You are on page 1of 9

‫االستشراق وترجمة معاني القرآن الكريم‬

‫أ‪ .‬د‪ .‬علي بن إبراهيم النملة‬

‫مقاالت متعلقة‬

‫تاريخ اإلضافة‪ 2018/7/18 :‬ميالدي ‪ 1439/11/5 -‬هجري‬


‫زيارة‪617 :‬‬

‫االستشراق وترجمة معاني القرآن الكريم‬

‫سل كلهم بمحمد بن عبدهللا‬


‫منذ أن ختم هللا تعالى األديان كلها باإلسالم‪ ،‬وختم األنبياء والر ُ‬
‫صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬وختم الكتب السماوية كلها بالقرآن الكريم‪ ،‬وهذا الكتاب المنزل هو‬
‫محل اهتمام المسلمين‪ ،‬وغير المسلمين‪ ،‬بالتفسير والتحليل‪ ،‬والسعي إلى فهمه وتمثله من‬
‫المسلمين‪ ،‬والوقوف على أسرار تأثيره في النفوس‪.‬‬

‫يعترف المستشرق الفرنسي المعاصر جاك بيرك أن محاولته ترجمة معاني‬


‫القرآن الكريم "ليست غير محاولة لتفسير معاني القرآن الكريم؛ ألن الترجمة الحقيقية‬
‫للنص القرآني مستحيلة‪ ،‬فألفاظ وعبارات القرآنالكريم لها مدلوالت ومؤشرات عميقة‪ ،‬وال‬
‫تستطيع اللغة (القابلة) أن تنقلها بكل ما تحتويه من معان ظاهرة وخافية"[‪.]1‬‬

‫وفي هذا األمر جدا ٌل سابق بين علماء المسلمين‪ ،‬من أمثال أبي حنيفة‪ ،‬ومالك بن أنس‪،‬‬
‫وابن حزم‪ ،‬والغزالي‪ ،‬وابن تيمية‪ ،‬والزركشي‪ ،‬والسيوطي‪ ،‬والزرقاني‪ ،‬والحجوي‪،‬‬
‫ومشيخة األزهر الشريف[‪ ،]2‬يرجع هذا الجدال إلى ما قبل فكرة الترجمة‪ ،‬من حيث التأويل‬
‫والنظر إلى المعاني األصلية‪ ،‬والمعاني التابعة الخادمة‪ ،‬كما‬
‫ُ‬ ‫والتفسير‪ ،‬وبيانُ معناه للعامة‪،‬‬
‫ُ‬
‫يقول الشاطبي (ت‪790 :‬هـ ‪1388 /‬م) في "الموافقات في أصول األحكام"[‪.]3‬‬
‫لذا‪ ،‬اصطلح المسلمون على أن يُطلقوا على عملية نقل القرآن الكريم‪ ،‬وترجمته من اللغة‬
‫ويتحرج المسلم العا ِلم من‬
‫َّ‬ ‫العربية إلى أي لغة أخرى‪ ،‬ترجمة معاني القرآن الكريم[‪،]4‬‬
‫إطالق الترجمة على القرآن الكريم‪ ،‬دون أن تكون مقيَّدة بترجمة المعنى[‪.]5‬‬

‫ظ للقرآن الكريم مكانته‪ ،‬بلغته العربية‪ ،‬ودفع كثيرين إلى تعلم اللغة‬ ‫كان هذا مخر ًجا َحف َ‬
‫العربية؛ ليستطيعوا تذوق القرآن الكريم‪ ،‬باللغة التي نزل بها‪ ،‬كما أنه كان مخر ًجا لتعدُّد‬
‫ترجمات المعاني في اللغة الواحدة‪ ،‬على أيدي أبنائها وغير أبنائها‪ ،‬بل ربما تعددت ترجمة‬
‫المعاني باللغة الواحدة على يد مترجم واحد؛ حيث يتبين له دائ ًما التقصير الذي يعتريه‪ ،‬مع‬
‫كل ترجمة للمعاني‪ ،‬وهذا من طبع البشر[‪.]6‬‬

‫سر‪" :‬كان غير العرب ‪-‬‬ ‫يقول عبدهللا بن عبدالمحسن التركي في مقدمته للتفسير المي َّ‬
‫بمجرد دخولهم في اإلسالم ‪ -‬يتعلمون لغة العرب‪ ،‬ليقرؤوا القرآن ويفهموه ويعملوا به‪،‬‬
‫وحينما انحسر الم ُّد اإلسالمي‪ ،‬وضعف المسلمون‪ ،‬وقل االهتمام بالعلوم اإلسالمية ولغتها‬
‫العربية‪ ،‬ظهرت الحاجة إلى ترجمة معاني كتاب هللا لمن ال يتكلم اللغة العربية وال يفهمها‪،‬‬
‫إسها ًما في تبليغ رسالة اإلسالم للناس كافة‪ ،‬ودعوة لهم إلى هدي هللا وصراطه المستقيم‪.‬‬

‫أناس من غير‬ ‫ٌ‬ ‫وتعدَّدت الترجمات‪ ،‬ودخل في الميدان من ليس ً‬


‫أهال له‪ ،‬بل قام بذلك‬
‫المسلمين‪ ،‬مما جعل الحاجة مل َّحة إلى أن يعتني المسلمون بتوفير ترجمات صحيحة لمعاني‬
‫ودس على كتاب هللا الكريم‪،‬‬
‫ٍّ‬ ‫كتاب هللا‪ ،‬وبيان ما في بعض الترجمات من أخطاء وافتراء‬
‫ورسالة نبينا محمد صلى هللا عليه وسلم[‪.]7‬‬

