Professional Documents
Culture Documents
التجويد1
التجويد1
التجويد 1
البرهان في تجويد القرآن (المف ّعل)
الصفحة م العنوان
1الفصـــــــل األول
المبادئ األساسية لعلم التجويد
2الفصـــــــل الثاني
االستعاذة ،والبسمــــــــلة
وختم القرآن الكريم
3الفصـــــــل الثالث
أحكام النون الساكنة والتنوين
احلساين
تنسيق املدرب /جازم ّ
1
"1 البرهان في تجويد القرآن " محمد صادق القمحاوي
احلساين
تنسيق املدرب /جازم ّ
2
"1 البرهان في تجويد القرآن " محمد صادق القمحاوي
يتميز بها عن اآلخر . وهكذا منه إلينا وصال ألنه به اإلله أنزال
فالجلى :هو خلل يطرأ على األلفاظ فيخل بعرف القراءة سواء أخل بالمعنى أم لم يخل . من صفة لها ومستحقها وهوإعطاء الحروف حقها
فاألول :كتغير حركة بأخرى كضم التاء أو كسرها من نحو َ }:أ ْن َع ْمتَ َعلَ ْي ِه ْم {( )10و " } لِ َم باللطف في النطق بال تعسف مكمالً من غير ما تكلف
َك َت ْبتَ َعلَ ْينا ا ْلقِتال َ {( )11أو فتحها أوكسرها من نحو } ما قُلتُ لهم { ( " )12أو تحريك السواكن كتحريك ولكن كيف يتحقق ذلك ؟ وما الطريق إليه ؟
الميم بالفتح من نحو " َأ ْن َع ْمتَ َعلَ ْي ِه ْم " " وال حرمنا ( " )13أو إبدال حرف بحرف كإبدال الطاء داالً يقول في ذلك ابن الجزري " وال أعلم سببا ً لبلوغ نهاية االتقان والتجويد ،ووصول غاية
أوثاء وذلك بترك إطباقها واستعالئها نحو " يطب ُع ( " )14إلى غير ذلك مما يغير المعنى . التصحيح والتشديد ،مثل رياضة األلسن ،والتكرار على اللفظ المتلقي من فهم المحسن ،وأنت ترى
والثاني :كرفع الهاء أو نصبها من قوله تعالى }:ا ْل َح ْم ُد هَّلِل ِ { ( " )15أو تحريك الدال بالضم من ()1
تجويد حروف الكتابة كيف يبلغ الكاتب بالرياضة وتوقيف األستاذ
وسمى هذا اللحن جليا ً ألنه خلل ظاهر يستوي في معرفته علماء قوله تعالى } :لَ ْم َيلِدْ َولَ ْم يولَدْ {(َ . )16 الحكمة من تجويد القرآن وتقويم اللسان به :
القراءة وغيرهم وحكمه التحريم باإلجماع وإن تعمده قاصداً معناه فهو كفر ألنه انقلب إلى التحريف يقول ابن الجزري أيضا ً في ذلك :
والعياذ باهلل تعالى منه . اعلم أن المستفاد بذلك التدبر( )2لمعاني كتاب هللا ،والتفكر في غوامضه ،والتبحر في
والخفي :هو خلل يطرأ على األلفاظ فيخل بالحرف دون المعنى . ِتاب َأ ْن َز ْلناهُ ِإلَ ْي َك(ُ )3م َ
بار ٌك لِ َي َّد َّبروا مقاصده ،وتحقيق مراده ـ جل اسمه ـ من ذلك ،فإنه تعالى قال :ك ٌ
وسمى خفيا ً الختصاص معرفته بعلماء القراءة دون غيرهم وهو نوعان (:)17 ب )4( وذلك أن األلفاظ إذا أجليت علىاألسماع في أحسن معارضها ،وأحلى آياتِ ِه َولِ َي َت َذ َّك َر أولو اَأْل ْلبا ِ
األول :ومثاله ترك اإلدغام في موضعه وكذلك اإلظهار واإلقالب واإلخفاء وترقيق المفخم جهات النطق بها ،حسبما حث عليه رسول هللا بقوله »:زينوا القرآن بأصواتكم « كان تلقي
()5
وعكسه وتخفيف المشدد كذلك وقصر الممدود ومد المقصور والوقف بالحركة كاملة في غير الوقف القلوب ،وإقبال ُ النفوس عليها بمقتضى( )6زيادتها في الحالوة والحسن على ما لم يبلغ ذلك المبلغ
بالروم ( )18إلى غير ذلك مما هو مخالف لقواعد هذا الفن. منها ،فيحصل حينئذ االمتثال ألوامره ،واالنتهاء عن مناهيه ،والرغبة في وعده ،والرهبة من
الثاني :وهو ال يعرفه إال مهرة القراء وحذاقهم ومثاله تكرير الراءات وتطنين النونات وتغليظ وعيده ،والطمع في ترغيبه ،واالرتجاء بتخويفه ،والتصديق بخبره ،والحذر من إهماله ،ومعرفة
الالمات في غير محله وترقيقها كذلك وترعيد الصوت بالمد وبالغنة وكذلك ترك الغنة أو الزيادة على شرع الحالل والحرام ،وتلك فائدة جسيمة ،ونعمة ال يهمل ارتباطها إال محروم ،ولهذا المعنى ُ
مقدارها أو النقص عنه وكذلك ا لزيادة في مقدار المد أو النقص عنه إلى غير ذلك مما يخل باللفظ اإلنصات إلى قراءة القرآن في الصالة وغيرها ،وندب اإلصغاء إلى الخطبة في يوم الجمعة ،وسقطت
ويذهب برونقه وحسن طالوته . القراءة عن المأموم ماعدا الفاتحة ،ومن أجل ذلك دأب األئمة في السكوت على التام من الكالم ،أو ما
والحكم في هذا اللحن بنوعيه التحريم أيضا ً خالفا ً لما ذكره مال علىالقارئ في شرحه على يستحسن الوقف عليه ،لما في ذلك من سرعة وصول المعاني إلى األفهمام ،واشتمالها عليها بغير
المقدمة الجزرية حيث قال في النوع األول " :وال شك أن هذا النوع مما ليس بفرض عين يترتب مقارعة ( )7للفكر ،وال احتمال مشقة ال فائدة فيها غير ما ذكرناه وباهلل التوفيق (.)8
عليه العقاب الشديد وإنما فيه خوف العقاب والتهديد ( " )19أ هـ. ًإذ فعلم التجويد يهدف إلى صون األلسنة عن اللحن في كالم هللا تعالى فال تضطرب المعاني في
وقال في النوع الثاني " :وال يتصور أن يكون فرض عين يترتب العقاب على فاعله لما فيه ألفاظها وال يستعجم مراد هللا تعالى على األفهام .
تعريف اللحن وحكمه :
التمهيد ـ ابن الجزري . )(9 يرد اللحن في لغة العرب على عدة معان ( )9والمقصود به هنا الخطأ والميل عن الصواب في
القراءة وينقسم إلى قسمين :جلى ـ أي ظاهر ـ وخفي ـ أي مستتر .ولكل منهما حد يخصه وحقيقة
سورة الفاتحة اآلية (. )7 )(10
سورة النساء اآلية (. )77 )(11 النشر في القراءات العشر البن الجزري . )(1
سورة المائدة اآلية (.)117 )(12 في ط ( حصول التدبر ). )(2
من مواضعه سورة األنعام اآلية ( )148وسورة النحل اآلية (. )35 )(13 سقطت ( إليك ) من د. )(3
من مواضعه سورة األعراف اآلية (.)101 )(14 سورة ص اآلية . 29 )(4
15 5
()من مواضعه افتتاح سورة الفاتحة اآلية ( )2وافتتاح سورة األنعام وسبأ وفاطر اآلية ( )1وغير ذلك ومنه سورة غافر ()الحديث في " سنن أبي داود " ، 2/74و " سنن النسائي " ، 2/179ومسند أحمد " ، 4/283و " جامع
اآلية (.)65 األصول" ، 2/454قال الخطابي ـ كما في " جامع األصول " :قد فسره غير واحد من أئمة الحديث :زينوا
سورة اإلخالص اآلية ( )3أ هـ مؤلفه . )(16 أصواتكم بالقرآن ،وقالوا :هذا من باب المقلوب .
