Professional Documents
Culture Documents
البرلمان المغربي بوز
البرلمان المغربي بوز
ﺑﺎﻟﻤﻐﺮﺏ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ
املغــربي
N° 6 Volume IX- Mai 2014
ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ
الربملان
N° 6 Volume IX- Mai 2014 ﺍﻟـﻌــﺩﺩ 6ﺍﻟﺟﺯء IXﻣـــــــــﺎﻱ 2014
ﻭﺍﻵﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻕ
✺
البﻟـ ـنيةﺤـﺼ ـﻴ ـﻠــﺔ
والوظائف ﺍﻟ ـ ــﻮﺍﻗ ـ ــﻊ ،ﺍ✺
ﺑﺎﻟﻤﻐﺮﺏ
ﺑﺎﻟﻤﻐﺮﺏ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ
ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﺻــﺪر ﻫـــﺬا اﻟــﻌــﺪد
ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ �أحمــد بوز
ﺑــﺪﻋـــــــﻢ ﻣـــــﻦ
ﻣـــــﻦ
ﻣـــــﻦ ﺑــﺪﻋـــــــﻢ
ﺑــﺪﻋـــــــﻢ اﻟــﻌــﺪد
اﻟــﻌــﺪد ﻫـــﺬاﻫـــﺬا
ﺻــﺪرﺻــﺪر
)اﳌــﺎﻧـﻴـﺎ(
)اﳌــﺎﻧـﻴـﺎ( ﺳــﺎﻳــــﺪل
ﺳــﺎﻳــــﺪل ﻫـــﺎﻧــﺲ
ﻫـــﺎﻧــﺲ ﻣـــﺆﺳـﺴـﺔ
ﻣـــﺆﺳـﺴـﺔ
http://cress-revuesciencespo.um5s.ac.ma
امل�س�ؤول عن التوا�صل
ه�شام النقا�ش
امل�س�ؤول عن اال�شرتاكات
ب�رشى العوين
الهند�سة املعلوماتية
املتيتي عبد الرحمان
املجل�سالعلمي
*
الراحل ادري�س بن علي
جنيب �أق�صبي ،مرمي عوام ،عبد الرحمان العمراين ،حممد عياط ،جامع بي�ضا،
حممد عثمان بنجلون ،عبد املغيث بن م�سعود طريدانو ،حممد بناين ،نادية الربنو�صي،
عبد القادر برادة ،م�صطفى بوهندي ،ب�شارة خادر ،حممد ك�شاين ،حممد ال�شيكر� ،أمينة
الدباغ ،عز الدين غفران ،عبد ال�سالم ال�شدادي،حممد حمودي ،حنتي �سعيد ،م�صطفى
ح�سني الإدري�سي ،عبد اللطيف اللعبي ،حممد الـمرغادي ،لوي�س مارتنيز ،حممد
مدين ،حممد مقيت ،جون �إيف موا�رسون ،جمال الدين ناجي ،ح�سن ر�شيق ،ر�ضوان
الطويل ،حممد ال�سا�سي ،علي ال�سغرو�شني ،جان زاغانياري�س ،عبد الرحمان زنان.
جلنةالتحرير
�سمري �أمغار ،ه�شام عطو�شي،يون�س برادة،عزيز �شهري ،حممد دوخة�،إلهام
الدكايل� ،أحمد بوز ،عبد الـمومن الكداري� ،أيوب الفا�سي ،ع�صام حكمي ،عبد
احلفيظ �إدمينو،غ�سان الأمراين ،م�صطفى اخللفي،نزار القاديري� ،آمل خيدر،
العربي كولو ،جنية العبدالوي معن ،املعطي موجنيب ،عبد العزيز قراقي� ، ،إدري�س
ك�سيك�س� ،أمل معنينو،حممد �أوبنال ،بن علي �صديقي ،يو�سف ال�صديق ،الزواوي
ح�سن ،حو�س �سينغري.
الئحةاملتعاوننيواملرا�سلني
�أ�سماء عبقري ،رزيقة بن ال�شيخ� ،سهام بلخدير ،بو�رشى العوين� ،ستيف كودجو،
عبد الواحد غياث� ،سناء القا�سمي ،م�صطفى خالد،هاجر �سخري ،روك�س مارييل،
فاطمة الزهراء مزكيد،ه�شام النقا�ش،هناء غرنيط� ،إليا�س ال�سقاط ،عزيز التناين.
تقديم
ما من �شك �أن الربملان ميثل يف الوقت احلا�رض �أحد �أهم امل�ؤ�س�سات ال�سيا�سية احلديثة� ،إن
مل يكن �أهمها على الإطالق ،التي جت�سد فكرة الدميقراطية ،وتعك�س م�شاركة املواطنني يف
تدبري �ش�ؤونهم .فهو منتخب من طرف ال�شعب ،ويتوىل با�سمه �سن القوانني ومراقبة �أعمال
ال�سلطة التنفيذية .وهي الأهمية التي كان ماك�س فيرب قد توقف عندها قبل قرن من الآن،
عندما �أ�شار �إىل �أن الربملان ي�ضمن قدرا من االنفتاح يف احلكم� ،إذ ي�ؤمن فر�صة للتعبري عن
الآراء وامل�صالح املتناف�سة .كما يوفر املكان املنا�سب للتفاو�ض حول املواقف املت�شددة ،حيث
ي�ستطيع املمثلون ال�سيا�سيون فيه �أن يجعلوا اخلطط البديلة وا�ضحة �أمام �أفراد وجماعات
ذوي م�صالح مت�ضاربة ،و�صوال �إىل خلق فر�ص احللول الو�سطى املحتملة.1
لكن هذه املكانة التي حتتلها امل�ؤ�س�سة الربملانية تتفاوت من جتربة �سيا�سية �إىل �أخرى
بح�سب اختالف امل�سارات ال�سيا�سية لكل واحدة منها ،واختالف طبيعة نظامها الد�ستوري
واحلزبي .فهي تبدو �أكرث نفوذا وت�أثريا يف البلدان ذات النظام الرئا�سي ،التي ي�سمح
فيها الف�صل احلا�سم لل�سلطات باالنفراد مبمار�سة ال�سلطة الت�رشيعية ،والتحرر بالتايل
من القيود التي ميكن �أن تفر�ضها ال�سلطة التنفيذية يف هذا املجال ،مقارنة بالبلدان ذات
الأنظمة الربملانية ،وخا�صة تلك التي تعتمد نظام الثنائية احلزبية ،حيث مل تعد تلك ال�صورة
املر�سومة للربملان باعتباره «ميكن �أن يفعل كل �شيء �إال �أن يحول الرجل �إىل امر�أة» قائمة،
يف ظل تكري�س نتائج االنتخابات لفوز �أحد احلزبني بالأغلبية ،وما ي�ؤديه ذلك من حتكم
رئي�س الوزراء يف ال�سلطة الت�رشيعية ،وجعل الربملان ،بالتايل ،جمرد �آلية للت�صويت على
م�شاريع القوانني التي يجري حت�ضريها من طرف احلكومة ،و�إن كان ذلك ال يعني �أنه
يخ�ضع دائما ويف جميع الظروف للحكومة ،لي�س فقط لأن املعار�ضة تتميز بو�ضع امتيازي
خا�ص ي�سمح لها بهام�ش مهم من حرية التحرك ،و�إمنا �أي�ضا لأن الأغلبية الربملانية نف�سها قد
ت�أخذ يف بع�ض الأحيان م�سافة حيال اختيارات وتوجهات احلكومة.
11ديفيد هيلد« ،مناذج الدميقراطية» ،ترجمة فا�ضل جتكر ،معهد الدرا�سات اال�سرتاتيجية ،الطبعة الأوىل ،2006
�ص.294/295 .
يف النظام الد�ستوري املغربي ،و�إن كان ي�صعب مقارنة مكانة الربملان مبا هو قائم يف
الدميقراطيات الغربية ،ف�إن ذلك ال يعني �أنه بدون فائدة .فهو ،كما قال عنه �أحد الباحثني
الأجانب« ،ي�شغل مكانة مهمة ولكن وظيفته احلقيقية مل تكن توجد حيث نظن وجودها .فهي
لي�ست وظيفة اتخاذ القرار �أو املراقبة بقدر ما يتعلق الأمر بالتمثيل باملعنى امل�رسحي للكلمة،
حيث يلعب الربملان متثيلية رمزية ال حميد عنها لبناء اخليال االجتماعي» .2مبعنى �آخر،
ف�إن هذه امل�ؤ�س�سة ظلت مت�أرجحة بني �إظهار احلاجة �إليها باعتبارها حتيل �إىل الدميقراطية
والكونية ويف نف�س الوقت ال�سعي نحو تلجيمها لكي ال ت�صبح مكانا فعليا لل�سلطة.
هذا الأمر �إذا كان يعك�س طبيعة النظام ال�سيا�سي القائم وتنافيه مع وجود �أية ممار�سة
�سيا�سية تطمح �إىل الو�صول �إىل ال�سلطة ،و�سعيه الدائم �إىل احتالل موقع ال�صدارة يف النظام
ال�سيا�سي ،3و�أن يكون مركز اجلذب يف العملية ال�سيا�سية ،فقد ا�ستخدمت يف �صنعه �أدوات
د�ستورية و�أخرى انتخابية .فقد �أدت املراجعات الد�ستورية الالحقة على د�ستور ،1962
با�ستثناء املراجعة الد�ستورية ل�سنة � ،1992إىل املزيد من تقلي�ص �سلطاته يف املجال الت�رشيعي،
وجتريده من الو�سائل املالئمة التي ت�سمح له بالقيام مبراقبة فعلية لعمل احلكومة .كما �أدى
منط االقرتاع والتقطيع االنتخابي والتدخل املبا�رش يف جمريات االقرتاع �إىل التحكم يف
العملية االنتخابية ،ويف �إفراز بنية برملانية �ضعيفة وه�شة .ال�شيء الذي كان له انعكا�س على
�أدائه الت�رشيعي والرقابي معا� ،إذ تبدو ح�صيلة الربملان على هذين امل�ستويني جد متوا�ضعة،
�أخذا بعني االعتبار قلة الإنتاج الت�رشيعي ( 1217ن�صا ت�رشيعيا �إىل حدود ،)2013والهيمنة
املطلقة للمبادرة احلكومية عليه ( 65يف املائة من الن�صو�ص الت�رشيعية امل�صادق عليها كانت
مببادرة حكومية) ،واحتالل القوانني االتفاقية حيزا هاما فيه ( 25يف املائة) ،وبقاء املبادرة
الربملانية يف جمال التعديل الد�ستوري معطلة ،ف�ضال عن اخت�صار املمار�سة الرقابية
للربملان يف الأ�سئلة (� 19655س�ؤاال �شفهيا و� 40821س�ؤاال كتابيا �إىل حدود �سنة ،)2013يف
ظل ال�رشوط التي يتطلبها توظيف الآليات الأخرى ،حيث مل يعرف الربملان املغربي طيلة
فرتة وجوده �سوى تقدمي ملتم�سي رقابة ،وحتريك ثمانية جلان تق�صي احلقائق.4
2. Alain Claisse : "Le parlement imaginaire” dans l’ouvrage collectif “l’experience parlementaire au
Maroc”; les editions toubkal 1985 p. 57
33حممد �شقري« :القرار ال�سيا�سي باملغرب» ،من�شورات دار الألفة� ،سنة .1992
44اعتمدنا يف هذه الأرقام على ما ت�ضمنته «املو�سوعة اخلم�سينية للعالقات بني احلكومة والربملان ،»1913 1963
التي �أعدتها الوزارة املكلفة بالعالقات مع الربملان واملجتمع املدين.
لكن هذه الو�ضعية �إذا كانت قد دفعت يف وقت ما بع�ض الباحثني �إىل الإقرار ال�رصيح
بال جدوى االهتمام بدار�سة الربملان ،والرتكيز بدال عنه على امل�ؤ�س�سة التي متتلك ال�سلطة
وت�صنع القرار� ،أي امللكية ،ف�إن ذلك مل مينع من تراكم عدد من الدرا�سات والأبحاث
حول هذا املو�ضوع ،و�إن كانت قد هيمنت عليها ،حتت ت�أثري �ضعف �سلطة الربملان ،ما
ميكن ت�سميتها مبقرتبات علم ال�سيا�سة ،التي تتميز �أ�سا�سا بـ«�إعطاء �أهمية بالغة للمحيط على
ح�ساب امل�ؤ�س�سة ،واالهتمام بالوظائف ب�شكل مبالغ فيه ،وذلك على ح�ساب امل�سطرة ،ثم
الرتكيز على ال�سلوك على ح�ساب القواعد».5
هذا الواقع �أخذ يتغري يف ال�سنوات الأخرية لي�س فقط من ناحية ات�ساع حجم االهتمام
املعريف بعمل الربملان وبوظائفه يف احلياة ال�سيا�سية املغربية ،و�إمنا �أي�ضا على م�ستوى املنحى
الذي �سارت عليه توجهات البحث يف هذا املجال ،حيث �ساهمت عدة عوامل ،ويف مقدمتها
التحوالت النوعية التي عرفها الإطار القانوين املنظم لالنتخابات الت�رشيعية ولعمل امل�ؤ�س�سة
الربملانية ،يف جعل املقاربة القانونية حتظى بن�صيب وافر من االهتمام ،وتفر�ض نف�سها بقوة
باعتبارها مقاربة ال ميكن اال�ستغناء عنها ،وميكن �أن ت�ؤدي �إىل نتائج علمية قابلة لأن ت�ستثمر
يف اجتاهات خمتلفة حتى ولو كان ي�صعب االقت�صار عليها وحدها .6وهو االجتاه الذي من
املفرت�ض �أن يتعزز يف امل�ستقبل يف ارتباط مبا حمله د�ستور ،2011والن�صو�ص الت�رشيعية
املنبثقة عنه ذات العالقة بامل�ؤ�س�سة الربملانية ،من مقت�ضيات عملت على تعزيز �صالحيات هذه
امل�ؤ�س�سة لي�س فقط يف جمال الت�رشيع واملراقبة بل يف جمال تقييم ال�سيا�سات العمومية �أي�ضا.
يف هذا الإطار ،يحاول كتاب «الربملان املغربي :البنية والوظائف» ر�صد �أثر هذه
التحوالت يف القواعد الد�ستورية والقانونية املنظمة للربملان املغربي على بنيته ووظائفه،
حيث يتناول نوعية العالقات التي تن�سجها امل�ؤ�س�سة الربملانية مع باقي امل�ؤ�س�سات الد�ستورية
الأخرى (امللكية ،احلكومة ،الق�ضاء ،هيئات احلاكمة وال�ضبط ،)...والوظائف
والأدوار الد�ستورية التي ت�ضطلع بها يف املجاالت الت�رشيعية والرقابية والتقييمية واملالية
والدبلوما�سية ،والت�أ�سي�سية ،وطبيعة بنيتها ال�سيا�سية والإدارية وتركيبتها الب�رشية
(الربملانيون) ،ف�ضال عن التمايزات والتداخالت املوجودة بني املجل�سني املكونني لها يف
�إطار ما يعرف بالثنائية الربملانية ،و�أخريا الو�ضعية اجلديدة التي �أ�ضحت تتوفر عليها
املعار�ضة الربملانية يف ظل الد�ستور املغربي اجلديد.
55حممد مدين«،الربملان يف الن�سق ال�سيا�سي املغربي� :أفكار حول الوظيفة والبنية»� ،ضمن الكتاب اجلماعي
«التجربة الربملانية املغربية الرابعة � ،»1992 1984سنة � ،1996ص .46
66حممد مدين ،مرجع �سابق� ،ص.46 .
الف�صل الأول
تعود بداية التفكري يف �إحداث برملان مغربي �إىل ال�سنوات الأوىل من القرن الع�رشين ،حيث
كان م�رشوع د�ستور 1908قد حتدث عن «منتدى لل�شورى» ،يتكون من جمل�سني� ،أحدهما
يطلق عليه «جمل�س الأمة» ،والثاين يطلق عليه «جمل�س ال�رشفاء» ،حمددا اخت�صا�صات كل
منهما ،وطبيعة الع�ضوية فيهما ،وال�رشوط املطلوبة يف ذلك ،ف�ضال عن مدة االنتداب .لكن
هذا امل�رشوع كان قد تعر�ض للإجها�ض من طرف احلماية ،التي كان من نتائجها تراجع
التفكري املبا�رش يف امل�س�ألة الد�ستورية والدميقراطية عموما ،و�ضعف تقدير �أهميتها ،قبل �أن
ت�شكل الفرتة التي تلت مبا�رشة اال�ستقالل منطلقا مل�سار جديد يف عالقة النخبة ال�سيا�سية املغربية
بهذه امل�س�ألة.
ففي غمرة احلما�س الذي ميز هذه املرحلة� ،أ�صبح االهتمام ببناء الدولة املغربية يحتل
م�ساحات مهمة من ان�شغاالت الفاعلني ال�سيا�سيني ،وارتفعت ،بالتايل ،وثرية اخلطوات
التي �ستمهد الطريق للت�أ�سي�س لأول جتربة د�ستورية يف املغرب ،بع�ضها اتخذ طابعا د�ستوريا
مبا�رشا ،يف حني متثل بع�ضها الآخر يف �إحداث بع�ض امل�ؤ�س�سات ال�سيا�سية ،من بينها املجل�س
الوطني اال�ست�شاري ،الذي كان عبارة عن «برملان غري منتخب» مكون من � 76شخ�صية
متثل النزعات ال�سيا�سية ،1واملنظمات االقت�صادية االجتماعية ،2ف�ضال عن هيئات خمتلفة،3
و�شخ�صيات م�ستقلة ،4حيث حددت مهامه يف �أخذ نظره يف «ميزانية الدولة العامة وامليزانيات
الإ�ضافية» ،وا�ست�شارته يف جميع الق�ضايا التي يقت�ضي نظر امللك عر�ضها عليه ،وبالأخ�ص
11يبلغ عددها � 16شخ�صية 10منها حلزب اال�ستقالل و 6حلزب ال�شورى واال�ستقالل.
10 22ميثلون االحتاد املغربي لل�شغل 18 ،عن الفالحني 9 ،عن التجار ورجال ال�صناعة.
2 33عن املحامني 3 ،عن املهن الطبية وال�صيدلية 2 ،عن املهند�سني يف ال�صناعة والفالحة 4 ،عن العلماء 2 ،عن
امل�ؤ�س�سات الثقافية ،حرب عن رجال الدين اليهود 3 ،عن منظمات ال�شباب والريا�ضة.
� 6 44أع�ضاء ال ينتمون لأي من احلزبني املمثلني يف املجل�س� ،أي حزب اال�ستقالل وحزب ال�شورى واال�ستقالل.
منها ال�سيا�سية واالقت�صادية واالجتماعية .5كما خولت لأع�ضائه �إمكانية توجيه �أ�سئلة� ،شفوية
�أو كتابية� ،إىل وزير حول امل�سائل التي هي من اخت�صا�ص وزارته لكي يجيب عليها يف ظرف
�أ�سبوع.6
بيد �أن ن�شاط املجل�س �رسعان ما جتمد بعد �سنتني ون�صف من �إحداثه ( 12نونرب - 1956
23ماي ،)1959يف ارتباط باخلالفات التي �أخذت تتعمق بني الق�رص وحزب اال�ستقالل
باعتباره املكون الرئي�سي للحركة الوطنية ،وداخل حزب اال�ستقالل نف�سه بعد �أن قاد
رئي�س املجل�س الوطني اال�ست�شاري (املهدي بنربكة) ،مبعية قياديني �آخرين ،متردا حزبيا
كان من نتائجه ح�صول �أول ان�شقاق يف احلزب وميالد االحتاد الوطني للقوات ال�شعبية
على ي�ساره.
وقد تطلب الأمر انتظار �صدور الد�ستور املغربي الأول ( 14دجنرب )1962النطالق
�أول جتربة برملانية ع�رصية تلتها حلد الآن ثمانية جتارب برملانية �أخرى ،ميكن التمييز يف
�إطارها بني مرحلتني �أ�سا�سيتني تبعا لطبيعة التحوالت ال�سيا�سية والد�ستورية التي حتكمت يف
ميالدها ،وما كان لها من ت�أثري يف هيكلتها وتنظيمها و�آليات ا�شتغالها ،ويف طريقة انتخابها،
ونوعية الوظائف التي ا�ضطلعت بها ،و�أي�ضا يف مدى ا�ستقرارها وانتظامية عملها.
55الف�صل 2من الظهري رقم 1.56.179املحدث للمجل�س الوطني اال�ست�شاري ،ج .ر عدد 2286بتاريخ 17غ�شت
.1956
66الف�صل 15من الظهري املحدث للمجل�س امل�شار �إليه �آنفا.
�أخذا بعني االعتبار هيمنة امل�ؤ�س�سة امللكية على احلياة ال�سيا�سية يف ظل املرحلة ما قبل
الد�ستورية ،فقد كان يفرت�ض يف االنتقال �إىل املرحلة الد�ستورية �أن يعيد النظر يف هذه
الو�ضعية ،ال�سيما وقد �أ�صبحت تثري حفيظة القوى ال�سيا�سية الرئي�سية يف البالد .7لكن ،يبدو
من الكيفية التي جرى بها تنظيم ال�سلطات يف ظل د�ستور � 1962أن هذا الأخري مل يذهب بعيدا
يف الت�أ�سي�س لعالقات من نوع جديد بني امل�ؤ�س�سة امللكية وباقي امل�ؤ�س�سات التي �أ�صبح ين�ص
عليها ،و�أعاد ،بالتايل� ،إنتاج مركزية امللكية وهيمنتها على احلياة ال�سيا�سية .وقد جتلى ذلك
وا�ضحا يف القيود الد�ستورية التي خ�ضع لها الربملان ،والتي اتخذت ثالثة �أبعاد �أ�سا�سية:
�أ ـ �إ�ضعاف متثيله ال�شعبي من خالل خلق برملان مكون من جمل�سني :جمل�س نواب
ينتخب �أع�ضاءه باالقرتاع العام املبا�رش ،وجمل�س م�ست�شارين ينتخب �أع�ضاءه باالقرتاع
غري املبا�رش ،واعتماد منط اقرتاع (منط االقرتاع الفردي اال�سمي يف دورة واحدة) ي�سهم
يف ت�شتيت اخلريطة ال�سيا�سية ويحول دون �إمكانية الو�صول �إىل حزب �أغلبي.8
77كان حزب اال�ستقالل قد �أخذ يثري هذه امل�س�ألة منذ ،1958كما ي�ؤكد ذلك هذا املقتطف من خطاب من عر�ض
لعبد الرحيم بوعبيد �أمام اللجنة ال�سيا�سية حلزب اال�ستقالل بتاريخ � 17أبريل « « :1958نحن يف بلد لي�س فيها
د�ستور �أو د�ستور تقليدي مرجتل ،هناك نوع من العالقة بني رئي�س الدولة وبني احلكومة ،ال نخفي على �أنف�سنا
�أن احلكومة التي كانت (يق�صد حكومة البكاي) ،ال ميكن �أن ت�سمى حكومة عندها تفوي�ض :كل امل�س�ؤولية يف يد
جاللة امللك والتفوي�ض غري موجود ( )...ونحن ال نطلب امل�ستحيل ولكن على الأقل نطلب تنظيم العالقة بني
امللك واحلكومة.»...
88مع الإ�شارة هنا �إىل �أن منط االقرتاع هذا مل ين�ص عليه الد�ستور و�إمنا اعتمد من خالل قانون تنظيمي �أقره امللك
يف �أبريل من �سنة .1963
ب ـ حتديد الد�ستور لنظام عمله ،كما يظهر ذلك من خالل ح�رص انعقاده يف دورتني
(نونرب و�أبريل) ،و«�إمكانية ختم احلكومة لهما مبر�سوم �إذا جتاوزت �شهرين» ،و«عقد
دورات ا�ستثنائية مبر�سوم �أو بطلب من ثلث �أع�ضاء الربملان ،»..و«عقد جل�سات �رسية
بطلب من الوزير الأول �أو ع�رش �أع�ضاء الربملان» ،والن�ص على انتخاب الرئي�س بالأغلبية
وانتخاب املكتب بالتمثيل الن�سبي (لكل فريق) ،وو�ضع مكتب كل جمل�س جلدول �أعماله
وت�ضمنه ،بالأ�سبقية وح�سب الرتتيب الذي حتدده احلكومة ،مناق�شة امل�شاريع واملقرتحات
املقبولة من طرفها ،والن�ص على ا�ستمرار عمل اللجان خالل الفرتة الفا�صلة بني الدورات.
ج ـ عقلنة اخت�صا�صاته ،على نحو ما يربز ذلك يف العنا�رص التالية:
�أوال ـ تقلي�ص �سلطته الت�رشيعية ،من خالل حتديد اخت�صا�صاته على �سبيل احل�رص،9
وجعله م�رشعا ا�ستثنائيا واحلكومة م�رشعا عاديا ،10و�إباحة تفوي�ض �صالحياته الت�رشيعية،11
ومنح احلكومة الأولوية يف امل�سطرة الت�رشيعية ،حيث يتيح لها ذلك �إمكانية التحكم يف جدول
الأعمال ،وتناول مناق�شة م�شاريع القوانني يف القراءة الأوىل للن�ص املقدم من طرفها،
وم�شاركة الربملان يف حق التعديل ،والدفع بعدم قبول كل اقرتاح �أو تعديل ال يدخل يف
جمال القانون� ،إ�ضافة �إىل تقييد مناق�شة م�شاريع القوانني التنظيمية مبرور مدة حمددة...
ثانيا ـ تقييد �سلطته املالية ،عرب عدم الت�صويت بقبول نفقات التجهيز التي يتطلبها �إجناز
التخطيط �إال مرة واحدة عندما يوافق على التخطيط وي�ستمر مفعول املوافقة طيلة مدة
99الف�صل 45من د�ستور .1962
110الف�صل 49من د�ستور .1962
111قانون الإذن الف�صل 47من د�ستور ،1962مرا�سيم ال�رضورة الف�صل 58من نف�س الد�ستور.
املخطط ،وحتديد مدة زمنية للت�صويت على م�رشوع قانون املالية ،12و�إعطاء الإمكانية
للحكومة لفتح االعتمادات مبر�سوم عند انتهاء هذه املدة ،ورف�ض مقرتحات وتعديالت
�أع�ضاء الربملان �إذا كانت ت�ؤدي �إما �إىل تخفي�ض املوارد العمومية� ،أو �إحداث تكليف
عمومي �أو الزيادة يف تكليف موجود.13
ثالثا ـ تقنني �سلطته الرقابية� ،إما من خالل �إعطاءه �إمكانية ممار�سة و�سائل رقابية على
احلكومة دون �إثارة م�س�ؤوليتها ال�سيا�سية (الأ�سئلة ،وجلان تق�صي احلقائق� ،)..أو الت�شديد
يف ال�رشوط املطلوبة ال�ستخدامه بع�ض الو�سائل الرقابية التي تتيح �إمكانية �إثارة م�س�ؤوليتها
ال�سيا�سية (ملتم�س الرقابة ،طرح احلكومة مل�س�ألة الثقة بها .)..ف�ضال عن جتاهل التن�صي�ص
على و�سائل رقابية تبدو ذات فعالية يف عالقة الربملان باحلكومة يف الكثري من الأنظمة
الربملانية (اال�ستجواب.)...
رابعا ـ �إ�ضعاف �سلطته الدبلوما�سية ،بالنظر �إىل احتكار امللك حق امل�صادقة على
املعاهدات ،واكتفاء الربملان بالتداول يف تلك التي تلزم مالية الدولة.
لكن رغم هذه القيود يف ال�صالحيات الد�ستورية ،ف�إن ذلك مل مينع الربملان من امل�ساهمة
بفعالية� ،سواء يف �أداء وظيفته الت�رشيعية �أو يف النقا�ش ال�سيا�سي الذي عرفه املغرب وقتئذ.
فعلى امل�ستوى الأول ،جتلى ذلك وا�ضحا يف حجم املبادرات الت�رشيعية التي كان الربملان
م�صدرا لها ( 20مقرتح قانون مقابل 6م�شاريع قوانني فقط) ،و�أي�ضا يف امل�صادقة على
قوانني ذات �أهمية يف التاريخ الت�رشيعي للمغرب ،وخا�صة قانون توحيد الق�ضاء ومغربته
وتعريبه� .أما على امل�ستوى الثاين ،فقد برز ذلك يف ارتفاع درجة حرارة النقا�ش ال�سيا�سي
داخله واحتدامه بني الأغلبية ،ممثلة وقتئذ يف جبهة الدفاع عن امل�ؤ�س�سات الد�ستورية
املعروفة اخت�صارا بـ«الفديك» ( 75مقعدا) ،واملعار�ضة ،ممثلة يف حزبي اال�ستقالل
واالحتاد الوطني للقوات ال�شعبية ( 69مقعدا).
31 112دجنرب من كل �سنة.
113الف�صل 54من د�ستور .1962
ذلك النقا�ش الذي بلغ ذروته يف �أكرث من منا�سبة ،14وب�صفة خا�صة مع تقدمي ملتم�س
الرقابة من طرف املعار�ضة �سنة ،1964التي و�إن مل تتمكن من الو�صول �إىل الن�صاب
القانوين الذي ي�سمح لها ب�إ�سقاط احلكومة ،15فقد جنحت يف «�أن ت�سلط الأ�ضواء الكا�شفة عن
ف�شل االختيارات ال�سيا�سية وو�سائل احلكم التي تقررت منذ ،16»1960و�شكلت ،بالتايل،
�رضبة قوية لالئتالف احلكومي� ،سيما بعد �أن زادت من تعميق الهوة بني اجلبهة و�أحد
مكوناتها الرئي�سية (احلركة ال�شعبية) ،التي مل تكن را�ضية ال عن ت�أ�سي�س �أحمد ر�ضا كديرة
حلزب جديد ،17وال عن الزيادات ال�صاروخية التي عرفتها �أثمنة بع�ض املواد الغذائية،
وخا�صة ال�سكر ،لتقديرها �أنها ت�ؤثر على القدرة ال�رشائية ل�سكان البادية ،الذين ميثلون
م�صدر نفوذها االنتخابي.
على هذا الأ�سا�س فقد �شكلت تلك الأحداث بداية امل�سار الذي �سيقود �إىل و�ضع حد لأول
والية برملانية� ،إذ مع توايل ال�رضبات التي �أخذت تتلقاها احلكومة من طرف معار�ضة
حيوية وقوية ،وتزايد حدة اخلالفات الداخلية التي بد�أت تدب بني �أطرافها ،18قبل �أن
تنهار ب�صفة كلية ب�إقالة مهند�سها من املن�صب احلكومي الذي كان ي�شغله ،19بل و�إبعاده عن
الق�رص وعن جميع املنا�صب ال�سيا�سية لعدة �سنوات ،20ثم اندالع الأحداث اخلطرية التي
114ميكن �أن ن�شري هنا ب�صفة خا�صة �إىل اجلدال الذي �أثري حول رغبة املعار�ضة يف عقد دورة ا�ستثنائية للربملان
ورف�ض الأغلبية احلكومية لذلك ،قبل �أن يح�سم هذا اجلدال بتدخل امللك ل�صالح املعار�ضة التي كانت قد طلبت
التحكيم امللكي ،الذي وقعه عالل الفا�سي ،وكذا اجلدال الذي �أثري حول ق�ضية الإ�صالح الزراعي وتعريب
�صحافة «ما�ص» اال�ستعمارية :للمزيد من التفا�صيل حول هذه الق�ضايا ميكن مراجعة عبد الكرمي غالب يف كتابه
«التطور الد�ستوري والنيابي يف املغرب ،»2011 1908مطبعة املعارف اجلديدة ،الرباط .2012و�أي�ضا
بنعبد الله الوكوتي« :معركتنا �ضد احلزب الوحيد» ،الطبعة الأوىل دجنرب � ،2000ص.103 /102 .
115كان الف�صل 81من د�ستور 1962يفر�ض ت�صويت الأغلبية املطلقة من �أع�ضاء جمل�س النواب على ملتم�س
الرقابة لكي تتم �إثارة م�س�ؤولية احلكومة.
116عبد العزيز امل�سيوي« :ملتم�س الرقابة ،»1990 1964 :من�شورات مطبعة �أمربيال �سنة � ،2000ص .9
117يتعلق الأمر باحلزب اال�شرتاكي الدميقراطي.
118خا�صة من جانب احلركة ال�شعبية التي �ستتمكن من احل�صول على «حرية احلركة» داخل اجلبهة و�ست�شكل فريقا
نيابيا م�ستقال.
119يتعلق الأمر ب�إقالة �أحمد ر�ضا كديرة من من�صبه كوزير للخارجية بتاريخ 15غ�شت ،1964مبقت�ضى املر�سوم
امللكي رقم 64 530ال�صادر بتاريخ 20غ�شت ،1964ومت تعوي�ضه مبحمد بنهيمة .علما �أنه كان قد احتل يف
«حكومة اجلبهة» يف �صيغتها الأوىل من�صب وزير الداخلية والفالحة ،مع احتفاظه مبن�صبه كمدير للديوان
امللكي .وهي الإقالة التي يعتربها عبد الهادي بوطالب ،امل�ست�شار امللكي ال�سابق ،نوعا من العقاب له (�أنظر
كتابه «ن�صف قرن من ال�سيا�سة» ،من�شورات الزمن� ،2001 ،ص .)148
220مل يعد الحتالل من�صب وزاري جديد �إال ابتداء من 7فرباير ،1969حني عني وزيرا للدولة مكلفا بالتخطيط
وتكوين الإطارات ،مبقت�ضى الظهري رقم ،1 69 63بتاريخ 21فرباير .1969
عرفتها مدينة الدار البي�ضاء يف 23مار�س � ،1965سي�سارع امللك �إىل �إعالن حالة اال�ستثناء،
وحل الربملان ،وا�ضعا بذلك حدا لتجربة برملانية مل تعمر �أكرث من � 19شهرا.
مع الإ�شارة هنا �إىل �أن �إقدام امللك ،باملوازاة مع الإعالن عن حالة اال�ستثناء ،على حل
الربملان� ،أو على الأ�صح تعطيله على اعتبار �أن ظهري احلل مل ي�صدر قط ،كان قد ووجه
مبعار�ضة �شديدة من لذن جزء غري ي�سري من الطبقة ال�سيا�سية ،ويف مقدمتها رئي�س جمل�س
النواب وقتئذ الدكتور اخلطيب ،الذي كان قد اعترب «�أن حالة اال�ستثناء تفر�ض من �أجل
حماية امل�ؤ�س�سات الد�ستورية ولي�س الق�ضاء عليها» ،كما �أثار جدال وا�سعا يف �أو�ساط الفقه
الد�ستوري ،خا�صة و�أن الف�صل 35من د�ستور 1962مل يكن يت�ضمن �أي مقت�ضى ي�سمح
للملك باتخاذ مثل هذا القرار.
ارتبطت هذه الوالية الت�رشيعية بد�ستور 31يوليوز ،1970الذي تزامن �صدوره مع
�صدور ظهري يعلن �إنهاء حالة اال�ستثناء ،21و�إن كان هذا الد�ستور مل يفعل ،يف احلقيقة،
221ظهري رقم 1.70.178ج .ر عدد 3013مكرر �صادر بتاريخ فاحت غ�شت .1970
�أكرث من «د�سرتة حالة اال�ستثناء» ،و�إ�ضفاء ال�رشعية على الإجراءات اال�ستثنائية التي
جرى اتخاذها مبا�رشة بعد �إقدام امللك على هذه املبادرة.
هذا الأمر �إذا كان قد بدا وا�ضحا مثال يف ال�صالحيات القوية التي �أعطيت للملك ،الذي
�أ�ضحى مبقت�ضى هذا الد�ستور «املمثل الأ�سمى للأمة»� ،22أي املعرب عن �إرادتها ،واملا�سك
بزمام ممار�سة ال�سلطة التنظيمية ،بعدما كانت يف الد�ستور ال�سابق من اخت�صا�ص الوزير
الأول ،وامل�سيطر على �سلطة تعديل الد�ستور .23فقد ظهر �أي�ضا من خالل التغيريات التي
�أدخلت على م�ستوى اخت�صا�صات الربملان ،كما يتجلى ذلك يف اجلوانب التالية:
�أوال ـ �إ�ضعاف متثيليته ال�شعبية واحلزبية ،وذلك من خالل «اعتبار امللك ممثال �أ�سمى
للأمة» ،والرتاجع عن ثنائية تكوين الربملان بحذف جمل�س امل�ست�شارين ،وتقلي�ص دائرة
التمثيل املبا�رش يف جمل�س النواب ،بعد �أن �أ�صبح ثلثاه ينتخبان باالقرتاع غري املبا�رش (ميثلون
املجال�س احل�رضية والقروية ،والغرف املهنية وامل�أجورين) والثلث فقط باالقرتاع املبا�رش.
ثانيا ـ تقلي�ص �سلطاته الت�أ�سي�سية ،حيث فقدت امل�ؤ�س�سة الربملانية �صالحية املبادرة بتعديل
الد�ستور ،و�أ�ضحى دورها يف هذا املجال يقت�رص على تقدمي طلب �إىل امللك بذلك ،بل �إن
هذا الطلب هو نف�سه يبدو �صعب التحقق عندما ن�أخذ بعني االعتبار �أنه كان يحتاج �إىل توقيع
ثلثي �أع�ضاء املجل�س.
ثالثا ـ انح�صار دوره يف املجال اخلارجي ،وعلى وجه التحديد يف الأمن اخلارجي
للدولة� ،إذ بعد �أن كان �إذنه �رضوريا لإ�شهار احلرب من طرف امللك يف الد�ستور ال�سابق،
مل يعد يتجاوز يف الد�ستور اجلديد حدود «الإحاطة علما ب�إ�شهارها».
رابعا ـ احلد من دوره الرقابي ،خا�صة من خالل الرفع من الن�صاب القانوين املطلوب يف
ممار�سته لبع�ض الآليات الرقابية ،حيث �أ�ضحى تقدمي ملتم�س الرقابة يحتاج �إىل توقيع ربع
�أع�ضاء املجل�س بدل الع�رش يف د�ستور .1962وبدا وا�ضحا مع هذا الإجراء �سعي وا�ضعي
الد�ستور جتنب تكرار ما ح�صل يف ظل الد�ستور ال�سابق ،حني �سمح العدد املحدود من
التوقيعات املطلوبة ،واملحددة يف ع�رش �أع�ضاء جمل�س النواب ،24للمعار�ضة بتقدمي ملتم�س
للرقابة بكل ما خلفه من تداعيات على الو�ضعية الداخلية للربملان واحلياة ال�سيا�سية ككل.
222هذه العبارة �أدخلت على الف�صل 19يف د�ستور ،1970ومل تكن موجودة يف د�ستور .1962
223يف هذا الد�ستور انتقلت �سلطة التعديل �إىل امللك بعد �أن فقدها الوزير الأول� ،أما الربملان ف�أ�صبح دوره يقت�رص
فقط على تقدمي اقرتاح للملك يف هذا ال�ش�أن ،بل �إن هذا االقرتاح نف�سه كان يحتاج توقيع ثلثي الأع�ضاء.
224الف�صل 81من د�ستور .1962
خام�سا ـ �إعادة النظر يف طريقة عقد دوراته العادية واال�ستثنائية وجل�ساته ال�رسية.
فالدورات العادية� ،أ�صبحت الأوىل منها تفتتح برئا�سة امللك يف اجلمعة الثانية من �شهر
�أكتوبر ،بينما تفتتح الثانية يف اجلمعة الثانية من �شهر �أبريل ،لكن دون �أن يتوىل امللك
رئا�ستها .25والدورات اال�ستثنائية �أ�صبح انعقادها يتطلب الأغلبية املطلقة� .أما التحول الذي
وقع على م�ستوى عقد اجلل�سات ال�رسية ،فيتجلى يف رفع العدد املطلوب لعقدها من ع�رش
�إىل ثلث �أع�ضاء جمل�س النواب.26
�ساد�سا ـ مراجعة بع�ض اخت�صا�صاته الت�رشيعية ،وخا�صة فقدانه حق املداولة يف م�رشوع
قانون قبل عر�ضه على اال�ستفتاء ،ومتديد �أجل انتخابه بعد حله من 20يوما كحد �أدنى
و 40يوما كحد �أق�صى �إىل ثالثة �أ�شهر ،وعدم حتديد املدة الفا�صلة بني دخول الد�ستور حيز
التطبيق وانتخاب الربملان ،و�إعطاء امللك �صالحية الت�رشيع خالل هذه املدة.
هذا الرتاجع الذي عرفته �صالحيات الربملان يف ظل «د�ستور حالة اال�ستثناء» ،مهد
الطريق لأن يكون �أول برملان تقاطع انتخاباته �أحزاب املعار�ضة (حزب اال�ستقالل
وحزب االحتاد الوطني للقوات ال�شعبية) ،بل وحتى بع�ض �أحزاب الأغلبية ال�سابقة نف�سها
(احلزب اال�شرتاكي الدميقراطي بزعامة ر�ضا كديرة ،واحلركة ال�شعبية الد�ستورية
التي كان قد �أ�س�سها الدكتور اخلطيب رئي�س جمل�س النواب املنحل ،واحلزب الد�ستوري
الدميقراطي بزعامة حممد بلح�سن الوزاين) .قبل �أن ت�ؤدي الأحداث ال�سيا�سية العنيفة التي
عرفها املغرب يف بداية ال�سبعينيات ،وخا�صة انقالب ال�صخريات� ،إىل و�ضع حد لعمله.
وبالتايل فقد ولد ميتا ،ومل ي�ستمر �سوى فرتة ق�صرية جدا (�سنة ون�صف) ،متكن خاللها
�أن يعقد ثالثة دورات نيابية فقط ،و�أن يوافق على ن�صو�ص ت�رشيعية حمدودة الأهمية،
با�ستثناء ن�صني يندرجان يف �إطار الوظيفة العمومية :قانون �إحداث نظام للمعا�شات املدنية،
وقانون �إحداث نظام للمعا�شات الع�سكرية.
225يف د�ستور ،1962كانت الدورة الأوىل تفتتح يف 18نونرب والدورة الثانية يف اجلمعة الأخرية من �شهر �أبريل،
وير�أ�سهما معا امللك (الف�صل ...)39
226الف�صل 41من د�ستور .1970
غياب املطروحة
املعطيات الكتابية
املجاب عنها
األسئلة
غياب املطروحة الرقابية
الشفهية العمل الرقايب
املعطيات املجاب عنها
ال يشء ملتمس رقابة أدوات رقابية
ال يشء جلان حتقيق أخرى
غياب
املحالة مشاريع
املعطيات
القوانني
23 املصادق عليها مشاريع
العمل
غياب ومقرتحات
املقدمة الترشيعي
املعطيات مقرتحات القوانني
ال يشء املصادق القوانني
عليها:
املطلب الثاين :عودة احلياة الربملانية وانتظاميتها
فر�ضت اال�ضطرابات ال�سيا�سية واالجتماعية التي �أعقبت د�ستور ،1970والربملان
املنبثق عنه ،وخا�صة االنقالبني الع�سكريني وما �أ�رشا عليه من دخول اجلي�ش يف معرتك
ال�سيا�سة ،و�ضع د�ستور جديد (د�ستور )27 1972يبدو ن�سبيا مغايرا للد�ستور ال�سابق .فهو
و�إن كان قد كر�س ا�ستمرار ت�صدر امللكية للحياة ال�سيا�سية ،ف�إنه مكن من �إدخال «حت�سينات»
على و�ضعية الربملان ،كما �سمح ،و�إن بعد خم�س �سنوات من �صدوره� ،إىل حد ما بتجاوز
احلياة الربملانية لفرتة اال�ضطرابات التي ميزتها من قبل ،حيث �أ�ضحت �أكرث انتظامية
مقارنة بال�سابق.28
مل تقت�رص «التح�سينات» التي �أدخلت على و�ضعية الربملان يف ظل د�ستور 1972على
اخت�صا�صاته ووظائفه و�إمنا همت �أي�ضا هيكلته .فمن حيث الهيكلة ميكن �أن نح�رص �أهم
التعديالت التي �أدخلت على الربملان يف م�س�ألتني �أ�سا�سيتني:
�أوال ـ زيادة عدد مقاعد جمل�س النواب التي يتم فيها االنتخاب بطريقة مبا�رشة� ،إذ
بعدما كانت حمددة يف الد�ستور ال�سابق يف الثلث �أ�ضحت يف ظل الد�ستور الالحق تتحدد
يف الثلثني ،29ال�شيء الذي ميكن اعتباره تعزيزا ن�سبيا للتمثيلية ال�شعبية للربملان ،ونوعا من
االنتباه لإرادة الناخبني املعرب عنها بوا�سطة االقرتاع العام املبا�رش.
ثانيا ـ الرفع من مدة والية املجل�س من �أربع �سنوات �إىل �ست �سنوات ،مبقت�ضى تعديل
د�ستوري عر�ض على اال�ستفتاء بتاريخ 30ماي � ،1980أي بعد �أيام فقط من التعديل الد�ستوري
الذي كان قد ا�ستهدف تغيري «�سن الر�شد امللكي» من � 18سنة �إىل � 16سنة.
�أما من حيث االخت�صا�صات ،فقد متثلت �أهم التح�سينات التي حملها الن�ص الد�ستوري
يف اجلوانب التالية:
�أوال ـ تو�سيع جمال القانون عرب �إدخال ق�ضايا جديدة �إىل دائرة املجاالت التي يخت�ص
الربملان بالت�رشيع فيها ،كما هو الأمر بالن�سبة لإحداث امل�ؤ�س�سات العمومية ،والقوانني
التي ت�ضع �إطارا للأهداف الأ�سا�سية لن�شاط الدولة يف امليادين االقت�صادية واالجتماعية
والثقافية ،30وحتديد اجلرائم والعقوبات اجلارية عليها وامل�سطرة اجلنائية وامل�سطرة املدنية
بعدما كان الد�ستور ال�سابق يعطيه �صالحية جد عامة وغام�ضة تتمثل يف و�ضع املبادئ
الأ�سا�سية للقانون املدين وللقانون اجلنائي ،31ف�ضال عن ت�أميم املن�ش�آت ونقلها من القطاع العام
�إىل القطاع اخلا�ص ،32والنظام الأ�سا�سي للق�ضاة ،والنظام الأ�سا�سي للوظيفة العمومية،
والنظام االنتخابي ملجال�س اجلماعات املحلية ،ونظام االلتزامات املدنية والتجارية ،و�إن
كان د�ستور 1972مل يعد يحيل على قانون تنظيمي �أمر تو�ضيح وتتميم املقت�ضيات التي
يخت�ص القانون بالت�رشيع فيها ،كما كان يفعل الد�ستورين ال�سابقني عليه.33
ثانيا ـ ا�ستعادة الربملان حلرية املبادرة بتعديل الد�ستور ،بعدما كان هام�ش حتركه يف هذا
املجال قد تقل�ص يف ظل الد�ستور ال�سابق ،و�أ�ضحى مرهونا مبوافقة امللك.
ثالثا ـ �إلغاء �إمكانية «احلل الأوتوماتيكي» ملجل�س النواب يف احلالة التي يح�صل فيها ت�صويت
خمالف لت�صويته على م�رشوع �أو مقرتح قانون عر�ضه امللك على اال�ستفتاء...
رابعا ـ تقييد �سلطة امللك يف �إحالة �أي مقرتح �أو م�رشوع قانون على اال�ستفتاء ،من جهة
ب�رضورة قراءته قراءة جديدة من طرف جمل�س النواب ،ومن جهة ثانية ،ب�أن يكون ذلك
املقرتح �أو امل�رشوع قد قبل �أو رف�ض ب�أغلبية ثلثي �أع�ضاء املجل�س.
خام�سا ـ تعزيز دور املجل�س يف تعيني �أع�ضاء اجلهاز املخت�ص يف مراقبة د�ستورية القوانني
التنظيمية والنظام الداخلي ملجل�س النواب� ،أي الغرفة الد�ستورية ،التي �أ�صبح من اخت�صا�صه
تعيني ثالثة من بني �أع�ضائها ال�ستة ،يف حني يتوىل امللك تعيني الثالثة الآخرين .مع الإ�شارة
هنا �إىل �أن دور املجل�س يف هذا املجال كان قد تقل�ص يف الد�ستور ال�سابق ب�شكل كبري ،حيث مل
يعد يعني �سوى ع�ضوا واحدا يف الغرفة املذكورة.
لكن تنظيم �أول انتخابات ت�رشيعية لت�شكيل الربملان ،الذي ن�ص عليه هذا الد�ستور،
كان قد تطلب مرور ما يزيد عن خم�س �سنوات على دخوله حيز التنفيذ .وقد جاء ذلك يف
�سياق �سيا�سي ميزه على اخل�صو�ص جلوء امللك �إىل حتريك ق�ضية ال�صحراء ،يف ارتباط
بتنظيم امل�سرية اخل�رضاء �سنة ،1975وتبلور نوع من الإجماع ال�سيا�سي واحلزبي حولها،
حيث كان هذا الأمر حا�سما يف تعبيد الطريق نحو انطالق ما �سيعرف يف الأدبيات ال�سيا�سية
املغربية بـ«امل�سل�سل الدميقراطي» ،الذي تعد االنتخابات الت�رشيعية ل�سنة ،1977وقبلها
االنتخابات اجلماعية ل�سنة � ،1976أوىل خطواته .و�إن كان ذلك مل ي�سمح بت�أمني اال�ستقرار
التام لتلك التجربة ،حيث اعرت�ضتها م�شكلتني رئي�سيتني:
ـ الأوىل ،متثلت يف اتخاذ املعار�ضة الربملانية ،ممثلة يف الفريق اال�شرتاكي ،خلطوة
غري م�سبوقة يف تاريخ الربملان املغربي ،متثلت يف االن�سحاب من جمل�س النواب ،كرد
فعل على �إقدام امللك بتاريخ 30ماي 1980على متديد واليتها من �أربع �سنوات التي
يحددها د�ستور � ،1972إىل �ست �سنوات .و�أي�ضا كاحتجاج من جانبها على االعتقاالت التي
طالت قيادة احلزب الذي متثله بعد رف�ضها لقبول امللك ملقررات نريوبي القا�ضية ب�إجراء
ا�ستفتاء يف ال�صحراء .قبل �أن تعود �إليه حتت تهديد امللك «ب�إخراج االحتاديني من اجلماعة
الإ�سالمية».34
ـ الثانية ،جتلت يف انتهاء والية جمل�س النواب دون �أن يتم تنظيم انتخابات جديدة ،مما
جعل امللك يحل حمله يف اخت�صا�صاته ،م�ستندا يف ذلك ،على «مقامه ك�أمري للم�ؤمنني»،
وعلى «الوظيفة التي تفر�ض عليه �ضمان ا�ستمرارية الدولة وت�ؤهله �إىل ممار�سة �سلطات
الربملان» ،على نحو ما جاء يف اخلطاب الذي �ألقاه باملنا�سبة بتاريخ � 14أكتوبر .1983
علما �أن تدخل امللك مللأ هذا الفراغ الت�رشيعي كان قد ووجه هو الآخر ببع�ض
االعرتا�ضات ،خا�صة يف ظل غياب �أي مقت�ضى د�ستوري �رصيح يعطيه �إمكانية ممار�سة
�صالحيات الربملان يف مثل هذه احلالة ،حيث ذهبت بع�ض الآراء �إىل القول �إن ما �أقدم
عليه امللك عرب حلوله حمل الربملان يجعلنا �أمام «قراءة جديدة للد�ستور� ،أو على الأقل �أمام
نظرة جديدة لتوازن ال�سلطات» .35منطلقة يف ذلك من مربرين:
ـ �أولهما �أن «حق تعوي�ض الربملان املخول للملك ،كما هو منظم ح�سب الد�ستور هو
�أ�سا�سا حمدود� ،إما بخ�صو�صية مرحلة (حالة ا�ستثنائية� ،أو فرتة انتقالية) ،و�إما عن طريق
حتديد �أجل متار�س من خالله (الف�صل 71حول حق حل الربملان).
ـ ثانيهما �أن تطبيق الف�صل 19يح�سم مع هذا التنظيم الوا�ضح ،ويجعل اللجوء �إىل
التعوي�ض يتم يف ظل و�ضع عادي ولأجل غري حمدد ،كما لو �أن امللك كان �صاحب حق
�شامل للتعوي�ض الذي ال يجد حدا ال يف تو�صيف املدة وال يف التحديد الد�ستوري لفرتة
التعوي�ض».36
334كان امللك قد ا�ستغل منا�سبة افتتاح ال�سنة الت�رشيعية ل�سنة 1981ليلقي خطابا انتقد فيه ب�شدة املعار�ضة االحتادية،
معتربا ما �أقدمت عليه �أمرا خطريا جدا «�أخطر بالن�سبة �إلينا من �ضياع ال�صحراء �أو ال�سماح يف �سبتة ومليلية»،
و�أنه «�ضد الد�ستور و�ضد اجلماعة الإ�سالمية امل�سلمة».
35. Menouni Abdeltif : « le recours à l’article 19 une nouvelle lecture de la constitution » in revue
juridique politique et économique du Maroc n°15 ; 1er semestre 1984.
336نف�س املرجع.
تعد هذه التجربة الربملانية هي الثانية من نوعها التي تتم يف ظل د�ستور .1972وبالتايل،
فقد حكمها نف�س الإطار الد�ستوري واالنتخابي الذي جرت يف �إطاره التجربة الربملانية
ل�سنوات 1977ـ ،1983و�إن كان الت�شابه بني التجربتني مل يظهر يف هذه النقطة فقط بل برز
39
يف جوانب �أخرى ،ميكن حتديدها فيما يلي:
�أ ـ النتائج االنتخابية التي متخ�ضت عنها� ،إذ كما هيمن على الوالية الت�رشيعية ال�سابقة
حزب جديد على ال�ساحة ال�سيا�سية (التجمع الوطني للأحرار)� ،أفرزت نتائج االنتخابات
اخلا�صة بالتجربة الربملانية ( 1984ـ � )1993أي�ضا فوز حزب �سيا�سي مل يكن قد مر على
ت�أ�سي�سه �سوى فرتة زمنية ق�صرية جدا (االحتاد الد�ستوري) .بكل ما �أثارته النتائج االنتخابية
337من بني الأ�سئلة ال�شفهية املطروحة كان ن�صيب الفريق النيابي االحتادي � 125س�ؤاال رغم �أنه مل يكن يتوفر �إال على
15نائب و�أنه جمد ن�شاطه تقريبا خالل ال�سنتني امل�ضافتني للوالية الت�رشيعية ب�سبب موقفه الراف�ض لتمديدها ،بل �إن
علي يعته النائب الوحيد عن التقدم واال�شرتاكية متكن لوحده من طرح � 71س�ؤاال .وهذا يدل على �أهمية الأ�سئلة
ال�شفوية بالن�سبة للمعار�ضة الي�سارية (مل يطرح الفريق النيابي االحتادي �سوى � 49س�ؤاال كتابيا).
338من املالحظ �أن تكوين هذه اللجنة يف ق�ضية ت�رسيب امتحانات الباكلوريا كان قد مت دون �أن يكون د�ستور 1972
يعطي ال�صالحية للربملان لت�شكيل هذا النوع من اللجان.
339جميع املقرتحات 14امل�صادق عليها كانت مببادرة من �أحزاب الأغلبية ( 7التجمع الوطني للأحرار 4 ،حزب
اال�ستقالل 3 ،احلركة ال�شعبية) ،بينما قدم االحتاد اال�شرتاكي والتقدم واال�شرتاكية 12مقرتحا رف�ضت كلها.
اخلا�صة بالتجربتني معا من اعرتا�ض من جانب �أحزاب املعار�ضة ،التي كانت تنظر لهذين
احلزبني باعتبارهما من �صنع الإدارة جرى الدفع بهما �إىل �ساحة التناف�س ال�سيا�سي من
�أجل التحكم يف احلياة ال�سيا�سية ،واحليلولة دون �أن تعرب االنتخابات عن حقيقة اخلريطة
ال�سيا�سية.
الربملانية مبقت�ضى ا�ستفتاء �شعبي لت�صبح ثمان �سنوات ب ـ متديد مدة الوالية
يف ن�سخته الأوىل قد حددها يف �أربع �سنوات ،ومت بعد �أن كان د�ستور 1972
لت�صبح �ست �سنوات ،ال�شيء الذي جعل منها الوالية تعديلها يف بداية الثمانينيات
املغرب .وهو قرار جرى تربيره بالتطورات التي كان الت�رشيعية الأطول يف تاريخ
يعرفها نزاع ال�صحراء ،ومل يواجه ،بالتايل ،بنف�س االعرتا�ض الذي ووجه به متديد
الوالية الت�رشيعية ال�سابقة.
ج ـ ا�شتداد حدة النقا�ش ال�سيا�سي داخل الربملان ،لكنه مل يتمحور هذه املرة حول متديد
الوالية الت�رشيعية و�إمنا حول �أداء احلكومة ،وجت�سد يف �أق�صى �صوره يف تقدمي املعار�ضة
(�أحزاب اال�ستقالل واالحتاد اال�شرتاكي والتقدم واال�شرتاكية ومنظمة العمل الدميقراطية
ال�شعبي) ،مللتم�س رقابة �ضد حكومة الوزير الأول عز الدين العراقي .ذلك امللتم�س الذي
و�إن مل ي�ؤد �إىل �إ�سقاط احلكومة لعدم متكن حمركيه من توفري الن�صاب القانوين املطلوب
يف مثل هذه احلالة فقد �شكل حدثا �سيا�سيا بامتياز ،خ�صو�صا يف ظل تزامنه مع حتريك امللف
االجتماعي (�أحداث 14دحنرب ،)1990حيث كان مقدمة لعودة مطلب الإ�صالح الد�ستوري
وال�سيا�سي للربوز باعتباره �أحد الأ�سلحة الثابتة يف �أدبيات وبرامج �أحزاب املعار�ضة،
كما يظهر يف توجيهها �إىل الق�رص امللكي ملذكرتني مطلبيتني تعك�سان منظورها للإ�صالح
الد�ستوري املن�شود:
-الأوىل كانت قد قدمت بتاريخ � 9أكتوبر ،1990واقت�رص توقيعها على احلزبني
املعار�ضني الرئي�سيني� ،أي اال�ستقالل واالحتاد اال�شرتاكي.40
� -أما الثانية ،فكانت بتاريخ � 19أكتوبر ،1992وحملت هذه املرة توقيع الأحزاب
املكونة «للكتلة الدميقراطية»� ،أي اال�ستقالل واالحتاد اال�شرتاكي للقوات ال�شعبية والتقدم
واال�شرتاكية ومنظمة العمل الدميقراطي ال�شعبي ثم االحتاد الوطني للقوات ال�شعبية .الأمر
� 440أثري النقا�ش حول خلفية تقدمي هذه املذكرة �إىل درجة دفعت البع�ض �إىل القول �إنها كانت من �إيحاء الق�رص نف�سه،
م�ستندين يف ذلك على �أن تقدميها كان قد مت مبا�رشة بعد اللقاء الذي جمع ،يف �أعقاب تقدمي ملتم�س الرقابة ،بني
امللك وعبد الرحيم بوعبيد الكاتب الأول لالحتاد اال�شرتاكي واحممد بو�ستة الأمني العام حلزب اال�ستقالل.
الذي دفع امللك نحو فتح الباب �أمام مراجعة د�ستورية جديدة ،هي التي �ستتوج بو�ضع
د�ستور .1992
الوالية الترشيعية الرابعة 1992 - 1984
1713 املطروحة األسئلة
1374 املجاب عنها الكتابية األسئلة
2443 املطروحة األسئلة الرقابية
العمل
1958 املجاب عنها الشفهية
الرقايب
01 أدوات رقابية ملتمس رقابة
01 جلان حتقيق أخرى
202 املحالة
199من بينها
76مرشوع
قانون مشاريع
املصادق القوانني
للمصادقة مشاريع
عىل عليها العمل
ومقرتحات
معاهدات الترشيعي
دولية القوانني
جمل�سي الربملان .وقد تطلب الأمر انتظار �سنة ،2011حيث �ستفر�ض رياح التغيري ،التي
اجتاحت عدد من البلدان يف املنطقة العربية ،حتوال غري م�سبوق كان من جتلياته تعزيز
مكانة الربملان يف بنية الد�ستور ،وتنظيم انتخابات ميكن اعتبارها الأقل �سوءا يف تاريخ
املغرب.
لقد ت�ضمن د�ستور 1992مقت�ضيات جديدة تتعلق ب�إعادة ترتيب وظائف و�أدوار ال�سلطات
العامة يف الدولة ،وعلى وجه التحديد �سلطات جمل�س النواب ،الذي �أ�ضحى يتوفر على
�إمكانيات جديدة يف جمال مراقبة العمل احلكومي ،من خالل �إعطائه احلق يف �إحداث جلان
تق�صي احلقائق ،و�إلزام الوزراء ب�أجل حمدد (ع�رشون يوما) للإجابة على الأ�سئلة الرقابية
لأع�ضاء الربملان ،وب�صفة خا�صة الدور الذي �أ�صبح يلعبه يف تن�صيب احلكومة ،بعد �أن
441كان �إعالن بع�ض الفائزين با�سم االحتاد اال�شرتاكي عن رف�ضهم للنتائج التي �أعلنت ل�صاحلهم (حممد حفيظ
وحممد �أديب) ،و�رسيان حديث قوي داخل احلزب وخارجه عن منحه ملقاعد �أخرى ال ي�ستحقها ،خا�صة يف
مدينة الدار البي�ضاء ،قد �أ�رش على رغبة الدولة يف حت�ضريه لت�صدر قيادة «حكومة التناوب» ،و�إن كان انتزاع
تلك املقاعد من �إ�سالميني تر�شحوا با�سم «احلركة ال�شعبية الد�ستورية الدميقراطية» كان يعني �أي�ضا حماولة
حل�رص نتائج الإ�سالميني احلديثي العهد بامل�شاركة االنتخابية يف حدود معينة.
�أدخل الد�ستور تعديال هاما �أتاح الإمكانية ملجل�س النواب للمناق�شة والتداول يف برنامج
احلكومة والت�صويت عليه ،و�إن كان ما ت�ضمنه الف�صل 59يف هذا املجال قد �أثار نقا�شا فقهيا
بني ر�أيني �أ�سا�سيني:42
■الأول ،يدافع عن �إقرار الد�ستور املعدل ب�آلية التن�صيب املزدوج للحكومة ،معتربا �أن
احلكومة ،وفقا لل�صيغة اجلديدة للف�صل املذكور ،مطالبة ب�أن حتظى بثقة امللك وبثقة
�أغلبية جمل�س النواب لكي ي�صبح ت�شكيلها قانونيا.
■الثاين ،يعترب �أن الإ�صالح اجلديد رغم ما ت�ضمنه من تغيريات ملحوظة و�إيجابية ،ف�إنه
�أبقى ال�سلطة التنفيذية على ما كانت عليه� ،إذ مل يقع �أي حتول �سيا�سي يف مراكزها،
ومل يذهب التعديل �إىل حد ميالد �سلطة جديدة .فاحلكومة ،يقول �أ�صحاب هذا الر�أي،
مل متر يف ظل التعديالت املقرتحة من و�ضعية التن�صيب من طرف امللك وحده �إىل
و�ضعية التن�صيب املزدوج� ،أي التن�صيب من طرف امللك والربملان .وهو الر�أي الذي
�سارت املمار�سة يف اجتاه ترجيحه ،حيث ظل التن�صيب القانوين للحكومة اخت�صا�صا
ملكيا وا�ضحا� ،سيما و�أن احلكومة كانت تنطلق يف مبا�رشة عملها مبجرد تعيينها دون
انتظار �أن ي�صوت جمل�س النواب على برناجمها.
�إىل جانب هذا التحول الذي عرفته �صالحياته الد�ستورية ،من املهم الت�أكيد على �أن هذا
الربملان ،الذي مت انتخاب جزءه املبا�رش بتاريخ 25يونيو ،1993ات�سم �أي�ضا باحل�ضور
الهام الذي �أ�ضحت حتتله املعار�ضة يف �صفوفه� ،إذ كان الأول من نوعه يف تاريخ التجارب
الربملانية املغربية التي متكن فيها حزبا معار�ضا (االحتاد اال�شرتاكي) من ت�صدر نتائج
االنتخابات املبا�رشة اخلا�صة به ،و�إن كانت االنتخابات غري املبا�رشة ،التي نظمت بتاريخ
� 17شتنرب من نف�س ال�سنة ،قد �أ�ضعفت من قيمة ما �أفرزته االنتخابات املبا�رشة ،عندما �صبت
نتائجها يف اجتاه ترجيح كفة «�أحزاب الأغلبية ال�سابقة» ،و�أجه�ضت بالتايل �إمكانية قيام
�أول «تناوب» يف املغرب.
�صحيح �أن العرو�ض امللكية حول �إ�رشاك املعار�ضة يف احلكومة مل تتوقف بعد ذلك بالرغم
من موقف الأحزاب ال�سيا�سية املكونة لها الراف�ض لنتائج االنتخابات غري املبا�رشة ،وبالرغم
من ا�ستقالة الكاتب الأول للحزب الرئي�سي للمعار�ضة وقتئذ (االحتاد اال�شرتاكي) احتجاجا
� 442أنظر ا�ستعرا�ضا وافيا لهذا النقا�ش يف ح�سن طارق« :الي�سار و�أ�سئلة التحول :درا�سة للتحوالت ال�سيا�سية للي�سار
املغربي خالل الت�سعينيات» ،من�شورات دار القلم للطباعة والن�رش والتوزيع ،الطبعة الأوىل� ،سنة ،2006
�ص.28 /27/26 .
على تلك النتائج ،43لكن كل املحاوالت التي متت يف هذا ال�ش�أن كانت قد تك�رست يف النهاية
على �صخرة ت�شدد �أحزاب املعار�ضة يف مطالبها ،وخا�صة رف�ضها امل�شاركة يف حكومة يكون
وزير الداخلية �إدري�س الب�رصي ع�ضوا بها ،ويف نف�س الوقت رف�ض امللك القبول بهذا ال�رشط
لتقديره �أنه ميثل «م�سا باملقد�سات» .44ليتم بعد ذلك تعليق املفاو�ضات بني الطرفني يف انتظار
�إن�ضاج ال�رشوط التي �ست�ؤدي مبا�رشة �إىل �أول «تناوب» يف تاريخ املغرب.
443كان عبد الرحمان اليو�سفي ،الكاتب الأول لالحتاد اال�شرتاكي �آنذاك ،قد قدم ا�ستقالته مبا�رشة بعد الإعالن عن
نتائج انتخابات ثلث جمل�س النواب ،مف�ضال اال�ستقرار يف مدينة كان الفرن�سية.
444ح�سب ما جاء يف بالغ للديوان امللكي �صادر يف املو�ضوع بتاريخ 11يناير ،1994وتزامن مع تنظيم «الكتلة
الدميقراطية» ملهرجان خطابي مبنا�سبة الذكرى اخلم�سينية لتقدمي عري�ضة املطالبة باال�ستقالل.
كانت �أول خطوة يف اجتاه �إن�ضاج �رشوط ما �سيعرف بـ«التناوب التوافقي» ل�سنة
1998قد متثلت يف �إعالن امللك عن نيته تعديل الد�ستور ،وا�ستعداده لتلقي مقرتحات
الأحزاب ال�سيا�سية يف هذا ال�ش�أن .وهو التعديل الذي مت بتاريخ � 13شتنرب ،1996وجاء
مكر�سا لتوازنات �سيا�سية جديدة ،خا�صة يف عالقة احلكومة بالربملان� ،سيما عندما �أعاد
�إحياء نظام الثنائية الربملانية ،التي كان املغرب قد عرفها لأول و�آخر مرة يف ظل د�ستور
،1962ومكن جمل�س امل�ست�شارين املنتخب باالقرتاع غري املبا�رش من �سلطات عادة ما متنح
يف البلدان الدميقراطية للمجل�س املعرب عن الإرادة املبا�رشة للناخبني� ،أي جمل�س النواب،
خا�صة �سلطة حتريك ملتم�س الرقابة لإ�سقاط احلكومة ،وتوجيه تنبيه لها ،ف�ضال عن ت�شكيل
جلان تق�صي احلقائق .وهي و�ضعية كانت قد دفعت �إىل الت�سا�ؤل حول ما �إذا كان املغرب
يتوفر على برملان واحد بغرفتني �أم على برملانني.
وقد كان و�ضع الد�ستور اجلديد قد تزامن مع خطوات �أخرى اندرجت جميعها يف
�إطار حت�ضري الأجواء املنا�سبة للخطوة الكربى التالية (�إ�رشاك املعار�ضة يف احلكومة)،
ويف مقدمة ذلك توقيع اتفاق فاحت غ�شت 1996بني احلكومة واملركزيات النقابية ،وتنظيم
انتخابات ت�رشيعية ( 14نونرب )1997كر�ست من جديد ت�صدر حزب االحتاد اال�شرتاكي
املعار�ض لنتائجها ،45قبل �أن يتم تكليف كاتبه الأول ،بتاريخ 4فرباير ،1998مببا�رشة
مفاو�ضات ت�شكيل �أول «حكومة تناوب» يف تاريخ املغرب ،وهي احلكومة التي �سيجري
الإعالن الر�سمي عن تركيبتها بتاريخ 14مار�س .1998
كت�أكيد لهذه النتائج جرى انتخاب �أحد القياديني باحلزب املت�صدر لنتائج االنتخابات (عبد
الواحد الرا�ضي) رئي�سا ملجل�س النواب ،ليكون بذلك �أول رئي�س يف تاريخ امل�ؤ�س�سة ينتمي
�إىل املعار�ضة ال�سابقة ،يف املقابل انتقال الرئي�س ال�سابق ملجل�س النواب (جالل ال�سعيد) لي�صبح
رئي�سا ملجل�س امل�ست�شارين ،لتتكر�س بذلك هيمنة الأغلبية احلكومية على الغرفة الأوىل يف
مقابل هيمنة املعار�ضة على الغرفة الثانية.
مع العلم �أن املكون الرئي�سي الآخر «للكتلة الدميقراطية»� ،أي حزب اال�ستقالل ،رمت
به نتائج االنتخابات� ،أو على الأ�صح الرتتيبات ال�سيا�سية املمهدة لـ«حكومة التناوب»،
ليحتل نف�س املرتبة اخلام�سة التي كان قد احتلها حزب وليد الن�ش�أة وقتئذ� ،أي احلركة ال�شعبية
الدميقراطية االجتماعية ،46بـ 32مقعد لكل منهما .وهو الأمر الذي كان قد �أثار رجة كربى
داخل هذا احلزب ،لي�س فقط من خالل تعبريه القوي عن رف�ض تلك النتائج ،و�إمنا �أي�ضا
من خالل �إعالن �أمينه العام (احممد بو�ستة) عن ان�سحابه من احلياة ال�سيا�سية ،وهو الذي
كانت ترتيبات «تناوب» بداية الت�سعينيات قد رجحت كفته لكي يكون ربانا لتلك التجربة
لوال �أنها مل تكتملو بل �إن م�شاركة هذا احلزب يف حكومة عبد الرحمان اليو�سفي كانت قد
تطلبت منه انتزاع هذا القرار عرب عقد م�ؤمتر ا�ستثنائي.
من �أهم ما ميز هذا الربملان هو �أنه �إذا كان قد جرى انتخابه يف ظل حكم امللك احل�سن
الثاين ،ف�إنه عاي�ش ال�سنوات الأوىل من حكم امللك حممد ال�ساد�س� ،إذ مل يحل هذا التغيري
الذي وقع يف هرم احلكم دون ا�ستيفائه لكامل واليته الت�رشيعية ،بعد �أن �آثر امللك اجلديد
ت�أكيد الثقة يف حكومة عبد الرحمان اليو�سفي ،لكن مع �إخ�ضاعها لتعديل جزئي كان من
�أبرز معامله م�شاركة الأمني العام حلزب اال�ستقالل يف احلكومة بعدما ظل وهو خارجها
يوجه انتقادات �شديدة لأدائها ,و�إن كان التعديل الأهم هو الذي مثله �إبعاد �إدري�س الب�رصي
عن حقيبة الداخلية التي ظل على ر�أ�سها ملا يزيد عن � 23سنة.
446كان قد ت�أ�س�س وقتها مببادرة من عميد الأمن ال�سابق حممود عر�شان� ،أحد املقربني وقتها من وزير الداخلية
�إدري�س الب�رصي.
يتعلق الأمر بثان برملان يجري انتخابه يف ظل د�ستور ،1996لكنه الأول الذي يتم
انتخابه يف ظل حكم امللك حممد ال�ساد�س .وقد متيزت االنتخابات اخلا�صة به ،التي نظمت
بتاريخ � 27شتنرب ،2002بكونها الأوىل يف تاريخ املغرب التي جتري وفقا لنمط االقرتاع
الالئحي ،بعد �أن ظل منط االقرتاع الأحادي اال�سمي يف دائرة واحدة هو ال�سائد ،والأوىل
�أي�ضا التي تخ�ص�ص كوطا لتمثيل الن�ساء ،حيث �سيتم انتخاب 30امر�أة يف �إطار الئحة وطنية
خ�ص�صت للن�ساء فقط.47
متيزت هذه االنتخابات �أي�ضا بالنتائج املهمة التي حققها حزب العدالة والتنمية «الإ�سالمي»
( 42مقعدا)� ،إذ بعد �أن كانت انتخابات 1997قد مثلت �أول ح�ضور له يف امل�ؤ�س�سة الت�رشيعية
عندما ح�صل على ت�سعة مقاعد ،مكنته انتخابات 2002من �أن يفر�ض نف�سه كقوة رئي�سية يف
احلياة ال�سيا�سية املغربية ،على الرغم من �أنه مار�س نوعا من «التحجيم الذاتي» عندما مل
يقدم مر�شحني عنه يف كل الدوائر االنتخابية البالغ عددها وقتئذ 92دائرة.
و�إذا كان هذا االقرتاع قد كر�س من جديد ت�صدر حزب االحتاد اال�شرتاكي لنتائج
االنتخابات لثالث مرة على التوايل بعد انتخابات 1993و ،1997ف�إن ذلك مل مينع من تعيني
وزير �أول غري حزبي (تقنوقراطي) لكي يقود احلكومة ،وهو الأمر الذي اعترب تراجعا عن
«املنهجية الدميقراطية» ،و�إن كان ذلك مل يحل دون م�شاركة االحتاد اال�شرتاكي ،وباقي
�رشكائه ال�سابقني يف «حكومة التناوب التوافقي» ،يف احلكومة اجلديدة ،واال�صطفاف
بالتايل وراء من اختاره امللك لهذا املن�صب بدعوى «موا�صلة الإ�صالحات التي كانت قد
بد�أتها احلكومة ال�سابقة» .علما �أن احلزب املذكور كان قد �أقر الحقا ،خا�صة بعد تراجع
نتائجه يف انتخابات ،2007ب�أن ا�ستمراره يف احلكومة ،وقبوله امل�شاركة فيها حتت قيادة
وزير �أول تقنوقراطي ،كان خط�أ �أدى ثمنه غاليا.