‫من العجيب أن ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغات الالتينية‪ ،‬وإلى اللغات األوربية‬
‫األخرى‪( ،‬اللغات الغربية)؛ كالجرمانية‪ ،‬قد بدأت على أيدي غربيين‪ ،‬غير مسلمين‪ ،‬ورغم‬
‫كثرتها إال أن أبرزها ترجمة المستشرق اإلنجليزي جورج سيل (‪1736 - 1697‬م) إلى‬
‫قرر فيها أن رسولنا محمد بن عبدهللا صلى هللا‬ ‫اللغة اإلنجليزية‪ ،‬التي وضع لها مقدمة‪َّ ،‬‬
‫عليه وسلم هو الذي ألَّف القرآن الكريم ‪ -‬كما سيأتي ذكره ‪ -‬وإن كان لم يستبعد أن يكون قد‬
‫عاونه أحد من حكماء عصره من بني قومه‪ ،‬أو من اليهود والنصارى[‪!]8‬‬

‫س ٌ‬
‫ان ع ََربِ ٌّي‬ ‫ُون إِلَ ْي ِه أ َ ْع َج ِم ٌّي َو َهذَا ِل َ‬
‫سا ُن الَّذِي يُ ْل ِحد َ‬ ‫﴿ َولَقَ ْد نَ ْعلَ ُم أَنَّ ُه ْم يَقُولُ َ‬
‫ون إِنَّ َما يُعَ ِل ُمهُ بَش ٌَر ِل َ‬
‫ُم ِبي ٌن ﴾ [النحل‪.]103 :‬‬

‫أعقب ذلك نقو ٌل أخرى عن هذه الترجمة‪ ،‬وكان هذا التأثير سلبيًّا‪ ،‬ولعله كان مقصو ًدا‬
‫لصرف اآلخر عن التعلُّق باإلسالم‪ ،‬من خالل تقديم المعلومة الشرعية الصحيحة‪ ،‬بالترجمة‬
‫الدقيقة للمصدر األول لهذه المعلومة‪ ،‬هذا في ضوء غياب جهود المسلمين القادرين على‬
‫تقديم المعلومة الصحيحة‪ ،‬من خالل الترجمة الدقيقة لمعاني القرآن الكريم‪ ،‬وانشغال‬
‫المسلمين‪ ،‬في حينها‪ ،‬في النظر في مشروعية النقل والترجمة لمعاني القرآنالكريم إلى‬
‫اللغات األخرى‪.‬‬
‫وما دمنا ندور حول إسهامات غير المسلمين في التأثير في المعلومة الشرعية‪ ،‬فإن هذا‬
‫قتصر على ترجمات معاني القرآن الكريم والسنة النبوية المط َّهرة‪ ،‬بل إن‬ ‫التأثير لم يَ ِ‬
‫َّ‬
‫الدراسات حول هذه المعلومة تتعذر اليوم على ال َحصر‪ ،‬بما في ذلك الدعوة إلى كتابة‬
‫القرآن الكريم بالحروف الالتينية‪ ،‬التي تقدم بها عبدالعزيز فهمي لمجمع فؤاد األول للغة‬
‫العربية بالقاهرة في ‪1360 / 1 / 6‬هـ الموافق ‪1941 / 2 / 2‬م‪ ،‬التي دعا بها إلى أن تكتب‬
‫اللغة العربية بالحروف الالتينية‪ ،‬إال أن أعضاء المجمع آنذاك‪ ،‬اعترضوا على هذا‬
‫طواه النسيان منذ عام ‪1944‬م"[‪ ،]9‬وكان ذلك في‬ ‫االقتراح‪" ،‬حتى اندثر هذا الموضوع‪ ،‬و َ‬
‫جلستي ‪ 24‬و‪ 31‬من شهر المحرم ‪1363‬هـ الموافق يناير من سنة ‪1944‬م‪.‬‬

‫وقد سعى األستاذ الدكتور فؤاد سزكين ‪ -‬مدير معهد تاريخ العلوم العربية واإلسالمية‬
‫بفرانكفورت بألمانيا ‪ -‬إلى حصر ما ُكتب حول الموضوع باللغة األلمانية فقط‪ ،‬وكنت أراه‬
‫يجمع البحوث والدراسات‪ ،‬يستعيرها من مكتبات أوروبا العامة والجامعية والبحثية‪ ،‬ثم‬
‫يقوم بتصويرها وتجليدها‪ ،‬واالحتفاظ بها في مكتبة المعهد القيمة‪ ،‬وقد أصدر لذلك قائمة‬
‫وراقية (ببليوجرافية)‪ ،‬تزيد على خمسة مجلدات ضخمة‪ ،‬بمعاونة الباحث البوسنوي‬
‫إسماعيل بالتش‪ ،‬وآخرين‪.‬‬