من كتاب هداية القارئ . )(17 في د ( يقتضي ) . )(6
18
()الوقف بالروم فيما يجوز فيه يكون ببعض الحركة كما سيأتي وال يصح أن يكون بالحركة كاملة كما قد يتبادر . في ط ( منازعة ) ،وفي ق ( مفارغة ) ،وما أثبت من س ،د . )(7
انظر شرح المقدمة الجزرية ط مصطفى الحلبي بالقاهرة لمال على القارئ ص ( )19أ هـ . )(19 التمهيد ـ البن الجزري . )(8
احلساين
تنسيق املدرب /جازم ّ
3
"1 البرهان في تجويد القرآن " محمد صادق القمحاوي
والتنوين والمد الالزم والمتصل ولم يرد عن أحد من األئمة أنه خالف فيه وإنما تفاوتت مراتبهم في من حرج عظيم (." )20
المد المتصل مع اتفاقهم على أنه ال يجوز قصره كقصر المنفصل في وجه من الوجوه وقد أجمعت قال في نهاية القول المفيد وقال البركوي في شرحه على الدر اليتيم " :تحرم هذه التغييرات
()3
الفقهاء واألصوليون على أنه ال تجوز القراءة بالشاذ مع وروده في الجملة فما بال القراءة بما لم يرد جميعها ألنها وإن كانت ال تخل بالمعنى لكنها تخل باللفظ لفساد رونقه وذهاب حسنه وطالوته "
الرحمن منها بأن جزم الالزم وأتى أصالً وقد نصت الفقهاء على أنه إذا ترك شدة من الفاتحة كشدة َّ قلت :والحق قاله البركوي عليه رحمه هللا .ألن القارئ إذا قرأ بترك اإلظهار واإلدغام والقلب
بها ظاهرة فال تصح صالته ويلزم من عدم الصحة التحريم ألن كل ما أبطل الصالة حرم تعاطيه وال واإلخفاء وبترك المد في موضعه والقصر كذلك "...إلخ فماذا بقي من أحكام التجويد ؟ وكيف توصف
عكس وقد قال ابن الجزري في التمهيد ما قرئ به وكان متواتراً فجائز وإن اختلف لفظه وما كان شاذاً التالوة بعد ذلك بالصحة ؟إن ترك هذه األحكام ال يتفق وقواعد التجويد المجمع عليها بين عامة
فحرام تعاطيه وما خالف ذلك فكذلك ويكفر متعمده .فإذا تقرر ذلك فترك ما ذكر ممتنع بالشرع وليس المسلمين .
للقياس فيه مدخل بل محض اتباع وقد قال العالمة ابن الجزري : وقد تقدم إجماع األمة على ذلك .واألمة كما هم متعبدون بإقامة حدود القرآن متعبدون كذلك
من لم ُيجود القرآن أث ُم واألخذ بالتجويد حتم " الزم " بإقامة حروفه وتصحيح ألفاظه :وإقامة ا لحروف وتصحيحها ال يقومان إال بتطبيق أحكام التجويد
فيجب على كل عاقل له ديانة أن يتلقاها بالقبول عن األئمة المعتبرين ويرجع إليهم في كيفية كاملة من إ ظهار المظهر وإدغام المدغم . .إلخ .
أداءه ألن كل فن يؤخذ عن أهل الفن اعتن به وال تأخذ بالظن وال تنقله عن غير أهله ـ ويجب على ولما علم أن العمل بالتجويد من فروض العين المتعبد بها محض العبادة هلل تعالى في تالوة
المعلم للقرآن من فقيه األوالد وغيره أن يعلم تلك األحكام وغيرها مما اجتمعت القراء على تلقيه كتابه فكيف ال يتأثم تاركه وال يحرم عليه ؟
بالقبول ألن كل ما اجتمعت عليه القراء حرمت مخالفته .ومن أنكر ذلك أي مما تقدم كله فهو مخطئ انظر إلى قول الحافظ ابن الجزري في النشر " :وال شك أن هذه األمة كما هم متعبدون بفهم
آثم يجب عليه الرجوع عن هذا االعتقاد ـ وهللا يقول الحق وهو يهدي السبيل " (. )5 معاني القرآن وإقامة حدوده متعبدون بتصحيح ألفاظه وإقامة حروفه على الصفة المتلقاة من أئمة
" قلت " :ومما يجدر ذكره في هذا المقام أيضا ً ما كان من أمر سيدنا عبد هللا بن مسعود القراءة المتصلة بالحضرة النبوية األفصحية العربية التي ال تجوز مخالفتها وال العدول عنها إلى
ساكين )6({ ...اآلية ِ صدَ قاتُ لِ ْلفُ َقراءِ وا ْل َم رضي هللا عنه حينما كان يقرئ رجالً قول هللا تعالىِ } :إ َّنما ال َّ غيرها " ( )4قلت ويؤخذ من عبارة الحافظ ابن الجزري هذه أنه ال بد من األخذ بجميع أحكام التجويد
فلم يمد الرجل لفظ الفقراء فأوقفه ابن مسعود عن القراءة وقال له ما معناه ـ ما هكذا أقرأنيها رسول كاملة حال أداء القرآن وال يجوز العدول عنها إلى غيرها ألنه وصف إقامة الحروف وتصحيحها
الصدَ قاتُ لِ ْلفُ َقراءِ
هللا فقال له الرجل :كيف أقرأكها يا أبا عبد الرحمن فقال :أقرأنيها ـ } ِإ َّنما َّ بالصفة المتلقاة من أئمة القراءة المتصلة بالحضرة النبوية ولم نسمع بل ولم يوجد نص يدل داللة
ساكين { ...فمدها ( )7فإذا تأملنا هذا الحديث وألقينا عليه نظرة فاحصة نجد أن ابن مسعود وهو ِ وا ْل َم واضحة أو غير واضحة على أن قراءة رسول هللا كانت بترك اإلظهار واإلدغام . .إلخ ما تقدم بل
الصحابي الجليل لم يسمح للرجل في عدم مد لفظ الفقراء وهذا شيء ال يغير المعنى وأوقفه عن دلت النصوص واألدلة على أنها كانت قراءة محكمة مجودة كما علمها إياه جبريل عليه السالم على
القراءة ثم عاد وقرأ لفظ الفقراء ممدوداً على سيدنا رسول هللا كما علم من الحديث .فما بالك هذه الكيفية المعروفة ثم تلقاها عنه الصحابة رضوان هللا عليهم ثم من بعدهم التابعون ثم أتباعهم
بالقراءة التي فيها ترك اإلظهار واإلدغام واإلخفاء . .إلخ ما تقدم فهذا شيء ال يصح فعله بحال . ثم أئمة القراءة ثم من بعدهم أمم وخالئق ال يحصون عدداً في جميع األعصار واألمصار إلى أن وصل
هذا وما ذكرنا من أدلة على تحريم اللحن الخفي بنوعيه هو الصواب وإن لم يكن من أدلته إال إلينا بهذه الصفة بطريق التواتر الذي يستفاد منه القطع واليقين وإذا كان األمر كذلك فال يجوز ألحد
ما جاء عن سيدنا عبد هللا بن مسعود لكفى .وال التفات إلى ما ذكره العالمة مال على القارى في كائنا ً من كان أن يحيد عن هذه الصفة قيد أنملة فيمن تركها وتحول إلى غيرها أو رغب عنها فهو معتد
شرحه على المقدمة الجزرية ومن حذا حذوه وباهلل التوفيق .اللهم سامحنا وتجاوز عن تقصيرنا أثيم مستحق للعقاب لتركه واجبا ً شرعيا ً .
