You are on page 1of 272

‫‪HorsN°‬‬ ‫‪6 Volume‬‬

‫‪série‬‬ ‫‪- VolumeIX-‬‬ ‫‪Mai‬‬


‫‪XIII‬‬ ‫‪2014‬‬
‫‪- Décembre‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫ﻣـــــــــﺎﻱ‬
‫‪2016‬‬ ‫‪ IX‬دجنرب‬ ‫اجلزءﺍﻟﺟﺯء‬
‫‪- XIII‬‬ ‫ﺍﻟـﻌــﺩﺩ ‪6‬‬
‫عدد خا�ص‬

‫ﺑﺎﻟﻤﻐﺮﺏ‬ ‫ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‬
‫املغــربي‬
‫‪N° 6 Volume IX- Mai 2014‬‬
‫ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ‬
‫الربملان‬
‫‪N° 6 Volume IX- Mai 2014‬‬ ‫ﺍﻟـﻌــﺩﺩ ‪ 6‬ﺍﻟﺟﺯء ‪ IX‬ﻣـــــــــﺎﻱ ‪2014‬‬

‫ﺍﻟـﻌــﺩﺩ ‪ 6‬ﺍﻟﺟﺯء ‪ IX‬ﻣـــــــــﺎﻱ ‪2014‬‬

‫ﻭﺍﻵﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻕ‬
‫✺‬
‫البﻟـ ـنيةﺤـﺼ ـﻴ ـﻠــﺔ‬
‫والوظائف‬ ‫ﺍﻟ ـ ــﻮﺍﻗ ـ ــﻊ‪ ،‬ﺍ‬‫✺‬

‫درا�سة يف القانون الربملاين املغربي‬

‫ﺑﺎﻟﻤﻐﺮﺏ‬
‫ﺑﺎﻟﻤﻐﺮﺏ‬ ‫ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‬
‫ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‬ ‫ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﺻــﺪر ﻫـــﺬا اﻟــﻌــﺪد‬
‫ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ �أحمــد بوز‬
‫ﺑــﺪﻋـــــــﻢ ﻣـــــﻦ‬

‫ـﻊ‪،‬ـ ــﻊ‪ ،‬ﺍﻟـ ـﺤـﺼ ـﻴ ـﻠــﺔ ﻭﺍﻵﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻕ‬


‫ـﺎﻕ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ﻓ‬ ‫ﻭﺍﻵ‬
‫ـﺔوعلم‬ ‫ـ‬ ‫ﻠ‬ ‫ـ‬ ‫ﻴ‬ ‫ـ‬ ‫ﺼ‬ ‫ـ‬ ‫ﺤ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ﻟ‬ ‫ﺍ‬ ‫ـﻮﺍﻟ ـ ـﻗ ـ ــﻮﺍﻗ‬
‫ﺍﻟ ـ ـ ﺍ‬
‫ﻣـــﺆﺳـﺴـﺔ ﻫـــﺎﻧــﺲ ﺳــﺎﻳــــﺪل )اﳌــﺎﻧـﻴـﺎ(‬
‫السياسة‬ ‫الدستوري‬ ‫القانون‬ ‫أستاذ‬
‫كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتامعية‪ ،‬السوييس‬

‫ﻣـــــﻦ‬
‫ﻣـــــﻦ‬ ‫ﺑــﺪﻋـــــــﻢ‬
‫ﺑــﺪﻋـــــــﻢ‬ ‫اﻟــﻌــﺪد‬
‫اﻟــﻌــﺪد‬ ‫ﻫـــﺬاﻫـــﺬا‬
‫ﺻــﺪرﺻــﺪر‬
‫)اﳌــﺎﻧـﻴـﺎ(‬
‫)اﳌــﺎﻧـﻴـﺎ(‬ ‫ﺳــﺎﻳــــﺪل‬
‫ﺳــﺎﻳــــﺪل‬ ‫ﻫـــﺎﻧــﺲ‬
‫ﻫـــﺎﻧــﺲ‬ ‫ﻣـــﺆﺳـﺴـﺔ‬
‫ﻣـــﺆﺳـﺴـﺔ‬
‫‪http://cress-revuesciencespo.um5s.ac.ma‬‬

‫وحدة البحث ‪ :‬الدرا�سات الدولية والدبلوما�سية‬


‫كلية احلقوق ‪ -‬ال�سوي�سي‬
‫‪http://cress-revuesciencespo.um5s.ac.ma‬‬
‫‪http://cress-revuesciencespo.um5s.ac.ma‬‬
‫‪www.revuesciencespo.um5s.ac.ma‬‬
‫الآراء والأفكار الواردة يف هذه املجلة تلزم �أ�صحابها‬

‫ت�صدر هذه املجلة بدعم من كلية العلوم القانونية واالقت�صادية واالجتماعية‬


‫ال�سوي�سي ‪ -‬الرباط‪ -‬جامعة حممد اخلام�س‬

‫االيداع القانوين ‪2011PE0003 :‬‬


‫املدير امل�س�ؤول‬
‫عبد الـمغيث بنم�سعود اطريدانو‬
‫نائب املدير‬
‫حممد مدين‬
‫مديــر التحريــر‬
‫حممد دوخة‬
‫الـم�ســ�ؤول الإداري والـمالــي‬
‫عبد الواحد غياث‬

‫امل�س�ؤول عن التوا�صل‬
‫ه�شام النقا�ش‬

‫امل�س�ؤول عن اال�شرتاكات‬
‫ب�رشى العوين‬

‫الهند�سة املعلوماتية‬
‫املتيتي عبد الرحمان‬

‫العنوان الربيدي ‪:‬‬


‫�ص ب ‪ - 5817‬متارة‪ -‬هرهورة ‪. 12040‬‬
‫كلية العلوم القانونية واالقت�صادية واالجتماعية ‪ -‬ال�سوي�سي ‪ -‬جامعة حممد اخلام�س‬
‫�شارع عبد الله الركراكي ‪� -‬ص ب ‪ 6430‬املعاهد ‪ -‬الرباط‬
‫‪www.fdes.ac.ma‬‬
‫موقع املجلة ومركز الأبحاث والدرا�سات يف العلوم االجتماعية‬
‫‪www.revuesciencespo.um5s.ac.ma‬‬
‫�إدارةحتريراملجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬
‫املدير‪:‬عبداملغيثبنم�سعودطريدانو‬

‫املجل�سالعلمي‬
‫*‬
‫الراحل ادري�س بن علي‬
‫جنيب �أق�صبي‪ ،‬مرمي عوام‪ ،‬عبد الرحمان العمراين‪ ،‬حممد عياط‪ ،‬جامع بي�ضا‪،‬‬
‫حممد عثمان بنجلون‪ ،‬عبد املغيث بن م�سعود طريدانو‪ ،‬حممد بناين‪ ،‬نادية الربنو�صي‪،‬‬
‫عبد القادر برادة‪ ،‬م�صطفى بوهندي‪ ،‬ب�شارة خادر‪ ،‬حممد ك�شاين‪ ،‬حممد ال�شيكر‪� ،‬أمينة‬
‫الدباغ‪ ،‬عز الدين غفران‪ ،‬عبد ال�سالم ال�شدادي‪،‬حممد حمودي‪ ،‬حنتي �سعيد‪ ،‬م�صطفى‬
‫ح�سني الإدري�سي‪ ،‬عبد اللطيف اللعبي‪ ،‬حممد الـمرغادي‪ ،‬لوي�س مارتنيز‪ ،‬حممد‬
‫مدين‪ ،‬حممد مقيت‪ ،‬جون �إيف موا�رسون‪ ،‬جمال الدين ناجي‪ ،‬ح�سن ر�شيق‪ ،‬ر�ضوان‬
‫الطويل‪ ،‬حممد ال�سا�سي‪ ،‬علي ال�سغرو�شني‪ ،‬جان زاغانياري�س‪ ،‬عبد الرحمان زنان‪.‬‬

‫جلنةالتحرير‬
‫�سمري �أمغار‪ ،‬ه�شام عطو�شي‪،‬يون�س برادة‪،‬عزيز �شهري‪ ،‬حممد دوخة‪�،‬إلهام‬
‫الدكايل‪� ،‬أحمد بوز‪ ،‬عبد الـمومن الكداري‪� ،‬أيوب الفا�سي‪ ،‬ع�صام حكمي‪ ،‬عبد‬
‫احلفيظ �إدمينو‪،‬غ�سان الأمراين‪ ،‬م�صطفى اخللفي‪،‬نزار القاديري‪� ،‬آمل خيدر‪،‬‬
‫العربي كولو‪ ،‬جنية العبدالوي معن‪ ،‬املعطي موجنيب‪ ،‬عبد العزيز قراقي‪� ، ،‬إدري�س‬
‫ك�سيك�س‪� ،‬أمل معنينو‪،‬حممد �أوبنال‪ ،‬بن علي �صديقي‪ ،‬يو�سف ال�صديق‪ ،‬الزواوي‬
‫ح�سن‪ ،‬حو�س �سينغري‪.‬‬
‫الئحةاملتعاوننيواملرا�سلني‬
‫�أ�سماء عبقري‪ ،‬رزيقة بن ال�شيخ‪� ،‬سهام بلخدير‪ ،‬بو�رشى العوين‪� ،‬ستيف كودجو‪،‬‬
‫عبد الواحد غياث‪� ،‬سناء القا�سمي‪ ،‬م�صطفى خالد‪،‬هاجر �سخري‪ ،‬روك�س مارييل‪،‬‬
‫فاطمة الزهراء مزكيد‪،‬ه�شام النقا�ش‪،‬هناء غرنيط‪� ،‬إليا�س ال�سقاط‪ ،‬عزيز التناين‪.‬‬

‫* الراحل ادري�س بن علي �أحد م�ؤ�س�سي املجلة‪.‬‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪9‬‬

‫تقديم‬

‫ما من �شك �أن الربملان ميثل يف الوقت احلا�رض �أحد �أهم امل�ؤ�س�سات ال�سيا�سية احلديثة‪� ،‬إن‬
‫مل يكن �أهمها على الإطالق‪ ،‬التي جت�سد فكرة الدميقراطية‪ ،‬وتعك�س م�شاركة املواطنني يف‬
‫تدبري �ش�ؤونهم‪ .‬فهو منتخب من طرف ال�شعب‪ ،‬ويتوىل با�سمه �سن القوانني ومراقبة �أعمال‬
‫ال�سلطة التنفيذية‪ .‬وهي الأهمية التي كان ماك�س فيرب قد توقف عندها قبل قرن من الآن‪،‬‬
‫عندما �أ�شار �إىل �أن الربملان ي�ضمن قدرا من االنفتاح يف احلكم‪� ،‬إذ ي�ؤمن فر�صة للتعبري عن‬
‫الآراء وامل�صالح املتناف�سة‪ .‬كما يوفر املكان املنا�سب للتفاو�ض حول املواقف املت�شددة‪ ،‬حيث‬
‫ي�ستطيع املمثلون ال�سيا�سيون فيه �أن يجعلوا اخلطط البديلة وا�ضحة �أمام �أفراد وجماعات‬
‫ذوي م�صالح مت�ضاربة‪ ،‬و�صوال �إىل خلق فر�ص احللول الو�سطى املحتملة‪.1‬‬
‫لكن هذه املكانة التي حتتلها امل�ؤ�س�سة الربملانية تتفاوت من جتربة �سيا�سية �إىل �أخرى‬
‫بح�سب اختالف امل�سارات ال�سيا�سية لكل واحدة منها‪ ،‬واختالف طبيعة نظامها الد�ستوري‬
‫واحلزبي‪ .‬فهي تبدو �أكرث نفوذا وت�أثريا يف البلدان ذات النظام الرئا�سي‪ ،‬التي ي�سمح‬
‫فيها الف�صل احلا�سم لل�سلطات باالنفراد مبمار�سة ال�سلطة الت�رشيعية‪ ،‬والتحرر بالتايل‬
‫من القيود التي ميكن �أن تفر�ضها ال�سلطة التنفيذية يف هذا املجال‪ ،‬مقارنة بالبلدان ذات‬
‫الأنظمة الربملانية‪ ،‬وخا�صة تلك التي تعتمد نظام الثنائية احلزبية‪ ،‬حيث مل تعد تلك ال�صورة‬
‫املر�سومة للربملان باعتباره «ميكن �أن يفعل كل �شيء �إال �أن يحول الرجل �إىل امر�أة» قائمة‪،‬‬
‫يف ظل تكري�س نتائج االنتخابات لفوز �أحد احلزبني بالأغلبية‪ ،‬وما ي�ؤديه ذلك من حتكم‬
‫رئي�س الوزراء يف ال�سلطة الت�رشيعية‪ ،‬وجعل الربملان‪ ،‬بالتايل‪ ،‬جمرد �آلية للت�صويت على‬
‫م�شاريع القوانني التي يجري حت�ضريها من طرف احلكومة‪ ،‬و�إن كان ذلك ال يعني �أنه‬
‫يخ�ضع دائما ويف جميع الظروف للحكومة‪ ،‬لي�س فقط لأن املعار�ضة تتميز بو�ضع امتيازي‬
‫خا�ص ي�سمح لها بهام�ش مهم من حرية التحرك‪ ،‬و�إمنا �أي�ضا لأن الأغلبية الربملانية نف�سها قد‬
‫ت�أخذ يف بع�ض الأحيان م�سافة حيال اختيارات وتوجهات احلكومة‪.‬‬

‫‪ 11‬ديفيد هيلد‪« ،‬مناذج الدميقراطية»‪ ،‬ترجمة فا�ضل جتكر‪ ،‬معهد الدرا�سات اال�سرتاتيجية‪ ،‬الطبعة الأوىل ‪،2006‬‬
‫�ص‪.294/295 .‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪10‬‬

‫يف النظام الد�ستوري املغربي‪ ،‬و�إن كان ي�صعب مقارنة مكانة الربملان مبا هو قائم يف‬
‫الدميقراطيات الغربية‪ ،‬ف�إن ذلك ال يعني �أنه بدون فائدة‪ .‬فهو‪ ،‬كما قال عنه �أحد الباحثني‬
‫الأجانب‪« ،‬ي�شغل مكانة مهمة ولكن وظيفته احلقيقية مل تكن توجد حيث نظن وجودها‪ .‬فهي‬
‫لي�ست وظيفة اتخاذ القرار �أو املراقبة بقدر ما يتعلق الأمر بالتمثيل باملعنى امل�رسحي للكلمة‪،‬‬
‫حيث يلعب الربملان متثيلية رمزية ال حميد عنها لبناء اخليال االجتماعي»‪ .2‬مبعنى �آخر‪،‬‬
‫ف�إن هذه امل�ؤ�س�سة ظلت مت�أرجحة بني �إظهار احلاجة �إليها باعتبارها حتيل �إىل الدميقراطية‬
‫والكونية ويف نف�س الوقت ال�سعي نحو تلجيمها لكي ال ت�صبح مكانا فعليا لل�سلطة‪.‬‬
‫هذا الأمر �إذا كان يعك�س طبيعة النظام ال�سيا�سي القائم وتنافيه مع وجود �أية ممار�سة‬
‫�سيا�سية تطمح �إىل الو�صول �إىل ال�سلطة‪ ،‬و�سعيه الدائم �إىل احتالل موقع ال�صدارة يف النظام‬
‫ال�سيا�سي‪ ،3‬و�أن يكون مركز اجلذب يف العملية ال�سيا�سية‪ ،‬فقد ا�ستخدمت يف �صنعه �أدوات‬
‫د�ستورية و�أخرى انتخابية‪ .‬فقد �أدت املراجعات الد�ستورية الالحقة على د�ستور ‪،1962‬‬
‫با�ستثناء املراجعة الد�ستورية ل�سنة ‪� ،1992‬إىل املزيد من تقلي�ص �سلطاته يف املجال الت�رشيعي‪،‬‬
‫وجتريده من الو�سائل املالئمة التي ت�سمح له بالقيام مبراقبة فعلية لعمل احلكومة‪ .‬كما �أدى‬
‫منط االقرتاع والتقطيع االنتخابي والتدخل املبا�رش يف جمريات االقرتاع �إىل التحكم يف‬
‫العملية االنتخابية‪ ،‬ويف �إفراز بنية برملانية �ضعيفة وه�شة‪ .‬ال�شيء الذي كان له انعكا�س على‬
‫�أدائه الت�رشيعي والرقابي معا‪� ،‬إذ تبدو ح�صيلة الربملان على هذين امل�ستويني جد متوا�ضعة‪،‬‬
‫�أخذا بعني االعتبار قلة الإنتاج الت�رشيعي (‪ 1217‬ن�صا ت�رشيعيا �إىل حدود ‪ ،)2013‬والهيمنة‬
‫املطلقة للمبادرة احلكومية عليه (‪ 65‬يف املائة من الن�صو�ص الت�رشيعية امل�صادق عليها كانت‬
‫مببادرة حكومية)‪ ،‬واحتالل القوانني االتفاقية حيزا هاما فيه (‪ 25‬يف املائة)‪ ،‬وبقاء املبادرة‬
‫الربملانية يف جمال التعديل الد�ستوري معطلة‪ ،‬ف�ضال عن اخت�صار املمار�سة الرقابية‬
‫للربملان يف الأ�سئلة (‪� 19655‬س�ؤاال �شفهيا و‪� 40821‬س�ؤاال كتابيا �إىل حدود �سنة ‪ ،)2013‬يف‬
‫ظل ال�رشوط التي يتطلبها توظيف الآليات الأخرى‪ ،‬حيث مل يعرف الربملان املغربي طيلة‬
‫فرتة وجوده �سوى تقدمي ملتم�سي رقابة‪ ،‬وحتريك ثمانية جلان تق�صي احلقائق‪.4‬‬

‫‪2. Alain Claisse : "Le parlement imaginaire” dans l’ouvrage collectif “l’experience parlementaire au‬‬
‫‪Maroc”; les editions toubkal 1985 p. 57‬‬
‫‪ 33‬حممد �شقري‪« :‬القرار ال�سيا�سي باملغرب»‪ ،‬من�شورات دار الألفة‪� ،‬سنة ‪.1992‬‬
‫‪ 44‬اعتمدنا يف هذه الأرقام على ما ت�ضمنته «املو�سوعة اخلم�سينية للعالقات بني احلكومة والربملان ‪،»1913 1963‬‬
‫التي �أعدتها الوزارة املكلفة بالعالقات مع الربملان واملجتمع املدين‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪11‬‬

‫لكن هذه الو�ضعية �إذا كانت قد دفعت يف وقت ما بع�ض الباحثني �إىل الإقرار ال�رصيح‬
‫بال جدوى االهتمام بدار�سة الربملان‪ ،‬والرتكيز بدال عنه على امل�ؤ�س�سة التي متتلك ال�سلطة‬
‫وت�صنع القرار‪� ،‬أي امللكية‪ ،‬ف�إن ذلك مل مينع من تراكم عدد من الدرا�سات والأبحاث‬
‫حول هذا املو�ضوع‪ ،‬و�إن كانت قد هيمنت عليها‪ ،‬حتت ت�أثري �ضعف �سلطة الربملان‪ ،‬ما‬
‫ميكن ت�سميتها مبقرتبات علم ال�سيا�سة‪ ،‬التي تتميز �أ�سا�سا بـ«�إعطاء �أهمية بالغة للمحيط على‬
‫ح�ساب امل�ؤ�س�سة‪ ،‬واالهتمام بالوظائف ب�شكل مبالغ فيه‪ ،‬وذلك على ح�ساب امل�سطرة‪ ،‬ثم‬
‫الرتكيز على ال�سلوك على ح�ساب القواعد»‪.5‬‬
‫هذا الواقع �أخذ يتغري يف ال�سنوات الأخرية لي�س فقط من ناحية ات�ساع حجم االهتمام‬
‫املعريف بعمل الربملان وبوظائفه يف احلياة ال�سيا�سية املغربية‪ ،‬و�إمنا �أي�ضا على م�ستوى املنحى‬
‫الذي �سارت عليه توجهات البحث يف هذا املجال‪ ،‬حيث �ساهمت عدة عوامل‪ ،‬ويف مقدمتها‬
‫التحوالت النوعية التي عرفها الإطار القانوين املنظم لالنتخابات الت�رشيعية ولعمل امل�ؤ�س�سة‬
‫الربملانية‪ ،‬يف جعل املقاربة القانونية حتظى بن�صيب وافر من االهتمام‪ ،‬وتفر�ض نف�سها بقوة‬
‫باعتبارها مقاربة ال ميكن اال�ستغناء عنها‪ ،‬وميكن �أن ت�ؤدي �إىل نتائج علمية قابلة لأن ت�ستثمر‬
‫يف اجتاهات خمتلفة حتى ولو كان ي�صعب االقت�صار عليها وحدها‪ .6‬وهو االجتاه الذي من‬
‫املفرت�ض �أن يتعزز يف امل�ستقبل يف ارتباط مبا حمله د�ستور ‪ ،2011‬والن�صو�ص الت�رشيعية‬
‫املنبثقة عنه ذات العالقة بامل�ؤ�س�سة الربملانية‪ ،‬من مقت�ضيات عملت على تعزيز �صالحيات هذه‬
‫امل�ؤ�س�سة لي�س فقط يف جمال الت�رشيع واملراقبة بل يف جمال تقييم ال�سيا�سات العمومية �أي�ضا‪.‬‬
‫يف هذا الإطار‪ ،‬يحاول كتاب «الربملان املغربي‪ :‬البنية والوظائف» ر�صد �أثر هذه‬
‫التحوالت يف القواعد الد�ستورية والقانونية املنظمة للربملان املغربي على بنيته ووظائفه‪،‬‬
‫حيث يتناول نوعية العالقات التي تن�سجها امل�ؤ�س�سة الربملانية مع باقي امل�ؤ�س�سات الد�ستورية‬
‫الأخرى (امللكية‪ ،‬احلكومة‪ ،‬الق�ضاء‪ ،‬هيئات احلاكمة وال�ضبط‪ ،)...‬والوظائف‬
‫والأدوار الد�ستورية التي ت�ضطلع بها يف املجاالت الت�رشيعية والرقابية والتقييمية واملالية‬
‫والدبلوما�سية‪ ،‬والت�أ�سي�سية‪ ،‬وطبيعة بنيتها ال�سيا�سية والإدارية وتركيبتها الب�رشية‬
‫(الربملانيون)‪ ،‬ف�ضال عن التمايزات والتداخالت املوجودة بني املجل�سني املكونني لها يف‬
‫�إطار ما يعرف بالثنائية الربملانية‪ ،‬و�أخريا الو�ضعية اجلديدة التي �أ�ضحت تتوفر عليها‬
‫املعار�ضة الربملانية يف ظل الد�ستور املغربي اجلديد‪.‬‬

‫‪ 55‬حممد مدين‪«،‬الربملان يف الن�سق ال�سيا�سي املغربي‪� :‬أفكار حول الوظيفة والبنية»‪� ،‬ضمن الكتاب اجلماعي‬
‫«التجربة الربملانية املغربية الرابعة ‪� ،»1992 1984‬سنة ‪� ،1996‬ص ‪.46‬‬
‫‪ 66‬حممد مدين‪ ،‬مرجع �سابق‪� ،‬ص‪.46 .‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪13‬‬

‫الف�صل الأول‬

‫التطور التاريخي للربملان‬

‫تعود بداية التفكري يف �إحداث برملان مغربي �إىل ال�سنوات الأوىل من القرن الع�رشين‪ ،‬حيث‬
‫كان م�رشوع د�ستور ‪ 1908‬قد حتدث عن «منتدى لل�شورى»‪ ،‬يتكون من جمل�سني‪� ،‬أحدهما‬
‫يطلق عليه «جمل�س الأمة»‪ ،‬والثاين يطلق عليه «جمل�س ال�رشفاء»‪ ،‬حمددا اخت�صا�صات كل‬
‫منهما‪ ،‬وطبيعة الع�ضوية فيهما‪ ،‬وال�رشوط املطلوبة يف ذلك‪ ،‬ف�ضال عن مدة االنتداب‪ .‬لكن‬
‫هذا امل�رشوع كان قد تعر�ض للإجها�ض من طرف احلماية‪ ،‬التي كان من نتائجها تراجع‬
‫التفكري املبا�رش يف امل�س�ألة الد�ستورية والدميقراطية عموما‪ ،‬و�ضعف تقدير �أهميتها‪ ،‬قبل �أن‬
‫ت�شكل الفرتة التي تلت مبا�رشة اال�ستقالل منطلقا مل�سار جديد يف عالقة النخبة ال�سيا�سية املغربية‬
‫بهذه امل�س�ألة‪.‬‬
‫ففي غمرة احلما�س الذي ميز هذه املرحلة‪� ،‬أ�صبح االهتمام ببناء الدولة املغربية يحتل‬
‫م�ساحات مهمة من ان�شغاالت الفاعلني ال�سيا�سيني‪ ،‬وارتفعت‪ ،‬بالتايل‪ ،‬وثرية اخلطوات‬
‫التي �ستمهد الطريق للت�أ�سي�س لأول جتربة د�ستورية يف املغرب‪ ،‬بع�ضها اتخذ طابعا د�ستوريا‬
‫مبا�رشا‪ ،‬يف حني متثل بع�ضها الآخر يف �إحداث بع�ض امل�ؤ�س�سات ال�سيا�سية‪ ،‬من بينها املجل�س‬
‫الوطني اال�ست�شاري‪ ،‬الذي كان عبارة عن «برملان غري منتخب» مكون من ‪� 76‬شخ�صية‬
‫متثل النزعات ال�سيا�سية‪ ،1‬واملنظمات االقت�صادية االجتماعية‪ ،2‬ف�ضال عن هيئات خمتلفة‪،3‬‬
‫و�شخ�صيات م�ستقلة‪ ،4‬حيث حددت مهامه يف �أخذ نظره يف «ميزانية الدولة العامة وامليزانيات‬
‫الإ�ضافية»‪ ،‬وا�ست�شارته يف جميع الق�ضايا التي يقت�ضي نظر امللك عر�ضها عليه‪ ،‬وبالأخ�ص‬

‫‪ 11‬يبلغ عددها ‪� 16‬شخ�صية ‪ 10‬منها حلزب اال�ستقالل و‪ 6‬حلزب ال�شورى واال�ستقالل‪.‬‬
‫‪ 10 22‬ميثلون االحتاد املغربي لل�شغل‪ 18 ،‬عن الفالحني‪ 9 ،‬عن التجار ورجال ال�صناعة‪.‬‬
‫‪ 2 33‬عن املحامني‪ 3 ،‬عن املهن الطبية وال�صيدلية‪ 2 ،‬عن املهند�سني يف ال�صناعة والفالحة‪ 4 ،‬عن العلماء‪ 2 ،‬عن‬
‫امل�ؤ�س�سات الثقافية‪ ،‬حرب عن رجال الدين اليهود‪ 3 ،‬عن منظمات ال�شباب والريا�ضة‪.‬‬
‫‪� 6 44‬أع�ضاء ال ينتمون لأي من احلزبني املمثلني يف املجل�س‪� ،‬أي حزب اال�ستقالل وحزب ال�شورى واال�ستقالل‪.‬‬

‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية● عدد خا�ص اجلزء ‪● XIII‬نونرب‪2016‬‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪14‬‬

‫منها ال�سيا�سية واالقت�صادية واالجتماعية‪ .5‬كما خولت لأع�ضائه �إمكانية توجيه �أ�سئلة‪� ،‬شفوية‬
‫�أو كتابية‪� ،‬إىل وزير حول امل�سائل التي هي من اخت�صا�ص وزارته لكي يجيب عليها يف ظرف‬
‫�أ�سبوع‪.6‬‬
‫بيد �أن ن�شاط املجل�س �رسعان ما جتمد بعد �سنتني ون�صف من �إحداثه (‪ 12‬نونرب ‪- 1956‬‬
‫‪ 23‬ماي ‪ ،)1959‬يف ارتباط باخلالفات التي �أخذت تتعمق بني الق�رص وحزب اال�ستقالل‬
‫باعتباره املكون الرئي�سي للحركة الوطنية‪ ،‬وداخل حزب اال�ستقالل نف�سه بعد �أن قاد‬
‫رئي�س املجل�س الوطني اال�ست�شاري (املهدي بنربكة)‪ ،‬مبعية قياديني �آخرين‪ ،‬متردا حزبيا‬
‫كان من نتائجه ح�صول �أول ان�شقاق يف احلزب وميالد االحتاد الوطني للقوات ال�شعبية‬
‫على ي�ساره‪.‬‬
‫وقد تطلب الأمر انتظار �صدور الد�ستور املغربي الأول (‪ 14‬دجنرب ‪ )1962‬النطالق‬
‫�أول جتربة برملانية ع�رصية تلتها حلد الآن ثمانية جتارب برملانية �أخرى‪ ،‬ميكن التمييز يف‬
‫�إطارها بني مرحلتني �أ�سا�سيتني تبعا لطبيعة التحوالت ال�سيا�سية والد�ستورية التي حتكمت يف‬
‫ميالدها‪ ،‬وما كان لها من ت�أثري يف هيكلتها وتنظيمها و�آليات ا�شتغالها‪ ،‬ويف طريقة انتخابها‪،‬‬
‫ونوعية الوظائف التي ا�ضطلعت بها‪ ،‬و�أي�ضا يف مدى ا�ستقرارها وانتظامية عملها‪.‬‬

‫املبحث الأول‪ :‬الربملان بني ال�صراع والتعاي�ش‬


‫�إذا كانت فرتة احلماية قد ج�سدت نوعا من التوافق بني امللكية واحلركة الوطنية حول‬
‫مطلب حترير البالد‪ ،‬ف�إن انتهاء عهدها �رسعان ما كان منطلقا ل�رصاع قوي حول كيفية‬
‫بناء مغرب ما بعد اال�ستقالل‪ .‬وهو ال�رصاع الذي جت�سد يف �أق�صى �صوره يف �إقدام امللكية‬
‫على �إعالن حالة اال�ستثناء‪ ،‬وتعليق عمل �أول برملان يف تاريخ املغرب‪ ،‬قبل �أن يدفع‬
‫التهديد الذي �أ�صبح ميثله اجلي�ش بالن�سبة للملكية نف�سها �إىل �إرغامها على التخلي عن خيار‬
‫االنفراد باحلكم‪ ،‬وتد�شني نوع من التعاي�ش مع قوى املعار�ضة‪ .‬وكان من نتائج ذلك‬
‫انطالق ما يعرف يف الأدبيات ال�سيا�سية املغربية بـ«امل�سل�سل الدميقراطي»‪ ،‬وعودة احلياة‬
‫الربملانية‪ ،‬و�إن كان ذلك مل مينع من ا�ستمرار بع�ض مظاهر التوتر واال�ضطراب‪.‬‬

‫‪ 55‬الف�صل ‪ 2‬من الظهري رقم ‪ 1.56.179‬املحدث للمجل�س الوطني اال�ست�شاري‪ ،‬ج‪ .‬ر عدد ‪ 2286‬بتاريخ ‪ 17‬غ�شت‬
‫‪.1956‬‬
‫‪ 66‬الف�صل ‪ 15‬من الظهري املحدث للمجل�س امل�شار �إليه �آنفا‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪15‬‬

‫املطلب الأول‪ :‬البداية املتعرثة للحياة الربملانية‬


‫لئن كان ات�ساع هوة اخلالف بني امللكية و�أحزاب احلركة الوطنية يف نهاية اخلم�سينيات‬
‫من القرن املا�ضي مل يحل دون دخول املغرب العهد الد�ستوري‪ ،‬وانطالق جتربته الربملانية‬
‫الأوىل‪ ،‬ف�إن ا�شتداد هذا اخلالف‪ ،‬وحتوله �إىل مواجهة مفتوحة‪ ،‬انعك�س �سلبيا على امل�ؤ�س�سة‬
‫الربملانية‪ ،‬التي مت تعليق واليتها الأوىل (‪ 1963‬ـ ‪ ،)1965‬يف حني ولدت واليتها الثانية ميتة‬
‫(‪ 1970‬ـ ‪.)1972‬‬

‫الفقرة الأوىل‪ :‬الوالية الت�شريعية الأوىل ‪ 1963‬ـ ‪1965‬‬

‫�أخذا بعني االعتبار هيمنة امل�ؤ�س�سة امللكية على احلياة ال�سيا�سية يف ظل املرحلة ما قبل‬
‫الد�ستورية‪ ،‬فقد كان يفرت�ض يف االنتقال �إىل املرحلة الد�ستورية �أن يعيد النظر يف هذه‬
‫الو�ضعية‪ ،‬ال�سيما وقد �أ�صبحت تثري حفيظة القوى ال�سيا�سية الرئي�سية يف البالد‪ .7‬لكن‪ ،‬يبدو‬
‫من الكيفية التي جرى بها تنظيم ال�سلطات يف ظل د�ستور ‪� 1962‬أن هذا الأخري مل يذهب بعيدا‬
‫يف الت�أ�سي�س لعالقات من نوع جديد بني امل�ؤ�س�سة امللكية وباقي امل�ؤ�س�سات التي �أ�صبح ين�ص‬
‫عليها‪ ،‬و�أعاد‪ ،‬بالتايل‪� ،‬إنتاج مركزية امللكية وهيمنتها على احلياة ال�سيا�سية‪ .‬وقد جتلى ذلك‬
‫وا�ضحا يف القيود الد�ستورية التي خ�ضع لها الربملان‪ ،‬والتي اتخذت ثالثة �أبعاد �أ�سا�سية‪:‬‬
‫�أ ـ �إ�ضعاف متثيله ال�شعبي من خالل خلق برملان مكون من جمل�سني‪ :‬جمل�س نواب‬
‫ينتخب �أع�ضاءه باالقرتاع العام املبا�رش‪ ،‬وجمل�س م�ست�شارين ينتخب �أع�ضاءه باالقرتاع‬
‫غري املبا�رش‪ ،‬واعتماد منط اقرتاع (منط االقرتاع الفردي اال�سمي يف دورة واحدة) ي�سهم‬
‫يف ت�شتيت اخلريطة ال�سيا�سية ويحول دون �إمكانية الو�صول �إىل حزب �أغلبي‪.8‬‬

‫‪ 77‬كان حزب اال�ستقالل قد �أخذ يثري هذه امل�س�ألة منذ ‪ ،1958‬كما ي�ؤكد ذلك هذا املقتطف من خطاب من عر�ض‬
‫لعبد الرحيم بوعبيد �أمام اللجنة ال�سيا�سية حلزب اال�ستقالل بتاريخ ‪� 17‬أبريل ‪« « :1958‬نحن يف بلد لي�س فيها‬
‫د�ستور �أو د�ستور تقليدي مرجتل‪ ،‬هناك نوع من العالقة بني رئي�س الدولة وبني احلكومة‪ ،‬ال نخفي على �أنف�سنا‬
‫�أن احلكومة التي كانت (يق�صد حكومة البكاي)‪ ،‬ال ميكن �أن ت�سمى حكومة عندها تفوي�ض‪ :‬كل امل�س�ؤولية يف يد‬
‫جاللة امللك والتفوي�ض غري موجود (‪ )...‬ونحن ال نطلب امل�ستحيل ولكن على الأقل نطلب تنظيم العالقة بني‬
‫امللك واحلكومة‪.»...‬‬
‫‪ 88‬مع الإ�شارة هنا �إىل �أن منط االقرتاع هذا مل ين�ص عليه الد�ستور و�إمنا اعتمد من خالل قانون تنظيمي �أقره امللك‬
‫يف �أبريل من �سنة ‪.1963‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪16‬‬

‫جملس املستشارين‬ ‫جملس النواب‬


‫عدد‬ ‫عدد‬
‫األحزاب السياسية‬ ‫األحزاب السياسية‬
‫املقاعد‬ ‫املقاعد‬
‫‪104‬‬ ‫الفديك ‪FDIC‬‬ ‫‪71‬‬ ‫الفديك ‪FDIC‬‬

‫‪12‬‬ ‫حزب االستقالل‬ ‫‪40‬‬ ‫حزب االستقالل‬


‫‪00‬‬ ‫االحتاد و‪ .‬ق‪.‬ش‬ ‫‪27‬‬ ‫االحتاد و‪ .‬ق‪.‬ش‬
‫‪04‬‬ ‫الالمنتمون‬ ‫‪06‬‬ ‫الالمنتمون‬
‫‪120‬‬ ‫املجموع‬ ‫‪144‬‬ ‫املجموع‬

‫ب ـ حتديد الد�ستور لنظام عمله‪ ،‬كما يظهر ذلك من خالل ح�رص انعقاده يف دورتني‬
‫(نونرب و�أبريل)‪ ،‬و«�إمكانية ختم احلكومة لهما مبر�سوم �إذا جتاوزت �شهرين»‪ ،‬و«عقد‬
‫دورات ا�ستثنائية مبر�سوم �أو بطلب من ثلث �أع�ضاء الربملان‪ ،»..‬و«عقد جل�سات �رسية‬
‫بطلب من الوزير الأول �أو ع�رش �أع�ضاء الربملان»‪ ،‬والن�ص على انتخاب الرئي�س بالأغلبية‬
‫وانتخاب املكتب بالتمثيل الن�سبي (لكل فريق)‪ ،‬وو�ضع مكتب كل جمل�س جلدول �أعماله‬
‫وت�ضمنه‪ ،‬بالأ�سبقية وح�سب الرتتيب الذي حتدده احلكومة‪ ،‬مناق�شة امل�شاريع واملقرتحات‬
‫املقبولة من طرفها‪ ،‬والن�ص على ا�ستمرار عمل اللجان خالل الفرتة الفا�صلة بني الدورات‪.‬‬
‫ج ـ عقلنة اخت�صا�صاته‪ ،‬على نحو ما يربز ذلك يف العنا�رص التالية‪:‬‬
‫�أوال ـ تقلي�ص �سلطته الت�رشيعية‪ ،‬من خالل حتديد اخت�صا�صاته على �سبيل احل�رص‪،9‬‬
‫وجعله م�رشعا ا�ستثنائيا واحلكومة م�رشعا عاديا‪ ،10‬و�إباحة تفوي�ض �صالحياته الت�رشيعية‪،11‬‬
‫ومنح احلكومة الأولوية يف امل�سطرة الت�رشيعية‪ ،‬حيث يتيح لها ذلك �إمكانية التحكم يف جدول‬
‫الأعمال‪ ،‬وتناول مناق�شة م�شاريع القوانني يف القراءة الأوىل للن�ص املقدم من طرفها‪،‬‬
‫وم�شاركة الربملان يف حق التعديل‪ ،‬والدفع بعدم قبول كل اقرتاح �أو تعديل ال يدخل يف‬
‫جمال القانون‪� ،‬إ�ضافة �إىل تقييد مناق�شة م�شاريع القوانني التنظيمية مبرور مدة حمددة‪...‬‬
‫ثانيا ـ تقييد �سلطته املالية‪ ،‬عرب عدم الت�صويت بقبول نفقات التجهيز التي يتطلبها �إجناز‬
‫التخطيط �إال مرة واحدة عندما يوافق على التخطيط وي�ستمر مفعول املوافقة طيلة مدة‬
‫‪ 99‬الف�صل ‪ 45‬من د�ستور ‪.1962‬‬
‫‪ 110‬الف�صل ‪ 49‬من د�ستور ‪.1962‬‬
‫‪ 111‬قانون الإذن الف�صل ‪ 47‬من د�ستور ‪ ،1962‬مرا�سيم ال�رضورة الف�صل ‪ 58‬من نف�س الد�ستور‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪17‬‬

‫املخطط‪ ،‬وحتديد مدة زمنية للت�صويت على م�رشوع قانون املالية‪ ،12‬و�إعطاء الإمكانية‬
‫للحكومة لفتح االعتمادات مبر�سوم عند انتهاء هذه املدة‪ ،‬ورف�ض مقرتحات وتعديالت‬
‫�أع�ضاء الربملان �إذا كانت ت�ؤدي �إما �إىل تخفي�ض املوارد العمومية‪� ،‬أو �إحداث تكليف‬
‫عمومي �أو الزيادة يف تكليف موجود‪.13‬‬
‫ثالثا ـ تقنني �سلطته الرقابية‪� ،‬إما من خالل �إعطاءه �إمكانية ممار�سة و�سائل رقابية على‬
‫احلكومة دون �إثارة م�س�ؤوليتها ال�سيا�سية (الأ�سئلة‪ ،‬وجلان تق�صي احلقائق‪� ،)..‬أو الت�شديد‬
‫يف ال�رشوط املطلوبة ال�ستخدامه بع�ض الو�سائل الرقابية التي تتيح �إمكانية �إثارة م�س�ؤوليتها‬
‫ال�سيا�سية (ملتم�س الرقابة‪ ،‬طرح احلكومة مل�س�ألة الثقة بها‪ .)..‬ف�ضال عن جتاهل التن�صي�ص‬
‫على و�سائل رقابية تبدو ذات فعالية يف عالقة الربملان باحلكومة يف الكثري من الأنظمة‬
‫الربملانية (اال�ستجواب‪.)...‬‬
‫رابعا ـ �إ�ضعاف �سلطته الدبلوما�سية‪ ،‬بالنظر �إىل احتكار امللك حق امل�صادقة على‬
‫املعاهدات‪ ،‬واكتفاء الربملان بالتداول يف تلك التي تلزم مالية الدولة‪.‬‬
‫لكن رغم هذه القيود يف ال�صالحيات الد�ستورية‪ ،‬ف�إن ذلك مل مينع الربملان من امل�ساهمة‬
‫بفعالية‪� ،‬سواء يف �أداء وظيفته الت�رشيعية �أو يف النقا�ش ال�سيا�سي الذي عرفه املغرب وقتئذ‪.‬‬
‫فعلى امل�ستوى الأول‪ ،‬جتلى ذلك وا�ضحا يف حجم املبادرات الت�رشيعية التي كان الربملان‬
‫م�صدرا لها (‪ 20‬مقرتح قانون مقابل ‪ 6‬م�شاريع قوانني فقط)‪ ،‬و�أي�ضا يف امل�صادقة على‬
‫قوانني ذات �أهمية يف التاريخ الت�رشيعي للمغرب‪ ،‬وخا�صة قانون توحيد الق�ضاء ومغربته‬
‫وتعريبه‪� .‬أما على امل�ستوى الثاين‪ ،‬فقد برز ذلك يف ارتفاع درجة حرارة النقا�ش ال�سيا�سي‬
‫داخله واحتدامه بني الأغلبية‪ ،‬ممثلة وقتئذ يف جبهة الدفاع عن امل�ؤ�س�سات الد�ستورية‬
‫املعروفة اخت�صارا بـ«الفديك» (‪ 75‬مقعدا)‪ ،‬واملعار�ضة‪ ،‬ممثلة يف حزبي اال�ستقالل‬
‫واالحتاد الوطني للقوات ال�شعبية (‪ 69‬مقعدا)‪.‬‬

‫‪ 31 112‬دجنرب من كل �سنة‪.‬‬
‫‪ 113‬الف�صل ‪ 54‬من د�ستور ‪.1962‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪18‬‬

‫ذلك النقا�ش الذي بلغ ذروته يف �أكرث من منا�سبة‪ ،14‬وب�صفة خا�صة مع تقدمي ملتم�س‬
‫الرقابة من طرف املعار�ضة �سنة ‪ ،1964‬التي و�إن مل تتمكن من الو�صول �إىل الن�صاب‬
‫القانوين الذي ي�سمح لها ب�إ�سقاط احلكومة‪ ،15‬فقد جنحت يف «�أن ت�سلط الأ�ضواء الكا�شفة عن‬
‫ف�شل االختيارات ال�سيا�سية وو�سائل احلكم التي تقررت منذ ‪ ،16»1960‬و�شكلت‪ ،‬بالتايل‪،‬‬
‫�رضبة قوية لالئتالف احلكومي‪� ،‬سيما بعد �أن زادت من تعميق الهوة بني اجلبهة و�أحد‬
‫مكوناتها الرئي�سية (احلركة ال�شعبية)‪ ،‬التي مل تكن را�ضية ال عن ت�أ�سي�س �أحمد ر�ضا كديرة‬
‫حلزب جديد‪ ،17‬وال عن الزيادات ال�صاروخية التي عرفتها �أثمنة بع�ض املواد الغذائية‪،‬‬
‫وخا�صة ال�سكر‪ ،‬لتقديرها �أنها ت�ؤثر على القدرة ال�رشائية ل�سكان البادية‪ ،‬الذين ميثلون‬
‫م�صدر نفوذها االنتخابي‪.‬‬
‫على هذا الأ�سا�س فقد �شكلت تلك الأحداث بداية امل�سار الذي �سيقود �إىل و�ضع حد لأول‬
‫والية برملانية‪� ،‬إذ مع توايل ال�رضبات التي �أخذت تتلقاها احلكومة من طرف معار�ضة‬
‫حيوية وقوية‪ ،‬وتزايد حدة اخلالفات الداخلية التي بد�أت تدب بني �أطرافها‪ ،18‬قبل �أن‬
‫تنهار ب�صفة كلية ب�إقالة مهند�سها من املن�صب احلكومي الذي كان ي�شغله‪ ،19‬بل و�إبعاده عن‬
‫الق�رص وعن جميع املنا�صب ال�سيا�سية لعدة �سنوات‪ ،20‬ثم اندالع الأحداث اخلطرية التي‬

‫‪ 114‬ميكن �أن ن�شري هنا ب�صفة خا�صة �إىل اجلدال الذي �أثري حول رغبة املعار�ضة يف عقد دورة ا�ستثنائية للربملان‬
‫ورف�ض الأغلبية احلكومية لذلك‪ ،‬قبل �أن يح�سم هذا اجلدال بتدخل امللك ل�صالح املعار�ضة التي كانت قد طلبت‬
‫التحكيم امللكي‪ ،‬الذي وقعه عالل الفا�سي‪ ،‬وكذا اجلدال الذي �أثري حول ق�ضية الإ�صالح الزراعي وتعريب‬
‫�صحافة «ما�ص» اال�ستعمارية‪ :‬للمزيد من التفا�صيل حول هذه الق�ضايا ميكن مراجعة عبد الكرمي غالب يف كتابه‬
‫«التطور الد�ستوري والنيابي يف املغرب ‪ ،»2011 1908‬مطبعة املعارف اجلديدة‪ ،‬الرباط ‪ .2012‬و�أي�ضا‬
‫بنعبد الله الوكوتي‪« :‬معركتنا �ضد احلزب الوحيد»‪ ،‬الطبعة الأوىل دجنرب ‪� ،2000‬ص‪.103 /102 .‬‬
‫‪ 115‬كان الف�صل ‪ 81‬من د�ستور ‪ 1962‬يفر�ض ت�صويت الأغلبية املطلقة من �أع�ضاء جمل�س النواب على ملتم�س‬
‫الرقابة لكي تتم �إثارة م�س�ؤولية احلكومة‪.‬‬
‫‪ 116‬عبد العزيز امل�سيوي‪« :‬ملتم�س الرقابة‪ ،»1990 1964 :‬من�شورات مطبعة �أمربيال �سنة ‪� ،2000‬ص ‪.9‬‬
‫‪ 117‬يتعلق الأمر باحلزب اال�شرتاكي الدميقراطي‪.‬‬
‫‪ 118‬خا�صة من جانب احلركة ال�شعبية التي �ستتمكن من احل�صول على «حرية احلركة» داخل اجلبهة و�ست�شكل فريقا‬
‫نيابيا م�ستقال‪.‬‬
‫‪ 119‬يتعلق الأمر ب�إقالة �أحمد ر�ضا كديرة من من�صبه كوزير للخارجية بتاريخ ‪ 15‬غ�شت ‪ ،1964‬مبقت�ضى املر�سوم‬
‫امللكي رقم ‪ 64 530‬ال�صادر بتاريخ ‪ 20‬غ�شت ‪ ،1964‬ومت تعوي�ضه مبحمد بنهيمة‪ .‬علما �أنه كان قد احتل يف‬
‫«حكومة اجلبهة» يف �صيغتها الأوىل من�صب وزير الداخلية والفالحة‪ ،‬مع احتفاظه مبن�صبه كمدير للديوان‬
‫امللكي‪ .‬وهي الإقالة التي يعتربها عبد الهادي بوطالب‪ ،‬امل�ست�شار امللكي ال�سابق‪ ،‬نوعا من العقاب له (�أنظر‬
‫كتابه «ن�صف قرن من ال�سيا�سة»‪ ،‬من�شورات الزمن‪� ،2001 ،‬ص ‪.)148‬‬
‫‪220‬مل يعد الحتالل من�صب وزاري جديد �إال ابتداء من ‪ 7‬فرباير ‪ ،1969‬حني عني وزيرا للدولة مكلفا بالتخطيط‬
‫وتكوين الإطارات‪ ،‬مبقت�ضى الظهري رقم ‪ ،1 69 63‬بتاريخ ‪ 21‬فرباير ‪.1969‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪19‬‬

‫عرفتها مدينة الدار البي�ضاء يف ‪ 23‬مار�س ‪� ،1965‬سي�سارع امللك �إىل �إعالن حالة اال�ستثناء‪،‬‬
‫وحل الربملان‪ ،‬وا�ضعا بذلك حدا لتجربة برملانية مل تعمر �أكرث من ‪� 19‬شهرا‪.‬‬
‫مع الإ�شارة هنا �إىل �أن �إقدام امللك‪ ،‬باملوازاة مع الإعالن عن حالة اال�ستثناء‪ ،‬على حل‬
‫الربملان‪� ،‬أو على الأ�صح تعطيله على اعتبار �أن ظهري احلل مل ي�صدر قط‪ ،‬كان قد ووجه‬
‫مبعار�ضة �شديدة من لذن جزء غري ي�سري من الطبقة ال�سيا�سية‪ ،‬ويف مقدمتها رئي�س جمل�س‬
‫النواب وقتئذ الدكتور اخلطيب‪ ،‬الذي كان قد اعترب «�أن حالة اال�ستثناء تفر�ض من �أجل‬
‫حماية امل�ؤ�س�سات الد�ستورية ولي�س الق�ضاء عليها»‪ ،‬كما �أثار جدال وا�سعا يف �أو�ساط الفقه‬
‫الد�ستوري‪ ،‬خا�صة و�أن الف�صل ‪ 35‬من د�ستور ‪ 1962‬مل يكن يت�ضمن �أي مقت�ضى ي�سمح‬
‫للملك باتخاذ مثل هذا القرار‪.‬‬

‫الوالية الـتـشـريعـية األولـى ‪1965 - 1963‬‬


‫‪13‬‬ ‫املحالة‬ ‫مشاريع‬
‫املصادق عليها‬ ‫مشاريع‬
‫‪5‬‬ ‫القوانني‬
‫‪12‬‬ ‫املقدمة‬ ‫ومقرتحات‬ ‫العمل‬
‫مقرتحات‬ ‫النصوص‬ ‫الترشيعي‬
‫‪1‬‬ ‫املصادق عليها‬ ‫القوانني‬ ‫الترشيعية‬
‫املقدمة‬
‫غياب املعطيات‬ ‫الكتابية‬
‫املجاب عنها‬
‫األسئلة الرقابية‬
‫املقدمة‬
‫غياب املعطيات‬ ‫الشفهية‬
‫املجاب عنها‬
‫العمل الرقايب‬
‫‪1‬‬ ‫ملتمس رقابة‬
‫أدوات رقابية‬
‫ال يشء‬ ‫جلان حتقيق‬ ‫أخرى‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬الوالية الت�شريعية الثانية ‪1972 - 1970‬‬

‫ارتبطت هذه الوالية الت�رشيعية بد�ستور ‪ 31‬يوليوز ‪ ،1970‬الذي تزامن �صدوره مع‬
‫�صدور ظهري يعلن �إنهاء حالة اال�ستثناء‪ ،21‬و�إن كان هذا الد�ستور مل يفعل‪ ،‬يف احلقيقة‪،‬‬

‫‪ 221‬ظهري رقم ‪ 1.70.178‬ج‪ .‬ر عدد ‪ 3013‬مكرر �صادر بتاريخ فاحت غ�شت ‪.1970‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪20‬‬

‫�أكرث من «د�سرتة حالة اال�ستثناء»‪ ،‬و�إ�ضفاء ال�رشعية على الإجراءات اال�ستثنائية التي‬
‫جرى اتخاذها مبا�رشة بعد �إقدام امللك على هذه املبادرة‪.‬‬
‫هذا الأمر �إذا كان قد بدا وا�ضحا مثال يف ال�صالحيات القوية التي �أعطيت للملك‪ ،‬الذي‬
‫�أ�ضحى مبقت�ضى هذا الد�ستور «املمثل الأ�سمى للأمة»‪� ،22‬أي املعرب عن �إرادتها‪ ،‬واملا�سك‬
‫بزمام ممار�سة ال�سلطة التنظيمية‪ ،‬بعدما كانت يف الد�ستور ال�سابق من اخت�صا�ص الوزير‬
‫الأول‪ ،‬وامل�سيطر على �سلطة تعديل الد�ستور‪ .23‬فقد ظهر �أي�ضا من خالل التغيريات التي‬
‫�أدخلت على م�ستوى اخت�صا�صات الربملان‪ ،‬كما يتجلى ذلك يف اجلوانب التالية‪:‬‬
‫�أوال ـ �إ�ضعاف متثيليته ال�شعبية واحلزبية‪ ،‬وذلك من خالل «اعتبار امللك ممثال �أ�سمى‬
‫للأمة»‪ ،‬والرتاجع عن ثنائية تكوين الربملان بحذف جمل�س امل�ست�شارين‪ ،‬وتقلي�ص دائرة‬
‫التمثيل املبا�رش يف جمل�س النواب‪ ،‬بعد �أن �أ�صبح ثلثاه ينتخبان باالقرتاع غري املبا�رش (ميثلون‬
‫املجال�س احل�رضية والقروية‪ ،‬والغرف املهنية وامل�أجورين) والثلث فقط باالقرتاع املبا�رش‪.‬‬
‫ثانيا ـ تقلي�ص �سلطاته الت�أ�سي�سية‪ ،‬حيث فقدت امل�ؤ�س�سة الربملانية �صالحية املبادرة بتعديل‬
‫الد�ستور‪ ،‬و�أ�ضحى دورها يف هذا املجال يقت�رص على تقدمي طلب �إىل امللك بذلك‪ ،‬بل �إن‬
‫هذا الطلب هو نف�سه يبدو �صعب التحقق عندما ن�أخذ بعني االعتبار �أنه كان يحتاج �إىل توقيع‬
‫ثلثي �أع�ضاء املجل�س‪.‬‬
‫ثالثا ـ انح�صار دوره يف املجال اخلارجي‪ ،‬وعلى وجه التحديد يف الأمن اخلارجي‬
‫للدولة‪� ،‬إذ بعد �أن كان �إذنه �رضوريا لإ�شهار احلرب من طرف امللك يف الد�ستور ال�سابق‪،‬‬
‫مل يعد يتجاوز يف الد�ستور اجلديد حدود «الإحاطة علما ب�إ�شهارها»‪.‬‬
‫رابعا ـ احلد من دوره الرقابي‪ ،‬خا�صة من خالل الرفع من الن�صاب القانوين املطلوب يف‬
‫ممار�سته لبع�ض الآليات الرقابية‪ ،‬حيث �أ�ضحى تقدمي ملتم�س الرقابة يحتاج �إىل توقيع ربع‬
‫�أع�ضاء املجل�س بدل الع�رش يف د�ستور ‪ .1962‬وبدا وا�ضحا مع هذا الإجراء �سعي وا�ضعي‬
‫الد�ستور جتنب تكرار ما ح�صل يف ظل الد�ستور ال�سابق‪ ،‬حني �سمح العدد املحدود من‬
‫التوقيعات املطلوبة‪ ،‬واملحددة يف ع�رش �أع�ضاء جمل�س النواب‪ ،24‬للمعار�ضة بتقدمي ملتم�س‬
‫للرقابة بكل ما خلفه من تداعيات على الو�ضعية الداخلية للربملان واحلياة ال�سيا�سية ككل‪.‬‬

‫‪ 222‬هذه العبارة �أدخلت على الف�صل ‪ 19‬يف د�ستور ‪ ،1970‬ومل تكن موجودة يف د�ستور ‪.1962‬‬
‫‪ 223‬يف هذا الد�ستور انتقلت �سلطة التعديل �إىل امللك بعد �أن فقدها الوزير الأول‪� ،‬أما الربملان ف�أ�صبح دوره يقت�رص‬
‫فقط على تقدمي اقرتاح للملك يف هذا ال�ش�أن‪ ،‬بل �إن هذا االقرتاح نف�سه كان يحتاج توقيع ثلثي الأع�ضاء‪.‬‬
‫‪ 224‬الف�صل ‪ 81‬من د�ستور ‪.1962‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪21‬‬

‫خام�سا ـ �إعادة النظر يف طريقة عقد دوراته العادية واال�ستثنائية وجل�ساته ال�رسية‪.‬‬
‫فالدورات العادية‪� ،‬أ�صبحت الأوىل منها تفتتح برئا�سة امللك يف اجلمعة الثانية من �شهر‬
‫�أكتوبر‪ ،‬بينما تفتتح الثانية يف اجلمعة الثانية من �شهر �أبريل‪ ،‬لكن دون �أن يتوىل امللك‬
‫رئا�ستها‪ .25‬والدورات اال�ستثنائية �أ�صبح انعقادها يتطلب الأغلبية املطلقة‪� .‬أما التحول الذي‬
‫وقع على م�ستوى عقد اجلل�سات ال�رسية‪ ،‬فيتجلى يف رفع العدد املطلوب لعقدها من ع�رش‬
‫�إىل ثلث �أع�ضاء جمل�س النواب‪.26‬‬
‫�ساد�سا ـ مراجعة بع�ض اخت�صا�صاته الت�رشيعية‪ ،‬وخا�صة فقدانه حق املداولة يف م�رشوع‬
‫قانون قبل عر�ضه على اال�ستفتاء‪ ،‬ومتديد �أجل انتخابه بعد حله من ‪ 20‬يوما كحد �أدنى‬
‫و‪ 40‬يوما كحد �أق�صى �إىل ثالثة �أ�شهر‪ ،‬وعدم حتديد املدة الفا�صلة بني دخول الد�ستور حيز‬
‫التطبيق وانتخاب الربملان‪ ،‬و�إعطاء امللك �صالحية الت�رشيع خالل هذه املدة‪.‬‬
‫هذا الرتاجع الذي عرفته �صالحيات الربملان يف ظل «د�ستور حالة اال�ستثناء»‪ ،‬مهد‬
‫الطريق لأن يكون �أول برملان تقاطع انتخاباته �أحزاب املعار�ضة (حزب اال�ستقالل‬
‫وحزب االحتاد الوطني للقوات ال�شعبية)‪ ،‬بل وحتى بع�ض �أحزاب الأغلبية ال�سابقة نف�سها‬
‫(احلزب اال�شرتاكي الدميقراطي بزعامة ر�ضا كديرة‪ ،‬واحلركة ال�شعبية الد�ستورية‬
‫التي كان قد �أ�س�سها الدكتور اخلطيب رئي�س جمل�س النواب املنحل‪ ،‬واحلزب الد�ستوري‬
‫الدميقراطي بزعامة حممد بلح�سن الوزاين)‪ .‬قبل �أن ت�ؤدي الأحداث ال�سيا�سية العنيفة التي‬
‫عرفها املغرب يف بداية ال�سبعينيات‪ ،‬وخا�صة انقالب ال�صخريات‪� ،‬إىل و�ضع حد لعمله‪.‬‬
‫وبالتايل فقد ولد ميتا‪ ،‬ومل ي�ستمر �سوى فرتة ق�صرية جدا (�سنة ون�صف)‪ ،‬متكن خاللها‬
‫�أن يعقد ثالثة دورات نيابية فقط‪ ،‬و�أن يوافق على ن�صو�ص ت�رشيعية حمدودة الأهمية‪،‬‬
‫با�ستثناء ن�صني يندرجان يف �إطار الوظيفة العمومية‪ :‬قانون �إحداث نظام للمعا�شات املدنية‪،‬‬
‫وقانون �إحداث نظام للمعا�شات الع�سكرية‪.‬‬

‫‪ 225‬يف د�ستور ‪ ،1962‬كانت الدورة الأوىل تفتتح يف ‪ 18‬نونرب والدورة الثانية يف اجلمعة الأخرية من �شهر �أبريل‪،‬‬
‫وير�أ�سهما معا امللك (الف�صل ‪...)39‬‬
‫‪ 226‬الف�صل ‪ 41‬من د�ستور ‪.1970‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪22‬‬

‫الوالية الترشيعية الثانية ‪1972 - 1970‬‬

‫غياب‬ ‫املطروحة‬
‫املعطيات‬ ‫الكتابية‬
‫املجاب عنها‬
‫األسئلة‬
‫غياب‬ ‫املطروحة‬ ‫الرقابية‬
‫الشفهية‬ ‫العمل الرقايب‬
‫املعطيات‬ ‫املجاب عنها‬
‫ال يشء‬ ‫ملتمس رقابة‬ ‫أدوات رقابية‬
‫ال يشء‬ ‫جلان حتقيق‬ ‫أخرى‬
‫غياب‬
‫املحالة‬ ‫مشاريع‬
‫املعطيات‬
‫القوانني‬
‫‪23‬‬ ‫املصادق عليها‬ ‫مشاريع‬
‫العمل‬
‫غياب‬ ‫ومقرتحات‬
‫املقدمة‬ ‫الترشيعي‬
‫املعطيات‬ ‫مقرتحات‬ ‫القوانني‬
‫ال يشء‬ ‫املصادق‬ ‫القوانني‬
‫عليها‪:‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬عودة احلياة الربملانية وانتظاميتها‬
‫فر�ضت اال�ضطرابات ال�سيا�سية واالجتماعية التي �أعقبت د�ستور ‪ ،1970‬والربملان‬
‫املنبثق عنه‪ ،‬وخا�صة االنقالبني الع�سكريني وما �أ�رشا عليه من دخول اجلي�ش يف معرتك‬
‫ال�سيا�سة‪ ،‬و�ضع د�ستور جديد (د�ستور ‪ )27 1972‬يبدو ن�سبيا مغايرا للد�ستور ال�سابق‪ .‬فهو‬
‫و�إن كان قد كر�س ا�ستمرار ت�صدر امللكية للحياة ال�سيا�سية‪ ،‬ف�إنه مكن من �إدخال «حت�سينات»‬
‫على و�ضعية الربملان‪ ،‬كما �سمح‪ ،‬و�إن بعد خم�س �سنوات من �صدوره‪� ،‬إىل حد ما بتجاوز‬
‫احلياة الربملانية لفرتة اال�ضطرابات التي ميزتها من قبل‪ ،‬حيث �أ�ضحت �أكرث انتظامية‬
‫مقارنة بال�سابق‪.28‬‬

‫‪ 227‬ظهري ‪ 1.72.061‬بتاريخ ‪ 10‬مار�س ‪(.1972‬ج‪.‬ر عدد ‪ 3098‬بتاريخ ‪ 15‬مار�س ‪.)1972‬‬


‫‪ 228‬من مار�س ‪� 1956‬إىل يونيو ‪ 1984‬كانت قد مرت ‪� 340‬شهرا مل يعرف املغرب خاللها احلياة الربملانية �إال يف‬
‫‪� 46‬شهرا‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪23‬‬

‫الفقرة الأوىل‪ :‬الوالية الت�شريعية الثالثة ‪1983 - 1977‬‬

‫مل تقت�رص «التح�سينات» التي �أدخلت على و�ضعية الربملان يف ظل د�ستور ‪ 1972‬على‬
‫اخت�صا�صاته ووظائفه و�إمنا همت �أي�ضا هيكلته‪ .‬فمن حيث الهيكلة ميكن �أن نح�رص �أهم‬
‫التعديالت التي �أدخلت على الربملان يف م�س�ألتني �أ�سا�سيتني‪:‬‬
‫�أوال ـ زيادة عدد مقاعد جمل�س النواب التي يتم فيها االنتخاب بطريقة مبا�رشة‪� ،‬إذ‬
‫بعدما كانت حمددة يف الد�ستور ال�سابق يف الثلث �أ�ضحت يف ظل الد�ستور الالحق تتحدد‬
‫يف الثلثني‪ ،29‬ال�شيء الذي ميكن اعتباره تعزيزا ن�سبيا للتمثيلية ال�شعبية للربملان‪ ،‬ونوعا من‬
‫االنتباه لإرادة الناخبني املعرب عنها بوا�سطة االقرتاع العام املبا�رش‪.‬‬
‫ثانيا ـ الرفع من مدة والية املجل�س من �أربع �سنوات �إىل �ست �سنوات‪ ،‬مبقت�ضى تعديل‬
‫د�ستوري عر�ض على اال�ستفتاء بتاريخ ‪ 30‬ماي ‪� ،1980‬أي بعد �أيام فقط من التعديل الد�ستوري‬
‫الذي كان قد ا�ستهدف تغيري «�سن الر�شد امللكي» من ‪� 18‬سنة �إىل ‪� 16‬سنة‪.‬‬
‫�أما من حيث االخت�صا�صات‪ ،‬فقد متثلت �أهم التح�سينات التي حملها الن�ص الد�ستوري‬
‫يف اجلوانب التالية‪:‬‬
‫�أوال ـ تو�سيع جمال القانون عرب �إدخال ق�ضايا جديدة �إىل دائرة املجاالت التي يخت�ص‬
‫الربملان بالت�رشيع فيها‪ ،‬كما هو الأمر بالن�سبة لإحداث امل�ؤ�س�سات العمومية‪ ،‬والقوانني‬
‫التي ت�ضع �إطارا للأهداف الأ�سا�سية لن�شاط الدولة يف امليادين االقت�صادية واالجتماعية‬
‫والثقافية‪ ،30‬وحتديد اجلرائم والعقوبات اجلارية عليها وامل�سطرة اجلنائية وامل�سطرة املدنية‬
‫بعدما كان الد�ستور ال�سابق يعطيه �صالحية جد عامة وغام�ضة تتمثل يف و�ضع املبادئ‬
‫الأ�سا�سية للقانون املدين وللقانون اجلنائي‪ ،31‬ف�ضال عن ت�أميم املن�ش�آت ونقلها من القطاع العام‬
‫�إىل القطاع اخلا�ص‪ ،32‬والنظام الأ�سا�سي للق�ضاة‪ ،‬والنظام الأ�سا�سي للوظيفة العمومية‪،‬‬
‫والنظام االنتخابي ملجال�س اجلماعات املحلية‪ ،‬ونظام االلتزامات املدنية والتجارية‪ ،‬و�إن‬
‫كان د�ستور ‪ 1972‬مل يعد يحيل على قانون تنظيمي �أمر تو�ضيح وتتميم املقت�ضيات التي‬
‫يخت�ص القانون بالت�رشيع فيها‪ ،‬كما كان يفعل الد�ستورين ال�سابقني عليه‪.33‬‬

‫‪ 229‬الف�صل ‪ 43‬من د�ستور ‪.1972‬‬


‫‪ 330‬الفقرة الأخرية من الف�صل ‪ 45‬من د�ستور ‪.1972‬‬
‫‪ 331‬كانت هذه ال�صيغة تفرت�ض توزيعا لالخت�صا�ص بني الربملان واحلكومة‪ ،‬بحيث يخت�ص الأول بو�ضع املبادئ‬
‫الأ�سا�سية على �أن يعود للثاين �أمر حتديد باقي اجلوانب‪ ،‬وحتديدا ما هو جزئي وتقني‪.‬‬
‫‪ 332‬علما �أن ممار�سة الربملان لهذا االخت�صا�ص‪ ،‬وخا�صة مع قانون اخلو�ص�صة يف نهاية الثمانينات من القرن‬
‫املا�ضي‪ ،‬ان�صبت بالأ�سا�س على نقل املن�ش�آت من القطاع العام �إىل القطاع اخلا�ص‪.‬‬
‫‪ 333‬الفقرة الأخرية من الف�صل ‪ 48‬من د�ستور ‪ ،1962‬والف�صل ‪ 45‬من د�ستوري ‪.1970‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪24‬‬

‫ثانيا ـ ا�ستعادة الربملان حلرية املبادرة بتعديل الد�ستور‪ ،‬بعدما كان هام�ش حتركه يف هذا‬
‫املجال قد تقل�ص يف ظل الد�ستور ال�سابق‪ ،‬و�أ�ضحى مرهونا مبوافقة امللك‪.‬‬
‫ثالثا ـ �إلغاء �إمكانية «احلل الأوتوماتيكي» ملجل�س النواب يف احلالة التي يح�صل فيها ت�صويت‬
‫خمالف لت�صويته على م�رشوع �أو مقرتح قانون عر�ضه امللك على اال�ستفتاء‪...‬‬
‫رابعا ـ تقييد �سلطة امللك يف �إحالة �أي مقرتح �أو م�رشوع قانون على اال�ستفتاء‪ ،‬من جهة‬
‫ب�رضورة قراءته قراءة جديدة من طرف جمل�س النواب‪ ،‬ومن جهة ثانية‪ ،‬ب�أن يكون ذلك‬
‫املقرتح �أو امل�رشوع قد قبل �أو رف�ض ب�أغلبية ثلثي �أع�ضاء املجل�س‪.‬‬
‫خام�سا ـ تعزيز دور املجل�س يف تعيني �أع�ضاء اجلهاز املخت�ص يف مراقبة د�ستورية القوانني‬
‫التنظيمية والنظام الداخلي ملجل�س النواب‪� ،‬أي الغرفة الد�ستورية‪ ،‬التي �أ�صبح من اخت�صا�صه‬
‫تعيني ثالثة من بني �أع�ضائها ال�ستة‪ ،‬يف حني يتوىل امللك تعيني الثالثة الآخرين‪ .‬مع الإ�شارة‬
‫هنا �إىل �أن دور املجل�س يف هذا املجال كان قد تقل�ص يف الد�ستور ال�سابق ب�شكل كبري‪ ،‬حيث مل‬
‫يعد يعني �سوى ع�ضوا واحدا يف الغرفة املذكورة‪.‬‬
‫لكن تنظيم �أول انتخابات ت�رشيعية لت�شكيل الربملان‪ ،‬الذي ن�ص عليه هذا الد�ستور‪،‬‬
‫كان قد تطلب مرور ما يزيد عن خم�س �سنوات على دخوله حيز التنفيذ‪ .‬وقد جاء ذلك يف‬
‫�سياق �سيا�سي ميزه على اخل�صو�ص جلوء امللك �إىل حتريك ق�ضية ال�صحراء‪ ،‬يف ارتباط‬
‫بتنظيم امل�سرية اخل�رضاء �سنة ‪ ،1975‬وتبلور نوع من الإجماع ال�سيا�سي واحلزبي حولها‪،‬‬
‫حيث كان هذا الأمر حا�سما يف تعبيد الطريق نحو انطالق ما �سيعرف يف الأدبيات ال�سيا�سية‬
‫املغربية بـ«امل�سل�سل الدميقراطي»‪ ،‬الذي تعد االنتخابات الت�رشيعية ل�سنة ‪ ،1977‬وقبلها‬
‫االنتخابات اجلماعية ل�سنة ‪� ،1976‬أوىل خطواته‪ .‬و�إن كان ذلك مل ي�سمح بت�أمني اال�ستقرار‬
‫التام لتلك التجربة‪ ،‬حيث اعرت�ضتها م�شكلتني رئي�سيتني‪:‬‬
‫ـ الأوىل‪ ،‬متثلت يف اتخاذ املعار�ضة الربملانية‪ ،‬ممثلة يف الفريق اال�شرتاكي‪ ،‬خلطوة‬
‫غري م�سبوقة يف تاريخ الربملان املغربي‪ ،‬متثلت يف االن�سحاب من جمل�س النواب‪ ،‬كرد‬
‫فعل على �إقدام امللك بتاريخ ‪ 30‬ماي ‪ 1980‬على متديد واليتها من �أربع �سنوات التي‬
‫يحددها د�ستور ‪� ،1972‬إىل �ست �سنوات‪ .‬و�أي�ضا كاحتجاج من جانبها على االعتقاالت التي‬
‫طالت قيادة احلزب الذي متثله بعد رف�ضها لقبول امللك ملقررات نريوبي القا�ضية ب�إجراء‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪25‬‬

‫ا�ستفتاء يف ال�صحراء‪ .‬قبل �أن تعود �إليه حتت تهديد امللك «ب�إخراج االحتاديني من اجلماعة‬
‫الإ�سالمية»‪.34‬‬
‫ـ الثانية‪ ،‬جتلت يف انتهاء والية جمل�س النواب دون �أن يتم تنظيم انتخابات جديدة‪ ،‬مما‬
‫جعل امللك يحل حمله يف اخت�صا�صاته‪ ،‬م�ستندا يف ذلك‪ ،‬على «مقامه ك�أمري للم�ؤمنني»‪،‬‬
‫وعلى «الوظيفة التي تفر�ض عليه �ضمان ا�ستمرارية الدولة وت�ؤهله �إىل ممار�سة �سلطات‬
‫الربملان»‪ ،‬على نحو ما جاء يف اخلطاب الذي �ألقاه باملنا�سبة بتاريخ ‪� 14‬أكتوبر ‪.1983‬‬
‫علما �أن تدخل امللك مللأ هذا الفراغ الت�رشيعي كان قد ووجه هو الآخر ببع�ض‬
‫االعرتا�ضات‪ ،‬خا�صة يف ظل غياب �أي مقت�ضى د�ستوري �رصيح يعطيه �إمكانية ممار�سة‬
‫�صالحيات الربملان يف مثل هذه احلالة‪ ،‬حيث ذهبت بع�ض الآراء �إىل القول �إن ما �أقدم‬
‫عليه امللك عرب حلوله حمل الربملان يجعلنا �أمام «قراءة جديدة للد�ستور‪� ،‬أو على الأقل �أمام‬
‫نظرة جديدة لتوازن ال�سلطات»‪ .35‬منطلقة يف ذلك من مربرين‪:‬‬
‫ـ �أولهما �أن «حق تعوي�ض الربملان املخول للملك‪ ،‬كما هو منظم ح�سب الد�ستور هو‬
‫�أ�سا�سا حمدود‪� ،‬إما بخ�صو�صية مرحلة (حالة ا�ستثنائية‪� ،‬أو فرتة انتقالية)‪ ،‬و�إما عن طريق‬
‫حتديد �أجل متار�س من خالله (الف�صل ‪ 71‬حول حق حل الربملان)‪.‬‬
‫ـ ثانيهما �أن تطبيق الف�صل ‪ 19‬يح�سم مع هذا التنظيم الوا�ضح‪ ،‬ويجعل اللجوء �إىل‬
‫التعوي�ض يتم يف ظل و�ضع عادي ولأجل غري حمدد‪ ،‬كما لو �أن امللك كان �صاحب حق‬
‫�شامل للتعوي�ض الذي ال يجد حدا ال يف تو�صيف املدة وال يف التحديد الد�ستوري لفرتة‬
‫التعوي�ض»‪.36‬‬

‫‪ 334‬كان امللك قد ا�ستغل منا�سبة افتتاح ال�سنة الت�رشيعية ل�سنة ‪ 1981‬ليلقي خطابا انتقد فيه ب�شدة املعار�ضة االحتادية‪،‬‬
‫معتربا ما �أقدمت عليه �أمرا خطريا جدا «�أخطر بالن�سبة �إلينا من �ضياع ال�صحراء �أو ال�سماح يف �سبتة ومليلية»‪،‬‬
‫و�أنه «�ضد الد�ستور و�ضد اجلماعة الإ�سالمية امل�سلمة»‪.‬‬
‫‪35. Menouni Abdeltif : « le recours à l’article 19 une nouvelle lecture de la constitution » in revue‬‬
‫‪juridique politique et économique du Maroc n°15 ; 1er semestre 1984.‬‬
‫‪ 336‬نف�س املرجع‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪26‬‬

‫الوالية الترشيعية الثالثة ‪1983 - 1977‬‬


‫‪873‬‬ ‫املطروحة‪:‬‬ ‫األسئلة‬
‫‪598‬‬ ‫املجاب عنها‬ ‫الكتابية‬
‫األسئلة‬
‫‪37‬‬
‫‪1076‬‬ ‫املطروحة‬
‫األسئلة‬ ‫الرقابية‬
‫‪644‬‬ ‫املجاب عنها‬ ‫الشفهية‬ ‫العمل الرقايب‬

‫ال يشء‬ ‫ملتمس رقابة‬ ‫أدوات رقابية‬


‫‪38‬‬
‫‪1‬‬ ‫جلان حتقيق‬ ‫أخرى‬
‫‪153‬‬ ‫املحالة‬ ‫مشاريع‬
‫املصادق عليها‬ ‫القوانني‬ ‫مشاريع‬
‫‪131‬‬ ‫العمل‬
‫ومقرتحات‬
‫‪94‬‬ ‫املقدمة‬ ‫مقرتحات‬ ‫الترشيعي‬
‫القوانني‬
‫‪39‬‬
‫‪14‬‬ ‫املصادق عليها‬ ‫القوانني‬
‫‪38 37‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬الوالية الت�شريعية الرابعة ‪1993 - 1984‬‬

‫تعد هذه التجربة الربملانية هي الثانية من نوعها التي تتم يف ظل د�ستور ‪ .1972‬وبالتايل‪،‬‬
‫فقد حكمها نف�س الإطار الد�ستوري واالنتخابي الذي جرت يف �إطاره التجربة الربملانية‬
‫ل�سنوات ‪ 1977‬ـ ‪ ،1983‬و�إن كان الت�شابه بني التجربتني مل يظهر يف هذه النقطة فقط بل برز‬
‫‪39‬‬
‫يف جوانب �أخرى‪ ،‬ميكن حتديدها فيما يلي‪:‬‬
‫�أ ـ النتائج االنتخابية التي متخ�ضت عنها‪� ،‬إذ كما هيمن على الوالية الت�رشيعية ال�سابقة‬
‫حزب جديد على ال�ساحة ال�سيا�سية (التجمع الوطني للأحرار)‪� ،‬أفرزت نتائج االنتخابات‬
‫اخلا�صة بالتجربة الربملانية ( ‪ 1984‬ـ ‪� )1993‬أي�ضا فوز حزب �سيا�سي مل يكن قد مر على‬
‫ت�أ�سي�سه �سوى فرتة زمنية ق�صرية جدا (االحتاد الد�ستوري)‪ .‬بكل ما �أثارته النتائج االنتخابية‬

‫‪337‬من بني الأ�سئلة ال�شفهية املطروحة كان ن�صيب الفريق النيابي االحتادي ‪� 125‬س�ؤاال رغم �أنه مل يكن يتوفر �إال على‬
‫‪ 15‬نائب و�أنه جمد ن�شاطه تقريبا خالل ال�سنتني امل�ضافتني للوالية الت�رشيعية ب�سبب موقفه الراف�ض لتمديدها‪ ،‬بل �إن‬
‫علي يعته النائب الوحيد عن التقدم واال�شرتاكية متكن لوحده من طرح ‪� 71‬س�ؤاال‪ .‬وهذا يدل على �أهمية الأ�سئلة‬
‫ال�شفوية بالن�سبة للمعار�ضة الي�سارية (مل يطرح الفريق النيابي االحتادي �سوى ‪� 49‬س�ؤاال كتابيا)‪.‬‬
‫‪ 338‬من املالحظ �أن تكوين هذه اللجنة يف ق�ضية ت�رسيب امتحانات الباكلوريا كان قد مت دون �أن يكون د�ستور ‪1972‬‬
‫يعطي ال�صالحية للربملان لت�شكيل هذا النوع من اللجان‪.‬‬
‫‪ 339‬جميع املقرتحات ‪ 14‬امل�صادق عليها كانت مببادرة من �أحزاب الأغلبية (‪ 7‬التجمع الوطني للأحرار‪ 4 ،‬حزب‬
‫اال�ستقالل‪ 3 ،‬احلركة ال�شعبية)‪ ،‬بينما قدم االحتاد اال�شرتاكي والتقدم واال�شرتاكية ‪ 12‬مقرتحا رف�ضت كلها‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪27‬‬

‫اخلا�صة بالتجربتني معا من اعرتا�ض من جانب �أحزاب املعار�ضة‪ ،‬التي كانت تنظر لهذين‬
‫احلزبني باعتبارهما من �صنع الإدارة جرى الدفع بهما �إىل �ساحة التناف�س ال�سيا�سي من‬
‫�أجل التحكم يف احلياة ال�سيا�سية‪ ،‬واحليلولة دون �أن تعرب االنتخابات عن حقيقة اخلريطة‬
‫ال�سيا�سية‪.‬‬
‫الربملانية مبقت�ضى ا�ستفتاء �شعبي لت�صبح ثمان �سنوات‬ ‫ب ـ متديد مدة الوالية‬
‫يف ن�سخته الأوىل قد حددها يف �أربع �سنوات‪ ،‬ومت‬ ‫بعد �أن كان د�ستور ‪1972‬‬
‫لت�صبح �ست �سنوات‪ ،‬ال�شيء الذي جعل منها الوالية‬ ‫تعديلها يف بداية الثمانينيات‬
‫املغرب‪ .‬وهو قرار جرى تربيره بالتطورات التي كان‬ ‫الت�رشيعية الأطول يف تاريخ‬
‫يعرفها نزاع ال�صحراء‪ ،‬ومل يواجه‪ ،‬بالتايل‪ ،‬بنف�س االعرتا�ض الذي ووجه به متديد‬
‫الوالية الت�رشيعية ال�سابقة‪.‬‬
‫ج ـ ا�شتداد حدة النقا�ش ال�سيا�سي داخل الربملان‪ ،‬لكنه مل يتمحور هذه املرة حول متديد‬
‫الوالية الت�رشيعية و�إمنا حول �أداء احلكومة‪ ،‬وجت�سد يف �أق�صى �صوره يف تقدمي املعار�ضة‬
‫(�أحزاب اال�ستقالل واالحتاد اال�شرتاكي والتقدم واال�شرتاكية ومنظمة العمل الدميقراطية‬
‫ال�شعبي)‪ ،‬مللتم�س رقابة �ضد حكومة الوزير الأول عز الدين العراقي‪ .‬ذلك امللتم�س الذي‬
‫و�إن مل ي�ؤد �إىل �إ�سقاط احلكومة لعدم متكن حمركيه من توفري الن�صاب القانوين املطلوب‬
‫يف مثل هذه احلالة فقد �شكل حدثا �سيا�سيا بامتياز‪ ،‬خ�صو�صا يف ظل تزامنه مع حتريك امللف‬
‫االجتماعي (�أحداث ‪ 14‬دحنرب ‪ ،)1990‬حيث كان مقدمة لعودة مطلب الإ�صالح الد�ستوري‬
‫وال�سيا�سي للربوز باعتباره �أحد الأ�سلحة الثابتة يف �أدبيات وبرامج �أحزاب املعار�ضة‪،‬‬
‫كما يظهر يف توجيهها �إىل الق�رص امللكي ملذكرتني مطلبيتني تعك�سان منظورها للإ�صالح‬
‫الد�ستوري املن�شود‪:‬‬
‫‪ -‬الأوىل كانت قد قدمت بتاريخ ‪� 9‬أكتوبر ‪ ،1990‬واقت�رص توقيعها على احلزبني‬
‫املعار�ضني الرئي�سيني‪� ،‬أي اال�ستقالل واالحتاد اال�شرتاكي‪.40‬‬
‫‪� -‬أما الثانية‪ ،‬فكانت بتاريخ ‪� 19‬أكتوبر ‪ ،1992‬وحملت هذه املرة توقيع الأحزاب‬
‫املكونة «للكتلة الدميقراطية»‪� ،‬أي اال�ستقالل واالحتاد اال�شرتاكي للقوات ال�شعبية والتقدم‬
‫واال�شرتاكية ومنظمة العمل الدميقراطي ال�شعبي ثم االحتاد الوطني للقوات ال�شعبية‪ .‬الأمر‬
‫‪� 440‬أثري النقا�ش حول خلفية تقدمي هذه املذكرة �إىل درجة دفعت البع�ض �إىل القول �إنها كانت من �إيحاء الق�رص نف�سه‪،‬‬
‫م�ستندين يف ذلك على �أن تقدميها كان قد مت مبا�رشة بعد اللقاء الذي جمع‪ ،‬يف �أعقاب تقدمي ملتم�س الرقابة‪ ،‬بني‬
‫امللك وعبد الرحيم بوعبيد الكاتب الأول لالحتاد اال�شرتاكي واحممد بو�ستة الأمني العام حلزب اال�ستقالل‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪28‬‬

‫الذي دفع امللك نحو فتح الباب �أمام مراجعة د�ستورية جديدة‪ ،‬هي التي �ستتوج بو�ضع‬
‫د�ستور ‪.1992‬‬
‫الوالية الترشيعية الرابعة ‪1992 - 1984‬‬
‫‪1713‬‬ ‫املطروحة‬ ‫األسئلة‬
‫‪1374‬‬ ‫املجاب عنها‬ ‫الكتابية‬ ‫األسئلة‬
‫‪2443‬‬ ‫املطروحة‬ ‫األسئلة‬ ‫الرقابية‬
‫العمل‬
‫‪1958‬‬ ‫املجاب عنها‬ ‫الشفهية‬
‫الرقايب‬
‫‪01‬‬ ‫أدوات رقابية ملتمس رقابة‬
‫‪01‬‬ ‫جلان حتقيق‬ ‫أخرى‬
‫‪202‬‬ ‫املحالة‬
‫‪ 199‬من بينها‬
‫‪ 76‬مرشوع‬
‫قانون‬ ‫مشاريع‬
‫املصادق‬ ‫القوانني‬
‫للمصادقة‬ ‫مشاريع‬
‫عىل‬ ‫عليها‬ ‫العمل‬
‫ومقرتحات‬
‫معاهدات‬ ‫الترشيعي‬
‫دولية‬ ‫القوانني‬

‫‪131‬‬ ‫املقدمة‬ ‫مقرتحات‬


‫‪15‬‬
‫املصادق‬ ‫القوانني‬
‫عليها‬

‫املبحث الثاين‪ :‬الربملان بني االنفتاح والتغيري‬


‫�إذا كان د�ستور ‪ 1972‬قد ا�ستطاع‪ ،‬بالرغم من الظروف ال�سيا�سية التي اعتمد يف ظلها‬
‫واملالحظات التي �أثارتها م�ضامينه ومواقف القوى ال�سيا�سية منه‪� ،‬أن ي�ؤ�س�س لتجربة �سيا�سية‬
‫وبرملانية تبدو‪ ،‬على العموم‪ ،‬م�ستقرة‪ ،‬ف�إن هذا اال�ستقرار مل يكن يعني الت�سليم التام ب�أن‬
‫هذا الد�ستور ميكن �أن يكون الإطار املنا�سب لتحقيق حتول دميقراطي‪ .‬على هذا الأ�سا�س فقد‬
‫جاء د�ستور ‪ 1992‬لكي يفر�ض االعرتاف به باعتباره �أول خطوة د�ستورية جدية نحو �إعطاء‬
‫«نزوع برملاين» للنظام الد�ستوري املغربي‪ ،‬و�إن كان قد ظل‪ ،‬على العموم‪ ،‬حمكوما‬
‫بالكثري من «الثوابت»‪ ،‬التي ميزت التجارب الد�ستورية ال�سابقة‪ ،‬قبل �أن ي�شكل د�ستور‬
‫‪ 1996‬خطوة جديدة لكن نحو الوراء‪ ،‬خا�صة من خالل التوازن اجلديد الذي خلقه بني‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪29‬‬

‫جمل�سي الربملان‪ .‬وقد تطلب الأمر انتظار �سنة ‪ ،2011‬حيث �ستفر�ض رياح التغيري‪ ،‬التي‬
‫اجتاحت عدد من البلدان يف املنطقة العربية‪ ،‬حتوال غري م�سبوق كان من جتلياته تعزيز‬
‫مكانة الربملان يف بنية الد�ستور‪ ،‬وتنظيم انتخابات ميكن اعتبارها الأقل �سوءا يف تاريخ‬
‫املغرب‪.‬‬

‫املطلب الأول‪ :‬الربملان وهاج�س ت�أمني انتقال احلكم‬


‫�إذا كانت الع�رشية الأخرية من حكم امللك احل�سن الثاين قد ميزها البحث عن ت�أمني االنتقال‬
‫ال�سلمي للحكم‪ ،‬واحلر�ص على جعل نتائج االنتخابات تخدم الرتتيبات ال�سيا�سية التي تزكي‬
‫هذا االختيار‪ ،‬ف�إن الع�رشية الأوىل من حكم امللك حممد ال�ساد�س ات�سمت باحلر�ص على‬
‫توظيف احلياة االنتخابية والربملانية يف اجتاه تثبيت �رشعية احلكم اجلديد‪ ،‬وتو�سيع دائرة‬
‫امللتفني حول م�رشوع «امللكية التنفيذية»‪ ،‬كما ت�صوره اجلال�س اجلديد على العر�ش‪.‬‬

‫الفقرة الأوىل‪ :‬البحث عن �إ�شراك املعار�ضة فـي احلكومة‬


‫مع بداية الت�سعينيات من القرن املا�ضي �أرخت العديد من املعطيات اخلارجية والداخلية‬
‫بظاللها على احلياة ال�سيا�سية املغربية‪ ،‬وفر�ضت بالتايل على امللكية �رضورة التكيف معها‪،‬‬
‫وال�سعي نحو احتوائها‪ .‬لكن �أهم معطى فر�ض نف�سه يف ذلك الوقت يتعلق بكيفية تدبري‬
‫مرحلة ما بعد وفاة ملك كان خرب تطور مر�ضه قد جتاوز �أ�سوار الق�رص لي�صبح معلومة‬
‫متداولة يف بع�ض ال�صحف الدولية‪ ،‬ال�شيء الذي يف�رس تكرر حماوالت �إ�رشاك املعار�ضة‪،‬‬
‫واحلر�ص على �أن تعك�س النتائج االنتخابية هذا االختيار‪.41‬‬
‫�أ ـ الوالية الت�رشيعية اخلام�سة ‪ 1993‬ـ ‪1997‬‬

‫لقد ت�ضمن د�ستور ‪ 1992‬مقت�ضيات جديدة تتعلق ب�إعادة ترتيب وظائف و�أدوار ال�سلطات‬
‫العامة يف الدولة‪ ،‬وعلى وجه التحديد �سلطات جمل�س النواب‪ ،‬الذي �أ�ضحى يتوفر على‬
‫�إمكانيات جديدة يف جمال مراقبة العمل احلكومي‪ ،‬من خالل �إعطائه احلق يف �إحداث جلان‬
‫تق�صي احلقائق‪ ،‬و�إلزام الوزراء ب�أجل حمدد (ع�رشون يوما) للإجابة على الأ�سئلة الرقابية‬
‫لأع�ضاء الربملان‪ ،‬وب�صفة خا�صة الدور الذي �أ�صبح يلعبه يف تن�صيب احلكومة‪ ،‬بعد �أن‬

‫‪ 441‬كان �إعالن بع�ض الفائزين با�سم االحتاد اال�شرتاكي عن رف�ضهم للنتائج التي �أعلنت ل�صاحلهم (حممد حفيظ‬
‫وحممد �أديب)‪ ،‬و�رسيان حديث قوي داخل احلزب وخارجه عن منحه ملقاعد �أخرى ال ي�ستحقها‪ ،‬خا�صة يف‬
‫مدينة الدار البي�ضاء‪ ،‬قد �أ�رش على رغبة الدولة يف حت�ضريه لت�صدر قيادة «حكومة التناوب»‪ ،‬و�إن كان انتزاع‬
‫تلك املقاعد من �إ�سالميني تر�شحوا با�سم «احلركة ال�شعبية الد�ستورية الدميقراطية» كان يعني �أي�ضا حماولة‬
‫حل�رص نتائج الإ�سالميني احلديثي العهد بامل�شاركة االنتخابية يف حدود معينة‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪30‬‬

‫�أدخل الد�ستور تعديال هاما �أتاح الإمكانية ملجل�س النواب للمناق�شة والتداول يف برنامج‬
‫احلكومة والت�صويت عليه‪ ،‬و�إن كان ما ت�ضمنه الف�صل ‪ 59‬يف هذا املجال قد �أثار نقا�شا فقهيا‬
‫بني ر�أيني �أ�سا�سيني‪:42‬‬
‫■الأول‪ ،‬يدافع عن �إقرار الد�ستور املعدل ب�آلية التن�صيب املزدوج للحكومة‪ ،‬معتربا �أن‬
‫احلكومة‪ ،‬وفقا لل�صيغة اجلديدة للف�صل املذكور‪ ،‬مطالبة ب�أن حتظى بثقة امللك وبثقة‬
‫�أغلبية جمل�س النواب لكي ي�صبح ت�شكيلها قانونيا‪.‬‬
‫■الثاين‪ ،‬يعترب �أن الإ�صالح اجلديد رغم ما ت�ضمنه من تغيريات ملحوظة و�إيجابية‪ ،‬ف�إنه‬
‫�أبقى ال�سلطة التنفيذية على ما كانت عليه‪� ،‬إذ مل يقع �أي حتول �سيا�سي يف مراكزها‪،‬‬
‫ومل يذهب التعديل �إىل حد ميالد �سلطة جديدة‪ .‬فاحلكومة‪ ،‬يقول �أ�صحاب هذا الر�أي‪،‬‬
‫مل متر يف ظل التعديالت املقرتحة من و�ضعية التن�صيب من طرف امللك وحده �إىل‬
‫و�ضعية التن�صيب املزدوج‪� ،‬أي التن�صيب من طرف امللك والربملان‪ .‬وهو الر�أي الذي‬
‫�سارت املمار�سة يف اجتاه ترجيحه‪ ،‬حيث ظل التن�صيب القانوين للحكومة اخت�صا�صا‬
‫ملكيا وا�ضحا‪� ،‬سيما و�أن احلكومة كانت تنطلق يف مبا�رشة عملها مبجرد تعيينها دون‬
‫انتظار �أن ي�صوت جمل�س النواب على برناجمها‪.‬‬
‫�إىل جانب هذا التحول الذي عرفته �صالحياته الد�ستورية‪ ،‬من املهم الت�أكيد على �أن هذا‬
‫الربملان‪ ،‬الذي مت انتخاب جزءه املبا�رش بتاريخ ‪ 25‬يونيو ‪ ،1993‬ات�سم �أي�ضا باحل�ضور‬
‫الهام الذي �أ�ضحت حتتله املعار�ضة يف �صفوفه‪� ،‬إذ كان الأول من نوعه يف تاريخ التجارب‬
‫الربملانية املغربية التي متكن فيها حزبا معار�ضا (االحتاد اال�شرتاكي) من ت�صدر نتائج‬
‫االنتخابات املبا�رشة اخلا�صة به‪ ،‬و�إن كانت االنتخابات غري املبا�رشة‪ ،‬التي نظمت بتاريخ‬
‫‪� 17‬شتنرب من نف�س ال�سنة‪ ،‬قد �أ�ضعفت من قيمة ما �أفرزته االنتخابات املبا�رشة‪ ،‬عندما �صبت‬
‫نتائجها يف اجتاه ترجيح كفة «�أحزاب الأغلبية ال�سابقة»‪ ،‬و�أجه�ضت بالتايل �إمكانية قيام‬
‫�أول «تناوب» يف املغرب‪.‬‬
‫�صحيح �أن العرو�ض امللكية حول �إ�رشاك املعار�ضة يف احلكومة مل تتوقف بعد ذلك بالرغم‬
‫من موقف الأحزاب ال�سيا�سية املكونة لها الراف�ض لنتائج االنتخابات غري املبا�رشة‪ ،‬وبالرغم‬
‫من ا�ستقالة الكاتب الأول للحزب الرئي�سي للمعار�ضة وقتئذ (االحتاد اال�شرتاكي) احتجاجا‬

‫‪� 442‬أنظر ا�ستعرا�ضا وافيا لهذا النقا�ش يف ح�سن طارق‪« :‬الي�سار و�أ�سئلة التحول‪ :‬درا�سة للتحوالت ال�سيا�سية للي�سار‬
‫املغربي خالل الت�سعينيات»‪ ،‬من�شورات دار القلم للطباعة والن�رش والتوزيع‪ ،‬الطبعة الأوىل‪� ،‬سنة ‪،2006‬‬
‫�ص‪.28 /27/26 .‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪31‬‬

‫على تلك النتائج‪ ،43‬لكن كل املحاوالت التي متت يف هذا ال�ش�أن كانت قد تك�رست يف النهاية‬
‫على �صخرة ت�شدد �أحزاب املعار�ضة يف مطالبها‪ ،‬وخا�صة رف�ضها امل�شاركة يف حكومة يكون‬
‫وزير الداخلية �إدري�س الب�رصي ع�ضوا بها‪ ،‬ويف نف�س الوقت رف�ض امللك القبول بهذا ال�رشط‬
‫لتقديره �أنه ميثل «م�سا باملقد�سات»‪ .44‬ليتم بعد ذلك تعليق املفاو�ضات بني الطرفني يف انتظار‬
‫�إن�ضاج ال�رشوط التي �ست�ؤدي مبا�رشة �إىل �أول «تناوب» يف تاريخ املغرب‪.‬‬

‫الوالية الترشيعية اخلامسة ‪1997 - 1993‬‬


‫‪4412‬‬ ‫املطروحة‬ ‫األسئلة‬
‫‪4316‬‬ ‫املجاب عنها‬ ‫الكتابية‬
‫‪2988‬‬ ‫املطروحة‬ ‫األسئلة‬ ‫األسئلة‬
‫‪1812‬‬ ‫املجاب عنها‬ ‫الشفهية‬ ‫الرقابية‬
‫ال يشء‬ ‫ملتمس رقابة‬
‫املخدرات‬ ‫العمل‬
‫أدوات رقابية‬
‫والتهريب‬ ‫الرقايب‬
‫‪01‬‬ ‫جلان حتقيق‬ ‫أخرى‬
‫(دجنرب‬
‫‪.)1995‬‬
‫‪147‬‬ ‫املحالة‬
‫‪ 139‬منها ‪30‬‬
‫مرشوع قانون‬ ‫مشاريع‬
‫املصادقة‬
‫للمصادقة‬ ‫القوانني‬ ‫مشاريع‬
‫عليها‬ ‫العمل‬
‫عىل اتفاقيات‬ ‫ومقرتحات‬
‫دولية‬ ‫الترشيعي‬
‫القوانني‬
‫‪110‬‬ ‫املقدمة‬
‫مقرتحات‬
‫املصادق‬
‫‪14‬‬ ‫القوانني‬
‫عليها‬

‫‪ 443‬كان عبد الرحمان اليو�سفي‪ ،‬الكاتب الأول لالحتاد اال�شرتاكي �آنذاك‪ ،‬قد قدم ا�ستقالته مبا�رشة بعد الإعالن عن‬
‫نتائج انتخابات ثلث جمل�س النواب‪ ،‬مف�ضال اال�ستقرار يف مدينة كان الفرن�سية‪.‬‬
‫‪ 444‬ح�سب ما جاء يف بالغ للديوان امللكي �صادر يف املو�ضوع بتاريخ ‪ 11‬يناير ‪ ،1994‬وتزامن مع تنظيم «الكتلة‬
‫الدميقراطية» ملهرجان خطابي مبنا�سبة الذكرى اخلم�سينية لتقدمي عري�ضة املطالبة باال�ستقالل‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪32‬‬

‫ب ـ الوالية الت�رشيعية ال�ساد�سة ‪ 1997‬ـ ‪2002‬‬

‫كانت �أول خطوة يف اجتاه �إن�ضاج �رشوط ما �سيعرف بـ«التناوب التوافقي» ل�سنة‬
‫‪ 1998‬قد متثلت يف �إعالن امللك عن نيته تعديل الد�ستور‪ ،‬وا�ستعداده لتلقي مقرتحات‬
‫الأحزاب ال�سيا�سية يف هذا ال�ش�أن‪ .‬وهو التعديل الذي مت بتاريخ ‪� 13‬شتنرب ‪ ،1996‬وجاء‬
‫مكر�سا لتوازنات �سيا�سية جديدة‪ ،‬خا�صة يف عالقة احلكومة بالربملان‪� ،‬سيما عندما �أعاد‬
‫�إحياء نظام الثنائية الربملانية‪ ،‬التي كان املغرب قد عرفها لأول و�آخر مرة يف ظل د�ستور‬
‫‪ ،1962‬ومكن جمل�س امل�ست�شارين املنتخب باالقرتاع غري املبا�رش من �سلطات عادة ما متنح‬
‫يف البلدان الدميقراطية للمجل�س املعرب عن الإرادة املبا�رشة للناخبني‪� ،‬أي جمل�س النواب‪،‬‬
‫خا�صة �سلطة حتريك ملتم�س الرقابة لإ�سقاط احلكومة‪ ،‬وتوجيه تنبيه لها‪ ،‬ف�ضال عن ت�شكيل‬
‫جلان تق�صي احلقائق‪ .‬وهي و�ضعية كانت قد دفعت �إىل الت�سا�ؤل حول ما �إذا كان املغرب‬
‫يتوفر على برملان واحد بغرفتني �أم على برملانني‪.‬‬
‫وقد كان و�ضع الد�ستور اجلديد قد تزامن مع خطوات �أخرى اندرجت جميعها يف‬
‫�إطار حت�ضري الأجواء املنا�سبة للخطوة الكربى التالية (�إ�رشاك املعار�ضة يف احلكومة)‪،‬‬
‫ويف مقدمة ذلك توقيع اتفاق فاحت غ�شت ‪ 1996‬بني احلكومة واملركزيات النقابية‪ ،‬وتنظيم‬
‫انتخابات ت�رشيعية (‪ 14‬نونرب ‪ )1997‬كر�ست من جديد ت�صدر حزب االحتاد اال�شرتاكي‬
‫املعار�ض لنتائجها‪ ،45‬قبل �أن يتم تكليف كاتبه الأول‪ ،‬بتاريخ ‪ 4‬فرباير ‪ ،1998‬مببا�رشة‬
‫مفاو�ضات ت�شكيل �أول «حكومة تناوب» يف تاريخ املغرب‪ ،‬وهي احلكومة التي �سيجري‬
‫الإعالن الر�سمي عن تركيبتها بتاريخ ‪ 14‬مار�س ‪.1998‬‬
‫كت�أكيد لهذه النتائج جرى انتخاب �أحد القياديني باحلزب املت�صدر لنتائج االنتخابات (عبد‬
‫الواحد الرا�ضي) رئي�سا ملجل�س النواب‪ ،‬ليكون بذلك �أول رئي�س يف تاريخ امل�ؤ�س�سة ينتمي‬
‫�إىل املعار�ضة ال�سابقة‪ ،‬يف املقابل انتقال الرئي�س ال�سابق ملجل�س النواب (جالل ال�سعيد) لي�صبح‬
‫رئي�سا ملجل�س امل�ست�شارين‪ ،‬لتتكر�س بذلك هيمنة الأغلبية احلكومية على الغرفة الأوىل يف‬
‫مقابل هيمنة املعار�ضة على الغرفة الثانية‪.‬‬
‫مع العلم �أن املكون الرئي�سي الآخر «للكتلة الدميقراطية»‪� ،‬أي حزب اال�ستقالل‪ ،‬رمت‬
‫به نتائج االنتخابات‪� ،‬أو على الأ�صح الرتتيبات ال�سيا�سية املمهدة لـ«حكومة التناوب»‪،‬‬
‫ليحتل نف�س املرتبة اخلام�سة التي كان قد احتلها حزب وليد الن�ش�أة وقتئذ‪� ،‬أي احلركة ال�شعبية‬

‫‪ 445‬كان قد ح�صل على ‪ 57‬مقعدا و‪� 884‬ألف و‪� 61‬صوتا‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪33‬‬

‫الدميقراطية االجتماعية‪ ،46‬بـ ‪ 32‬مقعد لكل منهما‪ .‬وهو الأمر الذي كان قد �أثار رجة كربى‬
‫داخل هذا احلزب‪ ،‬لي�س فقط من خالل تعبريه القوي عن رف�ض تلك النتائج‪ ،‬و�إمنا �أي�ضا‬
‫من خالل �إعالن �أمينه العام (احممد بو�ستة) عن ان�سحابه من احلياة ال�سيا�سية‪ ،‬وهو الذي‬
‫كانت ترتيبات «تناوب» بداية الت�سعينيات قد رجحت كفته لكي يكون ربانا لتلك التجربة‬
‫لوال �أنها مل تكتملو بل �إن م�شاركة هذا احلزب يف حكومة عبد الرحمان اليو�سفي كانت قد‬
‫تطلبت منه انتزاع هذا القرار عرب عقد م�ؤمتر ا�ستثنائي‪.‬‬
‫من �أهم ما ميز هذا الربملان هو �أنه �إذا كان قد جرى انتخابه يف ظل حكم امللك احل�سن‬
‫الثاين‪ ،‬ف�إنه عاي�ش ال�سنوات الأوىل من حكم امللك حممد ال�ساد�س‪� ،‬إذ مل يحل هذا التغيري‬
‫الذي وقع يف هرم احلكم دون ا�ستيفائه لكامل واليته الت�رشيعية‪ ،‬بعد �أن �آثر امللك اجلديد‬
‫ت�أكيد الثقة يف حكومة عبد الرحمان اليو�سفي‪ ،‬لكن مع �إخ�ضاعها لتعديل جزئي كان من‬
‫�أبرز معامله م�شاركة الأمني العام حلزب اال�ستقالل يف احلكومة بعدما ظل وهو خارجها‬
‫يوجه انتقادات �شديدة لأدائها‪ ,‬و�إن كان التعديل الأهم هو الذي مثله �إبعاد �إدري�س الب�رصي‬
‫عن حقيبة الداخلية التي ظل على ر�أ�سها ملا يزيد عن ‪� 23‬سنة‪.‬‬

‫‪ 446‬كان قد ت�أ�س�س وقتها مببادرة من عميد الأمن ال�سابق حممود عر�شان‪� ،‬أحد املقربني وقتها من وزير الداخلية‬
‫�إدري�س الب�رصي‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪34‬‬

‫الوالية الترشيعية السادسة ‪ 1997‬ـ ‪2002‬‬


‫‪7304‬‬ ‫املطروحة‬
‫األسئلة‬
‫‪6759‬‬ ‫املجاب عنها‬
‫الكتابية‬ ‫جملس النواب‬
‫‪4760‬‬ ‫املطروحة‬ ‫األسئلة‬
‫‪2855‬‬ ‫املجاب عنها‬ ‫الشفهية‬
‫‪2325‬‬ ‫املطروحة‬
‫األسئلة‬
‫‪2181‬‬ ‫املجاب عنها‬
‫الكتابية‬
‫‪3115‬‬ ‫املطرحة‬ ‫العمل الرقايب‬
‫األسئلة‬
‫‪1809‬‬ ‫املجاب عنها‬
‫الشفهية‬
‫جملس‬
‫ـ القرض‬
‫املستشارين‬
‫العقاري‬
‫والسياحي‪.‬‬
‫ـ الصندوق‬ ‫‪02‬‬ ‫جلان التحقيق‬
‫الوطني‬
‫للضامن‬
‫االجتامعي‪.‬‬
‫‪185‬‬ ‫املحالة‬
‫‪176‬‬
‫‪40‬‬ ‫مشاريع‬
‫مشاريع‬
‫املصادق عليها منها تتعلق‬ ‫القوانني‬
‫ومقرتحات‬ ‫العمل‬
‫باملصادقة عىل‬
‫القوانني‬ ‫الترشيعي‬
‫اتفاقيات دولية‬
‫‪143‬‬ ‫املقدمة‬
‫مقرتحات‬
‫‪20‬‬ ‫املصادق عليها‬ ‫القوانني‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪35‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬ال�سعي نحو تثبيت �شرعية احلكم اجلديد‬


‫على الرغم من �أن التجارب الربملانية التي عرفتها الع�رشية الأوىل من الألفية الثالثة‬
‫قد ظلت م�ؤطرة بد�ستور ‪ ،1996‬الذي و�ضع يف ظل حكم امللك احل�سن الثاين‪ ،‬ف�إن انتقال‬
‫العر�ش �إىل ملك جديد فر�ض �أن يكون هاج�س البحث عن تثبيت �رشعية احلكم اجلديد‬
‫العنوان الرئي�سي امل�ؤطر للحياة ال�سيا�سية واالنتخابية يف ظل العهد اجلديد‪.‬‬
‫�أ ـ الوالية الت�رشيعية ال�سابعة ‪ 2002‬ـ ‪2007‬‬

‫يتعلق الأمر بثان برملان يجري انتخابه يف ظل د�ستور ‪ ،1996‬لكنه الأول الذي يتم‬
‫انتخابه يف ظل حكم امللك حممد ال�ساد�س‪ .‬وقد متيزت االنتخابات اخلا�صة به‪ ،‬التي نظمت‬
‫بتاريخ ‪� 27‬شتنرب ‪ ،2002‬بكونها الأوىل يف تاريخ املغرب التي جتري وفقا لنمط االقرتاع‬
‫الالئحي‪ ،‬بعد �أن ظل منط االقرتاع الأحادي اال�سمي يف دائرة واحدة هو ال�سائد‪ ،‬والأوىل‬
‫�أي�ضا التي تخ�ص�ص كوطا لتمثيل الن�ساء‪ ،‬حيث �سيتم انتخاب ‪ 30‬امر�أة يف �إطار الئحة وطنية‬
‫خ�ص�صت للن�ساء فقط‪.47‬‬
‫متيزت هذه االنتخابات �أي�ضا بالنتائج املهمة التي حققها حزب العدالة والتنمية «الإ�سالمي»‬
‫(‪ 42‬مقعدا)‪� ،‬إذ بعد �أن كانت انتخابات ‪ 1997‬قد مثلت �أول ح�ضور له يف امل�ؤ�س�سة الت�رشيعية‬
‫عندما ح�صل على ت�سعة مقاعد‪ ،‬مكنته انتخابات ‪ 2002‬من �أن يفر�ض نف�سه كقوة رئي�سية يف‬
‫احلياة ال�سيا�سية املغربية‪ ،‬على الرغم من �أنه مار�س نوعا من «التحجيم الذاتي» عندما مل‬
‫يقدم مر�شحني عنه يف كل الدوائر االنتخابية البالغ عددها وقتئذ ‪ 92‬دائرة‪.‬‬
‫و�إذا كان هذا االقرتاع قد كر�س من جديد ت�صدر حزب االحتاد اال�شرتاكي لنتائج‬
‫االنتخابات لثالث مرة على التوايل بعد انتخابات ‪ 1993‬و‪ ،1997‬ف�إن ذلك مل مينع من تعيني‬
‫وزير �أول غري حزبي (تقنوقراطي) لكي يقود احلكومة‪ ،‬وهو الأمر الذي اعترب تراجعا عن‬
‫«املنهجية الدميقراطية»‪ ،‬و�إن كان ذلك مل يحل دون م�شاركة االحتاد اال�شرتاكي‪ ،‬وباقي‬
‫�رشكائه ال�سابقني يف «حكومة التناوب التوافقي»‪ ،‬يف احلكومة اجلديدة‪ ،‬واال�صطفاف‬
‫بالتايل وراء من اختاره امللك لهذا املن�صب بدعوى «موا�صلة الإ�صالحات التي كانت قد‬
‫بد�أتها احلكومة ال�سابقة»‪ .‬علما �أن احلزب املذكور كان قد �أقر الحقا‪ ،‬خا�صة بعد تراجع‬
‫نتائجه يف انتخابات ‪ ،2007‬ب�أن ا�ستمراره يف احلكومة‪ ،‬وقبوله امل�شاركة فيها حتت قيادة‬
‫وزير �أول تقنوقراطي‪ ،‬كان خط�أ �أدى ثمنه غاليا‪.‬‬

‫‪ 447‬بحكم عدم وجود �أي مقت�ضى د�ستوري يجيز التمييز الإيجابي لفائدة متثيلية الن�ساء‪ ،‬فقد �آثر القانون التنظيمي‬
‫ملجل�س النواب عدم الإ�شارة �إىل الكوطا الن�سائية مكتفيا بالقول يف مادته الأوىل �إن جمل�س النواب يتكون من‬
‫‪ 325‬ع�ضوا‪ 295 ،‬منهم ينتخبون على �صعيد الدوائر االنتخابية‪ ،‬و‪ 30‬على ال�صعيد الوطني‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪36‬‬

‫الوالية الترشيعية السابعة ‪2007 - 2002‬‬


‫‪14862‬‬ ‫املطروحة‬ ‫األسئلة‬
‫‪13259‬‬ ‫املجاب عنها‬ ‫الكتابية‬
‫‪5409‬‬ ‫املطروحة‬ ‫األسئلة‬
‫جملس النواب‬
‫‪3180‬‬ ‫املجاب عنها‬ ‫الشفهية‬
‫ال يشء‬ ‫ملتمس رقابة‬ ‫العمل‬
‫‪680‬‬ ‫املطروحة‬ ‫األسئلة‬ ‫الرقايب‬
‫‪603‬‬ ‫املجاب عنها‬ ‫الكتابية‬
‫‪3179‬‬ ‫املطروحة‬ ‫األسئلة‬ ‫جملس‬
‫‪1990‬‬ ‫املجاب عنها‬ ‫الشفهية‬ ‫املستشارين‬
‫ال يشء‬ ‫ملتمس رقابة‬

‫‪230‬‬ ‫املحالة‬ ‫مشاريع‬


‫‪215‬‬ ‫املصادق عليها‬ ‫القوانني‬ ‫العمل‬
‫‪187‬‬ ‫املقدمة‬ ‫الترشيعي‬
‫مقرتحات‬
‫‪10‬‬ ‫املصادق عليها‬ ‫القوانني‬

‫ب ـ الوالية الت�رشيعية الثامنة ‪ 2007‬ـ ‪2011‬‬

‫جرى ت�شكيل هذا الربملان يف ظل انتخابات (نظمت بتاريخ ‪� 7‬شتنرب ‪ )2007‬متيزت بالرتاجع‬
‫املثري لن�سبة امل�شاركة‪ ،‬التي مل تتجاوز ‪ 37‬يف املائة‪ ،‬وبت�صدر حزب اال�ستقالل‪ ،‬لأول مرة‬
‫يف تاريخه‪ ،‬للنتائج بح�صوله على ‪ 52‬مقعدا‪ ،48‬ال�شيء الذي �أهله لقيادة ائتالف حكومي‬
‫�ضم يف البداية �أربعة �أحزاب �سيا�سية (االحتاد اال�شرتاكي‪ ،‬التجمع الوطني للأحرار‪ ،‬التقدم‬
‫واال�شرتاكي ف�ضال عن اال�ستقالل)‪� ،‬إ�ضافة �إىل وزراء غري منتمني‪ ،‬قبل �أن يقود تعديل‬
‫حكومي لتو�سيع دائرة الأحزاب ال�سيا�سية امل�شاركة لت�شمل �أي�ضا حزب احلركة ال�شعبية‪.‬‬
‫خالل هذه الوالية الت�رشيعية �آلت رئا�سة جمل�س النواب �إىل حزب التجمع الوطني‬
‫للأحرار (م�صطفة املن�صوري)‪ ،‬بعد �أن ظلت حمتكرة من طرف حزب االحتاد اال�شرتاكي‬

‫‪ 448‬جاء بعده حزب العدالة والتنمية بـ ‪ 46‬مقعدا‪ ،‬وحل ثالثا حزب احلركة ال�شعبية بـ ‪ 41‬مقعدا‪ ،‬ورابعا التجمع‬
‫الوطني للأحرار بـ‪ 39‬مقعدا‪ ،‬يف حني تدحرج حزب االحتاد اال�شرتاكي �إىل املرتبة اخلام�سة بـ‪ 38‬مقعدا‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪37‬‬

‫لواليتني متتاليتني‪ ،‬ليجمع بذلك بني رئا�سة جمل�س النواب ورئا�سة جمل�س امل�ست�شارين‬
‫(م�صطفى عكا�شة)‪ ،‬و�إن كان قد فقد رئا�سة املجل�س الأول ل�صالح حزب االحتاد اال�شرتاكي‬
‫يف منت�صف الوالية الت�رشيعية (عبد الواحد الرا�ضي)‪ ،‬كما فقد رئا�سة املجل�س الثاين‪ ،‬بعد‬
‫االنتخابات اجلماعية ل�سنة ‪ ،2009‬ل�صالح حزب الأ�صالة واملعا�رصة (حممد ال�شيخ بيد الله)‪.‬‬
‫لكن يبقى �أهم ما ميز هذه الوالية الت�رشيعية هو �أنها مل ت�ستكمل مدتها القانونية‪ ،‬حيث‬
‫فر�ضت الأحداث غري امل�سبوقة التي كانت تون�س وم�رص منطلقا لها‪ ،‬قبل �أن تنتقل �شظاياها‬
‫�إىل دول مغاربية وعربية �أخرى‪ ،‬من بينها املغرب‪� ،‬إىل و�ضع حد لهذه التجربة‪ ،‬وتنظيم‬
‫انتخابات �سابقة لأوانها‪ ،‬ي�ؤطرها د�ستور جديد‪ ،‬وقوانني انتخابية جديدة‪ ،‬وحتكمها‬
‫رهانات �سيا�سية مغايرة‪.‬‬
‫الوالية الترشيعية الثامنة ‪2011 - 2007‬‬
‫‪8969‬‬ ‫املقدمة‬ ‫األسئلة الكتابية‬ ‫جملس‬
‫‪7623‬‬ ‫املجاب عنها‬ ‫النواب‬ ‫العمل‬
‫‪5034‬‬ ‫املقدمة‬ ‫األسئلة الشفهية‬ ‫الرقايب‬
‫‪2844‬‬ ‫املجاب عنها‬
‫ـ أحداث سيدي‬ ‫‪02‬‬ ‫جلان تقيص‬
‫إفني‬ ‫احلقائق‬
‫ـ جلان تقيص‬
‫حول‬ ‫احلقائق‬
‫إكديم‬ ‫أحداث‬
‫إزيك‬
‫مهام‬ ‫‪09‬‬ ‫ـ‬ ‫‪26‬‬ ‫املهام‬
‫استطالعية‬ ‫االستطالعية‬
‫ـ ‪ 17‬زيارة ميدانية‬ ‫والزيارات‬
‫امليدانية‬
‫‪488‬‬ ‫املقدمة‬
‫األسئلة الكتابية‬
‫‪486‬‬ ‫املجاب عنها‬
‫جملس املستشارين‬
‫‪1989‬‬ ‫املقدمة‬
‫األسئلة الشفهية‬
‫‪1786‬‬ ‫املجاب عنها‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪38‬‬

‫مكتب التسويق‬ ‫‪01‬‬ ‫جلان تقيص‬


‫والتصدير‬ ‫احلقائق‬
‫‪16‬‬ ‫زيارات ميدانية‬
‫‪188‬‬ ‫املحالة‬ ‫مشاريع‬ ‫مشاريع‬ ‫العمل‬
‫‪150‬‬ ‫املصادق عليها‬ ‫القوانني‬ ‫ومقرتحات‬ ‫الترشيعي‬
‫القوانني‬
‫‪119‬‬ ‫املحالة‬ ‫مقرتحات‬
‫‪14‬‬ ‫املصادق عليها‬ ‫القوانني‬

‫املطلب الثاين‪ :‬والربملان وهاج�س تفادي انهيار نظام احلكم‬


‫�إذا كانت موجة االحتجاجات التي اجتاحت العديد من البلدان العربية قد �أفلحت‪ ،‬وبكيفية‬
‫غري م�سبوقة على الأقل يف هذه املنطقة‪ ،‬يف تقوي�ض دعائم بع�ض الأنظمة ال�سلطوية‪ ،‬ف�إن‬
‫�إيجادها ملوط�أ قدم يف ال�ساحة املغربية جعل امللكية تقدم على بع�ض اخلطوات اال�ستباقية من‬
‫�أجل امت�صا�ص غ�ضب املحتجني‪ ،‬واحليلولة دون �أن تتحول احتجاجاتهم �إىل تهديد مبا�رش‬
‫للنظام‪ .‬كان من �أهمهما و�ضع د�ستور جديد و�سع من دائرة احلماية الد�ستورية للحقوق‬
‫واحلريات‪ ،‬و�أعاد النظر يف بع�ض اجلوانب املرتبطة بتنظيم العالقة بني ال�سلطات‪� ،‬سواء‬
‫داخل ال�سلطة التنفيذية بني امللك ورئي�س احلكومة �أو بني ال�سلطة التنفيذية والربملان‪ ،‬و�سمح‬
‫بالتايل بتوفري �أر�ضية د�ستورية وقانونية غري م�سبوقة لإجراء االنتخابات التي �سينبثق عنها‬
‫برملان الوالية الت�رشيعية التا�سعة‪.‬‬

‫الفقرة الأوىل‪ :‬د�ستور ‪ 29‬يوليوز ‪2011‬‬

‫لئن كانت هذه الوثيقة الد�ستورية مل ت�ؤ�س�س لالنتقال �إىل «امللكية الربملانية»‪ ،‬كما كانت‬
‫تطمح �إىل ذلك حركة ‪ 20‬فرباير املحت�ضنة لديناميكية «االحتجاج املغربي»‪� ،‬أو على الأ�صح‬
‫اجلزء الهام من مكوناتها‪ ،49‬ف�إنها تبدو‪ ،‬عموما‪ ،‬متقدمة يف تناولها للم�س�ألة االنتخابية‬
‫ولأدوار امل�ؤ�س�سات املنبثقة عنها �إذا ما قورنت بالوثائق الد�ستورية ال�سابقة‪ .‬كما يظهر يف‬
‫ما يلي‪:‬‬

‫‪ 449‬بع�ض مكونات حركة ‪ 20‬فرباير‪ ،‬خا�صة حزب النهج الدميقراطي وجماعة العدل والإح�سان‪ ،‬مل تكن‬
‫تتفق مع رفع �شعار «امللكية الربملانية»‪ ،‬وكانت تف�ضل �أن تعو�ضه ب�شعار ملتب�س يتعلق بالدعوة �إىل «النظام‬
‫الدميقراطي»‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪39‬‬

‫�أوال ـ �إعطاء امل�ؤ�س�سة الت�رشيعية‪ ،‬باعتبارها الأكرث تعبري عن �إرادة الناخبني‪ ،‬مكانة‬
‫�أكرب يف هرم البناء امل�ؤ�س�ساتي‪ ،‬من خالل التن�صي�ص على �أن «الربملان هو الذي ميار�س‬
‫ال�سلطة الت�رشيعية»‪ ،50‬وتعزيز وظائفه يف جمال الت�رشيع وتقييم ال�سيا�سات العمومية‪،51‬‬
‫و�إعطاءه الكلمة الأخرية يف تن�صيب احلكومة‪ ،52‬ومتكينه من تعديل بع�ض مقت�ضيات‬
‫الد�ستور دون املرور عرب �آلية اال�ستفتاء ال�شعبي‪ ،‬و�إن كانت املبادرة يف هذا ال�ش�أن ال ت�أتي‬
‫منه و�إمنا من امللك‪ ،53‬وتو�سيع دائرة املجاالت التي يحق له الت�رشيع فيها‪ ،54‬ومراجعة‬
‫ال�رشوط املطلوبة يف حتريك بع�ض �آليات الرقابة على �أداء احلكومة‪� ،‬سيما مع الو�ضعية‬
‫اجلديدة املعرتف بها للمعار�ضة‪ .55‬وميكن �أن ن�ضيف �إىل ذلك مقت�ضيات �أخرى قد ت�ساعد‬
‫يف تعزيز �أهمية و�أدوار امل�ؤ�س�سة الت�رشيعية يف امل�ستقبل‪ ،‬من قبيل منع تخلي الربملانيني عن‬
‫انتمائهم ال�سيا�سي‪ ،56‬وتقلي�ص عدد �أع�ضاء الغرفة الثانية و�صالحياتها‪ ،57‬و�إعطاء جمل�س‬
‫النواب كلمة الف�صل يف اعتماد م�شاريع ومقرتحات القوانني‪ ،‬يف احلالة التي تكون فيها تلك‬
‫امل�شاريع �أو املقرتحات قد مت التداول فيها يف غرفتي الربملان‪.‬‬

‫‪ 550‬الف�صل ‪ 70‬من د�ستور ‪.2011‬‬


‫‪ 551‬هي وظيفة جديدة �أنيطت بالربملان بعدما كان دوره يقت�رص يف ال�سابق على الوظيفتني التقليديتني‪ :‬الت�رشيع‬
‫واملراقبة‪.‬‬
‫‪ 552‬ن�ص د�ستور ‪ 2011‬يف الف�صل ‪ 88‬منه على �أنه «تعترب احلكومة من�صبة بعد ح�صولها على ثقة جمل�س النواب‪،‬‬
‫املعرب عنها بت�صويت الأغلبية املطلقة للأع�ضاء الذين يت�ألف منهم‪ ،‬ل�صالح الربنامج احلكومي»‪ ،‬لكن هذا الن�ص‬
‫�إذا كان يبدو وا�ضحا يف الت�أكيد على التن�صيب الأحادي للحكومة من طرف الربملان‪ ،‬ف�إن املمار�سة التي جرت‬
‫�سارت يف اجتاه تكري�س التن�صيب الأحادي للحكومة ولكن من جانب امللك‪ ،‬حيث جرت عملية ت�سليم ال�سلط بني‬
‫وزارء احلكومة اجلديدة واحلكومة ال�سابقة مبجرد تعيني امللك لأع�ضاء احلكومة‪ ،‬ودون �أن يتم انتظار ت�صويت‬
‫جمل�س النواب على الربنامج احلكومي‪.‬‬
‫‪� 553‬أً�صبح ب�إمكان امللك �أن يطلب من الربملان مراجعة بع�ض مقت�ضيات الد�ستور‪ ،‬حيث يقدم الطلب �إىل الربملان‬
‫جمتمعا يف جل�سة م�شرتكة بني جمل�سيه‪ ،‬ليبث فيه ب�أغلبية �أع�ضائه‪.‬‬
‫‪ 554‬مع الإ�شارة هنا �إىل �أن تو�سيع جمال الت�رشيع مل مينع من ا�ستمرار الربملان م�رشعا ا�ستثنائيا (حتديد جمال القانون‬
‫على �سبيل احل�رص)‪ ،‬واحلكومة م�رشعا �أ�صليا (كل ما ال يدخل يف جمال القانون يدخل يف جمال التنظيم»‪.‬‬
‫‪ 555‬عالوة على اعتباره «املعار�ضة مكون �أ�سا�سي يف املجل�سني‪ ،‬وت�شارك يف وظيفتي الت�رشيع واملراقبة‪،»...‬‬
‫�أفرد د�ستور ‪ 2011‬ف�صال كامال لها (الف�صل ‪ )10‬يحدد وظائفها و�أدوارها‪ ،‬ويبني الإمكانيات الت�رشيعية‬
‫والرقابية واملادية املتاحة �أمامها ملمار�سة مهامها‪.‬‬
‫‪ 556‬مع الأخذ بعني االعتبار النقا�ش الذي يطرحه هذا املنع‪ ،‬لأن التخلي عن االنتماء ميكن �أن يكون مرتبطا بخالفات‬
‫�سيا�سية وبرناجمية داخل هذا احلزب �أو ذاك ولي�س فقط العتبارات م�صلحية كما افرت�ض امل�رشع الد�ستوري‪.‬‬
‫‪ 557‬يح�رص الد�ستور هذا العدد ما بني ‪ 90‬و ‪ 120‬م�ست�شارا‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪40‬‬

‫ثانيا ـ الربط بني ت�شكيل احلكومة ونتائج �صناديق االقرتاع‪ ،‬عرب التن�صي�ص على تعيني‬
‫رئي�س احلكومة من احلزب املت�صدر لنتائج االنتخابات‪ ،58‬وجعل املمار�سة القانونية لعمل‬
‫احلكومة مرتبطة بالت�صويت الإيجابي‪ ،‬ولي�س ال�سلبي‪ ،59‬ملجل�س النواب على الربنامج‬
‫احلكومي‪.‬‬
‫ثالثا ـ تعزيز وظائف الأحزاب ال�سيا�سية‪ ،‬من خالل الت�أكيد على �أهميتها يف تدبري ال�ش�أن‬
‫العام‪ ،‬وامل�ساهمة يف التعبري عن �إرادة الناخبني‪ ،‬وامل�شاركة يف ممار�سة ال�سلطة‪ ،60‬بعد‬
‫�أن كان دورها الد�ستوري يف ال�سابق ينح�رص يف «تنظيم وت�أطري املواطنني»‪ ،‬مثلها مثل‬
‫«اجلماعات املحلية والغرف املهنية�س واملنظمات النقابية»‪ ،61‬واملنع الد�ستوري للتخلي عن‬
‫االنتماء ال�سيا�سي‪ ،‬بل والذهاب �إىل حد اعتبار مثل هذا ال�سلوك موجبا للتجريد من ال�صفة‬
‫الربملانية‪.62‬‬
‫رابعا ـ �إحاطة العملية االنتخابية بقواعد تتعلق ب�ضمان نزاهتها و�شفافيتها‪ ،‬حيث‬
‫ت�ضمن الد�ستور عدة مقت�ضيات يف هذا الباب‪ ،63‬من قبيل التن�صي�ص على «اختيار‬
‫الأمة ملمثليها يف امل�ؤ�س�سات املنتخبة باالقرتاع احلر والنزيه واملنتظم»‪ ،‬واعتبار‬
‫«االنتخابات احلرة والنزيهة وال�شفافة هي �أ�سا�س م�رشوعية التمثيل الدميقراطي»‪،‬‬
‫و«�إلزام ال�سلطات العمومية باحلياد التام �إزاء املر�شحني وبعدم التمييز بينهم»‪،‬‬
‫ود�سرتة «املالحظة امل�ستقلة واملحايدة لالنتخابات‪ ،64‬والت�أكيد على مطابقتها للمعايري‬
‫املتعارف عليها دوليا‪ ،‬ف�ضال عن جترمي خمالفة املقت�ضيات والقواعد املتعلقة بنزاهة‬
‫و�صدق و�شفافية العمليات االنتخابية‪ ،‬وحث ال�سلطات العمومية على اتخاذ الو�سائل الكفيلة‬
‫بالنهو�ض مب�شاركة املواطنات واملواطنني يف العملية االنتخابية‪.‬‬
‫خام�سا ـ تعزيز م�شاركة بع�ض الفئات اخلا�صة يف احلياة ال�سيا�سية‪ ،‬من خالل الإقرار‬
‫بامل�ساواة بني املر�أة والرجل يف احلقوق واحلريات املدنية وال�سيا�سية واالقت�صادية‬
‫‪ 558‬مع الأخذ بعني االعتبار النقا�ش الذي يطرحه الفراغ احلا�صل على م�ستوى الوثيقة الد�ستورية يف احلالة التي قد‬
‫يف�شل فيها رئي�س احلكومة املعني يف ت�شكيل �أغلبيته �أو احلالة التي قد تنهار فيها الأغلبية القائمة‪.‬‬
‫‪ 559‬الف�صل ‪ 88‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 660‬الف�صل ‪ 7‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 661‬ح�سب ما كانت ت�ؤكد على ذلك مقت�ضيات املادة ‪ 3‬من الد�ساتري املغربية ال�سابقة‪.‬‬
‫‪ 662‬الف�صل ‪ 61‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 663‬الف�صل ‪ 11‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 664‬بعد �أن متت د�سرتة املالحظة امل�ستقلة لالنتخابات يف الد�ستور (الف�صل ‪� )11‬صدر قانون يحدد �رشوط وكيفيات‬
‫املالحظة امل�ستقلة واملحايدة لالنتخابات (القانون رقم ‪ ،11 30‬ال�صادر بتاريخ ‪� 29‬شتنرب ‪.)2011‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪41‬‬