447بحكم عدم وجود �أي مقت�ضى د�ستوري يجيز التمييز الإيجابي لفائدة متثيلية الن�ساء ،فقد �آثر القانون التنظيمي
ملجل�س النواب عدم الإ�شارة �إىل الكوطا الن�سائية مكتفيا بالقول يف مادته الأوىل �إن جمل�س النواب يتكون من
325ع�ضوا 295 ،منهم ينتخبون على �صعيد الدوائر االنتخابية ،و 30على ال�صعيد الوطني.
جرى ت�شكيل هذا الربملان يف ظل انتخابات (نظمت بتاريخ � 7شتنرب )2007متيزت بالرتاجع
املثري لن�سبة امل�شاركة ،التي مل تتجاوز 37يف املائة ،وبت�صدر حزب اال�ستقالل ،لأول مرة
يف تاريخه ،للنتائج بح�صوله على 52مقعدا ،48ال�شيء الذي �أهله لقيادة ائتالف حكومي
�ضم يف البداية �أربعة �أحزاب �سيا�سية (االحتاد اال�شرتاكي ،التجمع الوطني للأحرار ،التقدم
واال�شرتاكي ف�ضال عن اال�ستقالل)� ،إ�ضافة �إىل وزراء غري منتمني ،قبل �أن يقود تعديل
حكومي لتو�سيع دائرة الأحزاب ال�سيا�سية امل�شاركة لت�شمل �أي�ضا حزب احلركة ال�شعبية.
خالل هذه الوالية الت�رشيعية �آلت رئا�سة جمل�س النواب �إىل حزب التجمع الوطني
للأحرار (م�صطفة املن�صوري) ،بعد �أن ظلت حمتكرة من طرف حزب االحتاد اال�شرتاكي
448جاء بعده حزب العدالة والتنمية بـ 46مقعدا ،وحل ثالثا حزب احلركة ال�شعبية بـ 41مقعدا ،ورابعا التجمع
الوطني للأحرار بـ 39مقعدا ،يف حني تدحرج حزب االحتاد اال�شرتاكي �إىل املرتبة اخلام�سة بـ 38مقعدا.
لواليتني متتاليتني ،ليجمع بذلك بني رئا�سة جمل�س النواب ورئا�سة جمل�س امل�ست�شارين
(م�صطفى عكا�شة) ،و�إن كان قد فقد رئا�سة املجل�س الأول ل�صالح حزب االحتاد اال�شرتاكي
يف منت�صف الوالية الت�رشيعية (عبد الواحد الرا�ضي) ،كما فقد رئا�سة املجل�س الثاين ،بعد
االنتخابات اجلماعية ل�سنة ،2009ل�صالح حزب الأ�صالة واملعا�رصة (حممد ال�شيخ بيد الله).
لكن يبقى �أهم ما ميز هذه الوالية الت�رشيعية هو �أنها مل ت�ستكمل مدتها القانونية ،حيث
فر�ضت الأحداث غري امل�سبوقة التي كانت تون�س وم�رص منطلقا لها ،قبل �أن تنتقل �شظاياها
�إىل دول مغاربية وعربية �أخرى ،من بينها املغرب� ،إىل و�ضع حد لهذه التجربة ،وتنظيم
انتخابات �سابقة لأوانها ،ي�ؤطرها د�ستور جديد ،وقوانني انتخابية جديدة ،وحتكمها
رهانات �سيا�سية مغايرة.
الوالية الترشيعية الثامنة 2011 - 2007
8969 املقدمة األسئلة الكتابية جملس
7623 املجاب عنها النواب العمل
5034 املقدمة األسئلة الشفهية الرقايب
2844 املجاب عنها
ـ أحداث سيدي 02 جلان تقيص
إفني احلقائق
ـ جلان تقيص
حول احلقائق
إكديم أحداث
إزيك
مهام 09 ـ 26 املهام
استطالعية االستطالعية
ـ 17زيارة ميدانية والزيارات
امليدانية
488 املقدمة
األسئلة الكتابية
486 املجاب عنها
جملس املستشارين
1989 املقدمة
األسئلة الشفهية
1786 املجاب عنها
لئن كانت هذه الوثيقة الد�ستورية مل ت�ؤ�س�س لالنتقال �إىل «امللكية الربملانية» ،كما كانت
تطمح �إىل ذلك حركة 20فرباير املحت�ضنة لديناميكية «االحتجاج املغربي»� ،أو على الأ�صح
اجلزء الهام من مكوناتها ،49ف�إنها تبدو ،عموما ،متقدمة يف تناولها للم�س�ألة االنتخابية
ولأدوار امل�ؤ�س�سات املنبثقة عنها �إذا ما قورنت بالوثائق الد�ستورية ال�سابقة .كما يظهر يف
ما يلي:
449بع�ض مكونات حركة 20فرباير ،خا�صة حزب النهج الدميقراطي وجماعة العدل والإح�سان ،مل تكن
تتفق مع رفع �شعار «امللكية الربملانية» ،وكانت تف�ضل �أن تعو�ضه ب�شعار ملتب�س يتعلق بالدعوة �إىل «النظام
الدميقراطي».
�أوال ـ �إعطاء امل�ؤ�س�سة الت�رشيعية ،باعتبارها الأكرث تعبري عن �إرادة الناخبني ،مكانة
�أكرب يف هرم البناء امل�ؤ�س�ساتي ،من خالل التن�صي�ص على �أن «الربملان هو الذي ميار�س
ال�سلطة الت�رشيعية» ،50وتعزيز وظائفه يف جمال الت�رشيع وتقييم ال�سيا�سات العمومية،51
و�إعطاءه الكلمة الأخرية يف تن�صيب احلكومة ،52ومتكينه من تعديل بع�ض مقت�ضيات
الد�ستور دون املرور عرب �آلية اال�ستفتاء ال�شعبي ،و�إن كانت املبادرة يف هذا ال�ش�أن ال ت�أتي
منه و�إمنا من امللك ،53وتو�سيع دائرة املجاالت التي يحق له الت�رشيع فيها ،54ومراجعة
ال�رشوط املطلوبة يف حتريك بع�ض �آليات الرقابة على �أداء احلكومة� ،سيما مع الو�ضعية
اجلديدة املعرتف بها للمعار�ضة .55وميكن �أن ن�ضيف �إىل ذلك مقت�ضيات �أخرى قد ت�ساعد
يف تعزيز �أهمية و�أدوار امل�ؤ�س�سة الت�رشيعية يف امل�ستقبل ،من قبيل منع تخلي الربملانيني عن
انتمائهم ال�سيا�سي ،56وتقلي�ص عدد �أع�ضاء الغرفة الثانية و�صالحياتها ،57و�إعطاء جمل�س
النواب كلمة الف�صل يف اعتماد م�شاريع ومقرتحات القوانني ،يف احلالة التي تكون فيها تلك
امل�شاريع �أو املقرتحات قد مت التداول فيها يف غرفتي الربملان.
ثانيا ـ الربط بني ت�شكيل احلكومة ونتائج �صناديق االقرتاع ،عرب التن�صي�ص على تعيني
رئي�س احلكومة من احلزب املت�صدر لنتائج االنتخابات ،58وجعل املمار�سة القانونية لعمل
احلكومة مرتبطة بالت�صويت الإيجابي ،ولي�س ال�سلبي ،59ملجل�س النواب على الربنامج
احلكومي.
ثالثا ـ تعزيز وظائف الأحزاب ال�سيا�سية ،من خالل الت�أكيد على �أهميتها يف تدبري ال�ش�أن
العام ،وامل�ساهمة يف التعبري عن �إرادة الناخبني ،وامل�شاركة يف ممار�سة ال�سلطة ،60بعد
�أن كان دورها الد�ستوري يف ال�سابق ينح�رص يف «تنظيم وت�أطري املواطنني» ،مثلها مثل
«اجلماعات املحلية والغرف املهنية�س واملنظمات النقابية» ،61واملنع الد�ستوري للتخلي عن
االنتماء ال�سيا�سي ،بل والذهاب �إىل حد اعتبار مثل هذا ال�سلوك موجبا للتجريد من ال�صفة
الربملانية.62
رابعا ـ �إحاطة العملية االنتخابية بقواعد تتعلق ب�ضمان نزاهتها و�شفافيتها ،حيث
ت�ضمن الد�ستور عدة مقت�ضيات يف هذا الباب ،63من قبيل التن�صي�ص على «اختيار
الأمة ملمثليها يف امل�ؤ�س�سات املنتخبة باالقرتاع احلر والنزيه واملنتظم» ،واعتبار
«االنتخابات احلرة والنزيهة وال�شفافة هي �أ�سا�س م�رشوعية التمثيل الدميقراطي»،
و«�إلزام ال�سلطات العمومية باحلياد التام �إزاء املر�شحني وبعدم التمييز بينهم»،
ود�سرتة «املالحظة امل�ستقلة واملحايدة لالنتخابات ،64والت�أكيد على مطابقتها للمعايري
املتعارف عليها دوليا ،ف�ضال عن جترمي خمالفة املقت�ضيات والقواعد املتعلقة بنزاهة
و�صدق و�شفافية العمليات االنتخابية ،وحث ال�سلطات العمومية على اتخاذ الو�سائل الكفيلة
بالنهو�ض مب�شاركة املواطنات واملواطنني يف العملية االنتخابية.
خام�سا ـ تعزيز م�شاركة بع�ض الفئات اخلا�صة يف احلياة ال�سيا�سية ،من خالل الإقرار
بامل�ساواة بني املر�أة والرجل يف احلقوق واحلريات املدنية وال�سيا�سية واالقت�صادية
558مع الأخذ بعني االعتبار النقا�ش الذي يطرحه الفراغ احلا�صل على م�ستوى الوثيقة الد�ستورية يف احلالة التي قد
يف�شل فيها رئي�س احلكومة املعني يف ت�شكيل �أغلبيته �أو احلالة التي قد تنهار فيها الأغلبية القائمة.
559الف�صل 88من د�ستور .2011
660الف�صل 7من د�ستور .2011
661ح�سب ما كانت ت�ؤكد على ذلك مقت�ضيات املادة 3من الد�ساتري املغربية ال�سابقة.
662الف�صل 61من د�ستور .2011
663الف�صل 11من د�ستور .2011
664بعد �أن متت د�سرتة املالحظة امل�ستقلة لالنتخابات يف الد�ستور (الف�صل � )11صدر قانون يحدد �رشوط وكيفيات
املالحظة امل�ستقلة واملحايدة لالنتخابات (القانون رقم ،11 30ال�صادر بتاريخ � 29شتنرب .)2011
لقد كان للمناخ ال�سيا�سي ،الذي �سبق االنتخابات الت�رشيعية املنظمة بتاريخ 25نونرب
،2011ت�أثري كبري على هذا اال�ستحقاق ،برز على م�ستويني:
�أوال ـ �سلوك الإدارة امل�رشفة على العملية االنتخابية� ،إذ يبدو �أنها جنحت �إىل حد ما
يف �إبعاد تهمة التدخل املبا�رش يف ر�سم نتائج االنتخابات التي ظلت تالحقها خالل خمتلف
اال�ستحقاقات االنتخابية ال�سابقة ،و�إن كان ذلك ال ي�سمح بالدفع ب�أطروحة نزاهة و�شفافية
االقرتاع �إىل �أبعد مداها ،خا�صة عندما ن�أخذ بعني االعتبار «احلياد ال�سلبي» للإدارة �إزاء
بع�ض التجاوزات االنتخابية ،وحتديدا اال�ستعمال املفرط للمال ،ف�ضال عن تكييف التقطيع
االنتخابي ،الذي تعده وزارة الداخلية ،يف اجتاه خدمة �أحزاب �سيا�سية بعينها ومر�شحني
بذاتهم.
ثانيا ـ النتائج التي �أفرزها ،بحيث �إذا كان هذا اال�ستحقاق لي�س الأول يف تاريخ املغرب
الذي �سمح بت�صدر املعار�ضة لنتائجه ،ف�إن فوز معار�ضة من نوع خا�ص (املعار�ضة
الإ�سالمية) ،معار�ضة كثريا ما ا�شتكت من احلواجز والتحفظات املو�ضوعة يف طريقها نحو
امل�شاركة يف احلكومة ،كان بدون �شك مثريا لالنتباه ،خ�صو�صا عندما يكون عدد املقاعد
التي ح�صل عليها احلزب املت�صدر لنتائج االنتخابات (العدالة والتنمية) مل ي�سبق �أن حتقق
لأي حزب يف تاريخ االنتخابات املغربية املبا�رشة ( 107مقعدا من �أ�صل 395يتكون منها
جمل�س النواب).
هذه النتائج� ،إذا كانت قد �أهلت احلزب املت�صدر لها لقيادة الأغلبية احلكومية ،كما
مكنت هذه الأخرية من رئا�سة جمل�س النواب ،ف�إنها جعلت هذه التجربة احلكومية ت�صطدم
مبعطيني �أ�سا�سيني:
■�أن ت�شكيل احلكومة من ائتالف حكومي �ضم �إىل جانب حزب العدالة والتنمية ثالثة
�أحزاب �سيا�سية �أخرى (اال�ستقالل ،احلركة ال�شعبية والتقدم واال�شرتاكية) ،ف�ضال
عن «حزب التقنوقراط»� ،أو ما ي�سمى بوزراء ال�سيادة ،جعل م�شكل االن�سجام
احلكومي يظل مطروحا ،كما جتلى ذلك وا�ضحا يف اخلالف الذي ذب يف �صفوف
الأغلبية احلكومية بني احلزب الذي يقودها وبني و�صيفه يف النتائج االنتخابية (حزب
اال�ستقالل) ،قبل �أن ي�ؤدي رف�ض الأول ملطالب الثاين ب�إعادة النظر يف الرتتيبات
التي قادت �إىل ت�شكيل الن�سخة الأوىل للحكومة �إىل �إعالن هذا الأخري ان�سحابه من
احلكومة .70ومل يت�سن �ضمان ا�ستمرار قيادة العدالة والتنمية للحكومة �إال من خالل
اال�ستعانة بخدمات حزب �آخر (التجمع الوطني للأحرار) مل يكن ،وهذه من مفارقات
ال�سيا�سة كما متار�س يف املغرب ،غري احلزب الذي كان قد تزعم لفيفا من الأحزاب
ال�سيا�سية (ما يعرف بتحالف الثمانية) ليقود ،خالل انتخابات 25نونرب � ،2011رصاعا
طاحنا �ضد العدالة والتنمية و�ضد م�رشوعه ال�سيا�سي.
■�أن ت�أخر �إجراء االنتخابات اخلا�صة مبجل�س امل�ست�شارين وفقا للمقت�ضيات اجلديدة
التي حملها د�ستور � ،2011أدى �إىل جعل املعار�ضة ت�ستمر يف الهيمنة على جمل�س
امل�ست�شارين ،خا�صة يف ظل �ضعف ح�ضور حزب العدالة والتنمية والأغلبية احلكومية
ككل يف هذا املجل�س .وهذا الأمر يذكر بالتوازن ال�سيا�سي بني الأغلبية واملعار�ضة الذي
كان قائما يف ظل الوالية الت�رشيعية 1997ـ ،2002و�إن كان الد�ستور احلايل قد جرد
جمل�س امل�ست�شارين من بع�ض الإمكانيات التي كانت ت�سمح له من قبل ب�إمكانية �إ�سقاط
770كان حزب اال�ستقالل قد وجه ،بتاريخ 3يناير ،2013مذكرة �إىل رئي�س جمل�س الأغلبية احلكومية (رئي�س
احلكومة) ت�ضمنت انتقادات الذعة لأداء احلكومة ،كما طالبت ب�إدخال بع�ض الإ�صالحات ،كان من �أبرزها
�إعادة النظر يف تركيبة احلكومة نف�سها.
احلكومة (ملتم�س الرقابة) .علما �أن �إجراء هذه االنتخابات �سنة � ،2015أي بعد �أربع
�سنوات على دخول د�ستور 2011حيز التنفيذ� ،أدخل بع�ض التعديل يف طبيعة تركيبة
الغرفة الثانية .فهي و�إن �أدت �إىل ا�ستمرار حتكم املعار�ضة فيها ،ف�إنها �سمحت ،يف
نف�س الوقت ،بت�أمني احلزب الذي يقود احلكومة حل�ضور قوي� ،71سيكون له ت�أثري
بدون �شك على التوازنات ال�سيا�سية داخل الربملان ككل ،وداخل جمل�س امل�ست�شارين
على وجه اخل�صو�ص� ،سيما يف ظل التداعيات التي خلفتها انتخابات املجل�س املذكور
72
يف املعار�ضة.
72
الوالية الترشيعية التاسعة 2016 - 2011
األسئلة الكتابية
من أصل 26925تم تقديمها. 18184
املجاب عنها العمل
الرقايب
األسئلة الشفهية
منها 565سؤاال آنيا. 3433
املجاب عنها
771ح�صل حزب العدالة والتنمية على 12مقعد ،ي�ضاف �إليها �أربعة مقاعد ح�صلت عليها نقابة االحتاد الوطني
لل�شغل القريبة منه.
772بحكم غياب املعطيات املتعلقة بح�صيلة املجل�سني معا فقد اقت�رصنا على عر�ض ح�صيلة جمل�س النواب، 772
كما وردت يف خطاب اختتام الوالية الت�رشيعية الذي تقدم به رئي�س املجل�س.
الف�صل الثاين
تلعب البنية التنظيمية دورا �أ�سا�سيا يف حياة �أي م�ؤ�س�سة برملانية ،فهي تعترب مفتاحا
�أ�سا�سيا بالن�سبة لكل برملان ناجح وفعال .وكما هو احلال يف خمتلف برملانات العامل ،تتخذ
البنية التنظيمية للربملان املغربي م�ستويني �أ�سا�سيني :الأول ذو طابع �سيا�سي ،والثاين ذو
طابع �إداري ،يتمثل يف وجود هياكل �إدارية وفنية تو�ضع رهن �إ�شارة الأجهزة ال�سيا�سية
يف �أدائها لوظائفها.
رابعا ـ اعتماد نف�س الهيكلة التنظيمية تقريبا �سواء يف بعدها ال�سيا�سي (الرئا�سة ،الديوان،
املكتب ،اللجان ،الفرق واملجموعات الربملانية ،اجلل�سات العامة� ،)..أو يف بعدها الإداري
(الأمانة العامة ،املديريات والأق�سام وامل�صالح.)...
خام�سا ـ التمثيلية يف بع�ض امل�ؤ�س�سات ،حيث يتوفران معا على احلق يف اقرتاح تعيني
�ستة �أع�ضاء يف املحكمة الد�ستورية (ثالثة لكل منهما) ،13وع�ضوان يف الهي�أة العليا لالت�صال
ال�سمعي الب�رصي ،14ف�ضال عن ع�ضوية رئي�سي املجل�سني يف املجل�س الأعلى للأمن ،ويف
جمل�س الو�صاية.15
�ساد�سا ـ احتالل نف�س املكانة يف العالقة مع امللك ،والتي تظهر يف توجيه اخلطاب امللكي
املتعلق بافتتاح ال�سنة الت�رشيعية �إىل املجل�سني معا ،16و�إخبار رئي�سي املجل�سني يف حالة
اعتزامه حل الربملان �أو �أحد جمل�سيه ،17وعند �إعالن حالة اال�ستثناء،18
و�إحاطة الربملان علما بقرار �إعالن احلرب ،19و�سلطة حل املجل�سني معا �أو �أحدهما،20
ف�ضال عن طلب قراءة جديدة لكل م�رشوع �أو مقرتح قانون.21
�سابعا ـ طلب الآراء اال�ست�شارية من بع�ض امل�ؤ�س�سات التي ين�ص عليها الد�ستور،
ونخ�ص بالذكر هنا املجل�س االقت�صادي واالجتماعي والبيئي ،22واملجل�س الوطني حلقوق
223املادة 16من ظهري 1.11.19بتاريخ فاحت مار�س 2011املحدث للمجل�س الوطني حلقوق الإن�سان.
224ين�ص الف�صل 148من د�ستتور 2011على �أن املجل�س الأعلى للح�سابات «يقدم م�ساعدته للربملان يف املجاالت
املتعلقة مبراقبة املالية العامة ،ويجيب عن الأ�سئلة واال�ست�شارات املرتبطة بوظائف الربملان يف الت�رشيع واملراقبة
والتقييم املتعلقة بال�سيا�سة العامة».
225تن�ص املادة 2من القانون رقم 105.12املتعلق باملجل�س الأعلى للرتبية والتكوين والبحث العلمي ،على �أن من
مهام املجل�س «�إبداء الر�أي لفائدة احلكومة والربملان ب�ش�أن م�شاريع ومقرتحات القوانني والقوانني التنظيمية
والن�صو�ص التنظيمية التي يعر�ضها عليه من �أجل ذلك رئي�س احلكومة �أو رئي�س جمل�س النواب �أو رئي�س جمل�س
امل�ست�شارين ح�سب كل احلالة ،ال�سيما م�شاريع ومقرتحات القوانني التي ت�ضع �إطارا للأهداف الأ�سا�سية للدولة
يف ميادين الرتبية والتكوين والبحث العلمي».
226تن�ص الفقرة 3من املادة 3من الظهري رقم � 1.02.212صادر بتاريخ 31غ�شتت 2002املحدث للهي�أة الأعلى
لالت�صال ال�سمعي الب�رصي على �أن من مهام املجل�س الأعلى لالت�صال ال�سمعي الب�رصي «�إبداء الر�أي للربملان
واحلكومة يف كل ق�ضية يحيلها �إليه الوزير الأول �أو رئي�سا جمل�سي الربملان ،فيما يتعلق بقطاع االت�صال ال�سمعي
الب�رصي» ،كما ت�ص الفقرة 5من نف�س املادة �أن املجل�س يقوم ب�إبداء الر�أي وجواب لرئي�سي جمل�سي الربملان
ب�ش�أن مقرتحات القوانني املتعلقة بقطاع االت�صال ال�سمعي الب�رصي قبل عر�ضها على املجل�س املعني».
227الف�صل 64من د�ستور .2011
228الف�صل 61من د�ستور .2011
229الف�صل 79من د�ستور .2011
لالت�صال ال�سمعي الب�رصي ،جمل�س املناف�سة ،الهي�أة الوطنية للنزاهة والوقاية من الر�شوة
وحماربتها ،املجل�س الأعلى للرتبية والتكوين والبحث العلمي ،املجل�س اال�ست�شاري للأ�رسة
والطفولة ،املجل�س اال�ست�شاري لل�شباب والعمل اجلمعوي.
�إحدى عا�رش ـ عمومية جل�سات جمل�سي الربملان ،30و�إمكانية عقد جل�سات م�شرتكة
بينهما ،31واجتماعات �رسية �إما بطلب من رئي�س احلكومة �أو بناء على طلب ثلث الأع�ضاء
يف كل جمل�س.32
�إثنى ع�رشـ انتخاب �أجهزة وهياكل املجل�سني بالتمثيل الن�سبي لكل فريق ،وعلى مرحلتني
خالل الوالية الت�رشيعية ،حيث يجري انتخاب �أجهزة جمل�س النواب (الرئي�س� ،أع�ضاء
املكتب ،ر�ؤ�ساء اللجان الدائمة ومكاتبها) يف م�ستهل الفرتة النيابية ثم يف �سنتها الثالثة (دورة
�أبريل) ،33كما يتم انتخاب �أجهزة جمل�س امل�ست�شارين يف م�ستهل الفرتة النيابية ،34ثم عند
انتهاء منت�صف الوالية الت�رشيعية للمجل�س.35
ثالثة ع�رش ـ انتظام عملهما يف �إطار دورات ،يتم التمييز يف �إطارها بني دورات
عادية و�أخرى ا�ستثنائية� .إذ على خالف الكثري من التجارب املقارنة ،التي �أخذت بنظام
الدورة الربملانية املمتدة ،ويف مقدمتها فرن�سا ،التي ين�ص د�ستورها على «�أن الربملان
يجتمع قانونيا ور�سميا يف دورة عادية تبد�أ من �أول يوم عمل من �شهر �أكتوبر وتنتهي يف
�آخر يوم عمل �شهر يونيو»� ،36آثر امل�رشع الد�ستوري املغربي تق�سيم عمل الربملان على
دورتني يف ال�سنة ،37الأوىل يطلق عليها عادة دورة �أكتوبر �أو الدورة اخلريفية ،وتنطلق
يف اجلمعة الثانية من �شهر �أكتوبر من كل �سنة ،وير�أ�سها امللك ،الذي يقدم خطابا باملنا�سبة،
ين�ص الد�ستور على �أنه ال يكون مو�ضوع مناق�شة داخل الربملان� .38أما الثانية ،التي يطلق
عليها دورة �أبريل� ،أو الدورة الربيعية ،فتنطلق يف اجلمعة الثانية من �شهر �أبريل .وكال
الدورتني يتم ختمهما مبر�سوم من طرف احلكومة ،بعد �أن تكون قد ا�ستمرت كل واحدة
منهما �أربعة �أ�شهر على الأقل.39
330الف�صل 48من د�ستور .2011
331الف�صل 68من د�ستور .2011
332الف�صل 68من د�ستور .2011
333الف�صل 62من د�ستور .2011
334ل�سنا ندري عما �إذا كان امل�رشع يف الف�صل 63يق�صد فعال (الفرتة النيابية) �أم �أن الأمر حم�ض خط�أ.
335الف�صل 63من د�ستور .2011
336املادة 28من د�ستور فرن�سا ل�سنة .1958
337الف�صل 65من د�ستور .2011
338الف�صل 52من د�ستور .2011
339الف�صل 65من د�ستور .2011
�إىل جانب الدورات العادة ينتظم الربملان يف �إطار دورات ا�ستثنائية تنعقد �إما بناء على
طلب من احلكومة (�أي مبر�سوم)� ،أو مبقت�ضى طلب موقع من لذن ثلث �أع�ضاء جمل�س
النواب �أو �أغلبية �أع�ضاء جمل�س امل�ست�شارين .لكن امل�رشع الد�ستوري ي�شرتط يف مثل هذه
الدورات �أن تنعقد بناء على جدول �أعمال حمدد ،بحيث يتم ختمها مبر�سوم مبجرد ا�ستنفاذ
النقا�ش يف الق�ضايا املدرجة فيه.40
الفقرة الثانية :العنا�صر اخلا�صة بكل جمل�س
يف مقابل ا�شرتاك املجل�سني يف بع�ض ال�صالحيات و�سلوكهما لنف�س امل�ساطر ،يوجد متايز
بينهما يف بع�ض اجلوانب� ،سواء ذات الطابع الت�رشيعي �أو الرقابي.
�أوال ـ �إعطاء الأولية ملجل�س النواب يف مناق�شة م�شاريع القوانني العادية ،41مبا يف ذلك
م�رشوع قانون املالية ،42وملج�س امل�ست�شارين يف مناق�شة م�شاريع القوانني املتعلقة باجلماعات
الرتابية ،وبالتنمية اجلهوية ،وبالق�ضايا االجتماعية.43
ثانيا ـ تخويل جمل�س النواب �أ�سبقية التداول يف م�شاريع ومقرتحات القوانني التنظيمية،
بالنظر �إىل ما ين�ص عليه الف�صل 85من الد�ستور من �أنه «ال يتم التداول يف م�شاريع
ومقرتحات القوانني التنظيمية من قبل جمل�س النواب �إال بعد مرور ع�رشة �أيام على و�ضعها
لدى مكتبه ،ووفقا للم�سطرة امل�شار �إليها يف الف�صل ،»)..( 84و�إن كانت هذه النقطة تثري
النقا�ش ،كما �سن�شري �إىل ذلك عند تعر�ضنا لوظائف ومهام الربملان.
ثالثا ـ منح جمل�س النواب �صالحية الت�صويت النهائي على مقرتحات وم�شاريع القوانني
بعد �أن يكون املجل�س الآخر قد تداول فيها و�صوت عليها .رغم �أن ال�صيغة املعتمدة يف الف�صل
84تثري بع�ض الغمو�ض حول ما �إذا كان جمل�س النواب ميلك فعال الكلمة النهائية للبث يف
كل الن�صو�ص الت�رشيعية .ذلك �أن الفقرة الأوىل من الف�صل املذكور �إذا كانت قد ن�صت على
تداول جمل�سي الربملان بالتتابع بغية التو�صل �إىل اتفاق حول ن�ص واحد ،ف�إن ن�ص الفقرة
الثانية من ذات الف�صل على �أنه «يعود ملجل�س النواب الت�صويت النهائي على الن�ص الذي مت
البت فيه» ،و�إ�شارتها ،يف نف�س الوقت� ،إىل �أنه «ال يقع هذا الت�صويت �إال بالأغلبية املطلقة
للأع�ضاء احلا�رضين �إذا تعلق الأمر بن�ص يهم اجلماعات الرتابية واملجاالت ذات ال�صلة
بالتنمية اجلهوية وال�ش�ؤون االجتماعية» ،دفعت �إىل القول �إن «هذا الت�صويت ال ينطبق
�إال على املجاالت الثالثة احل�رصية» ،و�أن يف غريها من املجاالت يتطلب الأمر «اتباع
م�سطرة الذهاب والإياب بني املجل�سني بحيث ال تنقطع اجلوالت املكوكية �إال بعد التو�صل
�إىل اتفاق على ن�ص ب�صيغة موحدة».44
مع الإ�شارة �إىل �أن االلتبا�س الذي يكتنف هذا الف�صل كان قد دفع جمل�س النواب �إىل تكري�س
ممار�سات تتجاهل جمل�س امل�ست�شارين ،لي�س فقط من خالل عدم الأخذ بعني االعتبار التعديالت
التي يدخلها على م�شاريع ومقرتحات القوانني التي حتال عليه من طرف جمل�س النواب،
و�إمنا �أي�ضا من خالل الإقدام على تعديل مواد �سبق ملجل�س امل�ست�شارين �أن تداول فيها دون �أن
يعدلها .وهي ممار�سة �إذا كانت قد �سمحت باعتماد جمل�س النواب ملقت�ضيات قانونية دون �أن
يكون جمل�س امل�ست�شارين قد �أبدى ر�أيه فيها ،فقد ت�صدى لها املجل�س الد�ستوري مبنا�سبة نظره
يف القانون التنظيمي للمالية ،معتربا �أنها تخرق قاعدة التداول بني املجل�سني التي تن�ص عليها
الفقرة الأوىل من الف�صل .45 84
رابعا ـ انفراد جمل�س النواب بتقدمي ملتم�س الرقابة ،46وبالت�صويت على ملتم�س �سحب
الثقة ،47يف مقابل انفراد جمل�س امل�ست�شارين بتقدمي ملتم�س م�سائلة احلكومة.48
خام�سا ـ متكني جمل�س النواب لوحده من الت�صويت على الربنامج احلكومي ،الذي
يعر�ض �أمام جمل�سي الربملان جمتمعني ،كما يكون مو�ضوع مناق�شة �أمام كليهما.49
�ساد�سا ـ ارتفاع عدد �أع�ضاء جمل�س النواب ( 395نائبا )50مقارنة بعدد �أع�ضاء جمل�س
امل�ست�شارين (ما بني 90و 102م�ست�شارا ،)51واختالف طريقة انتخابهم (االقرتاع العام
املبا�رش بالن�سبة للمجل�س الأول ،52واالقرتاع غري املبا�رش بالن�سبة للثاين 53من خالل هي�أة
444م�صطفى قلو�ش« :ال�سقطة الكربى للمجل�س الد�ستوري يف قانون املالية ،»2014مقال من�شور باملوقع
الإلكرتوين ه�سربي�س بتاريخ 27فرباير .2014
� 445أنظر قرار املجل�س الد�ستوري رقم ،950/14ال�صادر بتاريخ 23دجنرب 2014واخلا�ص بالبث يف د�ستورية
القانون التنظيمي للمالية.
446الف�صل 105من د�ستور .2011
447الف�صل 103من د�ستور .2011
448الف�صل 106من د�ستور .2011
449الف�صل 88من د�ستور .2011
550ح�سب ما يحدد ذلك القانون التنظيمي ملجل�س النواب.
551الف�صل 63من د�ستور .2011
552الف�صل 62من د�ستور .2011
553الف�صل 63من د�ستور .2011
ناخبة ت�ضم ب�صفة خا�صة ممثلي اجلماعات الرتابية ،وامل�أجورين ،والغرف املهنية،
واملنظمات املهنية للم�شغلني) ،ف�ضال عن تفاوت مدة واليتهم (خم�س �سنوات بالن�سبة ملجل�س
النواب ،و�ست �سنوات بالن�سبة ملجل�س امل�ست�شارين).
�سابعا ـ �إمكانية حل جمل�س النواب �إما مببادرة من امللك� 54أو مببادرة من رئي�س
احلكومة ،55بينما يعود �أمر حل جمل�س امل�ست�شارين �إىل امللك فقط ،على اعتبار �أن هذا
الأخري مل يعد ،كما كان عليه الأمر يف الد�ستور ال�سابق ،يتوفر على الأدوات الرقابية التي
ت�سمح له ب�إثارة م�س�ؤولية احلكومة والعمل على �إ�سقاطها (ملتم�س الرقابة).
ثامنا ـ اختالف عدد اللجان الدائمة ما بني النواب (ت�سعة جلان) وجمل�س امل�ست�شارين
(�ستة جلان) ،مبا يرتتب عنه من عدم التطابق يف الق�ضايا واملوا�ضيع التي تدخل يف �إطار
جمال ا�شتغالها ما بني املجل�سني ،وكذا اختالف الن�صاب املطلوب يف ت�شكيل الفرق الربملانية
بينهما 20 :نائبا يف جمل�س النواب 12 ،م�ست�شارا يف جمل�س امل�ست�شارين.
�أ ـ الرئي�س
يتم انتخاب رئي�س جمل�س النواب يف بداية الفرتة النيابية ،ويف ال�سنة الثالثة من الوالية
الت�رشيعية ،56وذلك باالقرتاع ال�رسي وبالأغلبية املطلقة يف الدور الأول والأغلبية الن�سبية
يف الدور الثاين ،ويف حالة وجود مر�شح وحيد يتم االكتفاء بالأغلبية الن�سبية يف الدور
الأول .57وعند تعادل الأ�صوات يعترب املر�شح الأ�صغر �سنا فائزا ،ويتم اللجوء �إىل القرعة
للإعالن عن الفائز يف حالة ت�ساوي الأ�صوات .و�إذا كان املر�شح واحدا فبالأغلبية الن�سبية
يف دورة واحدة.58
�أما رئي�س جمل�س امل�ست�شارين ،فينتخب هو الآخر يف م�ستهل «الفرتة النيابية» ،ويف
منت�صف الوالية الت�رشيعية ،59عن طريق االقرتاع ال�رسي ،وبالأغلبية املطلقة للأع�ضاء
الذين يتكون منهم املجل�س يف الدور الأول ،وبالأغلبية الن�سبية يف الدور الثاين التي جتري
بني املر�شحني الأول والثاين اللذان ح�صال على �أكرب الأ�صوات يف الدور الأول .60وعند
تعادل الأ�صوات يعترب املر�شح الأكرب �سنا فائزا ،ف�إن انتفى فارق ال�سن ،يتم االحتكام
�إىل القرعة لتعيني الفائز .ويف حالة �إذا ما كان هناك مر�شح وحيد ،يجري انتخابه رئي�سا
بالأغلبية املطلقة يف الدور الأول ،والأغلبية الن�سبية يف الدور الثاين.61
تتحدد مهام الرئي�س يف ا�ستدعاء مكتب املجل�س لالجتماع ،وتر�أ�س اجتماعاته ،وتر�أ�س
اجلل�سات العامة ،وندوة الر�ؤ�ساء ،والقيام بات�صاالت املجل�س وعالقاته اخلارجية،
وعالقاته برئي�س احلكومة ،ف�ضال عن اللجوء �إىل املحكمة الد�ستورية يف بع�ض احلاالت
التي حددها الد�ستور .وهي مهام تعطيه دورا كبريا يف حياة الربملان ،وجتعل منه امل�س�ؤول
الأول والأخري عن كل ما ي�صدر عنه ،و�إن كانت هذه املهام ميكن �أن متار�س من طرف
نوابه ،ح�سب ترتيبهم ،يف حالة غيابه.62
�أما يف حالة �شغور من�صبه ل�سبب من الأ�سباب ،فيتم انتخاب رئي�س جديد ملا تبقى من
فرتة انتخابه لرئا�سة املجل�س ،63ويف انتظار ذلك يتوىل �أحد نواب الرئي�س ال�سابق ممار�سة
556الف�صل 62من د�ستور .2011
557املادة 17من النظام الداخلي ملجل�س النواب.
558املادة 17من النظام الداخلي ملجل�س النواب.
559الف�صل 63من د�ستور .2011
660املادة 15من النظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين (�صيغة يوليوز .)2014
661املادة 15من النظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين.
662املادة 29من النظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين.
663املادة 30من النظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين.
مهامه با�ستثناء بع�ض املهام الد�ستورية ،التي يحددها النظام الداخلي ملجل�س النواب،64
والنظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين ،65يف ثالثة جوانب �أ�سا�سية:
�أوال ـ اللجوء �إىل املحكمة الد�ستورية� ،إما من �أجل �إحالة املعاهدات 66والقوانني،67
�أو من �أجل «حتكيمها» يف اخلالف بني احلكومة والربملان حول الطبيعة القانونية لبع�ض
املقرتحات �أو التعديالت التي تعار�ض احلكومة يف اندراجها يف جمال القانون.68
ثانيا ـ اللجوء �إىل الق�ضاء بغر�ض �إحالة تقرير جلان تق�صي احلقائق ،69هذه املهمة التي
يجعلها الد�ستور اختيارية عندما ين�ص على �أن الإقدام عليها يتم «عند االقت�ضاء».
ثالثا ـ الإخبار �أو اال�ست�شارة ،ح�سب احلاالت ،عند �إقدام امللك على اتخاذ بع�ض
املبادرات ،وحتديدا �إعالن حالة اال�ستثناء ،70وحل الربملان �أو �أحد جمل�سيه ،71وكذلك
رئي�س احلكومة عندما يعتزم الإقدام على مبادرة حل جمل�س النواب.72
ب ـ مكتب املجل�س
�إىل جانب الرئي�س يتوفر كل جمل�س على مكتب يتكون يف جمل�س النواب من ثمانية
نواب ،ف�ضال عن حما�سبني وثالثة �أمناء ،73ويتم انتخابه يف م�ستهل الفرتة النيابية ،ويف
�سنتها الثالثة ،على �أ�سا�س التمثيل الن�سبي لكل فريق برملاين� .74أما يف جمل�س امل�ست�شارين
فيتكون من خم�سة خلفاء للرئي�س وثالثة حما�سبني وثالثة �أمناء ،75يجري انتخابهم على
�أ�سا�س التمثيل الن�سبي لكل فريق برملاين ،يف م�ستهل الفرتة النيابية ،ثم عند انتهاء منت�صف
الوالية الت�رشيعية للمجل�س.76
تتحدد اخت�صا�صات املكتب يف «تطوير وت�أهيل عمل املجل�س ،تنظيم العالقات اخلارجية،
�ش�ؤون النائبات والنواب ،املوارد الب�رشية ،املحافظة على ممتلكات املجل�س ،والتوا�صل
والإعالم والتوثيق» ،77ويف و�ضع جدول �أعمال املجل�س ،والإ�رشاف على مناق�شاته،
وو�ضع الرتتيبات الالزمة لعقد جل�سات املجل�س ،و�ضمان هيبة واحرتام امل�ؤ�س�سة واملحافظة
على بنياتها واملنقوالت التابعة لها ،وتوفري الأمن الداخلي واخلارجي بوا�سطة حر�س
خا�ص منتدب لهذا الغر�ض ،وو�ضع ميزانية املجل�س وت�سيري �ش�ؤونه املالية ،و�سن الأنظمة
اخلا�صة بتنظيم وت�سيري املرافق الإدارية واملالية للمجل�س ،على نحو ما هي حمددة يف النظام
الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين .78
داخل مكتب كل جمل�س ميار�س املحا�سبون والأمناء مهاما حمددة ،حيث يتوىل املحا�سبون
ال�سهر على الت�سيري املايل والإداري للمجل�س ،وذلك حتت �إ�رشاف مكتب املجل�س ،حيث
«يبدون ر�أيهم وجوبا قبل االلتزام ب�أية نفقة ،ويرفعون �إىل املكتب عند افتتاح دورة �أكتوبر
تقريرا ماليا حول ظروف تنفيذ ميزانية ال�سنة اجلارية» ،79على �أ�سا�س �أن «يرفق (هذا
التقرير) مب�رشوع امليزانية الفرعية للمجل�س التي تعر�ض للدرا�سة على اللجنة املخت�صة،
واجلل�سة العامة» .80بينما يتوىل الأمناء مراقبة حترير حما�رض اجلل�سات العامة ،وعمليات
الت�صويت ،التي تتم خاللها ،وكذا �سائر نتائج االقرتاع التي جتري على م�ستوى املجل�س،
كما يتولون �ضبط حاالت غياب الأع�ضاء يف اجلل�سات العامة.81
ج ـ ندوة الر�ؤ�ساء
ال تعد من بني �أجهزة الربملان التي يحددها الد�ستور و�إمنا ورد الن�ص عليها يف النظامني
الداخلني ملجل�سي الربملان .ومع ذلك مل ير املجل�س الد�ستوري يف �إحداثها �أي خمالفة
ملقت�ضيات الد�ستور ،وهو الذي �سبق له �أن وقف �ضد رغبة الربملان يف �إحداث �أجهزة
�أخرى ،م�ستندا يف ذلك على عدد من املربرات من بينها �أن �أجهزة الربملان حمددة على
�سبيل احل�رص يف الف�صل 69من الد�ستور .82وهي تتكون من رئي�س املجل�س ،ونوابه،
ور�ؤ�ساء اللجان الدائمة ،ور�ؤ�ساء الفرق الربملانية ،83ي�ضاف �إليهم يف جمل�س امل�ست�شارين
«من�سقي املجموعات الربملانية» .84ويح�رض اجتماعاتها مندوب للحكومة (عادة ما يكون
وزير العالقات مع الربملان) ،الذي يكون له حق التدخل يف املناق�شات ليبدي وجهة نظر
احلكومة يف الق�ضايا التي تعنيها ويف ترتيب جدول الأعمال.85
�أما دورها فيتحدد يف التداول يف جدول �أعمال املجل�س ،والتقدم باقرتاحات تهم تنظيم
املناق�شة العامة للن�صو�ص املعرو�ضة على املجل�س ،و�إبداء الر�أي حول �أ�شغال اللجان،
والتداول يف الربجمة الزمنية لأ�شغال املجل�س ،86ف�ضال عن التداول يف مقرتحات القوانني
اجلاهزة� ،أو التي يتم النظر فيها من طرف اللجان الدائمة ،خا�صة املقرتحات املقدمة من
طرف املعار�ضة ،ق�صد برجمتها والبث فيها .87وتتخذ قراراتها بالتوافق �أو بالت�صويت عند
االقت�ضاء� ،88إذ يف هذه احلالة الأخرية يكون لر�ؤ�ساء الفرق يف جمل�س النواب ،ولر�ؤ�ساء
الفرق واملجموعات الربملانية يف جمل�س امل�ست�شارين عدد �أ�صوات تنا�سب عدد الأع�ضاء
الذين تتكون منهم فرقهم� ،أو جمموعاتهم ،دون احت�ساب املنتمني منهم لندوة الر�ؤ�ساء.89
882كان �آخر قرار له يف هذا املجال هو الذي يتعلق برف�ض مقت�ضى من النظام الداخلي ملجل�س النواب ين�ص على
«حق النائبات ،املمار�سات فعليا خالل الوالية الت�رشيعية ،يف ت�أ�سي�س هيئة للن�ساء الربملانيات تهدف �إىل اقرتاح
ودعم وتقوية املكت�سبات الن�سائية يف كل املجاالت وتعزيزها على م�ستوى الت�رشيع واملراقبة والدبلوما�سية
الربملانية وعلى م�ستوى مراكز اتخاذ القرار» (�أنظر قرار رقم � 924 /13صادر بتاريخ 22غ�شت .)2013
883املادة 87من النظام الداخلي ملجل�س النواب ،ومن النظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين.
884املادة 87من النظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين.
885املادة 88من النظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين ،ومن النظام الداخلي ملجل�س النواب.
886املادة 89من النظام الداخلي ملجل�س النواب.
887املادة 89من النظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين.
888املادة 90من النظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين.
889املادة 89من النظام الداخلي ملجل�س النواب ،واملادة 90من النظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين.
�أ ـ اللجان
ميكن التمييز بني نوعني من اللجان ،اللجان الدائمة �أو القارة ،واللجان امل�ؤقتة� ،إذ
يختلفان من حيث ت�شكيلهما ،ووظائفهما ،بحيث �إذا كانت اللجان الدائمة ذات طابع رقابي
وت�رشيعي يف نف�س الوقت ،ف�إن اللجان امل�ؤقتة عادة ما تكون ذات طابع رقابي فقط.
�أوال ـ اللجان الدائمة
تكت�سي اللجان الدائمة �أهمية خا�صة يف عمل الربملان ،فعالوة على �أنها تعد معربا
�رضوريا لكل مقرتحات وم�شاريع الن�صو�ص القانونية التي تعر�ض على الربملان ،ف�إنها
تقوم بدور ال ي�ستهان به يف جمال مراقبة عمل احلكومة .لذلك ،ف�إن عملها ال ينح�رص يف
انعقاد دورتي الربملان بل يبقى م�ستمرا بعد انتهائها.
وقد �أ�ضفى الد�ستور طابع ال�رسية على جل�ساتها ،90لكنه ،يف نف�س الوقت ،فتح الباب
لإمكانية عقد جل�سات علنية وفق �ضوابط حمددة ،عندما �أحال على النظامني الداخلني
ملجل�سي الربملان حتديد احلاالت وال�ضوابط التي ميكن �أن تنعقد فيها اللجان ب�صفة علنية.
وبالرجوع �إىل هذين الن�صني جند �أنهما �أتاحا «عند االقت�ضاء» �إمكانية احل�ضور يف
اجتماعات اللجان لأ�شخا�ص جرى حتديدهما يف «موظفي اللجنة الدائمة املعنية وموظفي
الفرق املنتدبني» ،91حيث ربطا ذلك باحل�صول على ترخي�ص �صادر عن ر�ؤ�ساء اللجان
بالن�سبة ملجل�س النواب ،92وعن رئي�س املجل�س ،ورئي�س اللجنة املعنية بالن�سبة ملجل�س
امل�ست�شارين ،93و�إن كان الت�سامح الذي ظلت تبديه �إدارة جمل�سي الربملان �إزاء ح�ضور
املوظفني وال�صحافيني وبع�ض الباحثني على حد �سواء �أ�شغال اللجان قد تراجع ب�شكل كبري
انطالقا من منت�صف الوالية الت�رشيعية احلالية.94
مع الإ�شارة هنا �إىل �أن النظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين مل يكتف بتحديد الأ�شخا�ص
املعنيني باحل�ضور بل ذهب �أبعد من ذلك وهو يحدد االجتماعات العلنية للجان يف تلك التي
تتناول «ق�ضايا وطنية وجهوية ت�ست�أثر باهتمام الر�أي العام الوطني ،وال تتعلق بالأمن
الداخلي �أو اخلارجي للدولة» .95معتربا �أن عقد مثل هذه االجتماعات يحتاج �إىل طلب
معلل من رئي�س املجل�س� ،أو مكتبه� ،أو رئي�س فريق� ،أو من احلكومة� ،أو من ثلث �أع�ضاء
اللجنة� ،أو مببادرة من مكتبها.96
و�إذا كانت اللجان تعقد اجتماعاتها ب�صفة منفردة وت�ضطلع ب�صالحيات يف جماالت
حمددة لكل واحدة منها ،فقد حمل د�ستور 2011جديدا على هذا امل�ستوى عندما �أتاح �أمامها
�إمكانية عقد جل�سات م�شرتكة بغر�ض اال�ستماع �إىل بيانات تتعلق بق�ضايا تكت�سي طابعا
وطنيا هاما .97وهي االجتماعات التي ميكن �أن تعقد لي�س فقط بني اللجان اخلا�صة داخل
كل جمل�س ،98بل �أي�ضا بني جلان هذا الأخري وجلان جمل�س امل�ست�شارين ،99على �أن يتوىل
رئا�ستها يف هذه احلالة الأخرية رئي�س جمل�س النواب عندما تنعقد بناء على مبادرة منفردة
منه� ،أو مببادرة م�شرتكة من املجل�سني� ،أو من احلكومة ،ورئي�س جمل�س امل�ست�شارين
عندما تنعقد مببادرة من هذا الأخري.100
واللجان الدائمة توجد يف جمل�سي الربملان معا ،و�إن كانت تختلف من جمل�س �إىل �آخر
من حيث عددها وت�سميتها .بحيث يتوفر جمل�س النواب على ت�سعة جلان كل واحدة منها
تخت�ص مبجال �أو جماالت حمددة (�أنظر اجلدول) ،وت�ضم عددا حمددا من النواب� ،101إذ
يلزم النظام الداخلي كل نائب �أو نائبة �أن يكون ع�ضوا يف جلنة دائمة واحدة .102ويكون
لكل جلنة رئي�س ينتخب يف م�ستهل الفرتة النيابية ويف �سنتها الثالثة باالقرتاع ال�رسي،
ومكتب مكون من �أربعة نواب للرئي�س ومقرر ونائب للمقرر و�أمناء ،ويتم ت�شكيلها على
�أ�سا�س التمثيل الن�سبي ،ويحق للنواب غري الأع�ضاء يف اللجنة ح�ضور �أ�شغالها وامل�شاركة
يف �أعمالها لكن دون �أن يكون لهم حق امل�شاركة يف الت�صويت.103
مجلس النواب
جماالت اشتغاهلا اللجان الدائمة
1ـجلنة اخلارجية والدفاع الوطني الشؤون اخلارجية ـ التعاون ـ شؤون املغاربة املقيمني
والشؤون اإلسالمية واملغاربة باخلارج ـ الدفاع الوطني واملناطق املحتلة واحلدود ـ
قضايا قدماء املقاومني ـ األوقاف والشؤون اإلسالمية. املقيمني باخلارج
2ـجلنة الداخلية واجلامعات الرتابية الداخلية ـ اجلهوية واجلامعات الرتابية ـ التعمري
والسكنى وسياسة املدينة. والسكنى وسياسة املدينة
3ـ جلنة العدل والترشيع وحقوق العدل ـ حقوق اإلنسان ـ األمانة العامة للحكومة ـ
الشؤون اإلدارية ـ العالقات مع الربملان واملجتمع املدين اإلنسان
ـ املجس األعىل واملجالس اجلهوية للحسابات.
املالية ـ االستثامر ـ تأهيل االقتصاد ـ اخلوصصة ـ
املؤسسات العمومية ـ الشؤون العامة واالقتصاد 4ـ جلنة املالية والتنمية االقتصادية
االجتامعي.
الصحة ـ الشباب والرياضة ـ التشغيل ـ الشؤون
االجتامعية ـ التكوين املهني ـ املرأة واألرسة والطفل 5ـ جلنة القطاعات االجتامعية
والتضامن ـ قضايا اإلعاقة.
الفالحة ـ التنمية القروية ـ الصناعة ـ الصيد البحري
ـ السياحة ـ الصناعة التقليدية ـ التجارة الداخلية 6ـ جلنة القطاعات اإلنتاجية
واخلارجية والتكنولوجيا احلديثة.
7ـجلنة البنيات األساسية والطاقة التجهيز ـ النقل ـ املاء ـ البيئة ـ املواصالت ـ الطاقة
واملعادن ـ املياه والغابات ـ التنمية املستدامة. واملعادن والبيئة
التعليم ـ الثقافة ـ االتصال واإلعالم. 8ـ جلنة التعليم والثقافة واالتصال
مراقبة وتتبع اإلنفاق العمومي للاملية العامة ـ دراسة
التقارير املوضوعاتية للمجلس األعىل للحسابات
9ـ جلنة مراقبة املالية العامة
والتقارير التي يعدها وفقا للفصل 148من الدستور ـ
النصوص الترشيعية املتعلقة بمراقبة املالية العامة.104
104
1104كان املجل�س الد�ستوري لدى نظره يف النظام الداخلي ملجل�س النواب قد اعرت�ض على �إحداث هذه اللجنة
بدعوى �أن مراقبة الربملان للمالية العامة يجب �أن تتم يف �إطار مراقبة عمل احلكومة ،كما ين�ص على ذلك
الف�صل 70من الد�ستور ،وال ت�شمل مراقبة القطاعات الوزارية وامل�ؤ�س�سات واملقاوالت العمومية مبا�رشة،
لتعار�ض ذلك مع الف�صل 89من الد�ستور الذي يجعل الإدارة حتت �سلطة احلكومة (قرار رقم ،)13/924
قبل �أن يعود يف منا�سبة الحقة لقبولها بعد �أن جرى تعديلها من طرف جمل�س النواب حتى تتالءم مع قرار
املجل�س الد�ستوري ال�سابق (�أنظر قراره .)13/929
�أما يف جمل�س امل�ست�شارين فتوجد �ستة جلان فقط (�أنظر اجلدول) ،ال يقل عدد �أع�ضائها
عن خم�سة ع�رش ع�ضوا وال يزيد عن خم�سة و�أربعون ،105حيث يكون لكل واحدة رئي�س
ينتخب يف م�ستهل الفرتة الربملانية وعند انتهاء منت�صف والية املجل�س وفقا للتمثيل الن�سبي
للفرق واملجموعات الربملانية عند االقت�ضاء ،106كما يكون لها مكتب يت�شكل هو الآخر على
�أ�سا�س التمثيل الن�سبي ،ويتكون �إ�ضافة �إىل الرئي�س من �ستة خلفاء للرئي�س ،و�أمني وم�ساعد
له ،ومقررا وم�ساعد له .107وال يجوز مل�ست�شار
برملاين �أن ينتمي لأكرث من جلنة ،لكن يحق له �أن يح�رض �أ�شغال اللجنة التي ال ينتمي �إليها،
وامل�شاركة فيها ،دون �أن يكون له احلق يف الت�صويت.108
مجلس املستشارين
جماالت اشتغاهلا اللجان الدائمة
1ـ جلنة التعليم والشؤون الثقافية القوانني التنظيمية املتعلقة بمجاالت اختصاصاهتا ـ
الرتبية والتكوين املهني والتشغيل ـ املنظومة الصحية واالجتامعية
ـ الشبيبة والرياضة ـ الثقافة وامللكية الفكرية ـ نظام
الوسائط السمعية البرصية واإلعالم والنرش ـ الشؤون
االجتامعية وقضايا املرأة واألرسة والطفولة وشؤون
املعاقني.
2ـ جلنة اخلارجية واحلدود والدفاع الشؤون اخلارجية واحلدود واملناطق املحتلة والدفاع
الوطني واملناطق املغربية املحتلة .الوطني ـ شؤون اجلالية املغربية املقيمة باخلارج ومغاربة
العامل ـ شؤون املقاومة وجيش التحرير ـ األوقاف
والشؤون اإلسالمية.
3ـ جلنة الداخلية واجلامعات الرتابية القوانني التنظيمية املتعلقة بمجاالت اختصاصاهتا ـ نظام
اجلامعات الرتابية ومبادئ حتديد دوائرها الرتابية ـ التنمية والبنيات األساسية
اجلهوية ـ الترشيعات االنتخابية ـ حفظ األمن والنظام ـ
اإلنعاش الوطني ـ األرايض اجلامعية وأرايض الكيش ـ
اإلسكان والتعمري وإعداد الرتاب الوطني ـ نظام النقل
والطرق والسكك احلديدية ـ التجهيز والقناطر واملوانئ.
4ـ جلنة املالية والتخطيط والتنمية القوانني التنظيمية املتعلقة بمجاالت اختصاصاهتا ـ املالية
واملحاسبة العمومية ـ الصفقات العمومية ـ الشؤون االقتصادية
العامة واحلكامة اجليدة ـ نظام األبناك والتأمني ـ أنظمة
التقاعد العمومي واالحتياط االجتامعي ـ أمالك الدولة
ـ االستثامر وتأهيل االقتصاد ـ التخطيط وقوانني اإلطار
ـ إحداث وتأميم املؤسسات العمومية ونظام اخلوصصة
ـ االقتصاد االجتامعي.
5ـجلنة العدل والترشيع وحقوق ـ القوانني التنظيمية املتعلقة بمجال اختصاصاها ـ
النظام الداخيل ملجلس املستشارين ـ احلقوق واحلريات اإلنسان
األساسية :الفردية واجلامعية ـ منظومة العدالة ـ العالقات
مع الربملان ـ الوظيفة العمومية وحتديث اإلدارة ـ املحاكم
املالية.
6ـ جلنة الفالحة والقطاعات اإلنتاجية ـ الفالحة والثروات احليوانية والتنمية القروية ـ أنظمة
امللكية العقارية ـ التجارة الداخلية واخلارجية ـ الصناعة
العرصية والتقليدية ـ املاء والطاقة واملعادن واملكاتب
واملؤسسات العمومية املتعلقة هبا ـ نظام تكنلوجيا
املعلومات ،وتقنيات االتصاالت احلديثة ،والربيد ـ
السدود واملياه والغابات ـ قواعد تدبري البيئة ومحاية
املوارد الطبيعية والتنمية املستدامة ـ الثروات البحرية
والصيد البحري ـ السياحة.
�إىل جانب اللجان الدائمة �أو القارة ،ملجل�سي الربملان الإمكانية لإحداث جلان ذات طابع
م�ؤقت ينح�رص دورها يف معاجلة ق�ضايا حمددة ،وينتهي وجودها بانتهاء تلك املهمة التي
�أنيطت بها .يتعلق الأمر بثالثة �أ�صناف من اللجان ،هي جلان تق�صي احلقائق ،وجلنة
مراقبة �رصف امليزانية ،وجمموعات العمل املو�ضوعاتية .و�سنكتفي باحلديث هنا عن
هذين ال�صنفني الأخريين ،على �أن نتحدث عن جلان تق�صي احلقائق يف الف�صل املخ�ص�ص
لوظائف ومهام الربملان.
1ـ جلنة مراقبة �رصف امليزانية
�سواء يف جمل�س النواب �أو يف جمل�س امل�ست�شارين ،تت�شكل هذه اللجنة مببادرة من مكتب
املجل�س النواب ،على �أ�سا�س التمثيل الن�سبي للفرق واملجموعات الربملانية ،109مع فارق
يتعلق بتوقيت ح�صول ذلك ،حيث تت�شكل �أول مرة يف املجل�س الأول بعد افتتاح دورة
1109املادة 31من النظام الداخلي ملجل�س النواب ،واملادة 45من النظام الداخلي ملجل�س النواب.
�أكتوبر من ال�سنة الت�رشيعية الثانية ،ومن كل �سنة تليها ،ويف ال�سنة الأخرية من عمر املجل�س
قبل اختتام الدورة العادية التي تنتهي عندها الوالية الت�رشيعية ،110بينما تت�شكل يف املجل�س
الثاين كل �سنة عند افتتاح دورة �أكتوبر ،وقبل �شهر من تاريخ اختتام �آخر دورة عادية من
دورات الوالية الت�رشيعية.111
تتكون هذه اللجنة يف املجل�سني معا من 13ع�ضوا ،يتفق النظامني الداخليني على �أن ال
يكون من بينهم �أع�ضاء املكتب ،حيث ال يعطى لهم احلق يف امل�شاركة يف �أعمالها� ،إال �إذا
طلب منهم تقدمي معلومات �أو معطيات حول �رصف امليزانية ،112لكن يختلفان يف ا�شرتاط
النظام الداخلي ملجل�س النواب �أن ت�ضم ر�ؤ�ساء الفرق واملجموعات النيابية �أو من ينوب
عنهم .113وبعد ت�شكيلها ،تتوىل يف �أول اجتماع لها انتخاب رئي�س لها ومقرر� ،رشيطة �أن
يكون �أحدهما من نواب �أو م�ست�شاري املعار�ضة .114كما تخ�ضع يف عملها لنف�س ال�ضوابط
التي ت�رسي على عمل باقي اللجان.115
يتحدد الغر�ض من �إحداثها يف «التحقق من �سالمة �رصف ميزانية املجل�س لل�سنة
املن�رصمة» ،حيث ترفع تقريرا يف هذا ال�ش�أن �إىل املجل�س داخل �أجل �شهر من ت�شكيلها،
على �أن تعقبه مناق�شة .116ويف حالة �إذا ما عاينت وجود اختالالت تتعلق بقواعد �رصف
امليزانية ،يعطيها النظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين� ،117صالحية رفع تقرير خا�ص بذلك
�إىل املكتب رفقة التقرير العام اخلا�ص مبهمة مراقبة �رصف امليزانية التي �أحدثت من �أجلها.
2ـ جمموعات العمل املو�ضوعاتية
يتعلق الأمر ب�آليات جديدة جرى �إدخالها يف نظام عمل الربملان خالل ال�سنوات
الأخرية ،بحيث مل يكن معموال بها من قبل ،قبل �أن يتوىل النظام الداخلي احلايل ملجل�س
النواب التن�صي�ص على وجودها .وهي جمموعات م�ؤقتة ،118حتدث بقرار من مكتب
1110املادة 31من النظام الداخلي ملجل�س النواب.
1111املادة 45من النظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين.
1112املادة 31من النظام الداخلي ملجل�س النواب ،واملادة 45من النظام الداخلي من جمل�س امل�ست�شارين.
1113املادة 31من النظام الداخلي ملجل�س النواب.
1114املادة 31من النظام الداخلي ملجل�س النواب ،واملادة 45من النظام الداخلي من جمل�س امل�ست�شارين.
1115املادة 31من النظام الداخلي ملجل�س النواب.
1116املادة 31من النظام الداخلي ملجل�س النواب.
1117املادة 45من النظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين.
1118كان املجل�س الد�ستوري قد اعرت�ض على �إحداثها ،بدعوى �أن جمل�س النواب لي�س من حقه �إحداث هياكل
دائمة غري تلك املن�صو�ص عليها يف الد�ستور (نظر قراره رقم ،)13/924قبل �أن يعود لت�أييد �إحداثها بعد �أن
�أدخل عليها جمل�س النواب تعديال يجعل منها جمموعات م�ؤقتة (�أنظر قرار املجل�س الد�ستور رقم .)13/929
جمل�س النواب ،بناء على طلب من رئي�س فريق �أو جمموعة نيابية ،119وت�ضم ممثال عن
كل فريق وجمموعة نيابية ،مع مراعاة مبد�أ املنا�صفة والتخ�ص�ص .120لكن ،لكي تت�شكل
ي�شرتط �أن تكون املهمة امل�سندة �إليها تهم اخت�صا�ص جلنتني �أو �أكرث من اللجان الدائمة،
�أو مهمة ت�ستوجب القيام بدرا�سات و�أبحاث و�إعداد تقارير يعود االخت�صا�ص فيها لدور
اللجان الدائمة الت�رشيعي والرقابي.121
على هذا الأ�سا�س ،تقوم هذه املجموعات امل�ؤقتة مبهام حمددة ،وتخ�ضع يف عملها
لقواعد و�آليات يحددها مكتب املجل�س ،122على �أن تتوىل يف �أجل ال يتعدى ثالثة �أ�شهر من
تاريخ ت�شكيلها بتقدمي تقرير عن املهمة التي �أحدثت من �أجلها ،لكن �إذا ما تعذر عليها ذلك
ميكنها �أن تقدم تقريرا �أوليا يقرر مكتب املجل�س على �أ�سا�سه فيما �إذا كانت جمموعة العمل
امل�ؤقتة �ستوا�صل عملها �أم ال.123
ب ـ اجلل�سات العامة
اجلل�سات العامة ذات �أهمية ق�صوى يف حياة الربملان ،لي�س فقط لأنها تعترب املعرب الأخري
الذي ت�سلكه م�شاريع الن�صو�ص الت�رشيعية قبل �أن تعرف طريقها نحو ال�صدور �إن مل تتم
�إحالتها على املحكمة الد�ستورية �أو مل يطلب امللك قراءة جديدة بخ�صو�صها ،و�إمنا �أي�ضا
لأنها الف�ضاء الذي ي�سمح مبراقبة علنية لأعمال احلكومة .وهي تخ�ضع لعدد من ال�ضوابط
يحددها النظامني الداخليني ملجل�سي الربملان ،تتعلق ب�سري عملها ،واحل�ضور فيها ،وتناول
الكلمة داخلها ،وتنظيم اجللو�س يف القاعة املخ�ص�صة لها ،وكيفية الإ�رشاف عليها ،ف�ضال
عن �ضبط حما�رضها .124واجلل�سات العامة التي يعقدها الربملان متعددة ومتنوعة ،لكن
ميكن �أن منيز داخلها بني ثالثة �أنواع:
�أوال ـ اجلل�سات العامة الت�رشيعية ،التي تعقد على م�ستوى كل جمل�س من �أجل املناق�شة
والت�صويت على الن�صو�ص الت�رشيعية (م�شاريع القوانني ومقرتحات القوانني) بعد �أن تكون
تلك الن�صو�ص قد عر�ضت من قبل �أمام اللجنة املخت�صة وقالت كلمتها فيها .وهي جل�سات
تنعقد كقاعدة عامة يف �أي وقت من �أيام العمل ،لكنها ميكن �أن تنعقد ب�صفة ا�ستثنائية خارج
�أيام العمل .125كما �أن اتخاذها من الناحية املبدئية لطابع العمومية 126ال يحول دون �إمكانية
حتولها �إىل جل�سات �رسية �إذا ما طلب ذلك كل من رئي�س احلكومة �أو ثلث �أع�ضاء جمل�س
النواب� ،أو جمل�س امل�ست�شارين ،الذين يكون ح�ضورهم �إلزاميا حني تقدمي طلبهم.127
ثانيا ـ اجلل�سات العامة الرقابية ،التي تعقد على م�ستوى كل جمل�س ويكون مو�ضوعها
مراقبة العمل احلكومي ،وهي بدورها تنق�سم �إىل �ستة �أ�صناف:
1ـ جل�سة مناق�شة الربنامج احلكومي ،حيث يكون رئي�س احلكومة بعد تعيني امللك
لأع�ضاء حكومته ملزما بتقدمي برناجمها �أمام الربملان ،على اعتبار �أن الت�صويت عليه
هو الذي ي�ؤ�رش على الوجود القانوين للحكومة .128وهو الربنامج الذي يقدم ويناق�ش �أمام
جمل�سي الربملان جمتمعني ،لكن الت�صويت عليه ال يتم �إال يف جمل�س النواب ،الذي يخ�ص�ص
جل�سة خا�صة لهذا املو�ضوع داخل �أجل ال يقل عن ثالثة �أيام بعد جل�سة تقدمي الربنامج وال
تتعدى خم�سة �أيام ،تعطى فيها الكلمة للنواب الراغبني وفقا حل�ص�ص زمنية تراعي التمثيل
الن�سبي ،ثم لرئي�س احلكومة للرد عليها ،قبل �أن يتم عر�ض م�رشوع الربنامج للت�صويت
باالقرتاع العلني برفع اليد �أو بالت�صويت الإلكرتوين.129
2ـ جل�سات خم�ص�صة لإثارة م�س�ؤولية احلكومة ،تهم �أ�سا�سا الإمكانية التي يتيحها
الد�ستور ملجل�س امل�ست�شارين لتقدمي «ملتم�س م�ساءلة احلكومة» ،130وتلك التي يوفرها
ملجل�س النواب �إما ملعار�ضة موا�صلة احلكومة حتمل م�س�ؤوليتها عرب الت�صويت على ملتم�س
رقابة �ضدها� ،131أو التخاذ موقف من مبادرة رئي�س احلكومة ربط موا�صلة حكومته حتمل
م�س�ؤوليتها بالت�صويت على ت�رصيح يديل به يف مو�ضوع ال�سيا�سة العامة� ،أو ن�ص يطلب
املوافقة عليه.132
3ـ جل�سات �أ�سبوعية تنعقد طيلة دورتي الربملان (يوم الثالثاء يف كل من جمل�س النواب،
وجمل�س امل�ست�شارين) ،ويكون مو�ضوعها تقدمي الأ�سئلة ال�شفهية (العادية ،التي تليها مناق�شة،
الآنية) و�أجوبة احلكومة عليها ،وذلك وفقا لغالف زمني يحدده مكتب املجل�س ،على �أ�سا�س
1125املادة 94من النظام الداخلي ملجل�س النواب ،واملادة 107من النظام الداخلي ملجل�س للم�ست�شارين.
1126املادة 95من النظام الداخلي ملجل�س النواب ،واملادة 107من النظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين.
1127املادة 95من النظام الداخلي ملجل�س النواب ،واملادة 108من النظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين.
1128الف�صل 88من د�ستور .2011
1129املادة 176من النظام الداخلي ملجل�س النواب.
1130الف�صل 106من د�ستور .2011
1131الف�صل 105من د�ستور .2011
1132الف�صل 103من د�ستور .2011
�أال يقل عن �ساعة ون�صف وال يزيد عن ثالث �ساعات ،ويتم توزيعه بالتمثيل الن�سبي بني
الفرق واملجموعات الربملانية.133
4ـ جل�سات �شهرية تخ�ص�ص للأ�سئلة املوجهة لرئي�س احلكومة يف جمال ال�سيا�سة
العامة ،وفقا ملا ين�ص على ذلك الف�صل 100من الد�ستور ،والتي تتم املناق�شة فيها بناء على
جدول زمني يوزع بالت�ساوي بني �أجوبة احلكومة و�أ�سئلة �أع�ضاء الربملان ( 50يف املائة
لكل منهما) ،على �أن توزع احل�صة املخ�ص�صة للربملان منا�صفة بني فرق الأغلبية وفرق
املعار�ضة ،134و�إن كان هذا التوزيع قد ا�ستغرق وقتا طويال و�أدى �إىل جدال وا�سع بني
احلكومة والربملان .قبل �أن يدخل املجل�س الد�ستوري على اخلط لدى بثه يف مقت�ضيات
النظام الداخلي ملجل�س النواب ،لكي ي�ؤكد على �رضورة توزيع احل�صة الزمنية الإجمالية
املخ�ص�صة لأ�سئلة النواب و�أجوبة احلكومة� ،أ�سبوعية كانت �أو �شهرية ،منا�صفة بينهما،
منطلقا يف ذلك من «�أن العالقة بني الربملان واحلكومة ،باعتبارهما �سلطتني د�ستوريتني
م�ستقلتني ومتعاونتني ،تخ�ضع ملبد�أ التوازن املقرر يف الفقرة الثانية من الف�صل الأول من
الد�ستور مبا ينطوي عليه ذلك من امل�ساواة بينهما ومتتعهما بنف�س احلقوق».135
5ـ جل�سات �سنوية خم�ص�صة ملناق�شة تقارير «م�ؤ�س�سات وهيئات حماية احلقوق واحلريات
واحلكامة اجليدة والتنمية الب�رشية وامل�ستدامة والدميقراطية الت�شاركية» ،وحتديدا املجل�س
الوطني حلقوق الإن�سان ،الو�سيط ،جمل�س اجلالية املغربية باخلارج ،الهي�أة املكلفة باملنا�صفة
وحماربة جميع �أ�شكال التمييز ،الهي�أة العليا لالت�صال ال�سمعي الب�رصي ،جمل�س املناف�سة،
الهي�أة الوطنية للنزاهة والواقية من الر�شوة وحماربتها ،املجل�س الأعلى للرتبية والتكوين
والبحث العلمي ،املجل�س اال�ست�شاري للأ�رسة والطفولة ،ثم املجل�س اال�ست�شاري لل�شباب
والعمل اجلمعوي .حيث يفر�ض الد�ستور ،و�أ�سا�سا الف�صل 160منه ،على جميع هذه
امل�ؤ�س�سات تقدمي تقرير عن �أعمالها مرة واحدة يف ال�سنة ،على �أ�سا�س �أن يكون مو�ضوع
مناق�شة من قبل الربملان.
6ـ جل�سات تنعقد يف ارتباط ببع�ض الق�ضايا الطارئة وامل�ؤقتة ،من قبيل اجلل�سة اخلا�صة
بتقدمي تقارير جلان تق�صي احلقائق ،التي يجري ت�شكيلها بغر�ض «جمع املعلومات املتعلقة
بوقائع معينة� ،أو بتدبري امل�صالح �أو امل�ؤ�س�سات �أو املقاوالت العمومية ،و�إطالع املجل�س
1133املادة 189من النظام الداخلي ملجل�س النواب ،واملادة 254من النظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين.
1134املادة 242من النظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين ،واملادة 207من النظام الداخلي ملجل�س النواب.
