You are on page 1of 26

‫الفهرس‬

‫احملاضرة األوىل من التأسيس الشمويل للمحاور املسلم‪4.................................... :‬‬


‫مقدمة ‪4.................................................................................‬‬
‫احملور األول‪ :‬االحتياجات الشمولية للمحاور املسلم‪4...................................... :‬‬
‫العنصر األول‪ :‬موقع جمال الرد على الشبهات وإثبات احلق ابلربهان من خارطة اإلسالم العامة‪:‬‬
‫‪5.......................................................................................‬‬
‫األمر األول‪ :‬قيمة استعمال السالح الربهاين يف اإلسالم‪5.................................. .‬‬
‫األمر الثاين‪ :‬التأمل يف مركزية الصراع بني احلق والباطل يف قاموس السنن اإلهلية‪6............. .‬‬
‫نص وأمر على اجلهاد يف سبيل هللا ابللسان‪6........................ .‬‬
‫األمر الثالث‪ :‬النيب ﷺ َّ‬
‫األمر الرابع‪ :‬اجلهاد ابللسان يدخل يف األمر ابملعروف والنهي عن املنكر‪7................... .‬‬
‫األمر اخلامس‪ :‬محاية الشريعة من الشبهات من واجبات اإلمام‪7............................ .‬‬
‫األمر السادس‪ :‬أنه من حقوق هللا على عباده‪8............................................ .‬‬
‫العنصر الثاين‪ :‬اإلعداد الشمويل للمحاور املسلم‪8......................................... :‬‬
‫الدائرة األوىل‪ :‬التحصني‪9................................................................ :‬‬
‫الدائرة الثانية‪ :‬التأصيل‪9................................................................. :‬‬
‫الدائرة الثالثة‪ :‬املنهجية‪10 ............................................................... :‬‬
‫الدائرة الرابعة‪ :‬املعلومات‪10 ............................................................. :‬‬
‫الدائرة اخلامسة‪ :‬املهارات‪11 ............................................................ :‬‬
‫الدائرة السادسة‪ :‬األخالق‪12 ........................................................... :‬‬
‫الدائرة السابعة‪ :‬اخلربة‪12 ................................................................ :‬‬
‫احملور الثاين‪ :‬االحتياجات العملية للمحاور املسلم‪13 ...................................... :‬‬
‫أوال‪ :‬جماالت اإلعداد على املستوى احلواري‪13 ........................................... :‬‬
‫ا‬
‫اثنياا‪ :‬جماالت اإلعداد على املستوى الشخصي‪14 ......................................... :‬‬
‫‪2‬‬
‫فقرة األسئلة‪14 .........................................................................:‬‬
‫احملاضرة الثانية من التأسيس الشمويل للمحاور املسلم‪17 .................................. :‬‬
‫دوائر ومقامات التماس مع املخالف ابحلجة والبيان‪17 ..................................... :‬‬
‫احتياجات مقام املناظرة‪17 .............................................................. :‬‬
‫احتياجات مقام احلوار‪18 ................................................................:‬‬
‫متطلبات مقام الرد من طرف واحد‪19 ....................................................:‬‬
‫خطوات احلوار الصحيح واملناظرة الصحيحة‪ ،‬وهي على ثالثة أقسام‪20 .....................:‬‬
‫أوال‪ :‬ما قبل املناظرة أو احلوار‪20 ........................................................ :‬‬
‫ا‬
‫اثنياا‪ :‬أثناء املناظرة أو احلوار‪22 .......................................................... :‬‬
‫اثلثاا‪ :‬ما بعد احلوار واملناظرة‪24 .......................................................... :‬‬

‫‪3‬‬
‫احملاضرة األوىل من التأسيس الشمويل للمحاور املسلم‪:‬‬

‫مقدمة‬
‫اهلدف هو تقدمي صورة مشولية لباب الرد على الشبهات والدفاع عن اإلسالم ابحلجة والبيان‪ ،‬بطريقة‬
‫منهجية‪.‬‬
‫فائدة منهجية‪:‬‬
‫االستغراق يف االهتمام ابلتفاصيل اخلاصة بعلم ما‪ ،‬وعدم النظر بنظرة مشولية هلذا العلم أو موقعه من‬
‫خارطة العلوم‪ ،‬يؤدي إىل الوقوع يف إشكالية الفجوات وعدم تقدير وزن هذا العلم‪.‬‬
‫اإلشكالية من تعلم أدلة الرد على املبطلني دون وجود نظرة مشولية للباب ‪-‬النصوص الشرعية يف الباب‬
‫مثال‪ -‬تكون نتيجته أن احملاور جيد نفسه وكأنه يضع قدمه يف هواء وال يكون لديه رسوخ‪ ،‬وهذا الرسوخ‬
‫ً‬
‫ال يكون إال ابإلحاطة ابلدوائر الشمولية‪.‬‬

‫احملاور الرئيسية للمادة‪( :‬ثالثة حماور أو ثالث مقامات)‬


‫‪ )1‬مقام االحتياج الشمويل‪.‬‬
‫‪ )2‬مقام االحتياج العملي‪.‬‬
‫‪ )3‬مقام االحتياج اآلين عند املناظرة‪.‬‬

‫احملور األول‪ :‬االحتياجات الشمولية للمحاور املسلم‪:‬‬


‫• العناصر‪:‬‬
‫‪ )1‬معرفة موقع جمال الرد على الشبهات وإثبات احلق ابلربهان وموقعه من خارطة اإلسالم العامة‪.‬‬
‫‪ )2‬احتياجات اإلعداد الشمويل للمحاور املسلم‪( :‬حتصني‪ ،‬أتصيل‪ ،‬منهجية‪ ،‬معلومات‪ ،‬مهارات‪،‬‬
‫أخالق‪ ،‬خربة)‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫العنصر األول‪ :‬موقع جمال الرد على الشبهات وإثبات احلق ابلربهان من خارطة اإلسالم العامة‪:‬‬

‫األمر األول‪ :‬قيمة استعمال السالح الربهاين يف اإلسالم‪.‬‬

‫‪ -‬املتأمل يف نصوص الكتاب والسنة‪ ،‬جيد أن قيمة استعمال السالح الربهاين يف اإلسالم حتتل الصدارة‬
‫العظمى من خارطته‪ ،‬وهو ابب ليس تكميليًا أو هامشيًا البتة‪.‬‬
‫‪ -‬السالح الربهاين يشمل أمرين‪ :‬اإلثبات والرد (إثبات احلقائق والرد على الشبهات)‪.‬‬
‫‪ -‬وميكن االنطالق يف هذا الباب من خطاابت األنبياء مع أقوامهم املذكورة يف القرآن‪ ،‬واليت أثىن عليها‬
‫ك ُح َّجتُنَآ ءَاتَْي َٰنَ َهآ إِبْ ََٰرِه َيم َعلَ َٰى‬ ‫هللا ثناءً ابلغًا‪ ،‬وأشهرها مقام إبراهيم مع قومه‪ ،‬حيث قال سبحانه‪َ ﴿ :‬وتِْل َ‬
‫ِِ ‪1‬‬
‫قَ ْومه﴾‬
‫‪ -‬ابن حزم له استدالل يف اتِباع إبراهيم يف املناظرة حيث قال‪" :‬وقد أمران تعاىل يف نص القرآن ابتباع‬
‫ملة إبراهيم عليه السالم‪ ،‬وأخربان تعاىل أن من ملة إبراهيم احملاجة واملناظرة‪ ،‬فمرة للملِك ومرة لقومه‪،‬‬
‫واالستدالل كما أخربان تعاىل عنه‪ ،‬ففرض علينا اتباع املناظرة لنصرف أهل الباطل إىل احلق وأن نطلب‬
‫الصواب ابالستدالل فيما اختلف فيه املختلفون‪ .‬قال هللا تعاىل‪﴿ :‬إِ َّن أَوَىل ٱلن ِ ِِ ِ ِ‬
‫َّاس ِببْ ََٰره َيم لَلَّذ َ‬
‫ين ٱتَّبَ عُوهُ‬ ‫ْ‬
‫ني﴾‪ 2‬فنحن املتبِعون إلبراهيم عليه السالم يف احملاجة واملناظرة‪،‬‬ ‫و َٰه َذا ٱلنَِّب وٱلَّ ِذين ءامنُواْ ۗ وٱ َّّلل وِ ى ِ ِ‬
‫ىل ٱلْ ُم ْؤمن َ‬ ‫ى َ َ ََ َ َُ‬ ‫ََ‬
‫فنحن أوىل الناس به‪ ،‬وسائر الناس مأمورون بذلك‪ .‬قال هللا تعاىل‪﴿ :‬فَٱتَّبِعُواْ ِملَّ َة إِبْ ََٰرِه َيم﴾‪ 3‬ومن ملته‬
‫عاص هلل عز وجل وخمالف مللة إبراهيم‬ ‫املناظرة كما ذكران‪ ،‬فمن هنى عن املناظرة واحلجة فليعلم أنه ٍ‬
‫وحممد صلى هللا عليهما وسلم‪".‬‬
‫‪4‬‬
‫ت ِج ََٰدلَنَا﴾‬ ‫وح قَ ْد ََٰج َدلْتَ نَا فَأَ ْكثَ ْر َ‬
‫‪ -‬وذكر القرآن أنه ملا جاء نوح قومه قالوا‪﴿ :‬يََٰنُ ُ‬
‫اخلالصة‪ :‬لو مل يكن من أمر حيث على االعتناء ابحلجة والربهان يف إقامة احلق ودفع الباطل إال ما ورد‬
‫يف القرآن الكرمي من قصص األنبياء وحواراهتم مع قومهم لكفى‪.‬‬