‫واالجتماعية والثقافية والبيئية الواردة يف الباب الثاين من الد�ستور‪ ،‬وكذا يف االتفاقيات‬


‫واملواثيق الدولية كما �صادق عليها املغرب‪ ،65‬والت�أكيد يف نف�س الوقت على �سعي الدولة‬
‫�إىل حتقيق مبد�أ املنا�صفة بني الرجال والن�ساء‪ ،‬و�إحداث هي�أة توكل �إليها هذه املهمة (هي�أة‬
‫املنا�صفة ومكافحة كل �أ�شكال التمييز) ‪ ،66‬علما �أن القانون التنظيمي ملجل�س النواب عمل على‬
‫تو�سيع دائرة الفئات امل�ستفيدة من هذا الو�ضع‪ ،‬من خالل تخ�صي�ص الئحة وطنية لل�شباب‬
‫الذين ال تزيد �أعمارهم عن ‪� 40‬سنة‪ .67‬وميكن �أن نذكر يف هذا الإطار �أي�ضا املقت�ضيات‬
‫املتعلقة مب�شاركة «املغاربة املقيمني باخلارج» يف العملية ال�سيا�سية‪ ،‬حيث ت�ؤكد الوثيقة‬
‫الد�ستورية على متتع ه�ؤالء «بحقوق املواطنة كاملة‪ ،‬مبا فيها حق الت�صويت والرت�شيح يف‬
‫االنتخابات»‪ ،68‬و�إن كان القانون التنظيمي ملجل�س النواب من خالل �إجازته «الت�صويت‬
‫بالوكالة» قد �أفرغ هذا احلق من حمتواه ‪.69‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬انتخابات ‪ 25‬نونرب ‪2011‬‬

‫لقد كان للمناخ ال�سيا�سي‪ ،‬الذي �سبق االنتخابات الت�رشيعية املنظمة بتاريخ ‪ 25‬نونرب‬
‫‪ ،2011‬ت�أثري كبري على هذا اال�ستحقاق‪ ،‬برز على م�ستويني‪:‬‬
‫�أوال ـ �سلوك الإدارة امل�رشفة على العملية االنتخابية‪� ،‬إذ يبدو �أنها جنحت �إىل حد ما‬
‫يف �إبعاد تهمة التدخل املبا�رش يف ر�سم نتائج االنتخابات التي ظلت تالحقها خالل خمتلف‬
‫اال�ستحقاقات االنتخابية ال�سابقة‪ ،‬و�إن كان ذلك ال ي�سمح بالدفع ب�أطروحة نزاهة و�شفافية‬
‫االقرتاع �إىل �أبعد مداها‪ ،‬خا�صة عندما ن�أخذ بعني االعتبار «احلياد ال�سلبي» للإدارة �إزاء‬
‫بع�ض التجاوزات االنتخابية‪ ،‬وحتديدا اال�ستعمال املفرط للمال‪ ،‬ف�ضال عن تكييف التقطيع‬
‫االنتخابي‪ ،‬الذي تعده وزارة الداخلية‪ ،‬يف اجتاه خدمة �أحزاب �سيا�سية بعينها ومر�شحني‬
‫بذاتهم‪.‬‬
‫ثانيا ـ النتائج التي �أفرزها‪ ،‬بحيث �إذا كان هذا اال�ستحقاق لي�س الأول يف تاريخ املغرب‬
‫الذي �سمح بت�صدر املعار�ضة لنتائجه‪ ،‬ف�إن فوز معار�ضة من نوع خا�ص (املعار�ضة‬
‫الإ�سالمية)‪ ،‬معار�ضة كثريا ما ا�شتكت من احلواجز والتحفظات املو�ضوعة يف طريقها نحو‬

‫‪ 665‬الفقرة ‪ 1‬من الف�صل ‪ 19‬من د�ستور ‪.2011‬‬


‫‪ 666‬الفقرة ‪ 2‬من الف�صل ‪ 19‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 667‬املادتان ‪ 1‬و ‪ 23‬من القانون التنظيمي ‪ 27.11‬املتعلق مبجل�س النواب‪.‬‬
‫‪ 668‬الف�صل ‪ 17‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 669‬املادة ‪ 72‬من القانون التنظيمي ملجل�س النواب‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪42‬‬

‫امل�شاركة يف احلكومة‪ ،‬كان بدون �شك مثريا لالنتباه‪ ،‬خ�صو�صا عندما يكون عدد املقاعد‬
‫التي ح�صل عليها احلزب املت�صدر لنتائج االنتخابات (العدالة والتنمية) مل ي�سبق �أن حتقق‬
‫لأي حزب يف تاريخ االنتخابات املغربية املبا�رشة (‪ 107‬مقعدا من �أ�صل ‪ 395‬يتكون منها‬
‫جمل�س النواب)‪.‬‬
‫هذه النتائج‪� ،‬إذا كانت قد �أهلت احلزب املت�صدر لها لقيادة الأغلبية احلكومية‪ ،‬كما‬
‫مكنت هذه الأخرية من رئا�سة جمل�س النواب‪ ،‬ف�إنها جعلت هذه التجربة احلكومية ت�صطدم‬
‫مبعطيني �أ�سا�سيني‪:‬‬
‫■�أن ت�شكيل احلكومة من ائتالف حكومي �ضم �إىل جانب حزب العدالة والتنمية ثالثة‬
‫�أحزاب �سيا�سية �أخرى (اال�ستقالل‪ ،‬احلركة ال�شعبية والتقدم واال�شرتاكية)‪ ،‬ف�ضال‬
‫عن «حزب التقنوقراط»‪� ،‬أو ما ي�سمى بوزراء ال�سيادة‪ ،‬جعل م�شكل االن�سجام‬
‫احلكومي يظل مطروحا‪ ،‬كما جتلى ذلك وا�ضحا يف اخلالف الذي ذب يف �صفوف‬
‫الأغلبية احلكومية بني احلزب الذي يقودها وبني و�صيفه يف النتائج االنتخابية (حزب‬
‫اال�ستقالل)‪ ،‬قبل �أن ي�ؤدي رف�ض الأول ملطالب الثاين ب�إعادة النظر يف الرتتيبات‬
‫التي قادت �إىل ت�شكيل الن�سخة الأوىل للحكومة �إىل �إعالن هذا الأخري ان�سحابه من‬
‫احلكومة‪ .70‬ومل يت�سن �ضمان ا�ستمرار قيادة العدالة والتنمية للحكومة �إال من خالل‬
‫اال�ستعانة بخدمات حزب �آخر (التجمع الوطني للأحرار) مل يكن‪ ،‬وهذه من مفارقات‬
‫ال�سيا�سة كما متار�س يف املغرب‪ ،‬غري احلزب الذي كان قد تزعم لفيفا من الأحزاب‬
‫ال�سيا�سية (ما يعرف بتحالف الثمانية) ليقود‪ ،‬خالل انتخابات ‪ 25‬نونرب ‪� ،2011‬رصاعا‬
‫طاحنا �ضد العدالة والتنمية و�ضد م�رشوعه ال�سيا�سي‪.‬‬
‫■�أن ت�أخر �إجراء االنتخابات اخلا�صة مبجل�س امل�ست�شارين وفقا للمقت�ضيات اجلديدة‬
‫التي حملها د�ستور ‪� ،2011‬أدى �إىل جعل املعار�ضة ت�ستمر يف الهيمنة على جمل�س‬
‫امل�ست�شارين‪ ،‬خا�صة يف ظل �ضعف ح�ضور حزب العدالة والتنمية والأغلبية احلكومية‬
‫ككل يف هذا املجل�س‪ .‬وهذا الأمر يذكر بالتوازن ال�سيا�سي بني الأغلبية واملعار�ضة الذي‬
‫كان قائما يف ظل الوالية الت�رشيعية ‪ 1997‬ـ ‪ ،2002‬و�إن كان الد�ستور احلايل قد جرد‬
‫جمل�س امل�ست�شارين من بع�ض الإمكانيات التي كانت ت�سمح له من قبل ب�إمكانية �إ�سقاط‬

‫‪ 770‬كان حزب اال�ستقالل قد وجه‪ ،‬بتاريخ ‪ 3‬يناير ‪ ،2013‬مذكرة �إىل رئي�س جمل�س الأغلبية احلكومية (رئي�س‬
‫احلكومة) ت�ضمنت انتقادات الذعة لأداء احلكومة‪ ،‬كما طالبت ب�إدخال بع�ض الإ�صالحات‪ ،‬كان من �أبرزها‬
‫�إعادة النظر يف تركيبة احلكومة نف�سها‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪43‬‬

‫احلكومة (ملتم�س الرقابة)‪ .‬علما �أن �إجراء هذه االنتخابات �سنة ‪� ،2015‬أي بعد �أربع‬
‫�سنوات على دخول د�ستور ‪ 2011‬حيز التنفيذ‪� ،‬أدخل بع�ض التعديل يف طبيعة تركيبة‬
‫الغرفة الثانية‪ .‬فهي و�إن �أدت �إىل ا�ستمرار حتكم املعار�ضة فيها‪ ،‬ف�إنها �سمحت‪ ،‬يف‬
‫نف�س الوقت‪ ،‬بت�أمني احلزب الذي يقود احلكومة حل�ضور قوي‪� ،71‬سيكون له ت�أثري‬
‫بدون �شك على التوازنات ال�سيا�سية داخل الربملان ككل‪ ،‬وداخل جمل�س امل�ست�شارين‬
‫على وجه اخل�صو�ص‪� ،‬سيما يف ظل التداعيات التي خلفتها انتخابات املجل�س املذكور‬
‫‪72‬‬
‫يف املعار�ضة‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫الوالية الترشيعية التاسعة ‪2016 - 2011‬‬

‫األسئلة الكتابية‬
‫من أصل ‪ 26925‬تم تقديمها‪.‬‬ ‫‪18184‬‬
‫املجاب عنها‬ ‫العمل‬
‫الرقايب‬
‫األسئلة الشفهية‬
‫منها ‪ 565‬سؤاال آنيا‪.‬‬ ‫‪3433‬‬
‫املجاب عنها‬

‫اتفاقية‬ ‫‪163‬‬ ‫‪ 18‬قانون تنظيمي‪،‬‬


‫‪341‬‬
‫مشاريع القوانني‬ ‫العمل‬
‫دولية‪ 1160 ،‬قانون عادي‪.‬‬
‫املصادق عليها‬ ‫الترشيعي‬
‫‪21‬‬ ‫مقرتحات القوانني‬

‫‪ 771‬ح�صل حزب العدالة والتنمية على ‪ 12‬مقعد‪ ،‬ي�ضاف �إليها �أربعة مقاعد ح�صلت عليها نقابة االحتاد الوطني‬
‫لل�شغل القريبة منه‪.‬‬
‫‪ 772‬بحكم غياب املعطيات املتعلقة بح�صيلة املجل�سني معا فقد اقت�رصنا على عر�ض ح�صيلة جمل�س النواب‪،‬‬ ‫‪772‬‬
‫كما وردت يف خطاب اختتام الوالية الت�رشيعية الذي تقدم به رئي�س املجل�س‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪45‬‬

‫الف�صل الثاين‬

‫البنية ال�سيا�سية والإدارية‬

‫تلعب البنية التنظيمية دورا �أ�سا�سيا يف حياة �أي م�ؤ�س�سة برملانية‪ ،‬فهي تعترب مفتاحا‬
‫�أ�سا�سيا بالن�سبة لكل برملان ناجح وفعال‪ .‬وكما هو احلال يف خمتلف برملانات العامل‪ ،‬تتخذ‬
‫البنية التنظيمية للربملان املغربي م�ستويني �أ�سا�سيني‪ :‬الأول ذو طابع �سيا�سي‪ ،‬والثاين ذو‬
‫طابع �إداري‪ ،‬يتمثل يف وجود هياكل �إدارية وفنية تو�ضع رهن �إ�شارة الأجهزة ال�سيا�سية‬
‫يف �أدائها لوظائفها‪.‬‬

‫املبحث الأول‪ :‬البنية ال�سيا�سية‬


‫تتحدد البنية ال�سيا�سية للربملان املغربي يف تكوينه من جمل�سني ي�شرتكان يف بع�ض‬
‫االخت�صا�صات ويفرتقان يف �أخرى (الثنائية املجل�سية)‪ ،‬وتوفره على عدد من الأجهزة‬
‫ال�سيا�سية‪ ،‬التي ي�ستطيع من خاللها �أن يقوم بوظائفه يف الت�رشيع واملراقبة وتقييم ال�سيا�سات‬
‫العمومية‪.‬‬

‫املطلب الأول‪ :‬الثنائية املجل�سية‬


‫طيلة تاريخه الربملاين ت�أرجح املغرب بني اعتماد الثنائية �أو الأحادية املجل�سية‪ .‬ففي‬
‫الوقت الذي تبنى فيه د�ستور ‪ 1962‬التكوين املزدوج للربملان (جمل�س النواب وجمل�س‬
‫امل�ست�شارين)‪ ،‬اعتمدت الد�ساتري املوالية الأحادية املجل�سية (جمل�س النواب بتكوين مزدوج‪:‬‬
‫االقرتاع املبا�رش واالقرتاع غري املبا�رشة)‪ ،‬قبل �أن يعود من جديد انطالقا من د�ستور ‪1996‬‬
‫لتبني خيار الثنائية املجل�سية‪.‬‬
‫هذا اخليار هو نف�سه الذي كر�سه د�ستور ‪ ،2011‬لكن مع �إعادة النظر يف التوازن الذي‬
‫كان قائما بني املجل�سني‪ ،‬بحيث مل يعودا‪ ،‬كما كانا يف الد�ستور ال�سابق‪ ،‬يكادان يتماهيان‬
‫يف االخت�صا�صات الت�رشيعية والرقابية‪ ،‬بل �أ�ضحيا خمتلفني يف بع�ض اجلوانب و�إن ظال‬
‫ي�شرتكان يف جوانب �أخرى‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫خا�صاجلزء‬


‫اجلزء ‪XIII‬‬ ‫ماعيةعدد‬
‫عددخا�ص‬ ‫واالجت‬
‫ماعية ●‬ ‫سيا�سية‬
‫واالجت‬ ‫ال�‬
‫سيا�سية‬ ‫غربيةلومللعلوم‬
‫ال�‬ ‫املجلةااململجلةامل‬
‫غربيةللع‬
‫�أحمد بوز‬
‫‪46‬‬

‫الفقرة الأوىل‪ :‬العنا�صر امل�شرتكة بني املجل�سني‬


‫كثرية هي اجلوانب التي ت�شكل جماال م�شرتكا بني جمل�سي الربملان‪� ،‬سواء على م�ستوى‬
‫وظائفهما الت�رشيعية والرقابية والتقييمية‪� ،‬أو على م�ستوى هيكلتهما التنظيمية‪ ،‬يبقى من‬
‫�أبرزها ما يلي‪:‬‬
‫�أوال ـ ممار�سة ال�سلطة الت�رشيعية‪ ،1‬حيث يتوفران معا على حق املبادرة بالت�رشيع‪،2‬‬
‫والتقدم بتعديالت‪ ،‬وي�سلكان نف�س امل�سطرة يف املناق�شة والت�صويت على م�شاريع ومقرتحات‬
‫القانونني‪ ،‬كما ميلكان حق التفوي�ض الت�رشيعي‪� ،‬سواء يف �إطار ما يعرف بقوانني الإذن‪،3‬‬
‫�أو يف �إطار مرا�سيم ال�رضورة‪.4‬‬
‫ثانيا ـ التوفر على �أدوات رقابية م�شرتكة‪ ،‬وخا�صة تلك التي ال يرتتب عليها �إقرار‬
‫امل�س�ؤولية ال�سيا�سية للحكومة‪ ،‬من قبيل الأ�سئلة (الكتابية وال�شفهية) ‪ ،5‬اجلل�سة ال�شهرية‬
‫لرئي�س احلكومة‪ ،6‬اجلل�سة ال�سنوية لرئي�س احلكومة اخلا�صة مبناق�شة ال�سيا�سات العمومية‬
‫وتقييمها‪ ،7‬اال�ستماع �إىل م�س�ؤويل الإدارات امل�ؤ�س�سات املقاوالت العمومية‪ ،8‬ت�شكيل‬
‫جلان تق�صي احلقائق‪ ،9‬ف�ضال عن التقدم بطلب لرئي�س احلكومة لعر�ض احل�صيلة‬
‫املرحلية لعمل حكومته‪ ،10‬ف�ضال عن الإحاطة علما‪.‬‬
‫ثالثا ـ امل�شاركة يف ممار�سة ال�سلطة الت�أ�سي�سية الفرعية‪� ،‬سواء من خالل التقدم مببادرة‬
‫تعديل الد�ستور‪ ،11‬والتي ي�شرتك فيها الربملان مع امللك ورئي�س احلكومة‪� ،‬أو من خالل‬
‫البث يف جل�سة م�شرتكة يف التعديل الد�ستوري الذي يتم مببادرة من امللك‪.12‬‬
‫‪ 11‬الف�صل ‪ 70‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 22‬الف�صل ‪ 78‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 33‬الف�صل ‪ 70‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 44‬الف�صل ‪ 81‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 55‬الفقرة ‪ 1‬من الف�صل ‪ 100‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 66‬الفقرة ‪ 3‬من الف�صل ‪ 100‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 77‬الفقرة ‪ 2‬من الف�صل ‪ 101‬من الد�ستور‪.‬‬
‫‪ 88‬الف�صل ‪ 102‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 99‬من املالحظ �أن الف�صل ‪ 67‬من د�ستور ‪ 2011‬ا�ستعمل ت�سمية «اللجان النيابية لتق�صي احلقائق» رغم �أنه �أعطى‬
‫ملجل�س امل�ست�شارين �أي�ضا الإمكانية لت�شكيلها‪ .‬وهو اخللط الذي ظل قائما يف القانون التنظيمي املتعلق بهذه اللجان‬
‫(الظهري رقم ‪ 1.14.125‬ال�صادر بتاريخ ‪ 31‬يوليوز ‪ ،2014‬بتنفيذ القانون التنظيمي ‪ 085.13‬املتعلق بطريقة‬
‫ت�سيري اللجان النيابية لتق�صي احلقائق‪ ،‬املن�شور باجلريدة الر�سمية عدد ‪ 6282‬بتاريخ ‪ 14‬غ�شت ‪.2014‬‬
‫‪ 110‬الفقرة ‪ 1‬من الف�صل ‪ 101‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 111‬الفقرة ‪1‬من الف�صل ‪ 172‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 112‬الفقرتان ‪ 3‬و ‪ 4‬من الف�صل ‪ 174‬من د�ستور ‪.2011‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪47‬‬

‫رابعا ـ اعتماد نف�س الهيكلة التنظيمية تقريبا �سواء يف بعدها ال�سيا�سي (الرئا�سة‪ ،‬الديوان‪،‬‬
‫املكتب‪ ،‬اللجان‪ ،‬الفرق واملجموعات الربملانية‪ ،‬اجلل�سات العامة‪� ،)..‬أو يف بعدها الإداري‬
‫(الأمانة العامة‪ ،‬املديريات والأق�سام وامل�صالح‪.)...‬‬
‫خام�سا ـ التمثيلية يف بع�ض امل�ؤ�س�سات‪ ،‬حيث يتوفران معا على احلق يف اقرتاح تعيني‬
‫�ستة �أع�ضاء يف املحكمة الد�ستورية (ثالثة لكل منهما) ‪ ،13‬وع�ضوان يف الهي�أة العليا لالت�صال‬
‫ال�سمعي الب�رصي‪ ،14‬ف�ضال عن ع�ضوية رئي�سي املجل�سني يف املجل�س الأعلى للأمن‪ ،‬ويف‬
‫جمل�س الو�صاية‪.15‬‬
‫�ساد�سا ـ احتالل نف�س املكانة يف العالقة مع امللك‪ ،‬والتي تظهر يف توجيه اخلطاب امللكي‬
‫املتعلق بافتتاح ال�سنة الت�رشيعية �إىل املجل�سني معا‪ ،16‬و�إخبار رئي�سي املجل�سني يف حالة‬
‫اعتزامه حل الربملان �أو �أحد جمل�سيه‪ ،17‬وعند �إعالن حالة اال�ستثناء‪،18‬‬
‫و�إحاطة الربملان علما بقرار �إعالن احلرب‪ ،19‬و�سلطة حل املجل�سني معا �أو �أحدهما‪،20‬‬
‫ف�ضال عن طلب قراءة جديدة لكل م�رشوع �أو مقرتح قانون‪.21‬‬
‫�سابعا ـ طلب الآراء اال�ست�شارية من بع�ض امل�ؤ�س�سات التي ين�ص عليها الد�ستور‪،‬‬
‫ونخ�ص بالذكر هنا املجل�س االقت�صادي واالجتماعي والبيئي‪ ،22‬واملجل�س الوطني حلقوق‬

‫‪ 113‬الفقرة ‪ 1‬من الف�صل ‪ 130‬من د�ستور ‪.2011‬‬


‫‪ 114‬املادة ‪ 6‬من الظهري رقم ‪ 1.02.212‬ال�صادر بتاريخ ‪ 31‬غ�شت ‪ ،2002‬يق�ضي ب�إحداث الهي�أة العليا لالت�صال‬
‫ال�سمعي الب�رصي‪ ،‬اجلريدة الر�سمية رقم ‪ 5035‬بتاريخ ‪� 2‬شتنرب ‪.2002‬‬
‫‪ 115‬الف�صل ‪ 44‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 116‬الف�صل ‪ 52‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 117‬الف�صل ‪ 96‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 118‬الف�صل ‪ 59‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 119‬الف�صل ‪ 99‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 220‬الف�صل ‪ 51‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 221‬الف�صل ‪ 95‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪222‬الف�صل ‪ 152‬من د�ستور ‪.2011‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪48‬‬

‫الإن�سان‪ ،23‬واملجل�س الأعلى للح�سابات‪ ،24‬واملجل�س الأعلى للرتبية والتكوين والبحث‬


‫العلمي‪ ،25‬ف�ضال عن املجل�س الأعلى لالت�صال ال�سمعي الب�رصي‪.26‬‬
‫ثامنا ـ الو�ضعية االعتبارية للربملانيني‪ ،‬من حيث احلقوق التي يتوفرون عليها‪ ،‬واحلماية‬
‫القانونية (نظام احل�صانة) التي يتمتعون بها‪، 27‬ونظام التعوي�ضات املخول لهم‪.‬‬
‫تا�سعا ـ اللجوء �إىل املحكمة الد�ستورية لفح�ص مدى د�ستورية القوانني‪� ،‬أو بغر�ض‬
‫التجريد من ال�صفة الربملانية يف حالة التخلي عن االنتماء ال�سيا�سي �أو عن الفريق �أو املجموعة‬
‫الربملانية خالل الوالية الت�رشيعية‪ ،‬على اعتبار �أن املحكمة الد�ستورية ت�رصح ب�شغور املقعد‬
‫بناء على طلب رئي�س املجل�س الذي يعنيه الأمر‪ .28‬وكذا يف احلالة التي يثور فيها اخلالف‬
‫بني الربملان واحلكومة عندما تدفع هذه الأخرية بعدم قبول كل مقرتح �أو تعديل ال يدخل‬
‫يف جمال القانون‪ ،‬حيث ميكن لأحد رئي�سي املجل�سني‪ ،‬وكذا لرئي�س احلكومة‪� ،‬أن يحيال‬
‫الأمر على املحكمة املذكورة‪.29‬‬
‫عا�رشا ـ مناق�شة تقارير «م�ؤ�س�سات وهيئات حماية حقوق الإن�سان واحلكامة اجليدة‪،‬‬
‫والتنمية الب�رشية وامل�ستدامة‪ ،‬والدميقراطية الت�شاركية» املن�صو�ص عليها يف الف�صول من‬
‫‪� 161‬إىل ‪ 170‬من الد�ستور‪ :‬املجل�س الوطني حلقوق الإن�سان‪ ،‬الو�سيط‪ ،‬جمل�س اجلالية‬
‫املغربية باخلارج‪ ،‬الهي�أة املكلفة باملنا�صفة وحماربة جميع �أ�شكال التمييز‪ ،‬الهي�أة العليا‬

‫‪223‬املادة ‪ 16‬من ظهري ‪ 1.11.19‬بتاريخ فاحت مار�س ‪ 2011‬املحدث للمجل�س الوطني حلقوق الإن�سان‪.‬‬
‫‪224‬ين�ص الف�صل ‪ 148‬من د�ستتور ‪ 2011‬على �أن املجل�س الأعلى للح�سابات «يقدم م�ساعدته للربملان يف املجاالت‬
‫املتعلقة مبراقبة املالية العامة‪ ،‬ويجيب عن الأ�سئلة واال�ست�شارات املرتبطة بوظائف الربملان يف الت�رشيع واملراقبة‬
‫والتقييم املتعلقة بال�سيا�سة العامة»‪.‬‬
‫‪225‬تن�ص املادة ‪ 2‬من القانون رقم ‪ 105.12‬املتعلق باملجل�س الأعلى للرتبية والتكوين والبحث العلمي‪ ،‬على �أن من‬
‫مهام املجل�س «�إبداء الر�أي لفائدة احلكومة والربملان ب�ش�أن م�شاريع ومقرتحات القوانني والقوانني التنظيمية‬
‫والن�صو�ص التنظيمية التي يعر�ضها عليه من �أجل ذلك رئي�س احلكومة �أو رئي�س جمل�س النواب �أو رئي�س جمل�س‬
‫امل�ست�شارين ح�سب كل احلالة‪ ،‬ال�سيما م�شاريع ومقرتحات القوانني التي ت�ضع �إطارا للأهداف الأ�سا�سية للدولة‬
‫يف ميادين الرتبية والتكوين والبحث العلمي»‪.‬‬
‫‪ 226‬تن�ص الفقرة ‪ 3‬من املادة ‪ 3‬من الظهري رقم ‪� 1.02.212‬صادر بتاريخ ‪ 31‬غ�شتت ‪ 2002‬املحدث للهي�أة الأعلى‬
‫لالت�صال ال�سمعي الب�رصي على �أن من مهام املجل�س الأعلى لالت�صال ال�سمعي الب�رصي «�إبداء الر�أي للربملان‬
‫واحلكومة يف كل ق�ضية يحيلها �إليه الوزير الأول �أو رئي�سا جمل�سي الربملان‪ ،‬فيما يتعلق بقطاع االت�صال ال�سمعي‬
‫الب�رصي»‪ ،‬كما ت�ص الفقرة ‪ 5‬من نف�س املادة �أن املجل�س يقوم ب�إبداء الر�أي وجواب لرئي�سي جمل�سي الربملان‬
‫ب�ش�أن مقرتحات القوانني املتعلقة بقطاع االت�صال ال�سمعي الب�رصي قبل عر�ضها على املجل�س املعني»‪.‬‬
‫‪227‬الف�صل ‪ 64‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 228‬الف�صل ‪ 61‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 229‬الف�صل ‪ 79‬من د�ستور ‪.2011‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪49‬‬

‫لالت�صال ال�سمعي الب�رصي‪ ،‬جمل�س املناف�سة‪ ،‬الهي�أة الوطنية للنزاهة والوقاية من الر�شوة‬
‫وحماربتها‪ ،‬املجل�س الأعلى للرتبية والتكوين والبحث العلمي‪ ،‬املجل�س اال�ست�شاري للأ�رسة‬
‫والطفولة‪ ،‬املجل�س اال�ست�شاري لل�شباب والعمل اجلمعوي‪.‬‬
‫�إحدى عا�رش ـ عمومية جل�سات جمل�سي الربملان‪ ،30‬و�إمكانية عقد جل�سات م�شرتكة‬
‫بينهما‪ ،31‬واجتماعات �رسية �إما بطلب من رئي�س احلكومة �أو بناء على طلب ثلث الأع�ضاء‬
‫يف كل جمل�س‪.32‬‬
‫�إثنى ع�رشـ انتخاب �أجهزة وهياكل املجل�سني بالتمثيل الن�سبي لكل فريق‪ ،‬وعلى مرحلتني‬
‫خالل الوالية الت�رشيعية‪ ،‬حيث يجري انتخاب �أجهزة جمل�س النواب (الرئي�س‪� ،‬أع�ضاء‬
‫املكتب‪ ،‬ر�ؤ�ساء اللجان الدائمة ومكاتبها) يف م�ستهل الفرتة النيابية ثم يف �سنتها الثالثة (دورة‬
‫�أبريل) ‪ ،33‬كما يتم انتخاب �أجهزة جمل�س امل�ست�شارين يف م�ستهل الفرتة النيابية‪ ،34‬ثم عند‬
‫انتهاء منت�صف الوالية الت�رشيعية للمجل�س‪.35‬‬
‫ثالثة ع�رش ـ انتظام عملهما يف �إطار دورات‪ ،‬يتم التمييز يف �إطارها بني دورات‬
‫عادية و�أخرى ا�ستثنائية‪� .‬إذ على خالف الكثري من التجارب املقارنة‪ ،‬التي �أخذت بنظام‬
‫الدورة الربملانية املمتدة‪ ،‬ويف مقدمتها فرن�سا‪ ،‬التي ين�ص د�ستورها على «�أن الربملان‬
‫يجتمع قانونيا ور�سميا يف دورة عادية تبد�أ من �أول يوم عمل من �شهر �أكتوبر وتنتهي يف‬
‫�آخر يوم عمل �شهر يونيو»‪� ،36‬آثر امل�رشع الد�ستوري املغربي تق�سيم عمل الربملان على‬
‫دورتني يف ال�سنة‪ ،37‬الأوىل يطلق عليها عادة دورة �أكتوبر �أو الدورة اخلريفية‪ ،‬وتنطلق‬
‫يف اجلمعة الثانية من �شهر �أكتوبر من كل �سنة‪ ،‬وير�أ�سها امللك‪ ،‬الذي يقدم خطابا باملنا�سبة‪،‬‬
‫ين�ص الد�ستور على �أنه ال يكون مو�ضوع مناق�شة داخل الربملان‪� .38‬أما الثانية‪ ،‬التي يطلق‬
‫عليها دورة �أبريل‪� ،‬أو الدورة الربيعية‪ ،‬فتنطلق يف اجلمعة الثانية من �شهر �أبريل‪ .‬وكال‬
‫الدورتني يتم ختمهما مبر�سوم من طرف احلكومة‪ ،‬بعد �أن تكون قد ا�ستمرت كل واحدة‬
‫منهما �أربعة �أ�شهر على الأقل‪.39‬‬
‫‪ 330‬الف�صل ‪ 48‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 331‬الف�صل ‪ 68‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 332‬الف�صل ‪ 68‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 333‬الف�صل ‪ 62‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 334‬ل�سنا ندري عما �إذا كان امل�رشع يف الف�صل ‪ 63‬يق�صد فعال (الفرتة النيابية) �أم �أن الأمر حم�ض خط�أ‪.‬‬
‫‪ 335‬الف�صل ‪ 63‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 336‬املادة ‪ 28‬من د�ستور فرن�سا ل�سنة ‪.1958‬‬
‫‪ 337‬الف�صل ‪ 65‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 338‬الف�صل ‪ 52‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 339‬الف�صل ‪ 65‬من د�ستور ‪.2011‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪50‬‬

‫�إىل جانب الدورات العادة ينتظم الربملان يف �إطار دورات ا�ستثنائية تنعقد �إما بناء على‬
‫طلب من احلكومة (�أي مبر�سوم)‪� ،‬أو مبقت�ضى طلب موقع من لذن ثلث �أع�ضاء جمل�س‬
‫النواب �أو �أغلبية �أع�ضاء جمل�س امل�ست�شارين‪ .‬لكن امل�رشع الد�ستوري ي�شرتط يف مثل هذه‬
‫الدورات �أن تنعقد بناء على جدول �أعمال حمدد‪ ،‬بحيث يتم ختمها مبر�سوم مبجرد ا�ستنفاذ‬
‫النقا�ش يف الق�ضايا املدرجة فيه‪.40‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬العنا�صر اخلا�صة بكل جمل�س‬
‫يف مقابل ا�شرتاك املجل�سني يف بع�ض ال�صالحيات و�سلوكهما لنف�س امل�ساطر‪ ،‬يوجد متايز‬
‫بينهما يف بع�ض اجلوانب‪� ،‬سواء ذات الطابع الت�رشيعي �أو الرقابي‪.‬‬
‫�أوال ـ �إعطاء الأولية ملجل�س النواب يف مناق�شة م�شاريع القوانني العادية‪ ،41‬مبا يف ذلك‬
‫م�رشوع قانون املالية‪ ،42‬وملج�س امل�ست�شارين يف مناق�شة م�شاريع القوانني املتعلقة باجلماعات‬
‫الرتابية‪ ،‬وبالتنمية اجلهوية‪ ،‬وبالق�ضايا االجتماعية‪.43‬‬
‫ثانيا ـ تخويل جمل�س النواب �أ�سبقية التداول يف م�شاريع ومقرتحات القوانني التنظيمية‪،‬‬
‫بالنظر �إىل ما ين�ص عليه الف�صل ‪ 85‬من الد�ستور من �أنه «ال يتم التداول يف م�شاريع‬
‫ومقرتحات القوانني التنظيمية من قبل جمل�س النواب �إال بعد مرور ع�رشة �أيام على و�ضعها‬
‫لدى مكتبه‪ ،‬ووفقا للم�سطرة امل�شار �إليها يف الف�صل ‪ ،»)..( 84‬و�إن كانت هذه النقطة تثري‬
‫النقا�ش‪ ،‬كما �سن�شري �إىل ذلك عند تعر�ضنا لوظائف ومهام الربملان‪.‬‬
‫ثالثا ـ منح جمل�س النواب �صالحية الت�صويت النهائي على مقرتحات وم�شاريع القوانني‬
‫بعد �أن يكون املجل�س الآخر قد تداول فيها و�صوت عليها‪ .‬رغم �أن ال�صيغة املعتمدة يف الف�صل‬
‫‪ 84‬تثري بع�ض الغمو�ض حول ما �إذا كان جمل�س النواب ميلك فعال الكلمة النهائية للبث يف‬
‫كل الن�صو�ص الت�رشيعية‪ .‬ذلك �أن الفقرة الأوىل من الف�صل املذكور �إذا كانت قد ن�صت على‬
‫تداول جمل�سي الربملان بالتتابع بغية التو�صل �إىل اتفاق حول ن�ص واحد‪ ،‬ف�إن ن�ص الفقرة‬
‫الثانية من ذات الف�صل على �أنه «يعود ملجل�س النواب الت�صويت النهائي على الن�ص الذي مت‬
‫البت فيه»‪ ،‬و�إ�شارتها‪ ،‬يف نف�س الوقت‪� ،‬إىل �أنه «ال يقع هذا الت�صويت �إال بالأغلبية املطلقة‬
‫للأع�ضاء احلا�رضين �إذا تعلق الأمر بن�ص يهم اجلماعات الرتابية واملجاالت ذات ال�صلة‬

‫‪ 440‬الف�صل ‪ 66‬من د�ستور ‪.2011‬‬


‫‪ 441‬الف�صل ‪ 78‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 442‬الف�صل ‪ 75‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 443‬الف�صل ‪ 78‬من د�ستور ‪.2011‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪51‬‬

‫بالتنمية اجلهوية وال�ش�ؤون االجتماعية»‪ ،‬دفعت �إىل القول �إن «هذا الت�صويت ال ينطبق‬
‫�إال على املجاالت الثالثة احل�رصية»‪ ،‬و�أن يف غريها من املجاالت يتطلب الأمر «اتباع‬
‫م�سطرة الذهاب والإياب بني املجل�سني بحيث ال تنقطع اجلوالت املكوكية �إال بعد التو�صل‬
‫�إىل اتفاق على ن�ص ب�صيغة موحدة»‪.44‬‬
‫مع الإ�شارة �إىل �أن االلتبا�س الذي يكتنف هذا الف�صل كان قد دفع جمل�س النواب �إىل تكري�س‬
‫ممار�سات تتجاهل جمل�س امل�ست�شارين‪ ،‬لي�س فقط من خالل عدم الأخذ بعني االعتبار التعديالت‬
‫التي يدخلها على م�شاريع ومقرتحات القوانني التي حتال عليه من طرف جمل�س النواب‪،‬‬
‫و�إمنا �أي�ضا من خالل الإقدام على تعديل مواد �سبق ملجل�س امل�ست�شارين �أن تداول فيها دون �أن‬
‫يعدلها‪ .‬وهي ممار�سة �إذا كانت قد �سمحت باعتماد جمل�س النواب ملقت�ضيات قانونية دون �أن‬
‫يكون جمل�س امل�ست�شارين قد �أبدى ر�أيه فيها‪ ،‬فقد ت�صدى لها املجل�س الد�ستوري مبنا�سبة نظره‬
‫يف القانون التنظيمي للمالية‪ ،‬معتربا �أنها تخرق قاعدة التداول بني املجل�سني التي تن�ص عليها‬
‫الفقرة الأوىل من الف�صل ‪.45 84‬‬
‫رابعا ـ انفراد جمل�س النواب بتقدمي ملتم�س الرقابة‪ ،46‬وبالت�صويت على ملتم�س �سحب‬
‫الثقة‪ ،47‬يف مقابل انفراد جمل�س امل�ست�شارين بتقدمي ملتم�س م�سائلة احلكومة‪.48‬‬
‫خام�سا ـ متكني جمل�س النواب لوحده من الت�صويت على الربنامج احلكومي‪ ،‬الذي‬
‫يعر�ض �أمام جمل�سي الربملان جمتمعني‪ ،‬كما يكون مو�ضوع مناق�شة �أمام كليهما‪.49‬‬
‫�ساد�سا ـ ارتفاع عدد �أع�ضاء جمل�س النواب (‪ 395‬نائبا‪ )50‬مقارنة بعدد �أع�ضاء جمل�س‬
‫امل�ست�شارين (ما بني ‪ 90‬و‪ 102‬م�ست�شارا‪ ،)51‬واختالف طريقة انتخابهم (االقرتاع العام‬
‫املبا�رش بالن�سبة للمجل�س الأول‪ ،52‬واالقرتاع غري املبا�رش بالن�سبة للثاين‪ 53‬من خالل هي�أة‬
‫‪ 444‬م�صطفى قلو�ش‪« :‬ال�سقطة الكربى للمجل�س الد�ستوري يف قانون املالية ‪ ،»2014‬مقال من�شور باملوقع‬
‫الإلكرتوين ه�سربي�س بتاريخ ‪ 27‬فرباير ‪.2014‬‬
‫‪� 445‬أنظر قرار املجل�س الد�ستوري رقم ‪ ،950/14‬ال�صادر بتاريخ ‪ 23‬دجنرب ‪ 2014‬واخلا�ص بالبث يف د�ستورية‬
‫القانون التنظيمي للمالية‪.‬‬
‫‪ 446‬الف�صل ‪ 105‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 447‬الف�صل ‪ 103‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 448‬الف�صل ‪ 106‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 449‬الف�صل ‪ 88‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 550‬ح�سب ما يحدد ذلك القانون التنظيمي ملجل�س النواب‪.‬‬
‫‪ 551‬الف�صل ‪ 63‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 552‬الف�صل ‪ 62‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 553‬الف�صل ‪ 63‬من د�ستور ‪.2011‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪52‬‬

‫ناخبة ت�ضم ب�صفة خا�صة ممثلي اجلماعات الرتابية‪ ،‬وامل�أجورين‪ ،‬والغرف املهنية‪،‬‬
‫واملنظمات املهنية للم�شغلني)‪ ،‬ف�ضال عن تفاوت مدة واليتهم (خم�س �سنوات بالن�سبة ملجل�س‬
‫النواب‪ ،‬و�ست �سنوات بالن�سبة ملجل�س امل�ست�شارين)‪.‬‬
‫�سابعا ـ �إمكانية حل جمل�س النواب �إما مببادرة من امللك‪� 54‬أو مببادرة من رئي�س‬
‫احلكومة‪ ،55‬بينما يعود �أمر حل جمل�س امل�ست�شارين �إىل امللك فقط‪ ،‬على اعتبار �أن هذا‬
‫الأخري مل يعد‪ ،‬كما كان عليه الأمر يف الد�ستور ال�سابق‪ ،‬يتوفر على الأدوات الرقابية التي‬
‫ت�سمح له ب�إثارة م�س�ؤولية احلكومة والعمل على �إ�سقاطها (ملتم�س الرقابة)‪.‬‬
‫ثامنا ـ اختالف عدد اللجان الدائمة ما بني النواب (ت�سعة جلان) وجمل�س امل�ست�شارين‬
‫(�ستة جلان)‪ ،‬مبا يرتتب عنه من عدم التطابق يف الق�ضايا واملوا�ضيع التي تدخل يف �إطار‬
‫جمال ا�شتغالها ما بني املجل�سني‪ ،‬وكذا اختالف الن�صاب املطلوب يف ت�شكيل الفرق الربملانية‬
‫بينهما‪ 20 :‬نائبا يف جمل�س النواب‪ 12 ،‬م�ست�شارا يف جمل�س امل�ست�شارين‪.‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬الأجهزة ال�سيا�سية الرئي�سية‬


‫يتعلق الأمر مبختلف الأجهزة التي يعود �إليها �أمر القيام بالوظائف ال�سيا�سية للم�ؤ�س�سة‬
‫الت�رشيعية‪ .‬وهي جميعها من�صو�ص عليها يف الوثيقة الد�ستورية‪ ،‬با�ستثناء ما يعرف بـ«ندوة‬
‫الر�ؤ�ساء»‪ ،‬التي جرى التن�صي�ص عليها يف النظامني الداخليني ملجل�سي الربملان‪ .‬كما �أنها‬
‫تبدو مت�شابهة يف املجل�سني من حيث طريقة ت�شكيلها و�آليات ا�شتغالها‪ ،‬عدا بع�ض االختالفات‬
‫املحدودة التي تهم خا�صة عدد اللجان الدائمة والن�صاب املطلوب لت�شكيل الفرق الربملانية‪،‬‬
‫كما �أ�رشنا �إىل ذلك من قبل‪.‬‬

‫الفقرة الأوىل‪� :‬أجهزة الت�سيري والإ�شراف‬


‫يتعلق الأمر بالأجهزة التي تتوىل الإ�رشاف على تدبري �ش�ؤون كل جمل�س من جمل�سي‬
‫الربملان‪ .‬على هذا الأ�سا�س‪ ،‬فهي و�إن كانت ذات طابع �سيا�سي بحيث يتم تكوينها على‬
‫�ضوء نتائج االنتخابات الت�رشيعية‪ ،‬وبح�سب التمثيل الن�سبي للفرق واملجموعات الربملانية‪،‬‬
‫ف�إنها تقوم �أي�ضا مبهام �إدارية‪ ،‬حيث تعمل الإدارة الربملانية حتت م�س�ؤوليتها‪.‬‬

‫‪ 554‬الف�صل ‪ 96‬من د�ستور ‪.2011‬‬


‫‪ 555‬الف�صل ‪ 104‬من د�ستور ‪.2011‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪53‬‬

‫�أ ـ الرئي�س‬

‫يتم انتخاب رئي�س جمل�س النواب يف بداية الفرتة النيابية‪ ،‬ويف ال�سنة الثالثة من الوالية‬
‫الت�رشيعية‪ ،56‬وذلك باالقرتاع ال�رسي وبالأغلبية املطلقة يف الدور الأول والأغلبية الن�سبية‬
‫يف الدور الثاين‪ ،‬ويف حالة وجود مر�شح وحيد يتم االكتفاء بالأغلبية الن�سبية يف الدور‬
‫الأول‪ .57‬وعند تعادل الأ�صوات يعترب املر�شح الأ�صغر �سنا فائزا‪ ،‬ويتم اللجوء �إىل القرعة‬
‫للإعالن عن الفائز يف حالة ت�ساوي الأ�صوات‪ .‬و�إذا كان املر�شح واحدا فبالأغلبية الن�سبية‬
‫يف دورة واحدة‪.58‬‬
‫�أما رئي�س جمل�س امل�ست�شارين‪ ،‬فينتخب هو الآخر يف م�ستهل «الفرتة النيابية»‪ ،‬ويف‬
‫منت�صف الوالية الت�رشيعية‪ ،59‬عن طريق االقرتاع ال�رسي‪ ،‬وبالأغلبية املطلقة للأع�ضاء‬
‫الذين يتكون منهم املجل�س يف الدور الأول‪ ،‬وبالأغلبية الن�سبية يف الدور الثاين التي جتري‬
‫بني املر�شحني الأول والثاين اللذان ح�صال على �أكرب الأ�صوات يف الدور الأول‪ .60‬وعند‬
‫تعادل الأ�صوات يعترب املر�شح الأكرب �سنا فائزا‪ ،‬ف�إن انتفى فارق ال�سن‪ ،‬يتم االحتكام‬
‫�إىل القرعة لتعيني الفائز‪ .‬ويف حالة �إذا ما كان هناك مر�شح وحيد‪ ،‬يجري انتخابه رئي�سا‬
‫بالأغلبية املطلقة يف الدور الأول‪ ،‬والأغلبية الن�سبية يف الدور الثاين‪.61‬‬
‫تتحدد مهام الرئي�س يف ا�ستدعاء مكتب املجل�س لالجتماع‪ ،‬وتر�أ�س اجتماعاته‪ ،‬وتر�أ�س‬
‫اجلل�سات العامة‪ ،‬وندوة الر�ؤ�ساء‪ ،‬والقيام بات�صاالت املجل�س وعالقاته اخلارجية‪،‬‬
‫وعالقاته برئي�س احلكومة‪ ،‬ف�ضال عن اللجوء �إىل املحكمة الد�ستورية يف بع�ض احلاالت‬
‫التي حددها الد�ستور‪ .‬وهي مهام تعطيه دورا كبريا يف حياة الربملان‪ ،‬وجتعل منه امل�س�ؤول‬
‫الأول والأخري عن كل ما ي�صدر عنه‪ ،‬و�إن كانت هذه املهام ميكن �أن متار�س من طرف‬
‫نوابه‪ ،‬ح�سب ترتيبهم‪ ،‬يف حالة غيابه‪.62‬‬
‫�أما يف حالة �شغور من�صبه ل�سبب من الأ�سباب‪ ،‬فيتم انتخاب رئي�س جديد ملا تبقى من‬
‫فرتة انتخابه لرئا�سة املجل�س‪ ،63‬ويف انتظار ذلك يتوىل �أحد نواب الرئي�س ال�سابق ممار�سة‬
‫‪ 556‬الف�صل ‪ 62‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 557‬املادة ‪ 17‬من النظام الداخلي ملجل�س النواب‪.‬‬
‫‪ 558‬املادة ‪ 17‬من النظام الداخلي ملجل�س النواب‪.‬‬
‫‪ 559‬الف�صل ‪ 63‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 660‬املادة ‪ 15‬من النظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين (�صيغة يوليوز ‪.)2014‬‬
‫‪ 661‬املادة ‪ 15‬من النظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين‪.‬‬
‫‪ 662‬املادة ‪ 29‬من النظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين‪.‬‬
‫‪ 663‬املادة ‪ 30‬من النظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪54‬‬

‫مهامه با�ستثناء بع�ض املهام الد�ستورية‪ ،‬التي يحددها النظام الداخلي ملجل�س النواب‪،64‬‬
‫والنظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين‪ ،65‬يف ثالثة جوانب �أ�سا�سية‪:‬‬
‫�أوال ـ اللجوء �إىل املحكمة الد�ستورية‪� ،‬إما من �أجل �إحالة املعاهدات‪ 66‬والقوانني‪،67‬‬
‫�أو من �أجل «حتكيمها» يف اخلالف بني احلكومة والربملان حول الطبيعة القانونية لبع�ض‬
‫املقرتحات �أو التعديالت التي تعار�ض احلكومة يف اندراجها يف جمال القانون‪.68‬‬
‫ثانيا ـ اللجوء �إىل الق�ضاء بغر�ض �إحالة تقرير جلان تق�صي احلقائق‪ ،69‬هذه املهمة التي‬
‫يجعلها الد�ستور اختيارية عندما ين�ص على �أن الإقدام عليها يتم «عند االقت�ضاء»‪.‬‬
‫ثالثا ـ الإخبار �أو اال�ست�شارة‪ ،‬ح�سب احلاالت‪ ،‬عند �إقدام امللك على اتخاذ بع�ض‬
‫املبادرات‪ ،‬وحتديدا �إعالن حالة اال�ستثناء‪ ،70‬وحل الربملان �أو �أحد جمل�سيه‪ ،71‬وكذلك‬
‫رئي�س احلكومة عندما يعتزم الإقدام على مبادرة حل جمل�س النواب‪.72‬‬
‫ب ـ مكتب املجل�س‬

‫�إىل جانب الرئي�س يتوفر كل جمل�س على مكتب يتكون يف جمل�س النواب من ثمانية‬
‫نواب‪ ،‬ف�ضال عن حما�سبني وثالثة �أمناء‪ ،73‬ويتم انتخابه يف م�ستهل الفرتة النيابية‪ ،‬ويف‬
‫�سنتها الثالثة‪ ،‬على �أ�سا�س التمثيل الن�سبي لكل فريق برملاين‪� .74‬أما يف جمل�س امل�ست�شارين‬
‫فيتكون من خم�سة خلفاء للرئي�س وثالثة حما�سبني وثالثة �أمناء‪ ،75‬يجري انتخابهم على‬
‫�أ�سا�س التمثيل الن�سبي لكل فريق برملاين‪ ،‬يف م�ستهل الفرتة النيابية‪ ،‬ثم عند انتهاء منت�صف‬
‫الوالية الت�رشيعية للمجل�س‪.76‬‬

‫‪ 664‬املادة ‪ 18‬من النظام الداخلي ملجل�س النواب‪.‬‬


‫‪ 665‬املادة ‪ 30‬من النظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين‪.‬‬
‫‪ 666‬الف�صل ‪ 55‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 667‬الف�صل ‪ 132‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 668‬الف�صل ‪ 79‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 669‬الف�صل ‪ 67‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 770‬الف�صل ‪ 59‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 771‬الف�صل ‪ 96‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 772‬الف�صل ‪ 104‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 773‬املادة ‪ 14‬من النظام الداخلي ملجل�س النواب‪.‬‬
‫‪ 774‬املادة ‪ 19‬من النظام الداخلي ملجل�س النواب‪.‬‬
‫‪ 775‬املادة ‪ 13‬من النظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين‪.‬‬
‫‪ 776‬الف�صل ‪ 63‬من د�ستور ‪.2011‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪55‬‬

‫تتحدد اخت�صا�صات املكتب يف «تطوير وت�أهيل عمل املجل�س‪ ،‬تنظيم العالقات اخلارجية‪،‬‬
‫�ش�ؤون النائبات والنواب‪ ،‬املوارد الب�رشية‪ ،‬املحافظة على ممتلكات املجل�س‪ ،‬والتوا�صل‬
‫والإعالم والتوثيق»‪ ،77‬ويف و�ضع جدول �أعمال املجل�س‪ ،‬والإ�رشاف على مناق�شاته‪،‬‬
‫وو�ضع الرتتيبات الالزمة لعقد جل�سات املجل�س‪ ،‬و�ضمان هيبة واحرتام امل�ؤ�س�سة واملحافظة‬
‫على بنياتها واملنقوالت التابعة لها‪ ،‬وتوفري الأمن الداخلي واخلارجي بوا�سطة حر�س‬
‫خا�ص منتدب لهذا الغر�ض‪ ،‬وو�ضع ميزانية املجل�س وت�سيري �ش�ؤونه املالية‪ ،‬و�سن الأنظمة‬
‫اخلا�صة بتنظيم وت�سيري املرافق الإدارية واملالية للمجل�س‪ ،‬على نحو ما هي حمددة يف النظام‬
‫الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين ‪.78‬‬
‫داخل مكتب كل جمل�س ميار�س املحا�سبون والأمناء مهاما حمددة‪ ،‬حيث يتوىل املحا�سبون‬
‫ال�سهر على الت�سيري املايل والإداري للمجل�س‪ ،‬وذلك حتت �إ�رشاف مكتب املجل�س‪ ،‬حيث‬
‫«يبدون ر�أيهم وجوبا قبل االلتزام ب�أية نفقة‪ ،‬ويرفعون �إىل املكتب عند افتتاح دورة �أكتوبر‬
‫تقريرا ماليا حول ظروف تنفيذ ميزانية ال�سنة اجلارية»‪ ،79‬على �أ�سا�س �أن «يرفق (هذا‬
‫التقرير) مب�رشوع امليزانية الفرعية للمجل�س التي تعر�ض للدرا�سة على اللجنة املخت�صة‪،‬‬
‫واجلل�سة العامة»‪ .80‬بينما يتوىل الأمناء مراقبة حترير حما�رض اجلل�سات العامة‪ ،‬وعمليات‬
‫الت�صويت‪ ،‬التي تتم خاللها‪ ،‬وكذا �سائر نتائج االقرتاع التي جتري على م�ستوى املجل�س‪،‬‬
‫كما يتولون �ضبط حاالت غياب الأع�ضاء يف اجلل�سات العامة‪.81‬‬
‫ج ـ ندوة الر�ؤ�ساء‬

‫ال تعد من بني �أجهزة الربملان التي يحددها الد�ستور و�إمنا ورد الن�ص عليها يف النظامني‬
‫الداخلني ملجل�سي الربملان‪ .‬ومع ذلك مل ير املجل�س الد�ستوري يف �إحداثها �أي خمالفة‬
‫ملقت�ضيات الد�ستور‪ ،‬وهو الذي �سبق له �أن وقف �ضد رغبة الربملان يف �إحداث �أجهزة‬
‫�أخرى‪ ،‬م�ستندا يف ذلك على عدد من املربرات من بينها �أن �أجهزة الربملان حمددة على‬

‫‪ 777‬املادة ‪ 21‬من النظام الداخلي ملجل�س النواب‪.‬‬


‫‪� 778‬أنظر املواد من ‪� 32‬إىل ‪ 43‬من النظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين‪.‬‬
‫‪ 779‬املادة ‪ 44‬من النظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين‪.‬‬
‫‪ 880‬املادة ‪ 44‬من النظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين‪.‬‬
‫‪ 881‬املادة ‪ 113‬من النظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪56‬‬

‫�سبيل احل�رص يف الف�صل ‪ 69‬من الد�ستور‪ .82‬وهي تتكون من رئي�س املجل�س‪ ،‬ونوابه‪،‬‬
‫ور�ؤ�ساء اللجان الدائمة‪ ،‬ور�ؤ�ساء الفرق الربملانية‪ ،83‬ي�ضاف �إليهم يف جمل�س امل�ست�شارين‬
‫«من�سقي املجموعات الربملانية»‪ .84‬ويح�رض اجتماعاتها مندوب للحكومة (عادة ما يكون‬
‫وزير العالقات مع الربملان)‪ ،‬الذي يكون له حق التدخل يف املناق�شات ليبدي وجهة نظر‬
‫احلكومة يف الق�ضايا التي تعنيها ويف ترتيب جدول الأعمال‪.85‬‬
‫�أما دورها فيتحدد يف التداول يف جدول �أعمال املجل�س‪ ،‬والتقدم باقرتاحات تهم تنظيم‬
‫املناق�شة العامة للن�صو�ص املعرو�ضة على املجل�س‪ ،‬و�إبداء الر�أي حول �أ�شغال اللجان‪،‬‬
‫والتداول يف الربجمة الزمنية لأ�شغال املجل�س‪ ،86‬ف�ضال عن التداول يف مقرتحات القوانني‬
‫اجلاهزة‪� ،‬أو التي يتم النظر فيها من طرف اللجان الدائمة‪ ،‬خا�صة املقرتحات املقدمة من‬
‫طرف املعار�ضة‪ ،‬ق�صد برجمتها والبث فيها‪ .87‬وتتخذ قراراتها بالتوافق �أو بالت�صويت عند‬
‫االقت�ضاء‪� ،88‬إذ يف هذه احلالة الأخرية يكون لر�ؤ�ساء الفرق يف جمل�س النواب‪ ،‬ولر�ؤ�ساء‬
‫الفرق واملجموعات الربملانية يف جمل�س امل�ست�شارين عدد �أ�صوات تنا�سب عدد الأع�ضاء‬
‫الذين تتكون منهم فرقهم‪� ،‬أو جمموعاتهم‪ ،‬دون احت�ساب املنتمني منهم لندوة الر�ؤ�ساء‪.89‬‬

‫الفقرة الثانية‪� :‬أجهزة التداول وامل�شاركة‬


‫يرتبط �أداء الربملان لوظائفه الت�رشيعية والرقابية بوجود �أجهزة خا�صة للتداول يف‬
‫الق�ضايا املتعلقة بهذه الوظائف‪ ،‬و�أخرى يوفر االنتظام يف �إطارها الإمكانية الرئي�سية‪� ،‬إن‬
‫مل تكن الوحيدة‪ ،‬للم�شاركة يف هذا التداول‪.‬‬

‫‪ 882‬كان �آخر قرار له يف هذا املجال هو الذي يتعلق برف�ض مقت�ضى من النظام الداخلي ملجل�س النواب ين�ص على‬
‫«حق النائبات‪ ،‬املمار�سات فعليا خالل الوالية الت�رشيعية‪ ،‬يف ت�أ�سي�س هيئة للن�ساء الربملانيات تهدف �إىل اقرتاح‬
‫ودعم وتقوية املكت�سبات الن�سائية يف كل املجاالت وتعزيزها على م�ستوى الت�رشيع واملراقبة والدبلوما�سية‬
‫الربملانية وعلى م�ستوى مراكز اتخاذ القرار» (�أنظر قرار رقم ‪� 924 /13‬صادر بتاريخ ‪ 22‬غ�شت ‪.)2013‬‬
‫‪ 883‬املادة ‪ 87‬من النظام الداخلي ملجل�س النواب‪ ،‬ومن النظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين‪.‬‬
‫‪ 884‬املادة ‪ 87‬من النظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين‪.‬‬
‫‪ 885‬املادة ‪ 88‬من النظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين‪ ،‬ومن النظام الداخلي ملجل�س النواب‪.‬‬
‫‪ 886‬املادة ‪ 89‬من النظام الداخلي ملجل�س النواب‪.‬‬
‫‪ 887‬املادة ‪ 89‬من النظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين‪.‬‬
‫‪ 888‬املادة ‪ 90‬من النظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين‪.‬‬
‫‪ 889‬املادة ‪ 89‬من النظام الداخلي ملجل�س النواب‪ ،‬واملادة ‪ 90‬من النظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪57‬‬

‫�أ ـ اللجان‬

‫ميكن التمييز بني نوعني من اللجان‪ ،‬اللجان الدائمة �أو القارة‪ ،‬واللجان امل�ؤقتة‪� ،‬إذ‬
‫يختلفان من حيث ت�شكيلهما‪ ،‬ووظائفهما‪ ،‬بحيث �إذا كانت اللجان الدائمة ذات طابع رقابي‬
‫وت�رشيعي يف نف�س الوقت‪ ،‬ف�إن اللجان امل�ؤقتة عادة ما تكون ذات طابع رقابي فقط‪.‬‬
‫�أوال ـ اللجان الدائمة‬

‫تكت�سي اللجان الدائمة �أهمية خا�صة يف عمل الربملان‪ ،‬فعالوة على �أنها تعد معربا‬
‫�رضوريا لكل مقرتحات وم�شاريع الن�صو�ص القانونية التي تعر�ض على الربملان‪ ،‬ف�إنها‬
‫تقوم بدور ال ي�ستهان به يف جمال مراقبة عمل احلكومة‪ .‬لذلك‪ ،‬ف�إن عملها ال ينح�رص يف‬
‫انعقاد دورتي الربملان بل يبقى م�ستمرا بعد انتهائها‪.‬‬
‫وقد �أ�ضفى الد�ستور طابع ال�رسية على جل�ساتها‪ ،90‬لكنه‪ ،‬يف نف�س الوقت‪ ،‬فتح الباب‬
‫لإمكانية عقد جل�سات علنية وفق �ضوابط حمددة‪ ،‬عندما �أحال على النظامني الداخلني‬
‫ملجل�سي الربملان حتديد احلاالت وال�ضوابط التي ميكن �أن تنعقد فيها اللجان ب�صفة علنية‪.‬‬
‫وبالرجوع �إىل هذين الن�صني جند �أنهما �أتاحا «عند االقت�ضاء» �إمكانية احل�ضور يف‬
‫اجتماعات اللجان لأ�شخا�ص جرى حتديدهما يف «موظفي اللجنة الدائمة املعنية وموظفي‬
‫الفرق املنتدبني»‪ ،91‬حيث ربطا ذلك باحل�صول على ترخي�ص �صادر عن ر�ؤ�ساء اللجان‬
‫بالن�سبة ملجل�س النواب‪ ،92‬وعن رئي�س املجل�س‪ ،‬ورئي�س اللجنة املعنية بالن�سبة ملجل�س‬
‫امل�ست�شارين‪ ،93‬و�إن كان الت�سامح الذي ظلت تبديه �إدارة جمل�سي الربملان �إزاء ح�ضور‬
‫املوظفني وال�صحافيني وبع�ض الباحثني على حد �سواء �أ�شغال اللجان قد تراجع ب�شكل كبري‬
‫انطالقا من منت�صف الوالية الت�رشيعية احلالية‪.94‬‬
‫مع الإ�شارة هنا �إىل �أن النظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين مل يكتف بتحديد الأ�شخا�ص‬
‫املعنيني باحل�ضور بل ذهب �أبعد من ذلك وهو يحدد االجتماعات العلنية للجان يف تلك التي‬
‫تتناول «ق�ضايا وطنية وجهوية ت�ست�أثر باهتمام الر�أي العام الوطني‪ ،‬وال تتعلق بالأمن‬

‫‪ 990‬الف�صل ‪ 68‬من د�ستور ‪.2011‬‬


‫‪ 991‬املادة ‪ 70‬من النظام الداخلي ملجل�س النواب‪ ،‬واملادة ‪ 67‬من النظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين‪.‬‬
‫‪ 992‬املادة ‪ 70‬من النظام الداخلي ملجل�س النواب‪.‬‬
‫‪ 993‬املادة ‪ 67‬من النظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين‪.‬‬
‫‪ 994‬كان ذلك قد حدث بال�ضبط بعد اال�ستقبال الذي خ�ص به امللك �أع�ضاء مكتب جمل�س النواب‪ ،‬مما دفع �إىل الربط‬
‫بني هذه الإجراءات املت�شددة التي اتخذتها �إدارة املجل�سني وبع�ض املالحظات التي يكون امللك قد �أبداها يف ذلك‬
‫اللقاء حول �صورة الربملان‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪58‬‬

‫الداخلي �أو اخلارجي للدولة»‪ .95‬معتربا �أن عقد مثل هذه االجتماعات يحتاج �إىل طلب‬
‫معلل من رئي�س املجل�س‪� ،‬أو مكتبه‪� ،‬أو رئي�س فريق‪� ،‬أو من احلكومة‪� ،‬أو من ثلث �أع�ضاء‬
‫اللجنة‪� ،‬أو مببادرة من مكتبها‪.96‬‬
‫و�إذا كانت اللجان تعقد اجتماعاتها ب�صفة منفردة وت�ضطلع ب�صالحيات يف جماالت‬
‫حمددة لكل واحدة منها‪ ،‬فقد حمل د�ستور ‪ 2011‬جديدا على هذا امل�ستوى عندما �أتاح �أمامها‬
‫�إمكانية عقد جل�سات م�شرتكة بغر�ض اال�ستماع �إىل بيانات تتعلق بق�ضايا تكت�سي طابعا‬
‫وطنيا هاما‪ .97‬وهي االجتماعات التي ميكن �أن تعقد لي�س فقط بني اللجان اخلا�صة داخل‬
‫كل جمل�س‪ ،98‬بل �أي�ضا بني جلان هذا الأخري وجلان جمل�س امل�ست�شارين‪ ،99‬على �أن يتوىل‬
‫رئا�ستها يف هذه احلالة الأخرية رئي�س جمل�س النواب عندما تنعقد بناء على مبادرة منفردة‬
‫منه‪� ،‬أو مببادرة م�شرتكة من املجل�سني‪� ،‬أو من احلكومة‪ ،‬ورئي�س جمل�س امل�ست�شارين‬
‫عندما تنعقد مببادرة من هذا الأخري‪.100‬‬
‫واللجان الدائمة توجد يف جمل�سي الربملان معا‪ ،‬و�إن كانت تختلف من جمل�س �إىل �آخر‬
‫من حيث عددها وت�سميتها‪ .‬بحيث يتوفر جمل�س النواب على ت�سعة جلان كل واحدة منها‬
‫تخت�ص مبجال �أو جماالت حمددة (�أنظر اجلدول)‪ ،‬وت�ضم عددا حمددا من النواب‪� ،101‬إذ‬
‫يلزم النظام الداخلي كل نائب �أو نائبة �أن يكون ع�ضوا يف جلنة دائمة واحدة‪ .102‬ويكون‬
‫لكل جلنة رئي�س ينتخب يف م�ستهل الفرتة النيابية ويف �سنتها الثالثة باالقرتاع ال�رسي‪،‬‬
‫ومكتب مكون من �أربعة نواب للرئي�س ومقرر ونائب للمقرر و�أمناء‪ ،‬ويتم ت�شكيلها على‬
‫�أ�سا�س التمثيل الن�سبي‪ ،‬ويحق للنواب غري الأع�ضاء يف اللجنة ح�ضور �أ�شغالها وامل�شاركة‬
‫يف �أعمالها لكن دون �أن يكون لهم حق امل�شاركة يف الت�صويت‪.103‬‬

‫‪ 995‬املادة ‪ 61‬من النظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين‪.‬‬


‫‪ 996‬املادة ‪ 61‬من النظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين‪.‬‬
‫‪ 997‬الف�صل ‪ 68‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 998‬املادة ‪ 67‬من من النظام الداخلي ملجل�س النواب‪.‬‬
‫‪ 999‬املادة ‪ 63‬من النظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين‪ ،‬واملادة ‪ 171‬من النظام الداخلي ملجل�س النواب‪.‬‬
‫‪ 1100‬املادة ‪ 63‬من النظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين‪.‬‬
‫‪ 1101‬حتدد املادة ‪ 57‬من النظام الداخلي ملجل�س النواب عدد �أع�ضاء كل جلنة يف ‪ 44‬ع�ضوا‪ ،‬با�ستثناء جلنة مراقبة‬
‫املالية العامة‪ ،‬التي ينح�رص عددها �أع�ضائها يف ‪ 43‬ع�ضوا‪.‬‬
‫‪ 1102‬املادة ‪ 59‬من النظام الداخلي ملجل�س النواب‪.‬‬
‫‪ 1103‬املادة ‪ 59‬من النظام الداخلي ملجل�س النواب‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪59‬‬

‫مجلس النواب‬
‫جماالت اشتغاهلا‬ ‫اللجان الدائمة‬
‫‪ 1‬ـجلنة اخلارجية والدفاع الوطني الشؤون اخلارجية ـ التعاون ـ شؤون املغاربة املقيمني‬
‫والشؤون اإلسالمية واملغاربة باخلارج ـ الدفاع الوطني واملناطق املحتلة واحلدود ـ‬
‫قضايا قدماء املقاومني ـ األوقاف والشؤون اإلسالمية‪.‬‬ ‫املقيمني باخلارج‬
‫‪ 2‬ـجلنة الداخلية واجلامعات الرتابية الداخلية ـ اجلهوية واجلامعات الرتابية ـ التعمري‬
‫والسكنى وسياسة املدينة‪.‬‬ ‫والسكنى وسياسة املدينة‬
‫‪ 3‬ـ جلنة العدل والترشيع وحقوق العدل ـ حقوق اإلنسان ـ األمانة العامة للحكومة ـ‬
‫الشؤون اإلدارية ـ العالقات مع الربملان واملجتمع املدين‬ ‫اإلنسان‬
‫ـ املجس األعىل واملجالس اجلهوية للحسابات‪.‬‬
‫املالية ـ االستثامر ـ تأهيل االقتصاد ـ اخلوصصة ـ‬
‫املؤسسات العمومية ـ الشؤون العامة واالقتصاد‬ ‫‪ 4‬ـ جلنة املالية والتنمية االقتصادية‬
‫االجتامعي‪.‬‬
‫الصحة ـ الشباب والرياضة ـ التشغيل ـ الشؤون‬
‫االجتامعية ـ التكوين املهني ـ املرأة واألرسة والطفل‬ ‫‪ 5‬ـ جلنة القطاعات االجتامعية‬
‫والتضامن ـ قضايا اإلعاقة‪.‬‬
‫الفالحة ـ التنمية القروية ـ الصناعة ـ الصيد البحري‬
‫ـ السياحة ـ الصناعة التقليدية ـ التجارة الداخلية‬ ‫‪ 6‬ـ جلنة القطاعات اإلنتاجية‬
‫واخلارجية والتكنولوجيا احلديثة‪.‬‬
‫‪ 7‬ـجلنة البنيات األساسية والطاقة التجهيز ـ النقل ـ املاء ـ البيئة ـ املواصالت ـ الطاقة‬
‫واملعادن ـ املياه والغابات ـ التنمية املستدامة‪.‬‬ ‫واملعادن والبيئة‬
‫التعليم ـ الثقافة ـ االتصال واإلعالم‪.‬‬ ‫‪ 8‬ـ جلنة التعليم والثقافة واالتصال‬
‫مراقبة وتتبع اإلنفاق العمومي للاملية العامة ـ دراسة‬
‫التقارير املوضوعاتية للمجلس األعىل للحسابات‬
‫‪ 9‬ـ جلنة مراقبة املالية العامة‬
‫والتقارير التي يعدها وفقا للفصل ‪ 148‬من الدستور ـ‬
‫النصوص الترشيعية املتعلقة بمراقبة املالية العامة‪.104‬‬
‫‪104‬‬

‫‪ 1104‬كان املجل�س الد�ستوري لدى نظره يف النظام الداخلي ملجل�س النواب قد اعرت�ض على �إحداث هذه اللجنة‬
‫بدعوى �أن مراقبة الربملان للمالية العامة يجب �أن تتم يف �إطار مراقبة عمل احلكومة‪ ،‬كما ين�ص على ذلك‬
‫الف�صل ‪ 70‬من الد�ستور‪ ،‬وال ت�شمل مراقبة القطاعات الوزارية وامل�ؤ�س�سات واملقاوالت العمومية مبا�رشة‪،‬‬
‫لتعار�ض ذلك مع الف�صل ‪ 89‬من الد�ستور الذي يجعل الإدارة حتت �سلطة احلكومة (قرار رقم ‪،)13/924‬‬
‫قبل �أن يعود يف منا�سبة الحقة لقبولها بعد �أن جرى تعديلها من طرف جمل�س النواب حتى تتالءم مع قرار‬
‫املجل�س الد�ستوري ال�سابق (�أنظر قراره ‪.)13/929‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪60‬‬

‫�أما يف جمل�س امل�ست�شارين فتوجد �ستة جلان فقط (�أنظر اجلدول)‪ ،‬ال يقل عدد �أع�ضائها‬
‫عن خم�سة ع�رش ع�ضوا وال يزيد عن خم�سة و�أربعون‪ ،105‬حيث يكون لكل واحدة رئي�س‬
‫ينتخب يف م�ستهل الفرتة الربملانية وعند انتهاء منت�صف والية املجل�س وفقا للتمثيل الن�سبي‬
‫للفرق واملجموعات الربملانية عند االقت�ضاء‪ ،106‬كما يكون لها مكتب يت�شكل هو الآخر على‬
‫�أ�سا�س التمثيل الن�سبي‪ ،‬ويتكون �إ�ضافة �إىل الرئي�س من �ستة خلفاء للرئي�س‪ ،‬و�أمني وم�ساعد‬
‫له‪ ،‬ومقررا وم�ساعد له‪ .107‬وال يجوز مل�ست�شار‬
‫برملاين �أن ينتمي لأكرث من جلنة‪ ،‬لكن يحق له �أن يح�رض �أ�شغال اللجنة التي ال ينتمي �إليها‪،‬‬
‫وامل�شاركة فيها‪ ،‬دون �أن يكون له احلق يف الت�صويت‪.108‬‬

‫مجلس املستشارين‬
‫جماالت اشتغاهلا‬ ‫اللجان الدائمة‬
‫‪ 1‬ـ جلنة التعليم والشؤون الثقافية القوانني التنظيمية املتعلقة بمجاالت اختصاصاهتا ـ‬
‫الرتبية والتكوين املهني والتشغيل ـ املنظومة الصحية‬ ‫واالجتامعية‬
‫ـ الشبيبة والرياضة ـ الثقافة وامللكية الفكرية ـ نظام‬
‫الوسائط السمعية البرصية واإلعالم والنرش ـ الشؤون‬
‫االجتامعية وقضايا املرأة واألرسة والطفولة وشؤون‬
‫املعاقني‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ جلنة اخلارجية واحلدود والدفاع الشؤون اخلارجية واحلدود واملناطق املحتلة والدفاع‬
‫الوطني واملناطق املغربية املحتلة‪ .‬الوطني ـ شؤون اجلالية املغربية املقيمة باخلارج ومغاربة‬
‫العامل ـ شؤون املقاومة وجيش التحرير ـ األوقاف‬
‫والشؤون اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ جلنة الداخلية واجلامعات الرتابية القوانني التنظيمية املتعلقة بمجاالت اختصاصاهتا ـ نظام‬
‫اجلامعات الرتابية ومبادئ حتديد دوائرها الرتابية ـ التنمية‬ ‫والبنيات األساسية‬
‫اجلهوية ـ الترشيعات االنتخابية ـ حفظ األمن والنظام ـ‬
‫اإلنعاش الوطني ـ األرايض اجلامعية وأرايض الكيش ـ‬
‫اإلسكان والتعمري وإعداد الرتاب الوطني ـ نظام النقل‬
‫والطرق والسكك احلديدية ـ التجهيز والقناطر واملوانئ‪.‬‬

‫‪ 1105‬املادة ‪ 53‬من النظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين‪.‬‬


‫‪ 1106‬املادة ‪ 56‬من النظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين‪.‬‬
‫‪ 1107‬املادة ‪ 56‬من النظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين‪.‬‬
‫‪ 1108‬املادة ‪ 55‬من النظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪61‬‬

‫‪ 4‬ـ جلنة املالية والتخطيط والتنمية القوانني التنظيمية املتعلقة بمجاالت اختصاصاهتا ـ املالية‬
‫واملحاسبة العمومية ـ الصفقات العمومية ـ الشؤون‬ ‫االقتصادية‬
‫العامة واحلكامة اجليدة ـ نظام األبناك والتأمني ـ أنظمة‬
‫التقاعد العمومي واالحتياط االجتامعي ـ أمالك الدولة‬
‫ـ االستثامر وتأهيل االقتصاد ـ التخطيط وقوانني اإلطار‬
‫ـ إحداث وتأميم املؤسسات العمومية ونظام اخلوصصة‬
‫ـ االقتصاد االجتامعي‪.‬‬
‫‪ 5‬ـجلنة العدل والترشيع وحقوق ـ القوانني التنظيمية املتعلقة بمجال اختصاصاها ـ‬
‫النظام الداخيل ملجلس املستشارين ـ احلقوق واحلريات‬ ‫اإلنسان‬
‫األساسية‪ :‬الفردية واجلامعية ـ منظومة العدالة ـ العالقات‬
‫مع الربملان ـ الوظيفة العمومية وحتديث اإلدارة ـ املحاكم‬
‫املالية‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ جلنة الفالحة والقطاعات اإلنتاجية ـ الفالحة والثروات احليوانية والتنمية القروية ـ أنظمة‬
‫امللكية العقارية ـ التجارة الداخلية واخلارجية ـ الصناعة‬
‫العرصية والتقليدية ـ املاء والطاقة واملعادن واملكاتب‬
‫واملؤسسات العمومية املتعلقة هبا ـ نظام تكنلوجيا‬
‫املعلومات‪ ،‬وتقنيات االتصاالت احلديثة‪ ،‬والربيد ـ‬
‫السدود واملياه والغابات ـ قواعد تدبري البيئة ومحاية‬
‫املوارد الطبيعية والتنمية املستدامة ـ الثروات البحرية‬
‫والصيد البحري ـ السياحة‪.‬‬

‫ثانيا ـ اللجان امل�ؤقتة‬

‫�إىل جانب اللجان الدائمة �أو القارة‪ ،‬ملجل�سي الربملان الإمكانية لإحداث جلان ذات طابع‬
‫م�ؤقت ينح�رص دورها يف معاجلة ق�ضايا حمددة‪ ،‬وينتهي وجودها بانتهاء تلك املهمة التي‬
‫�أنيطت بها‪ .‬يتعلق الأمر بثالثة �أ�صناف من اللجان‪ ،‬هي جلان تق�صي احلقائق‪ ،‬وجلنة‬
‫مراقبة �رصف امليزانية‪ ،‬وجمموعات العمل املو�ضوعاتية‪ .‬و�سنكتفي باحلديث هنا عن‬
‫هذين ال�صنفني الأخريين‪ ،‬على �أن نتحدث عن جلان تق�صي احلقائق يف الف�صل املخ�ص�ص‬
‫لوظائف ومهام الربملان‪.‬‬
‫‪ 1‬ـ جلنة مراقبة �رصف امليزانية‬

‫�سواء يف جمل�س النواب �أو يف جمل�س امل�ست�شارين‪ ،‬تت�شكل هذه اللجنة مببادرة من مكتب‬
‫املجل�س النواب‪ ،‬على �أ�سا�س التمثيل الن�سبي للفرق واملجموعات الربملانية‪ ،109‬مع فارق‬
‫يتعلق بتوقيت ح�صول ذلك‪ ،‬حيث تت�شكل �أول مرة يف املجل�س الأول بعد افتتاح دورة‬
‫‪ 1109‬املادة ‪ 31‬من النظام الداخلي ملجل�س النواب‪ ،‬واملادة ‪ 45‬من النظام الداخلي ملجل�س النواب‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪62‬‬

‫�أكتوبر من ال�سنة الت�رشيعية الثانية‪ ،‬ومن كل �سنة تليها‪ ،‬ويف ال�سنة الأخرية من عمر املجل�س‬
‫قبل اختتام الدورة العادية التي تنتهي عندها الوالية الت�رشيعية‪ ،110‬بينما تت�شكل يف املجل�س‬
‫الثاين كل �سنة عند افتتاح دورة �أكتوبر‪ ،‬وقبل �شهر من تاريخ اختتام �آخر دورة عادية من‬
‫دورات الوالية الت�رشيعية‪.111‬‬
‫تتكون هذه اللجنة يف املجل�سني معا من ‪ 13‬ع�ضوا‪ ،‬يتفق النظامني الداخليني على �أن ال‬
‫يكون من بينهم �أع�ضاء املكتب‪ ،‬حيث ال يعطى لهم احلق يف امل�شاركة يف �أعمالها‪� ،‬إال �إذا‬
‫طلب منهم تقدمي معلومات �أو معطيات حول �رصف امليزانية‪ ،112‬لكن يختلفان يف ا�شرتاط‬
‫النظام الداخلي ملجل�س النواب �أن ت�ضم ر�ؤ�ساء الفرق واملجموعات النيابية �أو من ينوب‬
‫عنهم‪ .113‬وبعد ت�شكيلها‪ ،‬تتوىل يف �أول اجتماع لها انتخاب رئي�س لها ومقرر‪� ،‬رشيطة �أن‬
‫يكون �أحدهما من نواب �أو م�ست�شاري املعار�ضة‪ .114‬كما تخ�ضع يف عملها لنف�س ال�ضوابط‬
‫التي ت�رسي على عمل باقي اللجان‪.115‬‬
‫يتحدد الغر�ض من �إحداثها يف «التحقق من �سالمة �رصف ميزانية املجل�س لل�سنة‬
‫املن�رصمة»‪ ،‬حيث ترفع تقريرا يف هذا ال�ش�أن �إىل املجل�س داخل �أجل �شهر من ت�شكيلها‪،‬‬
‫على �أن تعقبه مناق�شة‪ .116‬ويف حالة �إذا ما عاينت وجود اختالالت تتعلق بقواعد �رصف‬
‫امليزانية‪ ،‬يعطيها النظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين‪� ،117‬صالحية رفع تقرير خا�ص بذلك‬
‫�إىل املكتب رفقة التقرير العام اخلا�ص مبهمة مراقبة �رصف امليزانية التي �أحدثت من �أجلها‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ جمموعات العمل املو�ضوعاتية‬

‫يتعلق الأمر ب�آليات جديدة جرى �إدخالها يف نظام عمل الربملان خالل ال�سنوات‬
‫الأخرية‪ ،‬بحيث مل يكن معموال بها من قبل‪ ،‬قبل �أن يتوىل النظام الداخلي احلايل ملجل�س‬
‫النواب التن�صي�ص على وجودها‪ .‬وهي جمموعات م�ؤقتة‪ ،118‬حتدث بقرار من مكتب‬
‫‪ 1110‬املادة ‪ 31‬من النظام الداخلي ملجل�س النواب‪.‬‬
‫‪ 1111‬املادة ‪ 45‬من النظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين‪.‬‬
‫‪ 1112‬املادة ‪ 31‬من النظام الداخلي ملجل�س النواب‪ ،‬واملادة ‪ 45‬من النظام الداخلي من جمل�س امل�ست�شارين‪.‬‬
‫‪ 1113‬املادة ‪ 31‬من النظام الداخلي ملجل�س النواب‪.‬‬
‫‪ 1114‬املادة ‪ 31‬من النظام الداخلي ملجل�س النواب‪ ،‬واملادة ‪ 45‬من النظام الداخلي من جمل�س امل�ست�شارين‪.‬‬
‫‪ 1115‬املادة ‪ 31‬من النظام الداخلي ملجل�س النواب‪.‬‬
‫‪ 1116‬املادة ‪ 31‬من النظام الداخلي ملجل�س النواب‪.‬‬
‫‪ 1117‬املادة ‪ 45‬من النظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين‪.‬‬
‫‪ 1118‬كان املجل�س الد�ستوري قد اعرت�ض على �إحداثها‪ ،‬بدعوى �أن جمل�س النواب لي�س من حقه �إحداث هياكل‬
‫دائمة غري تلك املن�صو�ص عليها يف الد�ستور (نظر قراره رقم ‪ ،)13/924‬قبل �أن يعود لت�أييد �إحداثها بعد �أن‬
‫�أدخل عليها جمل�س النواب تعديال يجعل منها جمموعات م�ؤقتة (�أنظر قرار املجل�س الد�ستور رقم ‪.)13/929‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪63‬‬

‫جمل�س النواب‪ ،‬بناء على طلب من رئي�س فريق �أو جمموعة نيابية‪ ،119‬وت�ضم ممثال عن‬
‫كل فريق وجمموعة نيابية‪ ،‬مع مراعاة مبد�أ املنا�صفة والتخ�ص�ص‪ .120‬لكن‪ ،‬لكي تت�شكل‬
‫ي�شرتط �أن تكون املهمة امل�سندة �إليها تهم اخت�صا�ص جلنتني �أو �أكرث من اللجان الدائمة‪،‬‬
‫�أو مهمة ت�ستوجب القيام بدرا�سات و�أبحاث و�إعداد تقارير يعود االخت�صا�ص فيها لدور‬
‫اللجان الدائمة الت�رشيعي والرقابي‪.121‬‬
‫على هذا الأ�سا�س‪ ،‬تقوم هذه املجموعات امل�ؤقتة مبهام حمددة‪ ،‬وتخ�ضع يف عملها‬
‫لقواعد و�آليات يحددها مكتب املجل�س‪ ،122‬على �أن تتوىل يف �أجل ال يتعدى ثالثة �أ�شهر من‬
‫تاريخ ت�شكيلها بتقدمي تقرير عن املهمة التي �أحدثت من �أجلها‪ ،‬لكن �إذا ما تعذر عليها ذلك‬
‫ميكنها �أن تقدم تقريرا �أوليا يقرر مكتب املجل�س على �أ�سا�سه فيما �إذا كانت جمموعة العمل‬
‫امل�ؤقتة �ستوا�صل عملها �أم ال‪.123‬‬
‫ب ـ اجلل�سات العامة‬

‫اجلل�سات العامة ذات �أهمية ق�صوى يف حياة الربملان‪ ،‬لي�س فقط لأنها تعترب املعرب الأخري‬
‫الذي ت�سلكه م�شاريع الن�صو�ص الت�رشيعية قبل �أن تعرف طريقها نحو ال�صدور �إن مل تتم‬
‫�إحالتها على املحكمة الد�ستورية �أو مل يطلب امللك قراءة جديدة بخ�صو�صها‪ ،‬و�إمنا �أي�ضا‬
‫لأنها الف�ضاء الذي ي�سمح مبراقبة علنية لأعمال احلكومة‪ .‬وهي تخ�ضع لعدد من ال�ضوابط‬
‫يحددها النظامني الداخليني ملجل�سي الربملان‪ ،‬تتعلق ب�سري عملها‪ ،‬واحل�ضور فيها‪ ،‬وتناول‬
‫الكلمة داخلها‪ ،‬وتنظيم اجللو�س يف القاعة املخ�ص�صة لها‪ ،‬وكيفية الإ�رشاف عليها‪ ،‬ف�ضال‬
‫عن �ضبط حما�رضها‪ .124‬واجلل�سات العامة التي يعقدها الربملان متعددة ومتنوعة‪ ،‬لكن‬
‫ميكن �أن منيز داخلها بني ثالثة �أنواع‪:‬‬
‫�أوال ـ اجلل�سات العامة الت�رشيعية‪ ،‬التي تعقد على م�ستوى كل جمل�س من �أجل املناق�شة‬
‫والت�صويت على الن�صو�ص الت�رشيعية (م�شاريع القوانني ومقرتحات القوانني) بعد �أن تكون‬
‫تلك الن�صو�ص قد عر�ضت من قبل �أمام اللجنة املخت�صة وقالت كلمتها فيها‪ .‬وهي جل�سات‬
‫تنعقد كقاعدة عامة يف �أي وقت من �أيام العمل‪ ،‬لكنها ميكن �أن تنعقد ب�صفة ا�ستثنائية خارج‬

‫‪ 1119‬املادة ‪ 73‬من النظام الداخلي ملجل�س النواب‪.‬‬


‫‪ 1120‬املادة ‪ 75‬من النظام الداخلي ملجل�س النواب‪.‬‬
‫‪ 1121‬املادة ‪ 74‬من النظام الداخلي ملجل�س النواب‪.‬‬
‫‪ 1122‬املادة ‪ 77‬من النظام الداخلي ملجل�س النواب‪.‬‬
‫‪ 1123‬املادة ‪ 78‬من النظام الداخلي ملجل�س النواب‪.‬‬
‫‪ 1124‬الباب الثالث من النظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين‪ ،‬والباب الثاين من النظام الداخلي ملجل�س النواب‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪64‬‬

‫�أيام العمل‪ .125‬كما �أن اتخاذها من الناحية املبدئية لطابع العمومية‪ 126‬ال يحول دون �إمكانية‬
‫حتولها �إىل جل�سات �رسية �إذا ما طلب ذلك كل من رئي�س احلكومة �أو ثلث �أع�ضاء جمل�س‬
‫النواب‪� ،‬أو جمل�س امل�ست�شارين‪ ،‬الذين يكون ح�ضورهم �إلزاميا حني تقدمي طلبهم‪.127‬‬
‫ثانيا ـ اجلل�سات العامة الرقابية‪ ،‬التي تعقد على م�ستوى كل جمل�س ويكون مو�ضوعها‬
‫مراقبة العمل احلكومي‪ ،‬وهي بدورها تنق�سم �إىل �ستة �أ�صناف‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ جل�سة مناق�شة الربنامج احلكومي‪ ،‬حيث يكون رئي�س احلكومة بعد تعيني امللك‬
‫لأع�ضاء حكومته ملزما بتقدمي برناجمها �أمام الربملان‪ ،‬على اعتبار �أن الت�صويت عليه‬
‫هو الذي ي�ؤ�رش على الوجود القانوين للحكومة‪ .128‬وهو الربنامج الذي يقدم ويناق�ش �أمام‬
‫جمل�سي الربملان جمتمعني‪ ،‬لكن الت�صويت عليه ال يتم �إال يف جمل�س النواب‪ ،‬الذي يخ�ص�ص‬
‫جل�سة خا�صة لهذا املو�ضوع داخل �أجل ال يقل عن ثالثة �أيام بعد جل�سة تقدمي الربنامج وال‬
‫تتعدى خم�سة �أيام‪ ،‬تعطى فيها الكلمة للنواب الراغبني وفقا حل�ص�ص زمنية تراعي التمثيل‬
‫الن�سبي‪ ،‬ثم لرئي�س احلكومة للرد عليها‪ ،‬قبل �أن يتم عر�ض م�رشوع الربنامج للت�صويت‬
‫باالقرتاع العلني برفع اليد �أو بالت�صويت الإلكرتوين‪.129‬‬
‫‪ 2‬ـ جل�سات خم�ص�صة لإثارة م�س�ؤولية احلكومة‪ ،‬تهم �أ�سا�سا الإمكانية التي يتيحها‬
‫الد�ستور ملجل�س امل�ست�شارين لتقدمي «ملتم�س م�ساءلة احلكومة»‪ ،130‬وتلك التي يوفرها‬
‫ملجل�س النواب �إما ملعار�ضة موا�صلة احلكومة حتمل م�س�ؤوليتها عرب الت�صويت على ملتم�س‬
‫رقابة �ضدها‪� ،131‬أو التخاذ موقف من مبادرة رئي�س احلكومة ربط موا�صلة حكومته حتمل‬
‫م�س�ؤوليتها بالت�صويت على ت�رصيح يديل به يف مو�ضوع ال�سيا�سة العامة‪� ،‬أو ن�ص يطلب‬
‫املوافقة عليه‪.132‬‬
‫‪ 3‬ـ جل�سات �أ�سبوعية تنعقد طيلة دورتي الربملان (يوم الثالثاء يف كل من جمل�س النواب‪،‬‬
‫وجمل�س امل�ست�شارين)‪ ،‬ويكون مو�ضوعها تقدمي الأ�سئلة ال�شفهية (العادية‪ ،‬التي تليها مناق�شة‪،‬‬
‫الآنية) و�أجوبة احلكومة عليها‪ ،‬وذلك وفقا لغالف زمني يحدده مكتب املجل�س‪ ،‬على �أ�سا�س‬
‫‪ 1125‬املادة ‪ 94‬من النظام الداخلي ملجل�س النواب‪ ،‬واملادة ‪ 107‬من النظام الداخلي ملجل�س للم�ست�شارين‪.‬‬
‫‪ 1126‬املادة ‪ 95‬من النظام الداخلي ملجل�س النواب‪ ،‬واملادة ‪ 107‬من النظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين‪.‬‬
‫‪ 1127‬املادة ‪ 95‬من النظام الداخلي ملجل�س النواب‪ ،‬واملادة ‪ 108‬من النظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين‪.‬‬
‫‪ 1128‬الف�صل ‪ 88‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 1129‬املادة ‪ 176‬من النظام الداخلي ملجل�س النواب‪.‬‬
‫‪ 1130‬الف�صل ‪ 106‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 1131‬الف�صل ‪ 105‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 1132‬الف�صل ‪ 103‬من د�ستور ‪.2011‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪65‬‬

‫�أال يقل عن �ساعة ون�صف وال يزيد عن ثالث �ساعات‪ ،‬ويتم توزيعه بالتمثيل الن�سبي بني‬
‫الفرق واملجموعات الربملانية‪.133‬‬
‫‪ 4‬ـ جل�سات �شهرية تخ�ص�ص للأ�سئلة املوجهة لرئي�س احلكومة يف جمال ال�سيا�سة‬
‫العامة‪ ،‬وفقا ملا ين�ص على ذلك الف�صل ‪ 100‬من الد�ستور‪ ،‬والتي تتم املناق�شة فيها بناء على‬
‫جدول زمني يوزع بالت�ساوي بني �أجوبة احلكومة و�أ�سئلة �أع�ضاء الربملان (‪ 50‬يف املائة‬
‫لكل منهما)‪ ،‬على �أن توزع احل�صة املخ�ص�صة للربملان منا�صفة بني فرق الأغلبية وفرق‬
‫املعار�ضة‪ ،134‬و�إن كان هذا التوزيع قد ا�ستغرق وقتا طويال و�أدى �إىل جدال وا�سع بني‬
‫احلكومة والربملان‪ .‬قبل �أن يدخل املجل�س الد�ستوري على اخلط لدى بثه يف مقت�ضيات‬
‫النظام الداخلي ملجل�س النواب‪ ،‬لكي ي�ؤكد على �رضورة توزيع احل�صة الزمنية الإجمالية‬
‫املخ�ص�صة لأ�سئلة النواب و�أجوبة احلكومة‪� ،‬أ�سبوعية كانت �أو �شهرية‪ ،‬منا�صفة بينهما‪،‬‬
‫منطلقا يف ذلك من «�أن العالقة بني الربملان واحلكومة‪ ،‬باعتبارهما �سلطتني د�ستوريتني‬
‫م�ستقلتني ومتعاونتني‪ ،‬تخ�ضع ملبد�أ التوازن املقرر يف الفقرة الثانية من الف�صل الأول من‬
‫الد�ستور مبا ينطوي عليه ذلك من امل�ساواة بينهما ومتتعهما بنف�س احلقوق»‪.135‬‬
‫‪ 5‬ـ جل�سات �سنوية خم�ص�صة ملناق�شة تقارير «م�ؤ�س�سات وهيئات حماية احلقوق واحلريات‬
‫واحلكامة اجليدة والتنمية الب�رشية وامل�ستدامة والدميقراطية الت�شاركية»‪ ،‬وحتديدا املجل�س‬
‫الوطني حلقوق الإن�سان‪ ،‬الو�سيط‪ ،‬جمل�س اجلالية املغربية باخلارج‪ ،‬الهي�أة املكلفة باملنا�صفة‬
‫وحماربة جميع �أ�شكال التمييز‪ ،‬الهي�أة العليا لالت�صال ال�سمعي الب�رصي‪ ،‬جمل�س املناف�سة‪،‬‬
‫الهي�أة الوطنية للنزاهة والواقية من الر�شوة وحماربتها‪ ،‬املجل�س الأعلى للرتبية والتكوين‬
‫والبحث العلمي‪ ،‬املجل�س اال�ست�شاري للأ�رسة والطفولة‪ ،‬ثم املجل�س اال�ست�شاري لل�شباب‬
‫والعمل اجلمعوي‪ .‬حيث يفر�ض الد�ستور‪ ،‬و�أ�سا�سا الف�صل ‪ 160‬منه‪ ،‬على جميع هذه‬
‫امل�ؤ�س�سات تقدمي تقرير عن �أعمالها مرة واحدة يف ال�سنة‪ ،‬على �أ�سا�س �أن يكون مو�ضوع‬
‫مناق�شة من قبل الربملان‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ جل�سات تنعقد يف ارتباط ببع�ض الق�ضايا الطارئة وامل�ؤقتة‪ ،‬من قبيل اجلل�سة اخلا�صة‬
‫بتقدمي تقارير جلان تق�صي احلقائق‪ ،‬التي يجري ت�شكيلها بغر�ض «جمع املعلومات املتعلقة‬
‫بوقائع معينة‪� ،‬أو بتدبري امل�صالح �أو امل�ؤ�س�سات �أو املقاوالت العمومية‪ ،‬و�إطالع املجل�س‬

‫‪ 1133‬املادة ‪ 189‬من النظام الداخلي ملجل�س النواب‪ ،‬واملادة ‪ 254‬من النظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين‪.‬‬
‫‪ 1134‬املادة ‪ 242‬من النظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين‪ ،‬واملادة ‪ 207‬من النظام الداخلي ملجل�س النواب‪.‬‬
‫‪� 1135‬أنظر قرار املجل�س الد�ستوري رقم ‪� 924/13‬صادر بتاريخ ‪ 30‬دجنرب ‪.2013‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪66‬‬

‫الذي �شكلها على نتائج �أعمالها»‪ .136‬واجلل�سة اخلا�صة بتقدمي ت�رصيح رئي�س احلكومة‬
‫اخلا�ص بتقدمي دوافع �إقدامه على حل جمل�س النواب و�أهدافه‪.137‬‬
‫ثانيا ـ اجلل�سات العامة امل�شرتكة‪ ،‬التي تنعقد بكيفية م�شرتكة بني جمل�سي الربملان‪،‬‬
‫وتخ�ص�ص �إما الفتتاح امللك لل�سنة الت�رشيعية يف الدورة اخلريفية للربملان‪� ،138‬أو لال�ستماع‬
‫للخطب امللكية املوجهة �إىل الربملان‪� ،139‬أو لتقدمي برنامج احلكومة ومناق�شته والت�صويت‬
‫عليه‪� ،140‬أو للم�صادقة على املبادرة امللكية اخلا�صة مبراجعة بع�ض مقت�ضيات الد�ستور‪،141‬‬
‫�أو اال�ستماع �إىل الت�رصيحات التي يقدمها رئي�س احلكومة‪� ،‬سواء مبنا�سبة اجلل�سة ال�سنوية‬
‫ملناق�شة ال�سيا�سات العمومية وتقييمها‪� ،142‬أو مبنا�سبة عر�ض احل�صيلة املرحلية لعمل‬
‫احلكومة‪� ،143‬أو لتقدمي م�رشوع قانون املالية ال�سنوي‪� ،‬أو لال�ستماع �إىل خطب ر�ؤ�ساء‬
‫الدول واحلكومات الأجنبية‪.144‬‬
‫ج ـ الفرق واملجموعات الربملانية‬
‫تعد الفرق واملجموعات الربملانية مكونا �أ�سا�سيا من مكونات الربملان مبجل�سيه‪،‬‬
‫فهي‪ ،‬كما و�صفها النظام الداخلي ملج�س النواب‪« ،‬الأداة الرئي�سية لتنظيم م�شاركة‬
‫النواب‪ ،‬هيئات و�أفراد‪ ،‬يف �أ�شغال املجل�س»‪ .145‬لذلك‪ ،‬فقد ن�ص عليها الد�ستور‬
‫يف �أكرث من منا�سبة‪ ،‬وحتديدا عندما جعل التخلي عن االنتماء لفريق �أو جمموعة‬
‫برملانية موجبا للتجريد من ال�صفة الربملانية‪ ،146‬ثم عندما بني الق�ضايا التي يتوىل‬
‫حتديدها النظام الداخلي للربملان‪ ،‬حيث جعل من بينها «قواعد ت�أليف وت�سيري الفرق‬
‫واملجموعات الربملانية»‪ ،147‬و�أي�ضا عندما �أكد على انتخاب �أع�ضاء مكتب جمل�س‬
‫النواب‪ ،‬و�أع�ضاء مكتب جمل�س امل�ست�شارين‪ ،‬على �أ�سا�س التمثيل الن�سبي لكل فريق‪.148‬‬

‫‪ 1136‬الف�صل ‪ 104‬من د�ستور ‪.2011‬‬


‫‪ 1137‬الف�صل ‪ 106‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 1138‬الف�صل ‪ 68‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 1139‬الف�صل ‪ 68‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 1140‬الف�صل ‪ 88‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 1141‬الف�صل ‪ 174‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 1142‬الف�صل ‪ 101‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 1143‬الف�صل ‪ 101‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 1144‬الف�صل ‪ 68‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 1145‬املادة ‪ 32‬من النظام الداخلي ملجل�س النواب‪.‬‬
‫‪ 1146‬الف�صل ‪ 61‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 1147‬الف�صل ‪ 69‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 1148‬الفقرة الأخرية من الف�صلني ‪ 62‬و ‪ 63‬من د�ستور ‪.2011‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪67‬‬

‫ونظرا للأهمية التي متثلها الفرق الربملانية‪ ،‬فقد خ�صها كل من النظام الداخلي ملج�س‬
‫النواب والنظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين ببع�ض احلقوق‪ ،‬عندما منحها حق التمثيل‬
‫يف مكتب املجل�س‪ ،149‬ويف رئا�سة اللجان الدائمة‪ ،150‬وفر�ض توزيع الأ�سئلة الرقابية‬
‫بناء على عدد الأع�ضاء الذين تتكون منهم‪ ،‬وعندما كر�س ع�ضوية ر�ؤ�سائها يف ندوة‬
‫الر�ؤ�ساء‪ ،151‬و�أعطاهم حق الت�صويت داخلها على �أ�سا�س عدد الأع�ضاء الذين يتوفر عليهم‬
‫الفريق‪ ،152‬وخولهم �إمكانية طلب اعتماد الأ�سلوب املخت�رص يف امل�صادقة على م�رشوع‬
‫�أو مقرتح قانون‪ ،153‬وتقدمي ملتم�سات �أو طلبات ترمي �إما �إىل �إحداث «جمموعات عمل‬
‫مو�ضوعاتية»‪� ،154‬أو �إرجاع جمموع الن�ص الذي جتري مناق�شته �إىل اللجنة املخت�صة بعد‬
‫اختتام املناق�شة العامة‪� ،155‬أو �إجراء مناق�شة ثانية حول جمموع الن�ص �أو جزء منه (م�رشوع‬
‫�أو مقرتح قانون) قبل ال�رشوع يف الت�صويت‪ .156‬وكذلك عندما وفرا لها «�إمكانيات مادية‬
‫وموارد ب�رشية من مكاتب ومعدات وموظفني لتنظيم م�صاحلها الداخلية و�سد حاجياتها‬
‫املتعلقة باللجوء للخربة واال�ست�شارة عند االقت�ضاء»‪ ،157‬ف�ضال عن «حقوق» �أخرى تكت�سبها‬
‫بحكم املمار�سات والتقاليد اجلاري بها العمل يف امل�ؤ�س�سة الربملانية (مثال �إعطاء الأ�سبقية يف‬
‫التدخالت �إىل ر�ؤ�ساء الفرق‪� ،‬إمكانية طلب رئي�س الفريق رفع اجتماعات اللجان‪.)...‬‬
‫والفرق واملجموعات الربملانية يتم ت�شكيلها يف م�ستهل الفرتة النيابية‪ ،‬ثم يف �سنتها‬
‫الثالثة عند دورة �أبريل ملا تبقى من الفرتة املذكورة بالن�سبة ملجل�س النواب‪ ،158‬وعند انتهاء‬
‫منت�صف الوالية الت�رشيعية بالن�سبة ملجل�س امل�ست�شارين‪ ،159‬حيث تبلغ �إىل رئي�س املجل�س‬
‫لوائح تت�ضمن �أ�سماء الأع�ضاء م�صحوبة بتوقيعاتهم‪ ،‬وا�سم رئي�س الفريق �أو املجموعة‬

‫‪ 1149‬املادة ‪ 19‬من النظام الداخلي ملجل�س النواب‪ ،‬واملادة ‪ 12‬من النظام الداخلي ملج�س امل�ست�شارين‪.‬‬
‫‪ 1150‬املادة ‪ 37‬من النظام الداخلي ملجل�س النواب‪.‬‬
‫‪ 1151‬املادة ‪ 87‬من النظام الداخلي ملجل�س النواب‪ ،‬واملادة ‪ 90‬من النظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين‪.‬‬
‫‪ 1152‬املادة ‪ 90‬من النظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين‪.‬‬
‫‪ 1153‬املادة ‪ 145‬من النظام الداخلي ملجل�س النواب‪.‬‬
‫‪ 1154‬املادة ‪ 73‬من النظام الداخلي ملجل�س النواب‪.‬‬
‫‪ 1155‬علما �أن هذه الإمكانية املن�صو�ص عليها يف املادة ‪ 137‬من النظام الداخلي ملجل�س النواب متاحة �أي�ضا جلهات‬
‫�أخرى ( رئي�س اللجنة املعنية وع�رش �أع�ضاء املجل�س)‪. .‬‬
‫‪ 1156‬هذه الإمكانية املن�صو�ص عليها يف املادة ‪ 144‬من النظام الداخلي ملجل�س النواب متاحة �أي�ضا للحكومة وللجنة‬
‫املعنية بدرا�سة الن�ص وع�رش �أع�ضاء املجل�س ‪.‬‬
‫‪ 1157‬املادة ‪ 51‬من النظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين‪.‬‬
‫‪ 1158‬املادة ‪ 33‬من النظام الداخلي ملجل�س النواب‪.‬‬
‫‪ 1159‬املادة ‪ 47‬من النظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪68‬‬

‫الربملانية‪ ،‬والت�سمية التي يتم اختيارها للفريق �أو املجموعة الربملانية‪ ،160‬لكي يت�سنى لرئي�س‬
‫املجل�س الإعالن عنها‪ ،‬قبل �أن ي�أمر بن�رشها يف اجلريدة الر�سمية‪.161‬‬
‫يحتاج تكوين الفرق الربملانية �إىل توفر حد �أدنى من توقيعات الربملانيني‪ ،‬يتحدد يف‬
‫‪ 20‬نائبا يف جمل�س النواب‪ ،162‬و‪ 12‬م�ست�شارا يف جمل�س امل�ست�شارين‪� .163‬أما املجموعات‬
‫الربملانية‪ ،‬فيتم ح�رص احلد الأدنى لتكوينها يف �أربعة �أع�ضاء يف جمل�س النواب‪ 164‬وثالثة‬
‫�أع�ضاء يف جمل�س امل�ست�شارين‪ ،165‬بحيث ال يحق بعد ذلك ملن انتمى �إىل فريق �أو جمموعة‬
‫برملانية التخلي عن هذا االنتماء‪ ،‬و�إال وقع حتت طائلة التجريد من ال�صفة الربملانية‪ ،‬كما‬
‫تن�ص على ذلك مقت�ضيات الف�صل ‪ 61‬من د�ستور ‪ ،2011‬و�إن كان النظام الداخلي ملجل�س‬
‫النواب يتيح �إمكانية االندماج �أثناء الفرتة النيابية بني فريق نيابي و�آخر وجمموعات نيابية‬
‫و�أخرى �أو بني فريق وجمموعة نيابية‪ ،‬معتربا �أن مثل هذا االندماج ال ي�شكل �إخالال‬
‫مبقت�ضيات الف�صل املذكور‪ ،‬كما ال يكون له ت�أثري على هياكل املجل�س القائمة‪.166‬‬
‫والفرق واملجموعات الربملانية و�إن كانت عادة ما ت�ضم الفائزين با�سم حزب معني‪� ،‬أو‬
‫احتاد �أحزاب �سيا�سية‪� ،‬أو با�سم مركزية نقابية حمددة عندما يتعلق الأمر مبجل�س امل�ست�شارين‪،‬‬
‫ف�إن ال �شيء مينع من تكوين فريق برملاين من جمموعة من الربملانيني الالمنتمني �أو امل�ستقلني‪،‬‬
‫كما ال �شيء مينع من اختيار الفريق �أو املجموعة الربملانية‪ ،‬لأية ت�سمية ترت�ضيها‪ ،‬فقد تكون‬
‫تلك الت�سمية حتيل على حزب ما �أو نقابة ما‪ ،‬وهذا ما يح�صل عادة‪ ،‬كما ميكن �أن ال تكون‬
‫كذلك‪ ،‬على اعتبار �أن الد�ستور عندما يجعل من الربملاين ممثال للأمة‪ ،167‬ولي�س للحزب �أو‬
‫النقابة التي تر�شح با�سمها‪ ،‬ال يقيم ربطا ملزما بني االنتماء حلزب �سيا�سي �أو مركزية نقابية‬
‫واالنتماء �إىل فريق �أو جمموعة برملانية‪.‬‬

‫املبحث الثاين‪ :‬البنية الإدارية‬


‫تبدو البنية الإدارية‪� ،‬أو ما يعرف بـ«الإدارة الربملانية»‪ ،‬عن�رصا حمددا لنجاح �أي‬
‫م�ؤ�س�سة برملانية يف اال�ضطالع مبهامها الرئي�سية يف التمثيل والت�رشيع واملراقبة وتقييم‬

‫‪ 1160‬املادة ‪ 47‬من النظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين‪ ،‬واملادة ‪ 33‬من النظام الداخلي ملجل�س النواب‪.‬‬
‫‪ 1161‬املادة ‪ 47‬من النظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين‪ ،‬واملادة ‪ 36‬من النظام الداخلي ملجل�س النواب‪.‬‬
‫‪ 1162‬املادة ‪ 32‬من النظام الداخلي ملجل�س النواب‪.‬‬
‫‪ 1163‬املادة ‪ 46‬من النظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين‪.‬‬
‫‪ 1164‬املادة ‪ 32‬من النظام الداخلي ملجل�س النواب‪.‬‬
‫‪ 1165‬املادة ‪ 46‬من النظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين‪.‬‬
‫‪ 1166‬املادة ‪ 38‬من النظام الداخلي ملجل�س النواب‪.‬‬
‫‪ 1167‬الفقرة ‪ 2‬من الف�صل ‪ 2‬من د�ستور ‪.2011‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪69‬‬

‫ال�سيا�سات العمومية‪ ،‬حيث ي�صعب ت�صور وجود برملان قوي يف ظل غياب �إدارة برملانية‬
‫قوية تكون قادرة على �أن توفر للربملانيني كل ما يحتاجونه من خربة ودعم لوج�ستيكي‬
‫وتقني‪.‬‬

‫املطلب الأول‪ :‬مكونات البنية الإدارية للربملان‬


‫تتحدد البنية الإدارية للربملان يف جمموعة من الأجهزة والهياكل الإدارية القارة التي‬
‫يتوفر عليها جمل�سي الربملان‪ ،‬والتي يعود �أمر و�ضعها وتنظيمها وحتديد االخت�صا�صات‬
‫املوكولة لكل منها �إىل قرارات داخلية �صادرة عن اجلهاز امل�سري لكل جمل�س من جمل�سي‬
‫الربملان‪� ،‬أي مكتب جمل�س النواب‪ ،168‬ومكتب جمل�س امل�ست�شارين‪ .169‬وهي الأجهزة التي‬
‫ميكن ح�رصها يف ما يلي‪:‬‬

‫الفقرة الأوىل‪ :‬الكتابة العامة‬


‫ي�رشف عليها كاتب عام يعني بقرار �صادر عن مكتب املجل�س‪ ،170‬يتوىل‪ ،‬حتت �سلطة‬
‫رئي�س املجل�س‪ ،‬تن�سيق �أن�شطة خمتلف املديريات والأق�سام وامل�صالح‪ ،‬والعمل على تن�شيط‬
‫�أعمالها وتتبع �أ�شغالها‪ ،‬وال�سهر على ح�سن �سري الأجهزة الإدارية وتطوير �أدائها‪ .‬وللقيام‬
‫بهذه املهام‪ ،‬تخت�ص الكتابة العامة باتخاذ جميع الإجراءات والتدابري الكفيلة بتنفيذ قرارات‬
‫رئي�س املجل�س ومكتبه املتعلقة ب�إدارة املجل�س‪ .‬كما تتلقى من رئي�س املجل�س تفوي�ضا بالتوقيع‬
‫على بع�ض القرارات �أو الت�رصفات �أو الوثائق ذات ال�صبغة الإدارية واملالية‪.‬‬
‫وانطالقا من املهام التي ي�ضطلع بها يف احلياة الربملانية‪ ،‬يتوىل الكاتب العام لكل جمل�س‬
‫من جمل�سي الربملان رئا�سة هرمية �إدارية تتكون من ثالثة مديريات يتوفر عليها املجل�سني‬
‫معا‪ ،‬تتعلق �أ�سا�سا بـ«الت�رشيع واملراقبة الربملانية»‪« ،‬العالقات اخلارجية والتعاون‪/‬‬
‫التوا�صل»‪ ،‬و«املوارد الب�رشية وال�ش�ؤون املالية»‪ ،‬ف�ضال عن مديريات �أخرى ال توجد‬
‫�إال يف جمل�س امل�ست�شارين‪ ،‬من قبيل «مديريات الفرق الربملانية»‪« ،‬مديرية الإ�سرتاتيجية‬
‫والأنظمة املعلوماتية»‪ ،‬والتي ت�ضم كل منها عددا من الأق�سام وامل�صالح‪.‬‬
‫‪ 1168‬هذه الهياكل مت حتديدها مبوجب قرار مكتب جمل�س النواب رقم ‪� 170.07‬صادر بتاريخ ‪� 13‬أبريل ‪ 2007‬ب�ش�أن‬
‫تنظيم واخت�صا�صات جمل�س النواب (اجلريدة الر�سمية عدد ‪ 5534‬بتاريخ ‪ 4‬يونيو ‪.)2007‬‬
‫‪ 1169‬قرار مكتب جمل�س امل�ست�شارين رقم ‪ 3760/13‬بتاريخ ‪ 6‬دجنرب ‪ 2013‬ب�ش�أن تنظيم واخت�صا�صات �إدارة جمل�س‬
‫امل�ست�شارين‪� ،‬صادر باجلريدة الر�سمية عدد ‪ 6233‬بتاريخ ‪ 24‬فرباير ‪� ،2014‬ص ‪.2952‬‬
‫‪ 1170‬القرار رقم ‪� 94.274‬صادر عن مكتب جمل�س النواب يف ‪ 19‬دجنرب ‪ 1994‬ب�ش�أن تعيني الكاتب العام ملجل�س‬
‫النواب وحتديد و�ضعيته الإدارية‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪70‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬الأجهزة التابعة للكتابة العامة‬


‫ترتبط بالكتابة العامة هرمية متعددة من املديريات والأق�سام‪� ،‬سواء داخل جمل�س النواب �أو‬
‫جمل�س امل�ست�شارين‪ ،‬ير�سم املنظم اخلا�ص بكل منهما حدود اخت�صا�صاتها ومهامها‪.‬‬
‫�أ ـ املديريات‬

‫يتعلق الأمر ب�أربعة مديريات‪ ،‬ثالثة من بينها توجد يف املجل�سني معا‪ ،‬بينما ال توجد‬
‫املديرية الرابعة (مديرية اال�سرتاتيجية والأنظمة القانونية) �إال يف جمل�س امل�ست�شارين‪.‬‬
‫�أوال ـ مديرية الت�رشيع واملراقبة الربملانية‬

‫تعد من �أهم املديريات داخل جمل�سي الربملان بحكم ات�صال املهام التي تقوم بها بجوهر‬
‫الوظائف التي ي�ضطلع بها العمل الربملاين‪� ،‬أي الت�رشيع واملراقبة‪ .‬وعلى هذا الأ�سا�س تناط‬
‫بها �أٍربعة مهام �أ�سا�سية‪:‬‬
‫■م�ساعدة �أجهزة املجل�س على تنظيم العمل الت�رشيعي‪ ،‬وال�سهر على تتبع خمتلف‬
‫مراحله‪ ،‬وخا�صة تتبع م�سار م�شاريع ومقرتحات القوانني امل�سجلة يف جدول �أعمال‬
‫املجل�س ومناق�شتها واملوافقة عليها من قبل اللجان الربملانية املخت�صة‪.‬‬
‫■الإعداد لعقد اجلل�سات العامة‪ ،‬واتخاذ جميع الإجراءات التح�ضريية الالزمة لذلك‪،‬‬
‫وتوثيق حما�رضها‪.‬‬
‫■م�ساعدة اللجان الربملانية على �أداء مهامها‪ ،‬والإ�سهام يف تنظيم اجتماعاتها وتوثيق‬
‫حما�رض هذه االجتماعات‪.‬‬
‫■تتبع خمتلف �أعمال املجل�س يف جمال املراقبة الربملانية‪ ،‬واتخاذ جميع الرتتيبات‬
‫الإدارية الالزمة من �أجل متكني �أجهزة املجل�س و�أع�ضائه من اال�ضطالع مبهامهم‬
‫الرقابية‪.‬‬
‫■حفظ الأر�شيف الت�رشيعي‪.‬‬
‫■�إجراء الدرا�سات والبحوث الربملانية وتقدمي اال�ست�شارات القانونية يف املوا�ضيع التي‬
‫يحددها مكتب املجل�س‪.‬‬
‫ت�شتمل مديرية الت�رشيع واملراقبة الربملانية على ق�سمني �أ�سا�سيني‪ ،‬يعنى �أحدهما بالت�رشيع‬
‫واللجان واجلل�سات‪ ،‬وي�ضم ثالثة م�صالح (م�صلحة الت�رشيع‪ ،‬م�صلحة اللجان‪ ،‬م�صلحة‬
‫اجلل�سات)‪ ،‬بينما يتكفل الآخر باجلانب املتعلق باملراقبة الربملانية‪ ،‬ويحتوي على م�صلحتني‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪71‬‬

‫(م�صلحة الأ�سئلة‪ ،‬وم�صلحة املراقبة الربملانية)‪ ،‬و�إن كان جمل�س امل�ست�شارين قد اعتمد‬
‫تق�سيما خمتلفا ن�سبيا‪ ،‬حيث وزع مهام الت�رشيع واملراقبة بني «ق�سم اجلل�سات العامة»‪ ،‬الذي‬
‫ي�ضم ثالثة م�صالح (م�صلحة �إعداد اجلل�سات العامة‪ ،‬م�صلحة املتابعة‪ ،‬م�صلحة الت�سجيل‬
‫والإنتاج)‪ ،‬و«ق�سم الت�رشيع واملراقبة واللجان الدائمة»‪ ،‬الذي يحتوي على �أربع م�صالح‪،‬‬
‫تتحدد يف «م�صلحة الأ�سئلة»‪« ،‬م�صلحة لكل جلنة دائمة»‪« ،‬م�صلحة برجمة وتنظيم �أ�شغال‬
‫اللجان»‪« ،‬م�صلحة التقارير واملحا�رض املف�صلة»‪.‬‬
‫ثانيا ـ مديرية العالقات اخلارجية والتعاون‬

‫يفرت�ض يف مديرية العالقات اخلارجية والتعاون (مديرية العالقات اخلارجية والتوا�صل‬


‫ح�سب الت�سمية املعتمدة يف جمل�س امل�ست�شارين) �أن تعك�س تطلع امل�ؤ�س�سة الربملانية للعب دور‬
‫حيوي على م�ستوى ما يعرف بالدبلوما�سية الربملانية‪ .‬لذلك‪ ،‬يتحدد دورها يف الإ�سهام يف‬
‫تنفيذ �سيا�سة املجل�س املتعلقة بعالقات التعاون وال�رشاكة مع الربملانات والهيئات وامل�ؤ�س�سات‬
‫واملنظمات الربملانية الدولية‪ ،‬ومتابعة �أن�شطة جمموعات ال�صداقة الربملانية‪ ،‬وال�سهر على‬
‫خمتلف الأن�شطة املتعلقة بالت�رشيفات وتنظيم املهمات واال�ستقبال‪ ،‬وبرامج الزيارات التي‬
‫تقوم بها الوفود الأجنبية �إىل املغرب‪ ،‬ف�ضال عن اتخاذ جميع التدابري الإدارية الالزمة‬
‫مل�ساعدة املجل�س على تطوير عالقات التعاون الربملاين الثنائي واملتعدد الأطراف والعمل‬
‫على حت�سني �أداء الدبلوما�سية الربملانية‪.‬‬
‫ت�شتمل يف املجل�سني معا على ق�سمني‪ ،‬و�إن كانت املهام املحددة لكل ق�سم تختلف من جمل�س �إىل‬
‫�آخر‪ .‬ففي جمل�س النواب‪ ،‬تتكون هذه املديرية من «ق�سم العالقات الدولية والتعاون»‪ ،‬وي�ضم‬
‫م�صلحة العالقات املتعددة الأطراف‪ ،‬وم�صلحة العالقات الثنائية وال�رشاكة‪ ،‬و«ق�سم الت�رشيفات‬
‫واملهمات»‪ ،‬وي�ضم م�صلحة الت�رشيفات والزيارات واال�ستقباالت‪ ،‬وم�صلحة املهمات‪� .‬أما يف‬
‫جمل�س امل�ست�شارين‪ ،‬فقد مت تق�سيم املديرية املذكورة �إىل «ق�سم العالقات اخلارجية»‪ ،‬الذي يحتوي‬
‫على «م�صلحة العالقات الثنائية وال�رشاكة»‪ ،‬و«م�صلحة العالقات متعددة الأطراف»‪ ،‬ف�ضال‬
‫عن «م�صلحة الت�رشيفات»‪ ،‬ثم «ق�سم الإعالم»‪ ،‬الذي ي�شتمل بدوره على ثالثة م�صالح تتعلق‬
‫«بالتوا�صل واليقظة الإعالمية»‪« ،‬املكتبة والتوثيق والربائد»‪ ،‬و«الوحدة ال�سمعية الب�رصية»‪.‬‬
‫ثالثا ـ مديرية املوارد الب�رشية وال�ش�ؤون املالية‬

‫بالنظر لأهمية املوارد الب�رشية واملالية يف عمل �أي �إدارة‪ ،‬تبدو مديرية املوارد الب�رشية‬
‫وال�ش�ؤون املالية ذات �أهمية خا�صة يف احلياة الربملانية‪ .‬على هذا الأ�سا�س‪ ،‬تتوىل القيام‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪72‬‬

‫بعدد من املهام املتعلقة بتدبري املوارد الب�رشية وال�ش�ؤون املالية واملادية للمجل�س‪ ،‬وبتوفري‬
‫الظروف الأ�سا�سية حل�سن ا�شتغاله‪ .‬وهي املهام التي ميكن حتديدها يف اجلوانب التالية‪:‬‬
‫●دعم العمل االجتماعي ملوظفي املجل�س‪.‬‬ ‫● �ضمان الت�سيري الإداري ل�ش�ؤون‬
‫�أع�ضاء املجل�س وموظفيه‪.‬‬
‫وم�سك‬ ‫املجل�س‬ ‫●تدبري ميزانية‬ ‫●تنمية وتطوير املوارد الب�رشية‬
‫احل�سابات‪.‬‬ ‫للمجل�س‪ ،‬خا�صة عرب تدعيم كفاءات‬
‫هذه املوارد‪.‬‬
‫●ال�سهر على تدبري املمتلكات وجميع‬ ‫●ال�سهر على توفري اخلدمات واملعدات‬
‫الو�سائل اللوج�ستكية للمجل�س‪.‬‬ ‫ال�رضورية ل�سري املجل�س‪.‬‬
‫�●إعداد ميزانية املجل�س وتدبريها وم�سك‬ ‫●متابعة احلياة املهنية للموظف‪ ،‬ال�سيما‬
‫املحا�سبة‪.‬‬ ‫من حيث الأعداد املهنية والرتقيات‬
‫واملكاف�آت والت�أديب‪.‬‬

‫للقيام بهذه املهام‪ ،‬تتوزع املديرية املذكورة على ثالثة �أق�سام‪ :‬ق�سم تدبري املوارد الب�رشية‪،‬‬
‫الذي ي�شمل على ثالثة م�صالح‪ ،‬تتمثل يف جمل�س النواب يف م�صلحة �ش�ؤون النواب �أو‬
‫امل�ست�شارين‪ ،‬م�صلحة �ش�ؤون املوظفني‪ ،‬ثم م�صلحة التكوين وال�ش�ؤون االجتماعية يقابلها‬
‫يف جمل�س امل�ست�شارين م�صلحة �ش�ؤون املوظفني‪ ،‬م�صلحة التكوين وتدبري امل�سارات‪ ،‬ثم‬
‫م�صلحة ال�ش�ؤون االجتماعية‪ ،‬ف�ضال عن وحدة طبية‪ .‬ق�سم ال�ش�ؤون املالية‪ ،‬الذي يتكون‬
‫من م�صلحة امليزانية وم�صلحة احل�سابات‪ ،‬ووكالة النفقات التي يقت�رص وجودها على‬
‫جمل�س امل�ست�شارين فقط‪ .‬و�أخريا ق�سم تدبري املوارد املادية (ق�سم التجهيزات واخلدمات يف‬
‫جمل�س امل�ست�شارين)‪ ،‬الذي ي�شمل على ثالثة م�صالح يف جمل�س النواب‪ ،‬تتعلق بالتمويل‬
‫وتدبري املخزون‪ ،‬حظرية ال�سيارات‪ ،‬و�صيانة املمتلكات‪ .‬ونف�س العدد من امل�صالح يف‬
‫جمل�س امل�ست�شارين‪ ،‬تهم اللوج�ستيك واملعدات‪ ،‬ال�صيانة وحظرية ال�سيارات‪ ،‬عالوة على‬
‫الطباعة‪ ،‬واملطعم‪.‬‬
‫رابعا ـ مديرية الإ�سرتاتيجية والأنظمة القانونية‬

‫ال توجد �إال يف جمل�س امل�ست�شارين‪ ،‬كما �سبقت الإ�شارة �إىل ذلك من قبل‪ ،‬ويناط بها‬
‫القيام بعدد من الأعمال‪ ،‬تتعلق �أ�سا�سا بالإ�رشاف على و�ضع خطط العمل التنفيذية‪ ،‬التي‬
‫ت�صب يف تنفيذ حماور و�أهداف اخلطة الإ�سرتاتيجية للمجل�س‪� ،‬إعداد مذكرات وملفات‬
‫ذات ال�صلة بالعمل الربملاين‪ ،‬وخ�صو�صا اجلماعات الرتابية واجلهوية والتنظيمات النقابية‬
‫واملنظمات غري احلكومية واملجتمع املدين‪� ،‬إعداد وتن�سيق الت�صاميم املديرية وتتبع تنفيذ‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪73‬‬

‫خطة عمل مكتب املجل�س‪ ،‬ال�سهر على جمع ومعاجلة املعطيات الإح�صائية اخلا�صة بالعمل‬
‫الربملاين و�إعداد تقارير تركيبية دورية‪ ،‬دعم عمل �أع�ضاء املجل�س فيما يخ�ص �إعداد‬
‫الدرا�سات وتوفري املعلومات ال�رضورية‪ ،‬تزويد �أع�ضاء املجل�س وكذا خمتلف �أجهزته‬
‫بالوثائق ال�رضورية‪ ،‬القيام بالدرا�سات والتحاليل الالزمة مل�شاريع ومقرتحات الن�صو�ص‬
‫القانونية املعار�ضة على املجل�س ومتابعة الإجراءات وامل�ساطر الكفيلة با�ستيفائها ل�رشوط‬
‫الفعالية واجلودة‪ ،‬تتبع الإ�رشاف على املوقع الإلكرتوين للمجل�س‪� ،‬إحداث مواقع �إلكرتونية‬
‫مو�ضوعاتية‪ ،‬والإ�رشاف على النظام املعلومياتي وحمايته وتطويره‪...‬‬
‫على غرار باقي املديريات‪ ،‬التي توجد �سواء يف جمل�س النواب �أو يف جمل�س‬
‫امل�ست�شارين‪ ،‬تتوزع املهام التي ت�ضطلع بها هذه املديرية على ق�سمني‪ :‬ق�سم الإ�سرتاتيجية‪،‬‬
‫الذي يتوفر على ثالثة م�صالح (م�صلحة الدرا�سات الإ�سرتاتيجية‪ ،‬م�صلحة الدرا�سات‬
‫اجلهوية والرتابية‪ ،‬م�صلحة التنظيمات النقابية واملهنية واملجتمع املدين)‪ ،‬وق�سم الأنظمة‬
‫املعلوماتية‪ ،‬الذي يحتوي هو كذلك على ثالثة م�صالح‪ ،‬تعنى الأوىل منها بدرا�سة وتطوير‬
‫الأنظمة املعلوماتية‪ ،‬والثانية با�ستغالل و�سالمة الأنظمة املعلوماتية‪ ،‬فيما تخت�ص الثالثة‬
‫ب�شبكات الأنظمة املعلوماتية‪.‬‬
‫ب ـ الأق�سام‬
‫ف�ضال عن الأق�سام التابعة للمديريات الثالثة التي جرى احلديث عنها‪ ،‬تتوفر الإدارة‬
‫الربملانية ملجل�سي الربملان على �أق�سام �أخرى ذات مهام خا�صة ترتبط مبا�رشة بالكتابة‬
‫العامة‪ ،‬تعنى �أ�سا�سا بـ«الدرا�سات والتوثيق»‪ ،‬و«التوا�صل والإعالم»‪.‬‬
‫�أوال ـ ق�سم الدرا�سات والتوثيق‬
‫تتحدد مهامه �أ�سا�سا يف تقدمي الدعم للنواب فيما يخ�ص �إعداد الدرا�سات‪ ،‬وتوفري‬
‫املعلومات ال�رضورية‪ ،‬و�إجناز درا�سات تركيبية وتقارير دورية حول ح�صيلة الن�شاط‬
‫الت�رشيعي والرقابي للمجل�س‪ ،‬و�أن�شطته يف جمال الدبلوما�سية الربملانية‪ ،‬وتزويد ه�ؤالء‬
‫الأع�ضاء وكذا خمتلف �أجهزة كل جمل�س بالوثائق‪ ،‬و�إعداد مذكرات وملفات حول‬
‫موا�ضيع ذات ال�صلة بالعمل الربملاين‪ .‬ف�ضال عن �إجناز �أعمال الرتجمة ال�رضورية‬
‫ل�سري �أن�شطته‪ .‬وهو ي�ضم م�صلحتني‪ ،‬تهم الأوىل «املكتبة والتوثيق والربائد»‪ ،‬والثانية‬
‫«الدرا�سات والبحث والرتجمة»‪.‬‬
‫يقابل هذا الق�سم‪ ،‬الذي يوجد على م�ستوى جمل�س النواب فقط‪ ،‬مركز للدرا�سات‬
‫والبحوث يف ال�ش�ؤون الربملانية كان جمل�س امل�ست�شارين قد �أقدم على �إحداثه �سنة ‪،2014‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪74‬‬