وألهمنا رشدنا وارزقنا تالوة كتابك على النحو الصحيح الذي يرضيك وترضى به عنا يا ذا الجالل وللشيخ ناصر الدين الطبالوي فتوى في ذلك حيث وجه إليه سؤال في هذا الشأن وأجاب عليه
واإلكرام .وصلى هللا وسلم وبارك على سيدنا محمد ال َّن ِب ُّي العربي األمي وعلى آله وصحبه والتابعين رحمه هللا ،وإليك نص السؤال واإلجابة عليه كما أوردهما صاحب نهاية القول المفيد " :هل يجب
وعلى سائر ال َّن ِب ُّيين والمرسلين وآلهم والحمد هلل رب العالمين (.)8 إدغام النون الساكنة والتنوين في حروف اإلدغام وإظهارهما عند حروف اإلظهار وإخفاؤهما عند
لكن مما تجدر اإلشارة إليه ينبغي التفريق في حكم نوعي اللحن الخفي ،فإن كان النوع األول حروف اإلخفاء وقلبهما عند حرف اإلقالب أم ال ـ وإذا كان واجبا ً فهل يجب على مؤدب األطفال تعليمهم
منه حرام فإن النوع الثاني ال يرقى لهذه الحرمة لما في إطالق الحرمة فيه من حرج على عموم األمة ذلك وهل المد الالزم والمتصل كذلك ؟ وإذا قلتم بالوجوب في جميع ذلك فهل هو شرعي يثاب فاعله
فضالً عن بعض خواصها واألولى الوقوف فيه عند حد الكراهة .ولما قاله ابن الجزري وذهب إليه في ويأثم تاركه ويكون تركه لحنا ً ؟ أو صناعي فال ثواب لفاعله وال إثم على تاركه وال يكون تركه لحنا ً
خلط الروايات في المدود حال القراءة بأن ذلك معيب على أهل الفن والمد والغنة في القياس معيار وماذا يترتب على تارك ذلك ؟ .وإذا أنكر شخص وجوبه فهل هو مصيب أو مخطئ ؟ .وماذا يترتب
األداء في كليهما بالحركة التي هي قبض اإلصبع أو بسطه عليه في إنكار ذلك ؟ .أفتونا أثابكم هللا .
فأجاب بقوله :الحمد هلل الهادي للصواب نقول بالوجوب في جميع ذلك من أحكام النون الساكنة
انظر نهاية القول المفيد ص ( ) 31 - 29تقدم أ هـ مؤلفه . )(5
اآلية من سورة التوبة آية (. ) 60 )(6 انظر نفس الشرح ص (. )30 )(20
رواه السيوطي ،والطبري وابن مردويه ،وقال الحفاظ بن الجزري الحديث حجة ونص في بابه ورواته ثقات. )(7 انظر نهاية القول المفيد ص ( )29تقدم أ هـ مؤلفه. )(3
هدية القارئ إلى تجويد كالم الباري ـ عبد الفتاح السيد عجمي المرصفي )(8 انظر النشر للحافظ ابن الجزري الجزء األول ص ( )210ط المكتبة التجارية الكبرى بالقاهرة. )(4
احلساين
تنسيق املدرب /جازم ّ
4
"1 البرهان في تجويد القرآن " محمد صادق القمحاوي
فقال " :الترتيل :هو تجويد الحروف ومعرفة الوقوف " .وروى ابن جريج ( )12عن مجاهد ( )13أنه مراتب القراءة (:)1
سالً .
سلْ فيه َت َر ُّ قال َ :ت َر َّ أما مراتب القراءة فأربع ،وهي :
عن ابن عباس :أي ()15
:أن أنبذه حرفا ً حرفا ً .وروى مقسم ()14
وروى ُجبير عن الضحاك الترتيل :وهو القراءة بتؤدة وطمأنينة ،ال بقصد التعليم مع تدبر المعاني ومراعاة ( )1
ب ّينه تبيينا ً .وقال علماؤنا :أي تل ّبث في قراءته ،وافصل الحرف من الحرف الذي بعده ،وال تستعجل األحكام .
فتدخل بعض الحروف في بعض (. )16 التحقيق :وهو القراءة بتؤدة وطمأنينة ،بقصد التعليم ،مع تدبر المعاني ومراعاة ( )2
ولم يقتصر سبحانه وتعالى على األمر بالفعل حتى أ ّكده بمصدره .تعظيما ً لشأنه ،وترغيبا ً في األحكام .
سل ،وهو ال ُمكث ،وهو ضد ...و َر َّت ْلناهُ َت ْرتيالً ، )17( أي نزلناه على التر ُّ
َ ثوابه ،وقال تعالى : التدوير :وهو القراءة بحالة متوسطة بين التؤدة والسرعة مع مراعاة األحكام. ( )3
. ()20
سل َ
أي على ت َر ُّ ()19
ث ْ
ُمك ٍ اس َعلى ّ َأ ْ َ ْ َ ً ُ
العجلة .وقال تعالىَ :وق ْرآنا ف َرقناهُ لِتق َر هُ َعلى الن ِ
()18
الحدر :وهو القراءة بسرعة ،مع مراعاة األحكام وهي في الفضل واألولوية حسب هذا ( )4
الفرق بين أدائي التحقيق والترتيل: الترتيب .
الترتيل يكون للتد ُب ر والتفكر واالستنباط .والتحقيق يكون لرياضة األلسن وترقيق األلفاظ معاني كل من التجويد والتحقيق والترتيل (:)2
الغليظة ،وإقامة القراءة ،وإعطاء كل ِّ حرف ح َّقه من الم ِّد ،والهمز ،واإلشباع ،والتفكيك ،و ُيؤ َمن مجودة األلفاظ بريئة من الجور في جود تجويداً :إذا أتى بالقراءة َّ أما التجويد :فهو مصدر من ّ
واختالس حركة ،وتفكي ُك الحروف .وف ُّكها :بيا ُنها وإخراج بعضها من بعض ُ معه تحري ُك ساكن ، النطق بها ،ومعناه :انتهاء الغاية في اتقانه ،وبلوغ النهاية في تحسينه ،ولهذا يقال َ :ج َّو َد فالنُ في
سل ،ومن ذلك ف ُّك الرقبة وف ُّك األسير ،ألنه إخراجهما من الرقّ واألمر ،وكذا ف ُّك الرهن : ب ُي ْسر و َت َر ُّ الجودة .فالتجويد هو حلية التالوة وزينة القراءة ،وهو كذا :إذا فعل ذلك [ جيداً ] ( )3واالسم منه َ
()4
ُّ
هو إخراجه من االرتهان ،وفك الكتاب هو استخراج ما فيه ،وفك األعضاء هو إخراجها من إعطا ُء الحروف حقوقها ،وترتي ُبها مرات َبها ،ور ُّد الحرف إلى مخرجه وأصله ،وإلحاقه بنظيره
مواضعها. سف ،وال إفراط وإشباع لفظه ،وتلطيف النطق به على حال صيغته وهيئته ،من غير إسراف وال تع ّ
قال الداني :الفرق بين الترتيل والتحقيق أن الترتيل يكون بالهمز وتركه ،والقصر لحرف وال تكلّف .قال الداني " :ليس بين التجويد وتركه إال رياضة لمن تد ّبره بفكه " (. )5
المد ،والتخفيف ،واالختالس ،وليس ذلك في التحقيق ،وكذا قال أبو بكر الشذائي (. )21 وأما التحقيق :فهو مصدر من ح ّقق تحقيقا ً إذا أتى بالشيء على حقه ،وجانب الباطل فيه ،
ما ورد النقل به في كيفية قراءة القرآن : والعرب تقول :بلغت حقيقة هذا األمر :أي بلغت يقين شأنه ،واالسم منه الَحقّ ،ومعناه أن ُيؤ َتى
كتاب هللا ُيقرأ بالترتيل ،والتحقيق ،وبالحدر ،والتخفيف ،وبالهمز وتركه ،والمد وقصره ، بالشيء على ح ّقه ،من غير زيادة فيه وال نقصان منه (.)6
وبالبيان واإلدغام ،وباإلمالة ،والتفخيم .وإنما يستعمل الحدر والهذرمة وهما السرعة مع تقويم وأما الترتيل فهو مصدر من َر َّتل َ فالنُ كالمه :إذا أتبع بعضه بعضا ً على ُمكث ،واالسم منه
الرتل ( ، )7والعرب تقول :ثغر رتل ( : )8إذا كان ُم ّف َّرقا ً ،ولم يركب بعضه بعضاً .قال صاحب العين : َّ
ُ
ر َّتلت الكالم :ت َم َّهل ت فيه .وقال األصمعي :في األسنان الرتل :وهو أن يكون بين األسنان الف َر ُ
ج ال ْ َ ْ
()هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج ،توفي حوالي سنة ( 150هـ ) " غاية النهاية " ، 1/469و " طبقات 12 وح ُّده :ترتيب الحروف على ح ّقها في تالوتها بتثبت فيها (. )10 يركب بعضها بعضا ً (َ ، )9
الحفاظ " . 74 : سئل علي بن أبي طالب عن هذه اآلية ()11
ومعنى قوله تعالى َ ... :و َر ِّت ِل ا ْلقُ ْرآنَ َت ْرتيالً
13
مفسر توفي سنة ( 104هـ ) " الجرح والتعديل " ، 8/319/و " الكاشف"
()هو مجاهد بن جبر ،تابعي ،إمام ّ ،
.3/173 البرهان في تجويد القرآن ـ محمد الصادق قمحاوي . )(1
()الضحاك بن مزاحم ،تابعي مفسر ،توفي سنة ( 105هـ ) " .الجرح والتعديل " ، 4/458و " غاية النهاية " 14 التمهيد ـ ابن الجزري تحقيق د .علي حسين البواب . )(2
.1/327 ما بين المعقوفين تكملة من ط و " التحديد " ،ولم يرد في س ،ق .وفي د ( مجوداً ). )(3
()مقسم بن بجرة ،مولى ابن عباس ،رضي اهلل عنهم ،توفي سنة ( 101هـ ) " .الجرح والتعديل " ، 8/414 :و " 15
زاد في د ( وشكله ) وهي موجودة في التحديد . )(4
الكاشف " . 3/172 التحديد . 84 )(5
يُنظر " الطبري " ، 29/8و " القرطبي " ، 19/37و " الدر المنثور " للسيوطي . 6/277 )(16 التحديد 84ب ،والنشر ، 1/205ولطائف اإلشارات . 218 )(6
سورة الفرقان :اآلية . 32 )(17 في ط ( الترتل ). )(7
ينظر " الطبري " .19/8 : )(18 ِ
والرتل .اللسان والقاموس ـ رتل .