‫‪[ 1‬األنعام‪]83 :‬‬


‫‪[ 2‬آل عمران‪]68 :‬‬
‫‪[ 3‬آل عمران‪]95 :‬‬
‫‪[ 4‬هود‪]32 :‬‬

‫‪5‬‬
‫األمر الثاين‪ :‬التأمل يف مركزية الصراع بني احلق والباطل يف قاموس السنن اإلهلية‪.‬‬

‫‪ -‬إذا أتملت آايت سورة األنبياء‪ ،‬لكدت أن تقول أن هللا خلق السماوات واألرض للصراع بني احلق‬
‫َٰط ِل فَي ْدمغُهۥ فَِإذَا هو َز ِاهق ۚ ولَ ُكم ٱلْويل ِِمَّا تَ ِ‬
‫ص ُفو َن﴾‪.5‬‬ ‫ف بِٱ ْحل ِق علَى ٱلْب ِ‬
‫ُ‬ ‫والباطل‪ ،‬قال تعاىل‪﴿ :‬بل نَ ْق ِ‬
‫ذ‬
‫ْ‬
‫َ ُ َ ُ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫‪ -‬إبدراك مركزية الصراع بني احلق والباطل يف قاموس رساالت األنبياء كلها‪ ،‬تُدرك قيمة احلجة والربهان‪.‬‬
‫‪ -‬الصراع بني احلق والباطل ليس هو الصراع احلسي املادي فقط‪ ،‬بل هو كذلك الصراع ابلبيان والبالغ‬
‫أساسيًا‪.‬‬

‫نص وأمر على اجلهاد يف سبيل هللا ابللسان‪.‬‬


‫األمر الثالث‪ :‬النيب ﷺ َّ‬

‫كني أبموالِ ُكم‪ ،‬وأيدي ُكم‪ ،‬وألسنَتِ ُكم"‪.6‬‬ ‫ِ‬


‫ال‪ " :‬جاهدوا املش ِر َ‬ ‫َّيب ﷺ قَ َ‬
‫عن أنس رضي هللا عنه عن الن َّ‬ ‫‪ْ -‬‬
‫دل على ذلك قول رسول هللا ﷺ حلسان‪:‬‬ ‫وبعض صور اجلهاد ابللسان أبلغ من اجلهاد ابلسنان‪ ،‬وقد َّ‬
‫َّبل"‪ ،7‬استعمل النيب ﷺ يف هذا أفعل التفضيل‬ ‫ضح الن ِ‬
‫بيده هلو أش ىد عليهم من نَ ِ‬ ‫" اهجهم فوالذي نفسي ِ‬
‫ُُْ‬
‫(أشدَّ)‪.‬‬
‫جدا على هذا النص‪" :‬إذا كان كل هذا الفضل جاء يف‬ ‫‪ -‬ويُذكر عن ابن تيمية تعليق مطرب ورائع ً‬
‫هجاء املشركني‪ ،‬فما ابلكم ِبقامة الدالئل والرباهني على صحة اإلسالم‪ ،‬وإبطال حجج الكافرين من‬
‫املشركني وأهل الكتاب"‪.‬‬
‫‪ -‬ومن الدالالت على موقع هذا اجملال من اإلسالم‪ ،‬موقف أمنا عائشة رضي هللا عنها فيمن تكلم يف‬
‫زل يف حادثة اإلفك‪ -‬قالت‪" :‬ال تسبهُ فإنه كان يُنافح‬ ‫حسان أمامها ‪-‬وكان حسان رضي هللا عنه ِمن َّ‬
‫عن هللا ورسوله"‪.‬‬
‫املشا ِرُك فيه‬‫ان‪ ،‬وهذا َ‬ ‫‪ -‬قال اإلمام ابن القيِم رمحه هللا‪" :‬وهلذا كان اجلهاد نوعني‪ :‬جها ٌد اابلي اد ا‬
‫والسنَ ا‬
‫َ‬
‫اد األَئا َّم اة‪َ ،‬وْه َو‬ ‫اخلاص اة ام ْن أتْ بَ ااع ُّ‬
‫الر ُس ال َو ْه َو اج َه ُ‬ ‫َّ‬ ‫اد‬ ‫اد اابحل َّج اة والب ي ا‬
‫ان‪ ،‬وهذا اج َه ُ‬ ‫ا‬
‫َكثريٌ‪ ،‬والثاين‪ :‬اجل َه ُ ُ َ َ َ‬
‫ِ‬

‫‪[ 5‬األنبياء‪]18:‬‬
‫‪[ 6‬سنن النسائي رمحه هللا ‪]3096 :‬‬
‫‪[ 7‬مسند عبد الرزاق رمحه هللا]‬

‫‪6‬‬
‫َّة ُم ْؤنَتِ ِه‪َ ،‬وَكثْ َرِة أ َْع َدائِِه‪ ،‬قَال هللا تعاىل يف ُسورة الفرقان وهي مكية‪:‬‬ ‫أَفْضل اجلِهادين لِعِظَِم مْن َفعتِ ِه‪ ،‬و ِشد ِ‬
‫َ َ َ‬ ‫َ ُ َ َْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ َٰ ِ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ٍۢ‬
‫ين َو ََٰج ِه ْد ُهم بِِهۦ ج َه ًادا َكبِ ًريا﴾ ‪ .‬فهذا ج َه ٌ‬
‫اد هلم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫﴿ َولَْو شْئ نَا لَبَ َعثْ نَا ِف ُك ِل قَ ْريَة نَّذ ًيرا ۞ فَ َال تُط ِع ٱلْ َكف ِر َ‬
‫‪8‬‬

‫أيضا‪ ،‬فإن املنافقني مل يكونوا يقاتلون املسلمني بل‬ ‫ِ‬


‫ابلقرآن وهو أكربُ اجل َه َاديْن‪ ،‬وهو جهاد املنافقني ً‬
‫كانوا معهم يف الظاهر‪ ،‬ورمبا كانوا يقاتلون عدوهم معهم ومع هذا فقد قال هللا تعاىل‪َََٰٓ ﴿ :‬يَيى َها ٱلنِ ى‬
‫َّب‬
‫ني َوٱ ْغلُ ْظ َعلَْي ِه ْم﴾‪ ،9‬ومعلوم أن جهاد املنافقني ابحلجة والقرآن‪ ،‬واملقصود أن‬ ‫ِِ‬ ‫ِِ‬
‫َّار َوٱلْ ُم َٰنَفق َ‬
‫ََٰجهد ٱلْ ُكف َ‬
‫سبيل هللا هي اجلهاد وطلب العلم ودعوة اخللق به إىل هللا سبحانه وتعاىل"‪.‬‬
‫‪ -‬حكم اجلهاد يف سبيل هللا فرض كفاية‪ ،‬قال العلماء‪ :‬الرد على الشبهات حكمه فرض كفاية كاجلهاد‬
‫يف سبيل هللا‪ ،‬وذكر ابن تيمية اتفاق املسلمني على ذلك قال‪" :‬إذا تطهري سبيل هللا ودينه ومنهاجه‬
‫وشرعته ودفع بغي هؤالء وعدواهنم على ذلك واجب على الكفاية ابتفاق املسلمني"‪.‬‬

‫األمر الرابع‪ :‬اجلهاد ابللسان يدخل يف األمر ابملعروف والنهي عن املنكر‪.‬‬

‫من مكانة هذا األمر يف الشريعة أنه من األمر ابملعروف والنهي عن املنكر‪ ،‬ولذلك كل ما ورد يف‬
‫األمر ابملعروف والنهي عن املنكر من فضل ٍ‬
‫وحث فمن أوىل ما يدخل فيه األمر أبعظم معروف الذي‬
‫هو اإلسالم وأصوله ابحلجة والربهان والنهي عن أعظم منكر الذي هو الشبهات املثارة حول أصول‬
‫اإلسالم وثوابته‪.‬‬