‫باعتباره جزء من املنظم الإداري للمجل�س (‪ ،)organigramme‬حيث تتحدد مهامه يف‬


‫�إجراء الدرا�سات والبحوث يف ال�ش�ؤون الربملانية‪ ،‬وتقدمي اال�ست�شارات القانونية يف‬
‫املوا�ضيع التي يحددها مكتب املجل�س‪ ،‬والقيام بالدرا�سات والتحاليل الالزمة مل�شاريع‬
‫ومقرتحات الن�صو�ص القانونية املعرو�ضة على املجل�س‪ ،‬ومتابعة الإجراءات وامل�ساطر‬
‫الكفيلة با�ستيفائها ل�رشوط الفعالية واجلودة‪ ،‬ف�ضال عن املتابعة ال�شاملة للن�شاط الربملاين يف‬
‫كافة �أبعاده وحتليله‪ ،‬و�إعداد معطيات و�إح�صائيات مف�صلة يف �ش�أنه و�إ�صدارها يف �شكل‬
‫تقارير دورية‪ ،‬وتتبع وحتليل قوانني املالية والت�صفية‪ ،‬و�إ�صدار الدرا�سات والبحوث‬
‫ووقائع الندوات وامللتقيات التي ينظمها املجل�س والفرق الربملانية‪ .‬واملركز يعمل مبا�رشة‬
‫حتت �إ�رشاف الأمانة العامة للمجل�س‪ ،‬ويتكون من �أطر �إدارة جمل�س امل�ست�شارين والفرق‬
‫واملجموعات الربملانية للمجل�س يكلفون مبلفات مو�ضوعاتية‪.‬‬
‫ثانيا ـ ق�سم التوا�صل والإعالم‬

‫فر�ض الوعي ب�أهمية التوا�صل يف عمل امل�ؤ�س�سة الربملانية خلق جهاز معني بت�أمني‬
‫هذه العملية‪ ،‬حيث يتوفر كل جمل�س من جمل�سي الربملان على ق�سم خا�ص بـ«التوا�صل‬
‫والإعالم»‪ ،‬ي�ضم ثالثة م�صالح هي «م�صلحة الإعالميات»‪« ،‬م�صلحة ال�صحافة والإعالم‬
‫والعالقات العامة»‪� ،‬إ�ضافة �إىل «م�صلحة الطباعة والن�رش»‪ .‬وتناط به القيام بعدد من املهام‬
‫املرتبطة بهذا املجال‪ ،‬ميكن حتديدها فيما يلي‪:‬‬
‫●تتبع خمتلف �أن�شطة رئي�س املجل�س‬ ‫●امل�ساهمة يف �إعداد �سيا�سة كل املجل�س‬
‫ومكتبه و�سائر �أجهزته يف جمال‬ ‫يف جمال التوا�صل وال�سهر على‬
‫التوا�صل والتعاون وتوثيقها و�إعداد‬ ‫تطبيقها‪.‬‬
‫ن�رشات داخلية ب�ش�أنها‪.‬‬
‫●ربط االت�صال مبختلف و�سائل‬ ‫●تقدمي اال�ست�شارة لأع�ضاء املجل�س‬
‫الإعالم‪ ،‬ال�سمعية والب�رصية‬ ‫فيما يخ�ص التوا�صل والإعالم‪.‬‬
‫واملكتوبة و�إعداد ملفات �صحافية‬
‫لفائدتها حول �أن�شطة املجل�س‪.‬‬
‫●الإ�رشاف على خمتلف �أعمال الطبع‬ ‫ا●لإ�رشاف على النظام املعلومياتي‬
‫والن�رش املتعلقة بوثائق �أجهزة كل‬ ‫لكل جمل�س �سواء على م�ستوى ال�شبكة‬
‫جمل�س‪.‬‬ ‫واملعدات �أو على م�ستوى الأنظمة‬
‫والربامج‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪75‬‬

‫ثالثا ـ ق�سم �ش�ؤون الربملانيني‬

‫تتحدد مهام هذا الق�سم‪ ،‬الذي يقت�رص وجوده على جمل�س امل�ست�شارين‪ ،‬يف القيام بعدد‬
‫من املهام املتعلقة باخلدمات التي يوفرها املجل�س املذكور لأع�ضائه‪ ،‬وعلى وجه التحديد كل‬
‫ما يتعلق بت�أمني كافة �إجراءات ال�سفر املندرجة يف �إطار اال�ضطالع باملهام يف اخلارج‪،‬‬
‫مبا يف ذلك القيام ب�إجراءات احل�صول على ت�أ�شرية ال�سفر للم�ست�شارين و�أبنائهم وزوجاته‪،‬‬
‫والقيام ب�إجراءات الت�أمني ال�صحي للم�ست�شارين احلاليني وال�سابقني وكذا زوجاتهم‬
‫و�أبنائهم‪ ،‬وتعهد خمتلف ملفات امل�ست�شارين لدى ال�صندوق الوطني للتقاعد والت�أمني‪،‬‬
‫و�إجناز كل الوثائق املرتبطة باخلدمات التي ي�ستفيد منها امل�ست�شارون‪ ،‬ف�ضال عن تتبع‬
‫الو�ضعية الإدارية للم�ست�شارين امللحقني لدى املجل�س‪.‬‬
‫ج ـ امل�صالح‬

‫�إىل جانب امل�صالح التي تندرج يف �إطار عمل خمتلف الأق�سام واملديريات‪ ،‬تتوفر �إدارة‬
‫الربملان على م�صالح �أخرى ترتبط مبا�رشة بالكتابة العامة‪ ،‬وهي من ثالثة �أنواع‪ :‬م�صالح‬
‫الفرق الربملانية‪ ،‬وحدات االفتحا�ص الداخلي‪ ،‬وم�صلحة حماية �أمن امل�ؤ�س�سة الربملانية‪.‬‬
‫�أوال ـ م�صلحة الفرق الربملانية‬

‫يتوفر كل فريق برملاين مبجل�س النواب على م�صلحة �إدارية‪ ،‬ويف جمل�س امل�ست�شارين‬
‫على مديرية وم�صلحة �إدارية‪ ،‬تتوىل القيام بعدد من املهام اخلا�صة بكل فريق‪ ،‬حيث تناط‬
‫بها على اخل�صو�ص‪:‬‬
‫�●إعداد ملفات لفائدة �أع�ضاء الفريق‬ ‫●تغطية العمل الت�رشيعي للفريق فيما‬
‫امل�شاركني يف لقاءات �أو بعثات �سواء‬ ‫يتعلق مب�شاريع ومقرتحات القوانني‪.‬‬
‫داخل املغرب �أو خارجه‪.‬‬

‫●التن�سيق بني �أع�ضاء الفريق من جهة‬ ‫●امل�ساهمة يف كل ما يتعلق ب�أعمال‬


‫واملواطنني وباقي امل�صالح من جهة‬ ‫الرقابة على العمل احلكومي‬
‫�أخرى‪.‬‬
‫�●إعداد وتنظيم اجتماعات �أع�ضاء‬ ‫●�إعداد ملفات لفائدة �أع�ضاء الفريق‬
‫الفريق وكذا الأيام الدرا�سية‪،‬‬ ‫امل�شاركني يف لقاءات �أو بعثات �سواء‬
‫و�إخبار ال�صحافة بالأعمال املنجزة‪.‬‬ ‫داخل املغرب �أو خارجه‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪76‬‬

‫ثانيا ـ وحدات االفتحا�ص الداخلي‬

‫تتوىل هذه الوحدات (م�صلحة التدقيق ومراقبة الت�سيري واملنازعات ح�سب ما يطلق عليها‬
‫يف جمل�س امل�ست�شارين)‪ ،‬التي ترتبط مبا�رشة بالكتابة العامة وتدخل يف حكم امل�صالح‪ ،‬مهمة‬
‫الدعم وال�سهر على التتبع امل�ستمر للأهداف والو�سائل والنتائج على م�ستوى جميع هياكل‬
‫و�إدارة املجل�س‪ .‬ولتحقيق هذه الغاية تناط بها‪ ،‬ب�صفة خا�صة‪ ،‬القيام بعدد من الأعمال‪،‬‬
‫ميكن حتديدها فيما يلي‪:‬‬
‫■تقدمي الدعم املنهجي ملديريات و�أق�سام وم�صالح و�إدارة كل جمل�س لو�ضع و�أجر�أة‬
‫برامج عملها‪.‬‬
‫■تتبع مدى �إجناز خمتلف برامج عمل و�إعداد لوحات القيادة للإ�رشاف على �أن�شطة‬
‫�إدارة كل املجل�س‪.‬‬
‫■و�ضع نظام االفتحا�ص املايل والعملياتي لكل جمل�س‪.‬‬
‫ثالثا ـ م�صلحة الأمن‬

‫تتحدد �أدوارها يف ثالثة مهام �أ�سا�سية‪ ،‬تتعلق با�ستقبال الزوار امل�ؤقتني‪ ،‬واحلفاظ على الأمن‬
‫والنظام داخل الربملان‪ ،‬ثم �ضمان �سالمة التجهيزات واملكاتب وقاعات الربملان‪.‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬حدود البنية الإدارية للربملان‬


‫�إن وجود هذه الهياكل التنظيمية يعد غري كاف يف حد ذاته لأن يكون عنوانا لفعالية‬
‫الإدارة الربملانية‪ ،‬حيث تبدو هذه الأخرية يف ال�سياق املغربي مفتقدة لعدد من ال�رشوط‬
‫التي تتطلبها كل �إدارة برملانية فعالة وناجعة‪ ،‬بع�ضها يرتبط بالتدبري املايل والإداري‪،‬‬
‫والبع�ض الآخر يهم �إ�شكالية تدبري املوارد الب�رشية‪.171‬‬

‫الفقرة الأوىل‪ :‬احلدود املرتبطة باال�ستقالل املايل والإداري‬


‫تتجلى هذه احلدود يف ثالثة عنا�رص �أ�سا�سية‪ ،‬تهم حمدودية اال�ستقالل املايل‪ ،‬الف�صل‬
‫امللتب�س بني ال�سيا�سي والإداري‪ ،‬ف�ضال عن ات�سام الهيكل التنظيمي املعتمد باخللط وعدم‬
‫االن�سجام‪.‬‬
‫‪ 1171‬اعتمدنا يف ت�سجيل هذه املالحظات ب�شكل مو�سع على البحث الذي �أجنزته �سلوى زرهوين وعالء الدين �رسار‬
‫حول «ح�صيلة املمار�سة الربملانية‪ :‬من �أجل م�ؤ�س�سة برملانية يف خدمة الدميقراطية»‪ ،‬من�شورات جمموعة‬
‫الدميقراطية واحلداثة‪ ،‬الطبعة الأوىل يونيو ‪� ،2014‬ص‪� 46 .‬إىل ‪.53‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪77‬‬

‫�أ ـ حمدودية اال�ستقالل املايل‬


‫من �أهم ما مييز الربملان يف العديد من البلدان الدميقراطية ما يتمتع به من ا�ستقالل مايل‬
‫تام‪ ،‬حيث تقبل حكوماتها املبلغ الذي يحدده الربملان بدون نقا�ش‪ ،‬وتدرج توقعات نفقاته‬
‫مبا�رشة يف م�رشوع قانون املالية املعرو�ض للت�صويت‪ ،‬بل �إن يف بع�ض هذه البلدان ي�سمح‬
‫له ب�أن ي�ستفيد من ميزانية �إ�ضافية خالل ال�سنة يف حالة ما �إذا كان هناك جتاوز لتوقعات‬
‫النفقات‪� ،‬أو من اعتمادات للنفقات الطارئة (اليابان مثال)‪� ،‬أ�ضف �إىل ذلك �أن املراقبة املالية‬
‫على نفقاته ت�ضطلع بها جلان منتخبة‪ ،‬ي�ساعدها يف ذلك متخ�ص�صون يف املحا�سبة خوا�ص‪.‬‬
‫على خالف ذلك‪ ،‬ف�إن اال�ستقاللية املالية للربملان املغربي تبدو جد حمدودة‪ ،‬حيث يظهر‬
‫ذلك على ثالثة م�ستويات‪ ،‬تتعلق مبا يلي‪:‬‬
‫�أوال ـ عدم حرية الربملان يف �إعداد م�رشوع ميزانيته‪ ،‬حيث يعترب جمرد �إدارة‪ ،‬مثل‬
‫باقي الإدارات‪ ،‬تتوىل يف كل �سنة �إعداد م�رشوع ميزانيتها بتن�سيق تام مع احلكومة‪ ،‬التي‬
‫حتتفظ باحلق يف حتديد املبلغ النهائي املعتمد‪ ،‬قبل �أن يتم �إدراجها �ضمن م�رشوع قانون‬
‫املالية ال�سنوي‪ ،‬الذي يعر�ض على �أنظار الربملان بغر�ض امل�صادقة عليه‪.‬‬
‫ثانيا ـ القيود املفرو�ضة عليه يف مناق�شة هذا امل�رشوع‪ ،‬على اعتبار �أن الربملانيني لي�س‬
‫من حقهم اقرتاح �إال التعديالت املقبولة من لذن احلكومة وفقا للم�سطرة املن�صو�ص عليها يف‬
‫الف�صل ‪ 77‬من د�ستور ‪ ،2011‬والتي تق�ضي برف�ض احلكومة للمقرتحات والتعديالت التي‬
‫ميكن �أن ي�ؤدي قبولها بالن�سبة لقانون املالية �إما �إىل تخفي�ض املوارد العمومية �أو �إحداث‬
‫تكليف عمومي جديد �أو الزيادة يف تكليف جديد‪.‬‬
‫ثالثا ـ مراقبة احلكومة لتدبريه املايل‪ ،‬بالنظر �إىل �أن الربملان‪ ،‬و�إن كان يحتفظ باملراقبة‬
‫املالية الداخلية من خالل املحا�سبني املخت�صني بتدقيق احل�سابات‪ ،‬وكذا اللجنة امل�ؤقتة املعنية‬
‫مبراقبة �رصف امليزانية املوجودة على م�ستوى كل جمل�س‪ ،‬ف�إن وزارة املالية هي التي‬
‫تتوىل القيام بهمة املراقبة املالية اخلارجية‪ ،‬حيث توجد داخل الربملان م�صلحة لالفتحا�ص‬
‫املايل تابعة للوزارة املذكورة‪.‬‬
‫ت�أ�سي�سا على ذلك‪ ،‬ظلت حماوالت الربملان لفر�ض «ا�ستقالله يف و�ضع وت�سيري �ش�ؤونه‬
‫املالية»‪ ،‬من خالل نظامه الداخلي‪ ،‬تواجه مبعار�ضة �رصيحة من لذن الق�ضاء الد�ستوري‪،‬‬
‫م�ستندا تارة على مقت�ضيات الد�ستور والقانون التنظيمي للمالية معا‪ ،‬وتارة �أخرى على‬
‫مقت�ضيات القانون التنظيمي للمالية وحده‪ ،‬رغم �أن الد�ستور كان وال يزال يربط جواز‬
‫العمل بالنظام الداخلي ملجل�س النواب‪ ،‬يف مرحلة الأحادية الربملانية‪ ،‬وملجل�سي الربملان‪،‬‬
‫يف مرحلة الثنائية الربملانية‪ ،‬مبطابقته لأحكام الد�ستور فقط‪ .‬وهذا االجتهاد‪ ،‬الذي بلورته‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪78‬‬

‫الغرفة الد�ستورية باملجل�س الأعلى يف �أكرث من قرار �صادر عنها‪ ،172‬هو نف�سه الذي ظل‬
‫قائما يف ظل املجل�س الد�ستوري‪ ،‬من خالل حر�صه على الت�أكيد يف بع�ض قراراته على‬
‫اقت�صار دور الربملان يف «اقرتاح االعتمادات اخلا�صة مبيزانيته على احلكومة‪ ،‬التي يعود‬
‫لها وحدها اخت�صا�ص و�ضع امليزانية العامة للدولة»‪ ،173‬و�إقراره يف قرارات �أخرى عدم‬
‫د�ستورية تن�صي�ص النظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين على �إدراج احلكومة مل�رشوع ميزانية‬
‫املجل�س كما مت ح�رصها من لدن مكتبه لتقديره �أنها تنطوي على تدخل من جهاز تابع لل�سلطة‬
‫الت�رشيعية يف �إعداد م�رشوع قانون يرجع �إىل اخت�صا�ص ال�سلطة التنفيذية‪.174‬‬
‫ب ـ الف�صل امللتب�س بني ال�سيا�سي والإداري‬
‫لئن كانت طبيعة الإدارة الربملانية تبدو‪ ،‬من حيث املبد�أ‪ ،‬فنية و�إدارية حم�ضة �أكرث منها‬
‫�سيا�سية حتى يت�سنى جلهازها �أن يقوم بدوره بحيادية وبدون انحياز‪ ،‬ف�إن الف�صل بني ما‬
‫هو �سيا�سي وفني �أو �إداري فيما يخ�ص الإدارة الربملانية يف املغرب يبدو حمدودا �إىل حد‬
‫ما‪ .‬هذا الأمر يتخذ عدة �أبعاد يبقى من �أبرزها ا�ستمرار خ�ضوع بع�ض امل�ساطر الإدارية‬
‫لهيمنة مكتبي جمل�سي الربملان‪ ،‬الذي هو جهاز ذو تكوين �سيا�سي‪ ،‬يف وقت يفرت�ض فيها‬
‫�أن تكون تابعة للمراقبة املبا�رشة للكاتب العام‪ .‬ف�ضال عن ذلك‪ ،‬ف�إن تعيني هذا الأخري غالبا‬
‫ما يخ�ضع العتبارات �سيا�سية ولي�ست �إدارية‪ ،‬والدليل على ذلك �أن �أغلب‪� ،‬إن مل يكن‬
‫كل‪ ،‬الكتاب العامني الذين تعاقبوا على �إدارة جمل�سي الربملان كانوا ينتمون حلزب �سيا�سي‬
‫هو بب�ساطة حزب رئي�س املجل�س‪ .‬وميكن �أن ن�ضيف �إىل ذلك عدم التمييز الوا�ضح بني‬
‫املوظفني املكلفني باملهام التقنية والأبحاث وبني الطاقم ال�سيا�سي للفرق الربملانية‪.‬‬
‫ج ـ ات�سام الهيكل التنظيمي املعتمد باخللط وعدم االن�سجام‬
‫يتجلى ذلك يف عدد من اجلوانب‪ ،‬يبدو من بينها‪:‬‬
‫�أوال ـ اخللط القائم على م�ستوى الهيكل التنظيمي ملجل�سي الربملان بني اخت�صا�صني هامني‬
‫(الت�رشيع واملراقبة) ت�ضطلع بهما مديرية واحدة‪ ،‬مع �أن التمايز املوجود بينهما يتطلب‬
‫وجود خربات وكفاءات خمتلفة‪ ،‬ويفر�ض بالتايل وجود مديرية خا�صة بكل وظيفة لها‬
‫اخلربات والكفاءات اخلا�صة بها‪.‬‬
‫ثانيا ـ افتقاده مل�صالح ت�ضطلع بت�أمني العالقة مع املواطنني وهيئات املجتمع املدين‪� ،‬سيما‬
‫يف ظل الأهمية التي �أخذ يحظى بها هذا اجلانب املرتبط بالدميقراطية الت�شاركية يف العديد‬

‫‪� 1172‬أنظر قرارها رقم ‪ 4‬بتاريخ ‪� 20‬أبريل ‪ ،1978‬وقرارها رقم ‪ 17‬بتاريخ ‪ 24‬يوليوز ‪.1979‬‬
‫‪� 1173‬أنظر قراراه رقم ‪ 829‬بتاريخ ‪ 4‬فرباير ‪.2012‬‬
‫‪� 1174‬أنظر قراره رقم ‪ 213‬بتاريخ ‪ 28‬ماي ‪ ، 1998‬وقراره رقم ‪ 228‬بتاريخ ‪ 5‬غ�شت ‪.1998‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪79‬‬

‫من برملانات العامل‪ ،175‬و�أي�ضا يف ظل �إعطاء د�ستور ‪ 2011‬الإمكانية للمواطنني لتقدمي‬


‫ملتم�سات للت�رشيع‪ ،‬و�إن كان الربملان‪ ،‬وخا�صة جمل�س امل�ست�شارين‪ ،‬قد انتبه يف الفرتة‬
‫الأخرية لهذه امل�س�ألة عندما �أقدم على �إحداث من�صب «م�ست�شار عام مكلف باملجتمع املدين‬
‫والهيئات النقابية»‪ ،‬للقيام بهذه املهمة‪ ،‬لكن دون �أن يتم الن�ص عليه يف املنظم الإداري‬
‫اخلا�ص باملجل�س‪.‬‬
‫ثالثا ـ التداخل املوجود يف املهام واالخت�صا�صات بني الهياكل الإدارية املختلفة ملجل�سي‬
‫الربملان‪ ،‬وخا�صة على م�ستوى جمل�س امل�ست�شارين‪ .‬فعلى �سبيل املثال ال احل�رص‪ ،‬ف�إن‬
‫املهام املتعلقة بالدرا�سات والبحث تبدو موزعة بني وحدات �إدارية متعددة داخل املجل�س‬
‫الواحد‪ ،‬فهي قد جندها �ضمن اخت�صا�صات مديرية الت�رشيع واملراقبة الربملانية‪ ،‬ومديرية‬
‫الإ�سرتاتيجية والأنظمة القانونية‪ ،‬عالوة على �أن هناك مركز خا�ص بالبحوث والدرا�سات‬
‫يفرت�ض فيه �أنه وجد �أ�صال للقيام بهذه املهمة‪.‬‬
‫رابعا ـ االختالف املوجود بني جمل�س النواب وجمل�س امل�ست�شارين‪ ،‬حتى ولو كان‬
‫و�ضع املنظم الإداري لهذا الأخري �سنة ‪ 2014‬كانت قد فر�ضته‪ ،‬ح�سب ما قيل‪ ،‬احلاجة �إىل‬
‫املالئمة بني الهياكل الإدارية التي يتوفر عليها املجل�سني‪ .‬ذلك �أن قراءة املنظم اخلا�ص بكل‬
‫جمل�س يربز �إىل �أي حد ال يزال الفارق قائما بينهما‪ ،‬لي�س فقط على �صعيد عدد الوحدات‬
‫الإدارية املوجودة يف كل منهما و�إمنا �أي�ضا على م�ستوى ال�صالحيات واملهام التي ت�ضطلع‬
‫بها تلك الوحدات (مثال التوا�صل ي�ضطلع به يف جمل�س النواب ق�سم خا�ص تابع مبا�رشة‬
‫للكتابة العامة‪ ،‬بينما يعد يف جمل�س امل�ست�شارين من املهام املحقة مبديرية ال�ش�ؤون اخلارجية‬
‫والتوا�صل)‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬احلدود املرتبطة بتدبري املوارد الب�شرية‬


‫يظل تدبري املوارد الب�رشية من الإ�شكاليات الرئي�سية التي تعاين منها الإدارة الربملانية‪.‬‬
‫هذه الإ�شكالية و�إن كانت تتخذ عدة مظاهر‪ ،‬ف�إنها تربز ب�صفة خا�صة يف عن�رصين �أ�سا�سيني‪:‬‬
‫�أ ـ �ضعف فعالية م�ساطر تدبري املوارد الب�رشية‬
‫على هذا امل�ستوى‪ ،‬يظهر �أن الإدارة الربملانية تفتقد �إىل �سيا�سة وا�ضحة على م�ستوى‬
‫تدبري املوارد الب�رشية‪ ،‬تربز ب�شكل جلي على امل�ستويات التالية‪:‬‬

‫‪ 1175‬يف رومانيا مثال يتوفر الربملان على ق�سم خا�ص باملجتمع املدين تتحدد مهمته يف النهو�ض بالنقا�ش العمومي‪،‬‬
‫وت�شجيعه‪ ،‬وكذا النهو�ض مب�شاركة ممثلي املجتمع املدين يف الأن�شطة الت�رشيعية خا�صة �أن�شطة اللجان الدائمة‪،‬‬
‫كما ميكن لر�ؤ�ساء اللجان الربملانية دعوة املواطنني للم�شاركة يف جل�سات تلك اللجان‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪80‬‬

‫�أوال ـ اخل�صا�ص القائم على م�ستوى عدد املوظفني ويف كفاءاتهم‪ ،‬حيث تظهر‬
‫الإح�صائيات توفر الربملان مبجل�سيه على حوايل ‪ 600‬موظفا ر�سميا‪� ،176‬أي تقريبا مبعدل‬
‫موظف لكل برملاين‪ .‬وهو رقم �ضعيف مقارنة مبا هو موجود يف عدد من التجارب‬
‫املقارنة‪ ،177‬خا�صة عندما ن�أخذ بعني االعتبار �أن �أغلبهم من الأعوان‪ ،‬و�أن الن�سبة العالية‬
‫منهم تعمل يف امل�صالح الإدارية واملالية بينما يقل عددهم يف اللجان‪ ،‬وهي التي متثل العمود‬
‫الفقري للعمل الربملاين‪ .‬هذا الأمر يرتبط بعدد من العوامل‪ ،‬منها ‪ :‬عدم امتالك الربملان‬
‫للقرار على م�ستوى عملية التوظيف‪ ،‬التي تبقى خا�ضعة ملوافقة وزارة املالية‪ ،‬وخ�ضوع‬
‫الكثري من التوظيفات داخله العتبارات تتعلق باالنتماء ال�سيا�سي �أو العائلي عو�ضا عن‬
‫املعايري القانونية والفنية والعملية واخلربة‪ ،‬عالوة على عدم مالئمة امل�سار املعريف ملعظم‬
‫املوظفني مع «بروفايل» الوظائف التي حتتاجها امل�ؤ�س�سة الربملانية‪.‬‬
‫ثانيا ـ غياب نظام �صارم لتقييم �أداء املوظفني‪ ،‬يرتكز بالأ�سا�س على القدرة على العطاء‬
‫والرغبة يف التطور‪ ،‬ويف اكت�ساب اخلربة واملهارة الالزمتني للقيام باملهام التي يتطلبها‬
‫العمل الربملاين بكل �أبعاده‪.‬‬
‫ثالثا ـ حمدودية برنامج التكوين‪� ،‬إذ رغم توفر الربملان على م�صلحة معنية بهذا‬
‫املجال (م�صلحة التكوين وال�ش�ؤون االجتماعية)‪ ،‬وعلى قاعة جمهزة ب�أحد الو�سائل التقنية‬
‫للتكوين‪ ،178‬و�إقدامه على تنظيم دورات تكوينية ملوظفيه �أو �إر�سالهم للم�شاركة يف دورات‬
‫تكوينية خارج املغرب‪ ،‬ف�إنه مع ذلك يبقى مفتقدا لربنامج م�ؤ�س�ساتي قار للتكوين والتكوين‬
‫امل�ستمر لفائدة املوظفني والربملانيني على حد �سواء‪ ،‬ال�شيء الذي يكون له انعكا�س �سلبي‬
‫على �أدائهم ملهامهم ووظائفهم‪.‬‬
‫ب ـ النق�ص احلا�صل على م�ستوى التحليل والبحث‬
‫بالنظر لطبيعة العملية الت�رشيعية وما تفر�ضه من حاجة �إىل التعامل مع مواقف و�آراء‬
‫خمتلفة‪ ،‬و�أحيانا متعار�ضة‪ ،‬بغر�ض الو�صول �إىل تقييم �أف�ضل للبدائل املتاحة �أمام �صناع‬
‫الت�رشيع‪ ،‬ف�إن ذلك يتطلب امتالك امل�ؤ�س�سة الت�رشيعية لقدرات حتليلية وبحثية جيدة‪ .‬فهذا‬
‫اجلانب يبقى من �أهم �أدوات تطوير العمل الربملاين وزيادة قدراته امل�ؤ�س�ساتية‪ .‬وتزيد هذه‬
‫احلاجة عندما يتعلق الأمر بالربملان املغربي‪ ،‬حيث ال ميتلك الكثري من الأع�ضاء املكونني‬
‫له للقدرات املعرفية الكافية التي ت�سمح لهم بامل�شاركة الفعالة يف العملية الت�رشيعية �إن على‬
‫‪1176‬يتوزع هذا العدد كالتايل ‪ 298‬موظفا خا�صا مبجل�س امل�ست�شارين و ‪ 300‬موظفا خا�صا مبجل�س النواب‪ ،‬عالوة‬
‫على موظفني متعاقدين و�أع�ضاء الدواوين ف�ضال عن موظفني غري مر�سمني‪.‬‬
‫‪ 1177‬مثل فرن�سا التي ي�صل فيها عدد املوظفني ‪ 1349‬يف اجلمعية الوطنية فقط‪.‬‬
‫‪ 1178‬مت �إحداثها بتعاون مع م�رشوع لدعم جمل�س النواب تنفذه الوكالة الأمريكية للتعاون‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪81‬‬

‫م�ستوى املبادرة �أو التداول‪ ،‬خا�صة و�أن النظام املعتمد على م�ستوى الرت�شيح ال يفر�ض‬
‫�رشوطا تتعلق بامل�ستوى العلمي �أو املعريف‪.‬‬
‫ف�إذا مل ي�ستند ه�ؤالء الربملانيون على موظفني ذوي تكوين عال يف جمال حتليل ال�سيا�سات‬
‫العمومية وحترير القوانني‪ ،‬ويتوفرون على و�سائل كافية ملعاجلة وتقييم م�شاريع القوانني‬
‫ذات الطابع املركب واملعقد التي تتقدم بها احلكومة يف ميادين خمتلفة‪ ،‬وميتلكون الإمكانيات‬
‫الالزمة لتحرير �أ�سئلة رقابية جيدة‪ ،‬مبا تتطلبه هذه الأخرية من ر�صيد توثيقي مهم‪ ،‬يكون‬
‫لذلك بالغ الأثر على عمل الربملان‪ ،‬ويفر�ض عليه �أن يظل رهني ما تقدمه احلكومة بحكم‬
‫التفوق الذي تظهره هذه الأخرية على م�ستوى امتالك اخلربة واملعلومة‪...‬‬
‫�صحيح �أن الربملان املغربي قد �أخذ يف ال�سنوات الأخرية يويل بع�ض االهتمام‬
‫لهذا اجلانب‪ ،‬وجتلى ذلك من خالل �إحداث جمل�س النواب لق�سم خا�ص بالدار�سة‬
‫والتوثيق‪،‬و�إقدام جمل�س امل�ست�شارين على خلق مكتب لتحليل امليزانية‪ ،179‬باعتباره بنية‬
‫�إدارية خمت�صة وم�ستقلة مكونة من موظفني مهنيني خمت�صني يف امليزانية ويعملون يف �إطار‬
‫تفرغ تام وجزئي‪ ،‬ف�ضال عن فتح املجال لإمكانية التعاقد مع باحثني خمت�صني لإجناز‬
‫بع�ض الدرا�سات لفائدة امل�ؤ�س�سة الربملانية‪ .‬بيد �أن خمتلف هذه البنيات �إما �أنها مل تفعل قط‬
‫(م�صلحة الدرا�سات والأبحاث والرتجمة مبجل�س النواب)‪� ،‬أو توقفت بعد مدة من اال�شتغال‬
‫(مكتب حتليل امليزانية مبجل�س امل�ست�شارين)‪� ،‬أو تطغى عليها املو�سمية واملنا�سباتية يف كثري‬
‫من الأحيان‪.‬‬
‫مع الإ�شارة �إىل �أن الربملان‪ ،‬وحتديدا جمل�س امل�ست�شارين‪ ،‬هو الآن ب�صدد جتريب خيار‬
‫�آخر على هذا امل�ستوى يتمثل يف مركز الدار�سات والأبحاث يف ال�ش�ؤون الربملانية‪ ،‬الذي‬
‫حتدثنا عنه من قبل‪ ،‬و�إن كانت طبيعة تركيبته‪ ،‬واقت�صار تكوينه على موظفي املجل�س‪ ،‬الذين‬
‫ي�شتغلون يف نف�س الوقت يف هياكل وبنيات �إدارية �أخرى داخل املجل�س‪ ،‬وربطه مبا�رشة‬
‫بالأمانة العامة للمجل�س‪ ،‬قد يحد من عمله‪ .‬فمثل هذه املراكز‪ ،‬وكل �أجهزة الدرا�سة والبحث‬
‫عموما على م�ستوى الربملان‪ ،‬تفرت�ض وجود موظفني وباحثني حمرتفني ومتخ�ص�صني يف‬
‫هذا املجال‪ ،‬كما �أنها عادة ما تكون جزء من مكتبة الربملان‪ ،‬التي ال يقت�رص دورها يف الكثري‬
‫من برملانات العامل يف التوثيق وحفظ الأر�شيف وتخزين املعلومات بل �إنها تعد مركزا متكامال‬
‫للبحث والدار�سة والتحليل‪.‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪� 1179‬أحدث �سنة ‪ 2008‬بدعم من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪83‬‬

‫الف�صل الثالث‬

‫الوظائف واملهام‬

‫مل يعد دور الربملان ينح�رص فقط يف ممار�سة الوظائف التقليدية املعروفة (الت�رشيع‬
‫واملراقبة) بل �أ�ضيفت �إليها وظائف جديدة‪ ،‬حيث �أخذ ي�ضطلع ببع�ض الأدوار يف جماالت‬
‫«تقييم ال�سيا�سة العمومية»‪ ،‬و«املمار�سة الدبلوما�سية»‪ ،‬و�إن كانت ممار�سة الربملان املغربي‬
‫لهذه الوظائف ال تزال ت�صطدم ببع�ض احلدود‪� ،‬سواء تلك املر�سومة له مبقت�ضى الوثيقة‬
‫الد�ستورية‪ ،‬خا�صة يف ارتباط بثقل ما يعرف بـ«العقلنة الربملانية»‪� ،‬أو تلك التي يفر�ضها‬
‫الواقع ال�سيا�سي‪ ،‬من قبيل مركزية امل�ؤ�س�سة امللكية يف احلياة ال�سيا�سية املغربية‪ ،‬وهند�سة‬
‫االنتخابات يف االجتاه الذي ال ي�سمح ب�إمكانية الو�صول �إىل �أغلبية برملانية من�سجمة‪،‬‬
‫ومعار�ضة برملانية وا�ضحة االختيارات والأهداف‪.‬‬

‫املبحث الأول‪ :‬الوظائف التقليدية للربملان‬


‫على الرغم من �أن امل�ؤ�س�سة الربملانية �أ�ضحت ت�ضطلع يف الوقت احلا�رض بوظائف‬
‫متعددة‪ ،‬ف�إن وظيفة �سن القوانني ووظيفة مراقبة �أعمال احلكومة تظالن من �أهم وظائفها‬
‫على الإطالق‪ .‬فالأمر يتعلق بوظيفتني �أ�صليتني ارتبط وجودهما بوجود الربملان نف�سه‪،‬‬
‫و�إن كانت ممار�ستهما قد عرفت بع�ض التحول‪.‬‬

‫املطلب الأول‪ :‬الوظيفة الت�شريعية‬


‫تعد الوظيفة الت�رشيعية من بني �أهم وظائف الربملان‪� ،‬إن مل تكن الأهم على الإطالق‪،‬‬
‫و�إن كانت التجارب الد�ستورية الدولية قد اختلفت بني من جعل ممار�ستها اخت�صا�صا‬
‫برملانيا حم�ضا‪ ،‬كما هو الأمر يف النظام الرئا�سي الأمريكي‪ ،‬حيث ال ي�سمح الف�صل احلا�سم‬
‫بني ال�سلطات بالتمييز بني جمال القانون وجمال التنظيم‪ ،‬ومن وزعها بني الربملان‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪84‬‬

‫(الت�رشيع العادي) واحلكومة (الت�رشيع الفرعي)‪ ،‬مثلما هو موجود يف النظام �شبه الرئا�سي‬
‫الفرن�سي‪ ،1‬وعموم الأنظمة الربملانية‪.‬‬
‫هذا االختيار الأخري هو الذي �سلكه املغرب‪ ،‬بحيث �إذا كان د�ستوره ين�ص على �أن‬
‫الربملان هو الذي ميار�س ال�سلطة الت�رشيعية‪ ،2‬فلم مينعه ذلك من و�ضع الئحة ح�رصية‬
‫للق�ضايا التي تعد من اخت�صا�ص القانون‪ ،3‬ويف نف�س الوقت �إعطاء االخت�صا�ص ملجال‬
‫التنظيم‪� ،‬أي للت�رشيع الفرعي‪ /‬احلكومي‪ ،‬يف كل الق�ضايا التي ال ي�شملها اخت�صا�ص‬
‫القانون‪ .4‬كما مل مينعه من اقتطاع جزء من الت�رشيع لفائدة امللك‪ ،‬الذي يحتكر ب�صفته‬
‫«�أمري ًا للم�ؤمنني وحامي حمى امللة والدين» الت�رشيع يف املجال الديني‪ ،‬حيث ين�ص الد�ستور‬
‫على �أنه «ميار�س ال�صالحيات الدينية املتعلقة ب�إمارة امل�ؤمنني‪ ،‬واملخولة له ح�رصيا‪)..( ،‬‬
‫مبقت�ضى ظهائر» ‪.5‬‬

‫الفقرةالأوىل‪:‬القواننياملج�سدةللوظيفةالت�شريعية‬
‫تتج�سد الوظيفة الت�رشيعية التي ميار�سها الربملان �أ�سا�سا من خالل القوانني التي ت�صدر‬
‫عنه يف جماالت اخت�صا�صاته التي يحددها الد�ستور‪ .‬وهي ال تتخذ �شكال واحدا بل ميكن‬
‫التمييز داخلها بني �ستة �أنواع �أ�سا�سية‪ ،‬و�إن كانت القوانني العادية هي التي تبدو الأكرث‬
‫تعبريا عن الوظيفة الت�رشيعية للربملان بالنظر الت�ساع دائرة املجاالت التي تغطيها‪.‬‬
‫�أ ـ القوانني العادية‬

‫لئن كان الإقدام على �إ�صدار هذه القوانني «يتطابق من حيث املبد�أ مع �رضورة قانونية‬
‫ملحة تنطوي على الرتخي�ص �أو الأمر �أو املنع �أو �إحداث حقوق والتزامات»‪ ،‬ف�إنها تتميز‬
‫بعدد من اخل�صائ�ص‪ ،‬ميكن حتديدها فيما يلي‪:‬‬
‫�أوال ـ �أنها ت�صدر يف املجاالت التي يحددها الد�ستور على �سبيل احل�رص‪� ،‬أي يف امليادين‬
‫التي يجعلها �أ�سا�سا الف�صل ‪ 71‬من الد�ستور‪ ،‬وف�صول �أخرى متفرقة منه‪ ،‬من اخت�صا�ص‬
‫القانون �أو ال�سلطة الت�رشيعية (وفقا ملا هو مبني يف اجلدول �أ�سفله)‪ ،‬بحيث �أن ما عداها من‬
‫امليادين يعترب من اخت�صا�ص املجال التنظيمي‪� ،‬أي احلكومة‪.‬‬
‫‪ 11‬املادتان ‪ 34‬و ‪ 37‬من د�ستور فرن�سا ل�سنة ‪.1958‬‬
‫‪ 22‬الف�صل ‪ 70‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 33‬الف�صل ‪ 71‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 44‬الف�صل ‪ 72‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 55‬الف�صل ‪ 42‬من د�ستور ‪.2011‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪85‬‬

‫جمال القانون‬ ‫القضايا التي تدخل يف اختصاص الربملان‬


‫ف ‪71‬‬ ‫‪ 1‬ـاحلقوق واحلريات الأ�سا�سية املن�صو�ص عليها يف الت�صدير ويف ف�صول‬
‫�أخرى من الد�ستور‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ نظام الأ�رسة واحلالة املدنية‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ مبادئ وقواعد املنظومة ال�صحية‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ نظام الو�سائط ال�سمعية الب�رصية وال�صحافة مبختلف �أ�شكالها‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ العفو العام‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ اجلن�سية وو�ضعية الأجانب‪.‬‬
‫‪ 7‬ـ حتديد اجلرائم والعقوبات اجلارية عليها‪.‬‬
‫‪ 8‬ـ التنظيم الق�ضائي و�إحداث �أ�صناف جديدة من املحاكم‪.‬‬
‫‪ 9‬ـ امل�سطرة املدنية وامل�سطرة اجلنائية‪.‬‬
‫‪ 10‬ـ نظام ال�سجون‪.‬‬
‫‪ 11‬ـ النظام الأ�سا�سي العام للوظيفة العمومية‪.‬‬
‫‪ 12‬ـ ال�ضمانات الأ�سا�سية املمنوحة للموظفني املدنيني والع�سكريني‪.‬‬
‫‪ 13‬ـ نظام م�صالح وقوات حفظ الأمن‪.‬‬
‫‪ 14‬ـ نظام اجلماعات الرتابية ومبادئ حتديد دوائرها الرتابية‪.‬‬
‫‪ 15‬ـالنظام االنتخابي للجماعات الرتابية ومبادئ تقطيع الدوائر‬
‫االنتخابية‪.‬‬
‫‪ 16‬ـ النظام ال�رضيبي ووعاء ال�رضائب ومقدارها وطرق حت�صيلها‪.‬‬
‫‪ 17‬ـ النظام القانوين لإ�صدار العملة ونظام البنك املركزي‪.‬‬
‫‪ 18‬ـ نظام اجلمارك‪.‬‬
‫‪ 19‬ـ نظام االلتزامات املدنية والتجارية وقانون ال�رشكات والتعاونيات‪.‬‬
‫‪ 20‬ـ احلقوق العينية و�أنظمة امللكية العقارية العمومية واخلا�صة‬
‫واجلماعية‪.‬‬
‫‪ 21‬ـ نظام النقل‪.‬‬
‫‪ 22‬ـعالقات ال�شغل وال�ضمان االجتماعي وحوادث ال�شغل والأمرا�ض‬
‫املهنية‪.‬‬
‫‪ 23‬ـ نظام الأبناك و�رشكات الت�أمني والتعا�ضديات‪.‬‬
‫‪ 24‬ـ نظام تكنولوجيا املعلومات واالت�صاالت‪.‬‬
‫‪ 25‬ـالقواعد املتعلقة بتدبري البيئة وحماية املوارد الطبيعية والتنمية‬
‫امل�ستدامة‪.‬‬
‫‪ 26‬ـ التعمري و�إعداد الرتاب‪.‬‬
‫‪ 27‬ـ نظام املياه والغابات وال�صيد‪.‬‬
‫‪ 28‬ـحتديد التوجهات والتنظيم العام مليادين التعليم والبحث العلمي‬
‫والتكوين املهني‪.‬‬
‫‪ 29‬ـ�إحداث امل�ؤ�س�سات العمومية وكل �شخ�ص اعتباري من �أ�شخا�ص‬
‫القانون العام‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪86‬‬

‫‪ 30‬ـ ت�أميم املن�ش�آت ونظام اخلو�ص�صة‪.‬‬


‫‪ 31‬ـقوانني �إطار تتعلق بالأهداف الأ�سا�سية لن�شاط الدولة يف امليادين‬
‫االقت�صادية واالجتماعية والبيئية والثقافية‪.‬‬
‫القضايا املسندة إىل جمال القانون بمقتىض فصول أخرى من الدستور‬
‫ف‪5‬‬ ‫‪ 32‬ـتفعيل املقت�ضيات املتعلقة باللغة الأمازيغية‪.‬‬
‫ف ‪11‬‬ ‫‪ 33‬ـالقواعد وال�رشوط املتعلقة باملالحظة امل�ستقلة‪.‬‬
‫ف ‪44‬‬ ‫‪ 34‬ـقواعد �سري جمل�س الو�صاية‪.‬‬
‫ف ‪55‬‬ ‫‪ 35‬ـاملوافقة على املعاهدات‪.‬‬
‫ف ‪62‬‬ ‫‪ 36‬ـحتديد عدد �أع�ضاء جمل�س النواب ونظام انتخابهم ومبادئ التق�سيم‬
‫االنتخابي‪.‬‬
‫ف ‪63‬‬ ‫‪ 37‬ـ حتديد عدد �أع�ضاء جمل�س امل�ست�شارين ونظام انتخابهم‪.‬‬
‫ف ‪69‬‬ ‫‪ 38‬ـالنظام الداخلي ملجل�س النواب والنظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين‪.‬‬
‫ف ‪67‬‬ ‫‪ 39‬ـطرق ت�سيري جلان تق�صي احلقائق‪.‬‬
‫ف ‪75‬‬ ‫‪ 40‬ـقانون املالية‪.‬‬
‫ف ‪87‬‬ ‫‪ 41‬ـالقواعد املتعلقة بتنظيم وت�سيري �أ�شغال احلكومة‪.‬‬
‫ف ‪112‬‬ ‫‪ 42‬ـالنظام الأ�سا�سي للق�ضاة‪.‬‬
‫ف ‪116‬‬ ‫‪ 43‬ـانتخاب وتنظيم و�سري املجل�س الأعلى لل�سلطة الق�ضائية‪.‬‬
‫ف ‪127‬‬ ‫‪ 44‬ـ�إحداث املحاكم العادية واملتخ�ص�صة‪.‬‬
‫ف ‪131‬‬ ‫‪ 45‬ـقواعد تنظيم و�سري املحكمة الد�ستوري‪.‬‬
‫ف ‪133‬‬ ‫‪ 46‬ـحتديد الإجراءات املتعلقة بالدفع بعدم الد�ستورية‪.‬‬
‫ف ‪150‬‬ ‫‪ 47‬ـاخت�صا�صات املجل�س الأعلى واملجال�س اجلهوية للح�سابات وقواعد‬
‫تنظيمها وكيفية �سريها‪.‬‬
‫ف ‪153‬‬ ‫‪ 48‬ـقواعد ت�أليف املجل�س االقت�صادي واالجتماعي والبيئي و�صالحياته‬
‫وكيفية ت�سيريه‪.‬‬
‫ف ‪171‬‬ ‫‪ 49‬ـت�أليف و�صالحيات وتنظيم وقواعد �سري امل�ؤ�س�سات والهيئات‬
‫املن�صو�ص عليها يف الف�صول من ‪� 161‬إىل ‪.170‬‬
‫ف ‪172‬‬ ‫‪ 50‬ـ اتخاذ املبادرة ق�صد مراجعة الد�ستور‪.‬‬
‫ف ‪174‬‬ ‫‪ 51‬ـ التداول يف مبادرة امللك مبراجعة بع�ض مقت�ضيات الد�ستور‪.‬‬

‫ثانيا ـ رغم ا�شرتاكها مع باقي القوانني يف بع�ض القواعد املتعلقة ب�إعدادها‪ ،‬ف�إنها تخ�ضع‬
‫ملجموعة من القواعد اخلا�صة‪� ،‬سواء على م�ستوى م�سطرة امل�صادقة عليها‪ ،‬كما �سنبني ذلك‬
‫فيما بعد‪� ،‬أو على م�ستوى �صياغتها‪ ،‬واملتمثلة �أ�سا�سا فيما يلي‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ �رضورة االلتزام بالف�صل بني جمال القانون وجمال التنظيم كما هو حمدد يف‬
‫الد�ستور‪ ،6‬بحيث ال ميكن �إعداد مقرتح قانون يتعلق مبو�ضوع يدخل يف نطاق اخت�صا�ص‬

‫‪ 66‬الف�صالن ‪ 71‬و‪ 72‬من د�ستور ‪.2011‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪87‬‬

‫ال�سلطة التنظيمية‪ ،‬و�إال كان ذلك موجبا العرتا�ض احلكومة‪ ،‬التي يعطيها الد�ستور حق‬
‫الدفع بعدم قبول كل اقرتاح �أو تعديل ال يدخل �ضمن اخت�صا�ص ال�سلطة الت�رشيعية‪ .‬علما‬
‫�أن كل خالف بني الربملان واحلكومة يف هذا ال�ش�أن تتوىل الف�صل فيه املحكمة الد�ستورية يف‬
‫�أجل ثمانية �أيام‪ ،‬بناء على طلب يقدمه رئي�س �أحد جمل�سي الربملان �أو رئي�س احلكومة‪.7‬‬
‫‪ 2‬ـ جتنب اللجوء �إىل ن�صو�ص قانونية جديدة �إذا كانت امل�سائل التي تتوخى تقنينها‬
‫تنظمها ن�صو�ص موجودة‪ ،‬و�إن كان ذلك ال مينع من �إمكانية تعديل هذه الن�صو�ص مبا هو‬
‫�رضوري ومفيد �إما ل�سد بع�ض الثغرات التي تعرتيها �أو جلعلها تتكيف وبع�ض امل�ستجدات‬
‫التي قد تفر�ضها التطورات ال�سيا�سية واالقت�صادية واالجتماعية والثقافية‪ ،‬وت�ؤدي �إىل‬
‫جعل الن�صو�ص القانونية املطبقة متجاوزة‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ تفادي توزيع نف�س املو�ضوع على عدة م�شاريع قوانني‪ ،‬ويف نف�س الوقت تفادي‬
‫جتميع مقت�ضيات تتعلق مبوا�ضيع خمتلفة يف �إطار م�رشوع قانون واحد‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ احلر�ص على �أن تكون القوانني املراد �إعدادها مطابقة ملقت�ضيات الد�ستور‪،‬‬
‫وملقت�ضيات القوانني التنظيمية‪ ،‬على اعتبار �أن هذه الأخرية تعد مكملة للد�ستور وامتدادا‬
‫ماديا له‪ ،‬وحتتل بالتايل مرتبة �سامية مقارنة بالقوانني العادية‪ .‬لأن ت�صويت الربملان على‬
‫م�شاريع �أو مقرتحات قوانني غري حمرتمة لهذه الهرمية يجعلها مهددة بت�صدي الق�ضاء‬
‫الد�ستوري لها‪.‬‬
‫ثالثا ـ �أنها و�إن كانت تخ�ضع لرقابة الق�ضاء الد�ستوري على �أحكامها ف�إن هذه الرقابة‬
‫تظل اختيارية‪ ،‬حيث ميكن للجهات التي يحددها الد�ستور‪� ،‬أي امللك ورئي�س احلكومة‬
‫ورئي�س جمل�س النواب ورئ�س جمل�س امل�ست�شارين ف�ضال عن خم�س �أع�ضاء جمل�س النواب‬
‫و�أربعني ع�ضوا من �أع�ضاء جمل�س امل�ست�شارين‪� ،8‬أن حتجم عن ممار�سة �صالحية �إحالة هذا‬
‫النوع من القوانني على املحكمة الد�ستورية‪ ،‬بكل ما قد يرتتب عن ذلك من �إمكانية �صدور‬
‫قوانني خمالفة للد�ستور‪ ,‬و�إن كان هذا الأخري قد �أ�صبح يت�ضمن و�سيلة �أخرى للت�صدي‬
‫للقوانني العادية املخالفة للد�ستور من خالل ما يعرف بالدفع بعدم الد�ستورية‪ ،‬خا�صة‬
‫عندما تكون هذه القوانني مت�س باحلقوق واحلريات التي يت�ضمنها الد�ستور‪.9‬‬

‫‪ 77‬الف�صل ‪ 79‬من د�ستور ‪.2011‬‬


‫‪ 88‬الف�صل ‪ 132‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 99‬الف�صل ‪ 133‬من د�ستور ‪.2011‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪88‬‬

‫رابعا ـ �أنها ت�شكل ال�صورة الغالبة من بني جميع �أنواع القوانني التي ت�صدر عن الربملان‪،‬‬
‫بالنظر �إىل ات�ساع دائرة املجاالت التي ت�شملها‪ ،‬ومرونة امل�سطرة املتبعة يف اعتمادها من‬
‫طرف الربملان مقارنة بالقوانني الأخرى التي تخ�ضع مل�سطرة خا�صة‪ ،‬وتتطلب ن�صابا‬
‫قانونيا قد ال ت�ستطيع الأغلبية الربملانية امل�ساندة للحكومة توفريه‪.‬‬
‫ب ـ القوانني التنظيمية‬

‫تكت�سي القوانني التنظيمية �أهمية خا�صة يف البنيان القانوين للبلدان التي ت�أخذ بها‪ ،‬لي�س‬
‫فقط بالنظر لأهمية املجاالت التي تنظمها‪ ،‬على اعتبار �أنها عادة ما تت�صل بتنظيم ال�سلطات‬
‫العامة يف الدولة ومبو�ضوع احلقوق واحلريات‪ ،‬و�إمنا �أي�ضا لكونها ت�سمح بتجنب �إثقال‬
‫كاهل الوثيقة الد�ستورية بالكثري من التفا�صيل‪ ،‬وتفادي التعقيدات التي تفر�ضها م�سطرة‬
‫تعديل املقت�ضيات الد�ستورية‪ ،‬حيث يعترب تعديلها مرنا ن�سبيا قيا�سا بالإجراءات املتعلقة‬
‫بتعديل الد�ستور‪.‬‬
‫والقوانني التنظيمية ارتبطت يف الأ�صل بالتجربة الد�ستورية الفرن�سية‪ ،‬قبل �أن تعرف‬
‫امتدادا لها يف عدد من التجارب الد�ستورية الأخرى‪ ،‬الأوروبية‪ 10‬وغري الأوروبية‪،11‬‬
‫ومن �ضمنها املغرب‪ ،‬الذي كان قد ن�ص عليها يف د�ستور ‪ ،1962‬قبل �أن يعيد الت�أكيد عليها‬
‫يف جميع الد�ساتري الالحقة‪ ،‬و�إن كان تبنيها يف د�ستور ‪ ،2011‬وما ت�ضمنه من م�ستجدات‪،‬‬
‫قد طرح بع�ض الإ�شكاالت املتعلقة بها‪.‬‬
‫�أوال ـ خ�صائ�ص القوانني التنظيمية‬

‫�إذا كانت الد�ساتري التي تت�ضمن الإحالة على قوانني تنظيمية عادة ما حتجم عن �إعطاء‬
‫تعريف حمدد لها‪ ،‬فقد خرق الد�ستور الإ�سباين هذه «القاعدة» حينما اعترب �أن القوانني‬
‫التنظيمية هي تلك التي «تخ�ص تف�صيل احلقوق الأ�سا�سية واحلريات العامة والقوانني التي‬
‫ت�صادق عليها الأنظمة الداخلية ملناطق احلكم الذاتي وقانون االنتخابات العام‪ ،‬وباقي‬
‫القوانني املن�صو�ص عليها يف الد�ستور»‪ ،12‬و�إن كان هذا التعريف لي�س كافيا يف تدقيق‬
‫املق�صود بها‪� ،‬إذ يبدو حتديدا للمجاالت التي تنظمها �أكرث منه تعريفا لها‪.‬‬
‫لذلك‪ ،‬كثريا ما يتم تعريفها انطالقا من حتديد ما يفرقها عن القوانني العادية‪ ،‬ذلك �أن‬
‫القوانني التنظيمية و�إن كانت ت�شرتك مع باقي القوانني يف كونها ت�صدر عن الربملان‪ ،‬ف�إنها‬
‫‪ 110‬مثل �إ�سبانيا‪ ،،‬هنغاريا‪ ،‬مولدافيا‪ ،‬رومانيا‪ ،‬ليتوانيا‪..‬‬
‫‪ 111‬مثل تون�س‪ ،‬مايل‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬جيبوتي‪....‬‬
‫‪ 112‬الفقرة ‪ 1‬من الف�صل ‪ 81‬من الد�ستور الإ�سباين ل�سنة ‪.1978‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪89‬‬

‫تختلف عنها يف جوانب �أخرى �أ�سا�سية ت�ضفي عليها نوعا من اخل�صو�صية مقارنة بالقوانني‬
‫العادية‪ ،‬هي التي ميكن حتديدها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ تن�صي�ص الد�ستور على املجاالت التي تنظمها وحتديدها على �سبيل احل�رص‪ ،‬بحيث ال‬
‫ميكن ت�صور �إقدام امل�رشع العادي على تنظيم جمال ما بقانون تنظيمي ما مل يكن الد�ستور‬
‫يحدد ذلك‪ .‬وعلى هذا الأ�سا�س‪ ،‬فقد كان د�ستور ‪ 1996‬يحددها يف ت�سعة جماالت �أ�سا�سية‬
‫قبل �أن يعمل د�ستور ‪ 2011‬على تو�سيع دائرة املجاالت التي يجري تنظيمها بقوانني من‬
‫هذا النوع‪ ،‬ال�شيء الذي جعله ي�ساير عددا من الد�ساتري يف التجارب املقارنة‪ ،‬وخا�صة‬
‫الد�ستور الإ�سباين والد�ستور الفرن�سي‪.13‬‬
‫القوانني التنظيمية يف دستور ‪1962‬‬

‫ف ‪14‬‬ ‫‪ 1‬ـالقانون التنظيمي املتعلقة ب�رشوط و�إجراءات ممار�سة حق الإ�رضاب‪.‬‬


‫ف ‪21‬‬ ‫‪ 2‬ـ القانون التنظيمي املتعلق بقواعد �سري جمل�س الو�صاية‪.‬‬
‫ف ‪44‬‬ ‫‪ 3‬ـ القانون التنظيمي ملجل�س النواب‪.‬‬
‫ف ‪45‬‬ ‫‪ 4‬ـ القانون التنظيمي ملجل�س امل�ست�شارين‪.‬‬
‫‪ 5‬ـالقانون التنظيمي املتعلق بتحديد وتتميم املقت�ضيات التي تدخل يف‬
‫ف ‪48‬‬
‫جمال القانون‪.‬‬
‫ف ‪49‬‬ ‫‪ 6‬ـ القانون التنظيمي لقانون املالية‪.‬‬
‫ف ‪92‬‬ ‫‪ 7‬ـ القانون التنظيمي للمحكمة العليا للعدل‪.‬‬
‫ف ‪97‬‬ ‫‪ 8‬ـ القانون التنظيمي للمجل�س الأعلى للإنعا�ش الوطني والتخطيط‪.‬‬
‫ف ‪102‬‬ ‫‪ 9‬ـ القانون التنظيمي للغرفة الد�ستورية‪.‬‬
‫القوانني التنظيمية يف ظل دستور ‪1970‬‬
‫‪ 1‬ـالقانون التنظيمي املتعلقة ب�رشوط و�إجراءات ممار�سة حق‬
‫ف ‪14‬‬
‫الإ�رضاب‪.‬‬
‫ف ‪21‬‬ ‫‪ 2‬ـ القانون التنظيمي املتعلق بقواعد �سري جمل�س الو�صاية‪.‬‬
‫ف ‪43‬‬ ‫‪ 3‬ـ القانون التنظيمي ملجل�س النواب‪.‬‬

‫‪ 113‬يتحدد عدد القوانني التنظيمية التي يحيل عليها الد�ستور الإ�سباين يف ‪ 16‬قانونا تنظيميا‪ ،‬بينما يتحدد عددها يف‬
‫الد�ستور الفرن�سي يف ‪.20‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪90‬‬

‫‪ 4‬ـالقانون التنظيمي املتعلق بتحديد وتتميم املقت�ضيات التي تدخل يف‬


‫ف ‪45‬‬
‫جمال القانون‪.‬‬
‫ف ‪49‬‬ ‫‪ 5‬ـ القانون التنظيمي لقانون املالية‪.‬‬
‫ف ‪85‬‬ ‫‪ 6‬ـ القانون التنظيمي للمحكمة العليا للعدل‪.‬‬
‫ف ‪90‬‬ ‫‪ 7‬ـ القانون التنظيمي للمجل�س الأعلى للإنعا�ش الوطني والتخطيط‪.‬‬
‫ف ‪95‬‬ ‫‪ 8‬ـ القانون التنظيمي للغرفة الد�ستورية باملجل�س الأعلى‪.‬‬
‫القوانني التنظيمية يف ظل دستور ‪1972‬‬
‫‪ 1‬ـالقانون التنظيمي املتعلقة ب�رشوط و�إجراءات ممار�سة حق‬
‫ف ‪14‬‬
‫الإ�رضاب‪.‬‬
‫ف ‪21‬‬ ‫‪ 2‬ـ القانون التنظيمي املتعلق بقواعد �سري جمل�س الو�صاية‪.‬‬
‫ف ‪43‬‬ ‫‪ 3‬ـ القانون التنظيمي ملجل�س النواب‪.‬‬
‫ف ‪49‬‬ ‫‪ 4‬ـ القانون التنظيمي لقانون املالية‪.‬‬
‫ف ‪86‬‬ ‫‪ 5‬ـ القانون التنظيمي للمحكمة العليا‪.‬‬
‫ف ‪91‬‬ ‫‪ 6‬ـ القانون التنظيمي للمجل�س الأعلى للإنعا�ش الوطني والتخطيط‪.‬‬
‫ف ‪96‬‬ ‫‪ 7‬ـ القانون التنظيمي للغرفة الد�ستورية باملجل�س الأعلى‪.‬‬
‫القوانني التنظيمية يف ظل دستور ‪1992‬‬
‫‪ 1‬ـالقانون التنظيمي املتعلقة ب�رشوط و�إجراءات ممار�سة حق‬
‫ف ‪14‬‬
‫الإ�رضاب‪.‬‬
‫ف ‪21‬‬ ‫‪ 2‬ـ القانون التنظيمي املتعلق بقواعد �سري جمل�س الو�صاية‪.‬‬
‫ف ‪40‬‬ ‫‪ 3‬ـ القانون التنظيمي املحدد لطريقة ت�سيري جلان تق�صي احلقائق‪.‬‬
‫ف ‪43‬‬ ‫‪ 4‬ـ القانون التنظيمي ملجل�س النواب‪.‬‬
‫ف ‪49‬‬ ‫‪ 5‬ـ القانون التنظيمي لقانون املالية‪.‬‬
‫ف ‪78‬‬ ‫‪ 6‬ـ القانون التنظيمي املتعلق بقواعد تنظيم و�سري املجل�س الد�ستوري‪.‬‬
‫ف ‪92‬‬ ‫‪ 7‬ـ القانون التنظيمي للمحكمة العليا‪.‬‬
‫‪ 8‬ـالقانون التنظيمي املتعلق بتحديد تركيبة املجل�س االقت�صادي‬
‫ف ‪93‬‬
‫واالجتماعي‪ ،‬وتنظيمه و�صالحياته‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪91‬‬

‫القوانني التنظيمية يف ظل دستور ‪1996‬‬

‫ف ‪14‬‬ ‫‪ 1‬ـ القانون التنظيمي املتعلق مبمار�سة حق الإ�رضاب‪.‬‬


‫ف ‪21‬‬ ‫‪ 2‬ـ القانون التنظيمي املتعلق بتحديد قواعد �سري جمل�س الو�صاية‪.‬‬
‫ف ‪37‬‬ ‫‪ 3‬ـ القانون التنظيمي املتعلق مبجل�س النواب‪.‬‬
‫ف ‪38‬‬ ‫‪ 4‬ـ القانون التنظيمي املتعلق مبجل�س امل�ست�شارين‪.‬‬
‫ف ‪42‬‬ ‫‪ 5‬ـ القانون التنظيمي املتعلق بلجان تق�صي احلقائق‪.‬‬
‫ف ‪50‬‬ ‫‪ 6‬ـ القانون التنظيمي املتعلق بتحديد �رشوط �صدور قانون املالية‪.‬‬
‫‪ 7‬ـالقانون التنظيمي املتعلق بتحديد قواعد �سري وتنظيم املجل�س‬
‫ف ‪80‬‬
‫الد�ستوري‪.‬‬
‫‪ 8‬ـالقانون التنظيمي املتعلق بتحديد تركيبة املجل�س االقت�صادي‬
‫ف ‪95‬‬
‫واالجتماعي‪ ،‬وتنظيمه و�صالحياته‪.‬‬
‫‪ 9‬ـالقانون التنظيمي املتعلق بتحديد عدد �أع�ضاء املحكمة العليا وكيفية‬
‫ف ‪92‬‬
‫انتخابهم وامل�سطرة املتبعة‪.‬‬
‫القوانني التنظيمية يف ظل دستور ‪2011‬‬

‫ف‪5‬‬ ‫‪ 1‬ـ القانون التنظيمي املتعلق مبراحل التفعيل الر�سمي للغة الأمازيغية‪.‬‬
‫‪ 2‬ـالقانون التنظيمي املتعلق ب�إحداث جمل�س وطني للغات والثقافة‬
‫ف‪5‬‬
‫املغربية‪.‬‬
‫ف‪7‬‬ ‫‪ 3‬ـ القانون التنظيمي املتعلق بت�أ�سي�س الأحزاب ال�سيا�سية‪.‬‬
‫ف ‪10‬‬ ‫‪ 4‬ـ القانون التنظيمي املتعلق بكيفية ممار�سة املعار�ضة الربملانية حلقوقها‪.‬‬
‫‪ 5‬ـالقانون التنظيمي املتعلق بتحديد �رشوط وكيفيات تقدمي ملتم�سات يف‬
‫ف ‪14‬‬
‫جمال الت�رشيع‪.‬‬
‫‪ 6‬ـالقانون التنظيمي املتعلق بتحديد �رشوط وكيفيات ممار�سة حق تقدمي‬
‫ف ‪15‬‬
‫عرائ�ض �إىل ال�سلطات العمومية‪.‬‬
‫‪ 7‬ـالقانون التنظيمي املتعلق بتحديد �رشوط وكيفيات ممار�سة حق‬
‫ف ‪29‬‬
‫الإ�رضاب‪.‬‬
‫ف ‪44‬‬ ‫‪ 8‬ـ القانون التنظيمي املتعلق بتحديد قواعد �سري جمل�س الو�صاية‪.‬‬
‫‪ 9‬ـالقانون التنظيمي املتعلق بتحديد الئحة امل�ؤ�س�سات واملقاوالت‬
‫ف ‪92/49‬‬
‫اال�سرتاتيجية وتعيني م�س�ؤوليها‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪92‬‬

‫ف ‪62‬‬ ‫‪ 10‬ـ القانون التنظيمي املتعلق مبجل�س النواب‪.‬‬


‫ف ‪63‬‬ ‫‪ 11‬ـ القانون التنظيمي املتعلق مبجل�س امل�ست�شارين‪.‬‬
‫ف ‪67‬‬ ‫‪ 12‬ـ القانون التنظيمي املتعلق بطريقة ت�سيري جلان تق�صي احلقائق‪.‬‬
‫ف ‪75‬‬ ‫‪ 13‬ـ القانون التنظيمي املتعلق بقانون املالية‪.‬‬
‫ف ‪87‬‬ ‫‪ 14‬ـ القانون التنظيمي املتعلق بتنظيم عمل احلكومة‪.‬‬
‫ف ‪112‬‬ ‫‪ 15‬ـ القانون التنظيمي املتعلق بالنظام الأ�سا�سي للق�ضاة‪.‬‬
‫ف ‪116‬‬ ‫‪ 16‬ـ القانون التنظيمي املتعلق باملجل�س الأعلى لل�سلطة الق�ضائية‪.‬‬
‫ف ‪131‬‬ ‫‪ 17‬ـ القانون التنظيمي للمحكمة الد�ستورية‪.‬‬
‫‪ 18‬ـالقانون التنظيمي املتعلق ب�إجراءات و�رشوط الدفع بعدم د�ستورية‬
‫ف ‪133‬‬
‫قانون �أمام املحكمة الد�ستورية‪.‬‬
‫ف ‪146‬‬ ‫‪ 19‬ـ القانون التنظيمي املتعلق بانتخاب �أع�ضاء جمال اجلماعات الرتابية‪.‬‬
‫ف ‪146‬‬ ‫‪ 20‬ـ القانون التنظيمي للجهات‪.‬‬
‫ف ‪146‬‬ ‫‪ 21‬القانون التنظيمي للجماعات‪.‬‬
‫ف ‪146‬‬ ‫‪ 22‬ـ القانون التنظيمي للعماالت والأقاليم‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ اتباع م�سطرة خا�صة يف اعتمادها‪� ،‬إذ عادة ما يتطلب ال�رشوع يف التداول ب�ش�أنها‬
‫يف جمل�س النواب مرور �سقف زمني معني (ع�رشة �أيام)‪ ،‬كما يحتاج الت�صويت عليها ن�صابا‬
‫قانونيا حمددا يختلف عن ذلك املطلوب يف اعتماد القوانني العادية‪ ،‬يح�رصه الد�ستور يف‬
‫الأغلبية املطلقة للأع�ضاء احلا�رضين يف جمل�س النواب‪� ،‬أو �أغلبية �أع�ضاء نف�س املجل�س‬
‫عندما يتعلق الأمر مب�رشوع �أو مقرتح قانون تنظيمي يخ�ص جمل�س امل�ست�شارين �أو‬
‫اجلماعات الرتابية‪.14‬‬
‫‪ 3‬ـ الفح�ص الإجباري ملدى مطابقتها لأحكام الوثيقة الد�ستورية‪ ،‬بحيث حتال مبجرد‬
‫امل�صادقة عليها من طرف الربملان على املحكمة الد�ستورية‪ ،‬تطبيقا لن�ص الد�ستور على‬
‫�أنه «ال ميكن �إ�صدار الأمر بتنفيذ القوانني التنظيمية �إال بعد �أن ت�رصح املحكمة الد�ستورية‬
‫مبطابقتها للد�ستور»‪.15‬‬

‫‪ 114‬الف�صل ‪ 85‬من د�ستور ‪.2011‬‬


‫‪ 115‬الفقرة الأخرية من الف�صل ‪ 85‬من د�ستور ‪.2011‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪93‬‬

‫‪ 4‬ـ وجوب �إقرار القوانني التنظيمية اخلا�صة مبجل�س امل�ست�شارين باتفاق بني جمل�سي‬
‫الربملان على ن�ص موحد‪.16‬‬
‫‪ 5‬ـ �رضورة عر�ضها بق�صد امل�صادقة عليها من قبل الربملان‪ ،‬يف �أجل ال يتعدى مدة‬
‫الوالية الت�رشيعية الأوىل التي تلي �صدور الأمر بتنفيذ الد�ستور الذي ن�ص عليها‪ .17‬وهو‬
‫�إجراء جديد ن�ص عليه �أول مرة د�ستور ‪ ،2011‬من �أجل و�ضع حد ملمار�سة �صاحبت جميع‬
‫الد�ساتري املغربية ال�سابقة عليه‪ ،‬واملتمثلة يف عدم �صدور بع�ض القوانني التنظيمية التي تن�ص‬
‫عليها‪ ،‬وعلى وجه اخل�صو�ص القانون التنظيمي حلق الإ�رضاب‪.‬‬
‫ثانيا ـ �إ�شكاليات القوانني التنظيمية‬

‫لقد ات�سمت �إعادة ت�أكيد د�ستور ‪ 2011‬على القوانني التنظيمية مبتغريين �أ�سا�سيني‪ ،‬كما‬
‫�أ�رشنا �إىل ذلك من قبل‪ ،‬الأول يتعلق بتو�سيع دائرة املجاالت التي يجري تنظيمها بقوانني‬
‫تنظيمية‪ ،‬والثاين‪ ،‬يهم �إعادة النظر يف امل�سطرة اخلا�صة باعتمادها‪ ،‬ال�شيء الذي جعل‬
‫التفعيل الت�رشيعي لها ميثل حتديا �أ�سا�سيا �أمام احلكومة والربملان‪ ،‬وي�صطدم بعدد من‬
‫الإ�شكاليات‪ ،‬ميكن حتديدها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ عدد القوانني التنظيمية التي ين�ص عليها الد�ستور‪ ،‬حيث �أدى �إقدام امل�رشع على‬
‫جتزيء املجاالت التي يت�ضمنها الف�صل ‪ 146‬على �أكرث من قانون تنظيمي �إىل �إثارة بع�ض‬
‫اجلدال حول العدد احلقيقي للقوانني التنظيمية التي ين�ص عليها الد�ستور‪ .‬فرغم �أن هذا‬
‫الف�صل ي�ستعمل �صيغة املفرد للحديث عن القانون التنظيمي الذي ينظم عددا من اجلوانب‬
‫املتعلقة بطرق انتخاب �أع�ضاء جمال�س اجلماعات الرتابية‪ ،‬ونظامها املايل‪ ،‬و�رشوط تقدمي‬
‫العرائ�ض �أمامها‪ ،..‬ف�إن املمار�سة التي جرى اتباعها‪ ،‬دون �أن يعرت�ض عليها املجل�س‬
‫الد�ستوري‪ 18،‬جعلتنا �أمام �أربعة قوانني تنظيمية‪ :‬القانون التنظيمي املتعلقة بكيفية انتخاب‬
‫�أع�ضاء جمال�س اجلماعات الرتابية‪ ،‬القانون التنظيمي للجهات‪ ،‬القانون التنظيمي املتعلق‬
‫باجلماعات‪ ،‬القانون التنظيمي املتعلق مبجال�س العماالت والأقاليم‪ .‬وهو االختيار الذي‬

‫‪ 116‬الفقرة ‪ 2‬من الف�صل ‪ 85‬من د�ستور ‪.2011‬‬


‫‪ 117‬الف�صل ‪ 86‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 118‬من بني املربرات التي قدمها املجل�س الد�ستوري هو �أن الف�صل ‪ 135‬من الد�ستور مييز بني ثالثة �أنواع من‬
‫اجلماعات الرتابية ‪ ،‬اجلهات‪ ،‬اجلماعات‪ ،‬العماالت والأقاليم (�أنظر قراره رقم ‪ 966 /15‬بتاريخ ‪ 30‬يونيو‬
‫‪ ،)2015‬لكن املالحظ �أن املجل�س قد �أجاز اعتماد امل�رشع �أربعة قوانني وتنظيمية ولي�س ثالثة فقط‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪94‬‬

‫جعل عدد القوانني التنظيمية ي�صل �إىل اثنني وع�رشين‪ ،‬وكان من املمكن �أن ي�صبح هذا‬
‫العدد �أكرث من ذلك لو مت تنظيم كيفية ممار�سة املعار�ضة الربملانية حلقوقها بقانون تنظيمي‪،‬‬
‫على اعتبار �أن الد�ستور يعطي �إمكانية االختيار يف تنظيم احلقوق املذكورة بني قانون‬
‫تنظيمي �أو قانون عادي �أو نظام داخلي‪.19‬‬
‫‪ 2‬ـ جهة االخت�صا�ص باملبادرة يف تقدميها‪ ،‬هل هي اخت�صا�ص ح�رصي للحكومة �أم‬
‫�أنها من اخت�صا�ص الربملان �أي�ضا؟‪� ،‬إذ يف الوقت الذي ظلت فيه املمار�سة ال�سابقة على‬
‫د�ستور ‪ 2011‬تكر�س احتكار احلكومة للمبادرة يف هذا املجال‪� ،‬سعت هذه الأخرية لالحتفاظ‬
‫بهذا االمتياز يف ظل الد�ستور اجلديد‪ .20‬م�ستندة يف ذلك على مقت�ضيات الف�صل ‪ ،49‬الذي‬
‫يجعل «م�شاريع القوانني التنظيمية» من املوا�ضيع امل�شمولة باملرور الإجباري على املجل�س‬
‫الوزاري‪ ،‬الذي ينعقد برئا�سة امللك‪ ،‬وب�صفة خا�صة الف�صل ‪ ،86‬الذي مل يتحدث �إال عن‬
‫«م�شاريع القوانني التنظيمية»‪ ،21‬و�إن كانت املربرات التي انطلقت منها احلكومة يف هذه‬
‫املحاولة لتطويع مقت�ضيات الد�ستور يف االجتاه الذي ي�سمح بجعل املبادرة الت�رشيعية على‬
‫م�ستوى القوانني التنظيمية جماال حمفوظا لها‪ ،‬ال تبدو مقنعة بالنظر لوجود ف�صل �رصيح‬
‫يف الد�ستور يجعل املبادرة الت�رشيعية جماال م�شرتكا بني رئي�س احلكومة والربملان‪ ،22‬و�آخر‬
‫يتكلم عن «م�شاريع ومقرتحات القوانني التنظيمية»‪ ،23‬ف�ضال عن مقت�ضيات �أخرى يفرت�ض‬
‫فيها �أنها عك�ست اجتاه امل�رشع الد�ستوري نحو املزيد من تعزيز «ممار�سة الربملان لل�سلطة‬
‫الت�رشيعية»‪ .24‬علما �أن اجلدال الذي �أثري حول هذا املو�ضوع كان قد جعل امللك ي�ستغل‬

‫‪ 119‬الف�صل ‪ 10‬من د�ستور ‪.2011‬‬


‫‪ 220‬ن�ستح�رض هنا معار�ضة احلكومة لتقدمي بع�ض الفرق الربملانية ملقرتح قانون تنظيمي للجان تق�صي احلقائق‪،‬‬
‫وتدخلها من �أجل منع الربملان من اال�ستمرار يف مناق�شته‪ ،‬وتقدميها مل�رشوع قانون تنظيمي يف املو�ضوع‪.‬‬
‫‪ 221‬كان ذلك قد جتلى وا�ضحا حني تدخلت احلكومة ل�سحب الب�ساط من الربملان بعد �أن كان مقرتح قانون تنظيمي‬
‫يتعلق بلجان تق�صي احلقائق قد قطع �أ�شواطا من التداول ب�ش�أنه‪ ،‬حيث مت الت�صويت عليه من طرف جلنة العدل‬
‫والت�رشيع مبجل�س النواب‪ ،‬وعر�ض على اجلل�سة العامة من �أجل امل�صادقة عليه‪ ،‬قبل �أن تقدم على �إ�شهار‬
‫مقت�ضيات املادة ‪ 120‬من القانون الداخلي للمجل�س‪ ،‬التي تعطيها �إمكانية االعرتا�ض على اال�ستمرار يف املناق�شة‬
‫والت�صويت على كل مقرتح �أو م�رشوع قانون‪ ،‬واملطالبة‪ ،‬بالتايل‪ ،‬ب�إرجاعه �إىل اللجنة املخت�صة‪.‬‬
‫‪ 222‬الف�صل ‪ 78‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 223‬الف�صل‪ 85‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 224‬الف�صل ‪ 70‬من د�ستور ‪.2011‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪95‬‬

‫منا�سبة احتفاء الربملان بالذكرى اخلم�سني لت�أ�سي�سه لكي ي�ؤكد على �أن «املبادرة الت�رشيعية‬
‫التي ميلكها الربملان ت�شمل القوانني العادية والقوانني التنظيمية على حد �سواء»‪.25‬‬
‫‪ 3‬ـ حقيقة �أ�سبقية تداول جمل�س النواب يف جميع م�شاريع القوانني التنظيمية‪ .‬وهي‬
‫�إ�شكالية جتد �سندها يف االلتبا�س املوجود عند مقابلة مقت�ضيات الفقرة ‪ 2‬من الف�صل ‪ ،78‬التي‬
‫تن�ص على �أن «تودع م�شاريع القوانني بالأ�سبقية لدى مكتب جمل�س النواب»‪ ،‬م�ستثنية من‬
‫ذلك م�شاريع القوانني التي تتعلق «باجلماعات الرتابية» وبـ«التنمية اجلهوية» وبـ«الق�ضايا‬
‫االجتماعية»‪ ،‬مبقت�ضيات الفقرة ‪ 1‬من الف�صل ‪ ،85‬التي تن�ص على �أنه «ال يتم التداول يف‬
‫م�شاريع ومقرتحات القوانني التنظيمية من قبل جمل�س النواب �إال بعد م�ضي ع�رشة �أيام على‬
‫و�ضعها لدى مكتبه»‪.‬‬
‫ف�إذا كان يفهم من هذه الفقرة الأخرية �أن التداول يف كل م�شاريع القوانني التنظيمية يتم‬
‫بالأ�سبقية يف جمل�س النواب‪ ،‬ف�إن ذلك قد ال يبدو من�سجما مع ن�ص الد�ستور على تداول‬
‫جمل�س امل�ست�شارين بالأ�سبقية يف «القوانني املتعلقة باجلماعات الرتابية والتنمية اجلهوية‬
‫وبالق�ضايا االجتماعية»‪ ،‬على اعتبار �أن عددا من القوانني التنظيمية املن�صو�ص عليها‬
‫يف الد�ستور ترتبط بكيفية �أ�سا�سية بهذه املجاالت الثالثة‪ ،‬كما هو الأمر بالن�سبة للقانون‬
‫التنظيمي للإ�رضاب‪ ،‬والقانون التنظيمي املنظم النتخابات اجلماعات الرتابية‪ ،‬والقانون‬
‫التنظيمي للجهوية‪ ،‬والقانون التنظيمي للجماعات‪ .‬وبالتايل‪ ،‬ف�إن تبني هذا التف�سري‪ ،‬الذي‬
‫كان الربملان قد �أخذ به منذ �أن متت �إحالة م�رشوع القانون التنظيمي رقم ‪ 59.11‬املتعلق‬
‫بانتخاب �أع�ضاء املجال�س الرتابية �أمام جمل�س النواب‪ ،‬يجعلنا �أمام م�شاريع قوانني تتعلق‬
‫باملجاالت الثالثة املذكورة يتم التداول فيها ابتداء يف جمل�س امل�ست�شارين‪ ،‬وم�شاريع قوانني‬
‫تنظيمية تتعلق بنف�س املجاالت يتم التداول فيها ابتداء مبجل�س النواب‪.‬‬
‫ف�ضال عن ذلك‪ ،‬ف�إن اعتماد هذا التف�سري ال ي�أخذ بعني االعتبار �أن النظام الداخلي ملجل�س‬
‫امل�ست�شارين‪ ،‬وبال�ضبط املادة ‪ 85‬منه‪ ،‬تت�ضمن مقت�ضيات تعطيه �إمكانية التداول بالأ�سبقية يف‬
‫م�شاريع القوانني التنظيمية‪ ،‬ويف مقرتحات القوانني التنظيمية املقدمة مببادرة من �أع�ضائه‪،‬‬
‫خا�صة و�أن الأمر يتعلق مبقت�ضيات مل يعرت�ض عليها املجل�س الد�ستوري لدى مراقبته ملدى‬

‫‪ 225‬كان امللك قد ا�ستغل فر�صة توجيه ر�سالة �إىل الندوة الدولية املنعقدة مبنا�سبة االحتفال بالذكرى ‪ 50‬لإحداث‬
‫الربملان لكي يقدم جوابا على النقا�ش الذي كان عرفه الربملان قبل ذلك‪ ،‬حيث �أثنى على «املجهود املبذول من‬
‫طرف �أع�ضاء جمل�سي الربملان يف جمال املبادرة الت�رشيعية‪� ،‬سواء بالن�سبة للقوانني التنظيمية �أو العادية» (�أنظر‬
‫ن�ص الر�سالة املوجهة بتاريخ ‪ 25‬نونرب ‪ ،2013‬واملن�شورة بالبوابة الوطنية)‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪96‬‬

‫د�ستورية القانون الداخلي املذكور‪ ،26‬و�إن كانت اجتهادات املجل�س الد�ستوري بخ�صو�ص‬
‫هذه النقطة قد ات�سمت‪ ،‬يف حقيقة الأمر‪ ،‬بنوع من االرتباك‪.‬‬
‫ف�إذا كان قد ظهر من خالل موقفه من هذه املادة مزكيا الجتاه �إعطاء جمل�س امل�ست�شارين‬
‫هو الآخر �إمكانية التداول بالأ�سبقية يف م�شاريع القوانني التنظيمية‪ ،‬خا�صة تلك التي تهم‬
‫املجاالت الثالثة التي يجعلها الف�صل ‪ 78‬ا�ستثناء على قاعدة تداول جمل�س النواب بالأ�سبقية‬
‫يف م�شاريع القوانني‪ ،‬فقد عاد يف منا�سبة �أخرى لكي ي�ؤكد «�أن �أ�سبقية الإيداع لدى مكتب‬
‫جمل�س امل�ست�شارين‪ ،‬فيما يخ�ص اجلماعات الرتابية‪ ،‬تنح�رص يف الن�صو�ص التي تقدم يف‬
‫�شكل قوانني لكون م�ضمونها ال يندرج �ضمن ما ورد يف الف�صل ‪ 146‬من الد�ستور‪ ،‬وال‬
‫متتد �إىل القوانني التنظيمية‪ ،‬التي يخ�ضع �إيداعها‪� ،‬سواء قدمت يف �شكل م�شاريع �أو يف �شكل‬
‫مقرتحات مببادرة من �أع�ضاء جمل�س النواب �أو جمل�س امل�ست�شارين‪ ،‬لأحكام الف�صل ‪ 85‬من‬
‫الد�ستور»‪.27‬‬
‫ويبلغ ارتباك املجل�س على هذا امل�ستوى قمته عندما يقر بح�رص �أ�سبقية جمل�س امل�ست�شارين‬
‫يف التداول يف مقرتحات وم�شاريع القوانني العادية املتعلقة باجلماعات الرتابية‪ ،‬ويتحدث‬
‫يف نف�س الوقت على «مقرتحات القوانني التنظيمية التي تقدم مببادرة من �أع�ضاء جمل�س‬
‫النواب �أو �أع�ضاء جمل�س امل�ست�شارين»‪ .‬فكيف �سيقدم �أع�ضاء جمل�س امل�ست�شارين مقرتحات‬
‫قوانني تنظيمية واحلال �أن املجل�س الذي ينتمون �إليه ال يحق له �أن يتداول فيها بالأ�سبقية؟‬
‫وهل من املعقول �أن يكون املجل�س الد�ستوري يفرت�ض �إمكانية تقدمي �أع�ضاء جمل�س‬
‫امل�ست�شارين ملقرتحات قوانني تنظيمية �أمام جمل�س النواب؟‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ دور جمل�س امل�ست�شارين يف تقدمي اقرتاحات بقوانني تنظيمية‪� ،‬إذ رغم �أن الد�ستور‬
‫يقر من حيث املبد�أ با�شرتاك احلكومة والربملان مبجل�سيه يف املبادرة الت�رشيعية‪ ،28‬ف�إن ما‬
‫ت�ضمنته الفقرة الأوىل من الف�صل ‪ 85‬من �أنه «ال يتم التداول يف م�شاريع ومقرتحات القوانني‬
‫التنظيمية من قبل جمل�س النواب‪� ،‬إال بعد م�ضي ع�رشة �أيام على و�ضعها لدى مكتبه»‪،‬‬
‫يطرح الت�سا�ؤل حول ما �إذا كان حق تقدمي «مقرتحات القوانني التنظيمية» يبقى حكرا‬
‫على جمل�س النواب �أم �أنه يعد �أي�ضا من اخت�صا�ص جمل�س امل�ست�شارين؟‪ .‬وهي �إ�شكالية تبدو‬

‫‪� 226‬أنظر قرار املجل�س الد�ستوري رقم ‪� 14/938‬صادر بتاريخ ‪ 14‬يونيو ‪.2014‬‬
‫‪� 227‬أنظر قرار املجل�س الد�ستوري رقم ‪ 968 / 15‬بتاريخ ‪ 30‬يونيو ‪.2015‬‬
‫‪ 228‬تن�ص الفقرة ‪ 1‬من الف�صل ‪ 78‬من د�ستور ‪ 2011‬على �أن «لرئي�س احلكومة ولأع�ضاء الربملان على ال�سواء حق‬
‫التقدم باقرتاح القوانني»‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪97‬‬

‫مرتبطة بالإ�شكالية ال�سابقة املتعلقة مبدى �أ�سبقية تداول جمل�س النواب يف م�شاريع القوانني‬
‫التنظيمية‪ ،‬على اعتبار �أنها تعك�س هي كذلك االرتباك احلا�صل يف حتديد وظائف جمل�س‬
‫امل�ست�شارين بني امل�رشع الد�ستوري‪ ،‬الذي حاول �أن يرتجم النقا�ش حول تقلي�ص وظائفه‬
‫يف منت الد�ستور دون �أن يكون دقيقا يف ذلك‪ ،‬وامل�رشع العادي‪ ،‬الذي اعتمد نظاما داخليا‬
‫ملجل�س امل�ست�شارين يت�ضمن‪ ،‬كما �أ�رشنا �إىل ذلك من قبل‪ ،‬مقت�ضيات تعطيه حق املبادرة يف‬
‫تقدمي مقرتحات قوانني تنظيمية دون �أن يعرت�ض عليها املجل�س الد�ستوري‪.29‬‬
‫‪ 5‬ـ حدود �صالحيات جمل�س النواب يف تعديلها‪ ،‬و�إن كانت هذه الإ�شكالية ال مت�س يف‬
‫احلقيقة م�شاريع القوانني التنظيمية وحدها و�إمنا جميع م�شاريع القوانني‪ ،‬بحيث لئن كان‬
‫الد�ستور وا�ضحا يف ا�شرتاك جمل�سي الربملان يف التداول يف م�شاريع ومقرتحات القوانني‪،‬‬
‫وبالنتيجة يف �إمكانية �إدخال ما يريانه منا�سبا من التعديالت عليها‪ ،‬ف�إن هذه ال�صالحية‬
‫ت�صطدم مبدى �أحقية جمل�س النواب يف �إدخال تعديالت جديدة خالل القراءة الثانية‪� ،‬أي‬
‫بعد �أن يكون م�رشوع الن�ص قد قر�أ قراءة �أوىل يف جمل�سي الربملان‪ .‬حيث يطرح الت�سا�ؤل‬
‫حول ما �إذا كان من حق جمل�س النواب �أن يدخل تعديالت جديدة على الن�ص كما �أحيل‬
‫عليه من طرف جمل�س امل�ست�شارين �أم �أنه يجب �أن يظل مقيدا مبا ورد عليه من هذا الأخري‪،‬‬
‫ويقت�رص دوره على �إبداء موقفه من التعديالت التي �أدخلها‪ :‬هل يقبلها �أم يرف�ضها؟‬
‫فرغم �أن الد�ستور ي�شري ب�رصيح العبارة �إىل �أنه «يتداول كل جمل�س يف الن�ص الذي‬
‫�صوت عليه املجل�س الآخر يف ال�صيغة التي �أحيل بها عليه»‪ ،30‬فقد اعتاد جمل�س النواب‬
‫�أن ي�ستغل �إحالة م�شاريع القوانني عليه يف �إطار القراءة الثانية‪ ،‬وخا�صة م�شاريع قوانني‬
‫املالية‪ ،‬لكي يدخل عليها تعديالت خارج �إطار ال�صيغة التي �أحيلت عليه من لذن جمل�س‬
‫امل�ست�شارين‪ .‬وهي ممار�سة مل تواجه باالعرتا�ض من لذن املجل�س الد�ستوري �إال مبنا�سبة‬
‫م�صادقة الربملان على م�رشوع القانون التنظيمي لقانون املالية‪ ،31‬م�ستندا يف ذلك على‬
‫مقت�ضيات الفقرة ‪ 1‬من الف�صل ‪ 84‬التي تن�ص على �أن «يتداول جمل�سا الربملان بالتتابع يف كل‬
‫‪ 229‬يبدو ذلك جليا يف املادة ‪ ،85‬التي تن�ص على �أنه «يتداول جمل�س امل�ست�شارين يف م�شاريع القوانني التنظيمية‬
‫املودعة لديه بالأ�سبقية‪ ،‬ويف مقرتحات القوانني التنظيمية املقدمة مببادرة من �أع�ضائه‪ ،‬خا�صة من طرف تلك‬
‫املقدمة من لذن فرق املعار�ضة طبقا للف�صل ‪ 82‬من الد�ستور»‪ .‬قبل �أن ت�ضيف ب�أنه «ال يتم التداول يف م�شاريع‬
‫ومقرتحات القوانني التنظيمية املودعة لدى جمل�س امل�ست�شارين بالأ�سبقية‪� ،‬إال بعد م�ضي ع�رشة �أيام على و�ضعها‬
‫لدى مكتبه‪ ،‬واحرتام امل�سطرة امل�شار �إليها يف الف�صل ‪ 84‬من الد�ستور»‪.‬‬
‫‪ 330‬الفقرة ‪ 1‬من الف�صل ‪ 84‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 331‬قرار املجل�س الد�ستوري رقم ‪ ،14 /950‬اخلا�ص مبراقبة مدى د�ستورية القانون التنظيمي رقم ‪ 130.13‬لقانون‬
‫املالية‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪98‬‬

‫م�رشوع �أو مقرتح قانون‪ ،‬بغية التو�صل �إىل امل�صادقة على ن�ص واحد‪ ،‬ويتداول جمل�س‬
‫النواب بالأ�سبقية‪ ،‬وعلى التوايل‪ ،‬يف م�شاريع ومقرتحات القوانني التي قدمت مببادرة‬
‫من �أع�ضائه‪ .‬ويتداول جمل�س امل�ست�شارين بدوره بالأ�سبقية‪ ،‬وعلى التوايل‪ ،‬يف م�شاريع‬
‫القوانني‪ ،‬وكذا يف مقرتحات القوانني التي هي من مبادرة �أع�ضائه‪ ،‬ويتداول كل جمل�س‬
‫يف الن�ص الذي �صوت عليه املجل�س الآخر يف ال�صيغة التي �أحيل بها عليه»‪ ،‬و�إن كان هذا‬
‫االجتهاد قد زاد من �إثارة اجلدل حول م�سطرة الت�رشيع‪ ،‬وبال�ضبط حول ما �إذا كان ملجل�س‬
‫النواب فعال احلق يف الكلمة النهائية خالل القراءة الثانية �أم �أن الأمر يتطلب اال�ستمرار يف‬
‫التداول �إىل حني التو�صل �إىل اتفاق على ن�ص واحد؟‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ مدى �صالحية املجل�س احلكومي للتداول فيها‪� ،‬إذ على خالف م�شاريع القوانني‬
‫العادية التي �أ�صبح عر�ضها على الربملان يتطلب فقط �إقرارها من جانب املجل�س احلكومي‬
‫مع بع�ض اال�ستثناءات‪ ،32‬ف�إن القوانني التنظيمية ال تزال معنية باملرور الإجباري على‬
‫املجل�س الوزاري الذي ينعقد برئا�سة امللك‪ ،‬حيث يدرجها الف�صل ‪� 49‬ضمن الق�ضايا التي‬
‫يجري التداول ب�ش�أنها يف املجل�س املذكور‪ .‬بيد �أن جتاهلها من طرف الف�صل ‪ 92‬من‬
‫الد�ستور‪ ،‬الذي يعدد الق�ضايا التي تعر�ض مدى وجوبا على املجل�س احلكومي‪ ،‬يطرح‬
‫الت�سا�ؤل حول مدى وجوب عر�ضها على هذا الأخري قبل عر�ضها على املجل�س الوزاري‪.‬‬
‫علما �أن املمار�سة املتبعة منذ دخول د�ستور ‪ 29‬يوليوز ‪ 2011‬حيز التنفيذ �سارت يف اجتاه‬
‫�إدراجها �ضمن جدول �أعمال م�شاريع الن�صو�ص الت�رشيعية التي يجري التداول ب�ش�أنها يف‬
‫املجل�س احلكومي‪.‬‬
‫‪ 7‬ـ املدة الزمنية املطلوبة ل�صدورها‪ ،‬ذلك �أن ت�ضمن الد�ستور لف�صل يحدد نهاية �أول والية‬
‫ت�رشيعية يف ظله ك�أجل ل�صدور القوانني التنظيمية التي ين�ص عليها‪ ،‬وحديثه يف نف�س الوقت‬
‫على «م�شاريع القوانني التنظيمية» دون «مقرتحات القوانني التنظيمية»‪ ،‬فر�ض الت�سا�ؤل‬
‫حول ما �إذا كان املق�صود بهذه املدة هي القوانني التنظيمية التي يكون م�صدرها احلكومة‪،‬‬
‫�أي تلك التي تقدم يف �شكل م�شاريع قوانني‪ ،‬ودفع �إىل القول �إن ذلك يج�سد حر�ص امل�رشع‬
‫الد�ستوري على التمييز بني �شيئني‪ :‬املبادرة احلكومية يف جمال القوانني التنظيمية‪ ،‬وهي‬
‫املعنية بالأجندة الزمنية التي يحددها الف�صل املذكور‪ ،‬ثم املبادرة الربملانية يف نف�س املجال‪،‬‬
‫وهي املنفلتة من كل حتديد زمني‪ ،‬بل �إن الت�سا�ؤل حول م�ضمون الف�صل ‪ 86‬اتخذ منحى‬

‫‪ 332‬مثل م�شاريع القوانني اخلا�صة بامل�صادقة على املعاهدات واالتفاقيات الدولية‪ ،‬وم�رشوع قانون العفو العام‪،‬‬
‫وم�شاريع قوانني الإطار‪ ،‬وم�شاريع الن�صو�ص املتعلقة باملجال الع�سكري‪...‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪99‬‬

‫�آخر مع نهاية الوالية الت�رشيعية وعدم متكن احلكومة والربملان معا من اعتماد كل القوانني‬
‫التنظيمية التي يحيل عليها الد�ستور‪ ،‬وحتديدا تلك املتعلقة مبراحل التفعيل الر�سمي للغة‬
‫الأمازيغية (ف ‪ ،)5‬و�إحداث جمل�س وطني للغات والثقافة املغربية (ف ‪ ،)5‬وحتديد �رشوط‬
‫وكيفيات ممار�سة حق الإ�رضاب (ف ‪ ،)5‬حيث دافع البع�ض على فكرة �أن هذا الف�صل ال‬
‫يفر�ض بال�رضورة امل�صادقة على جميع القوانني التنظيمية خالل هذه الوالية الت�رشيعية‪ ،‬بل‬
‫يكفي عر�ضها فقط‪ ،‬و�إن كان ي�صعب ترجيح هذا التف�سري على اعتبار �أن امل�رشع الد�ستوري‬
‫وهو ي�ضع هذا الف�صل كان على ما يبدو من�شغال ب�رضورة عدم تكرار جتربة القانون التنظيمي‬
‫للإ�رضاب‪ ،‬الذي مل يت�سن �صدوره منذ �أن ت�ضمنه لأول مرة د�ستور ‪ ،1962‬لكن ترجمته‬
‫لهذا االن�شغال مل تكن دقيقة مبا يكفي‪.‬‬
‫ج ـ النظام الداخلي للربملان‬

‫عندما نتكلم عن النظام الداخلي للربملان فالأمر يتعلق بالأداة الأ�سا�سية لتنظيم و�ضمان‬
‫ح�سن �سري عمله‪ ،‬و�ضبط العالقة بني الفاعلني الرئي�سيني فيه من �أغلبية معار�ضة‪ ،‬ف�ضال‬
‫عن ت�أمني حقوق الأقلية يف مواجهة الأغلبية‪ ،‬وحتديد واجبات الأع�ضاء وااللتزامات‬
‫املطروحة على عاتقهم‪.‬‬
‫وقد ن�ص الد�ستور يف الف�صل ‪ 69‬منه على اجلهة التي تتوىل و�ضع النظام الداخلي‬
‫عندما �أ�شار �إىل �أنه «ي�ضع كل من املجل�سني نظامه الداخلي ويقره بالت�صويت»‪ ،‬وعلى‬
‫ال�رشوط املطلوبة لدخوله حيز التنفيذ حينما �أكد على �أنه «ال يجوز العمل به �إال بعد �أن‬
‫ت�رصح املحكمة الد�ستورية مبطابقته لأحكام الد�ستور»‪ ،‬كما عمل على حتديد م�ضمون‬
‫املجاالت التي ينظمها‪ ،‬عندما �أ�شار �إىل �أنه «يحدد النظام الداخلي ب�صفة خا�صة‪ :‬قواعد‬
‫ت�أليف وت�سيري الفرق واملجموعات الربملانية واالنت�ساب �إليها واحلقوق اخلا�صة املعرتف‬
‫بها لفرق املعار�ضة‪ ،‬واجبات الأع�ضاء يف امل�شاركة الفعلية يف �أعمال اللجان واجلل�سات‬
‫العامة واجلزاءات املطبقة يف حالة الغياب‪ ،‬عدد اللجان الدائمة واخت�صا�صاتها وتنظيمها‬
‫مع تخ�صي�ص رئا�سة جلنة �أو جلنتني للمعار�ضة على الأقل»‪ .‬ف�ضال عن ذلك فقد �ألزم‬
‫املجل�سني‪ ،‬عند و�ضع نظامهما الداخلي‪ ،‬بـ«مراعاة تنا�سقهما وتكاملهما‪� ،‬ضمانا لنجاعة‬
‫العمل الربملاين»‪.‬‬
‫والأنظمة الداخلية للربملان تت�ضمن بع�ض القواعد امل�شرتكة مع القوانني التنظيمية‪،‬‬
‫خا�صة من ناحية اعتمادها من طرف الربملان‪ ،‬ومرورها الإجباري على الق�ضاء‬
‫الد�ستوري‪ ،‬عالوة على اندراجها‪ ،‬وفقا للمعيار املو�ضوعي‪ ،‬يف نطاق القوانني ذات‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪100‬‬

‫الطبيعة الد�ستورية التي تنظم جانبا من النظام ال�سيا�سي للدولة‪ ،‬كما تتقا�سم مع القوانني‬
‫العادية �أ�سا�سا وحدة اجلهة التي تتوىل امل�صادقة عليهما‪ ،‬لكنها تختلف عن النوعني من‬
‫القوانني يف بع�ض اجلوانب‪.‬‬
‫فهي تختلف عن القوانني العادية من حيث انفراد الربملان لوحده بحق املبادرة الت�رشيعية‬
‫ب�ش�أنها دون �أن يكون للحكومة دخل يف املو�ضوع‪ ،‬واقت�صار نطاق �رسيان تنفيذها على‬
‫الربملان فقط دون �أن ميتد ذلك خارجه‪ ،‬وعدم خ�ضوعها لقاعدة التداول بالتتابع بني‬
‫جمل�سي الربملان التي تخ�ضع لها باقي القوانني‪ ،‬ف�ضال عن الإحالة الإجبارية على الق�ضاء‬
‫الد�ستوري‪ .‬باملقابل مييزها عن القوانني التنظيمية عدم تقيد ال�رشوع يف مناق�شتها ب�سقف‬
‫زمني معني‪ ،‬وعدم ا�شرتاط ن�صاب قانوين خا�ص للم�صادقة عليها‪� ،‬إ�ضافة �إىل وجودها يف‬
‫مرتبة �أدنى منها‪ ،‬على اعتبار �أن �سلطة خ�ضوعها للرقابة الد�ستورية مل تعد مقت�رصة على‬
‫�أحكام الد�ستور فقط بل �أ�ضحت متتد �إىل القوانني التنظيمية املن�صو�ص عليها يف الد�ستور‪،‬‬
‫حيث �سبق للمجل�س الد�ستوري �أن �أكد‪ ،‬يف �أكرث من قرار‪ ،‬عدم مطابقة مواد من النظام‬
‫الداخلي لأحكام الد�ستور لأنها خالفت مقت�ضيات قوانني تنظيمية‪ ،33‬م�ستندا يف ذلك على‬
‫قرارات �سابقة يف املو�ضوع �صادرة عن الغرفة الد�ستورية باملجل�س الأعلى‪.34‬‬
‫د ـ القوانني املالية‬

‫بالنظر للدور الذي لعبته املالية العامة‪ ،‬خا�صة مو�ضوع ال�رضائب‪ ،‬يف تاريخ العمل‬
‫الربملاين‪ ،‬منذ البدايات الأوىل لن�شوء هذا الأخري يف ال�سياق ال�سيا�سي الإجنليزي‪ ،‬حيث‬
‫كانت معظم �رصاعات امللوك والنبالء املتحكمني يف الربملان ترتكز حول هذا املو�ضوع‪،‬‬
‫فقد ظلت الوظيفة املالية حتظى باهتمام خا�ص من لذن امل�ؤ�س�سة الربملانية‪ ،‬حتى و�إن كانت‬
‫هذه الأخرية قد فقدت جزء هاما من هذه الوظيفة لفائدة ال�سلطة التنفيذية‪.‬‬

‫‪ 333‬من بني هذه القرارات قرار رقم ‪( 52 /95‬بتاريخ ‪ 3‬يناير ‪ ،)1995‬الذي اعترب فيه ما ت�ضمنته املادة ‪ 74‬من‬
‫النظام الداخلي ملجل�س النواب من طلب جلنة املالية‪ ،‬ب�صدد درا�سة م�رشوع القانون املايل وم�رشوع قانون‬
‫ت�صفية امليزانية‪ ،‬الإطالع على امل�ستندات والإر�شادات املتعلقة بتنفيذ القوانني املالية وح�سابات امل�ؤ�س�سات‬
‫العمومية وال�رشكات التي للدولة فيها �أ�سهم‪ ،‬وذلك عن ال�سنوات املن�رصمة‪ ،‬خمالف لأحكام القانون التنظيمي‬
‫للمالية ال�صادر بظهري ‪ 260‬ـ ‪ 72‬ـ ‪ 1‬امل�ؤرخ ب‪� 18‬شتنرب ‪ ،1972‬الذي يق�ضي‪� :‬أوال‪ ،‬يف الفقرة ‪ 3‬من مادته‬
‫‪� 8‬أن م�رشوع قانون املالية يرفق فقط بتقرير يت�ضمن اخلطوط الكربى للتوازن املايل والتغيريات املدخلة فيما‬
‫يرجع للمداخيل والنفقات‪ ،‬وبالوثائق املتعلقة بنفقات امليزانية العامة وعمليات امليزانيات امللحقة واحل�سابات‬
‫اخل�صو�صية‪ .‬ثانيا‪ ،‬يف الفقرة ‪ 2‬و ‪ 3‬من مادته ‪� 14‬أن م�رشوع قانون ت�صفية امليزانية يرفق فقط بتقرير املجل�س‬
‫الأعلى للح�سابات وتوجه �إىل جمل�س النواب ملحقات تف�سريية يف �ش�أنه �إن دعت حاجة �إىل ذلك‪.‬‬
‫‪ 334‬خا�صة القرارات رقم ‪ 95 ،58‬و ‪.98‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪101‬‬

‫و�إذا كانت وظيفة الربملان يف املجال املايل تتخذ عدة �أبعاد (الت�رشيع ال�رضيبي‪ ،‬املعاهدات‬
‫امللزمة ملالية الدولة‪ ،‬خمططات التنمية االقت�صادية واالجتماعية‪ ،)..‬ف�إن اعتماد قانون‬
‫املالية‪ ،‬الذي يت�ضمن قانون املالية ال�سنوي وقوانني املالية املعدلة ثم قانون الت�صفية‪،35‬‬
‫يبقى من �أهم الوظائف املالية للم�ؤ�س�سة الت�رشيعية‪� .‬إذ من خالل هذا القانون يتوىل الربملان‬
‫«توقع جمموع موارد وتكاليف الدولة‪ ،‬ويقيمها وين�ص عليها وي�أذن بها»‪ ،36‬و�إن كان‬
‫ذلك �ضمن توازن مايل يحدده القانون التنظيمي للمالية‪.‬‬
‫�أوال ـ قانون املالية ال�سنوي‬

‫لئن كانت حمطة الربملان لي�ست الوحيدة التي مير منها م�رشوع قانون املالية ال�سنوي قبل‬
‫دخوله حيز التنفيذ‪ ،‬خا�صة يف البلدان التي اتبعت التقليد الفرن�سي و�أعطت �صالحية �إعداد‬
‫هذا امل�رشوع للحكومة‪ ،‬ف�إنها تبقى الأهم‪ .‬فهذه امل�ؤ�س�سة تعد املعرب ال�رضوري مل�رشوع‬
‫قانون املالية‪ ،‬لأن ت�صويتها وم�صادقتها عليه هو الذي يعطي �شهادة امليالد القانوين لقانون‬
‫املالية ويجعله قابال للتطبيق والتنفيذ‪.‬‬
‫لهذا ال�سبب كثريا ما يكون مرور م�رشوع قانون املالية بالربملان مثريا للت�سا�ؤل حول‬
‫مدى قدرة هذا الأخري على الـت�أثري يف اختياراته وتوجهاته‪ ،‬خا�صة يف بع�ض التجارب‬
‫ال�سيا�سية‪ ،‬ومن بينها املغرب‪ ،‬الذي يظل فيه عمل الربملان ككل‪ ،‬واجلانب املتعلق منه‬
‫بالت�رشيع املايل على وجه اخل�صو�ص‪ ،‬حمكوما بثقل �آليات «العقنلة الربملانية»‪.‬‬
‫‪ 1‬ـ خ�صو�صية قانون املالية‬

‫رغم تفاوت الأدوار التي ي�ضطلع بها الربملان يف ممار�سة ال�سلطة الت�رشيعية بني جتارب‬
‫دولية جتعله املحتكر الفعلي لهذه الوظيفة و�أخرى جتعل احلكومة �رشيكا �أ�سا�سيا فيها‪ ،‬كما‬
‫هو الأمر يف املغرب‪ ،‬تظل وظيفة الت�رشيع على العموم مرتبطة به‪ .‬وعندما نتحدث عن‬
‫الوظيفة الت�رشيعية نق�صد بب�ساطة �إنتاج الن�صو�ص الت�رشيعية‪ ،‬حيث يعد الربملان «املطبخ‬
‫ال�سيا�سي»‪ ،‬الذي يتوىل القيام بهذه املهمة‪� ،‬إن على م�ستوى ال�صياغة بالن�سبة ملقرتحات‬
‫القوانني التي تكون مببادرة برملانية �أو على م�ستوى املناق�شة والتعديل والت�صويت‪.‬‬
‫يف هذه املهمة و�إن كان يفرت�ض من الناحية املبدئية �أن حتظى كل م�شاريع الن�صو�ص‬
‫الت�رشيعية بالأهمية الالزمة التي قد جتعل منها ن�صو�صا جيدة‪ ،‬ف�إن م�رشوع قانون املالية‬
‫‪ 335‬ح�سب التحديد الذي تعطيه لقانون املالية املادة ‪ 2‬من الظهري رقم ‪ 1.98.138‬ال�صادر بتاريخ ‪ 26‬نونرب ‪1998‬‬
‫املتعلق بتنفيذ القانون التنظيمي رقم ‪ 7.98‬لقانون املالية (ج‪ .‬ر عدد ‪ 4644‬بتاريخ ‪ 3‬دجنرب ‪.)1998‬‬
‫‪  336‬املادة الأوىل من القانون التنظيمي لقانون املالية امل�شار �إليه‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪102‬‬

‫عادة ما يحتل احليز الأهم يف �أجندة ا�شتغال امل�ؤ�س�سة الربملانية‪ .‬فقلما يحظى م�رشوع ن�ص‬
‫قانوين بنف�س الدرجة من املواكبة واالن�شغال التي يحظى بها م�رشوع قانون املالية‪ .‬هذا الأمر‬
‫يرتبط بعدة عوامل‪ ،‬ميكن �أن نح�رصها يف مايل‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ ‪ :1‬االرتباط التاريخي بني الربملان والت�رشيع املايل‪ ،‬ذلك �أن الدور الذي لعبه هذا‬
‫الأخري‪ ،‬وخا�صة اجلانب املتعلق منه بالت�رشيع ال�رضيبي‪ ،‬يف ن�شوء امل�ؤ�س�سة الربملانية‪،‬‬
‫جعل االخت�صا�ص املايل يظل �ش�أنا برملانيا حم�ضا‪ ،‬قبل �أن يعمل الد�ستور الفرن�سي ل�سنة‬
‫‪ 1958‬على تقلي�ص دوره يف هذا املجال‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ ‪ :1‬القيمة التي يحتلها م�رشوع قانون املالية مقارنة مب�شاريع القوانني الأخرى‪،‬‬
‫فهذا القانون حتى ولو �أنه يعترب من الناحية ال�شكلية قانونا عاديا‪ ،‬ف�إنه من حيث م�ضمونه‬
‫يبقى ذو �أهيمه خا�صة لكونه يج�سد ال�سيا�سة العامة للدولة‪ ،‬ويعك�س توجهاتها االقت�صادية‬
‫واالجتماعية وال�سيا�سية‪ .‬كما ميثل نقطة االرتكاز الأ�سا�سية والآلية املحورية التي متكن‬
‫احلكومة من تنفيذ تلك االختيارات والتوجهات‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ ‪ :1‬امل�سطرة اخلا�صة املتبعة يف اعتماده‪ .‬فهو م�رشوع القانون الوحيد الذي يتم تقدميه‬
‫يف جل�سة عامة ملجل�سي الربملان‪ ،‬على خالف م�شاريع القوانني الأخرى التي يتم االكتفاء‬
‫بو�ضعها يف مكتب جمل�س النواب قبل �أن حتال فيما بعد على اللجنة املعنية بها‪ .‬كما يعد �أي�ضا‬
‫م�رشوع القانون الوحيد املرتبط بتحديد �سقف زمني حمدد للم�صادقة عليه‪ ،‬حيث يكون‬
‫الربملان واحلكومة‪ ،‬على حد �سواء‪ ،‬يف �سباق مع الزمن من �أجل التوفيق بني احلاجة‬
‫�إىل �رضورة �إعطاءه ما ي�ستحقه من النقا�ش والتداول‪ ،‬ويف نف�س الوقت �رضورة احرتام‬
‫الآجال التي يحددها الد�ستور‪ 37‬والقانون التنظيمي للمالية‪ ،‬ك�سقف لكي يكون م�صادقا عليه‬
‫قبل ‪ 31‬دجنرب من كل �سنة (�أنظر اجلدول)‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ ‪ :1‬كونه ي�شكل ترجمة وفية لل�سيا�سة احلكومية‪ ،‬وميثل‪ ،‬بالتايل‪ ،‬اللحظة املنا�سبة‬
‫الختبار مدى التزام احلكومة بت�صوراتها واختياراتها وتوجهاته االنتخابية‪ ،‬وحلقيقة التعاقد‬
‫الذي يجمعها مع الناخبني الذين �صوتوا لفائدة احلزب ال�سيا�سي �أو الأحزاب ال�سيا�سية التي‬
‫ت�شكل الأغلبية احلكومية التي تتكون منها‪ ،‬ومع امل�ؤ�س�سة الت�رشيعية التي مل يكن للحكومة �أن‬
‫ترى النور‪ ،‬من الناحية القانونية‪ ،‬لوال م�صادقتها على برناجمها‪.‬‬

‫‪ 337‬الف�صل ‪ 75‬من د�ستور ‪.2011‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪103‬‬

‫‪ 5‬ـ ‪� :1‬أن مناق�شة الربملان مل�رشوع قانون املالية ال�سنوي يفرت�ض فيها �أن ت�سمح ب�إعطاء‬
‫�صورة على �أداء امل�ؤ�س�سة الت�رشيعية‪ ،‬لي�س فقط على امل�ستوى الت�رشيعي‪ ،‬و�إمنا �أي�ضا‬
‫على امل�ستوى الرقابي‪ ،‬خا�صة و�أن هذه املناق�شة كثريا ما تتحول �إىل منا�سبة للربملانيني‬
‫لتقييم ال�سيا�سات العمومية للحكومة ككل‪ ،‬ولكل قطاع حكومي على حدة‪ ،‬بل و�إىل �سجال‬
‫عمومي يهم ق�ضايا قد ال تكون لها عالقة مبا�رشة مب�رشوع قانون املالية وطبيعة االختيارات‬
‫التي يت�ضمنها‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ حدود الدور املايل للربملان‬

‫�إذا كان الربملان هو الذي يعود �إليه �أمر الت�صويت على الت�رشيع املايل واعتماده‪ ،‬ف�إن‬
‫ذلك ال مينع من �أن يكون هذا النوع من الت�رشيع من �أكرث املجاالت التي تظهر فيها حدود‬
‫حتكم الربملان يف الإنتاج الت�رشيعي‪ .‬هذا الأمر‪� ،‬إذا كان يرتبط بعوامل �سيا�سية تهم طبيعة‬
‫النخبة الربملانية‪ ،‬وحتول الأغلبية الربملانية يف كثري من الأحيان �إىل تكتل ل�ضمان املرور‬
‫الآمن الختيارات احلكومة‪ ،‬ف�إنه يرتبط �أي�ضا ب�أ�سباب قانونية ـ د�ستورية‪.‬‬
‫فرغم ما يقال عن تعزيز د�ستور ‪ 2011‬للدور الت�رشيعي والرقابي والتقييمي للم�ؤ�س�سة‬
‫الربملانية‪ ،‬ف�إنه ال يزال مينح احلكومة �صالحيات وا�سعة يف جمال االخت�صا�ص املايل‪،‬‬
‫بال�شكل الذي ي�سمح لها بالتحكم لي�س فقط يف املبادرة الت�رشيعية و�إمنا‪� ،‬أي�ضا‪ ،‬يف باقي‬
‫امل�سار الذي يقود نحو امل�صادقة على م�رشوع قانون املالية ال�سنوي‪ .‬فعالوة على �أن هذا‬
‫الأخري يعد اخت�صا�صا حكوميا من ناحية �إعداده وحت�ضريه‪ ،‬حيث يتوىل القيام بهذه املهمة‬
‫الوزير املكلف باملالية حتت �سلطة الوزير الأول‪ ،38‬ف�إن تدخل الربملان فيه يظل حمكوما‬
‫ب�أربعة قيود �أ�سا�سية‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ ‪ :2‬مراعاة «توازن مالية الدولة»‪ ،‬حيث ي�ضع الف�صل ‪ 77‬من الد�ستور على عاتق‬
‫احلكومة والربملان‪ ،‬على حد �سواء‪� ،‬رضورة ال�سهر على هذا التوازن‪ .‬وهذه امل�س�ألة‪،‬‬
‫التي حتيل على تلك «القاعدة الذهبية» املتعلقة بالتحكم يف العجز املايل املطبقة يف عدد من‬
‫البلدان الأوروبية‪ ،‬و�إن كانت ال تعدو �أن تكون جمرد د�سرتة ملمار�سة جارية‪ ،‬على‬
‫الأقل منذ ما يعرف ب�سيا�سة التقومي الهيكلي‪ ،‬ف�إن االرتقاء بها �إىل درجة القاعدة الد�ستورية‬
‫يطرح الت�سا�ؤل حول مدى تعار�ضها مع االختيارات االنتخابية التي تعد جوهر العملية‬
‫الدميقراطية‪ .‬ذلك‪� ،‬أنها قد ت�سمح بتقييد اختيارات القوى ال�سيا�سية الفائزة باالنتخابات‬
‫‪ 338‬املادة ‪ 32‬من الظهري رقم ‪ 1.98.138‬ال�صادر بتاريخ ‪ 26‬نونرب ‪ 1998‬املتعلق بتنفيذ القانون التنظيمي رقم ‪7.98‬‬
‫لقانون املالية‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪104‬‬

‫عندما تكون براجمها وت�صوراتها ومرجعياتها ذات بعد ي�ساري �أو ا�شرتاكي مناه�ض لهذه‬
‫القاعدة‪ ،‬التي ارتبطت باالختيارات الر�أ�سمالية االقت�صادية والليربالية ال�سيا�سية‪.‬‬
‫ويرتبط بتوازن مالية الدولة ما يتيحه نف�س الف�صل املذكور من �إمكانية للحكومة لـ«رف�ض‬
‫املقرتحات والتعديالت التي يتقدم بها �أع�ضاء الربملان‪� ،‬إذا كان قبولها ي�ؤدي بالن�سبة لقانون‬
‫املالية‪� ،‬إىل تخفي�ض املوارد العمومية‪� ،‬أو �إىل �إحداث تكليف عمومي‪� ،‬أو الزيادة يف تكليف‬
‫موجود»‪� .‬إذ رغم ما ظل يثريه هذا الإجراء من جدل‪ 39‬من قبل املعار�ضة‪ ،‬التي كانت‬
‫تعتربه �سيفا م�سلطا على احلق املكفول للربملان يف االقرتاح والتعديل‪ ،‬خا�صة و�أنه كان‬
‫ي�ستعمل يف بع�ض احلاالت بطريقة تع�سفية‪ ،40‬فقد ا�ستمر قائما يف الوثيقة الد�ستورية اجلديدة‬
‫بنف�س امل�ضمون‪ ،‬اللهم تعديال ب�سيطا يفر�ض على احلكومة « بيان الأ�سباب» املوجبة للدفع‬
‫مبقت�ضيات ذلك الف�صل‪.‬‬
‫مع الإ�شارة هنا �إىل �أن جمل�س امل�ست�شارين كان �أثناء و�ضعه لنظامه الداخلي قد حاول �سن‬
‫مقت�ضيات ت�سمح له مبواجهة �سلطة احلكومة يف هذا املجال‪ ،‬عندما �أعطى لنف�سه «الإمكانية‬
‫للت�صويت باملوافقة على مقرتحات القوانني والتعديالت التي ترف�ضها احلكومة بناء على‬
‫الفقرة الثانية من الف�صل ‪ 77‬من الد�ستور‪� ،‬إذا كانت هذه املقرتحات والتعديالت معللة ومن‬
‫�ش�أن قبولها عدم الإخالل بالتوازن املايل‪� ،‬أو كانت تت�ضمن اقرتاحا لتعوي�ض املوارد‬
‫املخف�ضة مبوارد �أخرى»‪ ،‬كما تعطي لكل من يعنيه الأمر‪ ،‬يف حالة �إذا ما ا�ستمر اخلالف‬
‫بني احلكومة واملجل�س ومتت امل�صادقة على الن�ص‪� ،‬أن ي�سلك م�سطرة الطعن بعدم د�ستورية‬
‫القوانني �أمام املحكمة الد�ستورية‪.41‬‬
‫‪ 2‬ـ ‪� :2‬إمكانية جتاوز احلكومة للربملان يف احلالة التي يعجز فيها هذا الأخري عن املوافقة‬
‫على م�رشوع القانون املايل‪� ،‬أو يف احلالة التي مل ي�صدر فيها الأمر بتنفيذه ب�سبب �إحالته‬
‫على املحكمة الد�ستورية‪ ،‬حيث يعطيها الد�ستور الإمكانية لأن تفتح مبر�سوم االعتمادات‬
‫الالزمة ل�سري املرافق العمومية‪ ،‬و�أن تقوم باملهام املنوطة بها على �أ�سا�س ما هو مقرتح يف‬

‫‪ 339‬كان يحمل رقم ‪ 51‬يف الد�ستور ال�سابق والد�ساتري التي قبله‪.‬‬
‫‪ 440‬حيث كان ي�ستعمل حتى يف مواجهة بع�ض التعديالت التي مل تكن تروم التخفي�ض من املوارد و�إمنا الزيادة فيها‪،‬‬
‫من قبيل ا�ستعماله �ضد اقرتاح تعديل للفريق النيابي حلزب العدالة والتنمية كان يروم الزيادة يف ن�سبة ال�رضيبة‬
‫املفرو�ضة على امل�رشوبات الكحولية‪.‬‬
‫‪� 441‬أنظر موقف املجل�س الد�ستوري من هذه املقت�ضيات املت�ضمنة يف املادتني ‪( 201‬الفقرة الأخرية) و‪ 202‬من النظام‬
‫الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين يف قراره رقم ‪ 14/938‬ال�صادر بتاريخ ‪ 14‬يونيو ‪.2014‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪105‬‬

‫امليزانية املعرو�ضة على املوافقة‪� .42‬إذ يف هذه احلالة يتم اال�سرت�سال يف ا�ستخال�ص املداخيل‬
‫وفقا ملا هو من�صو�ص عليه يف املقت�ضيات الت�رشيعية والتنظيمية اجلاري بها العمل با�ستثناء‬
‫تلك التي يقرتح م�رشوع قانون املالية �إلغا�ؤها‪� .‬أما املداخيل التي يقرتح امل�رشوع املذكور‬
‫تخفي�ضها فيتم ا�ستخال�صها على �أ�سا�س املقدار اجلديد املقرتح‪.43‬‬
‫‪ 3‬ـ ‪ :2‬ت�صويت الربملان مرة واحدة على بع�ض النفقات‪ ،‬حيث ين�ص الف�صل ‪ 75‬من‬
‫الد�ستور على �أن ت�صويت الربملان على نفقات التجهيز التي يتطلبها �إجناز املخططات التنموية‬
‫الإ�سرتاتيجية والربامج متعددة ال�سنوات‪ ،‬يتم مرة واحدة وذلك عندما يوافق عليها‪� .‬إذ ال‬
‫يحق له بعد ذلك‪� ،‬أي طيلة املدة املحددة لهذه املخططات والربامج‪ ،‬تقدمي مقرتحات ترمي‬
‫�إىل تعديل ما �سبق له �أن وافق عليه‪ .‬فهذه ال�صالحية خمولة للحكومة فقط‪ ،‬حيث ميكنها �أن‬
‫تقدم م�شاريع قوانني تروم �إدخال مثل هذا التعديل‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ ‪ :2‬ال�صالحيات املمنوحة للحكومة لإعادة النظر يف قانون املالية بعد امل�صادقة عليه‪.‬‬
‫وهي �صالحيات يحددها الد�ستور والقانون التنظيمي لقانون املالية‪ ،‬وكذا املر�سوم املتعلق‬
‫ب�إعداد وتنفيذ قوانني املالية‪:44‬‬
‫■ تتجلى ال�صالحيات الد�ستورية �أ�سا�سا يف الإمكانية املتاحة للحكومة لتعديل قانون‬
‫املالية من خالل مر�سوم بقانون‪� ،‬أو ما يعرف مبرا�سيم ال�رضورة‪� ،45‬أو من خالل قوانني‬
‫الإذن‪� .46‬إذ بناء على هذه الأحكام الد�ستورية يتوىل الربملان الإذن للحكومة كل �سنة‬
‫يف �إطار قانون املالية باتخاذ عدد من الإجراءات �إما ذات طابع جمركي لتفادي عن�رص‬
‫املفاج�أة الذي ت�ستلزمه هذه الإجراءات‪� ،‬أو تخ�ص فتح اعتمادات �إ�ضافية و�إحداث ح�سابات‬
‫خ�صو�صية للخزينة يف ظروف معينة توىل تو�ضيحها القانون التنظيمي للمالية‪ ،‬وكذا‬
‫�إحداث مرافق الدولة امل�سرية ب�صورة م�ستقلة‪.47‬‬
‫■ تهم ال�صالحيات التي ين�ص عليها القانون التنظيمي لقانون املالية �أ�سا�سا الإمكانيات‬
‫املتاحة للحكومة «لإحداث ح�سابات خ�صو�صية للخزينة»‪ ،48‬و«فتح اعتمادات �إ�ضافية»‪،49‬‬
‫‪ 442‬الفقرة ‪ 3‬من الف�صل ‪ 75‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 443‬الفقرة ‪ 4‬من الف�صل ‪ 75‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 444‬مر�سوم رقم ‪� 2.98.401‬صادر بتاريخ ‪� 26‬أبريل ‪ 1999‬متعلق ب�إعداد وتنفيذ قوانني املالية‪.‬‬
‫‪ 445‬الف�صل ‪ 81‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 446‬الفقرة ‪ 3‬من الف�صل ‪ 70‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪� 447‬أنظر كتاب «ميزانية الدولة»‪ ،‬من�شورات وزارة املالية واخلو�ص�صة‪� ،‬سنة ‪� ،2004‬ص ‪.192‬‬
‫‪ 448‬املادة ‪ 18‬من القانون التنظيمي لقانون املالية‪.‬‬
‫‪ 449‬املادة ‪ 43‬من القانون التنظيمي لقانون املالية‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪106‬‬

‫و«جتاوز ال�سقوف الواردة يف قانون املالية فيما يخ�ص بع�ض النفقات ذات الطابع‬
‫التقديري»‪ ،50‬و«مد بع�ض املرافق باعتمادات �إ�ضافية مقتطعة من ف�صل النفقات الطارئة‬
‫واملخ�ص�صات االحتياطية فيما يخ�ص ميزانية الت�سيري»‪ ،51‬و«حتويل املنا�صب �أو �إعادة‬
‫انت�شارها»‪ ،52‬ف�ضال عن وقف تنفيذ بع�ض نفقات اال�ستثمار �إذا ا�ستلزمت ذلك الظروف‬
‫االقت�صادية واملالية‪ ،‬بحيث ال ي�شرتط يف ذلك �سوى �إخبار اللجنة الربملانية املعنية ‪.‬‬
‫‪56 55 54 53‬‬

‫مالحظة‬
‫لقد �أعاد القانون التنظيمي للمالية املعدل‪ 233‬النظر يف بع�ض هذه ال�صالحيات التي كان‬
‫مينحها القانون التنظيمي لقانون املالية ال�سابق للحكومة‪:‬‬
‫●جعل �إحداث احل�سابات اخل�صو�صية اخت�صا�صا لقانون املالية ومل يعد مينحه للحكومة �إال‬
‫ب�صفة ا�ستثنائية ولدواعي تتعلق باال�ستعجال‪ ،‬بل حتى هذه الإمكانية اال�ستثنائية يربطها‬
‫ببع�ض ال�رشوط من قبيل الإخبار امل�سبق للجنتي املالية مبجل�سي الربملان‪ ،‬وعر�ض تلك‬
‫املرا�سيم على الربملان بغر�ض امل�صادقة عليها يف �أقرب قانون للمالية‪.234‬‬
‫●فر�ض �أن يكون فتح االعتمادات الإ�ضافية مقرتنا بالإخبار امل�سبق للجنتي املالية‬
‫مبجل�سي الربملان‪.235‬‬
‫●ف�ضال عن ذلك‪� ،‬أخرج النفقات املتعلقة باملوظفني والأعوان من دائرة النفقات التي‬
‫كان يبيح �إمكانية جتاوز «ال�سقوف» اخلا�صة بها‪ ،‬ومل يبق على هذه الإمكانية قائمة‬
‫�إال بالن�سبة «لالعتمادات املتعلقة بالنفقات املرتبطة بالدين العمومي والدين العمري‬
‫والت�سديدات والتخفي�ضات والإرجاعات ال�رضيبية التي لها طابع تقديري»‪.236‬‬
‫■ �أما ال�صالحيات التي ت�ستند على املر�سوم املتعلق ب�إعداد وتنفيذ قوانني املالية‪ ،‬فهي‬
‫من نوعني‪ ،‬الأوىل تروم تو�ضيح كيفية تفعيل ال�صالحيات املن�صو�ص عليها يف القانون‬