‫وال يزال األستاذ الدكتور فؤاد سزكين يواصل هذا المشروع‪ ،‬ويصدر قائمة وراقية‬
‫(ببليوجرافية) جديدة‪ ،‬بين الفينة والفينة‪ ،‬وال يزال يجمع هذه الدراسات من الدوريات‬
‫العلمية‪ ،‬ومن الكتب‪ ،‬ووقائع المؤتمرات‪ ،‬حتى تكونت عنده في مكتبة المعهد‪ ،‬ثروة علمية‬
‫مجاال للدرس والتحليل‪ ،‬وال سيما أن معظمها جاء من‬ ‫ً‬ ‫من هذه الدراسات‪ ،‬ربما كانت‬
‫المستشرقين األلمان‪ ،‬أو ممن أرادوا البحث والدراسة والكتابة باللغة األلمانية‪ ،‬التي تُعد‬
‫لغة االستشراق األولى‪ ،‬وبالتالي‪ ،‬تُع ُّد اللغات األوروبية األخرى عالةً عليها‪.‬‬

‫يمكن القول دون تعميم‪ :‬إن هذه الدراسات حول المعلومة الشرعية ال تكاد تخلو من الخلل‬
‫المتع َّمد‪ ،‬في مجمله‪ ،‬وغير المقصود في قليل منه؛ ذلك أن هؤالء الدارسين للمعلومة قد‬
‫افتقدوا إلى عاملين مهمين؛ أولهما‪ :‬االفتقار إلى االنتماء إلى هذه المعلومة‪ ،‬وما تمثِلُه من‬
‫ثقافة‪ ،‬وبالتالي أعطاهم عدم االنتماء الجرأة على الحكم والتحليل‪ ،‬دون النظر إلى التأثير‪،‬‬
‫ولو كان هذا التأثير سلبيًّا‪.‬‬

‫يقول مصطفى عبدالغني‪" :‬إن مراجعة ترجمة جاك بيرك‪ ،‬هنا‪ ،‬تشير إلى أنه ‪ -‬مثل عدد من‬
‫المستشرقين ‪ -‬رغم استخدامه لعدد من المناهج الغربية الجديدة على النص‪ ،‬فإنه ما زال‬
‫يحمل رواسب تاريخية واجتماعية خاصة في التفسير أكثر من محاولة صارمة في‬
‫المنهج"[‪.]10‬‬

‫العامل الثاني‪ :‬هو افتقارهم إلى اإللمام باللغة التي جاءت بها المعلومة الشرعية‪ ،‬وهي هنا‪،‬‬
‫اللغة العربية‪ ،‬رغم محاوالتهم الجادة للسيطرة عليها[‪.]11‬‬
‫أخف بكثير من العامل األول‪ ،‬ولكن تأثيره بدا واض ًحا‪ ،‬من خالل اضطرار‬
‫ُّ‬ ‫هذا العامل الثاني‬
‫المستشرقين إلى االستعانة بالضليعين باللغة العربية من العلماء واألدباء العرب‪ ،‬يقرؤون‬
‫لهم‪ ،‬وينسخون ما يكتبون‪ ،‬وقد حرصوا على أصحاب الخطوط الجميلة‪ ،‬في ضوء تعميم‬
‫المطبعة ووسائل االستنساخ الحديثة‪ ،‬ومن هؤالء العلماء واألدباء (مرتبة أسماؤهم‬
‫هجائيًّا)‪ :‬إبراهيم شبُّوح‪ ،‬وابن أبي شنب‪ ،‬وأحمد تيمور‪ ،‬وأحمد زكي‪ ،‬وأحمد عبيد‪،‬‬
‫وإحسان عباس‪ ،‬والقاضي إسماعيل األكوع‪ ،‬وحسن حسني عبدالوهاب‪ ،‬وحمد الجاسر‪،‬‬
‫وصالح الدين المنجد‪ ،‬والشيخ طاهر الجزائري‪ ،‬والعابد الفاسي‪ ،‬وعبدالحي الكتاني‪ ،‬وفؤاد‬
‫سيد‪ ،‬والفقيه التطو اني‪ ،‬وقاسم الرجب‪ ،‬وكوركيس عواد‪ ،‬ومحمد إبراهيم الكتاني‪ ،‬ومحمد‬
‫رشاد عبدالمطلب‪ ،‬ومحمد محمود بن التالميد التركزي الشنقيطي‪ ،‬ومحمد المنوني‪ ،‬ومحمد‬
‫يوسف نجم‪ ،‬ومحمود محمد الطناحي[‪.]12‬‬

‫ال شك في أن هذا الموقف من المعلومة الشرعية كان له في مجتمع هؤالء الدارسين‪،‬‬


‫تأثيره السلبي فيها؛ إذ أسهم هذا األسلوب في إبعاد الناس عن المعلومة الشرعية‬
‫الصحيحة‪ ،‬وبالتالي أسهم في ضعف فهم اإلسالم‪ ،‬أو في سوء فهمه‪ ،‬مما كان له تأثيره في‬
‫اإلقبال على هذا الدين‪ ،‬الذي يقوم على المعلومة الشرعية الصحيحة‪.‬‬

‫إذا كان هذا الخلل قد اعترى نقل المعلومة الشرعية من مصدرها األول ‪ -‬وهو‬
‫عتري الخلل نقل السنة النبوية‬
‫َ‬ ‫فمن المتوقع أن يَ‬
‫القرآن الكريم ‪ -‬إلى اللغات األخرى‪ِ ،‬‬
‫الشريفة عن طريق الترجمة‪ ،‬وال سيما أن في الحديث الشريف ما هو صحيح‪ ،‬وما هو‬
‫حسن‪ ،‬وما هو ضعيف‪ ،‬وما هو موضوع‪ ،‬والضعيف والموضوع يختلفان في درجة‬
‫قبولهما‪ ،‬على ما بينه علماء السنة النبوية المطهرة في مصطلح الحديث‪ ،‬لما فيهما من‬
‫المعلومات الشرعية‪ ،‬مما لم يثبت عن المصطفى صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬كما أن فيهما من‬
‫لتعارضه مع النقل الصحيح ً‬
‫أوال‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫المعلومات مما ال يمكن أن يُع َّد من المعلومات الشرعية‪،‬‬
‫ثم العقل السليم ثانيًا‪.‬‬

