You are on page 1of 2

‫‪223‬‬

‫يجوز التيمم بالتراب الطاهر ذي الغبار‪ ،‬لقوله تعلى ‪ :‬فتيمموا صعيدا طيبا‪ ،‬والصعيد‪ :‬هو التراب‪ ،‬والطيب ‪ :‬هو الطاهر المطهر‪ ،‬وال‬
‫خالف فى هذا بين أهل العلم‪.‬‬
‫وقال االمام مالك و أصحابه‪ :‬يجوز بكل ما صعد على وجه األرض من تراب أو رمل أو حصى‬
‫وزاد أبو حنيفة فقال‪ :‬وبكل ما تولّد من الألرض‪ ،‬مثل ال ّنورة‪ ،‬والجصّ ‪ ،‬والطين‪ ،‬والرخام‬
‫وقال الزيدية‪ :‬يجوز التيمم بجميع اجزاء الألرض‪.‬‬
‫وقال الجعفرية ‪ :‬التيمم يكون باتراب‪ ،‬فإن ّ‬
‫تعذر جاز باألرض الجصية‪ ،‬وبأرض ال َّنورة‪ ،‬وبالألحجار‬

‫‪224‬‬
‫واشترط جمهور الفقهاء ألن يكون التراب على وجه الألرض‪ ،‬ولم يشترط ذلك اإلمام أحمد ألن االعتبار عنده بالتراب حيث كان‪،‬‬
‫ولهذا يجوز عنده التيمم بأن يضرب يده على لبد‪ ،‬أو ثوب‪ ،‬أو برذعة‪ ،‬أو فى شعير فعلق بيده غبار فتيمم به جاز‪ ،‬نصّ أحمد على‬
‫ذلك كله‬
‫قال ابن قدامة‪ ،‬وعلى هذا ‪ :‬إذا ضرب بيده على صخرة ‪ ،‬أو حائط ‪ ،‬أو حيوان‪ ،‬أو أي شيء كان‪ ،‬فصار على يده غبار‪ ،‬جاز له‬
‫التيمم به‪ ،‬وإن لم يكن فيه غبار فال يجوز‪.‬‬
‫ومذهب الزيدية كمذهب الحنابلة فيجوز عندهم التيمم للمسافر من غبار سرجه‪ ،‬أو برذعة حمار‪ ،‬أو غبار ثوبه‬

‫‪226‬‬
‫‪ . 3‬المشهور فى مذهب الحنابلة أن المتيمم إذا وجد الماء ‪ ،‬وقدر على استعماله بطل تيممه‪ ،‬وانتقضت طهارته‪ ،‬سواء كان فى الصالة‬
‫أو خارجا منها‪ ،‬وبهذا قال الثور‪ ،‬وأبو حنيفة‪.‬‬
‫وقال مالك‪ ،‬و الشافعى‪ ،‬وأبو ثور‪ :‬إن كان فى الصالة مضى فيها ولم تنتقض طهارته‪.‬‬
‫فإنْ تيمم فى أول وقت الصالة و صلى‪ ،‬ثم وجد الماء قبل خروج وقت الصالة أجزأته صالته التى صالها‪ ،‬وال إعادة عليه إجماعا‪،‬‬
‫إال إذا تطوع باإلعادة بعد أن يتوضأ قبل خروج الوقت‪.‬‬
‫وإن وجد الماء بعد خروج الوقت‪ ،‬بعد أن صلى الفريضة‪ ،‬فال إعادة عليه‪.‬‬

‫‪227‬‬
‫الرجل والمرأة فى التيمم سواء فما أبيع للرجل أن يتيمم بسببه أبيع لها مثله‪ ،‬وما أجزأ الرجل أن يتيمم به أجزأها ليضا‪ ،‬والدليل على‬
‫ذلك قوله‪ :‬النساء شقائق الرجال‬
‫وعلى هذا فما ذكرناه فى الفقرات السابقة عن التيمم يسرى على تيمم المرأة‬
‫ونذكر فيما يلي بعض األحكام التى لها تعلق بتيمم المرأة‪ ،‬أو تختص بها‬

‫‪228‬‬
‫ال يلزم المرأة طلب الماء إذا خافت‪ Q‬على عرضها‬
‫ال يلزم المرأة طلب الماء وال السعي إليه إذا كان هذا السعي أو ذلك الطلب يعرّ ض عرضها لخطر االعتداء عليه‪ ،‬وتعتبر في هذه‬
‫الحالة في حكم العادمة للماء وتتيمّم‪.‬‬
‫قال اإلمام ابن قدامة الحنبلي ‪ :‬ولو كان الماء في مجمع الفُ َّساق‪ ،‬وتخاف المرأة على نفسها منهم‪ ،‬فهي عادمته‪.‬‬
‫وقال ابن أبي موسى‪ :‬تتيمم‪ ،‬وال إعادة عليها وجها واحدا‪ ،‬وبل ال يحل لها المضي إلى الماء‪ ،‬لما فيه من التعرض للزنا‪ ،‬وهتك‬
‫نفسها‪ ،‬وعرضها‪ ،‬وتنكيس رؤوس أهلها‪ ،‬وربما أفضى إلى قتلها‪ ،‬وقد أبيح لها التيمم حفظا للقليل من مالها المباح لها بذله‪ ،‬أو حفظا‬
‫لنفسه من مرض أو تباطؤ برئها‪ ،‬فهاهنا أولى‬

‫‪229‬‬

You might also like