‫‪ 550‬املادة ‪ 41‬من القانون التنظيمي لقانون املالية‪.‬‬


‫‪ 551‬املادة ‪ 42‬من القانون التنظيمي لقانون املالية‪.‬‬
‫‪ 552‬املادة ‪ 44‬من القانون التنظيمي لقانون املالية‪.‬‬
‫‪ 553‬كان �إقدام احلكومة على حتريك هذه الإمكانية‪ ،‬التي تن�ص عليها املادة ‪ 45‬من القانون التنظيمي للمالية‪ ،‬مبنا�سبة‬
‫القانون املايل ل�سنة ‪ ،2013‬قد �أثار �سجاال كبريا‪ ،‬ب�سبب ت�ضارب التقديرات حول احلاجة �إليها‪ ،‬وحول مدى‬
‫ت�أثريها على الو�ضع االقت�صادي‪ ،‬بل وحول مدى قانونيتها‪� ،‬سيما �إذا ما ت�أكد ما قيل عن �إحجام احلكومة عن‬
‫�إخبار جلنة املالية مبجل�س النواب باملو�ضوع‪ ،‬كما يقت�ضي ذلك القانون التنظيمي للمالية امل�شار �إليها �آنفا‪.‬‬
‫‪ 554‬قانون تنظيمي رقم ‪ 130.13‬لقانون املالية (ج‪.‬ر عدد ‪ 6370‬بتاريخ ‪ 18‬يونيو ‪.)2015‬‬
‫‪ 555‬املادة ‪ 26‬من القانون التنظيمي لقانون املالية امل�شار �إليه �سابقا‪.‬‬
‫‪ 556‬املادة ‪ 60‬من القانون التنظيمي لقانون املالية امل�شار �إليه �سابقا‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪107‬‬

‫التنظيمي لقانون املالية بخ�صو�ص توقيف تنفيذ نفقات اال�ستثمار واالقتطاع من ف�صل‬
‫النفقات الطارئة‪ ،‬وفتح االعتمادات الإ�ضافية‪ .‬بينما تتوىل الثانية فتح �صالحيات جديدة‪،‬‬
‫تتجلى حتديدا يف حتويل املنا�صب‪ ،‬وحتويل االعتمادات‪ ،‬ونبذ التحويالت بني الف�صول‪.57‬‬

‫املسطرة املتبعة يف اعتامد القانون املايل‬


‫●�إيداع م�رشوع قانون املالية‪ ،‬والوثائق املرفقة به لدى‬
‫جمل�س النواب‪ ،‬قبل ‪ 70‬يوما على الأقل من انتهاء ال�سنة‬
‫املالية (قبل ‪� 20‬أكتوبر من كل �سنة)‪.‬‬
‫●م�صادقة جمل�س النواب على امل�رشوع‪ ،‬كما مت تعديله‪،‬‬
‫وعر�ضه على جمل�س امل�ست�شارين بعد ‪ 30‬يوما املوالية‬
‫لتاريخ الإيداع (‪ 20‬نونرب)‬
‫●م�صادقة جمل�س امل�ست�شارين على امل�رشوع بعد �شهر من‬
‫�إحالته عليه (‪ 20‬دجنرب) و�إرجاعه �إىل جمل�س النواب‬
‫لكي يقول كلمته النهائية فيه‪.‬‬ ‫‪ 1‬ـ اجلدولة الزمنية‬
‫●امل�صادقة النهائية على م�رشوع قانون املالية و�إ�صدار‬
‫الأمر بتنفيذه قبل ‪ 31‬دجنرب‪ ،‬ويف حالة تعذر ذلك �أو �إذا‬
‫مل ي�صدر الأمر بتنفيذ امل�رشوع ب�سبب �إحالته على املحكمة‬
‫الد�ستورية‪ ،‬يتيح الد�ستور �أمام احلكومة �إمكانية �أن تفتح‬
‫مبر�سوم االعتمادات التي يحتاجها �سري املرافق العمومية‬
‫والقيام باملهام املنوطة بها‪ ،‬على �أ�سا�س ما هو مقرتح يف‬
‫م�رشوع قانون املالية الذي تعذرت امل�صادقة عليه �أو‬
‫�إ�صدار الأمر بتنفيذه يف �آجاله القانونية‪.‬‬
‫●  عقد الربملان مبجل�سيه جلل�سة عمومية م�شرتكة تخ�ص�ص‬ ‫‪ 2‬ـتقدمي امل�رشوع �أمام‬
‫لتقدمي امل�رشوع من طرف احلكومة (وزير االقت�صاد‬ ‫الربملان‪.‬‬
‫واملالية)‪.‬‬

‫‪� 557‬أنظر كتاب «ميزانية الدولة»‪ ،‬من�شورات وزارة املالية واخلو�ص�صة‪� ،‬سنة ‪� ،2004‬ص‪� 194 .‬إىل ‪.197‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪108‬‬

‫●تقدمي امل�رشوع من جديد �أمام جلنة املالية والتنمية‬


‫االقت�صادية مبجل�س النواب من طرف وزير االقت�صاد‬
‫واملالية‪.‬‬
‫●فتح املجال ملناق�شة عامة تن�صب على الو�ضع االقت�صادي‬
‫واملايل واخلطوط العري�ضة للم�رشوع‪.‬‬ ‫‪ 3‬ـاملناق�شة والت�صويت يف‬
‫● بد�أ درا�سة مواد امل�رشوع (قراءة املادة من طرف مقرر‬ ‫اللجان‪.‬‬
‫اللجنة‪ ،‬طرح ا�ستف�سارات وت�سا�ؤالت النواب‪ ،‬جواب‬
‫وزير املالية �أو م�ساعديه‪)..‬‬
‫●تقدمي التعديالت من طرف الفرق واملجموعات الربملانية‬
‫التي يتكون منها جمل�س النواب‪.‬‬
‫●ت�صويت جلنة املالية والتنمية االقت�صادية مبجل�س النواب‬
‫على اجلزء الأول من م�رشوع قانون املالية‪ ،‬الذي‬
‫يتعلق باملوارد وبتحديد �رشوط التوازن التي يقوم عليها‬
‫قانون املالية‪..‬‬
‫●مبجرد ت�صويت جلنة املالية والتنمية االقت�صادية على‬
‫اجلزء الأول من م�رشوع قانون املالية‪ ،‬ت�رشع باقي‬
‫اللجان الدائمة التي يتكون منها جمل�س النواب‪ ،‬يف‬
‫الت�صويت على امليزانيات الفرعية �أو القطاعية للوزارات‬
‫التي تدخل �ضمن نطاق اخت�صا�صاتها‪.‬‬
‫● يف نف�س الوقت ت�ستمر جلنة املالية يف الت�صويت على مواد‬
‫اجلزء الثاين من م�رشوع قانون املالية‪ ،‬قبل �أن ت�رشع‬
‫يف الت�صويت على امل�رشوع ككل‪.‬‬
‫● عر�ض مقرر اللجنة لتفا�صيل الظروف املحيطة‬
‫بامل�رشوع‪ ،‬و�أهم مميزاته‪ ،‬والنتائج التي تو�صلت �إليها‬
‫‪ 4‬ـاملناق�شة والت�صويت يف‬
‫�أعمال اللجان‪.‬‬
‫● تدخالت الفرق واملجموعات الربملانية‪.‬‬ ‫اجلل�سة العامة‪.‬‬
‫● رد وزير املالية على تدخالت الفرق واملجموعات‬
‫الربملانية‪.‬‬
‫● الت�صويت على اجلزء الأول من م�رشوع قانون املالية‪.‬‬
‫● مناق�شة امليزانيات القطاعية والت�صويت عليها‪.‬‬
‫● الت�صويت على اجلزء الثاين من امل�رشوع‪..‬‬
‫● الت�صويت على م�رشوع قانون املالية ككل‪.‬‬
‫● يتم تقدمي م�رشوع قانون املالية ومناق�شته والت�صويت عليه‬ ‫‪ 5‬ـ�إحالة امل�رشوع على‬
‫يف جمل�س امل�ست�شارين وفقا لنف�س املراحل والإجراءات‬ ‫جمل�س امل�ست�شارين‪.‬‬
‫املتبعة يف جمل�س النواب‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪109‬‬

‫● يف احلالة التي يعمل فيها جمل�س امل�ست�شارين على �إدخال‬ ‫‪ 6‬ـ�إعادة امل�رشوع ملجل�س‬
‫تعديالت على امل�رشوع املحال عليه من طرف جمل�س‬ ‫النواب يف �إطار القراءة‬
‫النواب (وهذا ما يحدث دائما)‪ ،‬يحال امل�رشوع كما‬ ‫الثانية‪.‬‬
‫�صادق عليه جمل�س امل�ست�شارين على جمل�س النواب لكي‬
‫يقول كلمته النهائية فيه‪ ،‬بحيث ميكنه �أن يقبل التعديالت‬
‫التي �أدخلها جمل�س امل�ست�شارين �أو يرف�ضها‪.‬‬

‫ثانيا ـ قانون ت�صفية امليزانية‬


‫�إىل جانب قانون مالية ال�سنة وقانون املالية التعديلي‪ ،‬يعترب قانون الت�صفية �أي�ضا مبثابة‬
‫قانون للمالية‪ .‬وهو يرمي �إىل «تثبيت املبلغ النهائي للمداخيل املقبو�ضة والنفقات امل�أمور‬
‫ب�رصفها بر�سم نف�س ال�سنة املالية‪ ،‬وح�رص ح�ساب نتيجة ال�سنة»‪ .58‬ب�صيغة �أخرى‪ ،‬ف�إن‬
‫دوره يتمثل يف «مالحظة النتائج املالية املح�صل عليها‪ ،‬واملوافقة على ما يكون قد ح�صل من‬
‫تفاوت بينها وبني التوقعات امل�صادق عليها يف �إطار قانون املالية الأ�صلي والقوانني املعدلة‬
‫له»‪ .59‬لذلك يعترب مبثابة «ح�ساب ختامي للميزانية»‪.‬‬
‫لكن �إذا كان قانون الت�صفية يعترب‪ ،‬يف الكثري من البلدان الدميقراطية‪� ،‬أداة مهمة من‬
‫�أدوات الرقابة الربملانية على العمل احلكومي‪ ،‬على اعتبار �أن من خالله «يتمكن ممثلي‬
‫الأمة من التعرف على وجوه اال�ستعمال احلقيقي للرتاخي�ص التي منحوها للحكومة‪ ،‬ومن‬
‫الإطالع على احل�سابات النهائية للخزينة‪ ،‬التي تربز كيفية ا�ستعمال االقتطاعات املنجزة‬
‫على الناجت الوطني لفائدة الدولة»‪ ،60‬ف�إن ما يالحظ على هذا القانون يف التجربة الربملانية‬
‫املغربية هو �أنه «عادة ما ظل ينظر �إليه ك�إجراء �شكلي ال جدوى من ورائه وال يحظى ب�أي‬
‫اهتمام»‪ ،61‬بدليل الت�أخر الذي ظل يعرفه ن�رشه يف اجلريدة الر�سمية‪ ،‬حيث مل يتم ن�رش‬
‫قوانني الت�صفية التي تتعلق بقوانني املالية ل�سنة ‪ 1984‬ـ ‪� 1987‬إال يف �سنة ‪ ،1993‬كما مل يتم ن�رش‬
‫تلك املتعلقة بقوانني املالية ال�سابقة عن �سنة ‪� 1984‬إال يف �سنة ‪ ،1995‬و�إن كانت �سنة ‪ 1997‬قد‬
‫�شكلت منطلقا لل�رشوع يف الن�رش املنتظم لها‪.62‬‬

‫‪ 558‬نف�س املرجع‪� ،‬ص‪.201 .‬‬


‫‪ 559‬نف�س املرجع‪� ،‬ص ‪.201‬‬
‫‪ 660‬نف�س املرجع‪� ،‬ص ‪.201‬‬
‫‪ 661‬نف�س املرجع‪� ،‬ص ‪.201‬‬
‫‪ 662‬نف�س املرجع‪� ،‬ص ‪.202‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪110‬‬

‫مع العلم �أن امل�رشع الد�ستوري‪ ،‬وهو ي�ضع د�ستور ‪ ،2011‬كان قد ا�ستح�رض �أهمية‬
‫هذا القانون‪ ،‬حينما جل�أ �إىل �إ�ضفاء الطابع الد�ستوري عليه‪ ،‬حيث فر�ض على احلكومة‬
‫�أن «تعر�ض �سنويا على الربملان قانون الت�صفية املتعلق بتنفيذ قانون املالية‪ ،‬خالل ال�سنة‬
‫الثانية التي تلي �سنة تنفيذ امليزانية»‪ ،‬معتربا يف نف�س الوقت �أن هذا القانون «يت�ضمن ح�صيلة‬
‫ميزانية التجهيز التي انتهت مدة نفاذها»‪ .63‬ولو �أن هذا اجلديد الذي حمله الد�ستور احلايل‬
‫مل ي�سمح حلد الآن ب�إعطاء قانون الت�صفية قيمة م�ضافة جتعل منه �أداة مهمة وفعالة من‬
‫�أدوات الرقابة الربملانية على عمل احلكومة‪.‬‬
‫املراحل التي يقطعها التحضري لقانون التصفية‬
‫● توجيه وزارة املالية لدورية تطالب من خاللها خمتلف‬
‫القطاعات احلكومية بتقدمي ح�ساباتها الإدارية ملديرية‬
‫امليزانية‪ ،‬كما تطالب املراقبة العامة بااللتزام بالنفقات‬
‫واخلزينة العامة للمملكة بتقدمي ح�ساباتها املتعقلة بتنفيذ‬ ‫‪ 1‬ـ املطالبة بالوثائق‬
‫امليزانية‪.‬‬
‫●قيام مديرية امليزانية مبجرد تو�صلها بهذه الوثائق‪/‬‬
‫املعطيات بفح�صها وعقد اجتماعات مع ممثلي القطاعات‬ ‫‪ 2‬ـالت�أكد من تطابق‬
‫احلكومية املعنية وكذا املراقبة العامة بااللتزام بالنفقات‬
‫املعطيات‬
‫واخلزينة العامة للمملكة ق�صد الت�أكد من تطابق احل�سابات‬
‫املقدمة من طرف الآمرين بال�رصف مع املعطيات‬
‫املتوفرة لدى امل�صالح املالية‪ .‬ويف حالة وجود بع�ض‬
‫االختالفات يف هذا املجال يتم �إجراء بع�ض التحريات‬
‫التي يتطلبها التعرف على �أ�سباب هذه االختالفات‬
‫وال�سعي نحو ت�سويتها‪.‬‬
‫●تويل الآمرين بال�رصف بعد ت�سوية كل اخلالفات‬ ‫‪ 3‬ـ حت�ضري البيانات النهائية‬
‫املحتمل وجودها بو�ضع ح�ساباتهم الإدارية يف �صيغتها‬
‫النهائية و�إر�سالها �إىل مديرية امليزانية‪ .‬ويف نف�س الوقت‬
‫تقوم اخلزينة العامة للمملكة بو�ضع البيانات النهائية‬
‫لإ�صدارات الأوامر بال�رصف مع الأخذ بعني االعتبار‬
‫القرارات املتخذة لت�صحيح بع�ض الكتابات‪.‬‬

‫‪ 663‬الف�صل ‪ 76‬من د�ستور ‪.2011‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪111‬‬

‫●و�ضع ال�صيغة النهائية للح�ساب العام للمملكة وم�رشوع‬ ‫‪ 4‬ـو�ضع احل�ساب العام‬
‫قانون الت�صفية‪ ،‬ثم �إر�سالها �إىل رئي�س احلكومة‪ ،‬مبعية‬ ‫للمملكة وم�رشوع قانون‬
‫احل�سابات الإدارية للأمرين بال�رصف ق�صد �إحالتها على‬
‫املجل�س الأعلى للح�سابات‪.‬‬ ‫الت�صفية‬
‫● بعد دار�سة هذا امل�رشوع والوثائق املرفقة به من طرف‬ ‫‪- 5‬درا�سة م�رشوع قانون‬
‫املجل�س الأعلى للح�سابات‪ ،‬يتوىل هذا الأخري �إعداد تقرير‬ ‫الت�صفية من لذن املجل�س‬
‫حول تنفيذ قانون املالية‪ ،‬وت�رصيح عام ي�ؤكد مطابقة‬ ‫الأعلى للح�سابات‬
‫ح�سابات املحا�سبني الفردية للح�ساب العام للمملكة‪.‬‬
‫●قبل �أن يعر�ض على الربملان يخ�ضع م�رشوع قانون‬ ‫‪ 6‬ـ م�صادقة املجل�س‬
‫الت�صفية مل�صادقة جمل�س احلكومة (قبل د�ستور ‪ 2011‬كان‬ ‫احلكومي على امل�رشوع‬
‫يعر�ض �أي�ضا على املجل�س الوزاري)‪.‬‬
‫ً‬
‫●كما هو ال�ش�أن بالن�سبة لقانون املالية الأ�صلي يخ�ضع‬ ‫‪ 7‬ـ امل�صادقة على امل�رشوع‬
‫م�رشوع قانون الت�صفية للدرا�سة واملناق�شة داخل جلنة‬ ‫من طرف الربملان‬
‫املالية بكل من جمل�س النواب وجمل�س امل�ست�شارين‪ ،‬قبل‬
‫�أن يتم عر�ضه على اجلل�سة العامة يف كل جمل�س‪ ،‬و�إن‬
‫كان يختلف عنه من حيث ال�رسعة التي تتم بها مناق�شة‬
‫م�رشوع قانون الت�صفية‪ ،‬حيث ال يحتاج �إىل �إدخال‬
‫تعديالت عليه‪ ،‬فهو يقبل بكامله �أو يرف�ض‪.‬‬

‫●�أنظر كتاب «ميزانية الدولة»‪ ،‬من�شورات وزارة املالية‪� ،‬سنة ‪.2004‬‬

‫هـ ـ قوانني الإطار‬


‫تعد قوانني الإطار (‪� )Les lois cadres‬صنفا �آخر من القوانني التي خول امل�رشع‬
‫الد�ستوري للربملان �صالحية اعتمادها‪ ،‬حيث ن�ص الف�صل ‪ 71‬من د�ستور ‪ 2011‬على �أن‬
‫«للربملان (‪� )..‬صالحية الت�صويت على قوانني ت�ضع �إطارا للأهداف ال�سيا�سية لن�شاط‬
‫الدولة يف امليادين االقت�صادية واالجتماعية والبيئية والثقافية»‪ .‬ال�شيء الذي يجعل ب�إمكان‬
‫الربملان‪� ،‬إىل جانب وظيفته الت�رشيعية التقليدية املتمثلة يف �سن القواعد القانونية املنظمة‬
‫ملجموعة من املجاالت وامليادين بكيفية تتحدد على �ضوئها حقوق والتزامات الأطراف‬
‫و�إطار عمل امل�ؤ�س�سات ونطاق تدخل ال�سلطات مبا يكفل حماية الأ�شخا�ص واملمتلكات وحفظ‬
‫النظام واال�ستقرار يف املعامالت‪� ،‬أن يتدخل لتحديد �أهداف ال�سيا�سة العامة للدولة‪ ،‬و�أن‬
‫يحدد جمموعة من املبادئ املوجهة لهذه ال�سيا�سة»‪ .64‬علما �أن الد�ساتري ال�سابقة كانت تخول‬

‫‪ 664‬فونتري عبد الإله‪« ،‬العمل الت�رشيعي باملغرب‪� :‬أ�صوله التاريخية ومرجعياته الد�ستورية»‪ ،‬اجلزء الثاين‪ ،‬مطبعة‬
‫املعارف‪ ،‬الطبعة الأوىل �سنة ‪� ،2002‬ص ‪.223‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪112‬‬

‫للم�ؤ�س�سة الربملانية �أي�ضا �صالحية الت�صويت على قوانني املخططات‪ ،‬التي كانت ت�سمح لها‬
‫ب�أن «حتدد جمموعة من امل�شاريع والربامج والإجراءات الكفيلة بتحقيق التنمية االقت�صادية‬
‫واالجتماعية‪،‬و�إجناز تطور يف امليادين االقت�صادية واالجتماعية والثقافية ح�سب التوجهات‬
‫التي تر�سمها والإطار املرجعي الذي ت�ضعه وحتدده»‪.65‬‬
‫لذلك ف�إن قوانني الإطار‪ ،‬التي تقابل قوانني الربنامج التي كان يتحدث عنها الد�ستور‬
‫الفرن�سي قبل تعديل ‪،66 2008‬تعد مكونا �أ�سا�سيا من مكونات الوظيفة الت�رشيعية للربملان‪،‬‬
‫وجزءا هاما من �سلطته الت�رشيعية يف ر�سم ال�سيا�سة العامة للدولة‪ ،‬بحيث يتمثل اخت�صا�ص‬
‫امل�رشع يف نطاق هذه القوانني يف الإ�سهام‪� ،‬إىل جانب ال�سلطة التنفيذية‪ ،‬يف حتديد الأهداف‬
‫الأ�سا�سية التي ينبغي �أن ت�شكل �إطارا توجيهيا لن�شاط الدولة‪ ،‬ومرجعية ت�رشيعية ملزمة‬
‫لل�سيا�سة العامة التي تطبقها ال�سلطات العمومية‪ .67‬وهي و�إن كانت مثلها مثل القوانني‬
‫العادية من حيث قيمة القانونية‪ ،‬ف�إنها تت�سم بعدد من اخل�صائ�ص التي متيزها عنها‪ ،‬ميكن‬
‫حتديدا‪ ،‬بح�سب �أحد الباحثني‪ 68،‬فيما يلي‪:‬‬
‫�أوال ـ �أنها حتدد �أهدافا وتوجهات وال حتدد قواعد معيارية‪ ،‬لذلك فال تت�ضمن قواعد‬
‫مف�صلة و�إجراءات ت�رشيعية دقيقة‪ ،‬بل يتعني من �أجل تطبيقها اتخاذ جمموعة من الن�صو�ص‬
‫الت�رشيعية والتنظيمية والتدابري الإدارية التطبيقية‪.‬‬
‫ثانيا ـ �أنها �أداة ت�رشيعية لتحديد ال�سيا�سة العامة القطاعية خالل املدى البعيد واملتو�سط‪،‬‬
‫وبالتايل فهي تختلف عن املخططات التي لها بعد وطني يهم كافة الرتاب الوطني من جهة‪،‬‬
‫ويهم كافة القطاعات من جهة �أخرى‪.‬‬
‫ثالثا ـ �أنها تقيد املبادرة الت�رشيعية‪ ،‬على اعتبار �أن املبادئ التي تت�ضمنها جتعل من املتعذر‬
‫تقدمي �أي م�رشوع �أو مقرتح قانون يتعار�ض مع الأحكام التي تت�ضمنها‪ ،‬و�إن كان ذلك ال‬
‫مينع من �إمكانية تعديل القانون الإطار يف االجتاه الذي ي�سمح بتجاوز التعار�ض بني املبادئ‬
‫التي ين�ص عليها هذا الأخري وبني القواعد املف�صلة التي ين�ص عليها قانون عادي‪.‬‬

‫‪ 665‬نف�س املرجع‪� ،‬ص‪.223 .‬‬


‫‪ 666‬كان الف�صل ‪ 34‬من الد�ستور الفرن�سي ل�سنة ‪ 1958‬ي�شري �إىل «قوانني الربنامج» التي «حتدد �أهداف الن�شاط‬
‫االقت�صادي واالجتماعي للدولة‪ ،‬قبل �أن تختفي هذه الفقرة يف تعديل ‪ 23‬يوليوز ‪ ،2008‬وتعو�ض بفقرتني‬
‫�إحداهما تتحدث عن «قوانني متويل ال�ضمان االجتماعي» والأخرى عن «قوانني التخطيط»‪.‬‬
‫‪ 667‬فونتري عبد الإله‪ ،‬نف�س املرجع‪� ،‬ص‪.224 .‬‬
‫‪ 668‬نف�س املرجع‪� ،‬ص‪ .‬من ‪� 224‬إىل ‪.228‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪113‬‬

‫رابعا ـ �أنها ال تلزم مالية الدولة بكيفية مبا�رشة و�آنية‪� ،‬أي مبجرد �صدورها‪ ،‬لأنها‬
‫قوانني عامة تن�ص على �أهداف ومبادئ عامة ال يكون مفعولها املايل قائما �إال بعد �إ�صدار‬
‫القوانني �أو الن�صو�ص التنظيمية التطبيقية املتعلقة بها‪.‬‬
‫و ـ القوانني الد�ستورية‬

‫تتمثل يف الإمكانية املتاحة للربملان ملراجعة الد�ستور‪� ،‬سواء مببادرة منه �أو ا�ستجابة‬
‫لطلب امللك يف هذا ال�ش�أن‪ ،‬حيث �أ�صبح د�ستور ‪ 2011‬يعطي لهذا الأخري ال�صالحية لأن‬
‫يعر�ض بظهري على الربملان م�رشوع مراجعة بع�ض مقت�ضيات الد�ستور‪ ،69‬مع اختالف‬
‫امل�سطرة والإجراءات املتبعة يف احلالتني‪:‬‬
‫�أوال ـ يف احلالة الأوىل‪ ،‬ميكن لأي برملاين �أن يتقدم مببادرة ملراجعة الد�ستور‪،70‬‬
‫با�ستثناء املقت�ضيات التي ح�صنها الد�ستور من �إمكانية املراجعة‪ ،‬واملتمثلة يف الأحكام املتعلقة‬
‫بالنظام امللكي‪ ،‬وبالدين الإ�سالمي وباالختيار الدميقراطي وباملكت�سبات يف جمال احلقوق‬
‫واحلريات التي ين�ص عليها الد�ستور‪ .71‬لكن اعتمادها يرتبط بتوفر بع�ض ال�رشوط تبدو‬
‫�صعبة التحقق‪ ،‬حيث يفر�ض الد�ستور �رضورة موافقة �أغلبية ثلثي الأع�ضاء يف كل جمل�س‬
‫من جمل�سي الربملان‪ ،72‬بل �إنه وحتى �إذا متكن الربملان من الت�صويت على هذا املقرتح وفقا‬
‫للأغلبية املطلوبة‪ ،‬ف�إن ذلك يتطلب املرور مبرحلة ثانية تتمثل يف عر�ضه من طرف امللك‬
‫على اال�ستفتاء ال�شعبي‪ .73‬لذلك‪ ،‬ف�إن هذه الإمكانية التي �أتيحت للربملان يف جميع الد�ساتري‬
‫املتعاقبة‪ ،‬مل ي�سبق �أن مور�ست من طرفه‪ ،‬وظل امللك بالتايل يحتكر املبادرة يف هذا املجال‪.‬‬
‫ثانيا ـ يف احلالة الثانية‪ ،‬ف�إن املبادرة امللكية حتتاج للقيام بها ا�ست�شارة رئي�س املحكمة‬
‫الد�ستورية‪ ،74‬وتتطلب العتمادها ت�صويت الربملان املنعقد بدعوة من امللك يف جل�سة م�شرتكة‬
‫ب�أغلبية ثلثي الأع�ضاء الذين يت�ألف منهم‪ 75،‬كما حتتاج لكي ت�صبح نهائية مراقبة املحكمة‬
‫الد�ستورية ل�صحة الإجراءات املتبعة فيها‪ ،‬قبل �أن تعلن نتائجها‪ .76‬مع الإ�شارة �إىل �أن‬
‫امل�سطرة املتبعة يف اعتماد هذه املراجعة تقت�ضي رئا�سة جمل�س النواب لالجتماع امل�شرتك‪،‬‬
‫‪ 669‬الفقرة ‪ 3‬من الف�صل ‪ 174‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 770‬الفقرة ‪ 1‬من الف�صل ‪ 173‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 771‬الف�صل ‪ 175‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 772‬الف�صل ‪ 173‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 773‬الفقرة ‪ 1‬من الف�صل ‪ 174‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 774‬الفقرة ‪ 3‬من الف�صل ‪ 174‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 775‬الفقرة ‪ 4‬من الف�صل ‪ 174‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 776‬الفقرة ‪ 6‬من الف�صل ‪ 174‬من د�ستور ‪.2011‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪114‬‬

‫وافتتاح هذا الأخري بتالوة م�ضامني م�رشوع املراجعة‪ ،‬على �أن يف�سح املجال بعد ذلك‬
‫ملداخالت الفرق واملجموعات الربملانية يف كال املجل�سني‪ ،‬قبل �أن يتم الت�صويت عليها ب�شكل‬
‫علني عرب رفع الأيدي‪.77‬‬
‫ع ـ القوانني االتفاقية‬

‫نتيجة النت�شار �أنظمة احلكم الدميقراطي‪ ،‬و�شيوع مبد�أ الف�صل بني ال�سلطات‪ ،‬وت�أكيد‬
‫رقابة الربملان على �أعمال ال�سلطة التنفيذية‪� ،‬أ�ضحت امل�صادقة على املعاهدات واالتفاقيات‬
‫الدولية من اخت�صا�ص ال�سلطة الت�رشيعية بعدما ظلت ملدة طويلة تكاد تكون اخت�صا�صا‬
‫ح�رصيا لل�سلطة التنفيذية‪ ،‬وبالذات رئي�س الدولة‪ .‬بحيث مل يعد الدور الت�رشيعي للربملان‬
‫ينح�رص يف �إ�صدار القوانني املنظمة لعالقة الدولة بالأفراد داخل حدود ترابها‪ ،‬بل �أ�ضحى‬
‫ميتد لي�شمل �أي�ضا القوانني التي تنظم عالقتها مع غريها من الدول واملنظمات الدولية‪.‬‬
‫وم�صادقة الربملان على املعاهدة �أو االتفاقية الدولية تعني �صدورها بقانون‪ ،‬وحتولها‬
‫بالتايل �إىل قانون داخلي‪ ،‬ين�رش يف اجلريدة الر�سمية‪ ،‬ويلزم املحاكم الوطنية‪ ،‬وترتتب‬
‫عليها �آثار قانونية ترقى يف بع�ض الدول �إىل �أحكام الد�ستور‪ ،‬كما هو الأمر يف فرن�سا‪ ،‬التي‬
‫ين�ص د�ستورها على �أنه يكون للمعاهدات �أو االتفاقات التي يتم الت�صديق �أو املوافقة عليها‬
‫قانونيا منذ ن�رشها قوة تفوق القوانني �رشيطة �أن يطبق الطرف الآخر هذا االتفاق �أو هذه‬
‫املعاهدة»‪ .78‬كذلك �أملانيا التي ين�ص قانونها الأ�سا�سي على �أن «تكون �أحكام القانون الدويل‬
‫العامة جزء من تركيبة القانون االحتادي‪ .‬لها الأف�ضلية على القوانني االحتادية‪ ،‬ويرتتب‬
‫عليها حقوق وواجبات مبا�رشة على �سكان املناطق يف �أنحاء االحتاد»‪ .79‬بل �إنها ت�صبح يف‬
‫دول �أخرى هي القانون الأعلى يف الدولة‪ ،‬كما هو الأمر يف الواليات املتحدة الأمريكية‪،‬‬
‫التي ن�ص د�ستورها على �أن «هذا الد�ستور‪ ،‬وقوانني الواليات املتحدة الأمريكية التي‬
‫ت�صدر تبعا له‪ ،‬وجميع املعاهدات املعقودة �أو التي تعقد حتت �سلطة الواليات املتحدة‪ ،‬تكون‬
‫القانون الأعلى للبالد‪ .‬ويكون الق�ضاة يف جميع �أنحاء البالد ملزمني به‪ ،‬وال يعتد ب�أي ن�ص‬
‫يف د�ستور �أو قوانني �أية والية يكون خمالفا لذلك»‪.80‬‬

‫‪ 777‬املادة ‪ 174‬من النظام الداخلي ملجل�س النواب‪.‬‬


‫‪ 778‬املادة ‪ 55‬من الد�ستور الفرن�سي ل�سنة ‪ ،1958‬كما وقع تعديله �سنة ‪.2008‬‬
‫‪ 779‬املادة ‪ 25‬من القانون الأ�سا�سي الأملاين ل�سنة ‪.1949‬‬
‫‪ 880‬الفقرة ‪ 2‬من املادة ال�ساد�سة من د�ستور الواليات املتحدة الأمريكية ل�سنة ‪.1787‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪115‬‬

‫لكن �إذا كانت د�ساتري الدول الدميقراطية قد جعلت مو�ضوع الت�صديق على املعاهدات‬
‫من اخت�صا�ص ال�سلطة الت�رشيعية‪ ،‬كما هو الأمر بالن�سبة للد�ستور الإ�سباين الذي يحدد قائمة‬
‫ح�رصية باملعاهدات واالتفاقيات التي يربط �إبداء الدولة موافقتها االلتزام بها باحل�صول على‬
‫ترخي�ص م�سبق من الربملان‪ ،81‬وبكيفية �أو�ضح الد�ستور الأمريكي الذي ي�شرتط م�صادقة‬
‫جمل�س ال�شيوخ ب�أغلبية ثلثي �أع�ضائه على كل املعاهدات دون ا�ستثناء حتى يت�سنى لرئي�س الدولة‬
‫عقدها‪ ،82‬ف�إن اخت�صا�ص الربملان املغربي يف هذا املجال ظل جد حمدود‪ ،‬حيث كر�ست جميع‬
‫الد�ساتري املغربية �صالحية امللك يف توقيع املعاهدات وامل�صادقة عليها ومل ت�ستثن من ذلك �إال‬
‫املعاهدات التي ترتتب عنها تكاليف تلزم مالية الدولة‪ ،‬حيث كانت امل�صادقة عليها تتطلب‬
‫موافقة الربملان عليها‪.83‬‬
‫ومل يت�سن مراجعة دور الربملان على هذا امل�ستوى �إال يف ظل د�ستور ‪� ،2011‬إذ يف‬
‫ارتباط بالأهمية التي �أعطتها ديباجته للقانون الدويل‪ ،‬خا�صة من خالل الت�أكيد على‬
‫التزام اململكة «مبا تقت�ضيه مواثيق املنظمات الدولية من مبادئ وحقوق وواجبات»‪،‬‬
‫و«بحماية منظومتي حقوق الإن�سان والقانون الدويل الإن�ساين والنهو�ض بهما والإ�سهام‬
‫يف تطويرهما‪ ،‬مع مراعاة الطابع الكوين لتلك احلقوق وعدم قابليتها للتجزيء» و«ت�شبثها‬
‫بحقوق الإن�سان كما هي متعارف عليها عامليا ف�ضال عن «جعل االتفاقيات الدولية‪ ،‬كما‬
‫�صادق عليها املغرب (‪ )...‬ت�سمو فور ن�رشها على الت�رشيعات الوطنية»‪ ،84‬جاء الد�ستور‬
‫املذكور مبتغري �أ�سا�سي على م�ستوى �صالحيات الربملان يف جمال املعاهدات الدولية‪ ،‬يتمثل‬
‫يف تو�سيع وعاء املعاهدات التي حتتاج امل�صادقة عليها موافقة الربملان‪.‬‬
‫على هذا الأ�سا�س مل تعد اخت�صا�صات الربملان يف هذا املجال تنح�رص يف املعاهدات التي‬
‫ترتتب عنها تكاليف تلزم مالية الدولية بل �أ�صبحت‪ ،‬ف�ضال عن ذلك‪ ،‬ت�شمل معاهدات ال�سلم‬
‫�أو االحتاد �أو التي تهم ر�سم احلدود‪ ،‬معاهدات التجارة‪ ،‬املعاهدات التي ي�ستلزم تطبيقها‬
‫‪881‬خا�صة املعاهدات ذات الطابع ال�سيا�سي‪ ،‬املعاهدات واالتفاقيات ذات الطابع الع�سكري‪ ،‬املعاهدات واالتفاقيات التي‬
‫تخ�ص الوحدة الرتابية للدولة �أو احلقوق والواجبات الأ�سا�سية املن�صو�ص عليها يف اجلزء الأول من الد�ستور‪،‬‬
‫املعاهدات �أو االتفاقيات التي ترتتب مبوجبها التزامات مالية على اخلزينة العامة‪ ،‬معاهدات �أو اتفاقيات ينجم عنها‬
‫�إلغاء قانون ما �أو تفر�ض اتخاذ �إجراءات ت�رشيعية لتطبيق �أحكامها (الف�صل ‪ 94‬من د�ستور ‪.)1978‬‬
‫‪ 882‬املادة ‪ 2‬من الد�ستوري الأمريكي ل�سنة ‪.1787‬‬
‫‪ 883‬الف�صل ‪ 31‬من د�ساتري ‪ ،1992 ،1972 ،1970 ،1962‬و ‪.1996‬‬
‫‪ 884‬مع الإ�شارة �إىل �أن ت�أكيد الديباجة يف نف�س الوقت على �أن تتم تلك امل�صادقة «يف نطاق �أحكام الد�ستور‪ ،‬وقوانني‬
‫اململكة‪ ،‬وهويتها الرا�سخة»‪ ،‬يثري الكثري من االلتبا�س حول مدى �إقرار الد�ستور ب�سمو القانون الدويل على القانون‬
‫الوطني‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪116‬‬

‫اتخاذ تدابري ت�رشيعية‪ ،‬ثم املعاهدات التي تتعلق بحقوق وحريات املواطنات واملواطنني‬
‫العامة �أو اخلا�صة‪ .85‬والأكرث من ذلك‪ ،‬فقد �أتاح د�ستور ‪ 2011‬للربملان �إمكانية �أخرى‬
‫لتعزيز دوره يف هذا املجال عندما خول للملك ال�صالحية لأن «يعر�ض على الربملان كل‬
‫معاهدة �أو اتفاقية �أخرى قبل امل�صادقة عليها»‪ ،86‬و�إن كان اخت�صا�ص امل�ؤ�س�سة الت�رشيعية يف‬
‫هذا املجال ال يزال ي�صطدم بعدد من احلدود‪ ،‬من بينهما‪:‬‬
‫�أوال ـ �أن و�ضع الد�ستور لالئحة ح�رصية باملعاهدات التي ال تتم امل�صادقة عليها �إال بعد موافقة‬
‫الربملان ي�سمح با�ستمرار حرمان هذا الأخري من �أن يكون له ر�أي يف عدد من املعاهدات ذات‬
‫الأهمية الق�صوى‪ ،‬خا�صة املعاهدات ذات الطابع ال�سيا�سي والع�سكري‪ .‬واحلال �أن الت�أكيد على‬
‫تبني االختيار الدميقراطي كان يفر�ض ربط الت�صديق على كافة املعاهدات مبوافقة الربملان‪ ،‬على‬
‫�أن تعطى لل�سلطة التنفيذية ممثلة يف رئي�س الدولة‪ ،‬على �سبيل اال�ستثناء‪� ،‬إمكانية امل�صادقة على‬
‫معاهدات حمددة دون انتظار موافقة الربملان‪ ،‬وفقا ملا هو معتمد مثال يف الد�ستور الرتكي بالن�سبة‬
‫ملا يعرف بـ«املعاهدات التنفيذية» التي يفر�ض تنوع العالقات الدولية و�رسعة الأحداث �أن تعترب‬
‫نافذة مبجرد التوقيع عليها دون احلاجة �إىل عر�ضها على الربملان للت�صديق عليها �أو قبولها‪.87‬‬
‫ثانيا ـ عدم ا�شرتاك الربملان يف جميع مراحل م�سطرة �إبرام املعاهدات‪ ،‬بحيث �أن هذه‬
‫الأخرية هي بالدرجة الأوىل من اخت�صا�ص ال�سلطة التنفيذية‪ ،‬وال تتدخل ال�سلطة الت�رشيعية‬
‫�إال يف حلظة الإذن بامل�صادقة‪ .‬مما يعني �أن ال�سلطة التنفيذية هي التي تقود املفاو�ضات‪،‬‬
‫وتقرر بداية التزام الدولة من خالل م�سطرة التوقيع‪ .‬ومن ثم ف�إن هام�ش الربملان يبقى‬
‫حمدودا بحيث ال ميكنه �أن «ي�صوت على مواد املعاهدة �أو االتفاقية الدولية‪ ،‬وال يجوز تقدمي‬
‫�أي تعديل ب�ش�أنهما»‪ ،88‬لأن الأمر يتعلق بت�رصف متفاو�ض ب�ش�أنه‪ .‬وهو يف الغالب مدعو‬
‫�إىل �إعطاء الإذن �أو رف�ضه ملعاهدة �أو اتفاقية تعر�ض �أمامه يف �شكل «مادة فريدة»‪ .‬وحتى‬
‫هذا الإذن تبقى ل�سلطة امل�صادقة‪� ،‬أي لرئي�س الدولة‪ ،‬احلرية يف تفعيله �أو عدم تفعيله‪� .‬أكرث‬
‫من ذلك ميكنها �أن متار�س امل�صادقة مع �إبراز حتفظات الحقة على �إذن الربملان‪.89‬‬

‫‪� 885‬أنظر الفقرة ‪ 2‬من الف�صل ‪ 55‬من د�ستور ‪.2011‬‬


‫‪� 886‬أنظر الفقرة ‪ 3‬من الف�صل ‪ 55‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪887‬عزيز كايد‪« ،‬الرقابة الربملانية على املعاهدات التي تربمها ال�سلطة التنفيذية»‪� ،‬سل�سلة التقارير القانونية‪ ،‬من�شورات‬
‫الهي�أة الفل�سطينية امل�ستقلة حلقوق املواطن‪� ،‬سنة ‪� ،2002‬ص ‪.25‬‬
‫‪ 888‬املادة ‪ 164‬من النظام الداخلي ملجل�س النواب‪.‬‬
‫‪ 889‬احل�سان بوقنطار‪« :‬د�ستور ‪ 2011‬والقانون الدويل»‪ ،‬جريدة «ه�سربي�س» الإلكتورنية بتاريخ ‪ 9‬دجنرب ‪.2014‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪117‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬امل�سطرة املتبعة يف ممار�سة الوظيفة الت�شريعية‬


‫متار�س الوظيفة الت�رشيعية على م�ستوى الربملان وفقا مل�سطرة حمددة تت�ضمن خمتلف‬
‫الإجراءات واخلطوات املتبعة من طرفه من �أجل اقرتاح ومناق�شة وتعديل والت�صويت على‬
‫القوانني‪ .‬وهي تختلف بح�سب نوعية القوانني ال�صادرة عنه‪� ،‬أي هل يتعلق الأمر بقوانني‬
‫عادية �أو قوانني تنظيمية �أو نظام داخلي للربملان �أو معاهدات واتفاقيات دولية �أو قانون‬
‫مايل �أو مراجعة الد�ستور‪ ،‬حيث ميكن التمييز بني امل�سطرة الت�رشيعية العادية وامل�سطرة‬
‫الت�رشيعية اخلا�صة‪ .‬كما �أنها ال تقف عند م�صادقة الربملان على امل�رشوع �أو املقرتح بل‬
‫تت�ضمن �أي�ضا بع�ض اخلطوات الأخرى التي بدونها ال ميكن �أن ي�صدر الأمر بتنفيذ القانون‪،‬‬
‫و�إمكانية �رسيانه على املخاطبني مبقت�ضياته‪.‬‬
‫�أ ـ امل�سطرة املتبعة خالل املرحلة الربملانية‬

‫يتعلق الأمر ببا�سطة بامل�سطرة املتبعة من طرف الربملان يف اعتماد القوانني العادية‪.‬‬
‫وهي �إن كانت تنطلق باقرتاح القوانني ف�إنها ال تنتهي بالت�صويت عليها‪ ،‬حيث ينتظر القانون‬
‫املعتمد من طرف الربملان خطوات �أخرى‪ ،‬قبل �أن ي�صدر الأمر بتنفيذه ون�رشه يف اجلريدة‬
‫الر�سمية‪.‬‬
‫�أوال ـ املبادرة باقرتاح القوانني‬

‫يتعلق الأمر باتخاذ املبادرة يف الت�رشيع‪ ،‬وهي تخ�ضع لبع�ض القيود‪ ،‬كما �أنها تتطلب‬
‫اتباع بع�ض الإجراءات املحددة‪� ،‬إن يف الوثيقة الد�ستورية �أو يف النظامني الداخليني‬
‫ملجل�سي الربملان‪.‬‬
‫‪ 1‬ـ القيود الواردة على املبادرة الت�رشيعية‬

‫لئن كانت املبادرة الت�رشيعية متاحة د�ستوريا بكيفية حرة جلميع الربملانيني‪ ،‬ف�إنها تخ�ضع‬
‫لنوعني من القيود‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ ‪� :1‬أنها لي�ست حكرا على الربملانيني وحدهم و�إمنا متاحة �أي�ضا للحكومة من خالل‬
‫ما يعرف مب�شاريع القوانني‪ ،‬حيث يعطي الد�ستور «لرئي�س احلكومة ولأع�ضاء الربملان‬
‫على ال�سواء حق التقدم باقرتاح القوانني»‪ ،90‬بل �إن املمار�سة ال�سائدة يف املغرب‪ ،‬ويف‬

‫‪ 990‬الف�صل ‪ 78‬من د�ستور ‪.2011‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪118‬‬

‫بلدان �أخرى‪ ،‬خا�صة ذات النموذج الربملاين �أو �شبه الرئا�سي‪ ،‬جعلت احلكومة تهيمن‬
‫ب�صفة كبرية على املبادرة الت�رشيعية �إىل درجة �ساد معها االعتقاد �أن هذه الأخرية هي‬
‫اخت�صا�ص حكومي حم�ض يف بع�ض امليادين‪ .‬واملثال الوا�ضح على ذلك القوانني التنظيمية‬
‫يف املغرب‪ ،‬التي مل مينع تن�صي�ص الد�ستور على حق الربملان يف املبادرة الت�رشيعية دون‬
‫متييز بني القوانني العادية والقوانني التنظيمية‪ ،‬وكذا حديثه عن «م�شاريع ومقرتحات‬
‫القوانني التنظيمية»‪ ،91‬من معار�ضة احلكومة لتقدمي مقرتحات قوانني تنظيمية‪ ،92‬كما �سبق‬
‫�أن �أ�رشنا �إىل ذلك عند حديثنا عن القوانني التنظيمية‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ ‪ :1‬الإمكانيات املتوفرة للحكومة للتحكم فيها وعرقلتها‪� ،‬سواء من خالل «الدفع بعدم‬
‫قبول كل مقرتح �أو تعديل ال يدخل يف جمال القانون»‪ ،93‬ولو �أن للربملان �أن يعرت�ض على‬
‫موقف احلكومة عرب اللجوء �إىل حتكيم املحكمة الد�ستورية‪� ،94‬أو من خالل حتكمها يف و�ضع‬
‫جدول الأعمال‪ ،‬وفر�ض �أ�سبقية م�شاريع القوانني على مقرتحات القوانني‪ ،‬وفقا للرتتيب‬
‫الذي حتدده احلكومة‪ .95‬و�أي�ضا من خالل جلوء هذه الأخرية �إىل تقدمي م�شاريع قوانني يف‬
‫نف�س الق�ضايا التي يكون الربملان قد بادر بتقدمي مقرتحات قوانني تتعلق بها‪ ،‬حيث �أظهرت‬
‫املمار�سة تفوق احلكومة يف فر�ض �إرادتها على هذا امل�ستوى‪ .96‬ف�ضال عن ال�صالحية املتاحة‬

‫‪ 991‬الف�صل ‪ 85‬من د�ستور ‪.2011‬‬


‫‪ 992‬كان هذا اجلدل قد �أثري يف ارتباط ب�إقدام بع�ض الفرق الربملانية على تقدمي مقرتح قانون تنظيمي حول جلان‬
‫تق�صي احلقائق‪.‬‬
‫‪ 993‬الف�صل ‪ 79‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 994‬الف�صل ‪ 79‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 995‬الف�صل ‪ 82‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 996‬كما ح�صل مثال مبنا�سبة تفعيل مقت�ضيات الف�صل ‪ 27‬من الد�ستور املتعلق باحل�صول على املعلومة‪� ،‬إذ يف الوقت‬
‫الذي قدمت فيه بع�ض الفرق الربملانية‪ ،‬وب�صفة خا�صة الفريق اال�شرتاكي والفريق احلركي مبجل�س النواب‪،‬‬
‫مقرتحات قوانني تخ�ص هذا املو�ضوع‪� ،‬سارعت احلكومة �إىل حما�رصة هذه املبادرة بتقدمي م�رشوع قانون يف‬
‫نف�س املو�ضوع‪ ،‬حيث طرح �إ�شكال د�ستور وقانوين يتعلق بكيفية معاجلة هذه الو�ضعية التي يعر�ض فيها على‬
‫الربملان �أكرث من ن�ص حول مو�ضوع واحد‪ .‬قبل �أن تتم معاجلة هذه امل�س�ألة يف النظام الداخلي ملجل�س النواب‪،‬‬
‫الذي �أ�شار يف املادة ‪ 128‬منه على �أنه «عند �إيداع م�شاريع ومقرتحات قوانني ذات مو�ضوع واحد‪ ،‬تعطى‬
‫الأ�سبقية يف الدرا�سة للن�ص الت�رشيعي الذي �أودع �أوال على مكتب املجل�س»‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪119‬‬

‫للحكومة ملعار�ضة اال�ستمرار يف املناق�شة والت�صويت على كل مقرتح �أو م�رشوع قانون‪،‬‬
‫واملطالبة‪ ،‬بالتايل‪ ،‬ب�إرجاعه �إىل اللجنة املخت�صة‪.97‬‬
‫‪ 2‬ـ الإجراءات املتبعة يف املبادرة الت�رشيعية‬

‫لكي يت�سنى للمبادرة الت�رشيعية �أن ت�أخذ جمراها الطبيعي‪ ،‬و�أن ي�صبح ال�رشوع يف‬
‫مناق�شتها ممكنا‪ ،‬يحتاج الأمر �إىل اتباع بع�ض اخلطوات تتمثل �أ�سا�سا يف �رضورة �إيداعها‬
‫�أمام املجل�س الذي ينتمي �إليه �صاحب �أو �أ�صحاب املبادرة‪ ،‬قبل �إحالتها على اللجنة التي‬
‫يدخل يف اخت�صا�صها املو�ضوع الذي تتناوله تلك املبادرة الت�رشيعية‪.‬‬
‫والإيداع يتم بداية �أمام جمل�س النواب‪ ،‬الذي يعطيه الد�ستور الأ�سبقية يف هذا املجال‪،98‬‬
‫مع بع�ض اال�ستثناءات التي تفر�ض �إيداع م�شاريع ومقرتحات يف جماالت حمددة بالأولية‬
‫يف جمل�س امل�ست�شارين (م�شاريع ومقرتحات القوانني املتعلقة باجلماعات الرتابية وبالتنمية‬
‫اجلهوية وبالق�ضايا االجتماعية‪ .99‬حيث يت�سنى تعميمها على �أع�ضاء املجل�س و�إخبار رئي�س‬
‫املجل�س الآخر مب�ضمونها‪ ،‬وكذا رئي�س احلكومة عندما يتعلق الأمر مبقرتحات القوانني‪.‬‬
‫مع الإ�شارة هنا �إىل �أن للحكومة ولأع�ضاء الربملان على حد �سواء احلق يف �سحب‬
‫املبادرة الت�رشيعية التي تقدموا بها‪ ،‬و�إن كان �سحب احلكومة مل�شاريع القوانني ميكن �أن يتم‬
‫يف �أي مرحلة من مراحل امل�سطرة الت�رشيعية لكن قبل موافقة جمل�س النواب التامة عليها‪،‬‬
‫بينما يكون حق �أع�ضاء الربملان يف �سحب مقرتحات القوانني مقيدا ب�رضورة الإقدام عليه‬
‫قبل القراءة الأوىل‪ ،‬بحيث �إذا وقع �سحب ذلك املقرتح يف اجلل�سة العامة وعرب ع�ضو �آخر‬
‫بالربملان على تبنيه لذلك املقرتح ت�ستمر املناق�شة فيه‪� .100‬أ�ضف �إىل ذلك �أن جميع مقرتحات‬
‫القوانني التي يكون قد قدمها ع�ضو بالربملان �ألغي انتخابه �أو قدم ا�ستقالته‪� ،‬أو �أقيل �أو تويف‬
‫�أو جرد من ال�صفة الربملانية لأي �سبب من الأ�سباب‪ ،‬ت�صبح غري مقبولة‪ ،‬ما مل يتم تبنيها‬

‫‪ 997‬تن�ص املادة ‪ 144‬من النظام الداخلي ملجل�س النواب على ما يلي‪« :‬ميكن للمجل�س قبل ال�رشوع يف الت�صويت على‬
‫جمموع م�شاريع �أو مقرتحات قوانني‪� ،‬أن يقرر مناق�شة ثانية حول جمموع الن�ص �أو جزء منه‪ ،‬ويتم ذلك �إما‬
‫بطلب من احلكومة �أو اللجنة املعنية بدرا�سة الن�ص �أو رئي�س فريق �أو ع�رش �أع�ضاء املجل�س‪ .‬جتري املناق�شة‬
‫الثانية حتما �إذا طلبتها احلكومة �أو اللجنة املخت�صة‪ .‬يتم �إرجاع الن�صو�ص مو�ضوع املناق�شة الثانية �إىل اللجنة‬
‫املخت�صة التي يتعني عليها �أن تقدم تقريرا جديدا‪ .‬يعترب رف�ض املجل�س للتعديالت املقدمة خالل املناق�شة الثانية‬
‫مبثابة ت�أكيد للقرار الذي اتخذه املجل�س خالل املناق�شة الأوىل»‪.‬‬
‫‪ 998‬الفقرة ‪ 2‬من الف�صل ‪ 78‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 999‬نف�س الفقرة من نف�س الف�صل‪.‬‬
‫‪ 1100‬املادة ‪ 126‬من النظام الداخلي ملجل�س النواب‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪120‬‬

‫من طرف ع�ضو �آخر يف ظرف زمني ال يتعدى ‪� 48‬ساعة من تاريخ الإعالن عن �شغور‬
‫املقعد‪.101‬‬
‫ثانيا ـ درا�سة م�شاريع واقرتاحات القوانني‬

‫تتوخى درا�سة م�شاريع ومقرتحات القوانني التداول فيها ومناق�شتها‪ ،‬وعند االقت�ضاء‬
‫�إدخال التعديالت عليها‪ ،‬حتى ت�صبح جاهزة لكي تعتمد ب�صفة نهائية‪ .‬وهي عملية تتم من‬
‫خالل �أربعة مراحل �أ�سا�سية‪ ،‬تخ�ضع كل منها لإجراءات وتدابري خا�صة يحددها النظامني‬
‫الداخليني ملجل�سي الربملان‪.‬‬
‫‪ 1‬ـ على م�ستوى اللجان الدائمة‬

‫�ألزم الد�ستور �رضورة �أن «حتال امل�شاريع واملقرتحات لأجل النظر فيها على جلان ي�ستمر‬
‫عملها خالل الفرتة الفا�صلة بني الدورات»‪ ،102‬حيث يتم التداول داخلها �أي�ضا عرب مراحل‪،‬‬
‫ووفقا مل�سطرة و�آجال م�ضبوطة‪ ،103‬تت�ضمن‪� :‬أوال‪ ،‬التقدمي الذي يتم من لذن ممثل احلكومة‬
‫بالن�سبة مل�رشوع القانون املحال مبا�رشة �أو بعد املوافقة عليه من لدن املجل�س الآخر‪� ،‬أو من لدن‬
‫وا�ضع �أو ممثل وا�ضعي مقرتح القانون‪� ،‬أو من لدن مقرر اللجنة بالن�سبة ملقرتح قانون حمال‬
‫من املجل�س الآخر‪ .‬ثانيا‪ ،‬املناق�شة التي تنطلق مبناق�شة عامة للم�رشوع �أو املقرتح‪ ،‬قبل �أن‬
‫يف�سح املجال ملناق�شة الن�ص مادة مادة‪ ،‬وعند االقت�ضاء بابا بابا �أو ف�صال ف�صال‪ .‬ثالثا التعديالت‬
‫التي تتم بعد االنتهاء من املناق�شة‪ ،‬حيث تقدم وتناق�ش تعديال تعديال‪ .‬رابعا‪ ،‬الت�صويت الذي‬
‫ميثل �آخر عملية يف م�سار مرور م�رشوع الن�ص الت�رشيعي على م�ستوى اللجنة املعنية‪ ،‬ويتم‬
‫على كل مادة على حدة‪ ،‬ثم على ن�ص املادة كما جرى تعديلها‪� ،‬أو كما جاءت يف م�رشوع �أو‬
‫مقرتح قانون‪ ،‬ثم على الن�ص الت�رشيعي كامال‪.‬‬
‫يف هذه امل�سطرة تكون اللجان مقيدة ب�آجال معينة‪ ،‬حتدد يف ‪ 60‬يوما من تاريخ الإحالة‪،‬‬
‫�إذ يف حالة انتهاء املدة الأوىل دون متكن اللجنة من الت�صويت على امل�رشوع �أو املقرتح‪،‬‬
‫ميكن متديد �آجال النقا�ش ملدة ال تزيد عن ‪ 30‬يوما‪ ،‬وذلك بناء على اقرتاح من رئي�س اللجنة‬
‫املعنية‪ ،‬بعد �أن يكون قد وجه �إىل مكتب املجل�س تقريرا مت�ضمنا لأ�سباب الت�أخري‪ ،‬وللأجل‬
‫اجلديد الذي يراه منا�سبا النتهاء املناق�شة‪ .‬و�إذا مل ي�سعف هذا الأمد اجلديد بدوره املجل�س يف‬

‫‪ 1101‬املادة ‪ 126‬من النظام الداخلي ملجل�س النواب‪.‬‬


‫‪ 1102‬الف�صل ‪ 80‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪� 1 103‬أنظر الفرع الثاين من النظام الداخلي ملجل�س النواب (املواد من ‪� 128‬إىل ‪ ،)132‬والباب الثاين من النظام‬
‫الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين (املواد من ‪ 180‬من ‪.)189‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪121‬‬

‫احل�سم يف �أمر الن�ص الت�رشيعي ففي هذه احلالة يعر�ض املو�ضوع على ندوة الر�ؤ�ساء‪ ،‬التي‬
‫تعر�ض خال�صات مداوالتها على املجل�س يف جل�سة عامة ليقرر ما يراه منا�سبا حول م�صري‬
‫الن�ص املثري للخالف‪.104‬‬
‫‪ 2‬ـ على م�ستوى اجلل�سات العامة‬

‫يعر�ض عليها امل�رشوع �أو املقرتح بعد �أن تكون اللجنة املعنية قد �صادقت عليه وبعد �أن‬
‫يكون قد مت ت�سجيله من طرف مكتب املجل�س املعرو�ض عليه يف جدول �أعمال اجلل�سة‪ ،‬على‬
‫�أن يكون هذا امل�رشوع �أو املقرتح م�صحوبا بتقرير اللجنة التي �سبق لها �أن تداولت فيه‪،‬‬
‫مت�ضمنا �إ�ضافة �إىل الن�ص الأ�صلي للم�رشوع �أو املقرتح‪ ،‬ملخ�ص املناق�شة العامة والتف�صيلية‬
‫للمواد‪ ،‬مقرتحات التعديالت‪ ،‬نتائج الت�صويت على التعديالت‪ ،‬واملواد‪ ،‬والن�ص الت�رشيعي‬
‫برمته‪ ،‬ف�ضال عن الئحة احل�ضور والغياب‪ ،‬وعند االقت�ضاء م�ضمون الر�أي اال�ست�شاري‬
‫للهيئات وامل�ؤ�س�سات املعنية‪.105‬‬
‫هذا التقرير هو الذي يكون �أ�سا�س املناق�شة يف اجلل�سة العامة‪ ،‬التي تنطلق باال�ستماع �إىل‬
‫احلكومة بالن�سبة مل�رشع القانون واملقرر املعني من لذن اللجنة املخت�صة فيما يخ�ص مقرتح‬
‫القانون املحال من املجل�س الآخر �أو وا�ضع مقرتح القانون �أو من ميثله‪ ،‬بحيث ال ميكن‬
‫بعدها �أن تعر�ض على املناق�شة �أو الت�صويت �أية م�س�ألة �أخرى لها عالقة بهذا امل�رشوع �أو‬
‫املقرتح �إال �إذا تعلق الأمر بدفع بعدم قبول الن�ص لتعار�ضه مع مقت�ضيات الد�ستور‪� ،‬إذ يف‬
‫هذه احلالة يف�سح املجال لتدخل �أحد املوقعني على الدفع واحلكومة ورئي�س �أو مقرر اللجنة‬
‫املعنية‪ ،‬على �أن ت�ؤدي امل�صادقة على الدفع بعدم القبول �إىل رف�ض الن�ص مو�ضوع هذا‬
‫الدفع‪ .106‬قبل �أن تعطى الكلمة للنواب �أو امل�ست�شارين‪ ،‬ح�سب طبيعة املجل�س املعني‪ ،‬الذين‬
‫�سجلوا �أنف�سهم �ضمن قائمة الراغبني يف امل�شاركة يف املناق�شة العامة‪.‬‬
‫ي�ؤدي االنتهاء من مناق�شة امل�رشوع �أو املقرتح كما �أحيل على اجلل�سة العامة من طرف‬
‫اللجنة التي تولت درا�سته �إىل ف�سح املجال لتقدمي التعديالت التي يقدر النواب �أو امل�ست�شارين‬
‫�أهميتها بالن�سبة للن�ص املعرو�ض للمناق�شة‪ .‬وهي بدورها تكون حمل مناق�شة تتم وفقا‬
‫م�سطرة خا�صة عندما يتعلق الأمر بتعديالت متعددة تن�صب على مو�ضوع واحد‪� .‬إذ يف‬
‫هذه احلالة تتم املناق�شة وفقا لرتتيب معني‪ ،‬ي�سمح ب�إعطاء الأ�سبقية يف املناق�شة للتعديالت‬

‫‪ 1104‬املادة ‪ 131‬من النظام الداخلي من جمل�س النواب‪ ،‬واملادة ‪189‬من النظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين‪.‬‬
‫‪ 1105‬املادة ‪ 190‬من النظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين‪.‬‬
‫‪ 1106‬املادة ‪ 135‬من النظام الداخلي ملجل�س النواب‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪122‬‬

‫التي تقدمها فرق املعار�ضة‪ ،‬تليها تلك التي تقدمها احلكومة‪ ،‬ثم التعديالت التي يقدمها باقي‬
‫الأع�ضاء‪.107‬‬
‫هذه الإمكانية يف التعديل و�إن كانت م�ضمونة ومتاحة للربملان (بجانب احلكومة)‪ ،‬ف�إنها‬
‫تظل مقيدة ب�أربعة قيود �أ�سا�سية‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ ‪ :2‬عدم جواز تقدمي �أي تعديل يف اجلل�سات العامة �إذا مل يكن ذلك التعديل قد �سبق‬
‫تقدميه يف اللجنة التي يهمها الأمر‪.108‬‬
‫‪ 2‬ـ ‪� :2‬أن تكون تلك التعديالت معرب عنها كتابة وموقعة من لدن واحد من �أ�صحابها على‬
‫الأقل‪ ،‬ومقدمة داخل اللجنة املخت�صة يف الآجال املقررة‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ ‪� :2‬رضورة �أن يكون التعديل يدخل يف جمال القانون‪� ،‬أي يف جمال اخت�صا�ص‬
‫الربملان‪ ،‬وال ميثل‪ ،‬بالتايل‪ ،‬تعديا على االخت�صا�ص التنظيمي للحكومة‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ ‪� :2‬أال يكون هدف التعديل التخفي�ض من املوارد العمومية‪� ،‬أو �إحداث نفقات جديدة‬
‫�أو الزيادة يف نفقات موجودة‪ ،‬و�إن كان هذا القيد يهم ب�صفة خا�صة م�رشوع القانون املايل‪،‬‬
‫كما �سبق و�أن �أو�ضحنا ذلك بنوع من التف�صيل عند حديثنا عن امل�سطرة املعتمدة ملناق�شة هذا‬
‫امل�رشوع‪.‬‬
‫يعقب االنتهاء من مناق�شة كل م�رشوع �أو مقرتح قانون و�إدخال التعديالت عليه‬
‫�إخ�ضاعه للت�صويت‪ .‬والأ�صل هو �أن الن�صاب املطلوب يف اعتماد م�شاريع ومقرتحات‬
‫القوانني‪ ،‬مبا يف ذلك م�رشوع قانون املالية‪ ،‬يتمثل يف الأغلبية الب�سيطة للحا�رضين‪ ،‬مع‬
‫وجود ا�ستثناءات حتتاج �إىل ن�صاب قانوين حمدد‪ ،‬ميكن حتديدها فيما يلي‪:‬‬
‫■م�شاريع ومقرتحات الن�صو�ص الت�رشيعية املتعلقة باجلماعات الرتابية‪ ،‬واملجاالت‬
‫ذات ال�صلة بالتنمية اجلهوية وال�ش�ؤون االجتماعية‪ ،‬التي حتتاج العتمادها خالل‬
‫الت�صويت النهائي مبجل�س النواب الأغلبية املطلقة لأع�ضائه احلا�رضين‪.109‬‬
‫■م�شاريع ومقرتحات القوانني التنظيمية‪ ،‬التي تتطلب امل�صادقة النهائية عليها الأغلبية‬
‫املطلقة للأع�ضاء احلا�رضين يف جمل�س النواب‪� ،‬أو �أغلبية �أع�ضاء نف�س املجل�س عندما‬

‫‪ 1107‬املادة ‪ 143‬من النظام الداخلي ملجل�س النواب‪.‬‬


‫‪ 1108‬الف�صل ‪ 83‬من د�ستور ‪ ،2011‬واملادة ‪ 141‬من النظام الداخلي ملجل�س النواب‪.‬‬
‫‪ 1109‬الف�صل ‪ 84‬من د�ستور ‪.2011‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪123‬‬

‫يتعلق الأمر مب�رشوع �أو مقرتح قانون تنظيمي يخ�ص جمل�س امل�ست�شارين‪� ،‬أو‬
‫اجلماعات الرتابية‪.110‬‬
‫■م�شاريع ومقرتحات تعديل الن�صو�ص الد�ستورية‪ ،‬حيث تتطلب املقرتحات التي يتقدم‬
‫بها ع�ضو �أو �أكرث من �أع�ضاء جمل�سي الربملان الت�صويت عليها ب�أغلبية ثلثي الأع�ضاء‬
‫يف كل جمل�س‪ ،111‬يف حني تتطلب امل�شاريع الت�صويت عليها بنف�س الأغلبية لكن يف‬
‫جل�سة م�شرتكة بني جمل�سي الربملان‪.112‬‬
‫مع الإ�شارة هنا �إىل �أن امل�سطرة املتبعة يف امل�صادقة على م�شاريع ومقرتحات القوانني يف‬
‫اجلل�سة العامة‪ ،‬تطرح مالحظتني �أ�سا�سيتني‪:‬‬
‫الأوىل تتعلق بكونها قد ال ت�سري دائما �إىل نهايتها بل تكون مهددة بالتوقف يف عدد من‬
‫احلاالت ميكن حتديدها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬الدفع بعدم قبول م�رشوع �أو مقرتح قانون لتعار�ضه مع مقت�ضى �أو �أكرث من‬
‫الد�ستور‪ ،‬بحيث ت�ؤدي امل�صادقة عليه من طرف الربملان �إىل رف�ض الن�ص مو�ضوع هذا‬
‫الدفع‪ ،‬كما �أ�رشنا �إىل ذلك من قبل‪.‬‬
‫‪ -‬الدفع بعدم قبول كل مقرتح �أو تعديل ال يدخل يف اخت�صا�ص ال�سلطة الت�رشيعية‪،‬‬
‫بحيث �أن �إقدام احلكومة على حتريك هذه الإمكانية املتاحة لها د�ستوريا‪ ،113‬و�إ�رصار‬
‫الربملان على موقفه ي�ؤدي �إىل �إحالة اخلالف �إىل املحكمة الد�ستورية‪ ،‬التي يكون موقفها‬
‫حا�سما يف امل�صري الذي ينتظر هذا املقرتح‪.‬‬
‫‪ -‬طلب �إجراء مناق�شة ثانية حول جمموع الن�ص �أو جزء منه‪ .‬هذا الإجراء و�إن كان‬
‫القانون يتيحه لعدد من اجلهات (احلكومة‪ ،‬اللجنة املعنية بدرا�سة الن�ص‪ ،‬رئي�س فريق‪،‬‬
‫وع�رش �أع�ضاء املجل�س)‪ ،‬ف�إنه ال يكون �إجباريا �إال يف احلالة التي يطلب فيها من طرف‬
‫احلكومة �أو اللجنة املخت�صة‪ ،114‬بينما يتوقف الطلب املقدم يف هذا ال�ش�أن من طرف رئي�س‬
‫فريق وع�رش �أع�ضاء املجل�س على موقف هذا الأخري منه هل يقبله �أم يرف�ضه؟‪ .115‬و�سواء‬
‫قدم الطلب من طرف احلكومة �أو اللجنة �أو من طرف جهات �أخرى (رئي�س الفريق وع�رش‬
‫‪ 1110‬الف�صل ‪ 85‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 1111‬الف�صل ‪ 173‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 1112‬الف�صل ‪ 174‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 1113‬الف�صل ‪ 79‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 1114‬املادة ‪ 144‬من النظام الداخلي ملجل�س النواب‪.‬‬
‫‪ 1115‬املادة ‪ 137‬من النظام الداخلي ملجل�س النواب‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪124‬‬

‫�أع�ضاء املجل�س) وقبله املجل�س ف�إنه ي�ؤدي �إىل �إعادة الن�ص �إىل اللجنة املعنية‪ ،‬التي يتعني‬
‫عليها �أن تقدم تقريرا جديدا يف �ش�أنه‪.116‬‬
‫‪� -‬إرجاع مادة �أو �أكرث من الن�ص مع التعديالت املتعلقة بها �إىل اللجنة املعنية بدرا�ستها‬
‫لكي تعيد التمعن فيها‪ ،‬وهو �إجراء يتم من طرف رئي�س املجل�س‪ ،‬وي�ستهدف بالأ�سا�س‬
‫�ضمان ح�سن �سري املناق�شات‪ ،117‬خا�صة يف احلالة التي تكون فيها تلك املادة �أو املواد حمط‬
‫خالف حاد بني مكونات الربملان قد يهدد بعرقلة امل�صادقة على م�رشوع الن�ص‪.‬‬
‫�أما الثانية‪ ،‬فتتعلق بكونها ال تتم دائما بنف�س الكيفية‪ ،‬بحيث ميكن للربملان �أن يتبع ما‬
‫يعرف ب�أ�سلوب امل�صادقة املخت�رصة‪ ،‬و�إن كانت املقت�ضيات املتعلقة بها يف النظام الداخلي‬
‫ملجل�س النواب والنظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين قد ظلت جممدة‪ ،‬بحيث مل ي�سبق �أن مت‬
‫اللجوء �إىل ا�ستعمالها‪ .‬وهي م�سطرة تطلب خالل ندوة الر�ؤ�ساء من لدن رئي�س املجل�س �أو‬
‫احلكومة �أو رئي�س اللجنة املخت�صة �أو رئي�س فريق‪ ،‬وال تقبل �إال �إذا كان الن�ص املعني مل‬
‫يدر�س بعد من طرف اللجنة املعنية �أو كان الطلب قد قدم من طرف رئي�س اللجنة املخت�صة‬
‫بعد ا�ست�شارتها‪ .‬كما �أن �إمكانية االعرتا�ض عليها تظل قائمة‪� ،‬سواء �أثناء انعقاد ندوة‬
‫الر�ؤ�ساء �أو بعد الإعالن عنها‪� ،‬رشيطة �أن يتم ذلك داخل �أجل ال يتعدى ال�ساعة ال�ساد�سة‬
‫م�ساء ع�شية يوم املناق�شة على �أبعد تقدير‪ ،‬بحيث ي�ؤدي هذا االعرتا�ض �إىل �إخ�ضاع الن�ص‬
‫ملقت�ضيات امل�سطرة العادية املعتمدة ملناق�شة م�شاريع ومقرتحات الن�صو�ص الت�رشيعية يف‬
‫اجلل�سة العامة‪.‬‬
‫هذا الأ�سلوب يف املناق�شة ينطلق ب�إعطاء الكلمة ملقرر اللجنة املخت�صة ملدة زمنية وجيزة‬
‫جدا (ع�رش دقائق على �أبعد تقدير)‪ ،‬ثم ملقرر �أو مقرري اللجان املطلوب منها �إبداء ر�أيها يف‬
‫املو�ضوع ملدة �أكرث �إيجازا (خم�س دقائق لكل واحد منهم)‪ ،‬قبل �أن يتم عر�ض الن�ص على‬
‫الت�صويت‪ ،‬و�إن كان اللجوء �إىل هذا الإجراء الأخري يختلف بح�سب وجود �أو عدم وجود‬
‫تعديالت على الن�ص اخلا�ضع لهذا الأ�سلوب من امل�صادقة‪:‬‬
‫■ يف حالة عدم وجود تعديالت على الن�ص يعر�ض الن�ص بكامله على الت�صويت‪.‬‬
‫■  يف حالة وجود تعديالت يعلن الرئي�س فقط عن املواد التي ت�شملها التعديالت‪ ،‬وال‬
‫يتناول الكلمة بخ�صو�ص كل تعديل �إال �صاحب التعديل �أو ع�ضو من فريقه‪ ،‬ف�ضال‬
‫عن احلكومة ورئي�س �أو مقرر اللجنة املخت�صة‪ ،‬ومتكلم معار�ض ومتكلم م�ؤيد‪ .‬كما ال‬
‫‪ 1116‬املادة ‪ 144‬من النظام الداخلي ملجل�س النواب‪.‬‬
‫‪ 1117‬املادة ‪ 139‬من النظام الداخلي ملجل�س النواب‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪125‬‬

‫يعر�ض على الت�صويت �إال التعديالت واملواد التي تن�صب عليها وم�رشوع �أو مقرتح‬
‫القانون بكامله‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ على م�ستوى املجل�س الآخر‬

‫بالنظر �إىل �أن الد�ستور يفر�ض �أن يتم التداول من طرف الربملان يف كل م�رشوع �أو‬
‫مقرتح قانون بغية التو�صل �إىل امل�صادقة على ن�ص واحد‪ ،118‬ف�إن موافقة املجل�س الذي‬
‫�أحيل عليه الن�ص �أول مرة (جمل�س النواب مع بع�ض اال�ستثناءات) يفر�ض عر�ضه على‬
‫املجل�س الآخر‪ ،‬بحيث تنطلق امل�سطرة الت�رشيعية من جديد وبنف�س الكيفية التي متت بها يف‬
‫املجل�س الأول‪ ،‬مع وجود اختالف يف بع�ض التفا�صيل التي يحددها النظام الداخلي لكل‬
‫جمل�س‪.‬‬
‫على هذا الأ�سا�س يتم �إيداع امل�رشوع �أو املقرتح يف مكتب املجل�س‪ ،‬حتى يت�سنى عر�ضه‬
‫على اللجنة املخت�صة‪ ،‬التي تتداول فيه وت�صادق عليه‪ ،‬قبل �أن حتيله هي كذلك على اجلل�سة‬
‫العامة‪ ،‬التي حتدد موقفها منه‪ ،‬لكي يكون جاهزا لعر�ضه من جديد على املجل�س الذي �سبق‬
‫له �أن تداول فيه �أول مرة‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ ‪ :3‬جمل�س امل�ست�شارين يف احلالة التي تكون فيها امل�سطرة الت�رشيعية قد انطلقت منه‪،‬‬
‫حتى يديل بر�أيه يف التعديالت التي يكون قد �أدخلها جمل�س النواب على الن�ص كما متت‬
‫املوافقة عليه �أول مرة‪� ،‬إذ مبقت�ضى مبد�أ التداول يكون من حقه �أن يديل بر�أيه يف تلك‬
‫التعديالت‪ .‬لكن ال يعرف ما �إذا كان موقفه يف هذه احلالة �سيقت�رص على قبولها �أو رف�ضها‪،‬‬
‫�أم �سيكون من حقه �إدخال تعديالت جديدة على مواد مل يعدلها جمل�س النواب يف قراءته‬
‫الأوىل للن�ص‪ ،‬على اعتبار �أن هذا الن�ص يفرت�ض فيه �أن يحال من جديد على جمل�س‬
‫النواب‪ ،‬وبالتايل �سيكون له هو الآخر‪ ،‬انطالقا من مبد�أ التداول‪ ،‬ر�أي يف هذه التعديالت‬
‫اجلديدة التي �أدخلها جمل�س امل�ست�شارين يف �إطار قراءته الثانية للن�ص‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ ‪ :3‬جمل�س النواب يف احلالة التي يكون فيها هذا الأخري هو الذي تداول يف الن�ص‬
‫�أول مرة لكي يقول كلمته يف التعديالت التي يكون �أع�ضاء جمل�س امل�ست�شارين قد �أدخلوها‬
‫على الن�ص كما �صوت عليه جمل�س النواب‪ ،‬دون يكون من حقه �إدخال تعديالت جديدة‪،‬‬
‫على اعتبار �أن ذلك �سيفر�ض �إحالة الن�ص من جديد على جمل�س امل�ست�شارين حتى ال ي�ضيع‬
‫حق هذا الأخري يف �إبداء الر�أي يف املو�ضوع كما يقت�ضي ذلك مبد�أ التداول‪ ،‬وفقا للر�أي‬

‫‪ 1118‬الف�صل ‪ 84‬من د�ستور ‪.2011‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪126‬‬

‫الذي �سبق �أن عرب عنه املجل�س الد�ستوري وهو يقر بتنايف �إدخال جمل�س النواب لتعديالت‬
‫على م�رشوع القانون التنظيمي للمالية خالل القراءة الثانية مع قاعدة التداول بني جمل�سي‬
‫الربملان املقررة د�ستوريا‪.119‬‬
‫لكن ال�س�ؤال الذي يطرح يتعلق مب�صري امل�سطرة الت�رشيعية بعد القراءة الثانية‪ .‬هل‬
‫�سي�ستمر املجل�سان يف التداول يف الن�ص �إىل حني الو�صول �إىل اتفاق موحد بينهما عمال مبا‬
‫يعرف بـ«الت�رشيع املكوكي»‪� ،‬أم �أن هذه امل�سطرة تنقطع بـ«الكلمة النهائية» التي يعطيها‬
‫الد�ستور ملجل�س النواب‪ ،‬وفقا ملا �سارت عليه املمار�سة املتبعة منذ �صدور د�ستور ‪2011‬؟‬
‫هذا ال�س�ؤال يحيلنا �إىل �أحد �أكرث الق�ضايا التبا�سا وغمو�ضا يف الوثيقة الد�ستورية ل�سنة ‪،2011‬‬
‫وهي التي �سنتوقف عندها يف العن�رص املوايل الذي �سنخ�ص�صه ل�رشح املعنى الذي تتخذه‬
‫«الكلمة النهائية» املخولة ملجل�س النواب مبقت�ضى الف�صل ‪ 84‬من الد�ستور املذكور‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ يف �إطار القراءة الثانية‬

‫لئن كان د�ستور ‪ 1996‬قد جعل م�سطرة التداول بني جمل�سي الربملان مفتوحة ال تنتهي‬
‫�إال بو�صولهما �إىل اتفاق على ن�ص واحد‪ ،‬مع ف�سح املجال للحكومة للتدخل‪ ،‬يف حالة‬
‫اال�ستعجال‪ ،‬عرب فر�ض ت�شكيل جلنة م�شرتكة يكون من مهامها ت�سهيل القيام بهذه املهمة‪،‬‬
‫اجته د�ستور ‪ 2011‬نحو اعتماد م�سطرة تبدو خمتلفة ن�سبيا‪ ،‬من جهة عندما مل يعتمد �صيغة‬
‫«اللجنة امل�شرتكة»‪ ،‬التي كانت موجودة يف الد�ستور ال�سابق‪ ،‬ومن جهة �أخرى عندما‬
‫�أعطى ملجل�س النواب �صالحية الت�صويت النهائي على الن�ص الذي مت البث فيه‪ .120‬لكن‬
‫املقت�ضيات التي ت�ضمنها كانت جد ملتب�سة‪ ،‬وف�سحت املجال جلدال قانوين وفقهي بني ر�أيني‬
‫�أ�سا�سيني‪ ،‬لكل واحد منهما منطلقاته ودوافعه‪:‬‬
‫ـ الر�أي الأول‪ ،‬يعترب �أن تخويل الد�ستور ملجل�س النواب «الت�صويت النهائي» على‬
‫الن�ص الذي مت البث فيه‪ ،‬ال يهم �إال ن�صو�ص قانونية تتعلق مبجاالت حمددة‪ ،‬ويتطلب‬
‫الت�صويت عليها التوفر على ن�صاب قانوين لي�س هو املطلوب يف باقي الن�صو�ص القانونية‪،‬‬
‫هي التي ح�رصتها الفقرة الثانية من الف�صل ‪ 84‬يف «القوانني املتعلقة باجلماعات الرتابية»‬
‫و«القوانني املرتبطة باملجاالت ذات ال�صلة بالتنمية اجلهوية» و«القوانني املت�صلة بال�ش�ؤون‬

‫‪� 1119‬أنظر قرار املجل�س الد�ستوري رقم ‪ ،14 /950‬اخلا�ص مبراقبة مدى د�ستورية القانون التنظيمي رقم ‪130.13‬‬
‫لقانون املالية‪.‬‬
‫‪ 1120‬الف�صل ‪ 84‬من د�ستور ‪.2011‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪127‬‬

‫االجتماعية»‪ .121‬فالن�صو�ص القانونية التي من هذا النوع هي التي تنطبق عليها‪ ،‬بناء على‬
‫هذا الر�أي‪ ،‬هذه امل�سطرة املخت�رصة للت�رشيع‪� ،‬أما باقي الن�صو�ص القانونية‪ ،‬ويف مقدمتها‬
‫القوانني التنظيمية‪ ،‬فهي تقع خارج دائرة هذه امل�سطرة‪ ،‬وتخ�ضع بالتايل ملقت�ضيات الفقرة‬
‫الأوىل من نف�س الف�صل‪ ،‬التي تفر�ض التداول بني جمل�سي الربملان بالتتابع يف كل م�رشوع‬
‫�أو مقرتح قانون بغية التو�صل �إىل امل�صادقة على ن�ص واحد‪.‬‬
‫مبعنى �آخر‪ ،‬ف�إن �أ�صحاب هذا الر�أي ينطلقون من �أن الد�ستور يكر�س م�سطرتني‬
‫للت�رشيع‪ ،‬واحدة خمت�رصة تهم ن�صو�ص قانونية حمددة على �سبيل احل�رص‪ ،‬هي التي‬
‫ذكرناها من قبل‪ ،‬و�أخرى ممتدة ال يوقفها �إال اتفاق املجل�سني على ن�ص واحد‪ ،‬هي التي‬
‫تهم باقي الن�صو�ص الت�رشيعية املندرجة يف �إطار جمال القانون‪ ،‬و�إن كان افرتا�ض هذا‬
‫الر�أي لوجود م�سطرة ت�رشيعية مفتوحة ي�صطدم مب�أزق �إمكانية حتول الت�رشيع �إىل عملية‬
‫مملة مع ا�ستمرار اخلالف قائما ملدة طويلة بني املجل�سني‪ ،‬وجتاهل الد�ستور الن�ص على �آلية‬
‫معينة لو�ضع حد لهذا اخلالف مثلما كان الأمر قائما يف ظل الد�ستور ال�سابق‪.‬‬
‫ـ الر�أي الثاين‪ ،‬يذهب خالف ذلك لي�ؤكد �أن الد�ستور �إذا كان قد فر�ض فعال التداول‬
‫بني املجل�سني يف كل م�رشوع �أو مقرتح قانون بغر�ض الو�صول �إىل اتفاق على ن�ص‬
‫واحد‪ ،‬ف�إن ذلك ال يعني �أنه �أبقى على م�سطرة «الت�رشيع املكوكي»‪ ،‬التي كانت قائمة يف‬
‫ظل الد�ستور ال�سابق‪ ،‬بل �إن امل�سطرة الت�رشيعية �أ�ضحت مقيدة بتدخل جمل�س النواب لكي‬
‫يح�سم بكيفية نهائية يف كل ن�ص ت�رشيعي جرى التداول ب�ش�أنه يف املجل�سني‪ ،‬كيفما كان نوعه‬
‫�أو طبيعة املجال الذي ينظمه‪.‬‬
‫و�إذا كانت الفقرة الثانية من الف�صل ‪ ،84‬يف تقدير �أ�صحاب هذا الر�أي‪ ،‬قد فر�ضت‬
‫بع�ض ال�شكليات يف امل�سطرة املتبعة يف ت�صويت جمل�س النواب على ن�صو�ص معينة (ن�صاب‬
‫قانوين خمتلف)‪ ،‬ف�إن ذلك مل يكن ي�ستهدف �إقامة متييز بني م�سطرتني ت�رشيعيتني‪ ،‬م�سطرة‬
‫مفتوحة و�أخرى مقيدة‪ ،‬مثلما يعتقد املدافعون عن الر�أي الأول‪ ،‬و�إمنا كان الهدف هو‬
‫الت�أكيد على االمتياز الذي �أعطي للن�صو�ص القانونية املنظمة للمجاالت الثالثة املذكورة‬
‫باعتبارها تعر�ض بالأ�سبقية على جمل�س امل�ست�شارين‪ .‬فبما �أن امل�سطرة الت�رشيعية بخ�صو�ص‬
‫هذه الن�صو�ص تنطلق �أوال‪ ،‬وب�صفة ا�ستثنائية‪ ،‬من جمل�س امل�ست�شارين‪ ،‬بالنظر الرتباط‬
‫م�ضمونها بطبيعة تركيبة هذا الأخري‪ ،‬فقد اقت�ضى امل�رشع الد�ستوري �أن يرفع من قيمتها يف‬
‫‪ 1121‬بخ�صو�ص هذا الر�أي ميكن الرجوع مثال �إىل مقال م�صطفى قلو�ش‪« ،‬ال�سقطة الكربى للمجل�س الد�ستوري يف‬
‫قانون مالية ‪ ،»2014‬املن�شور باجلريدة االلكرتونية «ه�سربي�س»‪ ،‬بتاريخ ‪ 27‬فرباير ‪.2014‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪128‬‬

‫جمل�س النواب عرب فر�ض ن�صاب خا�ص لت�صويته عليها‪ .‬لذلك‪ ،‬وجب �أن تقر�أ مقت�ضيات‬
‫الفقرة الثانية والأخرية من الف�صل امل�شار �إليه‪ ،‬لي�س على �ضوء الفقرة الأوىل من الف�صل‬
‫الأول‪ ،‬و�إمنا على �ضوء الفقرة الثانية من الف�صل ‪ 78‬من الد�ستور‪ ،‬الذي يفر�ض �إيداع‬
‫م�شاريع القوانني بالأ�سبقية على جمل�س النواب‪ ،‬وي�ستثني منها تلك املتعلقة باجلماعات‬
‫الرتابية‪ ،‬وبالتنمية اجلهوية‪ ،‬وبالق�ضايا االجتماعية‪ ،‬التي يعود �أمر التداول يف �ش�أنها‬
‫بالأ�سبقية ملجل�س امل�ست�شارين‪.‬‬
‫هذا الر�أي الأخري هو الذي اتبع يف املمار�سة الت�رشيعية منذ �صدور د�ستور ‪ ،2011‬حيث‬
‫اعتاد الربملان على اتباع «م�سطرة ت�رشيعية خمت�رصة» يف جميع الن�صو�ص الت�رشيعية‬
‫التي تعر�ض عليه‪ ،‬مبا يف ذلك القوانني التنظيمية‪ ،‬حيث تكر�س «حق» جمل�س النواب‬
‫يف الت�صويت النهائي‪ ،‬على جميع م�شاريع ومقرتحات الن�صو�ص الت�رشيعية بعد �أن يكون‬
‫قد جرى التداول فيها يف املجل�سني‪ ،‬بل �إنه يف بع�ض احلاالت كان جمل�س النواب يعطي‬
‫لنف�سه احلق يف �إدخال تعديالت على ن�صو�ص ت�رشيعية دون �أن يت�سنى ملجل�س امل�ست�شارين‬
‫الإمكانية لكي يتداول فيها هو الآخر‪.‬‬
‫هذا الر�أي هو نف�سه الذي كر�سه املجل�س الد�ستوري لدى مراقبته لد�ستورية م�رشوع‬
‫قانون املالية ل�سنة ‪ ،2014‬حينما �أكد اخت�صا�ص جمل�س النواب يف البث ب�صفة نهائية يف هذا‬
‫امل�رشوع‪� ،‬إعماال للحق املخول له مبوجب الفقرة الأخرية من الف�صل ‪ ،122 84‬و�إن كان‬
‫اعرتا�ضه على ال�شكليات والإجراءات املتبعة يف اعتماد القانون التنظيمي لقانون املالية‪،‬‬
‫وخا�صة �إقدام جمل�س النواب خالل القراءة الثانية على �إدخال تعديالت جديدة دون �إحالتها‬
‫على جمل�س امل�ست�شارين‪ ،‬واعتبار ذلك منافيا لقاعدة التداول بني جمل�سي الربملان املقررة‬
‫د�ستوريا‪ ،123‬قد زادت الغمو�ض غمو�ضا حول حقيقة امل�سطرة الت�رشيعية التي اعتمدها‬
‫امل�رشع الد�ستوري يف ظل د�ستور ‪ .2011‬بحيث يفهم من هذا القرار �أن امل�سطرة الت�رشيعية‬
‫غري حم�صورة عند القراءة الثانية للن�ص من طرف جمل�س النواب بعد �أن يكون جمل�س‬
‫امل�ست�شارين قد تداول فيه‪ ،‬مادام قد اعرت�ض على التعديالت التي �أدخلها جمل�س النواب‬
‫عندما �أعيد �إليه الن�ص الذي �سبق له التداول فيه‪ ،‬بدعوى �أنه كان عليه �أن يحيله من جديد‬
‫على املجل�س الآخر‪ .‬ال�شيء الذي يتعار�ض مع املمار�سة الت�رشيعية التي اتبعت من قبل‪،‬‬
‫‪� 1122‬أنظر قرار املجل�س الد�ستوري رقم ‪ ،13/931‬اخلا�ص مبراقبة مدى د�ستورية م�رشوع قانون املالية ل�سنة‬
‫‪.2014‬‬
‫‪� 1123‬أنظر قرار املجل�س الد�ستوري رقم ‪ ،14 /950‬اخلا�ص مبراقبة مدى د�ستورية القانون التنظيمي رقم ‪130.13‬‬
‫لقانون املالية‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪129‬‬

‫والتي �سبق للمجل�س الد�ستوري �أن زكاها‪ ،‬ويقوي االعتقاد ال�سائد لدى القائلني ب�أن ن�ص‬
‫الف�صل ‪ 84‬من الد�ستور‪ ،‬وحتديدا فقرته الأوىل‪ ،‬الزال يكر�س م�سطرة الت�رشيع املكوكي‪.‬‬
‫لكن هذا الغمو�ض الذي يكتنف الن�ص الد�ستوري على هذا امل�ستوى‪ ،‬و�إن كان بدون‬
‫�شك يعطي م�رشوعية وم�صداقية للر�أي الأول‪ ،‬ف�إنه ال مينع‪ ،‬مع ذلك‪ ،‬من القول �إن‬
‫الر�أي الثاين يبقى �أقرب يف التعبري عن نية امل�رشع الد�ستوري‪ ،‬حتى مع �إدراك �أن اعتماد‬
‫هذا التف�سري يثري الت�سا�ؤل حول دور جمل�س امل�ست�شارين يف امل�سطرة الت�رشيعية‪ ،‬وما �إذا‬
‫كانت «الكلمة النهائية» املخولة ملجل�س النواب تعطيه حق االعرتا�ض على كل ما ميكن �أن‬
‫ي�صدر عن املجل�س الآخر‪ ،‬و�أن ال يقبل منه �إال ما يرت�ضيه ويقدر �أنه ميكن �أن ي�شكل �إ�ضافة‬
‫للعمل الت�رشيعي الذي قام به هو‪.‬‬
‫نرجح هذا الر�أي لي�س فقط لتقديرنا �أنه لي�س من املنطقي وال من املعقول �أن تظل‬
‫امل�سطرة الت�رشيعية مفتوحة‪ ،‬ويتوقف انتهاء م�سارها على و�صول املجل�سني �إىل اتفاق‪،‬‬
‫الذي قد يكون يف بع�ض الأحيان متعذرا �إن مل يكن م�ستحيال‪ ،‬و�إمنا �أي�ضا لأن ربط‬
‫مقت�ضيات الف�صل ‪ 84‬مبقت�ضيات ف�صول �أخرى من الد�ستور‪ ،‬بل وبالنقا�ش ال�سيا�سي الذي‬
‫�صاحب التح�ضري لهذا الأخري‪ ،‬وتوجه معظم مذكرات الإ�صالح الد�ستوري املقدمة من‬
‫لدن الأحزاب ال�سيا�سية نحو تقلي�ص دور جمل�س امل�ست�شارين يف العملية الت�رشيعية‪ ،‬تبني‬
‫�أن �إرادة امل�رشع الد�ستوري كانت تتجه نحو حتجيم دور هذا املجل�س‪ ،‬كما هو وا�ضح يف‬
‫تقلي�ص عدد �أع�ضائه‪ ،‬وجتريده من بع�ض الأدوات الرقابية التي كان ميتلكها من قبل‪،‬‬
‫و�ضمن جماالت هذا التحجيم �إعطاء املجل�س املنتخب بطريقة مبا�رشة �سلطة البت النهائي‬
‫يف الن�صو�ص الت�رشيعية‪ ،‬و�إن كان امل�رشع الد�ستوري مل يوفق مبا فيه الكفاية يف التعبري‬
‫عن �إرادته هذه‪ ،‬وخانته ال�صياغة حتت �ضغط احليز الزمني الذي كان حمددا له لتح�ضري‬
‫م�رشوع ن�ص د�ستوري برهانات �سيا�سية كبرية‪.‬‬
‫ب ـ امل�سطرة املتبعة بعد املرحلة الربملانية‬

‫لئن كان الت�صويت على م�شاريع ومقرتحات القوانني هو الذي يجعلها قابلة لأن ي�صدر‬
‫الأمر بتنفيذها من قبل امللك‪ ،‬ف�إن هناك �أمرين ي�ؤديان �إىل وقف �رسيان �أجل �إ�صدار هذا‬
‫الأمر‪ ،‬وبالتايل يحوالن دون �أن ي�صبح هذا القانون نهائيا‪ ،‬وجاهزا لن�رشه يف اجلريدة‬
‫الر�سمية حتى يت�سنى له دخول حيز التنفيذ‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪130‬‬

‫�أوال ـ الإحالة على املحكمة الد�ستورية‬

‫تظل الرقابة على د�ستورية القوانني ذات �أهمية خا�صة يف دولة القانون‪ ،‬حيث ت�ستمد‬
‫�أهميتها من �أهمية الد�ستور نف�سه‪ .‬فبالنظر �إىل �أنه يحدد �سلطات الدولة ويبني اخت�صا�صاتها‪،‬‬
‫ويفر�ض بالتايل عليها �أن تخ�ضع له و�أن ال تخرج عنه‪ ،‬و�أن جتري �أعمالها وت�رصفاتها‬
‫مبا ال يخالف �أحكامه‪ ،‬فقد حر�صت النظم الد�ستورية احلديثة على كفالة الرقابة على العمل‬
‫الت�رشيعي ال�صادر عن ال�سلطة الت�رشيعية‪.‬‬
‫لذلك‪ ،‬ف�إذا ما ا�ستثنينا دوال حمدودة جدا‪ ،‬مثل هولندا وبريطانيا‪ ،‬التي مل ت�أخذ بها‪،‬‬
‫ف�إنها تظل قا�سما م�شرتكا بني جميع الدول‪ ،‬و�إن كانت اخليارات املتبعة على هذا امل�ستوى‬
‫لي�ست مت�شابهة يف جميع التجارب الدولية‪ ،‬حيث اختلفت الد�ساتري يف �إتباع الطريقة التي‬
‫حتقق بها هذه الرقابة‪ ،‬و�سلكت يف هذا املجال �سبال متنوعة‪� ،‬سواء من حيث طبيعة اجلهة‬
‫التي تتوالها (�سيا�سية �أم ق�ضائية) �أو نوعية القوانني التي تخ�ضع لها (القوانني العادية �أم‬
‫القوانني التنظيمية �أم هما معا) �أو توقيت �إعمالها (رقابة �سابقة‪ ،‬رقابة الحقة)‪.‬‬
‫وقد اعتمد املغرب الرقابة على د�ستورية القوانني منذ د�ستور ‪ ،1962‬لكنها ظلت تقت�رص‬
‫على القوانني التنظيمية‪ ،‬التي كان الد�ستور املذكور والد�ساتري الالحقة عليه تن�ص على‬
‫عدم �إمكانية �إ�صدار الأمر بتنفيذها �إذا مل يت�سن التحقق من مدى تطابق م�ضامينها مع �أحكام‬
‫الد�ستور‪ ،124‬قبل �أن ي�أتي د�ستور ‪ 1992‬ليخ�ضع لها �أي�ضا القوانني العادية‪ ،‬و�إن كان قد‬
‫ترك �أمر اللجوء �إليها اختياريا‪ ،‬بحيث ميكن للجهات التي �أعطاها حق الإحالة على اجلهاز‬
‫املعني بالرقابة (املجل�س الد�ستوري) اللجوء �إليها �أو ال‪ .‬ال�شيء الذي كان يرتك الإمكانية‬
‫ل�صدور قوانني عن الربملان وهي خمالفة لأحكام الد�ستور‪.‬‬
‫و�إذا كان هذا االجتاه قد تكر�س ب�شكل �أكرث و�ضوحا يف د�ستور ‪ ،1996‬ف�إن املقت�ضيات‬
‫التي ت�ضمنها د�ستور ‪ 2011‬جاءت ب�أربعة متغريات �أ�سا�سية يف هذا املجال‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ تعوي�ض املجل�س الد�ستوري باملحكمة الد�ستورية يف القيام مبهمة الرقابة على‬
‫د�ستورية القوانني‪ ،‬مبا كان لهذا التغيري من ت�أثري وانعكا�س على م�ستوى طبيعة الرقابة‬
‫املعتمدة‪ .‬بحيث �إذا كان هذا االنتقال‪ ،‬بالت�أكيد‪ ،‬مل ينقلنا �إىل الرقابة الق�ضائية على الطريقة‬
‫الأمريكية‪ ،‬خا�صة يف ظل الرتكيبة غري الق�ضائية للمحكمة الد�ستورية ويف ظل عدم‬
‫�إناطتها باملحاكم العادية‪ ،‬ف�إنه مل يبقينا يف �إطار الرقابة ال�سيا�سية التي كان يكر�سها املجل�س‬

‫‪ 1124‬الف�صل ‪ 63‬من د�ستور ‪.1962‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪131‬‬

‫الد�ستوري‪ ،‬على اعتبار �أن هذه الأخرية كانت رقابة �سابقة على �صدور القوانني‪ ،‬بينما‬
‫�أ�صبحت يف ظل د�ستور ‪ 2011‬رقابة �سابقة والحقة يف ظل اعتماد ما يعرف برقابة الدفع‬
‫بعدم الد�ستوري‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ تقلي�ص الن�صاب القانوين املطلوب يف حتريك الرقابة على د�ستورية القوانني العادية‬
‫من جانب �أع�ضاء الربملان‪ ،‬بحيث �أ�صبح ب�إمكان خم�س �أع�ضاء جمل�س النواب و�أربعني‬
‫ع�ضوا مبجل�س امل�ست�شارين‪� ،125‬إىل جانب امللك ورئي�س احلكومة ورئي�س جمل�س النواب‬
‫ورئي�س جمل�س امل�ست�شارين‪� ،‬إحالة قانون �صادق عليه الربملان على الق�ضاء الد�ستوري‪.‬‬
‫ال�شيء الذي و�سع من فر�ص الأقلية الربملانية ال�ستثمار هذه الآلية يف مواجهة الأغلبية‬
‫الربملانية‪ ،‬بعدما كان هذا الأمر متعذرا يف ظل ال�صعوبات التي كانت جتدها تلك الأقلية‬
‫للح�صول على التوقيعات املطلوبة‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ تخويل �إمكانية الطعن يف القوانني غري الد�ستورية للمواطنني من خالل �إقرار ما‬
‫يعرف بالدفع بعدم الد�ستورية‪ ،‬التي تتيح الإمكانية لكل طرف يف دعوى معرو�ضة �أمام‬
‫حماكم اململكة للطعن يف عدم د�ستورية القانون الذي تريد املحكمة تطبيقه عليه‪ .‬بحيث‬
‫يكون قا�ضي املو�ضوع ملزما ب�إحالة القانون مو�ضوع الطعن على املحكمة الد�ستورية‬
‫لفح�ص مدى د�ستوريته‪ .‬هذه الرقابة‪ ،‬التي اعتمدت يف عدد من التجارب الدولية مبا فيها‬
‫تلك التي تتبنى �أ�سلوب الرقابة ال�سيا�سية مثل فرن�سا‪ ،126‬تبقى ذات �أهمية خا�صة لي�س فقط‬
‫لأنها تعد �ضمانة �أ�سا�سية ل�صيانة احلقوق واحلريات و�إمنا �أي�ضا لأنها ت�سمح ب�إمكانية معاجلة‬
‫بع�ض عيوب الإحالة االختيارية للقوانني العادية (ما ترتكه من جمال ل�صدور قوانني غري‬
‫د�ستورية )‪ ،‬خا�صة و�أن �إقرار املحكمة الد�ستورية بعدم د�ستورية بع�ض بنود القانون‬
‫مو�ضوع الطعن ي�ؤدي �إىل ن�سخها و�إلغائها ولي�س فقط االمتناع عن تطبيقها‪ ،‬كما هو الأمر‬
‫يف رقابة االمتناع املتبعة يف بع�ض التجارب الدولية‪ ،‬التي ت�أخذ بنظام الرقابة الق�ضائية‬
‫على د�ستورية القوانني‪ ،‬ويف مقدمتها الواليات املتحدة الأمريكية‪.127‬‬
‫‪ 4‬ـ تو�سيع اخت�صا�ص املحكمة الد�ستورية يف جمال مراقبة د�ستورية القوانني لكي‬
‫ي�شمل‪� ،‬إىل جانب القوانني التنظيمية والقوانني العادية والنظام الداخلي ملجل�س النواب‬
‫والنظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين‪ ،‬الأنظمة الداخلية للم�ؤ�س�سات الد�ستورية املنظمة‬
‫مبقت�ضى قوانني تنظيمية‪ ،‬على نحو ما جاء يف اجتهاد للمجل�س الد�ستوري‪ ،‬الذي �أقر من‬
‫‪ 1125‬الف�صل ‪ 132‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪� 1126‬أ�صبح ين�ص عليها الد�ستور الفرن�سي يف (املادة ‪ )1- 61‬انطالقا من التعديل الذي �أدخل عليه �سنة ‪2008‬‬
‫‪� 1127‬أنظر قرار املجل�س الد�ستوري رقم ‪� 14 /932‬صادر بتاريخ ‪ 30‬يناير ‪.2014‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪132‬‬

‫خالله �صالحية املحكمة املذكورة البث يف د�ستورية النظام الداخلي للمجل�س االقت�صادي‬
‫واالجتماعي والبيئي‪ ،‬م�ستندا يف ذلك على مقت�ضيات الفقرة الأوىل من الف�صل ‪ 132‬من‬
‫الد�ستور‪ ،‬التي تن�ص على �أن املحكمة الد�ستورية متار�س االخت�صا�صات امل�سندة �إليها‬
‫بف�صول الد�ستور وب�أحكام القوانني التنظيمية‪.‬‬
‫ثانيا ـ طلب القراءة اجلديدة‬
‫كما هو الأمر بالن�سبة لعدد من التجارب الدولية‪ ،‬التي تتيح الإمكانية للجهة �صاحبة‬
‫االخت�صا�ص يف �إ�صدار الأمر بتنفيذ القوانني مبمار�سة حق االعرتا�ض على الت�رشيعات‬
‫ال�صادرة عن الربملان‪ ،128‬كر�ست الد�ساتري املغربية هذه الإمكانية من خالل طلب القراءة‬
‫اجلديدة التي ميار�سها امللك يف �ش�أن كل م�رشوع �أو مقرتح قانون بعد �أن يكون هذا الأخري‬
‫قد مت الت�صويت عليه ب�صفة نهائية من طرف الربملان مبجل�سيه‪ .‬وهي القراءة التي تطلب‬
‫بخطاب‪ ،‬وال ميكن �أن ترف�ض‪ ،129‬و�إن كان اختفاء بع�ض املقت�ضيات التي كان يت�ضمنها‬
‫الد�ستور ال�سابق‪ ،‬خا�صة تلك التي كانت تعطي للملك �إمكانية اللجوء �إىل اال�ستفتاء‪ ،‬بوا�سطة‬
‫ظهري‪ ،‬يف �ش�أن كل م�رشوع �أو مقرتح قانون بعد �أن يكون امل�رشوع �أو املقرتح قد قر�أ‬
‫قراءة جديدة‪ ،‬كما تعطي للربملان اخليار بني �إقرار �أو رف�ض امل�رشوع �أو املقرتح يف‬
‫القراءة اجلديدة ب�أغلبية ثلثي الأع�ضاء الذين يت�ألف منهم كل جمل�س‪ ،130‬قد ترتبت عليه‬
‫نتيجتني‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ �سقوط حق امللك يف �إمكانية توظيف �آلية اال�ستفتاء يف مواجهة الن�صو�ص الت�رشيعية‬
‫التي توىل الربملان قراءتها قراءة جديدة‪ ،‬وفقدانه بالتايل لإمكانية �إ�ضافية كانت ت�سمح له‬
‫بتقييد �إرادة الربملان واحلد من �سلطاته يف جمال الت�رشيع‪ .‬وبالتايل �أ�صبحت نتيجة الت�صويت‬
‫الذي يتم على م�ستوى امل�ؤ�س�سة الت�رشيعية ملزما للملك‪ ،‬وال ميلك �إزاءه �أية و�سيلة �أخرى‬
‫ملواجهته عندما يكون غري متوافق مع ما ت�ضمنه م�ضمون طلب القراءة اجلديدة ومالحظات‬
‫امللك على الن�ص الأ�صلي الذي �صادق عليه الربملان‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ عدم حاجة الربملان لن�صاب قانوين خا�ص للت�صويت على م�شاريع ومقرتحات‬
‫الن�صو�ص اخلا�ضعة مل�سطرة القراءة اجلديدة حتى ت�صبح نهائية‪ ،‬ويكون امللك ملزما‬
‫ب�إ�صدار الأمر بتنفيذها‪ ،‬اللهم �إال �إذا كانت نوعية الن�ص تتطلب �أ�صال ن�صابا خا�صا �أثناء‬
‫التداول ب�ش�أنها خالل مرحلة التداول العادي‪ ،‬كما هو الأمر بالن�سبة للقوانني التنظيمية‪،‬‬

‫‪ 1128‬غالبا ما تكون تلك اجلهة هي رئي�س الدولة لذلك ي�سمى بحق االعرتا�ض الرئا�سي‪.‬‬
‫‪ 1129‬الف�صل ‪ 95‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 1130‬الف�صل ‪ 69‬من د�ستور ‪.1996‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪133‬‬

‫والقوانني التي تتعلق باجلماعات الرتابية‪ ،‬وبالتنمية اجلهوية وبالق�ضايا االجتماعية‪ ،‬التي‬
‫يفر�ض الد�ستور الت�صويت عليها يف جمل�س النواب ب�أغلبية تختلف عن تلك املعتمدة يف‬
‫الت�صويت على باقي الن�صو�ص الت�رشيعية‪.‬‬
‫مع الإ�شارة �إىل �أنه حتى يف ظل هذا التحول الذي طر�أ على مو�ضوع القراءة اجلديدة‬
‫ي�صعب على الربملان عدم م�سايرة ر�أي امللك‪ ،‬وجتاهل املقرتحات املت�ضمنة يف طلب‬
‫القراءة اجلديدة‪� ،‬سيما عندما يكون امللك يتوفر على «�سالح احلل» يف مواجهة الربملان‪.‬‬
‫ورمبا لي�س �صدفة �أن يكون يف الد�ستور الف�صل الذي يعطي للملك حق حل الربملان (ف‬
‫‪ )96‬يلي مبا�رشة الف�صل الذي يتحدث عن طلب القراءة اجلديدة (ف‪ .)95‬كما لو �أنه يذكر‬
‫الربملان بامل�صري الذي ينتظره يف حالة عدم �أخذه بعني االعتبار املالحظات املت�ضمنة يف‬
‫طلبه للقراءة اجلديدة‪.‬‬

‫املطلبالثاين‪:‬الوظيفةالرقابية‬
‫تعد الوظيفة الرئي�سية الثانية التي ي�ضطلع بها الربملان‪ .‬وهي متار�س عرب عدة �آليات‪،‬‬
‫بع�ضها ال ي�ؤدي �إىل ترتيب �أية م�س�ؤولية �سيا�سية للحكومة‪ ،‬وبع�ضها الآخر ي�ؤدي �إىل �إثارة‬
‫م�س�ؤوليتها ال�سيا�سية‪ .‬علما �أن �آليات رقابية �أخرى‪ ،‬مثل اال�ستجواب‪ ،‬غري متاحة للربملان‬
‫املغربي رغم �أهميتها وفعاليتها يف الأنظمة الربملانية التي ت�أخذ بها‪ ،‬خا�صة عندما يتعلق‬
‫الأمر ب�إثارة امل�س�ؤولية الفردية لأحد الوزراء‪.‬‬

‫الفقرةالأوىل‪:‬الآلياتالتيالترتبم�س�ؤوليةاحلكومة‬
‫يتعلق الأمر بالآليات الرقابية الأقل خطورة التي ميلكها الربملان �إزاء احلكومة‪،‬‬
‫لكن ذلك لي�س ال�سبب الوحيد الذي يف�رس �رس االنت�شار الوا�سع التي حتظى به يف جميع‬
‫الأنظمة الربملانية‪ ،‬ودرجة الإقبال الكبري الذي تلقاه من جانب الربملانيني يف املعار�ضة كما‬
‫يف الأغلبية‪ ،‬و�إمنا يرتبط ذلك �أي�ضا مبرونة الإجراءات وامل�ساطر التي يتطلبها حتريكها‬
‫مقارنة بالآليات الرقابية التي ت�ستهدف �إ�سقاط احلكومة‪ ،‬وو�ضع حد لوجودها املادي‪.‬‬
‫�أ ـ الأ�سئلة الرقابية‬
‫متثل الو�سيلة الرقابية الأكرث �شيوعا يف خمتلف الأنظمة الد�ستورية التي تقوم على‬
‫الف�صل املرن لل�سلطات‪ .‬فمنذ ظهورها �أول مرة يف النظام الربملاين الربيطاين‪ ،‬وانت�شارها‬
‫بعد ذلك يف النظام الفرن�سي‪ ،‬ويف �أنظمة برملانية �أخرى‪ ،‬ظلت من �أهم الو�سائل املخولة‬
‫للربملان ملراقبة العمل احلكومي‪ ،‬وتتبع خمتلف مراحل تنفيذ احلكومة ملخططها �أو برناجمها‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪134‬‬

‫ال�سيا�سي‪ .‬وهي تت�سم على العموم بب�ساطة امل�سطرة املعتمدة لتحريكها‪ ،‬ومبحدودية ت�أثريها‬
‫ال�سيا�سي‪ ،‬بحيث ال ت�صل �إىل درجة �إثارة م�س�ؤولية الوزراء �أو احلكومة‪ ،‬وفقا ملا يعرفها‬
‫الفقه الد�ستوري باعتبارها «الفعل الذي مبقت�ضاه يطلب نائب برملاين من وزير �إي�ضاحات‬
‫حول نقطة معينة‪ .‬وهذا الفعل يكون غري م�صحوب بجزاء �سيا�سي فوري‪ ،‬مما مييزها‬
‫جذريا عن الأمناط الأخرى للمراقبة يف النظام الربملاين‪ ،‬كملتم�س الرقابة واال�ستجواب‪،‬‬
‫التي ت�ستهدف هي الأخرى احل�صول على ا�ستف�سارات من احلكومة‪ ،‬لكنها تنتهي بجزاء يف‬
‫�شكل ت�صويت تثار فيه امل�س�ؤولية الوزارية» ‪.131‬‬
‫بحكم �أهميتها كو�سيلة ملراقبة �أن�شطة احلكومة‪ ،‬فقد �أقر �أول د�ستور مغربي تخ�صي�ص‬
‫«جل�سة يف كل �أ�سبوع لأ�سئلة �أع�ضاء الربملان و�أجوبة احلكومة»‪ ،132‬قبل �أن يتوا�صل الت�أكيد‬
‫عليها يف كل الد�ساتري الالحقة‪ ،‬حيث حتظى يف املمار�سة الربملانية املغربية باهتمام خا�ص‬
‫من لذن �أع�ضاء الربملان‪ ،‬بل �إن �صعوبة توظيف الآليات الرقابية الأخرى‪� ،‬إما لأ�سباب‬
‫د�ستورية (ارتفاع الن�صاب املطلوب)‪� ،‬أو �سيا�سية (طبيعة اخلريطة ال�سيا�سية الربملانية)‪،‬‬
‫يجعل منها تكاد تكون «ال�سالح الرقابي» الوحيد املتاح مغربيا ملراقبة عمل احلكومة‪ ،‬و�إن‬
‫كان يجب التمييز هنا بني الأ�سئلة الكتابية‪ ،‬التي تبدو �أقل جاذبية‪ ،‬والأ�سئلة ال�شفهية‪ ،‬التي‬
‫تقابل باهتمام �أكرب‪.‬‬
‫�أوال ـ الأ�سئلة الكتابية‬

‫توجه ب�شكل مكتوب ومبا�رش �إىل �أع�ضاء احلكومة ح�سب جمال اخت�صا�صهم‪ ،‬وتكون‬
‫الإجابة عنها �أي�ضا مكتوبة‪ .‬وهي عادة ما تتناول ق�ضايا جزئية وذات طابع حملي‪ ،‬لكنها‪،‬‬
‫�ش�أنها يف ذلك �ش�أن باقي الأ�سئلة‪« ،‬ال يجب �أن تخدم �أغرا�ض �شخ�صية‪� ،‬أو تت�ضمن تهمة‬
‫�شخ�صية»‪ ،133‬و�إن كان تن�صي�ص النظام الداخلي ملجل�س النواب والنظام الداخلي ملجل�س‬
‫امل�ست�شارين على �صالحية مكتب املجل�س يف حتويل الأ�سئلة ال�شفهية ذات الطابع ال�شخ�صي‬
‫�أو املحلي �إىل �س�ؤال كتابي‪ ،134‬خا�صة عندما ي�ضفي الطابع ال�شخ�صي على الأ�سئلة الكتابية‪،‬‬
‫ي�شو�ش �إىل حد ما عن هذه القاعدة‪.‬‬
‫‪131. Amelter (M) : « les questions instruments du contrôle parlementaire »L .G.D.J.paris 1964, p 9‬‬
‫ �أورده حممد معت�صم يف «ت�أمالت يف ممار�سة برملان ‪ 1983-1977‬للأ�سئلة ك�أداة ملراقبة احلكومة»‪،‬‬
‫�ضمن الكتاب اجلماعي حول التجربة الربملانية يف املغرب‪� ،‬سل�سلة املعرفة االجتماعية‪ ،‬من�شورات دار توبقال‬
‫للن�رش‪ ،‬الطبعة الأوىل ‪� ،1985‬ص ‪.29‬‬
‫‪ 1132‬الفقرة الثانية من الف�صل ‪ 59‬من د�ستور ‪.1962‬‬
‫‪ 1133‬املادة ‪ 239‬من النظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين‪.‬‬
‫‪ 1134‬املادة ‪ 187‬من النظام الداخلي ملجل�س النواب‪ ،‬واملادة ‪ 248‬من النظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪135‬‬

‫توجه الأ�سئلة الكتابية من طرف النائب �أو امل�ست�شار املوقع عليها‪ ،‬عرب رئا�سة املجل�س‬
‫الذي ينتمي �إليه‪� ،‬إىل الوزير املعني‪ ،‬الذي يكون ملزما بالإجابة عليها يف ظرف ال يجب‬
‫�أن يتجاوز ‪ 20‬يوما‪ ،‬التي يحددها الد�ستور للإجابة على الأ�سئلة الرقابية‪ ،135‬و�إن كان هذا‬
‫الأجل ال يحرتم يف كثري من الأحيان‪ .‬ويتم الإعالن عن عددها الإجمايل يف بداية كل‬
‫جل�سة عامة‪ ،‬كما تن�رش موا�ضيعها‪ ،136‬و�أجوبة �أع�ضاء احلكومة عليها‪ ،‬يف اجلريدة الر�سمية‬
‫للربملان‪.137‬‬
‫ثانيا ـ الأ�سئلة ال�شفهية‬

‫تتوخى طلب جواب رئي�س احلكومة �أو الوزراء حول ال�سيا�سة العامة للحكومة‪� ،‬أو‬
‫ال�سيا�سات اخلا�صة القطاعية‪ ،‬على �أن يقدم اجلواب عنها يف جل�سة �أ�سبوعية �أو �شهرية‪،‬‬
‫بح�سب نوعية الأ�سئلة‪ ،‬خم�ص�صة لهذا الغر�ض‪ .‬وهي عادة ما يغلب عليها الرتكيز على‬
‫ق�ضايا ذات طابع وطني واالبتعاد عما هو �شخ�صي‪ ،‬حيث ين�ص النظام الداخلي ملجل�س‬
‫النواب على وجوب �أن «يتميز ال�س�ؤال بوحدة املو�ضوع‪ ،‬و�أن ال يهدف �إىل خدمة �أغرا�ض‬
‫�شخ�صية �أو يت�ضمن توجيه تهمة �شخ�صية �إىل الوزراء املوجه �إليهم ال�س�ؤال»‪ ،138‬و�إن كان‬
‫يف الواقع العملي كثريا ما يطغى عليها البعد املحلي‪ ،‬يف ارتباط‪ ،‬من جهة‪ ،‬ببثها مبا�رشة‬
‫عرب و�سائل الإعالم العمومية‪ ،‬حيث يحر�ص وا�ضعوها على ا�ستغالل هذه الإمكانية‬
‫للظهور مبظهر من يربون بوعودهم �أمام ناخبيهم يف الدائرة االنتخابية‪� ،‬أو امل�صالح التي‬
‫ميثلونها‪ ،‬والتي ين�سجون معها يف كثري من الأحيان عالقات خدماتية وزبونية‪ .‬ومن‬
‫جهة ثانية‪ ،‬بت�صور الربملاين لنف�سه املختزل يف كونه جمرد مبلغ لتظلمات ال�سكان‪ ،‬يرفع‬
‫مطالبهم للحكومة يف جل�سات الأ�سئلة ال�شفهية ذات الطبيعة اال�شهارية �أكرث ما يتحم�س للعمل‬
‫الت�رشيعي داخل اللجان �أو مناق�شة امليزانية �أو خمطط اقت�صادي‪.139‬‬
‫والأ�سئلة ال�شفهية‪ ،‬كما هي حمددة يف النظام الداخلي ملجل�س النواب والنظام الداخلي‬
‫ملجل�س امل�ست�شارين‪ ،‬تتوزع �إىل �أربعة �أ�صناف‪ ،‬ميكن حتديدها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ 1135‬الف�صل ‪ 100‬من د�ستور ‪.2011‬‬


‫‪ 1136‬املادة ‪ 262‬من النظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين‪.‬‬
‫‪ 1137‬املادة ‪ 263‬من النظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين‪.‬‬
‫‪ 1138‬املادة ‪ 184‬من النظام الداخلي ملجل�س النواب‪.‬‬
‫‪ 1139‬حممد معت�صم‪« ،‬ت�أمالت يف ممار�سة برملان ‪ 1983 - 1977‬للأ�سئلة ك�أداة ملراقبة احلكومة»‪� ،‬ضمن الكتاب‬
‫اجلماعي حول التجربة الربملانية يف املغرب‪� ،‬سل�سلة املعرفة االجتماعية‪ ،‬من�شورات دار توبقال للن�رش‪،‬‬
‫الطبعة الأوىل ‪� ،1985‬ص ‪.37‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪136‬‬

‫‪ 1‬ـ الأ�سئلة ال�شفهية العادية‬

‫يتعلق الأمر بتلك التي ترتكز املناق�شة حولها على الربملاين �أو الربملانيني املبادرين‬
‫بطرحها والوزير املوجهة �إليه‪� ،‬أو من ينوب عنه من الوزراء يف حالة غيابه‪ ،‬بحيث‬
‫ال يتجاوز دور الربملانيني غري املنتمني للفريق �أو املجموعة التي طرحتها حدود الإدالء‬
‫بتعقيب �إ�ضايف‪ .‬وهي �أ�سئلة جتري مناق�شتها وفقا مل�سطرة تت�ضمن برجمة مكتب املجل�س‬
‫الذي طرحت فيه ملا هو جاهز منها �ضمن جدول �أعمال اجلل�سة الأ�سبوعية املخ�ص�صة لهذا‬
‫الغر�ض‪ ،140‬وتوزيع قائمة بها قبل ‪� 24‬ساعة على الأقل من التاريخ املحدد للجل�سة‪ ،141‬حتى‬
‫يت�سنى عر�ضها خالل اجلل�سة من طرف النائب �أو امل�ست�شار املوقع عليها‪ ،‬و�إتاحة الفر�صة‬
‫للوزير للإدالء بالتو�ضيحات الالزمة بخ�صو�صها‪ ،‬على �أن يكون ل�صاحب �أو �أ�صحاب‬
‫ال�س�ؤال احلق يف التعقيب على جواب الوزير‪ ،‬كما يكون لهذا الأخري‪� ،‬إن رغب يف ذلك‪،‬‬
‫احلق يف الرد على التعقيب‪ .‬مع مراعاة احليز الزمني املحددة لعر�ض ال�س�ؤال واجلواب‬
‫عليه‪ ،142‬و�أي�ضا �إمكانية �ضم �س�ؤالني �أو �أكرث جتمعهما وحدة املو�ضوع‪� ،‬إما بناء على طلب‬
‫الوزير املعني‪� ،‬أو بناء على اقرتاح من مكتب املجل�س املعني بعد موافقة مقدم �أو مقدمي‬
‫ال�س�ؤال‪.143‬‬
‫‪ 2‬ـ الأ�سئلة ال�شفهية التي تليها مناق�شة‬

‫يف�سح كل من النظام الداخلي ملجل�س النواب والنظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين‬


‫الإمكانية لإدراج �أ�سئلة من هذا ال�صنف يف جدول �أعمال اجلل�سة الأ�سبوعية اخلا�صة‬
‫بالأ�سئلة ال�شفهية‪ .144‬ويتيحان‪ ،‬بالتايل‪ ،‬الفر�صة ملن يرغب من النواب �أو امل�ست�شارين‪،‬‬
‫بح�سب نوعية املجل�س املعني‪ ،‬للم�شاركة يف النقا�ش‪ ،‬الذي يتم تنظيمه بالتناوب بني‬
‫املعار�ضة والأغلبية على �أ�سا�س التمثيل الن�سبي‪ ،‬ووفقا حل�ص�ص زمنية تراعي ال�رشوط‬
‫املتعلقة بالتنظيم الزمني جلل�سة الأ�سئلة ال�شفهية‪ ،145‬التي ال يجب �أن تتم يف مدة زمنية ال تقل‬
‫عن �ساعة ون�صف وال تزيد عن ثالثة �ساعات‪ .146‬وهي �أ�سئلة ميكن �أن تقت�رص مناق�شتها‬
‫‪ 1140‬املادة ‪ 245‬من النظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين‪.‬‬
‫‪ 1141‬املادة ‪ 246‬من النظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين‪.‬‬
‫‪ 1142‬تخ�ص�ص ‪ 3‬دقائق لعر�ض ال�س�ؤال ال�شفهي والتعقيب على اجلواب‪ ،‬ونف�س املدة للجواب على ال�س�ؤال والرد‬
‫التعقيب‪ ،‬ح�سب ما ت�شري �إىل ذلك املادة ‪ 254‬من النظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين‪.‬‬
‫‪ 1143‬املادة ‪ 254‬من النظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين‪.‬‬
‫‪ 1144‬املادة ‪ 194‬من النظام الداخلي ملجل�س النواب‪ ،‬واملادة ‪ 250‬من النظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين‪.‬‬
‫‪ 1145‬املادة ‪ 194‬من النظام الداخلي ملجل�س النواب‪.‬‬
‫‪ 1146‬املادة ‪ 189‬من النظام الداخلي ملجل�س النواب‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪137‬‬

‫على قطاع حكومي واحد‪ ،‬كما ميكن �أن ت�شمل �أكرث من قطاع‪ ،‬يف حالة تعدد القطاعات‬
‫احلكومية املعنية باملو�ضوع‪ ،147‬كما �أن الإجابة عنها ميكن �أن تتم من طرف وزير واحد �أو‬
‫عدة وزراء‪ ،‬يف مدة زمنية تعادل املدة املخ�ص�صة لعر�ض الأ�سئلة من طرف الربملانيني‪.148‬‬
‫‪ 3‬ـ الأ�سئلة ال�شفهية الآنية‪ /‬الطارئة‬

‫هي التي تتعلق بـ«ق�ضايا ظرفية طارئة ت�ست�أثر باهتمام الر�أي العام الوطني وت�ستلزم �إلقاء‬
‫الأ�ضواء عليها با�ستعجال من قبل احلكومة»‪ .149‬حيث يوجهها رئي�س املجل�س املعني فور‬
‫تو�صله بها‪ ،‬وت�أكده من توفر ال�صبغة الآنية فيها‪� ،150‬إىل احلكومة‪ ،‬قبل �أن يجري االتفاق‬
‫مع الوزراء املعنيني بها على برجمتها يف �أول جل�سة قادمة للأ�سئلة ال�شفهية الأ�سبوعية‪.151‬‬
‫على �أن حتظى خالل هذه اجلل�سة بالأ�سبقية من خالل ت�سجيلها يف بدايتها‪.152‬‬
‫بالنظر للأهمية التي تكون للموا�ضيع التي تتناولها هذه الأ�سئلة‪ ،‬والتفاعالت التي ميكن‬
‫�أن حتدثها يف �صفوف الر�أي العام‪ ،‬ف�إن �أجوبة احلكومة بخ�صو�صها قد ال تكون دائما‬
‫ت�شفي الغليل‪ ،‬وتقدم ما يلزم من التو�ضيحات والبيانات حولها‪ ،‬لذلك فتح امل�رشع الإمكانية‬
‫للحكومة‪� ،‬إما مببادرة منها �أو بناء على طلب من وا�ضع �أو وا�ضعي ال�س�ؤال‪ ،‬للإدالء كتابة‬
‫ببيانات �إ�ضافية �إىل رئي�س املجل�س املعني‪ ،‬الذي يتوىل توجيهها �إىل الفريق �أو املجموعة‬
‫الربملانية التي ينتمي �إليها �صاحب ال�س�ؤال‪ ،‬وتن�رش باملوقع الإلكرتوين للمجل�س‪ ،153‬ف�ضال‬
‫عن ن�رشها يف اجلريدة الر�سمية للربملان‪.154‬‬
‫‪ 4‬ـ الأ�سئلة ال�شهرية املوجهة لرئي�س احلكومة‬

‫يتعلق الأمر ب�صيغة رقابية جديدة �أتاحها الد�ستور اجلديد للربملان‪ ،155‬حيث �أ�صبح‬
‫رئي�س احلكومة ملزم ًا باحل�ضور �شهريا �إىل الربملان مبجل�سيه للإدالء بتو�ضيحات و�إجابات‬
‫‪ 1147‬املادة ‪ 250‬من النظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين‪.‬‬
‫‪ 1148‬املادة ‪ 253‬من النظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين‪.‬‬
‫‪ 1149‬املادة ‪ 195‬من النظام الداخلي ملجل�س النواب‪ ،‬واملادة ‪ 257‬من النظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين‪.‬‬
‫‪ 1150‬يف حالة ال�شك يعر�ض ال�س�ؤال على �أول اجتماع للمكتب التخاذ القرار بخ�صو�صه‪ ،‬ح�سب ما تن�ص على ذلك‬
‫املادة ‪ 258‬من النظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين‪.‬‬
‫‪ 1151‬املادة ‪ 196‬من النظام الداخلي ملجل�س النواب‪.‬‬
‫‪ 1152‬املادة ‪ 245‬من النظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين‪.‬‬
‫‪ 1153‬املادة ‪ 198‬من النظام الداخلي ملجل�س النواب‪.‬‬
‫‪ 1154‬ح�سب ما نبه �إىل ذلك املجل�س الد�ستوري لدى نظره يف القانون الداخلي ملجل�س النواب‪ ،‬حيث اعترب الن�رش‬
‫يف املوقع الإلكرتوين للمجل�س ال يغني عن الن�رش يف اجلريدة الر�سمية للربملان (قرار املجل�س الد�ستوري رقم‬
‫‪ 924/13‬ال�صادر بتاريخ ‪ 22‬غ�شت ‪.)2013‬‬
‫‪ 1155‬الفقرة ‪ 3‬من الف�صل ‪ 100‬من د�ستور ‪.2011‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪138‬‬