‫ً‬
‫مجاال رحبًا كذلك لتشويه اإلسالم‬ ‫ً‬
‫مجاال رحبًا للخلط في نقل المعلومة‪ ،‬مما كان‬ ‫كان هذا‬
‫وسيرة المصطفى مح مد بن عبدهللا صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬وبالتالي للمعلومة الشرعية‬
‫المستقاة من المصدر الثاني الرئيسي من مصادر التشريع اإلسالمي‪ ،‬سنة المصطفى محمد‬
‫بن عبدهللا صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬

‫التركيز هنا مخصص لمحاوالت فهم القرآن الكريم من أولئك الذين ال يَنتمون إليه‪ ،‬وال‬
‫يتحدثون لغته العربية؛ مما أدى إلى قيام محاوالت لترجمة معانيه إلى لغاتهم‪ ،‬تعود إلى‬
‫القرن السادس الهجري (سنة ‪536‬هـ)‪ ،‬الثاني عشر الميالدي (سنة ‪1143‬م)‪ ،‬حينما بدأ‬
‫بطرس المحترم الكلوني هذا الجهد‪ ،‬وتولى الترجمة له الراهب اإلنجليزي روبرت‬
‫(روبرتوس كيتينيسيس) الكلوني‪ ،‬وكان هو والراهب اآلخر هيرمان الدالماتي الذي ترجم‬
‫ملمين باللغة العربية‪ ،‬وكانت هذه الترجمة "تزخر بأخطاء جسيمة‪،‬‬ ‫النبذة المختصرة‪ِ ،‬‬
‫سوا ٌء في المعنى أو في المبنى‪ ،‬ولم يكن أمينًا؛ إذ أغفل ترجمة العديد من المفردات‪ ،‬كما لم‬
‫يتقيَّد بأصل السياق‪ ،‬ولم يُقم وزنًا لخصوصيات األدب"‪ ،‬كما يقول يوهان فوك[‪.]13‬‬
‫كال من روبرت كينت‪ ،‬وعربي مسلم يُدعى محمدًا‪" ،‬وال‬ ‫يضيف عبدالرحمن بدوي إليهما ًّ‬
‫يُعرف له لقب وال كنية وال اسم آخر"[‪ ،]14‬ويذكر محمد عبدالواحد العسري أن من‬
‫التراجمة أحد المسلمين المنقلبين عن دينهم األصلي إلى النصرانية[‪ ،]15‬كما يذكر محمد‬
‫المتفقهين في التفسير والدين كان يم ُّد له يد‬
‫ِ‬ ‫عوني عبدالرؤوف "أن أحد المغاربة من‬
‫المساعدة دائ ًما"[‪ ،]16‬ومع هذا فلم تكن هذه الترجمة أمينةً‪" ،‬فقد كانت تعاني من نقص‬
‫شديد في مواطن كثيرة‪ ،‬فهي شرح للقرآن أكثر من كونها ترجمةً‪ ،‬لم يعن بأمانة الترجمة‬
‫وال بتركيب الجملة‪ ،‬ولم يُ ِعر البيان القرآني أي التفات‪ ،‬بل اجتهد في ترجمة معاني السور‬
‫وتلخيصها‪ ،‬بصرف النظر عن موضوع اآليات التي تعبِر عن هذه المعاني بالسورة‬
‫نفسها"[‪.]17‬‬

‫إال أن هذه الترجمة لم يتم طبعها إال بعد أربعمائة سنة من ترجمتها؛ أي في منتصف القرن‬
‫العاشر الهجري‪( ،‬سنة ‪950‬هـ)‪ ،‬منتصف القرن السادس عشر الميالدي (سنة ‪1543‬هـ)‪،‬‬
‫إذ طبعت في بازل بسويسرا‪ ،‬وتولَّد جدل لدى رجال الدين في الكنيسة حول جواز نشر‬
‫القرآن الكريم بين رعايا الكنيسة‪ ،‬ومدى تأثيره في مشروع حماية النصارى من‬
‫اإلسالم[‪ ،]18‬ثم صدرت الطبعة الثانية منها‪ ،‬في بازل بسويسرا كذلك‪ ،‬سنة (‪957‬هـ ‪/‬‬
‫‪1550‬م)[‪.]19‬‬