الرتَل َّ
يقال فيه َّ )(8
سورة اإلسراء اآلية . 106 : )(19 خلق اإلنسان لألصمعي ، 192وفيه ( الفروج ) بدل ( الفرج ) . )(9
ينظر " القرطبي " . 10/339 : )(20 التحديد ، 84والنشر ، 1/207ولطائف اإلشارات . 219 : )(10
أحمد بن نصر ،إمام مشهور .توفي بالبصرة سنة (373هـ) بنظر " غاية النهاية " . 1/144 )(21 سورة المزمل :اآلية . 4 )(11
احلساين
تنسيق املدرب /جازم ّ
5
"1 البرهان في تجويد القرآن " محمد صادق القمحاوي
ستكون بعده ونهى عنها(، )11ويقال :إنّ َّأول ما ُغ ِّني به من القرآن قوله َ : أ ّما َّ
السفي َن ُة َفكا َنتْ األلفاظ وتمكين الحروف لتكثر حسناته ،إذ ( )1كان له بكل حرف عشر حسنات ،وأن ينطق القارئ
لِ َمساكينَ َي ْع َملونَ في ا ْل َب ْح ِر )12( نقلوا ذلك من تغنيهم بقول الشاعر : بالهمز من غير لَ َك ٍن ،والم َد من غير تمطيط ،والتشديد من غير تمضيغ ،واإلشباع من غير تكلّف .
()13
ض ما فيها َن ْعتا ً ُيوافِقُ ِع ْندي َب ْع َ ف أ ْن َع ُتها أ َّما ال َقطاةُ فإ ِّني َ
س ْو َ هذه القراءة التي ُيقرأ بها كتاب هللا تعالى .
سول ُ هَّللا ِ في هؤالء َ " :مف ُتونة قلو ُب ُه ْم َوق ُ
ُ ُ ُ ُ ْ وقد َقال َ َر ُ عن أبي جعفر أحمد بن هالل ( )2قال :ح ّدثني محمد بن سلمة العثماني قال:
()3
لوب َمنْ ُيعج ُب ُهم شأنهم" .
()14
س َّموه الترقيص :وهو أن يروم السكت على الساكن ثم ينفر مع الحركة وابتدعوا أيضا ً شيئا ً َ ش ِّدداً وال ُم ْرسالً ،ب ّينا ً َحسنا ً .
إني قلت لورش ( : )4كيف كان يقرأ نافع ؟ قال :كان ال ُم َ
في عدو وهُرولة . غير متكلِّف ُ ،يْؤ ثر التخفيف ما وجد إليه وقال ابن مجاهد ( :)5كان أبو عمرو سهل ( )6القراءة َ ،
س َّموه الترعيد :وهو أن يرعد صوته كالذي يرعد صوته من برد وألم ،وقد يخلط بشيء وآخر َ السبيل .
من ألحان الغناء . ووصف الشذائي قراءة أئمة القراءة السبعة ()7فقال :أما صفة قراءة ابن كثير فحسنة مجهورة
وآخر ُيس َّمى التطريب :وهو أن يتر ّنم بالقرآن و َي َت َن َّغم به ،فيم ّد في غير مواضع سة لها أدنى تمديد .وأما صفة قراءة عاصم فمترسلة جريشة فسلِ َ
بتمكين ب ّين .وأما صفة قراءة نافع َ
[ الم ّد ] ،ويزيد في المد على ما ينبغي ألجل التطريب ،فيأتي بما ال تجيزه العربية ،كثر هذا الضرب سه موصوفا ً بحسن الصوت وتجويد القراءة .وأما صفة قراءة حمزة ( )8ذات ترتيل ،وكان عاص ٌم نف ُ
في قراءة القرآن . فأكثر من رأينا منهم ال ينبغي أن ُتحكى قراءته لفسادها وألنها مصنوعة من تلقاء أنفسهم وأما من كان
وآخر يسمى التحزين :وهو أن يترك طباعه وعادته في التالوة ،ويأتي بالتالوة علىوجه آخر ، المقوم ،وال ّتشديد ال ُم َج َّود َّ منهم يعدل في قراءته َحدْ راً وتحقيقا ً فصفتها ال َمدَ العدل ،والقص ُر والهمز
كأنه حزين يكاد يبكي مع خشوع وخضوع ،وال يأخذ الشيوخ بذلك لما فيه من الرياء . الحدْ ر فسهل كاف بال تمطيط ،وال تشديق ،وال تعلية صوت ،وال ترعيد ،فهو صفة للتحقيق .وأ َّما َ
وآخر أحدثه هؤالء الذين يجتمعون فيقرؤون كلمة بصوت واحد ،فيقولون في نحو قوله ... : وصف قراءة الكسائي فبين الوصفين في اعتدال .وأما قراءة ُ في أدنى ترتيل وأيسر تقطيع .وأ ّما
َأ َفال َت ْعقِلونَ ( )15( أ َفل َ تعقلون ) َ ( ،أول َ يعلمون ) ( ،)16فيحذفون األلف ،وكذلك يحذفون الواو أصحاب ابن عامر فيضربون في التقويم ويخرجون عن االعتدال .وأما صفة قراءة أبي عمرو بن
ين ، )18( ويم ّدون ما ال ُيمد ، والياء فيقولون َ ( :ي ْو ِم ال ِّدن) في َ :ي ْو ِم ال ِّد ِ
()17
فيقولون ( قال ُ آمنا ) العالء فالتوسط والتدوير ،همزها سليم من اللّ َكن ،وتشديدها خارج عن التمضيغ ،بترتيل جزل ،
ويحركون السواكن التي ال يجوز تحريكها ليستقيم لهم الطريق التي سلكوها . ِّ وحدر ب ّين سهل ،يتلو بعضها بعضا ً ،قال :وإلى هذا كان يذهب أبو بكر بن مجاهد في هذه القراءة
س َّمى هذا :التحريف . وينبغي أن ُي َ وغيرها ،وبه قرأنا عليه ،وله كان يختار ،وبمثله كان يأخذ ابن المنادي ( )9رحمة هللا تعالى
سهلة المرتلة العذبة األلفاظ التي ال تخرج عن وأما قراءتنا التي نقرأ ونأخذ بها فهي القراءة ال َّ عليهما(.)10
طباع العرب وكالم الفصحاء على وجه من وجوه القراءات ،فنقرأ لكل إمام بما ُنقل عنه من مدِّ أو القراء في هذا الزمان : ذكر قراءة هؤالء ّ
ف همز ،أوتشديد أو تخفيف أو إمالة أو فتح أو إشباع أو نحو ذلك. أوهمز أو تخفي ٍ قصر الناس في قراءة القرآن أصوات الغناء ،وهي التي أخبر بها رسول هللا أنها ُ إن م ّما ابتدع
ٍ ٍ
الخلط بين الروايات :
قال ابن الجزري رحمه هللا : في ط ،ق ،د ( إذا ) وما أثبت من س . )(1
القراءة بخلط الطرق وتركيبها إن كانت على سبيل الرواية ال تجوز من حيث أنه كذب في ()أحمد بن عبد اهلل بن محمد بن هالل ،أستاذ كبير محقق ضابط ،توفي سنة ( 316هـ ) " .غاية النهاية " .1/74 2
3
()في " غاية النهاية " ، 2/147محمد بن سلمة ا لعثماني ُ ،مقرئ ،قرأ على يونس بن عبد األعلى توفي سنة (264
()عن حذيفة بن اليمان رضي اهلل عنهما أن رسول اهلل قال " :اقرؤوا القرآن بلُحون العرب وأصواتها ،وإيّاكم 11 هـ ) ،وقرأ عليه غزوان بن القاسم توفي سنة ( 386هـ ).
