Professional Documents
Culture Documents
معاني الأذكار-117-154
معاني الأذكار-117-154
«أس�تغفر ِ
صالته قال: ان�رصف م�ن
َ رس�ول اهللِ ﷺ إذا
ُ وكان
َ
ُ
السال ُم، َ
ومنك ىّ السال ُم،
أنت ىّ
اللهم َ
َّ أس�تغفر اهللَ،
ُ أس�تغفر اهللَ،
ُ اهللَ،
ِ
اجلالل واإلكرامِ»((). تباركت ذا
َ
وق�د ذكر ابن اجلوزي -رمحه اهلل -أن رجال جا َء إىل أيب حنيفة
116
معاين األذكار
فش�كا ل� ُه أنه دفن ماال يف موضع وال يذك�ر الموضع ،فقال له أبو
فصل ال ّليلة إىل الغداة فإنّك س�تذكره إن ش�ا َء اهلل
حنيف�ة :اذه�ب ِّ
تع�اىل .ففعل الرج�ل ذلك ،فلم يمض ّإال أقل من ربع ال ّليل حتّى
ذك�ر الموضع ،فج�اء إىل أيب حنيفة فأخر ُه ،فق�ال :قد علمت أن
الش�يطان ال يدعك تصيل حتّى تذكرهّ ،
فهال أمتمت ليلتك ش�كرا ّ
هلل عز وجل!).(1
الس�ال ُم،
الس�الم ومنك َّ
«اللهم أنت َّ
َّ ثم يقول بعد الس�تغفار:
تباركت يا ذا اجلالل واإلكرام».
الس�الم،
اللهم أنت َّ
َّ والمناس�بة يف هذا ظاه�رة ،كأنك تقول:
ال�ر ِّد والن ِ ِ
الص�ال َة قد تُقبل وقد ال
َّقص؛ ألن َّ فس� ِّلم يل صاليت من َّ
تُقبل ،وقد ُيكتب له بعضها و ُي َر ّد عليه بعضها.
قال: ٍ
ي�ارس ع�امر بن
ك�ام روى اإلم�ام أمح�د ) (18415عن ّ
يكتب
ُ الصال َة ما ّ
ليصيل ّ «إن العبدَ رس�ول اهللِ ﷺ ُ
يقولَّ : َ س�معت
ُ
ل ُه منها ّإال عرشها تس�عها ثمنها سبعها سدسها مخسها ربعها ثلثها
نصفها»).(2
117
معاين األذكار
الستخارة:
رس�ول اهللِ ﷺ يع ّلمنا
ُ عب�د اهللِ ق�الَ :
كان ب�ن ِ ِ
جاب�ر ِ ع�ن
القرآنُ ، ِ ِ
يقول: األمور ك ّلها كام يع ّلمنا ّ
الس�ور َة من االس�تخار َة يف
ثم ليقل: ِ ِ
ركعتني من ِ ِ
غري الفريضة َّ باألمر فلريكع هم أحدكم «إذا َّ
َ
وأسألك من َ
بقدرتك، َ
وأس�تقدرك َ
بعلمك، َ
أس�تخريك اللهم ىّإين
َّ
وأنت
أعلمَ ، وتعل�م ول ُ
ُ أقدر،
تق�در ول ُُ فضل�ك العظي�مِ ،فإن َ
ىّك َ
خري يل يف ديني
األمر ٌ
أن ه�ذا َ تعلم َّ
كنت ُاللهم إن َ
َّ ِ
الغي�وب، ىّ
ع�ال ُم
ِ
وآجل�ه -فاقدر ُه يل ِ
عاجل أمري ِ
وعاقبة أم�ري -أو قال ومع�ايش
118
معاين األذكار
119
معاين األذكار
واإلق�رار ِ
بوج�وده س�بحان ُه، اإلق�رار فتضم� َن ه�ذا الدّ ع�ا ُء
َ َ ّ
واإلرادة ،واإلقرار بربوبيتهِ،
ِ كامل العل ِم والقدرةِ بصفات كامله من ِِ ِ
ّ َ
واخلروج من إليه ،واالس�تعان َة ِبه ،والتّوك َّل ِ