‫تهم الأ�سئلة التي يثريها �أع�ضاءه فيما يخ�ص تدبري ال�سيا�سات العمومية‪ ،‬بعد �أن ظل‬
‫غياب الوزير الأول‪ ،‬يف التجارب الربملانية ال�سابقة‪ ،‬عن جل�سات الأ�سئلة الرقابية حمط‬
‫انتقاد‪ .‬وتخ�ص�ص للأ�سئلة املذكورة جل�سة خا�صة‪ ،‬يجري خاللها النقا�ش بناء على جدول‬
‫زمني حمدد يوزع بالت�ساوي بني �أجوبة احلكومة و�أ�سئلة �أع�ضاء الربملان (‪ 50‬يف املائة‬
‫لكل منهما)‪ ،‬على �أن توزع احل�صة املخ�ص�صة للربملان منا�صفة بني فرق الأغلبية وفرق‬
‫املعار�ضة‪ .156‬علما �أن حتديد هذا الغالف الزمني كان قد �أثار جداال وا�سعا بني الأغلبية‪،‬‬
‫�أو بالأحرى احلكومة‪ ،‬واملعار�ضة‪ ،‬بلغ يف بع�ض الأحيان �إىل حد مقاطعة هذه الأخرية‬
‫للجل�سات املذكورة‪.‬‬
‫مع الإ�شارة يف الأخري �إىل �أن طرح ال�س�ؤال الرقابي يبدو‪ ،‬من الناحية املبدئية‪ ،‬حق‬
‫لكل برملاين (نائب �أو م�ست�شار)‪ ،‬حيث ين�ص القانون الداخلي ملجل�س النواب على �أنه «لكل‬
‫نائب �أو نائبة احلق يف توجيه �أ�سئلة �إىل رئي�س احلكومة حول ال�سيا�سة العامة �أو الوزراء‬
‫حول ال�سيا�سات اخلا�صة القطاعية»‪ ،157‬كما ين�ص النظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين على‬
‫�أن «لكل ع�ضو من �أع�ضاء املجل�س احلق يف توجيه �أ�سئلة �إىل رئي�س احلكومة حول ال�سيا�سة‬
‫العامة �أو الوزراء حول ال�سيا�سات اخلا�صة القطاعية»‪ .158‬لكن ممار�سة هذا احلق تبقى‬
‫مقيدة بعدد من ال�رشوط‪ ،‬ميكن حتديدها كالتايل‪:‬‬
‫تتبع م�ساطر و�إجراءات �شكلية حمددة تتعلق بالإيداع‪ ،‬والتبليغ‪ ،‬والن�رش‪ ،‬وفقا ملا‬ ‫●‬

‫�سبق �أن مت التف�صيل فيه لدى احلديث عن �أنواع الأ�سئلة الرقابية‪.‬‬


‫احرتام الن�سبة املخ�ص�صة للفرق الربملانية واملجموعات الربملانية والربملانيني غري‬ ‫●‬

‫املنت�سبني‪ ،‬حيث يتم توزيع الأ�سئلة ال�شفهية بناء على التمثيل الن�سبي للفرق واملجموعات‬
‫الربملانية‪.‬‬
‫حملها لتوقيع رئي�س الفريق بجانب الربملاين �أو الربملانيني املبادرين بها‪� ،‬إذ رغم �أن‬ ‫●‬

‫النظام الداخلي ملجل�س النواب ين�ص على �أن ال�س�ؤال «يقدم كتابة �إىل رئي�س املجل�س‪،‬‬
‫موقعا من وا�ضعيه»‪ ،‬فقد جرى العرف ال�سائد داخل الربملان على �أن حتمل الأ�سئلة‬
‫ال�شفهية توقيع رئي�س الفريق بجانب مقدم �أو مقدمي ال�س�ؤال‪.‬‬

‫‪ 1156‬املادة ‪ 242‬من النظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين‪ ،‬واملادة ‪ 207‬من النظام الداخلي ملجل�س النواب‪.‬‬
‫‪ 1157‬املادة ‪ 184‬من النظام الداخلي ملجل�س النواب‪.‬‬
‫‪ 1158‬املادة ‪ 238‬من النظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪139‬‬

‫هذه القيود تكون لها يف واقع املمار�سة ثالثة نتائج‪ ،‬ميكن �أن ت�ؤثر على العمل الرقابي‬
‫للربملان‪ ،‬تتمثل‪ ،‬من جهة‪ ،‬يف حرمان بع�ض الربملانيني‪ ،‬وحتديدا غري املنتمني منهم للفرق‬
‫الربملانية �أو ملجموعات برملانية‪ ،‬من ممار�سة هذا احلق الذي ي�ضمنه الد�ستور‪ ،‬رغم �أن‬
‫الق�ضاء الد�ستوري كان قد اعرت�ض على هذه امل�س�ألة يف بع�ض قراراته‪ ،‬مقرا بحق الربملانيني‬
‫ك�أ�شخا�ص‪ .159‬من جهة ثانية‪ ،‬هيمنة الأغلبية الربملانية على الأ�سئلة ال�شفهية‪ ،‬واحلال �أن طابعها‬
‫الرقابي يفرت�ض فيها �أن تكون «�سالحا» يوظف �أ�سا�سا من طرف املعار�ضة الربملانية‪ .‬ثم من‬
‫جهة ثالثة‪ ،‬خ�ضوع طرح الأ�سئلة ال�شفهية لإرادة رئي�س الفريق �أو رئي�س املجموعة الربملانية‪،‬‬
‫و�إن كان هذا الأمر يظهر ب�صفة خا�صة يف حالة ح�صول خالف داخل الفريق �أو املجموعة‬
‫الربملانية‪� ،‬سيما يف ظل منع الد�ستور التخلي عن االنتماء للفريق �أو املجموعة الربملانية طيلة‬
‫مدة الوالية الت�رشيعية‪.160‬‬
‫ب ـ الإحاطة علما‬

‫يتعلق الأمر ب�آلية رقابية كان يتوىل من خاللها �أع�ضاء الربملان �إحاطة املجل�س الذي‬
‫ينتمون �إليه بق�ضايا طارئة دون �أن يكون من حق احلكومة الإدالء برد حولها‪ .‬لهذا ال�سبب‬
‫كثريا ما كانت تلقى معار�ضة �شديدة من جانب احلكومة‪ ،‬ذلك �أن طرحها يف م�ستهل جل�سة‬
‫الأ�سئلة ال�شفهية الأ�سبوعية مبجل�س امل�ست�شارين‪ ،‬وت�أمني �إمكانية البث املبا�رش لها دون �إعطاء‬
‫احلكومة �صالحية الرد عليها‪ ،‬ف�ضال عن ت�ضمنها يف بع�ض الأحيان التهامات للحكومة‬
‫ولعملها‪ ،‬كانت ترى فيه احلكومة نوعا من احليف املمار�س يف حقها‪.161‬‬
‫وقد تطور اجلدل ال�سيا�سي حول هذه امل�س�ألة‪ ،‬خالل ال�سنوات الأخرية‪ ،‬ليتخذ بعدا‬
‫د�ستوريا يف ارتباط بتدخل املجل�س الد�ستوري‪ ،‬الذي تعر�ض لها يف منا�سبتني‪:‬‬
‫‪ 1159‬ميكن الرجوع مثال �إىل قراره رقم ‪ 52/1995‬ال�صادر بتاريخ ‪ 3‬يناير ‪( 1995‬ج‪.‬ر عدد ‪ 4291‬بتاريخ ‪25‬‬
‫يناير ‪ )1995‬لدى نظره يف النظام الداخلي ملجل�س النواب‪ ،‬الذي اعترب فيه �أن ما ت�ضمنته املادة ‪ 106‬من ق�رص‬
‫احلق يف �رشح موجب الت�صويت على الفرق النيابية وحدها يحرم النواب غري املنتمني �إليها من حق يجب �أن‬
‫يتمتعوا به يف احلدود التي يقت�ضيها احلفاظ على حقوقهم من جهة ويتطلبها ح�سن �سري العمل الربملاين من جهة‬
‫�أخرى ب�أنه خمالف للد�ستور‪.‬‬
‫‪� 1160‬أفكر هنا ب�صفة خا�صة يف ما ح�صل من خالف داخل الفريق النيابي االحتادي بعد �إرغام رئي�سه ال�سابق الراحل‬
‫�أحمد الزايدي على تقدمي ا�ستقالته‪ ،‬وتويل رئا�سة الفريق‪ ،‬يف �سابقة من نوعها‪ ،‬من طرف الكاتب الأول‬
‫للحزب �إدري�س ل�شكر‪ ،‬وما ترتب عن ذلك من مقاطعة املنا�رصين للرئي�س ال�سابق للعمل داخل الفريق‪،‬‬
‫ورف�ضهم امل�شاركة يف جل�سة الأ�سئلة ال�شفهية‪.‬‬
‫‪ 1161‬من مفارقات العمل ال�سيا�سي يف املغرب هو �أن املعار�ضة احلالية التي تدافع عن «الإحاطة علما» كانت هي‬
‫التي ترف�ضها عندما كانت يف احلكومة (موقف �إدري�س ل�شكر عندما كان وزيرا للعالقات مع الربملان)‪ ،‬كما �أن‬
‫الأغلبية احلكومية التي تعار�ضها اليوم هي التي كانت بالأم�س من �أكرب امل�ؤيدين لها (فريق العدالة والتنمية)‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪140‬‬

‫‪ -‬الأوىل عندما اعرت�ض على مقت�ضيات املادة ‪ 73‬من النظام الداخلي ملجل�س النواب‪،‬‬
‫التي كانت تعطي للنواب حق احلديث يف مو�ضوع خا�ص‪ ،‬معتربا ب�أن النواب �أنيطت‬
‫بهم مهمة احلديث يف املوا�ضيع العامة ولي�ست اخلا�صة‪ .‬علما �أن هذه املادة كانت موجودة‬
‫يف النظام الداخلي ملجل�س النواب قبل �صيغة ‪ 2012‬التي كانت معرو�ضة على املجل�س‬
‫الد�ستوري‪.‬‬
‫‪ -‬الثانية‪ ،‬عندما اعرت�ض �أي�ضا على ال�صيغة املعدلة من النظام الداخلي ملجل�س النواب‪،‬‬
‫والتي �أ�صبحت تعطي حق الإحاطة لر�ؤ�ساء الفرق الربملانية �أو من ينتدبونهم‪ ،‬على �أن‬
‫تقدم يف بداية اجلل�سة‪ ،‬و�أن يتم �إ�شعار رئي�س املجل�س علما باملو�ضوع الذي تتناوله �ساعة‬
‫على الأٌقل قبل اجلل�سة‪ ،‬و�أن يعطى للحكومة حق الرد قبل نهاية اجلل�سة‪ .‬منطلقا يف هذا‬
‫االعرتا�ض من �أن ال�صيغة التي نظمت بها الإحاطة «تخل ببع�ض املبادئ الد�ستورية»‪.‬‬
‫ذلك �أن ح�رص تقدمي الإحاطة على ر�ؤ�ساء الفرق‪ ،‬بح�سب املجل�س الد�ستوري‪ ،‬مي�س مببد�أ‬
‫م�ساواة �أع�ضاء الربملان‪ ،‬الذين ي�ستمدون نيابتهم من الأمة‪ ،‬يف ممار�سة احلقوق التي‬
‫يخولها لهم الد�ستور‪ ،‬كما �أن عدم �إخبار احلكومة واالتفاق معها مي�س مببد�أ التوازن بني‬
‫ال�سلطتني الت�رشيعية والتنفيذية‪.162‬‬
‫هذا الأمر هو الذي فر�ض على جمل�س النواب �إدخال تعديالت على نظامه الداخلي‬
‫تتعلق بكيفية ممار�سة هذه الآلية الرقابية‪ ،‬همت بالأ�سا�س اجلوانب التالية‪:‬‬
‫ت�سميتها‪ ،‬بحيث مل يعد يطلق عليها ا�سم الإحاطة علما و�إمنا «تناول الكالم للتحدث يف‬ ‫●‬

‫مو�ضوع طارئ ي�ستلزم �إلقاء ال�ضوء عليه و�إخبار الر�أي العام الوطني»‪.‬‬
‫توقيت �إلقائها‪� ،‬إذ مت حتويل موعدها �إىل نهاية اجلل�سة الأ�سبوعية املخ�ص�صة للأ�سئلة‬ ‫●‬

‫ال�شفهية‪ ،‬وبالتايل مل تعد تدخل يف �إطار احل�صة الزمنية املخ�ص�صة للبث املبا�رش‬
‫جلل�سات الأ�سئلة ال�شفهوية عرب و�سائل الإعالم العمومية‪.‬‬
‫امل�سطرة املتبعة يف تقدميها‪ ،‬حيث �أ�صبح رئي�س الفريق �أو املجموعة النيابية ملزما‬ ‫●‬

‫ب�إ�شعار رئ�س املجل�س كتابة بالطلبات املتعلقة بهذا املو�ضوع قبل افتتاح اجلل�سة ب ‪24‬‬

‫‪ 1162‬ا�ستند املجل�س الد�ستوري يف الإقرار بعدم د�ستورية املادة ‪ 104‬من النظام الداخلي ملجل�س النواب على عدد‬
‫من احليثيات من بينها �أن «ما ت�ضمنته هذه املادة من منح الأ�سبقية الزمنية للتحدث يف مو�ضوع عام طارئ‪،‬‬
‫يف جل�سة خم�ص�صة د�ستوريا لأ�سئلة النواب و�أجوبة احلكومة وفق ال�ضوابط املحددة لذلك يف الف�صل ‪ 100‬من‬
‫الد�ستور‪ ،‬وح�رص تناول الكالم فيها على ر�ؤ�ساء الفرق النيابية �أو من ينتدبونهم دون �سائر النواب‪ ،‬وعدم‬
‫�إخبار احلكومة واالتفاق معها م�سبقا على هذا الأمر‪ُ ،‬ي ِخ ُّل باملبادئ الد�ستورية �سالفة الذكر‪( »...‬انظر قرار‬
‫املجل�س الد�ستوري رقم ‪ 924/13‬ال�صادر بتاريخ ‪ 22‬غ�شت ‪.)2013‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪141‬‬

‫�ساعة على الأقل‪ ،‬ويف نف�س الوقت مت �إعطاء احلكومة احلق يف الإدالء مبعطيات‬
‫وبيانات وتو�ضيحات يف الق�ضايا املثارة يف هذا الإطار‪ ،‬بعد �أن تكون احلكومة قد‬
‫�أ�شعرت مبو�ضوعها من لذن رئي�س املجل�س‪.‬‬
‫كما �شكل منطلقا للحكومة لإرغام ال�رشكة الوطنية للإذاعة والتلفزة على توقيف بث‬
‫«فقرة الإحاطة علما» مبجل�س امل�ست�شارين‪ ،‬رغم �أن قرار املجل�س الد�ستوري كان يهم‬
‫النظام الداخلي ملجل�س النواب‪ ،‬منطلقة يف ذلك من «�أن قاعدة حجية قرارات املجل�س‬
‫الد�ستوري‪ ،‬ال تقت�رص على الن�ص الذي �صدرت يف �ش�أنه‪ ،‬بل متتد �إىل �أي ن�ص �آخر‬
‫جتمعه و�إياه وحدة املو�ضوع وال�سبب»‪ .‬وهو القرار الذي كان مو�ضوع طعن �أمام املجل�س‬
‫الأعلى لالت�صال ال�سمعي الب�رصي‪ ،163‬الذي �أ�صدر �أمرا لل�رشكة املذكورة بـ«االلتزام‪،‬‬
‫عند نقل جل�سات الأ�سئلة الأ�سبوعية ملجل�س امل�ست�شارين‪ ،‬بالإجراءات‪ ،‬مبا يف ذلك التوقيت‬
‫واملدة املتفق عليها‪ ،‬طبقا للمواد ‪ 25‬و‪ 46‬و‪ 127‬من دفرت حتمالتها»‪ ،164‬م�ستندا يف ذلك على‬
‫كون هذا الأخري ين�ص على «نقل الأن�شطة الربملانية ح�سب الإجراءات املتفق عليها مع‬
‫مكتب كل جمل�س على حدة»‪ .‬ال�شيء الذي كان يعني االنت�صار ملوقف املعار�ضة‪ ،‬والإبقاء‬
‫بالتايل على بث فقرة «الإحاطة علما»‪ .‬وهو الأمر الذي مل ت�ست�سغه احلكومة‪ ،‬التي جل�أت‬
‫بدورها �إىل الطعن يف قرار املجل�س �أمام الق�ضاء الإداري‪ ،‬و�سمح لها ذلك بانتزاع حكم‬
‫ق�ضائي يعزز موقفها‪ ،‬ويلغي قرار املجل�س الأعلى لالت�صال ال�سمعي الب�رصي‪.165‬‬
‫ج ـ جلان تق�صي احلقائق‬

‫تعد هي كذلك من الآليات الرقابية الأكرث تداوال يف معظم النظم الربملانية‪ ،‬وهي جلان‬
‫م�ؤقتة بطبيعتها‪ ،‬حيث تنتهي مهمتها‪ ،‬التي يحددها الد�ستوري املغربي يف «جمع املعلومات‬
‫املتعلقة بوقائع معينة‪� ،‬أو بتدبري امل�صالح �أو امل�ؤ�س�سات واملقاوالت العمومية»‪� ،166‬إما مبجرد‬
‫فتح حتقيق ق�ضائي يف الوقائع التي اقت�ضت ت�شكيلها‪� ،167‬أو ب�إيداع تقريرها حول املهمة التي‬

‫‪ 1163‬كان مثريا لالنتباه �أن يتم الطعن من طرف الأمني العام حلزب الأ�صالة واملعا�رصة ولي�س الفريق الربملاين‬
‫الذي يكونه �أع�ضاء احلزب املذكور مبجل�س امل�ست�شارين‪ ،‬وهو الذي لي�س له ال�صفة للقيام بذلك‪ ،‬و�إن كانت‬
‫الهي�أة العليا لالت�صال ال�سمعي الب�رصي قد حاولت تربير قرارها بالتدخل التلقائي من جانبها ولي�س بناء على‬
‫طعن احلزب املذكور‪ ،‬مع �أنها �أ�شارت يف قرارها لتو�صلها بهذا الطعن‪.‬‬
‫‪� 1164‬أنظر قرار املجل�س الأعلى لالت�صال ال�سمعي الب�رصي رقم ‪ 14/04‬ال�صادر بتاريخ ‪ 31‬مار�س ‪.2014‬‬
‫‪ 1165‬حكم رقم ‪� 2467‬صادر بتاريخ ‪ 16‬ماي ‪( 2014‬ملف رقم ‪.)2014/7110/189‬‬
‫‪ 1166‬الفقرة ‪ 1‬من الف�صل ‪ 67‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 1167‬الفقرة ‪ 2‬من الف�صل ‪ 67‬من د�ستور ‪.2011‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪142‬‬

‫�أنيطت بها لدى مكتب املجل�س الذي �شكلها‪ ،‬وعند االقت�ضاء ب�إحالته على الق�ضاء من قبل‬
‫املجل�س‪� ،168‬أو بعدم تقدمي تقريرها داخل املدة املحددة له ‪� -‬أي �ستة �أ�شهر قابلة للتمديد عند‬
‫االقت�ضاء لف�سح املجال للمحكمة الد�ستورية للبث يف اخلالف الذي قد يثور بني احلكومة‬
‫واملجل�س حول تطبيق �أحكام القانون التنظيمي املنظم لعمل هذه اللجان‪ ،‬بغ�ض النظر عن‬
‫طبيعة النتائج التي تو�صلت �إليها ‪ -‬على اعتبار �أن انتهاء هذه املدة ي�سمح لرئي�س املجل�س‬
‫املعني ب�إعالن حلها‪ ،‬و�إن كان ي�شرتط يف ذلك عر�ض الأمر على املجل�س املعني‪ .169‬علما‬
‫�أن �إيداعها لتقريرها يف الأجل املحدد يتبعه تخ�صي�ص جل�سة عمومية داخل املجل�س الذي‬
‫�أحدثها لتقدمي تقريرها‪.‬‬
‫يخ�ضع ت�شكيل وعمل هذه اللجان �إىل عدد من ال�ضوابط وال�رشوط تتعلق بعدم جواز‬
‫تكوينها يف وقائع تكون مو�ضوع متابعات ق�ضائية‪� ،170‬أو تكوينها يف نف�س الوقائع التي‬
‫�سبق لها �أن كانت مو�ضوع جلنة تق�صي �أخرى‪ ،171‬واتخاذ عملها وت�رصيحات الأ�شخا�ص‬
‫الذين ت�ستمع �إليهم ومداوالتها طابعا �رسيا‪ ،172‬حيث يتعر�ض لعقوبات مالية وحب�سية كل‬
‫متهم بن�رش املعلومات التي تولت اللجنة جمعها‪ ،‬وت�ضاعف يف احلالة التي تكون فيها تلك‬
‫املعلومات املن�شورة تهم م�ضمون �شهادات الأ�شخا�ص الذين جرى اال�ستماع �إليهم‪ .173‬كما‬
‫مينع من امل�شاركة يف �أعمالها كل برملاين �سبق �أن اتخذت �ضده �إجراءات ت�أديبية من �أجل‬
‫عدم حفظ �أ�رسار جلنة مماثلة‪ .174‬ف�ضال عن ذلك‪ ،‬ف�إن اتخاذ القرارات داخلها يتم بت�صويت‬
‫�أغلبية احلا�رضين‪ ،‬على �أ�سا�س ترجيح �صوت الرئي�س يف حالة تعادل الأ�صوات‪.175‬‬
‫�أثناء ممار�ستها لعملها‪ ،‬يجوز لأع�ضائها الإطالع على الوثائق يف عني املكان �إن اقت�ضى‬
‫احلال‪ ،‬بحيث يفر�ض القانون التنظيمي املنظم ل�سري عملها «متكينهم من املعلومات التي من‬
‫�ش�أنها �أن تي�رس هذه املهمة»‪ ،176‬و«احل�صول على كل وثائق امل�صلحة املتعلقة مبو�ضوع‬

‫‪ 1168‬الفقرة ‪ 3‬من الف�صل ‪ 67‬من د�ستور ‪.2011‬‬


‫‪ 1169‬الفقرة ‪ 2‬من املادة ‪ 16‬من الظهري رقم ‪ 1.14.125‬ال�صادر بتاريخ ‪ 31‬يوليوز ‪ ،2014‬بتنفيذ القانون التنظيمي‬
‫‪ 085.13‬املتعلق بطريقة ت�سيري اللجان النيابية لتق�صي احلقائق (من�شور باجلريدة الر�سمية عدد ‪ 6282‬بتاريخ‬
‫‪ 14‬غ�شت ‪.)2014‬‬
‫‪ 1170‬الفقرة ‪ 2‬من الف�صل ‪ 67‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 1171‬املادة ‪ 4‬من القانون التنظيمي ‪ 085.13‬املتعلق بطريقة ت�سيري اللجان النيابية لتق�صي احلقائق‪.‬‬
‫‪ 1172‬املادة ‪ 11‬من القانون التنظيمي املذكور �سابقا‪.‬‬
‫‪ 1173‬املادة ‪ 14‬من القانون التنظيمي املذكور �سابقا‪.‬‬
‫‪ 1174‬املادة ‪ 209‬من النظام الداخلي ملجل�س النواب‪.‬‬
‫‪ 1175‬املادة ‪ 7‬من القانون التنظيمي للجان النيابية لتق�صي احلقائق‪.‬‬
‫‪ 1176‬املادة ‪ 8‬من القانون التنظيمي املذكور �سابقا‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪143‬‬

‫التق�صي الذي �أحدثت اللجنة من �أجله»‪ ،177‬ف�ضال عن «اال�ستماع �إىل كل �شخ�ص من �ش�أن‬
‫�شهادته �أن تفيد اللجنة»‪ ،178‬و«الإطالع على جميع الوثائق التي لها عالقة بالوقائع �أو‬
‫بتدبري امل�صالح �أو امل�ؤ�س�سات‪� ،‬أو املقاوالت العمومية مو�ضوع تق�صي احلقائق»‪ ،179‬بل‬
‫�إن الأ�شخا�ص الذين ميتنعون عن الإدالء ب�شهادتهم‪� ،‬أو ب�أداء اليمني �أمام اللجنة املعنية‪،‬‬
‫�أو يدلون بوثائق مزورة �أو ي�ؤثرون على ال�شهود‪ ،‬يعر�ضون �أنف�سهم لعقوبات حب�سية‬
‫ومالية‪.180‬‬
‫لكن رغم هذه الإمكانيات املتاحة للجنة للقيام ب�أعمال التحقيق املنوطة بها‪ ،‬ف�إنها تبقى‪،‬‬
‫مع ذلك‪ ،‬خا�ضعة لبع�ض القيود‪ .‬ذلك �أن �إمكانيتها يف احل�صول على وثائق امل�صلحة‬
‫املعنية ب�أعمال التق�صي ي�ستثنى منها «تلك التي تتخذ طابعا �رسيا يتعلق بالدفاع الوطني‪،‬‬
‫و�أمن الدولة الداخلي �أو اخلارجي»‪ ،181‬ف�ضال «عن مراعاة ف�صل ال�سلطة الق�ضائية عن‬
‫باقي ال�سلط»‪ .182‬كما �أن �سعيها نحو «جمع معلومات تتعلق بالدفاع الوطني‪� ،‬أو بالأمن‬
‫الداخلي �أو اخلارجي‪� ،‬أو بعالقات املغرب مع دول �أجنبية»‪ ،‬ي�صطدم بحق االعرتا�ض‬
‫املتاح لرئي�س احلكومة‪ ،‬الذي ب�إمكانه‪ ،‬بعد �أن يخرب بذلك وجوبا من طرف املجل�س‪�« ،‬أن‬
‫يرف�ض ت�سليم الوثائق املطلوبة �إىل اللجنة‪� ،‬أو مينع الأ�شخا�ص املعنيني من الإدالء بال�شهادة‬
‫املطلوبة»‪ .183‬هذا يعني عمليا انفالت كل ما يتعلق بالدفاع الوطني‪ ،‬و�أمن الدولة الداخلي‬
‫واخلارجي‪ ،‬وعالقات املغرب اخلارجية‪ ،‬ف�ضال عن �أعمال ال�سلطة الق�ضائية‪ ،‬من دائرة‬
‫املجاالت التي يحق للربملان �أن ي�شكل ب�ش�أنها جلان تق�صي احلقائق‪ .‬علما �أن عمومية هذه‬
‫املفاهيم ي�سمح ب�إمكانية تو�سيع الق�ضايا املعنية بها لت�شمل ق�ضايا قد ال يكون لها بال�رضورة‬
‫ارتباط مبا�رش بهذه املوا�ضيع‪.‬‬
‫هذه اللجان‪ ،‬و�إن كان قد مت اللجوء �إليها يف املغرب منذ نهاية ال�سبعينيات من القرن‬
‫املا�ضي‪ ،‬يف ق�ضية ت�رسيب امتحانات الباكلوريا‪ ،‬وبعد ذلك يف الأحداث الدامية التي �شهدتها‬
‫�أ�سا�سا مدينة فا�س‪ ،‬يف ‪ 14‬دجنرب ‪ ،1990‬فلم تتم د�سرتتها �إال انطالقا من د�ستور ‪ ،1992‬قبل‬
‫‪ 1177‬املادة ‪ 8‬من القانون التنظيمي املذكور �سابقا‪.‬‬
‫‪ 1178‬املادة ‪ 8‬من القانون التنظيمي املذكور �سابقا‪.‬‬
‫‪ 1179‬املادة ‪ 8‬من القانون التنظيمي املذكور �سابقا‪.‬‬
‫‪ 1180‬املادتان ‪ 12‬و‪ 13‬من القانون التنظيمي املذكور �سابقا‪.‬‬
‫‪ 1181‬املادة ‪ 8‬من القانون التنظيمي املذكور �سابقا‪.‬‬
‫‪ 1182‬املادة ‪ 8‬من القانون التنظيمي املذكور �سابقا‪.‬‬
‫‪ 1183‬املادة ‪ 8‬من القانون التنظيمي املذكور �سابقا‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪144‬‬

‫�أن تكر�س بعد ذلك يف د�ستور ‪ ،1996‬ود�ستور ‪ ،2011‬الذي �أتاح �إمكانية اللجوء �إليها �أمام‬
‫امللك وثلث �أع�ضاء جمل�س النواب‪ ،‬وثلث �أع�ضاء جمل�س امل�ست�شارين‪.184‬‬
‫مع الإ�شارة �إىل �أن تن�صي�ص الد�ستور على هذه اللجان يكتنفه بع�ض الغمو�ض‪ ،‬مرده �أن‬
‫�إطالق الف�صل ‪ 67‬ت�سمية «اللجان النيابية» عليها �إذا كان يفيد ب�أنها حتدث فقط على م�ستوى‬
‫جمل�س النواب‪ ،‬ف�إن �إعطاء جمل�س امل�ست�شارين الإمكانية لطلب ت�شكيلها يفيد �أنها جلان برملانية‬
‫ـ ولي�ست نيابية ـ لتق�صي احلقائق‪ .‬وهو الغمو�ض الذي ا�ستمر حا�رضا لدى �إخراج القانون‬
‫التنظيمي للجان املذكورة‪ ،‬الذي تبنى من خالله امل�رشع نف�س الت�سمية الواردة يف الد�ستور‬
‫(�أي اللجان النيابية لتق�صي احلقائق)‪ ،‬ون�رش بهذه الكيفية يف اجلريدة الر�سمية‪ .185‬علما �أن‬
‫الأمر يتعلق يف نظرنا بخط�أ مادي يف الد�ستور‪ ،‬كان يفرت�ض �أن يجري ت�صحيحه‪ ،‬مثلما‬
‫جرى ت�صحيح �أخطاء مادية �أخرى خالل نف�س اليوم الذي كان حمددا لإجراء اال�ستفتاء‬
‫حول الد�ستور‪.‬‬
‫د ـ ملتم�س امل�ساءلة‬

‫�إذا كان د�ستور ‪ 2011‬قد جرد جمل�س امل�ست�شارين من �إمكانية الإطاحة باحلكومة‪ ،‬عرب‬
‫الإمكانية التي كانت متاحة له لتحريك ملتم�س الرقابة �ضدها‪ ،‬ف�إنه مع ذلك حافظ للمجل�س‬
‫على هذه الو�سيلة الرقابية التي �أطلق عليها «ملتم�س م�ساءلة احلكومة»‪ .‬وهو ملتم�س يحتاج‬
‫لتحريكه توقيع خم�س الأع�ضاء على الأقل‪ ،‬ويحتاج العتماده الت�صويت عليه بالأغلبية‬
‫املطلقة‪ .186‬على �أن هذا امللتم�س‪ ،‬و�إن كان ال يرتتب عنه الإطاحة باحلكومة‪ ،‬ف�إنه يلزم‬
‫رئي�سها بـ«املثول» �أمام املجل�س لتقدمي جواب احلكومة على ما ت�ضمنه‪ ،‬بعد �ستة �أيام من‬
‫تو�صله به‪ ،‬قبل �أن يعقب ذلك نقا�ش ال يكون م�صحوبا بت�صويت‪.‬‬
‫هـ ـ عر�ض احل�صيلة املرحلية للحكومة‬

‫ظلت هذه املمار�سة تقليدا برملانيا منذ �أن مت الإقدام عليها لأول مرة يف ظل الوالية‬
‫الت�رشيعية ال�ساد�سة (‪ 1997‬ـ ‪� ،)2002‬أي يف ظل ما يعرف يف الأدبيات ال�سيا�سية املغربية‬
‫بـ«حكومة التناوب التوافقي»‪ ،‬لكنها �أ�ضحت الآن مكر�سة د�ستوريا‪ ،‬حني �ألزم د�ستور‬
‫‪ 2011‬رئي�س احلكومة بعر�ض «احل�صيلة املرحلية» لعمل حكومته‪� ،‬إما مببادرة منه �أو‬

‫‪ 1184‬املادة ‪ 9‬من القانون التنظيمي املذكور �سابقا‪.‬‬


‫‪� 1185‬أنظر الظهري رقم ‪ 1.14.125‬ال�صادر بتاريخ ‪ 31‬يوليوز ‪ ،2014‬بتنفيذ القانون التنظيمي ‪ 085.13‬املتعلق‬
‫بطريقة ت�سيري اللجان النيابية لتق�صي احلقائق‪ ،‬املن�شور باجلريدة الر�سمية عدد ‪ 6282‬بتاريخ ‪ 14‬غ�شت ‪.2014‬‬
‫‪ 1186‬الف�صل ‪ 106‬من د�ستور ‪.1996‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪145‬‬

‫ا�ستجابة لطلب ثلث �أع�ضاء جمل�س النواب‪� ،‬أو �أغلبية �أع�ضاء جمل�س امل�ست�شارين‪ .187‬وهي‬
‫مبادرة‪ ،‬و�إن كانت ال تروم ترتيب �أية م�س�ؤولية على احلكومة‪ ،‬ف�إنها تتيح فر�صة لإطالع‬
‫امل�ؤ�س�سة الت�رشيعية‪ ،‬ومن خاللها الر�أي العام‪ ،‬على �سري العمل احلكومي‪ ،‬ومدى التزام‬
‫اجلهاز التنفيذي ببنود التعاقد التي تربطه مع الربملان من خالل الربنامج احلكومي‪ ،‬حيث‬
‫كان ت�صويت جمل�س النواب عليه‪ ،‬قد منح للحكومة �شهادة ميالدها القانوين‪.‬‬
‫و ـ اال�ستماع مل�س�ؤويل الإدارات وامل�ؤ�س�سات واملقاوالت العمومية‬

‫هذه الآلية ترتبط �أ�سا�سا بعمل اللجان الربملانية الدائمة التي يتكون منها جمل�سي الربملان‪،‬‬
‫حيث ميكنها �أن تطلب اال�ستماع �إىل م�س�ؤويل الإدارات وامل�ؤ�س�سات واملقاوالت العمومية‪،‬‬
‫بح�ضور الوزراء املعنيني‪ ،‬وحتت م�س�ؤوليتهم‪ ،‬من �أجل مناق�شتهم يف ق�ضايا تتعلق بتدبري‬
‫امل�ؤ�س�سات التي ي�رشفون عليها‪ .188‬وهي �أي�ضا ممار�سة كانت �سائدة �سابقا يف عمل الربملان‪،‬‬
‫قبل �أن تتخذ يف الوقت احلا�رض طابعا د�ستوريا‪� ،‬أخذا بعني االعتبار �أن تفعيلها على م�ستوى‬
‫الواقع كان قد طرح جداال قانونيا و�سيا�سيا‪ ،‬متحور �أ�سا�سا حول ما �إذا كانت هذه املمار�سة‬
‫تنطبق على امل�ؤ�س�سات الد�ستورية املن�صو�ص عليها يف الف�صول من ‪� 161‬إىل ‪ ،170‬خا�صة بعد‬
‫�أن �أقدمت �إحدى جلان جمل�س النواب على توجيه الدعوة لرئي�س �إحدى الهيئات املذكورة‪،‬‬
‫ورف�ض هذا الأخري اال�ستجابة لهذا الطلب‪.189‬‬
‫و�إذا كان الربملان‪ ،‬وحتديدا جمل�س النواب‪ ،‬قد حاول �إ�ضفاء ال�رشعية القانونية على‬
‫رقابة جلانه الدائمة على هذه امل�ؤ�س�سات‪ ،‬من خالل ت�ضمني نظامه الداخلي ملقت�ضى‬
‫يعطي احلق «لأع�ضاء اللجنة �أو ر�ؤ�ساء الفرق واملجموعات النيابية �أن يطلبوا ا�ستدعاء‬
‫ر�ؤ�ساء الهيئات امل�ؤ�س�سات املن�صو�ص عليها يف ال�صول من ‪� 161‬إىل ‪ 170‬من الد�ستور‪،‬‬
‫لدرا�سة ح�صيلة عملها‪� ،‬أو لإبداء الر�أي يف مو�ضوع يدخل �ضمن اخت�صا�صاتها»‪ ،190‬فقد‬
‫ووجهت هذه املحاولة باعرتا�ض من املجل�س الد�ستوري‪ ،‬مربرا موقفه هذا بكون «الهيئات‬
‫وامل�ؤ�س�سات املذكورة لي�ست �إدارة وال م�ؤ�س�سة �أو مقاولة عمومية‪ ،‬وال تخ�ضع بالتايل ال‬

‫‪ 1187‬الف�صل ‪ 101‬من د�ستور ‪.1996‬‬


‫‪ 1188‬الف�صل ‪ 102‬من د�ستور ‪.1996‬‬
‫‪ 1189‬كان منطلق هذا النقا�ش هو توجيه �إحدى جلان جمل�س النواب الدعوة لرئي�س جمل�س اجلالية املغربية باخلارج‪،‬‬
‫الذي هو يف نف�س الوقت رئي�س املجل�س الوطني حلقوق الإن�سان‪ ،‬ملناق�شته ب�ش�أن ق�ضايا تتعلق باملجل�س املذكور‪.‬‬
‫‪ 1190‬الفقرة الثالثة من املادة ‪ 65‬من النظام الداخلي ملجل�س النواب‪ ،‬كما �أقره املجل�س املذكور يف جل�سة فاحت غ�شت‬
‫‪.2013‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪146‬‬

‫لل�سلطة الرئا�سية وال لو�صاية وزير معني»‪ ،191‬وال تنطبق عليها بالتايل مقت�ضيات الف�صل‬
‫‪ 102‬من الد�ستور‪ ،‬و�إن كان هذا االجتهاد الذي �سلكه املجل�س الد�ستوري حول هذه امل�س�ألة‬
‫يحتاج �إىل نقا�ش لالعتبارات التي �سنو�ضحها عند احلديث عن عالقة الربملان بامل�ؤ�س�سات‬
‫املذكورة يف الف�صل الرابع من الكتاب‪.‬‬
‫ع ـ الزيارات اال�ستطالعية‬

‫تدخل هي كذلك يف �إطار الدور الرقابي التي تقوم به اللجان الدائمة للربملان‪ ،‬حيث‬
‫ميكن لهذه الأخرية‪ ،‬بناء على طلب من رئي�سها‪ ،‬بعد موافقة مكتب اللجنة �أو رئي�س الفريق‬
‫�أو ثلث �أع�ضاء اللجنة‪� ،‬أن تنتدب ع�ضوا �أو جمموعة �أع�ضاء بها للقيام مبهمة ا�ستطالعية‬
‫م�ؤقتة يكون غر�ضها الوقوف على ظروف تطبيق ن�ص قانوين معني‪� ،‬أو مو�ضوع ما‬
‫يهم املجتمع‪� ،‬أو يتعلق بنا�شط من �أن�شطة احلكومة والإدارات وامل�ؤ�س�سات واملقاوالت‬
‫العمومية‪ ،‬على �أ�سا�س �أن ينجز النائب �أو النواب املكلفون باملهمة تقريرا يعر�ض على‬
‫اللجنة ق�صد مناق�شته و�إحالته على مكتب املجل�س الذي يتخذ القرار يف �ش�أن مناق�شته يف جل�سة‬
‫عامة‪ .192‬على �أ�سا�س �أنه �إذا تقرر ذلك‪ ،‬تكون احلكومة ملزمة باحل�ضور �إىل اجلل�سة ق�صد‬
‫الإجابة عن الت�سا�ؤالت واال�ستف�سارات املرتبطة بالتقرير املذكور‪.193‬‬
‫يراعى يف تكوين اللجنة املعنية باملهمة اال�ستطالعية متثيل جميع الفرق واملجموعات‬
‫الربملانية‪ ،‬يف احلالة التي يكون فيها عدد الأع�ضاء املكلفني بهذه املهمة ي�ساوي عدد الفرق‬
‫واملجموعات الربملانية التي يتوفر عليها املجل�س املعني‪ .‬لكن �إذا كان عدد الأع�ضاء يفوق‬
‫عدد الفرق واملجموعات الربملانية‪ ،‬يتم اللجوء �إىل التمثيل الن�سبي لتوزيع املقاعد املتبقية‪.‬‬
‫كذلك احلال عندما يكون عدد املقاعد التي تتكون منها اللجنة �أقل من عدد الفرق واملجموعات‬
‫الربملانية التي يتوفر عليها املجل�س‪� .‬إذ يف هذه احلالة �أي�ضا يتم اعتماد التمثيل الن�سبي لتوزيع‬
‫تلك املقاعد بينها‪ .194‬مع الأخذ بعني االعتبار �أن ممثلي الفرق واملجموعات الربملانية يف‬
‫هذه اللجان اال�ستطالعية ميكن �أال يكونوا بال�رضورة هم من ميثلونها يف اللجنة الربملانية‬
‫الدائمة التي بادرت بت�شكيلها‪ ،‬بل قد يكونوا من خارجها‪.195‬‬

‫‪ 1191‬قرار املجل�س الد�ستوري رقم ‪� ،13/924‬صادر بتاريخ ‪ 22‬غ�شت ‪ ،2013‬من�شور باملوقع الإلكرتوين للمجل�س‬
‫الد�ستوري‪.‬‬
‫‪ 1192‬املادة ‪ 63‬من النظام الداخلي ملجل�س النواب‪.‬‬
‫‪ 1193‬املادة ‪ 64‬من النظام الداخلي ملجل�س النواب‪.‬‬
‫‪ 1194‬املادة ‪ 63‬من النظام الداخلي ملجل�س النواب‪.‬‬
‫‪ 1195‬املادة ‪ 63‬من النظام الداخلي ملجل�س النواب‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪147‬‬

‫الفقرةالثانية‪:‬الآلياتالتيترتبم�س�ؤوليةاحلكومة‬
‫يتعلق الأمر بثالثة �آليات رقابية يجمع بينها اخلطورة التي متثلها على اجلهاز‬
‫احلكومي‪ ،‬و�إن كانت تختلف من حيث توقيت ترتيب هذه اخلطورة‪ ،‬بني �آليات يتم‬
‫تفعيلها من �أجل احليلولة دون ميالده القانوين (الت�صويت على الربنامج احلكومي)‬

‫و�أخرى يهدف حتريكها �إىل �إ�سقاطه بعد �أن يكون قد ت�شكل قانونا‪ ،‬و�أ�صبح يبا�رش عمله‬
‫واخت�صا�صاته (ملتم�س الرقابة‪ ،‬ملتم�س �سحب الثقة)‪.‬‬
‫�أ ـ الت�صويت على برنامج احلكومة‬

‫ال ي�ستمد الت�صويت على برنامج احلكومة �أهميته فقط من كونه ي�سمح ب�إعطاء �شهادة‬
‫امليالد القانوين للجهاز التنفيذي‪ ،‬و�إمنا �أي�ضا من كونه ي�شكل مرجعا ومعيارا على �ضوءه‬
‫يتوىل الربملان مراقبة عمل احلكومة وحما�سبتها‪ .‬و�إذا كان د�ستور ‪ 2011‬من خالل ن�صه‬
‫على �أن «احلكومة تعترب من�صبة بعد ح�صولها على ثقة جمل�س النواب‪ ،‬املعرب عنها بت�صويت‬
‫الأغلبية املطلقة للأع�ضاء الذين يت�ألف منهم‪ ،‬ل�صالح الربنامج احلكومي»‪ ،196‬قد بدا حا�سما‬
‫يف و�ضع حد لإ�شكالية التن�صيب احلكومي التي ظلت تغذي النقا�ش منذ د�ستور ‪،197 1992‬‬
‫والت�أكيد بالتايل على �أننا �أ�صبحنا �أمام تن�صيب �أحادي للحكومة من جانب جمل�س النواب‪،‬‬
‫فقد ك�شفت املمار�سة التي �صاحبت تعيني احلكومة الأوىل يف ظل الد�ستور اجلديد‪ ،‬عن‬
‫ا�ستمرار االلتبا�س على هذا امل�ستوى‪.‬‬
‫ذلك �أن تعيني امللك للحكومة و�إجراء ت�سليم ال�سلط بني �أع�ضائها و�أع�ضاء حكومة‬
‫ت�رصيف الأعمال ال�سابقة قبل م�صادقة الربملان على الربنامج احلكومي جعلنا من جديد‬
‫�أمام �صيغة التن�صيب املزدوج التي كان يكر�سها د�ستور ‪ 1992‬ود�ستور ‪ ،1996‬وطرح‬
‫الت�سا�ؤل حول مدى �رشعية الت�رصفات القانونية التي قامت بها احلكومة اجلديدة خالل‬
‫الفرتة الفا�صلة بني ت�سلم �أع�ضائها ملنا�صبهم وبني ت�صويت جمل�س النواب على برناجمها‪.‬‬
‫قبل �أن يحاول القانون التنظيمي املتعلق بتنظيم وت�سيري �أ�شغال احلكومة والو�ضع القانوين‬
‫لأع�ضائها �إجالء بع�ض الغمو�ض الذي يكتنف م�س�ألة التن�صيب‪ ،‬عندما عمل على ح�رص دور‬

‫‪ 1196‬الف�صل ‪ 88‬من د�ستور ‪.2011‬‬


‫‪ 1197‬ظلت م�س�ألة التن�صيب احلكومي املزدوج من بني الق�ضايا الأ�سا�سية التي تغذي النقا�ش الفقهي بني من يعترب‬
‫�أن هذا الد�ستور �أ�ضحى يقر بالتن�صيب املزدوج (عبد الرحمان القادري) وبني من يعترب �أن الد�ستور رغم ما‬
‫حمله من جديد ف�إنه مل يتجاوز م�س�ألة التن�صيب الأحادي للحكومة من طرف امللك (رقية امل�صدق‪ ،‬عبد اللطيف‬
‫املنوين)‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪148‬‬

‫احلكومة خالل هذه املرحلة يف القيام مبهام حمددة‪ ،198‬تتمثل يف �إعداد الربنامج احلكومي‬
‫الذي يعتزم رئي�س احلكومة عر�ضه �أمام الربملان و�إ�صدار قرارات تفوي�ض االخت�صا�ص‬
‫�أو الإم�ضاء الالزمة ل�ضمان ا�ستمرارية املرافق العمومية‪ ،‬ف�ضال عن ممار�سة ال�صالحيات‬
‫املتعلقة بـ«ت�رصيف الأمور اجلارية»‪ ،‬التي حتددها الفقرة الأوىل من املادة ‪ 37‬من القانون‬
‫التنظيمي املذكور يف «اتخاذ املرا�سيم والقرارات واملقررات الإدارية ال�رضورية‪ ،‬التدابري‬
‫امل�ستعجلة الالزمة ل�ضمان ا�ستمرارية عمل م�صالح الدولة وم�ؤ�س�ساتها‪ ،‬و�ضمان انتظام‬
‫�سري املرافق العمومية»‪ ،‬و�إن كان هذا الن�ص مل يحل دون ا�ستمرار الغمو�ض على هذا‬
‫امل�ستوى‪ ،‬خا�صة و�أنه جعل من «احلكومة املعينة» مبثابة حكومة ت�رصيف �أعمال جديدة‪.‬‬
‫ب ـ ملتم�س الرقابة‬

‫يبقى من �أهم الآليات الرقابية والأ�سلحة التي يتوفر عليها الربملان يف مواجهة احلكومة‪،‬‬
‫بالنظر �إىل �أنه ميكن �أن ي�ؤدي �إىل حد الع�صف بها وتهديد ا�ستمرارها‪ .‬وقد ظلت هذه‬
‫الآلية متاحة للربملان املغربي يف جميع الد�ساتري املتعاقبة‪ ،‬و�إن كانت ال�رشوط املطلوبة يف‬
‫اللجوء �إليها‪ ،‬خا�صة يف ظل ارتفاع ال�سقف القانوين املفرو�ض يف حتريكها ويف الت�صويت‬
‫عليها‪ ،199‬قد جعلت �إمكانية ممار�ستها تكاد تكون متعذرة‪ .‬لذلك مل يتم اللجوء �إليه طيلة‬
‫التاريخ الربملاين املغربي �إال يف منا�سبتني فريدتني (‪ 1964‬و ‪ ،)1990‬و�إن كان حمركيه‬
‫مل يتمكنوا‪ ،‬يف املنا�سبتني معا‪ ،‬من احل�صول على الت�أييد الربملاين الذي ي�سمح لهم ب�إ�سقاط‬
‫احلكومة‪.‬‬
‫بيد �أن د�ستور ‪ 2011‬قد �أحدث حتوال مهما يف هذا ال�صدد‪� ،‬أوال‪ ،‬عندما جعل �إمكانية‬
‫اللجوء �إىل ملتم�س الرقابة من اخت�صا�ص جمل�س النواب فقط‪ ،‬بعد �أن كان يف د�ستور‬
‫‪ ،1996‬وب�شكل غري م�ألوف يف الأنظمة التي تقوم على �أ�سا�سا التوازن بني ال�سلطتني‬
‫الت�رشيعية والتنفيذية‪� ،‬إمكانية متاحة �أي�ضا ملجل�س امل�ست�شارين‪ .200‬وثانيا‪ ،‬عندما عمل على‬
‫تقلي�ص الن�صاب القانوين املطلوب يف حتريكه‪ ،‬الذي �أ�ضحى حمددا يف خم�س �أع�ضاء‬

‫‪ 1198‬املادة ‪ 38‬من القانون التنظيمي رقم ‪( 65 /13‬ج‪.‬ر عدد ‪ 6348‬بتاريخ ‪� 2‬أبريل ‪.)2015‬‬
‫‪ 1199‬كانت املبادرة بتقدميه تتطلب توقيع ربع �أع�ضاء جمل�س النواب‪ ،‬بينما كان الت�صويت عليه يتطلب الأغلبية‬
‫املطلقة‪ .‬وقد ظل هذا الأمر‪ ،‬منذ فر�ضه يف د�ستور ‪( 1962‬الف�صل ‪ ،)81‬قائما يف ظل جميع الد�ساتري الالحقة‬
‫(الف�صل ‪ 74‬من د�ستور ‪ ،1970‬الف�صل ‪ 75‬من د�ستور ‪ ،1972‬الف�صل ‪ 75‬من د�ستور ‪ ،1992‬الف�صل ‪76‬‬
‫من د�ستور ‪ ،)1996‬با�ستثناء م�ستجد جاء به د�ستور ‪( 1996‬الف�صل ‪ )77‬يتعلق بفر�ض ن�صاب مغاير عندما‬
‫يتعلق الأمر مبلتم�س الرقابة الذي يقدمه جمل�س امل�ست�شارين (توقيع ثلث الأع�ضاء‪ ،‬وت�صويت �أغلبية الثلثني)‪.‬‬
‫‪ 2200‬الف�صل ‪ 77‬من د�ستور ‪.1996‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪149‬‬

‫جمل�س النواب‪ ،201‬و�إن كان الن�صاب املطلوب يف الت�صويت عليه قد ظل ثابتا يف الأغلبية‬
‫املطلقة‪ .202‬مع العلم �أن هذا امللتم�س يحتاج للت�صويت عليه مرور مدة زمنية معينة‪ ،‬يحددها‬
‫الد�ستور يف ثالثة �أيام على �إيداعه باملجل�س‪ ،203‬كما �أن املوافقة عليه‪� ،‬إذا كانت ت�ؤدي �إىل‬
‫ا�ستقالة احلكومة بكيفية جماعية‪ ،204‬ف�إنها جترد جمل�س النواب من ا�ستخدام هذا ال�سالح‬
‫مرة ثانية داخل مدة �سنة‪ ،‬حتى ال ت�ؤدي كرثة الإقدام على توظيفه �إىل تقوي�ض دعائم‬
‫اال�ستقرار احلكومي وال�سيا�سي‪.‬‬
‫ج ـ ملتم�س الثقة‬

‫على خالف ملتم�س الرقابة‪ ،‬الذي يتم مببادرة من الربملان‪ ،‬ف�إن ملتم�س الثقة يكون‬
‫م�صدره احلكومة نف�سها‪ .‬فعندما ت�شعر هذه الأخرية �أن الر�أي العام �أو الربملان مل يعد‬
‫ي�سايرها يف اختياراتها وتوجهاتها‪ ،‬و�أ�ضحى يعرقل عملها‪ ،‬ميكن لها �أن تلج�أ �إىل جمل�س‬
‫النواب لكي تربط ا�ستمرار وجودها بت�صويته من جديد على منح الثقة لها‪ .‬هذا ما ن�صت‬
‫عليه جميع الد�ساتري املغربية‪ ،‬و�آخرها د�ستور ‪ ،2011‬الذي �أ�شار �إىل �أنه «ميكن لرئي�س‬
‫احلكومة �أن يربط‪ ،‬لدى جمل�س النواب‪ ،‬موا�صلة احلكومة حتمل م�س�ؤوليتها بت�صويت‬
‫مينح الثقة ب�ش�أن ت�رصيح يديل به يف مو�ضوع ال�سيا�سة العامة‪� ،‬أو ب�ش�أن ن�ص يطلب املوافقة‬
‫عليه»‪.205‬‬
‫هذه املبادرة جتعل الربملان �أمام خيارين‪� :‬إما املوافقة على ما تطلبه احلكومة‪ ،‬ويف‬
‫هذه احلالة يتم �إعطاء نف�س جديد للحكومة‪ ،‬وت�صبح كما لو �أنها ولدت من جديد‪ ،‬لأنها‬
‫متكنت من انتزاع ت�أييد الربملان‪� ،‬أي ممثلي الأمة‪ ،‬الختياراتها‪ .‬و�إما معار�ضة ذلك‪،‬‬
‫والت�صويت بالأغلبية املطلقة لأع�ضاء املجل�س �ضد �إرادة احلكومة‪ ،‬ويف هذه احلالة تكون‬
‫هذه الأخرية‪ ،‬التي انهارت �أغلبيتها‪ ،‬مرغمة على تقدمي ا�ستقالتها بكيفية جماعية‪ ،‬ويف�سح‬
‫ذلك املجال لتنظيم انتخابات ت�رشيعية �سابقة لأوانها‪ ،‬وبالتايل اللجوء لتحكيم الناخبني يف‬
‫اخلالف ال�سيا�سي القائم بني احلكومة والربملان‪ ،‬و�إن كانت هذه الإمكانية مل ي�سبق �أن مت‬
‫اللجوء �إليها على الإطالق‪ ،‬وبالتايل ظل هذا املقت�ضى الد�ستوري الذي ينظمها معطال‪.‬‬

‫‪ 2201‬الفقرة ‪ 1‬من الف�صل ‪ 105‬من د�ستور ‪.1996‬‬


‫‪ 2202‬الفقرة ‪ 2‬من الف�صل ‪ 105‬من د�ستور ‪.1996‬‬
‫‪ 2203‬الفقرة ‪ 3‬من الف�صل ‪ 105‬من د�ستور ‪.1996‬‬
‫‪ 2204‬الفقرة ‪ 3‬من الف�صل ‪ 105‬من د�ستور ‪.1996‬‬
‫‪ 2205‬الف�صل ‪ 103‬من د�ستور ‪.1996‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪150‬‬

‫املبحث الثاين‪ :‬الوظائف اجلديدة للربملان‬


‫مل مت�س التحوالت التي عرفتها امل�ؤ�س�سة الربملانية فقط طبيعة بنيتها و�آليات تكوينها بقدر‬
‫ما م�ست �أي�ضا طبيعة الوظائف التي تتوىل ت�أمينها‪ .‬لذلك‪ ،‬مل تعد هذه الوظيفة تنح�رص يف‬
‫�سن القوانني ومراقبة �أعمال احلكومة و�إمنا �أ�ضحت تتخذ �أبعادا �أخرى‪ ،‬يربز من �أهمها‬
‫وظيفة تقييم ال�سيا�سات العمومية‪ ،‬وامل�ساهمة يف تعزيز احل�ضور اخلارجي للدولة عرب ما‬
‫بات يعرف بالدبلوما�سية الربملانية‪.‬‬

‫املطلب الأول‪ :‬الوظيفة التقييمية‬


‫يتعلق الأمر بتقييم ال�سيا�سات العمومية‪ ،‬التي �أ�صبحت وظيفة �أ�سا�سية يف عمل العديد من‬
‫امل�ؤ�س�سات الت�رشيعية يف العامل‪ ،‬كالواليات املتحدة الأمريكية و�إجنلرتا منذ عقود‪ ،‬وفرن�سا‬
‫منذ التعديل الد�ستوري ل�سنة ‪ ،2008‬الذي ن�ص على �أن «الربملان ي�صوت على القانون‪،‬‬
‫يراقب العمل احلكومي‪ ،‬ويقيم ال�سيا�سات العمومية»‪ ،206‬قبل �أن ي�ضيف ب�أنه «يخ�ص�ص‬
‫�أ�سبوع واحد من اجلل�سات من �أ�صل �أربعة �أ�سابيع‪ ،‬ح�سب الأولوية وبالرتتيب الذي ي�ضعه‬
‫كل جمل�س‪ ،‬ملراقبة عمل احلكومة وتقييم ال�سيا�سات العمومية»‪ .207‬بل �إن بع�ض الربملانات‬
‫الدولية �أ�ضحت تتوفر على هياكل قارة خا�صة تعنى بتقييم ال�سيا�سات العمومية‪ ،‬كما هو‬
‫الأمر بالن�سبة «للجنة تقييم ومراقبة ال�سيا�سات العمومية» باجلمعية الوطنية الفرن�سية‪.‬‬

‫الفقرة الأوىل‪ :‬العوامل املحددة يف بروز وظيفة التقييم‬


‫لقد ارتبط ظهور وظيفة تقييم ال�سيا�سات العمومية بعاملني �أ�سا�سيني‪ :‬الأول يتعلق‬
‫باحلدود التي �أبانت عنها الرقابة الربملانية على ن�شاط احلكومة‪ .‬يف حني‪ ،‬يهم الثاين املقاربة‬
‫اجلديدة التي �أ�ضحت معتمدة يف تدبري امليزانية العامة للدولة‪ ،‬وعلى وجه التحديد االنتقال‬
‫مما يعرف مبنطق «ميزانية الو�سائل» �إىل منطق «ميزانية النتائج»‪� ،‬أي املنطق الذي يهتم‬
‫بنجاعة النفقات العمومية وفقا للحاجيات املعلنة‪ ،‬و�إن كانت ممار�سة هذه الوظيفة ال تزال‬
‫ت�صطدم‪ ،‬خا�صة يف البلدان احلديثة العهد بها‪ ،‬بعدد من ال�صعوبات‪ ،‬يربز من �أهمها‪:‬‬
‫�أوال ـ بع�ض االلتبا�س الذي الزال يثريه مفهوم التقييم‪ ،‬خا�صة من زاوية اختالطه‬
‫مبفهوم املراقبة‪ .‬ولو �أن تقييم ال�سيا�سات العمومية‪ ،‬كما يفهم‪ ،‬على الأقل يف احلقل‬

‫‪ 2206‬الف�صل ‪ 24‬من د�ستور ‪ 1958‬كما جرى تعديله �سنة ‪.2008‬‬


‫‪ 2207‬الف�صل ‪ 48‬من د�ستور ‪ 1958‬كما جرى تعديله �سنة ‪.2008‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪151‬‬

‫اجلامعي والأكادميي‪ ،‬عادة ما ين�رصف �إىل قيا�س ت�أثري ووقع �سيا�سة عمومية من خالل‬
‫معايري متعددة على �ضوء الأهداف التي ر�صدت لها (‪ ،)L’évaluation de l’impact‬بينما‬
‫ت�ستهدف املراقبة التحقق مما �إذا كانت النفقات العمومية قد جرى تنفيذها بكيفية فعالة‬
‫وباحرتام لقواعد التدبري اجليد‪.208‬‬
‫ثانيا ـ �أن مفهوم تقييم ال�سيا�سات العمومية هو نف�سه مفهوما متحوال‪ .‬فبعد �أن كان يتخذ‬
‫يف ال�سابق بعدا تقنيا ين�صب حول مراقبة ما �إذا كان قد جرى تطبيق كل مقت�ضى وفقا ملا‬
‫هو حمدد يف دفرت التحمالت‪� ،‬أ�صبحت املقاربة اجلديدة للتقييم ت�ستهدف بحث ما �إذا كانت‬
‫�سيا�سة عمومية ما قد حققت الأهداف املحددة لها بالنظر �إىل الكلفة التي كانت لها على‬
‫م�ستوى املجتمع‪.‬‬
‫ثالثا ـ تعدد اجلهات التي تتوىل ممار�سة هذه الوظيفة‪� ،‬إىل درجة مل تعد تنح�رص يف‬
‫م�ؤ�س�سات وهيئات حمددة مثل الربملان واملجل�س الأعلى للح�سابات و�أجهزة التفتي�ش‬
‫الكربى يف كل دولة بل دخلت على خط التقييم جهات �أخرى من قبيل الإح�صاء العمومي‬
‫واجلامعيني‪ ،‬واملواطنني وهيئات املجتمع املدين‪ ...‬لذلك‪ ،‬مل يعد تقييم ال�سيا�سات العمومية‬
‫ق�ضية خا�صة باملقررين (‪� ،)les décideurs‬أي الربملان‪ ،‬واملنفذين (‪les operateurs de mise‬‬
‫‪ )en ouvre de cette politique‬فقط و�إمنا �أي�ضا مو�ضوعا ملمثلي املواطنني املعنيني بكيفية غري‬
‫مبا�رشة بهذه ال�سيا�سات التي يجري تقييمها‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬دور الربملان يف ممار�سة وظيفة التقييم‬


‫م�سايرة منه للتطور الذي ح�صل على م�ستوى وظائف امل�ؤ�س�سات الربملانية يف العديد من‬
‫التجارب الدولية‪ ،‬عمل امل�رشع الد�ستوري املغربي على تخويل الربملان �صالحية القيام‬
‫بهذه الوظيفة‪ ،‬حني ن�ص على �أن «تخ�ص�ص جل�سة �سنوية من قبل الربملان ملناق�شة ال�سيا�سات‬
‫العمومية وتقييمها»‪ .209‬قبل �أن يتوىل النظام الداخلي ملجل�س النواب‪ ،‬وكذا النظام الداخلي‬
‫ملجل�س امل�ست�شارين‪ ،‬تو�ضيح بع�ض اجلوانب املرتبطة بتفعيل هذه الوظيفة‪ ،‬وذلك من خالل‬
‫ما يلي‪:‬‬

‫‪208. Antoine Bozio : "comment évaluer les politiques publiques ?" problèmes économiques ; hors-‬‬
‫‪serie n 4 septembre 2013.‬‬
‫‪ 2209‬الف�صل ‪ 101‬من د�ستور ‪.2011‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪152‬‬

‫�أوال ـ حتديد الهدف منها‪ ،‬واملتمثل يف القيام «ب�إجراء �أبحاث وحتاليل‪ ،‬للتعرف على‬
‫نتائج ال�سيا�سات والربامج العمومية‪ ،‬وقيا�س ت�أثرياتها على الفئات املعنية وعلى املجتمع‬
‫ومدى حتقيقها للأهداف املتوقعة‪ ،‬وحتديد العوامل التي �أدت �إىل بلوغ هذه النتائج»‪.210‬‬
‫ثانيا ـ �ضبط الإجراءات املتبعة يف تفعيلها‪ ،‬من خالل الن�ص على حتديد اجلل�سة اخلا�صة‬
‫بها يف الن�صف الأول من دورة �أبريل من كل �سنة‪ ،211‬وحتديد مكتب املجل�س لل�سيا�سة‬
‫العمومية املراد تقييمها يف م�ستهل دورة �أكتوبر من كل �سنة ت�رشيعية‪ ،‬وذلك بناء على‬
‫اقرتاح من ر�ؤ�ساء الفرق واملجموعات الربملانية‪ ،‬و�إحاطة رئي�س احلكومة علما بذلك‪.212‬‬
‫ولو �أن مرور �أربع �سنوات على دخول الد�ستور الذي ن�ص عليها حيز التنفيذ مل يكن كافيا‬
‫لعقد �أية جل�سة من هذا النوع‪.‬‬
‫ثالثا ـ تو�سيع دائرة توظيف هذه الإمكانية من خالل اال�ستعانة مب�ؤ�س�سات �أخرى للقيام‬
‫بهذه املهمة‪ ،‬حيث ميكن للمجل�س �أن يطلب من املجل�س االقت�صادي واالجتماعي والبيئي‪،‬‬
‫�أو �إحدى هيئات احلكامة املن�صو�ص عليها يف الف�صول من ‪� 161‬إىل ‪ 170‬من الد�ستور‪� ،‬إبداء‬
‫الر�أي‪� ،‬أو �إعداد درا�سة‪� ،‬أو بحث حول ال�سيا�سة العمومية املحددة من قبل مكتب املجل�س‬
‫واملراد تقييمها‪.213‬‬
‫علما �أن حماوالت �أخرى للم�ؤ�س�سة الت�رشيعية لتعزيز دورها يف جمال تقييم ال�سيا�سات‬
‫العمومية‪ ،‬وخا�صة تلك التي كانت تق�ضي بجعل مهمة التقييم هاته من اخت�صا�ص اللجان‬
‫الدائمة‪ ،‬عرب �إعطاءها الإمكانية لتخ�صي�ص �أحد اجتماعاتها لتقييم ال�سيا�سات العمومية اخلا�صة‬
‫بالقطاعات التي تدخل �ضمن اخت�صا�صها‪ ،‬كانت قد ا�صطدمت بحاجز املجل�س الد�ستوري‪،‬‬
‫الذي اعترب وظيفة التقييم تتم على م�ستوى اجلل�سات العامة للربملان ولي�س اللجان‪.214‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬الوظيفة الدبلوما�سية‬


‫من الناحية املبدئية‪ ،‬تعد الوظيفة الدبلوما�سية من مهام هيئات و�أجهزة متخ�ص�صة يف‬
‫الدولة‪ ،‬ويف مقدمتها رئي�س الدولة ووزارة ال�ش�ؤون اخلارجية‪ ،‬التي تتوىل القيام بهذه‬
‫املهمة يف جميع البلدان‪ .‬لكن تطور العمل الدبلوما�سي وتعقده وت�شعبه فر�ض تنويع وتطوير‬
‫‪ 2210‬املادة ‪ 212‬من النظام الداخلي ملجل�س النواب‪.‬‬
‫‪ 2211‬املادة ‪ 211‬من النظام الداخلي ملجل�س النواب‪.‬‬
‫‪ 2212‬املادة ‪ 213‬من النظام الداخلي ملجل�س النواب‪.‬‬
‫‪ 2213‬املادة ‪ 214‬من النظام الداخلي ملجل�س النواب‪.‬‬
‫‪ 2214‬قرار املجل�س الد�ستوري ‪ 12/829‬ال�صادر بتاريخ ‪ 4‬فرباير ‪.2012‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪153‬‬

‫الآليات املعنية مبمار�سته‪ .‬يف هذا الإطار �أ�صبح احلديث قويا عما يعرف بالدبلوما�سية‬
‫املوازية‪ ،‬التي تتج�سد �إما يف �شكل دبلوما�سية �شعبية �أو مدنية �أو حزبية ـ بح�سب اختالف‬
‫الت�سميات املتداولة ـ ت�ضطلع بها الأحزاب ال�سيا�سية والهيئات املدنية يف جميع البلدان‪� ،‬أو‬
‫يف �شكل دبلوما�سية برملانية ارتبطت بالعالقات التي �أ�ضحت امل�ؤ�س�سات الربملانية يف كل‬
‫بلد تن�سجها على امل�ستوى اخلارجي يف �إطار الهيئات الربملانية الدولية وغريها من املحافل‬
‫الدولية‪...‬‬

‫الفقرة الأوىل‪� :‬أبعاد الوظيفة الدبلوما�سية للربملان‬


‫يف ارتباط بالوظيفة الدبلوما�سية التي يتوالها الربملان تطرح م�س�ألة املهام التي ت�ضطلع‬
‫بها هذه امل�ؤ�س�سة يف جمال ال�سيا�سة اخلارجية للدولة‪ ،‬وهي املهام التي تتخذ ثالثة �أبعاد‬
‫�أ�سا�سية‪:‬‬
‫�أوال ـ البعد الت�رشيعي‪ ،‬حيث يدخل �ضمن اخت�صا�ص الربملان الت�رشيع يف ق�ضايا ذات‬
‫ال�صلة مبجال ال�سيا�سية اخلارجية‪ ،‬من قبيل املوافقة على املعاهدات الدولية‪ ،‬وحتديدا تلك‬
‫التي تتعلق بال�سلم �أو االحتاد‪� ،‬أو التي تهم ر�سم احلدود‪ ،‬ومعاهدات التجارة‪� ،‬أو تلك التي‬
‫ترتتب عليها تكاليف تلزم مالية الدولة‪� ،‬أو ي�ستلزم تطبيقها اتخاذ تدابري ت�رشيعية‪� ،‬أو تتعلق‬
‫بحقوق وحريات املواطنني‪ ،‬العامة �أو اخلا�صة‪ .‬ف�ضال عن املعاهدات الأخرى التي قد‬
‫يرى امللك �أهمية عر�ضها على الربملان قبل امل�صادقة عليها‪.215‬‬
‫‪ 2‬ـ البعد الرقابي‪ ،‬من خالل حتريك الآليات التي ميلكها الربملان يف هذا املجال‪،‬‬
‫�سواء على م�ستوى اللجنة الدائمة املعنية (اجلل�سات التي ميكن عقدها بح�ضور وزير‬
‫ال�ش�ؤون اخلارجية والتعاون) �أو على م�ستوى اجلل�سات العامة (الأ�سئلة ال�شفهية ال�شهرية‬
‫املوجهة لرئي�س احلكومة والأ�سئلة ال�شفهية الأ�سبوعية املوجهة لوزير ال�ش�ؤون اخلارجية‬
‫والتعاون)‪...‬‬
‫‪ 3‬ـ البعد املرتبط بالتحرك امليداين من خالل الدبلوما�سية املوازية‪ ،‬التي �أخذت تلعب‬
‫دورا مهما وفعاال يف الدبلوما�سية املعا�رصة‪ ،‬بجانب ما ميكن ت�سميته بالدبلوما�سية التقليدية‪.‬‬
‫وهي متار�س عرب عدة قنوات‪ ،‬لكن ميكن ح�رصها يف قناتني �أ�سا�سيتني‪:‬‬
‫■الدبلوما�سية الربملانية‪ ،‬التي تتم من خالل البعثات والزيارات املتبادلة بني خمتلف‬
‫الربملانات الدولية‪ ،‬بل �إن هذه البعثات والزيارات تكون‪ ،‬يف كثري من الأحيان‪،‬‬
‫‪2215‬الف�صل ‪ 55‬من د�ستور ‪.2011‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪154‬‬

‫فر�صة لعقد لقاءات ومباحثات مع هيئات حكومية ومنظمات مدنية‪.‬‬


‫■الدبلوما�سية الربملانية‪ ،‬التي متار�س على م�ستوى املنظمات واالحتادات الربملانية‬
‫الإقليمية واجلهوية (االحتاد الربملاين العربي‪ ،‬احتاد الربملانات الإفريقية) والدولية‪،‬‬
‫ويف مقدمتها االحتاد الربملاين الدويل‪ ،‬الذي يتوىل املغرب رئا�سته منذ �أكتوبر ‪.2011‬‬

‫الفقرة الثانية‪� :‬إكراهات الوظيفة الدبلوما�سية للربملان‬


‫يظل الدور الذي يقوم به الربملان يف هذا املجال‪ ،‬على العموم‪ ،‬حمدودا وحما�رصا‬
‫بعدد من االكراهات‪ ،‬ميكن حتديدها يف نوعني‪:‬‬
‫■�إكراهات مو�ضوعية مرتبطة �أ�سا�سا بثقل ال�صالحيات الد�ستورية التي ميار�سها امللك‬
‫على هذا امل�ستوى‪ ،‬حيث ت�سمح له �صفاته كـ«رئي�س الدولة»‪ ،216‬و«ال�ساهر على احرتام‬
‫التعهدات الدولية للمملكة»‪ ،217‬و«ال�ضامن ال�ستقالل البالد وحوزة اململكة يف دائرة‬
‫حدودها احلقة»‪ ،218‬و«القائد الأعلى للقوات امل�سلحة»‪ ،219‬و«رئي�س املجل�س الأعلى‬
‫للأمن»‪ ،220‬مبمار�سة معظم �إن مل يكن كل ال�صالحية ذات ال�صلة باملجال اخلارجي‬
‫والدبلوما�سي‪ ،‬من قبيل «التعيني يف الوظائف الع�سكرية»‪ ،221‬و�إ�شهار احلرب‪،222‬‬
‫و«اعتماد ال�سفراء لدى الدول الأجنبية واملنظمات الدولية‪ ،‬ولديه يعتمد ال�سفراء‬
‫وممثلو املنظمات الدولية»‪ ،223‬و«التوقيع على املعاهدات والت�صديق عليها»‪.224‬‬
‫�■إكراهات ذاتية تتجلى �أ�سا�سا يف �ضعف التن�سيق بني غرفتي الربملان‪ ،‬وعجز الأحزاب‬
‫ال�سيا�سية على تكوين نخب برملانية م�ؤهلة لتطوير كفاءات دبلوما�سية يف م�ستوى التحديات‬
‫املطروحة‪ ،‬ف�ضال عن نق�ص املوارد الب�رشية واملادية‪ .225‬وهي كلها عوامل ت�سهم يف‬
‫افتقاد هذه امل�ؤ�س�سة ال�سرتاتيجية وا�ضحة يف هذا املجال‪ ،‬ويجعل وظيفتها على هذا امل�ستوى‬
‫مطبوعة بالكثري من املو�سمية‪ ،‬ويغلب عليها يف بع�ض الأحيان «الطابع ال�سياحي»‪.‬‬

‫‪ 2216‬الفقرة ‪ 1‬من الف�صل ‪ 42‬من د�ستور ‪.2011‬‬


‫‪ 2217‬الفقرة ‪ 1‬من الف�صل ‪ 42‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 2218‬الفقرة ‪ 2‬من الف�صل ‪ 42‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 2219‬الف�صل ‪ 53‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 2220‬الف�صل ‪ 54‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 2221‬الف�صل ‪ 53‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 2222‬الف�صالن ‪ 49‬و ‪ 99‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 2223‬الفقرة ‪ 1‬من الف�صل ‪ 55‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 2224‬الفقرة ‪ 2‬من الف�صل ‪ 555‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪� 2225‬سلوى زرهوين‪ /‬عالءالدين �رسار‪« ،‬ح�صيلة املمار�سة الربملانية‪ ،»...‬مرجع �سابق‪� ،‬ص‪.45/44 :‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪155‬‬

‫الف�صل الرابع‬

‫الربملان وامل�ؤ�س�سات الد�ستورية الأخرى‬

‫�سواء يف �إطار عملها الت�رشيعي �أو الرقابي �أو التقييمي تتقاطع امل�ؤ�س�سة الت�رشيعية مع عدد‬
‫من امل�ؤ�س�سات الد�ستورية الأخرى‪ .‬هذا الأمر �إذا كان يظهر �أ�سا�سا يف العالقة مع ال�سلطة‬
‫التنفيذية (امللك واحلكومة)‪ ،‬ف�إنه ال يتوقف عندها بل ميتد لي�شمل �أي�ضا ال�سلطة الق�ضائية‬
‫مبعناها الوا�سع‪� ،‬أي مبا يف ذلك الق�ضاء الد�ستوري والق�ضاء املايل‪ ،‬و«م�ؤ�س�سات وهيئات‬
‫حماية احلقوق واحلريات واحلكامة اجليدة والتنمية الب�رشية وامل�ستدامة والدميقراطية‬
‫الت�شاريكية»‪ ،‬التي وردت الإ�شارة �إليها يف الف�صول من ‪� 161‬إىل ‪ 170‬من د�ستور ‪،2011‬‬
‫ويف ف�صول �أخرى من نف�س الد�ستور‪ .‬وميكن �أن ن�ضيف �إىل ذلك املجتمع املدين‪ ،‬رغم �أنه‬
‫ال يندرج يف �إطار امل�ؤ�س�سات الد�ستورية‪ ،‬بالنظر �إىل الدور الذي �أ�ضحى يلعبه يف العملية‬
‫الت�رشيعية يف �إطار ما يعرف بـ«الدميقراطية الت�شاركية» التي احتلت حيزا هاما يف الد�ستور‬
‫اجلديد‪.‬‬

‫املبحث الأول‪ :‬الربملان وال�سلط التقليدية‬


‫املق�صود بال�سلط التقليدية ال�سلطتني التنفيذية والق�ضائية‪ ،‬التي كان مونت�سكيو قد جعلهما‪،‬‬
‫�إىل جانب ال�سلطة الت�رشيعية‪� ،‬أ�سا�سا لنظريته حول ف�صل ال�سلطات‪� .‬إذ رغم �أن هذا الف�صل‬
‫قد �أ�صبح �أحد ثوابت املمار�سة ال�سيا�سية يف جميع الأنظمة الد�ستورية الدميقراطية ف�إن ذلك‬
‫مل يحل دون وجود عالقات تعاون بني ال�سلطات املذكورة يف �إطار التوازن املطلوب‬
‫جدا يف الدميقراطيات املعا�رصة‪ ،‬و�إن كانت هذه العالقات ال تزال متيل ل�صالح ال�سلطة‬
‫التنفيذية‪ ،‬خا�صة يف الأنظمة ذات الطابع ال�سلطوي‪ ،‬حيث ي�صعب احلديث �أ�صال عن ف�صل‬
‫حقيقي لل�سلطات‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪156‬‬

‫املطلب الأول‪ :‬الربملان وال�سلطة التنفيذية‬


‫تختلف عالقة ال�سلطة الت�رشيعية بال�سلطة التنفيذية يف النظام الد�ستوري املغربي بح�سب‬
‫ما �إذا كان الأمر يتعلق بامللك �أو احلكومة‪ .‬فهي تبدو يف احلالة الأوىل ذات طبيعة �أحادية‬
‫من خالل امتالك امللك ل�صالحيات واخت�صا�صات �إزاء الربملان دون �أن يكون لهذا الأخري‬
‫اخت�صا�صات يف مواجهة امللك‪ ،‬اللهم ما يتعلق بربط بع�ض املبادرات امللكية ب�رضورة �أخذ‬
‫ر�أي الربملان فيها �أو جمرد �إخباره بها‪ ،‬بينما تقوم يف احلالة الثانية على �أ�سا�س التوازن‪،‬‬
‫الذي يعك�سه توفر احلكومة والربملان معا على �أدوات للت�أثري املتبادل‪ ،‬و�إن كان هذا‬
‫التوازن يختل على العموم لفائدة احلكومة‪.‬‬

‫الفقرة الأوىل‪ :‬الربملان وامل�ؤ�س�سة امللكية‬


‫ظلت عالقة الربملان بامل�ؤ�س�سة امللكية تكاد تكون ثابتة يف معظم الد�ساتري التي عرفها‬
‫املغرب‪ ،‬و�إن كانت بع�ض املراجعات الد�ستورية قد �أدخلت تعديالت عليها‪� ،‬إما يف اجتاه‬
‫املزيد من تكري�س نفوذ امللك على ح�ساب امل�ؤ�س�سة الربملانية‪ ،‬كما هو الأمر بالن�سبة لد�ستور‬
‫‪ ،1970‬الذي اكت�سب فيه امللك �صفة «املمثل الأ�سمى للأمة»‪ ،‬وامتلك حق ممار�سة الت�رشيع‬
‫خالل الفرتة الفا�صلة بني �صدور الأمر بتنفيذ الد�ستور وانتخاب الربملان املنبثق عنه‪� ،‬أو‬
‫التخفيف من ذلك‪ ،‬كما هو احلال بالن�سبة لد�ستور ‪ ،1 1992‬وبدرجة �أكرب د�ستور ‪،2011‬‬
‫الذي ت�ضمن تعديلني مهمني على م�ستوى عالقة امللك بالربملان‪:‬‬
‫ا■لأول‪ ،‬يتعلق بفقدان امللك ل�صفة «املمثل الأ�سمى للأمة»‪ ،‬التي ارتبطت به منذ‬
‫«د�ستور حالة اال�ستثناء» ل�سنة ‪.1970‬‬
‫■الثاين يهم اعتبار احلكومة من�صبة قانونيا مبجرد ت�صويت جمل�س النواب على‬
‫برناجمها‪ ،2‬و�إن كانت م�س�ألة التن�صيب احلكومي هاته ال تزال تثري بع�ض‬
‫الغمو�ض‪ ،‬حيث يطرح الت�سا�ؤل حول الو�ضعية القانونية للحكومة‪ ،‬وبالنتيجة‬
‫للأعمال ال�صادرة عنها‪ ،‬خالل الفرتة الفا�صلة بني تعيني امللك لأع�ضائها وت�صويت‬

‫‪ 11‬يتجلى ذلك يف تن�صي�ص الد�ستور‪ ،‬ولأول مرة‪ ،‬على ت�صويت جمل�س النواب على برنامج احلكومة‪ ،‬بعد ان‬
‫كانت هذه الأخرية تعترب من�صبة مبجرد ت�سليمها ظهائر تعيني �أع�ضائها‪.‬‬
‫‪ 22‬الف�صل ‪ 88‬من د�ستور ‪.2011‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪157‬‬

‫جمل�س النواب على برناجمها‪ ،3‬خا�صة يف ظل �صدور ظهري تعيني �أع�ضائها قبل‬
‫تقدمي الربنامج احلكومي‪ .4‬فرغم �أن القانون التنظيمي املتعلق بتنظيم وت�سيري �أ�شغال‬
‫احلكومة والو�ضع القانوين لأع�ضائها‪ ،5‬حاول معاجلة هذه امل�س�ألة من خالل �إ�ضفاء‬
‫�صفة ت�رصيف الأعمال على احلكومة‪ ،‬والتحديد احل�رصي للمهام التي متار�سها‪ ،‬ف�إن‬
‫ذلك ال يبدو يف نظرنا جتاوزا للإ�شكال املطروح‪� .‬إذ عالوة على �أنه يجعل حكومة‬
‫ت�رصيف �أعمال حتل حمل حكومة ت�رصيف �أعمال‪ ،‬مبا متثله هذه الو�ضعية من �شذوذ‬
‫مقارنة مبا هو معمول به يف عدد من التجارب املقارنة‪ ،‬ف�إن تكري�سه ل�صدور ظهائر‬
‫تعيني �أع�ضاء احلكومة قبل ت�صويت جمل�س النواب على برناجمها ي�شو�ش كثريا على‬
‫ما هو وا�ضح يف الف�صل ‪ 88‬من الد�ستور‪� ،‬أي التن�صيب الأحادي للحكومة من جانب‬
‫الربملان‪ .‬لذلك‪ ،‬كان احلل املنا�سب‪ ،‬يف تقديرنا‪ ،‬هو ا�ستمرار احلكومة التي انتهت‬
‫مدة واليتها مع �إعالن نتائج االنتخابات يف ت�رصيف الأعمال �إىل حني ت�صويت جمل�س‬
‫النواب على الربنامج املعد من طرف رئي�س احلكومة املعني بناء على م�شاوراته مع‬
‫حلفائه املحتملني‪ ،‬على �أن يتلوا ذلك مبا�رشة تعيني �أع�ضاء احلكومة‪.‬‬
‫عموما‪ ،‬ف�إن العالقة بني امللك والربملان‪ ،‬تتمحور حول �أربعة جوانب �أ�سا�سية‪ ،‬تتعلق‬
‫مبا يتوفر عليه امللك من �سلطات رمزية وتوجيهية �إزاءه‪ ،‬وتدخله يف الوظيفة الت�رشيعية‬
‫التي يعطيه الد�ستور �صالحية ممار�ستها‪ ،6‬وجلوئه �إليه من �أجل تعديل الد�ستور‪ ،‬ف�ضال‬
‫عن حتكمه يف م�صريه من خالل امتالكه ل�سلطة حله‪.‬‬
‫�أ ـ �سلطات ذات طابع ت�أ�سي�سي‬

‫�إذا كان امللك قد ظل ي�شرتك مع الربملان يف ممار�سة �سلطة تعديل الد�ستور يف جميع‬
‫الد�ساتري املغربية ال�سابقة ـ با�ستثناء د�ستور ‪ 1962‬الذي كانت فيه ال�سلطة الت�أ�سي�سية الفرعية‬

‫‪ 33‬ب�صدد هذا النقا�ش الذي �أثاره مو�ضوع التن�صيب احلكومي يراجع الكتيب اجلماعي حول «التن�صيب الربملاين‬
‫حلكومة بن كريان الثانية‪� :‬إ�شكاليات ومواقف»‪ ،‬تن�سيق ح�سن طارق‪ ،‬من�شورات �سل�سلة احلوار العمومي‪،‬‬
‫�سنة ‪.2013‬‬
‫‪� 44‬صدر ظهري تعيني رئي�س احلكومة (الظهري رقم ‪ )1.11.183‬بتاريخ ‪ 29‬نونرب ‪( 2011‬ج‪ .‬ر عدد ‪6000‬‬
‫بتاريخ فاحت دجنرب ‪ ،)2011‬و�صدر ظهري تعيني �أع�ضاء احلكومة (ظهري رقم ‪ ) 1.12.01‬بتاريخ ‪ 3‬يناير‬
‫‪ ،2012‬بينما مل يعر�ض الربنامج احلكومي على �أنظار الربملان �إال بتاريخ ‪ 19‬يناير ‪ ،2012‬ومل تتم امل�صادقة‬
‫عليه �إال بتاريخ ‪ 26‬يناير من نف�س ال�سنة‪.‬‬
‫‪ 55‬القانون التنظيمي رقم ‪( 065.13‬ج‪.‬ر عدد ‪ 6348‬بتاريخ ‪� 2‬أبريل ‪.)2015‬‬
‫‪ 66‬يتجلى ذلك يف تن�صي�ص الد�ستور‪ ،‬ولأول مرة‪ ،‬على ت�صويت جمل�س النواب على برنامج احلكومة‪ ،‬بعد ان‬
‫كانت هذه الأخرية تعترب من�صبة مبجرد ت�سليمها ظهائر تعيني �أع�ضائها‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪158‬‬

‫اخت�صا�صا م�شرتكا بني رئي�س احلكومة والربملان ـ ف�إن د�ستور ‪ ،2011‬و�إن �أعاد لرئي�س‬
‫احلكومة اخت�صا�صا كان قد فقده يف الد�ساتري الالحقة على �أول د�ستور مغربي‪ ،‬فقد عزز‬
‫من �سلطات امللك يف هذا املجال‪ .‬فعالوة على �أن هذا الد�ستور �أبقى على اخت�صا�صه يف‬
‫املبادرة املبا�رشة لتعديل الد�ستور عرب �آلية اال�ستفتاء‪ ،7‬وكر�س حتكمه يف مبادرة احلكومة‬
‫والربملان يف هذا املجال‪� ،‬سواء من خالل �إجبارية مرور م�رشوع املراجعة الذي يتقدم‬
‫به رئي�س احلكومة على املجل�س الوزاري الذي ينعقد برئا�سته‪� ،8‬أو من خالل عر�ض‬
‫م�رشوع �أو مقرتح تعديل الد�ستور الذي يتم مببادرة برملانية �أو حكومية على اال�ستفتاء بعد‬
‫�أن يكون الربملان قد �أقرهما وفقا للن�صاب الد�ستوري املحدد‪ ،9‬فقد �أعطاه �إمكانية جديدة‬
‫لتعديل الد�ستور عرب اللجوء �إىل الربملان‪.‬‬
‫هذه الإمكانية‪ ،‬و�إن كانت مقيدة ببع�ض ال�رشوط‪ ،‬من قبيل اقت�صارها على بع�ض‬
‫املقت�ضيات من الد�ستور‪ ،10‬وا�ست�شارة رئي�س املحكمة الد�ستورية قبل الإقدام عليها‪،11‬‬
‫واعتمادها ب�أغلبية ثلثي �أع�ضاء الربملان امللتئم يف �إطار اجتماع م�شرتك‪ ،12‬ف�ضال عن‬
‫مراقبة املحكمة الد�ستورية ل�صحة �إجراء هذه املراجعة و�إعالن نتائجها‪ ،13‬ف�إن ذلك ال مينع‬
‫من القول �إن هذا املقت�ضى اجلديد «يحمل داللة قاطعة على دعم هيمنة امللكية على �أهم �سلطة‬
‫يف الد�ستور �أال وهي ال�سلطة الت�أ�سي�سية الفرعية‪� ،‬أي �سلطة التعديل الد�ستوري»‪.14‬‬
‫ب ـ �سلطات ذات طابع رمزي وتوجيهي‬

‫تتجلى يف رئا�سة امللك الفتتاح ال�سنة الت�رشيعية‪ ،‬وبالذات دورة �أكتوبر‪ ،‬التي تكون‬
‫منا�سبة يوجه من خاللها خطابا �إىل الربملان‪ ،‬عادة ما يت�ضمن بع�ض التوجيهات يف املجال‬
‫الت�رشيعي‪ .‬هذه ال�صالحية �إذا كانت قد كر�ستها جميع الد�ساتري املغربية‪ ،‬ف�إنها اختلفت من‬
‫حيث «احل�صانة» التي �أ�صبغتها عليها بني د�ساتري منعت مناق�شتها ب�شكل مطلق‪ ،‬عندما‬
‫ن�صت على �أن «للملك �أن يخاطب الأمة والربملان ويتلى خطابه �أمام كال املجل�سني‪ ،‬وال‬

‫‪ 77‬لف�صل ‪ 172‬من د�ستور ‪.2011‬‬


‫‪ 88‬الفقرة الأخرية الف�صل ‪ 173‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 99‬الفقرة ‪ 1‬من الف�صل ‪ 174‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 110‬الفقرة ‪ 3‬من الف�صل ‪ 174‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 111‬الفقرة ‪ 3‬من الف�صل ‪ 174‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 112‬الفقرة ‪ 4‬من الف�صل ‪ 174‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 113‬الفقرة الأخرية من الف�صل ‪ 174‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 114‬رقية امل�صدق‪« :‬وهم التغيري يف م�رشوع الد�ستور اجلديد»‪� ،‬ضمن الكتيب اجلماعي حول «الد�ستور اجلديد‬
‫ووهم التغيري»‪ ،‬تن�سيق عمر بندورو‪ ،‬من�شورات دفاتر وجهة نظر‪ ،‬الطبعة الأوىل �ص ‪.2011‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪159‬‬

‫ميكن �أن يكون م�ضمونه مو�ضوع �أي نقا�ش» (جميع الد�ساتري الالحقة على د�ستور ‪1962‬‬
‫�إىل غاية د�ستور ‪ ،)1996‬و�أخرى اكتفت بحظر مناق�شتها على الربملان فقط‪ ،‬كما هو الأمر‬
‫بالن�سبة لد�ستور ‪ ،1962‬الذي ن�ص على �أن «للملك �أن يخاطب الربملان والأمة‪ ،‬وال ميكن‬
‫�أن يكون م�ضمون ما يخاطبهما به مو�ضوع نقا�ش من طرف الربملان»‪ ،15‬وكذلك د�ستور‬
‫‪ ،2011‬الذي ن�ص هو الآخر على �أن «للملك �أن يخاطب الأمة والربملان‪ ،‬ويتلى خطابه‬
‫�أمام كال املجل�سني‪ ،‬وال ميكن �أن يكون م�ضمونه مو�ضوع �أي نقا�ش داخلهما»‪.16‬‬
‫علما �أن توفر امللك على هذا احلق �إذا كان ي�ساير ما هو قائم يف معظم التجارب الدولية‪،‬‬
‫التي تقت�ضي التقاليد ال�سيا�سية والد�ستورية املتبعة فيها‪� ،‬أن يكون لرئي�س الدولة احلق يف‬
‫توجيه خطب �إىل الربملان تكون منا�سبة ي�ستطيع من خاللها لفت االنتباه �إىل بع�ض الق�ضايا‬
‫التي تتطلب معاجلتها �صدور ن�صو�ص ت�رشيعية‪ ،‬ف�إن ذلك ال يعني �أن هذا اخلطاب يتخذ‬
‫يف ال�سياق املغربي نف�س احلمولة ويحمل نف�س الداللة ويكون له نف�س التمثل لدى امل�ؤ�س�سة‬
‫الربملانية وعموم الطبقة ال�سيا�سية‪ .‬ف�إذا كان من الراجح �أن خطاب رئي�س الدولة يف البلدان‬
‫الدميقراطية عادة ما يتخذ طابعا توجيهيا و�إر�شاديا ورمزيا حتى‪ ،‬فقد جتاوز اخلطاب‬
‫امللكي يف ال�سياق ال�سيا�سي املغربي الطابع التوجيهي ليتخذ طابعا تقريريا وتقييميا‪� .‬إذ ميكن‬
‫�أن ي�ؤدي �إىل فر�ض بع�ض التدابري املتعلقة بالت�رشيع املايل‪ ،17‬و�أن يوظف يف تقييم �أداء‬
‫املجال�س اجلماعية‪ ،18‬ويف ترتيب �أجندة «املخطط الت�رشيعي»‪...19‬‬
‫ج ـ �سلطات ذات طابع ت�رشيعي‬

‫�إذا كانت ال�سلطات الت�رشيعية للملك‪ ،‬خا�صة تلك التي يتوفر عليها يف الظروف العادية‪،‬‬
‫كثريا ما كانت مو�ضوع نقا�ش‪ ،‬وانتقاد حتى‪ ،‬ف�إن الظروف التي و�ضع فيها د�ستور ‪،2011‬‬

‫‪ 115‬الف�صل ‪ 28‬من د�ستور ‪.1962‬‬


‫‪ 116‬الف�صل ‪ 52‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 117‬كان امللك احل�سن الثاين يف خطاب له �سنة ‪ 1984‬قد عمل على �إعفاء الفالحني من �أداء ال�رضيبة‪ .‬وتكرر نف�س‬
‫الأمر يف ظل عهد امللك حممد ال�ساد�س من خالل خطاب العر�ش ل�سنة ‪ ،2013‬الذي قرر من خالله امللك‬
‫الإبقاء على �إعفاء الفالحني ال�صغار واملتو�سطني من ال�رضيبة‪ ،‬ويف نف�س الوقت فر�ض �رضيبة على امل�شاريع‬
‫الفالحية الكربى‪.‬‬
‫‪ 118‬خطاب امللك يف افتتاح الدورة الأوىل من ال�سنة الت�رشيعية الثالثة (‪ )2013‬الذي خ�ص�صه للحديث عن مدينة‬
‫الدار البي�ضاء‪.‬‬
‫‪ 119‬خطاب افتتاح ال�سنة الت�رشيعية الثانية من الوالية الت�رشيعية التا�سعة وتركيزه على �أ�سبقية �إخراج بع�ض‬
‫القوانني التنظيمية‪ ،‬مثل القانون التنظيم املتعلق بالأمازيغية‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪160‬‬

‫و�إن �سمحت ب�إحداث بع�ض التعديل على هذا امل�ستوى‪ ،‬ف�إن ذلك مل مينع من ا�ستمرار توفر‬
‫امللك على �صالحيات ت�رشيعية‪ ،‬تتخذ ثالثة مظاهر �أ�سا�سية‪ ،‬ميكن حتديدها يف ما يلي‪:‬‬
‫�أوال ـ احتكار الت�رشيع يف املجال الديني‪� ،‬إذ مل مينع تن�صي�ص الد�ستور على «ممار�سة‬
‫الربملان لل�سلطة الت�رشيعية»‪ ،20‬من �أن يتكر�س الت�رشيع يف احلقل الديني كمجال حمفوظ‬
‫للملك‪ .‬وهو الأمر الذي يبدو وا�ضحا من خالل ن�ص الد�ستور على �أن «ميار�س امللك‬
‫ال�صالحيات الدينية املتعلقة ب�إمارة امل�ؤمنني‪ ،‬واملخولة له ح�رصيا مبق�ضى هذا الف�صل‪،‬‬
‫بوا�سطة ظهائر»‪ .21‬علما �أن الت�رشيع يف هذا املجال ظل من قبل‪ ،‬يف واقع املمار�سة‪،‬‬
‫اخت�صا�صا ملكيا من دون �أن يكون هناك ن�ص د�ستوري يعطيه �رصاحة ممار�سة هذه‬
‫ال�صالحية‪ ،‬اللهم ما يتعلق بـ«�إمارة امل�ؤمنني» املن�صو�ص عليها يف الف�صل ‪ 19‬والت�أويالت‬
‫التي خ�ضعت لها‪.‬‬
‫ثانيا ـ �إ�صدار الأمر بتنفيذ القوانني بعد �أن تكون قد ا�ستنفذت جميع املراحل التي تتطلبها‬
‫امل�سطرة الت�رشيعية‪ ،‬مبا يف ذلك حمطة الق�ضاء الد�ستوري‪ ،‬التي تعد �إجبارية بالن�سبة‬
‫لبع�ضها (القوانني التنظيمية‪ ،‬النظامان الداخليان ملجل�سي الربملان)‪ ،‬واختيارية للبع�ض‬
‫الآخر (القوانني العادية)‪.‬‬
‫ثالثا ـ الإمكانية املتاحة له لطلب قراءة جديدة مل�شاريع ومقرتحات القوانني‪� ،22‬أي ما‬
‫يعرف يف بلدان �أخرى بحق االعرتا�ض الرئا�سي‪ ،‬يف احلالة التي قد تكون له مالحظات‬
‫حول م�ضامينها‪ ،‬و�إن كانت هذه �إمكانية املخولة له بالن�سبة جلميع �أنواع القوانني ال�صادرة‬
‫عن الربملان‪ ،‬قد طر�أت عليها بع�ض التعديالت يف د�ستور ‪ ،2011‬خا�صة من خالل حذف‬
‫الإمكانية التي كانت تتيحها له الد�ساتري ال�سابقة من �أجل اللجوء �إىل اال�ستفتاء بعد تعرفه على‬
‫موقف الربملان من الن�ص مو�ضوع القراءة اجلديدة‪ ،‬وفقا ملا �أ�رشنا �إىل ذلك عند حديثنا عن‬
‫مراحل امل�سطرة الت�رشيعية يف الف�صل الثالث من هذا الكتاب‪.‬‬
‫�إىل جانب هذه ال�صالحيات املبا�رشة التي يتوفر عليها امللك يف جمال الت�رشيع‪ ،‬يتوفر‬
‫�أي�ضا على �صالحيات ت�رشيعية �أخرى غري مبا�رشة‪ .‬ذلك �أن فر�ض حالة اال�ستثناء تخوله‬
‫«�صالحية اتخاذ الإجراءات التي يفر�ضها الدفاع عن الوحدة الرتابية‪ ،‬ويقت�ضيها الرجوع‪،‬‬

‫‪ 220‬ح�سب ما ين�ص على ذلك الد�ستور يف الف�صل ‪ 70‬منه‪.‬‬


‫‪ 221‬الفقرة ‪ 1‬من الف�صل ‪ 41‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 222‬الف�صل ‪ 95‬من د�ستور ‪.2011‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪161‬‬

‫يف �أقرب الآجال‪� ،‬إىل ال�سري العادي للم�ؤ�س�سات الد�ستورية»‪ ،23‬مبا يف ذلك «الإجراءات‬
‫الت�رشيعية» حتى ولو �أن اللجوء �إىل �إعالن هذه احلالة ال يرتتب عليه حل الربملان‪ ،‬و�إن‬
‫كان �إقدام امللك على ممار�سة الوظيفة الت�رشيعية يف ظل حالة اال�ستثناء يطرح الت�سا�ؤل‬
‫حول جدوى ا�ستمرار الربملان قائما �إذا مل يكن �سي�ستمر يف ممار�سة هذه الوظيفة‪ .‬كما �أن‬
‫�سكوت الد�ستور على من ميلك الوظيفة الت�رشيعية خالل الفرتة الفا�صلة بني حل الربملان‬
‫وانتخاب برملان جديد‪ ،‬واملحددة يف �ستني يوما‪ ،‬قد ال مينع من تطويع مقت�ضيات الف�صل‬
‫‪ 42‬من الد�ستور لت�صب يف اجتاه تخويل هذه الإمكانية للملك باعتباره «�ضامن دوام الدولة‬
‫وا�ستمرارها»‪.‬‬
‫د ـ �سلطات تتعلق بحل الربملان‬

‫ال تنح�رص �صالحيات امللك يف عالقته بالربملان عند حدود التوجيه و«اقتطاع» بع�ض‬
‫�سلطاته الت�رشيعية‪� ،‬أو الت�أثري يف مبادراته الت�أ�سي�سية‪ ،‬و�إمنا تتعدى ذلك �إىل حد التحكم يف‬
‫م�صريه‪ ،‬وو�ضع حد لوجوه املادي‪ .‬وهي ال�صالحية التي ميار�سها �إما عرب اللجوء املبا�رش‬
‫�إىل حل الربملان‪ ،‬ككل �أو حل �أحد جمل�سيه‪� ،‬أو عرب املوافقة على مبادرة رئي�س احلكومة‬
‫بحل جمل�س النواب‪ ،‬على اعتبار �أن الإقدام على �أن هذه املبادرة من جانب رئي�س احلكومة‬
‫يتطلب ا�ست�شارة امللك (ف�ضال عن رئي�س املحكمة الد�ستورية)‪ ،‬و�أن مر�سوم احلل يعر�ض‬
‫على املجل�س الوزاري‪ ،24‬و�إن كانت هذه ال�صالحية التي يتوفر عليها امللك �إزاء الربملان‬
‫حتتاج �إىل نقا�ش‪ ،‬خا�صة من ناحية مدى ان�سجامها مع مبد�أ الف�صل املرن لل�سلطات‪.‬‬
‫ف�إذا كانت التطبيقات ال�سائدة لهذا املبد�أ تروم �إقامة توازن بني ال�سلطة التنفيذية‪� ،‬أو‬
‫بالأحرى احلكومة‪ ،‬وال�سلطة الت�رشيعية عرب �إعطاء الأوىل �إمكانية اللجوء �إىل حل الثانية‬
‫كمقابل للم�س�ؤولية ال�سيا�سية للثانية �أمام الأوىل‪ ،‬ف�إن ما يالحظ بالن�سبة للحالة املغربية هو‬
‫�أن امللك غري منتخب‪ ،‬ويتوفر على �صالحيات وا�سعة‪ ،‬ويف نف�س الوقت ال يرتبط بالربملان‬
‫ب�أية م�س�ؤولية �سيا�سية‪ ،‬وال يت�صور بالتايل وجود ف�صل لل�سلطات على م�ستواه‪ .‬لذلك‪ ،‬ف�إن‬
‫التطبيق ال�سليم لهذا املبد�أ كان يقت�ضي جعل هذه ال�صالحية من اخت�صا�ص رئي�س احلكومة‪،‬‬
‫بحيث يكون اتخاذ قرار احلل من اخت�صا�صه هو حتى ولو كان امللك من الناحية ال�شكلية هو‬
‫الذي يعلن عنه‪ ،‬متاما كما هو موجود يف الأنظمة الربملانية‪ ،‬ملكية كانت �أو جمهورية‪.‬‬

‫‪ 223‬الف�صل ‪ 59‬من د�ستور ‪.2011‬‬


‫‪ 224‬الف�صل ‪ 104‬من د�ستور ‪.2011‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪162‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬الربملان واحلكومة‬


‫ظلت العالقة بني احلكومة والربملان‪ ،‬على العموم‪ ،‬مطبوعة برجحان كفة اجلهاز‬
‫التنفيذي على اجلهاز الت�رشيعي‪ ،‬من خالل ما يعرف بتقنيات «العقلنة الربملانية»‪ .‬فالربملان‬
‫مل يكن م�سموحا له بالت�رشيع �إال يف جماالت حمددة على �سبيل احل�رص‪ ،‬كما �أن احلكومة‬
‫امتلكت عدة �آليات �سمحت لها بالت�أثري املبا�رش وغري املبا�رش يف عمل امل�ؤ�س�سة الت�رشيعية‪.‬‬
‫�صحيح �أن هذه الأخرية كانت متتلك هي الأخرى �أ�سلحة يف مواجهة احلكومة (ملتم�س‬
‫الرقابة‪ ،‬ملتم�س �سحب الثقة‪� ،)..‬إال �أنها غالبا ما ظلت مقيدة ب�صعوبة توفري ال�رشوط‬
‫املطلوبة يف حتريكها واعتمادها‪.‬‬
‫و�إذا كان د�ستور ‪ 2011‬قد �أحدث حتوال يف العالقة بني امل�ؤ�س�ستني ال ميكن جتاهله‪ ،‬خا�صة‬
‫عندما عمد �إىل تقوية الدور الت�رشيعي للربملان وتعزيز �آلياته الرقابية‪ ،‬ف�إن ذلك ال مينع من‬
‫القول �إن هذه العالقة ال تزال حمكومة بنوع من اختالل التوازن ل�صالح احلكومة‪ ،‬حيث‬
‫يبدو ت�أثريها يف عمل الربملان �أكرث و�ضوحا‪ ،‬على نحو ما يظهر يف اجلوانب التالية‪:‬‬
‫�أ ـ تقييد اخت�صا�صات الربملان يف جمال الت�رشيع‬
‫مل مينع ن�ص د�ستور ‪ 2011‬على ممار�سة الربملان لل�سلطة الت�رشيعية‪ ،25‬وتو�سيعه لدائرة‬
‫الق�ضايا التي تدخل �ضمن اخت�صا�ص القانون‪ ،26‬من ا�ستمرار بع�ض القيود على اخت�صا�صاته‬
‫الت�رشيعية‪ .‬ال�شيء الذي يظهر من خالل �أربعة جوانب رئي�سية‪:‬‬
‫�أوال ـ حتديد املجاالت التي يخت�ص الربملان بالت�رشيع فيها على �سبيل احل�رص‪،27‬‬
‫واعتبار كل ما ال يدخل يف قائمة ال�صالحيات املحددة له من اخت�صا�ص جمال التنظيم‬
‫(احلكومة)‪ ،28‬بال�شكل الذي يجعله م�رشعا ا�ستثنائيا واحلكومة م�رشعا عاديا‪.‬‬
‫ثانيا ـ �إباحة تفوي�ض الربملان الخت�صا�صاته الت�رشيعية لفائدة احلكومة مبا ي�سمح لها‬
‫مبمار�سة الت�رشيع يف جماالت اخت�صا�صه مبقت�ضى قوانني الإذن‪� 29‬أو مرا�سيم ال�رضورة‬
‫‪ ،30‬و�إن كان اللجوء �إىل مثل هذه املبادرة يحتاج �إىل توفر بع�ض ال�رشوط‪ ،‬تتجلى يف‬
‫احلالة الأوىل يف �رضورة �أن تتخذ لغاية معينة وملدة زمنية حمدودة‪ ،‬و�أن يتم عر�ضها على‬

‫‪ 225‬الفقرة ‪ 1‬من الف�صل ‪ 70‬من د�ستور ‪.2011‬‬


‫‪ 226‬الف�صل ‪ 71‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 227‬الف�صل ‪ 71‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 228‬الف�صل ‪ 72‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 229‬الفقرة ‪ 3‬من الف�صل ‪ 70‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 330‬الف�صل ‪ 81‬من د�ستور ‪.2011‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪163‬‬

‫الربملان بق�صد امل�صادقة عليها عند انتهاء الأجل ااملحدد لها‪ ،‬بينما تتحدد يف احلالة الثانية يف‬
‫�رضورة االتفاق امل�سبق مع اللجان الربملانية التي يعنيها الأمر‪ ،‬ف�ضال عن عر�ضها على‬
‫الربملان بغر�ض امل�صادقة عليها خالل دورته العادية املوالية‪.‬‬
‫ثالثا ـ تدخل احلكومة يف امل�سطرة الت�رشيعية‪ ،‬الذي يتخذ عدة �أ�شكال‪ ،‬تتجلى‬
‫�أ�سا�سا يف م�شاركة الربملان يف املبادرة الت�رشيعية‪ 31‬ويف حق التعديل‪ ،32‬والتحكم يف‬
‫حتديد جدول �أعمال الربملان عرب فر�ض �أ�سبقية م�شاريع القوانني على مقرتحات‬
‫القوانني‪ ،33‬والدفع بعدم قبول املقرتحات والتعديالت التي تقدر احلكومة �أنها ال‬
‫تدخل يف جمال اخت�صا�ص الربملان‪ ،34‬واالعرتا�ض على التعديالت التي مل تعر�ض‬
‫من قبل على اللجنة املعنية‪ ،35‬وتلك التي يكون هدفها تخفي�ض املوارد العمومية �أو‬
‫�إحداث نفقات جديدة �أو الزيادة يف نفقات موجودة‪ ،36‬وطلب البث بت�صويت واحد‬
‫يف الن�ص مع االقت�صار على التعديالت املقرتحة �أو املقبولة من طرفها‪ ،37‬ف�ضال عن �إنهاء‬
‫دورات الربملان مبر�سوم‪ ،38‬والدعوة لعقد دورات ا�ستثنائية للربملان‪.39‬‬
‫رابعا ـ هيمنة احلكومة على الت�رشيع املايل‪ ،‬حيث ال يزال الد�ستور مينح لها �صالحيات‬
‫وا�سعة يف هذا املجال‪ ،‬بال�شكل الذي ي�سمح لها بالتحكم لي�س فقط يف املبادرة الت�رشيعية‬
‫و�إمنا‪� ،‬أي�ضا‪ ،‬يف باقي امل�سار الذي يقود نحو امل�صادقة على امل�رشوع‪ ،‬ال�شيء الذي توقفنا‬
‫عنده بنوع من التف�صيل عند حديثنا عن الوظيفة املالية للربملان يف الف�صل الثالث من هذا‬
‫الكتاب‪ ،‬ولن نعود �إليه جتنبا للتكرار‪.‬‬
‫ب ـ عقلنة مراقبة الربملان للحكومة‬
‫يف مقابل و�سائل الت�أثري التي متلكها احلكومة �إزاء الربملان‪ ،‬يتوفر هذا الأخري هو كذلك‬
‫على بع�ض الو�سائل التي ت�سمح له مبراقبة عمل احلكومة‪ ،‬ومواجهة كل «تغول» من‬
‫جانبها‪ .‬لكنها تبقى يف جمملها و�سائل حمدودة الت�أثري بالنظر لالعتبارات التالية‪:‬‬

‫‪ 331‬الفقرة ‪ 1‬من الف�صل ‪ 78‬من د�ستور ‪.2011‬‬


‫‪ 332‬الفقرة ‪ 1‬من الف�صل ‪ 83‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 333‬الف�صل ‪ 82‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 334‬الف�صل ‪ 79‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 335‬الفقرة ‪ 1‬من الف�صل ‪ 83‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 336‬الفقرة ‪ 2‬من الف�صل ‪ 77‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 337‬الفقرة ‪ 2‬من الف�صل ‪ 83‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 338‬الف�صل ‪ 65‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 339‬الف�صل ‪ 66‬من د�ستور ‪.2011‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪164‬‬

‫�أوال ـ �أن �أكرث الو�سائل الرقابية ا�ستعماال من طرف الربملان ال ترتتب عنها �إثارة‬
‫امل�س�ؤولية ال�سيا�سية للحكومة‪ ،‬مثل الأ�سئلة الرقابة مبختلف �أ�صنافها‪ ،‬وجلان تق�صي‬
‫احلقائق‪ ،‬و«جل�سات اال�ستماع» �إىل �أع�ضاء احلكومة التي تتم على م�ستوى اللجان الدائمة‪،‬‬
‫وبالتايل تبقى ذات ت�أثري «معنوي و�أدبي»‪ ،‬لي�س �إال‪.‬‬
‫ثانيا ـ الت�شدد يف ال�رشوط املطلوبة ال�ستخدام الربملان لبع�ض الو�سائل الرقابية التي تتيح‬
‫�إمكانية �إثارة امل�س�ؤولية ال�سيا�سية للحكومة‪ ،‬وخا�صة ملتم�س الرقابة‪� .‬إذ رغم �أن د�ستور‬
‫‪ ،2011‬قد خف�ض الن�صاب القانوين املطلوب لتقدمي ملتم�س الرقابة‪ ،‬الذي �أ�صبح حمددا يف‬
‫خم�س �أع�ضاء جمل�س النواب‪ ،40‬ف�إن تبنيه من طرف املجل�س يبدو م�س�ألة �صعبة �إن مل تكن‬
‫م�ستحيلة يف ظل وجود �أغلبية برملانية م�ساندة للحكومة‪ ،‬وبالتايل ال ميكن ت�صوره �إال يف‬
‫ظل انهيار هذه الأغلبية‪ .‬وهو �أمر ناذر احلدوث يف ال�سياق ال�سيا�سي املغربي‪.‬‬
‫ثالثا ـ جتاهل التن�صي�ص على و�سائل رقابية تبدو ذات فعالية �أكرب يف عالقة الربملان‬
‫باحلكومة يف الكثري من الأنظمة الربملانية‪ ،‬مثل «اال�ستجواب»‪ ،‬حيث ن�صت العديد من‬
‫الد�ساتري‪ ،‬مبا يف ذلك بع�ض الد�ساتري العربية‪ ،‬كالد�ستور الكويتي‪ 41‬والد�ستور امل�رصي‪،42‬‬
‫على حق ع�ضو �أو جمموعة من الأع�ضاء يف الربملان ا�ستجواب وزير معني �أو الوزراء‬
‫للوقوف على احلقيقة يف �ش�أن ق�ضية من الق�ضايا التي تهم القطاع احلكومي الذي ي�رشفون‬
‫عليه‪.‬‬
‫رابعا ـ حتكم اجلهاز التنفيذي يف م�صري الربملان‪� ،‬أو على الأ�صح جمل�س النواب‪،‬‬
‫حيث �أ�صبح رئي�س احلكومة يف ظل د�ستور ‪ 2011‬يتوفر على �صالحية حل جمل�س النواب‪،‬‬
‫كمقابل لل�صالحيات التي ميلكها هذا الأخري يف الت�صويت على الربنامج احلكومي‪ ،‬وبالتايل‬
‫التحكم يف امليالد القانوين لها‪ ،‬و�إن كانت هذه الإمكانية م�رشوطة‪ ،‬كما قلنا من قبل‪،‬‬
‫با�ست�شارة امللك‪ ،‬ورئي�س املحكمة الد�ستورية‪ ،‬ووجوب عر�ض مر�سوم احلل على املجل�س‬
‫‪ 440‬الفقرة ‪ 1‬من الف�صل ‪ 105‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪441‬تن�ص املادة ‪ 100‬من الد�ستور الكويتي ل�سنة ‪ 1962‬على �أنه «لكل ع�ضو من �أع�ضاء جمل�س الأمة �أن يوجه �إىل رئي�س‬
‫جمل�س الوزراء و�إىل الوزراء ا�ستجوابات عن الأمور الداخلة يف اخت�صا�صاتهم‪ .‬وال جتري املناق�شة يف اال�ستجواب‬
‫�إال بعد ثالثة �أيام على الأقل من يوم تقدميه‪ ،‬وذلك يف غري حالة اال�ستعجال وموافقة الوزير‪ .‬ومبراعاة املادة ‪101‬‬
‫و ‪ 102‬من الد�ستور يجوز �أن ي�ؤدي اال�ستجواب �إىل طرح مو�ضوع الثقة على املجل�س»‪.‬‬
‫‪442‬تن�ص املادة ‪ 130‬من الد�ستور امل�رصي ل�سنة ‪ 2014‬على �أنه «لكل ع�ضو يف جمل�س النواب توجيه ا�ستجواب لرئي�س‬
‫جمل�س الوزراء‪� ،‬أو �أحد نوابه‪� ،‬أو �أحد الوزراء‪� ،‬أو نوابهم‪ ،‬ملحا�سبتهم عن ال�ش�ؤون التي تدخل يف اخت�صا�صاتهم‪.‬‬
‫ويناق�ش املجل�س اال�ستجواب‪ ،‬بعد �سبعة �أيام على الأقل من تاريخ تقدميه‪ ،‬وبحد �أق�صى �ستون يوما‪� ،‬إال يف حاالت‬
‫اال�ستعجال التي يراها‪ ،‬وبعد موافقة احلكومة»‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪165‬‬

‫الوزاري‪ ،‬ف�ضال عن تقدمي رئي�س احلكومة لت�رصيح �أمام جمل�س النواب يت�ضمن ب�صفة‬
‫خا�صة دوافع قرار احلل و�أهدافه‪.43‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬الربملان وال�سلطة الق�ضائية‬


‫من الناحية املبدئية والنظرية‪ ،‬ف�إن ال�سلطة الق�ضائية م�ستقلة عن ال�سلطة الت�رشيعية‪ ،‬كما‬
‫هي م�ستقلة عن ال�سلطة التنفيذية‪ ،‬لكن ذلك ال مينع من قيام بع�ض جوانب العالقة بينها‬
‫وبني الربملان‪ .‬فهذا الأخري هو الذي ي�ضع القوانني املنظمة لل�سلطة الق�ضائية مثل القانون‬
‫التنظيمي للمجل�س الأعلى لل�سلطة الق�ضائية‪ ،44‬والقانون التنظيمي اخلا�ص بالنظام الأ�سا�سي‬
‫للق�ضاة‪ ،45‬والتنظيم الق�ضائي‪ ،‬و�إحداث �أ�صناف جديدة من املحاكم‪ ،46‬كما �أنه يطلب من‬
‫املجل�س الأعلى لل�سلطة الق�ضائية �آراء مف�صلة حول كل م�س�ألة تتعلق بالعدالة‪ .47‬لكن هذه‬
‫العالقة مع ال�سلطة الق�ضائية تظهر ب�صفة �أكرث �أهمية عندما يتعلق الأمر مبا ميكن ت�سميته‬
‫بالق�ضاء املتخ�ص�ص‪� ،‬أي الق�ضاء الد�ستوري والق�ضاء املايل‪ ،‬رغم �أن هذين النوعني من‬
‫الق�ضاء ال يدرجهما الد�ستور �ضمن الباب ال�سابع الذي يخ�ص�صه لل�سلطة الق�ضائية‪.‬‬

‫الفقرة الأوىل‪ :‬الربملان والق�ضاء الد�ستوري‬


‫تكت�سي العالقة بني امل�ؤ�س�سة الت�رشيعية والق�ضاء الد�ستوري �أهمية ق�صوى‪ ،‬جتد �أ�سا�سها يف‬
‫ا�صطدام ما ي�صدر عن الربملان من ن�صو�ص قانونية (القوانني العادية‪ ،‬القوانني التنظيمية‪،‬‬
‫النظامان الداخليان ملجل�سي الربملان‪ ،‬واملعاهدات واالتفاقيات الدولية التي تعر�ض على‬
‫الربملان )‪ 48‬مبحطة الرقابة على د�ستورية القوانني التي متار�سها املحكمة الد�ستورية‪ ،‬خا�صة‬
‫و�أن هذه املحطة تبدو �إجبارية بالن�سبة لبع�ض تلك الن�صو�ص‪ ،‬بحيث ال ميكنها �أن ت�أخذ‬
‫طريقها نحو �إ�صدار الأمر بتنفيذها قبل التحقق من مدى مطابقتها لأحكام الد�ستور‪ .‬لكن هذا‬
‫العالقة ال تنح�رص يف مو�ضوع الرقابة على د�ستورية القوانني بل تتخذ �أبعادا �أخرى‪ ،‬ميكن‬
‫�أن نخت�رصها يف بعدين �أ�سا�سيني‪:‬‬

‫الف�صل ‪ 104‬من د�ستور ‪.2011‬‬ ‫‪443‬‬


‫الف�صل ‪ 116‬من د�ستور ‪.2011‬‬ ‫‪444‬‬
‫الف�صل ‪ 112‬من د�ستور ‪.2011‬‬ ‫‪445‬‬
‫الف�صل ‪ 71‬من د�ستور ‪.2011‬‬ ‫‪446‬‬
‫الفقرة ‪ 2‬من الف�صل ‪ 113‬من د�ستور ‪.2011‬‬ ‫‪447‬‬
‫الف�صالن ‪ 55‬و ‪ 132‬من د�ستور ‪.2011‬‬ ‫‪448‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪166‬‬

‫�أوال ـ �أن الربملان هو الذي يعني ن�صف �أع�ضاء املحكمة الد�ستورية (ثالثة ينتخبهم جمل�س‬
‫النواب وثالثة ينتخبهم جمل�س امل�ست�شارين)‪ ،49‬وي�صادق على الن�صو�ص القانونية املنظمة‬
‫لها (القانون التنظيمي اخلا�ص باملحكمة املذكورة)‪ ،50‬ولبع�ض االخت�صا�صات اجلديدة التي‬
‫�أ�ضحت متار�سها (القانون التنظيمي املتعلق بالدفع بعدم الد�ستورية) ‪.51‬‬
‫ثانيا ـ �أن املحكمة الد�ستورية هي التي تتوىل البث يف مدى �صحة انتخاب �أع�ضاء‬
‫الربملان‪ ،52‬و�شغور املقاعد الربملانية‪ ،53‬والتجريد من ال�صفة الربملانية‪ ،54‬وكذا يف النزاع‬
‫الذي ميكن �أن يثور بني الربملان واحلكومة يف حالة �إقدام هذه الأخرية على «اتهام»‬
‫الربملان بالتعدي على اخت�صا�صاتها‪ ،‬وطرح تعديالت �أو مقرتحات تتجاوز نطاق القانون‬
‫لت�شمل نطاق التنظيم‪.55‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬الربملان والق�ضاء املايل‬


‫املق�صود بالق�ضاء املايل ما يعرف باملحاكم املالية‪ ،‬التي تتج�سد �أ�سا�سا يف ق�ضاء املجل�س‬
‫الأعلى للح�سابات‪ ،‬الذي يعد هيئة ذات �صبغة ق�ضائية ي�صدر مقررات ق�ضائية‪ ،56‬على‬
‫اعتبار �أن بع�ض �أعماله تتخذ هي الأخرى طابعا ق�ضائيا‪ ،‬من قبيل التدقيق والتحقيق‬
‫والبث يف ح�سابات مرافق الدولة واملقاوالت وامل�ؤ�س�سات العمومية املتوفرة على حما�سب‬
‫عمومي‪ ،‬والت�سيري بحكم الواقع والت�أديب املتعلق بامليزانية وال�ش�ؤون العامة‪ ،‬والبث يف‬
‫طلبات ا�ستئناف الأحكام ال�صادرة ب�صفة نهائية عن املجال�س اجلهوية للح�سابات‪� ،‬سواء‬
‫يف جمال البث يف احل�سابات �أو بالن�سبة للت�أديب‪ .‬فبعد �أن كان دور املجل�س املذكور حيال‬
‫الربملان يقت�رص‪ ،‬يف ظل د�ستور ‪ ،1996‬على «تقدمي امل�ساعدة يف امليادين التي تدخل يف‬
‫نطاق اخت�صا�صاته مبقت�ضى القانون»‪� ،57‬أي كل ما يتعلق «مبراقبة الربملان لتنفيذ قوانني‬
‫املالية»‪� ،‬أ�ضحى هذا الدور يف ظل د�ستور ‪ 2011‬ي�شمل جوانب جديدة‪ ،‬تتجلى فيما يلي‪:‬‬

‫‪ 449‬الف�صل ‪ 130‬من د�ستور ‪.2011‬‬


‫‪ 550‬الف�صل ‪ 131‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 551‬الف�صل ‪ 133‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 552‬الف�صل ‪ 132‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 553‬الف�صل ‪ 61‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 554‬الف�صل ‪ 61‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 555‬الف�صل ‪ 73‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 556‬ح�سب ما �أكد على ذلك املجل�س الد�ستوري يف قراره رقم ‪ 924/13‬ال�صادر بتاريخ ‪ 30‬دجنرب ‪ 2013‬لدى مراقبته‬
‫لد�ستورية مقت�ضيات النظام الداخلي ملجل�س النواب‪.‬‬
‫‪ 557‬الف�صل ‪ 97‬من د�ستور ‪.1996‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪167‬‬

‫�أوال ـ مراقبة الت�رصيح باملمتلكات الذي يقوم به الربملانيني‪ ،‬ب�صفته جهاز الرقابة العليا‬
‫على املال العام‪ ،‬على اعتبار �أن ه�ؤالء يخ�ضعون �إىل هذا النظام‪ ،‬حتت طائلة التجريد من‬
‫ال�صفة الربملانية يف حالة االمتناع عن القيام بالت�رصيح‪� ،‬أو الإدالء بت�رصيح غري كامل‪،‬‬
‫�أو ال يطابق ما هو من�صو�ص عليه يف القانون املنظم للت�رصيح باملمتلكات بالن�سبة لأع�ضاء‬
‫الربملان‪ ،‬كما �سنو�ضح ذلك يف الف�صل اخلام�س اخلا�ص بالنظام القانوين لأع�ضاء الربملان‪.‬‬
‫ثانيا ـ تقدمي امل�ساعدة للربملان يف املجاالت املتعلقة مبراقبة املالية العامة‪ ،‬والإجابة‬
‫عن الأ�سئلة واال�ست�شارات املرتبطة بوظائفه يف الت�رشيع واملراقبة والتقييم املتعلقة باملالية‬
‫العامة‪.58‬‬
‫ثالثا ـ توجيه التقرير ال�سنوي املت�ضمن جلميع �أعماله �إىل رئي�سي جمل�سي الربملان‬
‫(بالإ�ضافة �إىل امللك ورئي�س احلكومة)‪.59‬‬
‫رابعا ـ تقدمي عر�ض عن �أعمال املجل�س‪ ،‬من طرف الرئي�س الأول له‪� ،‬أمام الربملان‪،‬‬
‫على �أ�سا�س �أن يكون متبوعا مبناق�شة‪ .60‬وهو العر�ض الذي يقدم �أمام الربملان منعقدا يف‬
‫جل�سة م�شرتكة ملجل�سيه‪ ،‬يف وقت تتم فيه مناق�شته داخل كل جمل�س على حدة بني �أع�ضائه‬
‫وبني احلكومة‪ ،‬كما �أكد على ذلك املجل�س الد�ستوري‪ ،‬لدى اعرتا�ضه على اقرتاح ملجل�س‬
‫النواب كان يروم جعل تقدمي العر�ض املذكور يتم �أمام كل جمل�س ب�صفة منفردة‪.61‬‬
‫خام�سا ـ فح�ص النفقات املتعلقة باحلمالت االنتخابية‪ ،62‬ويف مقدمتها تلك املتعلقة‬
‫باالنتخابات الت�رشيعية اخلا�صة مبجل�س النواب وجمل�س امل�ست�شارين‪ ،‬ف�ضال عن ممار�سة‬
‫الرقابة العليا على تنفيذ قوانني امليزانية التي ت�صدر عن الربملان‪.63‬‬

‫املبحث الثاين‪ :‬الربملان وال�سلط اجلديدة‬


‫مل يعد عمل الربملان يتقاطع فقط مع ما �أ�سميناها بال�سلط التقليدية‪� ،‬أي ال�سلطة التنفيذية‬
‫وال�سلطة الق�ضائية‪ ،‬بقدر ما �أ�صبحت تتدخل فيه �أي�ضا بع�ض ال�سلطة اجلديدة‪ ،‬حيث كر�س‬

‫الفقرة ‪ 1‬من الف�صل ‪ 148‬من د�ستور ‪.2011‬‬ ‫‪558‬‬


‫الفقرة ‪ 4‬من الف�صل ‪ 148‬من د�ستور ‪.2011‬‬ ‫‪559‬‬
‫الفقرة ‪ 5‬من الف�صل ‪ 148‬من د�ستور ‪.2011‬‬ ‫‪660‬‬
‫قرار املجل�س الد�ستوري رقم ‪� 924/13‬صادر بتاريخ ‪ 22‬غ�شت ‪.2013‬‬ ‫‪661‬‬
‫الفقرة ‪ 3‬من الف�صل ‪ 147‬من د�ستور ‪.2011‬‬ ‫‪662‬‬
‫الفقرة ‪ 3‬من الف�صل ‪ 147‬من د�ستور ‪.2011‬‬ ‫‪663‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪168‬‬

‫د�ستور ‪ 2011‬بع�ض الأدوار على هذا امل�ستوى لهيئات وم�ؤ�س�سات عمل على د�سرتتها �أو‬
‫�إحداثها‪ ،‬ف�ضال عن هيئات املجتمع املدين‪.‬‬

‫املطلب الأول‪ :‬الربملان وهيئات ال�ضبط واحلكامة‬


‫يتعلق الأمر بعدد من امل�ؤ�س�سات املد�سرتة التي تتنوع جماالت ا�شتغالها بني «ال�ضبط»‬
‫و«احلكامة اجليدة»‪ .‬وهي م�ؤ�س�سات بع�ضها جرى الن�ص على �إحداثه لأول مرة يف د�ستور‬
‫‪( 2011‬هي�أة املنا�صفة وحماربة جميع �أ�شكال التمييز‪ ،‬املجل�س اال�ست�شاري للأ�رسة والطفولة‪،‬‬
‫املجل�س اال�ست�شاري لل�شباب والعمل اجلمعوي)‪ ،‬وبع�ضها الآخر كان موجودا من قبل لكن‬
‫الد�ستور املذكور عمل على د�سرتتها‪ ،‬و�إعادة النظر يف ت�سمياتها ويف بع�ض اخت�صا�صاتها‬
‫ووظائفها (املجل�س االقت�صادي واالجتماعي والبيئي‪ ،‬املجل�س الوطني حلقوق الإن�سان‪،‬‬
‫جمل�س اجلالية املغربية باخلارج‪ ،‬املجل�س الأعلى للرتبية والتكوين والبحث العلمي‪ ،‬الهي�أة‬
‫الوطنية للنزاهة والوقاية من الر�شوة وحماربتها‪ ،‬الو�سيط‪ ،‬جمل�س املناف�سة‪ ،‬والهي�أة العليا‬
‫لالت�صال ال�سمعي الب�رصي)‪.‬‬

