You are on page 1of 46

‫دراسة مقارنة بين ثالث من ترجمات معاني القرآن الكريم‬

‫إلى اللغة اإلسبانية‬


‫( كورتيس ـ بيرنيت ـ مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف‬
‫)‬

‫د‪ .‬علي بن إبراهيم منوفي‬


‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬
‫تقديم‬

‫مما الشك فيه أن املت ابع للس احة الثقافية اإلس بانية يالحظ أنه يف اآلونة‬
‫األخرية كثرت ترمجات معاين القرآن الكرمي إىل اللغة اإلسبانية‪ ،‬وإذا ما أردنا‬
‫الدقة فه ذه الك ثرة ترجع إىل العق دين األخ ريين من الق رن العش رين‪ ،‬وإذا ما‬
‫أردنا املزيد من التحدي د‪ :‬فه ذه الظ اهرة قد نش أت بعد أن مت إق رار الدس تور‬
‫اإلس باين اجلديد ( نوفمرب ‪1978‬م ) بعد إج راء اس تفتاء ش عيب علي ه‪،‬‬
‫فالدس تور اجلديد يتض من حرية العقي دة بعد أن رزحت إس بانيا زمن اً ط ويالً‬
‫حتت سيطرة العقيدة املسيحية الكاثوليكية‪ ،‬وليس معىن هذا أن ترمجات معاين‬
‫الق رآن إىل اإلس بانية مل تظهر قبل ه ذا الت اريخ‪ ،‬إذ إن منها ما يع ود إىل ع ام‬
‫‪ 1530‬م غري أن الكنيسة أم رت بإحراقها (‪ ،)1‬مث ن أيت إىل النصف الث اين من‬
‫القرن العشرين لنجد خوان برينيت ‪ .Vernet J‬يصدر الطبعة األوىل لرتمجة‬
‫مع اين الق رآن الك رمي‪ ،‬مث تت واىل الرتمجات بعد ذلك ب وقت ليس بالقصري‬
‫وخباصة خالل العقدين املذكورين آنفاً‪.‬‬
‫ورمبا يرجع االهتمام برتمجة معاين القرآن الكرمي إىل اللغة اإلسبانية إىل‬
‫عدة عوامل منها ‪:‬‬
‫أ ‪ :‬زيادة عدد املسلمني يف إسبانيا وباقي الدول املتحدثة باللغة اإلسبانية اليت‬
‫يزيد عددها على العشرين دولة‪ ،‬ومبقولة أخرى‪ :‬إن عدد املتحدثني هبذه‬
‫اللغة يتجاوز اليوم ثالمثائة مليون نسمة؛ ويف هذا املقام جتدر اإلشارة إىل‬
‫(‬
‫‪ )1‬راجع الطبعات املختلفة اليت صدرت لرتمجة معاين القرآن الكرمي ـ خوان برينيت ـ املقدمة ابتداء من‬
‫الطبعة اليت صدرت عام ‪1953‬م ـ ‪ - J.Jose editor‬برشلونة ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أن هذه الزيادة يف أعداد املسلمني ترجع أساساً‪ ،‬إىل أجيال املهاجرين من‬
‫العرب املسلمني الذين أخذوا ميشون يف مناكبها حبثاً عن الرزق سواء من‬
‫الذين ينسبون إىل اجليل األول أو الثاين أو الثالث من املهاجرين ـ ممن هم‬
‫يف أمريكا الالتينية بصفة خاصة ـ ‪ ،‬إذ يالحظ أن بعض اً من هذه األجيال‬
‫الثالثة قد نسي اللغة األم ـ العربية ـ وبالت ايل فهم يف حاجة إىل التواصل‬
‫م رة أخ رى‪ ،‬وبش كل مكثف مع الثقافة اإلس المية خاصة والعربية عام ة‪،‬‬
‫ولو كان ذلك التواصل من خالل الرتمجات‪.‬‬
‫املسماة بالدول‬
‫ب‪ :‬كان الفراغ الروحي الذي تعيشه أوربا وباقي دول العامل ّ‬
‫الصناعية أو الدول املتقدمة أو دول العامل األول‪ ،‬يشجع مجاهري املواطنني‬
‫هن اك على البحث عن ب دائل أو حل ول للمش اكل الروحية املزمنة منذ‬
‫القطيعة واهلوة الل تني ح دثتا بني الكنيسة والرعي ة‪ ،‬وال دليل على ذلك‬
‫س هل وبس يط وهو أن املت ابع للتط ورات الثقافية يف أوربا الغربية س وف‬
‫جيد توجه ات حنو الثقاف ات الش رقية ( اهلند والصني )؛ ظن اً من ذلك‬
‫اجلمهور أنه سيجد ما يشفي ويثلج صدره ويكفي حاجته الروحية‪ ،‬ومن‬
‫هنا أيضاً ندرك احلاجة إىل ترمجة معاين القرآن الكرمي‪.‬‬
‫ج‪ :‬أن ال دعوة اإلس المية البد أن تت وافر هلا الوس ائل الكافية والالزمة إلبالغ‬
‫كلمة اهلل إىل الناس كافة‪ ،‬ويف هذا املقام نالحظ ـ من خالل اطالعنا على‬
‫الدراسات املتعلقة برتمجة معاين القرآن الكرمي ـ أن الباحثني جيوبون كتب‬
‫الفقه لعلهم جيدون ما يؤيد وجهة نظ رهم اليت حتبذ ترمجة مع اين الق رآن‬
‫الك رمي‪ ،‬فيق ول ال دكتور ف اروق طنط اوي(‪ ،)1‬نقال عن السرخس ي‪:‬إن‬

‫‪1‬‬
‫(?) أحباث املؤمتر الدويل ‪ " :‬الرتمجة ودورها يف تفاعل احلضارات " ـ جامعة األزهر ـ القاهرة يونيو‬

‫‪2‬‬
‫س لمان الفارسي ق ام بنسخ س ورة الفاحتة بالفارس ية ليقرأها الن اس يف‬
‫ص الهتم إىل أن النت للعربية ألس نتهم‪ ،‬كما أش ار ب احثون آخ رون إىل‬
‫رأي نُسب لإلمام أيب حنيفة النعمان يقول فيه جبواز الصالة مبا ترجم من‬
‫الق رآن إىل الفارس ية للق ادر على العربية … والع اجز عنه ا‪ ،‬ألنه ك ان‬
‫وأن القرآن هو املعىن فقط‬
‫يرى أن قيد العربية غري داخل يف ماهية القرآن َّ‬
‫عُرِّب عنه بالعربية أو باألعجمي ة‪ ،‬فلما حتقق له بعد ذلك أن قيد الع ريب‬
‫معترب يف ماهية الق رآن رجع عن قوله بص حة الص الة للق ادر على العربية‬
‫بغريها(‪.)1‬‬
‫امللحة إىل ترمجة معاين القرآن الكرمي رغم أن‬
‫وجممل القول هو احلاجة َّ‬
‫اللغة العربية غري مستعص ية على الفهم والتعلّم‪ ،‬ذلك أن األزم ان والظ روف‬
‫السياس ية واالجتماعية ط رأ عليها تغري كب ري‪ ،‬يتطلّب ه ذا التغري احملم ود يف‬
‫وجهات نظر الكثري من املؤسسات الدينية اإلسالمية‪ ،‬بل وإسهامها يف بعض‬
‫ترمجات مع اين الق رآن الك رمي س واء ك ان اإلس هام مباش را مثل تـمويل بعض‬
‫الرتمجات وإص دارها بامسها وحتت رعايته ا‪ ،‬كما فعل جممع امللك فه د‪ ،‬أو‬
‫ت ويل مراجعة بعض الرتمجات مثلما فعلَت جامعة األزه ر‪ ،‬ومع كل ه ذا‬
‫نق ول‪ :‬إن ه ذا اجلهد احملم ود مل ي زل يف بداية مش واره‪ ،‬وإن املطل وب هو‬
‫الكثري والكث ري‪ ،‬وخباصة يف مي دان تص حيح األخط اء اليت توجد يف الرتمجات‬
‫املتعلقة مبعاين القرآن الكرمي واملتداولة يف األسواق‪.‬‬

‫‪ 1998‬ص ـ‪( 1957‬اجمللد الثالث) ‪.‬‬


‫‪1‬‬
‫(?) د‪ / .‬حممد عبـد املقـصود جـاب اهلل ـ " فـقه الكـتاب والسنة " ( يف عقود املعامالت ) ط‪ .‬أوىل عام‬
‫‪. 1997‬‬

‫‪3‬‬
‫‪1‬ـ ترجمات معاني القرآن إلى اللغة األسبانية‬
‫المتوافرة‬

‫مثة عدد ال بأس به من ترمجات معاين القرآن الكرمي إىل اللغة اإلسبانية‪،‬‬
‫إذ يربو ع ددها على العش رة وه ذا رقم ض ئيل إذا ما قارنّا ذلك بعش رات‬
‫الرتمجات املوج ودة باإلجنليزية أو الفرنس ية‪ ،‬وعلى أية ح ال ميكننا تص نيفها‬
‫على النحو التايل ‪:‬‬
‫أ ـ الصنف األول ‪ :‬ترجمات مجهولة المترجم‬
‫وهذه الرتمجات ميكن أن ندرجها حتت نوعني مها ‪:‬‬
‫‪ -1‬أن الرتمجة اليت صدرت كانت نتيجة جهد مجاعي ـ وهو احتمال ضعيف‬
‫ـ صادر عن فريق من املرتمجني والباحثني يف علوم القرآن الكرمي‪ ،‬وميكننا‬
‫أن نع ّد من هذا النوع الرتمجة الصادرة عن "مركز الطالب املسلمني‬
‫بغرناطة ـ إسبانيا‪ Estudiantil Centro Musulmán .‬وقد صدرت‬
‫هذه الرتمجة عن دار النشر التابعة للمركز واليت حتمل االسم نفسه‪ ،‬وقد‬
‫مطولة بعض الطول تناولت القرآن الكرمي وجوانب‬ ‫تضمنت مقدمة ّ‬
‫اإلعجاز األديب فيه‪ ،‬وترمجة أمساء اهلل احلسىن‪ ،‬وبعض أحاديث الرسول‬
‫عليه الصالة والسالم‪ ،‬ونبذة عن السرية النبوية‪.‬‬
‫فض ل البق اء يف الظل وع دم اإلعالن عن نفسه‬ ‫‪ -2‬أن املرتجم ف رد واحد َّ‬
‫ابتغ اء مرض اة اهلل‪ ،‬أو حلاجة يف نفس يعق وب ظه رت مالحمها س واء يف‬
‫التقدمي أو تناول النص القرآين‪ ،‬ولو أن هذا التسويغ ليس قطعياً‪.‬‬
‫ومن هذا النوع نسوق ترمجتني ‪:‬‬