� 1135أنظر قرار املجل�س الد�ستوري رقم � 924/13صادر بتاريخ 30دجنرب .2013
الذي �شكلها على نتائج �أعمالها» .136واجلل�سة اخلا�صة بتقدمي ت�رصيح رئي�س احلكومة
اخلا�ص بتقدمي دوافع �إقدامه على حل جمل�س النواب و�أهدافه.137
ثانيا ـ اجلل�سات العامة امل�شرتكة ،التي تنعقد بكيفية م�شرتكة بني جمل�سي الربملان،
وتخ�ص�ص �إما الفتتاح امللك لل�سنة الت�رشيعية يف الدورة اخلريفية للربملان� ،138أو لال�ستماع
للخطب امللكية املوجهة �إىل الربملان� ،139أو لتقدمي برنامج احلكومة ومناق�شته والت�صويت
عليه� ،140أو للم�صادقة على املبادرة امللكية اخلا�صة مبراجعة بع�ض مقت�ضيات الد�ستور،141
�أو اال�ستماع �إىل الت�رصيحات التي يقدمها رئي�س احلكومة� ،سواء مبنا�سبة اجلل�سة ال�سنوية
ملناق�شة ال�سيا�سات العمومية وتقييمها� ،142أو مبنا�سبة عر�ض احل�صيلة املرحلية لعمل
احلكومة� ،143أو لتقدمي م�رشوع قانون املالية ال�سنوي� ،أو لال�ستماع �إىل خطب ر�ؤ�ساء
الدول واحلكومات الأجنبية.144
ج ـ الفرق واملجموعات الربملانية
تعد الفرق واملجموعات الربملانية مكونا �أ�سا�سيا من مكونات الربملان مبجل�سيه،
فهي ،كما و�صفها النظام الداخلي ملج�س النواب« ،الأداة الرئي�سية لتنظيم م�شاركة
النواب ،هيئات و�أفراد ،يف �أ�شغال املجل�س» .145لذلك ،فقد ن�ص عليها الد�ستور
يف �أكرث من منا�سبة ،وحتديدا عندما جعل التخلي عن االنتماء لفريق �أو جمموعة
برملانية موجبا للتجريد من ال�صفة الربملانية ،146ثم عندما بني الق�ضايا التي يتوىل
حتديدها النظام الداخلي للربملان ،حيث جعل من بينها «قواعد ت�أليف وت�سيري الفرق
واملجموعات الربملانية» ،147و�أي�ضا عندما �أكد على انتخاب �أع�ضاء مكتب جمل�س
النواب ،و�أع�ضاء مكتب جمل�س امل�ست�شارين ،على �أ�سا�س التمثيل الن�سبي لكل فريق.148
ونظرا للأهمية التي متثلها الفرق الربملانية ،فقد خ�صها كل من النظام الداخلي ملج�س
النواب والنظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين ببع�ض احلقوق ،عندما منحها حق التمثيل
يف مكتب املجل�س ،149ويف رئا�سة اللجان الدائمة ،150وفر�ض توزيع الأ�سئلة الرقابية
بناء على عدد الأع�ضاء الذين تتكون منهم ،وعندما كر�س ع�ضوية ر�ؤ�سائها يف ندوة
الر�ؤ�ساء ،151و�أعطاهم حق الت�صويت داخلها على �أ�سا�س عدد الأع�ضاء الذين يتوفر عليهم
الفريق ،152وخولهم �إمكانية طلب اعتماد الأ�سلوب املخت�رص يف امل�صادقة على م�رشوع
�أو مقرتح قانون ،153وتقدمي ملتم�سات �أو طلبات ترمي �إما �إىل �إحداث «جمموعات عمل
مو�ضوعاتية»� ،154أو �إرجاع جمموع الن�ص الذي جتري مناق�شته �إىل اللجنة املخت�صة بعد
اختتام املناق�شة العامة� ،155أو �إجراء مناق�شة ثانية حول جمموع الن�ص �أو جزء منه (م�رشوع
�أو مقرتح قانون) قبل ال�رشوع يف الت�صويت .156وكذلك عندما وفرا لها «�إمكانيات مادية
وموارد ب�رشية من مكاتب ومعدات وموظفني لتنظيم م�صاحلها الداخلية و�سد حاجياتها
املتعلقة باللجوء للخربة واال�ست�شارة عند االقت�ضاء» ،157ف�ضال عن «حقوق» �أخرى تكت�سبها
بحكم املمار�سات والتقاليد اجلاري بها العمل يف امل�ؤ�س�سة الربملانية (مثال �إعطاء الأ�سبقية يف
التدخالت �إىل ر�ؤ�ساء الفرق� ،إمكانية طلب رئي�س الفريق رفع اجتماعات اللجان.)...
والفرق واملجموعات الربملانية يتم ت�شكيلها يف م�ستهل الفرتة النيابية ،ثم يف �سنتها
الثالثة عند دورة �أبريل ملا تبقى من الفرتة املذكورة بالن�سبة ملجل�س النواب ،158وعند انتهاء
منت�صف الوالية الت�رشيعية بالن�سبة ملجل�س امل�ست�شارين ،159حيث تبلغ �إىل رئي�س املجل�س
لوائح تت�ضمن �أ�سماء الأع�ضاء م�صحوبة بتوقيعاتهم ،وا�سم رئي�س الفريق �أو املجموعة
1149املادة 19من النظام الداخلي ملجل�س النواب ،واملادة 12من النظام الداخلي ملج�س امل�ست�شارين.
1150املادة 37من النظام الداخلي ملجل�س النواب.
1151املادة 87من النظام الداخلي ملجل�س النواب ،واملادة 90من النظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين.
1152املادة 90من النظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين.
1153املادة 145من النظام الداخلي ملجل�س النواب.
1154املادة 73من النظام الداخلي ملجل�س النواب.
1155علما �أن هذه الإمكانية املن�صو�ص عليها يف املادة 137من النظام الداخلي ملجل�س النواب متاحة �أي�ضا جلهات
�أخرى ( رئي�س اللجنة املعنية وع�رش �أع�ضاء املجل�س). .
1156هذه الإمكانية املن�صو�ص عليها يف املادة 144من النظام الداخلي ملجل�س النواب متاحة �أي�ضا للحكومة وللجنة
املعنية بدرا�سة الن�ص وع�رش �أع�ضاء املجل�س .
1157املادة 51من النظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين.
1158املادة 33من النظام الداخلي ملجل�س النواب.
1159املادة 47من النظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين.
الربملانية ،والت�سمية التي يتم اختيارها للفريق �أو املجموعة الربملانية ،160لكي يت�سنى لرئي�س
املجل�س الإعالن عنها ،قبل �أن ي�أمر بن�رشها يف اجلريدة الر�سمية.161
يحتاج تكوين الفرق الربملانية �إىل توفر حد �أدنى من توقيعات الربملانيني ،يتحدد يف
20نائبا يف جمل�س النواب ،162و 12م�ست�شارا يف جمل�س امل�ست�شارين� .163أما املجموعات
الربملانية ،فيتم ح�رص احلد الأدنى لتكوينها يف �أربعة �أع�ضاء يف جمل�س النواب 164وثالثة
�أع�ضاء يف جمل�س امل�ست�شارين ،165بحيث ال يحق بعد ذلك ملن انتمى �إىل فريق �أو جمموعة
برملانية التخلي عن هذا االنتماء ،و�إال وقع حتت طائلة التجريد من ال�صفة الربملانية ،كما
تن�ص على ذلك مقت�ضيات الف�صل 61من د�ستور ،2011و�إن كان النظام الداخلي ملجل�س
النواب يتيح �إمكانية االندماج �أثناء الفرتة النيابية بني فريق نيابي و�آخر وجمموعات نيابية
و�أخرى �أو بني فريق وجمموعة نيابية ،معتربا �أن مثل هذا االندماج ال ي�شكل �إخالال
مبقت�ضيات الف�صل املذكور ،كما ال يكون له ت�أثري على هياكل املجل�س القائمة.166
والفرق واملجموعات الربملانية و�إن كانت عادة ما ت�ضم الفائزين با�سم حزب معني� ،أو
احتاد �أحزاب �سيا�سية� ،أو با�سم مركزية نقابية حمددة عندما يتعلق الأمر مبجل�س امل�ست�شارين،
ف�إن ال �شيء مينع من تكوين فريق برملاين من جمموعة من الربملانيني الالمنتمني �أو امل�ستقلني،
كما ال �شيء مينع من اختيار الفريق �أو املجموعة الربملانية ،لأية ت�سمية ترت�ضيها ،فقد تكون
تلك الت�سمية حتيل على حزب ما �أو نقابة ما ،وهذا ما يح�صل عادة ،كما ميكن �أن ال تكون
كذلك ،على اعتبار �أن الد�ستور عندما يجعل من الربملاين ممثال للأمة ،167ولي�س للحزب �أو
النقابة التي تر�شح با�سمها ،ال يقيم ربطا ملزما بني االنتماء حلزب �سيا�سي �أو مركزية نقابية
واالنتماء �إىل فريق �أو جمموعة برملانية.
1160املادة 47من النظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين ،واملادة 33من النظام الداخلي ملجل�س النواب.
1161املادة 47من النظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين ،واملادة 36من النظام الداخلي ملجل�س النواب.
1162املادة 32من النظام الداخلي ملجل�س النواب.
1163املادة 46من النظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين.
1164املادة 32من النظام الداخلي ملجل�س النواب.
1165املادة 46من النظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين.
1166املادة 38من النظام الداخلي ملجل�س النواب.
1167الفقرة 2من الف�صل 2من د�ستور .2011
ال�سيا�سات العمومية ،حيث ي�صعب ت�صور وجود برملان قوي يف ظل غياب �إدارة برملانية
قوية تكون قادرة على �أن توفر للربملانيني كل ما يحتاجونه من خربة ودعم لوج�ستيكي
وتقني.
يتعلق الأمر ب�أربعة مديريات ،ثالثة من بينها توجد يف املجل�سني معا ،بينما ال توجد
املديرية الرابعة (مديرية اال�سرتاتيجية والأنظمة القانونية) �إال يف جمل�س امل�ست�شارين.
�أوال ـ مديرية الت�رشيع واملراقبة الربملانية
تعد من �أهم املديريات داخل جمل�سي الربملان بحكم ات�صال املهام التي تقوم بها بجوهر
الوظائف التي ي�ضطلع بها العمل الربملاين� ،أي الت�رشيع واملراقبة .وعلى هذا الأ�سا�س تناط
بها �أٍربعة مهام �أ�سا�سية:
■م�ساعدة �أجهزة املجل�س على تنظيم العمل الت�رشيعي ،وال�سهر على تتبع خمتلف
مراحله ،وخا�صة تتبع م�سار م�شاريع ومقرتحات القوانني امل�سجلة يف جدول �أعمال
املجل�س ومناق�شتها واملوافقة عليها من قبل اللجان الربملانية املخت�صة.
■الإعداد لعقد اجلل�سات العامة ،واتخاذ جميع الإجراءات التح�ضريية الالزمة لذلك،
وتوثيق حما�رضها.
■م�ساعدة اللجان الربملانية على �أداء مهامها ،والإ�سهام يف تنظيم اجتماعاتها وتوثيق
حما�رض هذه االجتماعات.
■تتبع خمتلف �أعمال املجل�س يف جمال املراقبة الربملانية ،واتخاذ جميع الرتتيبات
الإدارية الالزمة من �أجل متكني �أجهزة املجل�س و�أع�ضائه من اال�ضطالع مبهامهم
الرقابية.
■حفظ الأر�شيف الت�رشيعي.
■�إجراء الدرا�سات والبحوث الربملانية وتقدمي اال�ست�شارات القانونية يف املوا�ضيع التي
يحددها مكتب املجل�س.
ت�شتمل مديرية الت�رشيع واملراقبة الربملانية على ق�سمني �أ�سا�سيني ،يعنى �أحدهما بالت�رشيع
واللجان واجلل�سات ،وي�ضم ثالثة م�صالح (م�صلحة الت�رشيع ،م�صلحة اللجان ،م�صلحة
اجلل�سات) ،بينما يتكفل الآخر باجلانب املتعلق باملراقبة الربملانية ،ويحتوي على م�صلحتني
(م�صلحة الأ�سئلة ،وم�صلحة املراقبة الربملانية) ،و�إن كان جمل�س امل�ست�شارين قد اعتمد
تق�سيما خمتلفا ن�سبيا ،حيث وزع مهام الت�رشيع واملراقبة بني «ق�سم اجلل�سات العامة» ،الذي
ي�ضم ثالثة م�صالح (م�صلحة �إعداد اجلل�سات العامة ،م�صلحة املتابعة ،م�صلحة الت�سجيل
والإنتاج) ،و«ق�سم الت�رشيع واملراقبة واللجان الدائمة» ،الذي يحتوي على �أربع م�صالح،
تتحدد يف «م�صلحة الأ�سئلة»« ،م�صلحة لكل جلنة دائمة»« ،م�صلحة برجمة وتنظيم �أ�شغال
اللجان»« ،م�صلحة التقارير واملحا�رض املف�صلة».
ثانيا ـ مديرية العالقات اخلارجية والتعاون
بالنظر لأهمية املوارد الب�رشية واملالية يف عمل �أي �إدارة ،تبدو مديرية املوارد الب�رشية
وال�ش�ؤون املالية ذات �أهمية خا�صة يف احلياة الربملانية .على هذا الأ�سا�س ،تتوىل القيام
بعدد من املهام املتعلقة بتدبري املوارد الب�رشية وال�ش�ؤون املالية واملادية للمجل�س ،وبتوفري
الظروف الأ�سا�سية حل�سن ا�شتغاله .وهي املهام التي ميكن حتديدها يف اجلوانب التالية:
●دعم العمل االجتماعي ملوظفي املجل�س. ● �ضمان الت�سيري الإداري ل�ش�ؤون
�أع�ضاء املجل�س وموظفيه.
وم�سك املجل�س ●تدبري ميزانية ●تنمية وتطوير املوارد الب�رشية
احل�سابات. للمجل�س ،خا�صة عرب تدعيم كفاءات
هذه املوارد.
●ال�سهر على تدبري املمتلكات وجميع ●ال�سهر على توفري اخلدمات واملعدات
الو�سائل اللوج�ستكية للمجل�س. ال�رضورية ل�سري املجل�س.
�●إعداد ميزانية املجل�س وتدبريها وم�سك ●متابعة احلياة املهنية للموظف ،ال�سيما
املحا�سبة. من حيث الأعداد املهنية والرتقيات
واملكاف�آت والت�أديب.
للقيام بهذه املهام ،تتوزع املديرية املذكورة على ثالثة �أق�سام :ق�سم تدبري املوارد الب�رشية،
الذي ي�شمل على ثالثة م�صالح ،تتمثل يف جمل�س النواب يف م�صلحة �ش�ؤون النواب �أو
امل�ست�شارين ،م�صلحة �ش�ؤون املوظفني ،ثم م�صلحة التكوين وال�ش�ؤون االجتماعية يقابلها
يف جمل�س امل�ست�شارين م�صلحة �ش�ؤون املوظفني ،م�صلحة التكوين وتدبري امل�سارات ،ثم
م�صلحة ال�ش�ؤون االجتماعية ،ف�ضال عن وحدة طبية .ق�سم ال�ش�ؤون املالية ،الذي يتكون
من م�صلحة امليزانية وم�صلحة احل�سابات ،ووكالة النفقات التي يقت�رص وجودها على
جمل�س امل�ست�شارين فقط .و�أخريا ق�سم تدبري املوارد املادية (ق�سم التجهيزات واخلدمات يف
جمل�س امل�ست�شارين) ،الذي ي�شمل على ثالثة م�صالح يف جمل�س النواب ،تتعلق بالتمويل
وتدبري املخزون ،حظرية ال�سيارات ،و�صيانة املمتلكات .ونف�س العدد من امل�صالح يف
جمل�س امل�ست�شارين ،تهم اللوج�ستيك واملعدات ،ال�صيانة وحظرية ال�سيارات ،عالوة على
الطباعة ،واملطعم.
رابعا ـ مديرية الإ�سرتاتيجية والأنظمة القانونية
ال توجد �إال يف جمل�س امل�ست�شارين ،كما �سبقت الإ�شارة �إىل ذلك من قبل ،ويناط بها
القيام بعدد من الأعمال ،تتعلق �أ�سا�سا بالإ�رشاف على و�ضع خطط العمل التنفيذية ،التي
ت�صب يف تنفيذ حماور و�أهداف اخلطة الإ�سرتاتيجية للمجل�س� ،إعداد مذكرات وملفات
ذات ال�صلة بالعمل الربملاين ،وخ�صو�صا اجلماعات الرتابية واجلهوية والتنظيمات النقابية
واملنظمات غري احلكومية واملجتمع املدين� ،إعداد وتن�سيق الت�صاميم املديرية وتتبع تنفيذ
خطة عمل مكتب املجل�س ،ال�سهر على جمع ومعاجلة املعطيات الإح�صائية اخلا�صة بالعمل
الربملاين و�إعداد تقارير تركيبية دورية ،دعم عمل �أع�ضاء املجل�س فيما يخ�ص �إعداد
الدرا�سات وتوفري املعلومات ال�رضورية ،تزويد �أع�ضاء املجل�س وكذا خمتلف �أجهزته
بالوثائق ال�رضورية ،القيام بالدرا�سات والتحاليل الالزمة مل�شاريع ومقرتحات الن�صو�ص
القانونية املعار�ضة على املجل�س ومتابعة الإجراءات وامل�ساطر الكفيلة با�ستيفائها ل�رشوط
الفعالية واجلودة ،تتبع الإ�رشاف على املوقع الإلكرتوين للمجل�س� ،إحداث مواقع �إلكرتونية
مو�ضوعاتية ،والإ�رشاف على النظام املعلومياتي وحمايته وتطويره...
على غرار باقي املديريات ،التي توجد �سواء يف جمل�س النواب �أو يف جمل�س
امل�ست�شارين ،تتوزع املهام التي ت�ضطلع بها هذه املديرية على ق�سمني :ق�سم الإ�سرتاتيجية،
الذي يتوفر على ثالثة م�صالح (م�صلحة الدرا�سات الإ�سرتاتيجية ،م�صلحة الدرا�سات
اجلهوية والرتابية ،م�صلحة التنظيمات النقابية واملهنية واملجتمع املدين) ،وق�سم الأنظمة
املعلوماتية ،الذي يحتوي هو كذلك على ثالثة م�صالح ،تعنى الأوىل منها بدرا�سة وتطوير
الأنظمة املعلوماتية ،والثانية با�ستغالل و�سالمة الأنظمة املعلوماتية ،فيما تخت�ص الثالثة
ب�شبكات الأنظمة املعلوماتية.
ب ـ الأق�سام
ف�ضال عن الأق�سام التابعة للمديريات الثالثة التي جرى احلديث عنها ،تتوفر الإدارة
الربملانية ملجل�سي الربملان على �أق�سام �أخرى ذات مهام خا�صة ترتبط مبا�رشة بالكتابة
العامة ،تعنى �أ�سا�سا بـ«الدرا�سات والتوثيق» ،و«التوا�صل والإعالم».
�أوال ـ ق�سم الدرا�سات والتوثيق
تتحدد مهامه �أ�سا�سا يف تقدمي الدعم للنواب فيما يخ�ص �إعداد الدرا�سات ،وتوفري
املعلومات ال�رضورية ،و�إجناز درا�سات تركيبية وتقارير دورية حول ح�صيلة الن�شاط
الت�رشيعي والرقابي للمجل�س ،و�أن�شطته يف جمال الدبلوما�سية الربملانية ،وتزويد ه�ؤالء
الأع�ضاء وكذا خمتلف �أجهزة كل جمل�س بالوثائق ،و�إعداد مذكرات وملفات حول
موا�ضيع ذات ال�صلة بالعمل الربملاين .ف�ضال عن �إجناز �أعمال الرتجمة ال�رضورية
ل�سري �أن�شطته .وهو ي�ضم م�صلحتني ،تهم الأوىل «املكتبة والتوثيق والربائد» ،والثانية
«الدرا�سات والبحث والرتجمة».
يقابل هذا الق�سم ،الذي يوجد على م�ستوى جمل�س النواب فقط ،مركز للدرا�سات
والبحوث يف ال�ش�ؤون الربملانية كان جمل�س امل�ست�شارين قد �أقدم على �إحداثه �سنة ،2014
فر�ض الوعي ب�أهمية التوا�صل يف عمل امل�ؤ�س�سة الربملانية خلق جهاز معني بت�أمني
هذه العملية ،حيث يتوفر كل جمل�س من جمل�سي الربملان على ق�سم خا�ص بـ«التوا�صل
والإعالم» ،ي�ضم ثالثة م�صالح هي «م�صلحة الإعالميات»« ،م�صلحة ال�صحافة والإعالم
والعالقات العامة»� ،إ�ضافة �إىل «م�صلحة الطباعة والن�رش» .وتناط به القيام بعدد من املهام
املرتبطة بهذا املجال ،ميكن حتديدها فيما يلي:
●تتبع خمتلف �أن�شطة رئي�س املجل�س ●امل�ساهمة يف �إعداد �سيا�سة كل املجل�س
ومكتبه و�سائر �أجهزته يف جمال يف جمال التوا�صل وال�سهر على
التوا�صل والتعاون وتوثيقها و�إعداد تطبيقها.
ن�رشات داخلية ب�ش�أنها.
●ربط االت�صال مبختلف و�سائل ●تقدمي اال�ست�شارة لأع�ضاء املجل�س
الإعالم ،ال�سمعية والب�رصية فيما يخ�ص التوا�صل والإعالم.
واملكتوبة و�إعداد ملفات �صحافية
لفائدتها حول �أن�شطة املجل�س.
●الإ�رشاف على خمتلف �أعمال الطبع ا●لإ�رشاف على النظام املعلومياتي
والن�رش املتعلقة بوثائق �أجهزة كل لكل جمل�س �سواء على م�ستوى ال�شبكة
جمل�س. واملعدات �أو على م�ستوى الأنظمة
والربامج.
تتحدد مهام هذا الق�سم ،الذي يقت�رص وجوده على جمل�س امل�ست�شارين ،يف القيام بعدد
من املهام املتعلقة باخلدمات التي يوفرها املجل�س املذكور لأع�ضائه ،وعلى وجه التحديد كل
ما يتعلق بت�أمني كافة �إجراءات ال�سفر املندرجة يف �إطار اال�ضطالع باملهام يف اخلارج،
مبا يف ذلك القيام ب�إجراءات احل�صول على ت�أ�شرية ال�سفر للم�ست�شارين و�أبنائهم وزوجاته،
والقيام ب�إجراءات الت�أمني ال�صحي للم�ست�شارين احلاليني وال�سابقني وكذا زوجاتهم
و�أبنائهم ،وتعهد خمتلف ملفات امل�ست�شارين لدى ال�صندوق الوطني للتقاعد والت�أمني،
و�إجناز كل الوثائق املرتبطة باخلدمات التي ي�ستفيد منها امل�ست�شارون ،ف�ضال عن تتبع
الو�ضعية الإدارية للم�ست�شارين امللحقني لدى املجل�س.
ج ـ امل�صالح
�إىل جانب امل�صالح التي تندرج يف �إطار عمل خمتلف الأق�سام واملديريات ،تتوفر �إدارة
الربملان على م�صالح �أخرى ترتبط مبا�رشة بالكتابة العامة ،وهي من ثالثة �أنواع :م�صالح
الفرق الربملانية ،وحدات االفتحا�ص الداخلي ،وم�صلحة حماية �أمن امل�ؤ�س�سة الربملانية.
�أوال ـ م�صلحة الفرق الربملانية
يتوفر كل فريق برملاين مبجل�س النواب على م�صلحة �إدارية ،ويف جمل�س امل�ست�شارين
على مديرية وم�صلحة �إدارية ،تتوىل القيام بعدد من املهام اخلا�صة بكل فريق ،حيث تناط
بها على اخل�صو�ص:
�●إعداد ملفات لفائدة �أع�ضاء الفريق ●تغطية العمل الت�رشيعي للفريق فيما
امل�شاركني يف لقاءات �أو بعثات �سواء يتعلق مب�شاريع ومقرتحات القوانني.
داخل املغرب �أو خارجه.
تتوىل هذه الوحدات (م�صلحة التدقيق ومراقبة الت�سيري واملنازعات ح�سب ما يطلق عليها
يف جمل�س امل�ست�شارين) ،التي ترتبط مبا�رشة بالكتابة العامة وتدخل يف حكم امل�صالح ،مهمة
الدعم وال�سهر على التتبع امل�ستمر للأهداف والو�سائل والنتائج على م�ستوى جميع هياكل
و�إدارة املجل�س .ولتحقيق هذه الغاية تناط بها ،ب�صفة خا�صة ،القيام بعدد من الأعمال،
ميكن حتديدها فيما يلي:
■تقدمي الدعم املنهجي ملديريات و�أق�سام وم�صالح و�إدارة كل جمل�س لو�ضع و�أجر�أة
برامج عملها.
■تتبع مدى �إجناز خمتلف برامج عمل و�إعداد لوحات القيادة للإ�رشاف على �أن�شطة
�إدارة كل املجل�س.
■و�ضع نظام االفتحا�ص املايل والعملياتي لكل جمل�س.
ثالثا ـ م�صلحة الأمن
تتحدد �أدوارها يف ثالثة مهام �أ�سا�سية ،تتعلق با�ستقبال الزوار امل�ؤقتني ،واحلفاظ على الأمن
والنظام داخل الربملان ،ثم �ضمان �سالمة التجهيزات واملكاتب وقاعات الربملان.
الغرفة الد�ستورية باملجل�س الأعلى يف �أكرث من قرار �صادر عنها ،172هو نف�سه الذي ظل
قائما يف ظل املجل�س الد�ستوري ،من خالل حر�صه على الت�أكيد يف بع�ض قراراته على
اقت�صار دور الربملان يف «اقرتاح االعتمادات اخلا�صة مبيزانيته على احلكومة ،التي يعود
لها وحدها اخت�صا�ص و�ضع امليزانية العامة للدولة» ،173و�إقراره يف قرارات �أخرى عدم
د�ستورية تن�صي�ص النظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين على �إدراج احلكومة مل�رشوع ميزانية
املجل�س كما مت ح�رصها من لدن مكتبه لتقديره �أنها تنطوي على تدخل من جهاز تابع لل�سلطة
الت�رشيعية يف �إعداد م�رشوع قانون يرجع �إىل اخت�صا�ص ال�سلطة التنفيذية.174
ب ـ الف�صل امللتب�س بني ال�سيا�سي والإداري
لئن كانت طبيعة الإدارة الربملانية تبدو ،من حيث املبد�أ ،فنية و�إدارية حم�ضة �أكرث منها
�سيا�سية حتى يت�سنى جلهازها �أن يقوم بدوره بحيادية وبدون انحياز ،ف�إن الف�صل بني ما
هو �سيا�سي وفني �أو �إداري فيما يخ�ص الإدارة الربملانية يف املغرب يبدو حمدودا �إىل حد
ما .هذا الأمر يتخذ عدة �أبعاد يبقى من �أبرزها ا�ستمرار خ�ضوع بع�ض امل�ساطر الإدارية
لهيمنة مكتبي جمل�سي الربملان ،الذي هو جهاز ذو تكوين �سيا�سي ،يف وقت يفرت�ض فيها
�أن تكون تابعة للمراقبة املبا�رشة للكاتب العام .ف�ضال عن ذلك ،ف�إن تعيني هذا الأخري غالبا
ما يخ�ضع العتبارات �سيا�سية ولي�ست �إدارية ،والدليل على ذلك �أن �أغلب� ،إن مل يكن
كل ،الكتاب العامني الذين تعاقبوا على �إدارة جمل�سي الربملان كانوا ينتمون حلزب �سيا�سي
هو بب�ساطة حزب رئي�س املجل�س .وميكن �أن ن�ضيف �إىل ذلك عدم التمييز الوا�ضح بني
املوظفني املكلفني باملهام التقنية والأبحاث وبني الطاقم ال�سيا�سي للفرق الربملانية.
ج ـ ات�سام الهيكل التنظيمي املعتمد باخللط وعدم االن�سجام
يتجلى ذلك يف عدد من اجلوانب ،يبدو من بينها:
�أوال ـ اخللط القائم على م�ستوى الهيكل التنظيمي ملجل�سي الربملان بني اخت�صا�صني هامني
(الت�رشيع واملراقبة) ت�ضطلع بهما مديرية واحدة ،مع �أن التمايز املوجود بينهما يتطلب
وجود خربات وكفاءات خمتلفة ،ويفر�ض بالتايل وجود مديرية خا�صة بكل وظيفة لها
اخلربات والكفاءات اخلا�صة بها.
ثانيا ـ افتقاده مل�صالح ت�ضطلع بت�أمني العالقة مع املواطنني وهيئات املجتمع املدين� ،سيما
يف ظل الأهمية التي �أخذ يحظى بها هذا اجلانب املرتبط بالدميقراطية الت�شاركية يف العديد
� 1172أنظر قرارها رقم 4بتاريخ � 20أبريل ،1978وقرارها رقم 17بتاريخ 24يوليوز .1979
� 1173أنظر قراراه رقم 829بتاريخ 4فرباير .2012
� 1174أنظر قراره رقم 213بتاريخ 28ماي ، 1998وقراره رقم 228بتاريخ 5غ�شت .1998
1175يف رومانيا مثال يتوفر الربملان على ق�سم خا�ص باملجتمع املدين تتحدد مهمته يف النهو�ض بالنقا�ش العمومي،
وت�شجيعه ،وكذا النهو�ض مب�شاركة ممثلي املجتمع املدين يف الأن�شطة الت�رشيعية خا�صة �أن�شطة اللجان الدائمة،
كما ميكن لر�ؤ�ساء اللجان الربملانية دعوة املواطنني للم�شاركة يف جل�سات تلك اللجان.
�أوال ـ اخل�صا�ص القائم على م�ستوى عدد املوظفني ويف كفاءاتهم ،حيث تظهر
الإح�صائيات توفر الربملان مبجل�سيه على حوايل 600موظفا ر�سميا� ،176أي تقريبا مبعدل
موظف لكل برملاين .وهو رقم �ضعيف مقارنة مبا هو موجود يف عدد من التجارب
املقارنة ،177خا�صة عندما ن�أخذ بعني االعتبار �أن �أغلبهم من الأعوان ،و�أن الن�سبة العالية
منهم تعمل يف امل�صالح الإدارية واملالية بينما يقل عددهم يف اللجان ،وهي التي متثل العمود
الفقري للعمل الربملاين .هذا الأمر يرتبط بعدد من العوامل ،منها :عدم امتالك الربملان
للقرار على م�ستوى عملية التوظيف ،التي تبقى خا�ضعة ملوافقة وزارة املالية ،وخ�ضوع
الكثري من التوظيفات داخله العتبارات تتعلق باالنتماء ال�سيا�سي �أو العائلي عو�ضا عن
املعايري القانونية والفنية والعملية واخلربة ،عالوة على عدم مالئمة امل�سار املعريف ملعظم
املوظفني مع «بروفايل» الوظائف التي حتتاجها امل�ؤ�س�سة الربملانية.
ثانيا ـ غياب نظام �صارم لتقييم �أداء املوظفني ،يرتكز بالأ�سا�س على القدرة على العطاء
والرغبة يف التطور ،ويف اكت�ساب اخلربة واملهارة الالزمتني للقيام باملهام التي يتطلبها
العمل الربملاين بكل �أبعاده.
ثالثا ـ حمدودية برنامج التكوين� ،إذ رغم توفر الربملان على م�صلحة معنية بهذا
املجال (م�صلحة التكوين وال�ش�ؤون االجتماعية) ،وعلى قاعة جمهزة ب�أحد الو�سائل التقنية
للتكوين ،178و�إقدامه على تنظيم دورات تكوينية ملوظفيه �أو �إر�سالهم للم�شاركة يف دورات
تكوينية خارج املغرب ،ف�إنه مع ذلك يبقى مفتقدا لربنامج م�ؤ�س�ساتي قار للتكوين والتكوين
امل�ستمر لفائدة املوظفني والربملانيني على حد �سواء ،ال�شيء الذي يكون له انعكا�س �سلبي
على �أدائهم ملهامهم ووظائفهم.
ب ـ النق�ص احلا�صل على م�ستوى التحليل والبحث
بالنظر لطبيعة العملية الت�رشيعية وما تفر�ضه من حاجة �إىل التعامل مع مواقف و�آراء
خمتلفة ،و�أحيانا متعار�ضة ،بغر�ض الو�صول �إىل تقييم �أف�ضل للبدائل املتاحة �أمام �صناع
الت�رشيع ،ف�إن ذلك يتطلب امتالك امل�ؤ�س�سة الت�رشيعية لقدرات حتليلية وبحثية جيدة .فهذا
اجلانب يبقى من �أهم �أدوات تطوير العمل الربملاين وزيادة قدراته امل�ؤ�س�ساتية .وتزيد هذه
احلاجة عندما يتعلق الأمر بالربملان املغربي ،حيث ال ميتلك الكثري من الأع�ضاء املكونني
له للقدرات املعرفية الكافية التي ت�سمح لهم بامل�شاركة الفعالة يف العملية الت�رشيعية �إن على
1176يتوزع هذا العدد كالتايل 298موظفا خا�صا مبجل�س امل�ست�شارين و 300موظفا خا�صا مبجل�س النواب ،عالوة
على موظفني متعاقدين و�أع�ضاء الدواوين ف�ضال عن موظفني غري مر�سمني.
1177مثل فرن�سا التي ي�صل فيها عدد املوظفني 1349يف اجلمعية الوطنية فقط.
1178مت �إحداثها بتعاون مع م�رشوع لدعم جمل�س النواب تنفذه الوكالة الأمريكية للتعاون.
م�ستوى املبادرة �أو التداول ،خا�صة و�أن النظام املعتمد على م�ستوى الرت�شيح ال يفر�ض
�رشوطا تتعلق بامل�ستوى العلمي �أو املعريف.
ف�إذا مل ي�ستند ه�ؤالء الربملانيون على موظفني ذوي تكوين عال يف جمال حتليل ال�سيا�سات
العمومية وحترير القوانني ،ويتوفرون على و�سائل كافية ملعاجلة وتقييم م�شاريع القوانني
ذات الطابع املركب واملعقد التي تتقدم بها احلكومة يف ميادين خمتلفة ،وميتلكون الإمكانيات
الالزمة لتحرير �أ�سئلة رقابية جيدة ،مبا تتطلبه هذه الأخرية من ر�صيد توثيقي مهم ،يكون
لذلك بالغ الأثر على عمل الربملان ،ويفر�ض عليه �أن يظل رهني ما تقدمه احلكومة بحكم
التفوق الذي تظهره هذه الأخرية على م�ستوى امتالك اخلربة واملعلومة...
�صحيح �أن الربملان املغربي قد �أخذ يف ال�سنوات الأخرية يويل بع�ض االهتمام
لهذا اجلانب ،وجتلى ذلك من خالل �إحداث جمل�س النواب لق�سم خا�ص بالدار�سة
والتوثيق،و�إقدام جمل�س امل�ست�شارين على خلق مكتب لتحليل امليزانية ،179باعتباره بنية
�إدارية خمت�صة وم�ستقلة مكونة من موظفني مهنيني خمت�صني يف امليزانية ويعملون يف �إطار
تفرغ تام وجزئي ،ف�ضال عن فتح املجال لإمكانية التعاقد مع باحثني خمت�صني لإجناز
بع�ض الدرا�سات لفائدة امل�ؤ�س�سة الربملانية .بيد �أن خمتلف هذه البنيات �إما �أنها مل تفعل قط
(م�صلحة الدرا�سات والأبحاث والرتجمة مبجل�س النواب)� ،أو توقفت بعد مدة من اال�شتغال
(مكتب حتليل امليزانية مبجل�س امل�ست�شارين)� ،أو تطغى عليها املو�سمية واملنا�سباتية يف كثري
من الأحيان.
مع الإ�شارة �إىل �أن الربملان ،وحتديدا جمل�س امل�ست�شارين ،هو الآن ب�صدد جتريب خيار
�آخر على هذا امل�ستوى يتمثل يف مركز الدار�سات والأبحاث يف ال�ش�ؤون الربملانية ،الذي
حتدثنا عنه من قبل ،و�إن كانت طبيعة تركيبته ،واقت�صار تكوينه على موظفي املجل�س ،الذين
ي�شتغلون يف نف�س الوقت يف هياكل وبنيات �إدارية �أخرى داخل املجل�س ،وربطه مبا�رشة
بالأمانة العامة للمجل�س ،قد يحد من عمله .فمثل هذه املراكز ،وكل �أجهزة الدرا�سة والبحث
عموما على م�ستوى الربملان ،تفرت�ض وجود موظفني وباحثني حمرتفني ومتخ�ص�صني يف
هذا املجال ،كما �أنها عادة ما تكون جزء من مكتبة الربملان ،التي ال يقت�رص دورها يف الكثري
من برملانات العامل يف التوثيق وحفظ الأر�شيف وتخزين املعلومات بل �إنها تعد مركزا متكامال
للبحث والدار�سة والتحليل.
الف�صل الثالث
الوظائف واملهام
مل يعد دور الربملان ينح�رص فقط يف ممار�سة الوظائف التقليدية املعروفة (الت�رشيع
واملراقبة) بل �أ�ضيفت �إليها وظائف جديدة ،حيث �أخذ ي�ضطلع ببع�ض الأدوار يف جماالت
«تقييم ال�سيا�سة العمومية» ،و«املمار�سة الدبلوما�سية» ،و�إن كانت ممار�سة الربملان املغربي
لهذه الوظائف ال تزال ت�صطدم ببع�ض احلدود� ،سواء تلك املر�سومة له مبقت�ضى الوثيقة
الد�ستورية ،خا�صة يف ارتباط بثقل ما يعرف بـ«العقلنة الربملانية»� ،أو تلك التي يفر�ضها
الواقع ال�سيا�سي ،من قبيل مركزية امل�ؤ�س�سة امللكية يف احلياة ال�سيا�سية املغربية ،وهند�سة
االنتخابات يف االجتاه الذي ال ي�سمح ب�إمكانية الو�صول �إىل �أغلبية برملانية من�سجمة،
ومعار�ضة برملانية وا�ضحة االختيارات والأهداف.
(الت�رشيع العادي) واحلكومة (الت�رشيع الفرعي) ،مثلما هو موجود يف النظام �شبه الرئا�سي
الفرن�سي ،1وعموم الأنظمة الربملانية.
هذا االختيار الأخري هو الذي �سلكه املغرب ،بحيث �إذا كان د�ستوره ين�ص على �أن
الربملان هو الذي ميار�س ال�سلطة الت�رشيعية ،2فلم مينعه ذلك من و�ضع الئحة ح�رصية
للق�ضايا التي تعد من اخت�صا�ص القانون ،3ويف نف�س الوقت �إعطاء االخت�صا�ص ملجال
التنظيم� ،أي للت�رشيع الفرعي /احلكومي ،يف كل الق�ضايا التي ال ي�شملها اخت�صا�ص
القانون .4كما مل مينعه من اقتطاع جزء من الت�رشيع لفائدة امللك ،الذي يحتكر ب�صفته
«�أمري ًا للم�ؤمنني وحامي حمى امللة والدين» الت�رشيع يف املجال الديني ،حيث ين�ص الد�ستور
على �أنه «ميار�س ال�صالحيات الدينية املتعلقة ب�إمارة امل�ؤمنني ،واملخولة له ح�رصيا)..( ،
مبقت�ضى ظهائر» .5
الفقرةالأوىل:القواننياملج�سدةللوظيفةالت�شريعية
تتج�سد الوظيفة الت�رشيعية التي ميار�سها الربملان �أ�سا�سا من خالل القوانني التي ت�صدر
عنه يف جماالت اخت�صا�صاته التي يحددها الد�ستور .وهي ال تتخذ �شكال واحدا بل ميكن
التمييز داخلها بني �ستة �أنواع �أ�سا�سية ،و�إن كانت القوانني العادية هي التي تبدو الأكرث
تعبريا عن الوظيفة الت�رشيعية للربملان بالنظر الت�ساع دائرة املجاالت التي تغطيها.
�أ ـ القوانني العادية
لئن كان الإقدام على �إ�صدار هذه القوانني «يتطابق من حيث املبد�أ مع �رضورة قانونية
ملحة تنطوي على الرتخي�ص �أو الأمر �أو املنع �أو �إحداث حقوق والتزامات» ،ف�إنها تتميز
بعدد من اخل�صائ�ص ،ميكن حتديدها فيما يلي:
�أوال ـ �أنها ت�صدر يف املجاالت التي يحددها الد�ستور على �سبيل احل�رص� ،أي يف امليادين
التي يجعلها �أ�سا�سا الف�صل 71من الد�ستور ،وف�صول �أخرى متفرقة منه ،من اخت�صا�ص
القانون �أو ال�سلطة الت�رشيعية (وفقا ملا هو مبني يف اجلدول �أ�سفله) ،بحيث �أن ما عداها من
امليادين يعترب من اخت�صا�ص املجال التنظيمي� ،أي احلكومة.
11املادتان 34و 37من د�ستور فرن�سا ل�سنة .1958
22الف�صل 70من د�ستور .2011
33الف�صل 71من د�ستور .2011
44الف�صل 72من د�ستور .2011
55الف�صل 42من د�ستور .2011
ثانيا ـ رغم ا�شرتاكها مع باقي القوانني يف بع�ض القواعد املتعلقة ب�إعدادها ،ف�إنها تخ�ضع
ملجموعة من القواعد اخلا�صة� ،سواء على م�ستوى م�سطرة امل�صادقة عليها ،كما �سنبني ذلك
فيما بعد� ،أو على م�ستوى �صياغتها ،واملتمثلة �أ�سا�سا فيما يلي:
1ـ �رضورة االلتزام بالف�صل بني جمال القانون وجمال التنظيم كما هو حمدد يف
الد�ستور ،6بحيث ال ميكن �إعداد مقرتح قانون يتعلق مبو�ضوع يدخل يف نطاق اخت�صا�ص
ال�سلطة التنظيمية ،و�إال كان ذلك موجبا العرتا�ض احلكومة ،التي يعطيها الد�ستور حق
الدفع بعدم قبول كل اقرتاح �أو تعديل ال يدخل �ضمن اخت�صا�ص ال�سلطة الت�رشيعية .علما
�أن كل خالف بني الربملان واحلكومة يف هذا ال�ش�أن تتوىل الف�صل فيه املحكمة الد�ستورية يف
�أجل ثمانية �أيام ،بناء على طلب يقدمه رئي�س �أحد جمل�سي الربملان �أو رئي�س احلكومة.7
2ـ جتنب اللجوء �إىل ن�صو�ص قانونية جديدة �إذا كانت امل�سائل التي تتوخى تقنينها
تنظمها ن�صو�ص موجودة ،و�إن كان ذلك ال مينع من �إمكانية تعديل هذه الن�صو�ص مبا هو
�رضوري ومفيد �إما ل�سد بع�ض الثغرات التي تعرتيها �أو جلعلها تتكيف وبع�ض امل�ستجدات
التي قد تفر�ضها التطورات ال�سيا�سية واالقت�صادية واالجتماعية والثقافية ،وت�ؤدي �إىل
جعل الن�صو�ص القانونية املطبقة متجاوزة.
3ـ تفادي توزيع نف�س املو�ضوع على عدة م�شاريع قوانني ،ويف نف�س الوقت تفادي
جتميع مقت�ضيات تتعلق مبوا�ضيع خمتلفة يف �إطار م�رشوع قانون واحد.
4ـ احلر�ص على �أن تكون القوانني املراد �إعدادها مطابقة ملقت�ضيات الد�ستور،
وملقت�ضيات القوانني التنظيمية ،على اعتبار �أن هذه الأخرية تعد مكملة للد�ستور وامتدادا
ماديا له ،وحتتل بالتايل مرتبة �سامية مقارنة بالقوانني العادية .لأن ت�صويت الربملان على
م�شاريع �أو مقرتحات قوانني غري حمرتمة لهذه الهرمية يجعلها مهددة بت�صدي الق�ضاء
الد�ستوري لها.
ثالثا ـ �أنها و�إن كانت تخ�ضع لرقابة الق�ضاء الد�ستوري على �أحكامها ف�إن هذه الرقابة
تظل اختيارية ،حيث ميكن للجهات التي يحددها الد�ستور� ،أي امللك ورئي�س احلكومة
ورئي�س جمل�س النواب ورئ�س جمل�س امل�ست�شارين ف�ضال عن خم�س �أع�ضاء جمل�س النواب
و�أربعني ع�ضوا من �أع�ضاء جمل�س امل�ست�شارين� ،8أن حتجم عن ممار�سة �صالحية �إحالة هذا
النوع من القوانني على املحكمة الد�ستورية ،بكل ما قد يرتتب عن ذلك من �إمكانية �صدور
قوانني خمالفة للد�ستور ,و�إن كان هذا الأخري قد �أ�صبح يت�ضمن و�سيلة �أخرى للت�صدي
للقوانني العادية املخالفة للد�ستور من خالل ما يعرف بالدفع بعدم الد�ستورية ،خا�صة
عندما تكون هذه القوانني مت�س باحلقوق واحلريات التي يت�ضمنها الد�ستور.9
رابعا ـ �أنها ت�شكل ال�صورة الغالبة من بني جميع �أنواع القوانني التي ت�صدر عن الربملان،
بالنظر �إىل ات�ساع دائرة املجاالت التي ت�شملها ،ومرونة امل�سطرة املتبعة يف اعتمادها من
طرف الربملان مقارنة بالقوانني الأخرى التي تخ�ضع مل�سطرة خا�صة ،وتتطلب ن�صابا
قانونيا قد ال ت�ستطيع الأغلبية الربملانية امل�ساندة للحكومة توفريه.
ب ـ القوانني التنظيمية
تكت�سي القوانني التنظيمية �أهمية خا�صة يف البنيان القانوين للبلدان التي ت�أخذ بها ،لي�س
فقط بالنظر لأهمية املجاالت التي تنظمها ،على اعتبار �أنها عادة ما تت�صل بتنظيم ال�سلطات
العامة يف الدولة ومبو�ضوع احلقوق واحلريات ،و�إمنا �أي�ضا لكونها ت�سمح بتجنب �إثقال
كاهل الوثيقة الد�ستورية بالكثري من التفا�صيل ،وتفادي التعقيدات التي تفر�ضها م�سطرة
تعديل املقت�ضيات الد�ستورية ،حيث يعترب تعديلها مرنا ن�سبيا قيا�سا بالإجراءات املتعلقة
بتعديل الد�ستور.
والقوانني التنظيمية ارتبطت يف الأ�صل بالتجربة الد�ستورية الفرن�سية ،قبل �أن تعرف
امتدادا لها يف عدد من التجارب الد�ستورية الأخرى ،الأوروبية 10وغري الأوروبية،11
ومن �ضمنها املغرب ،الذي كان قد ن�ص عليها يف د�ستور ،1962قبل �أن يعيد الت�أكيد عليها
يف جميع الد�ساتري الالحقة ،و�إن كان تبنيها يف د�ستور ،2011وما ت�ضمنه من م�ستجدات،
قد طرح بع�ض الإ�شكاالت املتعلقة بها.
�أوال ـ خ�صائ�ص القوانني التنظيمية
�إذا كانت الد�ساتري التي تت�ضمن الإحالة على قوانني تنظيمية عادة ما حتجم عن �إعطاء
تعريف حمدد لها ،فقد خرق الد�ستور الإ�سباين هذه «القاعدة» حينما اعترب �أن القوانني
التنظيمية هي تلك التي «تخ�ص تف�صيل احلقوق الأ�سا�سية واحلريات العامة والقوانني التي
ت�صادق عليها الأنظمة الداخلية ملناطق احلكم الذاتي وقانون االنتخابات العام ،وباقي
القوانني املن�صو�ص عليها يف الد�ستور» ،12و�إن كان هذا التعريف لي�س كافيا يف تدقيق
املق�صود بها� ،إذ يبدو حتديدا للمجاالت التي تنظمها �أكرث منه تعريفا لها.
لذلك ،كثريا ما يتم تعريفها انطالقا من حتديد ما يفرقها عن القوانني العادية ،ذلك �أن
القوانني التنظيمية و�إن كانت ت�شرتك مع باقي القوانني يف كونها ت�صدر عن الربملان ،ف�إنها
110مثل �إ�سبانيا ،،هنغاريا ،مولدافيا ،رومانيا ،ليتوانيا..
111مثل تون�س ،مايل ،اجلزائر ،جيبوتي....
112الفقرة 1من الف�صل 81من الد�ستور الإ�سباين ل�سنة .1978
تختلف عنها يف جوانب �أخرى �أ�سا�سية ت�ضفي عليها نوعا من اخل�صو�صية مقارنة بالقوانني
العادية ،هي التي ميكن حتديدها فيما يلي:
1ـ تن�صي�ص الد�ستور على املجاالت التي تنظمها وحتديدها على �سبيل احل�رص ،بحيث ال
ميكن ت�صور �إقدام امل�رشع العادي على تنظيم جمال ما بقانون تنظيمي ما مل يكن الد�ستور
يحدد ذلك .وعلى هذا الأ�سا�س ،فقد كان د�ستور 1996يحددها يف ت�سعة جماالت �أ�سا�سية
قبل �أن يعمل د�ستور 2011على تو�سيع دائرة املجاالت التي يجري تنظيمها بقوانني من
هذا النوع ،ال�شيء الذي جعله ي�ساير عددا من الد�ساتري يف التجارب املقارنة ،وخا�صة
الد�ستور الإ�سباين والد�ستور الفرن�سي.13
القوانني التنظيمية يف دستور 1962
113يتحدد عدد القوانني التنظيمية التي يحيل عليها الد�ستور الإ�سباين يف 16قانونا تنظيميا ،بينما يتحدد عددها يف
الد�ستور الفرن�سي يف .20
ف5 1ـ القانون التنظيمي املتعلق مبراحل التفعيل الر�سمي للغة الأمازيغية.
2ـالقانون التنظيمي املتعلق ب�إحداث جمل�س وطني للغات والثقافة
ف5
املغربية.
ف7 3ـ القانون التنظيمي املتعلق بت�أ�سي�س الأحزاب ال�سيا�سية.
ف 10 4ـ القانون التنظيمي املتعلق بكيفية ممار�سة املعار�ضة الربملانية حلقوقها.
5ـالقانون التنظيمي املتعلق بتحديد �رشوط وكيفيات تقدمي ملتم�سات يف
ف 14
جمال الت�رشيع.
6ـالقانون التنظيمي املتعلق بتحديد �رشوط وكيفيات ممار�سة حق تقدمي
ف 15
عرائ�ض �إىل ال�سلطات العمومية.
7ـالقانون التنظيمي املتعلق بتحديد �رشوط وكيفيات ممار�سة حق
ف 29
الإ�رضاب.
ف 44 8ـ القانون التنظيمي املتعلق بتحديد قواعد �سري جمل�س الو�صاية.
9ـالقانون التنظيمي املتعلق بتحديد الئحة امل�ؤ�س�سات واملقاوالت
ف 92/49
اال�سرتاتيجية وتعيني م�س�ؤوليها.
2ـ اتباع م�سطرة خا�صة يف اعتمادها� ،إذ عادة ما يتطلب ال�رشوع يف التداول ب�ش�أنها
يف جمل�س النواب مرور �سقف زمني معني (ع�رشة �أيام) ،كما يحتاج الت�صويت عليها ن�صابا
قانونيا حمددا يختلف عن ذلك املطلوب يف اعتماد القوانني العادية ،يح�رصه الد�ستور يف
الأغلبية املطلقة للأع�ضاء احلا�رضين يف جمل�س النواب� ،أو �أغلبية �أع�ضاء نف�س املجل�س
عندما يتعلق الأمر مب�رشوع �أو مقرتح قانون تنظيمي يخ�ص جمل�س امل�ست�شارين �أو
اجلماعات الرتابية.14
3ـ الفح�ص الإجباري ملدى مطابقتها لأحكام الوثيقة الد�ستورية ،بحيث حتال مبجرد
امل�صادقة عليها من طرف الربملان على املحكمة الد�ستورية ،تطبيقا لن�ص الد�ستور على
�أنه «ال ميكن �إ�صدار الأمر بتنفيذ القوانني التنظيمية �إال بعد �أن ت�رصح املحكمة الد�ستورية
مبطابقتها للد�ستور».15
4ـ وجوب �إقرار القوانني التنظيمية اخلا�صة مبجل�س امل�ست�شارين باتفاق بني جمل�سي
الربملان على ن�ص موحد.16
5ـ �رضورة عر�ضها بق�صد امل�صادقة عليها من قبل الربملان ،يف �أجل ال يتعدى مدة
الوالية الت�رشيعية الأوىل التي تلي �صدور الأمر بتنفيذ الد�ستور الذي ن�ص عليها .17وهو
�إجراء جديد ن�ص عليه �أول مرة د�ستور ،2011من �أجل و�ضع حد ملمار�سة �صاحبت جميع
الد�ساتري املغربية ال�سابقة عليه ،واملتمثلة يف عدم �صدور بع�ض القوانني التنظيمية التي تن�ص
عليها ،وعلى وجه اخل�صو�ص القانون التنظيمي حلق الإ�رضاب.
ثانيا ـ �إ�شكاليات القوانني التنظيمية
لقد ات�سمت �إعادة ت�أكيد د�ستور 2011على القوانني التنظيمية مبتغريين �أ�سا�سيني ،كما
�أ�رشنا �إىل ذلك من قبل ،الأول يتعلق بتو�سيع دائرة املجاالت التي يجري تنظيمها بقوانني
تنظيمية ،والثاين ،يهم �إعادة النظر يف امل�سطرة اخلا�صة باعتمادها ،ال�شيء الذي جعل
التفعيل الت�رشيعي لها ميثل حتديا �أ�سا�سيا �أمام احلكومة والربملان ،وي�صطدم بعدد من
الإ�شكاليات ،ميكن حتديدها فيما يلي:
1ـ عدد القوانني التنظيمية التي ين�ص عليها الد�ستور ،حيث �أدى �إقدام امل�رشع على
جتزيء املجاالت التي يت�ضمنها الف�صل 146على �أكرث من قانون تنظيمي �إىل �إثارة بع�ض
اجلدال حول العدد احلقيقي للقوانني التنظيمية التي ين�ص عليها الد�ستور .فرغم �أن هذا
الف�صل ي�ستعمل �صيغة املفرد للحديث عن القانون التنظيمي الذي ينظم عددا من اجلوانب
املتعلقة بطرق انتخاب �أع�ضاء جمال�س اجلماعات الرتابية ،ونظامها املايل ،و�رشوط تقدمي
العرائ�ض �أمامها ،..ف�إن املمار�سة التي جرى اتباعها ،دون �أن يعرت�ض عليها املجل�س
الد�ستوري 18،جعلتنا �أمام �أربعة قوانني تنظيمية :القانون التنظيمي املتعلقة بكيفية انتخاب
�أع�ضاء جمال�س اجلماعات الرتابية ،القانون التنظيمي للجهات ،القانون التنظيمي املتعلق
باجلماعات ،القانون التنظيمي املتعلق مبجال�س العماالت والأقاليم .وهو االختيار الذي
جعل عدد القوانني التنظيمية ي�صل �إىل اثنني وع�رشين ،وكان من املمكن �أن ي�صبح هذا
العدد �أكرث من ذلك لو مت تنظيم كيفية ممار�سة املعار�ضة الربملانية حلقوقها بقانون تنظيمي،
على اعتبار �أن الد�ستور يعطي �إمكانية االختيار يف تنظيم احلقوق املذكورة بني قانون
تنظيمي �أو قانون عادي �أو نظام داخلي.19
2ـ جهة االخت�صا�ص باملبادرة يف تقدميها ،هل هي اخت�صا�ص ح�رصي للحكومة �أم
�أنها من اخت�صا�ص الربملان �أي�ضا؟� ،إذ يف الوقت الذي ظلت فيه املمار�سة ال�سابقة على
د�ستور 2011تكر�س احتكار احلكومة للمبادرة يف هذا املجال� ،سعت هذه الأخرية لالحتفاظ
بهذا االمتياز يف ظل الد�ستور اجلديد .20م�ستندة يف ذلك على مقت�ضيات الف�صل ،49الذي
يجعل «م�شاريع القوانني التنظيمية» من املوا�ضيع امل�شمولة باملرور الإجباري على املجل�س
الوزاري ،الذي ينعقد برئا�سة امللك ،وب�صفة خا�صة الف�صل ،86الذي مل يتحدث �إال عن
«م�شاريع القوانني التنظيمية» ،21و�إن كانت املربرات التي انطلقت منها احلكومة يف هذه
املحاولة لتطويع مقت�ضيات الد�ستور يف االجتاه الذي ي�سمح بجعل املبادرة الت�رشيعية على
م�ستوى القوانني التنظيمية جماال حمفوظا لها ،ال تبدو مقنعة بالنظر لوجود ف�صل �رصيح
يف الد�ستور يجعل املبادرة الت�رشيعية جماال م�شرتكا بني رئي�س احلكومة والربملان ،22و�آخر
يتكلم عن «م�شاريع ومقرتحات القوانني التنظيمية» ،23ف�ضال عن مقت�ضيات �أخرى يفرت�ض
فيها �أنها عك�ست اجتاه امل�رشع الد�ستوري نحو املزيد من تعزيز «ممار�سة الربملان لل�سلطة
الت�رشيعية» .24علما �أن اجلدال الذي �أثري حول هذا املو�ضوع كان قد جعل امللك ي�ستغل
منا�سبة احتفاء الربملان بالذكرى اخلم�سني لت�أ�سي�سه لكي ي�ؤكد على �أن «املبادرة الت�رشيعية
التي ميلكها الربملان ت�شمل القوانني العادية والقوانني التنظيمية على حد �سواء».25
3ـ حقيقة �أ�سبقية تداول جمل�س النواب يف جميع م�شاريع القوانني التنظيمية .وهي
�إ�شكالية جتد �سندها يف االلتبا�س املوجود عند مقابلة مقت�ضيات الفقرة 2من الف�صل ،78التي
تن�ص على �أن «تودع م�شاريع القوانني بالأ�سبقية لدى مكتب جمل�س النواب» ،م�ستثنية من
ذلك م�شاريع القوانني التي تتعلق «باجلماعات الرتابية» وبـ«التنمية اجلهوية» وبـ«الق�ضايا
االجتماعية» ،مبقت�ضيات الفقرة 1من الف�صل ،85التي تن�ص على �أنه «ال يتم التداول يف
م�شاريع ومقرتحات القوانني التنظيمية من قبل جمل�س النواب �إال بعد م�ضي ع�رشة �أيام على
و�ضعها لدى مكتبه».
ف�إذا كان يفهم من هذه الفقرة الأخرية �أن التداول يف كل م�شاريع القوانني التنظيمية يتم
بالأ�سبقية يف جمل�س النواب ،ف�إن ذلك قد ال يبدو من�سجما مع ن�ص الد�ستور على تداول
جمل�س امل�ست�شارين بالأ�سبقية يف «القوانني املتعلقة باجلماعات الرتابية والتنمية اجلهوية
وبالق�ضايا االجتماعية» ،على اعتبار �أن عددا من القوانني التنظيمية املن�صو�ص عليها
يف الد�ستور ترتبط بكيفية �أ�سا�سية بهذه املجاالت الثالثة ،كما هو الأمر بالن�سبة للقانون
التنظيمي للإ�رضاب ،والقانون التنظيمي املنظم النتخابات اجلماعات الرتابية ،والقانون
التنظيمي للجهوية ،والقانون التنظيمي للجماعات .وبالتايل ،ف�إن تبني هذا التف�سري ،الذي
كان الربملان قد �أخذ به منذ �أن متت �إحالة م�رشوع القانون التنظيمي رقم 59.11املتعلق
بانتخاب �أع�ضاء املجال�س الرتابية �أمام جمل�س النواب ،يجعلنا �أمام م�شاريع قوانني تتعلق
باملجاالت الثالثة املذكورة يتم التداول فيها ابتداء يف جمل�س امل�ست�شارين ،وم�شاريع قوانني
تنظيمية تتعلق بنف�س املجاالت يتم التداول فيها ابتداء مبجل�س النواب.
ف�ضال عن ذلك ،ف�إن اعتماد هذا التف�سري ال ي�أخذ بعني االعتبار �أن النظام الداخلي ملجل�س
امل�ست�شارين ،وبال�ضبط املادة 85منه ،تت�ضمن مقت�ضيات تعطيه �إمكانية التداول بالأ�سبقية يف
م�شاريع القوانني التنظيمية ،ويف مقرتحات القوانني التنظيمية املقدمة مببادرة من �أع�ضائه،
خا�صة و�أن الأمر يتعلق مبقت�ضيات مل يعرت�ض عليها املجل�س الد�ستوري لدى مراقبته ملدى
225كان امللك قد ا�ستغل فر�صة توجيه ر�سالة �إىل الندوة الدولية املنعقدة مبنا�سبة االحتفال بالذكرى 50لإحداث
الربملان لكي يقدم جوابا على النقا�ش الذي كان عرفه الربملان قبل ذلك ،حيث �أثنى على «املجهود املبذول من
طرف �أع�ضاء جمل�سي الربملان يف جمال املبادرة الت�رشيعية� ،سواء بالن�سبة للقوانني التنظيمية �أو العادية» (�أنظر
ن�ص الر�سالة املوجهة بتاريخ 25نونرب ،2013واملن�شورة بالبوابة الوطنية).
د�ستورية القانون الداخلي املذكور ،26و�إن كانت اجتهادات املجل�س الد�ستوري بخ�صو�ص
هذه النقطة قد ات�سمت ،يف حقيقة الأمر ،بنوع من االرتباك.
ف�إذا كان قد ظهر من خالل موقفه من هذه املادة مزكيا الجتاه �إعطاء جمل�س امل�ست�شارين
هو الآخر �إمكانية التداول بالأ�سبقية يف م�شاريع القوانني التنظيمية ،خا�صة تلك التي تهم
املجاالت الثالثة التي يجعلها الف�صل 78ا�ستثناء على قاعدة تداول جمل�س النواب بالأ�سبقية
يف م�شاريع القوانني ،فقد عاد يف منا�سبة �أخرى لكي ي�ؤكد «�أن �أ�سبقية الإيداع لدى مكتب
جمل�س امل�ست�شارين ،فيما يخ�ص اجلماعات الرتابية ،تنح�رص يف الن�صو�ص التي تقدم يف
�شكل قوانني لكون م�ضمونها ال يندرج �ضمن ما ورد يف الف�صل 146من الد�ستور ،وال
متتد �إىل القوانني التنظيمية ،التي يخ�ضع �إيداعها� ،سواء قدمت يف �شكل م�شاريع �أو يف �شكل
مقرتحات مببادرة من �أع�ضاء جمل�س النواب �أو جمل�س امل�ست�شارين ،لأحكام الف�صل 85من
الد�ستور».27
ويبلغ ارتباك املجل�س على هذا امل�ستوى قمته عندما يقر بح�رص �أ�سبقية جمل�س امل�ست�شارين
يف التداول يف مقرتحات وم�شاريع القوانني العادية املتعلقة باجلماعات الرتابية ،ويتحدث
يف نف�س الوقت على «مقرتحات القوانني التنظيمية التي تقدم مببادرة من �أع�ضاء جمل�س
النواب �أو �أع�ضاء جمل�س امل�ست�شارين» .فكيف �سيقدم �أع�ضاء جمل�س امل�ست�شارين مقرتحات
قوانني تنظيمية واحلال �أن املجل�س الذي ينتمون �إليه ال يحق له �أن يتداول فيها بالأ�سبقية؟
وهل من املعقول �أن يكون املجل�س الد�ستوري يفرت�ض �إمكانية تقدمي �أع�ضاء جمل�س
امل�ست�شارين ملقرتحات قوانني تنظيمية �أمام جمل�س النواب؟.
4ـ دور جمل�س امل�ست�شارين يف تقدمي اقرتاحات بقوانني تنظيمية� ،إذ رغم �أن الد�ستور
يقر من حيث املبد�أ با�شرتاك احلكومة والربملان مبجل�سيه يف املبادرة الت�رشيعية ،28ف�إن ما
ت�ضمنته الفقرة الأوىل من الف�صل 85من �أنه «ال يتم التداول يف م�شاريع ومقرتحات القوانني
التنظيمية من قبل جمل�س النواب� ،إال بعد م�ضي ع�رشة �أيام على و�ضعها لدى مكتبه»،
يطرح الت�سا�ؤل حول ما �إذا كان حق تقدمي «مقرتحات القوانني التنظيمية» يبقى حكرا
على جمل�س النواب �أم �أنه يعد �أي�ضا من اخت�صا�ص جمل�س امل�ست�شارين؟ .وهي �إ�شكالية تبدو
� 226أنظر قرار املجل�س الد�ستوري رقم � 14/938صادر بتاريخ 14يونيو .2014
� 227أنظر قرار املجل�س الد�ستوري رقم 968 / 15بتاريخ 30يونيو .2015
228تن�ص الفقرة 1من الف�صل 78من د�ستور 2011على �أن «لرئي�س احلكومة ولأع�ضاء الربملان على ال�سواء حق
التقدم باقرتاح القوانني».
مرتبطة بالإ�شكالية ال�سابقة املتعلقة مبدى �أ�سبقية تداول جمل�س النواب يف م�شاريع القوانني
التنظيمية ،على اعتبار �أنها تعك�س هي كذلك االرتباك احلا�صل يف حتديد وظائف جمل�س
امل�ست�شارين بني امل�رشع الد�ستوري ،الذي حاول �أن يرتجم النقا�ش حول تقلي�ص وظائفه
يف منت الد�ستور دون �أن يكون دقيقا يف ذلك ،وامل�رشع العادي ،الذي اعتمد نظاما داخليا
ملجل�س امل�ست�شارين يت�ضمن ،كما �أ�رشنا �إىل ذلك من قبل ،مقت�ضيات تعطيه حق املبادرة يف
تقدمي مقرتحات قوانني تنظيمية دون �أن يعرت�ض عليها املجل�س الد�ستوري.29
5ـ حدود �صالحيات جمل�س النواب يف تعديلها ،و�إن كانت هذه الإ�شكالية ال مت�س يف
احلقيقة م�شاريع القوانني التنظيمية وحدها و�إمنا جميع م�شاريع القوانني ،بحيث لئن كان
الد�ستور وا�ضحا يف ا�شرتاك جمل�سي الربملان يف التداول يف م�شاريع ومقرتحات القوانني،
وبالنتيجة يف �إمكانية �إدخال ما يريانه منا�سبا من التعديالت عليها ،ف�إن هذه ال�صالحية
ت�صطدم مبدى �أحقية جمل�س النواب يف �إدخال تعديالت جديدة خالل القراءة الثانية� ،أي
بعد �أن يكون م�رشوع الن�ص قد قر�أ قراءة �أوىل يف جمل�سي الربملان .حيث يطرح الت�سا�ؤل
حول ما �إذا كان من حق جمل�س النواب �أن يدخل تعديالت جديدة على الن�ص كما �أحيل
عليه من طرف جمل�س امل�ست�شارين �أم �أنه يجب �أن يظل مقيدا مبا ورد عليه من هذا الأخري،
ويقت�رص دوره على �إبداء موقفه من التعديالت التي �أدخلها :هل يقبلها �أم يرف�ضها؟
فرغم �أن الد�ستور ي�شري ب�رصيح العبارة �إىل �أنه «يتداول كل جمل�س يف الن�ص الذي
�صوت عليه املجل�س الآخر يف ال�صيغة التي �أحيل بها عليه» ،30فقد اعتاد جمل�س النواب
�أن ي�ستغل �إحالة م�شاريع القوانني عليه يف �إطار القراءة الثانية ،وخا�صة م�شاريع قوانني
املالية ،لكي يدخل عليها تعديالت خارج �إطار ال�صيغة التي �أحيلت عليه من لذن جمل�س
امل�ست�شارين .وهي ممار�سة مل تواجه باالعرتا�ض من لذن املجل�س الد�ستوري �إال مبنا�سبة
م�صادقة الربملان على م�رشوع القانون التنظيمي لقانون املالية ،31م�ستندا يف ذلك على
مقت�ضيات الفقرة 1من الف�صل 84التي تن�ص على �أن «يتداول جمل�سا الربملان بالتتابع يف كل
229يبدو ذلك جليا يف املادة ،85التي تن�ص على �أنه «يتداول جمل�س امل�ست�شارين يف م�شاريع القوانني التنظيمية
املودعة لديه بالأ�سبقية ،ويف مقرتحات القوانني التنظيمية املقدمة مببادرة من �أع�ضائه ،خا�صة من طرف تلك
املقدمة من لذن فرق املعار�ضة طبقا للف�صل 82من الد�ستور» .قبل �أن ت�ضيف ب�أنه «ال يتم التداول يف م�شاريع
ومقرتحات القوانني التنظيمية املودعة لدى جمل�س امل�ست�شارين بالأ�سبقية� ،إال بعد م�ضي ع�رشة �أيام على و�ضعها
لدى مكتبه ،واحرتام امل�سطرة امل�شار �إليها يف الف�صل 84من الد�ستور».
330الفقرة 1من الف�صل 84من د�ستور .2011
331قرار املجل�س الد�ستوري رقم ،14 /950اخلا�ص مبراقبة مدى د�ستورية القانون التنظيمي رقم 130.13لقانون
املالية.
م�رشوع �أو مقرتح قانون ،بغية التو�صل �إىل امل�صادقة على ن�ص واحد ،ويتداول جمل�س
النواب بالأ�سبقية ،وعلى التوايل ،يف م�شاريع ومقرتحات القوانني التي قدمت مببادرة
من �أع�ضائه .ويتداول جمل�س امل�ست�شارين بدوره بالأ�سبقية ،وعلى التوايل ،يف م�شاريع
القوانني ،وكذا يف مقرتحات القوانني التي هي من مبادرة �أع�ضائه ،ويتداول كل جمل�س
يف الن�ص الذي �صوت عليه املجل�س الآخر يف ال�صيغة التي �أحيل بها عليه» ،و�إن كان هذا
االجتهاد قد زاد من �إثارة اجلدل حول م�سطرة الت�رشيع ،وبال�ضبط حول ما �إذا كان ملجل�س
النواب فعال احلق يف الكلمة النهائية خالل القراءة الثانية �أم �أن الأمر يتطلب اال�ستمرار يف
التداول �إىل حني التو�صل �إىل اتفاق على ن�ص واحد؟.
6ـ مدى �صالحية املجل�س احلكومي للتداول فيها� ،إذ على خالف م�شاريع القوانني
العادية التي �أ�صبح عر�ضها على الربملان يتطلب فقط �إقرارها من جانب املجل�س احلكومي
مع بع�ض اال�ستثناءات ،32ف�إن القوانني التنظيمية ال تزال معنية باملرور الإجباري على
املجل�س الوزاري الذي ينعقد برئا�سة امللك ،حيث يدرجها الف�صل � 49ضمن الق�ضايا التي
يجري التداول ب�ش�أنها يف املجل�س املذكور .بيد �أن جتاهلها من طرف الف�صل 92من
الد�ستور ،الذي يعدد الق�ضايا التي تعر�ض مدى وجوبا على املجل�س احلكومي ،يطرح
الت�سا�ؤل حول مدى وجوب عر�ضها على هذا الأخري قبل عر�ضها على املجل�س الوزاري.
علما �أن املمار�سة املتبعة منذ دخول د�ستور 29يوليوز 2011حيز التنفيذ �سارت يف اجتاه
�إدراجها �ضمن جدول �أعمال م�شاريع الن�صو�ص الت�رشيعية التي يجري التداول ب�ش�أنها يف
املجل�س احلكومي.
7ـ املدة الزمنية املطلوبة ل�صدورها ،ذلك �أن ت�ضمن الد�ستور لف�صل يحدد نهاية �أول والية
ت�رشيعية يف ظله ك�أجل ل�صدور القوانني التنظيمية التي ين�ص عليها ،وحديثه يف نف�س الوقت
على «م�شاريع القوانني التنظيمية» دون «مقرتحات القوانني التنظيمية» ،فر�ض الت�سا�ؤل
حول ما �إذا كان املق�صود بهذه املدة هي القوانني التنظيمية التي يكون م�صدرها احلكومة،
�أي تلك التي تقدم يف �شكل م�شاريع قوانني ،ودفع �إىل القول �إن ذلك يج�سد حر�ص امل�رشع
الد�ستوري على التمييز بني �شيئني :املبادرة احلكومية يف جمال القوانني التنظيمية ،وهي
املعنية بالأجندة الزمنية التي يحددها الف�صل املذكور ،ثم املبادرة الربملانية يف نف�س املجال،
وهي املنفلتة من كل حتديد زمني ،بل �إن الت�سا�ؤل حول م�ضمون الف�صل 86اتخذ منحى
332مثل م�شاريع القوانني اخلا�صة بامل�صادقة على املعاهدات واالتفاقيات الدولية ،وم�رشوع قانون العفو العام،
وم�شاريع قوانني الإطار ،وم�شاريع الن�صو�ص املتعلقة باملجال الع�سكري...
�آخر مع نهاية الوالية الت�رشيعية وعدم متكن احلكومة والربملان معا من اعتماد كل القوانني
التنظيمية التي يحيل عليها الد�ستور ،وحتديدا تلك املتعلقة مبراحل التفعيل الر�سمي للغة
الأمازيغية (ف ،)5و�إحداث جمل�س وطني للغات والثقافة املغربية (ف ،)5وحتديد �رشوط
وكيفيات ممار�سة حق الإ�رضاب (ف ،)5حيث دافع البع�ض على فكرة �أن هذا الف�صل ال
يفر�ض بال�رضورة امل�صادقة على جميع القوانني التنظيمية خالل هذه الوالية الت�رشيعية ،بل
يكفي عر�ضها فقط ،و�إن كان ي�صعب ترجيح هذا التف�سري على اعتبار �أن امل�رشع الد�ستوري
وهو ي�ضع هذا الف�صل كان على ما يبدو من�شغال ب�رضورة عدم تكرار جتربة القانون التنظيمي
للإ�رضاب ،الذي مل يت�سن �صدوره منذ �أن ت�ضمنه لأول مرة د�ستور ،1962لكن ترجمته
لهذا االن�شغال مل تكن دقيقة مبا يكفي.
ج ـ النظام الداخلي للربملان
عندما نتكلم عن النظام الداخلي للربملان فالأمر يتعلق بالأداة الأ�سا�سية لتنظيم و�ضمان
ح�سن �سري عمله ،و�ضبط العالقة بني الفاعلني الرئي�سيني فيه من �أغلبية معار�ضة ،ف�ضال
عن ت�أمني حقوق الأقلية يف مواجهة الأغلبية ،وحتديد واجبات الأع�ضاء وااللتزامات
املطروحة على عاتقهم.
وقد ن�ص الد�ستور يف الف�صل 69منه على اجلهة التي تتوىل و�ضع النظام الداخلي
عندما �أ�شار �إىل �أنه «ي�ضع كل من املجل�سني نظامه الداخلي ويقره بالت�صويت» ،وعلى
ال�رشوط املطلوبة لدخوله حيز التنفيذ حينما �أكد على �أنه «ال يجوز العمل به �إال بعد �أن
ت�رصح املحكمة الد�ستورية مبطابقته لأحكام الد�ستور» ،كما عمل على حتديد م�ضمون
املجاالت التي ينظمها ،عندما �أ�شار �إىل �أنه «يحدد النظام الداخلي ب�صفة خا�صة :قواعد
ت�أليف وت�سيري الفرق واملجموعات الربملانية واالنت�ساب �إليها واحلقوق اخلا�صة املعرتف
بها لفرق املعار�ضة ،واجبات الأع�ضاء يف امل�شاركة الفعلية يف �أعمال اللجان واجلل�سات
العامة واجلزاءات املطبقة يف حالة الغياب ،عدد اللجان الدائمة واخت�صا�صاتها وتنظيمها
مع تخ�صي�ص رئا�سة جلنة �أو جلنتني للمعار�ضة على الأقل» .ف�ضال عن ذلك فقد �ألزم
املجل�سني ،عند و�ضع نظامهما الداخلي ،بـ«مراعاة تنا�سقهما وتكاملهما� ،ضمانا لنجاعة
العمل الربملاين».