‫الفقرة الأوىل‪ :‬جتليات العالقة بهيئات ال�ضبط واحلكامة‬


‫بالرغم من ت�أكيد الد�ستور على �أنها «م�ؤ�س�سات م�ستقلة»‪ ،64‬ف�إن عالقاتها بامل�ؤ�س�سة‬
‫الت�رشيعية تظل قائمة‪ ،‬حيث تربز يف ثالثة جوانب �أ�سا�سية‪:‬‬
‫�أوال ـ اخت�صا�ص امل�ؤ�س�سة الربملانية يف �سن الن�صو�ص القانونية املحدثة لها واملنظمة ل�سري‬
‫عملها‪ ،‬حيث تنظم جميع هذه امل�ؤ�س�سات بقوانني عادية‪ ،‬با�ستثناء م�ؤ�س�سة واحدة هي التي‬
‫جرى تنظيمها بقانون تنظيمي (املجل�س االقت�صادي واالجتماعي)‪ .65‬علما �أن بع�ض هذه‬
‫الهيئات‪ ،‬وحتديدا الهي�أة العليا لالت�صال ال�سمعي الب�رصي واملجل�س الوطني حلقوق الإن�سان‬
‫وم�ؤ�س�سة الو�سيط‪ ،‬كانت قد �أحدثت بظهري‪� ،‬أي من طرف امللك‪ ،‬ومل يكن للربملان بالتايل‬
‫�أي دور يف ن�شوئها‪.‬‬
‫ثانيا ـ اخت�صا�ص هيئات وم�ؤ�س�سات ال�ضبط واحلكامة يف تقدمي �آراء وا�ست�شارات‬
‫ودرا�سات للربملان بطلب منه تخ�ص جماالت ا�شتغالها‪ ،‬و�إن كان هذا االخت�صا�ص مل‬

‫‪ 664‬الف�صل ‪ 159‬من د�ستور ‪.2011‬‬


‫‪ 665‬مع الأخذ بعني االعتبار �أن الد�ستور مل يدخل هذه امل�ؤ�س�سة �ضمن هيئات احلكامة‪ ،‬بل �أفرد لها بابا خا�صا (الباب‬
‫احلادي ع�رش)‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪169‬‬

‫يتم الن�ص عليه يف الد�ستور �إال بالن�سبة للمجل�س االقت�صادي واالجتماعي‪ ،66‬حيث ي�شري‬
‫الف�صل ‪ 152‬على �أن «للحكومة وملجل�س النواب وملجل�س امل�ست�شارين �أن ي�ست�شريوا املجل�س‬
‫االقت�صادي واالجتماعي والبيئي يف جميع الق�ضايا‪ ،‬التي لها طابع اقت�صادي واجتماعي‬
‫وبيئي»‪ .‬بينما يجد هذا االخت�صا�ص م�صدره بالن�سبة للهيئات الأخرى يف القوانني املنظمة‬
‫لها‪ ،‬وخا�صة املجل�س الوطني حلقوق الإن�سان‪ ،‬الذي ين�ص الظهري املحدث له على �أنه «يقدم‬
‫للربملان واحلكومة‪ ،‬بناء على طلب �أي منهما‪ ،‬امل�ساعدة وامل�شورة ب�ش�أن مالءمة م�شاريع‬
‫ومقرتحات القوانني مع املعاهدات الدولية املتعلقة بحقوق الإن�سان التي �صادقت عليها اململكة‬
‫�أو ان�ضمت �إليها»‪ ،67‬والهي�أة العليا لالت�صال لل�سمعي الب�رصي‪ ،‬التي ي�شري ظهري �إحداثها �إىل‬
‫�أن من بني مهامها «�إبداء الر�أي للربملان واحلكومة يف كل ق�ضية يحيلها �إليه الوزير الأول‬
‫�أو رئي�سا جمل�سي الربملان فيما يتعلق بقطاع االت�صال ال�سمعي الب�رصي»‪ ،‬و«�إبداء الر�أي‬
‫وجوبا لرئي�سي جمل�سي الربملان ب�ش�أن مقرتحات القوانني املتعلقة بقطاع االت�صال ال�سمعي‬
‫الب�رصي قبل عر�ضها على املجل�س املعني بالأمر»‪ .68‬ف�ضال عن جمل�س املناف�سة‪ ،‬حيث ي�شري‬
‫القانون املحدث له على �أنه «ميكن ا�ست�شارة املجل�س من طرف اللجان الدائمة بالربملان يف‬
‫مقرتحات القوانني‪ ،‬وكذا يف كل م�س�ألة متعلقة باملناف�سة»‪.69‬‬
‫ثالثا ـ تقدمي الهيئات وامل�ؤ�س�سات املذكورة لتقارير �سنوية �إىل الربملان تتعلق بعملها‪،‬‬
‫والتي تكون مو�ضوع مناق�شة من قبله‪ ،70‬و�إن كانت بع�ض هذه الهيئات توجه للربملان‬
‫�أكرث من تقرير‪ ،‬كما هو الأمر بالن�سبة للمجل�س الأعلى لالت�صال ال�سمعي الب�رصي امللزم‪،‬‬
‫ف�ضال عن التقرير ال�سنوي املذكور‪ ،‬ب�أن يوجه �إىل رئا�سة جمل�سي الربملان‪ ،‬و�إىل احلكومة‬
‫وامل�س�ؤولني عن الأحزاب ال�سيا�سية واملنظمات النقابية والغرف املهنية املمثلة يف الربملان‪،‬‬
‫بيان املدة الزمنية التي ا�ستغرقتها مداخالت ال�شخ�صيات ال�سيا�سية �أو النقابية �أو املهنية يف‬
‫برامج �أجهزة الإذاعة والتلفزة‪ ،‬مع �إرفاقه باملالحظات التي قد �أبداها يف هذا ال�ش�أن‪.71‬‬

‫‪ 666‬ين�ص الف�صل ‪ 152‬من د�ستور ‪ 2011‬على �أنه «للحكومة وملجل�س النواب وملجل�س امل�ست�شارين �أن ي�ست�شريوا املجل�س‬
‫االقت�صادي واالجتماعي والبيئي يف جميع الق�ضايا‪ ،‬التي لها طابع اقت�صادي واجتماعي وبيئي»‪.‬‬
‫‪  667‬املادة ‪ 16‬من ظهري ‪ 1.11.19‬ال�صادر بتاريخ فاحت مار�س ‪ 2011‬ب�إحداث املجل�س الوطني حلقوق الإن�سان (ج‪.‬ر‬
‫عدد ‪ 5922‬بتاريخ ‪ 3‬مار�س ‪.)2011‬‬
‫‪  668‬املادة ‪ 3‬من ظهري رقم ‪� 1.2.212‬صادر بتاريخ ‪ 31‬غ�شت ‪ 2002‬يق�ضي ب�إحداث الهي�أة العليا لالت�صال ال�سمعي‬
‫الب�رصي‪ ،‬كما مت تغيريه وتتميمه �سنتي ‪ 2003‬و‪.2008‬‬
‫‪ 669‬املادة ‪ 5‬من القانون رقم ‪� 20.13‬صادر بتاريخ ‪ 30‬يونيو ‪( 2014‬ج‪.‬ر عدد ‪ 6276‬بتاريخ ‪ 24‬يوليوز ‪.)2014‬‬
‫‪ 770‬الف�صل ‪ 160‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪  771‬املادة ‪ 3‬من الظهري املحدث للهي�أة العليا لالت�صال ال�سمعي الب�رصي امل�شار �إليه �آنفا‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪170‬‬

‫رابعا ـ �إحالة �أع�ضاء الربملان على بع�ض الهيئات املذكورة‪ ،‬وحتديدا م�ؤ�س�سة الو�سيط‪،‬‬
‫لل�شكايات التي يتو�صلون بها وال تدخل يف اخت�صا�صاتهم و�إمنا يف اخت�صا�ص امل�ؤ�س�سة‬
‫املذكورة‪ ،‬و�إن كان ذلك لي�س متاحا للربملانني فقط و�إمنا �أي�ضا ل�سائر ر�ؤ�ساء الإدارات‪،‬‬
‫ور�ؤ�ساء املجل�س الوطني حلقوق الإن�سان‪ ،‬واللجنة الوطنية ملراقبة حماية املعطيات ذات‬
‫الطابع ال�شخ�صي‪ ،‬والهي�أة العليا لالت�صال ال�سمعي الب�رصي‪ ،‬والهي�أة املركزية للوقاية من‬
‫الر�شوة وجمل�س املناف�سة‪ ،‬وغريها من امل�ؤ�س�سات والهيئات واجلمعيات امل�ؤ�س�سة ب�صفة‬
‫قانونية وامل�سرية طبقا لأنظمتها الأ�سا�سية‪.72‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬التبا�س العالقة مب�ؤ�س�سات ال�ضبط واحلكامة‬


‫لئن كان الربملان قد حاول ا�ستغالل النقطة املتعلقة مبناق�شة تقارير هيئات ال�ضبط‬
‫واحلكامة من �أجل �إخ�ضاعها لرقابته عندما �ضمن نظامه الداخلي مقت�ضى يجعل تلك التقارير‬
‫«مو�ضوع مناق�شة يف اللجان املخت�صة بح�ضور ر�ؤ�ساء امل�ؤ�س�سات والهيئات املعنية‪ ،‬على‬
‫�أن يلي ذلك �إعداد تقارير حتال على اجلل�سة العامة ملناق�شتها»‪ ،73‬ف�إن هذه املحاولة ووجهت‬
‫باعرتا�ض املجل�س الد�ستوري‪ ،74‬الذي ا�ستند يف ذلك على مربرين اثنني‪:‬‬
‫�أوال ـ �أن الف�صل ‪ 160‬من الد�ستور عندما فر�ض على امل�ؤ�س�سات املذكورة تقدمي تقرير‬
‫عن �أعمالها مرة يف ال�سنة على الأقل‪ ،‬ف�إنه مل ين�ص على �أنها تقدم تقريرها «�أمام جمل�س‬
‫النواب»‪ ،‬كما جاء يف النظام الداخلي‪ ،‬و�إمنا ن�ص على �أنه يكون «مو�ضوع مناق�شة‬
‫من قبل الربملان»‪ ،‬وهذا يعني‪ ،‬ح�سب ا�ستنتاج املجل�س الد�ستوري‪� ،‬أن مناق�شة التقرير‬
‫داخل جمل�سي الربملان تكون بني �أع�ضاء كل منهما مب�شاركة احلكومة‪ ،‬ولي�س مبا�رشة مع‬
‫امل�س�ؤولني عن هذه امل�ؤ�س�سات والهيئات‪.‬‬
‫ثانيا ـ ت�أكيد الد�ستور يف الف�صل ‪ ،159‬وف�صول �أخرى‪ ،‬على «ا�ستقاللية» هذه امل�ؤ�س�سات‬
‫والهيئات‪ .‬ال�شيء الذي يجعلها‪ ،‬ح�سب فهم املجل�س الد�ستوري لهذه اال�ستقاللية‪« ،‬غري خا�ضعة‬
‫لل�سلطة الرئا�سية لوزير معني‪ ،‬وال لو�صايته»‪ ،‬وي�ؤدي بالنتيجة �إىل حتررها من اخل�ضوع‬
‫ملقت�ضيات الف�صل ‪ 102‬من الد�ستور عليها‪ ،‬التي تعطي الإمكانية للجان املعنية يف جمل�سي الربملان‬

‫‪ 772‬املادة ‪ 10‬من الظهري رقم ‪� 1.11.25‬صادر بتاريخ ‪ 17‬مار�س ‪ 2011‬ب�إحداث م�ؤ�س�سة الو�سيط‪.‬‬
‫‪ 773‬املادة ‪ 182‬من النظام الداخلي ملجل�س النواب كما �صادق عليه املجل�س بتاريخ ‪ 12‬يناير ‪ ،2012‬واملحال على‬
‫املجل�س الد�ستوري بتاريخ ‪ 13‬يناير ‪.2012‬‬
‫‪� 774‬أنظر ن�ص القرار رقم ‪ 829 12‬ال�صادر عن املجل�س الد�ستوري بتاريخ ‪ 4‬فرباير ‪ ،2012‬واملن�شور باملوقع‬
‫الإلكرتوين للمجل�س‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪171‬‬

‫«�أن تطلب اال�ستماع �إىل م�س�ؤويل الإدارات وامل�ؤ�س�سات واملقاوالت العمومية‪ ،‬بح�ضور‬
‫الوزراء املعنيني وحتت م�س�ؤوليتهم»‪.‬‬
‫هذان التربيران يطرحان �أكرث من ت�سا�ؤل حول جدوى اال�ستناد عليهما يف ت�سويغ‬
‫�إفالت امل�ؤ�س�سات املعنية من �إمكانية تتبع الربملان لعملها‪ .‬فالقول �إن املق�صود مبناق�شة‬
‫الربملان لتقاريرها هو �أن تكون تلك املناق�شة «بني �أع�ضاء الربملان مب�شاركة احلكومة‪،‬‬
‫ولي�س مبا�رشة مع امل�س�ؤولني عن تلك الهيئات»‪ ،‬يبدو حقا �أمرا مثريا‪� .‬إذ ما جدوى‬
‫«مناق�شة التقارير» �إذا مل يكن املق�صود منها اال�ستماع �إىل ر�أي امل�س�ؤولني عنها وا�ستف�سارهم‬
‫عن م�ضمون الق�ضايا التي تناولتها التقارير املعدة من قبلهم‪ .‬ف�إذا مل تكن هذه هي نية امل�رشع‬
‫الد�ستوري املغربي لكان حري به �أن يفعل مثل نظريه الفرن�سي‪ ،‬الذي اكتفى بالقول �إن‬
‫«املدافع عن احلقوق»‪ ،75‬يقدم تقريرا �سنويا �إىل رئي�س اجلمهورية والربملان دون �أن ي�شري‬
‫�إىل �إمكانية مناق�شته‪.76‬‬
‫�أ�ضف �إىل ذلك‪� ،‬أن الدفع «با�ستقاللية» هذه الهيئات‪ ،‬ي�صطدم مبالحظتني �أ�سا�سيتني‪:‬‬
‫ـ الأوىل‪ ،‬تتمثل يف �أن «اال�ستقاللية»‪� ،‬إذا كانت متثل «ال�صفة التي ت�شكل حجر الزاوية يف‬
‫م�رشوعية وم�صداقية امل�ؤ�س�سة الوطنية‪ ،‬وبالتايل يف فعاليتها»‪ ،77‬ف�إنها ال تعني بال�رضورة‬
‫انفالتها من �إمكانية تتبع امل�ؤ�س�سة الت�رشيعية لأعمالها ومراقبتها‪ .‬بدليل �أن ت�أكيد د�ساتري‬
‫عدد من الدول الدميقراطية على «ا�ستقاللية» م�ؤ�س�سات وطنية من هذا النوع مل يحل دون‬
‫جعلها خا�ضعة للم�ؤ�س�سة الت�رشيعية‪ ،‬لي�س فقط من حيث �إحداثها واختيار �أع�ضائها‪ ،‬بل‬
‫�أي�ضا من حيث طبيعة الأعمال التي تقوم بها‪ .78‬وبدليل �أي�ضا ما ذهبت �إليه بع�ض املراجع‬

‫‪ 775‬هو الذي عو�ض و�سيط اجلمهورية يف التعديل الد�ستوري ل�سنة ‪ ،2008‬علما �أن و�سيط اجلمهورية مل يكن‬
‫من�صو�صا عليه يف الد�ستور‪.‬‬
‫‪� 776‬أنظر املادة ‪ 71‬من الد�ستور الفرن�سي يف �صيغته املعدلة بتاريخ ‪ 23‬يوليوز ‪.2008‬‬
‫‪ 777‬ح�سب ما ي�ؤكد ذلك «املجل�س الدويل ل�سيا�سة احلقوق» و«مفو�ضية الأمم املتحدة ال�سامية حلقوق الإن�سان» يف‬
‫تقريرهما حول‪ ،‬تقييم فعالية امل�ؤ�س�سات الوطنية حلقوق الإن�سان‪ ،‬املعد �سنة ‪ ،2005‬واملن�شور على الرابط‬
‫الإلكرتوين‪.www.ichrp.org ،‬‬
‫‪ 778‬هناك �أمثلة متعددة يف هذا املجال يبقى من �أهمها جتربة املفو�ض الربملاين ال�سويدي (الأومبد�سمان)‪ ،‬و«املدافع‬
‫عن ال�شعب» الإ�سباين‪ ،‬امل�ؤ�س�سة التي ينيط بها د�ستور ‪ 1978‬مهمة الدفاع عن احلريات واحلقوق الأ�سا�سية‬
‫و�ضمانها‪ ،‬ويجعلها «م�ؤ�س�سة �سامية من م�ؤ�س�سات املجل�س النيابي»‪ ،‬و«معينة من طرفه» (املادة ‪ 54‬من‬
‫الد�ستور الإ�سباين)‪ .‬وميكن �أن ن�ضيف �إىل ذلك جتربة «املكتب الوطني للتحقيق يف ال�شكاوي» يف الأرجنتني‪،‬‬
‫الذي يجعله د�ستور هذا البلد «م�ؤ�س�سة د�ستورية م�ستقلة»‪ ،‬ويف نف�س الوقت يخول للكونغر�س الوطني �صالحية‬
‫�إن�شائه‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪172‬‬

‫الدولية املعنية بحقوق الإن�سان‪ ،79‬التي �أ�شارت �إىل �أن من �رشوط فعالية هذا النوع من‬
‫امل�ؤ�س�سات‪ ،‬هو «�أن تكون مثلها مثل �أي هيئة عامة‪ ،‬مو�ضع م�ساءلة»‪ ،‬معتربة‪ ،‬يف نف�س‬
‫الوقت‪� ،‬أن هذه امل�ساءلة «ال ينبغي �أن تكون �أمام احلكومة»‪ ،‬و�إمنا «�أمام �سلطة خمالفة‬
‫لل�سلطة التنفيذية‪ ،‬وبال�ضبط الهيئة الت�رشيعية»‪.‬‬
‫ـ الثانية‪ ،‬تهم الطريقة التي يتم بها اعتماد امليزانية ال�سنوية اخلا�صة بهذه امل�ؤ�س�سات‬
‫والهيئات‪ .‬فهي تدرج �ضمن امليزانية اخلا�صة لرئي�س احلكومة‪ ،‬وتخ�ضع لنف�س امل�سطرة‬
‫التي تخ�ضع لها ميزانيات القطاعات احلكومية‪ ،‬مبا يف ذلك تقدميها من طرف وزير يف‬
‫احلكومة‪� .80‬أ�ضف �إىل ذلك‪� ،‬أن مناق�شتها عادة ما تكون منا�سبة ي�ستف�رس خاللها �أع�ضاء‬
‫احلكومة حول �أوجه �رصفها‪ ،‬و�أداء القطاعات وامل�ؤ�س�سات امل�ستفيدة منها‪ .‬فكيف تكون‬
‫احلكومة م�س�ؤولة عن هذه امل�ؤ�س�سات عندما يتعلق الأمر باعتماد الربملان مليزانياتها وال‬
‫تكون كذلك عندما يتعلق الأمر ب�أدائها؟‪.‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬الربملان واملجتمع املدين‬


‫يبدو الدور الذي �أ�صبح يحظى به املجتمع املدين يف العالقة بامل�ؤ�س�سة الت�رشيعية الوجه‬
‫الآخر للتعديل الذي حلق بالنظام التمثيلي يف ن�سخته التقليدية‪ .‬فالتباعد املتوا�صل بني العامل‬
‫ال�سيا�سي وبني املجتمع واملواطنني‪ ،‬وات�ساع دائرة الت�سا�ؤل حول مدى قدرة هذا النظام‬
‫على �ضمان م�شاركة فعالة للمواطنني يف العملية ال�سيا�سية‪� ،‬إذا كانا قد خلقا احلاجة �إىل �أجوبة‬
‫متعددة ف�إن التفكري يف �إيجاد �آليات للتوا�صل بني الربملان واملجتمع املدين يبقى �أحدها بامتياز‪،‬‬
‫على اعتبار �أن هذا الأخري �أ�صبح هو املعرب الرئي�سي عن مفهوم الدميقراطية الت�شاركية‪،‬‬
‫و�إن كان ال ي�شكل بديال عن الهيئات التقليدية للم�شاركة ال�سيا�سية وللدميقراطية التمثيلية‪� ،‬أي‬
‫الربملانات والأحزاب ال�سيا�سية‪.‬‬
‫لكن �إذا كانت هذه العالقة بني الربملان واملجتمع املدين قد قطعت �أ�شواطا مهمة يف العديد‬
‫من التجارب الدولية التي مل تعد تعطي للناخبني �صالحية انتخاب ممثليهم يف امل�ؤ�س�سة‬
‫الت�رشيعية فح�سب و�إمنا تتيح لهم �أي�ضا الإمكانية للم�ساهمة يف العمل الت�رشيعي الذي تقوم‬
‫به‪ ،‬ف�إنها تبدو يف ال�سياق املغربي يف بداياتها الأوىل‪ ،‬بحيث ارتبطت �أ�سا�سا بالو�ضعية‬
‫القانونية اجلديدة التي خلقها د�ستور ‪.2011‬‬

‫‪ 779‬انظر تقرير مفو�ضية الأمم املتحدة ال�سامية حلقوق الإن�سان واملجل�س الدويل ل�سيا�سة حقوق الإن�سان حول «تقييم‬
‫فعالية امل�ؤ�س�سات الوطنية حلقوق الإن�سان»‪ ،‬املعد �سنة ‪ ،2005‬واملن�شور على الرابط الإلكرتوين‪.ichrp.org ،‬‬
‫‪.www‬‬
‫‪ 880‬عادة ما يكون الوزير املنتدب لدى الوزير الأول املكلف بال�ش�ؤون العامة واحلكامة‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪173‬‬

‫الفقرة الأوىل‪ :‬الربملان واملجتمع املدين يف التجارب الدولية‬


‫�أخذا بعني االعتبار الأهمية اخلا�صة التي �أخذت حتظى بها العالقة بني الربملان واملجتمع‬
‫املدين‪ ،‬لي�س فقط على م�ستوى برملان كل دولة على حدة و�إمنا �أي�ضا على م�ستوى االحتاد‬
‫الربملاين الدويل‪ ،‬الذي �سبق له �أن �أ�صدر وثيقة‪ /‬قرارا خا�صا حول «�أهمية املجتمع‬
‫املدين وتفاعله مع الربملانات وغريها من اجلمعيات املنتخبة دميقراطيا من �أجل تطوير‬
‫الدميقراطية وتنميتها»‪ ،81‬تقدم التجارب الدولية املقارنة العديد من �صيغ و�آليات الإ�رشاك‬
‫املدين وال�شعبي يف العمل الت�رشيعي‪ ،82‬حيث تتخذ عدة �أ�شكال ت�ؤ�س�س �إما مل�شاركة مبا�رشة‬
‫�أو غري مبا�رشة يف عمل امل�ؤ�س�سة الت�رشيعية على نحو ما يظهر ذلك يف اجلوانب التالية‪:‬‬
‫�أوال ـ توجيه دعوة مفتوحة من خالل ال�صحافة �أو غريها من و�سائل الإعالم لتلقي‬
‫مالحظات املواطنني‪� ،‬أفرادا ومنظمات‪ ،‬حول ما يكون الربملان ب�صدد التداول فيه من‬
‫م�شاريع ومقرتحات قوانني‪ ،‬كما هو الأمر يف الربملان النيوزلندي‪� ،‬أو توجيه دعوة‬
‫مبا�رشة �إىل هيئات املجتمع املدين املعنية مبو�ضوع الت�رشيع املعرو�ض للنقا�ش وفقا ملا هو‬
‫معمول به يف الربملان الرتكي‪ ،‬وب�صفة خا�صة الربملان الت�شيكي‪ ،‬الذي اعتاد عقد «جل�سات‬
‫اال�ستماع» ملمثلني عن الهيئات املدنية واملهنية املعنية مب�شاريع القوانني املطروحة للنقا�ش‪.‬‬
‫ثانيا ـ �إحداث �آليات م�ؤ�س�ساتية خا�صة بت�أمني التوا�صل مع املجتمع املدين‪ ،‬حيث تتوفر‬
‫بع�ض الربملانات على مكاتب ات�صال مع املنظمات غري احلكومية‪ ،‬بينما تتوفر برملانات‬
‫�أخرى على جمال�س ا�ست�شارية مكونة من ممثلني للمجتمع املدين وخرباء‪ ،‬حيث ت�شتغل ب�شكل‬
‫موازي للجان الربملانية الدائمة‪ ،‬كما هو معمول به يف برملان رو�سيا البي�ضاء و�سلوفينيا‪..‬‬

‫‪ 881‬يتعلق الأمر بقرار اجلمعية العامة لالحتاد ال�صادر بتاريخ ‪� 19‬أكتوبر ‪ ،2005‬والذي ت�ضمن جملة من التو�صيات‬
‫من �أهمها‪ :‬الت�أكيد على «�أهمية التفاعل اخلالق بني الربملانات واملجتمع املدين‪ ،‬خا�صة يف �سد الفجوات بني خمتلف‬
‫اجلماعات املحلية والهيئات احلكومية‪ ،‬ومنظمات القطاع العام‪ ،‬وم�ؤ�س�سات القطاع اخلا�ص‪ ،‬واجلمهور»‪.‬‬
‫الدعوة �إىل «�إقامة �صالت دائمة مع املنظمات غري احلكومية‪ ،‬مبا فيها املنظمات التي متثل الفئات املهم�شة‪،‬‬
‫بغية تعزيز م�ستوى امل�شاركة ال�شعبية يف احلياة ال�سيا�سية‪ ،‬وت�شجيع املنظمات غري احلكومية على �أن تطلب من‬
‫احلكومات �أجوبة منتظمة ب�ش�أن الإجراءات املتخذة‪ ،‬وكذلك ب�ش�أن �أ�سباب عدم اتخاذ الإجراءات الالزمة‪،‬‬
‫وذلك لزيادة التحفيز على امل�شاركة‪ ،‬وتوعية �أع�ضائها ب�أهمية م�شاركة املواطنني على جميع امل�ستويات»‪.‬‬
‫منا�شدة الربملانات «اعتماد قواعد و�إجراءات ميكن �أن تكفل حوار ا فعاال مع املجتمع املدين يف جمال اال�ضطالع‬
‫باملهام الربملانية»‪. ...‬‬
‫‪ 882‬من �أجل تف�صيل �أكرث حول هذه التجارب ميكن الرجوع �إىل «الربملان والدميقراطية يف القرن الع�رشين‪ :‬دليل‬
‫للممار�سة اجليدة»‪ ،‬من�شورات االحتاد الأوروبي �سنة ‪.2006‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪174‬‬

‫ثالثا ـ تلقي �آراء مكتوبة من قبل املواطنني تتعلق بالعمل الت�رشيعي للربملان‪ ،‬على نحو ما‬
‫هو قائم يف �إي�سلندا‪ ،‬حيث تطلب اللجان الت�رشيعية الدائمة مالحظات مكتوبة من املخاطبني‬
‫مب�شاريع القوانني التي تبحثها اللجان‪.‬‬
‫رابعا ـ وجود هيئات و�سيطة بني الربملان واملجتمع املدين‪ ،‬كما هو الأمر يف رو�سيا‪،‬‬
‫حيث كان جمل�س الدوما قد �أقر �سنة ‪ 2005‬قانونا ينظم «املجل�س ال�شعبي لرو�سيا االحتادية»‪،‬‬
‫باعتباره و�سيطا بني املجتمع املدين وال�سلطة الت�رشيعية‪ ،‬حيث يتوىل تقييم املبادرة الت�رشيعية‬
‫من منطلق ما حتققه من م�صلحة عامة‪ .‬وهي الفكرة التي جندها �أي�ضا يف دول �أخرى‪ ،‬مثل‬
‫جنوب �إفريقيا‪ ،‬التي تتوفر على «م�ؤمتر �شعبي» ي�ضم ممثلني عن الهيئات املدنية‪ ،‬وينعقد‬
‫�سنويا لكي يتداول يف نقا�ش عمومي ينقل مبا�رشة يف و�سائل الإعالم‪ .‬و�أي�ضا لبنان‪ ،‬التي‬
‫يوجد بها منذ ‪ 1999‬ما يعرف مبنتدى احلوار الربملاين‪ ،‬وهو منظمة غري حكومية تهدف �إىل‬
‫نقل �آراء واقرتاحات املجتمع املدين �إىل الربملان‪.‬‬
‫خام�سا ـ عقد الربملان جل�سات للنقا�ش العمومي بهدف ا�ستطالع ر�أي ممثلي املجتمع املدين‬
‫واخلرباء يف بع�ض الق�ضايا التي تكون مطروحة للنقا�ش على �صعيد امل�ؤ�س�سة الت�رشيعية‪،‬‬
‫كما هو احلال يف برملان بلجيكا‪.‬‬
‫�ساد�سا ـ تنظيم برملانات خا�صة بق�ضايا وقطاعات حمددة حتظى بالأولوية‪ ،‬وخا�صة‬
‫ق�ضايا الن�ساء وحقوق الإن�سان‪ ،‬كما هو الأمر بالن�سبة لـ«برملان الن�ساء»‪ ،‬الذي ينعقد بكيفية‬
‫�سنوية يف املك�سيك من �أجل و�ضع تو�صيات تهم الأجندة الت�رشيعية املتعلقة بامل�ساواة بني‬
‫اجلن�سني‪ .‬و�أي�ضا يف جنوب �إفريقيا‪ ،‬حيث تهدف مبادرة املوازنة اخلا�صة بالن�ساء �إىل‬
‫تعزيز تعاون امل�رشعني والفعاليات الن�سائية لإدخال مقاربة النوع االجتماعي يف و�ضع‬
‫امليزانية العامة للدولة‪.‬‬
‫�سابعا ـ �إتاحة الفر�صة للمواطنني �أو الهيئات املدنية لتقدمي مبادرات يعربون من خاللها‪،‬‬
‫وب�شكل مبا�رش‪ ،‬عن اقرتاحاتهم لإدخال ت�رشيعات جديدة �أو تعديالت على ت�رشيعات قائمة‪.‬‬
‫وهي مبادرات تتطلب لتفعيلها احل�صول على عدد حمدد من التوقيعات يختلف من دولة �إىل‬
‫�أخرى‪ .‬كما �أنها قد تكون ا�ست�شارية �أو �إلزامية بالن�سبة للربملان‪ ،‬بل �إنها ميكن �أن ت�ؤدي �إىل‬
‫�إجراء ا�ستفتاء �شعبي حول االقرتاح الوارد فيها‪ ،‬على نحو ما هو موجود يف �سوي�رسا البلد‬
‫الأكرث خربة يف جمال املبادرة الت�رشيعية ال�شعبية‪ ،‬و�إن كان لي�س الوحيد‪ ،‬حيث تعد �إيطاليا‬
‫هي كذلك من التجارب ذات اخلربة الوا�سعة يف جمال اال�ستفتاءات الت�رشيعية‪.83‬‬

‫‪ 883‬علما �أن ن�ص املادة ‪ 75‬من الد�ستور الإيطايل يق�رص اال�ستفتاء على االعرتا�ض على القوانني �أو �إلغائها‪ .‬وهو‬
‫يتطلب احل�صول على توقيع ن�صف مليون موقع وموافقة املحكمة الد�ستورية على نتيجته‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪175‬‬

‫علما �أن هذه التجارب التاريخية �أخذت تتعزز يف العقود الأخرية بتجارب جديدة عملت‬
‫هي كذلك على م�أ�س�سة املبادرة الت�رشيعية املبا�رشة للمواطنني‪ .‬من ذلك �سلوفينيا‪ ،‬التي‬
‫�أعطى برملانها الإمكانية لثلث نواب املجل�س الوطني �أو ‪� 40‬ألف ناخب من �أجل الدعوة‬
‫لعقد ا�ستفتاء ت�رشيعي‪ ،‬بحيث ال يكون الربملان يف بع�ض احلاالت خموال لإقرار قانون‬
‫قبل �أن تعلن نتيجة اال�ستفتاء‪ .‬ومقدونيا‪ ،‬التي يتطلب فيها اللجوء �إىل ا�ستفتاء ت�رشيعي جمع‬
‫‪� 15000‬ألف توقيع‪ ،‬يف حني ال يتطلب تقدمي اقرتاح ت�رشيعي �سوى احل�صول على ‪10000‬‬
‫توقيعا‪ .‬ف�ضال عن الربتغال‪ ،‬التي �أ�صبح فيها «حق املبادرة الت�رشيعية للمواطنني» ممكنا‬
‫منذ ‪� ،2003‬إذ يكفي ح�صول املبادرة على توقيع ‪� 35‬ألف �شخ�صا والت�صويت عليها يف جمل�س‬
‫‪84‬‬
‫اجلمهورية لكي ت�صبح مناق�شتها �أمرا ملزما‪ .‬دون �أن نن�سى �إ�سبانيا‪ ،‬التي يحيل د�ستورها‬
‫على قانون تنظيمي لكي يحدد �أ�شكال و�رشوط ممار�سة املبادرة ال�شعبية بتقدمي مقرتحات‬
‫قوانني‪ ،‬و�إن كان يقيد هذه املبادرة ب�رضورة ح�صولها على ‪� 500‬ألف توقيع مثبت‪ ،‬و�أن ال‬
‫تخ�ص املجاالت التي تنظمها القوانني التنظيمية �أو ال�رضيبية والقوانني ذات الطابع الدويل‪،‬‬
‫وال �أن تطال �صالحيات �إ�صدار العفو‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬الربملان واملجتمع املدين يف التجربة املغربية‬


‫�إىل حدود �سنة ‪ 2011‬مل تكن العالقة بني الربملان واملجتمع املدين تخ�ضع لأي �شكل من‬
‫�أ�شكال التنظيم الد�ستوري والقانوين با�ستثناء متثيلية بع�ض املركزيات النقابية يف جمل�س‬
‫امل�ست�شارين ـ ومتكن بع�ضها من ت�شكيل فرق برملانية خا�صة بها ـ وال�سماح لبع�ض هيئات‬
‫املجتمع املدين مبالحظة جمريات االنتخاب الربملانية‪ ،‬لكن ذلك مل يكن يعني غياب �أية‬
‫عالقة بينهما‪ .‬ففي �أكرث من منا�سبة متكن املجتمع املدين من فر�ض نف�سه باعتباره م�صدرا‬
‫�أ�سا�سيا من م�صادر «الإيحاء الت�رشيعي»‪ .‬كما �أن �إقدام الفرق الربملانية يف الكثري من‬
‫املنا�سبات على عقد لقاءات و�أيام درا�سية حول بع�ض الق�ضايا املطروحة على الربملان �سمح‬
‫هو الآخر للمجتمع املدين ب�أن يكون حا�رضا يف قلب النقا�ش الربملاين و�أن ي�ؤثر فيه‪ .‬قبل �أن‬
‫ي�أتي الد�ستور احلايل‪ ،‬والقوانني التي �أحال عليها يف هذا ال�ش�أن‪ ،‬لكي ت�ؤ�س�س لعالقة من‬
‫نوع جديد بني الربملان واملواطنني عموما واملجتمع املدين على وجه اخل�صو�ص‪ ،‬ال�شيء‬
‫الذي يربز يف جانبني �أ�سا�سيني‪:‬‬

‫‪ 884‬الفقرة ‪ 3‬من الف�صل ‪ 87‬من د�ستور ‪.1978‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪176‬‬

‫�أوال ـ الع�ضوية التي حتظى بها مكونات املجتمع املدين يف عدد من جمال�س وهيئات‬
‫احلكامة املن�صو�ص عليها يف الف�صول من ‪� 161‬إىل ‪ 170‬من الد�ستور‪ ،‬والتي من املمكن‬
‫�أن ت�سمح لها‪ ،‬و�إن بكيفية غري مبا�رشة‪ ،‬با�ستثمار الإمكانيات التي يتيحها الد�ستور لهذه‬
‫امل�ؤ�س�سات يف عالقتها بالربملان يف اجتاه تعزيز �أدوار املجتمع املدين وتو�سيع دائرة م�شاركته‬
‫يف الوظائف الربملانية‪ ،‬خا�صة و�أن بع�ض الهيئات املذكورة ملزمة بتقدمي تقارير �سنوية‬
‫للربملان‪ ،‬كما �أن هذا الأخري ميكنه �أن يطلب ر�أيها يف بع�ض الق�ضايا املطروحة عليه‪.‬‬
‫ثانيا ـ الإمكانية التي منحها امل�رشع الد�ستوري لتقدمي ملتم�سات �إىل الربملان يف جمال‬
‫الت�رشيع‪� ،85‬إذ رغم �أنها متاحة للمواطنني ولي�س للجمعيات ف�إنها قد تعطي الفر�صة لهذه‬
‫الأخرية باعتبارها متثل جزء غري ي�سري من ه�ؤالء لتكري�س نف�سها كم�صدر رئي�سي من‬
‫م�صادر املبادرة الت�رشيعي‪ ،‬و�إن كانت هذه الإمكانية ت�صطدم بالتوجه الذي يتخذه التفعيل‬
‫الت�رشيعي مل�ضمون القانون التنظيمي املتعلق مبلتم�سات الت�رشيع‪ ،‬حيث يبدو �أنه ينزع نحو‬
‫�إفراغ هذه املبادرة من حمتواها‪ ،‬بالنظر لل�رشوط التي يفر�ضها حتى تكون هذه املبادرة‬
‫ممكنة ومقبولة‪ .‬ال�شيء الذي يتجلى �سواء من خالل مبالغته يف �سقف التوقيعات املطلوبة‬
‫لتحريكها (�رضورة احل�صول على ‪� 25‬ألف توقيعا)‪� ،‬أو ح�رصه لطبيعة املخولني لتقدميها (�أن‬
‫يكونوا من بني املقيدين يف اللوائح االنتخابية)‪� ،‬أو ا�ستثنائه لبع�ض املجاالت التي ال ينبغي �أن‬
‫تكون مو�ضوعا لها (ما يتعلق بالثوابت اجلامعة للأمة‪ ،‬واملتعلقة بالدين اال�سالمي �أو بالوحدة‬
‫الوطنية �أو بالنظام امللكي للدولة �أو باالختيار الدميقراطي �أو باملكت�سبات التي مت حتقيقها يف‬
‫جمال احلريات واحلقوق الأ�سا�سية كما هو من�صو�ص عليها يف الد�ستور‪،‬مبراجعة الد�ستور‬
‫�أو القوانني التنظيمية �أو قانون العفو العام �أو الن�صو�ص املتعلقة باملجال الع�سكري‪� ،‬أو‬
‫تخ�ص الأمن الداخلي �أو الدفاع الوطني �أو الأمن اخلارجي للدولة‪ ،‬التعار�ض مع املواثيق‬
‫واملعاهدات واالتفاقيات التي �صادقت عليها اململكة �أو ان�ضمت �إليها)‪.‬‬

‫‪ 885‬الف�صل ‪ 14‬من د�ستور ‪.2011‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪177‬‬

‫الف�صل اخلام�س‬

‫النظام القانوين للأع�ضاء‬

‫انطالقا من كونه ميثل ال�شعب وي�ستمد �إنابته منه تكون للربملاين يف �أغلب الدول وظائف‬
‫ذات �أهمية خا�صة عادة ال تفرد لها الوثائق الد�ستورية مقت�ضيات خا�صة و�إمنا ت�ستنتج من‬
‫خالل الوظائف امل�سندة للربملان ككل‪ .‬فعالوة على دوره الت�رشيعي‪ ،‬الذي ي�سمح له بامل�ساهمة‬
‫يف تطوير املجتمع يف املجاالت ال�سيا�سية واالقت�صادية واالجتماعية والثقافية‪ ،‬ميار�س مهمة‬
‫الرقابة ال�شعبية على عمل احلكومة ومدى التزامها بالربنامج الذي يفرت�ض �أن على �ضوئه‬
‫ح�صلت على �أ�صوات الناخبني‪ ،‬كما ي�سهر على رفع ان�شغاالت املواطنني‪ ،‬كل املواطنني‬
‫ولي�س �سكان دائرته االنتخابية فقط‪� ،‬إىل اجلهات املعنية والتح�سي�س بها والدفاع عنها‪ ،‬وتقدمي‬
‫اقرتاحات ب�ش�أنها �إن اقت�ضى الأمر ذلك‪.‬‬
‫على �أ�سا�س هذه الأهمية التي تكت�سيها وظيفة الربملاين فقد حر�صت معظم الدول على‬
‫�إحاطتها بعدد من القواعد وال�ضوابط التي تبني ال�رشوط والكيفيات املتعلقة باكت�ساب‬
‫ال�صفة الربملانية بالنظر �إىل �أنها هي التي تخول ممار�سة هذه الوظيفة‪ ،‬وحتدد ال�ضمانات‬
‫املتاحة حلاملها حتى يكون حم�صنا �إزاء ال�ضغوطات التي ميكن �أن متار�س عليه �أثناء �أدائه‬
‫ملهامه الربملانية‪ ،‬كما تو�ضح االلتزامات و�ضوابط العمل املفرو�ضة عليه‪ ،‬و�إن كانت هذه‬
‫ال�ضوابط‪ ،‬التي ت�شكل ما ميكن ت�سميته «بالنظام اخلا�ص ب�أع�ضاء الربملان»‪ ،‬قلما يت�ضمنها‬
‫باب حمدد يف الد�ستور �أو ن�ص قانوين خا�ص يحمل هذا اال�سم‪ ،‬و�إمنا توجد متفرقة يف‬
‫ن�صو�ص متعددة‪ ،‬كما هو الأمر يف املغرب‪ ،‬حيث يت�ضمنها الد�ستور والقانون التنظيمي‬
‫ملجل�س النواب والقانون التنظيمي ملجل�س امل�ست�شارين‪ ،‬ف�ضال عن النظامني الداخليني‬
‫للمجل�سني املذكورين‪.‬‬
‫مع الإ�شارة �إىل �أن هذه ال�ضوابط ولو �أنها تبدو متقاربة ومت�شابهة يف خمتلف الدول‪،‬‬
‫ف�إن مدى ت�أثريها وجناعتها بالن�سبة لعمل الربملانيني والربملان ككل لي�ست دائما م�ضمونة‪،‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪178‬‬

‫�إذ تبدو متباينة من جتربة �إىل �أخرى بح�سب اختالف امل�سارات ال�سيا�سية لكل بلد‪ ،‬واختالف‬
‫طبيعة نظامه ال�سيا�سي‪ ،‬ونوعية املمار�سة ال�سيا�سية واالنتخابية ال�سائدة فيه‪ .‬فهي تبدو �أكرث‬
‫جناعة وفعالية يف النظم الدميقراطية‪ ،‬حيث متثل امل�ؤ�س�سة الربملانية نقطة اجلذب الرئي�سية‬
‫يف احلياة ال�سيا�سية على اعتبار �أنها تعك�س اختيارات الناخبني ومتثل �إرادتهم‪ ،‬بينما ال‬
‫تبدو كذلك يف الأنظمة ال�سلطوية‪ ،‬التي كثريا ما تتعامل مع هذه امل�ؤ�س�سة كواجهة لإعطاء‬
‫االنطباع بالدميقراطية‪ ،‬وت�سويق �صورة خادعة عن نظام �سيا�سي يتحكم يف م�ؤ�س�سات‬
‫اتخاذ القرار‪ ،‬وال يحرتم �إرادة الناخبني املعرب عنها من خالل �صناديق االقرتاع‪.‬‬

‫املبحث الأول‪ :‬اكت�ساب ال�صفة الربملانية وفقدانها‬


‫يعد اكت�ساب ال�صفة الربملانية �أمرا �رضوريا للقيام بالوظيفة الربملانية‪� ،‬أي وظيفة متثيل‬
‫ال�شعب‪ .‬لكن التوفر عليها ال يعني �أنها تظل �صفة مالزمة ملن يحملها‪ ،‬فهي ذات طابع م�ؤقت‪،‬‬
‫�أي حم�صورة مبدة زمنية حمددة تتطابق ومدة الوالية الت�رشيعية‪ ،‬كما �أن ح�صول ظروف‬
‫معينة ميكن �أن ي�ؤدي �إىل فقدانها‪ ،‬بكل ما يرتتب عن ذلك من �سقوط التمتع باحلقوق املرتبطة‬
‫بها‪ ،‬وكذا التحلل من القيود وااللتزامات الناجتة عنها‪.‬‬

‫املطلب الأول‪ :‬اكت�ساب ال�صفة الربملانية‬


‫كما هو الأمر يف معظم البلدان‪ ،‬ف�إن اكت�ساب ال�صفة الربملانية يف املغرب يتم على �أ�سا�س‬
‫االنتخاب‪� ،‬أي من خالل احل�صول على �أ�صوات الناخبني امل�شاركني يف االنتخابات العامة‬
‫الت�رشيعية‪ .‬هذه الأخرية يتطلب الرت�شيح خلو�ض غمار التناف�س فيها التوفر على �رشوط‬
‫معينة‪ ،‬كما �أنها جتري بكيفية خمتلفة بح�سب ما �إذا كان الأمر يتعلق باالنتخابات اخلا�صة‬
‫مبجل�س النواب �أو مبجل�س امل�ست�شارين‪.‬‬
‫الفقرة الأوىل‪� :‬شروط و�أهلية الرت�شيح‬
‫يتطلب حمل ال�صفة الربملانية التوفر على عدد من ال�رشوط امل�ؤهلة للم�شاركة يف املناف�سة‬
‫االنتخابية‪ ،‬التي يعد الفوز فيها �أمرا �رضوريا لدخول دائرة النخبة الربملانية‪ .‬وهي �رشوط‬
‫و�إن كانت تبدو يف الكثري من اجلوانب متطابقة بني املجل�سني‪ ،‬ف�إن ذلك ال مينع من انفراد‬
‫كل جمل�س ب�رشوط خا�صة به بالنظر الختالف طبيعة تركيبتها‪ ،‬وكذا �شكل االقرتاع املعتمد‬
‫يف كل واحد منهما‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪179‬‬

‫�أ ـ ال�رشوط اجلوهرية للرت�شيح‬

‫تتحدد يف �أربعة �رشوط �أ�سا�سية تتعلق مبا يلي‪:‬‬


‫�أوال ـ الت�سجيل يف اللوائح االنتخابية العامة‪ ،‬الذي ي�شكل �أول خطوة يف العملية‬
‫االنتخابية‪� ،‬إذ على �ضوءه يتحدد الأ�شخا�ص امل�ؤهلني للم�شاركة يف الت�صويت‪ .‬يف هذا الإطار‬
‫ت�شري املادة الأوىل من القانون رقم ‪ 11‬ـ ‪ 57‬املتعلق باللوائح االنتخابية العامة وعمليات‬
‫اال�ستفتاء وا�ستعمل و�سائل االت�صال ال�سمعي الب�رصي العمومية خالل احلمالت االنتخابية‬
‫واال�ستفتائية‪� 1‬إىل �أنه «تعتمد اللوائح االنتخابية العامة وحدها لإجراء االنتخابات العامة �أو‬
‫التكميلية �أو اجلزئية ملجل�س النواب وجمال�س اجلهات وجمال�س اجلماعات واملقاطعات»‪،‬‬
‫وت�ضيف املادة الثانية من نف�س القانون �أن «القيد يف اللوائح االنتخابية العامة �إجباري»‪،‬‬
‫ولكنه ال يكون ممكنا �إال بتحقق �رشوط جوهرية و�أخرى م�سطرية (�أنظر اجلدول املوايل)‪.‬‬

‫الرشوط اخلاصة بالتسجيل يف اللوائح االنتخابية‬


‫‪ 1‬ـ بلوغ ‪� 18‬سنة عند ح�رص اللوائح االنتخابية �أو عند و�ضعها �أو مراجعتها‪.‬‬ ‫ال�رشوط‬
‫اجلوهرية‬
‫‪ 2‬ـ التمتع بالأهلية االنتخابية‪ ،‬بكل ما يرتتب عن هذا ال�رشط من �إق�صاء لبع�ض‬
‫الفئات‪ ،‬ميكن حتديدها يف ما يلي‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ ‪� :1‬أفراد القوات امل�سلحة العاملون من جميع الرتب‪ ،‬و�أعوان القوات العمومية‬
‫و�سائر الأ�شخا�ص الذين �أ�سندت �إليهم مهمة �أو انتداب ولو كان م�ؤقتا‪ ،‬كيفما كانت‬
‫ت�سميتها �أو مداها‪ ،‬بعو�ض �أو بدون عو�ض‪ ،‬والذين يعملون‪ ،‬بتلك ال�صفة‪ ،‬يف‬
‫خدمة الإدارة �أو اجلماعات الرتابية �أو امل�ؤ�س�سات العمومية �أو يف خدمة مرفق‬
‫عمومي‪ ،‬كيفما كانت طبيعته‪ ،‬ويكون لهم احلق يف حمل ال�سالح خالل مزاولتهم‬
‫لتلك املهام‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ ‪ :1‬الأفراد املحكوم عليهم ب�صفة نهائية �إما بعقوبات جنائية �أو عقوبات حب�سية‬
‫نافذة كيفما كانت مدتها‪� ،‬أو عقوبات حب�سية موقوفة التنفيذ ملدة تتجاوز ثالثة �أ�شهر‬
‫�أو غرامة من �أجل جناية �أو جنح حمددة‪� ،2‬أو عقوبة حب�س نافذة ملدة �ستة �أ�شهر من‬
‫�أجل ارتكاب بع�ض اجلنح‪� ،3‬أو عقوبة حب�سية ملدة تتجاوز ثالثة �أ�شهر دون �إيقاف‬
‫التنفيذ �أو عقوبة حب�سية ملدة تتجاوز �ستة �أ�شهر مع �إيقاف التنفيذ من �أجل �أي جرمية‬
‫غري اجلرائم ال�سابقة‪ ،‬با�ستثناء اجلرائم املرتكبة عن غري عمد �رشيطة �أن ال تقرتن‬
‫بجنحة الفرار‪.‬‬

‫‪ 11‬ظهري رقم ‪� 1.11.171‬صادر بتاريخ ‪� 28‬أكتوبر ‪( 2011‬ج‪ .‬ر عدد ‪ 5256‬بتاريخ ‪� 31‬أكتوبر ‪.)2011‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪180‬‬

‫‪ 3‬ـ ‪ : 2‬الأفراد املحرومون من حق الت�صويت مبوجب حكم ق�ضائي خالل املدة‬


‫املحددة يف هذا احلكم‪� ،‬أو ال�صادرة يف حقهم �أحكام جنائية غيابية �أو املحجور عليهم‬
‫ق�ضائيا‪� ،‬أو الذين طبقت يف حقهم م�سطرة الت�صفية الق�ضائية‪� ،‬أو املحكوم عليهم‬
‫بالتجريد من احلقوق الوطنية ما مل ي�ستفيدوا من عفو �شامل �أو ي�سرتجعوا حقوقهم‬
‫الوطنية بعد ان�رصام املدة املحكوم عليهم بها‪.‬‬
‫مالحظة‪:‬‬
‫جميع ه�ؤالء الأ�شخا�ص‪ ،‬با�ستثناء الفئة الأوىل‪� ،‬أي املحكوم عليهم بعقوبات‬
‫جنائية‪ ،‬يحق لهم �أن يطلبوا قيدهم يف اللوائح االنتخابية بعد ان�رصام �أجل خم�س‬
‫�سنوات من تاريخ ق�ضاء العقوبة �أو تقادمها‪� ،‬أو من التاريخ الذي �أ�صبح فيه احلكم‬
‫نهائيا �إذا تعلق الأمر بعقوبة موقوفة التنفيذ‪ .‬كما �أن طلبات �إعادة النظر �أو املراجعة‬
‫ال توقف ترتيب الآثار على الأحكام املكت�سبة لقوة ال�شيء املق�ضي به التي يرتتب عليها‬
‫فقدان الأهلية االنتخابية‪..‬‬
‫�أوال ـ تقدمي طلب �شخ�صي ميلأ يف مطبوع خا�ص ي�شار فيه �إىل اال�سم ال�شخ�صي‬ ‫ال�رشوط‬
‫والعائلي لطالب الت�سجيل وتاريخ ومكان الوالدة واملهنة والعنوان ورقم بطاقة‬ ‫امل�سطرية‬
‫التعريف الوطنية‪ ،‬ويكون مرفقا ببع�ض وثائق الإثبات‪ ،‬وحتديدا بطاقة التعريف‬
‫الوطنية التي يعتربها القانون �أ�سا�س القيد يف اللوائح االنتخابية‪ ،‬على �أن ي�سلم‬
‫ل�صاحب الطلب و�صال يحمل رقما ترتيبيا م�ؤقتا‪.‬‬
‫ثانيا ـ الإقامة بكيفية فعلية ومت�صلة منذ ثالثة �أ�شهر على الأقل من تقدمي الطلب يف‬
‫اجلماعة �أو املقاطعة التي يريد الت�سجيل فيها‪.‬‬
‫مالحظة‪:‬‬
‫هذا ال�رشط املتعلق بالإقامة ترد عليه ثالثة ا�ستثناءات تهم املوظفني والأعوان‬
‫العاملني بالإدارات العمومية واجلماعات الرتابية وامل�ؤ�س�سات العمومية‪،‬‬
‫والأ�شخا�ص املزدادين يف اجلماعات املعتادة على الرتحال‪ ،‬ف�ضال عن مغاربة العامل‬
‫�سواء منهم املولودين باملغرب واملقيمني باخلارج �أو املولودين باخلارج واملقيمني‬
‫�أي�ضا باخلارج‪.‬‬

‫ثانيا ـ التمتع باحلقوق املدنية وال�سيا�سية‪ ،‬بحيث ال يجب �أن يكون الراغب يف الرت�شيح قد‬
‫�صدرت يف حقه �أحكام وعقوبات ت�ؤدي �إىل حرمانه من التمتع باحلقوق املدنية وال�سيا�سية‪،‬‬
‫و�ضمنها احلق يف االنتخاب والرت�شح‪ ،‬وفقا ملا �أ�رشنا �إىل ذلك يف العن�رص ال�سابق‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪181‬‬

‫ثالثا ـ عدم تويل م�س�ؤولية حكومية �أو انتدابية �أو عمومية ببلد الإقامة بالن�سبة للمغاربة‬
‫املقيمني باخلارج‪.2‬‬
‫رابعا ـ عدم االنتماء �إىل بع�ض الفئات من الأ�شخا�ص التي يحددها القانون كما يلي‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ املتجن�سون باجلن�سية املغربية خالل اخلم�س �سنوات الأوىل حل�صولهم عليها ما مل يرفع‬
‫عليهم هذا القيد وفقا لقانون اجلن�سية املغربية‪ ،‬الذي ين�ص على �أن الأجنبي يخ�ضع طيلة‬
‫خم�س �سنوات للقيود يف الأهلية التالية‪�« :‬أوال ـ ال يجوز �أن ت�سند له وظيفة عمومية �أو نيابة‬
‫انتخابية ي�شرتط يف من يقوم بهما التمتع باجلن�سية املغربية‪ .‬ثانيا ـ ال يجوز �أن يكون ناخبا �إذا‬
‫كانت ال�صفة املغربية �رشطا للت�سجيل يف اللوائح االنتخابية»‪ ،‬قبل �أن ي�شري �إىل �أنه «يجوز‬
‫�أن يعفى من هذه القيود كلها �أو بع�ضها مبقت�ضى ظهري فيما �إذا خولت اجلن�سية مبقت�ضى‬
‫ظهري �أو مبوجب مر�سوم يتخذه املجل�س الوزاري فيما �إذا خولت اجلن�سية مبر�سوم»‪.3‬‬
‫‪ 2‬ـ الأ�شخا�ص الذين �صدر يف حقهم قرار عزل من م�س�ؤولية انتدابية �أ�صبح نهائيا‬
‫مبقت�ضى حكم �أكت�سب قوة ال�شيء املق�ضي به‪ ،‬يف حالة الطعن يف القرار املذكور‪� ،‬أو ب�سبب‬
‫ان�رصام �أجل الطعن يف قرار العزل دون الطعن فيه‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ الأ�شخا�ص الذين اختل فيهم �رشط �أو �أكرث من ال�رشوط املطلوبة ليكونوا ناخبني‪،4‬‬
‫مثل عدم بلوغهم �سن الر�شد القانوين‪� ،‬أو انت�سابهم لأفراد القوات امل�سلحة امللكية العاملون‬
‫من جميع الرتب �أو لأعوان القوات العمومية و�سائر الأ�شخا�ص الذين �أ�سندت �إليهم مهمة‬
‫�أو انتداب ويكون لهم احلق يف حمل ال�سالح خالل مزاولتهم لتلك املهام‪ ،‬وكذا انتمائهم لفئة‬
‫الأ�شخا�ص املحكوم عليهم نهائيا بنوع حمدد من العقوبات اجلنائية واحلب�سية‪� ،‬أو املحرومون‬
‫من الت�صويت مبوجب حكم ق�ضائي خالل املدة املحددة يف هذا احلكم‪� ،‬أو ال�صادرة يف حقهم‬
‫�أحكاما جنائية غيابية �أو املحجور عليهم ق�ضائيا‪� ،‬أو الذين طبقت يف حقهم م�سطرة الت�صفية‬
‫الق�ضائية‪ ،‬ف�ضال عن الأ�شخا�ص الذين حكم عليهم بالتجريد من احلقوق الوطنية ما مل ي�ستفيدو‬
‫من عفو �شامل �أو ي�سرتجعوا تلك احلقوق بعد ان�رصام املدة املحكمة عليهم بها‪.5‬‬

‫‪ 22‬حتددها الفقرة ‪ 2‬من املادة ‪ 7‬من القانون رقم ‪ 51.11‬يف «الزيادة غري امل�رشوعة يف الأثمان‪� ،‬أو االدخار ال�رسي‬
‫للمنتجات �أو الب�ضائع �أو الغ�ش يف بيع الب�ضائع‪� ،‬أو التدلي�س يف املواد الغذائية �أو املنتجات الزراعية �أو البحرية»‪.‬‬
‫‪ 33‬الف�صل ‪ 17‬من ظهري رقم ‪ ،1.58.250‬ال�صادر يف ‪� 6‬شتنرب ‪ 1958‬مبثابة قانون اجلن�سية املغربي كما وقع تغيريه‬
‫وتتميمه (ج‪ .‬ر عدد ‪ 2395‬بتاريخ ‪� 19‬شتنرب ‪.)1958‬‬
‫‪ 44‬املادة ‪ 6‬من القانون التنظيمي ملجل�س النواب‪ ،‬واملادة ‪ 7‬من القانون التنظيمي ملجل�س امل�ست�شارين‪.‬‬
‫‪� 55‬أنظر املادتان ‪ 7‬و‪ 8‬من ظهري رقم ‪� 1.11.171‬صادر بتاريخ ‪� 28‬أكتوبر ‪ 2011‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 57.11‬املتعلق‬
‫باللوائح االنتخابية العامة وعمليات اال�ستفتاء وا�ستعمال و�سائل االت�صال ال�سمعي الب�رصي العمومية خالل‬
‫احلمالت االنتخابية واال�ستفتائية (ج‪ .‬ر عدد ‪ 5991‬بتاريخ ‪� 31‬أكتوبر ‪.)2011‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪182‬‬

‫‪ : 4‬الأ�شخا�ص املحكوم عليهم بعقوبة حب�سية نافذة �أو عقوبة حب�س مع وقف التنفيذ‪،‬‬
‫كيفما كانت مدتها‪� ،‬رشيطة �أن يكون هذا احلكم قد اكت�سب قوة ال�شيء املق�ضي به‪ ،6‬من‬
‫�أجل ارتكابهم �أحد هذه الأفعال‪ ،‬التي حترمهم من الرت�شيح لفرتتني نيابيتني متتاليتني‪ ،‬كما‬
‫حترمهم من الت�صويت ملدة �سنتني‪:7‬‬
‫‪ 1‬ـ ‪ : 4‬احل�صول �أو حماولة احل�صول على �أ�صوات الناخبني عن طريق تقدمي هدايا‬
‫�أو تربعات نقدية �أو عينية �أو وعد بها �أو بوظائف عامة �أو خا�صة �أو منافع �أخرى‪.8‬‬
‫‪ 2‬ـ ‪ : 4‬قبول �أو التما�س الهدايا �أو التربعات �أو الوعود امل�شار �إليها �آنفا‪ ،‬وكذا التو�سط‬
‫يف تقدميها �أو امل�شاركة يف ذلك‪.9‬‬
‫‪ 3‬ـ ‪ : 4‬حمل الناخبني على الإم�ساك عن الت�صويت �إما با�ستعمال الرتغيب (تقدمي‬
‫‪10‬‬
‫هدايا �أو تربعات نقدية �أو عينية �أو وعد بها �أو بوظائف عامة �أو خا�صة �أو منافع �أخرى)‬
‫�أو با�ستعمال الرتهيب (االعتداء �أو ا�ستعمال العنف �أو التهديد �أو بتخويفه بفقد الوظيفة �أو‬
‫تعر�ض �شخ�صه �أو �أ�رسته �أو ممتلكاته لل�رضر)‪.11‬‬
‫‪ 4‬ـ ‪ : 4‬الت�أثري على ت�صويت الناخبني �إما عن طريق تقدمي هدايا �أو تربعات �أو‬
‫وعود بها �أو هبات �إدارية �إما جلماعات ترابية و�إما ملجموعة من املواطنني‪� ،12‬أو عن‬
‫طريق االعتداء �أو ا�ستعمال العنف �أو التهديد �أو التخويف بفقد الوظيفة �أو تعر�ض �شخ�صه‬
‫�أو �أ�رسته �أو ممتلكاته لل�رضر‪.13‬‬
‫‪ 5‬ـ الأ�شخا�ص الذين يزاولون بالفعل وظائف حمددة �أو انتهوا من مزاولتها منذ مدة‬
‫معينة‪ ،‬وهم من فئتني‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ ‪ : 5‬فئة �أوىل ال ت�ؤهل للرت�شيح يف جمموع �أنحاء اململكة‪ ،‬بالنظر �إىل كونها زاولت‬
‫بالفعل وظائف حمددة �أو انتهت من مزاولتها منذ �أقل من �سنة‪ ،‬كما هو الأمر بالن�سبة‬
‫للق�ضاة‪ ،‬وق�ضاة املجل�س الأعلى للح�سابات واملجال�س اجلهوية للحا�سبات‪ ،‬وبع�ض امل�س�ؤولني‬

‫‪ 66‬املادة ‪ 6‬من القانون التنظيمي ملجل�س النواب‪.‬‬


‫‪ 77‬املادة ‪ 66‬من القانون التنظيمي ملجل�س النواب‪.‬‬
‫‪ 88‬الفقرة ‪ 1‬من املادة ‪ 62‬من القانون التنظيمي ملجل�س النواب‪.‬‬
‫‪ 99‬الفقرة ‪ 2‬من املادة ‪ 62‬من القانون التنظيمي ملجل�س النواب‪.‬‬
‫‪ 110‬الفقرة ‪ 1‬من املادة ‪ 62‬من القانون التنظيمي ملجل�س النواب‪.‬‬
‫‪ 111‬املادة ‪ 63‬من القانون التنظيمي ملجل�س النواب‪.‬‬
‫‪ 112‬املادتان ‪ 62‬و‪ 63‬من القانون التنظيمي ملجل�س النواب‪.‬‬
‫‪ 113‬املادتان ‪ 63‬و‪ 64‬من القانون التنظيمي ملجل�س النواب‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪183‬‬

‫املح�سوبني على وزارة الداخلية (املدراء املركزيون‪ ،‬الوالة والعمال‪ ،‬الكتاب العامني‬
‫للعماالت والأقاليم �أو عماالت املقاطعات‪ ،‬البا�شوات‪ ،‬ر�ؤ�ساء دواوين الوالة والعمال‪،‬‬
‫ر�ؤ�ساء الدوائر احل�رضية‪ ،‬ر�ؤ�ساء الدوائر‪ ،‬القواد واخللفاء وال�شيوخ واملقدمون)‪ ،‬ف�ضال‬
‫عن �أفراد القوات امل�سلحة امللكية و�أعوان القوة العمومية‪ ،‬ومفت�شي وزارة املالية ووزارة‬
‫الداخلية‪ ،‬واخلازن العام للمملكة واخلزان اجلهويون‪.14‬‬
‫‪ : 5-2‬فئة ثانية ال ت�ؤهل للرت�شيح على �صعيد الدائرة االنتخابية التي تقع داخل‬
‫النفوذ الذي زاولت فيه مهامها منذ �أقل من �سنتني يف تاريخ االقرتاع‪� ،15‬أو تزاول‬
‫فيه بالفعل مهامهما �أو زاولت فيه مهامها منذ �أقل من �سنة يف تاريخ االقرتاع‪� ،16‬أو‬
‫تزاول فيه مهامها بالفعل‪� ،‬أو انقطعت عن مزاولتها‪ ،‬منذ �أقل من �سنة واحدة من تاريخ‬
‫االقرتاع ‪.17‬‬
‫�إ�ضافة �إىل هذه ال�رشوط‪ ،‬التي ي�شرتك فيها جمل�سي الربملان‪ ،‬هناك �رشوط للرت�شيح‬
‫خا�صة بكل جمل�س فر�ضتها طبيعة االقرتاع املعتمد يف كل منها (االقرتاع العام املبا�رش‬
‫يف جمل�س النواب واالقرتاع العام غري املبا�رش يف جمل�س امل�ست�شارين)‪ ،‬وخ�صو�صية‬
‫تركيبتهما‪ ،‬حيث يتكون جمل�س امل�ست�شارين من �أع�ضاء ينتخبون على �صعيد عدد من‬
‫الهيئات االنتخابية ‪.‬‬
‫هذه ال�رشوط اخلا�صة تتحدد على م�ستوى جمل�س النواب يف عدم جواز تر�شح من‬
‫يحملون �صفة م�ست�شار برملاين‪ ،18‬والأ�شخا�ص الذين �سبق انتخابهم ك�أع�ضاء يف جمل�س‬

‫‪ 114‬املادة ‪ 7‬من القانون التنظيمي ملجل�س النواب‪ ،‬واملادة ‪ 8‬من القانون التنظيمي ملجل�س امل�ست�شارين‪.‬‬
‫‪ 115‬حتددها املادة ‪ 8‬من القانون التنظيمي ملجل�س النواب‪ ،‬واملادة ‪ 9‬من القانون التنظيمي ملجل�س امل�ست�شارين‪ ،‬يف‬
‫الق�ضاة‪ ،‬وق�ضاة املجل�س الأعلى للح�سابات واملجال�س اجلهوية للحا�سبات‪ ،‬الوالة والعمال‪ ،‬والكتاب العامني‬
‫للعماالت والأقاليم �أو عماالت املقاطعات‪ ،‬البا�شوات‪ ،‬ر�ؤ�ساء دواوين الوالة والعمال‪ ،‬ر�ؤ�ساء الدوائر‬
‫احل�رضية‪ ،‬ر�ؤ�ساء الدوائر‪ ،‬القواد واخللفاء وال�شيوخ واملقدمون‪ ،‬ور�ؤ�ساء النواحي الع�سكرية‪ ،‬ف�ضال عن‬
‫ر�ؤ�ساء امل�صالح الالممركزة للمديرية العامة للأمن الوطني وعمداء ال�رشطة‪.‬‬
‫‪ 116‬حتددها املادة ‪ 9‬من القانون التنظيمي ملجل�س النواب‪ ،‬واملادة ‪ 10‬من القانون التنظيمي ملجل�س امل�ست�شارين‪ ،‬يف‬
‫ر�ؤ�ساء امل�صالح املمركزة للقطاعات الوزارية يف اجلهات والعماالت والأقاليم‪ ،‬ومديرو امل�ؤ�س�سات العمومية‬
‫وم�سريو �رشكات امل�ساهمة التي متلك الدولة ب�صفة مبا�رشة �أو غري مبا�رشة �أكرث من ‪ 30‬يف املائة من ر�أ�سمالها‪.‬‬
‫‪ 117‬حتددها املادة ‪ 10‬من القانون التنظيمي ملجل�س النواب‪ ،‬واملادة ‪ 11‬من القانون التنظيمي ملجل�س امل�ست�شارين‪ ،‬يف‬
‫الأ�شخا�ص الذين �أ�سندت �إليهم مهمة �أو انتداب‪ ،‬ولو كان م�ؤقتا وكيفما كانت ت�سميتها �أو مداها‪ ،‬بعو�ض �أو دون‬
‫عو�ض‪ ،‬والذين يعملون بتلك ال�صفة يف خدمة الإدارة �أو اجلماعات الرتابية �أو امل�ؤ�س�سات العمومية �أو يف خدمة‬
‫مرفق عمومي كيفما كانت طبيعته‪ ،‬والذين رخ�ص لهم بحمل ال�سالح �أثناء �أداء مهامه‪.‬‬
‫‪ 118‬ح�سب ما تن�ص على ذلك املادة ‪ 5‬من القانون التنظيمي ملجل�س النواب‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪184‬‬

‫النواب بر�سم الدائرة االنتخابية الوطنية‪ ،‬و�إن كان هذا املنع ال يحرمهم من الرت�شح يف �إطار‬
‫الدوائر االنتخابية املحلية‪ .19‬بينما تتحدد على م�ستوى جمل�س امل�ست�شارين‪ ،‬يف عدم جواز‬
‫تر�شح من يحملون �صفة نائب برملاين‪� ،20‬أو الذين يغريون انتمائهم ال�سيا�سي الذي مت على‬
‫�أ�سا�سه انتخابهم �أع�ضاء يف جمال�س اجلماعات الرتابية �أو الغرف املهنية املعنية‪� ،‬أو انتمائهم‬
‫النقابي الذي على �أ�سا�سه انتخبوا �أع�ضاء ب�إحدى الهيئات الناخبة ملمثلي امل�أجورين‪ .21‬ف�ضال‬
‫عن �إجبارية انتماء املر�شح �إىل الهيئة الناخبة التي يريد الرت�شح با�سمها من بني الهيئات التي‬
‫يتكون منها املجل�س‪.22‬‬
‫ب ـ ال�رشوط امل�سطرية للرت�شيح‬

‫يتعلق الأمر بثالثة �أنواع من ال�رشوط‪ ،‬تهم �إيداع الت�رصيح بالرت�شيح‪ ،‬و�صحة اللوائح‬
‫االنتخابية‪ ،‬ف�ضال عن الوثائق املرفقة بالت�رصيح بالرت�شيح �أو باللوائح االنتخابية‪ .‬وهي‬
‫�رشوط و�إن كانت تبدو م�شرتكة بني جمل�سي الربملان ف�إنها تختلف يف بع�ض التفا�صيل بح�سب‬
‫ما �إذا كان الأمر يتعلق مبجل�س النواب �أو جمل�س امل�ست�شارين‪.‬‬
‫�أوال ـ ال�رشوط اخلا�صة ب�إيداع الت�رصيح‬

‫تتحدد هذه ال�رشوط يف �رضورة تقدمي ت�رصيح بالرت�شيح‪ ،‬على �أن يتم هذا الأخري‬
‫داخل املدة التي يحددها املر�سوم اخلا�ص بتحديد تاريخ االقرتاع‪ ،‬واملدة التي تقدم خاللها‬
‫الرت�شيحات‪ ،‬وتاريخ بد�أ احلملة االنتخابية ونهايتها‪ .23‬مع مراعاة �أن هذا الت�رصيح يختلف‬
‫فيما يخ�ص انتخابات جمل�س النواب بح�سب ما �إذا الأمر يتعلق باالنتخابات التي جتري يف‬
‫نطاق الدوائر املحلية �أو تلك التي تتم على �صعيد الالئحة الوطنية‪.‬‬
‫ففي احلالة الأوىل يتم الت�رصيح من لذن كل وكيل الئحة �أو كل مر�شح بنف�سه يف ثالثة‬
‫نظائر مبقر العمالة �أو الإقليم �أو عمالة املقاطعة املعنية‪� .24‬أما يف احلالة الثانية ف�إن الت�رصيح‬
‫و�إن كان يقدم �أي�ضا من طرف كل وكيل الئحة �أو كل مر�شح ف�إنه يتم مبقر كتابة اللجنة‬
‫‪ 119‬املادة ‪ 5‬من القانون التنظيمي ملجل�س النواب‪.‬‬
‫‪ 220‬املادة ‪ 6‬من القانون التنظيمي ملجل�س امل�ست�شارين‪.‬‬
‫‪ 221‬املادة ‪ 26‬من القانون التنظيمي ملجل�س امل�ست�شارين‪.‬‬
‫‪ 222‬يتعلق الأمر ب�أع�ضاء جمال�س اجلماعات الرتابية‪ ،‬منتخبو الغرف املهنية‪ ،‬املنتخبون يف املنظمات املهنية‬
‫للم�شغلني الأكرث متثيلية‪ ،‬ممثلي امل�أجورين‪ ،‬ح�سب ما ت�شري �إىل ذلك املادة الأوىل من القانون التنظيمي ملجل�س‬
‫امل�ست�شارين‪.‬‬
‫‪ 223‬ح�سب املادة ‪ 21‬من القانون التنظيمي ملجل�س النواب‪ ،‬واملادة ‪ 24‬من القانون التنظيمي ملجل�س امل�ست�شارين‪ ،‬ين�رش‬
‫هذا املر�سوم يف اجلريدة الر�سمية قبل تاريخ االقرتاع بخم�سة و�أربعني يوما على الأقل‪.‬‬
‫‪ 224‬الفقرة ‪ 1‬من املادة ‪ 23‬من القانون التنظيمي ملجل�س النواب‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪185‬‬

‫الوطنية للإح�صاء‪ .‬ثم �إن الئحة الرت�شيح ت�شتمل على جز�أين‪ :‬الأول خا�ص برت�شيح‬
‫الن�ساء‪ ،‬حيث يت�ضمن �أ�سماء �ستني مر�شحة مع بيان ترتيبهن‪ .‬الثاين يهم تر�شيح الذكور‬
‫الذين ال تزيد �سنهم عن �أربعني �سنة �شم�سية‪ ،‬حيث يت�ضمن �أ�سماء ‪ 30‬مرت�شحا مع بيان‬
‫ترتيبهم‪� .‬رشيطة �أن يكون املر�شحون يف اجلز�أين معا ينت�سبون �إىل كافة جهات اململكة‪.25‬‬
‫كما �أن هذا الت�رصيح يختلف فيما يتعلق باالنتخابات اخلا�صة مبجل�س امل�ست�شارين‪ ،‬بح�سب‬
‫ما �إذا كان الأمر يتعلق باالنتخابات التي تتم يف نطاق الهي�أة الناخبة ملثلي امل�أجورين �أو‬
‫تلك التي تتم يف �إطار الهيئات الناخبة الأخرى‪� .‬إذ يف احلالة الأوىل تودع لوائح الرت�شيح‬
‫�أو الت�رصيحات الفردية بالرت�شيح مبقر كتابة اللجنة الوطنية للإح�صاء‪ ،‬مت�ضمنة بيان فئة‬
‫ممثلي امل�أجورين التي ينت�سب �إليها املر�شحون‪ ،‬وعند االقت�ضاء املنظمة النقابية التي ينتمون‬
‫�إليها بهذه ال�صفة‪ .‬بينما تودع‪ ،‬يف احلالة الثانية‪ ،‬يف ثالثة نظائر مبقر العمالة �أو الإقليم �أو‬
‫عمالة املقاطعة املعنية‪.26‬‬
‫ثانيا ـ ال�رشوط اخلا�صة ب�صحة لوائح الرت�شيح‬

‫ميكن حتديدها يف توفر كل الئحة من لوائح الرت�شيح على عدد من املر�شحني ي�ساوي عدد‬
‫املقاعد املتبارى حولها‪ ،27‬وحمل لوائح الرت�شيح �أو الرت�شيحات الفردية �إم�ضاءات املر�شح‬
‫�أو املر�شحني م�صادق عليها‪ ،‬و�أن تبني فيها �أ�سماء املر�شحني ال�شخ�صية والعائلية وجن�سهم‬
‫وتواريخ و�أماكن والدتهم وعناوينهم ومهنهم‪ ،‬والدائرة االنتخابية املعنية‪ ،‬والالئحة‬
‫االنتخابية امل�سجلني فيها‪ ،‬وعند االقت�ضاء انتماءهم ال�سيا�سي‪ .‬ف�ضال عن حتديد ا�سم املر�شح‬
‫الوكيل‪ ،‬املكلف بالالئحة‪ ،‬وت�سمية الالئحة‪ ،‬وترتيب املر�شحني فيها‪ .28‬وميكن �أن ن�ضيف‬
‫�إىل ذلك �رشطا �آخر‪ ،‬يتعلق �أ�سا�سا بت�شجيع متثيلية الن�ساء مبجل�س امل�ست�شارين‪ ،‬واملتمثل يف‬
‫وجوب تفادي �أن تت�ضمن كل الئحة من لوائح الت�رشيح ا�سمني متتابعني ملر�شحني اثنني من‬
‫نف�س اجلن�س‪.29‬‬

‫‪ 225‬الفقرة ‪ 2‬من املادة ‪ 23‬من القانون التنظيمي ملجل�س النواب‪.‬‬


‫‪ 226‬املادة ‪ 24‬من القانون التنظيمي ملجل�س النواب‪.‬‬
‫‪ 227‬الفقرة ‪ 3‬من املادة ‪ 23‬من القانون التنظيمي ملجل�س النواب‪ ،‬واملادة ‪ 24‬من القانون التنظيمي ملجل�س امل�ست�شارين‪.‬‬
‫‪ 228‬الفقرة ‪ 4‬من املادة ‪ 23‬من القانون التنظيمي ملجل�س النواب‪ .‬واملادة ‪ 24‬من القانون التنظيمي ملجل�س امل�ست�شارين‪.‬‬
‫‪ 229‬املادة ‪ 24‬من القانون التنظيمي ملجل�س امل�ست�شارين‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪186‬‬

‫ثالثا ـ ال�رشوط اخلا�صة بالوثائق املرفقة‬

‫يتعلق الأمر بوثائق ترفق بلوائح الرت�شيح الفردية مثل و�صل دفع مبلغ ال�ضمان‪،30‬‬
‫ون�سخة من ال�سجل العديل لكل مر�شح‪ ،31‬و�شهادة القيد يف اللوائح االنتخابية العامة بعد‬
‫تاريخ �آخر ح�رص لها ب�صفة نهائية‪ ،32‬و�أخرى ترفق بلوائح الرت�شيح �أو الت�رصيحات‬
‫الفردية بالرت�شيح املقدمة من قبل مر�شحني ينتمون �سيا�سيا (تزكية م�سلمة من لذن اجلهاز‬
‫املخت�ص يف احلزب ال�سيا�سي الذي تتقدم با�سمه الالئحة �أو املر�شح)‪� ،33‬أو بلوائح الرت�شيح‬
‫�أو الت�رصيحات الفردية بالرت�شيح بر�سم الهيئة الناخبة ملمثلي امل�أجورين املقدمة من طرف‬
‫املر�شحني ذوي انتماء نقابي (تزكية م�سلمة لهذه الغاية من لذن اجلهاز املخت�ص يف املنظمة‬
‫النقابية التي تتقدم با�سمها الالئحة �أو املر�شح) ‪ .34‬ف�ضال عن وثائق ترفق بلوائح الرت�شيح �أو‬
‫الت�رصيحات الفردية بالرت�شيح املقدمة من قبل مر�شحني غري منتمني �سيا�سيا‪ ،‬والتي تتحدد‬
‫يف ن�ص مطبوع لرباجمهم‪ ،‬بيان عن م�صادر متويل حمالتهم االنتخابية‪ ،‬ووثيقة حتتوي‬
‫على الئحة م�صادق عليها تت�ضمن عددا من املوقعني يختلف بح�سب ما يلي‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ نوعية الدائرة االنتخابية يف ما يخ�ص انتخابات جمل�س النواب‪ ،‬حيث حت�رص‬
‫التوقيعات يف حالة الدوائر االنتخابية املحلية يف مائتي توقيع على الأقل عن كل مقعد من‬
‫املقاعد املخ�ص�صة للدائرة االنتخابية املحلية من بني �أع�ضاء جمل�سي الربملان �أو جمال�س‬
‫اجلماعات الرتابية �أو الغرف املهنية �أو من بينهم جميعا‪ ،‬على �أن يكون ‪ 80‬يف املائة منها‬
‫لناخبني ينتمون �إىل الدائرة االنتخابية املذكورة و‪ 20‬يف املائة ملنتخبي اجلهة التابعة لها الدائرة‬
‫االنتخابية املعنية‪ .‬كما حت�رص يف حالة الدائرة االنتخابية الوطنية‪ ،‬يف خم�سمائة ع�ضو من‬
‫�أع�ضاء جمل�سي الربملان �أو منتخبي جمال�س اجلماعات الرتابية �أو الغرف املهنية التابعة‬
‫لن�صف عدد جهات اململكة على الأقل �أو من بينهم جميعا‪ ،‬ب�رشط �أال يقل عدد املوقعني يف‬
‫‪ 330‬يتحدد هذا املبلغ ح�سب ما ت�رشي �إىل ذلك املادة ‪ 27‬من القانون التنظيمي ملجل�س النواب يف ‪ 5000‬درهما ت�ؤدي‬
‫�إىل قاب�ض املالية مبقر العمالة �أو الإقليم �أو عمالة املقاطعات‪.‬‬
‫‪ 331‬تكون م�سلمة من طرف املديرية العامة للأمن الوطني منذ �أقل من ثالثة �أ�شهر‪ ،‬ح�سب ما ت�شري �إىل ذلك املادة ‪23‬‬
‫من القانون التنظيمي ملجل�س النواب‪ .‬ومن طرف اجلهة املخت�صة ببلد الإقامة عندما يتعلق الأمر مبر�شح مقيم‬
‫خارج اململكة‪ ،‬ح�سب ما ت�شري �إىل ذلك الفقرة ‪ 7‬من املادة ‪ 23‬من القانون التنظيمي املذكور‪.‬‬
‫‪ 332‬ميكن �أن تتم اال�ستعا�ضة عنها بن�سخة من القرار الق�ضائي القائم مقامها‪� ،‬أو عند االقت�ضاء �شهادة م�سلمة من لذن‬
‫ال�سلطات الإدارية املحلية املخت�صة �أو من لذن رئي�س اللجنة الإدارية �أو اللجنة الإدارية امل�ساعدة املخت�صة تفيد‬
‫�أن املعني بالأمر قد تقدم بطلب قيد قررت اللجنة بعد التداول يف �ش�أنه قبوله و�إدراج ا�سمه يف الالئحة االنتخابية‬
‫للجماعة �أو املقاطعة املعنية‪ ،‬ح�سب ما ت�شري �إىل ذلك الفقرة ‪ 6‬من املادة ‪ 23‬من القانون التنظيمي ملجل�س النواب‪.‬‬
‫‪ 333‬الفقرة ‪ 8‬من املادة ‪ 23‬من القانون التنظيمي ملجل�س النواب‪.‬‬
‫‪ 334‬املادة ‪ 24‬من القانون التنظيمي ملجل�س امل�ست�شارين‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪187‬‬

‫كل جهة عن ‪ 5‬يف املائة من عدد التوقيعات املطلوبة‪ .‬على �أال يجوز‪ ،‬يف احلالتني معا‪،‬‬
‫لناخب �أو منتخب �أن يوقع لأكرث من الئحة تر�شيح واحدة �أو لأكرث من مر�شح واحد بدون‬
‫انتماء �سيا�سي‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ نوعية الهي�أة الناخبة فيما يخ�ص جمل�س امل�ست�شارين‪ ،‬حيث تتحدد التوقيعات بالن�سبة‬
‫للهيئات الناخبة ملجال�س اجلماعات الرتابية والغرف املهنية يف ‪ 25‬يف املائة من �أع�ضاء الهي�أة‬
‫الناخبة ملمثلي جمال�س اجلماعات الرتابية والغرف املهنية التابعني لنف�س اجلهة‪ .‬و‪ 20‬يف‬
‫املائة من �أع�ضاء الهيئة الناخبة ملمثلي املنظمات املهنية للم�شغلني التابعة للجهة �أو اجلهات‬
‫املعنية بالن�سبة لالنتخابات التي جتري يف �إطار هذه الهي�أة‪ .‬و‪ 500‬ع�ضوا من �أع�ضاء الهي�أة‬
‫الناخبة ملمثلي امل�أجورين فيما يخ�ص االنتخابات التي جتري يف نطاق الهي�أة املذكورة‪،‬‬
‫�رشيطة �أن يكونوا تابعني لن�صف جهات اململكة‪ ،‬و�أال يقل عدد املوقعني يف كل جهة عن‬
‫‪ 5‬يف املائة من عدد التوقيعات املطلوبة‪ .‬مع الأخذ بعني االعتبار �أنه ال يجوز لع�ضو هيئة‬
‫ناخبة �أن يوقع لأكرث من الئحة تر�شيح واحدة �أو لأكرث من مر�شح واحد ال ينتمي حلزب‬
‫�سيا�سي �أو منظمة نقابية‪.35‬‬
‫مع الإ�شارة يف الأخري �إىل �أنه ال تقبل الرت�شيحات املتعددة‪ ،‬ولوائح الرت�شيح التي‬
‫تت�ضمن �أ�سماء �أ�شخا�ص ينتمون لأكرث من حزب �سيا�سي واحد‪� ،‬أو تت�ضمن يف نف�س الآن‬
‫تر�شيحات مقدمة بتزكية من حزب �سيا�سي وتر�شيحات لأ�شخا�ص بدون انتماء �سيا�سي‪.36‬‬
‫كما ال تقبل‪ ،‬بالن�سبة ملجل�س امل�ست�شارين‪ ،‬لوائح الرت�شيح التي تت�ضمن �أ�سماء �أ�شخا�ص‬
‫ينتمون لأكرث من منظمة نقابية واحدة‪� ،‬أو تت�ضمن‪ ،‬يف نف�س الوقت‪ ،‬تر�شيحات مقدمة‬
‫بتزكية من منظمة نقابية وتر�شيحات لأ�شخا�ص بدون انتماء نقابي‪.37‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬طريقة االنتخاب‬


‫لئن كان حمل ال�صفة الربملانية يتوقف على الفوز يف االقرتاع الت�رشيعي‪ ،‬ف�إن طريقة‬
‫هذا االقرتاع ال تتم بنف�س الكيفية يف جمل�سي الربملان بل يختلف ذلك بح�سب ما �إذا كان الأمر‬
‫يتعلق مبجل�س النواب �أو مبجل�س امل�ست�شارين‪.‬‬

‫‪ 335‬املادة ‪ 25‬من القانون التنظيمي ملجل�س امل�ست�شارين‪.‬‬


‫‪ 336‬املادة ‪ 24‬من القانون التنظيمي ملجل�س النواب‪ ،‬واملادة ‪ 26‬من القانون التنظيمي ملجل�س امل�ست�شارين‪.‬‬
‫‪ 337‬املادة ‪ 26‬من القانون التنظيمي ملجل�س امل�ست�شارين‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪188‬‬

‫�أ ـ �شكل االقرتاع يف جمل�س النواب‬


‫يف هذا املجل�س يجري انتخاب الأع�ضاء‪ ،‬باالقرتاع العام املبا�رش‪ ،‬وفقا لنمط االقرتاع‬
‫الالئحي الن�سبي‪ .‬لكن مع الت�أكيد �أن تفعيل مقت�ضيات الد�ستور املتعلقة «ب�سعي الدولة �إىل‬
‫حتقيق مبد�أ املنا�صفة بني الرجال والن�ساء»‪ ،38‬و«بت�شجيع تكاف�ؤ الفر�ص بينهما يف ولوج‬
‫الوظائف االنتخابية»‪ ،39‬وكذا باتخاذ ال�سلطات العمومية للتدابري املتعلقة بـ«تو�سيع وتعميم‬
‫م�شاركة ال�شباب يف التنمية االجتماعية واالقت�صادية والثقافية وال�سيا�سية للبالد»‪ ،40‬قد‬
‫اقت�ضى متييز امل�رشع بني ثالثة فئات من النواب‪:‬‬
‫�أوال ـ فئة �أوىل تتكون من ‪ 305‬نائبا يتم انتخابهم على م�ستوى دوائر حملية‪ ،‬يتحدد‬
‫عددها يف ‪ 92‬دائرة انتخابية‪ ،41‬بحيث يختلف عدد النواب الذين يجري انتخابهم يف‬
‫�إطارها من دائرة �إىل �أخرى‪ ،42‬بكل ما يثريه هذا التفاوت يف تقطيع الدوائر االنتخابية من‬
‫اعرتا�ضات‪ ،‬تتعلق �أ�سا�سا بطبيعة املعايري املعتمدة فيه‪ ،‬وب�إمكانية توظيفه يف االجتاه الذي‬
‫يجعله يخدم مر�شحني حمددين وت�شكيالت �سيا�سية حمددة‪ ،‬خا�صة و�أن هذا التقطيع يفر�ض‬
‫على املر�شحني يف دوائر انتخابية كربى جمهودا انتخابيا �أكرب بكثري من ذلك املبذول من‬
‫طرف املر�شحني يف �إطار دوائر انتخابية �صغرى‪.‬‬
‫ثانيا ـ فئة ثانية‪ ،‬تتكون من ‪ 60‬نائبا تنتخب على �صعيد دائرة وطنية‪ ،‬وتخ�ص�ص للن�ساء‬
‫فقط‪ ،‬و�إن كان ذلك ال يعني بال�رضورة �أن جميع الن�ساء يجب �أن ير�شحن يف �إطار الدائرة‬
‫االنتخابية الوطنية (الالئحة الوطنية) بل ميكنهن �أن يرت�شحن �أي�ضا يف �إطار الدوائر املحلية‪.‬‬
‫ثالثا ـ فئة ثالثة تتكون من ‪ 30‬نائبا تخ�ص�ص لل�شباب الذين ال يتجاوز �سنهم ‪� 40‬سنة‪ .‬وهي‬
‫�صيغة اعتمدت لأول مرة يف املغرب يف االنتخابات الت�رشيعية ل�سنة ‪ ،2011‬حيث يبدو �أن‬
‫ال�سياق ال�سيا�سي الذي جرت يف �إطاره هذه االنتخابات‪ ،‬وخا�صة احلراك ال�شبابي الذي‬
‫ميزه‪ ،‬كان �سببا رئي�سيا يف تبني هذا االجراء‪.‬‬

‫‪ 338‬الفقرة ‪ 2‬من الف�صل ‪ 19‬من د�ستور ‪.2011‬‬


‫‪ 339‬الفقرة ‪ 1‬من الف�صل ‪ 30‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 440‬الفقرة ‪ 1‬من الف�صل ‪ 33‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 441‬مر�سوم رقم ‪ 2.11.603‬بتاريخ ‪� 9‬أكتوبر ‪ ،2011‬اخلا�ص ب�إحداث الدوائر االنتخابية املحلية النتخاب �أع�ضاء‬
‫جمل�س النواب‪ ،‬وحتدد عدد املقاعد املخ�ص�صة لكل دائرة (ج‪.‬ر عدد ‪ 5988‬بتاريخ ‪� 20‬أكتوبر ‪.)2011‬‬
‫‪ 442‬يف الوقت الذي ت�ضم �أغلبية الدوائر االنتخابية ما بني ثالثة و�أربعة مقاعد‪ ،‬ال تتوفر بع�ض الدوائر االنتخابية‬
‫�إال على مقعدين فقط‪( ،‬تزنيت‪� ،‬سيدي �إيفني‪ ،‬جر�سيف‪ ،‬موالي يعقوب‪ ،‬كلميم‪ ،‬طاطا‪� ،‬آ�سا الزاك‪،‬‬
‫ال�سمارة‪ ،‬طانطان‪ ،‬بوجدور‪ ،‬احلاجب‪� ،‬إفران‪ ،‬واذي الذهب‪� ،‬أو�رسد‪ ،‬جرادة‪ ،‬تاوريرت‪ ،‬اليو�سفية‪،‬‬
‫الفح�ص �أجنرة‪ ،‬امل�صيق الفنيدق)‪ ،‬فيما تتوفر �أخرى على خم�سة (تازة‪� ،‬سيدي قا�سم) �إىل �ستة مقاعد (اجلديدة‪،‬‬
‫�سطات‪ ،‬خريبكة‪� ،‬آ�سفي‪ ،‬مكنا�س‪ ،‬بني مالل)‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪189‬‬

‫ب ـ �شكل االقرتاع يف جمل�س امل�ست�شارين‬

‫على م�ستوى هذا املجل�س يتم انتخاب الأع�ضاء باالقرتاع العام غري املبا�رش‪ ،‬بناء على‬
‫هي�أة ناخبة تتكون من ممثلي اجلماعات الرتابية‪� ،‬أي املجال�س اجلهوية وجمال�س اجلماعات‬
‫وجمال�س العماالت والأقاليم‪ ،‬الذين يكونون ثالثة �أخما�س املجل�س (‪ 72‬ع�ضوا)‪ ،‬ف�ضال عن‬
‫ممثلي الغرف املهنية (‪ 20‬ع�ضوا)‪ ،‬واملنظمات املهنية للم�شغلني الأكرث متثيلية (‪� 8‬أع�ضاء)‪،‬‬
‫وممثلي امل�أجورين‪ ،‬الذين ي�شكلون خم�سا املجل�س‪ .‬علما �أن االنتخابات اخلا�صة بع�ضوية‬
‫جمل�س امل�ست�شارين‪ ،‬و�إن كانت ال تخ�ص�ص الئحة وطنية لتمثيل الن�ساء مثل جمل�س النواب‪،‬‬
‫ف�إنها مل تتجاهل كليا مو�ضوع التمثيلية الن�سائية‪ ،‬حيث يفر�ض القانون التنظيمي للمجل�س‬
‫�أال تت�ضمن كل الئحة تر�شيح ا�سمني متتابعني ملر�شحني اثنني من نف�س اجلن�س‪ ،43‬كما �سبق‬
‫و�أ�رشنا �إىل ذلك من قبل‪.‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬فقدان ال�صفة الربملانية‬


‫�أن يكت�سب �شخ�ص ما ال�صفة الربملانية ال يعني �أن هذه الأخرية تبقى مالزمة له‪� .‬إذ‬
‫عالوة على �أنها ذات طابع م�ؤقت‪ ،‬وترتبط بانتهاء مدة االنتداب املحددة يف الوالية‬
‫الت�رشيعية‪ ،‬ف�إن فقدان هذه ال�صفة ميكن �أن يح�صل يف ارتباط بتحقق بع�ض الظروف‪ ،‬من‬
‫قبيل اال�ستقالة �أو الوفاة �أو �إلغاء نتيجة االقرتاع‪� ،‬أو حتمل بع�ض امل�س�ؤوليات والوظائف‬
‫التي تتنافى ممار�سة الوظيفة الربملانية‪.‬‬

‫الفقرة الأوىل‪ :‬الأ�سباب العامة‬


‫يتعلق الأمر ب�أ�سباب مييزها على اخل�صو�ص �أنها ال ترتبط بالربملاين يف حد ذاته و�إمنا‬
‫بالربملان ككل‪ ،‬وتبعا لذلك فهي ال ت�رسي على برملاين واحد �أو جمموعة من الربملانني‬
‫و�إمنا ت�رسي على اجلميع‪ ،‬و�إن كانت هذه الو�ضعية ترد عليها بع�ض اال�ستثناءات تتعلق‬
‫باحلالة التي يتم فيها اللجوء �إىل حل �أحد جمل�سي الربملان دون الآخر‪ ،‬حيث يفقد �أع�ضاء‬
‫املجل�س املنحل �صفتهم التمثيلية بينما يحتفظ بها �أع�ضاء املجل�س الذي مل ي�شمله هذا الإجراء‪.‬‬
‫�أ ـ انتهاء مدة الوالية الربملانية‬

‫تتحدد هذه الوالية يف جمل�س النواب يف خم�س �سنوات‪ ،‬حيث تنتهي الع�ضوية عند افتتاح‬
‫دورة �أكتوبر من ال�سنة اخلام�سة التي تلي انتخابهم‪ .‬بينما تتحدد يف �ست �سنوات يف جمل�س‬
‫‪ 443‬الفقرة ‪ 4‬من املادة ‪ 23‬من القانون التنظيمي ملجل�س النواب‪ .‬واملادة ‪ 24‬من القانون التنظيمي ملجل�س امل�ست�شارين‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪190‬‬

‫امل�ست�شارين‪ ،‬بعد �أن كانت يف د�ستور ‪ 1996‬حمددة يف ت�سع �سنوات على �أ�سا�س �أن جتري‬
‫انتخابات جتديد ثلث �أع�ضاء املجل�س كل ثالثة �سنوات‪ ،‬و�إن كان ت�أخر �إجراء انتخابات‬
‫جمال�س اجلماعات الرتابية والغرف املهنية وممثلي امل�أجورين واملنظمات املهنية للم�شغلني‪،‬‬
‫التي ت�شكل قاعدة ت�شكيل جمل�س امل�ست�شارين‪ ،‬وا�ستمرار وجوده بنف�س العدد‪ ،‬الذي كان‬
‫يتكون منه يف ظل د�ستور ‪�( 1996‬أي ‪ 270‬م�ست�شارا)‪ ،‬قد �أثار جداال د�ستوريا ان�صب بالأ�سا�س‬
‫حول ما �إذا كان تن�صي�ص د�ستور ‪ 2011‬على مرحلة انتقالية ت�سمح ب�أن «ي�ستمر املجل�سان‬
‫القائمان حاليا يف ممار�سة �صالحياتهما (‪� )..‬إىل حني انتخاب جمل�سي الربملان املن�صو�ص‬
‫عليهما يف هذا الد�ستور»‪ ،44‬يعني �أن ي�ستمر جمل�س امل�ست�شارين بكامل �أع�ضائه‪ ،‬مبن فيهم‬
‫�أولئك الذين ا�ستوفوا مدة واليتهم التي يحددها د�ستور ‪ 1996‬يف ت�سعة �سنوات؟ �أم �أن الأمر‬
‫يتطلب �إعالن انتهاء مدة انتدابهم و�إجراء انتخابات جديدة لتعوي�ضهم‪ ،‬متاما كما كان يجري‬
‫يف ظل الد�ستور ال�سابق‪� ،‬أو ا�ستمرار املجل�س بدون ذلك الثلث الذي انتهت مدة انتدابه؟‬
‫هذا اجلدل كان قد ا�ستدعى تدخل املجل�س الد�ستوري‪ ،‬الذي ا�ستغل منا�سبة نظره يف ق�ضية‬
‫تتعلق بتجريد �أحد �أع�ضاء جمل�س امل�ست�شارين من ع�ضويته‪ ،‬لي�صدر قرارا‪� 45‬أكد فيه «ا�ستمرار‬
‫�أع�ضاء جمل�س امل�ست�شارين‪ ،‬ب�رصف النظر عن تاريخ انتخابهم‪ ،‬يف ممار�سة مهامهم بهذه‬
‫ال�صفة �إىل حني انتخاب املجل�س اجلديد»‪ ،‬و�إن كان هذا القرار هو نف�سه مل ي�سلم من النقد‪،‬‬
‫حيث اعتربه البع�ض «قرارا �سيا�سيا» لكونه ينت�رص لأحد الآراء التي كانت مطروحة يف �ساحة‬
‫«التدافع ال�سيا�سي»‪ ،‬والتي كانت ت�ؤيد بقوة ا�ستمرار الرتكيبة احلالية للمجل�س �إىل �أق�صى مدة‬
‫ممكنة‪ ،‬منطلقة يف ذلك من خلفيات تتداخل فيها الطموحات ال�شخ�صية‪ ،46‬مع االعتبارات‬
‫ال�سيا�سية‪ ،‬التي كانت ترى يف تنظيم �أي انتخابات جديدة من �ش�أنه �أن ي�صب يف اجتاه تعزيز‬
‫نفوذ «الأغلبية احلكومية»‪ ،‬وبالذات احلزب الذي يقودها‪ ،‬يف هذه الغرفة التي تهيمن عليها‬
‫املعار�ضة‪ ،‬وحولتها �إىل ما ي�شبه القوة امل�ضادة للحكومة ولأغلبيتها‪ ،‬خا�صة‪ ،‬و�أن تدخل‬
‫املجل�س الد�ستوري يف هذه الق�ضية كان تلقائيا ومل يطلب �أحد ر�أيه فيها‪ ،47‬بل و«لي�س من‬
‫حقه �أ�صال التدخل فيها»‪ ،48‬بالنظر لعدم وجود مقت�ضى يف الد�ستور �أو يف القانون التنظيمي‬
‫املتعلق باملحكمة الد�ستورية يعطيه �صالحية البث يف �أمر «متديد والية الربملانيني»‪.‬‬
‫‪ 444‬مقت�ضيات الف�صل ‪ 176‬من الد�ستور‪.‬‬
‫‪ 445‬قرار رقم ‪� 12 /911‬صادر بتاريخ ‪ 25‬دجنرب ‪ ،2012‬من�شور باملوقع الإلكرتوين للمجل�س الد�ستوري‪.‬‬
‫‪ 446‬رغبة الربملانيني املعنيني بانتهاء الوالية يف اال�ستمرار يف امل�ؤ�س�سة‪.‬‬
‫‪� 447‬أنظر مقال عبد الرحيم منار �أ�سليمي‪« :‬الأمن القانوين باململكة مهدد والد�ستور اجلديد يف خطر»‪ ،‬موقع‬
‫«ه�سربي�س» بتاريخ ‪ 6‬يناير ‪.2013‬‬
‫‪ 448‬نف�س املرجع ال�سابق‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪191‬‬

‫ب ـ حل الربملان �أو �أحد جمل�سيه‬

‫ا�ستثناء على القاعدة التي تق�ضي بتحديد مدة الوالية الربملانية يف خم�س �سنوات بالن�سبة‬
‫ملجل�س النواب و�ست �سنوات بالن�سبة ملجل�س امل�ست�شارين‪ ،‬قد تدفع بع�ض الظروف �إىل‬
‫و�ضع حد لهذه الوالية قبل ان�رصام املدة املذكورة‪ ،‬من خالل اتخاذ مبادرة حل الربملان‪،‬‬
‫والتي هي �إمكانية متاحة للملك‪ ،‬و�أي�ضا لرئي�س احلكومة فيما يخ�ص جمل�س النواب فقط‬
‫وفقا لل�رشوط التي �سبق احلديث عنها من قبل‪ .‬وهي خطوة ت�ؤدي �إىل انتهاء مدة انتداب‬
‫الربملانيني وبالتايل �سحب ال�صفة عنهم‪ ،‬و�إن كان ب�إمكانهم �أن ي�ستعيدوها من جديد يف‬
‫احلالة التي قد يتمكنون فيها من الفوز يف االنتخابات ال�سابقة لأوانها‪ ،‬التي يلزم الد�ستور‬
‫تنظيمها يف ظرف ال يتعدى �شهرين على الأكرث من تاريخ الإعالن عن حل الربملان �أو‬
‫�أحد جمل�سيه‪.49‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬الأ�سباب اخلا�صة‬


‫يهم الأمر �أ�سا�سا بع�ض الأو�ضاع اخلا�صة بالربملاين ولي�س بالربملان‪ ،‬والتي يكون‬
‫حل�صولها ت�أثريا على ال�صفة التي يحملها‪ ،‬كما هو الأمر بالن�سبة للتنايف مع ممار�سة بع�ض‬
‫املهام‪� ،‬أو التجريد من ال�صفة الربملانية‪� ،‬أو تقدمي اال�ستقالة �أو الوفاة‪.‬‬
‫�أ ـ التنايف مع ممار�سة بع�ض املهام‬

‫يرتبط فقدان ال�صفة الربملانية �أي�ضا بتحمل من يحملها ملهام حمددة‪ ،‬بحيث ي�ؤدي تويل‬
‫الربملاين لأحد هذه املهام �إىل جتريده من ال�صفة الربملانية‪ .‬وهي مهام ميكن ت�صنيفها �إىل‬
‫ثالثة �أنواع‪:‬‬
‫�أوال ـ الوظائف العامة االنتخابية‪ ،‬وحتديدا رئا�سة جهة‪ ،‬و�أكرث من رئا�سة واحدة لغرفة‬
‫مهنية �أو ملجل�س جماعة �أو ملجل�س عمالة �أو �إقليم �أو جمل�س مقاطعة جماعية �أو جمموعة‬
‫ت�ؤ�س�سها جماعة ترابية‪.50‬‬

‫‪ 449‬الف�صل ‪ 97‬من د�ستور ‪.2011‬‬


‫‪550‬الفقرة ‪ 2‬من املادة ‪ 13‬من القانون التنظيمي ملجل�س النواب‪ ،‬والفقرة ‪ 2‬من املادة ‪ 14‬من القانون التنظيمي ملجل�س‬
‫امل�ست�شارين‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪192‬‬

‫ثانيا ـ الوظائف العامة غري االنتخابية‪ ،‬كما هو الأمر بالن�سبة للع�ضوية يف بع�ض‬
‫امل�ؤ�س�سات الد�ستورية‪ ،‬وخا�صة احلكومة‪ ،51‬واملجل�س االقت�صادي واالجتماعي والبيئي‪،52‬‬
‫واملحكمة الد�ستورية‪ ،53‬واملجل�س الأعلى لالت�صال ال�سمعي الب�رصي‪.54‬‬
‫ثالثا ـ �أن�شطة �أخرى ذات طابع مهني‪ ،‬حيث يكون الربملاين ملزما ب�أن ي�رصح خالل‬
‫مدة انتدابه ملكتب املجل�س الذي ينتمي �إليه بكل ن�شاط مهني جديد يعتزم ممار�سته‪ .55‬وهي‬
‫املهن التي ميكن التمييز يف �إطارها بني ثالثة �أ�صناف‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ مزاولة كل مهنة عمومية غري انتخابية يف م�صالح الدولة �أو اجلماعات الرتابية �أو‬
‫امل�ؤ�س�سات العمومية‪� ،‬أو الأ�شخا�ص االعتباريني الآخرين من �أ�شخا�ص القانون العام �أو‬
‫ال�رشكات التي متلك الدولة �أكرث من ‪ 30‬يف املائة من ر�أ�سمالها‪ ،56‬و�إن كان ي�ستثنى من هذه‬
‫احلالة الربملاين الذي يتوىل بتكليف من احلكومة مب�أمورية ذات طابع م�ؤقت‪ ،‬بحيث ميكنه‬
‫اجلمع بني هذه امل�أمورية وال�صفة الربملانية ملدة ال تتجاوز �ستة �أ�شهر‪ ،‬على �أن جتاوز هذه املدة‬
‫ي�ؤدي باملحكمة الد�ستورية بناء على طلب من مكتب جمل�س النواب �أو جمل�س امل�ست�شارين‪،‬‬
‫بح�سب احلالة‪� ،‬إىل �إعالن �إقالة النائب �أو امل�ست�شار‪.57‬‬
‫‪ 2‬ـرئا�سة جمل�س �إدارة �أو مت�رصف منتدب‪� ،‬أو مدير عام �أو مدير‪� ،‬أو ع�ضو يف‬
‫جمل�س الإدارة اجلماعية �أو جمل�س الرقابة‪ ،‬املزاولة يف �رشكات الدولة التي متلك‬
‫الدولة‪ ،‬ب�صفة مبا�رشة �أو غري مبا�رشة‪� ،‬أكرث من ‪ 30‬يف املائة من ر�أ�سمالها‪.58‬‬
‫‪ 3‬ـمهام غري متثيلية ت�ؤدي الأجرة عنها دولة �أجنبية‪� ،‬أو منظمة دولية غري حكومية‪.59‬‬
‫مع الإ�شارة هنا �إىل �أن انتهاء الع�ضوية بالربملان لأي �سبب من الأ�سباب ي�ؤدي �إىل‬
‫انقطاع عالقة ال�شخ�ص املعني بهذه امل�ؤ�س�سة‪ ،‬ويكون له �أثر حتى بالن�سبة لبع�ض املبادرات‬

‫‪551‬الفقرة ‪ 1‬من املادة ‪ 14‬من القانون التنظيمي ملجل�س النواب‪.‬‬


‫‪552‬املادة ‪ 13‬من القانون التنظيمي ملجل�س النواب‪.‬‬
‫‪553‬الفقرة ‪ 1‬من املادة ‪ 13‬من القانون التنظيمي ملجل�س النواب‪ ،‬والفقرة ‪ 1‬من املادة ‪ 14‬من القانون التنظيمي ملجل�س‬
‫امل�ست�شارين‪.‬‬
‫‪554‬تن�ص املادة ‪ 7‬من الظهري املحدث للهي�أة العليا لالت�صال ال�سمعي الب�رصي على �أنه «ال يجوز اجلمع بني مهام‬
‫الع�ضوية يف املجل�س الأعلى لالت�صال ال�سمعي الب�رصي وبني �أي انتداب انتخابي �أو من�صب عام‪.»...‬‬
‫‪ 555‬املادة ‪ 17‬من القانون التنظيمي ملجل�س النواب‪ ،‬واملادة ‪ 18‬من القانون التنظيمي ملجل�س امل�ست�شارين‪.‬‬
‫‪556‬الفقرة ‪ 3‬من املادة ‪ 14‬من القانون التنظيمي ملجل�س النواب‪.‬‬
‫‪557‬املادة ‪ 19‬من القانون التنظيمي ملجل�س النواب‪ ،‬واملادة ‪ 20‬من القانون التنظيمي ملجل�س امل�ست�شارين‪.‬‬
‫‪ 558‬املادة ‪ 15‬من القانون التنظيمي ملجل�س النواب‪.‬‬
‫‪ 559‬املادة ‪ 16‬من القانون التنظيمي ملجل�س النواب‪ ،‬واملادة ‪ 17‬من القانون التنظيمي ملجل�س امل�ست�شارين‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪193‬‬

‫التي �سبق له �أن تقدم بها (مقرتحات القوانني التعديالت والأ�سئلة والطلبات)‪ ،‬حيث يقوم‬
‫مكتب املجل�س بعد ‪ 20‬يوما من تو�صله بقرار فقدان الع�ضوية ب�إ�صدار قرار ب�إلغائها جميعها‪،‬‬
‫و�إن كان ب�إمكان تبنيها من لذن �أحد �أع�ضاء املجل�س‪� ،‬سواء �أكان من الفريق الذي ينتمي �إليه‬
‫الربملاين الفاقد للع�ضوية �أو من فريق �آخر‪ .‬كما ب�إمكان الربملاين الذي ا�سرتجع ع�ضويته‬
‫بعد �أن كان قد فقدها لفرتة م�ؤقتة‪ ،‬كما هو ال�ش�أن يف حالة �إلغاء نتيجة انتخابه وفوزه من‬
‫جديد‪� ،‬أن يتم�سك مببادراته تلك‪ ،‬ولو �أن ذلك يتطلب منه �إعادة تقدميها من جديد وفقا‬
‫للم�سطرة التي يحددها النظامان الداخليان ملجل�سي الربملان‪.60‬‬
‫ب ـ التجريد من ال�صفة الربملانية‬

‫يعني ذلك �سحب ال�صفة من برملاين معني‪� ،‬أو جمموعة من الربملانيني‪ ،‬بعد �أن يكون قد‬
‫اكت�سبها عن طريق االنتخابات‪ .‬وهو يتحقق يف عدد من احلاالت‪ ،‬ميكن حتديدها فيما يلي‪:‬‬
‫�أوال ـ تخليه عن االنتماء �إىل احلزب الذي مت الرت�شح با�سمه �أو الفريق �أو املجموعة‬
‫الربملانية التي ينتمي �إليها‪ ،61‬وكذا عن االنتماء النقابي الذي تر�شح با�سمه بالن�سبة لأع�ضاء‬
‫جمل�س امل�ست�شارين الذين يجري انتخابهم يف �إطار الهي�أة الناخبة اخلا�صة مبمثلي امل�أجورين‪،‬‬
‫وكذا الهي�أة الناخبة ملمثلي املنظمات املهنية للم�شغلني‪ ،‬و�إن كان هذا املو�ضوع يثري بع�ض‬
‫الإ�شكاليات يف ظل �سكوت امل�رشع الد�ستوري عن معاجلة بع�ض احلاالت والأو�ضاع‬
‫اخلا�صة‪ ،‬وعلى وجه التحديد‪:‬‬
‫■ما �إذا كان الإجراء املذكور ينطبق يف حالة طرد املنتخب من احلزب الذي فاز با�سمه‬
‫�أو الفريق الربملاين الذي انتمى �إليه‪ ،‬حيث دفع هذا االلتبا�س ببع�ض القوى ال�سيا�سية‪،‬‬
‫يف حماولة منها على ما يبدو ملعاجلة �أو�ضاع تنظيمية داخلية‪ ،‬لتقدمي مقرتحات تروم‬
‫جتريد من اتخذت فيهم قرارات بالف�صل من احلزب من �صفتهم االنتخابية‪ ،‬و�إن‬
‫كان املجل�س الد�ستوري‪ ،‬وهو ينظر يف مدى د�ستورية مقت�ضيات القوانني التنظيمية‬
‫للجماعات الرتابية‪ ،‬قد ت�صدى لهذا االختيار‪ ،‬عندما مل ي�ساير توجه امل�رشع نحو‬
‫اعتبار الع�ضو املنتخب مبجل�س اجلماعة �أو اجلهة يف و�ضعية تخلي عن احلزب الذي‬
‫تر�شح با�سمه �إذا ما قرر هذا احلزب و�ضع حد النتماء الع�ضو �إليه‪ ،‬م�ؤكدا على �أن‬
‫ذلك ي�شكل م�سا�سا باالنتداب االنتخابي لهذا الع�ضو وتو�سعا يف تطبيق الف�صل ‪ 61‬من‬

‫‪ 660‬ح�سب ما ت�شري �إىل ذلك املادة ‪ 97‬من النظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين يف وقت مل يت�ضمن فيه النظام الداخلي‬
‫ملجل�س النواب مقت�ضيات من هذا القبيل‪.‬‬
‫‪ 661‬الف�صل ‪ 61‬من د�ستور ‪ 2011‬واملادة ‪ 20‬من القانون التنظيمي للأحزاب ال�سيا�سية‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪194‬‬

‫الد�ستور‪ .62‬وكان يف ذلك من�سجما مع �إقراره �سابقا بد�ستورية مقت�ضى يف النظام‬


‫الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين يقر بعدم �رسيان �إجراء التجريد من �صفة الع�ضوية على‬
‫حاالت طرد الع�ضو من الفريق �أو املجموعة التي هي ع�ضوا فيها �أو على حالة رفع‬
‫االنت�ساب على الع�ضو الربملاين‪ ،63‬ومقت�ضى �آخر يف النظام الداخلي ملجل�س النواب‬
‫يعترب «التخلي عن االنتماء ال�سيا�سي �أو عن الفريق �أو عن املجموعة النيابية‪ ،‬ت�رصفا‬
‫�إراديا و�شخ�صيا يثبت من خالل الإف�صاح عنه كتابة �أو الت�رصيح به �أو من خالل‬
‫واقعة من�صو�ص عليها يف القوانني اجلاري بها العمل»‪ ،64‬كما كان متما�شيا مع بع�ض‬
‫املبادئ الدولية املكر�سة يف هذا املجال‪ ،‬حيث �سبق ملجل�س االحتاد الربملاين الدويل‬
‫�أن �أكد على �أن الطرد الذي ي�سبب يف حرمان الع�ضو تلقائيا من مقعده الربملاين �أو‬
‫احلد من مدة ع�ضويته يقو�ض حق الع�ضو يف حرية التعبري‪ ،65‬وكذلك فعل احتاد‬
‫برملانات دول الكومنولت عندما اعترب �أن «طرد الأع�ضاء من الربملان عقابا على‬
‫ترك �أحزابهم انتهاكا حمتمال ال�ستقالل الأع�ضاء»‪.66‬‬
‫■االندماجات التي قد حت�صل بني الأحزاب ال�سيا�سية‪ ،‬بحيث �إذا كان يبدو من املنطقي‬
‫�أن يرافق منتخبو احلزب املندمج باقي الأع�ضاء �إىل احلزب اجلديد‪ ،‬ف�إن الإ�شكال‬
‫يطرح عندما يتعلق الأمر مبنتخبيه يف الربملان‪ ،‬الذين ي�شكلون فريقا برملانيا �أو‬
‫جمموعة برملانية �أو حتى ك�أفراد‪ .‬فهل يعني اندماج حزبهم يف حزب �آخر التحاقهم‬
‫تلقائيا بالفريق الربملاين للحزب الذي وقع فيه االندماج؟ علما �أن احلزب الذي‬
‫تر�شحوا با�سمه يكون قد تعر�ض للحل وفقا للم�سطرة التي يقت�ضيها االندماج‪ ،67‬و�أن‬
‫الد�ستور ال يقيم ربطا وا�ضحا بني احلزب والفريق الربملاين �أو املجموعة الربملانية‪،‬‬
‫بدليل �إمكانية ت�أ�سي�س فرق �أو جمموعات برملانية م�ستقلة‪ .‬وهو الت�سا�ؤل الذي كان‬
‫قد طرح بتزامن مع اندماج احلزب العمايل يف االحتاد اال�شرتاكي للقوات ال�شعبية‪،‬‬
‫قبل �أن يعمل جمل�س النواب على �إيجاد خمرج لهذا الإ�شكال من خالل ت�ضمني‬

‫‪� 662‬أنظر قرار املجل�س الد�ستوري رقم ‪� 968/15‬صادر بتاريخ ‪ 30‬يونيو ‪.2015‬‬
‫‪ 663‬املادة ‪ 98‬من النظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين كما �أقره املجل�س املذكور يف جل�سته العامة بتاريخ ‪� 20‬أكتوبر‬
‫‪ ،2015‬وق�ضى به املجل�س الد�ستوري يف قراره رقد ‪ 974/15‬بتاريخ ‪� 27‬أكتوبر ‪.2015‬‬
‫‪ 664‬املادة ‪ 10‬من النظام الداخلي ملجل�س النواب‪.‬‬
‫‪� 665‬أنظر «الربملان والدميقراطية يف القرن الع�رشين‪ :‬دليل للممار�سة اجليدة»‪ ،‬مرجع �سابق‪� ،‬ص ‪.47‬‬
‫‪ 666‬نف�س املرجع‪� ،‬ص ‪.48‬‬
‫‪� 667‬أفكر هنا بالأ�سا�س يف اندماج احلزب العمايل‪ ،‬الذي مل مينع اندماجه يف حزب االحتاد اال�شرتاكي من ا�ستمرار‬
‫جمموعته النيابية قائمة ملدة‪ ،‬قبل �أن تقرر يف النهاية االلتحاق بالفريق النيابي للحزب املندمج فيه‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪195‬‬

‫ نظامه الداخلي ملقت�ضى يتيح الإمكانية خالل الوالية النيابية الندماج فريقني �أو‬
‫جمموعتني �أو فريق وجمموعة �أو �أكرث‪.68‬‬
‫■احلالة التي يتم فيها االلتحاق بفريق برملاين �أو جمموعة برملانية من طرف برملانيني‬
‫فازوا با�سم حزب مل ت�ؤهله نتائج االنتخابية لت�شكيل فريق برملاين �أو حتى جمموعة‬
‫برملانية‪ .‬وهي احلالة التي عرفها جمل�س النواب خالل بداية الوالية الت�رشيعية‬
‫احلالية‪ ،‬عندما ا�ستعان فريق التقدم الدميقراطي بنائبني مل يرت�شحا با�سم حزب التقدم‬
‫واال�شرتاكية ‪ 69‬لكي يت�سنى له الو�صول �إىل الن�صاب القانوين املطلوب يف ت�شكيل‬
‫الفريق النيابي (‪ 20‬نائبا)‪.‬‬
‫ثانيا ـ قبوله �أثناء مزاولة االنتداب الربملاين ملهمة تتنافى مع هذا االنتداب‪ ،‬هي التي‬
‫جرى حتديد قائمتها احل�رصية عند حديثنا عن التنايف بني ال�صفة الربملانية و�شغل بع�ض املهام‬
‫الأخرى‪.‬‬
‫ثالثا ـ ا�ستعمال ا�سمه م�شفوعا ببيان �صفته يف كل �إ�شهار يتعلق ب�رشكة �أو مقاولة كيفما‬
‫كانت طبيعتها‪ .70‬علما �أن امل�رشع مل يكتف يف هذه احلالة مبعاقبة الربملاين فقط بتجريده من‬
‫ال�صفة و�إمنا عاقب �أي�ضا م�ؤ�س�سو �أو مديرو �أو م�سريو ال�رشكة �أو املقاولة التي �سمحت بذكر‬
‫ا�سم الربملاين‪ ،‬مع بيان �صفته‪ ،‬يف كل �إ�شهار بو�رش لفائدة ال�رشكة �أو املقاولة التي ي�رشفون‬
‫عليها �أو يبا�رشون ت�أ�سي�سها‪ ،‬حيث ت�شمل العقوبة يف هذه احلالة احلب�س ما بني �شهر و�ستة‬
‫�أ�شهر والغرامة ما بني ‪ 10.000‬و ‪ 100.000‬درهما �أو ب�إحدى هاتني العقوبتني‪ .‬مع �إمكانية‬
‫ت�شديد هذه العقوبة يف حالة العود لت�صل �إىل �سنة حب�سا و‪ 200.000‬درهما‪.71‬‬
‫رابعا ـ ت�أكد عدم �أهليته لالنتخاب بعد �إعالن النتائج‪ ،‬وبعد ان�رصام الأجل الذي ميكن‬
‫�أن ينازع خالله يف االنتخاب‪ .72‬وكذا جوده خالل مدة انتدابه يف �إحدى حاالت عدم‬
‫الأهلية لالنتخاب‪ ،‬التي متت الإ�شارة �إليها من قبل‪ .‬حيث يجري �إثبات التجريد من هذه‬
‫ال�صفة يف هاتني احلالتني من طرف املحكمة الد�ستورية‪� ،‬إما بطلب من مكتب جمل�س النواب‬

‫‪ 668‬املادة ‪ 38‬من النظام الداخلي ملجل�س النواب‪ ،‬كما اقره املجل�س يف جل�سته بتاريخ ‪� 29‬أكتوبر ‪ ،2013‬وق�ضى به‬
‫املجل�س الد�ستوري يف قراره رقم ‪ 2013 /929‬بتاريخ ‪ 19‬نونرب ‪.2013‬‬
‫‪ 669‬يتعلق الأمر بكل من بوعزة روكبي الفائز با�سم جبهة القوى الدميقراطية عن دائرة فا�س‪ ،‬وغازي �شطيو الفائز‬
‫با�سم حزب الوحدة والدميقراطية عن دائرة تازة‪.‬‬
‫‪ 770‬يحدده القانون الداخلي جمل�س النواب يف ‪ 20‬نائبا‪.‬‬
‫‪ 771‬املادة ‪ 20‬من القانون التنظيمي ملجل�س النواب‪.‬‬
‫‪ 772‬املادة ‪ 11‬من القانون التنظيمي ملجل�س النواب‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪196‬‬

‫�أو مكتب جمل�س امل�ست�شارين‪� ،‬أو وزير العدل‪� ،‬أو بطلب من النيابة العامة لدى املحكمة‬
‫التي �أ�صدرت احلكم يف حالة �صدور �إدانة ق�ضائية بعد االنتخاب‪� ،‬أو بطلب من كل من له‬
‫م�صلحة‪.‬‬
‫خام�سا ـ عدم احرتامه لبع�ض التدابري املتعلقة بالتمويل‪ ،‬من قبيل التخلف عن �إيداع جرد‬
‫مب�صاريفه االنتخابية داخل الآجال القانونية‪� ،‬أو عدم �إرفاق اجلرد املذكور بالوثائق املثبتة‬
‫للم�صاريف‪ ،‬بعد �أن توجه له تنبيهات يف هذا ال�ش�أن من طرف الرئي�س الأول للمجل�س‬
‫الأعلى للح�سابات‪ 73‬دون �أن ي�ستجيب لها داخل �أجل ت�سعني يوما من تاريخ توجيهها‪.74‬‬
‫ف�ضال عن جتاوز �سقف امل�صاريف االنتخابية‪ ،75‬واملحدد بناء على مر�سوم حكومي يف ‪500‬‬
‫�ألف درهما بالن�سبة لكل مر�شح ومر�شحة‪ 76‬يف انتخابات جمل�س النواب و‪� 300‬ألف درهما‬
‫يف انتخابات جمل�س امل�ست�شارين‪� ،‬أو عدم بيان م�صادر متويل حملته االنتخابية‪ ،‬وكذا عدم‬
‫تربيره لتلك امل�صاريف‪� .77‬إذ يف جميع هذه احلاالت يحيل الرئي�س الأول للمجل�س الأعلى‬
‫للح�سابات الأمر �إىل املحكمة الد�ستورية التي تتوىل �إعالن التجريد من ال�صفة‪.‬‬
‫�ساد�سا ـ عدم الت�رصيح باملمتلكات‪� ،‬إذ كما هو ال�ش�أن بالن�سبة لكل الأ�شخا�ص املنتخبني �أو‬
‫املعينني الذين ميار�سون م�س�ؤولية عمومية يخ�ضع الربملانيون �إىل نظام الت�رصيح باملمتلكات‪،‬‬
‫حيث يلزمون ب�أن يودعوا لدى الأمانة العامة للهيئة املخت�صة باملجل�س الأعلى للح�سابات‪،‬‬
‫وعلى وجه التدقيق غرفة الت�رصيح باملمتلكات ومراقبة نفقات العمليات االنتخابية وتدقيق‬
‫ح�سابات الأحزاب ال�سيا�سية ‪،78 2013‬ت�رصيحا كتابيا باملمتلكات والأ�صول التي يف حوزتهم‬
‫ب�صفة مبا�رشة �أو غري مبا�رشه مبجرد ت�سلمهم ملهامهم وخالل ممار�ستها وعند انتهائها‪.79‬‬
‫بحيث ي�ؤدي االمتناع عن القيام بهذا الت�رصيح‪� ،‬أو الإدالء بت�رصيح غري كامل‪� ،‬أو‬
‫ال يطابق ما هو من�صو�ص عليه يف القانون املنظم للت�رصيح باملمتلكات بالن�سبة لأع�ضاء‬

‫‪ 773‬املادة ‪ 12‬من القانون التنظيمي ملجل�س النواب‪.‬‬


‫‪ 774‬املادة ‪ 96‬من القانون التنظيمي ملجل�س النواب‪.‬‬
‫‪ 775‬املادة ‪ 12‬من القانون التنظيمي ملجل�س النواب‪.‬‬
‫‪ 776‬مر�سوم ‪� 2.16.668‬صادر بتاريخ ‪ 10‬غ�شت ‪ 2016‬من�شور باجلريدة الر�سمية عدد ‪ 6490‬بتاريخ ‪ 11‬غ�شت‬
‫‪.2016‬‬
‫‪ 777‬املادة ‪ 12‬من القانون التنظيمي ملجل�س النواب‪.‬‬
‫‪ 778‬جرى �إحداثها مبقت�ضى قرار للرئي�س الأول للمجل الأعلى للح�سابات رقم ‪� 13.980‬صادر بتاريخ ‪ 8‬يناير ‪2013‬‬
‫غري ومتم مبقت�ضاه القرار رقم ‪ 06.492‬ال�صادر بتاريخ ‪ 16‬مار�س ‪ 2006‬متعلق بتحديد عدد الغرف وفروعها‬
‫باملجل�س الأعلى للح�سابات (ج‪.‬ر عدد ‪ 6148‬بتاريخ ‪ 2‬ماي ‪.)2013‬‬
‫‪ 779‬الف�صل ‪ 158‬من الد�ستور واملادتان ‪ 8‬و ‪ 238‬من النظام الداخلي ملجل�س النواب‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪197‬‬

‫الربملان‪ ،80‬دون ت�سوية الو�ضعية رغم التنبيهات التي توجه يف هذا ال�ش�أن‪� ،‬إىل فقدان‬
‫ال�صفة الربملانية‪.81‬‬
‫ج ـ �إلغاء نتيجة االقرتاع‬

‫�إذا كان امل�رشع قد �أتاح للمناف�سني �إمكانية الطعن يف نتائج االنتخابات الت�رشيعية يف‬
‫احلالة التي يقدر فيها �أحد املعنيني بالطعن �أن عملية االقرتاع قد �شابتها ممار�سات كان‬
‫لها ت�أثريا على نتائجها ف�إن تفعيل هذا الإجراء ال يحول دون اكت�ساب ال�صفة الربملانية من‬
‫طرف املر�شح الذي �أعلن فوزه‪ .‬فهو ي�صبح برملانيا منذ اليوم الذي يتم فيه افتتاح الوالية‬
‫الت�رشيعية‪ ،‬ويظل كذلك �إىل حني �أن تبث املحكمة الد�ستورية يف الطعن املقدم �ضده‪ ،‬والذي‬
‫يجب �أن يتم داخل �أجل ال يتعدى �سنة ابتداء من تاريخ انتهاء �أجل تقدمي الطعون املقدمة‬
‫�إليها‪ .82‬بحيث �إذا ما �أيدت املحكمة املذكورة �صاحب الطعن‪ ،‬يكون من نتائج ذلك تنظيم‬
‫انتخابات جزئية‪ ،83‬التي قد ت�ؤدي �إىل �إعادة انتخاب نف�س الفائز ال�سابق املطعون يف فوزه‬
‫�إذا ما قرر �إعادة تر�شيحه‪ ،‬كما قد ت�ؤدي �إىل فوز املر�شح �صاحب الطعن �أو �أي مر�شح‬
‫�آخر‪.‬‬
‫د ـ اال�ستقالة �أو الوفاة‬

‫�إذا كانت كل من اال�ستقالة �أو الوفاة ت�ؤديان من الناحية املبدئية �إىل فقدان ال�صفة‬
‫الربملانية‪ ،‬ف�إن ترتيب الآثار الناجتة عنها يتطلب انتظار �إعالن املحكمة الد�ستورية ل�شغور‬
‫املقعد‪� ،‬إذ على قرارها يتوقف القيام بالإجراءات اخلا�صة مبلأ هذا املقعد ال�شاغر من طرف‬
‫املر�شح الذي يلي ا�سمه مبا�رشة يف الئحة الرت�شيح املعنية بعد �آخر منتخب يف نف�س الالئحة‪،‬‬
‫لكن ب�رشط �أن يكون هذا الأخري ال يزال يتوفر على ال�رشوط التي ت�ؤهله لكي يكون ع�ضوا‬
‫يف جمل�س النواب �أو يف جمل�س امل�ست�شارين بح�سب احلاالت‪ ،84‬و�إن كان هذا الأمر قد‬