‫‪4‬‬
‫أ‪ -‬ترمجة ص درت عن دار نشر ت دعى جابيوتا ‪ Gaviota‬مبدينة برش لونة‬
‫اإلس بانية ع ام ‪1986‬م‪ ،‬كما ص درت طبعة أخ رى هلذه الرتمجة ع ام‬
‫‪1994‬م ضمن سلسلة تدعى ‪ ، .D.M‬ويالحظ يف هاتني الطبعتني أن‬
‫تعمد ذكر اسم الرس ول علي ه الص الة والس الم‬
‫املرتجم‪ ،‬أو دار النش ر‪ّ ،‬‬
‫مؤلف اً للق رآن الك رمي‪ ،‬ومل يظهر ه ذا االدع اء الك اذب على الغالف‬
‫اخلارجي بشكل يكون فيه اسم املؤلف يف اجلزء العلوي مث يأيت العنوان‬
‫يف الوسط بل جعله على ظهر الغالف بعبارة تقول‪ :‬تأليف ‪ :‬حممد‪.‬‬
‫ب‪ -‬ترمجة أخ رى ص درت عن دار نشر ت دعى ألبا ‪ Alba‬يف بل دة‬
‫ألكوبن داس ‪( Alcobendas‬حمافظـة مـدريـد) لع ام ‪2000‬م‪ ،‬حيث‬
‫تضمنت مقدمة موجزة تشري إىل أن األسلوب القرآين أتى على شاكلة‬
‫منزل على الرسول‬ ‫العهد القدمي‪ ،‬ويشكك مؤلف املقدمة يف أن القرآن ّ‬
‫ٍ‬
‫حواش‬ ‫عليه الصالة والسالم‪ ،‬ويالحظ أن النص املرتجم ال يتضمن أية‬
‫على اإلطالق‪.‬‬
‫ب ـ الصنف الثاني‪ :‬ترجمات غير مجهولة المترجم ‪:‬‬
‫رغم أن ه ذا الص نف من ترمجة مع اين الق رآن الك رمي يعىن ب ذكر اسم‬
‫املرتجم‪ ،‬مبعىن أن اجلهد املب ذول منس وب إىل ف رد واحد فق ط‪ ،‬ورغم أن‬
‫املقدمة قد تشري إىل ع دد من األف راد ال ذين تع اونوا معه وأع انوه بفضل اهلل‬
‫على إجناز هذا العمل‪ ،‬فإننا نصنّف هذا النوع اآلخر أيضاً إىل صنفني‪:‬‬
‫‪ -1‬ترمجات حصلت على دعم مادي أو معنوي أو مها معاً من بعض‬
‫املؤسسات واهليئات اإلسالمية‪ ،‬وبالتايل هناك مسؤولية مشرتكة بني‬
‫املرتمجني‪ ،‬أو فريق الرتمجة‪ ،‬وبني اهليئة الراعية للنشر‪ ،‬وميكننا أن نذكر يف‬

‫‪5‬‬
‫هذا املقام مثالني ‪:‬‬
‫أ ‪ -‬ترمجة أعدها ‪ :‬عبد الرمحن عباد ‪A.Abad‬‬
‫مدينة بلنس ية ‪Comunidad Musulmána Sunita de :‬‬
‫)‪ España (Valencia‬وقد صدرت عام ‪2000‬م‪ .‬وق ّدم املرتجم نفسه‪،‬‬
‫وامسه الس ابق خوس يه أبادب الوس ‪ .Avalos J.A‬وهو مس لم اعتنق‬
‫اإلس الم ع ام ‪1957‬م‪ ،‬وتض منت الرتمجة مقدمة أش ارت إىل إس هامات‬
‫املرتجم على الص عيد األديب وهي إس هامات نراها عادي ة‪ ،‬كما يعلق‬
‫املرتجم على أوجه الش به بني الق رآن واإلجنيل ويركز عليها الكثري من‬
‫املستش رقني‪ ،‬وأوضح أن الق رآن أتى ليص حح ويكمل بعض ما ج اء يف‬
‫اإلجنيل‪ ،‬وقد كنا ّنود أن حندد رقم الصفحة اليت استعنَّا هبا إال أن املقدمة‬
‫خلت من أي ت رقيم‪ ،‬ومالحظتنا األولية على ه ذه الرتمجة أن الس يد‬
‫عبدالرمحن عباد يصر على عدم ترمجة البسملة ويوردها كما هي مكتوبة‬
‫حبروف التينية‪.‬‬
‫ب‪ -‬الرتمجة اليت أعدها الشيخ عبد الغين ميالرا‪ :‬وقد صدرت هذه الرتمجة يف‬
‫عدة طبعات‪ ،‬منها تلك اليت صدرت عن دار نشر امسها الكتبية‪.‬‬
‫‪ E. kutubia‬مبدينة غرناطة لعام ‪1994‬م ويتحدث املرتجم يف مقدمته‬
‫املوجزة عن أن هذا العمل هو مثرة مخسة عشر عاماً من اجلهود اليت‬
‫رعتها اجلالية اإلسالمية يف إسبانيا ‪Comunidad de España‬‬
‫‪" ، Islámica‬وقد أسهم أعضاء بارزون يف إعداد هذه الرتمجة حتت‬
‫رعاية اللغوي واملستعرب الذي قام بإعداد احلواشي والصياغة النهائية"‪،‬‬
‫كما تشري إىل االعتماد على الكثري من التفاسري ومنها تفسري القرطيب‬

‫‪6‬‬
‫والطربي والرازي واجلاللني وابن كثري ‪..‬إخل‬
‫كما ص درت طبعة أخ رى هلذه الرتمجة عن جممع امللك فهد لطباعة‬
‫املصحف الشريف باملدينة املنورة لعام‪1417‬ه‍ (املوافق‪1997‬م ) وهي‬
‫طبعة ح وت نص الق رآن وترمجة معاني ه‪ ،‬وتض منت ه ذة الطبعة مقدمة‬
‫ملعايل الدكتور عبد اهلل بن عبد احملسن الرتكي (وزير الشؤون اإلسالمية‬
‫واألوقاف والدعوة والإرشاد باململكة العربية السعودية آنذاك)‪.‬‬
‫والواقع أن ه ذه الرتمجة ال ختتلف عن الطبعة الس ابقة يف ش يء إال‬
‫بعض احلواشي إما باحلذف أو اإلضافة‪ ،‬أما النص األصلي فلم يكد يطرأ‬
‫عليه تغيري‪ ،‬وسوف نتناول ذلك فيما بعد ‪.‬‬
‫وقد ص درت طبعة أخ رى هلذة الرتمجة باسم الش يخ ميالرا (النص‬
‫السابق نفسه) مع إضافات يف بعض احلواشي وخباصة يف فاحتة الكتاب‪،‬‬
‫وهي الطبعة الصادرة عام ‪1998‬م عن دار نشر نور الدين ‪Nureddun‬‬
‫باملادي ميورقة (إسبانيا)‪.‬‬
‫‪ -2‬ترمجات كانت مثرة جهود أفراد اعتمدوا على الكثري من املصادر‬
‫وخباصة جهود املستشرقني األوروبيني الذين سبقوهم يف هذا املضمار‪،‬‬
‫سواء يف دراسة القرآن وعلومه أو ترمجة معاين القرآن‪ ،‬وميكن أن‬
‫حنددها حسب أمهيتها األدىن فاألعلى يف نظرنا ـ ودرجة انتشارها‬
‫ودرجة املوضوعية اليت كان عليها املرتجم سوا ء يف التقدمي أو يف‬
‫معاجلته لرتمجة معاين القرآن الكرمي‪:‬‬
‫أ ‪ -‬ترمجة أعدها خواكني جريثا برابو ‪ J. G. Bravo‬ـ دار النشر تيورميا‬
‫‪ Teorema‬سلسلة ‪( Libro Visión‬برشلونة ‪1983‬م) وحتدث‬

‫‪7‬‬
‫املرتجم عن الرسول صلى اهلل عليه وسلم وشكك يف صحة نسبه إىل‬
‫إبراهيم عليه السالم (ص ‪ 3‬من املقدمة)‬
‫ب‪ -‬ترمجة أعدها بيثيت أورتيث دي ال بويبال ‪ V.O. de la Puebla :‬دار‬
‫نشر ‪ E. de los amigso‬ـ برشلونة ‪1980‬م ‪ .‬وقد صدر من هذه‬
‫الطبعه ألف ومخسمائة نسخة طبقاً ملا أشارت إليه املقدمة‪.‬‬
‫ج‪ -‬ترمجة أعدها خوان ب ‪ .‬بريجوا ‪ ، J.B. Bergua‬والغريب يف األمر أن‬
‫هذه الرتمجة صدرت منها ثنتا عشرة طبعة‪ ،‬وقد اطلعنا على الطبعة‬
‫الصادرة عام ‪1990‬م عن دارنشر أخرى تدعى ‪E. Ibericas‬‬
‫مطولة تتجاوز مائة صفحة (قطع‬ ‫(مدريد)‪ .‬ويقدِّم املرتجم عمله مبقدمة ّ‬
‫صغري)‪ ،‬ويطرح فيها وجود عدة جوانب لدراسة القرآن الكرمي (‬
‫‪:)1‬املنظور الديين (‪:)2‬الرؤية النقدية بإبراز االجيابيات والسلبيات يف‬
‫القرآن الكرمي حسب رأيه املغرض (‪ :)3‬دراسة الدين اإلسالمي من‬
‫باب "حسن الذوق" ـ كما يقول ـ وليس من "باب املشاعر العامة"‪ ،‬مث‬
‫يعلق بأنه غري مؤمن وأن إميانه يرتكز على عدم اإلضرار باآلخرين …‬
‫إخل ويرى أن الزاوية الثالثة هي أنسب بالنسبة لقدراته (ص ‪ 8، 7‬من‬
‫املقدمة) غري أن املرتجم يزعم أن القرآن من تأليف الرسول صلى اهلل‬
‫عليه وسلم‪ .‬مث يستهل مقدمته املسمومة بقوله إن القرآن يركز أوالً‪:‬‬
‫على تقديس اهلل لدرجة تصيب املرء باإلرهاق (…) وثانياً ‪:‬التكرار‬
‫اململ لقضايا ومسلمات ال تتسم عادة باألصالة (…)‪ ،‬إننا النريد‬ ‫ّ‬
‫اإلسهاب يف ذكر مغالطات ذلك املرتجم وحتامله‪ ،‬ولكن أتينا ببعضها‬
‫وأشرنا إىل كثرة الطبعات‪ ،‬لعلّها تسرتعي انتباهاً من اهليئات القائمة‬