‫تالها مباشرة محاولة ترجمة معاني القرآن الكريم إلى الالتينية‪ ،‬وقام بها جم ٌع من رهبان‬
‫ريتينا‪ ،‬وقيل‪ :‬إن هذه الترجمة قد أُحرقَت[‪.]20‬‬
‫تعاقبت الترجمات مستندة إلى ترجمة روبرتوس الكلوني‪ ،‬وعلى أيدي المستشرقين‪ ،‬فقد‬
‫صدرت أقدم ترجمة إلى اإليطالية سنة (‪954‬هـ ‪1547 /‬م)‪ ،‬ثم صدرت عن الترجمة‬
‫اإليطالية ترجمة ألمانية (سنة ‪1025‬هـ ‪1616 /‬م)‪ ،‬على يد سالومون شفايجر‪ ،‬وعن‬
‫األلمانية صدرت ترجمة إلى الهولندية سنة (‪1051‬هـ ‪1641 /‬م)‪ ،‬وال يُعرف اسم المترجم‪،‬‬
‫وكلها كانت عالة على ترجمة روبرتوس‪ ،‬حتى ظهرت ترجمة لودفيجو ماراتشي إلى‬
‫اإليطالية سنة (‪1110‬هـ ‪1698 /‬م)‪" ،‬التي ال سبيل إلى مقارنتها‪ ،‬من حيث صحتها‪ ،‬مع‬
‫أي ترجمة أخرى قبلها"[‪ ،]21‬ثم إلى الفرنسية‪ ،‬فقد ترجمها رير سنة (‪1647‬م)[‪.]22‬‬

‫توالت بعد ذلك ترجمات معاني القرآن الكريم‪ ،‬دون تد ُّخل مباشر من األديرة والكنائس‬
‫والمنصرين‪ ،‬ولكن بقدر من اإليحاء الذي أملته العودة إلى الترجمات السابقة‪ ،‬حتى أتى‬ ‫ِ‬
‫جورج سيل سنة (‪1149‬هـ ‪1734 /‬م)‪ ،‬الذي أثنى على القرآن الكريم‪ ،‬وترجم معانيه إلى‬
‫اللغة اإلنجليزية‪ ،‬لكنه نفى أن يكون وحيًا من عند هللا‪ ،‬بل أكَّد أنه من صنع محمد بن عبدهللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬إذ يقول‪" :‬أما أن محمدًا كان في الحقيقة مؤلف القرآن المخترع‬
‫فأمر ال يقبل الجدل‪ ،‬وإن كان المرجح ‪ -‬مع ذلك ‪ -‬أن المعاونة التي حصل عليها‬ ‫ٌ‬ ‫الرئيسي له‬
‫من غيره‪ ،‬في خطته هذه‪ ،‬لم تكن معاونة يسيرة‪ ،‬وهذا واضح في أن مواطنيه لم يتركوا‬
‫سا ُن الَّذِي يُ ْل ِحد َ‬
‫ُون‬ ‫االعتراض عليه بذلك"[‪]23‬؛ ﴿ َولَقَ ْد نَ ْع َل ُم أَنَّ ُه ْم َيقُولُ َ‬
‫ون إِنَّ َما يُ َع ِل ُمهُ بَش ٌَر ِل َ‬
‫ين ﴾ [النحل‪.]103 :‬‬ ‫إِلَ ْي ِه أ َ ْع َج ِم ٌّي َو َهذَا ِل َ‬
‫سا ٌن ع ََربِ ٌّي ُمبِ ٌ‬
‫يقول نجيب العقيقي عن هذه الترجمة‪" :‬وقد نجح في ترجمته‪ ،‬فذكرها فولتير في القاموس‬
‫مرارا‪ ،‬إال أنها اشتملت على شروح وحواش ومقدمة مسهبة‪ ،‬هي‬ ‫ً‬ ‫الفلسفي‪ ،‬وأُعيد طبعها‬
‫في الحقيقة بمثابة مقالة إضافية عن الدين اإلسالمي عامة‪ ،‬حشاها باإلفك واللغو‬
‫والتجريح"[‪ ،]24‬وجاءت ترجمات معاني القرآن الكريم التالية له في معظمها عالة عليه‪،‬‬
‫متأثرة به‪.‬‬

‫وتعاقبت الردود على القول بأن القرآن الكريم من تأليف محمد صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬فيقول‬
‫المحض‪،‬‬
‫ُ‬ ‫المستشرق شيبس‪" :‬يعتقد بعض العلماء أن القرآن كالم محمد‪ ،‬وهذا هو الخطأ‬
‫فالقرآن هو كالم هللا تعالى الموحى على لسان رسوله محمد‪ ،‬وليس في استطاعة محمد‪،‬‬
‫ذلك الرجل األمي في تلك العصور الغابرة أن يأتينا بكالم تحار فيه عقول الحكماء و َيهدي به‬
‫الناس من الظلمات إلى النور‪ ،‬وربما تعجبون من اعتراف رجل أوروبي بهذه الحقيقة‪ ،‬ال‬
‫ظم المحكمة‪ ،‬وتلك البالغة‬‫تعجبوا فإني درست القرآن‪ ،‬فوجدت فيه تلك المعاني العالية والنُّ ُ‬
‫ط‪ ،‬فجملة واحدةٌ تغني عن مؤلفات"[‪ ،]25‬وهذه لورا فيشيا فاغليري‬ ‫أر مثلها ق ُّ‬
‫التي لم َ‬
‫عجز من عمل محمد وهو‬ ‫تقول في كتابها‪ :‬دفاع عن اإلسالم‪" :‬كيف يكون هذا الكتاب ال ُم ِ‬
‫العربي األمي‪."....‬‬