عليه، األمر ِ وتفويض ِ َ
َ
واع�رتاف ِ
العبد والقو ِة ّإال ِبه، ِ
احل�ول ري م َن ِ ِ
َ ّ عه�دة نفس�ه ،وال ّت ّ
ِ
وإرادته هلاَّ ،
وأن وقدرته عليها،ِ ِ
نفس�ه ِ
بمصلحة ِ
علمه بعجزه عن ِ
وفاطره ِ ِ بيد ول ّي ِهذلك ك ّله ِ
احلق»).(1
وإهله ِّ َ ُ
***
صالة اجلنازة:
رشعت صالة اجلنازة للدعاء للميت والش�فاعة فيه ،وقد روى
رسول اهللِ ﷺ
َ سمعت
ُ اس قال: مسلم ) (948عن ِ
عبد اهللِ ِ
بن ع ّب ٍ
120
معاين األذكار
أربعون رج ً
ال َ ِ
جنازته يموت فيقو ُم عل
ُ رجل مس�ل ٍمٍ ُ
يقول« :ما من
يرشكون باهللِ شيئ ًا ىّإل ش ىّفعهم اهلل ِ
فيه». َ ل
وق�ال ابن حج�ر :هذا اإلش�كال يف غري حمله ،ألن�ه مبني عىل
مقدمة ُمت َّ َ
َومهة وهي أن طلب المغفرة تستدعي سبق ذنب ،وليس
«ليغفر َ
ل�ك اهلل ما تقدّ َم من َ كذل�ك ،ف�إن اهلل تعاىل قال لنبي�ه ﷺ:
ذنبك وما ّ
تأخ َر» مع أنه ﷺ معصوم. َ
121
معاين األذكار
(اللهم ال َت ِرمنا َأ َ
جر ُه) أي ال ترمنا أجر الصالة عليه، َّ قول�ه:
أو أج�ر المصيبة به ،فإن المس�لمني يف المصيبة كاليشء الواحد،
ؤمن َف َموته ُم ِصي َبة َع َل ِيه َيط ُلب فِيها األَجر.
ؤمن َأ ُخو الم ِ
ُ
والم ِ
ُ
(وال تض ّلنا بعد ُه) أي ال تعلنا ضا ّل َ
ني بعدَ اإليامن.
122
معاين األذكار
123
معاين األذكار
فمن ذلك:
124
معاين األذكار
فقلت ل ُه:
ُ لقيت عقب َة ب َن مس�ل ٍم
رشيح ق�الُ : ٍ وع�ن حي�و َة ِ
بن
ّبي ﷺ ِ بن عمرو ِ ثت عن ِ
عبد اهللِ ِ بلغني أن َ
العاص عن الن ِّ بن ّك حدّ َ
ِ
وبوجهه الكري ِم دخل المسجدَ قال« :أعو ُذ باهللِ العظي ِم كان إذا َ أ ّن ُه َ
الرجيمِ» قال :أقط؟)ُ (1 ِ ِ
وس�لطانه القدي ِم من ىّ
قلت :نعم. �يطان ىّ الش
سائر اليو ِم).(2 َ
حفظ منّي َ الش ُ
يطان: قال :فإذا قال َ
ذلك قال ّ
125
معاين األذكار
***
وقال ابن عثيمني -رمحه اهلل« :-يف هذا :حث عىل أن اإلنسان
) (1رشح سنن أيب داود -عبد املحسن العباد ( - )255256/3ترقيم الشاملة.
) (2رشح النووي عىل مسلم (.)190/13
126
معاين األذكار
ينبغ�ي له إذا دخل بيته أن يذكر اس�م اهلل ،والذكر الوارد يف ذلك:
«بس�م اهلل وجلنا وبس�م اهلل خرجنا وعىل اهلل ربنا توكلنا ،اللهم إين
أس�ألك خري المولج وخري المخرج») (1ثم يستاك؛ ألن النبي ﷺ
إذا دخل بيته فأول ما يبدأ به السواك) .(2ثم يسلم عىل أهله.