‫‪8‬‬
‫على الدعوة اإلسالمية لتحري األمر‪.‬‬
‫د‪ -‬ترمجة برنيت‪ :‬صدرت أول طبعة هلا عام ‪1953‬م ‪ ،‬وقد سبقتها مقدمة‬
‫ميكن ع ّدها معتدلة إىل حد ما باملقارنة بالرتمجة اليت أشرنا إليها يف‬
‫الفقرة السابقة‪ ،‬وقد عرض يف مقدمته األسس اليت تقوم عليها‬
‫التشريعات الدينية من كتب مساوية وأحاديث واجتهاد‪ ،‬مث يعرض حلياة‬
‫الرسول عليه الصالة والسالم وأنه خامت النبيني ـ طبقاً ملاورد يف القرآن ـ‪،‬‬
‫وينوه بقلة ممن شككوا يف‬ ‫مث يتحدث عن األسلوب القرآين وبالغته ّ‬
‫واملعري…) (ص‪ 31‬من‬ ‫بالغة القرآن (الراوندي واملتنيب واحلالج ّ‬
‫املقدمة) مث خيرج علينا برأي مفاده أن السور واآليات املكية تتسم‬
‫بالبالغة والرصانة واإليقاع املوسيقي (…)‪ ،‬وعندما يعرض للسور‬
‫واآليات اليت نزلت على الرسول صلى اهلل عليه وسلم يف املدينة يقول إن‬
‫الرسول صلى اهلل عليه وسلم أصبح رجل دولة وليس يف حاجة إىل‬
‫استخدام وسائل اإلقناع‪ ،‬بل اهلدف هو تعليمي (…) وهنا جند ـ يف‬
‫مطولة (‪ 33‬من املقدمة)‪.‬‬ ‫رأيه ـ األسلوب ثقيالً وغامضاً واآليات ّ‬
‫وقد صدرت هلذه الرتمجة عدة طبعات‪ ،‬وما يسرتعي االنتباه هو أنه‬
‫يع رتف يف مقدمة الطبعة اليت ص درت ع ام ‪1963‬م ب إجراء بعض‬
‫التع ديالت والتص حيحات ‪ ،‬لكنه منذ ذلك الي وم وحىت اآلن مل يقم‬
‫ب إجراء أي تع ديل آخر أو تص ويب رغم وج ود دراس ات تؤكد وج ود‬
‫يقل عندما يكتشف وج ود‬ ‫أخطاء‪ ،‬وهنا ينتاب املرء االستغراب‪ ،‬غري أنه ُّ‬
‫حلقة مفق ودة بني املرتمجني ون ّق اد تلك الرتمجات‪ ،‬وبالت ايل البد من إجياد‬
‫وسيلة حىت تستقيم األمور بعض الشيء‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫نالحظ أيض اً أن املرتجم يلجأ أحيان اً يف احلواشي إىل بعض األمثلة‬
‫التش بيهية املش كوك يف حسن مقاص دها‪ ،‬مثل قوله يف احلاش ية رقم (‪)1‬‬
‫لفاحتة الكتاب‪ :‬إهنا سورة تشبه إحدى الصلوات املسيحية وهى "يا أبانا‬
‫ال ذي يف الس ماوات"(‪ ،)1‬كما ينقل لنا أن هن اك ش بهاً كب رياً بني الس فر‬
‫السابع والعشرين وبني قوله تعاىل‪  :‬اهدنا الصراط المستقيم * صراط‬
‫(الفاحتة ‪-6:‬‬ ‫ال ذين أنعمت عليهم غ ير المغض وب عليهم وال الض الين ‪‬‬
‫‪ )7‬وس وف نتح دث عن املزيد من ه ذا عن دما نع رض املنهج املتبع يف‬
‫الرتمجة‪.‬‬
‫ه‍‪ -‬ترمجة خوليوكورتيس‪ :‬هي واحدة من الرتمجات املنتشرة يف األسواق‬
‫ويعرفها الباحثون كافة يف هذا امليدان‪ ،‬وقد صدرت منها عدة طبعات‬
‫كانت آخرها طبعة ‪1999‬م باللغتني العربية واإلسبانية‪ .‬وكان تاريخ‬
‫صدور الطبعة األوىل عام ‪1985‬م عن دار نشر ‪Herder‬ـ برشلونة‪ ،‬وقد‬
‫وحواش‪ ،‬وكانت مهمة‬ ‫ٍ‬ ‫وفهرس حتليلي‬
‫ٌ‬ ‫مطولة‬
‫صحبت الرتمجة مقدمة ّ‬
‫خوليو كورتيس ‪ J. Cortes‬إعداد الرتمجة واحلواشي‪ ،‬أما املقدمة‬
‫والفهرس التحليلي فقد وقعا على عاتق جاك جومري ‪.Jaques Jomier‬‬
‫وتع رض يف املقدمة لع دة موض وعات‪ ،‬منها احلديث عن العقي دة‬
‫اإلسالمية والقرآن الكرمي من وجهة النظر اإلسالمية‪ ،‬مبعىن أن مؤلف املقدمة‬
‫يق ول يف البداية "الق رآن هو الكت اب املق ّدس عند املس لمني (…) أي أن‬
‫الق رآن‪ ،‬بالنس بة للمس لم‪ ،‬ليس كالم البشر بل هو من عند اهلل أنزله على‬

‫‪1‬‬
‫(?) ص ‪ 3‬ط ‪1991‬م هي اليت سنعتمد عليها عندما نتناوهلا يف الدراسات النقدية ‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫رس وله ص لى اهلل عليه وس لم"(‪( )2‬ص‪ .. )9‬ويع رض املؤلف تنويه اً بوج ود‬
‫تأثريات مسيحية ويهودية من خالل عيش بعض املسيحيني واليهود يف شبه‬
‫اجلزيرة العربي ة‪ .‬وقد تض منت الطبعة اجلدي دة قائمة ب احلروف العربية وطريقة‬
‫نطقها وكتابتها باألجبدية اإلسبانية حىت يتسىن للق ارئ النطق الص حيح لبعض‬
‫أمساء األعالم العربي ة‪ ،‬وإن ك ان قد فضل اس تخدام بعض أمساء األعالم‬
‫التوراتية واإلجنيلية‪ ،‬كما وردت يف العهدين القدمي واجلديد‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫(?) سوف نعتمد اعتباراً من اآلن على الطبعة الصادرة عام ‪1995‬م عن دار النشر املذكورة يف منت‬
‫البحث‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫‪2‬ـ مناهج الترجمة‬

‫س وف نع رض لثالث ترمجات ملع اين الق رآن الك رمي إىل اللغة األس بانية‬
‫وهي‪ :‬الرتمجة الص ادرة عن جممع امللك فهد لطباعة املص حف الش ريف (‬
‫‪1417‬ه‍)‪ ،‬والرتمجة اليت أع ّدها خ وان ب رينيت(طبعة ‪1991‬م)‪ ،‬والرتمجة‬
‫اليت أع ّدها خوليو ك ورتيس ـ طبعة ‪1995‬م؛ وذلك ألمهيتها مقارنة‬
‫بالرتمجات األخ رى‪ ،‬من حيث س عة االنتش ار وجدية العمل يف نظرنا رغم ما‬
‫لنا عليها من اعرتاضات‪ ،‬كما أننا ال نغمط أبداً جهود اآلخرين املخلصة من‬
‫بعض اهليئات اإلسالمية واألفراد‪ ،‬بل اإلشكالية تكمن يف املساحة املتاحة هلذا‬
‫النوع من األحباث وكذلك عنصر الوقت‪.‬‬
‫مما ال شك فيه أن الرتمجة أص بحت الي وم من أهم الوس ائل لالطالع‬
‫على الثقاف ات األخ رى‪ ،‬ومن هنا أخ ذت تكتسب أمهية ك ربى وأخ ذت‬
‫تتن وع حقوهلا وتقني ات العمل فيه ا‪ ،‬ومن املهم يف عمل مثل ه ذا يتعلق‬
‫بالعقيدة اإلسالمية وبرتمجة معاين القرآن الكرمي أن يتوافر للمرتجم الكثري من‬
‫األدوات س واء تلك اليت يطلق عليها املنظّ رون يف علم الرتمجة عملية التوثي ق‪،‬‬
‫وهي يف املقام األول التفاسري املختلفة للقرآن حديثها وقدميها‪ ،‬وعلوم القرآن‬
‫واللغة‪..‬إخل‪.‬‬
‫منهج خوان بيرنت في ترجمته‬
‫وهنا جند أن خ وان ب رينيت يتح دث عن منهجه يف العمل فيق ول‬
‫"لقد أخ ذنا طريق اً وس طاً بني احلرفية واملعىن (… ) وحاولنا مباع دة أنفس نا‬
‫عن أي حتريف للنص (…) وهلذا ميكن أن تظهر بعض ال رتاكيب اللغوية‬

‫‪12‬‬
‫الركيكة بعض الش يء"(‪ )1‬ومع ه ذا يفاجئنا املرتجم بإعالنه القي ام حبذف‬
‫بعض الضمائر وإحالل االسم الظاهر ـ أحياناً ـ حملها عندما تقتضي الضرورة‪،‬‬
‫مث ي ذهب إىل أبعد من ه ذا عن دما يع رتف بلجوئه إىل ح ذف الكثري من‬
‫عبارات التوكيد حيث يعدها ‪-‬يف نظره‪ " -‬تفتقر إىل األمهية"(‪ ،)2‬ويف الطبعة‬
‫اليت نعتمد عليها يف ه ذا البحث (‪1991‬م) جنده يؤكد أن ه ذا النص هو‬
‫نفسه ال ذي أعيد طبع ه‪ ،‬مث يض يف أنه اعتمد يف ترمجته على ترمجات فلوجيل‬
‫‪ ، FlÜgel‬ومع أنه يع رتف باالس تغناء عن عب ارات التوكيد وبعض الض مائر‬
‫فإنه عندما يضيف شيئاً‪ ،‬مثل بعض الكلمات لإليضاح ـ يف نظره ـ فإنه مييزها‬
‫افة‪ -‬بكتابتها حبروف مائلة مثل ترمجته ملعىن اآلية الثالثة من‬ ‫‪-‬أي باإلض‬
‫نداء خفي اً‪ ‬فأضاف إليها يف البداية عبارة "تذكر‬
‫سورة مرمي ‪‬إذ نادى ربهُ ً‬
‫عن دما … " (ص‪ 261‬ط‪1991‬م)‪ .،‬ويوضح أيض اً أن ه ذه اإلض افات مل ت ِ‬
‫أت‬
‫جزاف اً وإمنا اعتم اداً على بعض التفاسري وخباصة تفسري أيب حي ان‪ ،‬وميكن أن‬
‫ن ذكر مث االً آخر هو قوله تع اىل‪ :‬إذ يغش يكم النع اس أمنة منه وي نزل‬
‫عليكم من السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان وليربط‬
‫فأض اف إىل ترمجة معىن اآلية‬ ‫(األنف ال‪)11:‬‬ ‫على قل وبكم ويثبت به األق دام‪‬‬
‫عبارة قوله‪ ))Acordaros cuando(( :‬أي تذكروا عندما ‪..‬‬
‫ويق وم يف ال وقت ذاته بوضع عن اوين جانبية تتن اول املوض وعات‬
‫متت للنص‬
‫املذكورة يف اآلي ات القرآني ة‪ .‬غري أنه يؤكد أن تلك العن اوين ال ّ‬
‫القرآين بصلة وقد ِجيء هبا من باب التصنيف‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫(?) خوان برينيت ط ‪ 1‬عام ‪ 1953‬ص ‪40‬‬
‫‪2‬‬
‫(?) املصدر نفسه ص ‪. 40‬‬