والأنظمة الداخلية للربملان تت�ضمن بع�ض القواعد امل�شرتكة مع القوانني التنظيمية،
خا�صة من ناحية اعتمادها من طرف الربملان ،ومرورها الإجباري على الق�ضاء
الد�ستوري ،عالوة على اندراجها ،وفقا للمعيار املو�ضوعي ،يف نطاق القوانني ذات
الطبيعة الد�ستورية التي تنظم جانبا من النظام ال�سيا�سي للدولة ،كما تتقا�سم مع القوانني
العادية �أ�سا�سا وحدة اجلهة التي تتوىل امل�صادقة عليهما ،لكنها تختلف عن النوعني من
القوانني يف بع�ض اجلوانب.
فهي تختلف عن القوانني العادية من حيث انفراد الربملان لوحده بحق املبادرة الت�رشيعية
ب�ش�أنها دون �أن يكون للحكومة دخل يف املو�ضوع ،واقت�صار نطاق �رسيان تنفيذها على
الربملان فقط دون �أن ميتد ذلك خارجه ،وعدم خ�ضوعها لقاعدة التداول بالتتابع بني
جمل�سي الربملان التي تخ�ضع لها باقي القوانني ،ف�ضال عن الإحالة الإجبارية على الق�ضاء
الد�ستوري .باملقابل مييزها عن القوانني التنظيمية عدم تقيد ال�رشوع يف مناق�شتها ب�سقف
زمني معني ،وعدم ا�شرتاط ن�صاب قانوين خا�ص للم�صادقة عليها� ،إ�ضافة �إىل وجودها يف
مرتبة �أدنى منها ،على اعتبار �أن �سلطة خ�ضوعها للرقابة الد�ستورية مل تعد مقت�رصة على
�أحكام الد�ستور فقط بل �أ�ضحت متتد �إىل القوانني التنظيمية املن�صو�ص عليها يف الد�ستور،
حيث �سبق للمجل�س الد�ستوري �أن �أكد ،يف �أكرث من قرار ،عدم مطابقة مواد من النظام
الداخلي لأحكام الد�ستور لأنها خالفت مقت�ضيات قوانني تنظيمية ،33م�ستندا يف ذلك على
قرارات �سابقة يف املو�ضوع �صادرة عن الغرفة الد�ستورية باملجل�س الأعلى.34
د ـ القوانني املالية
بالنظر للدور الذي لعبته املالية العامة ،خا�صة مو�ضوع ال�رضائب ،يف تاريخ العمل
الربملاين ،منذ البدايات الأوىل لن�شوء هذا الأخري يف ال�سياق ال�سيا�سي الإجنليزي ،حيث
كانت معظم �رصاعات امللوك والنبالء املتحكمني يف الربملان ترتكز حول هذا املو�ضوع،
فقد ظلت الوظيفة املالية حتظى باهتمام خا�ص من لذن امل�ؤ�س�سة الربملانية ،حتى و�إن كانت
هذه الأخرية قد فقدت جزء هاما من هذه الوظيفة لفائدة ال�سلطة التنفيذية.
333من بني هذه القرارات قرار رقم ( 52 /95بتاريخ 3يناير ،)1995الذي اعترب فيه ما ت�ضمنته املادة 74من
النظام الداخلي ملجل�س النواب من طلب جلنة املالية ،ب�صدد درا�سة م�رشوع القانون املايل وم�رشوع قانون
ت�صفية امليزانية ،الإطالع على امل�ستندات والإر�شادات املتعلقة بتنفيذ القوانني املالية وح�سابات امل�ؤ�س�سات
العمومية وال�رشكات التي للدولة فيها �أ�سهم ،وذلك عن ال�سنوات املن�رصمة ،خمالف لأحكام القانون التنظيمي
للمالية ال�صادر بظهري 260ـ 72ـ 1امل�ؤرخ ب� 18شتنرب ،1972الذي يق�ضي� :أوال ،يف الفقرة 3من مادته
� 8أن م�رشوع قانون املالية يرفق فقط بتقرير يت�ضمن اخلطوط الكربى للتوازن املايل والتغيريات املدخلة فيما
يرجع للمداخيل والنفقات ،وبالوثائق املتعلقة بنفقات امليزانية العامة وعمليات امليزانيات امللحقة واحل�سابات
اخل�صو�صية .ثانيا ،يف الفقرة 2و 3من مادته � 14أن م�رشوع قانون ت�صفية امليزانية يرفق فقط بتقرير املجل�س
الأعلى للح�سابات وتوجه �إىل جمل�س النواب ملحقات تف�سريية يف �ش�أنه �إن دعت حاجة �إىل ذلك.
334خا�صة القرارات رقم 95 ،58و .98
و�إذا كانت وظيفة الربملان يف املجال املايل تتخذ عدة �أبعاد (الت�رشيع ال�رضيبي ،املعاهدات
امللزمة ملالية الدولة ،خمططات التنمية االقت�صادية واالجتماعية ،)..ف�إن اعتماد قانون
املالية ،الذي يت�ضمن قانون املالية ال�سنوي وقوانني املالية املعدلة ثم قانون الت�صفية،35
يبقى من �أهم الوظائف املالية للم�ؤ�س�سة الت�رشيعية� .إذ من خالل هذا القانون يتوىل الربملان
«توقع جمموع موارد وتكاليف الدولة ،ويقيمها وين�ص عليها وي�أذن بها» ،36و�إن كان
ذلك �ضمن توازن مايل يحدده القانون التنظيمي للمالية.
�أوال ـ قانون املالية ال�سنوي
لئن كانت حمطة الربملان لي�ست الوحيدة التي مير منها م�رشوع قانون املالية ال�سنوي قبل
دخوله حيز التنفيذ ،خا�صة يف البلدان التي اتبعت التقليد الفرن�سي و�أعطت �صالحية �إعداد
هذا امل�رشوع للحكومة ،ف�إنها تبقى الأهم .فهذه امل�ؤ�س�سة تعد املعرب ال�رضوري مل�رشوع
قانون املالية ،لأن ت�صويتها وم�صادقتها عليه هو الذي يعطي �شهادة امليالد القانوين لقانون
املالية ويجعله قابال للتطبيق والتنفيذ.
لهذا ال�سبب كثريا ما يكون مرور م�رشوع قانون املالية بالربملان مثريا للت�سا�ؤل حول
مدى قدرة هذا الأخري على الـت�أثري يف اختياراته وتوجهاته ،خا�صة يف بع�ض التجارب
ال�سيا�سية ،ومن بينها املغرب ،الذي يظل فيه عمل الربملان ككل ،واجلانب املتعلق منه
بالت�رشيع املايل على وجه اخل�صو�ص ،حمكوما بثقل �آليات «العقنلة الربملانية».
1ـ خ�صو�صية قانون املالية
رغم تفاوت الأدوار التي ي�ضطلع بها الربملان يف ممار�سة ال�سلطة الت�رشيعية بني جتارب
دولية جتعله املحتكر الفعلي لهذه الوظيفة و�أخرى جتعل احلكومة �رشيكا �أ�سا�سيا فيها ،كما
هو الأمر يف املغرب ،تظل وظيفة الت�رشيع على العموم مرتبطة به .وعندما نتحدث عن
الوظيفة الت�رشيعية نق�صد بب�ساطة �إنتاج الن�صو�ص الت�رشيعية ،حيث يعد الربملان «املطبخ
ال�سيا�سي» ،الذي يتوىل القيام بهذه املهمة� ،إن على م�ستوى ال�صياغة بالن�سبة ملقرتحات
القوانني التي تكون مببادرة برملانية �أو على م�ستوى املناق�شة والتعديل والت�صويت.
يف هذه املهمة و�إن كان يفرت�ض من الناحية املبدئية �أن حتظى كل م�شاريع الن�صو�ص
الت�رشيعية بالأهمية الالزمة التي قد جتعل منها ن�صو�صا جيدة ،ف�إن م�رشوع قانون املالية
335ح�سب التحديد الذي تعطيه لقانون املالية املادة 2من الظهري رقم 1.98.138ال�صادر بتاريخ 26نونرب 1998
املتعلق بتنفيذ القانون التنظيمي رقم 7.98لقانون املالية (ج .ر عدد 4644بتاريخ 3دجنرب .)1998
336املادة الأوىل من القانون التنظيمي لقانون املالية امل�شار �إليه.
عادة ما يحتل احليز الأهم يف �أجندة ا�شتغال امل�ؤ�س�سة الربملانية .فقلما يحظى م�رشوع ن�ص
قانوين بنف�س الدرجة من املواكبة واالن�شغال التي يحظى بها م�رشوع قانون املالية .هذا الأمر
يرتبط بعدة عوامل ،ميكن �أن نح�رصها يف مايل:
1ـ :1االرتباط التاريخي بني الربملان والت�رشيع املايل ،ذلك �أن الدور الذي لعبه هذا
الأخري ،وخا�صة اجلانب املتعلق منه بالت�رشيع ال�رضيبي ،يف ن�شوء امل�ؤ�س�سة الربملانية،
جعل االخت�صا�ص املايل يظل �ش�أنا برملانيا حم�ضا ،قبل �أن يعمل الد�ستور الفرن�سي ل�سنة
1958على تقلي�ص دوره يف هذا املجال.
2ـ :1القيمة التي يحتلها م�رشوع قانون املالية مقارنة مب�شاريع القوانني الأخرى،
فهذا القانون حتى ولو �أنه يعترب من الناحية ال�شكلية قانونا عاديا ،ف�إنه من حيث م�ضمونه
يبقى ذو �أهيمه خا�صة لكونه يج�سد ال�سيا�سة العامة للدولة ،ويعك�س توجهاتها االقت�صادية
واالجتماعية وال�سيا�سية .كما ميثل نقطة االرتكاز الأ�سا�سية والآلية املحورية التي متكن
احلكومة من تنفيذ تلك االختيارات والتوجهات.
3ـ :1امل�سطرة اخلا�صة املتبعة يف اعتماده .فهو م�رشوع القانون الوحيد الذي يتم تقدميه
يف جل�سة عامة ملجل�سي الربملان ،على خالف م�شاريع القوانني الأخرى التي يتم االكتفاء
بو�ضعها يف مكتب جمل�س النواب قبل �أن حتال فيما بعد على اللجنة املعنية بها .كما يعد �أي�ضا
م�رشوع القانون الوحيد املرتبط بتحديد �سقف زمني حمدد للم�صادقة عليه ،حيث يكون
الربملان واحلكومة ،على حد �سواء ،يف �سباق مع الزمن من �أجل التوفيق بني احلاجة
�إىل �رضورة �إعطاءه ما ي�ستحقه من النقا�ش والتداول ،ويف نف�س الوقت �رضورة احرتام
الآجال التي يحددها الد�ستور 37والقانون التنظيمي للمالية ،ك�سقف لكي يكون م�صادقا عليه
قبل 31دجنرب من كل �سنة (�أنظر اجلدول).
4ـ :1كونه ي�شكل ترجمة وفية لل�سيا�سة احلكومية ،وميثل ،بالتايل ،اللحظة املنا�سبة
الختبار مدى التزام احلكومة بت�صوراتها واختياراتها وتوجهاته االنتخابية ،وحلقيقة التعاقد
الذي يجمعها مع الناخبني الذين �صوتوا لفائدة احلزب ال�سيا�سي �أو الأحزاب ال�سيا�سية التي
ت�شكل الأغلبية احلكومية التي تتكون منها ،ومع امل�ؤ�س�سة الت�رشيعية التي مل يكن للحكومة �أن
ترى النور ،من الناحية القانونية ،لوال م�صادقتها على برناجمها.
5ـ � :1أن مناق�شة الربملان مل�رشوع قانون املالية ال�سنوي يفرت�ض فيها �أن ت�سمح ب�إعطاء
�صورة على �أداء امل�ؤ�س�سة الت�رشيعية ،لي�س فقط على امل�ستوى الت�رشيعي ،و�إمنا �أي�ضا
على امل�ستوى الرقابي ،خا�صة و�أن هذه املناق�شة كثريا ما تتحول �إىل منا�سبة للربملانيني
لتقييم ال�سيا�سات العمومية للحكومة ككل ،ولكل قطاع حكومي على حدة ،بل و�إىل �سجال
عمومي يهم ق�ضايا قد ال تكون لها عالقة مبا�رشة مب�رشوع قانون املالية وطبيعة االختيارات
التي يت�ضمنها.
2ـ حدود الدور املايل للربملان
�إذا كان الربملان هو الذي يعود �إليه �أمر الت�صويت على الت�رشيع املايل واعتماده ،ف�إن
ذلك ال مينع من �أن يكون هذا النوع من الت�رشيع من �أكرث املجاالت التي تظهر فيها حدود
حتكم الربملان يف الإنتاج الت�رشيعي .هذا الأمر� ،إذا كان يرتبط بعوامل �سيا�سية تهم طبيعة
النخبة الربملانية ،وحتول الأغلبية الربملانية يف كثري من الأحيان �إىل تكتل ل�ضمان املرور
الآمن الختيارات احلكومة ،ف�إنه يرتبط �أي�ضا ب�أ�سباب قانونية ـ د�ستورية.
فرغم ما يقال عن تعزيز د�ستور 2011للدور الت�رشيعي والرقابي والتقييمي للم�ؤ�س�سة
الربملانية ،ف�إنه ال يزال مينح احلكومة �صالحيات وا�سعة يف جمال االخت�صا�ص املايل،
بال�شكل الذي ي�سمح لها بالتحكم لي�س فقط يف املبادرة الت�رشيعية و�إمنا� ،أي�ضا ،يف باقي
امل�سار الذي يقود نحو امل�صادقة على م�رشوع قانون املالية ال�سنوي .فعالوة على �أن هذا
الأخري يعد اخت�صا�صا حكوميا من ناحية �إعداده وحت�ضريه ،حيث يتوىل القيام بهذه املهمة
الوزير املكلف باملالية حتت �سلطة الوزير الأول ،38ف�إن تدخل الربملان فيه يظل حمكوما
ب�أربعة قيود �أ�سا�سية:
1ـ :2مراعاة «توازن مالية الدولة» ،حيث ي�ضع الف�صل 77من الد�ستور على عاتق
احلكومة والربملان ،على حد �سواء� ،رضورة ال�سهر على هذا التوازن .وهذه امل�س�ألة،
التي حتيل على تلك «القاعدة الذهبية» املتعلقة بالتحكم يف العجز املايل املطبقة يف عدد من
البلدان الأوروبية ،و�إن كانت ال تعدو �أن تكون جمرد د�سرتة ملمار�سة جارية ،على
الأقل منذ ما يعرف ب�سيا�سة التقومي الهيكلي ،ف�إن االرتقاء بها �إىل درجة القاعدة الد�ستورية
يطرح الت�سا�ؤل حول مدى تعار�ضها مع االختيارات االنتخابية التي تعد جوهر العملية
الدميقراطية .ذلك� ،أنها قد ت�سمح بتقييد اختيارات القوى ال�سيا�سية الفائزة باالنتخابات
338املادة 32من الظهري رقم 1.98.138ال�صادر بتاريخ 26نونرب 1998املتعلق بتنفيذ القانون التنظيمي رقم 7.98
لقانون املالية.
عندما تكون براجمها وت�صوراتها ومرجعياتها ذات بعد ي�ساري �أو ا�شرتاكي مناه�ض لهذه
القاعدة ،التي ارتبطت باالختيارات الر�أ�سمالية االقت�صادية والليربالية ال�سيا�سية.
ويرتبط بتوازن مالية الدولة ما يتيحه نف�س الف�صل املذكور من �إمكانية للحكومة لـ«رف�ض
املقرتحات والتعديالت التي يتقدم بها �أع�ضاء الربملان� ،إذا كان قبولها ي�ؤدي بالن�سبة لقانون
املالية� ،إىل تخفي�ض املوارد العمومية� ،أو �إىل �إحداث تكليف عمومي� ،أو الزيادة يف تكليف
موجود»� .إذ رغم ما ظل يثريه هذا الإجراء من جدل 39من قبل املعار�ضة ،التي كانت
تعتربه �سيفا م�سلطا على احلق املكفول للربملان يف االقرتاح والتعديل ،خا�صة و�أنه كان
ي�ستعمل يف بع�ض احلاالت بطريقة تع�سفية ،40فقد ا�ستمر قائما يف الوثيقة الد�ستورية اجلديدة
بنف�س امل�ضمون ،اللهم تعديال ب�سيطا يفر�ض على احلكومة « بيان الأ�سباب» املوجبة للدفع
مبقت�ضيات ذلك الف�صل.
مع الإ�شارة هنا �إىل �أن جمل�س امل�ست�شارين كان �أثناء و�ضعه لنظامه الداخلي قد حاول �سن
مقت�ضيات ت�سمح له مبواجهة �سلطة احلكومة يف هذا املجال ،عندما �أعطى لنف�سه «الإمكانية
للت�صويت باملوافقة على مقرتحات القوانني والتعديالت التي ترف�ضها احلكومة بناء على
الفقرة الثانية من الف�صل 77من الد�ستور� ،إذا كانت هذه املقرتحات والتعديالت معللة ومن
�ش�أن قبولها عدم الإخالل بالتوازن املايل� ،أو كانت تت�ضمن اقرتاحا لتعوي�ض املوارد
املخف�ضة مبوارد �أخرى» ،كما تعطي لكل من يعنيه الأمر ،يف حالة �إذا ما ا�ستمر اخلالف
بني احلكومة واملجل�س ومتت امل�صادقة على الن�ص� ،أن ي�سلك م�سطرة الطعن بعدم د�ستورية
القوانني �أمام املحكمة الد�ستورية.41
2ـ � :2إمكانية جتاوز احلكومة للربملان يف احلالة التي يعجز فيها هذا الأخري عن املوافقة
على م�رشوع القانون املايل� ،أو يف احلالة التي مل ي�صدر فيها الأمر بتنفيذه ب�سبب �إحالته
على املحكمة الد�ستورية ،حيث يعطيها الد�ستور الإمكانية لأن تفتح مبر�سوم االعتمادات
الالزمة ل�سري املرافق العمومية ،و�أن تقوم باملهام املنوطة بها على �أ�سا�س ما هو مقرتح يف
339كان يحمل رقم 51يف الد�ستور ال�سابق والد�ساتري التي قبله.
440حيث كان ي�ستعمل حتى يف مواجهة بع�ض التعديالت التي مل تكن تروم التخفي�ض من املوارد و�إمنا الزيادة فيها،
من قبيل ا�ستعماله �ضد اقرتاح تعديل للفريق النيابي حلزب العدالة والتنمية كان يروم الزيادة يف ن�سبة ال�رضيبة
املفرو�ضة على امل�رشوبات الكحولية.
� 441أنظر موقف املجل�س الد�ستوري من هذه املقت�ضيات املت�ضمنة يف املادتني ( 201الفقرة الأخرية) و 202من النظام
الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين يف قراره رقم 14/938ال�صادر بتاريخ 14يونيو .2014
امليزانية املعرو�ضة على املوافقة� .42إذ يف هذه احلالة يتم اال�سرت�سال يف ا�ستخال�ص املداخيل
وفقا ملا هو من�صو�ص عليه يف املقت�ضيات الت�رشيعية والتنظيمية اجلاري بها العمل با�ستثناء
تلك التي يقرتح م�رشوع قانون املالية �إلغا�ؤها� .أما املداخيل التي يقرتح امل�رشوع املذكور
تخفي�ضها فيتم ا�ستخال�صها على �أ�سا�س املقدار اجلديد املقرتح.43
3ـ :2ت�صويت الربملان مرة واحدة على بع�ض النفقات ،حيث ين�ص الف�صل 75من
الد�ستور على �أن ت�صويت الربملان على نفقات التجهيز التي يتطلبها �إجناز املخططات التنموية
الإ�سرتاتيجية والربامج متعددة ال�سنوات ،يتم مرة واحدة وذلك عندما يوافق عليها� .إذ ال
يحق له بعد ذلك� ،أي طيلة املدة املحددة لهذه املخططات والربامج ،تقدمي مقرتحات ترمي
�إىل تعديل ما �سبق له �أن وافق عليه .فهذه ال�صالحية خمولة للحكومة فقط ،حيث ميكنها �أن
تقدم م�شاريع قوانني تروم �إدخال مثل هذا التعديل.
4ـ :2ال�صالحيات املمنوحة للحكومة لإعادة النظر يف قانون املالية بعد امل�صادقة عليه.
وهي �صالحيات يحددها الد�ستور والقانون التنظيمي لقانون املالية ،وكذا املر�سوم املتعلق
ب�إعداد وتنفيذ قوانني املالية:44
■ تتجلى ال�صالحيات الد�ستورية �أ�سا�سا يف الإمكانية املتاحة للحكومة لتعديل قانون
املالية من خالل مر�سوم بقانون� ،أو ما يعرف مبرا�سيم ال�رضورة� ،45أو من خالل قوانني
الإذن� .46إذ بناء على هذه الأحكام الد�ستورية يتوىل الربملان الإذن للحكومة كل �سنة
يف �إطار قانون املالية باتخاذ عدد من الإجراءات �إما ذات طابع جمركي لتفادي عن�رص
املفاج�أة الذي ت�ستلزمه هذه الإجراءات� ،أو تخ�ص فتح اعتمادات �إ�ضافية و�إحداث ح�سابات
خ�صو�صية للخزينة يف ظروف معينة توىل تو�ضيحها القانون التنظيمي للمالية ،وكذا
�إحداث مرافق الدولة امل�سرية ب�صورة م�ستقلة.47
■ تهم ال�صالحيات التي ين�ص عليها القانون التنظيمي لقانون املالية �أ�سا�سا الإمكانيات
املتاحة للحكومة «لإحداث ح�سابات خ�صو�صية للخزينة» ،48و«فتح اعتمادات �إ�ضافية»،49
442الفقرة 3من الف�صل 75من د�ستور .2011
443الفقرة 4من الف�صل 75من د�ستور .2011
444مر�سوم رقم � 2.98.401صادر بتاريخ � 26أبريل 1999متعلق ب�إعداد وتنفيذ قوانني املالية.
445الف�صل 81من د�ستور .2011
446الفقرة 3من الف�صل 70من د�ستور .2011
� 447أنظر كتاب «ميزانية الدولة» ،من�شورات وزارة املالية واخلو�ص�صة� ،سنة � ،2004ص .192
448املادة 18من القانون التنظيمي لقانون املالية.
449املادة 43من القانون التنظيمي لقانون املالية.
و«جتاوز ال�سقوف الواردة يف قانون املالية فيما يخ�ص بع�ض النفقات ذات الطابع
التقديري» ،50و«مد بع�ض املرافق باعتمادات �إ�ضافية مقتطعة من ف�صل النفقات الطارئة
واملخ�ص�صات االحتياطية فيما يخ�ص ميزانية الت�سيري» ،51و«حتويل املنا�صب �أو �إعادة
انت�شارها» ،52ف�ضال عن وقف تنفيذ بع�ض نفقات اال�ستثمار �إذا ا�ستلزمت ذلك الظروف
االقت�صادية واملالية ،بحيث ال ي�شرتط يف ذلك �سوى �إخبار اللجنة الربملانية املعنية .
56 55 54 53
مالحظة
لقد �أعاد القانون التنظيمي للمالية املعدل 233النظر يف بع�ض هذه ال�صالحيات التي كان
مينحها القانون التنظيمي لقانون املالية ال�سابق للحكومة:
●جعل �إحداث احل�سابات اخل�صو�صية اخت�صا�صا لقانون املالية ومل يعد مينحه للحكومة �إال
ب�صفة ا�ستثنائية ولدواعي تتعلق باال�ستعجال ،بل حتى هذه الإمكانية اال�ستثنائية يربطها
ببع�ض ال�رشوط من قبيل الإخبار امل�سبق للجنتي املالية مبجل�سي الربملان ،وعر�ض تلك
املرا�سيم على الربملان بغر�ض امل�صادقة عليها يف �أقرب قانون للمالية.234
●فر�ض �أن يكون فتح االعتمادات الإ�ضافية مقرتنا بالإخبار امل�سبق للجنتي املالية
مبجل�سي الربملان.235
●ف�ضال عن ذلك� ،أخرج النفقات املتعلقة باملوظفني والأعوان من دائرة النفقات التي
كان يبيح �إمكانية جتاوز «ال�سقوف» اخلا�صة بها ،ومل يبق على هذه الإمكانية قائمة
�إال بالن�سبة «لالعتمادات املتعلقة بالنفقات املرتبطة بالدين العمومي والدين العمري
والت�سديدات والتخفي�ضات والإرجاعات ال�رضيبية التي لها طابع تقديري».236
■ �أما ال�صالحيات التي ت�ستند على املر�سوم املتعلق ب�إعداد وتنفيذ قوانني املالية ،فهي
من نوعني ،الأوىل تروم تو�ضيح كيفية تفعيل ال�صالحيات املن�صو�ص عليها يف القانون
التنظيمي لقانون املالية بخ�صو�ص توقيف تنفيذ نفقات اال�ستثمار واالقتطاع من ف�صل
النفقات الطارئة ،وفتح االعتمادات الإ�ضافية .بينما تتوىل الثانية فتح �صالحيات جديدة،
تتجلى حتديدا يف حتويل املنا�صب ،وحتويل االعتمادات ،ونبذ التحويالت بني الف�صول.57
� 557أنظر كتاب «ميزانية الدولة» ،من�شورات وزارة املالية واخلو�ص�صة� ،سنة � ،2004ص� 194 .إىل .197
● يف احلالة التي يعمل فيها جمل�س امل�ست�شارين على �إدخال 6ـ�إعادة امل�رشوع ملجل�س
تعديالت على امل�رشوع املحال عليه من طرف جمل�س النواب يف �إطار القراءة
النواب (وهذا ما يحدث دائما) ،يحال امل�رشوع كما الثانية.
�صادق عليه جمل�س امل�ست�شارين على جمل�س النواب لكي
يقول كلمته النهائية فيه ،بحيث ميكنه �أن يقبل التعديالت
التي �أدخلها جمل�س امل�ست�شارين �أو يرف�ضها.
مع العلم �أن امل�رشع الد�ستوري ،وهو ي�ضع د�ستور ،2011كان قد ا�ستح�رض �أهمية
هذا القانون ،حينما جل�أ �إىل �إ�ضفاء الطابع الد�ستوري عليه ،حيث فر�ض على احلكومة
�أن «تعر�ض �سنويا على الربملان قانون الت�صفية املتعلق بتنفيذ قانون املالية ،خالل ال�سنة
الثانية التي تلي �سنة تنفيذ امليزانية» ،معتربا يف نف�س الوقت �أن هذا القانون «يت�ضمن ح�صيلة
ميزانية التجهيز التي انتهت مدة نفاذها» .63ولو �أن هذا اجلديد الذي حمله الد�ستور احلايل
مل ي�سمح حلد الآن ب�إعطاء قانون الت�صفية قيمة م�ضافة جتعل منه �أداة مهمة وفعالة من
�أدوات الرقابة الربملانية على عمل احلكومة.
املراحل التي يقطعها التحضري لقانون التصفية
● توجيه وزارة املالية لدورية تطالب من خاللها خمتلف
القطاعات احلكومية بتقدمي ح�ساباتها الإدارية ملديرية
امليزانية ،كما تطالب املراقبة العامة بااللتزام بالنفقات
واخلزينة العامة للمملكة بتقدمي ح�ساباتها املتعقلة بتنفيذ 1ـ املطالبة بالوثائق
امليزانية.
●قيام مديرية امليزانية مبجرد تو�صلها بهذه الوثائق/
املعطيات بفح�صها وعقد اجتماعات مع ممثلي القطاعات 2ـالت�أكد من تطابق
احلكومية املعنية وكذا املراقبة العامة بااللتزام بالنفقات
املعطيات
واخلزينة العامة للمملكة ق�صد الت�أكد من تطابق احل�سابات
املقدمة من طرف الآمرين بال�رصف مع املعطيات
املتوفرة لدى امل�صالح املالية .ويف حالة وجود بع�ض
االختالفات يف هذا املجال يتم �إجراء بع�ض التحريات
التي يتطلبها التعرف على �أ�سباب هذه االختالفات
وال�سعي نحو ت�سويتها.
●تويل الآمرين بال�رصف بعد ت�سوية كل اخلالفات 3ـ حت�ضري البيانات النهائية
املحتمل وجودها بو�ضع ح�ساباتهم الإدارية يف �صيغتها
النهائية و�إر�سالها �إىل مديرية امليزانية .ويف نف�س الوقت
تقوم اخلزينة العامة للمملكة بو�ضع البيانات النهائية
لإ�صدارات الأوامر بال�رصف مع الأخذ بعني االعتبار
القرارات املتخذة لت�صحيح بع�ض الكتابات.
●و�ضع ال�صيغة النهائية للح�ساب العام للمملكة وم�رشوع 4ـو�ضع احل�ساب العام
قانون الت�صفية ،ثم �إر�سالها �إىل رئي�س احلكومة ،مبعية للمملكة وم�رشوع قانون
احل�سابات الإدارية للأمرين بال�رصف ق�صد �إحالتها على
املجل�س الأعلى للح�سابات. الت�صفية
● بعد دار�سة هذا امل�رشوع والوثائق املرفقة به من طرف - 5درا�سة م�رشوع قانون
املجل�س الأعلى للح�سابات ،يتوىل هذا الأخري �إعداد تقرير الت�صفية من لذن املجل�س
حول تنفيذ قانون املالية ،وت�رصيح عام ي�ؤكد مطابقة الأعلى للح�سابات
ح�سابات املحا�سبني الفردية للح�ساب العام للمملكة.
●قبل �أن يعر�ض على الربملان يخ�ضع م�رشوع قانون 6ـ م�صادقة املجل�س
الت�صفية مل�صادقة جمل�س احلكومة (قبل د�ستور 2011كان احلكومي على امل�رشوع
يعر�ض �أي�ضا على املجل�س الوزاري).
ً
●كما هو ال�ش�أن بالن�سبة لقانون املالية الأ�صلي يخ�ضع 7ـ امل�صادقة على امل�رشوع
م�رشوع قانون الت�صفية للدرا�سة واملناق�شة داخل جلنة من طرف الربملان
املالية بكل من جمل�س النواب وجمل�س امل�ست�شارين ،قبل
�أن يتم عر�ضه على اجلل�سة العامة يف كل جمل�س ،و�إن
كان يختلف عنه من حيث ال�رسعة التي تتم بها مناق�شة
م�رشوع قانون الت�صفية ،حيث ال يحتاج �إىل �إدخال
تعديالت عليه ،فهو يقبل بكامله �أو يرف�ض.
664فونتري عبد الإله« ،العمل الت�رشيعي باملغرب� :أ�صوله التاريخية ومرجعياته الد�ستورية» ،اجلزء الثاين ،مطبعة
املعارف ،الطبعة الأوىل �سنة � ،2002ص .223
للم�ؤ�س�سة الربملانية �أي�ضا �صالحية الت�صويت على قوانني املخططات ،التي كانت ت�سمح لها
ب�أن «حتدد جمموعة من امل�شاريع والربامج والإجراءات الكفيلة بتحقيق التنمية االقت�صادية
واالجتماعية،و�إجناز تطور يف امليادين االقت�صادية واالجتماعية والثقافية ح�سب التوجهات
التي تر�سمها والإطار املرجعي الذي ت�ضعه وحتدده».65
لذلك ف�إن قوانني الإطار ،التي تقابل قوانني الربنامج التي كان يتحدث عنها الد�ستور
الفرن�سي قبل تعديل ،66 2008تعد مكونا �أ�سا�سيا من مكونات الوظيفة الت�رشيعية للربملان،
وجزءا هاما من �سلطته الت�رشيعية يف ر�سم ال�سيا�سة العامة للدولة ،بحيث يتمثل اخت�صا�ص
امل�رشع يف نطاق هذه القوانني يف الإ�سهام� ،إىل جانب ال�سلطة التنفيذية ،يف حتديد الأهداف
الأ�سا�سية التي ينبغي �أن ت�شكل �إطارا توجيهيا لن�شاط الدولة ،ومرجعية ت�رشيعية ملزمة
لل�سيا�سة العامة التي تطبقها ال�سلطات العمومية .67وهي و�إن كانت مثلها مثل القوانني
العادية من حيث قيمة القانونية ،ف�إنها تت�سم بعدد من اخل�صائ�ص التي متيزها عنها ،ميكن
حتديدا ،بح�سب �أحد الباحثني 68،فيما يلي:
�أوال ـ �أنها حتدد �أهدافا وتوجهات وال حتدد قواعد معيارية ،لذلك فال تت�ضمن قواعد
مف�صلة و�إجراءات ت�رشيعية دقيقة ،بل يتعني من �أجل تطبيقها اتخاذ جمموعة من الن�صو�ص
الت�رشيعية والتنظيمية والتدابري الإدارية التطبيقية.
ثانيا ـ �أنها �أداة ت�رشيعية لتحديد ال�سيا�سة العامة القطاعية خالل املدى البعيد واملتو�سط،
وبالتايل فهي تختلف عن املخططات التي لها بعد وطني يهم كافة الرتاب الوطني من جهة،
ويهم كافة القطاعات من جهة �أخرى.
ثالثا ـ �أنها تقيد املبادرة الت�رشيعية ،على اعتبار �أن املبادئ التي تت�ضمنها جتعل من املتعذر
تقدمي �أي م�رشوع �أو مقرتح قانون يتعار�ض مع الأحكام التي تت�ضمنها ،و�إن كان ذلك ال
مينع من �إمكانية تعديل القانون الإطار يف االجتاه الذي ي�سمح بتجاوز التعار�ض بني املبادئ
التي ين�ص عليها هذا الأخري وبني القواعد املف�صلة التي ين�ص عليها قانون عادي.
رابعا ـ �أنها ال تلزم مالية الدولة بكيفية مبا�رشة و�آنية� ،أي مبجرد �صدورها ،لأنها
قوانني عامة تن�ص على �أهداف ومبادئ عامة ال يكون مفعولها املايل قائما �إال بعد �إ�صدار
القوانني �أو الن�صو�ص التنظيمية التطبيقية املتعلقة بها.
و ـ القوانني الد�ستورية
تتمثل يف الإمكانية املتاحة للربملان ملراجعة الد�ستور� ،سواء مببادرة منه �أو ا�ستجابة
لطلب امللك يف هذا ال�ش�أن ،حيث �أ�صبح د�ستور 2011يعطي لهذا الأخري ال�صالحية لأن
يعر�ض بظهري على الربملان م�رشوع مراجعة بع�ض مقت�ضيات الد�ستور ،69مع اختالف
امل�سطرة والإجراءات املتبعة يف احلالتني:
�أوال ـ يف احلالة الأوىل ،ميكن لأي برملاين �أن يتقدم مببادرة ملراجعة الد�ستور،70
با�ستثناء املقت�ضيات التي ح�صنها الد�ستور من �إمكانية املراجعة ،واملتمثلة يف الأحكام املتعلقة
بالنظام امللكي ،وبالدين الإ�سالمي وباالختيار الدميقراطي وباملكت�سبات يف جمال احلقوق
واحلريات التي ين�ص عليها الد�ستور .71لكن اعتمادها يرتبط بتوفر بع�ض ال�رشوط تبدو
�صعبة التحقق ،حيث يفر�ض الد�ستور �رضورة موافقة �أغلبية ثلثي الأع�ضاء يف كل جمل�س
من جمل�سي الربملان ،72بل �إنه وحتى �إذا متكن الربملان من الت�صويت على هذا املقرتح وفقا
للأغلبية املطلوبة ،ف�إن ذلك يتطلب املرور مبرحلة ثانية تتمثل يف عر�ضه من طرف امللك
على اال�ستفتاء ال�شعبي .73لذلك ،ف�إن هذه الإمكانية التي �أتيحت للربملان يف جميع الد�ساتري
املتعاقبة ،مل ي�سبق �أن مور�ست من طرفه ،وظل امللك بالتايل يحتكر املبادرة يف هذا املجال.
ثانيا ـ يف احلالة الثانية ،ف�إن املبادرة امللكية حتتاج للقيام بها ا�ست�شارة رئي�س املحكمة
الد�ستورية ،74وتتطلب العتمادها ت�صويت الربملان املنعقد بدعوة من امللك يف جل�سة م�شرتكة
ب�أغلبية ثلثي الأع�ضاء الذين يت�ألف منهم 75،كما حتتاج لكي ت�صبح نهائية مراقبة املحكمة
الد�ستورية ل�صحة الإجراءات املتبعة فيها ،قبل �أن تعلن نتائجها .76مع الإ�شارة �إىل �أن
امل�سطرة املتبعة يف اعتماد هذه املراجعة تقت�ضي رئا�سة جمل�س النواب لالجتماع امل�شرتك،
669الفقرة 3من الف�صل 174من د�ستور .2011
770الفقرة 1من الف�صل 173من د�ستور .2011
771الف�صل 175من د�ستور .2011
772الف�صل 173من د�ستور .2011
773الفقرة 1من الف�صل 174من د�ستور .2011
774الفقرة 3من الف�صل 174من د�ستور .2011
775الفقرة 4من الف�صل 174من د�ستور .2011
776الفقرة 6من الف�صل 174من د�ستور .2011
وافتتاح هذا الأخري بتالوة م�ضامني م�رشوع املراجعة ،على �أن يف�سح املجال بعد ذلك
ملداخالت الفرق واملجموعات الربملانية يف كال املجل�سني ،قبل �أن يتم الت�صويت عليها ب�شكل
علني عرب رفع الأيدي.77
ع ـ القوانني االتفاقية
نتيجة النت�شار �أنظمة احلكم الدميقراطي ،و�شيوع مبد�أ الف�صل بني ال�سلطات ،وت�أكيد
رقابة الربملان على �أعمال ال�سلطة التنفيذية� ،أ�ضحت امل�صادقة على املعاهدات واالتفاقيات
الدولية من اخت�صا�ص ال�سلطة الت�رشيعية بعدما ظلت ملدة طويلة تكاد تكون اخت�صا�صا
ح�رصيا لل�سلطة التنفيذية ،وبالذات رئي�س الدولة .بحيث مل يعد الدور الت�رشيعي للربملان
ينح�رص يف �إ�صدار القوانني املنظمة لعالقة الدولة بالأفراد داخل حدود ترابها ،بل �أ�ضحى
ميتد لي�شمل �أي�ضا القوانني التي تنظم عالقتها مع غريها من الدول واملنظمات الدولية.
وم�صادقة الربملان على املعاهدة �أو االتفاقية الدولية تعني �صدورها بقانون ،وحتولها
بالتايل �إىل قانون داخلي ،ين�رش يف اجلريدة الر�سمية ،ويلزم املحاكم الوطنية ،وترتتب
عليها �آثار قانونية ترقى يف بع�ض الدول �إىل �أحكام الد�ستور ،كما هو الأمر يف فرن�سا ،التي
ين�ص د�ستورها على �أنه يكون للمعاهدات �أو االتفاقات التي يتم الت�صديق �أو املوافقة عليها
قانونيا منذ ن�رشها قوة تفوق القوانني �رشيطة �أن يطبق الطرف الآخر هذا االتفاق �أو هذه
املعاهدة» .78كذلك �أملانيا التي ين�ص قانونها الأ�سا�سي على �أن «تكون �أحكام القانون الدويل
العامة جزء من تركيبة القانون االحتادي .لها الأف�ضلية على القوانني االحتادية ،ويرتتب
عليها حقوق وواجبات مبا�رشة على �سكان املناطق يف �أنحاء االحتاد» .79بل �إنها ت�صبح يف
دول �أخرى هي القانون الأعلى يف الدولة ،كما هو الأمر يف الواليات املتحدة الأمريكية،
التي ن�ص د�ستورها على �أن «هذا الد�ستور ،وقوانني الواليات املتحدة الأمريكية التي
ت�صدر تبعا له ،وجميع املعاهدات املعقودة �أو التي تعقد حتت �سلطة الواليات املتحدة ،تكون
القانون الأعلى للبالد .ويكون الق�ضاة يف جميع �أنحاء البالد ملزمني به ،وال يعتد ب�أي ن�ص
يف د�ستور �أو قوانني �أية والية يكون خمالفا لذلك».80
لكن �إذا كانت د�ساتري الدول الدميقراطية قد جعلت مو�ضوع الت�صديق على املعاهدات
من اخت�صا�ص ال�سلطة الت�رشيعية ،كما هو الأمر بالن�سبة للد�ستور الإ�سباين الذي يحدد قائمة
ح�رصية باملعاهدات واالتفاقيات التي يربط �إبداء الدولة موافقتها االلتزام بها باحل�صول على
ترخي�ص م�سبق من الربملان ،81وبكيفية �أو�ضح الد�ستور الأمريكي الذي ي�شرتط م�صادقة
جمل�س ال�شيوخ ب�أغلبية ثلثي �أع�ضائه على كل املعاهدات دون ا�ستثناء حتى يت�سنى لرئي�س الدولة
عقدها ،82ف�إن اخت�صا�ص الربملان املغربي يف هذا املجال ظل جد حمدود ،حيث كر�ست جميع
الد�ساتري املغربية �صالحية امللك يف توقيع املعاهدات وامل�صادقة عليها ومل ت�ستثن من ذلك �إال
املعاهدات التي ترتتب عنها تكاليف تلزم مالية الدولة ،حيث كانت امل�صادقة عليها تتطلب
موافقة الربملان عليها.83
ومل يت�سن مراجعة دور الربملان على هذا امل�ستوى �إال يف ظل د�ستور � ،2011إذ يف
ارتباط بالأهمية التي �أعطتها ديباجته للقانون الدويل ،خا�صة من خالل الت�أكيد على
التزام اململكة «مبا تقت�ضيه مواثيق املنظمات الدولية من مبادئ وحقوق وواجبات»،
و«بحماية منظومتي حقوق الإن�سان والقانون الدويل الإن�ساين والنهو�ض بهما والإ�سهام
يف تطويرهما ،مع مراعاة الطابع الكوين لتلك احلقوق وعدم قابليتها للتجزيء» و«ت�شبثها
بحقوق الإن�سان كما هي متعارف عليها عامليا ف�ضال عن «جعل االتفاقيات الدولية ،كما
�صادق عليها املغرب ( )...ت�سمو فور ن�رشها على الت�رشيعات الوطنية» ،84جاء الد�ستور
املذكور مبتغري �أ�سا�سي على م�ستوى �صالحيات الربملان يف جمال املعاهدات الدولية ،يتمثل
يف تو�سيع وعاء املعاهدات التي حتتاج امل�صادقة عليها موافقة الربملان.
على هذا الأ�سا�س مل تعد اخت�صا�صات الربملان يف هذا املجال تنح�رص يف املعاهدات التي
ترتتب عنها تكاليف تلزم مالية الدولية بل �أ�صبحت ،ف�ضال عن ذلك ،ت�شمل معاهدات ال�سلم
�أو االحتاد �أو التي تهم ر�سم احلدود ،معاهدات التجارة ،املعاهدات التي ي�ستلزم تطبيقها
881خا�صة املعاهدات ذات الطابع ال�سيا�سي ،املعاهدات واالتفاقيات ذات الطابع الع�سكري ،املعاهدات واالتفاقيات التي
تخ�ص الوحدة الرتابية للدولة �أو احلقوق والواجبات الأ�سا�سية املن�صو�ص عليها يف اجلزء الأول من الد�ستور،
املعاهدات �أو االتفاقيات التي ترتتب مبوجبها التزامات مالية على اخلزينة العامة ،معاهدات �أو اتفاقيات ينجم عنها
�إلغاء قانون ما �أو تفر�ض اتخاذ �إجراءات ت�رشيعية لتطبيق �أحكامها (الف�صل 94من د�ستور .)1978
882املادة 2من الد�ستوري الأمريكي ل�سنة .1787
883الف�صل 31من د�ساتري ،1992 ،1972 ،1970 ،1962و .1996
884مع الإ�شارة �إىل �أن ت�أكيد الديباجة يف نف�س الوقت على �أن تتم تلك امل�صادقة «يف نطاق �أحكام الد�ستور ،وقوانني
اململكة ،وهويتها الرا�سخة» ،يثري الكثري من االلتبا�س حول مدى �إقرار الد�ستور ب�سمو القانون الدويل على القانون
الوطني.
اتخاذ تدابري ت�رشيعية ،ثم املعاهدات التي تتعلق بحقوق وحريات املواطنات واملواطنني
العامة �أو اخلا�صة .85والأكرث من ذلك ،فقد �أتاح د�ستور 2011للربملان �إمكانية �أخرى
لتعزيز دوره يف هذا املجال عندما خول للملك ال�صالحية لأن «يعر�ض على الربملان كل
معاهدة �أو اتفاقية �أخرى قبل امل�صادقة عليها» ،86و�إن كان اخت�صا�ص امل�ؤ�س�سة الت�رشيعية يف
هذا املجال ال يزال ي�صطدم بعدد من احلدود ،من بينهما:
�أوال ـ �أن و�ضع الد�ستور لالئحة ح�رصية باملعاهدات التي ال تتم امل�صادقة عليها �إال بعد موافقة
الربملان ي�سمح با�ستمرار حرمان هذا الأخري من �أن يكون له ر�أي يف عدد من املعاهدات ذات
الأهمية الق�صوى ،خا�صة املعاهدات ذات الطابع ال�سيا�سي والع�سكري .واحلال �أن الت�أكيد على
تبني االختيار الدميقراطي كان يفر�ض ربط الت�صديق على كافة املعاهدات مبوافقة الربملان ،على
�أن تعطى لل�سلطة التنفيذية ممثلة يف رئي�س الدولة ،على �سبيل اال�ستثناء� ،إمكانية امل�صادقة على
معاهدات حمددة دون انتظار موافقة الربملان ،وفقا ملا هو معتمد مثال يف الد�ستور الرتكي بالن�سبة
ملا يعرف بـ«املعاهدات التنفيذية» التي يفر�ض تنوع العالقات الدولية و�رسعة الأحداث �أن تعترب
نافذة مبجرد التوقيع عليها دون احلاجة �إىل عر�ضها على الربملان للت�صديق عليها �أو قبولها.87
ثانيا ـ عدم ا�شرتاك الربملان يف جميع مراحل م�سطرة �إبرام املعاهدات ،بحيث �أن هذه
الأخرية هي بالدرجة الأوىل من اخت�صا�ص ال�سلطة التنفيذية ،وال تتدخل ال�سلطة الت�رشيعية
�إال يف حلظة الإذن بامل�صادقة .مما يعني �أن ال�سلطة التنفيذية هي التي تقود املفاو�ضات،
وتقرر بداية التزام الدولة من خالل م�سطرة التوقيع .ومن ثم ف�إن هام�ش الربملان يبقى
حمدودا بحيث ال ميكنه �أن «ي�صوت على مواد املعاهدة �أو االتفاقية الدولية ،وال يجوز تقدمي
�أي تعديل ب�ش�أنهما» ،88لأن الأمر يتعلق بت�رصف متفاو�ض ب�ش�أنه .وهو يف الغالب مدعو
�إىل �إعطاء الإذن �أو رف�ضه ملعاهدة �أو اتفاقية تعر�ض �أمامه يف �شكل «مادة فريدة» .وحتى
هذا الإذن تبقى ل�سلطة امل�صادقة� ،أي لرئي�س الدولة ،احلرية يف تفعيله �أو عدم تفعيله� .أكرث
من ذلك ميكنها �أن متار�س امل�صادقة مع �إبراز حتفظات الحقة على �إذن الربملان.89
يتعلق الأمر ببا�سطة بامل�سطرة املتبعة من طرف الربملان يف اعتماد القوانني العادية.
وهي �إن كانت تنطلق باقرتاح القوانني ف�إنها ال تنتهي بالت�صويت عليها ،حيث ينتظر القانون
املعتمد من طرف الربملان خطوات �أخرى ،قبل �أن ي�صدر الأمر بتنفيذه ون�رشه يف اجلريدة
الر�سمية.
�أوال ـ املبادرة باقرتاح القوانني
يتعلق الأمر باتخاذ املبادرة يف الت�رشيع ،وهي تخ�ضع لبع�ض القيود ،كما �أنها تتطلب
اتباع بع�ض الإجراءات املحددة� ،إن يف الوثيقة الد�ستورية �أو يف النظامني الداخليني
ملجل�سي الربملان.
1ـ القيود الواردة على املبادرة الت�رشيعية
لئن كانت املبادرة الت�رشيعية متاحة د�ستوريا بكيفية حرة جلميع الربملانيني ،ف�إنها تخ�ضع
لنوعني من القيود:
1ـ � :1أنها لي�ست حكرا على الربملانيني وحدهم و�إمنا متاحة �أي�ضا للحكومة من خالل
ما يعرف مب�شاريع القوانني ،حيث يعطي الد�ستور «لرئي�س احلكومة ولأع�ضاء الربملان
على ال�سواء حق التقدم باقرتاح القوانني» ،90بل �إن املمار�سة ال�سائدة يف املغرب ،ويف
بلدان �أخرى ،خا�صة ذات النموذج الربملاين �أو �شبه الرئا�سي ،جعلت احلكومة تهيمن
ب�صفة كبرية على املبادرة الت�رشيعية �إىل درجة �ساد معها االعتقاد �أن هذه الأخرية هي
اخت�صا�ص حكومي حم�ض يف بع�ض امليادين .واملثال الوا�ضح على ذلك القوانني التنظيمية
يف املغرب ،التي مل مينع تن�صي�ص الد�ستور على حق الربملان يف املبادرة الت�رشيعية دون
متييز بني القوانني العادية والقوانني التنظيمية ،وكذا حديثه عن «م�شاريع ومقرتحات
القوانني التنظيمية» ،91من معار�ضة احلكومة لتقدمي مقرتحات قوانني تنظيمية ،92كما �سبق
�أن �أ�رشنا �إىل ذلك عند حديثنا عن القوانني التنظيمية.
2ـ :1الإمكانيات املتوفرة للحكومة للتحكم فيها وعرقلتها� ،سواء من خالل «الدفع بعدم
قبول كل مقرتح �أو تعديل ال يدخل يف جمال القانون» ،93ولو �أن للربملان �أن يعرت�ض على
موقف احلكومة عرب اللجوء �إىل حتكيم املحكمة الد�ستورية� ،94أو من خالل حتكمها يف و�ضع
جدول الأعمال ،وفر�ض �أ�سبقية م�شاريع القوانني على مقرتحات القوانني ،وفقا للرتتيب
الذي حتدده احلكومة .95و�أي�ضا من خالل جلوء هذه الأخرية �إىل تقدمي م�شاريع قوانني يف
نف�س الق�ضايا التي يكون الربملان قد بادر بتقدمي مقرتحات قوانني تتعلق بها ،حيث �أظهرت
املمار�سة تفوق احلكومة يف فر�ض �إرادتها على هذا امل�ستوى .96ف�ضال عن ال�صالحية املتاحة
للحكومة ملعار�ضة اال�ستمرار يف املناق�شة والت�صويت على كل مقرتح �أو م�رشوع قانون،
واملطالبة ،بالتايل ،ب�إرجاعه �إىل اللجنة املخت�صة.97
2ـ الإجراءات املتبعة يف املبادرة الت�رشيعية
لكي يت�سنى للمبادرة الت�رشيعية �أن ت�أخذ جمراها الطبيعي ،و�أن ي�صبح ال�رشوع يف
مناق�شتها ممكنا ،يحتاج الأمر �إىل اتباع بع�ض اخلطوات تتمثل �أ�سا�سا يف �رضورة �إيداعها
�أمام املجل�س الذي ينتمي �إليه �صاحب �أو �أ�صحاب املبادرة ،قبل �إحالتها على اللجنة التي
يدخل يف اخت�صا�صها املو�ضوع الذي تتناوله تلك املبادرة الت�رشيعية.
والإيداع يتم بداية �أمام جمل�س النواب ،الذي يعطيه الد�ستور الأ�سبقية يف هذا املجال،98
مع بع�ض اال�ستثناءات التي تفر�ض �إيداع م�شاريع ومقرتحات يف جماالت حمددة بالأولية
يف جمل�س امل�ست�شارين (م�شاريع ومقرتحات القوانني املتعلقة باجلماعات الرتابية وبالتنمية
اجلهوية وبالق�ضايا االجتماعية .99حيث يت�سنى تعميمها على �أع�ضاء املجل�س و�إخبار رئي�س
املجل�س الآخر مب�ضمونها ،وكذا رئي�س احلكومة عندما يتعلق الأمر مبقرتحات القوانني.
مع الإ�شارة هنا �إىل �أن للحكومة ولأع�ضاء الربملان على حد �سواء احلق يف �سحب
املبادرة الت�رشيعية التي تقدموا بها ،و�إن كان �سحب احلكومة مل�شاريع القوانني ميكن �أن يتم
يف �أي مرحلة من مراحل امل�سطرة الت�رشيعية لكن قبل موافقة جمل�س النواب التامة عليها،
بينما يكون حق �أع�ضاء الربملان يف �سحب مقرتحات القوانني مقيدا ب�رضورة الإقدام عليه
قبل القراءة الأوىل ،بحيث �إذا وقع �سحب ذلك املقرتح يف اجلل�سة العامة وعرب ع�ضو �آخر
بالربملان على تبنيه لذلك املقرتح ت�ستمر املناق�شة فيه� .100أ�ضف �إىل ذلك �أن جميع مقرتحات
القوانني التي يكون قد قدمها ع�ضو بالربملان �ألغي انتخابه �أو قدم ا�ستقالته� ،أو �أقيل �أو تويف
�أو جرد من ال�صفة الربملانية لأي �سبب من الأ�سباب ،ت�صبح غري مقبولة ،ما مل يتم تبنيها
997تن�ص املادة 144من النظام الداخلي ملجل�س النواب على ما يلي« :ميكن للمجل�س قبل ال�رشوع يف الت�صويت على
جمموع م�شاريع �أو مقرتحات قوانني� ،أن يقرر مناق�شة ثانية حول جمموع الن�ص �أو جزء منه ،ويتم ذلك �إما
بطلب من احلكومة �أو اللجنة املعنية بدرا�سة الن�ص �أو رئي�س فريق �أو ع�رش �أع�ضاء املجل�س .جتري املناق�شة
الثانية حتما �إذا طلبتها احلكومة �أو اللجنة املخت�صة .يتم �إرجاع الن�صو�ص مو�ضوع املناق�شة الثانية �إىل اللجنة
املخت�صة التي يتعني عليها �أن تقدم تقريرا جديدا .يعترب رف�ض املجل�س للتعديالت املقدمة خالل املناق�شة الثانية
مبثابة ت�أكيد للقرار الذي اتخذه املجل�س خالل املناق�شة الأوىل».
998الفقرة 2من الف�صل 78من د�ستور .2011
999نف�س الفقرة من نف�س الف�صل.
1100املادة 126من النظام الداخلي ملجل�س النواب.
من طرف ع�ضو �آخر يف ظرف زمني ال يتعدى � 48ساعة من تاريخ الإعالن عن �شغور
املقعد.101
ثانيا ـ درا�سة م�شاريع واقرتاحات القوانني
تتوخى درا�سة م�شاريع ومقرتحات القوانني التداول فيها ومناق�شتها ،وعند االقت�ضاء
�إدخال التعديالت عليها ،حتى ت�صبح جاهزة لكي تعتمد ب�صفة نهائية .وهي عملية تتم من
خالل �أربعة مراحل �أ�سا�سية ،تخ�ضع كل منها لإجراءات وتدابري خا�صة يحددها النظامني
الداخليني ملجل�سي الربملان.
1ـ على م�ستوى اللجان الدائمة
�ألزم الد�ستور �رضورة �أن «حتال امل�شاريع واملقرتحات لأجل النظر فيها على جلان ي�ستمر
عملها خالل الفرتة الفا�صلة بني الدورات» ،102حيث يتم التداول داخلها �أي�ضا عرب مراحل،
ووفقا مل�سطرة و�آجال م�ضبوطة ،103تت�ضمن� :أوال ،التقدمي الذي يتم من لذن ممثل احلكومة
بالن�سبة مل�رشوع القانون املحال مبا�رشة �أو بعد املوافقة عليه من لدن املجل�س الآخر� ،أو من لدن
وا�ضع �أو ممثل وا�ضعي مقرتح القانون� ،أو من لدن مقرر اللجنة بالن�سبة ملقرتح قانون حمال
من املجل�س الآخر .ثانيا ،املناق�شة التي تنطلق مبناق�شة عامة للم�رشوع �أو املقرتح ،قبل �أن
يف�سح املجال ملناق�شة الن�ص مادة مادة ،وعند االقت�ضاء بابا بابا �أو ف�صال ف�صال .ثالثا التعديالت
التي تتم بعد االنتهاء من املناق�شة ،حيث تقدم وتناق�ش تعديال تعديال .رابعا ،الت�صويت الذي
ميثل �آخر عملية يف م�سار مرور م�رشوع الن�ص الت�رشيعي على م�ستوى اللجنة املعنية ،ويتم
على كل مادة على حدة ،ثم على ن�ص املادة كما جرى تعديلها� ،أو كما جاءت يف م�رشوع �أو
مقرتح قانون ،ثم على الن�ص الت�رشيعي كامال.
يف هذه امل�سطرة تكون اللجان مقيدة ب�آجال معينة ،حتدد يف 60يوما من تاريخ الإحالة،
�إذ يف حالة انتهاء املدة الأوىل دون متكن اللجنة من الت�صويت على امل�رشوع �أو املقرتح،
ميكن متديد �آجال النقا�ش ملدة ال تزيد عن 30يوما ،وذلك بناء على اقرتاح من رئي�س اللجنة
املعنية ،بعد �أن يكون قد وجه �إىل مكتب املجل�س تقريرا مت�ضمنا لأ�سباب الت�أخري ،وللأجل
اجلديد الذي يراه منا�سبا النتهاء املناق�شة .و�إذا مل ي�سعف هذا الأمد اجلديد بدوره املجل�س يف
احل�سم يف �أمر الن�ص الت�رشيعي ففي هذه احلالة يعر�ض املو�ضوع على ندوة الر�ؤ�ساء ،التي
تعر�ض خال�صات مداوالتها على املجل�س يف جل�سة عامة ليقرر ما يراه منا�سبا حول م�صري
الن�ص املثري للخالف.104
2ـ على م�ستوى اجلل�سات العامة
يعر�ض عليها امل�رشوع �أو املقرتح بعد �أن تكون اللجنة املعنية قد �صادقت عليه وبعد �أن
يكون قد مت ت�سجيله من طرف مكتب املجل�س املعرو�ض عليه يف جدول �أعمال اجلل�سة ،على
�أن يكون هذا امل�رشوع �أو املقرتح م�صحوبا بتقرير اللجنة التي �سبق لها �أن تداولت فيه،
مت�ضمنا �إ�ضافة �إىل الن�ص الأ�صلي للم�رشوع �أو املقرتح ،ملخ�ص املناق�شة العامة والتف�صيلية
للمواد ،مقرتحات التعديالت ،نتائج الت�صويت على التعديالت ،واملواد ،والن�ص الت�رشيعي
برمته ،ف�ضال عن الئحة احل�ضور والغياب ،وعند االقت�ضاء م�ضمون الر�أي اال�ست�شاري
للهيئات وامل�ؤ�س�سات املعنية.105
هذا التقرير هو الذي يكون �أ�سا�س املناق�شة يف اجلل�سة العامة ،التي تنطلق باال�ستماع �إىل
احلكومة بالن�سبة مل�رشع القانون واملقرر املعني من لذن اللجنة املخت�صة فيما يخ�ص مقرتح
القانون املحال من املجل�س الآخر �أو وا�ضع مقرتح القانون �أو من ميثله ،بحيث ال ميكن
بعدها �أن تعر�ض على املناق�شة �أو الت�صويت �أية م�س�ألة �أخرى لها عالقة بهذا امل�رشوع �أو
املقرتح �إال �إذا تعلق الأمر بدفع بعدم قبول الن�ص لتعار�ضه مع مقت�ضيات الد�ستور� ،إذ يف
هذه احلالة يف�سح املجال لتدخل �أحد املوقعني على الدفع واحلكومة ورئي�س �أو مقرر اللجنة
املعنية ،على �أن ت�ؤدي امل�صادقة على الدفع بعدم القبول �إىل رف�ض الن�ص مو�ضوع هذا
الدفع .106قبل �أن تعطى الكلمة للنواب �أو امل�ست�شارين ،ح�سب طبيعة املجل�س املعني ،الذين
�سجلوا �أنف�سهم �ضمن قائمة الراغبني يف امل�شاركة يف املناق�شة العامة.
ي�ؤدي االنتهاء من مناق�شة امل�رشوع �أو املقرتح كما �أحيل على اجلل�سة العامة من طرف
اللجنة التي تولت درا�سته �إىل ف�سح املجال لتقدمي التعديالت التي يقدر النواب �أو امل�ست�شارين
�أهميتها بالن�سبة للن�ص املعرو�ض للمناق�شة .وهي بدورها تكون حمل مناق�شة تتم وفقا
م�سطرة خا�صة عندما يتعلق الأمر بتعديالت متعددة تن�صب على مو�ضوع واحد� .إذ يف
هذه احلالة تتم املناق�شة وفقا لرتتيب معني ،ي�سمح ب�إعطاء الأ�سبقية يف املناق�شة للتعديالت
1104املادة 131من النظام الداخلي من جمل�س النواب ،واملادة 189من النظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين.
1105املادة 190من النظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين.
1106املادة 135من النظام الداخلي ملجل�س النواب.
التي تقدمها فرق املعار�ضة ،تليها تلك التي تقدمها احلكومة ،ثم التعديالت التي يقدمها باقي
الأع�ضاء.107
هذه الإمكانية يف التعديل و�إن كانت م�ضمونة ومتاحة للربملان (بجانب احلكومة) ،ف�إنها
تظل مقيدة ب�أربعة قيود �أ�سا�سية:
1ـ :2عدم جواز تقدمي �أي تعديل يف اجلل�سات العامة �إذا مل يكن ذلك التعديل قد �سبق
تقدميه يف اللجنة التي يهمها الأمر.108
2ـ � :2أن تكون تلك التعديالت معرب عنها كتابة وموقعة من لدن واحد من �أ�صحابها على
الأقل ،ومقدمة داخل اللجنة املخت�صة يف الآجال املقررة.
3ـ � :2رضورة �أن يكون التعديل يدخل يف جمال القانون� ،أي يف جمال اخت�صا�ص
الربملان ،وال ميثل ،بالتايل ،تعديا على االخت�صا�ص التنظيمي للحكومة.
4ـ � :2أال يكون هدف التعديل التخفي�ض من املوارد العمومية� ،أو �إحداث نفقات جديدة
�أو الزيادة يف نفقات موجودة ،و�إن كان هذا القيد يهم ب�صفة خا�صة م�رشوع القانون املايل،
كما �سبق و�أن �أو�ضحنا ذلك بنوع من التف�صيل عند حديثنا عن امل�سطرة املعتمدة ملناق�شة هذا
امل�رشوع.
يعقب االنتهاء من مناق�شة كل م�رشوع �أو مقرتح قانون و�إدخال التعديالت عليه
�إخ�ضاعه للت�صويت .والأ�صل هو �أن الن�صاب املطلوب يف اعتماد م�شاريع ومقرتحات
القوانني ،مبا يف ذلك م�رشوع قانون املالية ،يتمثل يف الأغلبية الب�سيطة للحا�رضين ،مع
وجود ا�ستثناءات حتتاج �إىل ن�صاب قانوين حمدد ،ميكن حتديدها فيما يلي:
■م�شاريع ومقرتحات الن�صو�ص الت�رشيعية املتعلقة باجلماعات الرتابية ،واملجاالت
ذات ال�صلة بالتنمية اجلهوية وال�ش�ؤون االجتماعية ،التي حتتاج العتمادها خالل
الت�صويت النهائي مبجل�س النواب الأغلبية املطلقة لأع�ضائه احلا�رضين.109
■م�شاريع ومقرتحات القوانني التنظيمية ،التي تتطلب امل�صادقة النهائية عليها الأغلبية
املطلقة للأع�ضاء احلا�رضين يف جمل�س النواب� ،أو �أغلبية �أع�ضاء نف�س املجل�س عندما
يتعلق الأمر مب�رشوع �أو مقرتح قانون تنظيمي يخ�ص جمل�س امل�ست�شارين� ،أو
اجلماعات الرتابية.110
■م�شاريع ومقرتحات تعديل الن�صو�ص الد�ستورية ،حيث تتطلب املقرتحات التي يتقدم
بها ع�ضو �أو �أكرث من �أع�ضاء جمل�سي الربملان الت�صويت عليها ب�أغلبية ثلثي الأع�ضاء
يف كل جمل�س ،111يف حني تتطلب امل�شاريع الت�صويت عليها بنف�س الأغلبية لكن يف
جل�سة م�شرتكة بني جمل�سي الربملان.112
مع الإ�شارة هنا �إىل �أن امل�سطرة املتبعة يف امل�صادقة على م�شاريع ومقرتحات القوانني يف
اجلل�سة العامة ،تطرح مالحظتني �أ�سا�سيتني:
الأوىل تتعلق بكونها قد ال ت�سري دائما �إىل نهايتها بل تكون مهددة بالتوقف يف عدد من
احلاالت ميكن حتديدها فيما يلي:
-الدفع بعدم قبول م�رشوع �أو مقرتح قانون لتعار�ضه مع مقت�ضى �أو �أكرث من
الد�ستور ،بحيث ت�ؤدي امل�صادقة عليه من طرف الربملان �إىل رف�ض الن�ص مو�ضوع هذا
الدفع ،كما �أ�رشنا �إىل ذلك من قبل.
-الدفع بعدم قبول كل مقرتح �أو تعديل ال يدخل يف اخت�صا�ص ال�سلطة الت�رشيعية،
بحيث �أن �إقدام احلكومة على حتريك هذه الإمكانية املتاحة لها د�ستوريا ،113و�إ�رصار
الربملان على موقفه ي�ؤدي �إىل �إحالة اخلالف �إىل املحكمة الد�ستورية ،التي يكون موقفها
حا�سما يف امل�صري الذي ينتظر هذا املقرتح.
-طلب �إجراء مناق�شة ثانية حول جمموع الن�ص �أو جزء منه .هذا الإجراء و�إن كان
القانون يتيحه لعدد من اجلهات (احلكومة ،اللجنة املعنية بدرا�سة الن�ص ،رئي�س فريق،
وع�رش �أع�ضاء املجل�س) ،ف�إنه ال يكون �إجباريا �إال يف احلالة التي يطلب فيها من طرف
احلكومة �أو اللجنة املخت�صة ،114بينما يتوقف الطلب املقدم يف هذا ال�ش�أن من طرف رئي�س
فريق وع�رش �أع�ضاء املجل�س على موقف هذا الأخري منه هل يقبله �أم يرف�ضه؟ .115و�سواء
قدم الطلب من طرف احلكومة �أو اللجنة �أو من طرف جهات �أخرى (رئي�س الفريق وع�رش
1110الف�صل 85من د�ستور .2011
1111الف�صل 173من د�ستور .2011
1112الف�صل 174من د�ستور .2011
1113الف�صل 79من د�ستور .2011
1114املادة 144من النظام الداخلي ملجل�س النواب.
1115املادة 137من النظام الداخلي ملجل�س النواب.
�أع�ضاء املجل�س) وقبله املجل�س ف�إنه ي�ؤدي �إىل �إعادة الن�ص �إىل اللجنة املعنية ،التي يتعني
عليها �أن تقدم تقريرا جديدا يف �ش�أنه.116
� -إرجاع مادة �أو �أكرث من الن�ص مع التعديالت املتعلقة بها �إىل اللجنة املعنية بدرا�ستها
لكي تعيد التمعن فيها ،وهو �إجراء يتم من طرف رئي�س املجل�س ،وي�ستهدف بالأ�سا�س
�ضمان ح�سن �سري املناق�شات ،117خا�صة يف احلالة التي تكون فيها تلك املادة �أو املواد حمط
خالف حاد بني مكونات الربملان قد يهدد بعرقلة امل�صادقة على م�رشوع الن�ص.
�أما الثانية ،فتتعلق بكونها ال تتم دائما بنف�س الكيفية ،بحيث ميكن للربملان �أن يتبع ما
يعرف ب�أ�سلوب امل�صادقة املخت�رصة ،و�إن كانت املقت�ضيات املتعلقة بها يف النظام الداخلي
ملجل�س النواب والنظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين قد ظلت جممدة ،بحيث مل ي�سبق �أن مت
اللجوء �إىل ا�ستعمالها .وهي م�سطرة تطلب خالل ندوة الر�ؤ�ساء من لدن رئي�س املجل�س �أو
احلكومة �أو رئي�س اللجنة املخت�صة �أو رئي�س فريق ،وال تقبل �إال �إذا كان الن�ص املعني مل
يدر�س بعد من طرف اللجنة املعنية �أو كان الطلب قد قدم من طرف رئي�س اللجنة املخت�صة
بعد ا�ست�شارتها .كما �أن �إمكانية االعرتا�ض عليها تظل قائمة� ،سواء �أثناء انعقاد ندوة
الر�ؤ�ساء �أو بعد الإعالن عنها� ،رشيطة �أن يتم ذلك داخل �أجل ال يتعدى ال�ساعة ال�ساد�سة
م�ساء ع�شية يوم املناق�شة على �أبعد تقدير ،بحيث ي�ؤدي هذا االعرتا�ض �إىل �إخ�ضاع الن�ص
ملقت�ضيات امل�سطرة العادية املعتمدة ملناق�شة م�شاريع ومقرتحات الن�صو�ص الت�رشيعية يف
اجلل�سة العامة.
هذا الأ�سلوب يف املناق�شة ينطلق ب�إعطاء الكلمة ملقرر اللجنة املخت�صة ملدة زمنية وجيزة
جدا (ع�رش دقائق على �أبعد تقدير) ،ثم ملقرر �أو مقرري اللجان املطلوب منها �إبداء ر�أيها يف
املو�ضوع ملدة �أكرث �إيجازا (خم�س دقائق لكل واحد منهم) ،قبل �أن يتم عر�ض الن�ص على
الت�صويت ،و�إن كان اللجوء �إىل هذا الإجراء الأخري يختلف بح�سب وجود �أو عدم وجود
تعديالت على الن�ص اخلا�ضع لهذا الأ�سلوب من امل�صادقة:
■ يف حالة عدم وجود تعديالت على الن�ص يعر�ض الن�ص بكامله على الت�صويت.
■ يف حالة وجود تعديالت يعلن الرئي�س فقط عن املواد التي ت�شملها التعديالت ،وال
يتناول الكلمة بخ�صو�ص كل تعديل �إال �صاحب التعديل �أو ع�ضو من فريقه ،ف�ضال
عن احلكومة ورئي�س �أو مقرر اللجنة املخت�صة ،ومتكلم معار�ض ومتكلم م�ؤيد .كما ال
1116املادة 144من النظام الداخلي ملجل�س النواب.
1117املادة 139من النظام الداخلي ملجل�س النواب.
يعر�ض على الت�صويت �إال التعديالت واملواد التي تن�صب عليها وم�رشوع �أو مقرتح
القانون بكامله.
3ـ على م�ستوى املجل�س الآخر
بالنظر �إىل �أن الد�ستور يفر�ض �أن يتم التداول من طرف الربملان يف كل م�رشوع �أو
مقرتح قانون بغية التو�صل �إىل امل�صادقة على ن�ص واحد ،118ف�إن موافقة املجل�س الذي
�أحيل عليه الن�ص �أول مرة (جمل�س النواب مع بع�ض اال�ستثناءات) يفر�ض عر�ضه على
املجل�س الآخر ،بحيث تنطلق امل�سطرة الت�رشيعية من جديد وبنف�س الكيفية التي متت بها يف
املجل�س الأول ،مع وجود اختالف يف بع�ض التفا�صيل التي يحددها النظام الداخلي لكل
جمل�س.
على هذا الأ�سا�س يتم �إيداع امل�رشوع �أو املقرتح يف مكتب املجل�س ،حتى يت�سنى عر�ضه
على اللجنة املخت�صة ،التي تتداول فيه وت�صادق عليه ،قبل �أن حتيله هي كذلك على اجلل�سة
العامة ،التي حتدد موقفها منه ،لكي يكون جاهزا لعر�ضه من جديد على املجل�س الذي �سبق
له �أن تداول فيه �أول مرة:
1ـ :3جمل�س امل�ست�شارين يف احلالة التي تكون فيها امل�سطرة الت�رشيعية قد انطلقت منه،
حتى يديل بر�أيه يف التعديالت التي يكون قد �أدخلها جمل�س النواب على الن�ص كما متت
املوافقة عليه �أول مرة� ،إذ مبقت�ضى مبد�أ التداول يكون من حقه �أن يديل بر�أيه يف تلك
التعديالت .لكن ال يعرف ما �إذا كان موقفه يف هذه احلالة �سيقت�رص على قبولها �أو رف�ضها،
�أم �سيكون من حقه �إدخال تعديالت جديدة على مواد مل يعدلها جمل�س النواب يف قراءته
الأوىل للن�ص ،على اعتبار �أن هذا الن�ص يفرت�ض فيه �أن يحال من جديد على جمل�س
النواب ،وبالتايل �سيكون له هو الآخر ،انطالقا من مبد�أ التداول ،ر�أي يف هذه التعديالت
اجلديدة التي �أدخلها جمل�س امل�ست�شارين يف �إطار قراءته الثانية للن�ص.