أما عند العش�اء فيقول« :بسم اهلل» وبذلك حيرتز من الشيطان
الرجيم مبيت ًا وعشاء.
فإن ذكر اس�م اهلل عند الدخول دون العش�اء ش�اركه الشيطان
يف عشائه.
وإن ذكر اسم اهلل عند العشاء دون الدخول شاركه الشيطان يف
المبيت دون العشاء .وإن ذكر اسم اهلل عند الدخول وعند العشاء
فإن الشيطان ال يكون له مبيت وال عشاء»).(3
***
127
معاين األذكار
قوله« :إذا َ
دخل» يعني :إذا أرا َد الدّ خول.
«إِ ِّين َأ ُعو ُذ بِك» َأيَ :أ ُلو ُذ َو َألت ِ
َج ُئ.
«اخلب�ث» َجع َخبِيث «واخل ِ
بائث» َجع َخبِي َثة ،والمرادُ :ذكرانَ ُ
الشياطِني َوإِناثهم.
َّ
ّبي ﷺ
أرقم عن الن ّ
ّعوذ ما رواه زيد بن َ
وور َد يف س�بب هذا الت ّ
هذه احلش�وش حمترضة ،فإذا َ
دخل أحدكم اخلالء فليقل «إن ِ قالَّ :
اللهم ّإين أعوذ بك من اخلبث واخلبائث»).(2
َّ
***
ِ
اخل�روج م�ن عق�ب
َ ّ�ووي« :وج�ا َء يف ا ّل�ذي ُ
يق�ال ُّ ق�ال الن
128
معاين األذكار
129
معاين األذكار
130
معاين األذكار
ومن ذلك:
أذكار النوم:
أموت
ُ الله�م
َّ َ
«باس�مك ّب�ي ﷺ إذا أرا َد أن ين�ا َم ق�ال: َ
كان الن ُّ
ِ
منامه قال« :احلمدُ هللِ ا ىّلذي أحيانا بعدَ ما َ
اس�تيقظ من وأحيا» وإذا
ىّشور»).(1 ِ
أماتنا وإليه الن ُ
واحلكم�ة من الذك�ر والدعاء عند النوم وبعد االس�تيقاظ :أن
يك�ون خامتة عمل�ه يف اليوم وأوله بعد االس�تيقاظ ذك�ر التوحيد
والكلم الطيب ،كام قيل:
ٍ
جع�ة وآخ�ر يشء أن�ت يف ِّ
كل َه ُ
وأول يشء أن�ت ِعن�د ُه ُب�ويب
ُ
ف�إذا ابتدأ العبد يوم�ه بذكر اهلل ،وختمه بذك�ر اهللُ ،فريجى أن
ُيغفر له ما بني أول اليوم وهنايته من الذنوب.
131
معاين األذكار
الر ُ
جل بيت ُه َ
دخ�ل ىّ وع�ن جابر أن رس�ول اهلل ﷺ قال« :إذا
ُ
الملك :اختم وش�يطان ،فق�ال
ٌ ملك ِ
فراش�ه ابت�در ُه(() ٌ أو أوى إىل
برش؛ فإن مح�دَ اهللَ وذكر ُه ،أطرد ُه، ٍ
بخري(() ،وقال ىّ
�يطان :اختم ٍّ
ُ الش
وبات يكلؤ ُه(()«).(4
َ
132
معاين األذكار
133
معاين األذكار
قراءة ( ﭑ ﭒ ﭓ):
ّبي ﷺ نوفل عن ِ
أبيه َّ بن ٍ روى أبو داود ) (5055عن فرو َة ِ
أن الن َّ
فإنا براء ٌة
ثم نم عل خامتتها ىّ
الكافرون َّ
َ ٍ
لنوفل« :اقرأ قل يا ىّأيا قال
الرش ِك»).(4
من ىّ
134
معاين األذكار
135
معاين األذكار
ففيه إش�ارة إىل أنه ينبغي لإلنس�ان أن يت�وب إىل اهلل تعاىل قبل
النوم لينام مطيع ًا.