‫وعلى الرغم أن محمدًا دعا خصوم اإلسالم إلى أن يأتوا بكتاب مثل كتابه‪ ،‬أو على األقل مثل‬
‫ور ٍّة ِم ْن ِمثْ ِل ِه َوا ْدعُوا‬
‫س َ‬‫ع ْب ِدنَا فَأْتُوا ِب ُ‬ ‫ب ِم َّما نَ َّز ْل َنا َ‬
‫علَى َ‬ ‫سورة من سوره؛ ﴿ َو ِإ ْن ُك ْنت ُ ْم فِي َر ْي ٍّ‬
‫ين﴾ [البقرة‪ ،]23 :‬وعلى الرغم من أن أصحاب البالغة‬ ‫َّللاِ ِإ ْن ُك ْنت ُ ْم َ‬
‫صا ِدقِ َ‬ ‫ش َهدَا َء ُك ْم ِم ْن د ِ‬
‫ُون َّ‬ ‫ُ‬
‫والبيان الساحر كانوا غير قالئل في بالد العرب‪ ،‬فإن أحدًا لم يتمكن من أن يأتي بأي أثر‬
‫يضاهي القرآن‪ ،‬لقد قاتلوا النبي باألسلحة‪ ،‬ولكنهم عجزوا عن مضاهاة السمو‬
‫القرآني"[‪.]26‬‬

‫َّللاَ‬ ‫اب َو ْاأل َ ْنعَ ِام ُم ْخت َ ِل ٌ‬


‫ف أ َ ْل َوانُهُ َكذَ ِلكَ إِنَّ َما يَ ْخشَى َّ‬ ‫اس َوال َّد َو ِ‬‫وقُرئت اآلية الكريمة‪َ ﴿ :‬و ِم َن النَّ ِ‬
‫ور ﴾ [فاطر‪ ،]28 :‬على األستاذ جيمس جينز أستاذ الفلك‬ ‫يز َ‬
‫غفُ ٌ‬ ‫ِم ْن ِع َبا ِد ِه ا ْلعُلَ َما ُء ِإ َّن َّ َ‬
‫َّللا ع َِز ٌ‬
‫قائال‪ :‬ماذا قلت؟ إنما يخشى هللا من عباده‬ ‫في جامعة كامبردج‪" ،‬فصرخ السير جيمس ً‬
‫إن األمر الذي كشفت عنه دراسة ومشاهدة‬ ‫العلماء؟ مدهش! وغريب‪ ،‬وعجيب جدًّا! َّ‬
‫استمرت خمسين سنة‪َ ،‬من أنبأ محمدًا به؟ هل هذه اآلية موجودة في القرآن حقيقة؟ لو كان‬
‫األمر كذلك فاكتب شهادة مني أن القرآن كتاب موحى من عند هللا‪ ،‬ويستطرد السير جيمس‬
‫قائال‪ :‬لقد كان محمد أميًّا‪ ،‬وال يمكنه أن يكشف عن هذا السر بنفسه‪ ،‬ولكن "هللا" هو‬ ‫جينز ً‬
‫وعجيب جدًّا"[‪.]27‬‬ ‫ٌ‬ ‫الذي أخبره بهذا السر‪ ،‬مدهش! وغريب‪،‬‬

‫كون القرآن الكريم من تأليف رسول هللا صلى هللا عليه وسلم هي فرية استشراقية قديمة‬
‫في إطالقها‪ ،‬ولكنها أثَّرت ً‬
‫كثيرا في قراء ترجمة المعاني باللغة اإلنجليزية‪ ،‬دون شك‪ ،‬بل إن‬
‫التأثير قد امتد إلى قراء ترجمة المعاني باللغة الفرنسية‪ ،‬عندما تبنَّى المستشرق البولوني‬
‫ألبر كازميرسكي (‪1887 - 1801‬م) نقل ترجمة المعاني من اللغة اإلنجليزية إلى اللغة‬
‫الفرنسية (سنة ‪1256‬هـ ‪1841 - 1840 /‬م)‪ ،‬باألسلوب الذي ترجمها به جورج سيل‪ ،‬التي‬
‫"تعوزها بعض األمانة العلمية"‪ ،‬كما يقول نجيب العقيقي[‪.]28‬‬
‫يقول محمد خليفة حسن‪" :‬أدَّت وفرة الترجمات االستشراقية في اللغات األوروبية إلى‬
‫نتيجة سلبية في الدراسات القرآنية عند المستشرقين‪ ،‬وهي أن معظم هذه الدراسات‬
‫اعتمدت على الترجمات‪ ،‬ولم تعتمد على النص العربي للقرآن الكريم"[‪.]29‬‬

‫على أي حال فالبحث في تاريخ الترجمات‪ ،‬التي قام بها الرهبان‪ ،‬ثم الرهبان المستشرقون‪،‬‬
‫بحث شائق‪ ،‬وليس هذا مجال التوسع فيه‪ ،‬إال أنه غلب‬ ‫ٌ‬ ‫ثم المستشرقون من غير الرهبان‬
‫على ترجمات معاني القرآن الكريم من قِبل غير أهله‪ ،‬أنها ترجمات اتَّسمت بالنظرة السلبية‬
‫تجاه الوحي‪ ،‬وتجاه من نزل عليه الوحي‪ ،‬سيدنا محمد بن عبدهللا صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬

‫هذه النظرة التي قال عنها واحد منهم‪ ،‬وهو روم الندو‪" :‬إننا لم نعرف إلى وقت قريب‬
‫كثيرا من المترجمين األوائل‬
‫ترجمة جيدة استطاعت أن تتلقف من روح الوحي‪ ،‬والواقع أن ً‬
‫لم يعجزوا عن االحتفاظ بجمال األصل فحسب‪ ،‬بل كانوا إلى ذلك ُمفعمين بالحقد على‬
‫والتغرض‪ ،‬ولكن حتى أفضل ترجمة‬‫ُّ‬ ‫اإلسالم‪ ،‬إلى درجة جعلت ترجماتهم تنوء بالتحا ُمل‬
‫ممكنة للقرآن في شكل مكتوب ال تستطيع أن تحتفظ بإيقاع السور الموسيقي اآلسر على‬
‫الوجه الذي يرتِلها به المسلم‪ ،‬وال يستطيع الغربي أن يدرك شيئ ًا من روعة كلمات‬
‫القرآن وقوتها إال عندما يسمع مقاطع منه مرتلةً بلغته األصلية"[‪.]30‬‬