2ـ :3جمل�س النواب يف احلالة التي يكون فيها هذا الأخري هو الذي تداول يف الن�ص
�أول مرة لكي يقول كلمته يف التعديالت التي يكون �أع�ضاء جمل�س امل�ست�شارين قد �أدخلوها
على الن�ص كما �صوت عليه جمل�س النواب ،دون يكون من حقه �إدخال تعديالت جديدة،
على اعتبار �أن ذلك �سيفر�ض �إحالة الن�ص من جديد على جمل�س امل�ست�شارين حتى ال ي�ضيع
حق هذا الأخري يف �إبداء الر�أي يف املو�ضوع كما يقت�ضي ذلك مبد�أ التداول ،وفقا للر�أي
الذي �سبق �أن عرب عنه املجل�س الد�ستوري وهو يقر بتنايف �إدخال جمل�س النواب لتعديالت
على م�رشوع القانون التنظيمي للمالية خالل القراءة الثانية مع قاعدة التداول بني جمل�سي
الربملان املقررة د�ستوريا.119
لكن ال�س�ؤال الذي يطرح يتعلق مب�صري امل�سطرة الت�رشيعية بعد القراءة الثانية .هل
�سي�ستمر املجل�سان يف التداول يف الن�ص �إىل حني الو�صول �إىل اتفاق موحد بينهما عمال مبا
يعرف بـ«الت�رشيع املكوكي»� ،أم �أن هذه امل�سطرة تنقطع بـ«الكلمة النهائية» التي يعطيها
الد�ستور ملجل�س النواب ،وفقا ملا �سارت عليه املمار�سة املتبعة منذ �صدور د�ستور 2011؟
هذا ال�س�ؤال يحيلنا �إىل �أحد �أكرث الق�ضايا التبا�سا وغمو�ضا يف الوثيقة الد�ستورية ل�سنة ،2011
وهي التي �سنتوقف عندها يف العن�رص املوايل الذي �سنخ�ص�صه ل�رشح املعنى الذي تتخذه
«الكلمة النهائية» املخولة ملجل�س النواب مبقت�ضى الف�صل 84من الد�ستور املذكور.
4ـ يف �إطار القراءة الثانية
لئن كان د�ستور 1996قد جعل م�سطرة التداول بني جمل�سي الربملان مفتوحة ال تنتهي
�إال بو�صولهما �إىل اتفاق على ن�ص واحد ،مع ف�سح املجال للحكومة للتدخل ،يف حالة
اال�ستعجال ،عرب فر�ض ت�شكيل جلنة م�شرتكة يكون من مهامها ت�سهيل القيام بهذه املهمة،
اجته د�ستور 2011نحو اعتماد م�سطرة تبدو خمتلفة ن�سبيا ،من جهة عندما مل يعتمد �صيغة
«اللجنة امل�شرتكة» ،التي كانت موجودة يف الد�ستور ال�سابق ،ومن جهة �أخرى عندما
�أعطى ملجل�س النواب �صالحية الت�صويت النهائي على الن�ص الذي مت البث فيه .120لكن
املقت�ضيات التي ت�ضمنها كانت جد ملتب�سة ،وف�سحت املجال جلدال قانوين وفقهي بني ر�أيني
�أ�سا�سيني ،لكل واحد منهما منطلقاته ودوافعه:
ـ الر�أي الأول ،يعترب �أن تخويل الد�ستور ملجل�س النواب «الت�صويت النهائي» على
الن�ص الذي مت البث فيه ،ال يهم �إال ن�صو�ص قانونية تتعلق مبجاالت حمددة ،ويتطلب
الت�صويت عليها التوفر على ن�صاب قانوين لي�س هو املطلوب يف باقي الن�صو�ص القانونية،
هي التي ح�رصتها الفقرة الثانية من الف�صل 84يف «القوانني املتعلقة باجلماعات الرتابية»
و«القوانني املرتبطة باملجاالت ذات ال�صلة بالتنمية اجلهوية» و«القوانني املت�صلة بال�ش�ؤون
� 1119أنظر قرار املجل�س الد�ستوري رقم ،14 /950اخلا�ص مبراقبة مدى د�ستورية القانون التنظيمي رقم 130.13
لقانون املالية.
1120الف�صل 84من د�ستور .2011
االجتماعية» .121فالن�صو�ص القانونية التي من هذا النوع هي التي تنطبق عليها ،بناء على
هذا الر�أي ،هذه امل�سطرة املخت�رصة للت�رشيع� ،أما باقي الن�صو�ص القانونية ،ويف مقدمتها
القوانني التنظيمية ،فهي تقع خارج دائرة هذه امل�سطرة ،وتخ�ضع بالتايل ملقت�ضيات الفقرة
الأوىل من نف�س الف�صل ،التي تفر�ض التداول بني جمل�سي الربملان بالتتابع يف كل م�رشوع
�أو مقرتح قانون بغية التو�صل �إىل امل�صادقة على ن�ص واحد.
مبعنى �آخر ،ف�إن �أ�صحاب هذا الر�أي ينطلقون من �أن الد�ستور يكر�س م�سطرتني
للت�رشيع ،واحدة خمت�رصة تهم ن�صو�ص قانونية حمددة على �سبيل احل�رص ،هي التي
ذكرناها من قبل ،و�أخرى ممتدة ال يوقفها �إال اتفاق املجل�سني على ن�ص واحد ،هي التي
تهم باقي الن�صو�ص الت�رشيعية املندرجة يف �إطار جمال القانون ،و�إن كان افرتا�ض هذا
الر�أي لوجود م�سطرة ت�رشيعية مفتوحة ي�صطدم مب�أزق �إمكانية حتول الت�رشيع �إىل عملية
مملة مع ا�ستمرار اخلالف قائما ملدة طويلة بني املجل�سني ،وجتاهل الد�ستور الن�ص على �آلية
معينة لو�ضع حد لهذا اخلالف مثلما كان الأمر قائما يف ظل الد�ستور ال�سابق.
ـ الر�أي الثاين ،يذهب خالف ذلك لي�ؤكد �أن الد�ستور �إذا كان قد فر�ض فعال التداول
بني املجل�سني يف كل م�رشوع �أو مقرتح قانون بغر�ض الو�صول �إىل اتفاق على ن�ص
واحد ،ف�إن ذلك ال يعني �أنه �أبقى على م�سطرة «الت�رشيع املكوكي» ،التي كانت قائمة يف
ظل الد�ستور ال�سابق ،بل �إن امل�سطرة الت�رشيعية �أ�ضحت مقيدة بتدخل جمل�س النواب لكي
يح�سم بكيفية نهائية يف كل ن�ص ت�رشيعي جرى التداول ب�ش�أنه يف املجل�سني ،كيفما كان نوعه
�أو طبيعة املجال الذي ينظمه.
و�إذا كانت الفقرة الثانية من الف�صل ،84يف تقدير �أ�صحاب هذا الر�أي ،قد فر�ضت
بع�ض ال�شكليات يف امل�سطرة املتبعة يف ت�صويت جمل�س النواب على ن�صو�ص معينة (ن�صاب
قانوين خمتلف) ،ف�إن ذلك مل يكن ي�ستهدف �إقامة متييز بني م�سطرتني ت�رشيعيتني ،م�سطرة
مفتوحة و�أخرى مقيدة ،مثلما يعتقد املدافعون عن الر�أي الأول ،و�إمنا كان الهدف هو
الت�أكيد على االمتياز الذي �أعطي للن�صو�ص القانونية املنظمة للمجاالت الثالثة املذكورة
باعتبارها تعر�ض بالأ�سبقية على جمل�س امل�ست�شارين .فبما �أن امل�سطرة الت�رشيعية بخ�صو�ص
هذه الن�صو�ص تنطلق �أوال ،وب�صفة ا�ستثنائية ،من جمل�س امل�ست�شارين ،بالنظر الرتباط
م�ضمونها بطبيعة تركيبة هذا الأخري ،فقد اقت�ضى امل�رشع الد�ستوري �أن يرفع من قيمتها يف
1121بخ�صو�ص هذا الر�أي ميكن الرجوع مثال �إىل مقال م�صطفى قلو�ش« ،ال�سقطة الكربى للمجل�س الد�ستوري يف
قانون مالية ،»2014املن�شور باجلريدة االلكرتونية «ه�سربي�س» ،بتاريخ 27فرباير .2014
جمل�س النواب عرب فر�ض ن�صاب خا�ص لت�صويته عليها .لذلك ،وجب �أن تقر�أ مقت�ضيات
الفقرة الثانية والأخرية من الف�صل امل�شار �إليه ،لي�س على �ضوء الفقرة الأوىل من الف�صل
الأول ،و�إمنا على �ضوء الفقرة الثانية من الف�صل 78من الد�ستور ،الذي يفر�ض �إيداع
م�شاريع القوانني بالأ�سبقية على جمل�س النواب ،وي�ستثني منها تلك املتعلقة باجلماعات
الرتابية ،وبالتنمية اجلهوية ،وبالق�ضايا االجتماعية ،التي يعود �أمر التداول يف �ش�أنها
بالأ�سبقية ملجل�س امل�ست�شارين.
هذا الر�أي الأخري هو الذي اتبع يف املمار�سة الت�رشيعية منذ �صدور د�ستور ،2011حيث
اعتاد الربملان على اتباع «م�سطرة ت�رشيعية خمت�رصة» يف جميع الن�صو�ص الت�رشيعية
التي تعر�ض عليه ،مبا يف ذلك القوانني التنظيمية ،حيث تكر�س «حق» جمل�س النواب
يف الت�صويت النهائي ،على جميع م�شاريع ومقرتحات الن�صو�ص الت�رشيعية بعد �أن يكون
قد جرى التداول فيها يف املجل�سني ،بل �إنه يف بع�ض احلاالت كان جمل�س النواب يعطي
لنف�سه احلق يف �إدخال تعديالت على ن�صو�ص ت�رشيعية دون �أن يت�سنى ملجل�س امل�ست�شارين
الإمكانية لكي يتداول فيها هو الآخر.
هذا الر�أي هو نف�سه الذي كر�سه املجل�س الد�ستوري لدى مراقبته لد�ستورية م�رشوع
قانون املالية ل�سنة ،2014حينما �أكد اخت�صا�ص جمل�س النواب يف البث ب�صفة نهائية يف هذا
امل�رشوع� ،إعماال للحق املخول له مبوجب الفقرة الأخرية من الف�صل ،122 84و�إن كان
اعرتا�ضه على ال�شكليات والإجراءات املتبعة يف اعتماد القانون التنظيمي لقانون املالية،
وخا�صة �إقدام جمل�س النواب خالل القراءة الثانية على �إدخال تعديالت جديدة دون �إحالتها
على جمل�س امل�ست�شارين ،واعتبار ذلك منافيا لقاعدة التداول بني جمل�سي الربملان املقررة
د�ستوريا ،123قد زادت الغمو�ض غمو�ضا حول حقيقة امل�سطرة الت�رشيعية التي اعتمدها
امل�رشع الد�ستوري يف ظل د�ستور .2011بحيث يفهم من هذا القرار �أن امل�سطرة الت�رشيعية
غري حم�صورة عند القراءة الثانية للن�ص من طرف جمل�س النواب بعد �أن يكون جمل�س
امل�ست�شارين قد تداول فيه ،مادام قد اعرت�ض على التعديالت التي �أدخلها جمل�س النواب
عندما �أعيد �إليه الن�ص الذي �سبق له التداول فيه ،بدعوى �أنه كان عليه �أن يحيله من جديد
على املجل�س الآخر .ال�شيء الذي يتعار�ض مع املمار�سة الت�رشيعية التي اتبعت من قبل،
� 1122أنظر قرار املجل�س الد�ستوري رقم ،13/931اخلا�ص مبراقبة مدى د�ستورية م�رشوع قانون املالية ل�سنة
.2014
� 1123أنظر قرار املجل�س الد�ستوري رقم ،14 /950اخلا�ص مبراقبة مدى د�ستورية القانون التنظيمي رقم 130.13
لقانون املالية.
والتي �سبق للمجل�س الد�ستوري �أن زكاها ،ويقوي االعتقاد ال�سائد لدى القائلني ب�أن ن�ص
الف�صل 84من الد�ستور ،وحتديدا فقرته الأوىل ،الزال يكر�س م�سطرة الت�رشيع املكوكي.
لكن هذا الغمو�ض الذي يكتنف الن�ص الد�ستوري على هذا امل�ستوى ،و�إن كان بدون
�شك يعطي م�رشوعية وم�صداقية للر�أي الأول ،ف�إنه ال مينع ،مع ذلك ،من القول �إن
الر�أي الثاين يبقى �أقرب يف التعبري عن نية امل�رشع الد�ستوري ،حتى مع �إدراك �أن اعتماد
هذا التف�سري يثري الت�سا�ؤل حول دور جمل�س امل�ست�شارين يف امل�سطرة الت�رشيعية ،وما �إذا
كانت «الكلمة النهائية» املخولة ملجل�س النواب تعطيه حق االعرتا�ض على كل ما ميكن �أن
ي�صدر عن املجل�س الآخر ،و�أن ال يقبل منه �إال ما يرت�ضيه ويقدر �أنه ميكن �أن ي�شكل �إ�ضافة
للعمل الت�رشيعي الذي قام به هو.
نرجح هذا الر�أي لي�س فقط لتقديرنا �أنه لي�س من املنطقي وال من املعقول �أن تظل
امل�سطرة الت�رشيعية مفتوحة ،ويتوقف انتهاء م�سارها على و�صول املجل�سني �إىل اتفاق،
الذي قد يكون يف بع�ض الأحيان متعذرا �إن مل يكن م�ستحيال ،و�إمنا �أي�ضا لأن ربط
مقت�ضيات الف�صل 84مبقت�ضيات ف�صول �أخرى من الد�ستور ،بل وبالنقا�ش ال�سيا�سي الذي
�صاحب التح�ضري لهذا الأخري ،وتوجه معظم مذكرات الإ�صالح الد�ستوري املقدمة من
لدن الأحزاب ال�سيا�سية نحو تقلي�ص دور جمل�س امل�ست�شارين يف العملية الت�رشيعية ،تبني
�أن �إرادة امل�رشع الد�ستوري كانت تتجه نحو حتجيم دور هذا املجل�س ،كما هو وا�ضح يف
تقلي�ص عدد �أع�ضائه ،وجتريده من بع�ض الأدوات الرقابية التي كان ميتلكها من قبل،
و�ضمن جماالت هذا التحجيم �إعطاء املجل�س املنتخب بطريقة مبا�رشة �سلطة البت النهائي
يف الن�صو�ص الت�رشيعية ،و�إن كان امل�رشع الد�ستوري مل يوفق مبا فيه الكفاية يف التعبري
عن �إرادته هذه ،وخانته ال�صياغة حتت �ضغط احليز الزمني الذي كان حمددا له لتح�ضري
م�رشوع ن�ص د�ستوري برهانات �سيا�سية كبرية.
ب ـ امل�سطرة املتبعة بعد املرحلة الربملانية
لئن كان الت�صويت على م�شاريع ومقرتحات القوانني هو الذي يجعلها قابلة لأن ي�صدر
الأمر بتنفيذها من قبل امللك ،ف�إن هناك �أمرين ي�ؤديان �إىل وقف �رسيان �أجل �إ�صدار هذا
الأمر ،وبالتايل يحوالن دون �أن ي�صبح هذا القانون نهائيا ،وجاهزا لن�رشه يف اجلريدة
الر�سمية حتى يت�سنى له دخول حيز التنفيذ.
تظل الرقابة على د�ستورية القوانني ذات �أهمية خا�صة يف دولة القانون ،حيث ت�ستمد
�أهميتها من �أهمية الد�ستور نف�سه .فبالنظر �إىل �أنه يحدد �سلطات الدولة ويبني اخت�صا�صاتها،
ويفر�ض بالتايل عليها �أن تخ�ضع له و�أن ال تخرج عنه ،و�أن جتري �أعمالها وت�رصفاتها
مبا ال يخالف �أحكامه ،فقد حر�صت النظم الد�ستورية احلديثة على كفالة الرقابة على العمل
الت�رشيعي ال�صادر عن ال�سلطة الت�رشيعية.
لذلك ،ف�إذا ما ا�ستثنينا دوال حمدودة جدا ،مثل هولندا وبريطانيا ،التي مل ت�أخذ بها،
ف�إنها تظل قا�سما م�شرتكا بني جميع الدول ،و�إن كانت اخليارات املتبعة على هذا امل�ستوى
لي�ست مت�شابهة يف جميع التجارب الدولية ،حيث اختلفت الد�ساتري يف �إتباع الطريقة التي
حتقق بها هذه الرقابة ،و�سلكت يف هذا املجال �سبال متنوعة� ،سواء من حيث طبيعة اجلهة
التي تتوالها (�سيا�سية �أم ق�ضائية) �أو نوعية القوانني التي تخ�ضع لها (القوانني العادية �أم
القوانني التنظيمية �أم هما معا) �أو توقيت �إعمالها (رقابة �سابقة ،رقابة الحقة).
وقد اعتمد املغرب الرقابة على د�ستورية القوانني منذ د�ستور ،1962لكنها ظلت تقت�رص
على القوانني التنظيمية ،التي كان الد�ستور املذكور والد�ساتري الالحقة عليه تن�ص على
عدم �إمكانية �إ�صدار الأمر بتنفيذها �إذا مل يت�سن التحقق من مدى تطابق م�ضامينها مع �أحكام
الد�ستور ،124قبل �أن ي�أتي د�ستور 1992ليخ�ضع لها �أي�ضا القوانني العادية ،و�إن كان قد
ترك �أمر اللجوء �إليها اختياريا ،بحيث ميكن للجهات التي �أعطاها حق الإحالة على اجلهاز
املعني بالرقابة (املجل�س الد�ستوري) اللجوء �إليها �أو ال .ال�شيء الذي كان يرتك الإمكانية
ل�صدور قوانني عن الربملان وهي خمالفة لأحكام الد�ستور.
و�إذا كان هذا االجتاه قد تكر�س ب�شكل �أكرث و�ضوحا يف د�ستور ،1996ف�إن املقت�ضيات
التي ت�ضمنها د�ستور 2011جاءت ب�أربعة متغريات �أ�سا�سية يف هذا املجال:
1ـ تعوي�ض املجل�س الد�ستوري باملحكمة الد�ستورية يف القيام مبهمة الرقابة على
د�ستورية القوانني ،مبا كان لهذا التغيري من ت�أثري وانعكا�س على م�ستوى طبيعة الرقابة
املعتمدة .بحيث �إذا كان هذا االنتقال ،بالت�أكيد ،مل ينقلنا �إىل الرقابة الق�ضائية على الطريقة
الأمريكية ،خا�صة يف ظل الرتكيبة غري الق�ضائية للمحكمة الد�ستورية ويف ظل عدم
�إناطتها باملحاكم العادية ،ف�إنه مل يبقينا يف �إطار الرقابة ال�سيا�سية التي كان يكر�سها املجل�س
الد�ستوري ،على اعتبار �أن هذه الأخرية كانت رقابة �سابقة على �صدور القوانني ،بينما
�أ�صبحت يف ظل د�ستور 2011رقابة �سابقة والحقة يف ظل اعتماد ما يعرف برقابة الدفع
بعدم الد�ستوري.
2ـ تقلي�ص الن�صاب القانوين املطلوب يف حتريك الرقابة على د�ستورية القوانني العادية
من جانب �أع�ضاء الربملان ،بحيث �أ�صبح ب�إمكان خم�س �أع�ضاء جمل�س النواب و�أربعني
ع�ضوا مبجل�س امل�ست�شارين� ،125إىل جانب امللك ورئي�س احلكومة ورئي�س جمل�س النواب
ورئي�س جمل�س امل�ست�شارين� ،إحالة قانون �صادق عليه الربملان على الق�ضاء الد�ستوري.
ال�شيء الذي و�سع من فر�ص الأقلية الربملانية ال�ستثمار هذه الآلية يف مواجهة الأغلبية
الربملانية ،بعدما كان هذا الأمر متعذرا يف ظل ال�صعوبات التي كانت جتدها تلك الأقلية
للح�صول على التوقيعات املطلوبة.
3ـ تخويل �إمكانية الطعن يف القوانني غري الد�ستورية للمواطنني من خالل �إقرار ما
يعرف بالدفع بعدم الد�ستورية ،التي تتيح الإمكانية لكل طرف يف دعوى معرو�ضة �أمام
حماكم اململكة للطعن يف عدم د�ستورية القانون الذي تريد املحكمة تطبيقه عليه .بحيث
يكون قا�ضي املو�ضوع ملزما ب�إحالة القانون مو�ضوع الطعن على املحكمة الد�ستورية
لفح�ص مدى د�ستوريته .هذه الرقابة ،التي اعتمدت يف عدد من التجارب الدولية مبا فيها
تلك التي تتبنى �أ�سلوب الرقابة ال�سيا�سية مثل فرن�سا ،126تبقى ذات �أهمية خا�صة لي�س فقط
لأنها تعد �ضمانة �أ�سا�سية ل�صيانة احلقوق واحلريات و�إمنا �أي�ضا لأنها ت�سمح ب�إمكانية معاجلة
بع�ض عيوب الإحالة االختيارية للقوانني العادية (ما ترتكه من جمال ل�صدور قوانني غري
د�ستورية ) ،خا�صة و�أن �إقرار املحكمة الد�ستورية بعدم د�ستورية بع�ض بنود القانون
مو�ضوع الطعن ي�ؤدي �إىل ن�سخها و�إلغائها ولي�س فقط االمتناع عن تطبيقها ،كما هو الأمر
يف رقابة االمتناع املتبعة يف بع�ض التجارب الدولية ،التي ت�أخذ بنظام الرقابة الق�ضائية
على د�ستورية القوانني ،ويف مقدمتها الواليات املتحدة الأمريكية.127
4ـ تو�سيع اخت�صا�ص املحكمة الد�ستورية يف جمال مراقبة د�ستورية القوانني لكي
ي�شمل� ،إىل جانب القوانني التنظيمية والقوانني العادية والنظام الداخلي ملجل�س النواب
والنظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين ،الأنظمة الداخلية للم�ؤ�س�سات الد�ستورية املنظمة
مبقت�ضى قوانني تنظيمية ،على نحو ما جاء يف اجتهاد للمجل�س الد�ستوري ،الذي �أقر من
1125الف�صل 132من د�ستور .2011
� 1126أ�صبح ين�ص عليها الد�ستور الفرن�سي يف (املادة )1- 61انطالقا من التعديل الذي �أدخل عليه �سنة 2008
� 1127أنظر قرار املجل�س الد�ستوري رقم � 14 /932صادر بتاريخ 30يناير .2014
خالله �صالحية املحكمة املذكورة البث يف د�ستورية النظام الداخلي للمجل�س االقت�صادي
واالجتماعي والبيئي ،م�ستندا يف ذلك على مقت�ضيات الفقرة الأوىل من الف�صل 132من
الد�ستور ،التي تن�ص على �أن املحكمة الد�ستورية متار�س االخت�صا�صات امل�سندة �إليها
بف�صول الد�ستور وب�أحكام القوانني التنظيمية.
ثانيا ـ طلب القراءة اجلديدة
كما هو الأمر بالن�سبة لعدد من التجارب الدولية ،التي تتيح الإمكانية للجهة �صاحبة
االخت�صا�ص يف �إ�صدار الأمر بتنفيذ القوانني مبمار�سة حق االعرتا�ض على الت�رشيعات
ال�صادرة عن الربملان ،128كر�ست الد�ساتري املغربية هذه الإمكانية من خالل طلب القراءة
اجلديدة التي ميار�سها امللك يف �ش�أن كل م�رشوع �أو مقرتح قانون بعد �أن يكون هذا الأخري
قد مت الت�صويت عليه ب�صفة نهائية من طرف الربملان مبجل�سيه .وهي القراءة التي تطلب
بخطاب ،وال ميكن �أن ترف�ض ،129و�إن كان اختفاء بع�ض املقت�ضيات التي كان يت�ضمنها
الد�ستور ال�سابق ،خا�صة تلك التي كانت تعطي للملك �إمكانية اللجوء �إىل اال�ستفتاء ،بوا�سطة
ظهري ،يف �ش�أن كل م�رشوع �أو مقرتح قانون بعد �أن يكون امل�رشوع �أو املقرتح قد قر�أ
قراءة جديدة ،كما تعطي للربملان اخليار بني �إقرار �أو رف�ض امل�رشوع �أو املقرتح يف
القراءة اجلديدة ب�أغلبية ثلثي الأع�ضاء الذين يت�ألف منهم كل جمل�س ،130قد ترتبت عليه
نتيجتني:
1ـ �سقوط حق امللك يف �إمكانية توظيف �آلية اال�ستفتاء يف مواجهة الن�صو�ص الت�رشيعية
التي توىل الربملان قراءتها قراءة جديدة ،وفقدانه بالتايل لإمكانية �إ�ضافية كانت ت�سمح له
بتقييد �إرادة الربملان واحلد من �سلطاته يف جمال الت�رشيع .وبالتايل �أ�صبحت نتيجة الت�صويت
الذي يتم على م�ستوى امل�ؤ�س�سة الت�رشيعية ملزما للملك ،وال ميلك �إزاءه �أية و�سيلة �أخرى
ملواجهته عندما يكون غري متوافق مع ما ت�ضمنه م�ضمون طلب القراءة اجلديدة ومالحظات
امللك على الن�ص الأ�صلي الذي �صادق عليه الربملان.
2ـ عدم حاجة الربملان لن�صاب قانوين خا�ص للت�صويت على م�شاريع ومقرتحات
الن�صو�ص اخلا�ضعة مل�سطرة القراءة اجلديدة حتى ت�صبح نهائية ،ويكون امللك ملزما
ب�إ�صدار الأمر بتنفيذها ،اللهم �إال �إذا كانت نوعية الن�ص تتطلب �أ�صال ن�صابا خا�صا �أثناء
التداول ب�ش�أنها خالل مرحلة التداول العادي ،كما هو الأمر بالن�سبة للقوانني التنظيمية،
1128غالبا ما تكون تلك اجلهة هي رئي�س الدولة لذلك ي�سمى بحق االعرتا�ض الرئا�سي.
1129الف�صل 95من د�ستور .2011
1130الف�صل 69من د�ستور .1996
والقوانني التي تتعلق باجلماعات الرتابية ،وبالتنمية اجلهوية وبالق�ضايا االجتماعية ،التي
يفر�ض الد�ستور الت�صويت عليها يف جمل�س النواب ب�أغلبية تختلف عن تلك املعتمدة يف
الت�صويت على باقي الن�صو�ص الت�رشيعية.
مع الإ�شارة �إىل �أنه حتى يف ظل هذا التحول الذي طر�أ على مو�ضوع القراءة اجلديدة
ي�صعب على الربملان عدم م�سايرة ر�أي امللك ،وجتاهل املقرتحات املت�ضمنة يف طلب
القراءة اجلديدة� ،سيما عندما يكون امللك يتوفر على «�سالح احلل» يف مواجهة الربملان.
ورمبا لي�س �صدفة �أن يكون يف الد�ستور الف�صل الذي يعطي للملك حق حل الربملان (ف
)96يلي مبا�رشة الف�صل الذي يتحدث عن طلب القراءة اجلديدة (ف .)95كما لو �أنه يذكر
الربملان بامل�صري الذي ينتظره يف حالة عدم �أخذه بعني االعتبار املالحظات املت�ضمنة يف
طلبه للقراءة اجلديدة.
املطلبالثاين:الوظيفةالرقابية
تعد الوظيفة الرئي�سية الثانية التي ي�ضطلع بها الربملان .وهي متار�س عرب عدة �آليات،
بع�ضها ال ي�ؤدي �إىل ترتيب �أية م�س�ؤولية �سيا�سية للحكومة ،وبع�ضها الآخر ي�ؤدي �إىل �إثارة
م�س�ؤوليتها ال�سيا�سية .علما �أن �آليات رقابية �أخرى ،مثل اال�ستجواب ،غري متاحة للربملان
املغربي رغم �أهميتها وفعاليتها يف الأنظمة الربملانية التي ت�أخذ بها ،خا�صة عندما يتعلق
الأمر ب�إثارة امل�س�ؤولية الفردية لأحد الوزراء.
الفقرةالأوىل:الآلياتالتيالترتبم�س�ؤوليةاحلكومة
يتعلق الأمر بالآليات الرقابية الأقل خطورة التي ميلكها الربملان �إزاء احلكومة،
لكن ذلك لي�س ال�سبب الوحيد الذي يف�رس �رس االنت�شار الوا�سع التي حتظى به يف جميع
الأنظمة الربملانية ،ودرجة الإقبال الكبري الذي تلقاه من جانب الربملانيني يف املعار�ضة كما
يف الأغلبية ،و�إمنا يرتبط ذلك �أي�ضا مبرونة الإجراءات وامل�ساطر التي يتطلبها حتريكها
مقارنة بالآليات الرقابية التي ت�ستهدف �إ�سقاط احلكومة ،وو�ضع حد لوجودها املادي.
�أ ـ الأ�سئلة الرقابية
متثل الو�سيلة الرقابية الأكرث �شيوعا يف خمتلف الأنظمة الد�ستورية التي تقوم على
الف�صل املرن لل�سلطات .فمنذ ظهورها �أول مرة يف النظام الربملاين الربيطاين ،وانت�شارها
بعد ذلك يف النظام الفرن�سي ،ويف �أنظمة برملانية �أخرى ،ظلت من �أهم الو�سائل املخولة
للربملان ملراقبة العمل احلكومي ،وتتبع خمتلف مراحل تنفيذ احلكومة ملخططها �أو برناجمها
ال�سيا�سي .وهي تت�سم على العموم بب�ساطة امل�سطرة املعتمدة لتحريكها ،ومبحدودية ت�أثريها
ال�سيا�سي ،بحيث ال ت�صل �إىل درجة �إثارة م�س�ؤولية الوزراء �أو احلكومة ،وفقا ملا يعرفها
الفقه الد�ستوري باعتبارها «الفعل الذي مبقت�ضاه يطلب نائب برملاين من وزير �إي�ضاحات
حول نقطة معينة .وهذا الفعل يكون غري م�صحوب بجزاء �سيا�سي فوري ،مما مييزها
جذريا عن الأمناط الأخرى للمراقبة يف النظام الربملاين ،كملتم�س الرقابة واال�ستجواب،
التي ت�ستهدف هي الأخرى احل�صول على ا�ستف�سارات من احلكومة ،لكنها تنتهي بجزاء يف
�شكل ت�صويت تثار فيه امل�س�ؤولية الوزارية» .131
بحكم �أهميتها كو�سيلة ملراقبة �أن�شطة احلكومة ،فقد �أقر �أول د�ستور مغربي تخ�صي�ص
«جل�سة يف كل �أ�سبوع لأ�سئلة �أع�ضاء الربملان و�أجوبة احلكومة» ،132قبل �أن يتوا�صل الت�أكيد
عليها يف كل الد�ساتري الالحقة ،حيث حتظى يف املمار�سة الربملانية املغربية باهتمام خا�ص
من لذن �أع�ضاء الربملان ،بل �إن �صعوبة توظيف الآليات الرقابية الأخرى� ،إما لأ�سباب
د�ستورية (ارتفاع الن�صاب املطلوب)� ،أو �سيا�سية (طبيعة اخلريطة ال�سيا�سية الربملانية)،
يجعل منها تكاد تكون «ال�سالح الرقابي» الوحيد املتاح مغربيا ملراقبة عمل احلكومة ،و�إن
كان يجب التمييز هنا بني الأ�سئلة الكتابية ،التي تبدو �أقل جاذبية ،والأ�سئلة ال�شفهية ،التي
تقابل باهتمام �أكرب.
�أوال ـ الأ�سئلة الكتابية
توجه ب�شكل مكتوب ومبا�رش �إىل �أع�ضاء احلكومة ح�سب جمال اخت�صا�صهم ،وتكون
الإجابة عنها �أي�ضا مكتوبة .وهي عادة ما تتناول ق�ضايا جزئية وذات طابع حملي ،لكنها،
�ش�أنها يف ذلك �ش�أن باقي الأ�سئلة« ،ال يجب �أن تخدم �أغرا�ض �شخ�صية� ،أو تت�ضمن تهمة
�شخ�صية» ،133و�إن كان تن�صي�ص النظام الداخلي ملجل�س النواب والنظام الداخلي ملجل�س
امل�ست�شارين على �صالحية مكتب املجل�س يف حتويل الأ�سئلة ال�شفهية ذات الطابع ال�شخ�صي
�أو املحلي �إىل �س�ؤال كتابي ،134خا�صة عندما ي�ضفي الطابع ال�شخ�صي على الأ�سئلة الكتابية،
ي�شو�ش �إىل حد ما عن هذه القاعدة.
131. Amelter (M) : « les questions instruments du contrôle parlementaire »L .G.D.J.paris 1964, p 9
�أورده حممد معت�صم يف «ت�أمالت يف ممار�سة برملان 1983-1977للأ�سئلة ك�أداة ملراقبة احلكومة»،
�ضمن الكتاب اجلماعي حول التجربة الربملانية يف املغرب� ،سل�سلة املعرفة االجتماعية ،من�شورات دار توبقال
للن�رش ،الطبعة الأوىل � ،1985ص .29
1132الفقرة الثانية من الف�صل 59من د�ستور .1962
1133املادة 239من النظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين.
1134املادة 187من النظام الداخلي ملجل�س النواب ،واملادة 248من النظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين.
توجه الأ�سئلة الكتابية من طرف النائب �أو امل�ست�شار املوقع عليها ،عرب رئا�سة املجل�س
الذي ينتمي �إليه� ،إىل الوزير املعني ،الذي يكون ملزما بالإجابة عليها يف ظرف ال يجب
�أن يتجاوز 20يوما ،التي يحددها الد�ستور للإجابة على الأ�سئلة الرقابية ،135و�إن كان هذا
الأجل ال يحرتم يف كثري من الأحيان .ويتم الإعالن عن عددها الإجمايل يف بداية كل
جل�سة عامة ،كما تن�رش موا�ضيعها ،136و�أجوبة �أع�ضاء احلكومة عليها ،يف اجلريدة الر�سمية
للربملان.137
ثانيا ـ الأ�سئلة ال�شفهية
تتوخى طلب جواب رئي�س احلكومة �أو الوزراء حول ال�سيا�سة العامة للحكومة� ،أو
ال�سيا�سات اخلا�صة القطاعية ،على �أن يقدم اجلواب عنها يف جل�سة �أ�سبوعية �أو �شهرية،
بح�سب نوعية الأ�سئلة ،خم�ص�صة لهذا الغر�ض .وهي عادة ما يغلب عليها الرتكيز على
ق�ضايا ذات طابع وطني واالبتعاد عما هو �شخ�صي ،حيث ين�ص النظام الداخلي ملجل�س
النواب على وجوب �أن «يتميز ال�س�ؤال بوحدة املو�ضوع ،و�أن ال يهدف �إىل خدمة �أغرا�ض
�شخ�صية �أو يت�ضمن توجيه تهمة �شخ�صية �إىل الوزراء املوجه �إليهم ال�س�ؤال» ،138و�إن كان
يف الواقع العملي كثريا ما يطغى عليها البعد املحلي ،يف ارتباط ،من جهة ،ببثها مبا�رشة
عرب و�سائل الإعالم العمومية ،حيث يحر�ص وا�ضعوها على ا�ستغالل هذه الإمكانية
للظهور مبظهر من يربون بوعودهم �أمام ناخبيهم يف الدائرة االنتخابية� ،أو امل�صالح التي
ميثلونها ،والتي ين�سجون معها يف كثري من الأحيان عالقات خدماتية وزبونية .ومن
جهة ثانية ،بت�صور الربملاين لنف�سه املختزل يف كونه جمرد مبلغ لتظلمات ال�سكان ،يرفع
مطالبهم للحكومة يف جل�سات الأ�سئلة ال�شفهية ذات الطبيعة اال�شهارية �أكرث ما يتحم�س للعمل
الت�رشيعي داخل اللجان �أو مناق�شة امليزانية �أو خمطط اقت�صادي.139
والأ�سئلة ال�شفهية ،كما هي حمددة يف النظام الداخلي ملجل�س النواب والنظام الداخلي
ملجل�س امل�ست�شارين ،تتوزع �إىل �أربعة �أ�صناف ،ميكن حتديدها فيما يلي:
يتعلق الأمر بتلك التي ترتكز املناق�شة حولها على الربملاين �أو الربملانيني املبادرين
بطرحها والوزير املوجهة �إليه� ،أو من ينوب عنه من الوزراء يف حالة غيابه ،بحيث
ال يتجاوز دور الربملانيني غري املنتمني للفريق �أو املجموعة التي طرحتها حدود الإدالء
بتعقيب �إ�ضايف .وهي �أ�سئلة جتري مناق�شتها وفقا مل�سطرة تت�ضمن برجمة مكتب املجل�س
الذي طرحت فيه ملا هو جاهز منها �ضمن جدول �أعمال اجلل�سة الأ�سبوعية املخ�ص�صة لهذا
الغر�ض ،140وتوزيع قائمة بها قبل � 24ساعة على الأقل من التاريخ املحدد للجل�سة ،141حتى
يت�سنى عر�ضها خالل اجلل�سة من طرف النائب �أو امل�ست�شار املوقع عليها ،و�إتاحة الفر�صة
للوزير للإدالء بالتو�ضيحات الالزمة بخ�صو�صها ،على �أن يكون ل�صاحب �أو �أ�صحاب
ال�س�ؤال احلق يف التعقيب على جواب الوزير ،كما يكون لهذا الأخري� ،إن رغب يف ذلك،
احلق يف الرد على التعقيب .مع مراعاة احليز الزمني املحددة لعر�ض ال�س�ؤال واجلواب
عليه ،142و�أي�ضا �إمكانية �ضم �س�ؤالني �أو �أكرث جتمعهما وحدة املو�ضوع� ،إما بناء على طلب
الوزير املعني� ،أو بناء على اقرتاح من مكتب املجل�س املعني بعد موافقة مقدم �أو مقدمي
ال�س�ؤال.143
2ـ الأ�سئلة ال�شفهية التي تليها مناق�شة
على قطاع حكومي واحد ،كما ميكن �أن ت�شمل �أكرث من قطاع ،يف حالة تعدد القطاعات
احلكومية املعنية باملو�ضوع ،147كما �أن الإجابة عنها ميكن �أن تتم من طرف وزير واحد �أو
عدة وزراء ،يف مدة زمنية تعادل املدة املخ�ص�صة لعر�ض الأ�سئلة من طرف الربملانيني.148
3ـ الأ�سئلة ال�شفهية الآنية /الطارئة
هي التي تتعلق بـ«ق�ضايا ظرفية طارئة ت�ست�أثر باهتمام الر�أي العام الوطني وت�ستلزم �إلقاء
الأ�ضواء عليها با�ستعجال من قبل احلكومة» .149حيث يوجهها رئي�س املجل�س املعني فور
تو�صله بها ،وت�أكده من توفر ال�صبغة الآنية فيها� ،150إىل احلكومة ،قبل �أن يجري االتفاق
مع الوزراء املعنيني بها على برجمتها يف �أول جل�سة قادمة للأ�سئلة ال�شفهية الأ�سبوعية.151
على �أن حتظى خالل هذه اجلل�سة بالأ�سبقية من خالل ت�سجيلها يف بدايتها.152
بالنظر للأهمية التي تكون للموا�ضيع التي تتناولها هذه الأ�سئلة ،والتفاعالت التي ميكن
�أن حتدثها يف �صفوف الر�أي العام ،ف�إن �أجوبة احلكومة بخ�صو�صها قد ال تكون دائما
ت�شفي الغليل ،وتقدم ما يلزم من التو�ضيحات والبيانات حولها ،لذلك فتح امل�رشع الإمكانية
للحكومة� ،إما مببادرة منها �أو بناء على طلب من وا�ضع �أو وا�ضعي ال�س�ؤال ،للإدالء كتابة
ببيانات �إ�ضافية �إىل رئي�س املجل�س املعني ،الذي يتوىل توجيهها �إىل الفريق �أو املجموعة
الربملانية التي ينتمي �إليها �صاحب ال�س�ؤال ،وتن�رش باملوقع الإلكرتوين للمجل�س ،153ف�ضال
عن ن�رشها يف اجلريدة الر�سمية للربملان.154
4ـ الأ�سئلة ال�شهرية املوجهة لرئي�س احلكومة
يتعلق الأمر ب�صيغة رقابية جديدة �أتاحها الد�ستور اجلديد للربملان ،155حيث �أ�صبح
رئي�س احلكومة ملزم ًا باحل�ضور �شهريا �إىل الربملان مبجل�سيه للإدالء بتو�ضيحات و�إجابات
1147املادة 250من النظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين.
1148املادة 253من النظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين.
1149املادة 195من النظام الداخلي ملجل�س النواب ،واملادة 257من النظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين.
1150يف حالة ال�شك يعر�ض ال�س�ؤال على �أول اجتماع للمكتب التخاذ القرار بخ�صو�صه ،ح�سب ما تن�ص على ذلك
املادة 258من النظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين.
1151املادة 196من النظام الداخلي ملجل�س النواب.
1152املادة 245من النظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين.
1153املادة 198من النظام الداخلي ملجل�س النواب.
1154ح�سب ما نبه �إىل ذلك املجل�س الد�ستوري لدى نظره يف القانون الداخلي ملجل�س النواب ،حيث اعترب الن�رش
يف املوقع الإلكرتوين للمجل�س ال يغني عن الن�رش يف اجلريدة الر�سمية للربملان (قرار املجل�س الد�ستوري رقم
924/13ال�صادر بتاريخ 22غ�شت .)2013
1155الفقرة 3من الف�صل 100من د�ستور .2011
تهم الأ�سئلة التي يثريها �أع�ضاءه فيما يخ�ص تدبري ال�سيا�سات العمومية ،بعد �أن ظل
غياب الوزير الأول ،يف التجارب الربملانية ال�سابقة ،عن جل�سات الأ�سئلة الرقابية حمط
انتقاد .وتخ�ص�ص للأ�سئلة املذكورة جل�سة خا�صة ،يجري خاللها النقا�ش بناء على جدول
زمني حمدد يوزع بالت�ساوي بني �أجوبة احلكومة و�أ�سئلة �أع�ضاء الربملان ( 50يف املائة
لكل منهما) ،على �أن توزع احل�صة املخ�ص�صة للربملان منا�صفة بني فرق الأغلبية وفرق
املعار�ضة .156علما �أن حتديد هذا الغالف الزمني كان قد �أثار جداال وا�سعا بني الأغلبية،
�أو بالأحرى احلكومة ،واملعار�ضة ،بلغ يف بع�ض الأحيان �إىل حد مقاطعة هذه الأخرية
للجل�سات املذكورة.
مع الإ�شارة يف الأخري �إىل �أن طرح ال�س�ؤال الرقابي يبدو ،من الناحية املبدئية ،حق
لكل برملاين (نائب �أو م�ست�شار) ،حيث ين�ص القانون الداخلي ملجل�س النواب على �أنه «لكل
نائب �أو نائبة احلق يف توجيه �أ�سئلة �إىل رئي�س احلكومة حول ال�سيا�سة العامة �أو الوزراء
حول ال�سيا�سات اخلا�صة القطاعية» ،157كما ين�ص النظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين على
�أن «لكل ع�ضو من �أع�ضاء املجل�س احلق يف توجيه �أ�سئلة �إىل رئي�س احلكومة حول ال�سيا�سة
العامة �أو الوزراء حول ال�سيا�سات اخلا�صة القطاعية» .158لكن ممار�سة هذا احلق تبقى
مقيدة بعدد من ال�رشوط ،ميكن حتديدها كالتايل:
تتبع م�ساطر و�إجراءات �شكلية حمددة تتعلق بالإيداع ،والتبليغ ،والن�رش ،وفقا ملا ●
املنت�سبني ،حيث يتم توزيع الأ�سئلة ال�شفهية بناء على التمثيل الن�سبي للفرق واملجموعات
الربملانية.
حملها لتوقيع رئي�س الفريق بجانب الربملاين �أو الربملانيني املبادرين بها� ،إذ رغم �أن ●
النظام الداخلي ملجل�س النواب ين�ص على �أن ال�س�ؤال «يقدم كتابة �إىل رئي�س املجل�س،
موقعا من وا�ضعيه» ،فقد جرى العرف ال�سائد داخل الربملان على �أن حتمل الأ�سئلة
ال�شفهية توقيع رئي�س الفريق بجانب مقدم �أو مقدمي ال�س�ؤال.
1156املادة 242من النظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين ،واملادة 207من النظام الداخلي ملجل�س النواب.
1157املادة 184من النظام الداخلي ملجل�س النواب.
1158املادة 238من النظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين.
هذه القيود تكون لها يف واقع املمار�سة ثالثة نتائج ،ميكن �أن ت�ؤثر على العمل الرقابي
للربملان ،تتمثل ،من جهة ،يف حرمان بع�ض الربملانيني ،وحتديدا غري املنتمني منهم للفرق
الربملانية �أو ملجموعات برملانية ،من ممار�سة هذا احلق الذي ي�ضمنه الد�ستور ،رغم �أن
الق�ضاء الد�ستوري كان قد اعرت�ض على هذه امل�س�ألة يف بع�ض قراراته ،مقرا بحق الربملانيني
ك�أ�شخا�ص .159من جهة ثانية ،هيمنة الأغلبية الربملانية على الأ�سئلة ال�شفهية ،واحلال �أن طابعها
الرقابي يفرت�ض فيها �أن تكون «�سالحا» يوظف �أ�سا�سا من طرف املعار�ضة الربملانية .ثم من
جهة ثالثة ،خ�ضوع طرح الأ�سئلة ال�شفهية لإرادة رئي�س الفريق �أو رئي�س املجموعة الربملانية،
و�إن كان هذا الأمر يظهر ب�صفة خا�صة يف حالة ح�صول خالف داخل الفريق �أو املجموعة
الربملانية� ،سيما يف ظل منع الد�ستور التخلي عن االنتماء للفريق �أو املجموعة الربملانية طيلة
مدة الوالية الت�رشيعية.160
ب ـ الإحاطة علما
يتعلق الأمر ب�آلية رقابية كان يتوىل من خاللها �أع�ضاء الربملان �إحاطة املجل�س الذي
ينتمون �إليه بق�ضايا طارئة دون �أن يكون من حق احلكومة الإدالء برد حولها .لهذا ال�سبب
كثريا ما كانت تلقى معار�ضة �شديدة من جانب احلكومة ،ذلك �أن طرحها يف م�ستهل جل�سة
الأ�سئلة ال�شفهية الأ�سبوعية مبجل�س امل�ست�شارين ،وت�أمني �إمكانية البث املبا�رش لها دون �إعطاء
احلكومة �صالحية الرد عليها ،ف�ضال عن ت�ضمنها يف بع�ض الأحيان التهامات للحكومة
ولعملها ،كانت ترى فيه احلكومة نوعا من احليف املمار�س يف حقها.161
وقد تطور اجلدل ال�سيا�سي حول هذه امل�س�ألة ،خالل ال�سنوات الأخرية ،ليتخذ بعدا
د�ستوريا يف ارتباط بتدخل املجل�س الد�ستوري ،الذي تعر�ض لها يف منا�سبتني:
1159ميكن الرجوع مثال �إىل قراره رقم 52/1995ال�صادر بتاريخ 3يناير ( 1995ج.ر عدد 4291بتاريخ 25
يناير )1995لدى نظره يف النظام الداخلي ملجل�س النواب ،الذي اعترب فيه �أن ما ت�ضمنته املادة 106من ق�رص
احلق يف �رشح موجب الت�صويت على الفرق النيابية وحدها يحرم النواب غري املنتمني �إليها من حق يجب �أن
يتمتعوا به يف احلدود التي يقت�ضيها احلفاظ على حقوقهم من جهة ويتطلبها ح�سن �سري العمل الربملاين من جهة
�أخرى ب�أنه خمالف للد�ستور.
� 1160أفكر هنا ب�صفة خا�صة يف ما ح�صل من خالف داخل الفريق النيابي االحتادي بعد �إرغام رئي�سه ال�سابق الراحل
�أحمد الزايدي على تقدمي ا�ستقالته ،وتويل رئا�سة الفريق ،يف �سابقة من نوعها ،من طرف الكاتب الأول
للحزب �إدري�س ل�شكر ،وما ترتب عن ذلك من مقاطعة املنا�رصين للرئي�س ال�سابق للعمل داخل الفريق،
ورف�ضهم امل�شاركة يف جل�سة الأ�سئلة ال�شفهية.
1161من مفارقات العمل ال�سيا�سي يف املغرب هو �أن املعار�ضة احلالية التي تدافع عن «الإحاطة علما» كانت هي
التي ترف�ضها عندما كانت يف احلكومة (موقف �إدري�س ل�شكر عندما كان وزيرا للعالقات مع الربملان) ،كما �أن
الأغلبية احلكومية التي تعار�ضها اليوم هي التي كانت بالأم�س من �أكرب امل�ؤيدين لها (فريق العدالة والتنمية).
-الأوىل عندما اعرت�ض على مقت�ضيات املادة 73من النظام الداخلي ملجل�س النواب،
التي كانت تعطي للنواب حق احلديث يف مو�ضوع خا�ص ،معتربا ب�أن النواب �أنيطت
بهم مهمة احلديث يف املوا�ضيع العامة ولي�ست اخلا�صة .علما �أن هذه املادة كانت موجودة
يف النظام الداخلي ملجل�س النواب قبل �صيغة 2012التي كانت معرو�ضة على املجل�س
الد�ستوري.
-الثانية ،عندما اعرت�ض �أي�ضا على ال�صيغة املعدلة من النظام الداخلي ملجل�س النواب،
والتي �أ�صبحت تعطي حق الإحاطة لر�ؤ�ساء الفرق الربملانية �أو من ينتدبونهم ،على �أن
تقدم يف بداية اجلل�سة ،و�أن يتم �إ�شعار رئي�س املجل�س علما باملو�ضوع الذي تتناوله �ساعة
على الأٌقل قبل اجلل�سة ،و�أن يعطى للحكومة حق الرد قبل نهاية اجلل�سة .منطلقا يف هذا
االعرتا�ض من �أن ال�صيغة التي نظمت بها الإحاطة «تخل ببع�ض املبادئ الد�ستورية».
ذلك �أن ح�رص تقدمي الإحاطة على ر�ؤ�ساء الفرق ،بح�سب املجل�س الد�ستوري ،مي�س مببد�أ
م�ساواة �أع�ضاء الربملان ،الذين ي�ستمدون نيابتهم من الأمة ،يف ممار�سة احلقوق التي
يخولها لهم الد�ستور ،كما �أن عدم �إخبار احلكومة واالتفاق معها مي�س مببد�أ التوازن بني
ال�سلطتني الت�رشيعية والتنفيذية.162
هذا الأمر هو الذي فر�ض على جمل�س النواب �إدخال تعديالت على نظامه الداخلي
تتعلق بكيفية ممار�سة هذه الآلية الرقابية ،همت بالأ�سا�س اجلوانب التالية:
ت�سميتها ،بحيث مل يعد يطلق عليها ا�سم الإحاطة علما و�إمنا «تناول الكالم للتحدث يف ●
مو�ضوع طارئ ي�ستلزم �إلقاء ال�ضوء عليه و�إخبار الر�أي العام الوطني».
توقيت �إلقائها� ،إذ مت حتويل موعدها �إىل نهاية اجلل�سة الأ�سبوعية املخ�ص�صة للأ�سئلة ●
ال�شفهية ،وبالتايل مل تعد تدخل يف �إطار احل�صة الزمنية املخ�ص�صة للبث املبا�رش
جلل�سات الأ�سئلة ال�شفهوية عرب و�سائل الإعالم العمومية.
امل�سطرة املتبعة يف تقدميها ،حيث �أ�صبح رئي�س الفريق �أو املجموعة النيابية ملزما ●
ب�إ�شعار رئ�س املجل�س كتابة بالطلبات املتعلقة بهذا املو�ضوع قبل افتتاح اجلل�سة ب 24
1162ا�ستند املجل�س الد�ستوري يف الإقرار بعدم د�ستورية املادة 104من النظام الداخلي ملجل�س النواب على عدد
من احليثيات من بينها �أن «ما ت�ضمنته هذه املادة من منح الأ�سبقية الزمنية للتحدث يف مو�ضوع عام طارئ،
يف جل�سة خم�ص�صة د�ستوريا لأ�سئلة النواب و�أجوبة احلكومة وفق ال�ضوابط املحددة لذلك يف الف�صل 100من
الد�ستور ،وح�رص تناول الكالم فيها على ر�ؤ�ساء الفرق النيابية �أو من ينتدبونهم دون �سائر النواب ،وعدم
�إخبار احلكومة واالتفاق معها م�سبقا على هذا الأمرُ ،ي ِخ ُّل باملبادئ الد�ستورية �سالفة الذكر( »...انظر قرار
املجل�س الد�ستوري رقم 924/13ال�صادر بتاريخ 22غ�شت .)2013
�ساعة على الأقل ،ويف نف�س الوقت مت �إعطاء احلكومة احلق يف الإدالء مبعطيات
وبيانات وتو�ضيحات يف الق�ضايا املثارة يف هذا الإطار ،بعد �أن تكون احلكومة قد
�أ�شعرت مبو�ضوعها من لذن رئي�س املجل�س.
كما �شكل منطلقا للحكومة لإرغام ال�رشكة الوطنية للإذاعة والتلفزة على توقيف بث
«فقرة الإحاطة علما» مبجل�س امل�ست�شارين ،رغم �أن قرار املجل�س الد�ستوري كان يهم
النظام الداخلي ملجل�س النواب ،منطلقة يف ذلك من «�أن قاعدة حجية قرارات املجل�س
الد�ستوري ،ال تقت�رص على الن�ص الذي �صدرت يف �ش�أنه ،بل متتد �إىل �أي ن�ص �آخر
جتمعه و�إياه وحدة املو�ضوع وال�سبب» .وهو القرار الذي كان مو�ضوع طعن �أمام املجل�س
الأعلى لالت�صال ال�سمعي الب�رصي ،163الذي �أ�صدر �أمرا لل�رشكة املذكورة بـ«االلتزام،
عند نقل جل�سات الأ�سئلة الأ�سبوعية ملجل�س امل�ست�شارين ،بالإجراءات ،مبا يف ذلك التوقيت
واملدة املتفق عليها ،طبقا للمواد 25و 46و 127من دفرت حتمالتها» ،164م�ستندا يف ذلك على
كون هذا الأخري ين�ص على «نقل الأن�شطة الربملانية ح�سب الإجراءات املتفق عليها مع
مكتب كل جمل�س على حدة» .ال�شيء الذي كان يعني االنت�صار ملوقف املعار�ضة ،والإبقاء
بالتايل على بث فقرة «الإحاطة علما» .وهو الأمر الذي مل ت�ست�سغه احلكومة ،التي جل�أت
بدورها �إىل الطعن يف قرار املجل�س �أمام الق�ضاء الإداري ،و�سمح لها ذلك بانتزاع حكم
ق�ضائي يعزز موقفها ،ويلغي قرار املجل�س الأعلى لالت�صال ال�سمعي الب�رصي.165
ج ـ جلان تق�صي احلقائق
تعد هي كذلك من الآليات الرقابية الأكرث تداوال يف معظم النظم الربملانية ،وهي جلان
م�ؤقتة بطبيعتها ،حيث تنتهي مهمتها ،التي يحددها الد�ستوري املغربي يف «جمع املعلومات
املتعلقة بوقائع معينة� ،أو بتدبري امل�صالح �أو امل�ؤ�س�سات واملقاوالت العمومية»� ،166إما مبجرد
فتح حتقيق ق�ضائي يف الوقائع التي اقت�ضت ت�شكيلها� ،167أو ب�إيداع تقريرها حول املهمة التي
1163كان مثريا لالنتباه �أن يتم الطعن من طرف الأمني العام حلزب الأ�صالة واملعا�رصة ولي�س الفريق الربملاين
الذي يكونه �أع�ضاء احلزب املذكور مبجل�س امل�ست�شارين ،وهو الذي لي�س له ال�صفة للقيام بذلك ،و�إن كانت
الهي�أة العليا لالت�صال ال�سمعي الب�رصي قد حاولت تربير قرارها بالتدخل التلقائي من جانبها ولي�س بناء على
طعن احلزب املذكور ،مع �أنها �أ�شارت يف قرارها لتو�صلها بهذا الطعن.
� 1164أنظر قرار املجل�س الأعلى لالت�صال ال�سمعي الب�رصي رقم 14/04ال�صادر بتاريخ 31مار�س .2014
1165حكم رقم � 2467صادر بتاريخ 16ماي ( 2014ملف رقم .)2014/7110/189
1166الفقرة 1من الف�صل 67من د�ستور .2011
1167الفقرة 2من الف�صل 67من د�ستور .2011
�أنيطت بها لدى مكتب املجل�س الذي �شكلها ،وعند االقت�ضاء ب�إحالته على الق�ضاء من قبل
املجل�س� ،168أو بعدم تقدمي تقريرها داخل املدة املحددة له � -أي �ستة �أ�شهر قابلة للتمديد عند
االقت�ضاء لف�سح املجال للمحكمة الد�ستورية للبث يف اخلالف الذي قد يثور بني احلكومة
واملجل�س حول تطبيق �أحكام القانون التنظيمي املنظم لعمل هذه اللجان ،بغ�ض النظر عن
طبيعة النتائج التي تو�صلت �إليها -على اعتبار �أن انتهاء هذه املدة ي�سمح لرئي�س املجل�س
املعني ب�إعالن حلها ،و�إن كان ي�شرتط يف ذلك عر�ض الأمر على املجل�س املعني .169علما
�أن �إيداعها لتقريرها يف الأجل املحدد يتبعه تخ�صي�ص جل�سة عمومية داخل املجل�س الذي
�أحدثها لتقدمي تقريرها.
يخ�ضع ت�شكيل وعمل هذه اللجان �إىل عدد من ال�ضوابط وال�رشوط تتعلق بعدم جواز
تكوينها يف وقائع تكون مو�ضوع متابعات ق�ضائية� ،170أو تكوينها يف نف�س الوقائع التي
�سبق لها �أن كانت مو�ضوع جلنة تق�صي �أخرى ،171واتخاذ عملها وت�رصيحات الأ�شخا�ص
الذين ت�ستمع �إليهم ومداوالتها طابعا �رسيا ،172حيث يتعر�ض لعقوبات مالية وحب�سية كل
متهم بن�رش املعلومات التي تولت اللجنة جمعها ،وت�ضاعف يف احلالة التي تكون فيها تلك
املعلومات املن�شورة تهم م�ضمون �شهادات الأ�شخا�ص الذين جرى اال�ستماع �إليهم .173كما
مينع من امل�شاركة يف �أعمالها كل برملاين �سبق �أن اتخذت �ضده �إجراءات ت�أديبية من �أجل
عدم حفظ �أ�رسار جلنة مماثلة .174ف�ضال عن ذلك ،ف�إن اتخاذ القرارات داخلها يتم بت�صويت
�أغلبية احلا�رضين ،على �أ�سا�س ترجيح �صوت الرئي�س يف حالة تعادل الأ�صوات.175
�أثناء ممار�ستها لعملها ،يجوز لأع�ضائها الإطالع على الوثائق يف عني املكان �إن اقت�ضى
احلال ،بحيث يفر�ض القانون التنظيمي املنظم ل�سري عملها «متكينهم من املعلومات التي من
�ش�أنها �أن تي�رس هذه املهمة» ،176و«احل�صول على كل وثائق امل�صلحة املتعلقة مبو�ضوع
التق�صي الذي �أحدثت اللجنة من �أجله» ،177ف�ضال عن «اال�ستماع �إىل كل �شخ�ص من �ش�أن
�شهادته �أن تفيد اللجنة» ،178و«الإطالع على جميع الوثائق التي لها عالقة بالوقائع �أو
بتدبري امل�صالح �أو امل�ؤ�س�سات� ،أو املقاوالت العمومية مو�ضوع تق�صي احلقائق» ،179بل
�إن الأ�شخا�ص الذين ميتنعون عن الإدالء ب�شهادتهم� ،أو ب�أداء اليمني �أمام اللجنة املعنية،
�أو يدلون بوثائق مزورة �أو ي�ؤثرون على ال�شهود ،يعر�ضون �أنف�سهم لعقوبات حب�سية
ومالية.180
لكن رغم هذه الإمكانيات املتاحة للجنة للقيام ب�أعمال التحقيق املنوطة بها ،ف�إنها تبقى،
مع ذلك ،خا�ضعة لبع�ض القيود .ذلك �أن �إمكانيتها يف احل�صول على وثائق امل�صلحة
املعنية ب�أعمال التق�صي ي�ستثنى منها «تلك التي تتخذ طابعا �رسيا يتعلق بالدفاع الوطني،
و�أمن الدولة الداخلي �أو اخلارجي» ،181ف�ضال «عن مراعاة ف�صل ال�سلطة الق�ضائية عن
باقي ال�سلط» .182كما �أن �سعيها نحو «جمع معلومات تتعلق بالدفاع الوطني� ،أو بالأمن
الداخلي �أو اخلارجي� ،أو بعالقات املغرب مع دول �أجنبية» ،ي�صطدم بحق االعرتا�ض
املتاح لرئي�س احلكومة ،الذي ب�إمكانه ،بعد �أن يخرب بذلك وجوبا من طرف املجل�س�« ،أن
يرف�ض ت�سليم الوثائق املطلوبة �إىل اللجنة� ،أو مينع الأ�شخا�ص املعنيني من الإدالء بال�شهادة
املطلوبة» .183هذا يعني عمليا انفالت كل ما يتعلق بالدفاع الوطني ،و�أمن الدولة الداخلي
واخلارجي ،وعالقات املغرب اخلارجية ،ف�ضال عن �أعمال ال�سلطة الق�ضائية ،من دائرة
املجاالت التي يحق للربملان �أن ي�شكل ب�ش�أنها جلان تق�صي احلقائق .علما �أن عمومية هذه
املفاهيم ي�سمح ب�إمكانية تو�سيع الق�ضايا املعنية بها لت�شمل ق�ضايا قد ال يكون لها بال�رضورة
ارتباط مبا�رش بهذه املوا�ضيع.
هذه اللجان ،و�إن كان قد مت اللجوء �إليها يف املغرب منذ نهاية ال�سبعينيات من القرن
املا�ضي ،يف ق�ضية ت�رسيب امتحانات الباكلوريا ،وبعد ذلك يف الأحداث الدامية التي �شهدتها
�أ�سا�سا مدينة فا�س ،يف 14دجنرب ،1990فلم تتم د�سرتتها �إال انطالقا من د�ستور ،1992قبل
1177املادة 8من القانون التنظيمي املذكور �سابقا.
1178املادة 8من القانون التنظيمي املذكور �سابقا.
1179املادة 8من القانون التنظيمي املذكور �سابقا.
1180املادتان 12و 13من القانون التنظيمي املذكور �سابقا.
1181املادة 8من القانون التنظيمي املذكور �سابقا.
1182املادة 8من القانون التنظيمي املذكور �سابقا.
1183املادة 8من القانون التنظيمي املذكور �سابقا.
�أن تكر�س بعد ذلك يف د�ستور ،1996ود�ستور ،2011الذي �أتاح �إمكانية اللجوء �إليها �أمام
امللك وثلث �أع�ضاء جمل�س النواب ،وثلث �أع�ضاء جمل�س امل�ست�شارين.184
مع الإ�شارة �إىل �أن تن�صي�ص الد�ستور على هذه اللجان يكتنفه بع�ض الغمو�ض ،مرده �أن
�إطالق الف�صل 67ت�سمية «اللجان النيابية» عليها �إذا كان يفيد ب�أنها حتدث فقط على م�ستوى
جمل�س النواب ،ف�إن �إعطاء جمل�س امل�ست�شارين الإمكانية لطلب ت�شكيلها يفيد �أنها جلان برملانية
ـ ولي�ست نيابية ـ لتق�صي احلقائق .وهو الغمو�ض الذي ا�ستمر حا�رضا لدى �إخراج القانون
التنظيمي للجان املذكورة ،الذي تبنى من خالله امل�رشع نف�س الت�سمية الواردة يف الد�ستور
(�أي اللجان النيابية لتق�صي احلقائق) ،ون�رش بهذه الكيفية يف اجلريدة الر�سمية .185علما �أن
الأمر يتعلق يف نظرنا بخط�أ مادي يف الد�ستور ،كان يفرت�ض �أن يجري ت�صحيحه ،مثلما
جرى ت�صحيح �أخطاء مادية �أخرى خالل نف�س اليوم الذي كان حمددا لإجراء اال�ستفتاء
حول الد�ستور.
د ـ ملتم�س امل�ساءلة
�إذا كان د�ستور 2011قد جرد جمل�س امل�ست�شارين من �إمكانية الإطاحة باحلكومة ،عرب
الإمكانية التي كانت متاحة له لتحريك ملتم�س الرقابة �ضدها ،ف�إنه مع ذلك حافظ للمجل�س
على هذه الو�سيلة الرقابية التي �أطلق عليها «ملتم�س م�ساءلة احلكومة» .وهو ملتم�س يحتاج
لتحريكه توقيع خم�س الأع�ضاء على الأقل ،ويحتاج العتماده الت�صويت عليه بالأغلبية
املطلقة .186على �أن هذا امللتم�س ،و�إن كان ال يرتتب عنه الإطاحة باحلكومة ،ف�إنه يلزم
رئي�سها بـ«املثول» �أمام املجل�س لتقدمي جواب احلكومة على ما ت�ضمنه ،بعد �ستة �أيام من
تو�صله به ،قبل �أن يعقب ذلك نقا�ش ال يكون م�صحوبا بت�صويت.
هـ ـ عر�ض احل�صيلة املرحلية للحكومة
ظلت هذه املمار�سة تقليدا برملانيا منذ �أن مت الإقدام عليها لأول مرة يف ظل الوالية
الت�رشيعية ال�ساد�سة ( 1997ـ � ،)2002أي يف ظل ما يعرف يف الأدبيات ال�سيا�سية املغربية
بـ«حكومة التناوب التوافقي» ،لكنها �أ�ضحت الآن مكر�سة د�ستوريا ،حني �ألزم د�ستور
2011رئي�س احلكومة بعر�ض «احل�صيلة املرحلية» لعمل حكومته� ،إما مببادرة منه �أو
ا�ستجابة لطلب ثلث �أع�ضاء جمل�س النواب� ،أو �أغلبية �أع�ضاء جمل�س امل�ست�شارين .187وهي
مبادرة ،و�إن كانت ال تروم ترتيب �أية م�س�ؤولية على احلكومة ،ف�إنها تتيح فر�صة لإطالع
امل�ؤ�س�سة الت�رشيعية ،ومن خاللها الر�أي العام ،على �سري العمل احلكومي ،ومدى التزام
اجلهاز التنفيذي ببنود التعاقد التي تربطه مع الربملان من خالل الربنامج احلكومي ،حيث
كان ت�صويت جمل�س النواب عليه ،قد منح للحكومة �شهادة ميالدها القانوين.
و ـ اال�ستماع مل�س�ؤويل الإدارات وامل�ؤ�س�سات واملقاوالت العمومية
هذه الآلية ترتبط �أ�سا�سا بعمل اللجان الربملانية الدائمة التي يتكون منها جمل�سي الربملان،
حيث ميكنها �أن تطلب اال�ستماع �إىل م�س�ؤويل الإدارات وامل�ؤ�س�سات واملقاوالت العمومية،
بح�ضور الوزراء املعنيني ،وحتت م�س�ؤوليتهم ،من �أجل مناق�شتهم يف ق�ضايا تتعلق بتدبري
امل�ؤ�س�سات التي ي�رشفون عليها .188وهي �أي�ضا ممار�سة كانت �سائدة �سابقا يف عمل الربملان،
قبل �أن تتخذ يف الوقت احلا�رض طابعا د�ستوريا� ،أخذا بعني االعتبار �أن تفعيلها على م�ستوى
الواقع كان قد طرح جداال قانونيا و�سيا�سيا ،متحور �أ�سا�سا حول ما �إذا كانت هذه املمار�سة
تنطبق على امل�ؤ�س�سات الد�ستورية املن�صو�ص عليها يف الف�صول من � 161إىل ،170خا�صة بعد
�أن �أقدمت �إحدى جلان جمل�س النواب على توجيه الدعوة لرئي�س �إحدى الهيئات املذكورة،
ورف�ض هذا الأخري اال�ستجابة لهذا الطلب.189
و�إذا كان الربملان ،وحتديدا جمل�س النواب ،قد حاول �إ�ضفاء ال�رشعية القانونية على
رقابة جلانه الدائمة على هذه امل�ؤ�س�سات ،من خالل ت�ضمني نظامه الداخلي ملقت�ضى
يعطي احلق «لأع�ضاء اللجنة �أو ر�ؤ�ساء الفرق واملجموعات النيابية �أن يطلبوا ا�ستدعاء
ر�ؤ�ساء الهيئات امل�ؤ�س�سات املن�صو�ص عليها يف ال�صول من � 161إىل 170من الد�ستور،
لدرا�سة ح�صيلة عملها� ،أو لإبداء الر�أي يف مو�ضوع يدخل �ضمن اخت�صا�صاتها» ،190فقد
ووجهت هذه املحاولة باعرتا�ض من املجل�س الد�ستوري ،مربرا موقفه هذا بكون «الهيئات
وامل�ؤ�س�سات املذكورة لي�ست �إدارة وال م�ؤ�س�سة �أو مقاولة عمومية ،وال تخ�ضع بالتايل ال
لل�سلطة الرئا�سية وال لو�صاية وزير معني» ،191وال تنطبق عليها بالتايل مقت�ضيات الف�صل
102من الد�ستور ،و�إن كان هذا االجتهاد الذي �سلكه املجل�س الد�ستوري حول هذه امل�س�ألة
يحتاج �إىل نقا�ش لالعتبارات التي �سنو�ضحها عند احلديث عن عالقة الربملان بامل�ؤ�س�سات
املذكورة يف الف�صل الرابع من الكتاب.
ع ـ الزيارات اال�ستطالعية
تدخل هي كذلك يف �إطار الدور الرقابي التي تقوم به اللجان الدائمة للربملان ،حيث
ميكن لهذه الأخرية ،بناء على طلب من رئي�سها ،بعد موافقة مكتب اللجنة �أو رئي�س الفريق
�أو ثلث �أع�ضاء اللجنة� ،أن تنتدب ع�ضوا �أو جمموعة �أع�ضاء بها للقيام مبهمة ا�ستطالعية
م�ؤقتة يكون غر�ضها الوقوف على ظروف تطبيق ن�ص قانوين معني� ،أو مو�ضوع ما
يهم املجتمع� ،أو يتعلق بنا�شط من �أن�شطة احلكومة والإدارات وامل�ؤ�س�سات واملقاوالت
العمومية ،على �أ�سا�س �أن ينجز النائب �أو النواب املكلفون باملهمة تقريرا يعر�ض على
اللجنة ق�صد مناق�شته و�إحالته على مكتب املجل�س الذي يتخذ القرار يف �ش�أن مناق�شته يف جل�سة
عامة .192على �أ�سا�س �أنه �إذا تقرر ذلك ،تكون احلكومة ملزمة باحل�ضور �إىل اجلل�سة ق�صد
الإجابة عن الت�سا�ؤالت واال�ستف�سارات املرتبطة بالتقرير املذكور.193
يراعى يف تكوين اللجنة املعنية باملهمة اال�ستطالعية متثيل جميع الفرق واملجموعات
الربملانية ،يف احلالة التي يكون فيها عدد الأع�ضاء املكلفني بهذه املهمة ي�ساوي عدد الفرق
واملجموعات الربملانية التي يتوفر عليها املجل�س املعني .لكن �إذا كان عدد الأع�ضاء يفوق
عدد الفرق واملجموعات الربملانية ،يتم اللجوء �إىل التمثيل الن�سبي لتوزيع املقاعد املتبقية.
كذلك احلال عندما يكون عدد املقاعد التي تتكون منها اللجنة �أقل من عدد الفرق واملجموعات
الربملانية التي يتوفر عليها املجل�س� .إذ يف هذه احلالة �أي�ضا يتم اعتماد التمثيل الن�سبي لتوزيع
تلك املقاعد بينها .194مع الأخذ بعني االعتبار �أن ممثلي الفرق واملجموعات الربملانية يف
هذه اللجان اال�ستطالعية ميكن �أال يكونوا بال�رضورة هم من ميثلونها يف اللجنة الربملانية
الدائمة التي بادرت بت�شكيلها ،بل قد يكونوا من خارجها.195
1191قرار املجل�س الد�ستوري رقم � ،13/924صادر بتاريخ 22غ�شت ،2013من�شور باملوقع الإلكرتوين للمجل�س
الد�ستوري.
1192املادة 63من النظام الداخلي ملجل�س النواب.
1193املادة 64من النظام الداخلي ملجل�س النواب.
1194املادة 63من النظام الداخلي ملجل�س النواب.
1195املادة 63من النظام الداخلي ملجل�س النواب.
الفقرةالثانية:الآلياتالتيترتبم�س�ؤوليةاحلكومة
يتعلق الأمر بثالثة �آليات رقابية يجمع بينها اخلطورة التي متثلها على اجلهاز
احلكومي ،و�إن كانت تختلف من حيث توقيت ترتيب هذه اخلطورة ،بني �آليات يتم
تفعيلها من �أجل احليلولة دون ميالده القانوين (الت�صويت على الربنامج احلكومي)
و�أخرى يهدف حتريكها �إىل �إ�سقاطه بعد �أن يكون قد ت�شكل قانونا ،و�أ�صبح يبا�رش عمله
واخت�صا�صاته (ملتم�س الرقابة ،ملتم�س �سحب الثقة).
�أ ـ الت�صويت على برنامج احلكومة
ال ي�ستمد الت�صويت على برنامج احلكومة �أهميته فقط من كونه ي�سمح ب�إعطاء �شهادة
امليالد القانوين للجهاز التنفيذي ،و�إمنا �أي�ضا من كونه ي�شكل مرجعا ومعيارا على �ضوءه
يتوىل الربملان مراقبة عمل احلكومة وحما�سبتها .و�إذا كان د�ستور 2011من خالل ن�صه
على �أن «احلكومة تعترب من�صبة بعد ح�صولها على ثقة جمل�س النواب ،املعرب عنها بت�صويت
الأغلبية املطلقة للأع�ضاء الذين يت�ألف منهم ،ل�صالح الربنامج احلكومي» ،196قد بدا حا�سما
يف و�ضع حد لإ�شكالية التن�صيب احلكومي التي ظلت تغذي النقا�ش منذ د�ستور ،197 1992
والت�أكيد بالتايل على �أننا �أ�صبحنا �أمام تن�صيب �أحادي للحكومة من جانب جمل�س النواب،
فقد ك�شفت املمار�سة التي �صاحبت تعيني احلكومة الأوىل يف ظل الد�ستور اجلديد ،عن
ا�ستمرار االلتبا�س على هذا امل�ستوى.