‫األمر اخلامس‪ :‬محاية الشريعة من الشبهات من واجبات اإلمام‪.‬‬

‫الفقهاء حني يتكلمون عن اإلمامة واخلالفة‪ ،‬ينصون على أن من واجبات اإلمام واحلاكم املسلم محاية‬
‫بيضة اإلسالم على املستوى املادي واملعنوي‪ ،‬وأنه جيب عليه أن حيمي الشريعة من أصحاب‬
‫الشبهات‪.‬‬

‫‪[ 8‬الفرقان‪]51:52 :‬‬


‫‪[ 9‬التوبة‪]73 :‬‬

‫‪7‬‬
‫األمر السادس‪ :‬أنه من حقوق هللا على عباده‪.‬‬

‫ويف ذلك قال ابن القيم‪" :‬الرد على الطاعنني يف كتابه ورسوله ودينه وجماهدهتم ابحلجة والبيان والسيف‬
‫والسنان والقلب واجلنان‪ ،‬وليس وراء ذلك حبة خردل من إميان"!‬
‫أهم نص من النصوص املركزية يف الباب‪ :‬أمر هللا مبجادلة أهل الباطل‪ ،‬قال سبحانه وتعاىل‪﴿ :‬ٱ ْدعُ إِ َ َٰىل‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫سبِ ِيل ربِ َ ِ ِ‬
‫ك بِٱ ْحل ْك َمة َوٱلْ َم ْوعظَة ٱ ْحلَ َسنَة ۖ َو ََٰجد ْهلُم بِٱلَِّت ه َى أ ْ‬
‫َح َس ُن﴾‬
‫‪10‬‬
‫َ َ‬
‫العنصر الثاين‪ :‬اإلعداد الشمويل للمحاور املسلم‪:‬‬
‫أعظم شيء ينبغي قبل اجلهاد هو اإلعداد‪ ،‬وإذا كان اإلعداد للجهاد البدين واجبًا فاإلعداد الربهاين‬
‫كذلك‪ ،‬فما ال يتم الواجب إال به فهو واجب‪ ،‬وإذا كان بعض من يشارك يف اجلهاد البدين قد يكون‬
‫ضرر للمسلمني فكذلك األمر ابلنسبة للجهاد الربهاين‪.‬‬
‫• دوائر احتياجات إعداد احملاور املسلم‪:‬‬
‫‪ )1‬دائرة التحصني‪.‬‬
‫‪ )2‬دائرة التأصيل‪.‬‬
‫‪ )3‬دائرة املنهجية‪.‬‬
‫‪ )4‬دائرة املعلومات‪.‬‬
‫‪ )5‬دائرة املهارات‪.‬‬
‫‪ )6‬دائرة األخالق‪.‬‬
‫‪ )7‬دائرة اخلربة‪.‬‬

‫‪[ 10‬النحل‪]125 :‬‬

‫‪8‬‬
‫الدائرة األوىل‪ :‬التحصني‪:‬‬

‫• ينقسم التحصني إىل قسمني‪:‬‬


‫‪ )1‬حتصني إمياين‪ :‬راجع إىل أصول القضااي اإلميانية َّ‬
‫املنفكة عن الواقع واملتغريات‪ ،‬بل هي مرتبطة ابإلميان‬
‫من حيث أصله وكلياته‪.‬‬
‫‪ )2‬حتصني منهجي‪.‬‬
‫كما‪،‬‬
‫وحم ً‬
‫جدا ْ‬
‫‪ -‬جيب على احملاور أال يدخل جمال الرد على الشبهات إال إذا كان حتصينه اإلمياين جيد ً‬
‫حبيث ال ميكن أن يهتز إميانه بسبب تعرضه للشبهات‪.‬‬
‫‪ -‬من يدافع عن اإلسالم وليس لديه حصانة منهجية‪ ،‬قد يضر اإلسالم من حيث حيسب أنه حيسن‬
‫صنعا‪ ،‬يقول العالمة عبد الرمحن املعلمي‪" :‬ليس أضر على اإلسالم من املدافعني االستسالميني"‪.‬‬
‫ً‬
‫فالتحصني املنهجي واجب كما األمر ابلنسبة للتحصني اإلمياين‪.‬‬
‫‪ -‬االهنزام املنهجي حصل يف الرتاث اإلسالمي‪ ،‬وقد نشأت بعض الفرق املنحرفة يف ابب االعتقاد‬
‫بسبب هذا االهنزام أمام سلطة الثقافة اليواننية‪ ،‬فتم الدفاع عن السنة مبنهجية خاطئة‪.‬‬
‫‪ -‬من الكتب املعاصرة يف التحصني املنهجي‪( :‬سلطة الثقافة الغالبة) (مآالت اخلطاب املدين)‪.‬‬
‫ويف التحصني اإلمياين‪( :‬دالئل أصول اإلسالم) (براهني وجود هللا) (براهني النبوة) (النبأ العظيم)‪.‬‬

‫الدائرة الثانية‪ :‬التأصيل‪:‬‬

‫• التأصيل يف اببني‪:‬‬
‫‪ )1‬العلوم الشرعية األساسية‪:‬‬
‫‪ -‬من يدخل ابب النقاش مع أصحاب الشبهات دون أصل شرعي يف كل فن من فنون الشريعة فهذا‬
‫نقص كبري‪.‬‬
‫‪ -‬من االحتياجات األساسية للمحاور املسلم تغطية دائرة الفنون الشرعية يف املرحلتني األوىل والثانية‬
‫من التأصيل الشرعي‪( :‬فقه‪ ،‬أصول الفقه‪ ،‬علوم قرآن‪ ،‬اعتقاد‪ ،‬حديث‪ ،‬لغة عربية‪... ،‬إخل)‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫‪ )2‬أتصيل يف األبواب الكربى املضادة للشبهات اليوم‪:‬‬
‫مثال من أبرز الشبهات املثارة اليوم الشبهات املتعلقة ابلسنة‪ ،‬إ ًذا حيتاج إىل أتصيل يف ابب حجية‬
‫يعين ً‬
‫السنة‪.‬‬

‫الدائرة الثالثة‪ :‬املنهجية‪:‬‬

‫• تنقسم إىل ثالثة أقسام‪:‬‬


‫‪ )1‬منهجية حبث‪ :‬واملقصود هبا معرفة املنهجية اليت تسهل الوصول إىل املعلومات اليت حيتاجها احملاور‬
‫يف األبواب الكربى املضادة للشبهات من مصادرها املعتمدة ابلطرق العلمية الصحيحة‪.‬‬
‫‪ )2‬منهجية استدالل‪ :‬كيفية إثبات األقوال والعقائد بصورة صحيحة‪.‬‬
‫‪ )3‬منهجية الرد‪ :‬كيفية نقض أقوال املخالف بطريقة صحيحة‪.‬‬

‫تنبيه‪ :‬املكوانت العلمية ملنهجية الرد ختتلف عن املكوانت العلمية ملنهجية االستدالل وإن كانتا‬
‫تشرتكان يف بعض القضااي‪.‬‬

‫الدائرة الرابعة‪ :‬املعلومات‪:‬‬

‫• يدخل يف ذلك عدة أقسام‪:‬‬

‫‪ )1‬املعلومات األفقية على هامش أدلة احلق واإلثبات‪:‬‬


‫مثال‪ :‬ابب حجية السنة ً‬
‫مثال املعلومات فيها (حجية اإلمجاع‪ ،‬نظرية املعرفة حيث ال عالقة مبصادر‬
‫أيضا معرفة الكتب املؤلفة يف الباب ومعرفة حمتوايهتا‪ ،‬اتريخ العناية ابلباب‬
‫املعرفة والتلقي‪ ،‬من املهم ً‬
‫وإشكاالته‪ ،‬اتريخ تدوين السنة‪ ،‬إخل)‪.‬‬
‫هام‪ :‬مقام اإلثبات اجملرد ال يكمل إال مبقام الرد‪ ،‬وهذا األخري له جماالت متعددة‪( :‬يوجد رد ابملناظرة‪،‬‬
‫ابحلوار‪ ،‬ابلكتابة‪ ،‬رد على تغريدة‪ ،‬إخل)‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫‪ )2‬معلومات أفقية على هامش مقاالت الشبهات‪:‬‬
‫مثال‪ :‬يف ابب إنكار املعجزات‪ ،‬من اجليد أن توسع معلوماتك األفقية حول هذا الباب وأن توسع‬
‫مداركك فتدرك ما تسلسل هذه املقالة؟ مت ظهرت؟ ما آاثرها؟ وهذا كله يف مقام االستحباب ال‬
‫أحياان أتتيك معلومة‬
‫الوجوب؛ ألن هذه املعلومات تعطيك ثقة حني تدخل هذا الباب‪ ،‬ألن يف احلوار ً‬
‫جزئية فمن اجليد إملامك ابملعلومات اجلزئية اليت قد يُوردها اخلصم يف املناظرة‪.‬‬
‫إ ًذا على هامش أقوال الباطل هناك أربعة أمور تُتعلم من املعلومات األفقية‪ :‬التواريخ‪ ،‬الرموز‪ ،‬الكتب‪،‬‬
‫واألحداث‪.‬‬
‫‪ )3‬تعلم بعض العلوم الرتاثية املرتبطة بباب االستدالل والنقد؛‬
‫نفعا ‪-‬من علم املنطق‪ -‬ومها علمان أساسيان‪:‬‬
‫هناك علوم من الرتاث أكثر ً‬
‫‪ .1‬علم آداب البحث واملناظرة‪ :‬وهو أمههما حيسن للطالب تعلمه‪.‬‬
‫‪ .2‬علم اجلدل‪ :‬وهو مرتبط بعلم أصول الفقه‪ ،‬ومن مل يدرس أصول الفقه لن يفهم شيئًا يف علم اجلدل‪.‬‬
‫تنبيه‪ :‬علم املنطق ليس هو العلم املناسب للمحاور لينمي مهارات االستدالل وملكة النقد لديه‪ ،‬وهو‬
‫متميزا يف الرد على الشبهات أو حت إثبات أدلة احلق وإن‬
‫علم أفقر من أن يغذي احملاور املسلم ليكون ً‬
‫كان فيه فوائد إال أنه يعسر الطريق ويطوله‪ ،‬وال يستقيم مع آلية اجلدل العملية‪.‬‬