‫يعلق مصطفى نصر المسالتي على هذا النص بقوله‪" :‬إن اعتراف روم الندو‬ ‫ِ‬
‫(‪ )R.Landau‬ليعطي فه ًما مبدئيًّا بأن بعضًا من المستشرقين عندما حاولوا ترجمة القرآن‪،‬‬
‫في أفضل ترجمة ممكنة‪ ،‬أفقدوا القرآن روعته‪ ،‬وأساؤوا إليه‪ ،‬سواء عن قصد أو عن غير‬
‫قصد‪.‬‬

‫ً‬
‫دليال‬ ‫إننا نشير هنا إلى أن جولدزيهر (‪ )Goldziher‬قد تمسك بروايات شاذة جاء بها‬
‫ً‬
‫أصال عن طريق الكتابة وعدم نطقها‪،‬‬ ‫وبرهانًا على أن القراءات السبع عندما نشأت كانت‬
‫ً‬
‫مجاال للشك ‪ -‬أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم كان قد أقرأ‬ ‫وقد علم المسلم ‪ -‬بما ال يدع‬
‫صحابته بعدة وجوه‪ ،‬وليس بوجه واحد"[‪.]31‬‬

‫الوقفات النقدية لرؤى جولدزيهر في القراءات الخاصة من خالل كتابه‪ :‬مذاهب التفسير‬
‫اإلسالمي كثيرة‪ ،‬يُرجع فيها إلى مناقشات عبدالفتاح عبدالغني القاضي (رئيس لجنة‬
‫مراجعة المصحف الشريف األسبق) في مجلة األزهر في أعداد متوالية‪ ،‬من العدد (‪)9‬‬
‫المجلد (‪ )42‬إلى العدد (‪ )1‬من المجلد (‪1390 / 11( )45‬هـ ‪1393 / 1 -‬هـ الموافق ‪/ 1‬‬
‫‪1973 / 2 - 1971‬م)‪ ،‬ثم جمعها في كتاب طبع عدة طبعات[‪.]32‬‬