‫‪ 880‬يتعلق الأمر بالبنود ‪ 1‬و‪ 2‬و‪ 3‬و‪ 4‬من القانون التنظيمي رقم ‪ 50.07‬القا�ضي بتتميم القانون التنظيمي رقم ‪31.97‬‬
‫املتعلق مبجل�س النواب‪ ،‬والقانون التنظيمي رقم ‪ 07.51‬القا�ضي بتتميم القانون رقم ‪ 32.97‬املتعلق مبجل�س‬
‫امل�ست�شارين‪ ،‬واللذان ال يزال القانون التنظيمي ملجل�س النواب والقانون التنظيمي ملجل�س امل�ست�شارين ال�صادران‬
‫بعد د�ستور ‪ 2011‬يحيالن عليهما فيما يخ�ص املقت�ضيات املتعلقة بالت�رصيح باملمتلكات‪.‬‬
‫‪ 881‬املادة ‪ 10‬من القانون التنظيمي رقم ‪ 50.07‬القا�ضي بتتميم القانون التنظيمي رقم ‪ 31.97‬املتعلق مبجل�س النواب‪،‬‬
‫والقانون التنظيمي رقم ‪ 07.51‬القا�ضي بتتميم القانون رقم ‪ 32.97‬املتعلق مبجل�س امل�ست�شارين‪.‬‬
‫‪ 882‬املادة ‪ 33‬من القانون التنظيمي للمحكمة الد�ستورية‪.‬‬
‫‪ 883‬املادة ‪ 91‬من القانون التنظيمي ملجل�س النواب‪ ،‬واملادة ‪ 92‬من القانون التنظيمي ملجل�س امل�ست�شارين‪.‬‬
‫‪ 884‬املادة ‪ 90‬من القانون التنظيمي ملجل�س النواب‪ ،‬واملادة ‪ 91‬من القانون التنظيمي ملجل�س امل�ست�شارين‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪198‬‬

‫�أثار بع�ض اخلالف يف ارتباط ب�إقدام عدد من امل�ست�شارين الربملانيني‪ 85‬على تقدمي ا�ستقالتهم‬
‫متهيدا لت�أهيل �أنف�سهم خلو�ض انتخابات جمل�س النواب ورف�ض املجل�س الد�ستوري �إعالن‬
‫�شغور مقاعد امل�ستقيلني‪ ،‬منطلقا يف ذلك من �أن «توقيتها و�سياقها وهدفها»‪ ،‬وتقدميها قبل‬
‫انتهاء مدة االنتداب القانوين الذي انتخبوا من �أجله وع�شية �إجراء انتخابات جمل�س النواب‪،‬‬
‫عالوة على �أنه «يعد �إخالال بالتمييز بني جمل�سي الربملان على م�ستوى مدة انتداب كل منهما‬
‫وتواريخ انتهاء الع�ضوية بهما»‪ ،‬ف�إنه «ميثل �سلوكا منافيا للقيم واملبادئ الد�ستورية الرامية‬
‫�إىل تعزيز امل�ؤ�س�سات الد�ستورية‪ ،‬ومن �ش�أنه النيل من م�صداقية هذه امل�ؤ�س�سات ومن ثقة‬
‫املواطنني فيها»‪.86‬‬
‫هذا اخلالف كان قد تركز �أ�سا�سا حول حدود الدور الذي ي�ضطلع به املجل�س الد�ستوري‬
‫يف هذا املجال‪ ،‬وحتديدا ما �إذا كان من حقه �أن يرف�ض تقدمي تلك الطلبات‪ ،‬حيث وجدت‬
‫بع�ض الآراء التي تعترب �أن اال�ستقالة تنتج �آثارها مبجرد تقدميها من طرف املعني بها‪،‬‬
‫وتثبيتها يف حم�رض اجلل�سة العامة اخلا�صة مبجل�س امل�ست�شارين‪ ،‬وال تتوقف بالتايل على‬
‫موقف الق�ضاء الد�ستوري‪ ،‬الذي ال يكون �إعالنه ل�شغور املقعد يف هذه احلالة �سوى‬
‫�إجراء �شكليا لي�س �إال على �ضوءه يجري احت�ساب الأجل الذي يتم داخله تعوي�ض الربملاين‬
‫امل�ستقيل‪ ،‬و�إن كان هذا املوقف يبدو ه�شا يف ظل وجود املادة ‪ 100‬من النظام الداخلي ملجل�س‬
‫امل�ست�شارين‪ ،‬التي ت�شري �إىل �أن اال�ستقاالت تقدم كتابة �إىل الرئي�س‪ ،‬الذي يحيط املجل�س‬
‫علما بها يف �أول جل�سة عامة موالية للتو�صل بها‪ ،‬ليحيلها بعد ذلك داخل �أجل ال يتعدى‬
‫ثمانية �أيام على املحكمة الد�ستورية لكي «تبث يف هذه الطلبات»‪.‬‬

‫املبحث الثاين‪ :‬ال�ضمانات وااللتزامات املرتبطة بال�صفة الربملانية‬


‫بالنظر لأهمية امل�ؤ�س�سة الربملانية‪ ،‬كركيزة �أ�سا�سية للدميقراطية التمثيلية‪ ،‬ولطبيعة املهمة‬
‫املنوطة بالربملاين كممثل للأمة‪ ،‬فقد خ�صته معظم الأنظمة الدميقراطية بو�ضع اعتباري خا�ص‬
‫ي�سمح له مبمار�سة وظيفته من دون �ضغوط‪ ،‬كما يتيح له بع�ض الإمكانيات املادية واللوج�ستيكية‬
‫التي ت�ساعده يف �أداء مهامه‪ .‬بيد �أن وجود هذه ال�ضمانات ال يعفي الربملاين من �رضورة التقيد‬
‫ببع�ض ال�ضوابط واخل�ضوع لبع�ض االلتزامات‪.‬‬

‫‪ 885‬يتعلق الأمر ب ‪ 17‬م�ست�شارا برملانيا‪.‬‬


‫‪� 886‬أنظر قرار املجل�س الد�ستوري رقم ‪� 11/819‬صادر بتاريخ ‪ 16‬نونرب ‪.2011‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪199‬‬

‫املطلب الأول‪ :‬ال�ضمانات املمنوحة للربملاين‬


‫يتعلق الأمر بنوعني من ال�ضمانات‪ ،‬الأوىل يفرت�ض فيها �أن ت�سمح للربملاين مبمار�سة‬
‫وظيفته الربملانية يف �إطار من احلرية واال�ستقاللية‪ ،‬ودون �أن يكون خا�ضعا ل�ضغوطات‬
‫معينة ت�ؤثر على حريته يف التعبري ويف املبادرة (نظام احل�صانة)‪ ،‬والثانية توفر له بع�ض‬
‫الإمكانيات املادية‪ ،‬املبا�رشة وغري املبا�رشة‪ ،‬ال�رضورية ملمار�سة هذه الوظيفة (نظام خا�ص‬
‫للتعوي�ضات)‪.‬‬

‫الفقرة الأوىل‪ :‬نظام احل�صانة‬


‫عادة ما يعرف نظام احل�صانة الربملانية (‪ )L’immunité parlementaire‬ب�أنه «جمموع‬
‫ال�ضمانات التي ين�ص عليها الد�ستور حلماية الع�ضو الربملاين ت�أكيدا ال�ستقالليته‪ ،‬ومتكينا له‬
‫من القيام بواجباته يف متثيل ال�شعب والدفاع عن م�صاحله»‪ .87‬لذلك‪ ،‬فهي ت�سمح للربملاين‬
‫بحكم وظيفته‪ ،‬ال �شخ�صه‪ ،‬ب�أن يقوم بعمله دون �ضغوط �أو خماوف من �أن تتم متابعته‬
‫�أو البحث عنه �أو �إلقاء القب�ض عليه �أو اعتقاله �أو حماكمته‪ ،‬لأنه �أدىل بر�أي معني �أو قام‬
‫بت�صويت ما‪ .‬وبالتايل‪ ،‬فهي «متثل �ضمانة حقيقية تهدف �إىل منح ع�ضو الربملان الثقة التي‬
‫متكنه من �أن يقول كل ما من �ش�أنه �إثراء العمل الربملاين و�إعالء الفكر الدميقراطي‪ ،‬ومن ثم‬
‫�أعلى قدر من الطم�أنينة على و�ضعه وم�ستقبله» ‪.‬‬
‫‪89 88‬‬

‫‪ 887‬هذا التعريف هو الذي يعطيه للح�صانة الربملانية معجم القانون‪ ،‬ال�صادر عن جممع اللغة العربية مب�رص‪،‬‬
‫من�شورات املطابع الأمريية‪ ،‬الطبعة الأوىل ‪� ،1999‬ص‪.13 .‬‬
‫‪ 888‬ح�سينة �رشون‪« ،‬احل�صانة الربملانية»‪ ،‬جملة املفكر‪ ،‬العدد اخلام�س‪ ،‬جامعة حممد خ�رض ب�سكرة اجلزائر‪،‬‬
‫مار�س ‪.2010‬‬
‫‪ 889‬حيث تن�ص املادة ‪ 18‬من القانون الأ�سا�سي الأملاين ل�سنة ‪ 1948‬على �أنه “كل من ي�سئ ا�ستعمال حرية التعبري‬
‫عن الر�أي‪ ،‬وخا�صة حرية ال�صحافة (املادة ‪ 5‬فقرة ‪ ،)1‬حرية التعليم (م ‪ 5‬ف ‪ ،)3‬حرية التجمع (م‪،)8‬‬
‫حرية تكوين اجلمعيات (م‪� ،)8‬رسية الر�سائل والربيد واالت�صاالت الهاتفية (م‪ ،)10‬حق امللكية (م‪� ،)14‬أو‬
‫حق اللجوء ال�سيا�سي (م ‪ ،)16‬كل من ي�سيء ا�ستعمالها للكفاح �ضد النظام الدميقراطي الأ�سا�سي احلر ي�سقط‬
‫عنه التمتع بهذه احلقوق الأ�سا�سية‪ .‬تقع �صالحية احلكم ب�إ�سقاط احلقوق ومدى �إ�سقاطها بيد املحكمة الد�ستورية‬
‫االحتادية”‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪200‬‬

‫احلصانة الربملانية يف الوثائق الدستورية لبعض األنمة الديمقراطية‬


‫ـ «ال يجوز يف �أي وقت من الأوقات مالحقة �أحد النواب ق�ضائيا �أو وظيفيا‪،‬‬
‫�أو جره لتحمل امل�س�ؤولية خارج املجل�س النيابي االحتادي ب�سبب ت�صويت �أو‬
‫ت�رصيح قام بالإدالء به يف املجل�س‪� ،‬أو يف �إحدى جلانه»‪ ،‬با�ستثناء «توجيه‬
‫�إهانة ت�سيء لل�سمعة»‪ ،‬التي ال ينطبق عليها هذا الإجراء‪ .‬ومل يكتف امل�رشع‬
‫الد�ستوري يف هذا البلد ب�إ�ضفاء «احل�صانة املو�ضوعية» على �أع�ضاء الربملان‬
‫‪ 1‬ـالقانون بل متعهم �أي�ضا بـ«ح�صانة �إجرائية» حينما �أقر بعدم جواز حتميل �أحد النواب‬
‫الأ�سا�سي امل�س�ؤولية �أو القب�ض عليه على خلفية ت�رصفات قام بها تخ�ضع للعقوبة دون‬
‫احل�صول على �إذن من املجل�س النيابي االحتادي‪ ،‬عدا �إذا مت القب�ض عليه‬ ‫الأملاين‬
‫متلب�سا باجلناية �أو خالل اليوم التايل لها‪ .‬وعندما فر�ض �إذن نف�س املجل�س يف‬
‫كل حالة ينجم عنها احلد من حرية النائب ال�شخ�صية �أو ال�سري يف ق�ضية �ضده‬
‫تتعلق ب�إ�ساءة ا�ستعمال بع�ض احلقوق‪ ،‬والتي يرتتب عنها التجريد من التمتع‬
‫باحلقوق الأ�سا�سية‪ .91‬وكذلك عندما جعل طلب املجل�س موجبا لإيقاف حتديد‬
‫كل ق�ضية تقام �ضد نائب يف املجل�س تكون لها عالقة ب�إ�ساءة التمتع ببع�ض‬
‫احلقوق‪ ،‬التي متت الإ�شارة �إليها من قبل‪ ،‬وكذا لإيقاف القب�ض عليه �أو �أي‬
‫حتديد حلريته ال�شخ�صية» (املادة ‪.)46‬‬
‫ـ كر�س عدم جواز مالحقة �أي ع�ضو من �أع�ضاء الربملان �أو البحث عنه �أو‬
‫توقيفه �أو حماكمته ب�سبب �آراء �أو ت�صويت �صادر عنه �أثناء ممار�سة وظائفه‪،‬‬
‫‪ 2‬ـالد�ستور كما ح�صنهم ـ فيما يتعلق باجلنايات �أو اجلنح ـ من �إمكانية التوقيف �أو �أي‬
‫الفرن�سي �إجراء �آخر ي�سلبهم حريتهم �أو يقيدها �إال برتخي�ص من مكتب املجل�س الذي‬
‫ينتمون �إليه‪ ،‬و�إن كان قد �أ�سقط �رشط الرتخي�ص هذا يف حالة التلب�س بجناية‬
‫�أو جنحة �أو يف حالة الإدانة النهائية (املادة ‪.)26‬‬
‫ـ �ساير نف�س التوجه حينما عمل على متتيع النواب و�أع�ضاء جمل�س ال�شيوخ‬
‫باحلماية فيما يخ�ص الآراء التي يعربون عنها خالل مزاولتهم ملهامهم‪،‬‬
‫‪ 3‬ـ الد�ستور وحظر �إمكانية �إلقاء القب�ض عليهم �إال يف حالة التلب�س باجلرمية‪ ،‬وكذا �إمكانية‬
‫الإ�سباين اتهامهم �أو متابعتهم دون �إذن م�سبق من املجل�س املعني بالأمر‪ .‬و�أي�ضا عندما‬
‫جعل الدعاوي املرفوعة �ضدهم من اخت�صا�ص الغرفة اجلنائية مبحكمة النق�ض‬
‫والإبرام (الف�صل ‪.)71‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪201‬‬

‫ـ ين�ص على �أن �أع�ضاء الربملان غري خا�ضعني للم�ساءلة حول الآراء التي‬
‫يعربون عنها �أو حول الأ�صوات التي يدلون بها خالل �أدائهم لوظائفهم‪.‬‬
‫ال ميكن �إخ�ضاع �أي ع�ضو من �أع�ضاء الربملان للتفتي�ش ال�شخ�صي �أو املنزيل‬
‫بدون موافقة املجل�س الذي ينتمي �إليه‪ ،‬وال ميكن اعتقاله �أو حرمانه من حريته‬ ‫‪ 4‬ـالد�ستور‬
‫ال�شخ�صية ب�أي طريقة �أخرى‪ ،‬وال احتجازه‪� ،‬إىل يف حال تنفيذ حكم �إدانة‬ ‫الإيطايل‬
‫نهائي‪� ،‬أو يف حال القب�ض على الع�ضو متلب�سا وهو يرتكب جرمية تتوجب‬
‫االعتقال‪ .‬واملوافقة ذاتها الزمة ملراقبة حمادثات �أو ات�صاالت �أحد �أع�ضاء‬
‫الربملان‪� ،‬أو مل�صادرة بريده (املادة ‪.)68‬‬
‫بيد �أن الد�ستور املغربي و�إن كان قد ح�صن هو الآخر الع�ضو يف الربملان من �إمكانية‬
‫متابعته والبحث عنه و�إلقاء القب�ض عليه واعتقاله وحماكمته مبنا�سبة �إبدائه لر�أي �أو قيامه‬
‫بت�صويت خالل مزاولته ملهامه‪ ،‬ف�إنه مل يرتك هذه ال�ضمانة على �إطالقها بل قيدها ب�أال‬
‫يكون ذلك الر�أي املعرب عنه‪« ،‬يجادل يف النظام امللكي �أو الدين الإ�سالمي‪� ،‬أو يت�ضمن‬
‫ما يخل باالحرتام الواجب للملك»‪ .90‬وهو ما ي�ضيق من هام�ش التحرك املرتوك لأع�ضاء‬
‫الربملان يف ممار�سة وظيفتهم‪ ،‬خا�صة و�أن الأمر يتعلق بقيود عامة وقابلة للت�أويل‪ ،‬ومتت‬
‫د�سرتتها يف �سياق �سيا�سي ا�ستثنائي‪� ،‬أي يف ظل د�ستور ‪ ،91 1970‬بعدما كان د�ستور ‪1962‬‬
‫يخلوا منها‪.92‬‬
‫مع الإ�شارة �إىل �أن نظام احل�صانة يف النظام الد�ستور املغربي خ�ضع لبع�ض التعديالت‬
‫مقارنة مبا كان عليه الأمر يف د�ستور ‪ ،1996‬حيث �أ�ضحى د�ستور ‪ 2011‬يقت�رص على‬
‫�إ�ضفاء «ح�صانة مو�ضوعية» على �أع�ضاء الربملان ت�سمح بحمايتهم فقط من �أية م�س�ؤولية عن‬
‫الأقوال والأفكار والآراء التي ت�صدر عنهم �أثناء ممار�ستهم لوظائفهم التمثيلية‪ ،‬بعدما كان‬
‫الد�ستور ال�سابق ي�ضفي عليهم �أي�ضا «ح�صانة �إجرائية» حتيل دون عدم اتخاذ �أي �إجراءات‬
‫جنائية �ضدهم يف غري حالة التلب�س �إال ب�إذن املجل�س الذي يتبعون �إليه‪ .93‬وهي التعديالت‬
‫التي مكنت من جتاوز بع�ض امل�شاكل والتعقيدات القانونية التي كان يثريها مو�ضوع‬
‫احل�صانة الربملانية‪ ،‬وحتديدا احل�صانة الإجرائية‪ ،94‬و�سمحت بتفادي ا�ستغالل هذا الإجراء‬

‫‪ 990‬الف�صل ‪ 64‬من د�ستور ‪.2011‬‬


‫‪� 991‬أنظر الف�صل ‪ 37‬من د�ستور ‪.1970‬‬
‫‪� 992‬أنظر الف�صل ‪ 38‬من د�ستور ‪.1996‬‬
‫‪� 993‬أنظر الف�صل ‪ 39‬من د�ستور ‪.1996‬‬
‫‪ 994‬ب�صدد امل�شاكل القانونية التي كان يثريها مو�ضوع احل�صانة الربملانية ميكن الرجوع �إىل كتاب عبد الإله احلكيم‬
‫بناين حول «احل�صانة الربملانية و�سلطة النيابة العامة يف حتريك الدعوى العمومية»‪� ،‬صادر �سنة ‪.2002‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪202‬‬

‫من �أجل تهرب بع�ض الربملانيني من املحا�سبة عن الأفعال اخلارجة عن القانون التي كانوا‬
‫يرتكبونها‪ ،‬مبا كان لذلك من �أثر �سلبي على فكرة احل�صانة الربملانية لدى الر�أي العام‪،‬‬
‫خا�صة وقد �أظهرت املمار�سة �أن املقت�ضيات املتعلقة بهذه احل�صانة كثريا ما ظلت جممدة‪،‬‬
‫حيث ف�شلت معظم‪� ،‬إن مل تكن كل املحاوالت التي متت يف هذا ال�ش�أن‪ ،95‬بل �إن الربملان‬
‫حتول يف بع�ض الأحيان �إىل عائق �أمام الق�ضاء يف متابعة بع�ض �أع�ضائه املتمتعني‬
‫باحل�صانة‪.96‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬نظام التعوي�ضات‬


‫ال يقوم عمل الربملاين يف جميع التجارب الربملانية الدولية على �أ�سا�س التطوع بل يتلقى‬
‫يف مقابل الوظيفة التي ي�ضطلع بها تعوي�ضا ماليا‪ ،‬و�إن كانت الأهداف التي تر�صد من‬
‫�أجلها هذه الأموال تختلف باختالف هذه التجارب‪ .‬فبينما تندرج يف البلدان الدميقراطية يف‬
‫�إطار ما يعرف بـ«ثمن الدميقراطية»‪ ،‬ويكون الهدف الأ�سا�سي منها‪ ،‬كما ي�ؤكد على ذلك‬
‫القانون الأ�سا�سي الأملاين مثال‪ ،‬هو ت�أمني ا�ستقالليتهم‪ ،97‬ف�إنها كثريا ما تتخذ يف التجارب‬
‫غري الدميقراطية �شكل ثمن مل�سايرة النخب الربملانية لالختيارات نظام احلكم‪ ،‬ومقابال‬
‫لتفانيها يف �إ�ضفاء ال�رشعية عليه‪.‬‬
‫و�إذا كان نظام التعوي�ض ال يتخذ من حيث حجمه وطبيعته �شكال واحدا يف جميع‬
‫التجارب الدولية‪ ،‬ف�إنه فيما يخ�ص التجربة املغربية يكون عبارة عن تعوي�ض �شهري‬
‫خا�ص اختلف باختالف التجارب الربملانية املتعاقبة‪ ،‬حيث يعود �آخر تعديل خ�ضع له �إىل‬

‫‪ 995‬نحيل هنا على اجلدال الذي �أثاره تقدمي طلبات لرفع احل�صانة عن بع�ض الأع�ضاء �أمام الربملان �سنة ‪.1999‬‬
‫‪ 996‬نحيل هنا ب�صفة خا�صة على القرار الذي اتخذه جمل�س امل�ست�شارين بتاريخ ‪ 9‬يوليوز ‪ 2006‬والقا�ضي بتوقيف‬
‫املتابعة اجلارية يف حق امل�ست�شار يو�سف التازي �إىل حني انتفاء �صفة م�ست�شار برملاين عليه (ملف جنائي عدد‬
‫‪ 2006/5/711‬الرائج �أمام غرفة اجلنايات االبتدائية مبحكمة اال�ستئناف بالدار البي�ضاء)‪ ،‬و�إن كانت املحكمة‬
‫املذكورة قد رف�ضت هذا القرار معتربة �إياه غري م�ؤ�س�س قانونا‪ ،‬لأن الف�صل ‪ 39‬من د�ستور ‪ 1996‬واملادة ‪ 5‬من‬
‫قانون احل�صانة (القانون رقم ‪� )17.01‬إذا كان يعطيان للربملان �صالحية تقدمي طلب �إىل وزير العدل لتوقيف‬
‫االعتقال �أو املتابعة �ضد �أحد الربملانيني �إىل وزير العدل الذي يحيله فورا على ال�سلطة الق�ضائية املخت�صة ق�صد‬
‫تنفيذه‪ ،‬ف�إنه ال يعطيه احلق يف �إ�صدار �أوامر �أو قرارات �إىل الق�ضاء لتنفذيها (�أنظر القرار عدد ‪ 710‬ال�صادر‬
‫بتاريخ ‪ 2008/10/7‬عن غرفة اجلنايات االبتدائية لدى حمكمة اال�ستئناف بالدار البي�ضاء)‪.‬‬
‫‪ 997‬الفقرة ‪ 3‬من املادة ‪ 48‬من القانون الأ�سا�سي الأملاين ل�سنة ‪.1948‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪203‬‬

‫الوالية الت�رشيعية ال�سابعة‪ ،98‬و�إن كانت الن�صو�ص القانونية التي حتدد مبلغ هذا التعوي�ض‬
‫مل تعرف طريقها نحو الن�رش يف اجلريدة الر�سمية‪.99‬‬
‫�إىل جانب املبلغ ال�شهري‪ ،‬يتخذ هذا النظام �شكل تعوي�ضات على املهام بالن�سبة ملن‬
‫يتحملون م�س�ؤوليات يف الأجهزة املختلفة لكل جمل�س (الع�ضوية يف مكتب املجل�س‪ ،‬رئا�سة‬
‫الفريق‪ ،‬رئا�سة �إحدى اللجان‪ ،)100‬وتعوي�ضات عن التنقالت يف �إطار املهام اخلارجية‬
‫والداخلية‪ ،‬واال�ستفادة من جمانية القطار‪ ،‬ومن ن�سبة تخفي�ض حمددة بالن�سبة لل�سفر عرب‬
‫الطائرة‪ ،‬ومن الإقامة يف �أحد فنادق العا�صمة بالن�سبة للربملانيني القادمني من مناطق‬
‫خارج الرباط‪ ،‬ومن خدمات الهاتف‪ ،‬ثم من التقاعد‪ ،‬الذي حتدد اال�ستفادة منه بناء‬
‫على مبلغ مايل عن كل �سنة يف الربملان‪ ،101‬كما تخ�ضع لبع�ض ال�رشوط‪ ،‬تتعلق ب�أدائه‬
‫مل�ساهمة معينة‪ ،102‬و�أن تتجاوز مدة نيابته �سنتني‪ .103‬ف�ضال عن نظام للت�أمني ي�شمل عددا‬
‫من اجلوانب مثل الت�أمني على املر�ض والوالدة‪ ،‬والت�أمني املتعلق بالوفاة والعجز‪ ،‬يف‬
‫مقابل اقتطاع ن�سبة معينة من التعوي�ض ال�شهري املمنوح له �شهريا بالن�سبة للت�أمني على‬
‫املر�ض والوالدة‪ ،104‬بينما يتوىل املجل�س الذي ينتمي �إليه �أداء مبلغ امل�ساهمة كامال بالن�سبة‬
‫لأ�شكال الت�أمني الأخرى‪.‬‬

‫‪ 998‬كانت هذه التعوي�ضات حمددة يف ‪ 3000‬درهما يف الوالية الت�رشيعية الأوىل‪ ،‬وانتقلت �إىل ‪ 4000‬درهما يف‬
‫الوالية الت�رشيعية الثانية‪ ،‬قبل �أن تنتقل �إىل ‪ 10000‬درهما يف الوالية الت�رشيعية الثالثة‪ .‬ويف نهاية نف�س الوالية‬
‫عرفت ارتفاعا �آخر‪ ،‬حيث و�صلت �إىل ‪ 16000‬درهما‪ ،‬لتعرف زيادة جديدة يف نهاية الوالية الت�رشيعية الرابعة‬
‫(‪ 30000‬درهما)‪ ،‬وهو املبلغ الذي ا�ستقرت عليه طيلة الوالية الت�رشيعية اخلام�سة وال�ساد�سة �إىل �أن جرى الرفع‬
‫منها خالل الوالية الت�رشيعية ال�سابعة‪ ،‬وبالتحديد يف ال�سنة الت�رشيعية ‪ 2004‬ـ ‪ ،2005‬حيث و�صلت �إىل ‪36000‬‬
‫درهما‪ ،‬على نحو ما ورد يف «املو�سوعة الربملانية» املجلد الأول ـ اجلزء الأول ـ ل�صاحبها عبد احلي بني�س‪،‬‬
‫من�شورات املعارف‪� ،‬سنة ‪� ،2007‬ص ‪.1992 .‬‬
‫‪ 999‬يعود ن�رش �آخر ن�ص قانوين يهم تعوي�ضات الربملانيني �إىل �سنة ‪� ،1965‬إذ بعد �إ�صدار املر�سوم امللكي ب�إعالن حالة‬
‫اال�ستثناء بيوم واحد فقط �صدر مر�سوم ملكي رقم ‪ 1.46.65‬بتاريخ ‪� 8‬أبريل ‪ 1965‬يلغي املر�سوم رقم ‪2.64.140‬‬
‫بتحديد نظام التعوي�ضات واملنافع املمنوحة لأع�ضاء الربملان‪ ،‬الذي مل يكن قد ن�رش يف اجلريدة الر�سمية‪.‬‬
‫‪ 1100‬ت�صل هذه التعوي�ضات �إىل ‪ 7000‬درهما ح�سب ت�أكيدات بع�ض الربملانيني‪.‬‬
‫‪ 1000 1 101‬درهما عن كل �سنة ت�رشيعية كاملة‪ ،‬وهو مبلغ �صايف معفي من ال�رضيبة العامة على الدخل وال يخ�ضع‬
‫للت�رصيح‪.‬‬
‫‪ 1102‬حتدد واجب اال�شرتاك بالن�سبة لكل برملاين يف ‪ 2900‬درهما �شهريا‪ ،‬على �أن يدفع املجل�س الذي ينتمي �إليه نف�س‬
‫املبلغ‪ ،‬ح�سب ما ت�شري �إىل ذلك املادة ‪ 4‬من ظهري رقم ‪ 1.92.136‬ال�صادر بتاريخ ‪( 1993‬ج‪.‬ر عدد ‪)4234‬‬
‫كما وقع تغيريه وتتميمه بالظهري رقم ‪� 1.05.208‬صادر بتاريخ ‪ 14‬فرباير ‪( 2006‬ج‪.‬ر ‪ )5399‬متعلق بنظام‬
‫املعا�شات لفائدة �أع�ضاء جمل�سي الربملان‪.‬‬
‫‪ 1103‬املادة ‪ 6‬من الظهري املتعلق مبعا�شات الربملانيني امل�شار �إليه �آنفا‪.‬‬
‫‪ 1104‬ي�صل هذا االقتطاع �إىل ‪ 1.30‬يف املائة من التعوي�ض ال�شهري املمنوح لكل برملاين‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪204‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬التزامات و�ضوابط عمل الربملاين‬


‫يف مقابل ما يتمتع به الربملاين من حقوق تقع على عاتقه التزامات يجب �أن يتقيد بها �أثناء‬
‫�أداء وظيفته النيابية‪ .‬هذه االلتزامات‪ ،‬التي ت�شكل ما �أً�صبح يعرف يف عدد من برملانات‬
‫العامل مبدونات ال�سلوك‪ ،‬ميكن �أن نح�رصها يف االلتزام مبمار�سة الوظيفة الربملانية‪،‬‬
‫والتقيد بقواعد و�ضوابط ال�سلوك الربملاين‪.‬‬

‫الفقرة الأوىل‪ :‬ممار�سة الوظيفة الربملانية‬


‫تبقى ممار�سة الوظيفة الربملانية يف مقدمة الواجبات �أو االلتزامات التي تقع على عاتق‬
‫كل برملاين لأن من �أجلها يفرت�ض �أنه ح�صل على �أ�صوات الناخبني‪ .‬وهي تتخذ عدة‬
‫�أبعاد‪ ،‬و�إن كان يربز منها على وجه اخل�صو�ص االلتزام باحل�ضور يف �أعمل الربملان‪ ،‬ثم‬
‫امل�شاركة الفعلية يف �أ�شغاله‪.‬‬
‫�أ ـ االلتزام باحل�ضور‬

‫يف ارتباط مبا �أثاره ويثريه غياب الربملانني عن جل�سات الربملان من نقا�ش وجدال‪،‬‬
‫فر�ض د�ستور ‪� 2011‬أن يحتوي النظام الداخلي لكل جمل�س من جمل�سيه على قواعد تتعلق‬
‫بواجبات الأع�ضاء يف امل�شاركة الفعلية يف �أعمال اللجان واجلل�سات العامة‪ ،‬واجلزاءات يف‬
‫حالة الغياب‪ .105‬ال�شيء الذي عك�سه النظامني املذكورين عندما ن�صا على �رضورة ح�ضور‬
‫الربملانيني يف �أعمال اللجان واجلل�سات العامة و�أن�شطة املجل�س املختلفة‪ ،‬ومل ي�ستثن من ذلك‬
‫�إال الربملانيني الذين يوجهون‪ ،‬قبل انعقاد اجتماع اللجنة �أو اجلل�سة العامة‪ ،‬ر�سالة مكتوبة‬
‫�إىل رئي�س اللجنة‪ ،‬يف حالة اجتماعات اللجان �أو رئي�س املجل�س يف حالة اجلل�سات العامة‪،‬‬
‫يقدمون فيها عذرا لغيابهم‪ .‬على �أن يكون ذلك العذر مقبوال‪� ،‬أي يندرج يف �إطار الئحة‬
‫الأعذار التي حددها النظام الداخلي ملجل�س النواب‪ 106‬يف ح�ضور ن�شاط ر�سمي بالدائرة‬
‫االنتخابية‪� ،‬أو القيام مبهمة خارج الوطن‪� ،‬أو �إجازة مر�ضية‪� ،‬أو العطلة ال�سنوية‪� ،‬أو مهمة‬
‫نيابية �أو ر�سمية ذات طابع وطني‪� ،‬أو امل�شاركة يف دورات جمال�س اجلماعات الرتابية �أو‬
‫الغرف املهنية بالن�سبة للربملانيني الذين يتحملون م�س�ؤوليات باملجل�س املذكورة‪.107‬‬

‫‪ 1105‬الف�صل ‪ 69‬من د�ستور ‪.2011‬‬


‫‪ 1106‬على خالل النظام الداخلي ملجل�س النواب مل يحدد النظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين الئحة ح�رصية تتعلق‬
‫بالأعذار املقبولة‪.‬‬
‫‪ 1107‬املادة ‪ 68‬من النظام الداخلي ملجل�س النواب‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪205‬‬

‫ت�أكيدا لذلك‪ ،‬حر�ص النظامني الداخليني ملجل�سي الربملان على و�ضع قواعد خا�صة ل�ضبط‬
‫احل�ضور‪ ،‬حيث ت�سجل �أ�سماء الأع�ضاء احلا�رضين واملعتذرين عن احل�ضور واملتغيبني‬
‫بدون عذر يف حم�رض كل جل�سة وتبلغ ملكتب املجل�س‪ ،‬كما تتلى �أ�سماء املتغيبني يف بداية‬
‫االجتماع املوايل‪ ،‬وت�سجل �أ�سماء الذين تغيبوا دون �أن يربروا ذلك يف الن�رشة الداخلية‬
‫للمجل�س وموقعه الإلكرتوين‪ .108‬بل وذهبا �أكرث من ذلك عندما �أقرا عقوبات على املتغيبني‬
‫بدون عذر تتحدد يف اقتطاع من مبلغ التعوي�ضات ال�شهرية بح�سب عدد �أيام الغياب‪ ،‬حيث‬
‫يعلن رئي�س املجل�س هذا الإجراء يف جل�سة عامة‪ ،‬وين�رش يف الن�رشة الداخلية للمجل�س‪ ،‬ويف‬
‫اجلريدة الر�سمية‪.‬‬
‫لكن هذه الإجراءات ظلت على العموم بدون فعالية كبرية‪ ،‬حيث ال تزال الن�صو�ص‬
‫الت�رشيعية‪ ،‬مبا يف ذلك م�رشوع قانون املالية‪ ،‬تتم امل�صادقة عليها بعدد جد حمدود من‬
‫الربملانيني �سواء على م�ستوى اللجان �أو اجلل�سات العامة‪ .109‬مما يعني �أننا �أ�صبحنا �أمام‬
‫ظاهرة �شديدة التعقيد يتداخل فيها عدم ال�شعور بامل�س�ؤولية‪ ،‬واال�ستهتار بال�صفة التمثيلية لدى‬
‫البع�ض‪ ،‬و�صعوبة التوفيق بني املهام املتعددة التي ي�شغلها الربملاين لدى البع�ض الآخر‪،‬‬
‫خا�صة �أولئك الذين ي�شغلون مهاما انتخابية �أخرى‪ .‬ف�ضال عن ال�صعوبات املو�ضوعية‬
‫التي تواجه تنقل �أولئك الذين ي�ستقرون يف مناطق جغرافية بعيدة عن العا�صمة حيث مقر‬
‫الربملان‪.‬‬
‫ب ـ امل�شاركة يف �أعمال املجل�س‬

‫ال يكون االلتزام باحل�ضور مهما يف حد ذاته �إذا مل يكن م�صحوبا بامل�شاركة الفعلية للع�ضو‬
‫الربملاين يف �أ�شغال الربملان‪� ،‬سواء من خالل القيام مببادرات ت�رشيعية (اقرتاح قوانني‬
‫�أو تقدمي تعديالت على م�شاريع �أو اقرتاحات قوانني �أو امل�شاركة يف مناق�شتها يف اللجان‬
‫ويف اجلل�سات العامة)‪� ،‬أو رقابية (طرح الأ�سئلة �أو امل�ساهمة يف جلان التحقيق واللجان‬
‫اال�ستطالعية واجلل�سات الرقابية التي تخ�ص�صها اللجان املختلفة مل�ساءلة الوزراء وم�س�ؤويل‬
‫‪ 1108‬املادة ‪ 68‬من النظام الداخلي ملجل�س النواب‪.‬‬
‫‪ 1109‬على �سبيل املثال مل يتم اعتماد م�رشوع قانون املالية ل�سنة ‪ ،2014‬على �سبيل املثال‪� ،‬إال بح�ضور ‪ 259‬نائبا‬
‫(‪� 164‬صوت ل�صاحله و‪ 95‬عار�ضه) من �أ�صل ‪ 395‬نائبا يتكون منهم جمل�س النواب‪ ،‬يف حني مل يتجاوز عدد‬
‫امل�صوتني على اجلزء الأول منه ‪ 147‬نائبا (‪ 110‬ل�صاحله‪ ،‬و‪� 37‬ضده)‪� ،‬أي �أن عدد الغائبني كان �أكرث من‬
‫عدد احلا�رضين‪ .‬علما �أن هذه الأرقام حتتاج �إىل التعامل معها بكثري من الن�سبية‪� ،‬إذا ما �أخذنا بعني االعتبار �أن‬
‫حلظة الت�صويت غالبا ما تعرف تعبئة كبرية من الطرفني‪ ،‬وبالتايل‪ ،‬ف�إن من ي�صوتون لي�سوا بال�رضورة هم من‬
‫يتابعون ويح�رضون اجلل�سات‪ .‬و�أي�ضا �إذا ما �أخذنا بعني االعتبار التفاوت امل�سجل يف احل�ضور �صعودا ونزوال‬
‫ح�سب اجلل�سات واملواد‪ ،‬وطول مدة النقا�ش‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪206‬‬

‫امل�ؤ�س�سات واملقاوالت العمومية‪ ،)..‬ف�ضال عن امل�شاركة يف الت�صويت‪ ،‬و�إن كانت وظيفة‬


‫الربملاين ال تتوقف يف احلقيقة عند هذه اجلوانب املرتبطة بالعمل داخل امل�ؤ�س�سة الت�رشيعية‬
‫بل ت�شمل �أي�ضا مهاما �أخرى جتري خارجها‪ ،‬كالتوا�صل مع الناخبني‪ ،‬وامل�ساهمات املختلفة‬
‫يف الدفاع عن ق�ضايا الوطن واملواطنني‪...‬‬
‫علما �أن هذا االلتزام يبقى �أخالقيا و�أدبيا �أكرث منه د�ستوريا وقانونيا على اعتبار �أنه لي�س‬
‫يف الد�ستور �أو النظامني الداخليني ملجل�سي الربملان ما يلزم الربملاين القيام بهذه الوظيفة‬
‫بخالف ما هو موجود يف بع�ض التجارب الدولية املقارنة‪ ،‬مثل الربتغال التي يفر�ض‬
‫د�ستورها على �أع�ضاء الربملان «ح�ضور اجلل�سات العامة وجل�سات اللجان‪ ،‬وتويل املهام‬
‫واملنا�صب التي يعينون فيها بناء على اقرتاحات جمموعاتهم الربملانية‪ ،‬وامل�شاركة يف‬
‫الت�صويت»‪ ،110‬و�إن كانت بع�ض الت�شكيالت ال�سيا�سية يف جمل�س النواب املغربي‪ ،‬وهي‬
‫حمدودة جدا‪ ،‬قد حاولت هي نف�سها فر�ض بع�ض ال�ضوابط على الأع�ضاء املنتمني لها‪،‬‬
‫حيث و�ضعت نظاما داخليا مكتوبا يلزم كل ع�ضو يف الفريق باقرتاح ع�رشة �أ�سئلة �شفهية‬
‫وخم�سون �س�ؤاال كتابيا على الأقل يف كل دورة برملانية»‪ ،111‬ويفر�ض عليه «احل�ضور يف‬
‫اجتماعات الفريق واللجان واجلل�سات العامة‪ ،‬واعتبار االجتماعات املن�صو�ص عليها يف‬
‫النظام الداخلي ملجل�س النواب ذات �أ�سبقية على غريها من املهام‪ ،‬وال يجوز التغيب عنها‬
‫�إال بعذر معترب‪ ،‬وتتم متابعة ذلك بالتوقيع على الئحة �إثبات احل�ضور»‪.112‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬عدم الإخالل بقواعد ال�سلوك‬


‫يرتبط بالتزام الربملاين مبمار�سة الوظيفة الربملانية امتثاله لعدد من القواعد وال�ضوابط‬
‫املرتبطة بال�سلوك‪ ،‬حيث ت�ضع عدد من برملانات العامل مدونات لل�سلوك يف هذا املجال‪ ،‬على‬
‫اعتبار �أن ممار�سة وظيفة التمثيل يتطلب قدرا كبريا من االتزان والتحلي بامل�صداقية والنزاهة‬
‫حتى يكون الربملاين يف م�ستوى الثقة التي و�ضعت فيه‪ .‬ال�شيء الذي حاول الربملان املغربي‬
‫م�سايرته‪ ،‬خا�صة و�أن مو�ضوع الأخالقيات الربملانية كان قد �أثري من طرف امللك يف �أكرث‬
‫من منا�سبة‪ ،‬حيث دعا يف �إحداها �إىل و�ضع «ميثاق �أخالقي» يف هذا املجال‪ ،‬بينما �أ�شار يف‬
‫منا�سبة �أخرى �إىل �إدراج الإجراءات املتعلقة بهذا املو�ضوع يف �إطار النظام الداخلي ملجل�سي‬
‫الربملان‪ .‬هذا االختيار الأخري هو الذي اعتمد يف النهاية‪ ،‬حيث ت�ضمن النظام الداخلي ملجل�س‬
‫‪ 1110‬الف�صل ‪ 159‬من الد�ستور الربتغايل ل�سنة ‪.1976‬‬
‫‪ 1111‬املادة ‪ 20‬من النظام الداخلي للفريق النيابي حلزب العدالة والتنمية‪.‬‬
‫‪ 1112‬املادة ‪ 39‬من النظام الداخلي لنف�س الفريق النيابي‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪207‬‬

‫النواب والنظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين بع�ض املقت�ضيات يف هذا املجال‪ ،‬يربز من بينها‬
‫ما يلي‪:‬‬
‫�أ ـ احرتام النظام وعدم الإخالل به‬

‫يف �إطار ال�ضوابط التي تفر�ض على الربملانيني مينع عليهم �أي�ضا القيام مبا ميكن �أن ي�شكل‬
‫عرقلة �أو ت�شوي�ش خمل بالنظام‪� ،‬أو تناول الكلمة بدون �إذن‪� ،‬أو اللجوء �إىل ال�سب �أو القذف‬
‫�أو التهديد �أو العنف يف حق ع�ضو �أو �أكرث من �أع�ضاء الربملان‪� ،‬أو �إتيان ت�رصفات مهينة‬
‫للمجل�س �أو لرئي�سه‪ ،‬وذلك حتت طائلة العقوبات‪ ،‬التي تتنوع‪ ،‬بح�سب نوعية الإخالل‬
‫املرتكب‪ ،‬ما بني التنبيه‪ 113‬والإبعاد امل�ؤقت عن االجتماع‪ ،114‬مع ما ي�صاحب ذلك من اقتطاع‬
‫مايل‪ ،‬يحدد يف ربع التعوي�ض املمنوح له ملدة �شهر واحد يف حالة توجيه تنبيه‪ ،115‬ون�صف‬
‫التعوي�ض املمنوح له ملدة �شهرين اثنني‪.116‬‬
‫ب ـ عدم ت�أ�سي�س هيئات �أو عقد اجتماعات خا�صة‬

‫يهم هذا الإجراء �أ�سا�سا ن�شاط الأع�ضاء داخل الربملان‪ ،‬حيث مينع عليهم ت�أ�سي�س‬
‫جمعيات للدفاع عن امل�صالح ال�شخ�صية �أو املهنية داخل امل�ؤ�س�سة املذكورة‪� ،‬أو عقد‬
‫اجتماعات خا�صة خارجة عن نطاق االجتماعات التي تعقدها �أو تنظمها �أجهزة الربملان‪،‬‬
‫�أي الفرق �أو املجموعات الربملانية التي ينتمون لها‪� ،‬أو اللجان التي هم �أع�ضاء بها‪� ،‬أو‬
‫باقي الأجهزة الأخرى التي يتكون منها الربملان‪ .‬على �أن ت�ستثنى من ذلك االجتماعات‬
‫التي تتناول مو�ضوعات ذات االهتمام امل�شرتك‪ ،‬التي يعقدونها ب�إذن من رئي�س املجل�س‪،‬‬
‫وتكون مندرجة �ضمن ال�صالحيات الد�ستورية للربملان‪ .117‬وهو �إجراء ين�سجم مع املبد�أ العام‬
‫الذي يفر�ض على الربملانيني �إيثار ال�صالح العام على كل م�صلحة فئوية �أو خا�صة‪ ،‬وجتنب‬
‫ت�ضارب امل�صالح مع مهامهم التمثيلية‪..‬‬
‫�إىل جانب ذلك‪ ،‬يكون الع�ضو يف الربملان ملزما باحرتام �ضوابط �أخرى تتعلق‬
‫بالت�رصيح باملمتلكات‪ ،‬وعدم التخلي عن االنتماء �إىل احلزب الذي مت الرت�شح با�سمه �أو‬

‫‪ 1113‬يوجه التنبيه يف حالتني‪� :‬إذا ذكر الربملاين بالنظام مرتني‪ ،‬و�إذا �سب �أو قذف �أو هدد ع�ضوا �أو �أكرث من �أع�ضاء‬
‫املجل�س الذي ينتمي �إليه‪.‬‬
‫‪ 1114‬يتقرر الإبعاد امل�ؤقت يف ثالثة حاالت‪� :‬إذا مل ميتثل للعقوبة املتخذة يف حقه ب�شكل ي�ؤدي �إىل عرقلة عمل املجل�س‪،‬‬
‫�إذا ا�ستخدم العنف �أثناء جل�سة عامة �أو جل�سة جلنة‪ ،‬و�إذا �صدرت عنه ت�رصفات مهينة للمجل�س �أو لرئي�سه‪.‬‬
‫‪ 1115‬املادة ‪ 119‬من النظام الداخلي ملجل�س النواب‪.‬‬
‫‪ 1116‬املادة ‪ 120‬من النظام الداخلي ملجل�س النواب‪.‬‬
‫‪� 1117‬أنظر املادة ‪ 39‬من النظام الداخلي ملجل�س النواب‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪208‬‬

‫الفريق �أو املجموعة الربملانية التي ينتمي �إليها‪ ،‬وكذا عن االنتماء النقابي الذي تر�شح با�سمه‬
‫بالن�سبة لأع�ضاء جمل�س امل�ست�شارين الذين يجري انتخابهم يف �إطار الهي�أة الناخبة اخلا�صة‬
‫مبمثلي امل�أجورين‪ ،‬والت�رصيح خالل مدة االنتداب بكل ن�شاط مهني جديد يعتزم ممار�سته‪،‬‬
‫واالمتناع عن ا�ستعمال بيان �صفته الربملانية يف العمليات الإ�شهارية‪ ،‬ف�ضال عن الإخبار‬
‫القبلي بكل م�صلحة �شخ�صية تربطه مب�رشوع �أو مقرتح قانون �أو جلنة نيابية لتق�صي احلقائق‬
‫�أو مهمة ا�ستطالعية م�ؤقتة‪ ،‬والتي يكون من �ش�أنها �أن جتعله يف و�ضعية ت�ضارب امل�صالح‬
‫وت�ؤثر‪ ،‬بالتايل‪ ،‬على جترده وا�ستقالليته‪ .118‬وهي ال�ضوابط التي �سبق �أن توقفنا عندها من‬
‫قبل عند حديثنا عن التجريد من ال�صفة الربملانية والتنايف مع الع�ضوية يف الربملان لذلك لن‬
‫نعيد ما قلناه ب�ش�أنها تفاديا للتكرار‪.‬‬

‫‪ 1118‬املادة ‪ 242‬من النظام الداخلي ملجل�س النواب‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪209‬‬

‫الف�صل ال�ساد�س‬

‫مكانة املعار�ضة الربملانية‬

‫ارتبط ن�شوء املعار�ضة مبعناها العام بن�شوء ال�سلطة‪� ،‬أي باللحظة التي انق�سم فيها النا�س‬
‫�إىل حكام وحمكومني‪ .‬لذلك عادة ما تعرف املعار�ضة من خالل موقعها �إزاء ال�سلطة‪،‬‬
‫وحتيل على القوى ال�سيا�سية التي ال توجد يف ال�سلطة وتعار�ض من هو فيها‪ ،‬وجت�سد‪،‬‬
‫بالتايل‪« ،‬ما ين�ش�أ لدى الإن�سان من ت�سا�ؤالت حول �صحة القرارات التي تتخذها ال�سلطة‪،‬‬
‫والإجراءات التي حتاول تنفيذها يف ال�سياق االجتماعي‪ ،‬ومدى تطابق هذه القرارات‬
‫القيمية التي يحملها يف داخله عن طبيعة و�شكل النظام‬ ‫مع ت�صوراته الذاتية‪� ،‬أو الأحكام ّ‬
‫االجتماعي الذي يرغب باخل�ضوع له»‪.1‬‬
‫لكن املعار�ضة ال�سيا�سية مبفهومها احلديث تبدو مرتبطة �أكرث بربوز النظام الربملاين‬
‫التمثيلي‪ ،‬وبتطور النظام احلزبي التناف�سي يف ال�سياق الغربي‪ .‬قبل �أن ي�ؤدي التطور الذي‬
‫ح�صل على م�ستوى النظام التمثيلي �إىل تبلور مفهوم املعار�ضة الربملانية‪ ،‬التي اتخذت طابعا‬
‫م�ؤ�س�ساتيا‪ ،‬و�أ�ضحت «�سلطة منظمة»‪ ،2‬تقر الوثائق الد�ستورية ب�رشعيتها يف الوجود‪،‬‬
‫وب�أحقيتها يف التمثيل امل�ؤ�س�ساتي‪ ،‬ويف التوفر على املوارد الالزمة التي ت�سمح لها بالقيام‬
‫بالوظائف املنوطة بها‪ .‬وهو الأمر الذي �ساهم فيه �سعي النظام املذكور نحو دفع املعار�ضة‬
‫�إىل خيار العمل داخل ف�ضاء الربملان‪ ،‬وبالتايل جتنب خماطر بحثها عن ف�ضاءات غري‬
‫مم�أ�س�سة للتعبري والفعل‪ ،‬ومنح فعالية �أكرب لعمل الربملان لكي ال يبقى خمتزال يف اال�ستقرار‬
‫احلكومي و�إمنا يف �ضمان اال�ستقرار امل�ؤ�س�ساتي املت�أتي من متثيل كل التعبريات املوجودة‬

‫‪ 11‬خ�رض خ�رض‪« ،‬مفاهيم �أ�سا�سية يف علم ال�سيا�سة»‪ ،‬امل�ؤ�س�سة احلديثة للكتاب‪ ،‬طرابل�س (لبنان)‪� ،‬سنة ‪� ،2003‬ص‪:‬‬
‫‪.138‬‬
‫‪2. Léoplod Donfack Sokeng: l’institutionnalisation de l’oppositon: une réalité objective en quéte‬‬
‫‪de‬‬ ‫‪consistence,‬‬ ‫‪file:///C:/Users/pc/Desktop/L%E2%80%99institutionnalisation%20de%20‬‬
‫‪l%E2%80%99opposition.pdf.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪210‬‬

‫وحمايتها‪ ،‬ف�ضال عن الو�صول �إىل دميقراطية توافقية قائمة على �أ�سا�س اال�شتغال امل�شرتك‬
‫بني الأغلبية واملعار�ضة‪.3‬‬
‫بيد �أن ارتباط املعار�ضة الربملانية بالدميقراطيات الغربية ال يعني بال�رضورة �أن‬
‫وجودها يبقى مقت�رصا عليها‪ ،‬فهي تبدو واحدة من املفاهيم التي مل تعد تخلوا منها �أي�ضا‬
‫الأنظمة ال�سلطوية‪ ،4‬و�إن كانت عادة ما تكون يف هذه الأنظمة ذات �أهداف ووظائف‬
‫خمتلفة‪ .‬فهي و�إن كانت معرتفا بها وعملها غري جمرم‪ ،‬وتتوفر على متثيلية يف امل�ؤ�س�سات‬
‫املنتخبة ولها �أنظمة خا�صة تعطيها بع�ض احلقوق‪ ،‬ف�إنها مع ذلك تظل حماطة بالكثري من‬
‫القيود واحلدود‪ ،‬التي تقلل ب�شكل كبري من �إمكانيتها يف الت�أثري يف القرار ال�سيا�سي‪ ،‬على‬
‫نحو ما �سنبني ذلك من خالل تناولنا ملكانة املعار�ضة الربملانية يف التجربة املغربية‪ ،‬حيث‬
‫ظلت هذه الأخرية حا�رضة يف جميع التجارب الربملانية دون �أن تتمتع بو�ضع قانوين‬
‫خا�ص يك�سبها حقوقا حمددة متيزها عن الأغلبية الربملانية‪ ،‬ويعطيها و�ضعا امتيازيا‬
‫�إزائها‪ ،‬قبل �أن يحدث د�ستور ‪ 2011‬بع�ض التحول على هذا امل�ستوى مل تعد معه جمرد‬
‫فاعل �سيا�سي بل �أ�صبحت �أي�ضا موقعا قانونيا‪ ،‬كما مل تعد خمتزلة يف م�ؤ�س�سة احلزب‬
‫ال�سيا�سي و�إمنا امتدت �إىل ف�ضاء الربملان عرب قناة فرق املعار�ضة الربملانية‪ ،5‬و�إن كان‬
‫هذا التحول مل مينع من ا�ستمرار عملها مكبال بعدد من القيود‪ ،‬التي حتد ب�شكل كبري من‬
‫هام�ش حتركها‪.‬‬

‫‪� 33‬أتركني حممد‪« ،‬نظام املعار�ضة الربملانية‪ :‬درا�سة يف املفهوم ودرو�س التجارب املقارنة»‪ ،‬من�شورات جملة‬
‫احلقوق‪� ،‬سل�سلة الدرا�سات والأبحاث‪ ،‬عدد ‪� ، 8‬سنة ‪� ،2014‬ص ‪.13‬‬
‫‪ 44‬يعرف غاي هريمت (‪ )Gay Hermet‬الأنظمة ال�سلطوية انطالقا من ثالثة خ�صائ�ص �أ�سا�سية‪ :‬النزوع نحو‬
‫الأولغار�شية (مركزة ال�سلطة ال�سيا�سية واالقت�صادية يف �أيدي �أقلية حمدودة)‪ ،‬دميقراطية الواجهة (التحكم يف‬
‫تنظيم العمليات االنتخابية ويف نتائجها وبالتايل يف الوظائف والأدوار التي ت�ضطلع بها امل�ؤ�س�سات املنتخبة وجعلها‬
‫يف خدمة �رشعية النظام)‪ ،‬اخللط بني ال�سلطات (مراقبة ال�سلطة التنفيذية لل�سلطة الت�رشيعية والق�ضائية)‪ ،‬ف�ضال‬
‫عن غياب دولة القانون (عدم احرتام القوانني التي ي�ضعها مما يخلق االنطباع لدى النا�س بعدم الإفالت من‬
‫املحا�سبة‪ ،‬التهديد امل�ستمر الذي تعي�شه احلريات الفردية‪ ،‬حتكم الإدارية يف حرية ت�أ�سي�س اجلمعيات والأحزاب‬
‫ال�سيا�سية‪ .)..‬وميكن �أن ن�ضيف �إىل ذلك خا�صية رابعة تتمثل يف �إعطاء هام�ش من التحرك واال�ستقالل للأنظمة‬
‫املوازية (الأحزاب ال�سيا�سية‪ ،‬و�سائل الإعالم‪ ،‬هيئات املجتمع املدين‪.)..‬‬
‫‪� 55‬أتركني حممد‪ ،‬مرجع �سابق‪� ،‬ص‪.11 :‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪211‬‬

‫املبحث الأول‪ :‬جتليات التحول يف و�ضعية املعار�ضة الربملانية‬

‫يتجلى هذا التحول يف و�ضعية املعار�ضة الربملانية يف ال�سياق ال�سيا�سي املغربي يف جانبني‬
‫�أ�سا�سيني‪ :‬الأول يتعلق ب�إعطاء تعريف قانوين لها‪ ،‬بينما يتعلق الثاين بت�أمني نوع من‬
‫احلماية الد�ستورية والقانونية حلقوقها‪.‬‬

‫املطلب الأول‪ :‬التحديد القانوين للمعار�ضة الربملانية‬


‫بالنظر ملا يثريه حتديد املق�صود باملعار�ضة الربملانية من التبا�س‪ ،‬ف�إن �إعطاء تعريف لهذا‬
‫املفهوم يبقى م�س�ألة ذات �أهمية‪ ،‬على اعتبار �أنه هو الذي �سي�سمح للهيئات ال�سيا�سية املعنية‬
‫بهذا الو�صف باال�ستفادة من احلقوق اخلا�صة املقررة لها‪ ،‬و�إن كان الد�ستور املغربي‪،‬‬
‫�ش�أنه يف ذلك �ش�أن د�ساتري معظم الدول التي �أقرت بحقوق املعار�ضة الربملانية‪ ،‬قد جتاهل‬
‫�إعطاء تعريف لها‪ ،6‬واكتفى بتحديد حقوقها‪ ،‬قبل �أن يتوىل كل من النظام الداخلي ملجل�س‬
‫النواب والنظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين القيام بهذه املهمة‪.‬‬

‫الفقرة الأوىل‪ :‬حمددات التعريف القانوين للمعار�ضة الربملانية‬


‫عادة ما ين�رصف مفهوم املعار�ضة الربملانية �إىل التعار�ض املوجود بني احلكومة وجزء‬
‫من مكونات الربملان‪ ،‬هي بالتحديد الفرق واملجموعات الربملانية التي مل ت�صوت على‬
‫الربنامج احلكومي‪ ،‬والتي ال ي�شارك احلزب الذي تدين بالوالء �إليه يف احلكومة‪ .‬بيد �أن‬
‫هذا التعريف ال يبدو يف جميع احلاالت دقيقا يف حتديد املق�صود بهذا املفهوم‪ ،‬على اعتبار �أن‬
‫عدم امل�شاركة يف احلكومة قد ال مينع من م�ساندتها والت�صويت لفائدة املبادرات ال�صادرة‬
‫عنها‪.‬‬
‫على هذا الأ�سا�س اجتهت بع�ض الأنظمة القانونية نحو و�ضع تعريف يرتكز على‬
‫�أ�سا�س «االختيار ال�سيا�سي»‪ ،‬ويروم �إعطاء املعنيني باملعار�ضة الربملانية �أنف�سهم �صالحية‬
‫حتديد موقعهم ال�سيا�سي‪ ،‬كما هو احلال يف فرن�سا‪ ،‬حيث تن�ص املادة ‪ 19‬من نظام اجلمعية‬
‫الوطنية على �أنه «يتم ت�شكيل الفرق يف �أعقاب ت�سليم رئي�س املجل�س لت�رصيح �سيا�سي موقع‬
‫من قبل �أع�ضائها‪ ،‬مرفق بالئحة الأع�ضاء وبالنواب املنت�سبني وكذا ا�سم رئي�س الفريق‪.‬‬

‫‪ 66‬ما يالحظ هو �أن الد�ستور قد ت�أرجح بني ا�ستعمال م�صطلح املعار�ضة الربملانية (الف�صل ‪ )10‬وم�صطلح املعار�ضة‬
‫(الف�صول ‪ 60‬و ‪ 69‬و‪.)82‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪212‬‬

‫وميكن للت�رصيح �أن ي�شري �إىل انتماء الفريق �إىل املعار�ضة‪ .‬تن�رش هذه الوثائق يف اجلريدة‬
‫الر�سمية»‪ .‬وهو االجتاه نف�سه الذي �سلكه امل�رشع املغربي‪ ،‬حيث عمل النظام الداخلي‬
‫ملجل�س النواب على ربط االنتماء �إىل املعار�ضة الربملانية بتحقق �رشطني �أ�سا�سيني‪:‬‬
‫�أوال ـ تقدمي الفرق واملجموعات النيابية التي تتبنى هذا االختيار لت�رصيح مكتوب يعلن‬
‫عن ذلك �إىل رئا�سة املجل�س‪ ،‬وين�رش يف اجلريدة الر�سمية‪.7‬‬
‫ثانيا ـ �إ�شعار كل رئي�س فريق نيابي لرئي�س املجل�س النواب باختياره املعار�ضة‪،‬و�أن يتم‬
‫الإعالن عن ذلك يف اجلل�سة العمومية املوالية لهذا الإ�شعار‪.8‬‬
‫هذا يعني �أن االنتماء �إىل املعار�ضة الربملانية يف النظام القانوين املغربي يتطلب‬
‫بال�رضورة �إ�شهاره والت�رصيح العلني به‪ ،‬و�أن يتخذ طابعا م�ؤ�س�سيا من خالل م�ؤ�س�سة‬
‫الفريق �أو املجموعة الربملانية‪ ،‬و�إن كان هذا التحديد ملفهوم املعار�ضة الربملانية يبقى هو‬
‫الآخر ملتب�سا ويثري بع�ض املالحظات على نحو ما �سنو�ضح ذلك يف الفقرة املوالية‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬التبا�سات التعريف القانوين للمعار�ضة الربملانية‬


‫على الرغم من �أن التعريف الذي �أعطاه النظام الداخلي ملجل�س النواب للمعار�ضة‬
‫الربملانية يبدو �أكرث دقة يف حتديد املق�صود بهذا املفهوم مقارنة بالتعريف الذي يربط‬
‫املعار�ضة الربملانية بامل�شاركة �أو عدم امل�شاركة يف احلكومة‪ ،‬ف�إنه ال يخلوا من التبا�سات‪،‬‬
‫تربز ب�صفة خا�صة يف اجلوانب التالية‪:‬‬
‫�أوال ـ عدم ا�ستقرار الد�ستور على توظيف م�صطلح واحد يف حتديد هذا الفاعل ال�سيا�سي‬
‫اجلديد‪� ،‬إذ ظل يت�أرجح يف الف�صول التي خ�ص�صها حلقوقه بني ا�ستعمال «املعار�ضة‬
‫الربملانية» و«املعار�ضة» و«فرق املعار�ضة الربملانية»‪ ،‬ال�شيء الذي يطرح الت�سا�ؤل‬
‫حول ما �إذا كان امل�رشع الد�ستوري يت�صور �إمكانية وجود معار�ضة برملانية خارج �إطار‬
‫الفرق واملجموعات الربملانية‪.‬‬
‫ثانيا ـ �أن هذا التحديد ملفهوم املعار�ضة الربملانية ال يت�ضمنه النظام الداخلي ملجل�س‬
‫امل�ست�شارين‪ ،‬ال�شيء الذي يطرح �إ�شكالية حتديد املق�صود بها على م�ستوى هذه الغرفة‪.‬‬
‫�إذ رغم �أن املمار�سة املتبعة فر�ضت االرتباط بني فرق املعار�ضة الربملانية والأحزاب‬
‫ال�سيا�سية التي ال ت�شارك يف احلكومة ف�إن هذا املعيار قد ال يبدو دائما مفيدا‪ ،‬خا�صة يف‬
‫‪ 77‬املادة ‪ 35‬من النظام الداخلي ملجل�س النواب‬
‫‪ 88‬املادة ‪ 40‬من النظام الداخلي ملجل�س النواب‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪213‬‬

‫ظل وجود فرق برملانية ال تعد امتدادا مبا�رشا للأحزاب ال�سيا�سية (فرق النقابات املهنية‬
‫واحتاد املقاوالت)‪ ،‬ف�ضال عن �إمكانية عدم م�سايرة بع�ض الفرق الربملانية ملواقف الأحزاب‬
‫ال�سيا�سية التي تر�شح �أع�ضا�ؤها با�سمها‪.‬‬
‫ثالثا ـ ال يفيد يف حتديد موقع الفرق الربملانية �أو املجموعات الربملانية التي ال تقدم مثل هذا‬
‫الت�رصيح وال ت�شارك يف احلكومة‪ ،‬وبالتايل ما �إذا كانت �ستح�سب على الأغلبية الربملانية �أم‬
‫على املعار�ضة الربملانية‪ ،‬وت�ستفيد هي كذلك من احلقوق املخولة لهذه الأخرية‪.‬‬
‫رابعا ـ ال يجيب على الو�ضعية التي يكون فيها فريقا �أو جمموعة برملانية ت�رصح ب�أنها‬
‫تنتمي �إىل املعار�ضة الربملانية ولكن �سلوكها ال�سيا�سي يف الربملان يبدو متما�شيا مع مواقف‬
‫احلكومة و�أغلبيتها وم�ؤيدا الختياراتها‪ ،‬خا�صة و�أن االنتماء �إىل املعار�ضة الربملانية‬
‫يفرت�ض فيه �أن يعك�س موقفا �سيا�سيا معينا‪ ،‬ويعرب عن اختيار حمدد ولي�س جمرد الت�رصيح‬
‫بذلك وفقا ل�شكليات وم�ساطر معينة‪.‬‬
‫خام�سا ـ ال ي�أخذ بعني االعتبار و�ضعية الربملانيني غري املنتمني للفرق �أو املجموعات‬
‫الربملانية عندما يجعل الفريق �أو املجموعة الربملانية �إطارا ملمار�سة املعار�ضة الربملانية‬
‫حلقوقها‪ ،‬و�إن كان الد�ستور نف�سه مل يربط ممار�سة كل حقوق املعار�ضة بالفريق �أو‬
‫املجموعة الربملانية‪ ،‬خا�صة عندما ن�ص على �أنه «يخ�ص�ص يوما واحدا على الأقل يف‬
‫ال�شهر لدرا�سة مقرتحات القوانني ومن بينها تلك املقدمة من قبل املعار�ضة»‪ .9‬وهو الأمر‬
‫الذي �أكده الق�ضاء الد�ستوري عندما اعترب �أن احلقوق املخولة للمعار�ضة الربملانية‪ ،‬وكذا‬
‫الواجبات الواقعة على عاتقها‪ ،‬مبوجب الف�صل ‪ 10‬من الد�ستور‪ ،‬ال تقت�رص على الفرق‬
‫الربملانية بل ت�شمل كافة مكونات املعار�ضة من جمموعات نيابية ونواب غري منت�سبني‪،10‬‬
‫بعدما كان التفعيل الت�رشيعي ملقت�ضيات الفقرة ‪ 2‬من الف�صل ‪ 82‬من د�ستور ‪ 2011‬يتجه نحو‬
‫ق�رص ممار�سة هذا احلق على الفرق النيابية فقط‪ ،‬حيث ن�صت املادة ‪ 41‬من النظام الداخلي‬
‫ملجل�س النواب على �أنه «يخ�ص�ص لفريق من املعار�ضة �صاحب املقرتح ح�صة زمنية يف‬
‫حدود ‪ 10‬دقائق يف بداية اجلل�سة املخ�ص�صة لدار�سة مقرتحات القوانني طبقا ملقت�ضيات‬
‫الفقرة الثانية من الف�صل ‪ 82‬من الد�ستور لتقدمي البيانات والتو�ضيحات بخ�صو�ص مقرتحات‬
‫القوانني املقدمة من قبله والأ�سباب التي �أدت �إىل ت�أخري البث فيها»‪ .‬علما �أن املجل�س املذكور‬

‫‪ 99‬الفقرة ‪ 2‬من الف�صل ‪ 82‬من د�ستور ‪.2011‬‬


‫‪� 110‬أنظر قرار املجل�س الد�ستوري رقم ‪ 2013 /929‬ال�صادر بتاريخ ‪ 19‬نونرب ‪.2013‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪214‬‬

‫مل يعرت�ض على املادة ‪ 40‬من نف�س القانون الداخلي التي حت�رص الت�رصيح باالنتماء �إىل‬
‫املعار�ضة على الفرق دون املجموعات الربملانية �أو النواب غري املنت�سبني‪.‬‬
‫�ساد�سا ـ ال يقيد االلتزام بهذا الت�رصيح ب�سقف زمني معني‪ ،‬بحيث �أن �إعطاء‬
‫الإمكانية للفريق �أو املجموعة الربملانية �صاحبة الت�رصيح ل�سحبه يف �أي وقت قد يجعل‬
‫احلياة ال�سيا�سية والربملانية منها على وجه التحديد حتت رحمة تقلبات مثرية‪ ،‬ويفتح‬
‫املجال ملا ميكن ت�سميته بـ«انتهازية التموقع»‪ ،11‬ال�شيء الذي قد يبدو متناق�ضا مع‬
‫«فكرة اال�ستقرار» التي يبدو �أن امل�رشع الد�ستوري كان ين�شدها وهو يحدد «جدول زمني»‬
‫النتخاب و�إعادة انتخاب �أجهزة جمل�سي الربملان‪.12‬‬

‫املطب الثاين‪ :‬ت�أمني احلماية الد�ستورية والقانونية للمعار�ضة الربملانية‬


‫تربز احلماية القانونية للمعار�ضة الربملانية‪ ،‬من جهة �أوىل‪ ،‬يف االعرتاف الد�ستوري‬
‫ب�رشعية وجودها ومبكانتها يف احلياة الربملانية‪ ،‬ومن جهة ثانية يف الإقرار لها بحقوق‬
‫خا�صة خارج �إطار قاعدة التمثيل الن�سبي ومبد�أ امل�ساواة يف التمثيل بني الربملانيني‪.‬‬

‫الفقرة الأوىل‪ :‬الإقرار الد�ستوري ب�شرعيتها يف الوجود‬


‫بالنظر �إىل تنوع وتعدد الأنظمة الد�ستورية‪ ،‬و�أ�شكال احلكم‪ ،‬وطبيعة الآليات التي تنظم‬
‫العالقة بني ال�سلطات يف العديد من التجارب الدولية املقارنة‪ ،‬ف�ضال عن تنوع امل�سارات‬
‫ال�سيا�سية لكل منها‪ ،‬ف�إن ذلك ي�ؤدي �إىل تنوع الأو�ضاع اخلا�صة باملعار�ضة الربملانية‪،‬‬
‫ويجعل من غري املمكن احلديث عن منوذج واحد ووحيد للمعار�ضة‪ .13‬بيد �أن هذا التنوع‬
‫يف املعار�ضة الربملانية‪ ،‬ويف الأو�ضاع اخلا�صة بها‪ ،‬يف كل نظام �سيا�سي‪ ،‬ال مينع من‬
‫القول �إنها حتظى مبكانة خا�صة يف الأنظمة الدميقراطية جتد م�صدرها بدرجة �أ�سا�سية يف‬
‫‪� 111‬أتركني حممد‪ ،‬مرجع �سابق‪� ،‬ص ‪.89‬‬
‫‪ 112‬تن�ص الفقرة ‪ 3‬من الف�صل ‪ 62‬من د�ستور ‪ 2011‬على �أنه «ينتخب رئي�س جمل�س النواب و�أع�ضاء املكتب‪،‬‬
‫ور�ؤ�ساء اللجان الدائمة ومكاتبها‪ ،‬يف م�ستهل الفرتة النيابية‪ ،‬ثم يف �سنتها الثالثة عند دورة �أبريل ملا تبقى‬
‫من الفرتة املذكورة»‪ .‬وتن�ص الفقرة ‪ 3‬من الف�صل ‪ 63‬من نف�س الد�ستور على �أنه «ينتخب رئي�س جمل�س‬
‫امل�ست�شارين و�أع�ضاء املكتب‪ ،‬ور�ؤ�ساء اللجان الدائمة ومكاتبها‪ ،‬يف م�ستهل الفرتة النيابية‪ ،‬ثم عند منت�صف‬
‫الوالية الت�رشيعية للمجل�س»‪.‬‬
‫‪ 113‬روبري دال مييز بني ثالثة مناذج من املعار�ضة‪ :‬معار�ضة غري مهيكلة (‪ ،)non structurelle‬ت�ضم الأحزاب‬
‫التي تبحث فقط عن املنا�صب‪ ،‬و�أي�ضا جماعات ال�ضغط‪ ،‬والأحزاب التي تتمحور حول �سيا�سة معينة‪،‬‬
‫معار�ضة مهيكلة ب�شكل حمدود (‪ ،)opposition structurelle limitée‬التي تقرتح �إ�صالحا �سيا�سيا‪ ،‬ثم‬
‫معار�ضة مهيكلة ب�صفة �أ�سا�سية‪ ،‬تهدف �إىل �إ�صالح �سيا�سي هيكلي‪ ،‬و�أحيانا ثوريا‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪215‬‬

‫اعرتاف الوثائق الد�ستورية ب�رشعيتها يف الوجود‪ ،14‬وب�أهميتها يف احلياة ال�سيا�سية‪ ،‬حيث‬


‫ين�ص الد�ستور الربتغايل مثال على �أن «للأقلية احلق يف املعار�ضة الدميقراطية كما هي‬
‫حمددة من لذن هذا الد�ستور ومن لذن القانون»‪ ،15‬كما ين�ص الد�ستور الفرن�سي على‬
‫�أنه «يتوىل النظام الداخلي لكل جمل�س من جمل�سي الربملان �صالحية حتديد حقوق الفرق‬
‫الربملانية داخله واالعرتاف لفرق املعار�ضة باملجل�س املعني وكذا لفرق الأقليات بحقوق‬
‫خا�صة»‪.16‬‬
‫وقد حاول الد�ستور املغربي ل�سنة ‪ 2011‬م�سايرة هذا التوجه عندما عمل‪ ،‬ولأول مرة‪،‬‬
‫على الإقرار ب�رشعية املعار�ضة الربملانية من خالل الت�أكيد على �أن «املعار�ضة مكونا �أ�سا�سيا‬
‫يف املجل�سني‪ ،‬وت�شارك يف وظيفتي الت�رشيع واملراقبة»‪ ،17‬والت�سليم بحقها يف «ممار�سة‬
‫ال�سلطة عن طريق التناوب الدميقراطي‪ ،‬حمليا وجهويا ووطنيا»‪ .18‬عالوة على حتديد‬
‫طبيعة احلقوق التي ت�ستفيد منها‪ ،19‬و�إ�سناد مهمة حتديد كيفية ممار�ستها �إىل قوانني تنظيمية‬
‫�أو قوانني �أو النظام الداخلي لكل جمل�س من جمل�سي الربملان‪.20‬‬
‫علما �أن الإقرار الد�ستوري ب�رشعية املعار�ضة الربملانية ميكن �أن يظهر �أي�ضا بكيفية غري‬
‫مبا�رشة من خالل تن�صي�ص الد�ستور على �أن «ال�سيادة للأمة متار�سها مبا�رشة باال�ستفتاء‪،‬‬
‫وب�صفة غري مبا�رشة بوا�سطة ممثليها»‪ ،21‬و�أن «االنتخابات احلرة والنزيهة وال�شفافة هي‬
‫�أ�سا�س م�رشوعية التمثيل الدميقراطي»‪ ،22‬يف وقت ظلت فيه الد�ساتري ال�سابقة ال تقيم ربطا‬
‫وا�ضحا بني الربملان ومتثيل �إرادة الأمة‪ ،‬بعدما كانت جتعل من امللك املمثل الأ�سمى لها‪.23‬‬
‫ف�ضال عن الت�أكيد على دور الأحزاب ال�سيا�سية «يف تدبري ال�ش�أن العام‪ ،‬وامل�ساهمة يف التعبري‬
‫عن �إرادة الناخبني‪ ،‬وامل�شاركة يف ممار�سة ال�سلطة عن طريق التعددية والتناوب»‪ ،24‬بعدما‬
‫ظل الف�صل الثالث من الد�ساتري املغربية املتعاقبة ير�سم حدودا وا�ضحة لوظائفها‪ ،‬حيث كان‬

‫‪ 114‬علما �أن االعرتاف الد�ستوري باملعار�ضة الربملانية وبحقوقها لي�س �رشطا �رضوريا يف الدميقراطيات الغربية‪.‬‬
‫‪ 115‬الفقرة ‪ 2‬من الف�صل ‪ 114‬من د�ستور الربتغال‪.‬‬
‫‪ 116‬الفقرة ‪ 1‬من الف�صل ‪ 51‬من الد�ستور الفرن�سي ل�سنة ‪ ،1958‬كما وقع تعديله �سنة ‪.2008‬‬
‫‪ 117‬الف�صل ‪ 60‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 118‬الف�صل ‪ 10‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 119‬الف�صالن ‪ 10‬و‪ 82‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 220‬الف�صالن ‪ 10‬و‪ 69‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 221‬الف�صل ‪ 2‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 222‬الف�صل ‪ 11‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 223‬الف�صل ‪ 19‬يف د�ساتري ‪ ،1992 ،1972 ،1970‬و‪.1996‬‬
‫‪224‬الف�صل ‪ 7‬من د�ستور ‪.2011‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪216‬‬

‫يح�رصها يف تنظيم ومتثيل املواطنني‪ ،‬ويكر�س خلطا وا�ضحا بينها وبني اجلماعات املحلية‬
‫واملنظمات النقابية والغرف املهنية‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬متكينها من حقوق خا�صة تتجاوز �أحيانا حدود متثيليتها‬


‫�إىل جانب االعرتاف الد�ستوري ب�رشعيتها يف الوجود‪ ،‬تتحدد مكانة املعار�ضة الربملانية‬
‫�أي�ضا يف متكينها من بع�ض احلقوق اخلا�صة التي متنح لها ب�صفتها هاته‪ .‬بحيث ال يقت�رص‬
‫الأمر على احلقوق التي ت�ستفيد منها يف �إطار ما هو مقرر جلميع الربملانيني بغ�ض النظر عن‬
‫ا�صطفافاتهم ال�سيا�سية يف �إطار الأغلبية �أو املعار�ضة‪ ،‬بل ي�شمل الإقرار لها ببع�ض احلقوق‬
‫اخلا�صة‪ ،‬التي تخولها �إىل حد ما و�ضعا «امتيازيا» �إزاء الأغلبية الربملانية‪ .‬ال�شيء الذي‬
‫ي�سمح بالتمييز بني نوعني من احلقوق املقررة للمعار�ضة الربملانية‪:‬‬
‫�أوال ـ احلقوق التي ت�شرتك فيها مع الأغلبية الربملانية‪ ،‬من قبيل مراقبة وتتبع العمل‬
‫احلكومي‪ ،‬والتمثيل يف الأجهزة امل�سرية للربملان ويف بع�ض الهيئات الد�ستورية الأخرى‪،25‬‬
‫واللجوء �إىل الق�ضاء الد�ستوري‪ ،‬واال�ستفادة من املوارد الب�رشية واملالية املر�صودة للفرق‬
‫واملجموعات الربملانية‪ ،26‬ومن التمويل العمومي املخ�ص�ص للأحزاب ال�سيا�سية املمثلة يف‬
‫الربملان‪ ،‬ف�ضال عن امتالك حيز زمني يف و�سائل الإعالم العمومية يتنا�سب مع متثيليتها‪،‬‬

‫‪225‬مثل املحكمة الد�ستورية‪ ،‬حيث يعطيها الف�صل ‪ 10‬من الد�ستور احلق يف امل�ساهمة يف اقرتاح املرت�شحني لع�ضويتها‪،‬‬
‫ويف انتخاب من تراهم �أهال لهذه املهمة‪.‬‬
‫‪226‬يتوىل مكتب املجل�س حتديد هذه املوارد املالية على �أ�سا�س قاعدة التمثيل الن�سبي‪ ،‬مع مراعاة حتديد ن�سبة توزع‬
‫بالت�ساوي بني الفرق الربملانية ون�سبة �أخرى توزع بالت�ساوي بني املجموعات الربملانية‪ ،‬على �أن ال يجب �أن يقل‬
‫جمموع هاتني الن�سبتني اللتني يحددهما املكتب يف م�ستهل الوالية الت�رشيعية عن ‪ 30‬يف املائة (املادة ‪ 22‬من النظام‬
‫الداخلي ملجل�س النواب)‪ .‬نف�س الأمر ينطبق على املوارد الب�رشية‪ ،‬حيث يخ�ص�صها مكتب املجل�س على �أ�سا�س‬
‫قاعدة التمثيل الن�سبي مع مراعاة حد �أدنى للفرق الربملانية وحد �أدنى للمجموعات الربملانية‪ ،‬و�أن يراعى يف هذا‬
‫التوزيع حقوق النائبات والنواب غري املنت�سبني (املادة ‪ 22‬من النظام الداخلي ملجل�س النواب)‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪217‬‬

‫وفقا ملا هو حمدد يف �إطار ما يعرف بتنظيم التعددية ال�سيا�سية‪ .27‬علما �أن بع�ض هذه احلقوق‬
‫حتى لو كانت متاحة جلميع الربملانيني ف�إنها تبدو بطبيعتها متاحة للمعار�ضة الربملانية‪ ،‬مثل‬
‫ملتم�س الرقابة الذي ال ميكن ت�صور تقدميه من قبل الأغلبية الربملانية �ضد نف�سها‪ ،‬وبدرجة‬
‫�أقل اللجوء �إىل الق�ضاء الد�ستوري‪ ،‬الذي يعتربه الفقه الد�ستوري يف بع�ض البلدان ك�أملانيا‬
‫مثال «�أداة م�ؤ�س�سة من �أجل املعار�ضة ويف خدمتها»‪.28‬‬
‫ثانيا ـ احلقوق اخلا�صة باملعار�ضة الربملانية‪ ،‬والتي تتخذ �شكل امتيازات تقت�رص عليها‬
‫دون غريها‪ ،‬وتربز يف �أربعة جماالت �أ�سا�سية‪ ،‬على نحو ما يظهر ذلك من خالل �أحكام‬
‫الد�ستور‪ ،‬وخا�صة الف�صول ‪ 10‬و‪ 60‬و‪ 69‬و‪ ،82‬ومقت�ضيات النظامني الداخليني‪:‬‬
‫�أ ـ تخ�صي�ص يوم واحد على الأقل يف ال�شهر لدرا�سة مقرتحات القوانني‪ ،‬ومن بينها‬
‫تلك املقدمة من قبل املعار�ضة‪ ،29‬و�إعطاء الأ�سبقية يف مناق�شة التعديالت التي تقدمها فرق‬
‫املعار�ضة‪ ،30‬وتخ�صي�ص ح�صة زمنية يف حدود ‪ 10‬دقائق يف بداية اجلل�سة املخ�ص�صة‬
‫لدرا�سة مقرتحات القوانني لكل فريق من املعار�ضة لتقدمي البيانات والتو�ضيحات بخ�صو�ص‬
‫مقرتحات القوانني املقدمة من قبله والأ�سباب التي �أدت �إىل ت�أخري البث‪ ،31‬ف�ضال عن ح�صة‬
‫زمنية �أخرى باملنا�صفة مع الأغلبية ملناق�شة مقرتحات القوانني املقدمة من قبلها‪ ،32‬ونف�س‬
‫قاعدة املنا�صفة تطبق بخ�صو�ص مو�ضوع �أ�سئلة ال�سيا�سة العامة‪.33‬‬
‫‪� 227‬إن قانون االت�صال ال�سمعي الب�رصي و�إن كان ي�سمح ل�رشكات االت�صال ال�سمعي الب�رصي ب�أن تقوم ب�إعداد‬
‫براجمها بكل حرية ف�إنه يفر�ض عليها مراعاة احلفاظ على الطابع التعددي لتيارات التعبري (املادة ‪ 4‬من القانون‬
‫رقم ‪ 77.03‬املتعلق باالت�صال ال�سمعي الب�رصي ال�صادر بتنفيذه الظهري رقم ‪ 1.04.257‬بتاريخ ‪ 7‬يناير ‪2005‬‬
‫(ج‪.‬ر رقم ‪ 5288‬بتاريخ ‪ 3‬فرباير ‪ .)2005‬يف نف�س االجتاه تلزمها دفاتر التحمالت اخلا�صة بها ب�رضورة‬
‫«احرتام اخلدمات التي تبثها للتعبري التعددي لتيارات الر�أي والفكر يف جميع املجاالت‪ ،‬ب�إ�رشاك متعدد‬
‫ومتوازن للأحزاب ال�سيا�سية واملنظمات النقابية»‪� ،‬سواء خالل الفرتات االنتخابية �أو خارجها وفقا لل�ضوابط‬
‫التي يقرها املجل�س الأعلى لالت�صال ال�سمعي الب�رصي يف هذا املجال (هي ال�ضوابط التي حددها يف قرار املجل�س‬
‫رقم ‪� 46/06‬صادر بتاريخ ‪� 27‬شتنرب ‪ 2006‬ب�ش�أن قواعد �ضمان التعبري عن تعددية تيارات الفكر والر�أي‬
‫يف خدمات االت�صال ال�سمعي الب�رصي خارج فرتات احلمالت االنتخابية‪ ،‬و�أي�ضا قراره رقم ‪� 46/11‬صادر‬
‫بتاريخ ‪� 11‬أكتوبر ‪ 2011‬املتعلق ب�ضمان التعددية ال�سيا�سية يف و�سائل الإعالم العمومية خالل فرتة االنتخابات‬
‫الت�رشيعية العامة‪ .‬باعتباره الهي�أة التي يعطيها الد�ستور �صالحية «ال�سهر على احرتام التعبري التعددي لتيارات‬
‫الر�أي والفكر‪ ،‬واحلق يف املعلومة يف ميدان االت�صال ال�سمعي الب�رصي» (الف�صل ‪ 165‬من الد�ستور)‬
‫‪228‬وليم جيل‪« ،‬املعر�ضة الربملانية‪ :‬درا�سة مقارنة»‪ ،‬جملة القانون وعلم ال�سيا�سة‪ ،‬عدد ‪� 5‬سنة ‪�،2006‬ص‬
‫‪.1373‬‬
‫‪ 229‬الف�صل ‪ 82‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 330‬املادة ‪ 143‬من النظام الداخلي ملجل�س النواب‪.‬‬
‫‪ 331‬املادة ‪ 41‬من النظام الداخلي ملجل�س النواب‪.‬‬
‫‪ 332‬املادة ‪ 41‬من النظام الداخلي ملجل�س النواب‪.‬‬
‫‪ 333‬املادة ‪ 2ّ 07‬من النظام الداخلي ملجل�س النواب‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪218‬‬

‫ب ـ تويل منا�صب حمددة يف بع�ض اللجان واملهام ذات الطابع الرقابي‪ ،‬حيث تعطي‬
‫الأ�سبقية لفرق املعار�ضة لالختيار ما بني تويل من�صب رئي�س �أو مقرر اللجنة النيابية‬
‫لتق�صي احلقائق‪ ،34‬ومن�صب رئي�س �أو مقرر مهمة ا�ستطالعية‪ ،35‬وكذا من�صب رئي�س �أو‬
‫مقرر جلنة مراقبة �رصف امليزانية‪.36‬‬
‫ج ـ رئا�سة جلنتني على الأقل تكون من بينها وجوبا اللجنة املكلفة بالت�رشيع يف جمل�س‬
‫النواب فقط‪ ،37‬ف�ضال عن تويل من�صب حما�سب و‪� /‬أو من�صب �أمني باملجل�س‪ ،‬حيث‬
‫يخ�ص�ص بالأ�سبقية هذين املن�صبني للمعار�ضة ال يرت�شح لهما �إال نائبة �أو نائب منها‪.38‬‬
‫د ـ تقدمي اقرتاحات ملكتب املجل�س بهدف تعزيز دور الدبلوما�سية الربملانية‪ ،‬وامل�ساهمة‬
‫يف جميع ال�شعب الربملانية بن�سبة ال تقل عن متثيليتها‪ ،39‬والتي يجري ت�شكيلها على �أ�سا�س‬
‫التمثيل الن�سبي يف م�ستهل الفرتة النيابية لتمثيل املجل�س لدى املنظمات الربملانية الدولية‬
‫واجلهوية التي هو ع�ضو فيها‪ .40‬عالوة على مراعاة ح�ضور املعار�ضة الربملانية يف‬
‫ت�شكيل الوفود الربملانية يف املهام اخلارجية‪ ،‬والتمثيل يف جمموعات «الأخوة وال�صداقة‬
‫الربملانية»‪ ،‬التي ت�شكل على م�ستوى جمل�س النواب يف بداية الفرتة الت�رشيعية والتي يراعي‬
‫يف ت�شكيلها قاعدة التمثيل الن�سبي للفرق واملجموعات النيابية‪.41‬‬

‫املبحث الثاين‪ :‬حدود التحول يف و�ضعية املعار�ضة الربملانية‬


‫على الرغم من ا�شرتاك التجربة املغربية مع عدد من التجارب املقارنة يف االعرتاف‬
‫الد�ستوري بوجود املعار�ضة الربملانية‪ ،‬ويف الت�أكيد على �أهميتها يف العملية ال�سيا�سية‪ ،‬ويف‬
‫الإقرار با�ستفادتها من بع�ض االمتيازات اخلا�صة بها‪ ،‬مع ذلك تبدو املعار�ضة الربملانية يف‬
‫ال�سياق ال�سيا�سي املغربي حمكومة بنوعني من القيود‪ ،‬تتعلق من جهة بالإطار الد�ستوري‬
‫والقانوين وما ير�سمه من حدود لعمل امل�ؤ�س�سة الربملانية ككل ولتحركات املعار�ضة الربملانية‬
‫داخلها‪ ،‬ومن جهة ثانية بخ�ضوع التفعيل الت�رشيعي حلقوقها لـ«و�صاية» الأغلبية الربملانية‬
‫والق�ضاء الد�ستوري‪.‬‬

‫‪ 334‬املادة ‪ 43‬من النظام الداخلي ملجل�س النواب‪.‬‬


‫‪ 335‬املادة ‪ 42‬من النظام الداخلي ملجل�س النواب‪.‬‬
‫‪ 336‬املادة ‪ 47‬من النظام الداخلي ملجل�س النواب‪.‬‬
‫‪ 337‬املادة ‪ 44‬من النظام الداخلي ملجل�س النواب‪.‬‬
‫‪ 338‬املادة ‪ 46‬من النظام الداخلي ملجل�س النواب‪.‬‬
‫‪ 339‬املادتان ‪ 45‬و ‪ 81‬من النظام الداخلي ملجل�س النواب‪.‬‬
‫‪440‬املادة ‪ 81‬من النظام الداخلي ملجل�س النواب‪.‬‬
‫‪441‬املادة ‪ 85‬من النظام الداخلي ملجل�س النواب‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪219‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬حدود مرتبطة بالت�أطري الد�ستوري حلقوق املعار�ضة الربملانية‬


‫لئن كان ي�صعب جتاهل احليز الذي خ�ص�صه الد�ستور املغربي للمعار�ضة الربملانية‬
‫وللحقوق املخولة لها‪ ،‬بال�شكل الذي جعله يتجاوز د�ساتري بع�ض الدول الأوروبية‪ ،‬التي ال‬
‫تت�ضمن �إقرارا مبا�رشا بحقوق من هذا النوع‪ ،‬مع ذلك ف�إن احلماية الد�ستورية لهذه احلقوق‬
‫تظل حمدودة �إذا ما �أخذنا بعني االعتبار معطيني �أ�سا�سيني‪ :‬طبيعة احلقوق املقررة لها‪،‬‬
‫وا�صطدام ممار�ستها ببع�ض القيود‪.‬‬

‫الفقرة الأوىل‪� :‬ضعف احلقوق الد�ستورية املقررة للمعار�ضة الربملانية‬


‫يرتبط الإقرار القانوين بحقوق املعار�ضة الربملانية ب�ضمان م�ساهمتها الفعالة والفعلية‬
‫يف القرار الربملاين‪ ،‬و�أي�ضا بحمايتها من �إمكانية تغول الأغلبية الربملانية‪ .‬بيد �أن طبيعة‬
‫احلقوق املقرر لها يف النظام الد�ستوري املغربي ال يبدو �أنها ت�ؤمن مثل هذه الأهداف‪،‬‬
‫وذلك لالعتبارات التالية‪:‬‬
‫�أوال ـ �أن �أغلب احلقوق املخولة لها �إما �أنها لي�ست موقوفة عليها بل ت�شاركها فيها‬
‫�أي�ضا الأغلبية الربملانية‪ ،‬حيث تبدو قائمة احلقوق التي ين�ص عليها الف�صل العا�رش من‬
‫الد�ستور تقريبا هي نف�سها التي تقرها ف�صوال �أخرى منه جلميع الربملانيني بغ�ض النظر عن‬
‫ا�صطفافاتهم ال�سيا�سية ومواقفهم امل�ؤيدة �أو املعار�ضة للحكومة‪� ،‬أو �أنها ال تعطي اخت�صا�صا‬
‫حمددا للمعار�ضة الربملانية‪ ،‬من قبيل الن�ص على حق املعار�ضة يف «ممار�سة ال�سلطة عن‬
‫طريق التناوب الدميقراطي‪ ،‬حمليا وجهويا ووطنيا‪ ،‬يف نطاق �أحكام الد�ستور»‪ .‬بل �إن‬
‫حتى بع�ض احلقوق التي ميكن �أن تدرج �ضمن احلقوق اخلا�صة باملعار�ضة الربملانية هي‬
‫نف�سها تبدو حمدودة جدا‪ ،‬على اعتبار �أن املعار�ضة الربملانية كانت حت�صل على �أكرب منها‬
‫من خالل نظام التمثيل الن�سبي (مثال رئا�سة اللجان)‪� ،‬أو �أنها حقوق تبقى بدون تفعيل حتى‬
‫الآن‪ ،‬كما هو الأمر بالن�سبة ملقت�ضيات الفقرة ‪ 2‬من الف�صل ‪ 82‬من الد�ستور التي تن�ص على‬
‫تخ�صي�ص يوم يف ال�شهر ملناق�شة مقرتحات القوانني املقدمة من طرف املعار�ضة الربملانية‪.‬‬
‫ثانيا ـ جتاهل الوثيقة الد�ستورية لعدد من احلقوق املهمة التي تقرها �أنظمة د�ستورية‬
‫عديدة للمعار�ضة الربملانية‪ ،‬حيث تعطيها الأ�سبقية يف طرح الأ�سئلة الرقابية‪ ،‬وافتتاح‬
‫اجلل�سة املخ�ص�صة لها‪ ،‬وطرح �أكرب عدد ممكن منها‪ ،‬وا�ست�شارتها قبل الإقدام على‬
‫مبادرة حل الربملان‪ ،‬ورئا�ستها للجنة املعنية بقوانني املالية‪ ،‬كما هو الأمر يف البوند�ستاغ‬
‫الأملاين وجمل�س النواب الإ�سباين وجمل�س اجلمهورية يف الربتغال‪ ،‬ف�ضال عن �إطالعها‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪220‬‬

‫على حقيقة الظروف املحيطة ببع�ض الق�ضايا الكربى يف البالد و�أخذ ر�أيها فيها‪ ،‬بالنظر‬
‫لأهمية وح�سا�سية هذه الق�ضايا‪ ،‬واحلاجة �إىل عدم انفراد توجه �سيا�سي ما حتى ولو كان‬
‫ميثل �أغلبية الناخبني باتخاذ بع�ض القرارات ب�ش�أنها‪ ،‬كما هو مكر�س‪ ،‬على �سبيل املثال ال‬
‫احل�رص‪ ،‬يف الربتغال‪ ،‬التي ين�ص د�ستورها على حق الأحزاب ال�سيا�سية التي تتوفر على‬
‫مقاعد يف الربملان‪ ،‬وال توجد يف احلكومة‪ ،‬يف «�أن يتم �إعالمها‪ ،‬بكيفية مبا�رشة ومنتظمة‪،‬‬
‫من طرف احلكومة بحالة التقدم احلا�صل على م�ستوى بع�ض الق�ضايا الأ�سا�سية التي متثل‬
‫م�صلحة عامة»‪.42‬‬
‫ثالثا ـ عدم جت�سيد حقوق املعار�ضة الربملانية يف �إطار ن�ص قانوين خا�ص‪ ،‬واالكتفاء‬
‫ب�إدراجها �ضمن النظام الداخلي لكل جمل�س من جمل�سي الربملان‪ ،‬رغم �أن الد�ستور �سمح‬
‫ب�إمكانيات �أخرى لت�أطري احلقوق املذكورة مبا يف ذلك �إمكانية �إدراجها يف قانون تنظيمي‪.‬‬
‫ال�شيء الذي يحد ن�سبيا من �أهمية هذه احلقوق‪ ،‬ويجعل من ال�صعب احلديث عن نظام قانوين‬
‫خا�ص باملعار�ضة الربملانية‪ ،‬الذي يبدو �أو�ضح يف التعبري عن و�ضعيتها لأنه يقر لها بحقوق‬
‫مبا�رشة ب�صفتها معار�ضة برملانية‪ ،‬و�إن كان هذا الأمر �سيربز �أكرث يف االجتهاد الذي طوره‬
‫املجل�س الد�ستوري يف هذا املجال‪� ،‬إذ رغم �إقرار هذا الأخري مبكانة املعار�ضة الربملانية‪ ،‬ف�إنه‬
‫مل يذهب �إىل حد االعرتاف بوجود نظام خا�ص بها‪ ،‬كما �سنو�ضح ذلك فيما بعد‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬ا�صطدام ممار�سة املعار�ضة الربملانية حلقوقها بقيود د�ستورية‬


‫�إىل جانب حمدودية احلقوق اخلا�صة املخولة للمعار�ضة الربملانية‪ ،‬ت�صطدم هذه الأخرية‬
‫يف ممار�ستها حلقوقها بعدد من القيود الد�ستورية‪ ،‬ميكن حتديدها يف �أربعة قيود �أ�سا�سية‪:‬‬
‫�أوال ـ الدور املعقلن للربملان املثقل بال�صالحيات الكربى التي تتوالها احلكومة يف املجال‬
‫الت�رشيعي‪ ،‬وا�صطفاف الأغلبية بجانب اختياراتها وت�رصفها يف كثري من الأحيان ك�آلية‬
‫لتزكية ما ي�صدر عنها‪ ،‬وعدم وجود بع�ض الآليات الرقابية التي �أثبتت فعاليتها يف الأنظمة‬
‫الدميقراطية‪ ،‬مثل اال�ستجواب‪ ،‬عالوة على �صعوبة توفري الن�صاب القانوين املطلوب‬
‫العتماد بع�ض الآليات الرقابية املتاحة د�ستوريا (ملتم�س الرقابة مثال)‪.‬‬
‫ثانيا ـ تقلي�ص حرية الربملانيني يف �إبداء الر�أي‪ ،‬فهم و�إن كانوا يتوفرون على احل�صانة‬
‫الربملانية التي حتول دون �إمكانية متابعتهم �أو اعتقالهم �أو حماكمتهم مبنا�سبة �إبدائهم لر�أي‬
‫�أو قيامهم بت�صويت �أثناء ممار�سة مهامهم الربملانية‪ ،‬ف�إنها تبقى‪ ،‬كما �أ�رشنا �إىل ذلك من‬
‫‪ 442‬الفقرة ‪ 3‬من الف�صل ‪.114‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪221‬‬

‫قبل‪ ،‬ح�صانة مقيدة بعدم املجادلة يف الطبيعة امللكية لنظام احلكم �أو يف الدين الإ�سالمي �أو‬
‫بعدم ت�ضمن ذلك الر�أي ما قد ي�شكل �إخالال باالحرتام الواجب للملك‪ ،‬مبا قد ت�شكله هذه‬
‫املفاهيم القابلة لت�أويالت وا�سعة من عرقلة وا�ضحة لعمل ممثلي الأمة‪ ،‬وت�ضييق حلرية‬
‫حتركهم‪.‬‬
‫ثالثا ـ تقييد حرية تكوين الأحزاب ال�سيا�سية ب�رضورة ا�ستجابتها لـ«دفرت حتمالت»‬
‫يت�ضمن اختيارات معدة �سلفا‪ ،‬ويثقل كاهل الراغبني يف ذلك ب�إجراءات م�سطرية �شديدة‬
‫التعقيد‪ .‬فرغم ت�أكيد د�ستور ‪ 2011‬على «حرية ت�أ�سي�س الأحزاب ال�سيا�سية وحرية ممار�ستها‬
‫لأن�شطتها»‪ ،43‬و«حرية االنتماء �إليها‪ ،44‬وبلورته لت�صور جديد لوظيفة الأحزاب ال�سيا�سية‪،‬‬
‫مل يعد يتوقف عند حدود دورها يف «تنظيم املواطنني وت�أطريهم»‪ ،‬بل �أ�ضحى ي�أخذ بعني‬
‫االعتبار م�ساهمتها يف «تكوينهم ال�سيا�سي» و«تعزيز انخراطهم يف احلياة الوطنية»‪ ،‬ويف‬
‫«تدبري ال�ش�أن العام»‪ ،‬و«امل�ساهمة يف التعبري عن �إرادة الناخبني»‪ ،‬كما يقيم ربطا بينها وبني‬
‫«امل�شاركة يف ممار�سة ال�سلطة‪ ،‬على �أ�سا�س التعددية والتناوب»‪ ،45‬ف�إن تقييده لأهداف‬
‫الأحزاب ال�سيا�سية بعدم امل�س ببع�ض «الثوابت الوطنية»‪ ،‬التي يحددها يف «امل�س بالدين‬
‫الإ�سالمي»‪� ،‬أو «بالنظام امللكي»‪� ،‬أو «املبادئ الد�ستورية»‪� ،‬أو «الأ�س�س الدميقراطية»‪،‬‬
‫�أو «الوحدة الوطنية �أو الرتابية للمملكة»‪ ،‬و�إلزام القانون التنظيمي للأحزاب ال�سيا�سية‬
‫الراغبني يف ت�أ�سي�سها باحرتام تدابري و�إجراءات جد معقدة‪ ،‬يحد كثريا من هذه احلرية‪،‬‬
‫وينقلنا من نظام الت�رصيح الذي كان معموال به يف ظل ظهري احلريات العامة �إىل نظام‬
‫الرتخي�ص‪.‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬حدود مرتبطة بالتفعيل الت�شريعي حلقوق املعار�ضة الربملانية‬


‫ي�شكل عدم حتكم املعار�ضة الربملانية يف التفعيل الت�رشيعي حلقوقها املن�صو�ص عليها يف‬
‫الوثيقة الد�ستورية مظهرا �آخر من مظاهر حدود التحول يف و�ضعيتها يف النظام القانوين‬
‫املغربي‪ .‬حيث يتوقف حتديد م�ضمون هذه احلقوق‪ ،‬من جهة �أوىل‪ ،‬على �إرادة الأغلبية‬
‫احلكومية بالربملان‪ ،‬ومن جهة ثانية‪ ،‬على اجتهاد الق�ضاء الد�ستوري‪ ،‬وموقفه من تلك‬
‫احلقوق‪.‬‬

‫‪ 443‬الف�صل ‪ 2‬من د�ستور ‪.2011‬‬


‫‪ 444‬الف�صل ‪ 29‬من د�ستور ‪.2011‬‬
‫‪ 445‬الف�صل ‪ 7‬من د�ستور ‪.2011‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪222‬‬

‫الفقرة الأوىل‪ :‬حتكم الأغلبية الربملانية يف �صياغة حقوق املعار�ضة الربملانية‬


‫يف ظل عدم وجود �إجراءات ت�رشيعية خا�صة تعطي للمعار�ضة الربملانية بع�ض االمتياز‬
‫يف �إقرار احلقوق املكفولة لها د�ستوريا‪ ،‬تبقى هذه الأخرية متوقفة على �إرادة الأغلبية‬
‫احلكومية‪ ،‬التي ميكنها‪ ،‬من خالل اقت�سامها مع املعار�ضة الربملانية حلق املبادرة الت�رشيعية‬
‫وتقدمي التعديالت‪ ،‬ف�ضال عن تفوقها العددي‪� ،‬أن تكبح كل مبادرات املعار�ضة الربملانية يف‬
‫هذا املجال‪ ،‬و�أن تتحكم بالتايل يف �صياغة م�ضمون احلقوق املتاحة لها‪.‬‬
‫هذه الو�ضعية قد ال يغري فيها كثريا اعتياد مكونات الربملان ـ �أغلبية ومعار�ضة ـ على‬
‫التوافق يف اعتماد النظام الداخلي املت�ضمن لهذه احلقوق‪ ،‬على اعتبار �أن التوافق نف�سه قد‬
‫يعك�س يف بع�ض الأحيان �إرادة الطرف القوي‪ ،‬خا�صة عندما ن�أخذ بعني االعتبار الأنانية‬
‫التي �أظهرتها الأغلبية الربملانية‪� ،‬أو بالأحرى احلكومة املنبثقة عنها‪ ،‬يف التعاطي مع‬
‫املبادرة الت�رشيعية‪ ،‬كما جتلى ذلك بو�ضوح فيما يلي‪:‬‬
‫�أوال ـ عندما حاولت �إعطاء تف�سري ملقت�ضيات الد�ستور ي�سمح لها باحتكار املبادرة الت�رشيعية‬
‫يف جمال القوانني التنظيمية امل�ستندة يف ذلك على مقت�ضيات الف�صل ‪ 49‬من الد�ستور الذي‬
‫يجعل «م�شاريع القوانني التنظيمية من املوا�ضيع امل�شمولة باملرور الإجباري على املجل�س‬
‫الوزاري الذي ينعقد برئا�سة امللك‪ .‬مع �أن الد�ستور‪ ،‬يف الف�صل ‪ 78‬منه‪ ،‬يبدو وا�ضحا يف‬
‫جعل املبادرة الت�رشيعية حقا م�شرتكا بني رئي�س احلكومة والربملان‪.‬‬
‫ثانيا ـ عندما جل�أت‪ ،‬يف حاالت �أخرى‪� ،‬إىل تقدمي م�شاريع قوانني م�ضادة يف نف�س الق�ضايا‬
‫التي كانت فرق برملانية قد قدمت ب�ش�أنها مقرتحات قوانني‪ ،‬م�ستغلة عدم وجود مقت�ضيات‬
‫يف النظام الداخلي ملجل�س النواب تبني كيفية الت�رصف يف احلالة التي تقدم فيها احلكومة‬
‫على تقدمي م�شاريع قوانني تتناول ق�ضايا �سبق و�أن قدمت ب�ش�أنها مقرتحات قوانني‪ .‬علما �أن‬
‫النظام الداخلي للمجل�س املذكور حاول فيما بعد معاجلة هذه الإ�شكالية عندما ن�ص على �أنه‬
‫«عند �إيداع م�شاريع ومقرتحات قوانني ذات مو�ضوع واحد‪ ،‬تعطى الأ�سبقية يف الدرا�سة‬
‫للن�ص الت�رشيعي الذي �أودع �أوال على مكتب املجل�س»‪.46‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬تبني الق�ضاء الد�ستوري لتف�سري �ضيق حلقوق املعار�ضة‬


‫�إذا ما ا�ستثنينا اجتاه املجل�س الد�ستوري يف �إحدى قراراته نحو تو�سيع دائرة الفاعلني‬
‫الذين يدخلون يف نطاق املعار�ضة الربملانية‪ ،‬ويحق لهم‪ ،‬بالتايل‪ ،‬اال�ستفادة من احلقوق‬
‫‪ 446‬املادة ‪ 128‬من النظام الداخلي ملجل�س النواب‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪223‬‬

‫املخولة لها‪ ،‬لكي ت�شمل‪� ،‬إىل جانب الفرق الربملانية‪ ،‬املجموعات الربملانية وغري املنت�سبني‬
‫لأي فريق �أو جمموعة برملانية‪ ،47‬فقد اجتهت معظم اجتهادات املجل�س الد�ستوري نحو �إبداء‬
‫بع�ض التحفظ �إزاء �إقرار النظامني الداخليني ملجل�سي الربملان لبع�ض «احلقوق اخلا�صة»‬
‫باملعار�ضة الربملانية‪ .‬وهو املوقف الذي اعتمده الق�ضاء الد�ستوري يف مواجهة عدد من‬
‫املقت�ضيات يف النظام الداخلي ملجل�س النواب‪ ،‬منطلقا يف ذلك من ثالثة اعتبارات �أ�سا�سية‪:‬‬
‫�أوال ـ عدم جواز ح�رص حق د�ستوري يف فرق املعار�ضة دون �سائر النواب‪ ،‬كجواب‬
‫على مقت�ضيات املادة ‪ 41‬التي كانت تروم �إلزام رئي�س جمل�س النواب ب�إحالة طلب داخل �أجل‬
‫ثمانية �أيام �إىل املحكمة الد�ستورية بغر�ض البث يف اخلالف القائم بني فريق من املعار�ضة‬
‫واحلكومة يف احلالة التي تدفع فيها هذه الأخرية بعدم قبول مقرتح قانون م�صدره الفريق‬
‫املذكور �أثناء اجلل�سة املخ�ص�صة للت�صويت بحكم �أنه ال يدخل يف جمال القانون وت�شبث‬
‫الفريق �صاحب املقرتح مبوقفه‪.48‬‬
‫ثانيا ـ �رضورة احرتام احلدود الد�ستورية املر�سومة حلقوق املعار�ضة‪ ،‬يف رده على‬
‫ما ت�ضمنته املادتني ‪ 43‬و ‪ 222‬من مقت�ضيات تهدف �إىل تخ�صي�ص من�صب واحد يف املحكمة‬
‫الد�ستورية ال ير�شح فيه �إال ع�ضو تقرتحه املعار�ضة‪ ،‬على �أن يراعى هذا املبد�أ عند جتديد‬
‫كل فئة من �أع�ضائها‪ ،‬مربرا ذلك بكون الد�ستور يح�رص حق املعار�ضة يف هذا املجال يف‬
‫اقرتاح املر�شحني ويف انتخاب �أع�ضاء املحكمة الد�ستورية‪.‬‬
‫ثالثا ـ عدم �إعطاء املعار�ضة الربملانية �صالحيات يخولها الد�ستور �إىل هيئات حمددة‪،‬‬
‫على نحو ما برز ذلك يف موقفه من مقت�ضيات املادة ‪ 42‬التي كانت تتيح لها �إمكانية حتديد‬
‫املدة الزمنية اخلا�صة بها يف مناق�شة ملتم�س الرقابة الذي تكون هي م�صدره‪ ،‬بالنظر �إىل‬
‫�أن الد�ستور �أوكل مهمة و�ضع جدول �أعمال املجل�س �إىل مكتبه ولي�س �إىل �أجهزة �أخرى‪.‬‬
‫علما �أن املجل�س الد�ستوري‪ ،‬الذي بدا يف قراراته مدافعا عن قاعدة الن�سبية‪ ،‬ومبد�أ‬
‫امل�ساواة يف التمثيل الدميقراطي بني ممثلي الأمة‪ ،‬هو نف�سه الذي مل يرتدد يف نف�س القرار‬
‫يف تربير �إمكانية ورود بع�ض اال�ستثناءات على هذه القاعدة‪ ،‬حني �أكد على �أنه «لئن‬
‫كانت قاعدة التمثيل الدميقراطي املبنية على االنتخابات ونتائجها‪ ،‬وفقا لأحكام الف�صل ‪2‬‬
‫والف�صلني ‪( 11‬الفقرة الأوىل) و‪( 47‬الفقرة الأوىل) من الد�ستور‪ ،‬تقت�ضي مبدئيا �أن ت�ؤول‬
‫للأغلبية ح�صة زمنية تفوق تلك التي ت�ؤول للمعار�ضة‪ ،‬ف�إن املكانة التي حر�ص الد�ستور‬
‫‪� 447‬أنظر قرار املجل�س الد�ستوري رقم ‪ 13 /929‬بتاريخ ‪ 19‬نونرب ‪.2013‬‬
‫‪� 448‬أنظر قراراه رقم ‪� 2013 /924‬صادر بتاريخ ‪ 22‬غ�شت ‪.2013‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪224‬‬

‫على تخويلها للمعار�ضة‪ ،‬ال �سيما مبوجب الف�صلني ‪ 10‬و ‪ 69‬منه‪ ،‬تربر‪ ،‬يف ما يخ�ص‬
‫مناق�شة مو�ضوع يت�صل بال�سيا�سة العامة للحكومة يتوىل رئي�سها الإجابة عنها‪ ،‬العدول‬
‫ا�ستثناء عن القاعدة املذكورة ومنح املعار�ضة نف�س احل�صة الزمنية املمنوحة للأغلبية»‪.49‬‬
‫عموما يظهر من خالل ما �سبق كيف �أن املعار�ضة الربملانية يف ال�سياق ال�سيا�سي‬
‫املغربي‪ ،‬و�إن �أ�ضحت تتمتع بنوع من احلماية الد�ستورية والقانونية‪ ،‬وتتوفر بالتايل‬
‫على بع�ض احلقوق التي تتجاوز يف بع�ض احلاالت حدود متثيليتها الن�سبية‪ ،‬ف�إن الإطار‬
‫الد�ستوري والقانوين عموما ال يزال ي�ضع حدودا وا�ضحة يف وجه عملها‪ ،‬وي�ضيق من‬
‫هام�ش حتركها‪ .‬علما �أن احلدود املر�سومة لها ال تنح�رص فقط يف هذه القيود املو�ضوعية‬
‫بل جتد �سندها �أي�ضا يف بع�ض القيود الذاتية املرتبطة بطبيعة املعار�ضة الربملانية نف�سها‪،‬‬
‫التي يجعل منها ت�شتتها التنظيمي والتبا�س ظروف ن�ش�أة بع�ض مكوناتها و�ضبابية براجمها‬
‫ال�سيا�سية وعدم و�ضوح اختياراتها املذهبية‪ ،‬عالوة على وجود بع�ضها يف موقع �سيا�سي مل‬
‫تخرته بل فر�ض عليها‪ ،‬معار�ضة ه�شة و�ضعيفة‪.‬‬
‫هذه العوامل كلها تنعك�س لي�س فقط على م�ستوى طبيعة الأهداف التي تتوخاها املعار�ضة‬
‫الربملانية‪� ،‬أو نوعية الوظائف التي ت�ضطلع بها‪ ،‬و�إمنا �أي�ضا على م�ستوى الو�سائل التي‬
‫تتو�سلها لتحقيق �أهدافها و�إجناز وظائفها‪ .‬ال�شيء الذي يظهر‪ ،‬من جهة �أوىل‪ ،‬فيما تبديه‬
‫املعار�ضة الربملانية من نزوع نحو تركيز عملها على ت�سجيل النقاط يف مواجهة احلكومة‪،‬‬
‫و�أحيانا عرب ت�شويه عملها وت�سفيه كل ما ي�صدر عنها‪ ،‬بدل احلر�ص على و�ضع �إ�سرتاتيجية‬
‫�سيا�سية بديلة‪ ،‬ميكنها �أن ت�ؤدي �إىل خلق تعبئة الناخبني حولها‪ ،‬وتفتح �أمامها فر�صة التحول‬
‫�إىل �أغلبية يف امل�ستقبل‪ ،‬لأن «املعار�ضة الربملانية لي�ست موجودة من �أجل منع الأغلبية من‬
‫التحرك‪ ،‬و�إمنا للحيلولة دون حتركها بكيفية �سيئة ومعاقبتها على ذلك»‪ .50‬ومن جهة ثانية‪،‬‬
‫يف وجود خلط بني الأغلبية واملعار�ضة‪� ،‬إذ ي�صعب يف بع�ض الأحيان التمييز بني احلزب‬
‫الذي ينتمي �إىل �صف املعار�ضة الربملانية واحلزب الذي يوجد يف الأغلبية الربملانية‪،‬‬
‫بال�شكل الذي يجعلنا نعي�ش‪ ،‬يف نف�س الآن‪� ،‬أزمة معار�ضة برملانية و�أزمة �أغلبية برملانية‪.‬‬

‫‪� 449‬أنظر قراراه رقم ‪� 2013 /924‬صادر بتاريخ ‪ 22‬غ�شت ‪.2013‬‬


‫‪50. Marc Sadoun: "opposition et démocratie"; revue pouvoirs n° 108 page 16.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪225‬‬

‫خامتة‬

‫وا�ضح من خالل هذا العر�ض للم�ستجدات التي حملها د�ستور ‪ 2011‬والن�صو�ص‬


‫القانونية املنبثقة عنه‪� ،‬أنها �سمحت ب�إدخال تعديالت �أ�سا�سية على م�ستوى الربملان‪ ،‬همت‬
‫�أربعة جوانب �أ�سا�سية‪ ،‬ميكن حتديدها فيما يلي‪:‬‬
‫�أوال ـ مراجعة التوازن الذي كان قائما بني جمل�سيه‪ ،‬وتكري�س توازن جديد بينهما‪،‬‬
‫�سمح باحتالل الغرفة الأوىل ملركز ال�صدارة‪ ،‬يف مقابل عقلنة �صالحيات ووظائف الغرفة‬
‫الثانية‪ ،‬التي فقدت الكثري من االخت�صا�صات التي كانت تتوفر عليها يف ظل الد�ستور‬
‫ال�سابق‪ .‬فقد تقل�ص عدد �أع�ضائها ب�شكل كبري‪ ،‬و�أ�صبح حقها يف املبادرة الت�رشيعية حم�صورا‬
‫يف القوانني العادية دون القوانني التنظيمية‪ ،‬ومل تعد متلك �إمكانية التداول بالأ�سبقية �إال‬
‫يف م�شاريع قوانني تهم جماالت حمددة على �سبيل احل�رص‪ ،‬كما �أن م�ساواتها مع الغرفة‬
‫الأوىل يف جمال التداول الت�رشيعي مل تعد قائمة بعد �أن �أ�ضحت هذه الأخرية تتوفر على‬
‫الكلمة النهائية للح�سم يف م�شاريع ومقرتحات الن�صو�ص الت�رشيعية‪ .‬ف�ضال عن ذلك‪ ،‬فقد‬
‫جردت من �إمكانية حتريك ملتم�س الرقابة باعتباره �أهم �سالح كانت متلكه �إزاء احلكومة‪.‬‬
‫ثانيا ـ �إعادة ترتيب عالقته بال�سلطة التنفيذية‪ ،‬لي�س فقط على م�ستوى امل�س�ؤولية ال�سيا�سية‪،‬‬
‫بعد �أن �أ�ضحى الربط قائما بني التن�صيب القانوين للحكومة وت�صويت جمل�س النواب على‬
‫برناجمها‪ ،‬و�إمنا �أي�ضا من خالل الإمكانيات الرقابية التي �أ�صبح يتوفر عليها‪� ،‬سواء تلك‬
‫التي �أتاحها له تقلي�ص �سقف الن�صاب القانوين املطلوب يف حتريك بع�ض الأدوات الرقابية‪،‬‬
‫�أو تلك التي ن�ص عليها الد�ستور لأول مرة‪ .‬هذا دون �أن نن�سى ا�ستعادة الربملان لوظيفة‬
‫التمثيل الأ�سمى للأمة‪ ،‬التي فقدها منذ د�ستور ‪ ،1970‬وات�ساع دائرة املجاالت التي يحق‬
‫له �أن ي�رشع فيها (جمال القانون)‪ ،‬ولو �أن جوانب �أخرى ظلت خارج اخت�صا�صه �إما‬
‫بحكم اندراجها يف �إطار الت�رشيع الفرعي (جمال التنظيم) �أو يف �إطار املجال املحفوظ للملك‬
‫(الت�رشيع يف املجال الديني)‪.‬‬
‫ثالثا ـ احلد الن�سبي من نفوذ الأغلبية الربملانية‪ ،‬ومن �إمكانياتها يف «التغول» على ح�ساب‬
‫املعار�ضة الربملانية‪ ،‬عرب االعرتاف الد�ستوري لهذه الأخرية ب�رشعية الوجود‪ ،‬وب�أحقيتها‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪226‬‬

‫يف التمثيل امل�ؤ�س�ساتي‪ ،‬ويف التوفر على املوارد الالزمة التي ت�سمح لها بالقيام بالوظائف‬
‫املنوطة بها‪ ،‬و�إن كان ذلك مل ي�صل �إىل حد الت�أ�سي�س لنظام قانوين خا�ص بحقوق املعار�ضة‬
‫الربملانية‪ ،‬يعطيها �سلطات وامتيازات خا�صة تتجاوز حدود متثيليتها يف امل�ؤ�س�سة الت�رشيعية‪.‬‬
‫رابعا ـ اعتماد �آليات وتدابري جديدة تتوخى حت�سني �صورة الربملان لدى الر�أي‬
‫العام‪ ،‬وتخليق عمل الأع�ضاء املكونني له‪ ،‬من خالل �إقامة الربط بني تخلي الربملانيني‬
‫عن انتمائهم ال�سيا�سي الذي تر�شحوا با�سمه‪� ،‬أو عن الفرق واملجموعات الربملانية التي‬
‫ينتمون �إليها‪ ،‬والتجريد من ال�صفة التمثيلية‪ ،‬وح�رص احل�صانة الربملانية يف التعبري عن‬
‫الر�أي (احل�صانة املو�ضوعية)‪ ،‬بعد �أن كانت ت�شمل من قبل �أي�ضا جنح وجرائم احلق العام‬
‫(احل�صانة الإجرائية)‪ .‬ف�ضال عن تقييد ممار�سة الربملانيني للحقوق املخولة لهم باخل�ضوع‬
‫لقواعد و�ضوابط تتعلق بال�سلوك الربملاين‪.‬‬
‫لكن هذه التحوالت‪ ،‬و�إن كان ي�صعب جتاهل �أهميتها يف تعزيز مكانة ووظائف امل�ؤ�س�سة‬
‫الربملانية مقارنة بالو�ضعية ال�سابقة التي كان يكر�سها د�ستور ‪ ،1996‬والد�ساتري التي �سبقته‪،‬‬
‫مع ذلك ف�إنها تبقى حمدودة ون�سبية �إذا ما �أخذنا بعني االعتبار املعطيات الأ�سا�سية التالية‪:‬‬
‫ـ �أنها مل تغري كثريا من حقيقة �أن ال�سلطة الفعلية توجد يف مكان �آخر غري الربملان‪ ،‬كما‬
‫مل ت�ؤد �إىل حترر هذا الأخري من ثقل «العقلنة» التي ظلت تكر�س هيمنة احلكومة على عمله‪،‬‬
‫وتفر�ض عليه �أن يت�رصف‪ ،‬يف كثري من الأحيان‪ ،‬كغرفة ت�سجيل ملا ي�صدر عنها‪ .‬وبالتايل‬
‫يظل الوزن ال�سيا�سي لهذه امل�ؤ�س�سة‪ ،‬التي متثل �رشعية االنتخاب‪ ،‬ويفرت�ض فيها �أن تكون‬
‫نقطة اجلذب الرئي�سية يف احلياة ال�سيا�سية‪ ،‬حمدودا وه�شا‪.‬‬
‫ـ �أنها مل ت�ؤد �إىل حتول كبري على م�ستوى الرفع من �أداء الربملان وجتويده‪ .‬فبعد مرور‬
‫�أول والية ت�رشيعية تلت �صدور الأمر بتنفيذ د�ستور ‪ 2011‬ف�إن عمله الت�رشيعي ال يزال‬
‫مطبوعا مبحدودية الن�صو�ص الت�رشيعية التي ينتجها (‪ 362‬ن�صا ت�رشيعيا )‪ ،‬خ�صو�صا عندما‬
‫يكون جزء هاما منها يتعلق باملوافقة على معاهدات دولية (‪ 163‬قانون معاهدة)‪ ،‬وبالهيمنة‬
‫�شبه املطلقة للحكومة على املبادرة الت�رشيعية (‪ 21‬مقرتح قانون فقط من �أ�صل ‪ 362‬هي التي‬
‫متت امل�صادقة عليها خالل الوالية الت�رشيعية التا�سعة)‪ .‬كما �أن عمله الرقابي مل يخرج بعد‬
‫عن نطاق توظيف �أدوات الرقابة التقليدية ذات الت�أثري املحدود يف تقومي عمل احلكومة (متت‬
‫الإجابة على ‪� 3433‬س�ؤاال �شفهيا و ‪� 18184‬س�ؤاال كتابيا خالل الوالية الت�رشيعية التا�سعة)‪،‬‬
‫وبالتايل ا�ستمرار �ضعفه يف ا�ستثمار �أدوات رقابية �أخرى متاحة له د�ستوريا (جلان تق�صي‬
‫احلقائق‪ ،‬ملتم�سات الرقابة‪ .)...‬عالوة على ذلك‪ ،‬ف�إن عمله الدبلوما�سي يظل حما�رصا‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪227‬‬

‫بعدد من االكراهات‪ ،‬الذاتية واملو�ضوعية‪ ،‬التي تفقده �أية ا�سرتاتيجية وا�ضحة املعامل يف هذا‬
‫املجال‪ ،‬وجتعل وظيفته على هذا امل�ستوى مطبوعة بالكثري من املو�سمية‪ ،‬ويغلب عليها‪ ،‬يف‬
‫بع�ض الأحيان‪« ،‬الطابع ال�سياحي»‪.‬‬
‫ـ �أنها مل ت�سمح ب�إعادة ت�شكيل امل�ؤ�س�سة الربملانية وفقا لنموذج جديد‪ ،‬ميكنها من جتاوز تلك‬
‫ال�صورة النمطية امل�سوقة عنها لدى الر�أي العام ويف و�سائل الإعالم‪ .‬فاالنتخابات اخلا�صة‬
‫بها مل تتوفر لها بعد كل العنا�رص واملقومات التي ت�ؤمن لها قدرا كبريا من امل�صداقية والنزاهة‪،‬‬
‫وجتعلها تعك�س حقيقة اختيارات الناخبني ومتثالتهم‪ ،‬خ�صو�صا عندما ن�أخذ بعني االعتبار‬
‫اجلدل الكبري الذي �أثارته انتخابات �أكتوبر ‪ 2015‬اخلا�صة مبجل�س امل�ست�شارين‪ .‬كما �أن ت�ضخم‬
‫اخلطاب حول تخليق احلياة الربملانية والتهديد امل�ستمر بتفعيل الإجراءات الت�أديبية يف حق‬
‫املخالفني مل مينع من ا�ستمرار الكثري من املظاهر ال�سلبية يف �سلوك النخبة الربملانية‪ ،‬ويف مقدمة‬
‫ذلك الغياب امل�سجل يف ح�ضور �أعمال جلانه‪ ،‬ومداوالت جل�ساته العامة‪.‬‬
‫هذه الو�ضعية �إذا كانت جتد تف�سريها بدرجة �أ�سا�سية يف الوثيقة الد�ستورية‪ ،‬التي ال تزال‬
‫مل توفر بعد للم�ؤ�س�سة الت�رشيعية الإطار القانوين املالئم‪ ،‬وال�صالحيات املنا�سبة‪ ،‬التي ت�ؤمن‬
‫لها �إمكانية فر�ض نف�سها باعتبارها املج�سد الفعلي للتمثيل الأ�سمى للأمة‪ ،‬واملعرب الفعلي عن‬
‫الإرادة ال�شعبية‪ ،‬ف�إنها ال تقف عندها‪ ،‬بحيث تبدو عوامل �أخرى هي كذلك ذات ت�أثري على‬
‫هذا امل�ستوى‪ .‬يف هذا الإطار‪ ،‬يبدو �أن طبيعة النخبة ال�سيا�سية التي تتكون منها تفر�ض نف�سها‬
‫ب�إحلاح‪.‬‬
‫فرغم ما تعطيه �أول والية ت�رشيعية منبثقة عن د�ستور ‪ 2011‬من انطباع بح�صول بع�ض‬
‫التحول على هذا امل�ستوى‪ ،‬خا�صة عندما ن�أخذ بعني االعتبار ن�سبة التجديد يف �صفوف النخبة‬
‫الربملانية (بلغ عدد الوافدين اجلدد على جمل�س النواب ‪ 260‬نائبا من �أ�صل ‪ 395‬يتكون منهم‬
‫املجل�س‪� ،‬أي بن�سبة ‪ 82،65‬يف املائة)‪ ،‬ف�إن ذلك ال مينع من القول �إن اال�ستمرارية ال تزال‬
‫حا�رضة بقوة‪ .‬ففي ظل ا�ستمرار اجلهل مب�ضمون الوظيفة التمثيلية‪ ،‬وعدم تقدير طبيعة‬
‫التعاقد املربم مع الناخبني‪ ،‬وحمدودية املعرفة بالعمل الربملاين‪ ،‬ف�إن التجديد يف حد ذاته ال‬
‫يعني بال�رضورة �أن الفعالية الربملانية قد �أ�ضحت م�ضمونة‪ ،‬و�أن �أعطاب النخبة الربملانية‪،‬‬
‫�أو «نخبة النخب» كما ت�سميها بع�ض الدرا�سات‪ ،‬قد مت جتاوزها‪� ،‬إذ يف بع�ض الأحيان‬
‫قد يكون للتجديد نف�سه �أثر �سلبي على �أداء امل�ؤ�س�سة الت�رشيعية‪ ،‬التي حتتاج �إىل الكثري من‬
‫اخلربة واملهارة والرتاكم‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬
‫مالحق‬

‫الظهريالت�أ�سي�سيللمجل�سالوطنياال�ست�شاري‪.‬‬ ‫●‬

‫الربملانيفظلالد�ساترياملغربية‪.‬‬ ‫●‬

‫ظهريممار�سةال�سلطةالت�شريعيةل�سنة‪.1983‬‬ ‫●‬

‫ملتم�ساتالرقابةاملقدمة�أمامالربملان‪.‬‬ ‫●‬

‫العملالت�شريعيوالرقابيخاللالوالياتالت�شريعية‪.‬‬ ‫●‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪230‬‬