‫الدائرة اخلامسة‪ :‬املهارات‪:‬‬

‫‪ )1‬مهارات نفسية‪ :‬ترجع إىل قسمني‪ :‬قسم متعلق ابحملا ِور املسلم‪ ،‬وقسم متعلق بفهم الطرف اآلخر‪.‬‬
‫من املهارات النفسية املتعلقة ابحملاور املسلم (مهارة ضبط النفس أمام استفزازات الطرف اآلخر)‪.‬‬

‫‪ )2‬مهارات اإلقناع والتأثري‪.‬‬


‫‪ )3‬مهارات العرض‪.‬‬
‫غت اي أاب الوليد؟"‪،‬‬
‫"أفر َ‬ ‫‪ )4‬مهارات التواصل والتعامل‪ :‬وهي مهمة ً‬
‫جدا‪ ،‬مثاهلا يف السنة قوله ﷺ‪َ :‬‬
‫كيف تستفتح اللقاء‪ ،‬التسامح‪ ،‬االحتواء‪ ،‬االبتسامة‪ ،‬فالناس يعانون من ضغوطات نفسية هائلة‬
‫جمرد إشعارهم ابالهتمام واالحتواء ورحابة الصدر قد يلني قلوهبم ويؤلفها‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫‪ )5‬مهارات اإلعداد والتحضري‪ :‬كيفية حتضري املادة وترتيبها وإلقائها‪.‬‬
‫‪ )6‬مهارات االستدالل‪.‬‬
‫‪ )7‬مهارات الرد والنقد‪.‬‬
‫‪ )8‬مهارات اإللقاء واخلطابة‪.‬‬

‫الدائرة السادسة‪ :‬األخالق‪:‬‬

‫التأثري يف الطرف اآلخر وإيصال احلق ال يكون مبجرد احلجة والربهان وإمنا القالب األخالقي الذي تقدم‬
‫من خالله احلجج والرباهني هو من أهم ما يفيد ويعني‪.‬‬
‫جدا فالنفس البشرية ال ترضى حبالة الفصام بني ادعاء احلق‬ ‫والفصل بني املعرفة واألخالق إشكال كبري ً‬
‫وعدم العمل به؛ لذلك من أعظم مواطن التأثري األخالقي هو التأثري ابلقدوة‪ ،‬وهلذا كان القالب العام‬
‫جدا وهذه هي الصورة اليت كانت عند‬ ‫الذي أدخل كثريا يف اإلسالم جميء احلجة يف دائرة أخالق عالية ً‬
‫العرب عن النيب ﷺ‪.‬‬
‫‪ -‬دالئل قرآنية يف دائرة كسب اآلخر ولو كان من رؤوس أهل الباطل‪﴿ :‬فَ ُق َوال لَهُۥ قَ ْوًال لَّيِنًا لَّ َعلَّهُۥ يَتَ َذ َّك ُر‬
‫ت لِْل ُف َقَرآِء‬‫لص َد َٰقَ ُ‬‫َح َس ُن﴾‪﴿13‬إَِّمنَا ٱ َّ‬ ‫ِ‬
‫َح َس ُن﴾ ﴿ٱ ْدفَ ْع بِٱلَِّت ه َى أ ْ‬
‫‪12‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أ َْو ََيْ َش َٰى﴾ ﴿ َو ََٰجد ْهلُم بِٱلَِّت ه َى أ ْ‬
‫‪11‬‬

‫وٱلْم َٰس ِك ِ ِ ِ‬
‫ني َعلَْي َها َوٱلْ ُم َؤلََّف ِة قُلُ ُ‬
‫وهبُْم﴾‬ ‫ني َوٱلْ َعَٰمل َ‬
‫‪14‬‬
‫َ ََ‬
‫إال أن هذا ال يعين السماح ابلتطاول على املقدسات بدعوى حسن اخللق ورسم صورة السماحة املطلقة‪،‬‬
‫وإمنا لكل مقام مقال فهناك مقامات جيب أن يُقدم فيها الغضب هلل ورسوله‪.‬‬

‫الدائرة السابعة‪ :‬اخلربة‪:‬‬

‫كثريا فيه‪ ،‬إال‬


‫كل ما سبق من إعداد وحتضري ومهارات للنقاش يذوب عند صاحب اخلربة‪ ،‬فال يتعب ً‬
‫فيما يتعلق ابلواجب على صاحب اخلربة وغريه‪.‬‬

‫‪[ 11‬طه‪]44 :‬‬


‫‪[ 12‬النحل‪]125 :‬‬
‫‪[ 13‬فصلت‪]34 :‬‬
‫‪[ 14‬التوبة‪]60 :‬‬

‫‪12‬‬
‫• وتكتسب اخلربة أبمرين‪:‬‬
‫‪ .1‬املمارسة‪ :‬وال تتأتى اخلربة دوهنا‪.‬‬
‫‪ .2‬املالزمة‪ :‬وهي من وسائل تطوير اخلربة وتسريعها‪ ،‬وتكون مباشرة مبالزمة املتميزين يف اجملال‪ ،‬أو‬
‫عن بعد بدراسة طرقهم ومشاهدة املناظرات واحلوارات املسجلة أو الردود الرتاثية‪.‬‬

‫احملور الثاين‪ :‬االحتياجات العملية للمحاور املسلم‪:‬‬


‫• ثالثة أقسام وممكن أن يُزاد فيها‪:‬‬
‫‪ )1‬جماالت اإلعداد على املستوى احلواري‪.‬‬
‫‪ )2‬جماالت اإلعداد على املستوى الشخصي‪.‬‬
‫‪ )3‬جماالت اإلعداد على املستوى البياين العام‪.‬‬

‫أوال‪ :‬جماالت اإلعداد على املستوى احلواري‪:‬‬


‫ا‬

‫• يشمل ثالثة أمور‪:‬‬


‫‪ )1‬إعداد براهني إثبات األصول الكربى املعارضة للشبهات‪.‬‬
‫وهي خطوة مهمة ج ادا‪ ،‬والفرق بينها وبني التأصيل الشمويل يف األبواب الكربى املضادة للشبهات؛ أن‬
‫قسم التأصيل يكون بقراءة الكتب أما قسم اإلعداد فيكون ابستخالص مادة علمية يف أصول ما حيتاج‬
‫إليه احملاور يف دفرت خاص به‪.‬‬
‫‪ )2‬جتهيز أبرز وأهم الردود على أبرز وأكثر الشبهات تكر اارا‪.‬‬
‫سواء يف سياق اإلثبات أو الرد‪ ،‬يبحث احملاور عن مستخلصات ولو لغريه‪ ،‬فإن مل جيد يستخلصها‬
‫بنفسه ويدوهنا يف الدفرت‪.‬‬
‫‪ )3‬رسم اخلارطة التقسيمية ألبواب ومواقع اإلشكاالت والشبهات وفرزها وترتيبها‪.‬‬
‫لحق كل شبهة مطروحة مباشرة بباب وأبصل؛ ويقع غالبا يف إشكال مت ما تعامل‬ ‫البد للمحاور أن ي ِ‬
‫ُ‬
‫مع الشبهة على أهنا شبهة مستقلة مفردة‪ ،‬ألن من الوسائل العملية املهمة ضرورة مقاطعة مآل الشبهة‬
‫ال الشبهة نفسها‪ ،‬ولن يستطيع استنباط مآهلا إال إذا كان قد وضعها يف خارطة‪.‬‬
‫‪13‬‬
‫اثنياا‪ :‬جماالت اإلعداد على املستوى الشخصي‪:‬‬