َ
إلي�ك» والم�راد بالوجه الذات، «أس�لمت وجهي
ُ ويف لف�ظ:
فهو بمعنى «أسلمت نفس إليك».
ضت أمري َ
إليك» أي :توكلت عليك يف جيع شأين. «وفو ُ
ّ
«وأجلأت ظهري َ
إليك» أي أس�ندته إىل حفظك ويف التعبري ب� ُ
«أجلأت» إش�ارة إىل أنه مضطر إىل حفظ اهلل حيث ال حافظ له إال
هو وال ُيتقوى بأحد سواه.
منك ّإال َ
إليك» أي:ال مهرب وال َ
ملج�أ وال منجا َ وقول�ه« :ال
خم ّل�ص من عقوبتك إال بالفرار إليك ،ففيه إش�ارة إىل قوله تعاىل:
(ﰃ ﰄ ﰅ) [الذاريات.[50 :
136
معاين األذكار
تبني أ ّن ُه
وهي ّ ُ الكشميهني« :من ِ ِ
آخر» َ ِّ رواية وقال احلافظ« :يف
الذ ِ
كر عندَ النّو ِم»).(2 رشع م َن ّ يمتنع أن َ
يقول بعده َّن شيئ ًا ممّا َ ُ ال
أرسلت»،
َ «وبرسولك ا ّلذي
َ فرددها الراء ليس�تذكرها فقال:
أرسلت».
َ ك ا ىّلذي
فقال له النبي ﷺ« :ل ،وبنب ىّي َ
أن هذا ذكر ودعاء، أن س�بب اإلنكار َّالمازري وغريه َّ
ُّ واختار
َ
ِ
بحروفه ،وقد يتع ّلق اجلزاء فينبغي ِ
فيه االقتصار عىل ال ّلفظ الوارد
فيتعني ِ ِ بتل�ك احل�روف ،ولع ّل� ُه
َ
أوحي إلي�ه ﷺ هب�ذه الكل�امتّ ،َ
ألن قوله« :ونب ّيك َ
وقي�لَّ : أداؤها بحروفها ،وهذا القول حس�ن.
حيث صنعة الكالمِ ،
وفيه جع الن ّّبوة فيه جزالة من ُ ا ّلذي أرسلت» ِ
مع
فإن هذا األمر َ والرس�الة ،فإذا قال :رس�ولك ا ّلذي أرس�لتَّ ،ّ
فيه من تكرير لفظ «رس�ول» َو«أرسلت» أهل البالغة يعيبون ُه، ما ِ
137
معاين األذكار
138
معاين األذكار
اهلل رش األرشار حتى غلب عليهم أعداؤهم ،وال هييئ هلم مأوى،
بل تركهم هييمون يف البوادي ويتأذون باحلر والرد.
ومناس�بة ذلك للنوم :أن اإلنسان إذا ُدفع عنه اجلوع والعطش
ب�األكل وال�رشب ،وأمن م�ن ال�رشور والمكاره طاب ل�ه نومه،
َفت ََذك َ
َّ�ر ه�ذه النعم التي هي س�بب لطيب الن�وم ،فحمد اهلل تعاىل
عليها.
***
الكريس:
ىّ قراءة آية
بحف�ظ ِ
زكاة ِ رس�ول اهللِ ﷺ
ُ ق�ال :وكّلني ع�ن أيب هري�ر َة
فقلت:
ُ َ
فجع�ل حيث�و م�ن ال ّطع�ا ِم ،فأخذت� ُه رمض�ان ،فأت�اين ٍ
آت َ
َ
احلدي�ث ،إىل أن ق�ال :إذا رس�ول اهللِ ﷺ ...فذك�ر
ِ ألرفعن َ
ّ�ك إىل
ٌ
حافظ معك من اهللِ الكريس ل�ن َ
يزال َ فراش�ك فاقرأ آي َة
َ أويت إىل
َ
ِّ
وهو َ
«صدقك َ ّب�ي ﷺ:
تصبح .فقال الن ُّ
َ ٌ
ش�يطان حتّى َ
يقربك وال
شيطان»).(1
ٌ كذوبَ ،
ذاك ٌ
ٌ
حافظ» :الم�راد بذلك اجلنس، معك من اهللِ قول�ه« :لن َ
ي�زال َ
فيحتمل أن يكون مل�ك ًا واحد ًا أو أكثر ،حيفظك يف بدنك ومالك
ودينك وسائر ما يتعلق بك.
