكػػة العربيػػة السػػعكدية‪،‬‬
‫طُ‪َُّْ ،‬ىػ‪ ُّٖٗ/‬ـ‪ ،‬صْٕٓ‪ .‬كفتاوا المجنة الدائمة لمبحوث العمميمة واإلفتماا‪ ،‬المجمكعػة األكلػى‪ ،‬جمػع كترتيػب‪ :‬أحمػد بػف عبػد‬
‫الػػرزاؽ الػػدكيش‪ ،‬رئاسػػة إدارة البحػػكث العمميػػة كاإلفتػػاء ‪ -‬اإلدارة العامػػة لمطبػػع‪ ،‬الريػػاض‪ .)ّٗ -ّٕ/ّ( ،‬كابػػف حميػػد‪ ،‬الممدرر السممنية فممي‬

‫‪ 132‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اجمللة األردىية يف الدراسات اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)14‬ع (‪2018/ٍ 1431 ،)2‬و‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أميً البداريً‬

‫األجوبممة النجديممة‪ َُْ/ُٔ( ،‬كمػػا بعػػدىا)‪ .‬كالتػػكيجرم‪ ،‬الممرد القمموي عمممى الرفمماعي والمجيممول وابممن عممموي وبيممان أخ ممائيم فممي المولممد‬
‫النبوي‪ ،‬صٔ‪.‬‬
‫(ُِ) في سنده ضعؼ‪ .‬الطبراني‪ ،‬سميماف بػف أحمػد بػف أيػكب بػف مطيػر المخمػي الشػامي‪ ،‬أبػك القاسػـ الطب ارنػي (ت َّٔىػػ)‪ ،‬المعجمم األوسم ‪،‬‬
‫تحقيؽ‪ :‬طارؽ بف عكض اهلل بف محمد ‪ ،‬عبد المحسف بف إبراىيـ الحسيني‪ ،‬دار الحرميف‪ ،‬القاىرة‪.)َُٖ/ّ( ،‬‬
‫(ِِ) مسمـ‪ ،‬صحيح مسمم‪ .)َُٖٓ/ْ( ،‬قاؿ الشيخ شعيب‪ :‬حديث صحيح‪ .‬مسند أحمد‪.)ٓٗ-ٖٓ/ّٓ( ،‬‬
‫(ِّ) مسمـ‪ ،‬صحيح مسمم‪ ،‬دار إحياء التراث العربي‪ ،‬بيركت‪.)ُٖٗ/ِ( ،‬‬
‫(ِْ) البخػارم‪ ،‬محمػد بػف إسػماعيؿ أبػك عبػداهلل البخػػارم الجعفػي‪ ،‬صمحيح البخماري‪ ،‬تحقيػؽ‪ :‬محمػػد زىيػر بػف ناصػر الناصػر‪ ،‬دار طػكؽ النجػػاة‬
‫(مصكرة عف السمطانية بإضافة ترقيـ محمد فؤاد عبد الباقي)‪ ،‬طُ‪ُِِْ ،‬ىػ‪.)ُّٓ/ْ( ،‬‬
‫(ِٓ) أحمػػد بػػف حنبػػؿ‪ ،‬أبػػك عبػػد اهلل أحمػػد بػػف محمػػد بػػف حنبػػؿ بػػف ىػػالؿ بػػف أسػػد الشػػيباني (ت ُِْىػػ)‪ ،‬المسممند‪ ،‬تحقيػػؽ‪ :‬شػػعيب األرنػػؤكط ‪-‬‬
‫عادؿ مرشد‪ ،‬كآخريف‪ ،‬إشراؼ‪ :‬عبد اهلل بف عبد المحسف التركي‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬طُ‪ُُِْ ،‬ىػ‪ََُِ/‬ـ‪.)ِٓٔ/ّ( ،‬‬