‫• من عدة نواحي‪:‬‬
‫‪ )1‬من الناحية اإلميانية‪ :‬يُنصح ابحملافظة على الورد اإلمياين القرآين أو الذكر‪ ،‬ويُعترب ابلنسبة للمستمر‬
‫يف التماس مع أهل الباطل ‪-‬خاصة‪ -‬كاخلوذة والسرتة ابلنسبة للمجاهد ابلبدن‪ ،‬وكلما كان تعرض‬
‫الشخص للسهام أكثر ازداد احتياجه للحماية‪.‬‬
‫‪ )2‬من الناحية املعرفية‪ :‬أمهها وجوب كون احملاور متيقظًا ً‬
‫دائما لسد الفجوات اليت تظهر مع احلوارات‪،‬‬
‫جدا‬
‫ترقيعا ولكنه ترميم ضروري ً‬
‫كلما تنبه لفجوة يف ابب معني سجلها ليسدها بعد احلوار‪ .‬وهذا ليس ً‬
‫لتطوير مستوى اإلنسان‪.‬‬
‫‪ )3‬من الناحية النفسية‪ :‬االحتياج العملي هنا هو حماولة رصد النفس‪ ،‬أبن يفهم احملاور نفسه وعالقتها‬
‫وطبيعة تفاعلها اإلجياب أو السليب مع هذه احلوارات مث َيخذ القرارات بناءً على ما رصده ‪.‬‬
‫فمثال إن كان عدد احلوارات اليت يقوم هبا يف وقت حمدد كثرية حبيث يرصد من نفسه تغريا سلبيا وتعكرا‬
‫للمزاج وشعورا ابلضغط‪ ،‬فعليه التقليل من هذه احلوارات حبيث ال يدخل حو ًارا ونفسه يف حالة إغالق‪.‬‬
‫هام‪ :‬ألنك متثل اإلسالم فيجب التنبه للمزاج واحلالة النفسية فإما أن تعطي السؤال حقه أو حتيله آلخر‬
‫جتنبا للفتنة‪.‬‬

‫فقرة األسئلة‪:‬‬
‫قصورا‪ ،‬ولكن الساحة حوله فارغة فماذا يفعل؟‬
‫ا‬ ‫أحياًن يكون اإلنسان واعياا أبن لديه‬
‫• سؤال‪ :1‬ا‬
‫اجلواب‪ :‬هذا مقام حرج وحساس ً‬
‫جدا وخطر‪ ،‬وَيشى اإلنسان فيه أن يُشمل فيمن توىل من الزحف‪.‬‬
‫لكن هناك مسلمات يف هذا الباب منها‪:‬‬
‫فءً له‪ ،‬واألخطر إن مل يدرك فكان جاهال‬
‫‪ -‬ال حيق للمحاور متثيل احلق يف موضع يدرك أنه ليس ُك ْ‬
‫جهال مركبا‪ .‬ويُضاد هذه املشكلة أن يقدر لكن يعجز وَياف فيلبِس العجز جبة احلكمة‪.‬‬
‫وجواب أن يوجد من يدافع عن احلق‪ ،‬فإذا مل يكن قائم يف مثل هذا املقام سوى غري‬
‫أحياان جيب ً‬
‫‪ً -‬‬
‫الكفء فال أقل من القيام بدور الوسيط بتنسيق حماضرات املتخصصني أو ابلداللة على كتب معينة‬

‫‪14‬‬
‫وغري ذلك‪ .‬أما عند وجود األهلية لتطوير النفس حبيث يستطيع املسامهة مث يتوىل ويرتك الساحة فارغة‬
‫حبجة االنشغال فهذا مقام فرار َياف منه اإلنسان‪.‬‬
‫ترسيخا هلا‪.‬‬
‫ً‬ ‫‪ -‬الرد الضعيف على الشبهة قد يكون‬
‫‪ -‬يقول ابن تيمية‪" :‬كل من مل يناظر أهل اإلحلاد والبدع مناظرة تقطع دابرهم مل يكن أعطى اإلسالم‬
‫حقه وال َوِف مبوجب العلم واإلميان وال حصل بكالمه شفاء الصدور وطمأنينة النفوس"‪.‬‬

‫• سؤال‪ :2‬هل االقتصار على مسار اإلثبات يُنتج؟‬


‫اجلواب‪ :‬سياق اإلثبات إنتاجي عطائي عظيم وليس هامشيًا‪ ،‬بل إن سياق الرد ً‬
‫كامال ال ميكن أن‬
‫ينتهض بدون سياق اإلثبات‪ ،‬وسياق اإلثبات ال ميكن أن ُحيمى بدون سياق الرد‪ .‬فمجال اإلثبات‬
‫يكون كالقاعدة للرد‪ ،‬وجمال الرد كاحلصن للقاعدة‪ .‬وال يلزم من االنطالق يف جمال اجلمع بني اجملالني‪.‬‬

‫• سؤال ‪ :3‬ما أقل القليل الذي حيتاجه املريب من مهارات اجلدل لسد ثغرة اإلقناع واحلوار مع‬
‫األبناء؟‬
‫اجلواب‪ :‬هذا سؤال مؤمل يكشف عن مدى الفقر واالحتياج املوجود اليوم‪ .‬من أعظم مسات هذه األمة‬
‫أهنا أمة متتلك أعلى مستوايت احلجج والرباهني واملنطق البياين‪ ،‬واملفرتض أن من يقرأ القرآن فقط تتكون‬
‫عنده مركزية للبيان‪ ،‬فالقضية ليست ماذا نتعلم من مهارات اجلدل وليست جمرد أساليب إقناع أدواتية‪،‬‬
‫دائما‪.‬‬
‫حاضرا يف حياة الشخص ً‬ ‫ً‬ ‫ولكن القضية أن يكون معىن البيان مركزًاي‬
‫والبيان معناه‪ :‬إيصال ُمراد النفس يف قوالب األلفاظ لتبلغ مداها‪ ،‬وحقيقة البالغة أن يكون اإلنسان‬
‫قادرا على إبالغ مكنوانت النفس يف أفضل القوالب اليت تنفذ إىل الطرف اآلخر‪.‬‬ ‫ً‬
‫علما‬
‫أما اجلواب املباشر للسؤال ابلنسبة للتعامل مع األبناء‪ :‬فال أظن أن اإلنسان حيتاج إىل أن يتعلم ً‬
‫خاصا حت يستطيع‪ ،‬بقدر ما هو حباجة أال يكون بينه وبني أسئلة األبناء فجوة حبيث أنه يُفاجأ هبا‪.‬‬ ‫ً‬

‫‪15‬‬
‫• سؤال ‪ :4‬كيف ميكننا قياس التحصني اإلمياين؟‬
‫اجلواب‪ :‬جزء منه معريف وجزء منه ابلتجربة‪ ،‬فاإلنسان يشتغل يف اخلاطر الشيطاين وطرده وانتهى فال‬
‫إشكال‪ ،‬لكن إذا وصل التأثر إىل حد اإلشغال والدوران يف النفس فهذا مؤشر إشكال قد يكون‬
‫األصلح ملثل من وجد عنده التوجه جملال اإلثبات‪.‬‬
‫• سؤال ‪ :5‬حول قضية فهم املصطلحات املنطقية‪.‬‬
‫خالصة اإلجابة‪ :‬علم املنطق فيه فوائد اصطالحية لكن ليس ً‬
‫علما تراثيًا يكون ملكة احلجاج والرد‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫احملاضرة الثانية من التأسيس الشمويل للمحاور املسلم‪:‬‬

‫قال ابن تيمية‪" :‬ليس كل من وجد العلم قدر على التعبري عنه واالحتجاج له؛ فالعلم شيء‪ ،‬وبيانه شيء‬
‫آخر‪ ،‬واملناظرة عنه وإقامة دليله شيء اثلث‪ ،‬واجلواب عن حجة خمالفه شيء رابع"‪.‬‬
‫حيتج على من ينازعه ٍ‬
‫حبجة هتديه‬ ‫أيضا‪ ":‬ليس كل من عرف احلق إما بضرورة وإما بنظر أمكنه أن َّ‬‫وقال ً‬
‫أو تقطعه‪ ،‬فإن ما به يعرف اإلنسان احلق نوع‪ ،‬وما به يعرفه به غريه نوع‪ ،‬وليس كل ما عرفه اإلنسان‬
‫أمكنه تعريف غريه به‪ ،‬فلهذا كان النظر أوسع من املناظرة‪ ،‬فكل ما ميكن املناظرة به ميكن النظر فيه‪،‬‬
‫وليس كل ما ميكن النظر فيه ميكن مناظرة كل أحد به"‪.‬‬

‫بضرورة‪ :‬هو ما يعلمه اإلنسان ابلضرورة ال حيتاج لعلمه إىل استدالل وحبث‪.‬‬
‫بنظر‪ :‬هو ما يعلمه اإلنسان بعد حبث واستدالل ونظر‪.‬‬