ذلك �أن تعيني امللك للحكومة و�إجراء ت�سليم ال�سلط بني �أع�ضائها و�أع�ضاء حكومة
ت�رصيف الأعمال ال�سابقة قبل م�صادقة الربملان على الربنامج احلكومي جعلنا من جديد
�أمام �صيغة التن�صيب املزدوج التي كان يكر�سها د�ستور 1992ود�ستور ،1996وطرح
الت�سا�ؤل حول مدى �رشعية الت�رصفات القانونية التي قامت بها احلكومة اجلديدة خالل
الفرتة الفا�صلة بني ت�سلم �أع�ضائها ملنا�صبهم وبني ت�صويت جمل�س النواب على برناجمها.
قبل �أن يحاول القانون التنظيمي املتعلق بتنظيم وت�سيري �أ�شغال احلكومة والو�ضع القانوين
لأع�ضائها �إجالء بع�ض الغمو�ض الذي يكتنف م�س�ألة التن�صيب ،عندما عمل على ح�رص دور
احلكومة خالل هذه املرحلة يف القيام مبهام حمددة ،198تتمثل يف �إعداد الربنامج احلكومي
الذي يعتزم رئي�س احلكومة عر�ضه �أمام الربملان و�إ�صدار قرارات تفوي�ض االخت�صا�ص
�أو الإم�ضاء الالزمة ل�ضمان ا�ستمرارية املرافق العمومية ،ف�ضال عن ممار�سة ال�صالحيات
املتعلقة بـ«ت�رصيف الأمور اجلارية» ،التي حتددها الفقرة الأوىل من املادة 37من القانون
التنظيمي املذكور يف «اتخاذ املرا�سيم والقرارات واملقررات الإدارية ال�رضورية ،التدابري
امل�ستعجلة الالزمة ل�ضمان ا�ستمرارية عمل م�صالح الدولة وم�ؤ�س�ساتها ،و�ضمان انتظام
�سري املرافق العمومية» ،و�إن كان هذا الن�ص مل يحل دون ا�ستمرار الغمو�ض على هذا
امل�ستوى ،خا�صة و�أنه جعل من «احلكومة املعينة» مبثابة حكومة ت�رصيف �أعمال جديدة.
ب ـ ملتم�س الرقابة
يبقى من �أهم الآليات الرقابية والأ�سلحة التي يتوفر عليها الربملان يف مواجهة احلكومة،
بالنظر �إىل �أنه ميكن �أن ي�ؤدي �إىل حد الع�صف بها وتهديد ا�ستمرارها .وقد ظلت هذه
الآلية متاحة للربملان املغربي يف جميع الد�ساتري املتعاقبة ،و�إن كانت ال�رشوط املطلوبة يف
اللجوء �إليها ،خا�صة يف ظل ارتفاع ال�سقف القانوين املفرو�ض يف حتريكها ويف الت�صويت
عليها ،199قد جعلت �إمكانية ممار�ستها تكاد تكون متعذرة .لذلك مل يتم اللجوء �إليه طيلة
التاريخ الربملاين املغربي �إال يف منا�سبتني فريدتني ( 1964و ،)1990و�إن كان حمركيه
مل يتمكنوا ،يف املنا�سبتني معا ،من احل�صول على الت�أييد الربملاين الذي ي�سمح لهم ب�إ�سقاط
احلكومة.
بيد �أن د�ستور 2011قد �أحدث حتوال مهما يف هذا ال�صدد� ،أوال ،عندما جعل �إمكانية
اللجوء �إىل ملتم�س الرقابة من اخت�صا�ص جمل�س النواب فقط ،بعد �أن كان يف د�ستور
،1996وب�شكل غري م�ألوف يف الأنظمة التي تقوم على �أ�سا�سا التوازن بني ال�سلطتني
الت�رشيعية والتنفيذية� ،إمكانية متاحة �أي�ضا ملجل�س امل�ست�شارين .200وثانيا ،عندما عمل على
تقلي�ص الن�صاب القانوين املطلوب يف حتريكه ،الذي �أ�ضحى حمددا يف خم�س �أع�ضاء
1198املادة 38من القانون التنظيمي رقم ( 65 /13ج.ر عدد 6348بتاريخ � 2أبريل .)2015
1199كانت املبادرة بتقدميه تتطلب توقيع ربع �أع�ضاء جمل�س النواب ،بينما كان الت�صويت عليه يتطلب الأغلبية
املطلقة .وقد ظل هذا الأمر ،منذ فر�ضه يف د�ستور ( 1962الف�صل ،)81قائما يف ظل جميع الد�ساتري الالحقة
(الف�صل 74من د�ستور ،1970الف�صل 75من د�ستور ،1972الف�صل 75من د�ستور ،1992الف�صل 76
من د�ستور ،)1996با�ستثناء م�ستجد جاء به د�ستور ( 1996الف�صل )77يتعلق بفر�ض ن�صاب مغاير عندما
يتعلق الأمر مبلتم�س الرقابة الذي يقدمه جمل�س امل�ست�شارين (توقيع ثلث الأع�ضاء ،وت�صويت �أغلبية الثلثني).
2200الف�صل 77من د�ستور .1996
جمل�س النواب ،201و�إن كان الن�صاب املطلوب يف الت�صويت عليه قد ظل ثابتا يف الأغلبية
املطلقة .202مع العلم �أن هذا امللتم�س يحتاج للت�صويت عليه مرور مدة زمنية معينة ،يحددها
الد�ستور يف ثالثة �أيام على �إيداعه باملجل�س ،203كما �أن املوافقة عليه� ،إذا كانت ت�ؤدي �إىل
ا�ستقالة احلكومة بكيفية جماعية ،204ف�إنها جترد جمل�س النواب من ا�ستخدام هذا ال�سالح
مرة ثانية داخل مدة �سنة ،حتى ال ت�ؤدي كرثة الإقدام على توظيفه �إىل تقوي�ض دعائم
اال�ستقرار احلكومي وال�سيا�سي.
ج ـ ملتم�س الثقة
على خالف ملتم�س الرقابة ،الذي يتم مببادرة من الربملان ،ف�إن ملتم�س الثقة يكون
م�صدره احلكومة نف�سها .فعندما ت�شعر هذه الأخرية �أن الر�أي العام �أو الربملان مل يعد
ي�سايرها يف اختياراتها وتوجهاتها ،و�أ�ضحى يعرقل عملها ،ميكن لها �أن تلج�أ �إىل جمل�س
النواب لكي تربط ا�ستمرار وجودها بت�صويته من جديد على منح الثقة لها .هذا ما ن�صت
عليه جميع الد�ساتري املغربية ،و�آخرها د�ستور ،2011الذي �أ�شار �إىل �أنه «ميكن لرئي�س
احلكومة �أن يربط ،لدى جمل�س النواب ،موا�صلة احلكومة حتمل م�س�ؤوليتها بت�صويت
مينح الثقة ب�ش�أن ت�رصيح يديل به يف مو�ضوع ال�سيا�سة العامة� ،أو ب�ش�أن ن�ص يطلب املوافقة
عليه».205
هذه املبادرة جتعل الربملان �أمام خيارين� :إما املوافقة على ما تطلبه احلكومة ،ويف
هذه احلالة يتم �إعطاء نف�س جديد للحكومة ،وت�صبح كما لو �أنها ولدت من جديد ،لأنها
متكنت من انتزاع ت�أييد الربملان� ،أي ممثلي الأمة ،الختياراتها .و�إما معار�ضة ذلك،
والت�صويت بالأغلبية املطلقة لأع�ضاء املجل�س �ضد �إرادة احلكومة ،ويف هذه احلالة تكون
هذه الأخرية ،التي انهارت �أغلبيتها ،مرغمة على تقدمي ا�ستقالتها بكيفية جماعية ،ويف�سح
ذلك املجال لتنظيم انتخابات ت�رشيعية �سابقة لأوانها ،وبالتايل اللجوء لتحكيم الناخبني يف
اخلالف ال�سيا�سي القائم بني احلكومة والربملان ،و�إن كانت هذه الإمكانية مل ي�سبق �أن مت
اللجوء �إليها على الإطالق ،وبالتايل ظل هذا املقت�ضى الد�ستوري الذي ينظمها معطال.
اجلامعي والأكادميي ،عادة ما ين�رصف �إىل قيا�س ت�أثري ووقع �سيا�سة عمومية من خالل
معايري متعددة على �ضوء الأهداف التي ر�صدت لها ( ،)L’évaluation de l’impactبينما
ت�ستهدف املراقبة التحقق مما �إذا كانت النفقات العمومية قد جرى تنفيذها بكيفية فعالة
وباحرتام لقواعد التدبري اجليد.208
ثانيا ـ �أن مفهوم تقييم ال�سيا�سات العمومية هو نف�سه مفهوما متحوال .فبعد �أن كان يتخذ
يف ال�سابق بعدا تقنيا ين�صب حول مراقبة ما �إذا كان قد جرى تطبيق كل مقت�ضى وفقا ملا
هو حمدد يف دفرت التحمالت� ،أ�صبحت املقاربة اجلديدة للتقييم ت�ستهدف بحث ما �إذا كانت
�سيا�سة عمومية ما قد حققت الأهداف املحددة لها بالنظر �إىل الكلفة التي كانت لها على
م�ستوى املجتمع.
ثالثا ـ تعدد اجلهات التي تتوىل ممار�سة هذه الوظيفة� ،إىل درجة مل تعد تنح�رص يف
م�ؤ�س�سات وهيئات حمددة مثل الربملان واملجل�س الأعلى للح�سابات و�أجهزة التفتي�ش
الكربى يف كل دولة بل دخلت على خط التقييم جهات �أخرى من قبيل الإح�صاء العمومي
واجلامعيني ،واملواطنني وهيئات املجتمع املدين ...لذلك ،مل يعد تقييم ال�سيا�سات العمومية
ق�ضية خا�صة باملقررين (� ،)les décideursأي الربملان ،واملنفذين (les operateurs de mise
)en ouvre de cette politiqueفقط و�إمنا �أي�ضا مو�ضوعا ملمثلي املواطنني املعنيني بكيفية غري
مبا�رشة بهذه ال�سيا�سات التي يجري تقييمها.
208. Antoine Bozio : "comment évaluer les politiques publiques ?" problèmes économiques ; hors-
serie n 4 septembre 2013.
2209الف�صل 101من د�ستور .2011
�أوال ـ حتديد الهدف منها ،واملتمثل يف القيام «ب�إجراء �أبحاث وحتاليل ،للتعرف على
نتائج ال�سيا�سات والربامج العمومية ،وقيا�س ت�أثرياتها على الفئات املعنية وعلى املجتمع
ومدى حتقيقها للأهداف املتوقعة ،وحتديد العوامل التي �أدت �إىل بلوغ هذه النتائج».210
ثانيا ـ �ضبط الإجراءات املتبعة يف تفعيلها ،من خالل الن�ص على حتديد اجلل�سة اخلا�صة
بها يف الن�صف الأول من دورة �أبريل من كل �سنة ،211وحتديد مكتب املجل�س لل�سيا�سة
العمومية املراد تقييمها يف م�ستهل دورة �أكتوبر من كل �سنة ت�رشيعية ،وذلك بناء على
اقرتاح من ر�ؤ�ساء الفرق واملجموعات الربملانية ،و�إحاطة رئي�س احلكومة علما بذلك.212
ولو �أن مرور �أربع �سنوات على دخول الد�ستور الذي ن�ص عليها حيز التنفيذ مل يكن كافيا
لعقد �أية جل�سة من هذا النوع.
ثالثا ـ تو�سيع دائرة توظيف هذه الإمكانية من خالل اال�ستعانة مب�ؤ�س�سات �أخرى للقيام
بهذه املهمة ،حيث ميكن للمجل�س �أن يطلب من املجل�س االقت�صادي واالجتماعي والبيئي،
�أو �إحدى هيئات احلكامة املن�صو�ص عليها يف الف�صول من � 161إىل 170من الد�ستور� ،إبداء
الر�أي� ،أو �إعداد درا�سة� ،أو بحث حول ال�سيا�سة العمومية املحددة من قبل مكتب املجل�س
واملراد تقييمها.213
علما �أن حماوالت �أخرى للم�ؤ�س�سة الت�رشيعية لتعزيز دورها يف جمال تقييم ال�سيا�سات
العمومية ،وخا�صة تلك التي كانت تق�ضي بجعل مهمة التقييم هاته من اخت�صا�ص اللجان
الدائمة ،عرب �إعطاءها الإمكانية لتخ�صي�ص �أحد اجتماعاتها لتقييم ال�سيا�سات العمومية اخلا�صة
بالقطاعات التي تدخل �ضمن اخت�صا�صها ،كانت قد ا�صطدمت بحاجز املجل�س الد�ستوري،
الذي اعترب وظيفة التقييم تتم على م�ستوى اجلل�سات العامة للربملان ولي�س اللجان.214
الآليات املعنية مبمار�سته .يف هذا الإطار �أ�صبح احلديث قويا عما يعرف بالدبلوما�سية
املوازية ،التي تتج�سد �إما يف �شكل دبلوما�سية �شعبية �أو مدنية �أو حزبية ـ بح�سب اختالف
الت�سميات املتداولة ـ ت�ضطلع بها الأحزاب ال�سيا�سية والهيئات املدنية يف جميع البلدان� ،أو
يف �شكل دبلوما�سية برملانية ارتبطت بالعالقات التي �أ�ضحت امل�ؤ�س�سات الربملانية يف كل
بلد تن�سجها على امل�ستوى اخلارجي يف �إطار الهيئات الربملانية الدولية وغريها من املحافل
الدولية...
الف�صل الرابع
�سواء يف �إطار عملها الت�رشيعي �أو الرقابي �أو التقييمي تتقاطع امل�ؤ�س�سة الت�رشيعية مع عدد
من امل�ؤ�س�سات الد�ستورية الأخرى .هذا الأمر �إذا كان يظهر �أ�سا�سا يف العالقة مع ال�سلطة
التنفيذية (امللك واحلكومة) ،ف�إنه ال يتوقف عندها بل ميتد لي�شمل �أي�ضا ال�سلطة الق�ضائية
مبعناها الوا�سع� ،أي مبا يف ذلك الق�ضاء الد�ستوري والق�ضاء املايل ،و«م�ؤ�س�سات وهيئات
حماية احلقوق واحلريات واحلكامة اجليدة والتنمية الب�رشية وامل�ستدامة والدميقراطية
الت�شاريكية» ،التي وردت الإ�شارة �إليها يف الف�صول من � 161إىل 170من د�ستور ،2011
ويف ف�صول �أخرى من نف�س الد�ستور .وميكن �أن ن�ضيف �إىل ذلك املجتمع املدين ،رغم �أنه
ال يندرج يف �إطار امل�ؤ�س�سات الد�ستورية ،بالنظر �إىل الدور الذي �أ�ضحى يلعبه يف العملية
الت�رشيعية يف �إطار ما يعرف بـ«الدميقراطية الت�شاركية» التي احتلت حيزا هاما يف الد�ستور
اجلديد.
11يتجلى ذلك يف تن�صي�ص الد�ستور ،ولأول مرة ،على ت�صويت جمل�س النواب على برنامج احلكومة ،بعد ان
كانت هذه الأخرية تعترب من�صبة مبجرد ت�سليمها ظهائر تعيني �أع�ضائها.
22الف�صل 88من د�ستور .2011
جمل�س النواب على برناجمها ،3خا�صة يف ظل �صدور ظهري تعيني �أع�ضائها قبل
تقدمي الربنامج احلكومي .4فرغم �أن القانون التنظيمي املتعلق بتنظيم وت�سيري �أ�شغال
احلكومة والو�ضع القانوين لأع�ضائها ،5حاول معاجلة هذه امل�س�ألة من خالل �إ�ضفاء
�صفة ت�رصيف الأعمال على احلكومة ،والتحديد احل�رصي للمهام التي متار�سها ،ف�إن
ذلك ال يبدو يف نظرنا جتاوزا للإ�شكال املطروح� .إذ عالوة على �أنه يجعل حكومة
ت�رصيف �أعمال حتل حمل حكومة ت�رصيف �أعمال ،مبا متثله هذه الو�ضعية من �شذوذ
مقارنة مبا هو معمول به يف عدد من التجارب املقارنة ،ف�إن تكري�سه ل�صدور ظهائر
تعيني �أع�ضاء احلكومة قبل ت�صويت جمل�س النواب على برناجمها ي�شو�ش كثريا على
ما هو وا�ضح يف الف�صل 88من الد�ستور� ،أي التن�صيب الأحادي للحكومة من جانب
الربملان .لذلك ،كان احلل املنا�سب ،يف تقديرنا ،هو ا�ستمرار احلكومة التي انتهت
مدة واليتها مع �إعالن نتائج االنتخابات يف ت�رصيف الأعمال �إىل حني ت�صويت جمل�س
النواب على الربنامج املعد من طرف رئي�س احلكومة املعني بناء على م�شاوراته مع
حلفائه املحتملني ،على �أن يتلوا ذلك مبا�رشة تعيني �أع�ضاء احلكومة.
عموما ،ف�إن العالقة بني امللك والربملان ،تتمحور حول �أربعة جوانب �أ�سا�سية ،تتعلق
مبا يتوفر عليه امللك من �سلطات رمزية وتوجيهية �إزاءه ،وتدخله يف الوظيفة الت�رشيعية
التي يعطيه الد�ستور �صالحية ممار�ستها ،6وجلوئه �إليه من �أجل تعديل الد�ستور ،ف�ضال
عن حتكمه يف م�صريه من خالل امتالكه ل�سلطة حله.
�أ ـ �سلطات ذات طابع ت�أ�سي�سي
�إذا كان امللك قد ظل ي�شرتك مع الربملان يف ممار�سة �سلطة تعديل الد�ستور يف جميع
الد�ساتري املغربية ال�سابقة ـ با�ستثناء د�ستور 1962الذي كانت فيه ال�سلطة الت�أ�سي�سية الفرعية
33ب�صدد هذا النقا�ش الذي �أثاره مو�ضوع التن�صيب احلكومي يراجع الكتيب اجلماعي حول «التن�صيب الربملاين
حلكومة بن كريان الثانية� :إ�شكاليات ومواقف» ،تن�سيق ح�سن طارق ،من�شورات �سل�سلة احلوار العمومي،
�سنة .2013
� 44صدر ظهري تعيني رئي�س احلكومة (الظهري رقم )1.11.183بتاريخ 29نونرب ( 2011ج .ر عدد 6000
بتاريخ فاحت دجنرب ،)2011و�صدر ظهري تعيني �أع�ضاء احلكومة (ظهري رقم ) 1.12.01بتاريخ 3يناير
،2012بينما مل يعر�ض الربنامج احلكومي على �أنظار الربملان �إال بتاريخ 19يناير ،2012ومل تتم امل�صادقة
عليه �إال بتاريخ 26يناير من نف�س ال�سنة.
55القانون التنظيمي رقم ( 065.13ج.ر عدد 6348بتاريخ � 2أبريل .)2015
66يتجلى ذلك يف تن�صي�ص الد�ستور ،ولأول مرة ،على ت�صويت جمل�س النواب على برنامج احلكومة ،بعد ان
كانت هذه الأخرية تعترب من�صبة مبجرد ت�سليمها ظهائر تعيني �أع�ضائها.
اخت�صا�صا م�شرتكا بني رئي�س احلكومة والربملان ـ ف�إن د�ستور ،2011و�إن �أعاد لرئي�س
احلكومة اخت�صا�صا كان قد فقده يف الد�ساتري الالحقة على �أول د�ستور مغربي ،فقد عزز
من �سلطات امللك يف هذا املجال .فعالوة على �أن هذا الد�ستور �أبقى على اخت�صا�صه يف
املبادرة املبا�رشة لتعديل الد�ستور عرب �آلية اال�ستفتاء ،7وكر�س حتكمه يف مبادرة احلكومة
والربملان يف هذا املجال� ،سواء من خالل �إجبارية مرور م�رشوع املراجعة الذي يتقدم
به رئي�س احلكومة على املجل�س الوزاري الذي ينعقد برئا�سته� ،8أو من خالل عر�ض
م�رشوع �أو مقرتح تعديل الد�ستور الذي يتم مببادرة برملانية �أو حكومية على اال�ستفتاء بعد
�أن يكون الربملان قد �أقرهما وفقا للن�صاب الد�ستوري املحدد ،9فقد �أعطاه �إمكانية جديدة
لتعديل الد�ستور عرب اللجوء �إىل الربملان.
هذه الإمكانية ،و�إن كانت مقيدة ببع�ض ال�رشوط ،من قبيل اقت�صارها على بع�ض
املقت�ضيات من الد�ستور ،10وا�ست�شارة رئي�س املحكمة الد�ستورية قبل الإقدام عليها،11
واعتمادها ب�أغلبية ثلثي �أع�ضاء الربملان امللتئم يف �إطار اجتماع م�شرتك ،12ف�ضال عن
مراقبة املحكمة الد�ستورية ل�صحة �إجراء هذه املراجعة و�إعالن نتائجها ،13ف�إن ذلك ال مينع
من القول �إن هذا املقت�ضى اجلديد «يحمل داللة قاطعة على دعم هيمنة امللكية على �أهم �سلطة
يف الد�ستور �أال وهي ال�سلطة الت�أ�سي�سية الفرعية� ،أي �سلطة التعديل الد�ستوري».14
ب ـ �سلطات ذات طابع رمزي وتوجيهي
تتجلى يف رئا�سة امللك الفتتاح ال�سنة الت�رشيعية ،وبالذات دورة �أكتوبر ،التي تكون
منا�سبة يوجه من خاللها خطابا �إىل الربملان ،عادة ما يت�ضمن بع�ض التوجيهات يف املجال
الت�رشيعي .هذه ال�صالحية �إذا كانت قد كر�ستها جميع الد�ساتري املغربية ،ف�إنها اختلفت من
حيث «احل�صانة» التي �أ�صبغتها عليها بني د�ساتري منعت مناق�شتها ب�شكل مطلق ،عندما
ن�صت على �أن «للملك �أن يخاطب الأمة والربملان ويتلى خطابه �أمام كال املجل�سني ،وال
ميكن �أن يكون م�ضمونه مو�ضوع �أي نقا�ش» (جميع الد�ساتري الالحقة على د�ستور 1962
�إىل غاية د�ستور ،)1996و�أخرى اكتفت بحظر مناق�شتها على الربملان فقط ،كما هو الأمر
بالن�سبة لد�ستور ،1962الذي ن�ص على �أن «للملك �أن يخاطب الربملان والأمة ،وال ميكن
�أن يكون م�ضمون ما يخاطبهما به مو�ضوع نقا�ش من طرف الربملان» ،15وكذلك د�ستور
،2011الذي ن�ص هو الآخر على �أن «للملك �أن يخاطب الأمة والربملان ،ويتلى خطابه
�أمام كال املجل�سني ،وال ميكن �أن يكون م�ضمونه مو�ضوع �أي نقا�ش داخلهما».16
علما �أن توفر امللك على هذا احلق �إذا كان ي�ساير ما هو قائم يف معظم التجارب الدولية،
التي تقت�ضي التقاليد ال�سيا�سية والد�ستورية املتبعة فيها� ،أن يكون لرئي�س الدولة احلق يف
توجيه خطب �إىل الربملان تكون منا�سبة ي�ستطيع من خاللها لفت االنتباه �إىل بع�ض الق�ضايا
التي تتطلب معاجلتها �صدور ن�صو�ص ت�رشيعية ،ف�إن ذلك ال يعني �أن هذا اخلطاب يتخذ
يف ال�سياق املغربي نف�س احلمولة ويحمل نف�س الداللة ويكون له نف�س التمثل لدى امل�ؤ�س�سة
الربملانية وعموم الطبقة ال�سيا�سية .ف�إذا كان من الراجح �أن خطاب رئي�س الدولة يف البلدان
الدميقراطية عادة ما يتخذ طابعا توجيهيا و�إر�شاديا ورمزيا حتى ،فقد جتاوز اخلطاب
امللكي يف ال�سياق ال�سيا�سي املغربي الطابع التوجيهي ليتخذ طابعا تقريريا وتقييميا� .إذ ميكن
�أن ي�ؤدي �إىل فر�ض بع�ض التدابري املتعلقة بالت�رشيع املايل ،17و�أن يوظف يف تقييم �أداء
املجال�س اجلماعية ،18ويف ترتيب �أجندة «املخطط الت�رشيعي»...19
ج ـ �سلطات ذات طابع ت�رشيعي
�إذا كانت ال�سلطات الت�رشيعية للملك ،خا�صة تلك التي يتوفر عليها يف الظروف العادية،
كثريا ما كانت مو�ضوع نقا�ش ،وانتقاد حتى ،ف�إن الظروف التي و�ضع فيها د�ستور ،2011
و�إن �سمحت ب�إحداث بع�ض التعديل على هذا امل�ستوى ،ف�إن ذلك مل مينع من ا�ستمرار توفر
امللك على �صالحيات ت�رشيعية ،تتخذ ثالثة مظاهر �أ�سا�سية ،ميكن حتديدها يف ما يلي:
�أوال ـ احتكار الت�رشيع يف املجال الديني� ،إذ مل مينع تن�صي�ص الد�ستور على «ممار�سة
الربملان لل�سلطة الت�رشيعية» ،20من �أن يتكر�س الت�رشيع يف احلقل الديني كمجال حمفوظ
للملك .وهو الأمر الذي يبدو وا�ضحا من خالل ن�ص الد�ستور على �أن «ميار�س امللك
ال�صالحيات الدينية املتعلقة ب�إمارة امل�ؤمنني ،واملخولة له ح�رصيا مبق�ضى هذا الف�صل،
بوا�سطة ظهائر» .21علما �أن الت�رشيع يف هذا املجال ظل من قبل ،يف واقع املمار�سة،
اخت�صا�صا ملكيا من دون �أن يكون هناك ن�ص د�ستوري يعطيه �رصاحة ممار�سة هذه
ال�صالحية ،اللهم ما يتعلق بـ«�إمارة امل�ؤمنني» املن�صو�ص عليها يف الف�صل 19والت�أويالت
التي خ�ضعت لها.
ثانيا ـ �إ�صدار الأمر بتنفيذ القوانني بعد �أن تكون قد ا�ستنفذت جميع املراحل التي تتطلبها
امل�سطرة الت�رشيعية ،مبا يف ذلك حمطة الق�ضاء الد�ستوري ،التي تعد �إجبارية بالن�سبة
لبع�ضها (القوانني التنظيمية ،النظامان الداخليان ملجل�سي الربملان) ،واختيارية للبع�ض
الآخر (القوانني العادية).
ثالثا ـ الإمكانية املتاحة له لطلب قراءة جديدة مل�شاريع ومقرتحات القوانني� ،22أي ما
يعرف يف بلدان �أخرى بحق االعرتا�ض الرئا�سي ،يف احلالة التي قد تكون له مالحظات
حول م�ضامينها ،و�إن كانت هذه �إمكانية املخولة له بالن�سبة جلميع �أنواع القوانني ال�صادرة
عن الربملان ،قد طر�أت عليها بع�ض التعديالت يف د�ستور ،2011خا�صة من خالل حذف
الإمكانية التي كانت تتيحها له الد�ساتري ال�سابقة من �أجل اللجوء �إىل اال�ستفتاء بعد تعرفه على
موقف الربملان من الن�ص مو�ضوع القراءة اجلديدة ،وفقا ملا �أ�رشنا �إىل ذلك عند حديثنا عن
مراحل امل�سطرة الت�رشيعية يف الف�صل الثالث من هذا الكتاب.
�إىل جانب هذه ال�صالحيات املبا�رشة التي يتوفر عليها امللك يف جمال الت�رشيع ،يتوفر
�أي�ضا على �صالحيات ت�رشيعية �أخرى غري مبا�رشة .ذلك �أن فر�ض حالة اال�ستثناء تخوله
«�صالحية اتخاذ الإجراءات التي يفر�ضها الدفاع عن الوحدة الرتابية ،ويقت�ضيها الرجوع،
يف �أقرب الآجال� ،إىل ال�سري العادي للم�ؤ�س�سات الد�ستورية» ،23مبا يف ذلك «الإجراءات
الت�رشيعية» حتى ولو �أن اللجوء �إىل �إعالن هذه احلالة ال يرتتب عليه حل الربملان ،و�إن
كان �إقدام امللك على ممار�سة الوظيفة الت�رشيعية يف ظل حالة اال�ستثناء يطرح الت�سا�ؤل
حول جدوى ا�ستمرار الربملان قائما �إذا مل يكن �سي�ستمر يف ممار�سة هذه الوظيفة .كما �أن
�سكوت الد�ستور على من ميلك الوظيفة الت�رشيعية خالل الفرتة الفا�صلة بني حل الربملان
وانتخاب برملان جديد ،واملحددة يف �ستني يوما ،قد ال مينع من تطويع مقت�ضيات الف�صل
42من الد�ستور لت�صب يف اجتاه تخويل هذه الإمكانية للملك باعتباره «�ضامن دوام الدولة
وا�ستمرارها».
د ـ �سلطات تتعلق بحل الربملان
ال تنح�رص �صالحيات امللك يف عالقته بالربملان عند حدود التوجيه و«اقتطاع» بع�ض
�سلطاته الت�رشيعية� ،أو الت�أثري يف مبادراته الت�أ�سي�سية ،و�إمنا تتعدى ذلك �إىل حد التحكم يف
م�صريه ،وو�ضع حد لوجوه املادي .وهي ال�صالحية التي ميار�سها �إما عرب اللجوء املبا�رش
�إىل حل الربملان ،ككل �أو حل �أحد جمل�سيه� ،أو عرب املوافقة على مبادرة رئي�س احلكومة
بحل جمل�س النواب ،على اعتبار �أن الإقدام على �أن هذه املبادرة من جانب رئي�س احلكومة
يتطلب ا�ست�شارة امللك (ف�ضال عن رئي�س املحكمة الد�ستورية) ،و�أن مر�سوم احلل يعر�ض
على املجل�س الوزاري ،24و�إن كانت هذه ال�صالحية التي يتوفر عليها امللك �إزاء الربملان
حتتاج �إىل نقا�ش ،خا�صة من ناحية مدى ان�سجامها مع مبد�أ الف�صل املرن لل�سلطات.
ف�إذا كانت التطبيقات ال�سائدة لهذا املبد�أ تروم �إقامة توازن بني ال�سلطة التنفيذية� ،أو
بالأحرى احلكومة ،وال�سلطة الت�رشيعية عرب �إعطاء الأوىل �إمكانية اللجوء �إىل حل الثانية
كمقابل للم�س�ؤولية ال�سيا�سية للثانية �أمام الأوىل ،ف�إن ما يالحظ بالن�سبة للحالة املغربية هو
�أن امللك غري منتخب ،ويتوفر على �صالحيات وا�سعة ،ويف نف�س الوقت ال يرتبط بالربملان
ب�أية م�س�ؤولية �سيا�سية ،وال يت�صور بالتايل وجود ف�صل لل�سلطات على م�ستواه .لذلك ،ف�إن
التطبيق ال�سليم لهذا املبد�أ كان يقت�ضي جعل هذه ال�صالحية من اخت�صا�ص رئي�س احلكومة،
بحيث يكون اتخاذ قرار احلل من اخت�صا�صه هو حتى ولو كان امللك من الناحية ال�شكلية هو
الذي يعلن عنه ،متاما كما هو موجود يف الأنظمة الربملانية ،ملكية كانت �أو جمهورية.
الربملان بق�صد امل�صادقة عليها عند انتهاء الأجل ااملحدد لها ،بينما تتحدد يف احلالة الثانية يف
�رضورة االتفاق امل�سبق مع اللجان الربملانية التي يعنيها الأمر ،ف�ضال عن عر�ضها على
الربملان بغر�ض امل�صادقة عليها خالل دورته العادية املوالية.
ثالثا ـ تدخل احلكومة يف امل�سطرة الت�رشيعية ،الذي يتخذ عدة �أ�شكال ،تتجلى
�أ�سا�سا يف م�شاركة الربملان يف املبادرة الت�رشيعية 31ويف حق التعديل ،32والتحكم يف
حتديد جدول �أعمال الربملان عرب فر�ض �أ�سبقية م�شاريع القوانني على مقرتحات
القوانني ،33والدفع بعدم قبول املقرتحات والتعديالت التي تقدر احلكومة �أنها ال
تدخل يف جمال اخت�صا�ص الربملان ،34واالعرتا�ض على التعديالت التي مل تعر�ض
من قبل على اللجنة املعنية ،35وتلك التي يكون هدفها تخفي�ض املوارد العمومية �أو
�إحداث نفقات جديدة �أو الزيادة يف نفقات موجودة ،36وطلب البث بت�صويت واحد
يف الن�ص مع االقت�صار على التعديالت املقرتحة �أو املقبولة من طرفها ،37ف�ضال عن �إنهاء
دورات الربملان مبر�سوم ،38والدعوة لعقد دورات ا�ستثنائية للربملان.39
رابعا ـ هيمنة احلكومة على الت�رشيع املايل ،حيث ال يزال الد�ستور مينح لها �صالحيات
وا�سعة يف هذا املجال ،بال�شكل الذي ي�سمح لها بالتحكم لي�س فقط يف املبادرة الت�رشيعية
و�إمنا� ،أي�ضا ،يف باقي امل�سار الذي يقود نحو امل�صادقة على امل�رشوع ،ال�شيء الذي توقفنا
عنده بنوع من التف�صيل عند حديثنا عن الوظيفة املالية للربملان يف الف�صل الثالث من هذا
الكتاب ،ولن نعود �إليه جتنبا للتكرار.
ب ـ عقلنة مراقبة الربملان للحكومة
يف مقابل و�سائل الت�أثري التي متلكها احلكومة �إزاء الربملان ،يتوفر هذا الأخري هو كذلك
على بع�ض الو�سائل التي ت�سمح له مبراقبة عمل احلكومة ،ومواجهة كل «تغول» من
جانبها .لكنها تبقى يف جمملها و�سائل حمدودة الت�أثري بالنظر لالعتبارات التالية:
�أوال ـ �أن �أكرث الو�سائل الرقابية ا�ستعماال من طرف الربملان ال ترتتب عنها �إثارة
امل�س�ؤولية ال�سيا�سية للحكومة ،مثل الأ�سئلة الرقابة مبختلف �أ�صنافها ،وجلان تق�صي
احلقائق ،و«جل�سات اال�ستماع» �إىل �أع�ضاء احلكومة التي تتم على م�ستوى اللجان الدائمة،
وبالتايل تبقى ذات ت�أثري «معنوي و�أدبي» ،لي�س �إال.
ثانيا ـ الت�شدد يف ال�رشوط املطلوبة ال�ستخدام الربملان لبع�ض الو�سائل الرقابية التي تتيح
�إمكانية �إثارة امل�س�ؤولية ال�سيا�سية للحكومة ،وخا�صة ملتم�س الرقابة� .إذ رغم �أن د�ستور
،2011قد خف�ض الن�صاب القانوين املطلوب لتقدمي ملتم�س الرقابة ،الذي �أ�صبح حمددا يف
خم�س �أع�ضاء جمل�س النواب ،40ف�إن تبنيه من طرف املجل�س يبدو م�س�ألة �صعبة �إن مل تكن
م�ستحيلة يف ظل وجود �أغلبية برملانية م�ساندة للحكومة ،وبالتايل ال ميكن ت�صوره �إال يف
ظل انهيار هذه الأغلبية .وهو �أمر ناذر احلدوث يف ال�سياق ال�سيا�سي املغربي.
ثالثا ـ جتاهل التن�صي�ص على و�سائل رقابية تبدو ذات فعالية �أكرب يف عالقة الربملان
باحلكومة يف الكثري من الأنظمة الربملانية ،مثل «اال�ستجواب» ،حيث ن�صت العديد من
الد�ساتري ،مبا يف ذلك بع�ض الد�ساتري العربية ،كالد�ستور الكويتي 41والد�ستور امل�رصي،42
على حق ع�ضو �أو جمموعة من الأع�ضاء يف الربملان ا�ستجواب وزير معني �أو الوزراء
للوقوف على احلقيقة يف �ش�أن ق�ضية من الق�ضايا التي تهم القطاع احلكومي الذي ي�رشفون
عليه.
رابعا ـ حتكم اجلهاز التنفيذي يف م�صري الربملان� ،أو على الأ�صح جمل�س النواب،
حيث �أ�صبح رئي�س احلكومة يف ظل د�ستور 2011يتوفر على �صالحية حل جمل�س النواب،
كمقابل لل�صالحيات التي ميلكها هذا الأخري يف الت�صويت على الربنامج احلكومي ،وبالتايل
التحكم يف امليالد القانوين لها ،و�إن كانت هذه الإمكانية م�رشوطة ،كما قلنا من قبل،
با�ست�شارة امللك ،ورئي�س املحكمة الد�ستورية ،ووجوب عر�ض مر�سوم احلل على املجل�س
440الفقرة 1من الف�صل 105من د�ستور .2011
441تن�ص املادة 100من الد�ستور الكويتي ل�سنة 1962على �أنه «لكل ع�ضو من �أع�ضاء جمل�س الأمة �أن يوجه �إىل رئي�س
جمل�س الوزراء و�إىل الوزراء ا�ستجوابات عن الأمور الداخلة يف اخت�صا�صاتهم .وال جتري املناق�شة يف اال�ستجواب
�إال بعد ثالثة �أيام على الأقل من يوم تقدميه ،وذلك يف غري حالة اال�ستعجال وموافقة الوزير .ومبراعاة املادة 101
و 102من الد�ستور يجوز �أن ي�ؤدي اال�ستجواب �إىل طرح مو�ضوع الثقة على املجل�س».
442تن�ص املادة 130من الد�ستور امل�رصي ل�سنة 2014على �أنه «لكل ع�ضو يف جمل�س النواب توجيه ا�ستجواب لرئي�س
جمل�س الوزراء� ،أو �أحد نوابه� ،أو �أحد الوزراء� ،أو نوابهم ،ملحا�سبتهم عن ال�ش�ؤون التي تدخل يف اخت�صا�صاتهم.
ويناق�ش املجل�س اال�ستجواب ،بعد �سبعة �أيام على الأقل من تاريخ تقدميه ،وبحد �أق�صى �ستون يوما� ،إال يف حاالت
اال�ستعجال التي يراها ،وبعد موافقة احلكومة».
الوزاري ،ف�ضال عن تقدمي رئي�س احلكومة لت�رصيح �أمام جمل�س النواب يت�ضمن ب�صفة
خا�صة دوافع قرار احلل و�أهدافه.43
�أوال ـ �أن الربملان هو الذي يعني ن�صف �أع�ضاء املحكمة الد�ستورية (ثالثة ينتخبهم جمل�س
النواب وثالثة ينتخبهم جمل�س امل�ست�شارين) ،49وي�صادق على الن�صو�ص القانونية املنظمة
لها (القانون التنظيمي اخلا�ص باملحكمة املذكورة) ،50ولبع�ض االخت�صا�صات اجلديدة التي
�أ�ضحت متار�سها (القانون التنظيمي املتعلق بالدفع بعدم الد�ستورية) .51
ثانيا ـ �أن املحكمة الد�ستورية هي التي تتوىل البث يف مدى �صحة انتخاب �أع�ضاء
الربملان ،52و�شغور املقاعد الربملانية ،53والتجريد من ال�صفة الربملانية ،54وكذا يف النزاع
الذي ميكن �أن يثور بني الربملان واحلكومة يف حالة �إقدام هذه الأخرية على «اتهام»
الربملان بالتعدي على اخت�صا�صاتها ،وطرح تعديالت �أو مقرتحات تتجاوز نطاق القانون
لت�شمل نطاق التنظيم.55
�أوال ـ مراقبة الت�رصيح باملمتلكات الذي يقوم به الربملانيني ،ب�صفته جهاز الرقابة العليا
على املال العام ،على اعتبار �أن ه�ؤالء يخ�ضعون �إىل هذا النظام ،حتت طائلة التجريد من
ال�صفة الربملانية يف حالة االمتناع عن القيام بالت�رصيح� ،أو الإدالء بت�رصيح غري كامل،
�أو ال يطابق ما هو من�صو�ص عليه يف القانون املنظم للت�رصيح باملمتلكات بالن�سبة لأع�ضاء
الربملان ،كما �سنو�ضح ذلك يف الف�صل اخلام�س اخلا�ص بالنظام القانوين لأع�ضاء الربملان.
ثانيا ـ تقدمي امل�ساعدة للربملان يف املجاالت املتعلقة مبراقبة املالية العامة ،والإجابة
عن الأ�سئلة واال�ست�شارات املرتبطة بوظائفه يف الت�رشيع واملراقبة والتقييم املتعلقة باملالية
العامة.58
ثالثا ـ توجيه التقرير ال�سنوي املت�ضمن جلميع �أعماله �إىل رئي�سي جمل�سي الربملان
(بالإ�ضافة �إىل امللك ورئي�س احلكومة).59
رابعا ـ تقدمي عر�ض عن �أعمال املجل�س ،من طرف الرئي�س الأول له� ،أمام الربملان،
على �أ�سا�س �أن يكون متبوعا مبناق�شة .60وهو العر�ض الذي يقدم �أمام الربملان منعقدا يف
جل�سة م�شرتكة ملجل�سيه ،يف وقت تتم فيه مناق�شته داخل كل جمل�س على حدة بني �أع�ضائه
وبني احلكومة ،كما �أكد على ذلك املجل�س الد�ستوري ،لدى اعرتا�ضه على اقرتاح ملجل�س
النواب كان يروم جعل تقدمي العر�ض املذكور يتم �أمام كل جمل�س ب�صفة منفردة.61
خام�سا ـ فح�ص النفقات املتعلقة باحلمالت االنتخابية ،62ويف مقدمتها تلك املتعلقة
باالنتخابات الت�رشيعية اخلا�صة مبجل�س النواب وجمل�س امل�ست�شارين ،ف�ضال عن ممار�سة
الرقابة العليا على تنفيذ قوانني امليزانية التي ت�صدر عن الربملان.63
د�ستور 2011بع�ض الأدوار على هذا امل�ستوى لهيئات وم�ؤ�س�سات عمل على د�سرتتها �أو
�إحداثها ،ف�ضال عن هيئات املجتمع املدين.
يتم الن�ص عليه يف الد�ستور �إال بالن�سبة للمجل�س االقت�صادي واالجتماعي ،66حيث ي�شري
الف�صل 152على �أن «للحكومة وملجل�س النواب وملجل�س امل�ست�شارين �أن ي�ست�شريوا املجل�س
االقت�صادي واالجتماعي والبيئي يف جميع الق�ضايا ،التي لها طابع اقت�صادي واجتماعي
وبيئي» .بينما يجد هذا االخت�صا�ص م�صدره بالن�سبة للهيئات الأخرى يف القوانني املنظمة
لها ،وخا�صة املجل�س الوطني حلقوق الإن�سان ،الذي ين�ص الظهري املحدث له على �أنه «يقدم
للربملان واحلكومة ،بناء على طلب �أي منهما ،امل�ساعدة وامل�شورة ب�ش�أن مالءمة م�شاريع
ومقرتحات القوانني مع املعاهدات الدولية املتعلقة بحقوق الإن�سان التي �صادقت عليها اململكة
�أو ان�ضمت �إليها» ،67والهي�أة العليا لالت�صال لل�سمعي الب�رصي ،التي ي�شري ظهري �إحداثها �إىل
�أن من بني مهامها «�إبداء الر�أي للربملان واحلكومة يف كل ق�ضية يحيلها �إليه الوزير الأول
�أو رئي�سا جمل�سي الربملان فيما يتعلق بقطاع االت�صال ال�سمعي الب�رصي» ،و«�إبداء الر�أي
وجوبا لرئي�سي جمل�سي الربملان ب�ش�أن مقرتحات القوانني املتعلقة بقطاع االت�صال ال�سمعي
الب�رصي قبل عر�ضها على املجل�س املعني بالأمر» .68ف�ضال عن جمل�س املناف�سة ،حيث ي�شري
القانون املحدث له على �أنه «ميكن ا�ست�شارة املجل�س من طرف اللجان الدائمة بالربملان يف
مقرتحات القوانني ،وكذا يف كل م�س�ألة متعلقة باملناف�سة».69
ثالثا ـ تقدمي الهيئات وامل�ؤ�س�سات املذكورة لتقارير �سنوية �إىل الربملان تتعلق بعملها،
والتي تكون مو�ضوع مناق�شة من قبله ،70و�إن كانت بع�ض هذه الهيئات توجه للربملان
�أكرث من تقرير ،كما هو الأمر بالن�سبة للمجل�س الأعلى لالت�صال ال�سمعي الب�رصي امللزم،
ف�ضال عن التقرير ال�سنوي املذكور ،ب�أن يوجه �إىل رئا�سة جمل�سي الربملان ،و�إىل احلكومة
وامل�س�ؤولني عن الأحزاب ال�سيا�سية واملنظمات النقابية والغرف املهنية املمثلة يف الربملان،
بيان املدة الزمنية التي ا�ستغرقتها مداخالت ال�شخ�صيات ال�سيا�سية �أو النقابية �أو املهنية يف
برامج �أجهزة الإذاعة والتلفزة ،مع �إرفاقه باملالحظات التي قد �أبداها يف هذا ال�ش�أن.71
666ين�ص الف�صل 152من د�ستور 2011على �أنه «للحكومة وملجل�س النواب وملجل�س امل�ست�شارين �أن ي�ست�شريوا املجل�س
االقت�صادي واالجتماعي والبيئي يف جميع الق�ضايا ،التي لها طابع اقت�صادي واجتماعي وبيئي».
667املادة 16من ظهري 1.11.19ال�صادر بتاريخ فاحت مار�س 2011ب�إحداث املجل�س الوطني حلقوق الإن�سان (ج.ر
عدد 5922بتاريخ 3مار�س .)2011
668املادة 3من ظهري رقم � 1.2.212صادر بتاريخ 31غ�شت 2002يق�ضي ب�إحداث الهي�أة العليا لالت�صال ال�سمعي
الب�رصي ،كما مت تغيريه وتتميمه �سنتي 2003و.2008
669املادة 5من القانون رقم � 20.13صادر بتاريخ 30يونيو ( 2014ج.ر عدد 6276بتاريخ 24يوليوز .)2014
770الف�صل 160من د�ستور .2011
771املادة 3من الظهري املحدث للهي�أة العليا لالت�صال ال�سمعي الب�رصي امل�شار �إليه �آنفا.
رابعا ـ �إحالة �أع�ضاء الربملان على بع�ض الهيئات املذكورة ،وحتديدا م�ؤ�س�سة الو�سيط،
لل�شكايات التي يتو�صلون بها وال تدخل يف اخت�صا�صاتهم و�إمنا يف اخت�صا�ص امل�ؤ�س�سة
املذكورة ،و�إن كان ذلك لي�س متاحا للربملانني فقط و�إمنا �أي�ضا ل�سائر ر�ؤ�ساء الإدارات،
ور�ؤ�ساء املجل�س الوطني حلقوق الإن�سان ،واللجنة الوطنية ملراقبة حماية املعطيات ذات
الطابع ال�شخ�صي ،والهي�أة العليا لالت�صال ال�سمعي الب�رصي ،والهي�أة املركزية للوقاية من
الر�شوة وجمل�س املناف�سة ،وغريها من امل�ؤ�س�سات والهيئات واجلمعيات امل�ؤ�س�سة ب�صفة
قانونية وامل�سرية طبقا لأنظمتها الأ�سا�سية.72
772املادة 10من الظهري رقم � 1.11.25صادر بتاريخ 17مار�س 2011ب�إحداث م�ؤ�س�سة الو�سيط.
773املادة 182من النظام الداخلي ملجل�س النواب كما �صادق عليه املجل�س بتاريخ 12يناير ،2012واملحال على
املجل�س الد�ستوري بتاريخ 13يناير .2012
� 774أنظر ن�ص القرار رقم 829 12ال�صادر عن املجل�س الد�ستوري بتاريخ 4فرباير ،2012واملن�شور باملوقع
الإلكرتوين للمجل�س.
«�أن تطلب اال�ستماع �إىل م�س�ؤويل الإدارات وامل�ؤ�س�سات واملقاوالت العمومية ،بح�ضور
الوزراء املعنيني وحتت م�س�ؤوليتهم».
هذان التربيران يطرحان �أكرث من ت�سا�ؤل حول جدوى اال�ستناد عليهما يف ت�سويغ
�إفالت امل�ؤ�س�سات املعنية من �إمكانية تتبع الربملان لعملها .فالقول �إن املق�صود مبناق�شة
الربملان لتقاريرها هو �أن تكون تلك املناق�شة «بني �أع�ضاء الربملان مب�شاركة احلكومة،
ولي�س مبا�رشة مع امل�س�ؤولني عن تلك الهيئات» ،يبدو حقا �أمرا مثريا� .إذ ما جدوى
«مناق�شة التقارير» �إذا مل يكن املق�صود منها اال�ستماع �إىل ر�أي امل�س�ؤولني عنها وا�ستف�سارهم
عن م�ضمون الق�ضايا التي تناولتها التقارير املعدة من قبلهم .ف�إذا مل تكن هذه هي نية امل�رشع
الد�ستوري املغربي لكان حري به �أن يفعل مثل نظريه الفرن�سي ،الذي اكتفى بالقول �إن
«املدافع عن احلقوق» ،75يقدم تقريرا �سنويا �إىل رئي�س اجلمهورية والربملان دون �أن ي�شري
�إىل �إمكانية مناق�شته.76
�أ�ضف �إىل ذلك� ،أن الدفع «با�ستقاللية» هذه الهيئات ،ي�صطدم مبالحظتني �أ�سا�سيتني:
ـ الأوىل ،تتمثل يف �أن «اال�ستقاللية»� ،إذا كانت متثل «ال�صفة التي ت�شكل حجر الزاوية يف
م�رشوعية وم�صداقية امل�ؤ�س�سة الوطنية ،وبالتايل يف فعاليتها» ،77ف�إنها ال تعني بال�رضورة
انفالتها من �إمكانية تتبع امل�ؤ�س�سة الت�رشيعية لأعمالها ومراقبتها .بدليل �أن ت�أكيد د�ساتري
عدد من الدول الدميقراطية على «ا�ستقاللية» م�ؤ�س�سات وطنية من هذا النوع مل يحل دون
جعلها خا�ضعة للم�ؤ�س�سة الت�رشيعية ،لي�س فقط من حيث �إحداثها واختيار �أع�ضائها ،بل
�أي�ضا من حيث طبيعة الأعمال التي تقوم بها .78وبدليل �أي�ضا ما ذهبت �إليه بع�ض املراجع
775هو الذي عو�ض و�سيط اجلمهورية يف التعديل الد�ستوري ل�سنة ،2008علما �أن و�سيط اجلمهورية مل يكن
من�صو�صا عليه يف الد�ستور.
� 776أنظر املادة 71من الد�ستور الفرن�سي يف �صيغته املعدلة بتاريخ 23يوليوز .2008
777ح�سب ما ي�ؤكد ذلك «املجل�س الدويل ل�سيا�سة احلقوق» و«مفو�ضية الأمم املتحدة ال�سامية حلقوق الإن�سان» يف
تقريرهما حول ،تقييم فعالية امل�ؤ�س�سات الوطنية حلقوق الإن�سان ،املعد �سنة ،2005واملن�شور على الرابط
الإلكرتوين.www.ichrp.org ،
778هناك �أمثلة متعددة يف هذا املجال يبقى من �أهمها جتربة املفو�ض الربملاين ال�سويدي (الأومبد�سمان) ،و«املدافع
عن ال�شعب» الإ�سباين ،امل�ؤ�س�سة التي ينيط بها د�ستور 1978مهمة الدفاع عن احلريات واحلقوق الأ�سا�سية
و�ضمانها ،ويجعلها «م�ؤ�س�سة �سامية من م�ؤ�س�سات املجل�س النيابي» ،و«معينة من طرفه» (املادة 54من
الد�ستور الإ�سباين) .وميكن �أن ن�ضيف �إىل ذلك جتربة «املكتب الوطني للتحقيق يف ال�شكاوي» يف الأرجنتني،
الذي يجعله د�ستور هذا البلد «م�ؤ�س�سة د�ستورية م�ستقلة» ،ويف نف�س الوقت يخول للكونغر�س الوطني �صالحية
�إن�شائه.
الدولية املعنية بحقوق الإن�سان ،79التي �أ�شارت �إىل �أن من �رشوط فعالية هذا النوع من
امل�ؤ�س�سات ،هو «�أن تكون مثلها مثل �أي هيئة عامة ،مو�ضع م�ساءلة» ،معتربة ،يف نف�س
الوقت� ،أن هذه امل�ساءلة «ال ينبغي �أن تكون �أمام احلكومة» ،و�إمنا «�أمام �سلطة خمالفة
لل�سلطة التنفيذية ،وبال�ضبط الهيئة الت�رشيعية».
ـ الثانية ،تهم الطريقة التي يتم بها اعتماد امليزانية ال�سنوية اخلا�صة بهذه امل�ؤ�س�سات
والهيئات .فهي تدرج �ضمن امليزانية اخلا�صة لرئي�س احلكومة ،وتخ�ضع لنف�س امل�سطرة
التي تخ�ضع لها ميزانيات القطاعات احلكومية ،مبا يف ذلك تقدميها من طرف وزير يف
احلكومة� .80أ�ضف �إىل ذلك� ،أن مناق�شتها عادة ما تكون منا�سبة ي�ستف�رس خاللها �أع�ضاء
احلكومة حول �أوجه �رصفها ،و�أداء القطاعات وامل�ؤ�س�سات امل�ستفيدة منها .فكيف تكون
احلكومة م�س�ؤولة عن هذه امل�ؤ�س�سات عندما يتعلق الأمر باعتماد الربملان مليزانياتها وال
تكون كذلك عندما يتعلق الأمر ب�أدائها؟.
779انظر تقرير مفو�ضية الأمم املتحدة ال�سامية حلقوق الإن�سان واملجل�س الدويل ل�سيا�سة حقوق الإن�سان حول «تقييم
فعالية امل�ؤ�س�سات الوطنية حلقوق الإن�سان» ،املعد �سنة ،2005واملن�شور على الرابط الإلكرتوين.ichrp.org ،
.www
880عادة ما يكون الوزير املنتدب لدى الوزير الأول املكلف بال�ش�ؤون العامة واحلكامة.
881يتعلق الأمر بقرار اجلمعية العامة لالحتاد ال�صادر بتاريخ � 19أكتوبر ،2005والذي ت�ضمن جملة من التو�صيات
من �أهمها :الت�أكيد على «�أهمية التفاعل اخلالق بني الربملانات واملجتمع املدين ،خا�صة يف �سد الفجوات بني خمتلف
اجلماعات املحلية والهيئات احلكومية ،ومنظمات القطاع العام ،وم�ؤ�س�سات القطاع اخلا�ص ،واجلمهور».
الدعوة �إىل «�إقامة �صالت دائمة مع املنظمات غري احلكومية ،مبا فيها املنظمات التي متثل الفئات املهم�شة،
بغية تعزيز م�ستوى امل�شاركة ال�شعبية يف احلياة ال�سيا�سية ،وت�شجيع املنظمات غري احلكومية على �أن تطلب من
احلكومات �أجوبة منتظمة ب�ش�أن الإجراءات املتخذة ،وكذلك ب�ش�أن �أ�سباب عدم اتخاذ الإجراءات الالزمة،
وذلك لزيادة التحفيز على امل�شاركة ،وتوعية �أع�ضائها ب�أهمية م�شاركة املواطنني على جميع امل�ستويات».
منا�شدة الربملانات «اعتماد قواعد و�إجراءات ميكن �أن تكفل حوار ا فعاال مع املجتمع املدين يف جمال اال�ضطالع
باملهام الربملانية». ...
882من �أجل تف�صيل �أكرث حول هذه التجارب ميكن الرجوع �إىل «الربملان والدميقراطية يف القرن الع�رشين :دليل
للممار�سة اجليدة» ،من�شورات االحتاد الأوروبي �سنة .2006
ثالثا ـ تلقي �آراء مكتوبة من قبل املواطنني تتعلق بالعمل الت�رشيعي للربملان ،على نحو ما
هو قائم يف �إي�سلندا ،حيث تطلب اللجان الت�رشيعية الدائمة مالحظات مكتوبة من املخاطبني
مب�شاريع القوانني التي تبحثها اللجان.
رابعا ـ وجود هيئات و�سيطة بني الربملان واملجتمع املدين ،كما هو الأمر يف رو�سيا،
حيث كان جمل�س الدوما قد �أقر �سنة 2005قانونا ينظم «املجل�س ال�شعبي لرو�سيا االحتادية»،
باعتباره و�سيطا بني املجتمع املدين وال�سلطة الت�رشيعية ،حيث يتوىل تقييم املبادرة الت�رشيعية
من منطلق ما حتققه من م�صلحة عامة .وهي الفكرة التي جندها �أي�ضا يف دول �أخرى ،مثل
جنوب �إفريقيا ،التي تتوفر على «م�ؤمتر �شعبي» ي�ضم ممثلني عن الهيئات املدنية ،وينعقد
�سنويا لكي يتداول يف نقا�ش عمومي ينقل مبا�رشة يف و�سائل الإعالم .و�أي�ضا لبنان ،التي
يوجد بها منذ 1999ما يعرف مبنتدى احلوار الربملاين ،وهو منظمة غري حكومية تهدف �إىل
نقل �آراء واقرتاحات املجتمع املدين �إىل الربملان.
خام�سا ـ عقد الربملان جل�سات للنقا�ش العمومي بهدف ا�ستطالع ر�أي ممثلي املجتمع املدين
واخلرباء يف بع�ض الق�ضايا التي تكون مطروحة للنقا�ش على �صعيد امل�ؤ�س�سة الت�رشيعية،
كما هو احلال يف برملان بلجيكا.
�ساد�سا ـ تنظيم برملانات خا�صة بق�ضايا وقطاعات حمددة حتظى بالأولوية ،وخا�صة
ق�ضايا الن�ساء وحقوق الإن�سان ،كما هو الأمر بالن�سبة لـ«برملان الن�ساء» ،الذي ينعقد بكيفية
�سنوية يف املك�سيك من �أجل و�ضع تو�صيات تهم الأجندة الت�رشيعية املتعلقة بامل�ساواة بني
اجلن�سني .و�أي�ضا يف جنوب �إفريقيا ،حيث تهدف مبادرة املوازنة اخلا�صة بالن�ساء �إىل
تعزيز تعاون امل�رشعني والفعاليات الن�سائية لإدخال مقاربة النوع االجتماعي يف و�ضع
امليزانية العامة للدولة.
�سابعا ـ �إتاحة الفر�صة للمواطنني �أو الهيئات املدنية لتقدمي مبادرات يعربون من خاللها،
وب�شكل مبا�رش ،عن اقرتاحاتهم لإدخال ت�رشيعات جديدة �أو تعديالت على ت�رشيعات قائمة.
وهي مبادرات تتطلب لتفعيلها احل�صول على عدد حمدد من التوقيعات يختلف من دولة �إىل
�أخرى .كما �أنها قد تكون ا�ست�شارية �أو �إلزامية بالن�سبة للربملان ،بل �إنها ميكن �أن ت�ؤدي �إىل
�إجراء ا�ستفتاء �شعبي حول االقرتاح الوارد فيها ،على نحو ما هو موجود يف �سوي�رسا البلد
الأكرث خربة يف جمال املبادرة الت�رشيعية ال�شعبية ،و�إن كان لي�س الوحيد ،حيث تعد �إيطاليا
هي كذلك من التجارب ذات اخلربة الوا�سعة يف جمال اال�ستفتاءات الت�رشيعية.83
883علما �أن ن�ص املادة 75من الد�ستور الإيطايل يق�رص اال�ستفتاء على االعرتا�ض على القوانني �أو �إلغائها .وهو
يتطلب احل�صول على توقيع ن�صف مليون موقع وموافقة املحكمة الد�ستورية على نتيجته.
علما �أن هذه التجارب التاريخية �أخذت تتعزز يف العقود الأخرية بتجارب جديدة عملت
هي كذلك على م�أ�س�سة املبادرة الت�رشيعية املبا�رشة للمواطنني .من ذلك �سلوفينيا ،التي
�أعطى برملانها الإمكانية لثلث نواب املجل�س الوطني �أو � 40ألف ناخب من �أجل الدعوة
لعقد ا�ستفتاء ت�رشيعي ،بحيث ال يكون الربملان يف بع�ض احلاالت خموال لإقرار قانون
قبل �أن تعلن نتيجة اال�ستفتاء .ومقدونيا ،التي يتطلب فيها اللجوء �إىل ا�ستفتاء ت�رشيعي جمع
� 15000ألف توقيع ،يف حني ال يتطلب تقدمي اقرتاح ت�رشيعي �سوى احل�صول على 10000
توقيعا .ف�ضال عن الربتغال ،التي �أ�صبح فيها «حق املبادرة الت�رشيعية للمواطنني» ممكنا
منذ � ،2003إذ يكفي ح�صول املبادرة على توقيع � 35ألف �شخ�صا والت�صويت عليها يف جمل�س
84
اجلمهورية لكي ت�صبح مناق�شتها �أمرا ملزما .دون �أن نن�سى �إ�سبانيا ،التي يحيل د�ستورها
على قانون تنظيمي لكي يحدد �أ�شكال و�رشوط ممار�سة املبادرة ال�شعبية بتقدمي مقرتحات
قوانني ،و�إن كان يقيد هذه املبادرة ب�رضورة ح�صولها على � 500ألف توقيع مثبت ،و�أن ال
تخ�ص املجاالت التي تنظمها القوانني التنظيمية �أو ال�رضيبية والقوانني ذات الطابع الدويل،
وال �أن تطال �صالحيات �إ�صدار العفو.
�أوال ـ الع�ضوية التي حتظى بها مكونات املجتمع املدين يف عدد من جمال�س وهيئات
احلكامة املن�صو�ص عليها يف الف�صول من � 161إىل 170من الد�ستور ،والتي من املمكن
�أن ت�سمح لها ،و�إن بكيفية غري مبا�رشة ،با�ستثمار الإمكانيات التي يتيحها الد�ستور لهذه
امل�ؤ�س�سات يف عالقتها بالربملان يف اجتاه تعزيز �أدوار املجتمع املدين وتو�سيع دائرة م�شاركته
يف الوظائف الربملانية ،خا�صة و�أن بع�ض الهيئات املذكورة ملزمة بتقدمي تقارير �سنوية
للربملان ،كما �أن هذا الأخري ميكنه �أن يطلب ر�أيها يف بع�ض الق�ضايا املطروحة عليه.
ثانيا ـ الإمكانية التي منحها امل�رشع الد�ستوري لتقدمي ملتم�سات �إىل الربملان يف جمال
الت�رشيع� ،85إذ رغم �أنها متاحة للمواطنني ولي�س للجمعيات ف�إنها قد تعطي الفر�صة لهذه
الأخرية باعتبارها متثل جزء غري ي�سري من ه�ؤالء لتكري�س نف�سها كم�صدر رئي�سي من
م�صادر املبادرة الت�رشيعي ،و�إن كانت هذه الإمكانية ت�صطدم بالتوجه الذي يتخذه التفعيل
الت�رشيعي مل�ضمون القانون التنظيمي املتعلق مبلتم�سات الت�رشيع ،حيث يبدو �أنه ينزع نحو
�إفراغ هذه املبادرة من حمتواها ،بالنظر لل�رشوط التي يفر�ضها حتى تكون هذه املبادرة
ممكنة ومقبولة .ال�شيء الذي يتجلى �سواء من خالل مبالغته يف �سقف التوقيعات املطلوبة
لتحريكها (�رضورة احل�صول على � 25ألف توقيعا)� ،أو ح�رصه لطبيعة املخولني لتقدميها (�أن
يكونوا من بني املقيدين يف اللوائح االنتخابية)� ،أو ا�ستثنائه لبع�ض املجاالت التي ال ينبغي �أن
تكون مو�ضوعا لها (ما يتعلق بالثوابت اجلامعة للأمة ،واملتعلقة بالدين اال�سالمي �أو بالوحدة
الوطنية �أو بالنظام امللكي للدولة �أو باالختيار الدميقراطي �أو باملكت�سبات التي مت حتقيقها يف
جمال احلريات واحلقوق الأ�سا�سية كما هو من�صو�ص عليها يف الد�ستور،مبراجعة الد�ستور
�أو القوانني التنظيمية �أو قانون العفو العام �أو الن�صو�ص املتعلقة باملجال الع�سكري� ،أو
تخ�ص الأمن الداخلي �أو الدفاع الوطني �أو الأمن اخلارجي للدولة ،التعار�ض مع املواثيق
واملعاهدات واالتفاقيات التي �صادقت عليها اململكة �أو ان�ضمت �إليها).
الف�صل اخلام�س
انطالقا من كونه ميثل ال�شعب وي�ستمد �إنابته منه تكون للربملاين يف �أغلب الدول وظائف
ذات �أهمية خا�صة عادة ال تفرد لها الوثائق الد�ستورية مقت�ضيات خا�صة و�إمنا ت�ستنتج من
خالل الوظائف امل�سندة للربملان ككل .فعالوة على دوره الت�رشيعي ،الذي ي�سمح له بامل�ساهمة
يف تطوير املجتمع يف املجاالت ال�سيا�سية واالقت�صادية واالجتماعية والثقافية ،ميار�س مهمة
الرقابة ال�شعبية على عمل احلكومة ومدى التزامها بالربنامج الذي يفرت�ض �أن على �ضوئه
ح�صلت على �أ�صوات الناخبني ،كما ي�سهر على رفع ان�شغاالت املواطنني ،كل املواطنني
ولي�س �سكان دائرته االنتخابية فقط� ،إىل اجلهات املعنية والتح�سي�س بها والدفاع عنها ،وتقدمي
اقرتاحات ب�ش�أنها �إن اقت�ضى الأمر ذلك.
على �أ�سا�س هذه الأهمية التي تكت�سيها وظيفة الربملاين فقد حر�صت معظم الدول على
�إحاطتها بعدد من القواعد وال�ضوابط التي تبني ال�رشوط والكيفيات املتعلقة باكت�ساب
ال�صفة الربملانية بالنظر �إىل �أنها هي التي تخول ممار�سة هذه الوظيفة ،وحتدد ال�ضمانات
املتاحة حلاملها حتى يكون حم�صنا �إزاء ال�ضغوطات التي ميكن �أن متار�س عليه �أثناء �أدائه
ملهامه الربملانية ،كما تو�ضح االلتزامات و�ضوابط العمل املفرو�ضة عليه ،و�إن كانت هذه
ال�ضوابط ،التي ت�شكل ما ميكن ت�سميته «بالنظام اخلا�ص ب�أع�ضاء الربملان» ،قلما يت�ضمنها
باب حمدد يف الد�ستور �أو ن�ص قانوين خا�ص يحمل هذا اال�سم ،و�إمنا توجد متفرقة يف
ن�صو�ص متعددة ،كما هو الأمر يف املغرب ،حيث يت�ضمنها الد�ستور والقانون التنظيمي
ملجل�س النواب والقانون التنظيمي ملجل�س امل�ست�شارين ،ف�ضال عن النظامني الداخليني
للمجل�سني املذكورين.
مع الإ�شارة �إىل �أن هذه ال�ضوابط ولو �أنها تبدو متقاربة ومت�شابهة يف خمتلف الدول،
ف�إن مدى ت�أثريها وجناعتها بالن�سبة لعمل الربملانيني والربملان ككل لي�ست دائما م�ضمونة،
�إذ تبدو متباينة من جتربة �إىل �أخرى بح�سب اختالف امل�سارات ال�سيا�سية لكل بلد ،واختالف
طبيعة نظامه ال�سيا�سي ،ونوعية املمار�سة ال�سيا�سية واالنتخابية ال�سائدة فيه .فهي تبدو �أكرث
جناعة وفعالية يف النظم الدميقراطية ،حيث متثل امل�ؤ�س�سة الربملانية نقطة اجلذب الرئي�سية
يف احلياة ال�سيا�سية على اعتبار �أنها تعك�س اختيارات الناخبني ومتثل �إرادتهم ،بينما ال
تبدو كذلك يف الأنظمة ال�سلطوية ،التي كثريا ما تتعامل مع هذه امل�ؤ�س�سة كواجهة لإعطاء
االنطباع بالدميقراطية ،وت�سويق �صورة خادعة عن نظام �سيا�سي يتحكم يف م�ؤ�س�سات
اتخاذ القرار ،وال يحرتم �إرادة الناخبني املعرب عنها من خالل �صناديق االقرتاع.
11ظهري رقم � 1.11.171صادر بتاريخ � 28أكتوبر ( 2011ج .ر عدد 5256بتاريخ � 31أكتوبر .)2011
ثانيا ـ التمتع باحلقوق املدنية وال�سيا�سية ،بحيث ال يجب �أن يكون الراغب يف الرت�شيح قد
�صدرت يف حقه �أحكام وعقوبات ت�ؤدي �إىل حرمانه من التمتع باحلقوق املدنية وال�سيا�سية،
و�ضمنها احلق يف االنتخاب والرت�شح ،وفقا ملا �أ�رشنا �إىل ذلك يف العن�رص ال�سابق.
ثالثا ـ عدم تويل م�س�ؤولية حكومية �أو انتدابية �أو عمومية ببلد الإقامة بالن�سبة للمغاربة
املقيمني باخلارج.2
رابعا ـ عدم االنتماء �إىل بع�ض الفئات من الأ�شخا�ص التي يحددها القانون كما يلي:
1ـ املتجن�سون باجلن�سية املغربية خالل اخلم�س �سنوات الأوىل حل�صولهم عليها ما مل يرفع
عليهم هذا القيد وفقا لقانون اجلن�سية املغربية ،الذي ين�ص على �أن الأجنبي يخ�ضع طيلة
خم�س �سنوات للقيود يف الأهلية التالية�« :أوال ـ ال يجوز �أن ت�سند له وظيفة عمومية �أو نيابة
انتخابية ي�شرتط يف من يقوم بهما التمتع باجلن�سية املغربية .ثانيا ـ ال يجوز �أن يكون ناخبا �إذا
كانت ال�صفة املغربية �رشطا للت�سجيل يف اللوائح االنتخابية» ،قبل �أن ي�شري �إىل �أنه «يجوز
�أن يعفى من هذه القيود كلها �أو بع�ضها مبقت�ضى ظهري فيما �إذا خولت اجلن�سية مبقت�ضى
ظهري �أو مبوجب مر�سوم يتخذه املجل�س الوزاري فيما �إذا خولت اجلن�سية مبر�سوم».3
2ـ الأ�شخا�ص الذين �صدر يف حقهم قرار عزل من م�س�ؤولية انتدابية �أ�صبح نهائيا
مبقت�ضى حكم �أكت�سب قوة ال�شيء املق�ضي به ،يف حالة الطعن يف القرار املذكور� ،أو ب�سبب
ان�رصام �أجل الطعن يف قرار العزل دون الطعن فيه.
3ـ الأ�شخا�ص الذين اختل فيهم �رشط �أو �أكرث من ال�رشوط املطلوبة ليكونوا ناخبني،4
مثل عدم بلوغهم �سن الر�شد القانوين� ،أو انت�سابهم لأفراد القوات امل�سلحة امللكية العاملون
من جميع الرتب �أو لأعوان القوات العمومية و�سائر الأ�شخا�ص الذين �أ�سندت �إليهم مهمة
�أو انتداب ويكون لهم احلق يف حمل ال�سالح خالل مزاولتهم لتلك املهام ،وكذا انتمائهم لفئة
الأ�شخا�ص املحكوم عليهم نهائيا بنوع حمدد من العقوبات اجلنائية واحلب�سية� ،أو املحرومون
من الت�صويت مبوجب حكم ق�ضائي خالل املدة املحددة يف هذا احلكم� ،أو ال�صادرة يف حقهم
�أحكاما جنائية غيابية �أو املحجور عليهم ق�ضائيا� ،أو الذين طبقت يف حقهم م�سطرة الت�صفية
الق�ضائية ،ف�ضال عن الأ�شخا�ص الذين حكم عليهم بالتجريد من احلقوق الوطنية ما مل ي�ستفيدو
من عفو �شامل �أو ي�سرتجعوا تلك احلقوق بعد ان�رصام املدة املحكمة عليهم بها.5
22حتددها الفقرة 2من املادة 7من القانون رقم 51.11يف «الزيادة غري امل�رشوعة يف الأثمان� ،أو االدخار ال�رسي
للمنتجات �أو الب�ضائع �أو الغ�ش يف بيع الب�ضائع� ،أو التدلي�س يف املواد الغذائية �أو املنتجات الزراعية �أو البحرية».
33الف�صل 17من ظهري رقم ،1.58.250ال�صادر يف � 6شتنرب 1958مبثابة قانون اجلن�سية املغربي كما وقع تغيريه
وتتميمه (ج .ر عدد 2395بتاريخ � 19شتنرب .)1958
44املادة 6من القانون التنظيمي ملجل�س النواب ،واملادة 7من القانون التنظيمي ملجل�س امل�ست�شارين.