‫(ِٔ) أبػػك بكػػر الج ازئػػرم‪ ،‬جػػابر بػػف مكسػػى بػػف عبػػد القػػادر بػػف جػػابر‪ ،‬اإلنصمماف فيممما قيممل فممي المولممد مممن الغمممو واإلحجمماف‪ ،‬الرئاسػػة العامػػة‬
‫إلدارات البحكث العممية كاإلفتاء كالدعكة كاإلرشاد‪ ،‬طُ‪َُْٓ ،‬ىػ‪ ،‬صّٔ‪.‬‬
‫(ِٕ) البخارم‪ ،‬صحيح البخاري‪ ،‬دار طكؽ النجاة‪.)ُٖ/ُ( ،‬‬
‫(ِٖ) قاؿ الترمذم‪« :‬ىذا حديث حسف صحيح‪ .‬سنن الترمذي‪.)ْْ/ٓ( ،‬‬
‫(ِٗ) البخارم‪ ،‬صحيح البخاري‪.)ُِ/ُ( ،‬‬
‫(َّ) البخارم‪ ،‬صحيح البخاري‪.)ُِٗ/ٖ( ،‬‬
‫(ُّ) قاؿ الشيخ شػعيب‪ :‬إسػناده صػحيح عمػى شػرط مسػمـ‪ ،‬رجالػو ثقػات رجػاؿ الشػيخيف غيػر أحمػد بػف إبػراىيـ الػدكرقي‪ ،‬فمػف رجػاؿ مسػمـ‪ .‬ابػف‬
‫البسػتي (ت ّْٓىػػ)‪ ،‬اإلحسمان فمي تقريمب‬
‫حباف‪ ،‬محمد بف حباف بف أحمد بف حباف بف معاذ بػف ىم ٍعب ىػد‪ ،‬التميمػي‪ ،‬أبػك حػاتـ‪ ،‬الػدارمي‪ ،‬ي‬
‫صحيح ابن حبان‪ ،‬ترتيػب‪ :‬األميػر عػالء الػديف عمػي بػف بمبػاف الفارسػي (ت ّٕٗ ىػػ)‪ ،‬حققػو كخػرج أحاديثػو كعمػؽ عميػو‪ :‬شػعيب‬
‫األرنؤكط‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بيركت‪ ،‬طُ‪َُْٖ ،‬ىػ‪ُٖٖٗ/‬ـ‪ .‬كما رجعت لمطبعة الثانية‪ُُْْ ،‬ىػ‪ُّٗٗ /‬ـ‪.)ِّٓ/ِ( ،‬‬
‫(ِّ) ابف باز‪ ،‬مجموع فتاوا ابن باز‪.)َُٖ/ُ( ،‬‬
‫(ّّ) قاؿ الشيخ شعيب‪ :‬حديث صحيح‪ .‬أحمد بف حنبؿ‪ ،‬مسند أحمد‪.)ِٗٓ/ُ( ،‬‬
‫(ّْ) ضعؼ اسناده األرنؤكط كصححو األلباني‪ .‬أبك داككد‪ ،‬سنن أبي داوود‪.)ُْْ/ٔ( ،‬‬
‫(ّٓ) ابػػف نجػػيـ‪ ،‬زيػػف الػػديف بػػف إبػراىيـ بػػف محمػػد‪ ،‬المعػػركؼ بػػابف نجػػيـ المصػػرم (ت َٕٗىػػ)‪ ،‬البحممر الرائممح شممرح كنممز الممدقائح‪ ،‬دار الكتػػاب‬
‫اإلسالمي‪ ،‬طِ‪ ،‬دكف تاريخ‪.)ُُ/ِ( ،‬‬
‫(ّٔ) ابػػف عابػػديف‪ ،‬محمػػد أمػػيف بػػف عمػػر بػػف عبػػد العزيػػز عابػػديف الدمشػػقي الحنفػػي (ت ُِِٓى ػػ)‪ ،‬الممدر المختممار وحاشممية ابممن عابممدين ارد‬