والن ْوح ،مفتونة
الكتاب ْي ن ،وسيجيء بعدي أقوام يرجعون بالقرآن ترجيع الغناء َ
َ ولحون أهل العشق ،ولحون أهل ()هو عثمان بن سعيد ،من شيوخ القراءة وأئمتها ،راوية نافع .توفي سنة ( 197هـ ) .ينظر " غاية النهاية " 1/502 4
احلساين
تنسيق املدرب /جازم ّ
6
"1 البرهان في تجويد القرآن " محمد صادق القمحاوي
احلساين
تنسيق املدرب /جازم ّ
7
"1 البرهان في تجويد القرآن " محمد صادق القمحاوي
ووعيده ،وآياته وبيناته ،إزدادت رغبته في الطاعات ورهبته عن المحرمات ،فلهذا السبب صارت عدد بعض األمثلة على قراءة األئمة ؟ -9
قراءة القرآن من أعظم الطاعات ،فال جرم أن كان سعي الشيطان في الصد عنه أبلغ ،وكان احتياج ما القراءة المنهي عن القراءة بها ؟ -10
()2
العبد إلى من يصونه عن شر الشيطان أشد ،فلهذه الحكمة اختصت قراءة القرآن باالستعاذة ) اشرح أهمية تعلم أحكام التجويد على معلم ؟ -11
وأما موضعها :فهو عند البدء بالقراءة لقول هللا تعالى : هل تعلمت علم التجويد على معلم ؟ -12
جيم [ سورة النحل . ] 98 : الر ِ
طان َّ فاس َتع ِْذ ِباهَّلل ِ مِنَ ال َّ
ش ْي ِ َ فِإذا َق َرْأتَ ا ْلقُ ْرآنَ ْ عدد أركان القراءة الصحيحة ؟ -13
أي إذا أردت أن تقرأ القرآن . كيف تصل بنفسك إلى درجة المهارة في قراءة القرآن الكريم على نحو ما بينه ابن الجزري ؟ -14
وأما صيغتها فهي أعوذ باهلل من الشيطان الرجيم .ألنه أقرب مطابقة لآلية الكريمة المتقدمة .
وهناك صيغ أخرى منها ( أعوذ باهلل السميع العليم من الشيطان الرجيم ) أي بالزيادة .ومنها ( الفصـــــــل الثاني
أعوذ باهلل من الشيطان ) أي بالنقصان . االستعاذة ،والبسمــــــــلة
وأما حاالت الجهر بها واالسرار فأربعة :فيجهر بها في حالتين ـ في المحافل ومجالس التعليم . وختم القرآن الكريم
ويسر بها في حالتين ـ في الصالة وفي حالة االنفراد (.)3
أوجه االستعاذة :
األوجة الجائزة عند ابتداء القراءة أربعة وهي قطع الجميع .ووصل الجميع .وقطع األول فقط أهداف معرفية يرجى تحقيقها بدراسة هذا الموضوع :
مع وصل الثاني .ووصل األول فقط مع الوقف على الثاني . يذكر حكم االستعاذة . -1
أوجه االستعاذة يوضح معنى االستعاذة . -2
يبين صيغة االستعاذة وموضعها . -3
البسملة يحدد حاالت الجهر واإلسرار باالستعاذة . -4
حكمها في أوائل السور .وحكمها في غير األوائل . يعدد أوجه االستعاذة . -5
فحكمها في أوائل السور بالوجوب الصناعي وذلك لثبوتها في المصحف مع أول كل سورة يوضح حكم البسملة في أوائل السورة وحكمها في غير األوائل . -6
باستثناء سورة براءة فال بسملة في أولها . يعدد األوجه الجائزة مع البسملة بين كل سورتين . -7
وقولنا الوجوب الصناعي الخراج الوجوب الفقهي الذي محله كتب الفقه .والفرق بينهما أن يعدد األوجه الجائزة بين سورتي األنفال وبراءة . -8
ترك الواجب الصناعي ال يترتب عليه نقص وال خلل .أما ترك الواجب الفقهي فإنه يترتب عليه خلل يوضح حكم التكبير بين السور . -9
ونقص في الموضوع . يذكر صيغة التكبير بين السور وكيفية أداء التكبير . -10
وحكمها في غير األوائل الجواز إال سورة براءة على ما يبدو من كالم العلماء. يحدد ابتداء التكبير وانتهائه . -11
ورحم هللا ابن الجزري حيث قال : يوضح أحوال السلف عند ختم القرآن الكريم . -12
..................................وفي ابتِداء السورة كل ُّ بسمال يعدد بعض األدعية المأثورة عند ختم القرآن . -13
ووسطا ً خير وفيها َ
يحتمل سوى براءة فال ولو ُوصِ لْ المحتوى العلمي :
األوجه الجائزة مع البسملة بين كل سورتين : االستعاذة :
األوجه الجائزة بين كل سورتين ثالثة وهي وصل الجميع .وقطع الجميع .وقطع األول فقط . حكمها :موضعها ،صيغتها .حاالت الجهر بها واإلسرار .
فوصل الجميع :أي آخر السورة بالبسملة بأول السورة . أما حكمها :فهي مستحبة وقيل واجبة .
وقطع الجميع :أي آخر السورة عن البسملة والبسملة عن أول السورة . فاس َتع ِْذ ِباهَّلل ِ مِنَ
يستحب للقارئ أن يستعيذ في بدء قراءته ،لقوله تعالى َ فِإذا َق َرْأتَ ا ْلقُ ْرآنَ ْ
وقطع األول فقط :أي آخر السورة عن البسملة مع وصل البسملة بأول السورة. جيم )1( ألن الشيطان يحرص على صرف المسلم عن عبادة ربه ويشغل ذهنه بأمور ال َّ
وهذه األوجه الثالثة تجوز بين كل سورتين سوى بين األنفال وبراءة . الر ِ
طان َّ
ش ْي ِ
تمنعه من التدبر أثناء التالوة .