‫دوائر ومقامات التماس مع املخالف ابحلجة والبيان‪:‬‬


‫‪ )1‬مقام املناظرة‪.‬‬
‫‪ )2‬مقام احلوار‪.‬‬
‫‪ )3‬مقام التبليغ (الرد من طرف واحد)‪.‬‬
‫‪ )4‬مقام اإلثبات (االستدالل)‪.‬‬
‫أضيق هذه الدوائر هي املناظرة‪ ،‬مث يليها احلوار‪ ،‬مث الرد‪ ،‬مث اإلثبات‪.‬‬

‫مالحظة‪ :‬مقام احلوار أضيق من مقام الرد؛ ألنه قابل لتفتيق املوضوعات واخلروج عن املوضوع املقصود‬
‫وتناول قضااي غري مستحضر فيها الدليل أو الرد‪ ،‬بينما الرد إذا كان من ٍ‬
‫طرف واحد فمعناه أنك متحكم‬
‫ابملوضوع بنسبة مئة ابملئة‪.‬‬

‫احتياجات مقام املناظرة‪:‬‬

‫‪ -‬من أسوء ما يكون أن جتعل وسيلتك للشهرة مناظرة‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫‪ -‬مقام املناظرة األصل أال يتصدى له إال من له خربة‪.‬‬
‫‪ -‬تتطلب املناظرة دراسة تفصيلية للطرف اآلخر‪.‬‬
‫‪ -‬ال يليق أن تقبل مناظرة من شخص غري معروف يف الطرف اآلخر؛ ألن أقل ما َيرج به من هذه‬
‫مغمورا‪.‬‬
‫ً‬ ‫مجهورا بعد أن كان‬
‫املناظرة أن يكسب ً‬
‫‪ -‬من أهم ما خترج به من دراسة نتاج الطرف اآلخر قبل مناظرته أمران؛ توقع ما يقول‪ ،‬وإبراز التناقض‬
‫(وهذا أعظم ما يُستفاد فهو أعظم ضربة قاضية يف املناظرة)‪.‬‬
‫‪ -‬األصل يف مقام املناظرة االنتصار للحق وإبطال الباطل‪ ،‬ويدرج يف مجلة اجلهاد‪ ،‬وجيب على احملاور‬
‫متسلحا ابلتشنجات وأقوى‬‫ً‬ ‫لبس عباءة االنتصار للحق وقمع الباطل‪ ،‬لكن ال يعين أن َييت احملاور‬
‫جدا آن يلبس عباءة الداعية الرحيم املوجه‪.‬‬
‫األلفاظ‪ ،‬وال مينع أنه إذا استبان له أن الطرف اآلخر ضعيف ً‬
‫أمورا نفسية كذلك‪ ،‬كضبط النفس يف أشد املواقف استفز ًازا‪ ،‬وتتطلب الوعي الكايف‬
‫‪ -‬املناظرة تتطلب ً‬
‫خاصة إذا كانت يف نطاق إذاعي تليفزيوين‪.‬‬
‫‪ -‬تتطلب املناظرة حدة الذهن ويقظته‪ ،‬فاحلدة بدون يقظة ال تصلح واليقظة بدون حدة ال تصلح‪،‬‬
‫فاألمران متالزمان‪.‬‬
‫أحياان مقام الرد يتطلب مهارات إقناع وحجة وبيان أكثر من مقام احلوار‪ ،‬وذلك ألنه مقام مفتوح‬
‫‪ً -‬‬
‫وصاخب‪.‬‬

‫احتياجات مقام احلوار‪:‬‬

‫‪ -‬العلم والقدرة‪.‬‬
‫‪ -‬اخلربة ليست شرطًا يف احلوار ولكن من األفضلية‪ ،‬بل إن احلوار من وسائل تكوين اخلربة‪.‬‬
‫‪ -‬لبس عباءة الداعية املتفهم‪.‬‬
‫‪ -‬ميكن استعمال أسلوب الضمري الغائب يف كشف تناقضات الطرف اآلخر‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫ياان‬
‫‪ -‬من اخلطأ ما يفعله بعض من حياور من إظهار مزيد احرتام وفضل زائد عن احلد املعتاد‪ ،‬بل أح ً‬
‫هونت قضية الطرف اآلخر فقد تكون‬ ‫حتتاج إىل أن توصل إليه رسالة يف شؤم ما هو فيه؛ ألنه مىت ما َّ‬
‫فتنة له‪.‬‬
‫اضحا‬
‫‪ -‬من بداية الدعوة استعمل القرآن أسلوب التحذير‪ ،‬وكذلك فعل النيب ﷺ‪ ،‬فالبد أن تكون و ً‬
‫ولينًا ابلقدر املطلوب فقط وذلك حسب املقامات‪.‬‬

‫متطلبات مقام الرد من طرف واحد‪:‬‬


‫‪ -‬العلم‪.‬‬
‫‪ -‬القدرة‪.‬‬
‫‪ -‬مهارات البحث‪.‬‬
‫‪ -‬الفهم الدقيق واالستيعاب اجليد لكالم املخالف‪.‬‬
‫‪ -‬إعادة صياغة شبهته وسرب االحتماالت‪.‬‬
‫مهما أن ترد على كل شبهة يف مقال أو مقطع‪ ،‬بل املهم أن تركز على مهمات كالمه مث‬
‫‪ -‬ليس ا‬
‫تركز على النقد عليها؛ أي استخراج الكتل األساسية يف الشبهة والرتكيز عليها‪.‬‬
‫‪( -‬مهم ج ادا) من املهم أن تستخرج من شبهته أنواع األدلة اليت يستدل هبا (األدلة املعتربة أو غري‬
‫املعتربة عند الطرف اآلخر) مثال‪ :‬أن َييت شخص ويطعن يف البخاري ويقول أنه مجع ‪ 600‬ألف‬
‫حديث وهو اعتمد على الرواية كمصدر مع َّ‬
‫أن اخلرب ليس من اعتباراته‪.‬‬
‫‪ -‬حتديد القوالب الرئيسية للرد (مقالة ‪ /‬تغريدة ‪ /‬مقطع ‪ ).../‬واألصل أن يكون قالب الرد كقالب‬
‫الشبهة‪ ،‬لكن إذا حتولت الشبهة إىل قضية فيمكن الرد عليها بقالب آخر مناسب للمقام‪.‬‬
‫‪ -‬القالب األفضل للرد يكون حبسب التنازع الذي يتجاذب القضية‪.‬‬
‫‪ -‬ضرورة معرفة املؤثرات احمليطة لتحديد نوع القالب‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫‪ -‬أهم دائرة موجهة إىل الشخص كفرد هي احلوار‪.‬‬
‫‪ -‬النظر يف البواعث واحملركات‪.‬‬
‫مالحظة‪ :‬ال تنبه على حمركات وبواعث األفكار لدى الطرف اآلخر إال بعد أن تفكك إشكاله وتبطل‬
‫أوال‪ ،‬وقد يُستثىن من ذلك املتخصصون وذوو اخلربات املعروفون يف هذا الشأن‪.‬‬
‫برهانه‪ ،‬ولكن ال تبدأ به ً‬
‫‪ -‬من أهم ما كتب املعاصرون يف تتبع الردود وتفكيكها‪ :‬كتاب (التأويل احلداثي للرتاث) للشيخ إبراهيم‬
‫السكران‪ ،‬رد فيه على كتاب (احملنة) لفهمي جدعان‪.‬‬
‫خالصة‪ :‬اهلدف من هذا العنصر فهم الفرق بني دوائر اإلثبات والرد واحلوار واملناظرة‪.‬‬

‫خطوات احلوار الصحيح واملناظرة الصحيحة‪ ،‬وهي على ثالثة أقسام‪:‬‬


‫‪ )1‬ما قبل احلوار أو املناظرة‪.‬‬
‫‪ )2‬أثناء احلوار أو املناظرة‪.‬‬
‫‪ )3‬ما بعد احلوار واملناظرة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬ما قبل املناظرة أو احلوار‪:‬‬