‫‪13‬‬
‫منهج خوليو كورتيس في ترجمته‬
‫أما خوليو كورتيس فيتحدث عن منهجه يف الرتمجة ق ائالً‪" :‬لقد نظرنا‬
‫للنص الق رآين على أنه ن زل من خالل ال وحي وأنه يتض من مع اين خاصة‬
‫بالنس بة حملمد وأتباع ه"‪ ،‬مث يس تطرد مؤك دا ترك يزه على النقل األمني "للفكر‬
‫القرآين" أي الرتكيز على ترمجة معاين القرآن دون األخذ يف االعتبار حماكاة‬
‫األس لوب‪ ،‬ولو أنه يف حقيقة األمر له أس لوبه يف اللغة اليت ي رتجم إليه ا‪ ،‬لكن‬
‫ما الذي فعله املرتجم حىت يكون نقله أمين اً ؟ ورداً على هذا التس اؤل يؤكد‬
‫املرتجم يف العجالة املذكورة أنه ب ذل جه داً كب رياً حىت يصل إىل ن وع من‬
‫النص ي والتس اوي يف األثر والوقْ ع‪ ،‬وه ذان العنص ران ـ يف نظ ره ـ‬
‫التس اوى ِّ‬
‫رئيس ان يف نص ديين مق ّدس مثل الق رآن‪ ،‬ورغم ذلك فالرتمجة هي ن وع من‬
‫التفس ري‪ ،‬وهنا جنده يشري إىل الفصل بني ما يعد ترمجة وما يعد تفس رياً‪ ،‬أي‬
‫بني ظ اهر اللفظ الق رآين وبني ما ي ّدل عليه من خالل التفسري والتأوي ل‪ ،‬كما‬
‫يؤكد أنه وضع يف تقديره التفاسري املختلفة للقرآن الكرمي‪ ،‬مث يؤكد أيضاً أن‬
‫الس ور واآلي ات كث رياً ما يوضح بعض ها بعض اً حىت يتضح معىن اللفظ أو‬
‫اآلية‪ ،‬وهنا نالحظ أنه كثرياً ما يشري يف هذا املقام‪- ،‬يف احلواش ي‪ -‬إىل هذا‬
‫البعد‪.‬‬
‫أما فيما يتعلق بأمساء األعالم فإنه يتخذ منهج اً وس طاً‪ :‬بالنس بة ألمساء‬
‫األعالم ال واردة يف الت وراة واإلجنيل فهو ي أيت هبا نوع اً من التق ريب ل ذهن‬
‫القارئ إىل اللغة اإلسبانية‪ ،‬أما باقي األمساء األخرى اليت مل جيد هلا مقابالً يف‬
‫اللغة اإلس بانية أو األمساء العربية األخ رى فقد اتبع منهج الوصف الص ويت‬
‫مستخدماً احلروف اإلسبانية مع بعض اإلضافات اإلشارية حىت يكون نطقها‬

‫‪14‬‬
‫سليماً‪ ،‬إىل ٍ‬
‫حد ما‪ ،‬من جانب ابن اللغة اإلسبانية‪.‬‬
‫ومن ناحية أخ رى جنده يس تخدم الكثري من احلواشي التفس ريية ويصر‬
‫على ابتعاده عن التفاسري واإليضاحات املثرية للجدل‪.‬‬
‫وإذا ما أردنا مث االً توض يحياً ملنه اج الرتمجة عند ب رينيت ( س ورة‬
‫اآلنفال األية رقم ‪ )11‬إذ يقول ‪cauduo hizo que os entrará sueño‬‬
‫‪( …para daros sensación de seguridad venida de Él‬ص‬
‫‪ )238‬جنده مل يضف ش يئاً وإمنا أورد يف احلاش ية اخلاصة هبذة اآلية الكرمية‬
‫ق ائالً "ع ادة ما تشري ه ذه اآلية إىل ب در‪ ،‬ورغم ذلك فالش به جيمع بينها وبني‬
‫اآلية القرآنية ‪‬ثم أن زل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا يغشى طائفة منكم‪‬‬

‫(آل عم ران‪ )154:‬وه ذا جيعلنا نظن أهنا تشري إىل ماح دث للمس لمني يف موقعة‬
‫أح د‪ ،‬فلقد ش عر الرس ول ص لى اهلل عليه وس لم باألم ان بعد نع اس اس تمر‬
‫قليالً‪ ،‬فلقد هطل املطر وك ان ذلك عون اً للمس لمني ال ذين ك انوا يع انون‬
‫العطش"(‪( )1‬ص‪ .)238‬وإذا ما انتقلنا إىل الرتمجة اليت أع دها الش يخ عبد‬
‫الغين ميالرا وصدرت عن جممع امللك فهد لطباعة املصحف الشريف فال جند‬
‫أية إش ارة إىل منهج املرتجم يف العمل إال إش ارة إىل أن الرتمجة راجعها كل‬
‫من الش يخني عمر عبد اهلل ق ّدورة وعيسى عمر كبي دو"(‪ ،)2‬ولو رجعنا إىل‬
‫ال وراء قليالً لوج دنا النص نفسه قد ص در يف طبعة ع ام ‪1994‬م‪ ،‬مع‬
‫اختالف احلواش ي‪ ،‬وهنا جند أن املرتجم قد ق ّدم هلذه الطبعة بالإش ارة إىل أهنا‬
‫‪1‬‬
‫(?) نزول املطر كان يف وقعة بدر؛ ألجل طهارة الظاهر والباطن‪ ،‬وليثبت القلوب واألقدام‪ .‬أما غشيان‬
‫النعاس فكان يف غزويت بدر وأحد‪( .‬اللجنة العلمية)‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫(?)كلمة معايل وزير الشؤون اإلسالمية واألوقاف ـ اململكة العربية السعودية ‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫مثرة عمل مت إجنازه خالل ثالثة عشر عاماً (…)‪ ،‬وهذا شيء عظيم‪ ،‬غري أنه‬
‫مل يفصح لنا إال عن القليل بشأن املنهجية املستخدمة يف العمل ومدى التزامه‬
‫هبا‪ ،‬إال إش ارة م وجزة للج انب الت وثيقي الس ابق على عملية الرتمجة‪ ،‬وإذا ما‬
‫حاولنا أن نتع رف على منهج العمل من خالل التط بيق فعلينا أن نع ود إىل‬
‫اآلية ذات ال رقم (‪ )11‬من س ورة األنف ال حىت تس تقيم املقارنة بني الرتمجات‬
‫الثالث‪ ،‬وهنا جند أنه مل يزد على النص شيئاً‪ ،‬غري أنه مل ينص على أي شيء‬
‫يف احلواشي بشأن اآلية املذكورة‪ ،‬كما أننا إذا ما انتقلنا ‪-‬على سبيل املثال ال‬
‫احلصر‪ -‬إىل اآلية رقم (‪ )1‬من س ورة (األنف ال) نفس ها لوج دنا أن الش يخ‬
‫ميالرا يضيف من عنده بعض األلفاظ إىل النص حيث يقول يف ترمجة املعىن"‬
‫‪Te preguntan acerca de los botines de guerra . Di : los‬‬
‫‪botines de guerra pertenecen a Allah y‬‬
‫”‪al mensajero ,…….‬‬
‫أي ويسألونك عن غنائم احلرب‪ .‬قل‪ :‬غنائم احلرب هلل ‪‬يسألونك عن‬
‫األنف ال قل األنف ال هلل والرس ول ‪ ..‬اآلي ة‪ .‬وهو هنا مل يفعل ومل يس لك‬
‫الطريق الذي سلكه خوان برنيت ـ أشرنا إليه سابقاً ـ كما مل يسر على النهج‬
‫الذي رمسه لنفسه منذ البداية ـ عملياً ـ ‪ ،‬وقد وضح ذلك يف أول سورة البقرة‬
‫(‪)1‬‬
‫فجاءت الرتمجة‬ ‫( البقرة‪)1 :‬‬ ‫‪‬الم ذلك الكتاب الريب فيه هدى للمتقين‪‬‬
‫على هذا النحو‪:‬‬
‫‪Alif, lām, Mim . Ese libro,‬‬
‫)‪Sin duda, contiene una guía para los temerosos (de su Señor‬‬
‫أي أن اإلض افة هنا ( من رهبم ) وض عت بني قوس ني‪ ،‬لكنه مل يل تزم‬

‫‪1‬‬
‫(?) اعتمد الشيخ عبدالغين ميالرا يف ترمجته على املصحف املطبوع برواية ورش عن نافع‪ ،‬فالرتقيم الذي‬
‫يف ترمجته حبسب الع ّد املدين‪ ،‬وفيه خمالفة ـ أحياناً ـ ملصحف حفص الكويف ‪( .‬اللجنة العلمية)‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫ب ذلك يف الب اقي وهو األعم‪ ،‬أما فيما يتعلق بأمساء األعالم ف إن الش يخ ميالرا‬
‫ذكرها كما هي بنطقها الع ريب يف اللغة اإلس بانية مبا يف ذلك لفظ اجلاللة‬
‫واسم الرس ول علية الص الة والس الم‪ ،‬لكن الش يخ نسي أن قواعد الص وتيات‬
‫يف اللغة اإلس بانية حتول دون النطق الس ليم لكتابة لفظ اجلاللة ‪ Allah‬حيث‬
‫إن احلرف ‪ H‬ال ينط ق‪ ،‬كما أن احلرف املش دد ‪ LL‬ينطق ي اءً وهنا جند أن‬
‫لفظ اجلاللة "اهلل" ينطق "أياّ" حسب الكتابة‪.‬‬
‫وهذا ليس فيه أي صواب‪ ،‬وهنا نذكر أن املستعربني اإلسبان قد فطنوا‬
‫منذ زمن هلذا االختالف بني الص وتيات العربية واإلس بانية‪ ،‬ف أحلقوا مع‬
‫مؤلفاهتم اليت قد تتناول أمساء أعالم عربية جدوالً يبني طريقة النطق يف اللغة‬
‫العربية وذلك تفادياً هلذا اللبس الذي ميكن أن يقع فيه القارئ‪.‬‬
‫كما ال نتفق مع الش يخ يف ذك ره أمساء الرسل واألنبي اء وب اقي األعالم‬
‫املذكورة يف الت وراة واإلجنيل والق رآن حسب نطقها باللغة العربية وذلك‬
‫تيس رياً على الق ارئ‪ ،‬وإن ك ان من الض روري ه ذا االجتاه ‪ -‬أي كتابة أمساء‬
‫األعالم حسب نطقها‪ -‬فيتعني مراعاة الشرح يف احلواشي‪.‬‬
‫أضف إىل ما سبق أننا مجيعاً نعرف أنه كلما كان مذاق النص املرتجم‬
‫بعيداً عن مذاق اللغة األصلية كان املرتجم أكثر متكن اً من مادته ومن أدواته‪،‬‬
‫وبالتايل جند القارئ وقد محد له هذا اجلهد وشكره عليه‪ ،‬غري أن الشيخ يتبع‬
‫احلرفية اليت قد تصل إىل املبالغة أحيان اً‪ ،‬مبعىن أن الص ور البالغية يف لغة ما‬
‫ليس بالض رورة أن تك ون على الش اكلة نفس ها يف اللغة األخ رى‪ ،‬ومن هنا‬
‫خنرج بنص يتطلب من الق ارئ الكثري من اجلهد والعن اء‪ ،‬ورمبا ظن الق ارئ‬
‫سوءاً مبا يسمع عن البالغة القرآنية وإعجازها اللغوي يف النص العريب‪ ،‬ولسنا‬