األوجه الجائزة بين سورتي األنفال وبراءة : قال اإلمام الرازي :
وهذه األوجه بين األنفال وبراءة فهي وإن كانت ثالثة أيضا ً إال أنها تختلف عن سابقتها وبيانها ( إن سر االستعاذة هو االلتجاء إلى قادر يدفع اآلفات عنك ،ثم إن أجل األمور التي يلقي
الشيطان وسوسته فيها قراءة القرآن ،ألن من قرأ القرآن ونوى به عبادة الرحمن ،وتفكر في وعده
التفسير الكبير للفخر الرازي .1/91 )(2
الفريد في فن التجويد ـ عبد الرؤوف سالم وآخرون وانظر البرهان في تجويد القرآن ـ محمد الصادق قمحاوي. )(3 سورة النحل اآلية . 98 )(1
احلساين
تنسيق املدرب /جازم ّ
8
"1 البرهان في تجويد القرآن " محمد صادق القمحاوي
بعده عند بعض أهل األداء ،وروى بعضهم زيادة التهليل قبل التكبير ،فتقول ( :ال إله إال هللا وهللا كاآلتي :
أكبر ) ،وقال آخرون عن ابن مجاهد بزيادة التحميد بعد التهليل والتكبير ،فتقول ( :ال إله هللا وهللا وصل آخر األنفال ببراءة والسكت بينهما والقطع بينهما :لكن من غير بسملة مع الثالثة .
أكبر وهلل الحمد ) .ولكن جرى عمل الشيوخ قديما ً وحديثا ً على األخذ بكل ما صح في التكبير وإن لم وعلل لذلك بأن البسملة توحي باألمان وبراءة نزلت وال أمان معها حيث كان المشركون قد عزموا
يكن من طرق الكتاب المقروء به ؛ ألن المقام مقام إسهاب وإطناب للتلذذ بذكر هللا عند ختم القرآن . على نقض العهد المبرم بينهم وبين المسلمين ،فنزلت السورة بدون بسملة لإلعالم بذلك ولبيان ما
موضع ابتدائه وانتهائه : يجب على المسلمين نحو المشركين الناقضين للعهد وغير الناقضين له كما بينت اآليات من قوله تعالى
ذهب فريق من العلماء إلى أن ابتداءه من أول سورة الضحى وانتهاءه أول سورة الناس ، " براءة من هللا ورسوله إلى الذين عاهدتهم من المشركين " )1( . . .
ضحى وانتهاءه به آخر الناس . وذهب فريق آخر إلى أن ابتداءه من آخر وال ُ التكبير ( )2وأحوال السلف عند ختم القرآن
منشأ الخالف : التكبير ليس بقرآن :
أن ال َّنبِ ُّي لما قرأ عليه جبريل سورة والضحى كبر عقب فراغ جبريل من قراءة هذه أجمع الذين ذهبوا إلى إثبات التكبير أنه ليس بقرآن ،وإنما هو ذكر ندب إليه الشارع عند ختم
السورة ثم قرأ هو .والخالف في ابتداء التكبير وانتهائه مبنى على الخالف في تكبير ال َّن ِب ُّي هل كان بعض سور القرآن ،كما ندب إلى التعوذ عند البدء بالقراءة ،ولإلجماع على أنه ليس بقرآن لم يكتب
لبدء قراءته ؟ أم لختم قراءة جبريل ؟ في مصحف من المصاحف العثمانية ال في المكي وال في غيره.
ضحى وانتهاءه أول فمن ذهب إلى أن تكبيره لبدء قراءته يرى أن ابتداء التكبير أول وال ُ سببه :
الناس ،ومن ذهب إلى أن تكبيره لختم قراءة جبريل يرى أن ابتداءه آخر والضحى وانتهاءه ً
ذكر جمهور العلماء من المفسرين والقراء أن الوحي أبطأ وتأخر عن رسول هللا أياما ،
آخر الناس ،ولم يذهب أحد إلى أن ابتداء التكبير من آخر الليل . قيل :إنها اثنا عشر يوما ً ،وقيل :أربعون يوما ً ،فقال المشركون زوراً وكذبا ً :إن محمداً قد ودعه
كيفية أداء التكبير : ربه وقاله وأبغضه ،فجاءه جبريل عليه السالم من عند هللا رداً على مفترياتهم وألقى عليه :
يقول القارئ ( :هللا أكبر ) ثم يبسمل ويزيد الصيغ المذكورة التهليل قبل التكبير : ،التحميد سجى إلى آخرها ،فلما فرغ جبريل من قراءة هذه السورة ،قال ال َّن ِب ُّي : ضحى وا ْللَ ْي ِل ِإذا َ وال ُّ
كما ذكر . ً ً
" هللا أكبر " تصديقا لما كان ينتظر من الوحي وشكرا هلل على ما وااله من نزول الوحي بعد انقطاعه ،
وللقارئ بين كل سورتين األوجه الجائزة المذكورة في باب البسملة مع زيادة التكبير . ف
س ْو َوفرحا ً وسروراً بالنعم التي عددها هللا تعالى عليه في هذه السورة ،خصوصا ً قوله تعالى َ :ولَ َ
أحوال السلف عند ختم القرآن الكريم : ُي ْعطي َك َر ُّب َك َف َت ْرضى فقد قال أهل البيت :هي أرجى آية في كتاب هللا .
كان بعض السلف الصالح إذا ختم القرآن أمسك عن الدعاء اكتفاءاً بما في القرآن منه ـ ولجأ حكمه :
إلى االستغفار مع الخجل والحياء اعترافا ً بالتقصير وخوفا ً من العلي القدير ـ ومنهم من كان إذا ختم سنة مأثورة عن رسول هللا وللسبب السابق ذكره ،ولقول البزي قال :قال لي الشافعي :إن
القرآن أردف الختام مباشرة بقراءة الفاتحة وأول البقرة حتى قوله تعالى وأولئك هم المفلحون تركت التكبير فقد تركت سنة من سنن رسول هللا .
ومنهم من كان إذا ختم القرآن دعا بما شاء من األدعية أو الدعاء المأثور عن ال َّن ِب ُّي . الدليل من السنة :
س نة لقارئ القرآن عند ختمه أن يقرأ سورة ( الفاتحة ) إلى قوله تعالى : من ال ُ قال أبو الفتح فارس بن أحمد :إن التكبير سنة مأثورة عن رسول هللا وعن الصحابة
وأولئك هم المفلحون لما جاء في الحديث المروي من طريق عبد هللا بن كثير ،عن والتابعين ،وروى عن البزي أنه قال :سمعت عكرمة بن سليمان يقول :قرأت على إسماعيل بن عبد
درباس مولى ابن عباس ،عن عبد هللا بن عباس ،عن أبي بن كعب ، عن ال َّنبِ ُّي : أنه كان إذا هللا المكي ،فلما بلغت الضحى قال لي :كبر عند خاتمة كل سورة حتى تختم ،فإني قرأت على
قرأ :قل أعوذ برب الناس افتتح من الحمد هلل ثم قرأ من البقرة إلى :وأولئك هم ضحى قال لي :كبر عند خاتمة كل سورة حتى تختم .وأخبره أنه عبد هللا بن كثير فلما بلغت وال ُ
المفلحون .)4( قرأ على مجاهد وأمره بذلك ،و أ خبره مجاهد أن ابن عباس أمره بذلك ،وأخبره ابن عباس أن أبي
وروى أن رجالً قال للنبي : أي العمل أحب إلى هللا ؟ قال " :الحال المرتحل " ،قال :وما بن كعب أمره بذلك ،و أخبره أن ال َّن ِب ُّي أمره بذلك .رواه الحاكم وقال :هذا حديث صحيح
الحال المرتحل ؟ قال " :الذي يضرب من أول القرآن إلى آخره كلما حل ارتحل " . اإلسناد(.)3
أي كلما فرغ من ختمة شرع في أخرى من غير تراخ . صيغته :
وهكذا كان الصالحون ،فكانوا ال يفترون عن تالوة القرآن ليالً وال نهاراً ،حضراً وسفراً ، ذهب الجمهور إلى أن صيغته ( :هللا أكبر ) قبل البسملة من غير زيادة تهليل قبله وال تحميد
صحة وسقما ً ؛ ألن تالوة القرآن من أفضل القربات والطاعات كلها .
ثم إذا فرغ من ختم القرآن دعا هللا تعالى ملتزما ً بآداب الدعاء .