‫ا‬

‫‪ )1‬دراسة سريعة لنتاج الطرف اآلخر‪:‬‬


‫احملاور نتاج‪.‬‬
‫وهذه اخلطوة ألصق ابملناظرة أكثر من احملاورة؛ ألن احملاورة غالبًا ال يكون للطرف َ‬
‫‪ )2‬استخالص مخسة أمور من خالل دراستك لنتاجه‪:‬‬
‫‪ .1‬طريقة االستدالل‪.‬‬
‫‪ .2‬استخراج املرجعيات‪ :‬سواء كانت مرجعيات فكرية أو مذهبية أو رموز‪ ،‬والفائدة منها أن ترجع لبعض‬
‫أقوال هؤالء املرجعيات فيما تعلم أنه خمالف لقوله فتستشهد عليه هبم‪.‬‬
‫‪ .3‬استخراج احملركات‪ :‬مهمة خاصة يف املناظرات‪.‬‬
‫‪ .4‬استخراج أبرز اإلشكاالت والشبهات اليت يوردها تكر ًارا يف نتاجه؛ ألنه غالبًا سيوردها يف مناظراته‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫‪ .5‬استخراج التناقضات أبن تكون مستصحبًا ألفكاره الكربى اليت يتبناها يف نتاجه‪ ،‬فإذا تطرق يف‬
‫املناظرة لفكرة مناقضة ملا يتبناه تواجهه هبا‪.‬‬
‫‪ )3‬املعرفة املسبقة ملوضوع احلوار أو املناظرة وعدم القبول بشيء مفتوح‪:‬‬
‫‪ -‬األخطر يف قبول شيء مفتوح هو مقام املناظرة؛ ألن احلوار غالبًا ال يكون فيه ندية‪.‬‬
‫وأقل اخلسارة يف القبول بشيء مفتوح يف املناظرة هو ضياع الوقت بدون اخلروج بشيء‪.‬‬
‫مالحظات‪:‬‬
‫‪-‬كلما استطعت أن يكون احلوار بينك وبني احملاور فقط بدون وجود أي شخص آخر كلما كان أفضل‬
‫شااب والشبهات مل تنتشر يف حميطه بشكل علين فعدم حضور أحد يُشعره ابألمان أكثر‪.‬‬ ‫خاصة لو كان ً‬
‫‪ -‬أكثر دائرة مقصود هبا الشخص بعينه هي احلوار‪ ،‬أما املناظرة فليس املقصود منها االهتداء للشخص‬
‫بل قطع الباطل وانتصار احلق‪.‬‬
‫‪ -‬غالبا من ِ‬
‫َيت للمناظرة مل جيعل من خياراته أنه سيغري موقفه لذا ال حترق نفسك حت يتغري هو‪ ،‬وإمنا‬ ‫ً‬
‫أحرق نفسك حت ينتصر احلق أو القضية اليت تدافع عنها‪.‬‬

‫‪ )4‬استحضار ومراجعة براهني احلق فيما يضاد موضوع احلوار‪:‬‬


‫وهذه اخلطوة مهمة؛ ألنه ينبين عليها نقطة مركزية أثناء احلوار وهي إحلاق الشبهة أبصلها ومآهلا وعدم‬
‫معاملتها كشبهة مفردة مستقلة بذاهتا‪.‬‬
‫مثالً سيكون النقاش سيكون يف حجية السنة أراجع أدلة حجية السنة‪.‬‬

‫‪ )5‬مراجعة الردود على أبرز الشبهات واإلشكاالت يف اجملال الذي سيكون فيه النقاش ولو مل يكن‬
‫هو املوضوع املتفق عليه بعينه‪.‬‬
‫مثال‪ :‬سأتناقش مع شخص يف أدلة نبوة النيب ﷺ فأراجع شبهة التعدد‪ ،‬شبهة سن عائشة‪ ،‬شبهة‬
‫زواجه من صفية‪ ..‬إخل؛ ألنه احتمال كبري أن أتيت يف سياق النقاش‪.‬‬

‫‪ )6‬حتضري جمموعة أسئلة تشكيكية يف قوله (وهي خطوة مهمة ج ادا)‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫هتامجه هبا‪ ،‬وذلك انطالقًا من قاعدة أن املناظرة واحلوار فيه هجوم وليس فقط دفاع وإن كان اهلجوم يف‬
‫املناظرة َيتلف عنه يف احلوار‪.‬‬
‫أحياان تعني اآلخر على إدراك خطئه‪ ،‬مثال‪ :‬السؤال األخالقي ابلنسبة للملحد‪.‬‬
‫وهذه األسئلة ً‬
‫‪ )7‬ضرورة التوكل على هللا سبحانه وتعاىل والتربؤ من احلول والقوة إال ابهلل سبحانه وتعاىل واستشعار‬
‫أن هذه عبادة من العبادات العظيمة‪.‬‬

‫اثنياا‪ :‬أثناء املناظرة أو احلوار‪:‬‬

‫‪ )1‬االتفاق على قوانني املناظرة أو احلوار‪:‬‬


‫أحياان يكون من صعوبة املناظرات هو‬
‫إذا كان لك ي ٌد وقدرة على تنظيم قوانني املناظرة فجيد؛ ألنه ً‬
‫النظام السيء وغري اجملدي املرسوم للمناظرات‪ ،‬وإن مل يكن لك يد فتكيف نفسك على الوضع احلايل‪.‬‬

‫‪ )2‬االستماع اجليد للطرف اآلخر‪:‬‬


‫مهم؛ االستماع اجليد ال يعين التسليم ابملقدمات الباطلة‪ ،‬املقدمات الباطلة الواضحة‬
‫لكن هناك تنبيهٌ ٌّ‬
‫أبدا ال تُسلم هبا‪ ،‬واملقدمات اجليدة الصحيحة سلِم هبا‪ ،‬أما املقدمات امللتبسة انتبه هلا ال تسلم هبا لكن‬
‫ً‬
‫من املمكن أن تطلق عبارات تدل على أنك تسمعه فقط‪ ،‬مثل‪ :‬أكمل‪ ،‬أستَ ِمع‪ ،‬أنتظر انتهائك حت‬
‫أعلق وهكذا‪ ،‬ال تقل‪ :‬نعم‪ ،‬متام‪...‬‬

‫احملاور أو املناظَر ووضعه يف احملل املناسب من اخلارطة العامة‪:‬‬


‫‪ )3‬فهم واستيعاب كالم َ‬
‫دائما يف املناظرة أن تُلحق اجلزء ابلكل‪ ،‬واألصل ابلفرع‪ ،‬واإلشكال ابملآل‪.‬‬
‫من الضروري ً‬
‫فمنطقة القوة لديك األصول وليس يف الفروع‪.‬‬
‫مالحظة‪ :‬األفضل أن يبدأ الطرف اآلخر ابلكالم وليس احملاور املسلم لسببني؛ ألنه من اجليد أن ترى‬
‫جدا‪ ،‬فاستمع ملا عنده واستوعب وحلل مث ابدأ‪ ،‬وأفضل‬
‫أقصى ما عنده فالبداية تكون خطرة وحرجة ً‬
‫كثريا‪.‬‬
‫أيضا مهم ً‬
‫أن تنهي أنت احلوار فاإلهناء ً‬

‫‪22‬‬
‫‪ )4‬تصحيح قوله أو فهمه إذا أخطأ‪:‬‬
‫فمثال إذا كانت هناك مناظرة خاصة تقول له‪ :‬دعين أصحح لك بعض املعلومات اي عزيزي ‪):‬‬
‫ً‬
‫• سؤال‪ :‬إذا كان اخلطأ الذي أخطأ فيه ليس يف صلب املوضوع هل أصحح له؟‬

‫اجلواب‪ :‬نعم‪ ،‬لكن إايك أن تركز على اخلطأ؛ ألنك إذا ركزت عليه أكثر من الالزم يُعترب ذلك ضع ًفا‪،‬‬
‫لكن اجعله يف اهلامش‪ ،‬يعين تبدأ ابلرد وتتكلم عادي مث بني شريطيت اعرتاض تقول له‪ :‬ابملناسبة هو‬
‫كذا ليس كذا وتصحح له‪ .‬لكن إذا كانت القضية مرتبطة مبوضوع اإلشكال فصححها له مباشرة‪.‬‬

‫‪ )5‬الرد على اإلشكال اجلزئي‪:‬‬


‫جيب أن جتيب على اإلشكال اجلزئي‪ ،‬واألفضل أن تبدأ به ً‬
‫أوال قبل أن جتيب على أصله ومآله؛ ألنه‬
‫كثريا ويقول لك ال خترج عن املوضوع‪ ،‬ويُستحسن إذا فعلت ذلك أن جتعل جوابك اجلزئي‬ ‫ِ‬
‫قد يُشغب ً‬
‫يف بطن جوابك الكلي‪ ،‬مثل أن تقول‪" :‬مع أن هذه قضية فرعية وليست املوضوع الذي ينبغي النقاش‬
‫فيه وسأرجع إىل القضية الكلية اليت ينبغي احلديث فيها لكن اجلواب عن إشكالك كذا‪ ،"...‬فأنت‬
‫هكذا ربطت الناس بقضية األصل والكل واملآل‪.‬‬

‫‪ )6‬طرح سؤال أو مساع إشكال‪:‬‬


‫بعد أن أجبت على إشكاله أمامك خياران؛ إما أن تعطيه سؤال‪ ،‬أو تسمع منه إشكال‪ ،‬وذلك حسب‬
‫تقديرك للموقف‪.‬‬