‫[‪ ]1‬انظر‪ :‬مصطفى عبدالغني‪ :‬ترجمة جاك بيرك للقرآن من القراءة إلى التفسير‪ ،‬االجتهاد‪،‬‬
‫نقال عن‪ :‬سعيد الالوندي‪ ،‬محاكمة جاك‬ ‫والنص من (ص‪ً ،)119 :‬‬ ‫ُّ‬ ‫(ص‪،)137 - 115 :‬‬
‫بيرك إشكالية ترجمة معاني القرآنالكريم‪ ،‬مخطوطة‪.‬‬
‫[‪ ]2‬انظر‪ :‬عبدالنبي ذاكر‪ :‬قضايا ترجمة القرآن‪( ،‬ص‪.)87 :‬‬
‫نقال عن‪ :‬محمد‬‫[‪ ]3‬انظر‪ :‬إبراهيم بن موسى الشاطبي‪ :‬الموافقات في أصول األحكام‪ً ،‬‬
‫مصطفى المراغي‪ ،‬بحث في ترجمة القرآن الكريم وأحكامها‪( ،‬ص‪.)53 :‬‬
‫[‪ ]4‬انظر‪ :‬مصطفى صبري‪ :‬مسألة ترجمة القرآن‪.‬‬
‫[‪ ]5‬انظر‪ :‬محمد سليمان‪ :‬كتاب حدث األحداث في اإلسالم اإلقدام على ترجمة القرآن‪.‬‬
‫[‪ ]6‬انظر‪ :‬محمد صالح البنداق‪ :‬المستشرقون وترجمة القرآن الكريم؛ عرض موجز‬
‫بالمستندات لمواقف وآراء وفتاوى بشأن ترجمة القرآن الكريم مع نماذج لترجمة تفسير‬
‫معاني الفاتحة في ست وثالثين لغة شرقية وغربية‪( ،‬ص‪.)338 :‬‬
‫سر‪ ،‬تأليف نخبة من العلماء‬ ‫[‪ ]7‬انظر‪ :‬عبدهللا بن عبدالمحسن التركي‪ ،‬مشرف التفسير المي َّ‬
‫(ص‪ :‬و)‪.‬‬
‫[‪ ]8‬انظر‪ :‬عبدالحكيم فرحات‪ :‬إشكالية تأثر القرآن الكريم باألناجيل في الفكر االستشراقي‬
‫الحديث‪ ،‬في ندوة القرآن الكريم في الدراسات االستشراقية‪( ،‬ص‪.)23 :‬‬
‫[‪ ]9‬انظر‪ :‬عبدالحي حسين الفرماوي‪ :‬كتابة القرآن الكريم بالحروف الالتينية‪ :‬اقتراح‬
‫مرفوض‪( ،‬ص‪.)416 - 391 :‬‬
‫[‪ ]10‬انظر‪ :‬مصطفى عبدالغني‪ :‬ترجمة جاك بيرك للقرآن‪ :‬من القراءة إلى التفسير‪( ،‬ص‪:‬‬
‫‪.)129‬‬
‫[‪ ]11‬انظر‪ :‬مناقشة البُعد اللغوي لترجمة آخر ما ظهر لمعاني القرآن الكريم لدى مصطفى‬
‫عبدالغني‪ ،‬ترجمة جاك بيرك للقرآن‪ :‬من القراءة إلى التفسير‪( ،‬ص‪.)135 - 129 :‬‬
‫[‪ ]12‬انظر‪ :‬محمود محمد الطناحي‪ :‬مدخل إلى تاريخ نشر التراث العربي مع محاضرة عن‬
‫التصحيف والتحريف‪( ،‬ص‪.)224 - 223 :‬‬
‫[‪ ]13‬انظر‪ :‬يوهان فوك‪ :‬تاريخ حركة االستشراق؛ الدراسات العربية واإلسالمية في‬
‫أوروبا حتى بداية القرن العشرين‪( ،‬ص‪.)18 :‬‬
‫[‪ ]14‬انظر‪ :‬عبدالرحمن بدوي‪ ،‬موسوعة المستشرقين‪ ،‬ط ‪( ،4‬ص‪.)441 :‬‬
‫[‪ ]15‬انظر‪ :‬محمد عبدالواحد العسري‪ :‬اإلسالم في تصورات االستشراق اإلسباني‪( ،‬ص‪:‬‬
‫‪.)122‬‬
‫[‪ ]16‬انظر‪ :‬عبدالرؤوف‪ ،‬محمد عوني‪ :‬فريدريش ريكرت عاشق األدب العربي‪( ،‬ص‪:‬‬
‫‪.)67‬‬
‫[‪ ]17‬انظر‪ :‬عبدالرؤوف‪ ،‬محمد عوني‪ :‬فريدريش ريكرت عاشق األدب العربي‪( ،‬ص‪:‬‬
‫‪.)67‬‬
‫[‪ ]18‬انظر‪ :‬قاسم السامرائي‪ :‬الطباعة العربية في أوروبا‪ ،‬في ندوة تاريخ الطباعة العربية‬
‫حتى انتهاء القرن التاسع عشر‪( ،‬ص‪.)108 - 45 :‬‬
‫[‪ ]19‬انظر‪ :‬يوهان فوك‪ ،‬تاريخ حركة االستشراق‪( ،‬ص‪.)20 - 15 :‬‬
‫[‪ ]20‬انظر‪ :‬عبدالرحمن بدوي‪ :‬موسوعة المستشرقين‪( ،‬ص‪.)445 - 438 :‬‬
‫[‪ ]21‬انظر‪ :‬يوهان فوك‪ :‬تاريخ حركة االستشراق‪( ،‬ص‪ ،20 :‬وانظر‪( :‬ص‪.)98 - 97 :‬‬
‫[‪ ]22‬انظر‪ :‬عبدالرؤوف‪ ،‬محمد عوني‪ :‬فريدريش ريكرت عاشق األدب العربي‪( ،‬ص‪:‬‬
‫‪.)67‬‬
‫[‪ ]23‬انظر‪ :‬إبراهيم اللبَّان‪ :‬المستشرقون واإلسالم‪( ،‬ص‪ ،)44 :‬وانظر‪ :‬محمد مهر علي‪:‬‬
‫ترجمة معاني القرآن الكريم والمستشرقون؛ لمحات تاريخية وتحليلية‪( .‬ص‪.)17 - 12 :‬‬
‫[‪ ]24‬انظر‪ :‬نجيب العقيقي‪ :‬المستشرقون‪.)47 :2( ،‬‬
‫[‪ ]25‬انظر‪ :‬محمد أمين حسن محمد بني عامر‪ :‬المستشرقون والقرآن الكريم (ص‪،)223 :‬‬
‫ً‬
‫نقال عن محمود أبو الفيض المنوفي الحسيني‪ :‬سيرة سيد المرسلين‪( ،‬ص‪.)19 - 18 :‬‬
‫[‪ ]26‬انظر‪ :‬لورا فيشيا فاغليري‪ :‬دفاع عن اإلسالم ‪( -‬ص‪.)57 :‬‬
‫[‪ ]27‬انظر‪ :‬وحيد الدين خان‪ :‬اإلسالم يتحدَّى (ص‪.)134 - 133 :‬‬
‫[‪ ]28‬انظر‪ :‬نجيب العقيقي‪ :‬المستشرقون‪.)499 - 498 :2( ،‬‬
‫[‪ ]29‬انظر‪ :‬محمد خليفة‪ :‬حسن دراسة القرآن الكريم عند المستشرقين في ضوء علم نقد‬
‫الكتاب المقدس‪( ،‬ص‪.)45 :‬‬
‫[‪ ]30‬انظر‪ :‬روم الندو‪ :‬اإلسالم والعرب (ص‪.)37 - 36 :‬‬
‫[‪ ]31‬انظر‪ :‬مصطفى نصر المسالتي‪ :‬االستشراق السياسي في النصف األول من القرن‬
‫العشرين‪( ،‬ص‪.)58 :‬‬
‫[‪ ]32‬انظر‪ :‬عبدالفتاح عبدالغني القاضي‪ :‬القراءات في نظر المستشرقين والملحدين‪،‬‬
‫(ص‪.)174 :‬‬

You might also like