الفريد في فن التجويد ـ عبد الرءوف سالم وآخرون . )(1
والدعاء يتأكد عند ختم القرآن ألنه من مواضع اإلجابة ،فقد ورد عن جابر بن عبد هللا قال 2
سول ُ هَّللا ِ " : من جمع القرآن كانت له دعوة مستجابة ،إن شاء عجلها في الدنيا ،وإن َ :قال َ َر ُ ()البدور الزاهرة في القراءات العشر المتواترة للشيخ عبد الفتاح القاضي ص 421 - 419بتصرف ،ونهاية القول
بصيغة المفيد للشيخ محمد مكي نصر ص 224 ، 223بتصرف
سورة البقرة :اآلية ( . ) 5 )(4 ()الحاكم في التفسير 2/230ووافقه الذهبي. 3
احلساين
تنسيق املدرب /جازم ّ
9
"1 البرهان في تجويد القرآن " محمد صادق القمحاوي
-4العمل على حفظ دعائين من أدعية ختم القرآن . شاء أخرها له في اآلخرة " (.)5
التقويم والقياس الذاتي : سول ُ هَّللا ِ " : إن لصاحب القرآن عند كل ختمة دعوة مستجابة وعن أنس قال َ :قال َ َر ُ
-1ما حكم االستعاذة ؟ وما معناها وما حاالت الجهر واإلسرار بها ؟ وشجرة في الجنة ،لو أن غرابا ً طار من أصلها لم ينته إلى فرعها حتى يدركه ال َه َر ُم " ؟
()2
احلساين
تنسيق املدرب /جازم ّ
10
"1 البرهان في تجويد القرآن " محمد صادق القمحاوي
قال الشيخ الجمزوري رحمه هللا : عرف ال ُغ نة بأنها صوت رخيم لذيذ يخرج من الخيشوم .وهي صفة مالزمة للميم والنون ال و ُت َّ
أرب ُع أحكام فخذ َتبييني للنون أن تسكن وللتنوين ()1
تفارقهما أبدا .
فلتعرفِ
َ للحلق ستُّ ُر َتبت فاألول االظها ُر قبل َ أحرفِ أحوال النون والميم بوجه عام ومع ال ُغ َّنة .
مهملتان ثم غينُ خاء . هم ُز فها ُء ثم عينُ حا ُء وباالستقراء والتتبع وجد أن النون والميم ال يخرجان عن واحد من األ نواع الخمسة اآلتية
وأمثلة ذلك : فهما :
.1مشددتين
التنوين مع حروف االظهار النون مع حروف االظهار من كلمتين النون مع حروف اإلظهار من كلمة
.2ساكنتين مدغمتين
عينُُ آنية منْ آمن ْينأون ساكنتين مخففتين .3
فريقا ً هَدى مِنْ هاد ْينهون .4ساكنتين مظهرتين
في جن ٍة عالية مِنْ علم أ ْنعمت .5متحركين .
علي ُُم حكيم مِنْ حسنة ي ْنحِتون وإنما تظهر ال ُغ نة في الحاالت الثالثة األولى فقط دون حالتي اإلظهار والتحريك.
عزيز غفورُ ُ مِنْ غل فسي ْنغضون "مراتب ال ُغنة ثالثة "
يومئ ٍذ خاشعة مِنْ خير الم ْنخنقة فهي في المشدد أظه ُر منها في المدغم وفي المدغم أظه ُر منها في المخفي .
ووجه اإلظهار هو بعد مخرج النون والتنوين من مخرج حروف الحلق ألن النون والتنوين من مراتب ال ُغنة
طرف اللسان وبينه وبين الحلق ُبعد . النون الساكنة والتنوين
التفعيل العملي للمحتوى بالنشاط المصاحب : تعريفهما ،أحكامهما .تعريف كل حكم .
-1عمل حلقة لتعليم تالوة القرآن مع تطبيق حكم اإلظهار . أوالً :تعريفهما :
-2عمل جدول عن حكم اإلظهار مع التوضيح باألمثلة . فالنون الساكنة :هي الخالية من الحركة .
-3عمل شريط يشرح فيه أحكام التجويد مع التطبيق العملي . وتوجد في األسماء واألفعال والحروف وفي الوسط وفي الطرف .
-4التدريب على إخراج حروف اإلظهار من مخرجها الصحيح على يد معلم . وهي ثابتة خطا ً ولفظا ً ووصالً ووقفا ً .
-5يستخرج من سورة تبارك حكم اإلظهار . والتنوين :هو نون ساكنة زائدة تلحق آخر االسم في اللفظ دون الخط وفي الوصل دون
التقويم والقياس الذاتي : الوقف .
ما حكم كل من الميم والنون المشددتين ؟ مع التمثيل لما تذكر . -1 وضابطه هو وجود الضمتين أوالفتحتين أوالكسرتين على الحرف األخير من األسماء .
بم تقاس الغنة من حيث الزمن الذي تستغرقه ؟ وكيف حصلنا على هذا المقياس؟ -2 وال يلتبس علينا وجود ميم اإلقالب مع أحد الحركات الثالثة ألنها بمنزلة حركة التنوين .
ُ
ما معنى الغنة ؟ وما هي مراتبها ؟ -3 ثانيا ً :وأحكامهما إجماالً :أربعة :االظهار .واإلدغام .واإلقالب واإلخفاء .
ما أحوال النون والميم ؟ وما الحاالت التي ُتغنا فيها ؟ -4 ومما ينبغي التنبه له أن جميع هذه األحكام فرض وواجب العمل بها ويجب أن ال يخلو مسجد
عرف النون الساكنة والتنوين مع التمثيل لما تذكر ؟ -5 جامع من عالِم مجود للقرآن الكريم ،يرجع المسلمون إليه يتعلمون منه ويتلقون عنه .
قارن بين النون الساكنة والتنوين ؟ -6
عرف اإلظهار لغة واصطالحا ً ؟ -7 أوالً :إظهار النون الساكنة والتنوين :
عدد حروف اإلظهار مع التمثيل لكل حرف ؟ -8 االظهار :معناه لغة البيان والوضوح بغير ُغنة معه واصطالحا ً إخراج الحرف المظهر من
لماذا سميت حروف اإلظهار بالحروف الحلقية ؟ وبم تعلل إظهار النون الساكنة -9 مخرجه من غير ُغنة معه .
والتنوين معها ؟ وحروفه ستة هي الهمزة والهاء .والعين والحاء .والغين والخاء .
هل تطبق حكم اإلظهار في تالوتك للقرآن ؟ ولماذا ؟ -10 وتسمى حروفا ً حلقية لخروجها من الحلق .
ً
هل تقوم بتعليم غيرك تالوة القرآن مجودا ؟ ولماذا ؟ -11 فإن وقع حرف منها بعد النون أو التنوين وجب اإلظهار للنون الساكنة والتنوين سواء أكان
ما مدى إجادتك لتطبيق حكم اإلظهار ؟ -12 وقوعها بعد النون من كلمة أم من كلمتين .
ارجع إلى ضبط المصحف في آخره لتتعرف على الضابط الذي به يعرف اإلظهار في -13
1
الرسم . ()الغُنة صوت َأغَ َن يخرج من الخيشوم مصاحباً للميم والنون والتنوين .أو هو صوت يشبه صوت الغزالة إذا ضاع
ول ُدها في الفالة وحنت وأنت وقالت :إن ،أم .
احلساين
تنسيق املدرب /جازم ّ
11
"1 البرهان في تجويد القرآن " محمد صادق القمحاوي
احلساين
تنسيق املدرب /جازم ّ
12
"1 البرهان في تجويد القرآن " محمد صادق القمحاوي
يعدد ثالثة أمثلة لحكم اإلقالب . .3 كيم السادس :يجب إظهار النون عند الواو بعدها من قوله تعالى :يس وا ْلقُ ْر ِ
آن ا ْل َح ِ
يعلل إقالب النون الساكنة والتنوين إلى ميم ساكنة إن جاء بعدهما الباء . .4 ومن قوله تعالى :ن وا ْل َقلَ ِم َوما َي ْس ُطرونَ .
السابع :ورد السكت لحفص في أربعة مواضع ـ أولها ( :عِ وجا ً قيما ً ) في الكهف .فيسكت
المحتوى العلمي : على األلف المبدلة من التنوين في ( عوجا ً ) عند وصلها بما بعدها ـ ثانيها ً ( :مِن مرقدنا ) بيس
واإلقالب :معناه لغة تحويل الشيء عن وجهه إلى وجه آخر. فيسكت على ألف ( مرقدنا ) عند وصلها بما بعدها ـ
واصطالحا ً :جعل حرف مكان آخر في النطق ؛ وله حرف واحد هو الباء . ثالثها ( :منْ راق ) بالقيامة فيسكت على نون (من ) عند وصلها بما بعدها .