‫المحتار)‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بيركت‪ ،‬طِ‪ُُِْ ،‬ىػ‪ُِٗٗ/‬ـ‪.)ِْٔ/ُ( ،‬‬
‫(ّٕ) قاؿ الشيخ شعيب‪ :‬حديث صحيح‪ .‬أحمد بف حنبؿ‪ ،‬مسند أحمد (ُ‪ .)ِٗٓ/‬كينظر‪ :‬ابف باز‪ ،‬مجموع فتاوا ابن باز (ُ‪.)ُُٖ/‬‬
‫(ّٖ) البخارم‪ ،‬صحيح البخاري‪.)َُُ/ّ( ،‬‬
‫(ّٗ) السيكطي‪ ،‬حسف المقصد في عمؿ المكلد مطبكع ضمف الحاكم لمفتاكم‪.)ِِٔ/ُ( ،‬‬
‫(َْ) قاؿ األرنؤكط‪ :‬إسناده صحيح عمى شرط الشيخيف‪ .‬أحمد بف حنبؿ‪ ،‬مسند أحمد‪.)ُّٓ/ّْ( ،‬‬
‫(ُْ) قاؿ األرنؤكط‪ :‬حديث صحيح‪ ،‬كرجالو ثقات‪ .‬أحمد بف حنبؿ‪ ،‬مسند أحمد‪.)ّّٕ/ِٖ( ،‬‬
‫(ِْ) ابف باز‪ ،‬مجموع فتاوا ابن باز‪.)ُٕٖ/ُ( ،‬‬
‫(ّْ) ابف باز‪ ،‬مجموع فتاوا ابن باز‪.)ُٕٗ/ُ( ،‬‬
‫(ْْ) مسمـ‪ ،‬صحيح مسمم‪.)ِٓٗ/ِ( ،‬‬

‫اجمللة األردىية يف الدراسات اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)14‬ع (‪2018/ٍ1431 ،)2‬و ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ‪133‬‬
‫حكه االحتفال باملولد اليبوي ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(ْٓ) مسمـ‪ ،‬صحيح مسمم‪.)ُّّْ/ّ( ،‬‬

‫(ْٔ) مسمـ‪ ،‬صحيح مسمم‪.)ُّّْ/ّ( ،‬‬
‫(ْٕ) مسمـ‪ ،‬صحيح مسمم‪.)َٕٓ/ِ( ،‬‬
‫(ْٖ) مسمـ‪ ،‬صحيح مسمم‪.)ََِٔ/ْ( ،‬‬
‫(ْٗ) البخارم‪ ،‬صحيح البخاري‪.)ٔٗ/ّ( ،‬‬
‫(َٓ) القػػذ‪ :‬قطػػع أطػراؼ الػريش‪ ،‬كرجػػؿ مقػػذذ أم مقصػػص شػػعره‪ .‬الفراىيػػدم‪ ،‬أبػػك عبػػد الػػرحمف الخميػػؿ بػػف أحمػػد بػػف عمػػرك بػػف تمػػيـ الفراىيػدم‬
‫البصرم (ت َُٕىػ)‪ ،‬كتاب العين‪ ،‬تحقيؽ‪ :‬ميدم المخزكمي‪ ،‬كابراىيـ السامرائي‪ ،‬دار كمكتبة اليالؿ‪.)َِ/ٓ( ،‬‬
‫(ُٓ) البخارم‪ ،‬صحيح البخاري‪.)ّٓ/ِ( ،‬‬
‫(ِٓ) البخارم‪ ،‬صحيح البخاري‪.)ُٓٗ/ُ( ،‬‬
‫(ّٓ) قاؿ األرنؤكط‪ :‬حديث صحيح بطرقو كشكاىده‪ .‬ابػف ماجػة‪ ،‬أبػك عبػد اهلل محمػد بػف يزيػد القزكينػي (ت ِّٕىػػ)‪ ،‬سمنن ابمن ماجمة‪ ،‬تحقيػؽ‪:‬‬