� 55أنظر املادتان 7و 8من ظهري رقم � 1.11.171صادر بتاريخ � 28أكتوبر 2011بتنفيذ القانون رقم 57.11املتعلق
باللوائح االنتخابية العامة وعمليات اال�ستفتاء وا�ستعمال و�سائل االت�صال ال�سمعي الب�رصي العمومية خالل
احلمالت االنتخابية واال�ستفتائية (ج .ر عدد 5991بتاريخ � 31أكتوبر .)2011
: 4الأ�شخا�ص املحكوم عليهم بعقوبة حب�سية نافذة �أو عقوبة حب�س مع وقف التنفيذ،
كيفما كانت مدتها� ،رشيطة �أن يكون هذا احلكم قد اكت�سب قوة ال�شيء املق�ضي به ،6من
�أجل ارتكابهم �أحد هذه الأفعال ،التي حترمهم من الرت�شيح لفرتتني نيابيتني متتاليتني ،كما
حترمهم من الت�صويت ملدة �سنتني:7
1ـ : 4احل�صول �أو حماولة احل�صول على �أ�صوات الناخبني عن طريق تقدمي هدايا
�أو تربعات نقدية �أو عينية �أو وعد بها �أو بوظائف عامة �أو خا�صة �أو منافع �أخرى.8
2ـ : 4قبول �أو التما�س الهدايا �أو التربعات �أو الوعود امل�شار �إليها �آنفا ،وكذا التو�سط
يف تقدميها �أو امل�شاركة يف ذلك.9
3ـ : 4حمل الناخبني على الإم�ساك عن الت�صويت �إما با�ستعمال الرتغيب (تقدمي
10
هدايا �أو تربعات نقدية �أو عينية �أو وعد بها �أو بوظائف عامة �أو خا�صة �أو منافع �أخرى)
�أو با�ستعمال الرتهيب (االعتداء �أو ا�ستعمال العنف �أو التهديد �أو بتخويفه بفقد الوظيفة �أو
تعر�ض �شخ�صه �أو �أ�رسته �أو ممتلكاته لل�رضر).11
4ـ : 4الت�أثري على ت�صويت الناخبني �إما عن طريق تقدمي هدايا �أو تربعات �أو
وعود بها �أو هبات �إدارية �إما جلماعات ترابية و�إما ملجموعة من املواطنني� ،12أو عن
طريق االعتداء �أو ا�ستعمال العنف �أو التهديد �أو التخويف بفقد الوظيفة �أو تعر�ض �شخ�صه
�أو �أ�رسته �أو ممتلكاته لل�رضر.13
5ـ الأ�شخا�ص الذين يزاولون بالفعل وظائف حمددة �أو انتهوا من مزاولتها منذ مدة
معينة ،وهم من فئتني:
1ـ : 5فئة �أوىل ال ت�ؤهل للرت�شيح يف جمموع �أنحاء اململكة ،بالنظر �إىل كونها زاولت
بالفعل وظائف حمددة �أو انتهت من مزاولتها منذ �أقل من �سنة ،كما هو الأمر بالن�سبة
للق�ضاة ،وق�ضاة املجل�س الأعلى للح�سابات واملجال�س اجلهوية للحا�سبات ،وبع�ض امل�س�ؤولني
املح�سوبني على وزارة الداخلية (املدراء املركزيون ،الوالة والعمال ،الكتاب العامني
للعماالت والأقاليم �أو عماالت املقاطعات ،البا�شوات ،ر�ؤ�ساء دواوين الوالة والعمال،
ر�ؤ�ساء الدوائر احل�رضية ،ر�ؤ�ساء الدوائر ،القواد واخللفاء وال�شيوخ واملقدمون) ،ف�ضال
عن �أفراد القوات امل�سلحة امللكية و�أعوان القوة العمومية ،ومفت�شي وزارة املالية ووزارة
الداخلية ،واخلازن العام للمملكة واخلزان اجلهويون.14
: 5-2فئة ثانية ال ت�ؤهل للرت�شيح على �صعيد الدائرة االنتخابية التي تقع داخل
النفوذ الذي زاولت فيه مهامها منذ �أقل من �سنتني يف تاريخ االقرتاع� ،15أو تزاول
فيه بالفعل مهامهما �أو زاولت فيه مهامها منذ �أقل من �سنة يف تاريخ االقرتاع� ،16أو
تزاول فيه مهامها بالفعل� ،أو انقطعت عن مزاولتها ،منذ �أقل من �سنة واحدة من تاريخ
االقرتاع .17
�إ�ضافة �إىل هذه ال�رشوط ،التي ي�شرتك فيها جمل�سي الربملان ،هناك �رشوط للرت�شيح
خا�صة بكل جمل�س فر�ضتها طبيعة االقرتاع املعتمد يف كل منها (االقرتاع العام املبا�رش
يف جمل�س النواب واالقرتاع العام غري املبا�رش يف جمل�س امل�ست�شارين) ،وخ�صو�صية
تركيبتهما ،حيث يتكون جمل�س امل�ست�شارين من �أع�ضاء ينتخبون على �صعيد عدد من
الهيئات االنتخابية .
هذه ال�رشوط اخلا�صة تتحدد على م�ستوى جمل�س النواب يف عدم جواز تر�شح من
يحملون �صفة م�ست�شار برملاين ،18والأ�شخا�ص الذين �سبق انتخابهم ك�أع�ضاء يف جمل�س
114املادة 7من القانون التنظيمي ملجل�س النواب ،واملادة 8من القانون التنظيمي ملجل�س امل�ست�شارين.
115حتددها املادة 8من القانون التنظيمي ملجل�س النواب ،واملادة 9من القانون التنظيمي ملجل�س امل�ست�شارين ،يف
الق�ضاة ،وق�ضاة املجل�س الأعلى للح�سابات واملجال�س اجلهوية للحا�سبات ،الوالة والعمال ،والكتاب العامني
للعماالت والأقاليم �أو عماالت املقاطعات ،البا�شوات ،ر�ؤ�ساء دواوين الوالة والعمال ،ر�ؤ�ساء الدوائر
احل�رضية ،ر�ؤ�ساء الدوائر ،القواد واخللفاء وال�شيوخ واملقدمون ،ور�ؤ�ساء النواحي الع�سكرية ،ف�ضال عن
ر�ؤ�ساء امل�صالح الالممركزة للمديرية العامة للأمن الوطني وعمداء ال�رشطة.
116حتددها املادة 9من القانون التنظيمي ملجل�س النواب ،واملادة 10من القانون التنظيمي ملجل�س امل�ست�شارين ،يف
ر�ؤ�ساء امل�صالح املمركزة للقطاعات الوزارية يف اجلهات والعماالت والأقاليم ،ومديرو امل�ؤ�س�سات العمومية
وم�سريو �رشكات امل�ساهمة التي متلك الدولة ب�صفة مبا�رشة �أو غري مبا�رشة �أكرث من 30يف املائة من ر�أ�سمالها.
117حتددها املادة 10من القانون التنظيمي ملجل�س النواب ،واملادة 11من القانون التنظيمي ملجل�س امل�ست�شارين ،يف
الأ�شخا�ص الذين �أ�سندت �إليهم مهمة �أو انتداب ،ولو كان م�ؤقتا وكيفما كانت ت�سميتها �أو مداها ،بعو�ض �أو دون
عو�ض ،والذين يعملون بتلك ال�صفة يف خدمة الإدارة �أو اجلماعات الرتابية �أو امل�ؤ�س�سات العمومية �أو يف خدمة
مرفق عمومي كيفما كانت طبيعته ،والذين رخ�ص لهم بحمل ال�سالح �أثناء �أداء مهامه.
118ح�سب ما تن�ص على ذلك املادة 5من القانون التنظيمي ملجل�س النواب.
النواب بر�سم الدائرة االنتخابية الوطنية ،و�إن كان هذا املنع ال يحرمهم من الرت�شح يف �إطار
الدوائر االنتخابية املحلية .19بينما تتحدد على م�ستوى جمل�س امل�ست�شارين ،يف عدم جواز
تر�شح من يحملون �صفة نائب برملاين� ،20أو الذين يغريون انتمائهم ال�سيا�سي الذي مت على
�أ�سا�سه انتخابهم �أع�ضاء يف جمال�س اجلماعات الرتابية �أو الغرف املهنية املعنية� ،أو انتمائهم
النقابي الذي على �أ�سا�سه انتخبوا �أع�ضاء ب�إحدى الهيئات الناخبة ملمثلي امل�أجورين .21ف�ضال
عن �إجبارية انتماء املر�شح �إىل الهيئة الناخبة التي يريد الرت�شح با�سمها من بني الهيئات التي
يتكون منها املجل�س.22
ب ـ ال�رشوط امل�سطرية للرت�شيح
يتعلق الأمر بثالثة �أنواع من ال�رشوط ،تهم �إيداع الت�رصيح بالرت�شيح ،و�صحة اللوائح
االنتخابية ،ف�ضال عن الوثائق املرفقة بالت�رصيح بالرت�شيح �أو باللوائح االنتخابية .وهي
�رشوط و�إن كانت تبدو م�شرتكة بني جمل�سي الربملان ف�إنها تختلف يف بع�ض التفا�صيل بح�سب
ما �إذا كان الأمر يتعلق مبجل�س النواب �أو جمل�س امل�ست�شارين.
�أوال ـ ال�رشوط اخلا�صة ب�إيداع الت�رصيح
تتحدد هذه ال�رشوط يف �رضورة تقدمي ت�رصيح بالرت�شيح ،على �أن يتم هذا الأخري
داخل املدة التي يحددها املر�سوم اخلا�ص بتحديد تاريخ االقرتاع ،واملدة التي تقدم خاللها
الرت�شيحات ،وتاريخ بد�أ احلملة االنتخابية ونهايتها .23مع مراعاة �أن هذا الت�رصيح يختلف
فيما يخ�ص انتخابات جمل�س النواب بح�سب ما �إذا الأمر يتعلق باالنتخابات التي جتري يف
نطاق الدوائر املحلية �أو تلك التي تتم على �صعيد الالئحة الوطنية.
ففي احلالة الأوىل يتم الت�رصيح من لذن كل وكيل الئحة �أو كل مر�شح بنف�سه يف ثالثة
نظائر مبقر العمالة �أو الإقليم �أو عمالة املقاطعة املعنية� .24أما يف احلالة الثانية ف�إن الت�رصيح
و�إن كان يقدم �أي�ضا من طرف كل وكيل الئحة �أو كل مر�شح ف�إنه يتم مبقر كتابة اللجنة
119املادة 5من القانون التنظيمي ملجل�س النواب.
220املادة 6من القانون التنظيمي ملجل�س امل�ست�شارين.
221املادة 26من القانون التنظيمي ملجل�س امل�ست�شارين.
222يتعلق الأمر ب�أع�ضاء جمال�س اجلماعات الرتابية ،منتخبو الغرف املهنية ،املنتخبون يف املنظمات املهنية
للم�شغلني الأكرث متثيلية ،ممثلي امل�أجورين ،ح�سب ما ت�شري �إىل ذلك املادة الأوىل من القانون التنظيمي ملجل�س
امل�ست�شارين.
223ح�سب املادة 21من القانون التنظيمي ملجل�س النواب ،واملادة 24من القانون التنظيمي ملجل�س امل�ست�شارين ،ين�رش
هذا املر�سوم يف اجلريدة الر�سمية قبل تاريخ االقرتاع بخم�سة و�أربعني يوما على الأقل.
224الفقرة 1من املادة 23من القانون التنظيمي ملجل�س النواب.
الوطنية للإح�صاء .ثم �إن الئحة الرت�شيح ت�شتمل على جز�أين :الأول خا�ص برت�شيح
الن�ساء ،حيث يت�ضمن �أ�سماء �ستني مر�شحة مع بيان ترتيبهن .الثاين يهم تر�شيح الذكور
الذين ال تزيد �سنهم عن �أربعني �سنة �شم�سية ،حيث يت�ضمن �أ�سماء 30مرت�شحا مع بيان
ترتيبهم� .رشيطة �أن يكون املر�شحون يف اجلز�أين معا ينت�سبون �إىل كافة جهات اململكة.25
كما �أن هذا الت�رصيح يختلف فيما يتعلق باالنتخابات اخلا�صة مبجل�س امل�ست�شارين ،بح�سب
ما �إذا كان الأمر يتعلق باالنتخابات التي تتم يف نطاق الهي�أة الناخبة ملثلي امل�أجورين �أو
تلك التي تتم يف �إطار الهيئات الناخبة الأخرى� .إذ يف احلالة الأوىل تودع لوائح الرت�شيح
�أو الت�رصيحات الفردية بالرت�شيح مبقر كتابة اللجنة الوطنية للإح�صاء ،مت�ضمنة بيان فئة
ممثلي امل�أجورين التي ينت�سب �إليها املر�شحون ،وعند االقت�ضاء املنظمة النقابية التي ينتمون
�إليها بهذه ال�صفة .بينما تودع ،يف احلالة الثانية ،يف ثالثة نظائر مبقر العمالة �أو الإقليم �أو
عمالة املقاطعة املعنية.26
ثانيا ـ ال�رشوط اخلا�صة ب�صحة لوائح الرت�شيح
ميكن حتديدها يف توفر كل الئحة من لوائح الرت�شيح على عدد من املر�شحني ي�ساوي عدد
املقاعد املتبارى حولها ،27وحمل لوائح الرت�شيح �أو الرت�شيحات الفردية �إم�ضاءات املر�شح
�أو املر�شحني م�صادق عليها ،و�أن تبني فيها �أ�سماء املر�شحني ال�شخ�صية والعائلية وجن�سهم
وتواريخ و�أماكن والدتهم وعناوينهم ومهنهم ،والدائرة االنتخابية املعنية ،والالئحة
االنتخابية امل�سجلني فيها ،وعند االقت�ضاء انتماءهم ال�سيا�سي .ف�ضال عن حتديد ا�سم املر�شح
الوكيل ،املكلف بالالئحة ،وت�سمية الالئحة ،وترتيب املر�شحني فيها .28وميكن �أن ن�ضيف
�إىل ذلك �رشطا �آخر ،يتعلق �أ�سا�سا بت�شجيع متثيلية الن�ساء مبجل�س امل�ست�شارين ،واملتمثل يف
وجوب تفادي �أن تت�ضمن كل الئحة من لوائح الت�رشيح ا�سمني متتابعني ملر�شحني اثنني من
نف�س اجلن�س.29
يتعلق الأمر بوثائق ترفق بلوائح الرت�شيح الفردية مثل و�صل دفع مبلغ ال�ضمان،30
ون�سخة من ال�سجل العديل لكل مر�شح ،31و�شهادة القيد يف اللوائح االنتخابية العامة بعد
تاريخ �آخر ح�رص لها ب�صفة نهائية ،32و�أخرى ترفق بلوائح الرت�شيح �أو الت�رصيحات
الفردية بالرت�شيح املقدمة من قبل مر�شحني ينتمون �سيا�سيا (تزكية م�سلمة من لذن اجلهاز
املخت�ص يف احلزب ال�سيا�سي الذي تتقدم با�سمه الالئحة �أو املر�شح)� ،33أو بلوائح الرت�شيح
�أو الت�رصيحات الفردية بالرت�شيح بر�سم الهيئة الناخبة ملمثلي امل�أجورين املقدمة من طرف
املر�شحني ذوي انتماء نقابي (تزكية م�سلمة لهذه الغاية من لذن اجلهاز املخت�ص يف املنظمة
النقابية التي تتقدم با�سمها الالئحة �أو املر�شح) .34ف�ضال عن وثائق ترفق بلوائح الرت�شيح �أو
الت�رصيحات الفردية بالرت�شيح املقدمة من قبل مر�شحني غري منتمني �سيا�سيا ،والتي تتحدد
يف ن�ص مطبوع لرباجمهم ،بيان عن م�صادر متويل حمالتهم االنتخابية ،ووثيقة حتتوي
على الئحة م�صادق عليها تت�ضمن عددا من املوقعني يختلف بح�سب ما يلي:
1ـ نوعية الدائرة االنتخابية يف ما يخ�ص انتخابات جمل�س النواب ،حيث حت�رص
التوقيعات يف حالة الدوائر االنتخابية املحلية يف مائتي توقيع على الأقل عن كل مقعد من
املقاعد املخ�ص�صة للدائرة االنتخابية املحلية من بني �أع�ضاء جمل�سي الربملان �أو جمال�س
اجلماعات الرتابية �أو الغرف املهنية �أو من بينهم جميعا ،على �أن يكون 80يف املائة منها
لناخبني ينتمون �إىل الدائرة االنتخابية املذكورة و 20يف املائة ملنتخبي اجلهة التابعة لها الدائرة
االنتخابية املعنية .كما حت�رص يف حالة الدائرة االنتخابية الوطنية ،يف خم�سمائة ع�ضو من
�أع�ضاء جمل�سي الربملان �أو منتخبي جمال�س اجلماعات الرتابية �أو الغرف املهنية التابعة
لن�صف عدد جهات اململكة على الأقل �أو من بينهم جميعا ،ب�رشط �أال يقل عدد املوقعني يف
330يتحدد هذا املبلغ ح�سب ما ت�رشي �إىل ذلك املادة 27من القانون التنظيمي ملجل�س النواب يف 5000درهما ت�ؤدي
�إىل قاب�ض املالية مبقر العمالة �أو الإقليم �أو عمالة املقاطعات.
331تكون م�سلمة من طرف املديرية العامة للأمن الوطني منذ �أقل من ثالثة �أ�شهر ،ح�سب ما ت�شري �إىل ذلك املادة 23
من القانون التنظيمي ملجل�س النواب .ومن طرف اجلهة املخت�صة ببلد الإقامة عندما يتعلق الأمر مبر�شح مقيم
خارج اململكة ،ح�سب ما ت�شري �إىل ذلك الفقرة 7من املادة 23من القانون التنظيمي املذكور.
332ميكن �أن تتم اال�ستعا�ضة عنها بن�سخة من القرار الق�ضائي القائم مقامها� ،أو عند االقت�ضاء �شهادة م�سلمة من لذن
ال�سلطات الإدارية املحلية املخت�صة �أو من لذن رئي�س اللجنة الإدارية �أو اللجنة الإدارية امل�ساعدة املخت�صة تفيد
�أن املعني بالأمر قد تقدم بطلب قيد قررت اللجنة بعد التداول يف �ش�أنه قبوله و�إدراج ا�سمه يف الالئحة االنتخابية
للجماعة �أو املقاطعة املعنية ،ح�سب ما ت�شري �إىل ذلك الفقرة 6من املادة 23من القانون التنظيمي ملجل�س النواب.
333الفقرة 8من املادة 23من القانون التنظيمي ملجل�س النواب.
334املادة 24من القانون التنظيمي ملجل�س امل�ست�شارين.
كل جهة عن 5يف املائة من عدد التوقيعات املطلوبة .على �أال يجوز ،يف احلالتني معا،
لناخب �أو منتخب �أن يوقع لأكرث من الئحة تر�شيح واحدة �أو لأكرث من مر�شح واحد بدون
انتماء �سيا�سي.
2ـ نوعية الهي�أة الناخبة فيما يخ�ص جمل�س امل�ست�شارين ،حيث تتحدد التوقيعات بالن�سبة
للهيئات الناخبة ملجال�س اجلماعات الرتابية والغرف املهنية يف 25يف املائة من �أع�ضاء الهي�أة
الناخبة ملمثلي جمال�س اجلماعات الرتابية والغرف املهنية التابعني لنف�س اجلهة .و 20يف
املائة من �أع�ضاء الهيئة الناخبة ملمثلي املنظمات املهنية للم�شغلني التابعة للجهة �أو اجلهات
املعنية بالن�سبة لالنتخابات التي جتري يف �إطار هذه الهي�أة .و 500ع�ضوا من �أع�ضاء الهي�أة
الناخبة ملمثلي امل�أجورين فيما يخ�ص االنتخابات التي جتري يف نطاق الهي�أة املذكورة،
�رشيطة �أن يكونوا تابعني لن�صف جهات اململكة ،و�أال يقل عدد املوقعني يف كل جهة عن
5يف املائة من عدد التوقيعات املطلوبة .مع الأخذ بعني االعتبار �أنه ال يجوز لع�ضو هيئة
ناخبة �أن يوقع لأكرث من الئحة تر�شيح واحدة �أو لأكرث من مر�شح واحد ال ينتمي حلزب
�سيا�سي �أو منظمة نقابية.35
مع الإ�شارة يف الأخري �إىل �أنه ال تقبل الرت�شيحات املتعددة ،ولوائح الرت�شيح التي
تت�ضمن �أ�سماء �أ�شخا�ص ينتمون لأكرث من حزب �سيا�سي واحد� ،أو تت�ضمن يف نف�س الآن
تر�شيحات مقدمة بتزكية من حزب �سيا�سي وتر�شيحات لأ�شخا�ص بدون انتماء �سيا�سي.36
كما ال تقبل ،بالن�سبة ملجل�س امل�ست�شارين ،لوائح الرت�شيح التي تت�ضمن �أ�سماء �أ�شخا�ص
ينتمون لأكرث من منظمة نقابية واحدة� ،أو تت�ضمن ،يف نف�س الوقت ،تر�شيحات مقدمة
بتزكية من منظمة نقابية وتر�شيحات لأ�شخا�ص بدون انتماء نقابي.37
على م�ستوى هذا املجل�س يتم انتخاب الأع�ضاء باالقرتاع العام غري املبا�رش ،بناء على
هي�أة ناخبة تتكون من ممثلي اجلماعات الرتابية� ،أي املجال�س اجلهوية وجمال�س اجلماعات
وجمال�س العماالت والأقاليم ،الذين يكونون ثالثة �أخما�س املجل�س ( 72ع�ضوا) ،ف�ضال عن
ممثلي الغرف املهنية ( 20ع�ضوا) ،واملنظمات املهنية للم�شغلني الأكرث متثيلية (� 8أع�ضاء)،
وممثلي امل�أجورين ،الذين ي�شكلون خم�سا املجل�س .علما �أن االنتخابات اخلا�صة بع�ضوية
جمل�س امل�ست�شارين ،و�إن كانت ال تخ�ص�ص الئحة وطنية لتمثيل الن�ساء مثل جمل�س النواب،
ف�إنها مل تتجاهل كليا مو�ضوع التمثيلية الن�سائية ،حيث يفر�ض القانون التنظيمي للمجل�س
�أال تت�ضمن كل الئحة تر�شيح ا�سمني متتابعني ملر�شحني اثنني من نف�س اجلن�س ،43كما �سبق
و�أ�رشنا �إىل ذلك من قبل.
تتحدد هذه الوالية يف جمل�س النواب يف خم�س �سنوات ،حيث تنتهي الع�ضوية عند افتتاح
دورة �أكتوبر من ال�سنة اخلام�سة التي تلي انتخابهم .بينما تتحدد يف �ست �سنوات يف جمل�س
443الفقرة 4من املادة 23من القانون التنظيمي ملجل�س النواب .واملادة 24من القانون التنظيمي ملجل�س امل�ست�شارين.
امل�ست�شارين ،بعد �أن كانت يف د�ستور 1996حمددة يف ت�سع �سنوات على �أ�سا�س �أن جتري
انتخابات جتديد ثلث �أع�ضاء املجل�س كل ثالثة �سنوات ،و�إن كان ت�أخر �إجراء انتخابات
جمال�س اجلماعات الرتابية والغرف املهنية وممثلي امل�أجورين واملنظمات املهنية للم�شغلني،
التي ت�شكل قاعدة ت�شكيل جمل�س امل�ست�شارين ،وا�ستمرار وجوده بنف�س العدد ،الذي كان
يتكون منه يف ظل د�ستور �( 1996أي 270م�ست�شارا) ،قد �أثار جداال د�ستوريا ان�صب بالأ�سا�س
حول ما �إذا كان تن�صي�ص د�ستور 2011على مرحلة انتقالية ت�سمح ب�أن «ي�ستمر املجل�سان
القائمان حاليا يف ممار�سة �صالحياتهما (� )..إىل حني انتخاب جمل�سي الربملان املن�صو�ص
عليهما يف هذا الد�ستور» ،44يعني �أن ي�ستمر جمل�س امل�ست�شارين بكامل �أع�ضائه ،مبن فيهم
�أولئك الذين ا�ستوفوا مدة واليتهم التي يحددها د�ستور 1996يف ت�سعة �سنوات؟ �أم �أن الأمر
يتطلب �إعالن انتهاء مدة انتدابهم و�إجراء انتخابات جديدة لتعوي�ضهم ،متاما كما كان يجري
يف ظل الد�ستور ال�سابق� ،أو ا�ستمرار املجل�س بدون ذلك الثلث الذي انتهت مدة انتدابه؟
هذا اجلدل كان قد ا�ستدعى تدخل املجل�س الد�ستوري ،الذي ا�ستغل منا�سبة نظره يف ق�ضية
تتعلق بتجريد �أحد �أع�ضاء جمل�س امل�ست�شارين من ع�ضويته ،لي�صدر قرارا� 45أكد فيه «ا�ستمرار
�أع�ضاء جمل�س امل�ست�شارين ،ب�رصف النظر عن تاريخ انتخابهم ،يف ممار�سة مهامهم بهذه
ال�صفة �إىل حني انتخاب املجل�س اجلديد» ،و�إن كان هذا القرار هو نف�سه مل ي�سلم من النقد،
حيث اعتربه البع�ض «قرارا �سيا�سيا» لكونه ينت�رص لأحد الآراء التي كانت مطروحة يف �ساحة
«التدافع ال�سيا�سي» ،والتي كانت ت�ؤيد بقوة ا�ستمرار الرتكيبة احلالية للمجل�س �إىل �أق�صى مدة
ممكنة ،منطلقة يف ذلك من خلفيات تتداخل فيها الطموحات ال�شخ�صية ،46مع االعتبارات
ال�سيا�سية ،التي كانت ترى يف تنظيم �أي انتخابات جديدة من �ش�أنه �أن ي�صب يف اجتاه تعزيز
نفوذ «الأغلبية احلكومية» ،وبالذات احلزب الذي يقودها ،يف هذه الغرفة التي تهيمن عليها
املعار�ضة ،وحولتها �إىل ما ي�شبه القوة امل�ضادة للحكومة ولأغلبيتها ،خا�صة ،و�أن تدخل
املجل�س الد�ستوري يف هذه الق�ضية كان تلقائيا ومل يطلب �أحد ر�أيه فيها ،47بل و«لي�س من
حقه �أ�صال التدخل فيها» ،48بالنظر لعدم وجود مقت�ضى يف الد�ستور �أو يف القانون التنظيمي
املتعلق باملحكمة الد�ستورية يعطيه �صالحية البث يف �أمر «متديد والية الربملانيني».
444مقت�ضيات الف�صل 176من الد�ستور.
445قرار رقم � 12 /911صادر بتاريخ 25دجنرب ،2012من�شور باملوقع الإلكرتوين للمجل�س الد�ستوري.
446رغبة الربملانيني املعنيني بانتهاء الوالية يف اال�ستمرار يف امل�ؤ�س�سة.
� 447أنظر مقال عبد الرحيم منار �أ�سليمي« :الأمن القانوين باململكة مهدد والد�ستور اجلديد يف خطر» ،موقع
«ه�سربي�س» بتاريخ 6يناير .2013
448نف�س املرجع ال�سابق.
ا�ستثناء على القاعدة التي تق�ضي بتحديد مدة الوالية الربملانية يف خم�س �سنوات بالن�سبة
ملجل�س النواب و�ست �سنوات بالن�سبة ملجل�س امل�ست�شارين ،قد تدفع بع�ض الظروف �إىل
و�ضع حد لهذه الوالية قبل ان�رصام املدة املذكورة ،من خالل اتخاذ مبادرة حل الربملان،
والتي هي �إمكانية متاحة للملك ،و�أي�ضا لرئي�س احلكومة فيما يخ�ص جمل�س النواب فقط
وفقا لل�رشوط التي �سبق احلديث عنها من قبل .وهي خطوة ت�ؤدي �إىل انتهاء مدة انتداب
الربملانيني وبالتايل �سحب ال�صفة عنهم ،و�إن كان ب�إمكانهم �أن ي�ستعيدوها من جديد يف
احلالة التي قد يتمكنون فيها من الفوز يف االنتخابات ال�سابقة لأوانها ،التي يلزم الد�ستور
تنظيمها يف ظرف ال يتعدى �شهرين على الأكرث من تاريخ الإعالن عن حل الربملان �أو
�أحد جمل�سيه.49
يرتبط فقدان ال�صفة الربملانية �أي�ضا بتحمل من يحملها ملهام حمددة ،بحيث ي�ؤدي تويل
الربملاين لأحد هذه املهام �إىل جتريده من ال�صفة الربملانية .وهي مهام ميكن ت�صنيفها �إىل
ثالثة �أنواع:
�أوال ـ الوظائف العامة االنتخابية ،وحتديدا رئا�سة جهة ،و�أكرث من رئا�سة واحدة لغرفة
مهنية �أو ملجل�س جماعة �أو ملجل�س عمالة �أو �إقليم �أو جمل�س مقاطعة جماعية �أو جمموعة
ت�ؤ�س�سها جماعة ترابية.50
ثانيا ـ الوظائف العامة غري االنتخابية ،كما هو الأمر بالن�سبة للع�ضوية يف بع�ض
امل�ؤ�س�سات الد�ستورية ،وخا�صة احلكومة ،51واملجل�س االقت�صادي واالجتماعي والبيئي،52
واملحكمة الد�ستورية ،53واملجل�س الأعلى لالت�صال ال�سمعي الب�رصي.54
ثالثا ـ �أن�شطة �أخرى ذات طابع مهني ،حيث يكون الربملاين ملزما ب�أن ي�رصح خالل
مدة انتدابه ملكتب املجل�س الذي ينتمي �إليه بكل ن�شاط مهني جديد يعتزم ممار�سته .55وهي
املهن التي ميكن التمييز يف �إطارها بني ثالثة �أ�صناف:
1ـ مزاولة كل مهنة عمومية غري انتخابية يف م�صالح الدولة �أو اجلماعات الرتابية �أو
امل�ؤ�س�سات العمومية� ،أو الأ�شخا�ص االعتباريني الآخرين من �أ�شخا�ص القانون العام �أو
ال�رشكات التي متلك الدولة �أكرث من 30يف املائة من ر�أ�سمالها ،56و�إن كان ي�ستثنى من هذه
احلالة الربملاين الذي يتوىل بتكليف من احلكومة مب�أمورية ذات طابع م�ؤقت ،بحيث ميكنه
اجلمع بني هذه امل�أمورية وال�صفة الربملانية ملدة ال تتجاوز �ستة �أ�شهر ،على �أن جتاوز هذه املدة
ي�ؤدي باملحكمة الد�ستورية بناء على طلب من مكتب جمل�س النواب �أو جمل�س امل�ست�شارين،
بح�سب احلالة� ،إىل �إعالن �إقالة النائب �أو امل�ست�شار.57
2ـرئا�سة جمل�س �إدارة �أو مت�رصف منتدب� ،أو مدير عام �أو مدير� ،أو ع�ضو يف
جمل�س الإدارة اجلماعية �أو جمل�س الرقابة ،املزاولة يف �رشكات الدولة التي متلك
الدولة ،ب�صفة مبا�رشة �أو غري مبا�رشة� ،أكرث من 30يف املائة من ر�أ�سمالها.58
3ـمهام غري متثيلية ت�ؤدي الأجرة عنها دولة �أجنبية� ،أو منظمة دولية غري حكومية.59
مع الإ�شارة هنا �إىل �أن انتهاء الع�ضوية بالربملان لأي �سبب من الأ�سباب ي�ؤدي �إىل
انقطاع عالقة ال�شخ�ص املعني بهذه امل�ؤ�س�سة ،ويكون له �أثر حتى بالن�سبة لبع�ض املبادرات
التي �سبق له �أن تقدم بها (مقرتحات القوانني التعديالت والأ�سئلة والطلبات) ،حيث يقوم
مكتب املجل�س بعد 20يوما من تو�صله بقرار فقدان الع�ضوية ب�إ�صدار قرار ب�إلغائها جميعها،
و�إن كان ب�إمكان تبنيها من لذن �أحد �أع�ضاء املجل�س� ،سواء �أكان من الفريق الذي ينتمي �إليه
الربملاين الفاقد للع�ضوية �أو من فريق �آخر .كما ب�إمكان الربملاين الذي ا�سرتجع ع�ضويته
بعد �أن كان قد فقدها لفرتة م�ؤقتة ،كما هو ال�ش�أن يف حالة �إلغاء نتيجة انتخابه وفوزه من
جديد� ،أن يتم�سك مببادراته تلك ،ولو �أن ذلك يتطلب منه �إعادة تقدميها من جديد وفقا
للم�سطرة التي يحددها النظامان الداخليان ملجل�سي الربملان.60
ب ـ التجريد من ال�صفة الربملانية
يعني ذلك �سحب ال�صفة من برملاين معني� ،أو جمموعة من الربملانيني ،بعد �أن يكون قد
اكت�سبها عن طريق االنتخابات .وهو يتحقق يف عدد من احلاالت ،ميكن حتديدها فيما يلي:
�أوال ـ تخليه عن االنتماء �إىل احلزب الذي مت الرت�شح با�سمه �أو الفريق �أو املجموعة
الربملانية التي ينتمي �إليها ،61وكذا عن االنتماء النقابي الذي تر�شح با�سمه بالن�سبة لأع�ضاء
جمل�س امل�ست�شارين الذين يجري انتخابهم يف �إطار الهي�أة الناخبة اخلا�صة مبمثلي امل�أجورين،
وكذا الهي�أة الناخبة ملمثلي املنظمات املهنية للم�شغلني ،و�إن كان هذا املو�ضوع يثري بع�ض
الإ�شكاليات يف ظل �سكوت امل�رشع الد�ستوري عن معاجلة بع�ض احلاالت والأو�ضاع
اخلا�صة ،وعلى وجه التحديد:
■ما �إذا كان الإجراء املذكور ينطبق يف حالة طرد املنتخب من احلزب الذي فاز با�سمه
�أو الفريق الربملاين الذي انتمى �إليه ،حيث دفع هذا االلتبا�س ببع�ض القوى ال�سيا�سية،
يف حماولة منها على ما يبدو ملعاجلة �أو�ضاع تنظيمية داخلية ،لتقدمي مقرتحات تروم
جتريد من اتخذت فيهم قرارات بالف�صل من احلزب من �صفتهم االنتخابية ،و�إن
كان املجل�س الد�ستوري ،وهو ينظر يف مدى د�ستورية مقت�ضيات القوانني التنظيمية
للجماعات الرتابية ،قد ت�صدى لهذا االختيار ،عندما مل ي�ساير توجه امل�رشع نحو
اعتبار الع�ضو املنتخب مبجل�س اجلماعة �أو اجلهة يف و�ضعية تخلي عن احلزب الذي
تر�شح با�سمه �إذا ما قرر هذا احلزب و�ضع حد النتماء الع�ضو �إليه ،م�ؤكدا على �أن
ذلك ي�شكل م�سا�سا باالنتداب االنتخابي لهذا الع�ضو وتو�سعا يف تطبيق الف�صل 61من
660ح�سب ما ت�شري �إىل ذلك املادة 97من النظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين يف وقت مل يت�ضمن فيه النظام الداخلي
ملجل�س النواب مقت�ضيات من هذا القبيل.
661الف�صل 61من د�ستور 2011واملادة 20من القانون التنظيمي للأحزاب ال�سيا�سية.
� 662أنظر قرار املجل�س الد�ستوري رقم � 968/15صادر بتاريخ 30يونيو .2015
663املادة 98من النظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين كما �أقره املجل�س املذكور يف جل�سته العامة بتاريخ � 20أكتوبر
،2015وق�ضى به املجل�س الد�ستوري يف قراره رقد 974/15بتاريخ � 27أكتوبر .2015
664املادة 10من النظام الداخلي ملجل�س النواب.
� 665أنظر «الربملان والدميقراطية يف القرن الع�رشين :دليل للممار�سة اجليدة» ،مرجع �سابق� ،ص .47
666نف�س املرجع� ،ص .48
� 667أفكر هنا بالأ�سا�س يف اندماج احلزب العمايل ،الذي مل مينع اندماجه يف حزب االحتاد اال�شرتاكي من ا�ستمرار
جمموعته النيابية قائمة ملدة ،قبل �أن تقرر يف النهاية االلتحاق بالفريق النيابي للحزب املندمج فيه.
نظامه الداخلي ملقت�ضى يتيح الإمكانية خالل الوالية النيابية الندماج فريقني �أو
جمموعتني �أو فريق وجمموعة �أو �أكرث.68
■احلالة التي يتم فيها االلتحاق بفريق برملاين �أو جمموعة برملانية من طرف برملانيني
فازوا با�سم حزب مل ت�ؤهله نتائج االنتخابية لت�شكيل فريق برملاين �أو حتى جمموعة
برملانية .وهي احلالة التي عرفها جمل�س النواب خالل بداية الوالية الت�رشيعية
احلالية ،عندما ا�ستعان فريق التقدم الدميقراطي بنائبني مل يرت�شحا با�سم حزب التقدم
واال�شرتاكية 69لكي يت�سنى له الو�صول �إىل الن�صاب القانوين املطلوب يف ت�شكيل
الفريق النيابي ( 20نائبا).
ثانيا ـ قبوله �أثناء مزاولة االنتداب الربملاين ملهمة تتنافى مع هذا االنتداب ،هي التي
جرى حتديد قائمتها احل�رصية عند حديثنا عن التنايف بني ال�صفة الربملانية و�شغل بع�ض املهام
الأخرى.
ثالثا ـ ا�ستعمال ا�سمه م�شفوعا ببيان �صفته يف كل �إ�شهار يتعلق ب�رشكة �أو مقاولة كيفما
كانت طبيعتها .70علما �أن امل�رشع مل يكتف يف هذه احلالة مبعاقبة الربملاين فقط بتجريده من
ال�صفة و�إمنا عاقب �أي�ضا م�ؤ�س�سو �أو مديرو �أو م�سريو ال�رشكة �أو املقاولة التي �سمحت بذكر
ا�سم الربملاين ،مع بيان �صفته ،يف كل �إ�شهار بو�رش لفائدة ال�رشكة �أو املقاولة التي ي�رشفون
عليها �أو يبا�رشون ت�أ�سي�سها ،حيث ت�شمل العقوبة يف هذه احلالة احلب�س ما بني �شهر و�ستة
�أ�شهر والغرامة ما بني 10.000و 100.000درهما �أو ب�إحدى هاتني العقوبتني .مع �إمكانية
ت�شديد هذه العقوبة يف حالة العود لت�صل �إىل �سنة حب�سا و 200.000درهما.71
رابعا ـ ت�أكد عدم �أهليته لالنتخاب بعد �إعالن النتائج ،وبعد ان�رصام الأجل الذي ميكن
�أن ينازع خالله يف االنتخاب .72وكذا جوده خالل مدة انتدابه يف �إحدى حاالت عدم
الأهلية لالنتخاب ،التي متت الإ�شارة �إليها من قبل .حيث يجري �إثبات التجريد من هذه
ال�صفة يف هاتني احلالتني من طرف املحكمة الد�ستورية� ،إما بطلب من مكتب جمل�س النواب
668املادة 38من النظام الداخلي ملجل�س النواب ،كما اقره املجل�س يف جل�سته بتاريخ � 29أكتوبر ،2013وق�ضى به
املجل�س الد�ستوري يف قراره رقم 2013 /929بتاريخ 19نونرب .2013
669يتعلق الأمر بكل من بوعزة روكبي الفائز با�سم جبهة القوى الدميقراطية عن دائرة فا�س ،وغازي �شطيو الفائز
با�سم حزب الوحدة والدميقراطية عن دائرة تازة.
770يحدده القانون الداخلي جمل�س النواب يف 20نائبا.
771املادة 20من القانون التنظيمي ملجل�س النواب.
772املادة 11من القانون التنظيمي ملجل�س النواب.
�أو مكتب جمل�س امل�ست�شارين� ،أو وزير العدل� ،أو بطلب من النيابة العامة لدى املحكمة
التي �أ�صدرت احلكم يف حالة �صدور �إدانة ق�ضائية بعد االنتخاب� ،أو بطلب من كل من له
م�صلحة.
خام�سا ـ عدم احرتامه لبع�ض التدابري املتعلقة بالتمويل ،من قبيل التخلف عن �إيداع جرد
مب�صاريفه االنتخابية داخل الآجال القانونية� ،أو عدم �إرفاق اجلرد املذكور بالوثائق املثبتة
للم�صاريف ،بعد �أن توجه له تنبيهات يف هذا ال�ش�أن من طرف الرئي�س الأول للمجل�س
الأعلى للح�سابات 73دون �أن ي�ستجيب لها داخل �أجل ت�سعني يوما من تاريخ توجيهها.74
ف�ضال عن جتاوز �سقف امل�صاريف االنتخابية ،75واملحدد بناء على مر�سوم حكومي يف 500
�ألف درهما بالن�سبة لكل مر�شح ومر�شحة 76يف انتخابات جمل�س النواب و� 300ألف درهما
يف انتخابات جمل�س امل�ست�شارين� ،أو عدم بيان م�صادر متويل حملته االنتخابية ،وكذا عدم
تربيره لتلك امل�صاريف� .77إذ يف جميع هذه احلاالت يحيل الرئي�س الأول للمجل�س الأعلى
للح�سابات الأمر �إىل املحكمة الد�ستورية التي تتوىل �إعالن التجريد من ال�صفة.
�ساد�سا ـ عدم الت�رصيح باملمتلكات� ،إذ كما هو ال�ش�أن بالن�سبة لكل الأ�شخا�ص املنتخبني �أو
املعينني الذين ميار�سون م�س�ؤولية عمومية يخ�ضع الربملانيون �إىل نظام الت�رصيح باملمتلكات،
حيث يلزمون ب�أن يودعوا لدى الأمانة العامة للهيئة املخت�صة باملجل�س الأعلى للح�سابات،
وعلى وجه التدقيق غرفة الت�رصيح باملمتلكات ومراقبة نفقات العمليات االنتخابية وتدقيق
ح�سابات الأحزاب ال�سيا�سية ،78 2013ت�رصيحا كتابيا باملمتلكات والأ�صول التي يف حوزتهم
ب�صفة مبا�رشة �أو غري مبا�رشه مبجرد ت�سلمهم ملهامهم وخالل ممار�ستها وعند انتهائها.79
بحيث ي�ؤدي االمتناع عن القيام بهذا الت�رصيح� ،أو الإدالء بت�رصيح غري كامل� ،أو
ال يطابق ما هو من�صو�ص عليه يف القانون املنظم للت�رصيح باملمتلكات بالن�سبة لأع�ضاء
الربملان ،80دون ت�سوية الو�ضعية رغم التنبيهات التي توجه يف هذا ال�ش�أن� ،إىل فقدان
ال�صفة الربملانية.81
ج ـ �إلغاء نتيجة االقرتاع
�إذا كان امل�رشع قد �أتاح للمناف�سني �إمكانية الطعن يف نتائج االنتخابات الت�رشيعية يف
احلالة التي يقدر فيها �أحد املعنيني بالطعن �أن عملية االقرتاع قد �شابتها ممار�سات كان
لها ت�أثريا على نتائجها ف�إن تفعيل هذا الإجراء ال يحول دون اكت�ساب ال�صفة الربملانية من
طرف املر�شح الذي �أعلن فوزه .فهو ي�صبح برملانيا منذ اليوم الذي يتم فيه افتتاح الوالية
الت�رشيعية ،ويظل كذلك �إىل حني �أن تبث املحكمة الد�ستورية يف الطعن املقدم �ضده ،والذي
يجب �أن يتم داخل �أجل ال يتعدى �سنة ابتداء من تاريخ انتهاء �أجل تقدمي الطعون املقدمة
�إليها .82بحيث �إذا ما �أيدت املحكمة املذكورة �صاحب الطعن ،يكون من نتائج ذلك تنظيم
انتخابات جزئية ،83التي قد ت�ؤدي �إىل �إعادة انتخاب نف�س الفائز ال�سابق املطعون يف فوزه
�إذا ما قرر �إعادة تر�شيحه ،كما قد ت�ؤدي �إىل فوز املر�شح �صاحب الطعن �أو �أي مر�شح
�آخر.
د ـ اال�ستقالة �أو الوفاة
�إذا كانت كل من اال�ستقالة �أو الوفاة ت�ؤديان من الناحية املبدئية �إىل فقدان ال�صفة
الربملانية ،ف�إن ترتيب الآثار الناجتة عنها يتطلب انتظار �إعالن املحكمة الد�ستورية ل�شغور
املقعد� ،إذ على قرارها يتوقف القيام بالإجراءات اخلا�صة مبلأ هذا املقعد ال�شاغر من طرف
املر�شح الذي يلي ا�سمه مبا�رشة يف الئحة الرت�شيح املعنية بعد �آخر منتخب يف نف�س الالئحة،
لكن ب�رشط �أن يكون هذا الأخري ال يزال يتوفر على ال�رشوط التي ت�ؤهله لكي يكون ع�ضوا
يف جمل�س النواب �أو يف جمل�س امل�ست�شارين بح�سب احلاالت ،84و�إن كان هذا الأمر قد
880يتعلق الأمر بالبنود 1و 2و 3و 4من القانون التنظيمي رقم 50.07القا�ضي بتتميم القانون التنظيمي رقم 31.97
املتعلق مبجل�س النواب ،والقانون التنظيمي رقم 07.51القا�ضي بتتميم القانون رقم 32.97املتعلق مبجل�س
امل�ست�شارين ،واللذان ال يزال القانون التنظيمي ملجل�س النواب والقانون التنظيمي ملجل�س امل�ست�شارين ال�صادران
بعد د�ستور 2011يحيالن عليهما فيما يخ�ص املقت�ضيات املتعلقة بالت�رصيح باملمتلكات.
881املادة 10من القانون التنظيمي رقم 50.07القا�ضي بتتميم القانون التنظيمي رقم 31.97املتعلق مبجل�س النواب،
والقانون التنظيمي رقم 07.51القا�ضي بتتميم القانون رقم 32.97املتعلق مبجل�س امل�ست�شارين.
882املادة 33من القانون التنظيمي للمحكمة الد�ستورية.
883املادة 91من القانون التنظيمي ملجل�س النواب ،واملادة 92من القانون التنظيمي ملجل�س امل�ست�شارين.
884املادة 90من القانون التنظيمي ملجل�س النواب ،واملادة 91من القانون التنظيمي ملجل�س امل�ست�شارين.
�أثار بع�ض اخلالف يف ارتباط ب�إقدام عدد من امل�ست�شارين الربملانيني 85على تقدمي ا�ستقالتهم
متهيدا لت�أهيل �أنف�سهم خلو�ض انتخابات جمل�س النواب ورف�ض املجل�س الد�ستوري �إعالن
�شغور مقاعد امل�ستقيلني ،منطلقا يف ذلك من �أن «توقيتها و�سياقها وهدفها» ،وتقدميها قبل
انتهاء مدة االنتداب القانوين الذي انتخبوا من �أجله وع�شية �إجراء انتخابات جمل�س النواب،
عالوة على �أنه «يعد �إخالال بالتمييز بني جمل�سي الربملان على م�ستوى مدة انتداب كل منهما
وتواريخ انتهاء الع�ضوية بهما» ،ف�إنه «ميثل �سلوكا منافيا للقيم واملبادئ الد�ستورية الرامية
�إىل تعزيز امل�ؤ�س�سات الد�ستورية ،ومن �ش�أنه النيل من م�صداقية هذه امل�ؤ�س�سات ومن ثقة
املواطنني فيها».86
هذا اخلالف كان قد تركز �أ�سا�سا حول حدود الدور الذي ي�ضطلع به املجل�س الد�ستوري
يف هذا املجال ،وحتديدا ما �إذا كان من حقه �أن يرف�ض تقدمي تلك الطلبات ،حيث وجدت
بع�ض الآراء التي تعترب �أن اال�ستقالة تنتج �آثارها مبجرد تقدميها من طرف املعني بها،
وتثبيتها يف حم�رض اجلل�سة العامة اخلا�صة مبجل�س امل�ست�شارين ،وال تتوقف بالتايل على
موقف الق�ضاء الد�ستوري ،الذي ال يكون �إعالنه ل�شغور املقعد يف هذه احلالة �سوى
�إجراء �شكليا لي�س �إال على �ضوءه يجري احت�ساب الأجل الذي يتم داخله تعوي�ض الربملاين
امل�ستقيل ،و�إن كان هذا املوقف يبدو ه�شا يف ظل وجود املادة 100من النظام الداخلي ملجل�س
امل�ست�شارين ،التي ت�شري �إىل �أن اال�ستقاالت تقدم كتابة �إىل الرئي�س ،الذي يحيط املجل�س
علما بها يف �أول جل�سة عامة موالية للتو�صل بها ،ليحيلها بعد ذلك داخل �أجل ال يتعدى
ثمانية �أيام على املحكمة الد�ستورية لكي «تبث يف هذه الطلبات».
887هذا التعريف هو الذي يعطيه للح�صانة الربملانية معجم القانون ،ال�صادر عن جممع اللغة العربية مب�رص،
من�شورات املطابع الأمريية ،الطبعة الأوىل � ،1999ص.13 .
888ح�سينة �رشون« ،احل�صانة الربملانية» ،جملة املفكر ،العدد اخلام�س ،جامعة حممد خ�رض ب�سكرة اجلزائر،
مار�س .2010
889حيث تن�ص املادة 18من القانون الأ�سا�سي الأملاين ل�سنة 1948على �أنه “كل من ي�سئ ا�ستعمال حرية التعبري
عن الر�أي ،وخا�صة حرية ال�صحافة (املادة 5فقرة ،)1حرية التعليم (م 5ف ،)3حرية التجمع (م،)8
حرية تكوين اجلمعيات (م� ،)8رسية الر�سائل والربيد واالت�صاالت الهاتفية (م ،)10حق امللكية (م� ،)14أو
حق اللجوء ال�سيا�سي (م ،)16كل من ي�سيء ا�ستعمالها للكفاح �ضد النظام الدميقراطي الأ�سا�سي احلر ي�سقط
عنه التمتع بهذه احلقوق الأ�سا�سية .تقع �صالحية احلكم ب�إ�سقاط احلقوق ومدى �إ�سقاطها بيد املحكمة الد�ستورية
االحتادية”.
ـ ين�ص على �أن �أع�ضاء الربملان غري خا�ضعني للم�ساءلة حول الآراء التي
يعربون عنها �أو حول الأ�صوات التي يدلون بها خالل �أدائهم لوظائفهم.
ال ميكن �إخ�ضاع �أي ع�ضو من �أع�ضاء الربملان للتفتي�ش ال�شخ�صي �أو املنزيل
بدون موافقة املجل�س الذي ينتمي �إليه ،وال ميكن اعتقاله �أو حرمانه من حريته 4ـالد�ستور
ال�شخ�صية ب�أي طريقة �أخرى ،وال احتجازه� ،إىل يف حال تنفيذ حكم �إدانة الإيطايل
نهائي� ،أو يف حال القب�ض على الع�ضو متلب�سا وهو يرتكب جرمية تتوجب
االعتقال .واملوافقة ذاتها الزمة ملراقبة حمادثات �أو ات�صاالت �أحد �أع�ضاء
الربملان� ،أو مل�صادرة بريده (املادة .)68
بيد �أن الد�ستور املغربي و�إن كان قد ح�صن هو الآخر الع�ضو يف الربملان من �إمكانية
متابعته والبحث عنه و�إلقاء القب�ض عليه واعتقاله وحماكمته مبنا�سبة �إبدائه لر�أي �أو قيامه
بت�صويت خالل مزاولته ملهامه ،ف�إنه مل يرتك هذه ال�ضمانة على �إطالقها بل قيدها ب�أال
يكون ذلك الر�أي املعرب عنه« ،يجادل يف النظام امللكي �أو الدين الإ�سالمي� ،أو يت�ضمن
ما يخل باالحرتام الواجب للملك» .90وهو ما ي�ضيق من هام�ش التحرك املرتوك لأع�ضاء
الربملان يف ممار�سة وظيفتهم ،خا�صة و�أن الأمر يتعلق بقيود عامة وقابلة للت�أويل ،ومتت
د�سرتتها يف �سياق �سيا�سي ا�ستثنائي� ،أي يف ظل د�ستور ،91 1970بعدما كان د�ستور 1962
يخلوا منها.92
مع الإ�شارة �إىل �أن نظام احل�صانة يف النظام الد�ستور املغربي خ�ضع لبع�ض التعديالت
مقارنة مبا كان عليه الأمر يف د�ستور ،1996حيث �أ�ضحى د�ستور 2011يقت�رص على
�إ�ضفاء «ح�صانة مو�ضوعية» على �أع�ضاء الربملان ت�سمح بحمايتهم فقط من �أية م�س�ؤولية عن
الأقوال والأفكار والآراء التي ت�صدر عنهم �أثناء ممار�ستهم لوظائفهم التمثيلية ،بعدما كان
الد�ستور ال�سابق ي�ضفي عليهم �أي�ضا «ح�صانة �إجرائية» حتيل دون عدم اتخاذ �أي �إجراءات
جنائية �ضدهم يف غري حالة التلب�س �إال ب�إذن املجل�س الذي يتبعون �إليه .93وهي التعديالت
التي مكنت من جتاوز بع�ض امل�شاكل والتعقيدات القانونية التي كان يثريها مو�ضوع
احل�صانة الربملانية ،وحتديدا احل�صانة الإجرائية ،94و�سمحت بتفادي ا�ستغالل هذا الإجراء
من �أجل تهرب بع�ض الربملانيني من املحا�سبة عن الأفعال اخلارجة عن القانون التي كانوا
يرتكبونها ،مبا كان لذلك من �أثر �سلبي على فكرة احل�صانة الربملانية لدى الر�أي العام،
خا�صة وقد �أظهرت املمار�سة �أن املقت�ضيات املتعلقة بهذه احل�صانة كثريا ما ظلت جممدة،
حيث ف�شلت معظم� ،إن مل تكن كل املحاوالت التي متت يف هذا ال�ش�أن ،95بل �إن الربملان
حتول يف بع�ض الأحيان �إىل عائق �أمام الق�ضاء يف متابعة بع�ض �أع�ضائه املتمتعني
باحل�صانة.96
995نحيل هنا على اجلدال الذي �أثاره تقدمي طلبات لرفع احل�صانة عن بع�ض الأع�ضاء �أمام الربملان �سنة .1999
996نحيل هنا ب�صفة خا�صة على القرار الذي اتخذه جمل�س امل�ست�شارين بتاريخ 9يوليوز 2006والقا�ضي بتوقيف
املتابعة اجلارية يف حق امل�ست�شار يو�سف التازي �إىل حني انتفاء �صفة م�ست�شار برملاين عليه (ملف جنائي عدد
2006/5/711الرائج �أمام غرفة اجلنايات االبتدائية مبحكمة اال�ستئناف بالدار البي�ضاء) ،و�إن كانت املحكمة
املذكورة قد رف�ضت هذا القرار معتربة �إياه غري م�ؤ�س�س قانونا ،لأن الف�صل 39من د�ستور 1996واملادة 5من
قانون احل�صانة (القانون رقم � )17.01إذا كان يعطيان للربملان �صالحية تقدمي طلب �إىل وزير العدل لتوقيف
االعتقال �أو املتابعة �ضد �أحد الربملانيني �إىل وزير العدل الذي يحيله فورا على ال�سلطة الق�ضائية املخت�صة ق�صد
تنفيذه ،ف�إنه ال يعطيه احلق يف �إ�صدار �أوامر �أو قرارات �إىل الق�ضاء لتنفذيها (�أنظر القرار عدد 710ال�صادر
بتاريخ 2008/10/7عن غرفة اجلنايات االبتدائية لدى حمكمة اال�ستئناف بالدار البي�ضاء).
997الفقرة 3من املادة 48من القانون الأ�سا�سي الأملاين ل�سنة .1948
الوالية الت�رشيعية ال�سابعة ،98و�إن كانت الن�صو�ص القانونية التي حتدد مبلغ هذا التعوي�ض
مل تعرف طريقها نحو الن�رش يف اجلريدة الر�سمية.99
�إىل جانب املبلغ ال�شهري ،يتخذ هذا النظام �شكل تعوي�ضات على املهام بالن�سبة ملن
يتحملون م�س�ؤوليات يف الأجهزة املختلفة لكل جمل�س (الع�ضوية يف مكتب املجل�س ،رئا�سة
الفريق ،رئا�سة �إحدى اللجان ،)100وتعوي�ضات عن التنقالت يف �إطار املهام اخلارجية
والداخلية ،واال�ستفادة من جمانية القطار ،ومن ن�سبة تخفي�ض حمددة بالن�سبة لل�سفر عرب
الطائرة ،ومن الإقامة يف �أحد فنادق العا�صمة بالن�سبة للربملانيني القادمني من مناطق
خارج الرباط ،ومن خدمات الهاتف ،ثم من التقاعد ،الذي حتدد اال�ستفادة منه بناء
على مبلغ مايل عن كل �سنة يف الربملان ،101كما تخ�ضع لبع�ض ال�رشوط ،تتعلق ب�أدائه
مل�ساهمة معينة ،102و�أن تتجاوز مدة نيابته �سنتني .103ف�ضال عن نظام للت�أمني ي�شمل عددا
من اجلوانب مثل الت�أمني على املر�ض والوالدة ،والت�أمني املتعلق بالوفاة والعجز ،يف
مقابل اقتطاع ن�سبة معينة من التعوي�ض ال�شهري املمنوح له �شهريا بالن�سبة للت�أمني على
املر�ض والوالدة ،104بينما يتوىل املجل�س الذي ينتمي �إليه �أداء مبلغ امل�ساهمة كامال بالن�سبة
لأ�شكال الت�أمني الأخرى.
998كانت هذه التعوي�ضات حمددة يف 3000درهما يف الوالية الت�رشيعية الأوىل ،وانتقلت �إىل 4000درهما يف
الوالية الت�رشيعية الثانية ،قبل �أن تنتقل �إىل 10000درهما يف الوالية الت�رشيعية الثالثة .ويف نهاية نف�س الوالية
عرفت ارتفاعا �آخر ،حيث و�صلت �إىل 16000درهما ،لتعرف زيادة جديدة يف نهاية الوالية الت�رشيعية الرابعة
( 30000درهما) ،وهو املبلغ الذي ا�ستقرت عليه طيلة الوالية الت�رشيعية اخلام�سة وال�ساد�سة �إىل �أن جرى الرفع
منها خالل الوالية الت�رشيعية ال�سابعة ،وبالتحديد يف ال�سنة الت�رشيعية 2004ـ ،2005حيث و�صلت �إىل 36000
درهما ،على نحو ما ورد يف «املو�سوعة الربملانية» املجلد الأول ـ اجلزء الأول ـ ل�صاحبها عبد احلي بني�س،
من�شورات املعارف� ،سنة � ،2007ص .1992 .
999يعود ن�رش �آخر ن�ص قانوين يهم تعوي�ضات الربملانيني �إىل �سنة � ،1965إذ بعد �إ�صدار املر�سوم امللكي ب�إعالن حالة
اال�ستثناء بيوم واحد فقط �صدر مر�سوم ملكي رقم 1.46.65بتاريخ � 8أبريل 1965يلغي املر�سوم رقم 2.64.140
بتحديد نظام التعوي�ضات واملنافع املمنوحة لأع�ضاء الربملان ،الذي مل يكن قد ن�رش يف اجلريدة الر�سمية.
1100ت�صل هذه التعوي�ضات �إىل 7000درهما ح�سب ت�أكيدات بع�ض الربملانيني.
1000 1 101درهما عن كل �سنة ت�رشيعية كاملة ،وهو مبلغ �صايف معفي من ال�رضيبة العامة على الدخل وال يخ�ضع
للت�رصيح.
1102حتدد واجب اال�شرتاك بالن�سبة لكل برملاين يف 2900درهما �شهريا ،على �أن يدفع املجل�س الذي ينتمي �إليه نف�س
املبلغ ،ح�سب ما ت�شري �إىل ذلك املادة 4من ظهري رقم 1.92.136ال�صادر بتاريخ ( 1993ج.ر عدد )4234
كما وقع تغيريه وتتميمه بالظهري رقم � 1.05.208صادر بتاريخ 14فرباير ( 2006ج.ر )5399متعلق بنظام
املعا�شات لفائدة �أع�ضاء جمل�سي الربملان.
1103املادة 6من الظهري املتعلق مبعا�شات الربملانيني امل�شار �إليه �آنفا.
1104ي�صل هذا االقتطاع �إىل 1.30يف املائة من التعوي�ض ال�شهري املمنوح لكل برملاين.
يف ارتباط مبا �أثاره ويثريه غياب الربملانني عن جل�سات الربملان من نقا�ش وجدال،
فر�ض د�ستور � 2011أن يحتوي النظام الداخلي لكل جمل�س من جمل�سيه على قواعد تتعلق
بواجبات الأع�ضاء يف امل�شاركة الفعلية يف �أعمال اللجان واجلل�سات العامة ،واجلزاءات يف
حالة الغياب .105ال�شيء الذي عك�سه النظامني املذكورين عندما ن�صا على �رضورة ح�ضور
الربملانيني يف �أعمال اللجان واجلل�سات العامة و�أن�شطة املجل�س املختلفة ،ومل ي�ستثن من ذلك
�إال الربملانيني الذين يوجهون ،قبل انعقاد اجتماع اللجنة �أو اجلل�سة العامة ،ر�سالة مكتوبة
�إىل رئي�س اللجنة ،يف حالة اجتماعات اللجان �أو رئي�س املجل�س يف حالة اجلل�سات العامة،
يقدمون فيها عذرا لغيابهم .على �أن يكون ذلك العذر مقبوال� ،أي يندرج يف �إطار الئحة
الأعذار التي حددها النظام الداخلي ملجل�س النواب 106يف ح�ضور ن�شاط ر�سمي بالدائرة
االنتخابية� ،أو القيام مبهمة خارج الوطن� ،أو �إجازة مر�ضية� ،أو العطلة ال�سنوية� ،أو مهمة
نيابية �أو ر�سمية ذات طابع وطني� ،أو امل�شاركة يف دورات جمال�س اجلماعات الرتابية �أو
الغرف املهنية بالن�سبة للربملانيني الذين يتحملون م�س�ؤوليات باملجل�س املذكورة.107
ت�أكيدا لذلك ،حر�ص النظامني الداخليني ملجل�سي الربملان على و�ضع قواعد خا�صة ل�ضبط
احل�ضور ،حيث ت�سجل �أ�سماء الأع�ضاء احلا�رضين واملعتذرين عن احل�ضور واملتغيبني
بدون عذر يف حم�رض كل جل�سة وتبلغ ملكتب املجل�س ،كما تتلى �أ�سماء املتغيبني يف بداية
االجتماع املوايل ،وت�سجل �أ�سماء الذين تغيبوا دون �أن يربروا ذلك يف الن�رشة الداخلية
للمجل�س وموقعه الإلكرتوين .108بل وذهبا �أكرث من ذلك عندما �أقرا عقوبات على املتغيبني
بدون عذر تتحدد يف اقتطاع من مبلغ التعوي�ضات ال�شهرية بح�سب عدد �أيام الغياب ،حيث
يعلن رئي�س املجل�س هذا الإجراء يف جل�سة عامة ،وين�رش يف الن�رشة الداخلية للمجل�س ،ويف
اجلريدة الر�سمية.
لكن هذه الإجراءات ظلت على العموم بدون فعالية كبرية ،حيث ال تزال الن�صو�ص
الت�رشيعية ،مبا يف ذلك م�رشوع قانون املالية ،تتم امل�صادقة عليها بعدد جد حمدود من
الربملانيني �سواء على م�ستوى اللجان �أو اجلل�سات العامة .109مما يعني �أننا �أ�صبحنا �أمام
ظاهرة �شديدة التعقيد يتداخل فيها عدم ال�شعور بامل�س�ؤولية ،واال�ستهتار بال�صفة التمثيلية لدى
البع�ض ،و�صعوبة التوفيق بني املهام املتعددة التي ي�شغلها الربملاين لدى البع�ض الآخر،
خا�صة �أولئك الذين ي�شغلون مهاما انتخابية �أخرى .ف�ضال عن ال�صعوبات املو�ضوعية
التي تواجه تنقل �أولئك الذين ي�ستقرون يف مناطق جغرافية بعيدة عن العا�صمة حيث مقر
الربملان.
ب ـ امل�شاركة يف �أعمال املجل�س
ال يكون االلتزام باحل�ضور مهما يف حد ذاته �إذا مل يكن م�صحوبا بامل�شاركة الفعلية للع�ضو
الربملاين يف �أ�شغال الربملان� ،سواء من خالل القيام مببادرات ت�رشيعية (اقرتاح قوانني
�أو تقدمي تعديالت على م�شاريع �أو اقرتاحات قوانني �أو امل�شاركة يف مناق�شتها يف اللجان
ويف اجلل�سات العامة)� ،أو رقابية (طرح الأ�سئلة �أو امل�ساهمة يف جلان التحقيق واللجان
اال�ستطالعية واجلل�سات الرقابية التي تخ�ص�صها اللجان املختلفة مل�ساءلة الوزراء وم�س�ؤويل
1108املادة 68من النظام الداخلي ملجل�س النواب.
1109على �سبيل املثال مل يتم اعتماد م�رشوع قانون املالية ل�سنة ،2014على �سبيل املثال� ،إال بح�ضور 259نائبا
(� 164صوت ل�صاحله و 95عار�ضه) من �أ�صل 395نائبا يتكون منهم جمل�س النواب ،يف حني مل يتجاوز عدد
امل�صوتني على اجلزء الأول منه 147نائبا ( 110ل�صاحله ،و� 37ضده)� ،أي �أن عدد الغائبني كان �أكرث من
عدد احلا�رضين .علما �أن هذه الأرقام حتتاج �إىل التعامل معها بكثري من الن�سبية� ،إذا ما �أخذنا بعني االعتبار �أن
حلظة الت�صويت غالبا ما تعرف تعبئة كبرية من الطرفني ،وبالتايل ،ف�إن من ي�صوتون لي�سوا بال�رضورة هم من
يتابعون ويح�رضون اجلل�سات .و�أي�ضا �إذا ما �أخذنا بعني االعتبار التفاوت امل�سجل يف احل�ضور �صعودا ونزوال
ح�سب اجلل�سات واملواد ،وطول مدة النقا�ش.
النواب والنظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين بع�ض املقت�ضيات يف هذا املجال ،يربز من بينها
ما يلي:
�أ ـ احرتام النظام وعدم الإخالل به
يف �إطار ال�ضوابط التي تفر�ض على الربملانيني مينع عليهم �أي�ضا القيام مبا ميكن �أن ي�شكل
عرقلة �أو ت�شوي�ش خمل بالنظام� ،أو تناول الكلمة بدون �إذن� ،أو اللجوء �إىل ال�سب �أو القذف
�أو التهديد �أو العنف يف حق ع�ضو �أو �أكرث من �أع�ضاء الربملان� ،أو �إتيان ت�رصفات مهينة
للمجل�س �أو لرئي�سه ،وذلك حتت طائلة العقوبات ،التي تتنوع ،بح�سب نوعية الإخالل
املرتكب ،ما بني التنبيه 113والإبعاد امل�ؤقت عن االجتماع ،114مع ما ي�صاحب ذلك من اقتطاع
مايل ،يحدد يف ربع التعوي�ض املمنوح له ملدة �شهر واحد يف حالة توجيه تنبيه ،115ون�صف
التعوي�ض املمنوح له ملدة �شهرين اثنني.116
ب ـ عدم ت�أ�سي�س هيئات �أو عقد اجتماعات خا�صة
يهم هذا الإجراء �أ�سا�سا ن�شاط الأع�ضاء داخل الربملان ،حيث مينع عليهم ت�أ�سي�س
جمعيات للدفاع عن امل�صالح ال�شخ�صية �أو املهنية داخل امل�ؤ�س�سة املذكورة� ،أو عقد
اجتماعات خا�صة خارجة عن نطاق االجتماعات التي تعقدها �أو تنظمها �أجهزة الربملان،
�أي الفرق �أو املجموعات الربملانية التي ينتمون لها� ،أو اللجان التي هم �أع�ضاء بها� ،أو
باقي الأجهزة الأخرى التي يتكون منها الربملان .على �أن ت�ستثنى من ذلك االجتماعات
التي تتناول مو�ضوعات ذات االهتمام امل�شرتك ،التي يعقدونها ب�إذن من رئي�س املجل�س،
وتكون مندرجة �ضمن ال�صالحيات الد�ستورية للربملان .117وهو �إجراء ين�سجم مع املبد�أ العام
الذي يفر�ض على الربملانيني �إيثار ال�صالح العام على كل م�صلحة فئوية �أو خا�صة ،وجتنب
ت�ضارب امل�صالح مع مهامهم التمثيلية..
�إىل جانب ذلك ،يكون الع�ضو يف الربملان ملزما باحرتام �ضوابط �أخرى تتعلق
بالت�رصيح باملمتلكات ،وعدم التخلي عن االنتماء �إىل احلزب الذي مت الرت�شح با�سمه �أو
1113يوجه التنبيه يف حالتني� :إذا ذكر الربملاين بالنظام مرتني ،و�إذا �سب �أو قذف �أو هدد ع�ضوا �أو �أكرث من �أع�ضاء
املجل�س الذي ينتمي �إليه.
1114يتقرر الإبعاد امل�ؤقت يف ثالثة حاالت� :إذا مل ميتثل للعقوبة املتخذة يف حقه ب�شكل ي�ؤدي �إىل عرقلة عمل املجل�س،
�إذا ا�ستخدم العنف �أثناء جل�سة عامة �أو جل�سة جلنة ،و�إذا �صدرت عنه ت�رصفات مهينة للمجل�س �أو لرئي�سه.
1115املادة 119من النظام الداخلي ملجل�س النواب.
1116املادة 120من النظام الداخلي ملجل�س النواب.
� 1117أنظر املادة 39من النظام الداخلي ملجل�س النواب.
الفريق �أو املجموعة الربملانية التي ينتمي �إليها ،وكذا عن االنتماء النقابي الذي تر�شح با�سمه
بالن�سبة لأع�ضاء جمل�س امل�ست�شارين الذين يجري انتخابهم يف �إطار الهي�أة الناخبة اخلا�صة
مبمثلي امل�أجورين ،والت�رصيح خالل مدة االنتداب بكل ن�شاط مهني جديد يعتزم ممار�سته،
واالمتناع عن ا�ستعمال بيان �صفته الربملانية يف العمليات الإ�شهارية ،ف�ضال عن الإخبار
القبلي بكل م�صلحة �شخ�صية تربطه مب�رشوع �أو مقرتح قانون �أو جلنة نيابية لتق�صي احلقائق
�أو مهمة ا�ستطالعية م�ؤقتة ،والتي يكون من �ش�أنها �أن جتعله يف و�ضعية ت�ضارب امل�صالح
وت�ؤثر ،بالتايل ،على جترده وا�ستقالليته .118وهي ال�ضوابط التي �سبق �أن توقفنا عندها من
قبل عند حديثنا عن التجريد من ال�صفة الربملانية والتنايف مع الع�ضوية يف الربملان لذلك لن
نعيد ما قلناه ب�ش�أنها تفاديا للتكرار.
الف�صل ال�ساد�س
ارتبط ن�شوء املعار�ضة مبعناها العام بن�شوء ال�سلطة� ،أي باللحظة التي انق�سم فيها النا�س
�إىل حكام وحمكومني .لذلك عادة ما تعرف املعار�ضة من خالل موقعها �إزاء ال�سلطة،
وحتيل على القوى ال�سيا�سية التي ال توجد يف ال�سلطة وتعار�ض من هو فيها ،وجت�سد،
بالتايل« ،ما ين�ش�أ لدى الإن�سان من ت�سا�ؤالت حول �صحة القرارات التي تتخذها ال�سلطة،
والإجراءات التي حتاول تنفيذها يف ال�سياق االجتماعي ،ومدى تطابق هذه القرارات
القيمية التي يحملها يف داخله عن طبيعة و�شكل النظام مع ت�صوراته الذاتية� ،أو الأحكام ّ
االجتماعي الذي يرغب باخل�ضوع له».1
لكن املعار�ضة ال�سيا�سية مبفهومها احلديث تبدو مرتبطة �أكرث بربوز النظام الربملاين
التمثيلي ،وبتطور النظام احلزبي التناف�سي يف ال�سياق الغربي .قبل �أن ي�ؤدي التطور الذي
ح�صل على م�ستوى النظام التمثيلي �إىل تبلور مفهوم املعار�ضة الربملانية ،التي اتخذت طابعا
م�ؤ�س�ساتيا ،و�أ�ضحت «�سلطة منظمة» ،2تقر الوثائق الد�ستورية ب�رشعيتها يف الوجود،
وب�أحقيتها يف التمثيل امل�ؤ�س�ساتي ،ويف التوفر على املوارد الالزمة التي ت�سمح لها بالقيام
بالوظائف املنوطة بها .وهو الأمر الذي �ساهم فيه �سعي النظام املذكور نحو دفع املعار�ضة
�إىل خيار العمل داخل ف�ضاء الربملان ،وبالتايل جتنب خماطر بحثها عن ف�ضاءات غري
مم�أ�س�سة للتعبري والفعل ،ومنح فعالية �أكرب لعمل الربملان لكي ال يبقى خمتزال يف اال�ستقرار
احلكومي و�إمنا يف �ضمان اال�ستقرار امل�ؤ�س�ساتي املت�أتي من متثيل كل التعبريات املوجودة
11خ�رض خ�رض« ،مفاهيم �أ�سا�سية يف علم ال�سيا�سة» ،امل�ؤ�س�سة احلديثة للكتاب ،طرابل�س (لبنان)� ،سنة � ،2003ص:
.138
2. Léoplod Donfack Sokeng: l’institutionnalisation de l’oppositon: une réalité objective en quéte
de consistence, file:///C:/Users/pc/Desktop/L%E2%80%99institutionnalisation%20de%20
l%E2%80%99opposition.pdf.
وحمايتها ،ف�ضال عن الو�صول �إىل دميقراطية توافقية قائمة على �أ�سا�س اال�شتغال امل�شرتك
بني الأغلبية واملعار�ضة.3
بيد �أن ارتباط املعار�ضة الربملانية بالدميقراطيات الغربية ال يعني بال�رضورة �أن
وجودها يبقى مقت�رصا عليها ،فهي تبدو واحدة من املفاهيم التي مل تعد تخلوا منها �أي�ضا
الأنظمة ال�سلطوية ،4و�إن كانت عادة ما تكون يف هذه الأنظمة ذات �أهداف ووظائف
خمتلفة .فهي و�إن كانت معرتفا بها وعملها غري جمرم ،وتتوفر على متثيلية يف امل�ؤ�س�سات
املنتخبة ولها �أنظمة خا�صة تعطيها بع�ض احلقوق ،ف�إنها مع ذلك تظل حماطة بالكثري من
القيود واحلدود ،التي تقلل ب�شكل كبري من �إمكانيتها يف الت�أثري يف القرار ال�سيا�سي ،على
نحو ما �سنبني ذلك من خالل تناولنا ملكانة املعار�ضة الربملانية يف التجربة املغربية ،حيث
ظلت هذه الأخرية حا�رضة يف جميع التجارب الربملانية دون �أن تتمتع بو�ضع قانوين
خا�ص يك�سبها حقوقا حمددة متيزها عن الأغلبية الربملانية ،ويعطيها و�ضعا امتيازيا
�إزائها ،قبل �أن يحدث د�ستور 2011بع�ض التحول على هذا امل�ستوى مل تعد معه جمرد
فاعل �سيا�سي بل �أ�صبحت �أي�ضا موقعا قانونيا ،كما مل تعد خمتزلة يف م�ؤ�س�سة احلزب
ال�سيا�سي و�إمنا امتدت �إىل ف�ضاء الربملان عرب قناة فرق املعار�ضة الربملانية ،5و�إن كان
هذا التحول مل مينع من ا�ستمرار عملها مكبال بعدد من القيود ،التي حتد ب�شكل كبري من
هام�ش حتركها.