‫‪17‬‬
‫يف حاجة إىل مزيد من َس ْوق األمثلة وما علينا إال أن حنيل القارئ على ترمجة‬
‫املقدمة ال واردة يف طبعة جممع امللك فهد ليتسىن له إدراك ما نتح دث عنه من‬
‫م ذاق ع ريب لس ياق اجلملة اإلس بانية‪ ،‬ومن ك ثرة ذكر ح رف العطف "‪" Y‬‬
‫فه ذا طبيعي يف بداية الفق رات العربية أو اجلمل لكن كثرته يف اللغة اإلسبانية‬
‫وهبذه الطريقة تبعد النص عن كثري من مجالياته‪.‬‬
‫بقيت إش ارة أخ رية من الض روري ذكرها ‪-‬ولو أن ه ذا ليس مكاهنا‬
‫املناس ب‪ ،-‬أال وهي األخط اء املطبعية س واء يف النص الق رآين(‪( )1‬العربي ة)‬
‫وخباصة بالنس بة حلريف الف اء والق اف ولس نا ن دري كيف ح دث ه ذا الس هو‬
‫املتمرس إىل الوقوع يف لبس شديد‪،‬‬‫غري املقصود الذي قد يؤدي بالقارئ غري ّ‬
‫كما أن النص اإلسباين به بعض األخطاء املطبعية‪ ،‬ولينظر القارئ الكرمي إىل‬
‫املقدمة حيث ورد اسم عمر هك ذا ‪، Amer‬كما أن ترمجة س ورة‬
‫الفاحتة فيها خطأ مطبعي‪ irani‬حيث تق رأ هك ذا "إي راين" مع أهنا ‪ni ira‬‬
‫"غضب وال " ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫(?) ليست هناك أخطاء يف نص القرآن الكرمي املرافق لرتمجة ميالرا املطبوعة يف اجملمع‪ ،‬وما أشار إليه‬
‫الباحث على سبيل املثال من نقط حرف القاف نقطة واحدة من فوق‪ ،‬ونقط الف اء نقطة من أسفل‪ ،‬هو‬
‫الذي جرى عليه العمل يف املصاحف املطبوعة برواية ورش‪ ،‬وسبقت اإلشارة إىل أن الشيخ ميالرا اعتمد‬
‫يف ترمجته على هذه الرواية‪(.‬اللجنة العلمية)‬

‫‪18‬‬
‫‪3‬ـ ترجمة بدايات بعض السور‬

‫ما ال ذي فعله املرتمجون الثالثة بالنس بة للس ور اليت تب دأ ب احلروف‬


‫املقطعة مثل سورة البقرة ومرمي وق والقلم ‪..‬إخل ؟‪ ،‬عندما نتصفح كل ترمجة‬
‫على حدة جند أن كورتيس ال يفعل شيئاً إزاءها ويوردها كما هي مع وضع‬
‫بعض العالم ات اليت تشري إىل كيفية نطقها بالعربية (س ورة م رمي على س بيل‬
‫املث ال ص‪ ،)362‬كما أنه ي ذكر عند ترمجته لس ورة البق رة أن ه ذه احلروف‬
‫(امل) غامضة وتتص در مخس اً من س ور الق رآن باإلض افة إىل س ورة البق رة‬
‫(…) وهنا ينسى وجود سور أخرى كثرية فيها حروف أخرى‪.‬‬
‫أما كل من ب رينيت والش يخ ميالرا في ذكران احلروف منطوقة ‪Alif‬‬
‫‪ Lām Mim‬وهنا جند ميالرا يص مت عن ذكر أي تعلي ق‪ ،‬أما ب رينيت‬
‫فيحيلنا على إح دى الص فحات اليت تتح دث عن كنه ه ذه احلروف يف‬
‫املقدمة‪ ،‬أي أننا أمام حماولة إيضاحية‪ ،‬وعلى أي حال فهذا املخرج الثاين هو‬
‫ال ذي منيل إليه‪ ،‬غري أن له تكملة غري موجودة عندمها وهي الوصف الصويت‬
‫حىت يتم التمي يز يف النطق بني الط اء والت اء‪ ،‬فاملقابل الوحيد هلا يف اإلس بانية‬
‫هو حرف ‪ ،T‬ونعرف أن العني واحلاء ليس هلما مقابل‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫‪4‬ـ جوانب أخرى في الترجمات الثالث‬

‫سوف نتناول يف هذه الفقرة بضع آيات من بعض سور القرآن للمزيد‬
‫من املقارنة بني الرتمجات الثالث حىت تتضح لنا نواحي القصور والتوفيق عند‬
‫كل منهم‪ ،‬رغم ثقتنا الكاملة يف أهنم اجته دوا مجيعا للوص ول إىل عمل‬
‫يق رتب من الص واب وال نق ول الص واب‪ ،‬كله فه ذا أمر مس تحيل يف فن‬
‫الرتمجة وعلمها‪:‬‬
‫أ – سورة الواقعة ‪‬فال أقسم بمواقع النجوم‪ .‬وإنه لقسم لو تعلمون عظيم‬
‫‪( ‬اآليتان‪.)78،79:‬‬

‫‪ –1‬وهنا جند الش يخ ميالرا يلغي وظيفة "ال" على اعتب ار أهنا زائ دة أخ ذاً‬
‫ببعض الآراء الض عيفة اليت تق ول ب ذلك(‪)1‬وب دأ الرتمجة " أقسم ‪ "..‬إال أن‬
‫كالً من ك ورتيس وب رينيت يبقي ان على الم القسم(‪)2‬اليت ت دل على‬
‫التفخيم وجالل القس م‪ ،‬وأك ثر من ه ذا أن خوليو ك ورتيس يشري يف‬
‫احلاشية إىل أن الم القسم هذه تتكرر يف بعض اآليات القرآنية‪.‬‬
‫‪ –2‬أن ثالثتهم ترمجوا لفظة مواقع ب األفول ‪ Ocasos‬وإن ك ان ميالرا قد‬
‫جعلها مف ردة ‪ Ocaso‬وه ذه ترمجة غري موفقة يف نظرنا نظ راً ملا يشري‬
‫إليه أبو حيان من أن "مواقع" أي مواقع وأماكن النجوم يف السماء‪ ،‬ومبا‬
‫يفصل بينها من مسافات عظيمة(‪.)3‬‬

‫(?) تفسري البحر احمليط ألىب حيان األندلسي ـ ‪ 213 /8‬دار الكتب العلمية ـ بريوت ـ لبنان ـ ‪1993‬م‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫راجع أيضاً تفسري ابن كثري ‪ 359 /4‬ـ املكتبة التجارية مكة املكرمة ‪.‬‬
‫(?) املصدر السابق ‪. 213 /8‬‬ ‫‪2‬‬

‫(?) وهذا ما ذهب اليه األستاذ أمحد عبد الوهاب يف حبثة " مقارنات بني ترمجات معاين القرآن "ضمن‬ ‫‪3‬‬

‫‪20‬‬
‫‪ –3‬أصاب كل من برينيت وكورتيس يف ترمجة النجوم بـ ‪ astros‬بدالً من‬
‫‪ Estrellas‬حيث إن األوىل أدق‪.‬‬
‫‪ –4‬أص اب كل من ب رينيت وك ورتيس يف الربط بني االث نني حيث العالقة‬
‫واضحة ومحيمة‪.‬‬
‫‪ –5‬ال نريد أن نتوقف عند ب اقى الرتمجات فهي مل ت دخل يف دائ رة املقارنة‬
‫وإن كنا قد أوردناها يف ملحق رقم (‪ )2‬حىت يتسىن للق ارئ الك رمي‬
‫االطالع على املزيد من اجله ود‪ ،‬وميكن الق ول فقط إن بعض ها أخذ‬
‫بظاهر "ال" وعدَّها أداة نفي‪" :‬لن أقسم"‪.‬‬
‫ب– ق ال تع اىل ‪ ‬وكل إنس ان ألزمن اه ط ائره في عنقه ونخ رج له ي وم‬
‫( اإلسراء‪. )13 :‬‬ ‫القيامة كتابا يلقاه منشورا ‪‬‬
‫‪ – 1‬إذا ما قبلنا برتمجة لفـظة "طائر" مبعىن العمل كما يف هلجة أمنار(‪ )1‬اتّضـح‬
‫أن الرتمجات الثالث مل تصب اهلدف حيث ت رمجت ط ائر مبعىن‬
‫‪( destino‬عند كل من ميالرا وب رينيت) و ‪ Suerte‬عند ك ورتيس‬
‫ومعىن الكلمتني متقارب وهو القدر واملصري‪ ،‬وهذا ما يتسق مع ما ورد‬
‫يف تفسري أيب حيان األندلسي(‪.)2‬‬
‫‪ – 2‬أض اف ك ورتيس – يف احلاش ية– أن ظ اهر اللفظة هو ط ائر وقد‬
‫ترمجناها مبعىن احلظ س واء أك ان حظ اً طيب اً أم س يئاً (…‪ )..‬كما أن‬
‫اآلية إشارة إىل عادات كانت تتم يف اجلاهلية (ص ‪.)340– 339‬‬
‫أحباث املؤمتر الدول ص ‪ 2354‬ـ اجمللد الثالث‪.‬‬
‫(?) راجع حبث أمحد عبد الوهاب ـ املرجع السابق ‪ 2354‬ـ نقالً عن " اللغات يف القرآن " مكتبة وهبة‬ ‫‪1‬‬

‫ـ القاهرة ‪.‬‬
‫(?) ‪. 11 /6‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪21‬‬
‫‪ – 3‬مل يوفق خوليو كورتيس – على ما نعتقد – عندما ترجم لفظة "كتاباً"‬
‫بلفظة ‪ Escritura‬وتركها مكتوبة بالش كل ال ذي ن راه كاسم علم‪،‬‬
‫وه ذا ما يثري اللبس إذ إنه يس تخدم اللفظ اإلس باين يف ترمجته للفظة‬
‫الكت اب أي الق رآن يف س ورة البق رة (اآلية رقم ‪(( )1‬أمل ذلك الكت اب‬
‫الريب فيه هدى للمتقني)) ومن الواضح أن اتفاق اللفظ ال يعين تطابقا‬
‫يف املعىن عند وجود سياق آخر‪.‬‬
‫‪ – 4‬منيل إىل ترمجة لفظة "ط ائر" مبعىن العمل(‪)1‬وليس الق در واملصري وذلك‬
‫تفادياً للمفاهيم املغلوطة‪.‬‬
‫ج‪ -‬يق ول اهلل تع اىل ‪  :‬ألم تر أن اهلل ي زجى س حاباً ثم يؤلف بينه ثم‬
‫يجعله ركاما ف ترى ال ودق يخ رج من خالله وي نزل من الس ماء من‬
‫جب ال فيها من ب رد فيص يب به من يش اء ويص رفه عن من يش اء يك اد‬
‫س نا برقه ي ذهب باألبص ار يقلب اهلل الليل والنه ار إن في ذلك لع برة‬
‫(النور‪)42:‬‬‫ألولى األبصار ‪‬‬
‫‪ – 1‬يربط بعض املفس رين احملدثني ه ذه اآلية بظ اهرة تك ُّون الس حب‬
‫الركامية الش ديدة االرتف اع كأهنا اجلب ال‪ ،‬وه ذا الن وع من الس حب‬
‫تت وافر به قط رات م اء يف القاع دة‪ ،‬باإلض افة إىل خليط من م اء ش ديد‬
‫الربودة وحبات برد يف الوسط مث بلورات ثلجية يف القمة وهو سحاب‬
‫زخاته املاء أو الربد أومها معاً وحيدث به رعد وبرق(‪.)2‬‬
‫تكون َّ‬
‫‪ – 2‬يع رتف خوليو ك ورتيس يف احلاش ية ب أن اآلية الكرمية تشري إىل ه ذه‬