‫شعيب األرنؤكط‪ ،‬كرفاقو‪ ،‬دار الرسالة العالمية‪ ،‬طُ‪َُّْ ،‬ىػ‪ََِٗ/‬ـ‪.)ِٖ/ُ( ،‬‬
‫(ْٓ) كتنبػػو إلػػى أف كممػػة "نعمػػت" ليػػا ضػػبطاف بالتػػاء المفتكحػػة كالتػػاء المربكطػػة عمػػى خػػالؼ بػػيف البص ػرييف كالكػػكفييف فػػي ضػػبطيا‪ .‬مالػػؾ بػػف‬
‫أنس‪ ،‬مالؾ بف أنس بف مالؾ بف عامر األصبحي المدني (ت ُٕٗىػػ)‪ ،‬مو مأ مالمك‪ ،‬تحقيػؽ‪ :‬محمػد مصػطفى األعظمػي‪ ،‬مؤسسػة ازيػد‬
‫بف سمطاف آؿ نيياف لألعماؿ الخيرية كاإلنسانية‪ ،‬أبك ظبي – اإلمارات‪ ،‬طُ‪ُِْٓ ،‬ىػ‪ََِْ/‬ـ‪.)ُٖٓ/ِ( ،‬‬
‫(ٓٓ) البخارم‪ ،‬صحيح البخاري‪.)ْٓ/ّ( ،‬‬
‫الع ٍكىبػػرم المعػػركؼ بػػابف ىبطَّػػة العكبػػرم (ت ّٕٖى ػػ)‪ ،‬اإلبانممة الكبممرا‪،‬‬
‫(ٔٓ) ابػػف بطػػة‪ ،‬أبػػك عبػػد اهلل عبيػػد اهلل بػػف محمػػد بػػف محمػػد بػػف حمػػداف ي‬
‫تحقيؽ‪ :‬رضا معطي‪ ،‬كرفاقو‪ ،‬دار الراية لمنشر كالتكزيع‪ ،‬الرياض‪.)ُّٖ/ْ( ،‬‬
‫(ٕٓ) أبك نعيـ‪ ،‬أحمد بف عبد اهلل بف أحمد بف إسػحاؽ بػف مكسػى بػف ميػراف األصػبياني (ت َّْىػػ)‪ ،‬تسممية مما انتيمى إلينما ممن المرواة عمن‬
‫سعيد بن منصور‪ ،‬تحقيؽ‪ :‬عبد اهلل بف يكسؼ الجديع‪ ،‬دار العاصمة‪ ،‬الرياض‪ -‬المممكة العربية السعكدية‪ ،‬طُ‪َُْٗ ،‬ىػ‪ ،‬صْٓ‪.‬‬
‫(ٖٓ)عبػػد الػػرزاؽ‪ ،‬أبػػك بكػػر عبػػد الػػرزاؽ بػػف ىمػػاـ بػػف نػػافع الحميػػرم اليمػػاني الصػػنعاني (ت ُُِىػػ)‪ ،‬مصممنف عبممد الممرزاح الصممنعاني‪ ،‬تحقيػػؽ‪:‬‬
‫حبيب الرحمف األعظمي‪ ،‬المجمس العممي‪ -‬اليند‪ ،‬يطمب مف‪ :‬المكتب اإلسالمي‪ ،‬بيركت‪ ،‬طِ‪َُّْ ،‬ىػ‪.)ّٕٔ/ْ( ،‬‬
‫(ٗٓ) عبد الرزاؽ‪ ،‬مصنف عبد الرزاح الصنعاني‪.)ّٕٕ/ْ( ،‬‬
‫(َٔ) مسمـ‪ ،‬صحيح مسمم‪.)َٕٓ/ِ( ،‬‬
‫الخ ٍسػ ىػرٍك ًجردم الخ ارسػػاني‪ ،‬أبػػك بكػػر البييقػػي (ت ْٖٓىػػ)‪ ،‬المممدخل إلممى السممنن الكبممرا‪،‬‬
‫(ُٔ) البييقػػي‪ ،‬أحمػػد بػػف الحسػػيف بػػف عمػػي بػػف مكسػػى ي‬