� 33أتركني حممد« ،نظام املعار�ضة الربملانية :درا�سة يف املفهوم ودرو�س التجارب املقارنة» ،من�شورات جملة
احلقوق� ،سل�سلة الدرا�سات والأبحاث ،عدد � ، 8سنة � ،2014ص .13
44يعرف غاي هريمت ( )Gay Hermetالأنظمة ال�سلطوية انطالقا من ثالثة خ�صائ�ص �أ�سا�سية :النزوع نحو
الأولغار�شية (مركزة ال�سلطة ال�سيا�سية واالقت�صادية يف �أيدي �أقلية حمدودة) ،دميقراطية الواجهة (التحكم يف
تنظيم العمليات االنتخابية ويف نتائجها وبالتايل يف الوظائف والأدوار التي ت�ضطلع بها امل�ؤ�س�سات املنتخبة وجعلها
يف خدمة �رشعية النظام) ،اخللط بني ال�سلطات (مراقبة ال�سلطة التنفيذية لل�سلطة الت�رشيعية والق�ضائية) ،ف�ضال
عن غياب دولة القانون (عدم احرتام القوانني التي ي�ضعها مما يخلق االنطباع لدى النا�س بعدم الإفالت من
املحا�سبة ،التهديد امل�ستمر الذي تعي�شه احلريات الفردية ،حتكم الإدارية يف حرية ت�أ�سي�س اجلمعيات والأحزاب
ال�سيا�سية .)..وميكن �أن ن�ضيف �إىل ذلك خا�صية رابعة تتمثل يف �إعطاء هام�ش من التحرك واال�ستقالل للأنظمة
املوازية (الأحزاب ال�سيا�سية ،و�سائل الإعالم ،هيئات املجتمع املدين.)..
� 55أتركني حممد ،مرجع �سابق� ،ص.11 :
يتجلى هذا التحول يف و�ضعية املعار�ضة الربملانية يف ال�سياق ال�سيا�سي املغربي يف جانبني
�أ�سا�سيني :الأول يتعلق ب�إعطاء تعريف قانوين لها ،بينما يتعلق الثاين بت�أمني نوع من
احلماية الد�ستورية والقانونية حلقوقها.
66ما يالحظ هو �أن الد�ستور قد ت�أرجح بني ا�ستعمال م�صطلح املعار�ضة الربملانية (الف�صل )10وم�صطلح املعار�ضة
(الف�صول 60و 69و.)82
وميكن للت�رصيح �أن ي�شري �إىل انتماء الفريق �إىل املعار�ضة .تن�رش هذه الوثائق يف اجلريدة
الر�سمية» .وهو االجتاه نف�سه الذي �سلكه امل�رشع املغربي ،حيث عمل النظام الداخلي
ملجل�س النواب على ربط االنتماء �إىل املعار�ضة الربملانية بتحقق �رشطني �أ�سا�سيني:
�أوال ـ تقدمي الفرق واملجموعات النيابية التي تتبنى هذا االختيار لت�رصيح مكتوب يعلن
عن ذلك �إىل رئا�سة املجل�س ،وين�رش يف اجلريدة الر�سمية.7
ثانيا ـ �إ�شعار كل رئي�س فريق نيابي لرئي�س املجل�س النواب باختياره املعار�ضة،و�أن يتم
الإعالن عن ذلك يف اجلل�سة العمومية املوالية لهذا الإ�شعار.8
هذا يعني �أن االنتماء �إىل املعار�ضة الربملانية يف النظام القانوين املغربي يتطلب
بال�رضورة �إ�شهاره والت�رصيح العلني به ،و�أن يتخذ طابعا م�ؤ�س�سيا من خالل م�ؤ�س�سة
الفريق �أو املجموعة الربملانية ،و�إن كان هذا التحديد ملفهوم املعار�ضة الربملانية يبقى هو
الآخر ملتب�سا ويثري بع�ض املالحظات على نحو ما �سنو�ضح ذلك يف الفقرة املوالية.
ظل وجود فرق برملانية ال تعد امتدادا مبا�رشا للأحزاب ال�سيا�سية (فرق النقابات املهنية
واحتاد املقاوالت) ،ف�ضال عن �إمكانية عدم م�سايرة بع�ض الفرق الربملانية ملواقف الأحزاب
ال�سيا�سية التي تر�شح �أع�ضا�ؤها با�سمها.
ثالثا ـ ال يفيد يف حتديد موقع الفرق الربملانية �أو املجموعات الربملانية التي ال تقدم مثل هذا
الت�رصيح وال ت�شارك يف احلكومة ،وبالتايل ما �إذا كانت �ستح�سب على الأغلبية الربملانية �أم
على املعار�ضة الربملانية ،وت�ستفيد هي كذلك من احلقوق املخولة لهذه الأخرية.
رابعا ـ ال يجيب على الو�ضعية التي يكون فيها فريقا �أو جمموعة برملانية ت�رصح ب�أنها
تنتمي �إىل املعار�ضة الربملانية ولكن �سلوكها ال�سيا�سي يف الربملان يبدو متما�شيا مع مواقف
احلكومة و�أغلبيتها وم�ؤيدا الختياراتها ،خا�صة و�أن االنتماء �إىل املعار�ضة الربملانية
يفرت�ض فيه �أن يعك�س موقفا �سيا�سيا معينا ،ويعرب عن اختيار حمدد ولي�س جمرد الت�رصيح
بذلك وفقا ل�شكليات وم�ساطر معينة.
خام�سا ـ ال ي�أخذ بعني االعتبار و�ضعية الربملانيني غري املنتمني للفرق �أو املجموعات
الربملانية عندما يجعل الفريق �أو املجموعة الربملانية �إطارا ملمار�سة املعار�ضة الربملانية
حلقوقها ،و�إن كان الد�ستور نف�سه مل يربط ممار�سة كل حقوق املعار�ضة بالفريق �أو
املجموعة الربملانية ،خا�صة عندما ن�ص على �أنه «يخ�ص�ص يوما واحدا على الأقل يف
ال�شهر لدرا�سة مقرتحات القوانني ومن بينها تلك املقدمة من قبل املعار�ضة» .9وهو الأمر
الذي �أكده الق�ضاء الد�ستوري عندما اعترب �أن احلقوق املخولة للمعار�ضة الربملانية ،وكذا
الواجبات الواقعة على عاتقها ،مبوجب الف�صل 10من الد�ستور ،ال تقت�رص على الفرق
الربملانية بل ت�شمل كافة مكونات املعار�ضة من جمموعات نيابية ونواب غري منت�سبني،10
بعدما كان التفعيل الت�رشيعي ملقت�ضيات الفقرة 2من الف�صل 82من د�ستور 2011يتجه نحو
ق�رص ممار�سة هذا احلق على الفرق النيابية فقط ،حيث ن�صت املادة 41من النظام الداخلي
ملجل�س النواب على �أنه «يخ�ص�ص لفريق من املعار�ضة �صاحب املقرتح ح�صة زمنية يف
حدود 10دقائق يف بداية اجلل�سة املخ�ص�صة لدار�سة مقرتحات القوانني طبقا ملقت�ضيات
الفقرة الثانية من الف�صل 82من الد�ستور لتقدمي البيانات والتو�ضيحات بخ�صو�ص مقرتحات
القوانني املقدمة من قبله والأ�سباب التي �أدت �إىل ت�أخري البث فيها» .علما �أن املجل�س املذكور
مل يعرت�ض على املادة 40من نف�س القانون الداخلي التي حت�رص الت�رصيح باالنتماء �إىل
املعار�ضة على الفرق دون املجموعات الربملانية �أو النواب غري املنت�سبني.
�ساد�سا ـ ال يقيد االلتزام بهذا الت�رصيح ب�سقف زمني معني ،بحيث �أن �إعطاء
الإمكانية للفريق �أو املجموعة الربملانية �صاحبة الت�رصيح ل�سحبه يف �أي وقت قد يجعل
احلياة ال�سيا�سية والربملانية منها على وجه التحديد حتت رحمة تقلبات مثرية ،ويفتح
املجال ملا ميكن ت�سميته بـ«انتهازية التموقع» ،11ال�شيء الذي قد يبدو متناق�ضا مع
«فكرة اال�ستقرار» التي يبدو �أن امل�رشع الد�ستوري كان ين�شدها وهو يحدد «جدول زمني»
النتخاب و�إعادة انتخاب �أجهزة جمل�سي الربملان.12
114علما �أن االعرتاف الد�ستوري باملعار�ضة الربملانية وبحقوقها لي�س �رشطا �رضوريا يف الدميقراطيات الغربية.
115الفقرة 2من الف�صل 114من د�ستور الربتغال.
116الفقرة 1من الف�صل 51من الد�ستور الفرن�سي ل�سنة ،1958كما وقع تعديله �سنة .2008
117الف�صل 60من د�ستور .2011
118الف�صل 10من د�ستور .2011
119الف�صالن 10و 82من د�ستور .2011
220الف�صالن 10و 69من د�ستور .2011
221الف�صل 2من د�ستور .2011
222الف�صل 11من د�ستور .2011
223الف�صل 19يف د�ساتري ،1992 ،1972 ،1970و.1996
224الف�صل 7من د�ستور .2011
يح�رصها يف تنظيم ومتثيل املواطنني ،ويكر�س خلطا وا�ضحا بينها وبني اجلماعات املحلية
واملنظمات النقابية والغرف املهنية.
225مثل املحكمة الد�ستورية ،حيث يعطيها الف�صل 10من الد�ستور احلق يف امل�ساهمة يف اقرتاح املرت�شحني لع�ضويتها،
ويف انتخاب من تراهم �أهال لهذه املهمة.
226يتوىل مكتب املجل�س حتديد هذه املوارد املالية على �أ�سا�س قاعدة التمثيل الن�سبي ،مع مراعاة حتديد ن�سبة توزع
بالت�ساوي بني الفرق الربملانية ون�سبة �أخرى توزع بالت�ساوي بني املجموعات الربملانية ،على �أن ال يجب �أن يقل
جمموع هاتني الن�سبتني اللتني يحددهما املكتب يف م�ستهل الوالية الت�رشيعية عن 30يف املائة (املادة 22من النظام
الداخلي ملجل�س النواب) .نف�س الأمر ينطبق على املوارد الب�رشية ،حيث يخ�ص�صها مكتب املجل�س على �أ�سا�س
قاعدة التمثيل الن�سبي مع مراعاة حد �أدنى للفرق الربملانية وحد �أدنى للمجموعات الربملانية ،و�أن يراعى يف هذا
التوزيع حقوق النائبات والنواب غري املنت�سبني (املادة 22من النظام الداخلي ملجل�س النواب).
وفقا ملا هو حمدد يف �إطار ما يعرف بتنظيم التعددية ال�سيا�سية .27علما �أن بع�ض هذه احلقوق
حتى لو كانت متاحة جلميع الربملانيني ف�إنها تبدو بطبيعتها متاحة للمعار�ضة الربملانية ،مثل
ملتم�س الرقابة الذي ال ميكن ت�صور تقدميه من قبل الأغلبية الربملانية �ضد نف�سها ،وبدرجة
�أقل اللجوء �إىل الق�ضاء الد�ستوري ،الذي يعتربه الفقه الد�ستوري يف بع�ض البلدان ك�أملانيا
مثال «�أداة م�ؤ�س�سة من �أجل املعار�ضة ويف خدمتها».28
ثانيا ـ احلقوق اخلا�صة باملعار�ضة الربملانية ،والتي تتخذ �شكل امتيازات تقت�رص عليها
دون غريها ،وتربز يف �أربعة جماالت �أ�سا�سية ،على نحو ما يظهر ذلك من خالل �أحكام
الد�ستور ،وخا�صة الف�صول 10و 60و 69و ،82ومقت�ضيات النظامني الداخليني:
�أ ـ تخ�صي�ص يوم واحد على الأقل يف ال�شهر لدرا�سة مقرتحات القوانني ،ومن بينها
تلك املقدمة من قبل املعار�ضة ،29و�إعطاء الأ�سبقية يف مناق�شة التعديالت التي تقدمها فرق
املعار�ضة ،30وتخ�صي�ص ح�صة زمنية يف حدود 10دقائق يف بداية اجلل�سة املخ�ص�صة
لدرا�سة مقرتحات القوانني لكل فريق من املعار�ضة لتقدمي البيانات والتو�ضيحات بخ�صو�ص
مقرتحات القوانني املقدمة من قبله والأ�سباب التي �أدت �إىل ت�أخري البث ،31ف�ضال عن ح�صة
زمنية �أخرى باملنا�صفة مع الأغلبية ملناق�شة مقرتحات القوانني املقدمة من قبلها ،32ونف�س
قاعدة املنا�صفة تطبق بخ�صو�ص مو�ضوع �أ�سئلة ال�سيا�سة العامة.33
� 227إن قانون االت�صال ال�سمعي الب�رصي و�إن كان ي�سمح ل�رشكات االت�صال ال�سمعي الب�رصي ب�أن تقوم ب�إعداد
براجمها بكل حرية ف�إنه يفر�ض عليها مراعاة احلفاظ على الطابع التعددي لتيارات التعبري (املادة 4من القانون
رقم 77.03املتعلق باالت�صال ال�سمعي الب�رصي ال�صادر بتنفيذه الظهري رقم 1.04.257بتاريخ 7يناير 2005
(ج.ر رقم 5288بتاريخ 3فرباير .)2005يف نف�س االجتاه تلزمها دفاتر التحمالت اخلا�صة بها ب�رضورة
«احرتام اخلدمات التي تبثها للتعبري التعددي لتيارات الر�أي والفكر يف جميع املجاالت ،ب�إ�رشاك متعدد
ومتوازن للأحزاب ال�سيا�سية واملنظمات النقابية»� ،سواء خالل الفرتات االنتخابية �أو خارجها وفقا لل�ضوابط
التي يقرها املجل�س الأعلى لالت�صال ال�سمعي الب�رصي يف هذا املجال (هي ال�ضوابط التي حددها يف قرار املجل�س
رقم � 46/06صادر بتاريخ � 27شتنرب 2006ب�ش�أن قواعد �ضمان التعبري عن تعددية تيارات الفكر والر�أي
يف خدمات االت�صال ال�سمعي الب�رصي خارج فرتات احلمالت االنتخابية ،و�أي�ضا قراره رقم � 46/11صادر
بتاريخ � 11أكتوبر 2011املتعلق ب�ضمان التعددية ال�سيا�سية يف و�سائل الإعالم العمومية خالل فرتة االنتخابات
الت�رشيعية العامة .باعتباره الهي�أة التي يعطيها الد�ستور �صالحية «ال�سهر على احرتام التعبري التعددي لتيارات
الر�أي والفكر ،واحلق يف املعلومة يف ميدان االت�صال ال�سمعي الب�رصي» (الف�صل 165من الد�ستور)
228وليم جيل« ،املعر�ضة الربملانية :درا�سة مقارنة» ،جملة القانون وعلم ال�سيا�سة ،عدد � 5سنة �،2006ص
.1373
229الف�صل 82من د�ستور .2011
330املادة 143من النظام الداخلي ملجل�س النواب.
331املادة 41من النظام الداخلي ملجل�س النواب.
332املادة 41من النظام الداخلي ملجل�س النواب.
333املادة 2ّ 07من النظام الداخلي ملجل�س النواب.
ب ـ تويل منا�صب حمددة يف بع�ض اللجان واملهام ذات الطابع الرقابي ،حيث تعطي
الأ�سبقية لفرق املعار�ضة لالختيار ما بني تويل من�صب رئي�س �أو مقرر اللجنة النيابية
لتق�صي احلقائق ،34ومن�صب رئي�س �أو مقرر مهمة ا�ستطالعية ،35وكذا من�صب رئي�س �أو
مقرر جلنة مراقبة �رصف امليزانية.36
ج ـ رئا�سة جلنتني على الأقل تكون من بينها وجوبا اللجنة املكلفة بالت�رشيع يف جمل�س
النواب فقط ،37ف�ضال عن تويل من�صب حما�سب و� /أو من�صب �أمني باملجل�س ،حيث
يخ�ص�ص بالأ�سبقية هذين املن�صبني للمعار�ضة ال يرت�شح لهما �إال نائبة �أو نائب منها.38
د ـ تقدمي اقرتاحات ملكتب املجل�س بهدف تعزيز دور الدبلوما�سية الربملانية ،وامل�ساهمة
يف جميع ال�شعب الربملانية بن�سبة ال تقل عن متثيليتها ،39والتي يجري ت�شكيلها على �أ�سا�س
التمثيل الن�سبي يف م�ستهل الفرتة النيابية لتمثيل املجل�س لدى املنظمات الربملانية الدولية
واجلهوية التي هو ع�ضو فيها .40عالوة على مراعاة ح�ضور املعار�ضة الربملانية يف
ت�شكيل الوفود الربملانية يف املهام اخلارجية ،والتمثيل يف جمموعات «الأخوة وال�صداقة
الربملانية» ،التي ت�شكل على م�ستوى جمل�س النواب يف بداية الفرتة الت�رشيعية والتي يراعي
يف ت�شكيلها قاعدة التمثيل الن�سبي للفرق واملجموعات النيابية.41
على حقيقة الظروف املحيطة ببع�ض الق�ضايا الكربى يف البالد و�أخذ ر�أيها فيها ،بالنظر
لأهمية وح�سا�سية هذه الق�ضايا ،واحلاجة �إىل عدم انفراد توجه �سيا�سي ما حتى ولو كان
ميثل �أغلبية الناخبني باتخاذ بع�ض القرارات ب�ش�أنها ،كما هو مكر�س ،على �سبيل املثال ال
احل�رص ،يف الربتغال ،التي ين�ص د�ستورها على حق الأحزاب ال�سيا�سية التي تتوفر على
مقاعد يف الربملان ،وال توجد يف احلكومة ،يف «�أن يتم �إعالمها ،بكيفية مبا�رشة ومنتظمة،
من طرف احلكومة بحالة التقدم احلا�صل على م�ستوى بع�ض الق�ضايا الأ�سا�سية التي متثل
م�صلحة عامة».42
ثالثا ـ عدم جت�سيد حقوق املعار�ضة الربملانية يف �إطار ن�ص قانوين خا�ص ،واالكتفاء
ب�إدراجها �ضمن النظام الداخلي لكل جمل�س من جمل�سي الربملان ،رغم �أن الد�ستور �سمح
ب�إمكانيات �أخرى لت�أطري احلقوق املذكورة مبا يف ذلك �إمكانية �إدراجها يف قانون تنظيمي.
ال�شيء الذي يحد ن�سبيا من �أهمية هذه احلقوق ،ويجعل من ال�صعب احلديث عن نظام قانوين
خا�ص باملعار�ضة الربملانية ،الذي يبدو �أو�ضح يف التعبري عن و�ضعيتها لأنه يقر لها بحقوق
مبا�رشة ب�صفتها معار�ضة برملانية ،و�إن كان هذا الأمر �سيربز �أكرث يف االجتهاد الذي طوره
املجل�س الد�ستوري يف هذا املجال� ،إذ رغم �إقرار هذا الأخري مبكانة املعار�ضة الربملانية ،ف�إنه
مل يذهب �إىل حد االعرتاف بوجود نظام خا�ص بها ،كما �سنو�ضح ذلك فيما بعد.
قبل ،ح�صانة مقيدة بعدم املجادلة يف الطبيعة امللكية لنظام احلكم �أو يف الدين الإ�سالمي �أو
بعدم ت�ضمن ذلك الر�أي ما قد ي�شكل �إخالال باالحرتام الواجب للملك ،مبا قد ت�شكله هذه
املفاهيم القابلة لت�أويالت وا�سعة من عرقلة وا�ضحة لعمل ممثلي الأمة ،وت�ضييق حلرية
حتركهم.
ثالثا ـ تقييد حرية تكوين الأحزاب ال�سيا�سية ب�رضورة ا�ستجابتها لـ«دفرت حتمالت»
يت�ضمن اختيارات معدة �سلفا ،ويثقل كاهل الراغبني يف ذلك ب�إجراءات م�سطرية �شديدة
التعقيد .فرغم ت�أكيد د�ستور 2011على «حرية ت�أ�سي�س الأحزاب ال�سيا�سية وحرية ممار�ستها
لأن�شطتها» ،43و«حرية االنتماء �إليها ،44وبلورته لت�صور جديد لوظيفة الأحزاب ال�سيا�سية،
مل يعد يتوقف عند حدود دورها يف «تنظيم املواطنني وت�أطريهم» ،بل �أ�ضحى ي�أخذ بعني
االعتبار م�ساهمتها يف «تكوينهم ال�سيا�سي» و«تعزيز انخراطهم يف احلياة الوطنية» ،ويف
«تدبري ال�ش�أن العام» ،و«امل�ساهمة يف التعبري عن �إرادة الناخبني» ،كما يقيم ربطا بينها وبني
«امل�شاركة يف ممار�سة ال�سلطة ،على �أ�سا�س التعددية والتناوب» ،45ف�إن تقييده لأهداف
الأحزاب ال�سيا�سية بعدم امل�س ببع�ض «الثوابت الوطنية» ،التي يحددها يف «امل�س بالدين
الإ�سالمي»� ،أو «بالنظام امللكي»� ،أو «املبادئ الد�ستورية»� ،أو «الأ�س�س الدميقراطية»،
�أو «الوحدة الوطنية �أو الرتابية للمملكة» ،و�إلزام القانون التنظيمي للأحزاب ال�سيا�سية
الراغبني يف ت�أ�سي�سها باحرتام تدابري و�إجراءات جد معقدة ،يحد كثريا من هذه احلرية،
وينقلنا من نظام الت�رصيح الذي كان معموال به يف ظل ظهري احلريات العامة �إىل نظام
الرتخي�ص.
املخولة لها ،لكي ت�شمل� ،إىل جانب الفرق الربملانية ،املجموعات الربملانية وغري املنت�سبني
لأي فريق �أو جمموعة برملانية ،47فقد اجتهت معظم اجتهادات املجل�س الد�ستوري نحو �إبداء
بع�ض التحفظ �إزاء �إقرار النظامني الداخليني ملجل�سي الربملان لبع�ض «احلقوق اخلا�صة»
باملعار�ضة الربملانية .وهو املوقف الذي اعتمده الق�ضاء الد�ستوري يف مواجهة عدد من
املقت�ضيات يف النظام الداخلي ملجل�س النواب ،منطلقا يف ذلك من ثالثة اعتبارات �أ�سا�سية:
�أوال ـ عدم جواز ح�رص حق د�ستوري يف فرق املعار�ضة دون �سائر النواب ،كجواب
على مقت�ضيات املادة 41التي كانت تروم �إلزام رئي�س جمل�س النواب ب�إحالة طلب داخل �أجل
ثمانية �أيام �إىل املحكمة الد�ستورية بغر�ض البث يف اخلالف القائم بني فريق من املعار�ضة
واحلكومة يف احلالة التي تدفع فيها هذه الأخرية بعدم قبول مقرتح قانون م�صدره الفريق
املذكور �أثناء اجلل�سة املخ�ص�صة للت�صويت بحكم �أنه ال يدخل يف جمال القانون وت�شبث
الفريق �صاحب املقرتح مبوقفه.48
ثانيا ـ �رضورة احرتام احلدود الد�ستورية املر�سومة حلقوق املعار�ضة ،يف رده على
ما ت�ضمنته املادتني 43و 222من مقت�ضيات تهدف �إىل تخ�صي�ص من�صب واحد يف املحكمة
الد�ستورية ال ير�شح فيه �إال ع�ضو تقرتحه املعار�ضة ،على �أن يراعى هذا املبد�أ عند جتديد
كل فئة من �أع�ضائها ،مربرا ذلك بكون الد�ستور يح�رص حق املعار�ضة يف هذا املجال يف
اقرتاح املر�شحني ويف انتخاب �أع�ضاء املحكمة الد�ستورية.
ثالثا ـ عدم �إعطاء املعار�ضة الربملانية �صالحيات يخولها الد�ستور �إىل هيئات حمددة،
على نحو ما برز ذلك يف موقفه من مقت�ضيات املادة 42التي كانت تتيح لها �إمكانية حتديد
املدة الزمنية اخلا�صة بها يف مناق�شة ملتم�س الرقابة الذي تكون هي م�صدره ،بالنظر �إىل
�أن الد�ستور �أوكل مهمة و�ضع جدول �أعمال املجل�س �إىل مكتبه ولي�س �إىل �أجهزة �أخرى.
علما �أن املجل�س الد�ستوري ،الذي بدا يف قراراته مدافعا عن قاعدة الن�سبية ،ومبد�أ
امل�ساواة يف التمثيل الدميقراطي بني ممثلي الأمة ،هو نف�سه الذي مل يرتدد يف نف�س القرار
يف تربير �إمكانية ورود بع�ض اال�ستثناءات على هذه القاعدة ،حني �أكد على �أنه «لئن
كانت قاعدة التمثيل الدميقراطي املبنية على االنتخابات ونتائجها ،وفقا لأحكام الف�صل 2
والف�صلني ( 11الفقرة الأوىل) و( 47الفقرة الأوىل) من الد�ستور ،تقت�ضي مبدئيا �أن ت�ؤول
للأغلبية ح�صة زمنية تفوق تلك التي ت�ؤول للمعار�ضة ،ف�إن املكانة التي حر�ص الد�ستور
� 447أنظر قرار املجل�س الد�ستوري رقم 13 /929بتاريخ 19نونرب .2013
� 448أنظر قراراه رقم � 2013 /924صادر بتاريخ 22غ�شت .2013
على تخويلها للمعار�ضة ،ال �سيما مبوجب الف�صلني 10و 69منه ،تربر ،يف ما يخ�ص
مناق�شة مو�ضوع يت�صل بال�سيا�سة العامة للحكومة يتوىل رئي�سها الإجابة عنها ،العدول
ا�ستثناء عن القاعدة املذكورة ومنح املعار�ضة نف�س احل�صة الزمنية املمنوحة للأغلبية».49
عموما يظهر من خالل ما �سبق كيف �أن املعار�ضة الربملانية يف ال�سياق ال�سيا�سي
املغربي ،و�إن �أ�ضحت تتمتع بنوع من احلماية الد�ستورية والقانونية ،وتتوفر بالتايل
على بع�ض احلقوق التي تتجاوز يف بع�ض احلاالت حدود متثيليتها الن�سبية ،ف�إن الإطار
الد�ستوري والقانوين عموما ال يزال ي�ضع حدودا وا�ضحة يف وجه عملها ،وي�ضيق من
هام�ش حتركها .علما �أن احلدود املر�سومة لها ال تنح�رص فقط يف هذه القيود املو�ضوعية
بل جتد �سندها �أي�ضا يف بع�ض القيود الذاتية املرتبطة بطبيعة املعار�ضة الربملانية نف�سها،
التي يجعل منها ت�شتتها التنظيمي والتبا�س ظروف ن�ش�أة بع�ض مكوناتها و�ضبابية براجمها
ال�سيا�سية وعدم و�ضوح اختياراتها املذهبية ،عالوة على وجود بع�ضها يف موقع �سيا�سي مل
تخرته بل فر�ض عليها ،معار�ضة ه�شة و�ضعيفة.
هذه العوامل كلها تنعك�س لي�س فقط على م�ستوى طبيعة الأهداف التي تتوخاها املعار�ضة
الربملانية� ،أو نوعية الوظائف التي ت�ضطلع بها ،و�إمنا �أي�ضا على م�ستوى الو�سائل التي
تتو�سلها لتحقيق �أهدافها و�إجناز وظائفها .ال�شيء الذي يظهر ،من جهة �أوىل ،فيما تبديه
املعار�ضة الربملانية من نزوع نحو تركيز عملها على ت�سجيل النقاط يف مواجهة احلكومة،
و�أحيانا عرب ت�شويه عملها وت�سفيه كل ما ي�صدر عنها ،بدل احلر�ص على و�ضع �إ�سرتاتيجية
�سيا�سية بديلة ،ميكنها �أن ت�ؤدي �إىل خلق تعبئة الناخبني حولها ،وتفتح �أمامها فر�صة التحول
�إىل �أغلبية يف امل�ستقبل ،لأن «املعار�ضة الربملانية لي�ست موجودة من �أجل منع الأغلبية من
التحرك ،و�إمنا للحيلولة دون حتركها بكيفية �سيئة ومعاقبتها على ذلك» .50ومن جهة ثانية،
يف وجود خلط بني الأغلبية واملعار�ضة� ،إذ ي�صعب يف بع�ض الأحيان التمييز بني احلزب
الذي ينتمي �إىل �صف املعار�ضة الربملانية واحلزب الذي يوجد يف الأغلبية الربملانية،
بال�شكل الذي يجعلنا نعي�ش ،يف نف�س الآن� ،أزمة معار�ضة برملانية و�أزمة �أغلبية برملانية.
خامتة
يف التمثيل امل�ؤ�س�ساتي ،ويف التوفر على املوارد الالزمة التي ت�سمح لها بالقيام بالوظائف
املنوطة بها ،و�إن كان ذلك مل ي�صل �إىل حد الت�أ�سي�س لنظام قانوين خا�ص بحقوق املعار�ضة
الربملانية ،يعطيها �سلطات وامتيازات خا�صة تتجاوز حدود متثيليتها يف امل�ؤ�س�سة الت�رشيعية.
رابعا ـ اعتماد �آليات وتدابري جديدة تتوخى حت�سني �صورة الربملان لدى الر�أي
العام ،وتخليق عمل الأع�ضاء املكونني له ،من خالل �إقامة الربط بني تخلي الربملانيني
عن انتمائهم ال�سيا�سي الذي تر�شحوا با�سمه� ،أو عن الفرق واملجموعات الربملانية التي
ينتمون �إليها ،والتجريد من ال�صفة التمثيلية ،وح�رص احل�صانة الربملانية يف التعبري عن
الر�أي (احل�صانة املو�ضوعية) ،بعد �أن كانت ت�شمل من قبل �أي�ضا جنح وجرائم احلق العام
(احل�صانة الإجرائية) .ف�ضال عن تقييد ممار�سة الربملانيني للحقوق املخولة لهم باخل�ضوع
لقواعد و�ضوابط تتعلق بال�سلوك الربملاين.
لكن هذه التحوالت ،و�إن كان ي�صعب جتاهل �أهميتها يف تعزيز مكانة ووظائف امل�ؤ�س�سة
الربملانية مقارنة بالو�ضعية ال�سابقة التي كان يكر�سها د�ستور ،1996والد�ساتري التي �سبقته،
مع ذلك ف�إنها تبقى حمدودة ون�سبية �إذا ما �أخذنا بعني االعتبار املعطيات الأ�سا�سية التالية:
ـ �أنها مل تغري كثريا من حقيقة �أن ال�سلطة الفعلية توجد يف مكان �آخر غري الربملان ،كما
مل ت�ؤد �إىل حترر هذا الأخري من ثقل «العقلنة» التي ظلت تكر�س هيمنة احلكومة على عمله،
وتفر�ض عليه �أن يت�رصف ،يف كثري من الأحيان ،كغرفة ت�سجيل ملا ي�صدر عنها .وبالتايل
يظل الوزن ال�سيا�سي لهذه امل�ؤ�س�سة ،التي متثل �رشعية االنتخاب ،ويفرت�ض فيها �أن تكون
نقطة اجلذب الرئي�سية يف احلياة ال�سيا�سية ،حمدودا وه�شا.
ـ �أنها مل ت�ؤد �إىل حتول كبري على م�ستوى الرفع من �أداء الربملان وجتويده .فبعد مرور
�أول والية ت�رشيعية تلت �صدور الأمر بتنفيذ د�ستور 2011ف�إن عمله الت�رشيعي ال يزال
مطبوعا مبحدودية الن�صو�ص الت�رشيعية التي ينتجها ( 362ن�صا ت�رشيعيا ) ،خ�صو�صا عندما
يكون جزء هاما منها يتعلق باملوافقة على معاهدات دولية ( 163قانون معاهدة) ،وبالهيمنة
�شبه املطلقة للحكومة على املبادرة الت�رشيعية ( 21مقرتح قانون فقط من �أ�صل 362هي التي
متت امل�صادقة عليها خالل الوالية الت�رشيعية التا�سعة) .كما �أن عمله الرقابي مل يخرج بعد
عن نطاق توظيف �أدوات الرقابة التقليدية ذات الت�أثري املحدود يف تقومي عمل احلكومة (متت
الإجابة على � 3433س�ؤاال �شفهيا و � 18184س�ؤاال كتابيا خالل الوالية الت�رشيعية التا�سعة)،
وبالتايل ا�ستمرار �ضعفه يف ا�ستثمار �أدوات رقابية �أخرى متاحة له د�ستوريا (جلان تق�صي
احلقائق ،ملتم�سات الرقابة .)...عالوة على ذلك ،ف�إن عمله الدبلوما�سي يظل حما�رصا
بعدد من االكراهات ،الذاتية واملو�ضوعية ،التي تفقده �أية ا�سرتاتيجية وا�ضحة املعامل يف هذا
املجال ،وجتعل وظيفته على هذا امل�ستوى مطبوعة بالكثري من املو�سمية ،ويغلب عليها ،يف
بع�ض الأحيان« ،الطابع ال�سياحي».
ـ �أنها مل ت�سمح ب�إعادة ت�شكيل امل�ؤ�س�سة الربملانية وفقا لنموذج جديد ،ميكنها من جتاوز تلك
ال�صورة النمطية امل�سوقة عنها لدى الر�أي العام ويف و�سائل الإعالم .فاالنتخابات اخلا�صة
بها مل تتوفر لها بعد كل العنا�رص واملقومات التي ت�ؤمن لها قدرا كبريا من امل�صداقية والنزاهة،
وجتعلها تعك�س حقيقة اختيارات الناخبني ومتثالتهم ،خ�صو�صا عندما ن�أخذ بعني االعتبار
اجلدل الكبري الذي �أثارته انتخابات �أكتوبر 2015اخلا�صة مبجل�س امل�ست�شارين .كما �أن ت�ضخم
اخلطاب حول تخليق احلياة الربملانية والتهديد امل�ستمر بتفعيل الإجراءات الت�أديبية يف حق
املخالفني مل مينع من ا�ستمرار الكثري من املظاهر ال�سلبية يف �سلوك النخبة الربملانية ،ويف مقدمة
ذلك الغياب امل�سجل يف ح�ضور �أعمال جلانه ،ومداوالت جل�ساته العامة.
هذه الو�ضعية �إذا كانت جتد تف�سريها بدرجة �أ�سا�سية يف الوثيقة الد�ستورية ،التي ال تزال
مل توفر بعد للم�ؤ�س�سة الت�رشيعية الإطار القانوين املالئم ،وال�صالحيات املنا�سبة ،التي ت�ؤمن
لها �إمكانية فر�ض نف�سها باعتبارها املج�سد الفعلي للتمثيل الأ�سمى للأمة ،واملعرب الفعلي عن
الإرادة ال�شعبية ،ف�إنها ال تقف عندها ،بحيث تبدو عوامل �أخرى هي كذلك ذات ت�أثري على
هذا امل�ستوى .يف هذا الإطار ،يبدو �أن طبيعة النخبة ال�سيا�سية التي تتكون منها تفر�ض نف�سها
ب�إحلاح.
فرغم ما تعطيه �أول والية ت�رشيعية منبثقة عن د�ستور 2011من انطباع بح�صول بع�ض
التحول على هذا امل�ستوى ،خا�صة عندما ن�أخذ بعني االعتبار ن�سبة التجديد يف �صفوف النخبة
الربملانية (بلغ عدد الوافدين اجلدد على جمل�س النواب 260نائبا من �أ�صل 395يتكون منهم
املجل�س� ،أي بن�سبة 82،65يف املائة) ،ف�إن ذلك ال مينع من القول �إن اال�ستمرارية ال تزال
حا�رضة بقوة .ففي ظل ا�ستمرار اجلهل مب�ضمون الوظيفة التمثيلية ،وعدم تقدير طبيعة
التعاقد املربم مع الناخبني ،وحمدودية املعرفة بالعمل الربملاين ،ف�إن التجديد يف حد ذاته ال
يعني بال�رضورة �أن الفعالية الربملانية قد �أ�ضحت م�ضمونة ،و�أن �أعطاب النخبة الربملانية،
�أو «نخبة النخب» كما ت�سميها بع�ض الدرا�سات ،قد مت جتاوزها� ،إذ يف بع�ض الأحيان
قد يكون للتجديد نف�سه �أثر �سلبي على �أداء امل�ؤ�س�سة الت�رشيعية ،التي حتتاج �إىل الكثري من
اخلربة واملهارة والرتاكم.
الظهريالت�أ�سي�سيللمجل�سالوطنياال�ست�شاري. ●
الربملانيفظلالد�ساترياملغربية. ●
ظهريممار�سةال�سلطةالت�شريعيةل�سنة.1983 ●
ملتم�ساتالرقابةاملقدمة�أمامالربملان. ●
العملالت�شريعيوالرقابيخاللالوالياتالت�شريعية. ●
احلمد لله
الطابع ال�رشيف وبداخله:
(احل�سن بن حممد بن يو�سف بن احل�سن الله وليه)
يعلم من ظهرينا ال�رشيف هذا �أ�سماه الله و�أعز �أمره �أننا:
ا�ستنادا �إىل الد�ستور وال�سيما الف�صل 19منه،
واعتبارا لأن فرتة النيابة الت�رشيعية قد ابتد�أت يوم اجلمعة � 30شوال � 14( 1397أكتوبر
)1977قد انتهت يوم اخلمي�س 6حمرم � 13( 1404أكتوبر ،)1983
واعتبارا كذلك لقرارنا القا�ضي ب�إرجاء االنتخابات الت�رشيعية يف الظروف الراهنة،
�أ�صدرنا �أمرنا ال�رشيف مبا يلي:
الف�صل الأول
متار�س جاللتنا ال�رشيفة ال�سلطة الت�رشيعية من 7حمرم � 14( 1404أكتوبر � )1983إىل
افتتاح �أوىل دورة برملانية تلي االنتخابات الت�رشيعية املقبلة.
الف�صل الثاين
ين�رش ظهرينا ال�رشيف هذا باجلريدة الر�سمية.
وختم ب�سفارة اململكة املغربية بباري�س
يف 7حمرم � 14( 1404أكتوبر .)1983
وقعه بالعطف
الوزير الأول
الإم�ضاء :املعطي بوعبيد
املوافقة عليه �إىل ا�ستقالة احلكومة ا�ستقالة جماعية ،ف�إن النواب االحتاديني املوقعني �أ�سفله
يتقدمون �إليكم مبلتم�س الرقابة هذا ،طالبني عر�ضه على جمل�س النواب املوقر للت�صويت
عليه ح�سب املقت�ضيات التي يحددها الد�ستور والقانون الداخلي.
وتف�ضلوا �سيادة الرئي�س بقبول خال�ص التحيات واالحرتام وال�سالم
15يونيو 1964
احلكومة وت�أكيد عجزها وهو ما ي�ؤدي بها �إىل اال�ست�سالم �أمام تو�صيات امل�ؤ�س�سات التمويلية
الدولية ويفقد البالد حرية قرارها االقت�صادي.
ا�ستنادا �إىل مقت�ضيات الف�صل 75من الد�ستور الذي يخول للمجل�س �أن يعار�ض يف
موا�صلة احلكومة حتمل مل�س�ؤوليتها ،وذلك بامل�صادقة على ملتم�س الرقابة ت�ؤدي املوافقة
عليه �إىل ا�ستقالة احلكومة ا�ستقالة جماعية ،ف�إن نواب املعار�ضة مبجل�س النواب املوقعني
�أ�سفله يتقدمون �إليكم مبلتم�س الرقابة هذا طالبني عر�ضه على جمل�س النواب املوقر للت�صويت
عليه ح�سب املقت�ضيات التي يحددها الد�ستور والقانون الداخلي.
وتف�ضلوا ال�سيد الرئي�س بقبول التحيات واالحرتام وال�سالم
14ماي 1990
التقدم واالشرتاكية
2ـ إسامعيل العلوي 1ـ عيل يعتة
منظمة العمل الديمقراطي الشعبي
1ـ حممد بنسعيد آيت إيدر
ف 70/ 26 الباب الثاين ● إصدار امللك لألمر بتنفيذ القانون ،وحقه يف أن يعرضه عىل
إىل 76 االستفتاء ،أو أن يطلب قراءته من جديد ،مع األخذ بعني االعتبار
بعض الرشوط:
-أن تطلب القراءة اجلديدة بخطاب حيمل التوقيع بالعطف من
طرف الوزير األول.
-إذا كان األمر يتعلق بمرشوع قانون فال يمكن إجراء االستفتاء
بشأنه إال بعد أن يتداول فيه املجلسان.
-نتائج االستفتاء تلزم اجلميع.
-إذا وافق الشعب باالستفتاء عىل مرشوع قانون رفضه الربملان تعني
حل جملس النواب.
-ال يمكن إصدار األمر بتنفيذ أي مرشوع أو اقرتاح قانون يرمي إىل
تغيري الدستور قبل أن يوافق عليه باالستفتاء.
●حق امللك يف حل جملس النواب بمرسوم ملكي ،لكن مع األخذ ف 79 /77/ 27
بعني االعتبار ثالثة قيود :استشارة رئيس الغرفة الدستورية ـ
توجيه خطاب لألمة ـ عدم حل املجلس الذي ييل املجلس الذي
جرى حله إال بعد ميض سنة عىل انتخاب املجلس اجلديد.
ف 28 ●توجيه امللك خلاطب إىل الربملان واألمة ،عىل أساس أال يكون
مضمون ما خياطبهام به موضع نقاش من طرف الربملان.
ف 36 الباب الثالث ● تكون الربملان من جملسني :جملس النواب ،وجملس املستشارين.
● أعضاء الربملان يستمدون نيابتهم عن األمة ،وحقهم يف التصويت
ف 37
حق شخيص ال يمكن تفويضه.
ف 38 ●عدم متابعة أي عضو من أعضاء الربملان أو البحث عنه أو إلقاء
القبض عليه أو حبسه أو حماكمته بمناسبة إبدائه لرأي أو قيامه
بتصويت خالل مزاولته ملهمته.
●عدم متابعة أي عضو من أعضاء الربملان وال إلقاء القبض عليه
من أجل جناية أو جنحة أثناء دورات الربملان إال بإذن من املجلس
الذي ينتمي إليه العضو ماعدا يف حالة التلبس باجلريمة.
ف 60 ● تناول املناقشة بشأن مشاريع القوانني يف القراءة األوىل النص املقدم
من طرف احلكومة ،ويتداول املجلس الذي أحيل عليه نص من
املجلس اآلخر يف النص الذي وقعت إحالته.
ف 61 ● حق أعضاء الربملان واحلكومة يف التعديل ،وللحكومة أن تعارض
يف بحث كل تعديل مل يقدم من قبل إىل اللجنة التي يعنيها األمر.
● بث املجلس الذي قدم إليه نص ،بناء عىل طلب احلكومة ،بتصويت
واحد يف الكل أو البعض من النص املتناقش فيه ،مع االقتصار عىل
التعديالت املقرتحة أو املقبولة من لدن احلكومة.
ف 62 ●نظر املجلسني بالتتابع يف كل مرشوع قانون أو اقرتاح قصد اختاذ
نص واحد.
●إذا مل تقع املوافقة عىل مرشوع أو اقرتاح قانون بعد قراءتني اثنتني
من لدن كل واحد من املجلسني أو بعد قراءة واحدة من لدن كل
واحد منهام يف حالة إعالن احلكومة لالستعجال ،فيعرض مرشوع
القانون أو اقرتاحه من جديد عىل جملس النواب ليوافق عليه أو
لريفضه بأغلبية ثلثي أعضائه ،ويف حالة املوافقة عليه ،يوكل أمر
البت فيه إىل امللك.
ف 63 ● اختاذ القوانني التنظيمية وتغيريها طبق رشوط حمددة ،تتمثل فيام
ييل:
-عدم تقديم املرشوع أو االقرتاح ملداولة وتصويت أول جملس
أحيل عليه إال بعد ميض عرشة أيام عىل إيداعه ،ويف هذه احلالة ال
تطبق املسطرة املنصوص عليها يف الفقرة الثانية من الفصل الثاين
والستني.
-عدم إصدار األمر بتنفيذ القوانني التنظيمية إال بعد عرضها عىل
الغرفة الدستورية من املجلس األعىل بقصد املوافقة.
ف 65 الباب الرابع ● مسؤولية احلكومة أما امللك وأمام جملس النواب.
● عرض الوزير األول للربنامج الذي يعتزم تقديمه أمام املجلسني،
بعد تعيني امللك للحكومة.
ف 67 ●حق الوزير األول التقدم باقرتاح القوانني ،وال يمكنه أن يودع
أي مرشوع بمكتبي املجلسني قبل أن يتداول يف شأنه باملجلس
الوزاري.
ف 70 الباب اخلامس ●حق امللك يف أن يطلب من الربملان قراءة جديدة لكل اقرتاح قانون
عرض عىل الطابع امللكي.
ف 71 عالقات امللك ●طلب القراءة اجلديدة بخطاب حيمل التوقيع بالعطف من طرف
الوزير األول. بالربملان
ف 72 ●حق امللك يف أن يعرض عىل األمة بمرسوم ملكي كل مرشوع أو
اقرتاح قانون قصد املوافقة عليه عن طريق االستفتاء.
ف 73 ● إذا كان األمر يتعلق بمرشوع قانون فال يمكن إجراء االستفتاء
بشأنه إال بعد أن يتداول فيه املجلسان.
ف 74 ● إلزامية نتائج االستفتاء للجميع.
ف 75 ● حل جملس النواب يف حالة موافقة الشعب باالستفتاء عىل مرشوع
قانون رفضه الربملان.
ف 76 ●عدم صدور األمر بتنفيذ أي مرشوع أو اقرتاح قانون يرمي إىل
تغيري الدستور قبل أن يوافق عليه باالستفتاء.
ف 78 ● انتخاب جملس النواب اجلديد عرشين يوما عىل األقل وأربعني
يوما عىل األكثر بعد تاريخ احلل.
ف 80 ● صالحية الوزير األول ،بعد املداولة باملجلس الوزاري ،أن يربط العالقة
أمام جملس النواب مواصلة احلكومة حتمل مسؤوليتها بتصويت بني الربملان
يمنح الثقة بشأن ترصيح يقوم به الوزير األول يف موضوع واحلكومة
السياسة العامة أو بشأن نص يطلب املصادقة عليه.
● ال يمكن سحب الثقة من احلكومة أو رفض النص إال باألغلبية
املطلقة لألعضاء الذين يتألف منهم جملس النواب. .
● ال يقع التصويت إال بعد ميض ثالثة أيام كاملة عىل اليوم الذي
طرحت فيه مسألة الثقة.
● يؤدى سحب الثقة إىل استقالة احلكومة استقالة مجاعية.
ف 81 ● صالحية جملس النواب يف أن يعارض يف مواصلة احلكومة حتمل
مسؤوليتها وذلك باملصادقة عىل ملتمس رقابة .وال يقبل هذا
امللتمس إال إذا كان موقعا من طرف عرش األعضاء الذين يتألف
منهم املجلس عىل األقل.
● ال تصح املوافقة عىل ملتمس الرقابة من لدن جملس النواب إال
بتصويت األغلبية املطلقة لألعضاء الذين يتألف منهم املجلس،
وال يقع التصويت إال بعد ميض ثالثة أيام كاملة عىل إيداع امللتمس .
تؤدى املوافقة عىل ملتمس الرقابة إىل استقالة احلكومة استقالة
مجاعية.
● إذا وقعت مصادقة املجلس عىل ملتمس الرقابة ،فال يقبل أي
ملتمس رقابة بعده طيلة سنة.
ف 85 الباب السادس ● عدم عزل قضاة اإلحكام وال ينقلون إال بمقتىض القانون.
ف 89 الباب السابع ● توجيه جملس النواب التهمة إىل أعضاء احلكومة ،لكي حيالوا عىل
املحكمة العليا للعدل.
ف 90 ● يبت يف أمرهم جملس النواب باالقرتاع الرسي وبأغلبية ثلثي
األعضاء الذين يتألف منهم ،باستثناء األعضاء الذين يعهد إليهم
باملشاركة يف املتابعة والتحقيق واحلكم.
ف 92 ● حتديد قانون تنظيمي لعدد أعضاء املحكمة العليا للعدل وكيفية
تعيينهم وكذلك املسطرة التي يتعني اتباعها.
ف 93 الباب الثامن ● إحداث اجلامعات املحلية بقانون
ف 94 ● حتديد القانون لرشوط انتخاب اجلامعات املحلية للمجالس املكلفة
بتدبري شؤوهنا تدبريا ديموقراطيا.
ف 99 الباب التاسع ●عرض مرشوع التخطيط عىل الربملان قصد املصادقة عليه بعد أن
يكون املجلس الوزاري قد وافق عليه.
ف 101 الباب العارش ● تعيني الربملان لعضوين بالغرفة الدستوري :أحدمها يعينه رئيس
جملس النواب ،واآلخر رئيس جملس املستشارين ،وذلك يف
مستهل مدة النيابة أو أثر كل جتديد جزئي.
ف 104 الباب احلادي ● حق الربملان يف التقدم بطلب مراجعة الدستور ،إىل جانب الوزير
األول. عرش
ف 105 ●تداول املجلسني يف مرشوع مراجعة الدستوري الذي يضعه
املجلس الوزاري.
ف 106 ●اقرتاح املراجعة جيب أن يتخذه كل جملس بتصويت األغلبية املطلقة
لألعضاء الذين يتألف منهم املجلس.
●حذف ما كان ينص عليه الفصل 76حول عدم جواز إصدار األمر
بتنفيذ أي مرشوع أو اقرتاح قانون يرمي إىل تغيري الدستور قبل أن
يوافق عليه باالستفتاء.
ف 94 تقليص عدد األعضاء الذين حيق للربملان تعيينهم يف الغرفة
الدستورية :عضو واحد فقط بدل عضوين.
ف 98/97 ● اقتصار مهمة جملس النواب يف مراجعة الدستور عىل تقديم اقرتاح
إىل امللك حيتاج إىل موافقة ثلثي أعضائه.
ف 101 ●عدم حتديد أجل لتنصيب جملس النواب بعد إصدار األمر بتنفيذ
الدستور ،بعد أن كانت حمددة يف أجل يرتاوح بني مخسة وعرشة
أشهر.
تعديالت دستور 1972
ف 100/29 ●إضافة الظهائر املتعلقة بعرض مشاريع واقرتاحات مراجعة
الدستور عىل الشعب قصد االستفتاء إىل قائمة الظهائر التي ال
يشملها التوقيع بالعطف من طرف الوزير األول
ف 43 ●التنصيص عىل انتخاب ثلثا أعضاء جملس النواب باالقرتاع العام
املبارش والثلث اآلخر باالقرتاع غري املبارش يف وقت كان فيه
الدستور السابق حييل عىل قانون تنظيمي مهمة حتديد عدد نواب
كل فئة.
ف 45 ●حتديد املقتضيات التي تندرج يف إطار جمال القانون عىل سبيل احلرص
بعد أن كان الدستور السابق حييل عىل قانون تنظيمي إمكانية تتميم
هذه املقتضيات ،لكن مع إضافة ميادين جديدة ملجال القانون:
ـحتديد اجلرائم والعقوبات اجلارية عليها واملسطرة اجلنائية
واملسطرة اجلنائية واملسطرة املدنية بعدما كان الدستور السابق
يعطي للربملان صالحية وضع املبادئ األساسية للقانون املدين
وقانون اجلنائي.
-النظام األسايس للقضاة ،النظام االنتخايب ملجالس اجلامعات
املحلية.
-نظام االلتزامات املدنية والتجارية.
ـ إحداث املؤسسات العمومية.
ف 26/68 ●قرص إمكانية جلوء امللك إىل عرض مشاريع أو مقرتحات القوانني
عىل االستفتاء قبل إصدار األمر بتنفيذها عىل تلك التي يكون قد
طلب قراءة جديدة بشأهنا ،بعدما كان الفصل 26من الدستور
السابق يعطيه إمكانية إجراء استفتاء بشأهنا أو طلب قراءهتا من
جديد.
●حذف صالحية احلل األتوماتيكي ملجلس النواب إذا ما وافق
الشعب باالستفتاء عىل مرشوع قانون سبق أن رفضه املجلس
املذكور التي كان ينص عليها الفصل 68من الدستور السابق.
ف 95 ●توسيع صالحية جملس النواب يف تعيني أعضاء الغرفة الدستورية
باملجلس األعىل ( ثالثة أعضاء بعد استشارة الفرق) ،يف ارتباط
باملراجعة التي خضعت هلا تركيبتها (مل تعد تتكون من قاض
بالغرفة اإلدارية باملجلس األعىل وأستاذ بكلية احلقوق يعينان
بظهري ،بل أضحت تضم إىل جانب الرئيس ستة أعضاء.
ف 98 ●استعادة الربملان لصالحية املبادرة يف تعديل الدستور دون أن يكون
مقيدا بتقديم اقرتاح إىل امللك أو اشرتاط قبول ذلك االقرتاح من
طرف نصاب حمدد.
ف 100 ●عرض مشاريع ومقرتحات مراجعة الدستور بمقتىض ظهري عىل
الشعب قصد االستفتاء.
ف 55 ● إلزام احلكومة باجلواب عىل أسئلة النواب خالل العرشين يوما من
إحالة السؤال عليها.
ف 74/59 ● خضوع الربنامج احلكومي لتصويت جملس النواب.
ف 79 ●تعيني الربملان لستة أعضاء يف املجلس الدستوري ،بعد انتقاء عدد
أعضاه من تسعة إىل إثنى عرش.
ف 97 ●بذل املجلس األعىل للحسابات املساعدة للربملان وللحكومة يف
امليادين التي تدخل يف نطاق اختصاصاته بمقتىض القانون .ويرفع
للمك بيانا عن مجيع األعامل التي يقوم هبا.
ف 103 ●صالحية جملس املستشارين يف املبادرة بتقديم مقرتح تعديل
الدستور إىل جانب جملس النواب وامللك.
ف 10 ●ضامن الدستور للمعارضة الربملانية مكانة ختوهلا حقوقا ،من شأهنا
متكينها من النهوض بمهامها ،عىل الوجه األكمل ،يف العمل
الربملاين واحلياة السياسية .واإلحالة عىل قوانني تنظيمية أو قوانني
أو النظام الداخيل لكل جملس من جمليس الربملان حتديد كيفيات
ممارسة فرق املعارضة هلذه احلقوق.
ف 11 ●االنتخابات احلرة والنزهية والشفافة هي أساس مرشوعية التمثيل
الديمقراطي.
●إلزام السلطات العمومية باحلياد التام إزاء املرتشحني ،وبعدم
التمييز بينهم.
●إلحالة عىل القانون لضامن االستفادة املنصفة من وسائل اإلعالم
العمومية ،واملامرسة الكاملة للحريات واحلقوق األساسية،
املرتبطة باحلمالت االنتخابية ،وبعمليات التصويت .ولبيان
رشوط كيفيات املالحظة املستقلة واملحايدة لالنتخابات ،طبقا
للمعاير املتعارف عليها دوليا.
●اإلحالة عىل القانون لتحديد رشوط وكيفيات املالحظة املستقلة
واملحايدة لالنتخابات ،طبقا للمعايري املتعارف عليها دوليا.
●جتريم ومعاقبة خمالفة املقتضيات والقواعد املتعلقة بنزاهة وصدق
وشفافية العمليات االنتخابية.
ف 50 ●نرش القانون الذي صدر األمر بتنفيذه ،باجلريدة الرسمية للمملكة،
خالل أجل أقصاه شهر ابتداء من تاريخ ظهري إصداره.
ف 52 ●حظر مناقشة اخلطاب امللكي عىل الربملان فقط بعدما كان احلظر
يشمل العموم.
ف 54 ●عضوية رئيس جملس النواب ورئيس جملس املستشارين يف املجلس
األعىل لألمن املحدث بصفته هيأة للتشاور بشأن اسرتاتيجيات
األمن الداخيل واخلارجي للبالد ،وتدبري حاالت األزمات،
والسهر أيضا عىل مأسسة ضوابط احلكامة األمنية اجليدة.
ف 55 ●توسيع دائرة املعاهدات التي ال جتوز املصادقة عليها إال بعد
املوافقة عليها بقانون لكي تشمل املعاهدات املتعلقة بالسلم أو
االحتاد ،أو التي هتم رسم احلدود ،ومعاهدات التجارة ،أو تتعلق
بحقوق وحريات املواطنني ،العامة أو اخلاصة ،بجانب تلك التي
ترتتب عليها تكاليف تلزم مالية الدولة أو يستلزم تطبيقها اختاذ
تدابري ترشيعية.
●إمكانية امللك أن يعرض عىل الربملان كل معاهدة أو اتفاقية أخرى
قبل املصادقة عليها.
ف 60 ●املعارضة مكون أسايس يف املجلسني ،وتشارك يف وظيفتي الترشيع
واملراقبة.
ف 88 ●اعتبار احلكومة منصبة بعد حصوهلا عىل ثقة جملس النواب ،املعرب
عنها بتصويت األغلبية املطلقة لألعضاء الذين تتألف منهم،
لصالح الربنامج احلكومي (اختفاء مضمون الفقرة األوىل من
الفصل 60من الدستور السابق الذي كان جيعل احلكومة مسؤولة
أمام امللك وأمام الربملان).
ف 92 ●حتديد الربملان الئحة الوظائف التي يتم التعيني فيها يف جملس
احلكومة ،ومبادئ ومعايري التعيني يف هذه الوظائف ،ال سيام
منها مبادئ تكافؤ الفرص واالستحقاق والكفاءة والشفافية ،من
خالل اعتامد القانون التنظيمي الذي حييل عليه الدستور.
ف 95 ●حذف إمكانية جلوء امللك إىل االستفتاء عىل نص مرشوع أو مقرتح
قانون بعد أن يكون الربملان قد قرأه قراءة جديدة.
ف 97 ●انتخاب الربملان اجلديد أو املجلس اجلديد يف ظرف شهرين (بدل
ثالثة أشهر) عىل األكثر بعد تاريخ احلل.
ف 98 ●إمكانية حل أحد جمليس الربملان داخل نفس السنة التي تيل انتخابه
بعد حله ،يف حالة تعذر توفر أغلبية حكومية داخل جملس النواب
اجلديد.
الفصل 100 ●تقدم األجوبة عىل األسئلة املتعلقة بالسياسة العامة من قبل رئيس
احلكومة ،وختصص هلذه األسئلة جلسة واحدة كل شهر ،وتقدم
األجوبة عنها أمام املجلس الذي يعنيه األمر خالل الثالثني يوما
املوالية إلحالة األسئلة إىل رئيس احلكومة.
ف 101 ●عرض رئيس احلكومة أمام الربملان احلصيلة املرحلية لعمل
احلكومة ،إما بمبادرة منه أو بطلب من ثلث أعضاء جملس النواب،
أو من أغلبية أعضاء جملس املستشارين.
●ختصيص جلسة سنوية من قبل الربملان ملناقشة السياسات العمومية
وتقييمها.
ف 102 ●طلب اللجان املعنية يف كال املجلسني االستامع إىل مسؤويل
اإلدارات واملؤسسات واملقاوالت العمومية ،بحضور الوزراء
املعنيني ،وحتت مسؤولياهتم.
ف 104 ●مشاركة رئيس احلكومة للملك يف املبادرة بحل جملس النواب ،بعد
استشارة امللك ،ورئيس املجلس ،ورئيس املحكمة الدستوري،
بمرسوم يتخذ يف املجلس الوزاري.
1
العمل الترشيعي
12
11تهم هذه املعطيات ح�صيلة الربملان �إىل حدود نهاية ال�سنة الت�رشيعية الثالثة من الوالية الت�رشيعية التا�سعة 2011 5
ـ .)2016
22ال يت�ضمن هذا اجلدول معطيات حول م�شاريع القوانني �أو املقرتحات القوانني املودعة بالربملان خالل الوالية
الت�رشيعية التا�سعة ( 2011ـ .)2016
العمل الرقايب
4
07 02 54284 67383 18519 33025 املجموع العام
12
.3ال يت�ضمن هذا اجلدول عدد الأ�سئلة ال�شفهية املطروحة خالل الوالية الت�رشيعية التا�سعة ( 2011ـ .)2016
.4مع الإ�شارة �إىل �أن جمل�س النواب �سبق خالل الوالية الت�رشيعية التا�سعة ت�شكيل جلنة تق�صي احلقائق حول
في�ضانات اجلنوب ،ولكن عملها مل ينتهي ب�سبب اخلالفات التي ذبت داخلها.
املراجع املعتمدة
■ الكتب
◗ ديفيد هيلـــــد« :منــــاذج الدميقراطية» ،ترجمة فا�ضل جتكر ،معهد الدرا�سات
اال�سرتاتيجية ،الطبعة الأوىل .2006
◗ عبد الكرمي غالب« :التطور الد�ستوري والنيابي يف املغرب 1908ـ ،»2011مطبعة
املعارف اجلديدة ،الرباط .2012
◗ بنعبد الله الوكوتي« :معركتنا �ضد احلزب الوحيد» ،الطبعة الأوىل دجنرب .2000
◗ عبد العزيز امل�سيوي« :ملتم�س الرقابة 1964 :ـ ،1990من�شورات مطبعة �أمربيال �سنة .2000
◗ عبد الهادي بوطالب« :ن�صف قرن من ال�سيا�سة» ،من�شورات الزمن �سنة .2001
◗ ح�سن طارق« :الي�سار و�أ�سئلة التحول :درا�سة للتحوالت ال�سيا�سية للي�سار املغربي
خالل الت�سعينيات» ،من�شورات دار القلم للطباعة والن�رش والتوزيع ،ط� ،1 .سنة .2006
◗ �سلوى زرهوين /عالء الدين �رسار« :ح�صيلة املمار�سة الربملانية :من �أجل م�ؤ�س�سة
برملانية يف خدمة الدميقراطية» ،من�شورات جمموعة الدميقراطية واحلداثة ،الطبعة الأوىل
يونيو .2014
◗ «ميزانية الدولة» ،من�شورات وزارة املالية واخلو�ص�صة� ،سنة � ،2004ص.192 .
◗ فونتري عبد الإله« :العمل الت�رشيعي باملغرب� :أ�صوله التاريخية ومرجعياته الد�ستورية
( � 3أجزاء)» ،مطبعة املعارف ،ط� 1 .سنة � ،2002ص .223
◗ كتاب جماعي من تن�سيق ح�سن طارق« :التن�صيب الربملاين حلكومة بن كريان الثانية:
�إ�شكاليات ومواقف» ،من�شورات �سل�سلة احلوار العمومي� ،سنة .2013
◗ جمموعة م�ؤلفني« :الربملان والدميقراطية يف القرن الع�رشين :دليل للممار�سة
اجليدة» ،من�شورات االحتاد الأوروبي �سنة .2006
◗ عبد الإله احلكيم بناين« :احل�صانة الربملانية و�سلطة النيابة العامة يف حتريك الدعوى
العمومية»� ،صادر �سنة .2002
◗ خ�رض خ�رض« :مفاهيم �أ�سا�سية يف علم ال�سيا�سة» ،امل�ؤ�س�سة احلديثة للكتاب ،طرابل�س
(لبنان)� ،سنة . 2003
املقاالت ■
2ـ حممد مدين« :الربملان يف الن�سق ال�سيا�سي املغربي�:أفكار حول الوظيفة والبنية»،
�ضمن كتاب جماعي حول «التجربة الربملانية املغربية الرابعة 1984ـ � ،»1992سنة .1996
◗ Menouni Abdeltif : « le recours à l’article 19 une nouvelle lecture de la consti-
tution » dans la revue juridique politique et économique du maroc n15 ; 1er semestre
1984
◗ م�صطفى قلو�ش« :ال�سقطة الكربى للمجل�س الد�ستوري يف قانون املالية ،»2014موقع
ه�سربي�س بتاريخ 27فرباير .2014
◗ احل�سان بوقنطار« :د�ستور 2011والقانون الدويل» ،موقع ه�سربي�س بتاريخ 9
دجنرب .2014
◗ حممد معت�صم« :ت�أمالت يف ممار�سة برملان 1977ـ 1983للأ�سئلة ك�أداة ملراقبة
احلكومة»� ،ضمن الكتاب اجلماعي حول «التجربة الربملانية يف املغرب»� ،سل�سلة املعرفة
االجتماعية ،من�شورات دار توبقال للن�رش ،ط� ،1 .سنة .1985
◗ Antoine ? Bozio : comment évaluer les politiques publiques
◗ Problèmes économiques ; hors- série n° 4 septembre 2013.
◗ ح�سينة �رشون« :احل�صانة الربملانية» ،جملة املفكر ،العدد اخلام�س ،جامعة حممد
خ�رض ب�سكرة اجلزائر ،مار�س 2010.
Léoplod Donfack Sokeng : l’institutionnalisation de l’oppositon: une réalité
◗
objective en quéte de consistence, File :c:/pc/Downloads/chapter2
◗ وليم جيل« :املعر�ضة الربملانية :درا�سة مقارنة» ،جملة القانون وعلم ال�سيا�سة ،عدد
� 5سنة .2006
■ الن�صو�صالقانونية
◗ الد�ستور الفرن�سي � 4أكتوبر ( 1958مع �آخر التعديالت التي طر�أت عليه بتاريخ 23
يوليوز ،)2008مرتجم �إىل العربية من طرف �إيهاب خمتار حممد فرحات (القاهرة 19
�أبريل .)2011
◗ الد�ستور الإ�سباين 27دجنرب 1978ج .ر بتاريخ 29دجنرب .1978
◗ الد�ستور الربتغايل ( 1976مع �آخر التعديالت لغاية �سنة )2005من�شور مبوقع
constituteproject.org
◗ القانون الأ�سا�سي الأملاين ( 1949مع التعديالت التي �أدخلت عليه �إىل حدود )2002
من�شورات م�ؤ�س�سة فريدري�ش �إيربت ،طبعة يوليوز .2002
◗ الد�ستور امل�رصي 2014من�شور مبوقع .constituteproject.org
◗ الد�ستور الكويتي 1962من�شورات جمل�س الأمة الكويتي.
◗ خم�سون �سنة من د�ساتري اململكة املغربية :د�ساتري / 1996/ 1992 / 1972 /1970 /1962
،2011الأمانة العامة للحكومة :مديرية املطبعة الر�سمية� ،سل�سلة الوثائق القانونية املغربية،
طبعة .2012
◗ ظهري رقم 1.56.179حمدث للمجل�س الوطني اال�ست�شاري ،ج .ر عدد 2286بتاريخ
17غ�شت .1956
◗ قانون تنظيمي رقم 27.11متعلق مبجل�س النواب ،ج .ر عدد 5987بتاريخ � 17أكتوبر .2011
◗ ظهري رقم � 1.05.208صادر بتاريخ 14فرباير 2006معدل لظهري ،1993نظام
املعا�شات لفائدة �أع�ضاء جمل�سي الربملان ،ج .ر � 5399صادر بتاريخ 27فرباير .2006
◗ القانون التنظيمي رقم 28.11جمل�س امل�ست�شارين ،ج .ر عدد 5997مكرر بتاريخ 22
نونرب .2011
◗ القانون التنظيمي رقم 085.13متعلق ب طريقة ت�سيري اللجان النيابية لتق�صي احلقائق،
ج .ر عدد 6282بتاريخ 14غ�شت .2014
◗ القانون التنظيمي رقم 65 /13متعلق بتنظيم وت�سيري �أ�شغال احلكومة والو�ضع القانوين
لأع�ضائها ،ج .ر عدد 6348بتاريخ � 2أبريل 2015
◗ القانون رقم 30ـ 11متعلق بتحديد �رشوط وكيفيات املالحظة امل�ستقلة واملحايدة
لالنتخابات ،ج .ر عدد 5984بتاريخ � 6أكتوبر .2011
◗ القانون التنظيمي رقم 59.11متعلق بانتخاب �أع�ضاء املجال�س الرتابية ،ج .ر 5997
بتاريخ 22نونرب 2011
◗ القانون التنظيمي رقم 085.13متعلق بطريقة ت�سيري اللجان النيابية لتق�صي احلقائق،
ج .ر عدد 6282بتاريخ 14غ�شت .2014
◗ ظهري رقم � 1.02.212صادر بتاريخ 31غ�شت 2002متعلق ب�إحداث الهي�أة العليا
لالت�صال ال�سمعي الب�رصي ،ج .ر رقم 5035بتاريخ � 2شتنرب .2002
◗ ظهري رقم 1.11.19بتاريخ فاحت مار�س 2011متعلق ب�إحداث املجل�س الوطني حلقوق
الإن�سان ،ج .ر عدد 5922بتاريخ 3مار�س .2011
◗ قانون رقم 105.12متعلق باملجل�س الأعلى للرتبية والتكوين والبحث العلمي ،ج.
ر 6257بتاريخ 19ماي .2014
◗ النظام الداخلي ملجل�س امل�ست�شارين كما �صادق عليه املجل�س بتاريخ فاحت يوليوز ،2014
املوقع الإلكرتوين ملجل�س امل�ست�شارين.
◗ قرار مكتب جمل�س النواب رقم 170.07بتاريخ � 13أبريل 2007متعلق بتنظيم
واخت�صا�صات جمل�س النواب ،ج .ر عدد 5534بتاريخ 4يونيو .2007
◗ قرار مكتب جمل�س امل�ست�شارين رقم 3760/13بتاريخ 6دجنرب ،2013متعلق بتنظيم
واخت�صا�صات �إدارة جمل�س امل�ست�شارين ،ج .ر عدد 6233بتاريخ 24فرباير .2014
◗ ظهري رقم � 1.92.136صادر بتاريخ 1993متعلق بنظام املعا�شات لفائدة �أع�ضاء جمل�سي
الربملان ،ج .ر عدد 4234
◗ القانون التنظيمي رقم 7.98متعلق بقانون املالية ،ج .ر عدد 4644بتاريخ 3دجنرب .1998
◗ مر�سوم رقم 2.98.401بتاريخ � 26أبريل 1999متعلق ب�إعداد وتنفيذ قانون املالية ،ج.
ر عدد 4688بتاريخ 6ماي .1999
◗ قانون تنظيمي رقم 130.13متعلق بقانون املالية ،ج.ر عدد 6370بتاريخ 18يونيو .2015
◗ قانون رقم � 20.13صادر بتاريخ 30يونيو 2014متعلق مبجل�س املناف�سة ج.ر عدد
6276بتاريخ 24يوليوز .2014
◗ القانون رقم 57.11متعلق باللوائح االنتخابية العامة وعمليات اال�ستفتاء وا�ستعمل
و�سائل االت�صال ال�سمعي الب�رصي العمومية خالل احلمالت االنتخابية واال�ستفتائية ،ج.
ر عدد 5256بتاريخ � 31أكتوبر .2011
◗ ظهري رقم � 1.58.250صادر يف � 6شتنرب 1958متعلق بقانون اجلن�سية املغربي كما وقع
تغيريه وتتميمه ،ج .ر عدد 2395بتاريخ � 19شتنرب .1958
◗ النظام الداخلي ملجل�س النواب� ،صيغة 19نونرب ،2013من�شورات جمل�س النواب،
�سنة .2014
فهر�س الكتاب
املبحثالثاين:الربملانوال�سلطاجلديدة167.................................................................
املطلب الأول :الربملان وهيئات ال�ضبط واحلكامة 168...............................................
الفقرة الأوىل :جتليات العالقة بهيئات ال�ضبط واحلكامة 168......................................
الفقرة الثانية :التبا�سات العالقة بهيئات ال�ضبط واحلكامة 170.....................................
املطلب الثاين :الربملان واملجتمع املدين 172................................................................
الفقرة الأوىل :التجارب الدولية 173.........................................................................
الفقرة الثانية :التجربة املغربية 175...........................................................................
املبحثالأول:اكت�سابال�صفةالربملانيةوفقدانها 178...................................................
املطلب الأول :اكت�ساب ال�صفة الربملانية 178..............................................................
الفقرة الأوىل� :رشوط و�أهلية الرت�شيح 178...............................................................
�أ ـ ال�رشوط اجلوهرية للرت�شيح 179....................................................................
املبحثالثاين:ال�ضماناتوااللتزاماتاملرتبطةبال�صفةالربملانية 198...........................
املطلب الأول :ال�ضمانات املمنوحة للربملاين 199.......................................................
الفقرة الأوىل :نظام احل�صانة199.............................................................................
الفقرة الثانية :نظام التعوي�ضات 202.........................................................................
املطلب الثاين :االلتزامات و�ضوابط العمل 204.........................................................
الفقرة الأوىل :ممار�سة الوظيفة الربملانية 204...........................................................
�أ ـ االلتزام باحل�ضور204....................................................................................
ب ـ امل�شاركة يف �أعمال الربملان 205....................................................................
الفقرة الثانية :عدم الإخالل بقواعد ال�سلوك206........................................................
�أ ـ احرتام النظام وعدم الإخالل به 207..............................................................
ب ـ عدم ت�أ�سي�س هيئات �أو عقد اجتماعات خا�صة 207..........................................
الف�صلال� :
ساد�س
مكانةاملعار�ضةالربملانية
املبحثالأول:جتلياتالتحوليفو�ضعيةاملعار�ضةالربملانية 211...................................
املطلب الأول :التحديد القانوين ملفهوم املعار�ضة الربملانية 211...................................
الفقرة الأوىل :حمددات التعريف القانوين للمعار�ضة 211.........................................
الفقرة الثاين :التبا�سات التعريف القانوين للمعار�ضة 212...........................................
املطلب الثاين :ت�أمني نوع من احلماية القانونية للمعار�ضة الربملانية 214.....................
الفقرة الأوىل :االعرتاف ب�رشعيتها وب�أهميتها يف احلياة الربملانية 214........................
الفقرة الثانية :متكينها من حقوق خا�صة تتجاوز حدود متثيليتها216............................
املبحثالثاين:حدودالتحوليفو�ضعيةاملعار�ضةالربملانية 218....................................
املطلب الأول :حدود مرتبطة بالت�أطري الد�ستوري حلقوق املعار�ضة الربملانية 219.....
الفقرة الأوىل� :ضعف احلقوق الد�ستورية املقررة للمعار�ضة الربملانية 219.................
الفقرة الثانية :ا�صطدام ممار�سة املعار�ضة الربملانية حلقوقها ببع�ض القيود 220...........
املطلب الثاين :حدود مرتبطة بالتفعيل الت�رشيعي حلقوق املعار�ضة الربملانية 221.........
الفقرة الأوىل :حتكم الأغلبية يف و�ضع حقوق املعار�ضة الربملانية 222........................
الفقرة الثانية :تبني الق�ضاء الد�ستوري تف�سريا �ضيقا حلقوق املعار�ضة الربملانية 222.....
خامتة 225...................................................................................................................
مالحق 229..................................................................................................................
املراجعاملعتمدة 262....................................................................................................
فهر�سالكتاب 266........................................................................................................