‫الظهري التأسييس للمجلس الوطني االستشاري‬


‫ـ ظهري رقم ‪ 1.56.179‬بتاريخ ‪ 3‬غشت ‪ 1956‬ـ‬
‫يؤسس جملس استشاري لدى جاللتنا يمثل‬ ‫ف‪1‬‬
‫الرأي العام الوطني يف الظروف الراهنة متثيال‬
‫واسعا بقدر اإلمكان‪.‬‬
‫يعقد هذا املجلس جلساته بالرباط أو بأي‬
‫مكان آخر من مملكتنا يقتضيه نظرنا وحتدد‬
‫اختصاصاته وتكريبه ومسطرة تسيريه يف‬
‫الفصول التالية‪.‬‬
‫يؤخذ نظر املجلس الوطني االستشاري يف‬ ‫ف‪2‬‬ ‫اختصاصات‬ ‫الباب األول‬
‫ميزانية الدولة العامة ويف امليزانيات اإلضافية‬ ‫املجلس‬
‫من جهة‪ ،‬كام يستشار يف مجيع القضايا التي‬
‫يقتيض نظر جاللتنا عرضها عليه وباألخص‬
‫منها السياسية واالقتصادية واالجتامعية‪،‬‬
‫ويبدي رأيه بواسطة اقرتاعات حيدد قواعد‬
‫إجرائها يف الفصل ‪ 13‬أسفله‪.‬‬
‫يرتكب املجلس الوطني االستشاري من ‪76‬‬ ‫ف‪3‬‬ ‫تركيب املجلس‬ ‫الباب الثاين‬
‫عضوا ويكون توزيعهم عىل الشكل التايل‪:‬‬
‫أوال ـ ‪ 16‬شخصية متثل النزعات السياسية ‪10‬‬
‫منها تنتمي إىل حزب االستقالل و‪ 6‬حلزب‬
‫الشورى واالستقالل‪.‬‬
‫ثانيا ـ ‪ 6‬شخصيات سياسية ال تنتمي إىل أي‬
‫حزب من هذين احلزبني‪.‬‬
‫ثالثا ـ ‪ 37‬ممثال للمنظامت االقتصادية‬
‫واالجتامعية ‪ 10‬منها ينوبون عن االحتاد املغريب‬
‫للشغل و‪ 18‬عن الفالحني و‪ 9‬عن التجار‬
‫ورجال الصناعة‪.‬‬
‫رابعا ـ ‪ 17‬ممثال عن هيئات خمتلفة اثنان عن‬
‫املحامني واملدافعني و‪ 3‬عن املهن الطبية‬
‫والصيدلية وإثنان عن املهندسني يف الصناعة‬
‫والفالحة و‪ 4‬عن العلامء وإثنان عن املؤسسات‬
‫الثقافية وحرب عن رجال الدين اليهود و‪ 3‬عن‬
‫منظامت الشبيبة والرياضة‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪231‬‬

‫إن كال من األحزاب السياسية واملنظامت‬ ‫ف‪4‬‬


‫واهليئات التالية‪ :‬حزب االستقالل‪ ،‬وحزب‬
‫الشورى واالستقالل‪ ،‬واالحتاد املغريب للشغل‪،‬‬
‫واملنظامت الفالحية والتجارية‪ ،‬والصناعية‬
‫واملؤسسات الثقافية‪ ،‬وهيئات الشبيبة‬
‫والرياضة واملهندسني يف الفالحة والصناعة‬
‫واملدافعني واملهن الطبية والصيدلية‪ ،‬يقدم إىل‬
‫جاللتنا الرشيفة الئحة تضم ضعف املرشحني‬
‫املخصص هلم وتعرضها عىل مصادقة جاللتنا‬
‫الرشيفة‪.‬‬
‫وبعد مصادقتنا عليها نختار منها العدد‬
‫املطلوب‪.‬‬
‫تعني جاللتنا الرشيفة مبارشة ممثلني عن العلامء‬ ‫ف‪5‬‬
‫وعن الشخصيات السياسية التي ال تنتمي إىل‬
‫أي من احلزبني املشار إليهام يف الفصل الرابع‬
‫وعن املحامني وعن رجال الدين اليهود‪.‬‬
‫يدوم انتداب أعضاء املجلس الوطني‬ ‫ف‪6‬‬
‫االستشاري سنتني‪ ،‬ويمكن أن جيدد تعيينهم‪.‬‬
‫تعني جاللتنا الرشيفة مبارشة ممثلني عن‬ ‫ف‪7‬‬
‫الفالحة والتجارة والصناعة خالفا ملا تضمنته‬
‫مقتضيات الفصل الرابع أعاله وبصفة‬
‫مؤقتة إىل أن تنظم من جديد الغرف التجارية‬
‫والفالحية والصناعية‪.‬‬
‫يعقد املجلس االستشاري الوطني دورتني‬ ‫ف‪8‬‬ ‫تسيري املجلس‬ ‫الباب الثالث‬
‫عاديتني يف كل سنة‪ ،‬إحدامها يف الربيع‬
‫واألخرى يف اخلريف أو دورات غري اعتيادية‬
‫إن اقتىض احلال ذلك باستدعاء من جنابنا‬
‫الرشيف‪.‬‬
‫تنعقد حتت رياستنا اجللسة االفتتاحية لكل دور‬ ‫ف‪9‬‬
‫هلذا املجلس وكذلك اجللسات التي تناقش فيها‬
‫القضايا التي قررنا إدراجها يف جدول األعامل‬
‫أو اجللسات التي نريد حضورها‪ ،‬أما اجللسات‬
‫التي ال ترأسها جاللتنا فيتوىل رياستها رئيس‬
‫املجلس املنتخب حسب املسطرة املحددة يف‬
‫الفصل العارش أسفله‪ ،‬ويف أثناء تغيب الرئيس‬
‫يرأسها أحد كاهيتيه‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪232‬‬

‫وال يمكن املجلس أن يعقد جلسة إال بحضور‬


‫ثلثي أعضائه‪.‬‬
‫ينتخب املجلس كل سنة يف مستهل الدورة‬ ‫ف ‪10‬‬
‫األوىل العادية مكتبا مركبا من‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ رئيس‬
‫‪ 2‬ـ كاهيتني‬
‫‪ 3‬ـ أمينني‬
‫وجيري هذا التصويت بواسطة االقرتاع الرسي‬
‫وباألغلبية املطلقة جلميع األعضاء احلارضين يف‬
‫الشوط األول وإذا اقتىض احلال شوطا ثانيا فإن‬
‫التصويت يكون باألغلبية النسبية‪ .‬وعند تساوي‬
‫األصوات يعد منتخبا املرشح الذي هو أكرب سنا‪.‬‬
‫وينتخب كل عضو من املكتب عىل هذا املنوال‪.‬‬
‫ويمكن أن جيدد انتخاب أعضاء املكتب مرة ثانية‪.‬‬
‫يرشف املكتب عىل تسيري املجلس ويكون‬ ‫ف ‪11‬‬
‫عالوة عىل هذا صلة الوصل بينه وبني جاللتنا‬
‫الرشيفة‪.‬‬
‫ويساعد املكتب يف عمله كتاب مساعدون‬
‫يعينهم الرئيس ويكونون حتت إمرته‪.‬‬
‫وحترض األمانة املداوالت وتسهر عىل توجيهها‬
‫إىل من هيمهم األمر ونرشها كام تسهر عىل حفظ‬
‫حمرض اجللسات والوثائق‪.‬‬
‫ينتخب املجلس من بني أعضائه أربع جلان‬ ‫ف ‪12‬‬
‫خمتصة يمكنها أن تعقد جلسات يف غري إبان‬
‫دورات املجلس‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ جلنة للميزانية‬
‫‪ 2‬ـ جلنة لالقتصاد‬
‫‪ 3‬ـ جلنة للشؤون السياسية والشؤون العامة‬
‫ويناط هبذه اللجان درس القضايا اخلاصة‬
‫املعروضة عليها من طرف جاللتنا الرشيفة أو‬
‫من طرف املجلس‪.‬‬
‫يعرب املجلس عن آرائه حول القضايا التي تعرضها‬ ‫ف ‪13‬‬
‫عليه جاللتنا بواسطة تصويت يكون باالقرتاع‬
‫العلني وبأغلبية احلارضين املطلقة وتكون مداوالت‬
‫املجلس علنية إال إذا اقتىض احلال غري ذلك‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪233‬‬

‫يتعني عىل الوزراء حضور جلسات املجلس‬ ‫ف ‪14‬‬


‫الوطني االستشاري‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ إذا تبني جلاللتنا أن حضورهم رضوري‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ وأثناء اجللسات التي تناقش فيها املسائل‬
‫التي هتم إحدى الوزارات‪.‬‬

‫يمكن لكل عضو من أعضاء املجلس‬ ‫ف ‪15‬‬


‫االستشاري يف أثناء انعقاد الدورة أن يوجه‬
‫أسئلة إىل أي وزير حول املسائل التي هي من‬
‫اختصاص وزارته وتكون هذه األسئلة موجهة‬
‫مبارشة وشفويا يف أثناء املناقشات‪ .‬ويف غري هذه‬
‫احلالة تكون مكتوبة وموجهة إىل الوزير الذي‬
‫هيمه األمر بواسطة رئيس املجلس وذلك حسب‬
‫املسطرة التي حيددها قانون املجلس الداخيل‬
‫املشار إليه يف الفصل السادس عرش وعىل الوزير‬
‫املعني باألمر أن جييب كتابة عن األسئلة املكتوبة‬
‫املوجهة إليه وذلك يف ظرف أسبوع‪.‬‬
‫حيدد القانون الداخيل للمجلس الوطني‬ ‫ف ‪16‬‬
‫االستشاري بمقتىض ظهري رشيف‪.‬‬
‫جلاللتنا الرشيفة أن تقرر‪:‬‬ ‫ف ‪17‬‬ ‫مقتضيات‬ ‫الباب الرابع‬
‫‪ 1‬ـ إيقاف الدورة قبل انتهاء مناقشة القضايا‬ ‫خمتلفة‬
‫املسجلة يف جدول األعامل‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ إعفاء عضو أو عدة أعضاء من بني أفراد‬
‫املجلس‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ حل املجلس بأمجعه‪.‬‬
‫يتسلم أعضاء املجلس الوطني االستشاري‬ ‫ف ‪18‬‬
‫أثناء انعقاد الدورات تعويضات حتدد بمقتىض‬
‫مرسوم‪.‬‬
‫ال يمكن أن يلقى القبض عىل أي عضو من‬ ‫ف ‪19‬‬
‫أعضاء املجلس الوطني االستشاري أثناء‬
‫انعقاد أي دورة أو يتابع لدى املحاكم اجلنائية‬
‫أو اجلنحية إال بموافقة جاللتنا الرشيفة‪.‬‬
‫وحرر بالرباط يف خامس وعرشى ذي احلجة‬
‫عام ‪ 1375‬املوافق لثالث غشت سنة ‪.1956‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪234‬‬

‫ممار�سة ال�سلطة الت�رشيعية‬


‫‪1‬‬
‫‪1983‬‬ ‫ـ ظهري رقم ‪ 1.83.287‬بتاريخ ‪� 14‬أكتوبر‬

‫احلمد لله‬
‫الطابع ال�رشيف وبداخله‪:‬‬
‫(احل�سن بن حممد بن يو�سف بن احل�سن الله وليه)‬
‫يعلم من ظهرينا ال�رشيف هذا �أ�سماه الله و�أعز �أمره �أننا‪:‬‬
‫ا�ستنادا �إىل الد�ستور وال�سيما الف�صل ‪ 19‬منه‪،‬‬
‫واعتبارا لأن فرتة النيابة الت�رشيعية قد ابتد�أت يوم اجلمعة ‪� 30‬شوال ‪� 14( 1397‬أكتوبر‬
‫‪ )1977‬قد انتهت يوم اخلمي�س ‪ 6‬حمرم ‪� 13( 1404‬أكتوبر ‪،)1983‬‬
‫واعتبارا كذلك لقرارنا القا�ضي ب�إرجاء االنتخابات الت�رشيعية يف الظروف الراهنة‪،‬‬
‫�أ�صدرنا �أمرنا ال�رشيف مبا يلي‪:‬‬
‫الف�صل الأول‬
‫متار�س جاللتنا ال�رشيفة ال�سلطة الت�رشيعية من ‪ 7‬حمرم ‪� 14( 1404‬أكتوبر ‪� )1983‬إىل‬
‫افتتاح �أوىل دورة برملانية تلي االنتخابات الت�رشيعية املقبلة‪.‬‬
‫الف�صل الثاين‬
‫ين�رش ظهرينا ال�رشيف هذا باجلريدة الر�سمية‪.‬‬
‫وختم ب�سفارة اململكة املغربية بباري�س‬
‫يف ‪ 7‬حمرم ‪� 14( 1404‬أكتوبر ‪.)1983‬‬
‫وقعه بالعطف‬
‫الوزير الأول‬
‫الإم�ضاء‪ :‬املعطي بوعبيد‬

‫‪ - 1‬انظر قراراه (ج‪ .‬ر‪ .‬عدد ‪ 3702‬مكرر بتاريخ ‪� 14‬أكتوبر ‪.)1983‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪235‬‬

‫‪1964‬‬ ‫مـلــتـمـــ�س الــرقابــة ل�سنة‬


‫ـ فريق االحتاد الوطني للقوات ال�شعبية مبجل�س النواب ـ‬

‫�إىل ال�سيد رئي�س جمل�س النواب حتية واحرتاما‬


‫وبعد‪ ،‬فبناء على �أن النواب املوقعني �أ�سفله ـ �أع�ضاء الفريق النيابي لالحتاد الوطني للقوات‬
‫ال�شعبية ـ يرون من واجبهم �أن يعلنوا رف�ضهم للنتائج املالية واالقت�صادية واالجتماعية التي �أدت‬
‫�إليها �سيا�سة احلكومة‪ ،‬تلك ال�سيا�سة التي لي�س من �ش�أنها �إال �أن تزيد من ا�ستفحال الأزمة االقت�صادية‬
‫التي تعاين منها بالدنا‪ ،‬و�إال �أن تزيد من �إثقال كاهل ال�شعب باجلبايات وال�رضائب املختلفة املبا�رشة‬
‫وغري املبا�رشة‪ ،‬و�إال �أن تزيد يف انخفا�ض م�ستوى املعي�شة بالن�سبة لعموم ال�شعب نتيجة للتدهور‬
‫املايل من جهة ولرفع �أثمان بع�ض املواد اال�ستهالكية الأ�سا�سية رفعا فاح�شا من جهة �أخرى‪ ،‬كما‬
‫فعلت احلكومة يف مادة ال�سكر دون �أن تفكر يف الرجوع �إىل الربملان يف ق�ضية حيوية كهذه بالن�سبة‬
‫لل�شعب املغربي‪.‬‬
‫وبناء على �أن �سيا�سة احلكومة يف الوقت الذي ترمي �إىل �إ�ضعاف القدرة ال�رشائية لدى‬
‫العمال والفالحني وال�صناع و�صغار املوظفني والتجار‪ ،‬ترمي من جهة �أخرى �إىل حماية‬
‫الر�أ�سمال الأجنبي ب�أن ت�ضمن له و�سائل اال�ستمرار واال�ستثمار‪.‬‬
‫وبناء على �أن تلك ال�سيا�سة تعمل على ت�أخري جميع االقرتاحات الرامية �إىل حترير‬
‫االقت�صاد الوطني من ال�سيطرة الأجنبية‪ .‬وبناء على �أن احلكومة جتاوزت اخت�صا�صاتها‬
‫التنظيمية وتطاولت على امليدان اخلا�ص بالقانون كما حدث يف �ش�أن القانون املايل ل�سنة ‪1964‬‬
‫والن�صو�ص املرتبطة به‪.‬‬
‫وبناء على �أن م�شاريع القوانني احلكومية املطروحة حاليا على املجل�س ملناق�شتها لي�ست �إال‬
‫جزءا من �إجراءات تلك ال�سيا�سة‪.‬‬
‫بناء على ما تقدم‪ ،‬وعلى مقت�ضيات الف�صل ‪ 81‬من الد�ستور الذي يخول ملجل�س النواب �أن‬
‫يعار�ض يف موا�صلة احلكومة حتمل م�س�ؤولياتها وذلك بامل�صادقة على ملتم�س الرقابة ت�ؤدي‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪236‬‬

‫املوافقة عليه �إىل ا�ستقالة احلكومة ا�ستقالة جماعية‪ ،‬ف�إن النواب االحتاديني املوقعني �أ�سفله‬
‫يتقدمون �إليكم مبلتم�س الرقابة هذا‪ ،‬طالبني عر�ضه على جمل�س النواب املوقر للت�صويت‬
‫عليه ح�سب املقت�ضيات التي يحددها الد�ستور والقانون الداخلي‪.‬‬
‫وتف�ضلوا �سيادة الرئي�س بقبول خال�ص التحيات واالحرتام وال�سالم‬
‫‪ 15‬يونيو ‪1964‬‬

‫قائمة املوقعني عىل امللتمس‬


‫‪ 13‬ـ حممد املن�صور‬ ‫‪ - 1‬عبا�س القباج‬
‫‪ 14‬ـ حممد احلبابي‬ ‫‪ 2‬ـ املعطي بوعبيد‬
‫‪ 15‬ـ حممد بن عبد الكرمي ال�شتوكي‬ ‫‪ 3‬ـ الواثر عبد احلفيظ‬
‫‪ 16‬ـ عبد الرحيم بوعبيد‬ ‫‪ 4‬ـ احلاج املهدي ال�سليماين‬
‫‪ 17‬ـ عبد اللطيف بنجلون‬ ‫‪ 5‬ـ احلاج املعطي بن الب�صري‬
‫‪ 18‬ـ عمر ال�ساحلي‬ ‫‪ 6‬ـ احلاج بو�شعيب بن الكبري‬
‫‪ 19‬ـ عبد احلميد القا�سمي‬ ‫‪ 7‬ـ احلاج الطاهر ال�صديقي‬
‫‪ 20‬ـ عبد الواحد الرا�ضي‬ ‫‪ 8‬ـ حطابي املعطي‬
‫‪ 21‬ـ عبد القادر ال�صحراوي‬ ‫‪ 9‬ـ املهدي العلوي‬
‫‪ 22‬ـ فكري احلاج الطاهر‬ ‫‪ 10‬ـ احلريري بو�شعيب الدكايل‬
‫‪ 23‬ـ حممد بن الطاهر‬ ‫‪ 11‬ـ حممد بن املختار‬
‫‪ 24‬ـ التاغي بن احلاج املعطي‬ ‫‪ 12‬ـ حممد الترب‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪237‬‬

‫ملتم�س الرقابة ل�سنة ‪1990‬‬


‫ـ الفريق اال�ستقاليل با�سم فرق املعار�ضة مبجل�س النواب ـ‬

‫�سيدي الرئي�س‪ ،‬ال�سادة الوزراء‪� ،‬إخواين النواب‬


‫كلفني النواب املنتمني لفرق و�أحزاب املعار�ضة (حزب اال�ستقالل واالحتاد اال�شرتاكي‬
‫للقوات ال�شعبية وحزب التقدم واال�شرتاكية ومنظمة العمل الدميقراطي ال�شعبي)‪ ،‬ب�أن �أتقدم‬
‫لكم مبلتم�س رقابة‪ ،‬طبقا ملقت�ضيات الف�صل ‪ 75‬من الد�ستور‪ ،‬هذا امللتم�س ناجت اعتبارا للنتائج‬
‫املالية واالقت�صادية واالجتماعية والثقافية التي �أدت �إليها ال�سيا�سة احلكومية املتبعة القائمة‬
‫على اختيارات ال �شعبية والتي �أو�صلت البالد �إىل ما و�صلت �إليه من �أو�ضاع مرتدية‬
‫و�أزمات متفاقمة مما �أ�صبح ينذر ب�أوخم العواقب �إذا مل يتم تدارك الأمر بالقيام ب�إ�صالحات‬
‫�شمولية عميقة‪.‬‬
‫واعتبارا لالنعكا�سات اخلطرية لتلك النتائج على املعاناة املتزايدة للأغلبية ال�ساحقة من‬
‫املواطنني يف حياتهم اليومية من جراء تقل�ص املدخول و�ضعف الأجور وارتفاع الأ�سعار‬
‫وانخفا�ض القدرات ال�رشائية وتذين م�ستويات املعي�شة وتف�شي البطالة وات�ساع الأمية وانت�شار‬
‫الآفات وتدهور خمتلف اخلدمات‪ ،‬وخا�صة يف الت�شغيل والتعليم والتكوين وال�صحة‪.‬‬
‫مع ما ي�صاحب ذلك من جهة من ت�ضييق متوا�صل على ممار�سة احلقوق واحلريات‬
‫العامة والفردية وال�سيا�سية والنقابية وامتهان الكرامة الإن�سانية وانتهاك ملبادئ حقوق‬
‫الإن�سان وجتاوز �أحكام الد�ستور ومقت�ضيات القانون وما يرافقه من جهة �أخرى من انت�شار‬
‫مت�صاعد للف�ساد الإداري والر�شوة واملح�سوبية وا�ستغالل النفوذ ومن �إمعان يف مظاهر‬
‫البذخ والبهرجة والتبدير‪ ،‬واعتبار لالرجتال والتخبط الذي ات�سمت به ال�سيا�سة املالية‬
‫واالقت�صادية للحكومة‪.‬‬
‫الأمر الذي مل ميكنها حتى من تطبيق القانون املايل الذي �أ�رصت على متريره بعد‬
‫ب�ضعة �أ�سابيع فقط من امل�صادقة عليه رغم �أن كل امل�ؤ�رشات كانت تدل حينذاك على �أن‬
‫التوقعات التي اعتمدتها احلكومة خاطئة وال تقوم على �أي �أ�سا�س‪ ،‬مما يزيد يف �ضعف �أداء‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪238‬‬

‫احلكومة وت�أكيد عجزها وهو ما ي�ؤدي بها �إىل اال�ست�سالم �أمام تو�صيات امل�ؤ�س�سات التمويلية‬
‫الدولية ويفقد البالد حرية قرارها االقت�صادي‪.‬‬
‫ا�ستنادا �إىل مقت�ضيات الف�صل ‪ 75‬من الد�ستور الذي يخول للمجل�س �أن يعار�ض يف‬
‫موا�صلة احلكومة حتمل مل�س�ؤوليتها‪ ،‬وذلك بامل�صادقة على ملتم�س الرقابة ت�ؤدي املوافقة‬
‫عليه �إىل ا�ستقالة احلكومة ا�ستقالة جماعية‪ ،‬ف�إن نواب املعار�ضة مبجل�س النواب املوقعني‬
‫�أ�سفله يتقدمون �إليكم مبلتم�س الرقابة هذا طالبني عر�ضه على جمل�س النواب املوقر للت�صويت‬
‫عليه ح�سب املقت�ضيات التي يحددها الد�ستور والقانون الداخلي‪.‬‬
‫وتف�ضلوا ال�سيد الرئي�س بقبول التحيات واالحرتام وال�سالم‬
‫‪ 14‬ماي ‪1990‬‬

‫قائمة املوقعني عىل امللتمس‬


‫الفريق االستقاليل للوحدة والتعادلية‬
‫‪ 29‬ـ حسن الذهبي‬ ‫‪ 15‬ـ حممد بليزيد اهلاشمي‬ ‫‪ 1‬ـ حممد بوستة‬
‫‪ 30‬ـ فائق حممد بن هاشم‬ ‫‪ 16‬ـ إبراهيم العلج‬ ‫‪ 2‬ـ عبد احلق التازي‬
‫‪ 31‬ـ عبد احلفيظ مشيش العلمي‬ ‫‪ 17‬ـ أمحد بن الزايدية‬ ‫‪ 3‬ـ عبد الرزاق أفيالل‬
‫‪ 32‬ـ حممد الغواطي‬ ‫‪ 18‬ـ اإلدرييس سيدي العامل‬ ‫‪ 4‬ـ حممد سعد العلمي‬
‫‪ 33‬ـ إبن إسامعيل الشيخ‬ ‫‪ 19‬ـ حممد خالقي‬ ‫‪ 5‬ـ حممد الوفا‬
‫‪ 34‬ـ بوطيب العايدي‬ ‫‪ 20‬ـ عامر البغدادي‬ ‫‪ 6‬ـ العريب الزروايل‬
‫‪ 35‬ـ حممد العلوي الفضييل‬ ‫‪ 21‬ـ أمحد غالب‬ ‫‪ 7‬ـ احممد اخلليفة‬
‫‪ 36‬ـ قاسم الطاهري‬ ‫‪ 22‬ـ عبد الكريم البيداين‬ ‫‪ 8‬ـ ابن سامل الكوهن‬
‫‪ 37‬ـ املفضل الدمحان‬ ‫‪ 23‬ـ أمحد بن عامر‬ ‫‪ 9‬ـ أمحد القادري‬
‫‪ 38‬ـ حممد بلعباس حسون‬ ‫‪ 24‬ـ فاروق الكبري‬ ‫‪ 10‬ـ عيل الفالح‬
‫‪ 39‬ـ حممد الشعبي‬ ‫‪ 25‬ـ أبا عبد العزيز‬ ‫‪ 11‬ـ أمحد مفدي‬
‫‪ 40‬ـ عالل صدقي‪.‬‬ ‫‪ 26‬ـ أهل أمحد إبراهيم مامي‬ ‫‪ 12‬ـ حسن الطريبق‬
‫‪ 27‬ـ عبد اهلل احلمومي‬ ‫‪ 13‬ـ حممد أفالح‬
‫‪ 28‬ـ عيل الربفرودي‬ ‫‪ 14‬ـ حممد املجدويب‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪239‬‬

‫الفريق النيايب االحتادي‬


‫‪ 27‬ـ حممد أزغار‬ ‫‪ 14‬ـ احلبيب سينارص‬ ‫‪ 1‬ـ عبد الرحيم بوعبيد‬
‫‪ 28‬ـ حممد منان‬ ‫‪ 15‬ـ اتباتو بوشتة‬ ‫‪ 2‬ـ حممد اليازغي‬
‫‪ 29‬ـ حممد مغفور‬ ‫‪ 16‬ـ حممد بوزوبع‬ ‫‪ 3‬ـ حممد منصور‬
‫‪ 30‬ـ محيد زريكم‬ ‫‪ 17‬ـ حييى بوزغود‬ ‫‪ 4‬ـ حممد احلبيب الفرقاين‬
‫‪ 31‬ـ عبد اجلليل تيامز‬ ‫‪ 18‬ـ حممد ملوك‬ ‫‪ 5‬ـ مصطفة القرشاوي‬
‫‪ 32‬ـ عبد الوهاب ملني‬ ‫‪ 19‬ـ احلسن القرين‬ ‫‪ 6‬ـ حممد احلبايب‬
‫‪ 33‬ـ حممد ياسني‬ ‫‪ 20‬ـ حممد اجلابري‬ ‫‪ 7‬ـ عبد الواحد الرايض‬
‫‪ 34‬ـ عقا الغازي‬ ‫‪ 21‬ـ حممد الدباغ‬ ‫‪ 8‬ـ فتح اهلل ولعلو‬
‫‪ 35‬ـ حممد بن دهياج‬ ‫‪ 22‬ـ أمحد أجزول‬ ‫‪ 9‬ـ املهدي العلوي‬
‫‪ 36‬ـ احلسني الكافوين‬ ‫‪ 23‬ـ مصطفى القرقري‬ ‫‪ 10‬ـ حممد اخلصايص‬
‫‪ 37‬ـ يوسف الرزواين‬ ‫‪ 24‬ـ أمحد اخلزامي‬ ‫‪ 11‬ـ حممد معنى السنويس‬
‫‪ 38‬ـ حممد صربي‬ ‫‪ 25‬ـ إبراهيم الرايض‬ ‫‪ 12‬ـ حممد املكنايس‬
‫‪ 26‬ـ حممد احلريكة‬ ‫‪ 13‬ـ عياش املدين‬

‫التقدم واالشرتاكية‬
‫‪ 2‬ـ إسامعيل العلوي‬ ‫‪ 1‬ـ عيل يعتة‬
‫منظمة العمل الديمقراطي الشعبي‬
‫‪ 1‬ـ حممد بنسعيد آيت إيدر‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪240‬‬

‫الربملان يف الدساتري املغربية‬


‫دستور ‪1962‬‬
‫ف‪2‬‬ ‫الباب األول ● السيادة لألمة متارسها مبارشة باالستفتاء وبصفة غري مبارشة عىل‬
‫يد املؤسسات الدستورية‪.‬‬

‫ف ‪70/ 26‬‬ ‫الباب الثاين ● إصدار امللك لألمر بتنفيذ القانون‪ ،‬وحقه يف أن يعرضه عىل‬
‫إىل ‪76‬‬ ‫االستفتاء‪ ،‬أو أن يطلب قراءته من جديد‪ ،‬مع األخذ بعني االعتبار‬
‫بعض الرشوط‪:‬‬
‫‪-‬أن تطلب القراءة اجلديدة بخطاب حيمل التوقيع بالعطف من‬
‫طرف الوزير األول‪.‬‬
‫‪ -‬إذا كان األمر يتعلق بمرشوع قانون فال يمكن إجراء االستفتاء‬
‫بشأنه إال بعد أن يتداول فيه املجلسان‪.‬‬
‫‪ -‬نتائج االستفتاء تلزم اجلميع‪.‬‬
‫‪-‬إذا وافق الشعب باالستفتاء عىل مرشوع قانون رفضه الربملان تعني‬
‫حل جملس النواب‪.‬‬
‫‪-‬ال يمكن إصدار األمر بتنفيذ أي مرشوع أو اقرتاح قانون يرمي إىل‬
‫تغيري الدستور قبل أن يوافق عليه باالستفتاء‪.‬‬
‫●حق امللك يف حل جملس النواب بمرسوم ملكي‪ ،‬لكن مع األخذ ف ‪79 /77/ 27‬‬
‫بعني االعتبار ثالثة قيود‪ :‬استشارة رئيس الغرفة الدستورية ـ‬
‫توجيه خطاب لألمة ـ عدم حل املجلس الذي ييل املجلس الذي‬
‫جرى حله إال بعد ميض سنة عىل انتخاب املجلس اجلديد‪.‬‬
‫ف ‪28‬‬ ‫●توجيه امللك خلاطب إىل الربملان واألمة‪ ،‬عىل أساس أال يكون‬
‫مضمون ما خياطبهام به موضع نقاش من طرف الربملان‪.‬‬
‫ف ‪36‬‬ ‫الباب الثالث ● تكون الربملان من جملسني‪ :‬جملس النواب‪ ،‬وجملس املستشارين‪.‬‬
‫● أعضاء الربملان يستمدون نيابتهم عن األمة ‪ ،‬وحقهم يف التصويت‬
‫ف ‪37‬‬
‫حق شخيص ال يمكن تفويضه‪.‬‬
‫ف ‪38‬‬ ‫●عدم متابعة أي عضو من أعضاء الربملان أو البحث عنه أو إلقاء‬
‫القبض عليه أو حبسه أو حماكمته بمناسبة إبدائه لرأي أو قيامه‬
‫بتصويت خالل مزاولته ملهمته‪.‬‬
‫●عدم متابعة أي عضو من أعضاء الربملان وال إلقاء القبض عليه‬
‫من أجل جناية أو جنحة أثناء دورات الربملان إال بإذن من املجلس‬
‫الذي ينتمي إليه العضو ماعدا يف حالة التلبس باجلريمة‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪241‬‬

‫●خارج مدة الدورات الربملانية ال يمكن إلقاء القبض عىل أي عضو‬


‫من أعضاء الربملان إال بإذن من مكتب املجلس الذي ينتمي إليه‬
‫العضو ماعدا يف حالة التلبس باجلريمة أو املتابعة املأذون فيها أو‬
‫صدور حكم هنائي بالعقاب ويوقف حبس ومتابعة عضو من‬
‫أعضاء الربملان إذا طلب ذلك املجلس الذي ينتمي إليه العضو‪.‬‬
‫ف ‪39‬‬ ‫●عقد الربملان جللساته يف دورتني يف السنة يرأس امللك افتتاحهام‪:‬‬
‫الدورة األوىل تبتدئ يوم ‪ 18‬نونرب والدورة الثانية يوم اجلمعة‬
‫األخرية من شهر أبريل‪.‬‬
‫●إذا استمرت جلسات الربملان شهرين عىل األقل يف كل دورة جاز‬
‫ختم الدورة بمقتىض مرسوم‪.‬‬
‫ف ‪40‬‬ ‫● إمكانية مجع الربملان يف دورة استثنائية إما بطلب من ثلث أعضاء‬
‫جملس النواب وإما بمرسوم‪ ،‬عىل أساس جدول أعامل حمدد‪،‬‬
‫وختتتم بمرسوم بعد أن تتم املناقشة يف املسائل التي يتضمنها جدول‬
‫األعامل‪.‬‬
‫ف ‪41‬‬ ‫●حضور الوزراء جلسات املجلسني‪ ،‬وجلسات اللجان املتفرعة‬
‫عنهام‪ .‬وإمكانية استعانتهم بمندوبني معينني من طرفهم‪.‬‬
‫ف ‪42‬‬ ‫●عمومية جلسات املجلسني‪ ،‬ونرش حمرض املناقشات برمته باجلريدة‬
‫الرسمية‪ .‬وإمكانية كل جملس أن يعقد اجتامعات رسية بطلب من‬
‫الوزير األول أو بطلب من عرش أعضائه‪.‬‬
‫ف ‪43‬‬ ‫●صالحية كل جملس يف وضع قانونه الداخيل واملصادقة عليه‬
‫بالتصويت‪ ،‬لكن مع توقف العمل به عىل موافقة الغرفة الدستورية‬
‫للمجلس األعىل‪.‬‬
‫ف ‪44‬‬ ‫● انتخاب أعضاء جملس النواب باالقرتاع العام املبارش ملدة أربع‬
‫سنوات‪ .‬وإطالق اسم النواب عليهم‪ .‬واإلحالة عىل قانون‬
‫تنظيمي لتحديد عددهم وطريقة انتخاهبم ورشوط القابلية‬
‫لالنتخاب وموانعها‪.‬‬
‫● انتخاب الرئيس وأعضاء املكتب كل سنة يف مستهل دورة نونرب‪،‬‬
‫وانتخاب املكتب عىل أساس التمثيل النسبي لكل فريق برملاين‪.‬‬
‫ف ‪45‬‬ ‫●تكون ثلثي أعضاء جملس املستشارين من أفراد منتخبني يف كل عاملة‬
‫وإقليم من لدن مجاعة ناخبة تتألف من أعضاء جمالس العامالت‬
‫وجمالس األقاليم واملجالس احلرضية والقروية‪ ،‬وتكون الثلث‬
‫اآلخر‪ ،‬من أفراد تنتخبهم الغرف الفالحية والغرف التجارية‬
‫والصناعية وغرف الصناعة التقليدية‪ ،‬ومن ممثيل املنظامت النقابية‪.‬‬
‫●عدم انتخاب إال الذين تقدموا برتشيح أنفسهم لدى اجلامعة‬
‫الناخبة التي ينتمون إليها كأعضاء‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪242‬‬

‫●انتخاب أعضاء جملس املستشارين ملدة ست سنني‪ ،‬وجتديد نصفهم‬


‫كل ثالث سنوات‪ ،‬مع حتديد األعضاء الذين يشملهم أول جتديد‬
‫عن طريق القرعة‪.‬‬
‫● إطالق اسم مستشاري اململكة عىل أعضاء جملس املستشارين‪.‬‬
‫●اإلحالة عىل قانون تنظيمي لتحديد عدد املستشارين‪ ،‬وطريقة‬
‫انتخاهبم ورشوط القابلية لالنتخاب وموانعها‪.‬‬
‫ف ‪46‬‬ ‫● انعقاد دورات جملس املستشارين يف املواعد املقررة ملجلس النواب‪.‬‬
‫ف ‪47‬‬ ‫● صدور القانون عن الربملان بالتصويت‪.‬‬
‫●إمكانية أن يأذن الربملان للحكومة أن تتخذ يف ظرف من الزمن‬
‫حمدود ولغاية معينة‪ ،‬وبمقتىض مراسيم يقع التداول فيها باملجالس‬
‫الوزارية‪ ،‬تدابري خيتص القانون عادة باختاذها‪ .‬وجيرى العمل هبذه‬
‫املراسيم بمجرد نرشها‪ .‬غري أنه جيب عرضها عىل الربملان بقصد‬
‫املصادقة عند انتهاء األجل الذي حدده قانون اإلذن بإصدارها‪.‬‬
‫ويبطل قانون اإلذن إذا ما وقع حل جملس النواب‪.‬‬
‫ف ‪48‬‬ ‫● اختصاص القانون‪ ،‬باإلضافة إىل املواد املسندة إليه رصاحة‬
‫بفصول أخرى من الدستور‪ ،‬بالترشيع يف امليادين اآلتية‪:‬‬
‫‪-‬احلقوق الفردية واجلامعية املنصوص عليها يف الباب األول من هذا‬
‫الدستور‬
‫‪ -‬املبادئ األساسية للقانون املدين والقانون اجلنائي‬
‫‪ -‬تنظيم القضاء باململكة‬
‫‪ -‬الضامنات األساسية املمنوحة ملوظفي الدولة املدنيني والعسكريني‪.‬‬
‫● إمكانية أن حيدد ويتمم هذه املقتضيات قانون تنظيمي‪.‬‬
‫ف ‪49‬‬ ‫● اعتبار املواد األخرى التي ليست من اختصاص القانون من حيز‬
‫النصوص التنظيمية‪.‬‬
‫ف ‪50‬‬ ‫●إمكانية تغيري النصوص الصادرة يف صيغة قانون قبل اإلعالن‬
‫بإجراء العمل هبذا الدستور بمرسوم بعد رأي مطابق من الغرفة‬
‫الدستورية باملجلس األعىل إذا كان مضمون تلك النصوص داخال‬
‫يف اختصاص السلطة التنظيمية‪.‬‬
‫ف ‪51‬‬ ‫● حصول إذن من الربملان إلشهار احلرب‪.‬‬
‫ف ‪52‬‬ ‫●إعالن حالة احلصار ملدة ثالثني يوما بمرسوم يتخذ يف جملس‬
‫وزاري‪ .‬وال يمكن متديد هذا األجل إال بالقانون‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪243‬‬

‫ف ‪53‬‬ ‫●صدور قانون املالية عن الربملان بالتصويت طبق الرشوط التي‬


‫ينص عليها قانون تنظيمي‪.‬‬
‫●تصويت الربملان مرة واحدة بقبول نفقات التجهيز التي يتطلبها‬
‫إنجاز التخطيط بقبوهلا عندما يوافق عىل التخطيط مع استمرار‬
‫مفعول املوافقة عىل النفقات طيلة مدة التخطيط‪ .‬وللحكومة‬
‫وحدها الصالحية لتقديم مرشوع قوانني ترمي إىل تغيري الربنامج‬
‫املصادق عليه حسبام ذكر‪.‬‬
‫●فتح احلكومة بمرسوم االعتامدات الالزمة لسري املرافق العمومية‬
‫والقيام باملهام املنوطة هبا عىل أساس ما هو مقرتح بامليزانية‬
‫املعروضة بقصد املصادقة‪ ،‬إذا مل يقع قبول امليزانية يف ‪ 31‬دجنرب‪.‬‬
‫ف ‪54‬‬ ‫● رفض املقرتحات والتعديالت التي يتقدم هبا أعضاء الربملان إذا كان‬
‫قبوهلا يؤدي بالنسبة للقانون املايل‪ ،‬إما إىل ختفيض املوارد العمومية‬
‫وإما إىل إحداث تكليف عمومي أو الزيادة يف تكليف موجود‪.‬‬
‫ف ‪55‬‬ ‫●حق الوزير األول وأعضاء الربملان عىل السواء حق التقدم باقرتاح‬
‫القوانني‪.‬‬
‫● وضع مشاريع القوانني بادئ ذي بدء بمكتب جملس النواب‬
‫ليدرسها املجلس‪.‬‬
‫● إمكانية جلوء احلكومة لعرض مرشوع قانون عىل جملس املستشارين‬
‫يف حالة رفض جملس النواب مرشوع قانون بعد قراءة أوىل‪.‬‬
‫ف ‪56‬‬ ‫●إمكانية احلكومة أن تدفع بعدم القبول كل اقرتاح أو تعديل ال‬
‫يدخل يف حيز اختصاص القانون‪ .‬ويف حالة حدوث خالف‪،‬‬
‫تبث الغرفة الدستورية من املجلس األعىل‪ ،‬فيه يف ظرف ثامنية أيام‬
‫بطلب من املجلس الربملاين أو من احلكومة‪.‬‬
‫ف ‪57‬‬ ‫●حتال مشاريع واقرتاحات القوانني ألجل النظر فيها عىل اللجان‬
‫التي يستمر عملها خالل الفرتات الفاصلة بني الدورات‪.‬‬
‫ف ‪58‬‬ ‫●صالحية احلكومة يف أن تصدر خالل الفرتة الفاصلة بني الدورات‪،‬‬
‫وباتفاق مع اللجان التي يعنيها األمر‪ ،‬مراسيم‪ -‬قوانني جيب‬
‫عرضها بقصد املصادقة يف أثناء دورة موالية عادية للربملان‪.‬‬
‫ف ‪59‬‬ ‫●وضع مكتب كل جملس جدول أعامله‪ ،‬الذي جيب أن يتضمن‪،‬‬
‫باألسبقية وحسب الرتتيب الذي حتدده احلكومة‪ ،‬مناقشة مشاريع‬
‫القوانني املقدمة من جانب احلكومة واقرتاحات القوانني التي وقع‬
‫قبوهلا من طرفها‪. .‬‬
‫●ختصيص باألسبقية جلسة يف كل أسبوع ألسئلة أعضاء الربملان‬
‫وأجوبة احلكومة‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪244‬‬

‫ف ‪60‬‬ ‫● تناول املناقشة بشأن مشاريع القوانني يف القراءة األوىل النص املقدم‬
‫من طرف احلكومة‪ ،‬ويتداول املجلس الذي أحيل عليه نص من‬
‫املجلس اآلخر يف النص الذي وقعت إحالته‪.‬‬
‫ف ‪61‬‬ ‫● حق أعضاء الربملان واحلكومة يف التعديل‪ ،‬وللحكومة أن تعارض‬
‫يف بحث كل تعديل مل يقدم من قبل إىل اللجنة التي يعنيها األمر‪.‬‬
‫● بث املجلس الذي قدم إليه نص‪ ،‬بناء عىل طلب احلكومة‪ ،‬بتصويت‬
‫واحد يف الكل أو البعض من النص املتناقش فيه‪ ،‬مع االقتصار عىل‬
‫التعديالت املقرتحة أو املقبولة من لدن احلكومة‪.‬‬
‫ف ‪62‬‬ ‫●نظر املجلسني بالتتابع يف كل مرشوع قانون أو اقرتاح قصد اختاذ‬
‫نص واحد‪.‬‬
‫●إذا مل تقع املوافقة عىل مرشوع أو اقرتاح قانون بعد قراءتني اثنتني‬
‫من لدن كل واحد من املجلسني أو بعد قراءة واحدة من لدن كل‬
‫واحد منهام يف حالة إعالن احلكومة لالستعجال‪ ،‬فيعرض مرشوع‬
‫القانون أو اقرتاحه من جديد عىل جملس النواب ليوافق عليه أو‬
‫لريفضه بأغلبية ثلثي أعضائه‪ ،‬ويف حالة املوافقة عليه‪ ،‬يوكل أمر‬
‫البت فيه إىل امللك‪.‬‬
‫ف ‪63‬‬ ‫● اختاذ القوانني التنظيمية وتغيريها طبق رشوط حمددة‪ ،‬تتمثل فيام‬
‫ييل‪:‬‬
‫‪-‬عدم تقديم املرشوع أو االقرتاح ملداولة وتصويت أول جملس‬
‫أحيل عليه إال بعد ميض عرشة أيام عىل إيداعه‪ ،‬ويف هذه احلالة ال‬
‫تطبق املسطرة املنصوص عليها يف الفقرة الثانية من الفصل الثاين‬
‫والستني‪.‬‬
‫‪-‬عدم إصدار األمر بتنفيذ القوانني التنظيمية إال بعد عرضها عىل‬
‫الغرفة الدستورية من املجلس األعىل بقصد املوافقة‪.‬‬
‫ف ‪65‬‬ ‫الباب الرابع ● مسؤولية احلكومة أما امللك وأمام جملس النواب‪.‬‬
‫● عرض الوزير األول للربنامج الذي يعتزم تقديمه أمام املجلسني‪،‬‬
‫بعد تعيني امللك للحكومة‪.‬‬
‫ف ‪67‬‬ ‫●حق الوزير األول التقدم باقرتاح القوانني‪ ،‬وال يمكنه أن يودع‬
‫أي مرشوع بمكتبي املجلسني قبل أن يتداول يف شأنه باملجلس‬
‫الوزاري‪.‬‬
‫ف ‪70‬‬ ‫الباب اخلامس ●حق امللك يف أن يطلب من الربملان قراءة جديدة لكل اقرتاح قانون‬
‫عرض عىل الطابع امللكي‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪245‬‬

‫ف ‪71‬‬ ‫عالقات امللك ●طلب القراءة اجلديدة بخطاب حيمل التوقيع بالعطف من طرف‬
‫الوزير األول‪.‬‬ ‫بالربملان‬
‫ف ‪72‬‬ ‫●حق امللك يف أن يعرض عىل األمة بمرسوم ملكي كل مرشوع أو‬
‫اقرتاح قانون قصد املوافقة عليه عن طريق االستفتاء‪.‬‬
‫ف ‪73‬‬ ‫● إذا كان األمر يتعلق بمرشوع قانون فال يمكن إجراء االستفتاء‬
‫بشأنه إال بعد أن يتداول فيه املجلسان‪.‬‬
‫ف ‪74‬‬ ‫● إلزامية نتائج االستفتاء للجميع‪.‬‬

‫ف ‪75‬‬ ‫● حل جملس النواب يف حالة موافقة الشعب باالستفتاء عىل مرشوع‬
‫قانون رفضه الربملان‪.‬‬
‫ف ‪76‬‬ ‫●عدم صدور األمر بتنفيذ أي مرشوع أو اقرتاح قانون يرمي إىل‬
‫تغيري الدستور قبل أن يوافق عليه باالستفتاء‪.‬‬
‫ف ‪78‬‬ ‫● انتخاب جملس النواب اجلديد عرشين يوما عىل األقل وأربعني‬
‫يوما عىل األكثر بعد تاريخ احلل‪.‬‬

‫ف ‪80‬‬ ‫● صالحية الوزير األول‪ ،‬بعد املداولة باملجلس الوزاري‪ ،‬أن يربط‬ ‫العالقة‬
‫أمام جملس النواب مواصلة احلكومة حتمل مسؤوليتها بتصويت‬ ‫بني الربملان‬
‫يمنح الثقة بشأن ترصيح يقوم به الوزير األول يف موضوع‬ ‫واحلكومة‬
‫السياسة العامة أو بشأن نص يطلب املصادقة عليه‪.‬‬
‫● ال يمكن سحب الثقة من احلكومة أو رفض النص إال باألغلبية‬
‫املطلقة لألعضاء الذين يتألف منهم جملس النواب‪. .‬‬
‫● ال يقع التصويت إال بعد ميض ثالثة أيام كاملة عىل اليوم الذي‬
‫طرحت فيه مسألة الثقة‪.‬‬
‫● يؤدى سحب الثقة إىل استقالة احلكومة استقالة مجاعية‪.‬‬
‫ف ‪81‬‬ ‫● صالحية جملس النواب يف أن يعارض يف مواصلة احلكومة حتمل‬
‫مسؤوليتها وذلك باملصادقة عىل ملتمس رقابة‪ .‬وال يقبل هذا‬
‫امللتمس إال إذا كان موقعا من طرف عرش األعضاء الذين يتألف‬
‫منهم املجلس عىل األقل‪.‬‬
‫● ال تصح املوافقة عىل ملتمس الرقابة من لدن جملس النواب إال‬
‫بتصويت األغلبية املطلقة لألعضاء الذين يتألف منهم املجلس‪،‬‬
‫وال يقع التصويت إال بعد ميض ثالثة أيام كاملة عىل إيداع امللتمس ‪.‬‬
‫تؤدى املوافقة عىل ملتمس الرقابة إىل استقالة احلكومة استقالة‬
‫مجاعية‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪246‬‬

‫● إذا وقعت مصادقة املجلس عىل ملتمس الرقابة‪ ،‬فال يقبل أي‬
‫ملتمس رقابة بعده طيلة سنة‪.‬‬
‫ف ‪85‬‬ ‫الباب السادس ● عدم عزل قضاة اإلحكام وال ينقلون إال بمقتىض القانون‪.‬‬

‫ف ‪89‬‬ ‫الباب السابع ● توجيه جملس النواب التهمة إىل أعضاء احلكومة‪ ،‬لكي حيالوا عىل‬
‫املحكمة العليا للعدل‪.‬‬
‫ف ‪90‬‬ ‫● يبت يف أمرهم جملس النواب باالقرتاع الرسي وبأغلبية ثلثي‬
‫األعضاء الذين يتألف منهم ‪ ،‬باستثناء األعضاء الذين يعهد إليهم‬
‫باملشاركة يف املتابعة والتحقيق واحلكم‪.‬‬
‫ف ‪92‬‬ ‫● حتديد قانون تنظيمي لعدد أعضاء املحكمة العليا للعدل وكيفية‬
‫تعيينهم وكذلك املسطرة التي يتعني اتباعها‪.‬‬
‫ف ‪93‬‬ ‫الباب الثامن ● إحداث اجلامعات املحلية بقانون‬
‫ف ‪94‬‬ ‫● حتديد القانون لرشوط انتخاب اجلامعات املحلية للمجالس املكلفة‬
‫بتدبري شؤوهنا تدبريا ديموقراطيا‪.‬‬
‫ف ‪99‬‬ ‫الباب التاسع ●عرض مرشوع التخطيط عىل الربملان قصد املصادقة عليه بعد أن‬
‫يكون املجلس الوزاري قد وافق عليه‪.‬‬

‫ف ‪101‬‬ ‫الباب العارش ● تعيني الربملان لعضوين بالغرفة الدستوري‪ :‬أحدمها يعينه رئيس‬
‫جملس النواب‪ ،‬واآلخر رئيس جملس املستشارين‪ ،‬وذلك يف‬
‫مستهل مدة النيابة أو أثر كل جتديد جزئي‪.‬‬

‫ف ‪102‬‬ ‫●حتديد قواعد تنظيم الغرفة الدستورية وقواعد سريها بقانون‬


‫تنظيمي‪.‬‬
‫ف ‪103‬‬ ‫● بث الغرفة الدستورية يف صحة انتخاب أعضاء الربملان‪.‬‬

‫ف ‪104‬‬ ‫الباب احلادي ● حق الربملان يف التقدم بطلب مراجعة الدستور‪ ،‬إىل جانب الوزير‬
‫األول‪.‬‬ ‫عرش‬
‫ف ‪105‬‬ ‫●تداول املجلسني يف مرشوع مراجعة الدستوري الذي يضعه‬
‫املجلس الوزاري‪.‬‬
‫ف ‪106‬‬ ‫●اقرتاح املراجعة جيب أن يتخذه كل جملس بتصويت األغلبية املطلقة‬
‫لألعضاء الذين يتألف منهم املجلس‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪247‬‬

‫تعديالت دستور ‪1970‬‬


‫ف ‪19‬‬ ‫● جعل امللك ممثال أسمى لألمة‪.‬‬
‫ف ‪36‬‬ ‫● االنتقال من الثنائية إىل األحادية املجلسية‬
‫ف ‪38‬‬ ‫●رئاسة امللك الفتتاح الدورة األوىل ملجلس النواب فقط‪ ،‬وحتديد‬
‫توقيت بدأ انعقادها يف يوم اجلمعة الثانية من شهر أكتوبر (بدل‬
‫يوم ‪ 18‬نونرب)‪ ،‬ونفس األمر بالنسبة للدورة الثانية التي أصبح بدأ‬
‫انعقادها يتحدد يف يوم اجلمعة الثانية من شهر أبريل (بدل اجلمعة‬
‫األخرية من شهر أبريل)‪.‬‬
‫ف ‪39‬‬ ‫● اعتامد األغلبية املطلقة بدل الثلث يف طلب عقد دورة استثنائية‬
‫ملجلس النواب‪.‬‬
‫ف ‪41‬‬ ‫ثلث األعضاء لطلب عقد جلسات رسية ملجلس النواب بدل عرش‬
‫األعضاء‪.‬‬
‫ف ‪43‬‬ ‫● حتديد مدة والية أعضاء جملس النواب يف ست سنوات بدل أربعة‪.‬‬
‫● تكوين جملس النواب من صنفني من األعضاء‪ :‬املنتخبون بكيفية‬
‫مبارشة (الثلث) واملنتخبون بكيفية غري مبارشة (الثلثان)‪.‬‬
‫ف ‪45‬‬ ‫●تقليص صالحية الربملان يف املجال القضائي من تنظيم القضاء‬
‫باململكة إىل إحداث أصناف جديدة من املحاكم‪.‬‬
‫ف ‪47‬‬ ‫●إمكانية تغيري النصوص الصادرة يف صيغة قانون بظهري بعد رأي‬
‫مطابق من الغرفة الدستورية باملجلس األعىل إذا كان مضموهنا‬
‫يدخل يف اختصاص السلطة التنظيمية‪.‬‬
‫ف ‪48‬‬ ‫●اإلعالن عن حالة احلصار ملدة ثالثني يوما بظهري (بدل مرسوم)‬
‫يوافق عليه يف املجلس الوزاري‪ ،‬وال يمكن متديد أجلها إال بقانون‪.‬‬
‫ف ‪71‬‬ ‫●حتديد مدة انتخاب جملس النواب بعد حله يف ثالثة أشهر عىل‬
‫األكثر بدل ‪ 20‬يوما عىل األقل و‪ 40‬يوما عىل األكثر‪.‬‬
‫ف ‪72‬‬ ‫●اكتفاء امللك بإحاطة جملس النواب علام بإشهار احلرب بدل أخذ‬
‫إذنه‪.‬‬
‫●حذف ما كان ينص عليه الفصل ‪ 76‬حول عدم جواز إصدار األمر‬
‫بتنفيذ أي مرشوع أو اقرتاح قانون يرمي إىل تغيري الدستور قبل أن‬
‫يوافق عليه باالستفتاء‪.‬‬
‫ف ‪74‬‬ ‫●حتديد النصاب القانوين املطلوب يف توقيع ملتمس الرقابة يف ربع‬
‫أعضاء جملس النواب بدل العرش‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪248‬‬

‫●حذف ما كان ينص عليه الفصل ‪ 76‬حول عدم جواز إصدار األمر‬
‫بتنفيذ أي مرشوع أو اقرتاح قانون يرمي إىل تغيري الدستور قبل أن‬
‫يوافق عليه باالستفتاء‪.‬‬
‫ف ‪94‬‬ ‫تقليص عدد األعضاء الذين حيق للربملان تعيينهم يف الغرفة‬
‫الدستورية‪ :‬عضو واحد فقط بدل عضوين‪.‬‬
‫ف ‪98/97‬‬ ‫● اقتصار مهمة جملس النواب يف مراجعة الدستور عىل تقديم اقرتاح‬
‫إىل امللك حيتاج إىل موافقة ثلثي أعضائه‪.‬‬
‫ف ‪101‬‬ ‫●عدم حتديد أجل لتنصيب جملس النواب بعد إصدار األمر بتنفيذ‬
‫الدستور‪ ،‬بعد أن كانت حمددة يف أجل يرتاوح بني مخسة وعرشة‬
‫أشهر‪.‬‬
‫تعديالت دستور ‪1972‬‬
‫ف ‪100/29‬‬ ‫●إضافة الظهائر املتعلقة بعرض مشاريع واقرتاحات مراجعة‬
‫الدستور عىل الشعب قصد االستفتاء إىل قائمة الظهائر التي ال‬
‫يشملها التوقيع بالعطف من طرف الوزير األول‬
‫ف ‪43‬‬ ‫●التنصيص عىل انتخاب ثلثا أعضاء جملس النواب باالقرتاع العام‬
‫املبارش والثلث اآلخر باالقرتاع غري املبارش يف وقت كان فيه‬
‫الدستور السابق حييل عىل قانون تنظيمي مهمة حتديد عدد نواب‬
‫كل فئة‪.‬‬
‫ف ‪45‬‬ ‫●حتديد املقتضيات التي تندرج يف إطار جمال القانون عىل سبيل احلرص‬
‫بعد أن كان الدستور السابق حييل عىل قانون تنظيمي إمكانية تتميم‬
‫هذه املقتضيات‪ ،‬لكن مع إضافة ميادين جديدة ملجال القانون‪:‬‬
‫ـحتديد اجلرائم والعقوبات اجلارية عليها واملسطرة اجلنائية‬
‫واملسطرة اجلنائية واملسطرة املدنية بعدما كان الدستور السابق‬
‫يعطي للربملان صالحية وضع املبادئ األساسية للقانون املدين‬
‫وقانون اجلنائي‪.‬‬
‫‪-‬النظام األسايس للقضاة‪ ،‬النظام االنتخايب ملجالس اجلامعات‬
‫املحلية‪.‬‬
‫‪ -‬نظام االلتزامات املدنية والتجارية‪.‬‬
‫ـ إحداث املؤسسات العمومية‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪249‬‬

‫ـ تأميم املنشآت ونقلها من القطاع العام إىل القطاع اخلاص‪.‬‬


‫ـقوانني اإلطار التي تضع إطارا لألهداف األساسية لنشاط الدولة‬
‫يف امليادين االقتصادية واالجتامعية والثقافية‪.‬‬
‫ف ‪47‬‬ ‫● تغيري النصوص الصادرة يف صيغة قانون بمرسوم بعد رأي مطابق‬
‫من الغرفة الدستورية باملجلس األعىل إذا كان مضموهنا يدخل يف‬
‫اختصاص السلطة التنظيمية‪.‬‬
‫ف ‪49‬‬ ‫●تدقيق بعض اإلجراءات املتبعة عند فتح االعتامدات بمرسوم يف‬
‫حالة عدم قبول امليزانية يف ‪ 31‬دجنرب‪ ،‬من خالل إضافة فقرة تشري‬
‫إىل أنه «يسرتسل العمل يف هذه احلالة باستخالص املداخيل طبقا‬
‫للمقتضيات الترشيعية والتنظيمية اجلارية عليها باستثناء املداخيل‬
‫املقرتح إلغاؤها يف مرشوع قانون املالية‪ ،‬أما املداخيل التي ينص‬
‫املرشوع املذكور بشأهنا ختفيض مقدارها فتستخلص عىل أساس‬
‫املقدار املقرتح»‪.‬‬
‫ف ‪67‬‬ ‫● عدم إمكانية رفض الربملان طلب امللك قراءة جديدة‪.‬‬

‫ف ‪26/68‬‬ ‫●قرص إمكانية جلوء امللك إىل عرض مشاريع أو مقرتحات القوانني‬
‫عىل االستفتاء قبل إصدار األمر بتنفيذها عىل تلك التي يكون قد‬
‫طلب قراءة جديدة بشأهنا‪ ،‬بعدما كان الفصل ‪ 26‬من الدستور‬
‫السابق يعطيه إمكانية إجراء استفتاء بشأهنا أو طلب قراءهتا من‬
‫جديد‪.‬‬
‫●حذف صالحية احلل األتوماتيكي ملجلس النواب إذا ما وافق‬
‫الشعب باالستفتاء عىل مرشوع قانون سبق أن رفضه املجلس‬
‫املذكور التي كان ينص عليها الفصل ‪ 68‬من الدستور السابق‪.‬‬
‫ف ‪95‬‬ ‫●توسيع صالحية جملس النواب يف تعيني أعضاء الغرفة الدستورية‬
‫باملجلس األعىل ( ثالثة أعضاء بعد استشارة الفرق)‪ ،‬يف ارتباط‬
‫باملراجعة التي خضعت هلا تركيبتها (مل تعد تتكون من قاض‬
‫بالغرفة اإلدارية باملجلس األعىل وأستاذ بكلية احلقوق يعينان‬
‫بظهري‪ ،‬بل أضحت تضم إىل جانب الرئيس ستة أعضاء‪.‬‬
‫ف ‪98‬‬ ‫●استعادة الربملان لصالحية املبادرة يف تعديل الدستور دون أن يكون‬
‫مقيدا بتقديم اقرتاح إىل امللك أو اشرتاط قبول ذلك االقرتاح من‬
‫طرف نصاب حمدد‪.‬‬
‫ف ‪100‬‬ ‫●عرض مشاريع ومقرتحات مراجعة الدستور بمقتىض ظهري عىل‬
‫الشعب قصد االستفتاء‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪250‬‬

‫تعديالت دستور ‪1992‬‬


‫ف ‪26‬‬ ‫●حتديد أجل إصدار امللك األمر بتنفيذ القانون يف ‪ 30‬يوما التالية‬
‫إلحالته من جملس النواب إىل احلكومة بعد متام املوافقة عليه‪.‬‬
‫ف ‪35‬‬ ‫● عدم حل جملس النواب عند اإلعالن عن حالة االستثناء‪.‬‬

‫ف ‪40‬‬ ‫● صالحية جملس النواب يف تشكيل جلان نيابية لتقيص احلقائق‪.‬‬

‫ف ‪55‬‬ ‫● إلزام احلكومة باجلواب عىل أسئلة النواب خالل العرشين يوما من‬
‫إحالة السؤال عليها‪.‬‬
‫ف ‪74/59‬‬ ‫● خضوع الربنامج احلكومي لتصويت جملس النواب‪.‬‬

‫ف ‪77‬‬ ‫●تعيني جملس النواب ألربعة أعضاء باملجلس الدستوري‪ ،‬الذي‬


‫حل حمل الغرفة الدستورية باملجلس األعىل‪.‬‬
‫ف ‪79‬‬ ‫●خضوع القوانني العادية ملراقبة اختيارية لدستورية القوانني‪ ،‬بناء‬
‫عىل إحالة من امللك أو رئيس احلكومة أو رئيس جملس النواب‪ ،‬أو‬
‫ربع األعضاء الذين يتألف منهم‪.‬‬
‫ف ‪92‬‬ ‫●استشارة جملس النواب للمجلس االقتصادي واالجتامعي يف مجيع‬
‫القضايا التي هلا طابع اقتصادي أو اجتامعي‪ ،‬واإلدالء برأيه يف‬
‫االجتاهات العامة لالقتصاد الوطني والتكوين (نفس الصالحية‬
‫خوهلا الدستور للحكومة)‪.‬‬
‫تعديالت دستور ‪1996‬‬
‫ف ‪59/38/37/36‬‬ ‫● إعادة إحياء نظام الثنائية الربملانية عرب التنصيص عىل تكوين‬
‫الربملان من جملس النواب وجملس املستشارين‪.‬‬
‫ف ‪37‬‬ ‫● حتديد مدة انتخاب جملس النواب يف مخس سنوات بدل ستة‪.‬‬

‫ف ‪38‬‬ ‫●تكون ثالثة أمخاس جملس املستشارين من أعضاء تنتخبهم يف كل‬


‫جهة من جهات اململكة هيئة ناخبة تتألف من ممثيل اجلامعات‬
‫املحلية‪ ،‬ويتكون مخساه الباقيان من أعضاء تنتخبهم أيضا يف‬
‫كل جهة هيئات ناخبة تتألف من املنتخبني يف الغرف املهنية‬
‫وأعضاء تنتخبهم عىل الصعيد الوطني هيئة ناخبة تتألف من ممثيل‬
‫املأجورين‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪251‬‬

‫● انتخاب أعضاء جملس املستشارين ملدة تسع سنوات‪ ،‬ويتجدد‬


‫ثلث املجلس كل ثالث سنوات‪ ،‬وتعني بالقرعة املقاعد التي تكون‬
‫حمل التجديدين األول والثاين‪ .‬وحيدد بقانون تنظيمي عدد أعضاء‬
‫جملس املستشارين ونظام انتخاهبم وعدد األعضاء الذين تنتخبهم‬
‫كل هيئة ناخبة وتوزيع املقاعد عىل خمتلف جهات اململكة ورشوط‬
‫القابلية لالنتخاب وحاالت التنايف وطريقة إجراء القرعة وتنظيم‬
‫املنازعات االنتخابية‪.‬‬
‫●انتخاب رئيس جملس املستشارين وأعضاء مكتبه يف مستهل دورة‬
‫أكتوبر عند كل جتديد لثلث املجلس‪ ،‬ويكون انتخاب أعضاء‬
‫املكتب عىل أساس التمثيل النسبي لكي فريق‪.‬‬
‫●عند تنصيب جملس املستشارين ألول مرة أو بعد حل املجلس‬
‫الذي سبقه ينتخب رئيسه وأعضاء مكتبه يف أول دورة تيل انتخاب‬
‫املجلس ثم جيدد انتخاب الرئيس وأعضاء املكتب يف مستهل دورة‬
‫أكتوبر عند جتديد ثلث املجلس‪.‬‬
‫ف ‪71‬‬ ‫●استشارة امللك لرئييس جمليس الربملان ورئيس املجلس الدستوري‬
‫عند إقدامه عىل حل جمليس الربملان أو أحدمها بظهري بعدما كان‬
‫الدستور السابق ال يلزمه إال باستشارة رئيس املجلس الدستوري‪.‬‬
‫ف ‪74‬‬ ‫●إحاطة امللك جملس النواب وجملس املستشارين معا علام بإشهار‬
‫احلرب‪.‬‬
‫ف ‪76‬‬ ‫●صالحية جملس املستشارين يف التصويت عىل ملتمس توجيه تنبيه‬
‫للحكومة أو عىل ملتمس رقابة ضدها‪.‬‬
‫●ربط قبول ملتمس التوجيه بتوقيعه من طرف ثلث أعضاء جملس‬
‫املستشارين عىل األقل‪ ،‬وحتديد النصاب القانوين املطلوب يف‬
‫املوافقة عليه يف األغلبية املطلقة لألعضاء الذين يتألف منهم‬
‫املجلس‪ ،‬وعدم التصويت عليه إال بعد ميض ثالثة أيام كاملة عىل‬
‫إيداعه‪ .‬عىل أن يبعث رئيس املجلس عىل الفور بنص التنبيه إىل‬
‫الوزير األول‪ ،‬الذي تتاح له مهملة ستة أيام ليعرض أمام املجلس‬
‫موقف احلكومة من األسباب التي أدت إىل توجيه النبيه إليها‪ .‬ثم‬
‫يتلو إلقاء الترصيح نقاش ال يعقبه تصويت‪.‬‬
‫●ربط قبول ملتمس الرقابة أمام جملس املستشارين بتوقيعه من طرف‬
‫ثلث أعضائه عىل األقل‪ ،‬واملوافقة عليه بتصويت أغلبية ثلثي‬
‫األعضاء الذين يتألف منهم‪ ،‬وأن ال يقع التصويت إال بعد ميض‬
‫ثالثة أيام كاملة عىل إيداع امللتمس‪ .‬عىل أن تؤدي املوافقة عىل‬
‫امللتمس إىل استقالة احلكومة استقالة مجاعية‪ .‬وأن ال يتم قبول أي‬
‫ملتمس رقابة جديد طيلة سنة إذا ما متت املوافقة عىل ملتمس الرقابة‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪252‬‬

‫ف ‪79‬‬ ‫●تعيني الربملان لستة أعضاء يف املجلس الدستوري‪ ،‬بعد انتقاء عدد‬
‫أعضاه من تسعة إىل إثنى عرش‪.‬‬
‫ف ‪97‬‬ ‫●بذل املجلس األعىل للحسابات املساعدة للربملان وللحكومة يف‬
‫امليادين التي تدخل يف نطاق اختصاصاته بمقتىض القانون‪ .‬ويرفع‬
‫للمك بيانا عن مجيع األعامل التي يقوم هبا‪.‬‬
‫ف ‪103‬‬ ‫●صالحية جملس املستشارين يف املبادرة بتقديم مقرتح تعديل‬
‫الدستور إىل جانب جملس النواب وامللك‪.‬‬

‫مستجدات الربملان يف دستور ‪2011‬‬


‫ف‪1‬‬ ‫●قيام النظام الدستوري عىل أساس فصل السلط‪ ،‬مع توازهنا‬
‫وتعاوهنا‪..‬‬
‫ف‪2‬‬ ‫●اختيار األمة ملمثليها يف املؤسسات املنتخبة باالقرتاع احلر والنزيه‬
‫واملنتظم‪.‬‬

‫ف ‪10‬‬ ‫●ضامن الدستور للمعارضة الربملانية مكانة ختوهلا حقوقا‪ ،‬من شأهنا‬
‫متكينها من النهوض بمهامها‪ ،‬عىل الوجه األكمل‪ ،‬يف العمل‬
‫الربملاين واحلياة السياسية‪ .‬واإلحالة عىل قوانني تنظيمية أو قوانني‬
‫أو النظام الداخيل لكل جملس من جمليس الربملان حتديد كيفيات‬
‫ممارسة فرق املعارضة هلذه احلقوق‪.‬‬
‫ف ‪11‬‬ ‫●االنتخابات احلرة والنزهية والشفافة هي أساس مرشوعية التمثيل‬
‫الديمقراطي‪.‬‬
‫●إلزام السلطات العمومية باحلياد التام إزاء املرتشحني‪ ،‬وبعدم‬
‫التمييز بينهم‪.‬‬
‫●إلحالة عىل القانون لضامن االستفادة املنصفة من وسائل اإلعالم‬
‫العمومية‪ ،‬واملامرسة الكاملة للحريات واحلقوق األساسية‪،‬‬
‫املرتبطة باحلمالت االنتخابية‪ ،‬وبعمليات التصويت‪ .‬ولبيان‬
‫رشوط كيفيات املالحظة املستقلة واملحايدة لالنتخابات‪ ،‬طبقا‬
‫للمعاير املتعارف عليها دوليا‪.‬‬
‫●اإلحالة عىل القانون لتحديد رشوط وكيفيات املالحظة املستقلة‬
‫واملحايدة لالنتخابات‪ ،‬طبقا للمعايري املتعارف عليها دوليا‪.‬‬
‫●جتريم ومعاقبة خمالفة املقتضيات والقواعد املتعلقة بنزاهة وصدق‬
‫وشفافية العمليات االنتخابية‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪253‬‬

‫●حث السلطات العمومية عىل اختاذ الوسائل الكفيلة بالنهوض‬


‫بمشاركة املواطنات واملواطنني يف االنتخابات‪.‬‬
‫ف ‪14‬‬ ‫●حق املواطنات واملواطنني‪ ،‬ضمن رشوط وكيفيات حيددها قانون‬
‫تنظيمي‪ ،‬يف تقديم ملتمسات يف جمال الترشيع‪.‬‬
‫ف ‪17‬‬ ‫●ختويل أفراد اجلالية املغربية باخلارج من حق حق التصويت‬
‫والرتشيح يف االنتخابات‪...‬‬
‫ف ‪42‬‬ ‫●حذف املقتىض الذي كان يتضمنه الفصل ‪ 19‬يف الدساتري السابقة‪،‬‬
‫والذي جيعل امللك ممثال أسمى لألمة‪ ،‬والتنصيص عىل كونه ممثال‬
‫أسمى للدولة‪.‬‬
‫ف ‪47‬‬ ‫●تعيني رئيس احلكومة من احلزب املتصدر لنتائج االنتخابات‪.‬‬

‫ف ‪47‬‬ ‫●تعيني رئيس احلكومة من احلزب املتصدر لنتائج االنتخابات‪.‬‬

‫ف ‪50‬‬ ‫●نرش القانون الذي صدر األمر بتنفيذه‪ ،‬باجلريدة الرسمية للمملكة‪،‬‬
‫خالل أجل أقصاه شهر ابتداء من تاريخ ظهري إصداره‪.‬‬
‫ف ‪52‬‬ ‫●حظر مناقشة اخلطاب امللكي عىل الربملان فقط بعدما كان احلظر‬
‫يشمل العموم‪.‬‬
‫ف ‪54‬‬ ‫●عضوية رئيس جملس النواب ورئيس جملس املستشارين يف املجلس‬
‫األعىل لألمن املحدث بصفته هيأة للتشاور بشأن اسرتاتيجيات‬
‫األمن الداخيل واخلارجي للبالد‪ ،‬وتدبري حاالت األزمات‪،‬‬
‫والسهر أيضا عىل مأسسة ضوابط احلكامة األمنية اجليدة‪.‬‬
‫ف ‪55‬‬ ‫●توسيع دائرة املعاهدات التي ال جتوز املصادقة عليها إال بعد‬
‫املوافقة عليها بقانون لكي تشمل املعاهدات املتعلقة بالسلم أو‬
‫االحتاد‪ ،‬أو التي هتم رسم احلدود‪ ،‬ومعاهدات التجارة‪ ،‬أو تتعلق‬
‫بحقوق وحريات املواطنني‪ ،‬العامة أو اخلاصة‪ ،‬بجانب تلك التي‬
‫ترتتب عليها تكاليف تلزم مالية الدولة أو يستلزم تطبيقها اختاذ‬
‫تدابري ترشيعية‪.‬‬
‫●إمكانية امللك أن يعرض عىل الربملان كل معاهدة أو اتفاقية أخرى‬
‫قبل املصادقة عليها‪.‬‬
‫ف ‪60‬‬ ‫●املعارضة مكون أسايس يف املجلسني‪ ،‬وتشارك يف وظيفتي الترشيع‬
‫واملراقبة‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪254‬‬

‫ف ‪61‬‬ ‫●التجريد من صفة العضوية يف أحد املجلسني‪ ،‬كل من ختىل عن‬


‫انتامئه السيايس الذي ترشح باسمه لالنتخابات‪ ،‬أو عن الفريق أو‬
‫املجموعة الربملانية التي ينتمي إليها‪ .‬وترصح املحكمة الدستورية‬
‫بشغور املقعد‪ ،‬بناء عىل إحالة رئيس املجلس الذي يعينه األمر‪،‬‬
‫وذلك وفق أحكام النظام الداخيل للمجلس املعني‪ ،‬الذي حيدد‬
‫أيضا آجال ومسطرة اإلحالة عىل املحكمة الدستورية‪.‬‬
‫ف ‪62‬‬ ‫●حتديد قانون تنظيمي ملبادئ التقسيم االنتخايب‪ ،‬وقواعد احلد من‬
‫مجع االنتدابات‪..‬‬
‫ف ‪63‬‬ ‫●حتديد عدد أعضاء جملس املستشارين ما بني ‪ 90‬و‪ ،120‬وحرص‬
‫مدة واليتهم يف ست سنوات‪ ،‬وإعادة النظر يف طبيعة اهليئات التي‬
‫تتوىل انتخاهبم (متثيلية املنظامت املهنية للمشغلني األكثر متثيلية)‪.‬‬
‫ف ‪64‬‬ ‫●إلغاء توفر أعضاء الربملان باحلصانة اإلجرائية واالكتفاء بتمتيعهم‬
‫باحلصانة املوضوعة فقط‪.‬‬
‫ف ‪65‬‬ ‫●حتديد مدة انعقاد جلسات الربملان يف أربعة أشهر عىل األقل يف كل‬
‫دورة قبل ختمها بمرسوم (بدل ثالثة أشهر)‪.‬‬
‫ف ‪66‬‬ ‫●حتديد النصاب القانوين لطلب عقد دورات استثنائية يف ثلث‬
‫أعضاء جملس النواب وأغلبية أعضاء جملس املستشارين (األغلبية‬
‫املطلقة يف دستور ‪.)1996‬‬
‫ف ‪67‬‬ ‫●تقليص النصاب القانوين املطلوب يف تشكيل اللجان النيابية‬
‫لتقيص احلقائق من األغلبية إىل ثلث أعضاء جملس النواب أو ثلث‬
‫أعضاء جملس املستشارين‪.‬‬
‫ف ‪68‬‬ ‫●عقد جلسات مشرتكة بمنسابة افتتاح امللك للدورة الترشيعية‪،‬‬
‫واملصادقة عىل مراجعة الدستور‪ ،‬واالستامع إىل الترصحيات التي‬
‫يقدمها رئيس احلكومة‪ ،‬وعرض مرشوع القانون املايل السنوي‪،‬‬
‫واالستامع إىل خطب رؤساء الدول واحلكومات األجنبية‪،‬‬
‫واالستامع إىل بيانات تتعلق بقضايا تكتيس طابعا وطنيا هاما بناء‬
‫عىل طلب رئيس احلكومة‪.‬‬
‫●عقد اللجان الدائمة للربملان الجتامعات مشرتكة لالستامع إىل‬
‫بيانات تتعلق بقضايا تكتيس طابعا وطنيا هاما‪ ،‬وفقا لضوابط‬
‫حيددها النظامان الداخليان للمجلسني‪.‬‬
‫ف ‪69‬‬ ‫●مراعاة املجلسني‪ ،‬يف وضعهام لنظاميهام الداخليني‪ ،‬تناسقهام‬
‫وتكاملهام‪ ،‬ضامنا لنجاعة العمل الربملاين‪.‬‬
‫●حتديد املواضيع التي جيب أن يتضمنها النظام الداخيل لكل جملس‬
‫من جمليس الربملان‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪255‬‬

‫ف ‪70‬‬ ‫●ممارسة السلطة الترشيعية‪.‬‬


‫●تقييم السياسات العمومية‪ ،‬إىل جانب التصويت عىل القوانني‪،‬‬
‫ومراقبة العمل احلكومي‪.‬‬
‫ف ‪71‬‬ ‫●تعزيز جمال القانون بميادين جديدة‪ :‬العفو العام‪ ،‬نظام مصالح‬
‫وقوات حفظ األمن‪ ،‬مبادئ حتديد الدوائر الرتابية‪ ،‬مبادئ تقطيع‬
‫الدوائر االنتخابية‪ ،‬نظام السجون‪.‬‬
‫ف ‪75‬‬ ‫● إيداع قانون املالية باألسبقية أمام جملس النواب‪.‬‬
‫●حتديد القانون التنظيمي للاملية طبيعة املعلومات والوثائق‬
‫واملعطيات الرضورية لتعزيز املناقشة الربملانية حول مرشوع قانون‬
‫املالية‪.‬‬
‫●تصويت الربملان مرة واحدة عىل نفقات التجهيز التي يتطلبها‪ ،‬يف‬
‫جمال التنمية‪ ،‬إنجاز املخططات التنموية االسرتاتيجية‪ ،‬والربامج‬
‫املتعددة السنوات‪ ،‬التي تعدها احلكومة وتطلع الربملان عليها‬
‫(الدستور السابق كان يتحدث عن خمطط التنمية)‪.‬‬
‫ف ‪76‬‬ ‫●عرض احلكومة سنويا عىل الربملان قانون التصفية املتعلق بتنفيذ‬
‫قانون املالية‪ ،‬خالل السنة الثانية التي تيل سنة تنفيذ هذا القانون‪.‬‬
‫ويتضمن قانون التصفية حصيلة ميزانيات التجهيز التي انتهت‬
‫مدة نفاذها‪.‬‬
‫ف ‪77‬‬ ‫●سهر الربملان واحلكومة مع عىل احلفاظ عىل توازن مالية الدولة‪.‬‬
‫●وجوب تقديم احلكومة بيان األسباب التي دفعتها إىل رفض‬
‫املقرتحات والتعديالت التي يتقدم هبا أعضاء الربملان‪ ،‬إذا كان‬
‫قبوهلا يؤدي بالنسبة لقانون املالية إىل ختفيض املوارد العمومية‪ ،‬أو‬
‫إىل إحداث تكليف عمومي‪ ،‬أو الزيادة يف تكليف موجود‪.‬‬
‫ف ‪78‬‬ ‫●إيداع مشاريع القوانني باألسبقية لدى مكتب جملس النواب‪،‬‬
‫باستثناء تلك املتعلقة باجلامعات الرتابية وبالتنمية اجلهوية‪،‬‬
‫وبالقضايا االجتامعية التي تودع باألسبقية لدى مكتب جملس‬
‫املستشارين‪.‬‬
‫ف ‪81‬‬ ‫●إيداع مرشوع مرسوم بقانون (مراسيم الرضورة) باألسبقية لدى‬
‫مكتب جملس النواب‪.‬‬
‫●إعطاء سلطة القرار إىل اللجنة املعنية يف جملس النواب‪ ،‬يف حالة‬
‫عدم توصل اللجان املعنية يف كال املجلسني داخل أجل ستة أيام‪،‬‬
‫إىل قرار مشرتك بينهام بشأن مرشوع املرسوم بقانون املذكور‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪256‬‬

‫ف ‪82‬‬ ‫● تضمن جدول أعامل كل جملس من جمليس الربملان مشاريع‬


‫القوانني ومقرتحات القوانني‪ ،‬باألسبقية ووفق الرتتيب الذي‬
‫حتدده احلكومة (يف الدستور السابق كان يتضمن جدول األعامل‬
‫مقرتحات القوانني التي تقبلها احلكومة فقط)‪.‬‬
‫●ختصيص يوم واحد عىل األقل يف الشهر لدراسة مقرتحات‬
‫القوانني‪ ،‬ومن بينها تلك املقدمة من قبل املعارضة‪.‬‬
‫ف ‪84‬‬ ‫●إعطاء جملس النواب صالحية التداول باألسبقية‪ ،‬وعىل التوايل‬
‫يف مشاريع القوانني‪ ،‬ويف مقرتحات القوانني التي قدمت بمبادرة‬
‫من أعضائه‪ .‬وتداول جملس املستشارين باألسبقية‪ ،‬وعىل التوايل‪،‬‬
‫يف مشاريع القوانني‪ ،‬وكذا مقرتحات القوانني التي هي من مبادرة‬
‫أعضائه‪..‬‬
‫●إعطاء جملس النواب صالحية التصويت النهائي عىل النص الذي‬
‫تم البث فيه بالتوايل بني جمليس الربملان (حذف اللجنة املختلطة)‪.‬‬
‫●تصويت جملس النواب باألغلبية املطلقة ألعضائه احلارضين‪ ،‬إذا‬
‫تعلق األمر بنص خيص اجلامعات الرتابية‪ ،‬واملجاالت ذات الصلة‬
‫بالتنمية اجلهوية والشؤون االجتامعية‪.‬‬
‫ف ‪85‬‬ ‫●أولوية جملس النواب للتداول يف مشاريع ومقرتحات القوانني‬
‫التنظيمية‪.‬‬
‫●تصويت جملس النواب عىل القوانني التنظيمية باألغلبية املطلقة‬
‫ألعضائه احلارضين‪ ،‬إال إذا تعلق األمر بمرشوع أو مقرتح قانون‬
‫تنظيمي خيص جملس املستشارين أو اجلامعات الرتابية‪ ،‬الذي‬
‫يتطلب تصويت أغلبية أعضاء جملس النواب‪.‬‬
‫ف ‪86‬‬ ‫●وجوب عرض مشاريع القوانني التنظيمية املنصوص عليها يف هذا‬
‫الدستور وجوبا قصد املصادقة عليها من قبل الربملان‪ ،‬يف أجل ال‬
‫يتعدى مدة الوالية الترشيعية األوىل التي تيل صدور األمر بتنفيذ‬
‫الدستور‪.‬‬
‫ف ‪87‬‬ ‫●وضع الربملان للقواعد املتعلقة بتنظيم وتسيري أشغال احلكومة‬
‫والوضع القانوين ألعضائها‪ ،‬وحاالت التنايف مع الوظيفة‬
‫احلكومية‪ ،‬وقواعد احلد من اجلمع بني املناصب‪ ،‬والقواعد اخلاصة‬
‫بترصيف احلكومة املنتهية مهامها لألمور اجلارية‪ ،‬من خالل اعتامده‬
‫للقانون التنظيمي الذي حييل عليه الدستور‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪257‬‬

‫ف ‪88‬‬ ‫●اعتبار احلكومة منصبة بعد حصوهلا عىل ثقة جملس النواب‪ ،‬املعرب‬
‫عنها بتصويت األغلبية املطلقة لألعضاء الذين تتألف منهم‪،‬‬
‫لصالح الربنامج احلكومي (اختفاء مضمون الفقرة األوىل من‬
‫الفصل ‪ 60‬من الدستور السابق الذي كان جيعل احلكومة مسؤولة‬
‫أمام امللك وأمام الربملان)‪.‬‬
‫ف ‪92‬‬ ‫●حتديد الربملان الئحة الوظائف التي يتم التعيني فيها يف جملس‬
‫احلكومة‪ ،‬ومبادئ ومعايري التعيني يف هذه الوظائف‪ ،‬ال سيام‬
‫منها مبادئ تكافؤ الفرص واالستحقاق والكفاءة والشفافية‪ ،‬من‬
‫خالل اعتامد القانون التنظيمي الذي حييل عليه الدستور‪.‬‬
‫ف ‪95‬‬ ‫●حذف إمكانية جلوء امللك إىل االستفتاء عىل نص مرشوع أو مقرتح‬
‫قانون بعد أن يكون الربملان قد قرأه قراءة جديدة‪.‬‬
‫ف ‪97‬‬ ‫●انتخاب الربملان اجلديد أو املجلس اجلديد يف ظرف شهرين (بدل‬
‫ثالثة أشهر) عىل األكثر بعد تاريخ احلل‪.‬‬
‫ف ‪98‬‬ ‫●إمكانية حل أحد جمليس الربملان داخل نفس السنة التي تيل انتخابه‬
‫بعد حله‪ ،‬يف حالة تعذر توفر أغلبية حكومية داخل جملس النواب‬
‫اجلديد‪.‬‬
‫الفصل ‪100‬‬ ‫●تقدم األجوبة عىل األسئلة املتعلقة بالسياسة العامة من قبل رئيس‬
‫احلكومة‪ ،‬وختصص هلذه األسئلة جلسة واحدة كل شهر‪ ،‬وتقدم‬
‫األجوبة عنها أمام املجلس الذي يعنيه األمر خالل الثالثني يوما‬
‫املوالية إلحالة األسئلة إىل رئيس احلكومة‪.‬‬
‫ف ‪101‬‬ ‫●عرض رئيس احلكومة أمام الربملان احلصيلة املرحلية لعمل‬
‫احلكومة‪ ،‬إما بمبادرة منه أو بطلب من ثلث أعضاء جملس النواب‪،‬‬
‫أو من أغلبية أعضاء جملس املستشارين‪.‬‬
‫●ختصيص جلسة سنوية من قبل الربملان ملناقشة السياسات العمومية‬
‫وتقييمها‪.‬‬
‫ف ‪102‬‬ ‫●طلب اللجان املعنية يف كال املجلسني االستامع إىل مسؤويل‬
‫اإلدارات واملؤسسات واملقاوالت العمومية‪ ،‬بحضور الوزراء‬
‫املعنيني‪ ،‬وحتت مسؤولياهتم‪.‬‬
‫ف ‪104‬‬ ‫●مشاركة رئيس احلكومة للملك يف املبادرة بحل جملس النواب‪ ،‬بعد‬
‫استشارة امللك‪ ،‬ورئيس املجلس‪ ،‬ورئيس املحكمة الدستوري‪،‬‬
‫بمرسوم يتخذ يف املجلس الوزاري‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪258‬‬

‫ف ‪105‬‬ ‫●صالحية جملس النواب لوحده يف املعارضة يف مواصلة احلكومة‬


‫حتمل مسؤوليتها بالتصويت عىل ملتمس للرقابة‪ ،‬واالكتفاء بتوقيع‬
‫مخس أعضاء املجلس (بدل الربع) من أجل تقديم امللتمس‪.‬‬
‫ف ‪106‬‬ ‫●إمكانية مساءلة جملس املستشارين للحكومة عن طريق ملتمس‬
‫األقل مخس أعضائه‪ ،‬وال يقع التصويت عليه إال بعد‬ ‫يوقعه عىل ٌ‬
‫مرور ثالثة أيام كاملة عىل إيداعه‪ ،‬إىل باألغلبية املطلقة ألعضائه‪.‬‬
‫وهو امللتمس الذي يبعث به رئيس املجلس عىل الفور إىل رئيس‬
‫احلكومة‪ ،‬الذي يكون له أجل ستة أيام لريعض أمام املجلس‬
‫جواب احلكومة‪ ،‬يتلوه نقاش‪ ،‬ال يعقبه تصويت‪.‬‬
‫ف ‪113‬‬ ‫●إصدار املجلس األعىل للسلطة القضائية‪ ،‬بطلب من امللك أو‬
‫احلكومة أو الربملان‪ ،‬آراء مفصلة حول كل مسألة تتعلق بالعدالة‬
‫مع مراعاة مبدأ فصل السلط‪.‬‬
‫ف ‪130‬‬ ‫●إمكانية تعيني رئيس املحكمة الدستورية من بني األعضاء الذين‬
‫ينتخبهم الربملان‪.‬‬
‫●انتخاب جمليس الربملان لألعضاء الستة الذين يمثلونه باالقرتاع‬
‫الرسي وبأغلبية ثلثي األعضاء الذين يتألف منهم كل جملس‪.‬‬
‫●ممارسة املحكمة الختصاصاهتا‪ ،‬وإصدارها للقرارات‪ ،‬حتى‬
‫يف احلالة التي يتعذر فيها عىل املجلسني أو عىل أحدمها انتخاب‬
‫األعضاء الذين يمثلونه‪ ،‬داخل األجل القانوين للتجديد‪ ،‬وذلك‬
‫وفق نصاب ال حيتسب فيه األعضاء الذين مل يقع بعد انتخاهبم‪.‬‬
‫ف ‪132‬‬ ‫●إعطاء صالحية اإلحالة عىل املحكمة خلمس أعضاء جملس النواب‬
‫أو أربعني عضوا من أعضاء جملس املستشارين (بدل الربع)‪.‬‬
‫●بث املحكمة يف الطعون املتعلقة بانتخاب أعضاء الربملان يف أجل‬
‫سنة‪ ،‬ابتداء من تاريخ انقضاء أجل تقديم الطعون إليها‪ .‬وإن كان‬
‫جيوز هلا أن تتجاوز هذا األجل بقرار معلل‪ ،‬إذا استوجب ذلك‬
‫عدد الطعون املرفوعة إليها‪ ،‬أو استلزم ذلك الطعن املقدم إليها‪.‬‬
‫ف ‪134‬‬ ‫●عدم إصدار األمر بتنفيذ مقتىض تم الترصيح بعدم دستوريته عىل‬
‫أساس الفصل ‪ 132‬من الدستور‪.‬‬
‫●نسخ كل مقتىض تم الترصيح بعدم دستوريته عىل أساس الفصل‬
‫‪ 133‬من الدستور (الدفع بعدم الدستورية)‪ ،‬ابتداء من التاريخ‬
‫الذي حددته املحكمة الدستورية يف قرارها‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪259‬‬

‫ف ‪148‬‬ ‫●تقديم املساعدة للربملان يف املجاالت املتعلقة بمراقبة املالية العامة‪،‬‬


‫واإلجابة عىل األسئلة واالستشارات املرتبطة بوظائف الربملان يف‬
‫الترشيع واملراقبة والتقييم املتعلقة باملالية العامة‪.‬‬
‫●رفع املجلس األعىل للحسابات لتقرير سنوي إىل امللك‪ ،‬يتضمن‬
‫بيانا عن مجيع أعامله‪ ،‬ويوجهه أيضا لرئيس احلكومة‪ ،‬وإىل رئييس‬
‫جمليس الربملان‪.‬‬
‫●تقديم الرئيس األول للمجلس عرضا عن أعامل املجلس األعىل‬
‫للحسابات أمام الربملان‪ ،‬ويكون متبوعا بمناقشة‪.‬‬
‫ف ‪159‬‬ ‫●إمكانية إحداث القانون‪ ،‬عالوة عىل املؤسسات واهليئات املذكورة‬
‫يف الدستور‪ ،‬هيئات أخرى للضبط واحلكامة اجليدة‪.‬‬
‫ف ‪160‬‬ ‫●تقديم مؤسسات وهيئات محاية احلقوق واحلريات واحلكامة اجليدة‬
‫والتنمية البرشية واملستدامة والديمقراطية التشاركية‪ ،‬املنصوص‬
‫عليها يف الفصول من ‪ 161‬إىل ‪ 170‬لتقارير عن أعامهلا‪ ،‬مرة واحدة‬
‫يف السنة عىل األقل‪ ،‬يكون موضوع مناقشة من قبل الربملان‪.‬‬
‫ف ‪174‬‬ ‫●عرض امللك‪ ،‬بعد استشارة رئيس املحكمة الدستورية‪ ،‬بظهري عىل‬
‫الربملان مرشوع مراجعة بعض مقتضيات الدستور‪.‬‬
‫●مصادقة الربملان‪ ،‬املنعقد‪ ،‬بدعوة من امللك‪ ،‬يف اجتامع مشرتك‬
‫ملجلسيه‪ ،‬عىل مرشوع املراجعة‪ ،‬بأغلبية ثلثي األعضاء الذين‬
‫يتألف منهم‪.‬‬
‫●اإلحالة عىل النظام الداخيل ملجلس النواب لبيان كيفية تطبيق هذا‬
‫املقتىض‪.‬‬
‫●مراقبة املحكمة الدستورية لصحة إجراءات هذه املراجعة‪ ،‬وإعالن‬
‫نتائجها‪.‬‬
‫ف ‪175‬‬ ‫●عدم تناول املراجعة الدستورية األحكام املتعلقة باالختيار‬
‫الديمقراطي لألمة‪ ،‬وباملكتسبات يف جمال احلريات واحلقوق‬
‫واألساسية املنصوص عليها يف الدستور‪ ،‬إضافة إىل تلك املتعلقة‬
‫بالدين اإلسالمي‪ ،‬وبالنظام امللكي للدولة‪.‬‬
‫ف ‪176‬‬ ‫●التأكيد عىل استمرار املجلسان القائامن وقت دخول الدستور حيز‬
‫التطبيق يف ممارسة مهامهام‪ ،‬ليقوما عىل وجه اخلصوص بإقرار‬
‫القوانني الالزمة لتنصيب جمليس الربملان اجلديدين‪ ،‬دون اإلخالل‬
‫بأحكام الفصل ‪ ،51‬الذي يعطي للملك إمكانية حل الربملان أو‬
‫أحد جملسيه‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪260‬‬

‫حصيلة العمل الترشيعي والرقايب خالل الواليات الربملانية املتعاقبة‬

‫‪1‬‬
‫العمل الترشيعي‬

‫مقرتحات القوانني‬ ‫مشاريع القوانني‬


‫جمموع‬
‫الواليات‬
‫القوانني‬
‫املصادق عليها‬ ‫املقدمة‬ ‫املصادق عليها‬ ‫املحالة‬ ‫الترشيعية‬
‫املصادق‬
‫عليها‬
‫‪6‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪6‬‬ ‫األوىل‬

‫‪23‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪-‬‬ ‫الثانية‬

‫‪145‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪94‬‬ ‫‪131‬‬ ‫‪135‬‬ ‫الثالثة‬

‫‪214‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪131‬‬ ‫‪199‬‬ ‫‪202‬‬ ‫الرابعة‬

‫‪153‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪110‬‬ ‫‪139‬‬ ‫‪147‬‬ ‫اخلامسة‬

‫‪196‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪143‬‬ ‫‪176‬‬ ‫‪185‬‬ ‫السادسة‬

‫‪225‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪187‬‬ ‫‪215‬‬ ‫‪230‬‬ ‫السابعة‬

‫‪164‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪119‬‬ ‫‪150‬‬ ‫‪188‬‬ ‫الثامنة‬

‫‪362‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪414‬‬ ‫‪341‬‬ ‫‪280‬‬ ‫‪2‬‬


‫التاسعة‬

‫‪1478‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪1218‬‬ ‫‪1378‬‬ ‫‪1373‬‬ ‫املجموع العام‬

‫‪12‬‬

‫‪ 11‬تهم هذه املعطيات ح�صيلة الربملان �إىل حدود نهاية ال�سنة الت�رشيعية الثالثة من الوالية الت�رشيعية التا�سعة ‪2011 5‬‬
‫ـ ‪.)2016‬‬
‫‪ 22‬ال يت�ضمن هذا اجلدول معطيات حول م�شاريع القوانني �أو املقرتحات القوانني املودعة بالربملان خالل الوالية‬
‫الت�رشيعية التا�سعة (‪ 2011‬ـ ‪.)2016‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪261‬‬

‫العمل الرقايب‬

‫وسائل رقابية أخرى‬ ‫األسئلة الكتابية‬ ‫األسئلة الشفهية‬


‫الواليات‬
‫املجاب‬ ‫املجاب‬ ‫الترشيعية‬
‫جلان حتقيق‬ ‫ملتمس رقابة‬ ‫املقدمة‬ ‫املقدمة‬
‫عنها‬ ‫عنها‬
‫ـ‬ ‫‪01‬‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫األوىل‬

‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫الثانية‬

‫‪01‬‬ ‫ـ‬ ‫‪589‬‬ ‫‪873‬‬ ‫‪644‬‬ ‫‪1076‬‬ ‫الثالثة‬

‫‪01‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪1374‬‬ ‫‪1713‬‬ ‫‪1958‬‬ ‫‪2443‬‬ ‫الرابعة‬

‫‪01‬‬ ‫ـ‬ ‫‪4316‬‬ ‫‪4412‬‬ ‫‪1812‬‬ ‫‪2988‬‬ ‫اخلامسة‬

‫‪02‬‬ ‫ـ‬ ‫‪8939‬‬ ‫‪9629‬‬ ‫‪4648‬‬ ‫‪7875‬‬ ‫السادسة‬

‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫‪13259‬‬ ‫‪14862‬‬ ‫‪3180‬‬ ‫‪5409‬‬ ‫السابعة‬

‫‪02‬‬ ‫ـ‬ ‫‪7623‬‬ ‫‪8969‬‬ ‫‪2844‬‬ ‫‪5034‬‬ ‫الثامنة‬

‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫‪18184‬‬ ‫‪26925‬‬ ‫‪3433‬‬ ‫‪8200‬‬ ‫‪3‬‬


‫التاسعة‬

‫‪4‬‬
‫‪07‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪54284‬‬ ‫‪67383‬‬ ‫‪18519‬‬ ‫‪33025‬‬ ‫املجموع العام‬

‫‪12‬‬

‫‪ .3‬ال يت�ضمن هذا اجلدول عدد الأ�سئلة ال�شفهية املطروحة خالل الوالية الت�رشيعية التا�سعة (‪ 2011‬ـ ‪.)2016‬‬
‫‪.4‬مع الإ�شارة �إىل �أن جمل�س النواب �سبق خالل الوالية الت�رشيعية التا�سعة ت�شكيل جلنة تق�صي احلقائق حول‬
‫في�ضانات اجلنوب‪ ،‬ولكن عملها مل ينتهي ب�سبب اخلالفات التي ذبت داخلها‪.‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪262‬‬

‫املراجع املعتمدة‬

‫■ الكتب‬
‫◗ ديفيد هيلـــــد‪« :‬منــــاذج الدميقراطية»‪ ،‬ترجمة فا�ضل جتكر‪ ،‬معهد الدرا�سات‬
‫اال�سرتاتيجية‪ ،‬الطبعة الأوىل ‪.2006‬‬
‫◗ عبد الكرمي غالب‪« :‬التطور الد�ستوري والنيابي يف املغرب ‪ 1908‬ـ ‪ ،»2011‬مطبعة‬
‫املعارف اجلديدة‪ ،‬الرباط ‪.2012‬‬
‫◗ بنعبد الله الوكوتي‪« :‬معركتنا �ضد احلزب الوحيد»‪ ،‬الطبعة الأوىل دجنرب ‪.2000‬‬
‫◗ عبد العزيز امل�سيوي‪« :‬ملتم�س الرقابة‪ 1964 :‬ـ ‪ ،1990‬من�شورات مطبعة �أمربيال �سنة ‪.2000‬‬
‫◗ عبد الهادي بوطالب‪« :‬ن�صف قرن من ال�سيا�سة»‪ ،‬من�شورات الزمن �سنة ‪.2001‬‬
‫◗ ح�سن طارق‪« :‬الي�سار و�أ�سئلة التحول‪ :‬درا�سة للتحوالت ال�سيا�سية للي�سار املغربي‬
‫خالل الت�سعينيات»‪ ،‬من�شورات دار القلم للطباعة والن�رش والتوزيع‪ ،‬ط‪� ،1 .‬سنة ‪.2006‬‬
‫◗ �سلوى زرهوين‪ /‬عالء الدين �رسار‪« :‬ح�صيلة املمار�سة الربملانية‪ :‬من �أجل م�ؤ�س�سة‬
‫برملانية يف خدمة الدميقراطية»‪ ،‬من�شورات جمموعة الدميقراطية واحلداثة‪ ،‬الطبعة الأوىل‬
‫يونيو ‪.2014‬‬
‫◗ «ميزانية الدولة»‪ ،‬من�شورات وزارة املالية واخلو�ص�صة‪� ،‬سنة ‪� ،2004‬ص‪.192 .‬‬
‫◗ فونتري عبد الإله‪« :‬العمل الت�رشيعي باملغرب‪� :‬أ�صوله التاريخية ومرجعياته الد�ستورية‬
‫( ‪� 3‬أجزاء)»‪ ،‬مطبعة املعارف‪ ،‬ط‪� 1 .‬سنة ‪� ،2002‬ص ‪.223‬‬
‫◗ كتاب جماعي من تن�سيق ح�سن طارق‪« :‬التن�صيب الربملاين حلكومة بن كريان الثانية‪:‬‬
‫�إ�شكاليات ومواقف»‪ ،‬من�شورات �سل�سلة احلوار العمومي‪� ،‬سنة ‪.2013‬‬
‫◗ جمموعة م�ؤلفني‪« :‬الربملان والدميقراطية يف القرن الع�رشين‪ :‬دليل للممار�سة‬
‫اجليدة»‪ ،‬من�شورات االحتاد الأوروبي �سنة ‪.2006‬‬
‫◗ عبد الإله احلكيم بناين‪« :‬احل�صانة الربملانية و�سلطة النيابة العامة يف حتريك الدعوى‬
‫العمومية»‪� ،‬صادر �سنة ‪.2002‬‬
‫◗ خ�رض خ�رض‪« :‬مفاهيم �أ�سا�سية يف علم ال�سيا�سة»‪ ،‬امل�ؤ�س�سة احلديثة للكتاب‪ ،‬طرابل�س‬
‫(لبنان)‪� ،‬سنة ‪. 2003‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪263‬‬

‫◗ �أتركني حممد‪« :‬نظام املعار�ضة الربملانية‪ :‬درا�سة يف املفهوم ودرو�س التجارب‬


‫املقارنة»‪ ،‬من�شورات جملة احلقوق‪� ،‬سل�سلة الدرا�سات والأبحاث‪ ،‬عدد ‪� ، 8‬سنة ‪.2014‬‬
‫◗ عثمان الزياين‪« :‬ال�سلوك والأداء الربملاين باملغرب (جزءان)‪ ،‬من�شورات جملة‬
‫«احلقوق» املغربية‪� ،‬سل�سلة الدرا�سات والأبحاث‪ ،‬عدد ‪� 4‬سنة ‪.2011‬‬
‫◗ ح�سن قرنفل‪« :‬النخبة ال�سيا�سية وال�سلطة‪� :‬أ�سئلة التوافق»‪ ،‬من�شورات �أفريقيا ال�رشق‪،‬‬
‫�سنة ‪.1997‬‬

‫املقاالت‬ ‫■‬

‫‪Alain Claisse : « le parlement imaginaire » , dans l’ouvrage collectif “l’expe-‬‬


‫◗‬
‫‪rience parlementaire au maroc”; les editions toubkal 1985.‬‬

‫‪ 2‬ـ حممد مدين‪« :‬الربملان يف الن�سق ال�سيا�سي املغربي‪�:‬أفكار حول الوظيفة والبنية»‪،‬‬
‫�ضمن كتاب جماعي حول «التجربة الربملانية املغربية الرابعة ‪ 1984‬ـ ‪� ،»1992‬سنة ‪.1996‬‬
‫‪◗ Menouni Abdeltif‬‬ ‫‪: «  le recours à l’article 19 une nouvelle lecture de la consti-‬‬
‫‪tution » dans la revue juridique politique et économique du maroc n15 ; 1er semestre‬‬
‫‪1984‬‬
‫◗ م�صطفى قلو�ش‪« :‬ال�سقطة الكربى للمجل�س الد�ستوري يف قانون املالية ‪ ،»2014‬موقع‬
‫ه�سربي�س بتاريخ ‪ 27‬فرباير ‪.2014‬‬
‫◗ احل�سان بوقنطار‪« :‬د�ستور ‪ 2011‬والقانون الدويل»‪ ،‬موقع ه�سربي�س بتاريخ ‪9‬‬
‫دجنرب ‪.2014‬‬
‫◗ حممد معت�صم‪« :‬ت�أمالت يف ممار�سة برملان ‪ 1977‬ـ ‪ 1983‬للأ�سئلة ك�أداة ملراقبة‬
‫احلكومة»‪� ،‬ضمن الكتاب اجلماعي حول «التجربة الربملانية يف املغرب»‪� ،‬سل�سلة املعرفة‬
‫االجتماعية‪ ،‬من�شورات دار توبقال للن�رش‪ ،‬ط‪� ،1 .‬سنة ‪.1985‬‬
‫‪◗ Antoine‬‬ ‫? ‪Bozio : comment évaluer les politiques publiques‬‬
‫◗‬ ‫‪Problèmes économiques ; hors- série n° 4 septembre 2013.‬‬

‫◗ ح�سينة �رشون‪« :‬احل�صانة الربملانية»‪ ،‬جملة املفكر‪ ،‬العدد اخلام�س‪ ،‬جامعة حممد‬
‫خ�رض ب�سكرة اجلزائر‪ ،‬مار�س ‪2010.‬‬
‫‪Léoplod Donfack Sokeng : l’institutionnalisation de l’oppositon: une réalité‬‬
‫◗‬
‫‪objective en quéte de consistence, File :c:/pc/Downloads/chapter2‬‬

‫◗ وليم جيل‪« :‬املعر�ضة الربملانية‪ :‬درا�سة مقارنة»‪ ،‬جملة القانون وعلم ال�سيا�سة‪ ،‬عدد‬
‫‪� 5‬سنة ‪.2006‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪264‬‬

‫◗‬ ‫‪Marc Sadoun : « opposition et démocratie »,revue pouvoirs n 108‬‬

‫■ الن�صو�صالقانونية‬
‫◗ الد�ستور الفرن�سي ‪� 4‬أكتوبر ‪( 1958‬مع �آخر التعديالت التي طر�أت عليه بتاريخ ‪23‬‬
‫يوليوز ‪ ،)2008‬مرتجم �إىل العربية من طرف �إيهاب خمتار حممد فرحات (القاهرة ‪19‬‬
‫�أبريل ‪.)2011‬‬
‫◗ الد�ستور الإ�سباين‪ 27‬دجنرب ‪ 1978‬ج‪ .‬ر بتاريخ ‪ 29‬دجنرب ‪.1978‬‬
‫◗ الد�ستور الربتغايل ‪( 1976‬مع �آخر التعديالت لغاية �سنة ‪ )2005‬من�شور مبوقع‬
‫‪constituteproject.org‬‬

‫◗ القانون الأ�سا�سي الأملاين ‪( 1949‬مع التعديالت التي �أدخلت عليه �إىل حدود ‪)2002‬‬
‫من�شورات م�ؤ�س�سة فريدري�ش �إيربت‪ ،‬طبعة يوليوز ‪.2002‬‬
‫◗ الد�ستور امل�رصي ‪ 2014‬من�شور مبوقع ‪.constituteproject.org‬‬
‫◗ الد�ستور الكويتي ‪ 1962‬من�شورات جمل�س الأمة الكويتي‪.‬‬
‫◗ خم�سون �سنة من د�ساتري اململكة املغربية‪ :‬د�ساتري ‪/ 1996/ 1992 / 1972 /1970 /1962‬‬
‫‪ ،2011‬الأمانة العامة للحكومة‪ :‬مديرية املطبعة الر�سمية‪� ،‬سل�سلة الوثائق القانونية املغربية‪،‬‬
‫طبعة ‪.2012‬‬
‫◗ ظهري رقم ‪ 1.56.179‬حمدث للمجل�س الوطني اال�ست�شاري‪ ،‬ج‪ .‬ر عدد ‪ 2286‬بتاريخ‬
‫‪ 17‬غ�شت ‪.1956‬‬
‫◗ قانون تنظيمي رقم ‪ 27.11‬متعلق مبجل�س النواب ‪ ،‬ج‪ .‬ر عدد ‪ 5987‬بتاريخ ‪� 17‬أكتوبر ‪.2011‬‬
‫◗ ظهري رقم ‪� 1.05.208‬صادر بتاريخ ‪ 14‬فرباير ‪ 2006‬معدل لظهري ‪ ،1993‬نظام‬
‫املعا�شات لفائدة �أع�ضاء جمل�سي الربملان‪ ،‬ج‪ .‬ر ‪� 5399‬صادر بتاريخ ‪ 27‬فرباير ‪.2006‬‬
‫◗ القانون التنظيمي رقم ‪ 28.11‬جمل�س امل�ست�شارين‪ ،‬ج‪ .‬ر عدد ‪ 5997‬مكرر بتاريخ ‪22‬‬
‫نونرب ‪.2011‬‬
‫◗ القانون التنظيمي رقم ‪ 085.13‬متعلق ب طريقة ت�سيري اللجان النيابية لتق�صي احلقائق‪،‬‬
‫ج‪ .‬ر عدد ‪ 6282‬بتاريخ ‪ 14‬غ�شت ‪.2014‬‬
‫◗ القانون التنظيمي رقم ‪ 65 /13‬متعلق بتنظيم وت�سيري �أ�شغال احلكومة والو�ضع القانوين‬
‫لأع�ضائها‪ ،‬ج‪ .‬ر عدد ‪ 6348‬بتاريخ ‪� 2‬أبريل ‪2015‬‬
‫◗ القانون رقم ‪ 30‬ـ ‪ 11‬متعلق بتحديد �رشوط وكيفيات املالحظة امل�ستقلة واملحايدة‬
‫لالنتخابات‪ ،‬ج‪ .‬ر عدد ‪ 5984‬بتاريخ ‪� 6‬أكتوبر ‪.2011‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪265‬‬

‫◗ القانون التنظيمي رقم ‪ 59.11‬متعلق بانتخاب �أع�ضاء املجال�س الرتابية‪ ،‬ج‪ .‬ر ‪5997‬‬
‫بتاريخ ‪ 22‬نونرب ‪2011‬‬
‫◗ القانون التنظيمي رقم ‪ 085.13‬متعلق بطريقة ت�سيري اللجان النيابية لتق�صي احلقائق‪،‬‬
‫ج‪ .‬ر عدد ‪ 6282‬بتاريخ ‪ 14‬غ�شت ‪.2014‬‬
‫◗ ظهري رقم ‪� 1.02.212‬صادر بتاريخ ‪ 31‬غ�شت ‪ 2002‬متعلق ب�إحداث الهي�أة العليا‬
‫لالت�صال ال�سمعي الب�رصي‪ ،‬ج‪ .‬ر رقم ‪ 5035‬بتاريخ ‪� 2‬شتنرب ‪.2002‬‬
‫◗ ظهري رقم ‪ 1.11.19‬بتاريخ فاحت مار�س ‪ 2011‬متعلق ب�إحداث املجل�س الوطني حلقوق‬
‫الإن�سان‪ ،‬ج ‪ .‬ر عدد ‪ 5922‬بتاريخ ‪ 3‬مار�س ‪.2011‬‬
‫◗ قانون رقم ‪ 105.12‬متعلق باملجل�س الأعلى للرتبية والتكوين والبحث العلمي‪ ،‬ج‪.‬‬
‫ر‪ 6257‬بتاريخ ‪ 19‬ماي ‪.2014‬‬
‫◗ النظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين كما �صادق عليه املجل�س بتاريخ فاحت يوليوز ‪،2014‬‬
‫املوقع الإلكرتوين ملجل�س امل�ست�شارين‪.‬‬
‫◗ قرار مكتب جمل�س النواب رقم ‪ 170.07‬بتاريخ ‪� 13‬أبريل ‪ 2007‬متعلق بتنظيم‬
‫واخت�صا�صات جمل�س النواب‪ ،‬ج‪ .‬ر عدد ‪ 5534‬بتاريخ ‪ 4‬يونيو ‪.2007‬‬
‫◗ قرار مكتب جمل�س امل�ست�شارين رقم ‪ 3760/13‬بتاريخ ‪ 6‬دجنرب ‪ ،2013‬متعلق بتنظيم‬
‫واخت�صا�صات �إدارة جمل�س امل�ست�شارين‪ ،‬ج‪ .‬ر عدد ‪ 6233‬بتاريخ ‪ 24‬فرباير ‪.2014‬‬
‫◗ ظهري رقم ‪� 1.92.136‬صادر بتاريخ ‪ 1993‬متعلق بنظام املعا�شات لفائدة �أع�ضاء جمل�سي‬
‫الربملان‪ ،‬ج‪ .‬ر عدد ‪4234‬‬
‫◗ القانون التنظيمي رقم ‪ 7.98‬متعلق بقانون املالية‪ ،‬ج‪ .‬ر عدد ‪ 4644‬بتاريخ ‪ 3‬دجنرب ‪.1998‬‬
‫◗ مر�سوم رقم ‪ 2.98.401‬بتاريخ ‪� 26‬أبريل ‪ 1999‬متعلق ب�إعداد وتنفيذ قانون املالية‪ ،‬ج‪.‬‬
‫ر عدد ‪ 4688‬بتاريخ ‪ 6‬ماي ‪.1999‬‬
‫◗ قانون تنظيمي رقم ‪ 130.13‬متعلق بقانون املالية‪ ،‬ج‪.‬ر عدد ‪ 6370‬بتاريخ ‪ 18‬يونيو ‪.2015‬‬
‫◗ قانون رقم ‪� 20.13‬صادر بتاريخ ‪ 30‬يونيو ‪ 2014‬متعلق مبجل�س املناف�سة ج‪.‬ر عدد‬
‫‪ 6276‬بتاريخ ‪ 24‬يوليوز ‪.2014‬‬
‫◗ القانون رقم ‪ 57.11‬متعلق باللوائح االنتخابية العامة وعمليات اال�ستفتاء وا�ستعمل‬
‫و�سائل االت�صال ال�سمعي الب�رصي العمومية خالل احلمالت االنتخابية واال�ستفتائية‪ ،‬ج‪.‬‬
‫ر عدد ‪ 5256‬بتاريخ ‪� 31‬أكتوبر ‪.2011‬‬
‫◗ ظهري رقم ‪� 1.58.250‬صادر يف ‪� 6‬شتنرب ‪ 1958‬متعلق بقانون اجلن�سية املغربي كما وقع‬
‫تغيريه وتتميمه‪ ،‬ج‪ .‬ر عدد ‪ 2395‬بتاريخ ‪� 19‬شتنرب ‪.1958‬‬
‫◗ النظام الداخلي ملجل�س النواب‪� ،‬صيغة ‪ 19‬نونرب ‪ ،2013‬من�شورات جمل�س النواب‪،‬‬
‫�سنة ‪.2014‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪266‬‬

‫فهر�س الكتاب‬

‫تقدمي عام ‪9................................................................................................................‬‬

‫‪:‬‬ ‫الأول‬ ‫الف�صل‬


‫التطورالتاريخي‬

‫املبحث الأول‪ :‬الربملان بني ال�رصاع والتعاي�ش ‪14.............................................................‬‬


‫املطلب الأول‪ :‬البداية املتعرثة للحياة الربملانية ‪15.....................................................‬‬
‫الفقرة الأوىل‪ :‬الوالية الت�رشيعية الأوىل ‪15.............................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬الوالية الت�رشيعية الثانية‪19................................................................‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬عودة احلياة الربملانية وانتظاميتها ‪22.................................................‬‬
‫الفقرة الأوىل‪ :‬الوالية الت�رشيعية الثالثة ‪23..............................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬الوالية الت�رشيعية الرابعة ‪26..............................................................‬‬

‫املبحث الثاين‪ :‬الربملان بني االنفتاح والتغيري ‪28..............................................................‬‬


‫املطلب الأول‪ :‬الربملان وهاج�س ت�أمني االنتقال ال�سلمي للحكم ‪29.............................‬‬
‫الفقرة الأوىل‪ :‬البحث عن �إ�رشاك املعار�ضة الربملانية ‪29.........................................‬‬
‫�أ ـ الوالية الت�رشيعية اخلام�سة‪29.............................................................................‬‬
‫ب ـ الوالية الت�رشيعية ال�ساد�سة ‪32..........................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬ال�سعي نحو تثبيت �رشعية احلكم اجلديد ‪35..........................................‬‬
‫�أ ـ الوالية الت�رشيعية ال�سابعة ‪35...............................................................................‬‬
‫الوالية الت�رشيعية الثامنة ‪36...........................................................................‬‬ ‫بـ‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪267‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬الربملان وهاج�س تفادي انهيار احلكم‪38............................................‬‬


‫الفقرة الأوىل‪ :‬د�ستور ‪ 29‬يوليوز ‪38.............................................................. 2011‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬انتخابات ‪ 25‬نونرب ‪41...............................................................2011‬‬

‫‪:‬‬ ‫الثاين‬ ‫الف�صل‬


‫البنيةال�سيا�سيةوالإدارية‬

‫املبحث الأول‪ :‬البنية ال�سيا�سية للربملان ‪45......................................................................‬‬


‫املطلب الأول‪ :‬الثنائية املجل�سية ‪45...........................................................................‬‬
‫الفقرة الأوىل‪ :‬العنا�رص امل�شرتكة بني املجل�سني ‪46....................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬العنا�رص اخلا�صة بكل جمل�س ‪50........................................................‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬الأجهزة ال�سيا�سية الرئي�سية ‪52..........................................................‬‬
‫الفقرة الأوىل‪� :‬أجهزة الت�سيري والإ�رشاف‪52...........................................................‬‬
‫الرئي�س ‪53..................................................................................................‬‬ ‫�أ ـ‬
‫ب ـ املكتب ‪54...................................................................................................‬‬
‫ج ـ ندوة الر�ؤ�ساء ‪55........................................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪� :‬أجهزة التداول وامل�شاركة ‪56.............................................................‬‬
‫�أ ـ اللجان ‪57.....................................................................................................‬‬
‫ب ـ اجلل�سات العامة ‪63....................................................................................‬‬
‫ج ـ الفرق واملجموعات الربملانية ‪66..................................................................‬‬

‫املبحث الثاين‪ :‬البنية الإدارية للربملان ‪68........................................................................‬‬


‫املطلب الأول‪ :‬مكونات البنية الإدارية ‪69...............................................................‬‬
‫الفقرة الأوىل‪ :‬الكتابة العامة ‪69..............................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬املديريات والأق�سام ‪70......................................................................‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬حدود البنية الإدارية للربملان ‪76.......................................................‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪268‬‬

‫الفقرة الأوىل‪ :‬احلدود املرتبطة باال�ستقالل املايل والإداري‪76................................‬‬


‫�أ ـ حمدودية اال�ستقالل املايل ‪77.......................................................................‬‬
‫ب ـ الف�صل امللتب�س بني ال�سيا�سي والإداري ‪78...................................................‬‬
‫ج ـ ات�سام الهيكل التنظيمي املعتمد باخللط وعدم االن�سجام ‪78..............................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬احلدود املرتبطة بتدبري املوارد الب�رشية ‪79.........................................‬‬
‫�أ ـ �ضعف فعالية تدبري م�ساطر املوارد الب�رشية ‪79..............................................‬‬
‫ب ـ النق�ص احلا�صل على م�ستوى التحليل والبحث ‪80........................................‬‬

‫‪:‬‬ ‫الثالث‬ ‫الف�صل‬


‫الوظائفواملهام‬

‫املبحث الأول‪ :‬الوظائف التقليدية للربملان ‪83...................................................................‬‬


‫املطلب الأول‪ :‬الوظيفة الت�رشيعية‪83.......................................................................‬‬
‫الفقرة الأوىل‪ :‬القوانني املج�سدة للوظيفة الت�رشيعية ‪84..............................................‬‬
‫�أ ـ القوانني العادية ‪84........................................................................................‬‬
‫ب ـ القوانني التنظيمية ‪88..................................................................................‬‬
‫ج ـ اانظام الداخلي للربملان ‪99..........................................................................‬‬
‫د ـ قوانني املالية ‪100...........................................................................................‬‬
‫هـ ـ قوانني الإطار ‪111........................................................................................‬‬
‫و ـ القوانني الد�ستورية ‪113.................................................................................‬‬
‫ع ـ القوانني االتفاقية ‪114....................................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬م�سطرة ممار�سة الوظيفة الت�رشيعية‪117...............................................‬‬
‫�أ ـ امل�سطرة املتبعة خالل املرحلة الربملانية ‪117......................................................‬‬
‫ب ـ امل�سطرة املتبعة بعد املرحلة الربملانية ‪129.......................................................‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬الوظيفة الرقابية ‪133..........................................................................‬‬
‫الفقرة الأوىل‪ :‬الآليات التي ال ترتب م�س�ؤولية احلكومة ‪133......................................‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪269‬‬

‫�أ ـ الأ�سئلة الرقابية ‪133........................................................................................‬‬


‫ب ـ الإحاطة علما ‪139........................................................................................‬‬
‫ج ـ جلان تق�صي احلقائق‪141...............................................................................‬‬
‫د ـ ملتم�س امل�ساءلة ‪144........................................................................................‬‬
‫هـ ـ عر�ض احل�صيلة املرحلية للحكومة ‪144..........................................................‬‬
‫و ـ اال�ستماع للوزراء وم�س�ؤويل امل�ؤ�س�سات واملقاوالت العمومية ‪145..................‬‬
‫ع ـ الزيارات اال�ستطالعية ‪146..........................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬الآيات التي ترتب م�س�ؤولية احلكومة ‪147............................................‬‬
‫�أ ـ الت�صويت على الربنامج احلكومي ‪147.............................................................‬‬
‫ملتم�س الرقابة ‪148......................................................................................‬‬ ‫بـ‬
‫ملتم�س الثقة ‪149..........................................................................................‬‬ ‫جـ‬

‫املبحث الثاين‪ ،‬الوظائف اجلديدة للربملان ‪150..................................................................‬‬


‫املطلب الأول‪ :‬الوظيفة التقييمية ‪150.........................................................................‬‬
‫الفقرة الأوىل‪ :‬العوامل املحددة يف بروز وظيفة التقييم ‪150.......................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬وظيفة التقييم يف د�ستور ‪151.......................................................2011‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬الوظيفة الدبلوما�سية ‪153.....................................................................‬‬
‫الفقرة الأوىل‪� :‬أبعاد الوظيفة الدبلوما�سية للربملان ‪153...............................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪� :‬إكراهات الوظيفة الدبلوما�سية للربملان ‪154..........................................‬‬

‫‪:‬‬ ‫الرابع‬ ‫الف�صل‬


‫الربملانوامل�ؤ�س�ساتالأخرى‬

‫املبحث الأول‪ :‬الربملان وال�سلط التقليدية ‪155.....................................................................‬‬


‫املطلب الأول‪ :‬الربملان وال�سلطة التنفيذية‪156............................................................‬‬
‫الفقرة الأوىل‪ :‬الربملان وامللك ‪156............................................................................‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪270‬‬

‫�أ ـ �سلطات ذات طابع ت�أ�سي�سي ‪157............................................................................‬‬


‫ب ـ �سلطات ذات طابع رمزي ‪158....................................................................‬‬
‫ج ـ �سلطات ذات طابع ت�رشيعي ‪159....................................................................‬‬
‫د ـ �سلطات تتعلق بحل الربملان‪161......................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬الربملان واحلكومة‪162........................................................................‬‬
‫�أ ـ تقييد اخت�صا�صات الربملان يف جمال الت�رشيع ‪162.............................................‬‬
‫ب ـ عقلنة مراقبة الربملان للحكومة‪163...............................................................‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬الربملان وال�سلطة الق�ضائية ‪165...........................................................‬‬
‫الفقرة الأوىل‪ :‬الربملان والق�ضاء الد�ستوري ‪165.......................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬الربملان والق�ضاء املايل ‪166.................................................................‬‬

‫املبحثالثاين‪:‬الربملانوال�سلطاجلديدة‪167.................................................................‬‬
‫املطلب الأول‪ :‬الربملان وهيئات ال�ضبط واحلكامة ‪168...............................................‬‬
‫الفقرة الأوىل‪ :‬جتليات العالقة بهيئات ال�ضبط واحلكامة ‪168......................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬التبا�سات العالقة بهيئات ال�ضبط واحلكامة ‪170.....................................‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬الربملان واملجتمع املدين ‪172................................................................‬‬
‫الفقرة الأوىل‪ :‬التجارب الدولية ‪173.........................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬التجربة املغربية ‪175...........................................................................‬‬

‫‪:‬‬ ‫اخلام�س‬ ‫الف�صل‬


‫النظامالقانوينللأع�ضاء‬

‫املبحثالأول‪:‬اكت�سابال�صفةالربملانيةوفقدانها ‪178...................................................‬‬
‫املطلب الأول‪ :‬اكت�ساب ال�صفة الربملانية ‪178..............................................................‬‬
‫الفقرة الأوىل‪� :‬رشوط و�أهلية الرت�شيح ‪178...............................................................‬‬
‫�أ ـ ال�رشوط اجلوهرية للرت�شيح ‪179....................................................................‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫الربملاناملغربي‪:‬البنيةوالوظائف‬
‫‪271‬‬

‫ب ـ ال�رشوط ال�شكلية للرت�شيح ‪184......................................................................‬‬


‫الفقرة الثانية‪ :‬طريقة االنتخاب‪187...........................................................................‬‬
‫�أ ـ �شكل االقرتاع يف جمل�س النواب ‪188...............................................................‬‬
‫ب ـ �شكل االقرتاع يف جمل�س امل�ست�شارين ‪189......................................................‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬فقدان ال�صفة الربملانية ‪189..................................................................‬‬
‫الفقرة الأوىل‪ :‬الأ�سباب العامة ‪189...........................................................................‬‬
‫�أ ـ انتهاء مدة الوالية ‪189.....................................................................................‬‬
‫ب ـ حل الربملان ‪191..........................................................................................‬‬
‫‪191.........................................................................‬‬ ‫الفقرة الثانية‪ :‬الأ�سباب اخلا�صة‬
‫�أ ـ التنايف مع ممار�سة بع�ض املهام ‪191......................................................................‬‬
‫ب ـ التجريد من ال�صفة الربملانية ‪193........................................................................‬‬
‫ج ـ �إلغاء نتيجة االقرتاع ‪197....................................................................................‬‬
‫د ـ اال�ستقالة �أو الوفاة ‪197........................................................................................‬‬

‫املبحثالثاين‪:‬ال�ضماناتوااللتزاماتاملرتبطةبال�صفةالربملانية ‪198...........................‬‬
‫املطلب الأول‪ :‬ال�ضمانات املمنوحة للربملاين ‪199.......................................................‬‬
‫الفقرة الأوىل‪ :‬نظام احل�صانة‪199.............................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬نظام التعوي�ضات ‪202.........................................................................‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬االلتزامات و�ضوابط العمل ‪204.........................................................‬‬
‫الفقرة الأوىل‪ :‬ممار�سة الوظيفة الربملانية ‪204...........................................................‬‬
‫�أ ـ االلتزام باحل�ضور‪204....................................................................................‬‬
‫ب ـ امل�شاركة يف �أعمال الربملان ‪205....................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬عدم الإخالل بقواعد ال�سلوك‪206........................................................‬‬
‫�أ ـ احرتام النظام وعدم الإخالل به ‪207..............................................................‬‬
‫ب ـ عدم ت�أ�سي�س هيئات �أو عقد اجتماعات خا�صة ‪207..........................................‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬


‫�أحمد بوز‬
‫‪272‬‬

‫الف�صلال� ‪:‬‬
‫ساد�س‬
‫مكانةاملعار�ضةالربملانية‬

‫املبحثالأول‪:‬جتلياتالتحوليفو�ضعيةاملعار�ضةالربملانية ‪211...................................‬‬
‫املطلب الأول‪ :‬التحديد القانوين ملفهوم املعار�ضة الربملانية ‪211...................................‬‬
‫الفقرة الأوىل‪ :‬حمددات التعريف القانوين للمعار�ضة ‪211.........................................‬‬
‫الفقرة الثاين‪ :‬التبا�سات التعريف القانوين للمعار�ضة ‪212...........................................‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬ت�أمني نوع من احلماية القانونية للمعار�ضة الربملانية ‪214.....................‬‬
‫الفقرة الأوىل‪ :‬االعرتاف ب�رشعيتها وب�أهميتها يف احلياة الربملانية ‪214........................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬متكينها من حقوق خا�صة تتجاوز حدود متثيليتها‪216............................‬‬

‫املبحثالثاين‪:‬حدودالتحوليفو�ضعيةاملعار�ضةالربملانية ‪218....................................‬‬
‫املطلب الأول‪ :‬حدود مرتبطة بالت�أطري الد�ستوري حلقوق املعار�ضة الربملانية ‪219.....‬‬
‫الفقرة الأوىل‪� :‬ضعف احلقوق الد�ستورية املقررة للمعار�ضة الربملانية ‪219.................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬ا�صطدام ممار�سة املعار�ضة الربملانية حلقوقها ببع�ض القيود ‪220...........‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬حدود مرتبطة بالتفعيل الت�رشيعي حلقوق املعار�ضة الربملانية ‪221.........‬‬
‫الفقرة الأوىل‪ :‬حتكم الأغلبية يف و�ضع حقوق املعار�ضة الربملانية ‪222........................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬تبني الق�ضاء الد�ستوري تف�سريا �ضيقا حلقوق املعار�ضة الربملانية ‪222.....‬‬
‫خامتة ‪225...................................................................................................................‬‬
‫مالحق ‪229..................................................................................................................‬‬
‫املراجعاملعتمدة ‪262....................................................................................................‬‬
‫فهر�سالكتاب ‪266........................................................................................................‬‬

‫نونرب‪2016‬‬ ‫●‬ ‫عددخا�صاجلزء ‪XIII‬‬ ‫●‬ ‫املجلةاملغربيةللعلومال�سيا�سيةواالجتماعية‬

You might also like