‫تحقيؽ‪ :‬محمد ضياء الرحمف األعظمي‪ ،‬دار الخمفػاء لمكتػاب اإلسػالمي‪ ،‬الككيػت‪ ،‬صَِٔ‪ .‬ككػذا قكلػو‪" :‬البدعػة بػدعتاف بدعػة محمػكدة‪،‬‬
‫كبدعة مذمكمة‪ .‬فما كافؽ السنة فيك محمكد‪ ،‬كما خالؼ السنة فيك مذمكـ"‪ .‬األصبياني‪ ،‬أبك نعيـ أحمد بف عبػد اهلل بػف أحمػد بػف إسػحاؽ‬
‫اب ػ ػػف مكس ػ ػػى ب ػ ػػف ميػ ػ ػراف‪ ،‬األص ػ ػػبياني (ت َّْىػ ػ ػػ)‪ ،‬حميمممممة األوليممممماا و بقمممممات األصمممممفياا‪ ،‬الس ػ ػػعادة‪ ،‬بجػ ػ ػكار محافظ ػ ػػة مص ػ ػػر‪،‬‬
‫ُّْٗىػ‪ُْٕٗ/‬ـ‪.)ُُّ/ٗ( ،‬‬
‫(ِٔ) العػػز بػػف عبػػد السػػالـ‪ ،‬أبػػك محمػػد عػػز الػػديف عبػػد العزيػػز بػػف عبػػد السػػالـ بػػف أبػػي القاسػػـ بػػف الحسػػف السػػممي الدمشػػقي‪ ،‬الممقػػب بسػػمطاف‬
‫العمماء (ت َٔٔىػػ)‪ ،‬قواعمد األحكمام فمي مصمالح األنمام‪ ،‬راجعػو كعمػؽ عميػو‪ :‬طػو عبػد الػرؤكؼ سػعد‪ ،‬مكتبػة الكميػات األزىريػة‪ ،‬القػاىرة‪،‬‬
‫(ِ‪.)َِْ/‬‬
‫(ّٔ) أبك شامة‪ ،‬الباعث عمى إنكار البدع والحوادث‪ ،‬صِّ‪.‬‬
‫(ْٔ) النككم‪ ،‬أبك زكريا محيي الديف يحيى بف شرؼ النككم (ت ٕٔٔىػ)‪ ،‬شرح النمووي عممى مسممم‪ ،‬دار إحيػاء التػراث العربػي‪ ،‬ب ػ ػيركت‪ ،‬طِ‪،‬‬
‫ُِّٗىػ‪.)ُٓٓ-ُْٓ/ٔ( ،‬‬
‫(ٓٔ) ابف حجر الييتمي‪ ،‬أحمد بف محمد بف عمي بف حجر الييتمي‪ ،‬تحفة المحتاج في شرح المنياج وحواشي الشرواني والعبادي‪،‬‬

‫‪ 134‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اجمللة األردىية يف الدراسات اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)14‬ع (‪2018/ٍ 1431 ،)2‬و‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أميً البداريً‬

‫ركجعػػت كص ػػححت‪ :‬عم ػػى نس ػػخ ع ػػدة بمعرفػػة لجن ػػة م ػػف العمم ػػاء‪ ،‬المكتب ػػة التجاريػػة الكب ػػرل بمص ػػر لصػ ػاحبيا مص ػػطفى محم ػػد‪ ،‬د‪.‬ط‪،‬‬
‫ُّٕٓىػ‪ُّٖٗ -‬ـ‪.)ِْْ-ِّْ/ٕ( ،)َُٖ/ْ( ،)ُْٔ/ِ( :‬‬
‫(ٔٔ) الرممي‪ ،‬شمس الديف محمد بف أبي العباس أحمد بف حمزة شػياب الػديف الرممػي (ت ََُْىػػ)‪ ،‬نيايمة المحتماج إلمى شمرح المنيماج‪،‬‬