‫(?) املرجع السابق ـ أمحد عبد الوهاب ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫(?) أمحد عبد الوهاب ـ املرجع السابق‬

‫‪22‬‬
‫الظ اهرة الكونية واليت يطلق عليها الس حب الركامية حيث تب دو وكأهنا‬
‫جبل عظيم االرتفاع‪ ،‬وبالتايل جــاءت ترمجته متضمنة ألفــاظاً تتسق مع‬
‫تلك اإلشارة‪.‬‬
‫‪ – 3‬إن ثالثتهم ب دؤوا الرتمجة بص يغة االس تفهام غري أن الس ؤال عند كل‬
‫واحد منهم خيتل ف‪ :‬حيث جند أن كال من ك ورتيس وب رينيت يض عان‬
‫عالمة االس تفهام بعد قوله تع اىل ((مث جيعله ركام ا)) مث يكمالن ترمجة‬
‫املعىن على أن ب اقي اآلية الكرمية يعرب عن حمص لة ه ذا ال رتاكم اخلاص‬
‫بالسحب‪ ،‬أما الشيخ ميالرا فالصيغة االستفهامية عنده تنتهي عند قوله‬
‫تع اىل ((ويص رفه عن من يش اء)) وهنا يأخذ النص طابع اً فيه ثقل‬
‫وركاكة‪.‬‬
‫‪ - 4‬أن الربق هو حمصلة هذه الظاهرة الكونية املتمثلة يف جتمع السحب ومن‬
‫هنا فالض مري يف (برق ه) يع ود على الس حاب الرك ام‪ ،‬وهو ب رق يك اد‬
‫خيطف األبص ار‪ ،‬أبص ار من؟ ظ اهر اآلية وك ذلك ما تشري إليه‬
‫التفاسري(‪ .)1‬هو التعميم‪ ،‬لكن الش يخ ميالرا قد س ار عكس زميليه‬
‫وترمجها "ختطف أبص ارهم" أبص ار من؟ وهنا ال يس تقيم املعىن وال‬
‫يتوافق مع السياق العام لآلية الكرمية‪.‬‬
‫‪5‬ـ أن لفظة (سحاباً) نكرة وكذلك لفظة "جبال" كناية عن السحب مسبوقة‬
‫بـ"من" (للتبعيض)(‪ )2‬إال أن ثالثتهم قد ع رف لفظة س حاب رغم أن‬
‫بعض السحب تتسم بأهنا ركامية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫(?)تفسري ابن كثري ـ اجمللد الثالث ـ البحر احمليط أليب حيان ـ اجلزء السادس ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫(?)البحر احمليط اجلزء الثالث ‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫ه‍ ـ ق ال تع اىل ‪‬ويس تعجلونك بالع ذاب ولن يخلف اهلل وع ده وإن يوما‬
‫( سورة احلج‪. ) 45:‬‬ ‫عند ربك كألف سنة مما تعدون‪‬‬
‫‪ -1‬املعروف أن "لن" هي حرف نصب ونفي ملا يستقبل من الزمان‪ ،‬وبالتايل‬
‫ف الزمن النح وي األنسب واألوقع هو املس تقبل يف اللغة اإلس بانية‪ ،‬وقد‬
‫أص اب يف ذلك ك ورتيس وب رينيت‪ ،‬أما الش يخ ميالرا فقد أتى بلفظ‬
‫"خيلف" يف املضارع دون مسوغ معقول‪.‬‬
‫‪ -2‬من الواضح ‪-‬طبق اً لآليه الكرمية‪ -‬أن مقياس الزمن ليس واحداً عند اهلل‬
‫وعند خملوقاته‪ ،‬فالبشر يصنعون للزمن مقياساً غري املقياس اإلهلي ومن هنا‬
‫يأيت استعجال املارقني الذين يتحدون الرسول صلى اهلل عليه وسلم يف أن‬
‫توع دهم به‪ ،‬وعلى أساس ذلك جند أن لفظي (عند‬ ‫يروا غضب اهلل الذي ّ‬
‫رب ك) ال تعين اجلوار كما ترمجها ثالثتهم " أي إىل ج وار اهلل" وإمنا تعين‬
‫أن مقياس الزمن اإلهلي خيتلف‪.‬‬
‫وـ ق ال اهلل تع اىل ‪ ‬ربنا إني أس كنت من ذري تي ب واد غ ير ذى زرع عند‬
‫بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصالة فاجعل أفئدة من الناس ته وي إليهم‬
‫(إبراهيم‪.)39:‬‬ ‫وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون ‪‬‬
‫‪ -1‬نالحظ أن الش يخ ميالرا ت رجم (غري ذي زرع) بقوله "ب واد ليس فيه‬
‫غالل" أما زمياله‪ ،‬كورتيس وبرينيت‪ ،‬فقد ق ّدما لنا الرتمجة الفضلى‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا ما وقفنا عند قوله تع اىل (فاجعل أفئ دة من الن اس هتوي إليهم)‬
‫ألدركنا أن لفظة "أفئ دة" ج اءت نك رة‪ ،‬وه ذا أمر مقص ود فلو ش اء اهلل‬
‫هلدى الن اس مجيع اً لكنها حكمت ه‪ ،‬وهنا جند أن ك ورتيس قد أص اب يف‬
‫ترمجته إذ قصر ميل األفئ دة على بعض الن اس‪ ،‬وهي أفئ دة املس لمني كما‬

‫‪24‬‬
‫ج اء عن ابن عب اس رضي اهلل عنهما وغ ريه ق ال‪:‬لو ق ال أفئ دة الن اس‪،‬‬
‫ل تزاحم عليه اليه ود والنص ارى وف ارس وال روم‪ ،‬ولكنه خص به‬
‫املس لمني(‪ .)1‬لكن ميالرا وب رينيت ترمجاها معرفة فج اء املعىن هك ذا‪:‬‬
‫"اجعل يارب أفئدة الناس هتوي إليهم"‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫(?) (انظر تفسري ابن كثري عند هذه اآلية)‬

‫‪25‬‬
‫‪5‬ـ خالصة القول‬

‫أ‪ -‬أن كل ترمجة هلا نق اط ض عفها ونق اط قوهتا‪ ،‬ومن الواضح أن احلرفية‬
‫الشديدة قد تودي بالنص وال ختدمه‪ ،‬وحنن هنا أمام معضلة منيل فيها إىل‬
‫رش اقة األس لوب يف اللغة اإلس بانية‪ ،‬ولكن ليس على حس اب املعىن‬
‫الق رآين‪ ،‬وهي معادلة ميكن االق رتاب منها من خالل عالم ات ال رتقيم‬
‫وعدم اإلصرار على الفصل التعسفي بني هنايات اآليات وبداياهتا …‪ .‬إخل‪.‬‬
‫ب‪ -‬لقد انتهى عهد اجله ود الفردية يف ه ذا املي دان وبالت ايل البد من ت وافر‬
‫اهليئ ات اإلس المية املعنية بال دعوة اإلس المية وتكليفها فريق اً من املرتمجني‬
‫والب احثني يف عل وم الق رآن للقي ام مبراجعة ه ذه الرتمجات املوج ودة يف‬
‫األسواق كافة والبدء بتلك اليت تتسم بشيوع تداوهلا بني اجلمهور‪.‬‬
‫ج‪ -‬هناك كثرة يف الرتمجات وكثرة يف الدراسات اليت تقوم بتصويب بعض‬
‫األخط اء ال واردة هبا‪ ،‬لكننا نالحظ وج ود حلقة مفق ودة بني ه ؤالء‬
‫(الدارس ني) وأولئك (املرتمجني) وبالت ايل ت ذهب اجله ود اليت يتم ب ذهلا يف‬
‫ه ذا املق ام س ًدى‪ ،‬فكل يف واد ال يس مع إيق اع ما حيدث يف ال وادى‬
‫اآلخر‪.‬‬
‫د‪ -‬مل يل تزم املرتمجون الثالثة املنهجية اليت رمسوها ألنفس هم يف مي دان ترمجة‬
‫معاين القرآن الكرمي كما أسلفنا‪.‬‬
‫واهلل املوفق ملا فيه خري اإلسالم واملسلمني‪.‬‬

‫‪26‬‬
" ‫" الملحق األول‬

‫) وإنه لقسم لو تعلمون‬78( ‫فال أقسم بمواقع النجوم‬ ‫ سورة الواقعة‬-1


.)79( ‫عظيم‬
(75) Pues no*¡ Juro por el ocaso de las estrellas!
(76) (Juramento en verdad -si supiérais ..
solemne).