139
معاين األذكار
ٌ
ش�يطان» :ه�و تأكي�د للحف�ظ ،فإن�ه إذا حفظ�ه َ
يقرب�ك «وال
الملك ،فال يقربه الشيطان ،وال يؤذيه يف دينه وال دنياه.
كان إذا َ
أخذ رس�ول اهللِ ﷺ َ
َ َّ
أن األنامري
ِّ ِ
األزهر وع�ن أيب
اللهم اغفر يل وضع�ت جنبي،
ُ يل قال« :بس� ِم اهللِ
مضجع� ُه من ال ّل ِ
َّ
ىّدي األعل»).(2 ذنبي وأخسئ شيطاين َّ
وفك رهاين واجعلني يف الن ِّ
«وأخسئ شيطاين» أي اطرده عني.
َّ
«وف�ك رهاين» الرهان هو ما يوضع لتوثيق الدين ،أراد بذلك
نفس�ه ألهنا مرهونة بعملها ،قال تعاىل( :ﮔﮕﮖﮗﮘ)
َفس بِام ك ََس َبت َر ِهينَ ٌة) [املدثر.[38 :
[الطور ،[21:وقال تعاىل( :ك ُُّل ن ٍ
140
معاين األذكار
ومناس�بة ه�ذا الدع�اء للن�وم :أنه مل�ا كان الن�وم وإراح�ة البدن
ُيس�تعان ب�ه عىل طاع�ة اهلل ،واالبتعاد عن معاصيه ،س�أله عند النوم
أن يعينه عىل طاعته وذلك بفك رهانه ،وأن يبعده عن معصيته بطرد
شيطانه ،ثم سأل القرب من اهلل تعاىل بأن جيعله مع المأل األعىل.
***
أذكار الستيقاظ:
َ
استيقظ أحدكم رسول اهللِ ﷺ قال« :إذا
َ َّ
أن عن أيب هرير َة
ِ
وأذن يل فليقل :احلمدُ هلل ا ىّلذي عافاين يف جس�دي ور َّد َّ
عيل روحي َ
ِ
بذكره»).(1
قوله« :عافاين يف جسدي» أي جعل جسدي ذا عافية.
ِ
العافية، ِ
بس�ؤال ِ
األمر ُ
األحاديث يف ِ
كثرت قال النووي« :وقد
ِ
المكروهات يف ِ
المتناول�ة لدف ِع جي� ِع األلفاظ العام ِ
�ة ِ وه�ي م� َن
ّ َ
ِ )(2 والباطن يف الدّ ِ
ِ ِ
ين والدّ نيا واآلخرة» . البدن
ع�يل روحي»؛ ألن الروح تفي�ض يف النوم ،قال
وقول�ه« :ور َّد َّ
تع�اىل( :ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰﭱ
ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻﭼ
ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ) [الزمر.[42 :
***
141
معاين األذكار
دعاء السفر:
للر ِ
جل كان ُ عم�ر َ عمر َّ ب�ن ِ
عبد اهللِ ِ عن س�ال ِم ِ
يقول ّ َ أن اب َن بن َ
رس�ول اهللِ ﷺ يو ّدعنا،
ُ عك كام َ
كان إذا أرا َد س�فر ًاُ :
ادن منّ�ي أو ّد َ
َ
عملك»).(1 وخواتيم
َ َ
وأمانتك «أستودع اهللَ َ
دينك ُ ُ
فيقول:
َ
حف�ظ الدين ع�ىل حفظ األمان�ة اهتامما به ،وألن الس�فر ق�دّ م
موض�ع خ�وف أو خطر وق�د يص�اب ،وتصل له مش�قة وتعب
إلمهال�ه بع�ض األم�ور المتعلقة بالدي�ن من إخ�راج الصالة عن
وقتها ونحوه كام هو ُمشاهد).(2
رس�ول اهللِ
َ ّبي ﷺ فقال :يا ٌ وع�ن ٍ
رج�ل إىل الن ِّ أنس قال :جا َء
«زو َ
دك اهلل التّقوى» قال :زدين ،قال: ّإين أريدُ سفر ًا ّ
فزودين ،قالّ :
اخلري
لك َ «ويرس َ
أنت وأ ّم�ي ،قالَ ّ : «وغف�ر َ
ذنبك» قال :زدين بأيب َ َ
كنت»).(3
حيثام َ
«زو َ
دك اهلل التّق�وى» أي جعله�ا زادك ،فإن خري الزاد فقول�هّ :
التقوى ،ألهنا زاد المعاد.