‫دار الفكر‪ ،‬بيركت‪ ،‬الطبعة‪ :‬ط أخيرة ‪َُْْ -‬ىػ‪ُْٖٗ/‬ـ‪.)ِّٓ/ِ( ،‬‬
‫(ٕٔ) القميكبي‪ ،‬أحمد سالمة القميكبي‪ ،‬حاشيتا قميوبي‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بيركت‪ ،‬د‪.‬ط‪ُُْٓ ،‬ىػ‪ُٗٗٓ/‬ـ‪.)ِّٔ/ُ( ،‬‬
‫(ٖٔ) السيكطي‪ ،‬حسف المقصد في عمؿ المكلد مطبكع ضمف الحاكم لمفتاكم‪ ِِٓ/ُ( ،‬كما بعدىا)‪.‬‬
‫(ٗٔ) الجمؿ‪ ،‬سميماف بف عمر بف منصكر العجيمي األزىرم‪ ،‬المعركؼ بالجمؿ (ت َُِْىػػ)‪ ،‬حاشية الجمل عمى شرح الممني ‪،‬‬
‫فتوحات الوىاب بتوضيح شرح مني ال َلب‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪.)ّْ/ِ( ،‬‬
‫(َٕ) ابف الحاج‪ ،‬المدخل البن الحاج‪.)ِٓٗ/ْ( ،‬‬
‫(ُٕ) العيني‪ ،‬أبك محمد محمكد بف أحمد بف مكسى بف أحمد بف حسيف الغيتابى الحنفػى بػدر الػديف العينػى (ت ٖٓٓىػػ)‪ ،‬البنايمة شمرح‬
‫اليداية‪ ،‬دار الكتب العممية‪ ،‬بيركت‪ ،‬لبناف‪ ،‬طُ‪َُِْ ،‬ىػ‪َََِ/‬ـ‪.)ِّٔ/ُِ( ،‬‬
‫(ِٕ) منالخسػػرك‪ ،‬محمػػد بػػف ف ارمػػرز بػػف عمػػي الشػػيير بمػػال ‪ -‬أك مػػنال أك المػػكلى – خسػػرك (ت ٖٖٓىػػ)‪ ،‬درر الحكممام شممرح ممرر‬
‫األحكام‪ ،‬دار إحياء الكتب العربية‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪.)ِٔ/ُ( ،‬‬
‫(ّٕ) ابف نجيـ‪ ،‬زيف الديف بف إبراىيـ بف محمد‪ ،‬المعركؼ بابف نجيـ المصػرم (ت َٕٗىػػ)‪ ،‬البحمر الرائمح شمرح كنمز المدقائح ومنحمة‬
‫الخالح وتكممة ال وري‪ ،‬دار الكتاب اإلسالمي‪ ،‬طِ‪ ،‬بدكف تاريخ‪.)ُٖٔ/ِ( )ِّٗ/ُ( ،‬‬
‫(ْٕ) الطحطاكم‪ ،‬أحمد بف محمد بف إسماعيؿ الطحطاكم الحنفي – (ت ُُِّىػ)‪ ،‬حاشية ال ح اوي عممى مراقمي الفمَلح شمرح‬
‫نور األيضاًح‪ ،‬دار الكتب العممية‪ ،‬بيركت – لبناف‪ ،‬طُ‪ُُْٖ ،‬ىػ‪ُٕٗٗ/‬ـ‪ ،‬صُّٗ‪.‬‬
‫(ٕٓ) ابف عابديف‪ ،‬محمد أميف بف عمر بف عبػد العزيػز عابػديف الدمشػقي الحنفػي (ت ُِِٓىػػ)‪ ،‬المدر المختمار وحاشمية ابمن عابمدين‬