فإن وقعت الباء بعد النون الساكنة أو التنوين وجب قلب النون والتنوين ميما ساكنة مع مراعاة رابعا ً ( :بل ران ) في سورة المطففين فيسكت على الم ( بل ) عند وصلها بما بعدها .انتهت
الغنة واإلخفاء فيها .وسواء أكانت النون الساكنة مع حرف اإلقالب في كلمة أم في كلمتين . التنبيهات (.)1
قال الشيخ الجمزوري رحمه هللا : مراجع للتعلم الذاتي واالستيفاء :
ُ
ميما بغنة مع اإلخفاء ُ
والثالث اإلقالب عند الباء -1الفريد في فن التجويد .
وهذه هي األمثلة : -2هداية القارئ إلى تجويد كالم الباري ـ عبد الفتاح المرصفي .
-3الوافي ـ الشيخ عبد الفتاح القاضي .
النون مع حرف اإلقالب في كلمة النون مع حرف اإلقالب في كلمتين التنوين مع حرف اإلقالب -4النشر في القراءات العشر .
التفعيل العملي للمحتوى بالنشاط المصاحب :
سميع بصير أن بورك ينبوعا ً -1عمل حلقة لتالوة القرآن الكريم يطبق فيها حكم اإلدغام .
ووجه اإلقالب :هو ثقل اإلظهار وثقل اإلدغام ألن إظهار النون الساكنة والتنوين مع الغنة عند -2عمل جدول يقسم فيه اإلدغام مع التمثيل .
مالقاتهما للباء فيه مشقة وكلفة على اللسان وفي إدغامهما مشقة وكلفة أكثر . -3عمل شريط قرآني يشرح فيه حكم اإلدغام .
وذلك لما بين النون والتنوين وبين الباء من اختالف في المخرج فتعين اإلخفاء الذي هو مرتبة -4يستخرج من سورة الحاقة حكم اإلدغام .
وسطى بين اإلظهار واإلدغام .ولما لم يكن إال اإلخفاء وكان اإلخفاء فيه ثقل أيضاً. -5التدريب على تطبيق حكم اإلدغام على يد معلم .
فقد توصل إليه بالقلب ميما ً وذلك للتناسب الموجود بين النون والميم من ناحية وبين الميم التقويم والقياس الذاتي :
والباء من ناحية أخرى ألن الميم لها اشتراك مع النون في الصفات ولها اشتراك مع الباء في المخرج -1عرف اإلدغام لغة واصطالحا ً ؟ وما أقسامه ؟ مع التمثيل لما تذكر .
فلهذا حسن مجيئها ً بدالً من النون للخصوصية التي ال توجد لغيرها من بقية الحروف . -2ما شرط اإلدغام ؟ وما الحكم إن لم يتحقق هذا الشرط ؟ مثل لما تذكر .
رابعا ً :إخفاء النون الساكنة والتنوين -3فرق بين حروف اإلدغام بغنة واإلدغام بغير غنة مع التمثيل .
أهداف معرفية يرجى تحقيقها بدراسة هذا الموضوع : -4قارن بين اإلدغام الكامل واإلدغام الناقص ؟
-5بما تعلل كمال اإلدغام ونقصانه ؟
يعرف اإلخفاء لغة واصطالحا ً . -1
-6هل تطبق حكم اإلدغام في تالوتك للقرآن ؟ ولماذا ؟
يحدد حروف اإلخفاء . -2
-7هل علَّمت أحداً حكم اإلدغام ؟ ولماذا ؟
يوضح كيف يطبق حكم اإلخفاء . -3
-8حدد مواضع السكت في القرآن الكريم ؟
ً
يذكر مثاال لكل حرف من حروف اإلقالب . -4
-9ما علة اإلظهار في كل من [ الدنيا ـ صنوان ـ قنوان ـ بنيان ] .
يعلل وجه اإلخفاء في هذه الحروف . -5
-10ما الحكم الذي تطبقه مع النون عند قراءتك لقوله تعالى ( :يسن والقرآن الحكيم ) وقوله
المحتوى العلمي : تعالى ( :نون والقلم وما يسطرون ) .
واإلخفاء :معناه لغة :الستر .واصطالحا ً :النطق بالحرف بصفة بين اإلظهار واإلدغام عاريا ً ثالثا ً :إقالب النون الساكنة والتنوين
عن التشديد مع بقاء الغنة فيه . أهداف معرفية يرجى تحقيقها بدراسة هذا الموضوع :
حروفه :وحروفه خمسة عشر حرفا ً وهي الباقية من حروف الهجاء .بعد حروف اإلظهار
يعرف اإلقالب لغة واصطالحا ً . .1
وحروف اإلدغام وحرف اإلقالب وهي الصاد والذال والثاء والكاف والجيم والشين والقاف والسين
يوضح كيف يكون نطق اإلقالب . .2
والدال والطاء والزاي والفاء والتاء والضاد والظاء ،وقد أشار إليها الشيخ الجمزوري في أوائل
ضع ظالما ً دُم َط ّيبا ِزد في ُتقى َ ش ْخص قد سما
كلمات البيت اآلتي فقال :صِ ف ذا ثنا كما جاد َ
ووجه اإلخفاء :هو أن النون والتنوين لم يقرب مخرجهما من مخرج الحروف المذكورة فيدغما الفريد في فن التجويد ـ ج 1ـ عبد الرءوف سالم وآخرون . )(1
احلساين
تنسيق املدرب /جازم ّ
13
"1 البرهان في تجويد القرآن " محمد صادق القمحاوي
تلخيص أحكام النون الساكنة والتنوين ،ولم يبعد مخرجهما من مخرجها فيظهرا فكان اإلخفاء .
هذا هو ما قاله العلماء من تعليل لإلخفاء .
وهذه هي األمثلة :
النون مع حروف اإلخفاء في كلمتين النون مع حروف اإلخفاء في كلمة
مِن دابة مِن صيام أندادا فانصرنا
اإلخفاء اإلقالب اإلدغام اإلظهار مِن طين مِن ذكر فانطلقوا أأنذرتهم
باقي )ب ( )ي .ر .م .ل .و .ن ( ء .هـ .ع .ح .غ .خ ( فإن زللتم مِن ثمرة ُينزفون منثورا
:الحروف مجموعة في كلمة ) و َمن في األرض مِن كأس أنفسكم ينكثون
( يرملون ) وإن تبتم مِن جنات أأنتم أنجيناكم
إن ضللتم من شيء منضود أنشأ
مِن ظهير ولئن قوتلوا انظروا أنقض
علة اإلخفاء علة اإلقالب علة اإلظهار بعد أن سيكون فال تنسى
مرتبة بين ثقل في المخرجين أي مخرج
التنوين مع حروف اإلخفاء
اإلدغام اإلظهار النون عن مخرج حروف
اإلظهار قاعا ً صفصفا
واإلظهار واإلدغام ُ
واالخفاء قنوانُ دانية نفس ذائقة الموت ٍ كل ُّ
إدغام بغير ُغنة إدغام بغنة قوما طاغين ً ماء ثجاجا
توسط عالقة النون ً
)ل .ر ( )يــنمو (
والتنوين بحروف اإلخفاء يومئ ٍذ ُزرقا يوما ً كان
ي.ن.م.و
قربا ً وبعداً خالداً فيها صبراً جميال
ت تجري جنا ٍ غفو ُُر شكور
قوما ً ضالين عليما ً قديرا
إدغام كامل التشديدإدغام ناقص التشديد ظالً ظليالً قوالً سديدا
)م ،ن ،ل ،ر ( )ي ،و (
علة اإلدغام
التماثل والتجانس
والتقارب والتخفيف
احلساين
تنسيق املدرب /جازم ّ
14
"1 البرهان في تجويد القرآن " محمد صادق القمحاوي
احلساين
تنسيق املدرب /جازم ّ
15