‫‪ )7‬احلرص على حسن صياغة السؤال‪:‬‬


‫ومباشرا‪ ،‬ال تستعمل فيه ألفاظًا فلسفية وتعقد‬
‫ً‬ ‫وقواي‬
‫كزا ا‬‫اضحا صرحيًا ومر ً‬
‫جيب أن يكون السؤال و ً‬
‫املوضوع‪.‬‬
‫‪ -‬األسئلة املفاجئة من أكرب نقاط القوة يف املناظرات والنقاشات‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫‪ )8‬احلذر من التشتت يف موضوع وإضاعة الوقت‪:‬‬
‫واعلم أن من ُسنن املناظرات واحلوارات هو التشتيت والتعلق ابلشخصنة والدخول يف اجلزئيات‪ ،‬فاحذر‬
‫من االستجابة للمشتتات واخلروج عن املوضوع‪.‬‬

‫‪ )9‬عدم االستغراق يف اجلواب على الدليل اجلزئي‪:‬‬


‫ميكن جتاوز هذا اإلشكال اجلزئي ابلرد السريع عليه بشرط أال يَظهر جتاوزك على أنه ضعف أو عدم‬
‫جواب‪ ،‬ميكن أن ترمي الكالم رميًا سر ًيعا ال تستغرق فيه حت ال جيرك إىل نقاشات أخرى خارج‬
‫املوضوع‪.‬‬

‫‪ )10‬احلذر من االستفزاز خاصة يف اإلعالم‪:‬‬


‫ضع يف ابلك دائما أن كثريا من أصحاب الباطل مل ِ‬
‫َيت إال ليسقطك كشخص‪ ،‬ال لينتصر ملا يظنه‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ح ًقا‪.‬‬
‫دائما أهل الباطل إما يكون ابطلهم بسبب التكذيب وهو املشكلة املعرفية‪ ،‬وإما أن يكون‬
‫مالحظة‪ً :‬‬
‫بسبب التويل الناتج عن احلب والبغض‪ ،‬إما احلب والبغض لشخص‪ ،‬أو ملا ينتج عن االعرتاف ابحلق‪.‬‬

‫‪ )11‬تلخيص الكالم ووضع أيدي الناس عليه بشكل واضح يف هناية كل فقرة وهناية اللقاء‪:‬‬
‫‪-‬هام ج ادا‪ :‬أهم ما ينبغي التنبيه عليه يف هذه اخلالصات هي احملرتزات‪ ،‬وهذا سواء يف احلوارات أو‬
‫املناظرات أو مقاالت وفيديوهات الرد إذا كانت فقرات‪.‬‬

‫اثلثاا‪ :‬ما بعد احلوار واملناظرة‪:‬‬

‫‪ -‬ما بعد احلوار أو املناظرة هو تكميلي وليس أساسي‪.‬‬


‫املناظر فيُستحسن أن تنصحه نصيحة خاصة بينك‬‫‪ -‬إذا المست ليِنًا أو شيئًا من اخلضوع للحق يف ِ‬
‫جدا‪.‬‬
‫وبينه بعد املناظرة؛ ألن قبوله للحق أمام الناس صعب ً‬
‫‪ -‬أما ابلنسبة للحوار؛ فإذا شعرت أن احلوار مل ِ‬
‫ينته وبقيَت أسئلة فمن اجليد أن تفتح وسيلة استمرار‬
‫بينك وبني احملاور‪ ،‬مثل أن هتديه كتب معينة يقرأها‪ ،‬أو رقم اهلاتف أو أي وسيلة تواصل أخرى‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫‪ -‬ابتَ ِدئ احلوار أو املناظرة ابالستعانة والتوكل والدعاء‪ ،‬وأهنِِه ابلشكر واحلمد والثناء والتنبه من اإلغرتار‪.‬‬
‫‪-‬خطوة هامة ج ادا‪ :‬أن تكتب مباشرة ‪-‬يعين يف غضون ‪ 24‬ساعة‪ -‬مالحظاتك الشخصية حول‬
‫احلوار أو املناظرة‪ ،‬هذه اخلطوة مفيدة من نواحي متعددة‪ ،‬منها‪:‬‬
‫‪ -‬التعرف على أبرز اإلشكاالت والشبهات‪.‬‬
‫أتثريا‪.‬‬
‫‪ -‬التعرف على األدلة القوية واألكثر ً‬
‫‪ -‬التعرف على نقاط ضعفك كمحاور فتصلحها‪.‬‬
‫‪ -‬متابعة نفسك على املستوى النفسي واملستوى اإلمياين‪.‬‬

‫• نقطة يف فقه اإلقبال واإلقدام على رد الشبهات‪:‬‬


‫ورد عن السلف التحذير من اجلدال والكالم مع أهل البدع‪ ،‬وكذلك ورد عنهم رد الشبهات وإقامة‬
‫دالئل احلق واحلجة والبيان‪ ،‬فكيف جنمع بني هذا وذاك؟‬
‫حيسن فيها اإلقدام‪.‬‬
‫هي مقامات‪ ،‬يوجد مقامات جيب فيها اإلقدام ومقامات ال ُ‬
‫(أحال الشيخ أمحد على مادة له على اليوتيوب بعنوان املوقف من الرد على الشبهات)‪.‬‬
‫خالصة‪ :‬ابب الرد على الشبهات هو فرع عن أصل‪ ،‬وكما سبق اإلشارة قبل فال فائدة للحصون إذا مل‬
‫يكن هناك شيء ُحيمى‪.‬‬

‫• فهم البواعث واحملركات‪ :‬هي على قسمني‪:‬‬


‫‪ )1‬حمركات خفية‪:‬‬
‫أحياان مثل االهنزام لثقافة فكرية معينة (مثال‪:‬‬
‫هي اليت ال يدركها صاحب االحنراف نفسه‪ ،‬تكون فكرية ً‬
‫غائية احلضارة)‪.‬‬
‫‪ -‬وهناك حمركات نفسية خفية‪ :‬كثري من تبين األفكار يكون نتيجة إشكاالت نفسية‪ ،‬واليت تسمى يف‬
‫خطاب الشرع أبمراض القلوب‪ ،‬كالعجب والغرور واحلسد والنفاق والريب والشك وما إىل ذلك‪.‬‬

‫‪ )2‬حمركات ظاهرة‪:‬‬
‫وهي حمركات يعرتف هبا املخالف‪:‬‬

‫‪25‬‬
‫‪ -‬كاالنتصار لإلسالم ابلنسبة ملنكري السنة (يزعمون تصحيح الصورة عن النيب ﷺ واإلسالم)‪.‬‬
‫‪ -‬وكالدفاع عن اإلنسان وحماربة فساد األداين كما يزعم‪ ،‬هذا احملرك يشمل حتته سيول من األفكار‬
‫والتيارات واملذاهب‪.‬‬
‫‪-‬االنتصار للعلم الطبيعي أو املادية أو العقل‪.‬‬
‫‪-‬التسامح والسالم واحلمامات البيضاء واألنوار‪ ..‬إخل‬
‫كونك تُدرك احملرك هذا يعينك على التعامل مع الطرف اآلخر‪.‬‬

‫‪ )3‬يوجد قسم آخر من احملركات هو طريقة التفكري‪:‬‬


‫جدا أنك‬
‫واملقصود أهنا احلاكمة يف تبنيه للقول من عدمه‪ ،‬واحلاكمة يف أتثره واستجابته‪ ،‬وهذا مفيد ً‬
‫طبعا إذا كان لديه نتاج تقدر أن تستخرج منه‪ ،‬إذا مل يكن لديه نتاج‬
‫حتاول حتلل وتفهم طريقة تفكريه‪ً ،‬‬
‫فمن املفرتض أن تعرف من احلوار‪.‬‬

‫• وهم ينقسمون حسب طريقة التفكري إىل ثالثة‪:‬‬


‫‪ -‬عاطفي‪.‬‬
‫‪ -‬رايضي (منطقي)‪.‬‬
‫‪ -‬مادي‪.‬‬
‫‪ -‬وهؤالء الثالثة ينقسمون إىل قسمني‪:‬‬

‫‪ .1‬قسم ال يقبل إال بدقائق احلجج وغوامض الكالم واألدلة املعقدة واملركبة‪ ،‬ولو وجد دليل مباشر‬
‫يوصل إىل احلق ال يقتنع به‪ .‬وابملناسبة ابن تيمية أكثر من مرة نبه على هذا األمر أنه من الناس من‬
‫ال جيدي معه إال األدلة اخلفية املعقدة‪.‬‬
‫‪ .2‬قسم سهل بسيط حيب الوضوح‪ ،‬وهو أسهل من سابقه‪.‬‬

‫واحلمد هلل رب العاملني ِ‬


‫وصل اللهم على نبينا حممد وعلى آله وصحبه وسلم‪.‬‬

‫‪26‬‬

You might also like