‫ارد المحتار)‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بيركت‪ ،‬طِ‪ُُِْ ،‬ىػ‪ُِٗٗ/‬ـ‪.)ّٖٔ/ٔ( ،)ُْٔ/ُ( ،)َّٗ/ُ( ،‬‬
‫(ٕٔ) النفزم‪ ،‬أبك محمد عبد اهلل بف (أبي زيد) عبد الرحمف النفزم‪ ،‬القيركاني‪ ،‬المالكي (ت ّٖٔىػػ)‪ ،‬النوادر والزيادات عمى ما في‬
‫محمػد حجػي‪ ،‬ج ػ ٓ‪،َُ ،ٗ ،ٕ ،‬‬ ‫المدونة من يرىا ممن األميمات‪ ،‬تحقيػؽ‪ :‬ج ػ ُ‪ :ِ ،‬عبػد الفتٌػاح محمػد الحمػك‪ ،‬ج ػ ّ‪َّ :ْ ،‬‬
‫ُُ‪ :ُّ ،‬محمد عبد العزيز الدباغ‪ ،‬جػ ٔ‪ :‬عبد اهلل المرابط الترغي‪ ،‬محمد عبد العزيػز الػدباغ‪ ،‬ج ػ ٖ‪ :‬محمػد األمػيف بػكخبزة‪،‬‬
‫محمػد حجػػي‪ ،‬دار الغػرب اإلسػػالمي‪ ،‬بيػػركت‪،‬‬
‫ج ػ ُِ‪ :‬أحمػػد الخطػابي‪ ،‬محمػػد عبػد العزيػػز الػػدباغ‪ ،‬ج ػ ُْ‪( ُٓ ،‬الفيػػارس)‪َّ :‬‬
‫طُ‪ُٗٗٗ ،‬ـ‪.)ْٔ/ٖ( ،‬‬
‫(ٕٕ) الحطاب الرعيني‪ ،‬شمس الديف أبك عبد اهلل محمد بف محمد بف عبد الرحمف الطرابمسي المغربي‪ ،‬المعركؼ بالحطاب الرُّعينػي‬
‫المالكي (ت ْٓٗىػ)‪ ،‬مواىب الجميل في شرح مختصر خميل‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬طّ‪ُُِْ ،‬ىػ‪ُِٗٗ/‬ـ‪.)َٕ/ِ( )َّْ/ُ( ،‬‬
‫(ٖٕ) الدردير‪ ،‬محمد بف أحمد بف عرفة الدسكقي المالكي (ت َُِّىػ)‪ ،‬الشرح الكبير لمشيخ الدردير وحاشمية الدسموقي‪ ،‬دار الفكػر‪،‬‬
‫د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪.)ُّٗ/ُ( ،‬‬
‫(ٕٗ) الصاكم‪ ،‬أبك العباس أحمد بػف محمػد الخمػكتي‪ ،‬الشػيير بالصػاكم المػالكي (ت ُُِْىػػ)‪ ،‬حاشمية الصماوي عممى الشمرح الصمغير ن‬
‫بمغة السالك ألقرب المسالك‪ ،‬دار المعارؼ‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪.)ُٕٓ/ْ( ،‬‬
‫السػالمي‪ ،‬البغػدادم‪ ،‬ثػـ الدمشػقي‪ ،‬الحنبمػي (ت ٕٓٗىػػ)‪،‬‬
‫(َٖ) ابف رجب‪ ،‬زيف الديف عبد الػرحمف بػف أحمػد بػف رجػب بػف الحسػف‪ ،‬ى‬
‫تحقيؽ‪ :‬شعيب األرنؤكط‪ ،‬كابراىيـ باجس‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بيركت‪ ،‬طٕ‪ُِِْ ،‬ىػ‪ََُِ/‬ـ‪.)ُُّ/ِ( ،‬‬