َ
ذنب�ك» :أي جي�ع ذنوبك ،وخاصة الذن�وب التي قد «وغف�ر
َ
تقع يف سفرك.
142
معاين األذكار
143
معاين األذكار
والمع�ني،
ُ ُ
احلاف�ظ �فر» ِ
أي الس ِ
اح�ب يف ّ
ُ الصأن�ت ّ «الله�م َ
َّ
األصل المالزم ،والمراد :مصاحب ُة اهللِ إياه بالعنايةِ ِ احب يف
ّ ُ ُ ُ والص ُ ّ
ِ
واالكتفاء ِبه االعتامد ِ
عليه ِ ِ
القول عىل واحلفظ والر ِ
عاي�ة ،فن ّب َه هبذا ِ
ّ
ٍ
مصاحب سوا ُه. كلعن ِّ
أحد يف إصالحِ ِ
أمره. األهل» :اخلليف ُة من يقوم مقام ٍ
ِ «واخلليف ُة يف
ُ َ
أن�ت ا ّلذي أرجوه وأعتم�دُ ِ
عليه يف ّوربش�تي :المعنى َ
ق�ال الت
ُ ُّ
تلم َ
يكون معين�ي وحافظي ،ويف غيبتي ع�ن أهيل أن َّ س�فري ب�أن
َ
وتفظ عليهم دينهم وأمانتهم»).(1 وتداوي سقمهم
َ شعثهم
ِ
المنظر»: ِ
وكآبة الس ِ
فر ِ «اللهم ّإين أعو ُذ َ
بك من وعثاء ّ َّ
ب وال ّت َعب. الس ِ ِ
فر» ُه َو الن ََّص ُ «وعثاء ّ
ينقلب إىل ما يقتيض كآب ًة: ِ
المنظر» :يعني أعو ُذ َ
بك ممّا ِ
«وكآب�ة
َ
ِ
احلزن).(2 ظهور أحذر ،والكآب ُة ِ
فوات ما أريدُ أو وقو ِع ما من
ُ ُ
الرجو ِع بأن يصيبنا ِ ِ
المنقلب» أي :أعو ُذ َ ِ
بك من سوء ّ «وس�وء
مرض.حزن أو ٌ ٌ
144
معاين األذكار
ٍ
لنائبة ِ
احلاجة أو مق�يض غري ِ
واألهل» َ ِ
ِّ مثل أن يعو َد َ الم�ال «يف
ُ
واألهل ِ
بعضه، كرسقة ك ّل ِه أو
ِ ِ
المال كمرضِ ،
أو ٍ أصابت ُه يف الن ِ
ّفس
كمرض أحدهم أو ِ
فقده. ِ واألقارب الزوج ُة واخلد ُم
أيّ : ِ
ُ
يكتئب وطنه فيلقى ماِ ينقلب إىل ِ
المنقلب أن ِ
الفائق :كآب ُة ويف
ُ َ
سفره أو فيام يقدم ِ
عليه).(1 ِ من ُه من ٍ
أمر أصاب ُه يف
ُ
***
145
معاين األذكار
ُش ُ
كر اهلل تعاىل عل نعمه:
ق�ال ابن عبد ال�ر -رمح�ه اهلل« : -وليس يف ه�ذا احلديث إال
احلض عىل شكر اهلل للمسافر عىل أوبته ورجعته ،وشكر اهلل تعاىل
والثن�اء علي�ه ب�ام هو أهل�ه واجب ع�ىل كل مؤمن الزم ل�ه بدليل
قوله تع�اىل( :ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ) ،ومن
الشكر االعرتاف بالنعمة ،فنعمة اهلل عظيمة.