626‫خوليو كورتيس ص‬
(78) Y juro por el ocaso de los astros
(79) lo cusal Si supierais es un gran juramento
912 ‫ميالرا ص‬
(74) ¡No! Juro por los ocasos de los astros
(75) Es un juramento, Si lo sabéis, grande-.
489‫خوان بيرنيت ص‬
‫وكل إنسان ألزمنـاه ط ائره في عنقــه ونخ رج له ي وم‬ ‫ س ورة اإلس راء‬-2
)13‫ ( اآلية‬ ‫القيامة كتابا يلقاه منشورا‬
(13) Hemos asignado a cada hombre su suerte*, y
el día de la Resurrección le sacaremos una
Escritura * que encontrará desenrollada:
339‫كورتيس ص‬
(13) A todo ser humano le hemos atado su destino
al cuello y el Día del Levantamiento le saca-
remos un libro que encontrará abierto.
450‫ميالرا ص‬
(14) A todo hombre le hemos atado al cuello su
suerte, y el día de la Resurrección le

27
sacaremos un escrito abierto,

239‫بيرنيت ص‬
‫وت رى الجب ال تحس بها جام دة وهي تمر مر الس حاب‬ ‫ س ورة النمل‬-3
) 90 ‫ ( اآلية‬‫صنع اهلل الذي أتقن كل شيء إنه خبير بما تفعلون‬
(88) Verás pasar las montañas, que tu creías
inmóviles, cómo pasan las nubes: obra de
Dios, que todo lo hace perfecto. El está bien
informa de lo que haceis.
499‫كورتيس ص‬
(90) Y veas a las montañas, que creías sólidas,
pasar cómo pasan las nubes. Es la obra de
Allah que ha hecho magistralmente todas llas
cosas, verdaderamente El conoce per-
fectamente lo que hacéis.
629‫ميالرا ص‬
(90) Verás a los montes- hoy los crees sólidos-
andar a la velocidad de las nubes. Será una
obra de Dios; Él perfecciona toda cosa , Él
está bien informado de lo que hacéis.
336 ‫بيرنيت ص‬
‫ ألم تر أن اهلل ي زجي س حابا ثم يؤلف بينه ثم يجعله‬ ‫ س ورة الن ور‬-4
‫ركاما ف ترى ال ودق يخ رج من خالله وي نزل من الس ماء من جب ال‬
‫فيها من ب رد فيص يب به من يش اء ويص رفه عن من يش اء يك اد س نا‬
‫برقه ي ذهب باألبص ار يقلب اهلل اليل والنه ار إن في ذلك لع برة‬
‫ار‬ ‫ألولى األبص‬

28
)42 ‫(اآلية‬
(43) No ves que Dios empuja las nubes y las
agrupa y, luego, forma nubarrones? Ves,
entonces, que el chaparrón sale de ellos.
Hace bajar del cielo montañas de granizo* y
hiere o no con él según que quiera o no
quiera. El resplandor del relámpago que
acompaña* deja casi sin vista .
(44) Dios hace que se sucedan la noche y el día.
Si, hay en ello motivo de reflexión para los
que tienen ojos.
417،418‫كورتيس ص‬
(42) ¿ Acaso no ves que Allah empuja las nubes y
las acumula en capas y ves la lluvia salir de
sus entrañas y hace que del cielo, de
montañas que en él hay, caiga granizo con el
que daña a quien quiere y del que libra a
quien quiere?
El fulgor de su relámpago casi los deja sin
vista.
Allah hace que se alternen la noche y el
día; es cierto que en esto hay un motivo de
reflexión para los que tienen visión.
577‫ميالرا ص‬
(43) ¿ No has visto que Dios impulsa las nubes,
luego las reúne entre sí y luego las coloca en
estratos? Entonces ves que la llovizna sale de
sus entrañas. Él hace descender desde el
cielo montañas de nubes en las que hay
granizo; con él daña a quien quiere y lo
aparta de quien quiere, mientras, el

29
resplandor del relámpago que lo acompaña
casi arranca la vista.
308‫بيرنيت ص‬
‫ربنا إنى أس كنت من ذري تى ب واد غ ير ذى زرع عند‬ ‫ ـ س ورة إب راهيم‬5
‫بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصالة فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم‬
)39 ‫ (اآلية‬‫وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون‬
(37) ¡Señor! He establecido a parte * de mi
descendencia en un valle* sin cultivar, junto
a tu Casa* Sagrada¡, Señor!, para que
hagan la azala. Haz que los corazones de
algunos hombres sean afectuosos con ellos¡
Proveeles de frutos! Quizas, asi, sean
agradecidos.
314‫كورتيس ص‬
(39) ¡Señor nuestro! He hecho habitar a parte de
mi descendencia en un valle en el que no hay
cereales, junto a tu Casa Inviolable; para que,
Señor, establezcan la Oracion; asi pues haz
que los corazones de la gente se vuelquen
hacia ellos y provéeles de frutos para que
puedan agradecer.
410‫ميالرا ص‬
(40) ¡Señor nuestro! He domiciliado parte de mi
descendencia en un valle sin cultivo, cerca de
tu Casa Sagrada –¡Senor nuestro!-, para que
cumplan la plegaria. Haz que los corazones
de los hombres se inclinen hacia ellos
Provéelos de frutos! Tal vez ellos sean
agradecidos.

30
‫بيرنيت ص‪217‬‬

‫‪31‬‬
‫الملحق الثاني‬

‫يتضمن هذا امللحق سبعا من ترمجات معاين القرآن الكرمي‪ ،‬وقد اخرتنا‬
‫عينات من هذه الرتمجات آيات قرآنية من مخس سور من القرآن الكرمي‬
‫وهي‪ :‬احلج واإلسراء والنور والنمل والواقعة‪ .‬وهي اآليات نفسها اليت مت‬
‫األستعانة هبا يف الدراسة النقدية‪ .‬وقد رتبناها حبيث يكون لكل ترمجة رقمها‬
‫وذلك على النحو التايل‪:‬‬
‫رقم (‪ : )1‬ترمجة عبد الرمحن عباد‪ .‬حتت إشراف اجلماعة اإلسالمية‬
‫يف إسبانيا (بلنسية)‬
‫‪Comunidad Musulmána Sunita de España‬‬
‫رقم (‪ : )2‬ترمجة مركز الطالب املسلمني يف غرناطة‬
‫‪Centro estudiantil musulmán‬‬
‫جرثيا برابو ‪J . G Bravo‬‬ ‫رقم (‪ : )3‬ترمجة خواكني‬
‫‪Editorial teorema, Colección visión libre Barcelona 1983‬‬
‫رقم (‪ : )4‬ترمجة خوان ب بريجوا‬
‫‪J.B.Bergua Ediciones ibericas (Madrid, 1995 Clasicós‬‬
‫‪Bergua V . O . de la Puebla).‬‬
‫رقم (‪ : )5‬ترمجة بيثنىت أورتيث دى البويبال‬
‫‪Eolitora de los amigos del círculo del bibliojilo S.A .‬‬
‫)‪(Bancelona 1980‬‬
‫رقم (‪ )6‬ترمجة صادرة عن دار نشر‬
‫‪Ediciones Gaviota, Barcelona 1986‬‬
‫رقم (‪: )7‬ترمجة صادرة عن دارنشر‬
‫‪ Alba‬ببلدة ‪Alcobendas‬‬

‫‪32‬‬
‫م‬2000 ‫مدريد‬
‫وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه‬ :‫ قال تعالى‬:‫_ سورة اإلسراء‬
) 13 ‫ ( اآلية رقم‬ ‫ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا‬
)1( ‫رقــم‬
(13) y a cada cual le hemos colgado en el cuello su
obra ; y en el día de la resurrección le
presentaremos un libro que encontrará abierto.
266 ‫ص‬
)2( ‫رقــم‬
(13) y a cada cual le hemos colgado en el cuello su
obra ; y en el dia de la resurrección le
presentaremos un libro que encontrará abierto.
‫بدون رقم الصفحة‬
)3( ‫رقــم‬
(14) Hemos atado al cuello de cada hombre su pájaro.
En el día de la resurrección, le mostraremos un
libro que hallará abierto.
277 ‫ص‬
)4( ‫رقــم‬
Nos hemos atado al cuello de cada hombre su
pájaro(315). Y Nos le hacemos conocer, el día de
resurrección un libro enteramente abierto (el libro
de la vida o actos de cada…
361 ‫ص‬
)5( ‫رقــم‬
(14) Hemos atado al cuello de cada hombre un pájaro.

33
En el día de la resurrección, le mostraremos un
libro que hallará abierto.
‫بدون رقم صفحة‬
)6( ‫رقــم‬
(14) Hemos atado al cuello de cada hombre su pájaro.
En el día de la resurrección, le mastraemos un
libro que hallará abierto.
191 ‫ص‬
)7( ‫رقــم‬
(14) Hemos atado al cuello de cada hombre su pájaro.
En el dia de la resurrección, le mostraremos un
libro que hallará abierto.
203 ‫ص‬
‫ألم تر أن اهلل يزجى سحابا ثم يؤلف‬ ‫ قال تعالى‬: ‫ـ سورة النور‬
‫بينه ثم يجعله ركاما فترى الودق يخرج من خالله وينزل من السماء من‬
‫جبال فيها من برد فيصيب به من يشاء ويصرفه عن من يشاء يكاد سنا‬
‫برقه يذهب باألبصار يقلب اهلل الليل والنهار إن في ذلك لعبرة ألولى‬
.)42‫ (اآلية رقم‬‫األبصار‬
)1( ‫رقــم‬
(43) Por ventura, ¿ no reparás en cómo Dios impulsa
las nubes levemente, luego las junta, después las
acumula? Ves la lluvia manar de su seno; y hace
descender granizo del cielo, de unas montañas,
con que azota a quien quiere y lo aparta de quien
quiere. Poco falta para que el resplandor de sus
centellas les ciega los ojos.

34
329 ‫ص‬
)2( ‫رقــم‬
(43) Por ventura, ¿no reparás en cómo Dios impulsa las
nubes levemente; luego las junta, después las
acumula? Ves la lluvia manar de su seno; y hace
descender granizo del cielo, de unas montañas,
con que azota a quien quiere y lo aparta de quien
quiere. Poco falta para que el resplandor de sus
centellas les ofusque la vista.
‫بدون رقم الصفحة‬
)3( ‫رقــم‬
(43) ¿No has considerado cómo Dios empuja
ligeramente las nubes, cómo las reúne y las
amontona por partes? Luego tú ves salir de su
seno una lluvia abundante; parece que hace
descender del cielo montañas cargadas de granizo,
con el que hiere a quien quiere, y el que aparta de
quien quiere. Poco falta para que el brillo del rayo
no prive de la vista a los hombres.
354 ‫ص‬
)4( ‫رقــم‬
(43) ¿No has visto cómo Alá empuja a las nubes, cómo
luego las retine y cómo, finalmente, las amon-
tona? Luego se ve a la lluvia salir de un medio de
ellas. El hace descender de los cielos montañas de
granizo, aciéndolas caer sobre quien quiere, par-
tándolas de quien quiere. Y poco falta para que el
fulgor de los relámpagos escape llevándose la
vista de los hombres!