‫(ُٖ) العيني‪ ،‬أبك محمد محمكد بف أحمد بف مكسى بف أحمد بف حسيف الغيتابى الحنفى بدر الديف العينى (ت ٖٓٓىػ)‪ ،‬عمدة الق ماري‬
‫شرح صحيح البخاري‪ ،‬دار إحياء التراث العربي‪ ،‬بيركت‪.)ُِٔ/ُُ( ،‬‬
‫(ِٖ) النككم‪ ،‬أبك زكريا محيي الديف يحيى بف شرؼ النككم (ت ٕٔٔىػ)‪ ،‬شرح النووي عمى مسمم‪ ،‬دار إحياء التراث العربي‪ ،‬بيركت‪ ،‬طِ‪،‬‬

‫اجمللة األردىية يف الدراسات اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)14‬ع (‪2018/ٍ1431 ،)2‬و ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ‪135‬‬
‫حكه االحتفال باملولد اليبوي ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ُِّٗىػ‪.)ُٓٓ-ُْٓ/ٔ( ،‬‬
‫(ّٖ) البخارم‪ ،‬صحيح البخاري‪.)ٔ/ُ( ،‬‬
‫(ْٖ) أحمد بف حنبؿ‪ ،‬مسند أحمد‪.)ِٕٔ/ِ( ،‬‬
‫(ٖٓ) ابف الحاج‪ ،‬المدخل‪.)ْ-ّ/ِ( ،‬‬
‫(ٖٔ) مسمـ‪ ،‬صحيح مسمم‪.)ُّّْ/ّ( ،‬‬
‫(ٕٖ) مسمـ‪ ،‬صحيح مسمم‪.)َٕٓ/ِ( ،‬‬
‫(ٖٖ) البخارم‪ ،‬صحيح البخاري‪.)ِٔ/ّ( ،‬‬
‫(ٖٗ) ابف الحاج‪ ،‬المدخل‪)ّ/ِ( ،‬‬
‫(َٗ) ابػف تيميػة‪ ،‬تقػي الػديف أبػك العبػاس أحمػد بػف عبػد الحمػيـ بػف عبػد السػالـ بػف عبػد اهلل بػف أبػي القاسػـ بػف محمػد ابػف تيميػة الح ارنػي الحنبمػػي‬
‫الدمشقي (ت ِٖٕىػ)‪ ،‬الفتاوا الكبرا‪ ،‬دار الكتب العممية‪ ،‬طُ‪َُْٖ ،‬ىػ‪ُٖٕٗ/‬ـ‪.)ْْٗ/ْ( ،‬‬
‫(ُٗ) المكنػػكم‪ ،‬محمػػد عبػػد الحػػي بػػف محمػػد عبػػد الحمػػيـ األنصػػارم المكنػػكم الينػػدم (ت َُّْىػػ)‪ ،‬اَلثممار المرفوعممة فممي األخبممار الموضمموعة‪،‬‬
‫تحقيؽ‪ :‬محمد السعيد بسيكني زغمكؿ‪ ،‬مكتبة الشرؽ الجديد‪ ،‬بغداد‪ ،‬صِْ‪.‬‬
‫(ِٗ) نصر فريد كاصؿ‪ ،‬ضواب االحتفال بالمولد النبوي‪ ،‬فتكل رقـ‪ ،ِِّٔ :‬مكقع دار اإلفتاء المصرية ‪.http://dar-alifta.org‬‬

‫‪ 136‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اجمللة األردىية يف الدراسات اإلسالمية‪ ،‬مج (‪ ،)14‬ع (‪2018/ٍ 1431 ،)2‬و‬