***
146
معاين األذكار
َ
عندك :أن ِ
الغيب استأثرت ِبه يف عل ِم
َ َ
كتابك أو َ
خلقك أو أنزلت ُه يف
مهي، وذهاب ىّ
َ وجالء حزين
َ ونور صدري ربيع قلبي َ القرآن َ
َ َ
جتع�ل
رس�ول اهللِ
َ مه ُه وحزن ُه وأبدل ُه مكان ُه فرج ًا» َ
فقيل :يا ىّإل
أذهب اهلل ىّ
َ
أل نتع ىّلمها؟ فقال« :بل ينبغي ملن سمعها أن يتع ىّلمها»).(1
وه�ذا احلديث يتضم�ن أربعة أصول ،ال س�بيل للعبد إىل نيل
السعادة وزوال اهلم والغم إال باإلتيان هبا وتقيقها:
( .األصل األول :هو تقيق العبادة هلل ومتام االنكسار بني يديه،
واع�رتاف العبد بأنه خملوق هلل ممل�وك له هو وآباؤه وأمهاتُه،
َ
عبدك واب ُن َ
أمتك» َ
عبدك واب ُن «اللهم ّإين
َّ وذلك يف قوله:
يكتف بقوله« :إين عب�دك» بل زاد «وابن عبدك وابنِ فل�م
أمت�ك» إلظهار التذلل واخلضوع ،واالعرتاف بالعبودية،
فهذا أبلغ وآكد يف إظهار التذلل والعبودية ،ألن َمن َملك
رجال ليس مثل من ملكه مع أبويه.
( .األص�ل الث�اين :أن يؤمن العبد بقض�اء اهلل و َقدَ ره ،وأن ما
شاء كان وما مل يشأ مل يكن ،وأنه ال معقب حلكمه ،وال را ّد
كم َكماض ِ َّيف ُح ُ
ٍ «ناص َيتِي بِ َي ِد َك
لقضائه ،وذلك يف قولهِ :
دل ِ َّيف َق ُ
ضاؤ َك». َع ٌ
( .األصل الثالث :أن يؤمن العبد بأسامء اهلل احلسنى وصفاته
العظيم�ة الواردة يف الكتاب والس�نة ،ويتوس�ل هبا إىل اهلل
147
معاين األذكار
يت
سم َ هو َ
لك ّ بكل اس ٍم َ «أس�ألك ِّ
َ تعاىل ،وذلك يف قوله:
َ
كتابك أو َ
خلقك أو أنزلت ُه يف نفسك أو ع ّلمت ُه أحد ًا من
َ ِبه
َ
عندك». ِ
الغيب استأثرت ِبه يف عل ِم
َ
.األص�ل الرابع :ه�و العناية بالقرآن الكري�م ،كالم اهلل عز
وجل ،المش�تمل عىل اهلداية والش�فاء والكفاية والعافية،
والعب�د كل�ام كان عظيم العناي�ة بالقرآن نال من الس�عادة
والطمأنين�ة وراح�ة الص�در وزوال اهل�م والغم بحس�ب
ربيع قلبي َ
الق�رآن َ ذل�ك ،وهلذا ق�ال يف الدعاء« :أن َ
تعل
مهي».