35
431‫ص‬
)5( ‫رقــم‬
(43) ¿No has considerado tú cómo Dios impele
ligeramente los nublados, como los reúne y los
hacia en montones; después ves salir de su seno
una lluvia abundante; se diría que hace descender
del cielo gruesas montañas de granizo, con el que
castiga al que quiere, y que libra de el al que
quiere. Poco falta que el brillo del rayo no quite la
vista a los hombres.
‫بدون ترقيم‬
)6( ‫رقـم‬
(43) ¿No has considerado cómo Dios empuja
ligeramente las nubes, cómo las reúne y las
amontona por partes? Luego tu ves salir de su
seno una lluvia abundante; parece que hace
descender del cielo montañas cargadas de granizo,
con el que hiere a qujen quiere, y el que aparta de
qujen quiere. Poco falta para que el brillo del rayo
no prive de la vista á los hombres.
259 ‫ص‬
‫ وما أرسلنا من قبلك من رسول وال نبي إال إذا‬ : ‫ـ سورة الحج‬
‫تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ اهلل ما يلقي الشيطان ثم يحكم اهلل‬
) 52 ‫ ( اآلية‬ ‫آياته واهلل عليم حكيم‬
)1( ‫رقم‬
(52)Antes que a ti, jamás enviamos a ningún apóstol ni
profeta sin que, cuando recitaba, Satán infundiese
vanidad en su predicaión; pero, Dios anula lo que
36
sugiere Satán; luego, Alah conforma sus leyes;
porque, Alah es sapientísimo, prudente.
315
)2( ‫رقــم‬
(53) Antes que a ti, jamás enviamos a ningún apóstol ni
profeta sin que, cuando recitaba, Satán infundiese
vanidad en su predicación; pero, Dios anula lo que
sugiere Satán; luego, Dios conforma sus leyes;
porque, Dios es sapientísimo, prudente.
‫بدون رقم الصفحة‬
: )3( ‫رقـم‬
(51) No hemos enviado antes de ti un sólo profeta o en-
viado, sin que Satán haya opuesto a sus votos
algun deseo culpable; pero Dios anonada lo que
Satán opone y cunsolida sus signos (sus
versículos) (I).
337 ‫ص‬
: )4( ‫رقـم‬
(51) Yo jamás he enviado antes de ti apóstol, ni
profeta, sin que Satán, en cuanto Mi enviado
manifesta Gran ba algún deseo, no se opusiese
violentamente a él. Pero Alá anula toda oposicion
violenta de Satán. Él unto la confirma sus señales,
pues Alá es sabio y prudente.
415‫ص‬
)5( ‫رقـم‬
(51) Nosotros no hemos enviado antes de ti un solo
profeta o enviado sin que Satanás no haya

37
arrojado a través de sus votos algun deseo
culpable; pero Dios anonada lo que Satanás arroja
a través, y el fortifica sus señales (sus versículos).
‫ص بدون ترقيم‬
)6( ‫رقـم‬
(51) No hemos enviado antes de ti un solo profeta o
enviado, sin que Satan haya opuesto a sus votos
algun deseo culpabl pero Dios anonada lo que
Satan opone y consolida sus signos (sus
versiculos)
233 ‫ص‬
)7( ‫رقـم‬
(51) No hemos enviado antes de ti un sólo profeta o
enviado sin que Satán haya opuesto a sus votos
algún deseo culpable; pero Dios anonada lo que
Satán opone y consolida sus signos (sus
versículos).
245 ‫ص‬
‫ وترى الجبال تحسبها جامدة وهي‬ ‫ قال تعالى‬: ‫سورة النمل‬
 ‫مر السحاب صنع اهلل الذي أتقن كل شيء إنه خبير بما تفعلون‬
َّ ‫تمر‬
ُّ
) 90 ‫( اآلية رقم‬
)1( ‫رقـم‬
(88) Y verás las montañas, que te parecen firmes, que
pasarán raudas como las nubes. Tal es la obra de
Dios, que ha dispuesto pprudentemente todas las
cosas; porque Alah esta enterado de cuanto haceis.
355 ‫ص‬

38
)2( ‫رقـم‬
(88) Y verás las montañas, que te parecen firmes, que
pasarán raudas como las nubes. Tal es la obra de
Dios, que ha dispuesto prudentemente todas las
cosas; porque, Él está enterado de cuanto hacéis.
‫بدون رقم الصفحة‬
)3( ‫رقـم‬
(90) Verás las montañas, que tu crees sólidamente fija-
das, caminar como caminan las nubes. Será la
obra de Dios que dispone sabiamente todas las
cosas. Está instruído de todas vuestras acciones.
388 ‫ص‬
)4( ‫رقـم‬
‫لم تظهر هذه اآلية الكريمة في الترجمة وانتهت سورة النمل عند‬
. )441 ‫ حسب ترقيم الترجمة (ص‬77 ‫اآلية رقم‬
)5( ‫رقـم‬
(90) Tú verás las montañas, que crees sólidamente
fijas, andar como andan las nubes. Esto será la
omnipotencia de Dios que dispone sabiamente
todas las cosas. Él está instruído de todas vuestras
acciones.
‫بدون ترقيم‬
)6( ‫رقـم‬
(90) Verás las montañas, que tu crees só1idamente
fijadas, caminar como caminan las nubes. Será la
obra de Dios que dispone sabiamente todas las
cosas. Está instruído de todas vuestras acciones.

39
269 ‫ص‬
)7( ‫رقـم‬
(90)Verás las montañas, que tu crees sólidamente
fijadas, caminar como caminan las nubes. Será la
obra de Dios que dispone sabiamente todas las
cosas. Está instruído de todas vuestras acciones.
282 ‫ص‬
‫فال أقسم بمواقع النجوم وإنه لقسم‬ : ‫ قال تعالى‬: ‫سورة الواقعة‬
) 79 ،78 ‫( اآليتان‬‫عظيم‬ ‫لو تعلمون‬
)1( ‫رقـم‬
(75) No juraré por el ocaso de los astros,
(76) Porque es un solemne juramento; si lo supiérais,
499 ‫ص‬
)2( ‫رقـم‬
(75) No juraré, pues, por el ocaso de los astros,
(76) Porque es un solemne juramento; si lo supiérais,
‫بدون رقم الصفحة‬
)3( ‫رقـم‬
(74) No juraré por las puestas de las estrellas.
(75) (Y es un gran pensamiento, si vosotros lo sabiais).
554‫ص‬
)4( ‫رقـم‬
(74) No jurare por las puesta de las estrellas.
(75) Gran juramento en verdad, cómo bien lo sabéis.
611 ‫ص‬

40
)5( ‫رقـم‬
(74) Yo no juraré por la puesta de las estrellas.
(75)) Y esto es un gran juramento si lo sabíais).
‫بدون ترقيم‬
)6( ‫رقـم‬
(74) No juraré por las puestas de las estrellas.
(75) (Y es un gran pensamiento, si vosotros lo
supieseis).
387 ‫ص‬
)7( ‫رقـم‬
(74) No juraré por las puestas de las estrellas
(75) (Y es un gran pensamiento, si vosotros lo
supieseis),
403‫ص‬

41
‫مراجع البحث‬
‫وال‪ :‬المراجع العربية‬
‫أ ً‬
‫أ‪ -‬تفاسري القرآن الكرمي‬
‫‪ -1‬تفسري البحر احمليط ‪ :‬حملمد بن يوسف الشهري بأبي حيان الأندلس ي‪ ،‬دار‬
‫الكتب العلمية ـ ب ريوت ـ لبن ان ـ الطبعة االوىل لع ام ‪1413‬ه‍ ‪/‬‬
‫‪1993‬م‪.‬‬
‫‪ -2‬تفسري الق رآن العظيم‪ :‬للإم ام أبي الف داء احلافظ ابن كثري الدمشقي‪،‬‬
‫املكتبة التجارية ـ مصطفى أمحد الباز ـ مكة املكرمة‪.‬‬
‫‪ -3‬اجلامع لأحكام القرآن‪ :‬لأبي عبد اهلل حممد بن أمحد الأنصاري القرطبي‪.‬‬
‫دار الكتب العلمية ـ بريوت ـ لبنان ـ الطبعة الأوىل لعام ‪1408‬ه‍‪1988 /‬م‪.‬‬
‫‪ -4‬جامع البيان عن تأويل آي القرآن ‪ ،‬لأبي جعفر حممد بن جرير الطربي ـ‬
‫دار الفكر ـ بريوت ـ لبنان عام ‪1408‬ه‍‪1988 /‬م‪.‬‬
‫ب‪ -‬مراجع عربية أخرى‬
‫‪ -1‬أحباث املؤمتر الدولي " الرتمجة ودورها يف التفاعل بني احلضارات"‪،‬‬
‫كلية الدراس ات الإنس انية ـ جامعة الأزهر ـ الق اهرة ـ يونيو ‪1998‬م‪،‬‬
‫(اجمللدان الثاني والثالث)‪.‬‬
‫واعتمدنا فيهما على دراسات حول ترمجات معاين القرآن الكرمي إىل اللغات‬
‫املختلفة ومنها‪:‬‬
‫أ‪ -‬أمحد ش فيق اخلطيب‪" :‬االختالف الظ اهري يف اجلنس والع دد يف بعض‬
‫آيات القرآن الكرمي"‪.‬‬

‫‪42‬‬
."‫ أمحد عبد الوهاب "مقارنات بني ترمجات معاين القرآن‬-‫ب‬
‫ ف اروق طنط اوي "دراسة ح ول ترمجات مع اين س ورة الأح زاب‬.‫ د‬-‫ج‬
"‫بالفرنسية‬
‫جنوى عمر كامل حسن (دراسة ح ول ترمجات مع اين الق رآن‬.‫ د‬-‫د‬
)‫بالإيطالية‬
‫ يف عق ود املع امالت ـ طبعة أوىل‬: ‫ حممد عبد املقص ود ج اب الل ه‬.‫ د‬-2
.‫م مصر‬1997
: ‫ـ المراجع الأجنبية‬: ‫ثانيا‬
Gran diccionario ‫ـ القواميس‬1
enciclopedico durvan Bilbao )1977(‫ـ‬
‫ ـ ترمجات معاين القرآن الكرمي‬2
1- Abad Abderrahman, El Corán
Comunidad Muslumána Sunita de España _
Valencia
2000
2- Alba - Alcobendas (Madrid 2000)
3- Bergua, J.B.
Ediciones Ibéricas (Madrid 1990)
4- Bravo Joaquin, García
Editorial Teorema, C.Visión libre

Barcelona, 1983
5- Centro Estudiantil Musulmán, Granada
(1999 ?)
6- Cortes, Julio : El Corán, Herder, Bacelona,
1985-1995, 1999

43
7- De la Puebla – Vicente Ortiz
Editora de los amigos …. (Barcelona 1980)
8- Ediciones Gaviota- Barcelona 1986
9- Melara, Abdelghani
‫ام‬ ‫ريف للع‬ ‫حف الش‬ ‫ـ جممع امللك فهد لطباعة املص‬
.‫ م‬1997/‍‫ه‬1417
Kutubia – Granada 1994 – Nureddun – 1998
10- Vernet, Juan: El Corán
Juan José editor 1953 – 1991 .

44
‫فهرس الموضوعات‬
‫تقدمي‪1.....................................................................‬‬
‫ترمجات معاين القرآن إىل اللغة اإلسبانية املتوافرة ‪4.............................‬‬
‫أ ـ الصنف األول ‪ :‬ترمجات جمهولة املرتجم‪4..............................‬‬
‫ب _ الصنف الثاين‪ :‬ترمجات غري جمهولة املرتجم ‪5......................:‬‬
‫مناهج الرتمجة ‪12...........................................................‬‬
‫منهج خوان برينت يف ترمجته‪12.........................................‬‬
‫منهج خوليو كورتيس يف ترمجته‪14......................................‬‬
‫جوانب أخرى يف الرتمجات الثالث ‪20.......................................‬‬
‫خالصة القول ‪26...........................................................‬‬
‫" امللحق األول " ‪27........................................................‬‬
‫" امللحق الثاين"‪31..........................................................‬‬
‫مراجع البحث‪41...........................................................‬‬
‫أوالً‪ :‬املراجع العربية ‪41.................................................‬‬
‫ثانياً‪ :‬املراجع األجنبية ………………‪..‬‬
‫………………………‪42 .‬‬
‫فهرس املوضوعات‪44.......................................................‬‬

‫‪45‬‬

You might also like