وذهاب ّ
َ ونور صدري وجال َء حزين
َ
فهذه أربع ُة أصول عظيمة مس�تفادة من ه�ذا الدعاء المبارك،
ينبغ�ي علين�ا أن نتأ َّم َلها ونَس� َعى يف تقيقها؛ َ
لننال ه�ذا الموعو َد
مه ُه
أذه�ب اهلل ىّ
َ والفض�ل العظي�م ،وه�و قول�ه ﷺ :ىّ
«إل َ الكري�م
َ
وحزن ُه وأبدل ُه مكان ُه فرج ًا»).(1
رس�ول اهللِ ﷺ كثري ًا ُ
يقول: َ أس�مع
ُ أنس قالُ :
كنت وع�ن ِ
ِ
والبخل ِ
والكس�ل، ِ
والعجز ِ
واحلزن، اهلم «اللهم ىّإين أعو ُذ َ
بك من ِّ َّ
جال»).(2 ِ
وغلبة الر ِ واجلبن ،وضل ِع الدىّ ِ
ين ِ
ىّ
اهلم يف المتو ّقع ،واحلزن اهلم واحلزن» قال ال ّط ُّ
يبيّ : قوله« :من ّ
فات.
فيام َ
148
معاين األذكار
***
149
معاين األذكار
دعاء الكرب:
ِ
الكرب ّب�ي ﷺ يدعو عن�دَ اس ق�الَ :
كان الن ُّ اب�ن ع ّب ٍ ع�ن ِ
ِ
العرش رباحللي�م ،ل إل� َه ىّإل اهلل ُّ
ُ العظي�م
ُ يق�ول« :ل إل� َه ىّإل اهلل
ُ
ِ ِ ِ
العرش ورب األرض ُّ ورب
الس�موات ُّ العظيمِ ،ل إل َه ىّإل اهلل ُّ
رب ىّ
الكريمِ»).(1
قال ابن بطال -رمحه اهلل« :-حدثني أبو بكر الرازي قال :كنت
بأصبه�ان عند الش�يخ أبى نعي�م أكتب عنه احلدي�ث ،وكان هناك
شيخ آخر ُيعرف بأيب بكر بن عيل ،وكان عليه مدار الفتيا ،فحسده
بعض أهل البلد فب ّغاه عند الس�لطان ،فأمر َ
بسجنه ،وكان ذلك يف
ش�هر رمضان ،ق�ال أبو بكر :فرأيت النب�ي ﷺ يف المنام وجريل
150
معاين األذكار
فأصبح�ت فأتي�ت إليه وأخرت�ه بالرؤيا ،فدعا ب�ه فام بقي إال
ال حتى ُأخرج من السجن.
قلي ً
151
معاين األذكار
«دع�وات
ُ رس�ول اهللِ ﷺ:
ُ وع�ن أيب بك�رة ق�ال :ق�ال
رمحتك أرجو فال تكلن�ي إىل نفس طرف َة ٍ
عني، َ اللهم
َّ ِ
المك�روب:
وأصلح يل شأين ك ّل ُه ،ال إل َه ّإال َ
أنت»).(1
َ�ك َأ ُ
رج�و» :ق�دم الرمحة ع�ىل الطل�ب والرجاء، محت َ
«ر َ
قول�هَ :
والتقديم يفيد القر ،أي ال أرجو سوى رمحتك.
َكلنِي إِ َىل ن ِ
َفس» فض ً
ال عن غريها. « َفال ت ِ
152
معاين األذكار
رسه أو يكرهه؟
أمر َي ُ ّ
ماذا يقول َمن أتاه ٌ
حيب ُ ِ ع�ن عائش� َة قال�تَ :
رس�ول اهلل ﷺ إذا رأى م�ا ُّ كان
ِ
احل�ات ،وإذا رأى ما يكر ُه
ُ الص ق�ال :احلمدُ هللِ ا ّل�ذي بنعمته ُّ
تت�م ّ
كل ٍ
حال).(1 قال :احلمدُ هللِ عىل ِّ
***
153