You are on page 1of 14

‫‪1‬‬ ‫المملكة العربية السعودية‬

‫وزارة التعليم‬
‫كليات الخليج‬
‫قسم القانون‬

‫ة‬

‫بحث‬

‫اعداد الطالب‬

‫ممدوح عبدهللا ممدوح العزني‬


‫ارشاف‬

‫د‪ .‬طارق حيدرة‬


‫‪2‬‬ ‫المملكة العربية السعودية‬
‫وزارة التعليم‬
‫كليات الخليج‬
‫قسم القانون‬

‫المقدمة‬

‫ج ليكون السبيل الوحيد لبقاء النوع اإلنساني على الوجه الذي‬‫ش ُِرع الزوا ُ‬
‫سا‬
‫يليق بما اختص هللا تعالى به اإلنسان من تكريم وتفضيل‪ ،‬وليكون أسا ً‬
‫للدروع الحصينة (األسرة) التي تحمي المجتمع من أي انحراف أخالقي أو‬
‫سلوكي‪ ،‬ويُغرس من خاللها في أفرادها كل معاني النبل والمروءة والقيم‬
‫النبيلة‪ ،‬وبحسب قوتها تكون قوة المجتمعات والدول‪ ،‬وال تنهار أمة أو دولة‬
‫أو حضارة إال إذا أصاب الخلل أعضاءها األساسية وهي األسرة‪ ،‬فاألسرة‬
‫المتماسكة القوية التي ينشأ أفرادها على قيم األسرة األصيلة من احترام‪،‬‬
‫وتواد‪ ،‬وتراحم‪ ،‬وشعور بالمسئولية‪ ،‬لهي المحضن الذي يخرج العظماء‬
‫والنابهين‪ ،‬وال يمكن ألي مؤسسة اجتماعية مهما كانت أن تنهض بهذا‬
‫الدور‪.‬‬
‫أهمية البحث‬

‫ومن أجل تلك المقاصد التي يحققها الزواج على مستوى األفراد واألمة فقد‬
‫عني به اإلسالم وسن له من التشريعات والتوجيهات ما يكفل له تحقيق‬
‫مقاصده وغاياته‪ ،‬وبلغت العناية به أن جعله اإلسالم واحدًا من جملة الحاجات‬
‫األساسية التي يجب الوفاء بها وتأمينها لكل فرد‪ ،‬وكفالة ذلك ولو من الزكاة‬
‫الواجبة أو من بيت المال‪.‬‬
‫ومن أهم ما عني به اإلسالم في توجيهاته دعوته الملحة إلى تيسيره‪ ،‬وتخفيف‬
‫ض ِمن‬
‫أعبائه‪ ،‬وتقديم يد العون والمساعدة لكل راغب فيه من رجل أو امرأة‪ ،‬و َ‬
‫لمن يلتزم بهذه التوجيهات بالبركة واليمن والسعادة في الزواج‪.‬‬
‫واألصل أن التيسير في اإلسالم أصل عام في جميع تشريعاته‪ ،‬وأُس من أسس‬
‫التشريع فيه‪ ،‬وأدلة ذلك أكثر من أن تحصى‪ ،‬ففي القرآن الكريم‪{ :‬يريد هللا‬
‫بكم اليسر وال يريد بكم العسر}‪ ،‬وفيه قوله تعالى‪{ :‬يريد هللا أن يخفف عنكم}‪،‬‬
‫وفيه قوله تعالى‪{ :‬وما جعل عليكم في الدين من حرج}‪ ،‬وفي السنة النبوية‬
‫مؤكدات كثيرة لهذا األصل‪ ،‬منها ما أخرجه البخاري وغيره عن أبي هريرة‬
‫رضي هللا عنه عن النبي صلى هللا عليه وسلم قال‪( :‬إن الدين يسر‪ ،‬ولن يشاد‬
‫‪3‬‬ ‫المملكة العربية السعودية‬
‫وزارة التعليم‬
‫كليات الخليج‬
‫قسم القانون‬

‫الدين أحد إال غلبه‪ ،‬فسددوا‪ ،‬وقاربوا‪ ،‬وأبشروا‪ ،‬واستعينوا بالغدوة‪،‬‬


‫والروحة‪ ،‬وشيء من الدلجة‪ .‬ومنها هذا األمر العام لألمة كلها بأن تلتزم في‬
‫حياتها هذا المبدأ كما في حديث أنس بن مالك في الصحيحين عن النبي صلى‬
‫هللا عليه وسلم قال‪( :‬يسروا وال تعسروا‪ ،‬وبشروا وال تنفروا‪ .‬ومنها‪ :‬أحاديث‬
‫الرفق والترفق كما في الصحيح وغيره من حديث عائشة زوج النبي صلى‬
‫هللا عليه وسلم‪ :‬عن النبي صلى هللا عليه وسلم قال‪( :‬إن الرفق ال يكون في‬
‫شيء إال زانه‪ ،‬وال ينزع من شيء إال شأنه‪.‬‬
‫اشكالية البحث‬

‫ومع دخول النكاح باعتباره من جملة تشريعات اإلسالم في هذه النصوص‬


‫ص بنصوص‬ ‫العامة إال أنه لشدة االهتمام به‪ ،‬وأهمية التيسير فيه ُخ َّ‬
‫وتوجيهات‪ ،‬كما في قوله تعالى‪{ :‬وأنكحوا األيامى منكم والصالحين من‬
‫عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم هللا من فضله وهللا واسع عليم} (النور‪:‬‬
‫‪ ،)32‬والمراد من اآلية واضح؛ حيث جاء األمر وجوبًا أو ندبًا بإنكاح من ال‬
‫بكرا كانت أم ثيبًا لمن يرغبها‪ ،‬وال ينبغي التعنت فيما لو قصدها‬ ‫زوج لها ً‬
‫فقير ليس عنده سعة من المال فيمنع من الزواج لفقره‪ ،‬فاهلل سبحانه وتعالى‬
‫يغنيه من فضله‪ ،‬ويفتح له باب الرزق‪.‬‬
‫وفي المسند عند أحمد عن عائشة عن النبي صلى هللا عليه وسلم قال‪( :‬أعظم‬
‫النساء بركة أيسرهن مؤنة‬
‫خطة البحث‬

‫المبحث االول‪:‬مظاهر التيسير في الزواج‬


‫المبحث الثاني ‪ :‬اثر التيسير في الزواج على استقرار المجتمع‬
‫‪4‬‬ ‫المملكة العربية السعودية‬
‫وزارة التعليم‬
‫كليات الخليج‬
‫قسم القانون‬

‫المبحث األول ‪ :‬مظاهر التيسير في الزواج‬

‫للتيسير في الزواج مظاهر متعددة‪ ،‬منها ما هو مادي ومنها ما هو معنوي‪:‬‬


‫ً‬
‫أوال‪ :‬التيسير في االختيار‪:‬‬
‫كثير من الشباب والفتيات يبالغ في مؤهالت من يختاره لالقتران به في‬
‫الزواج وقد تصل المبالغة حدًّا إلى أن بعض الشباب يعتقد أن النساء لم تلد من‬
‫تناسبه‪ ،‬وكذا بعض الفتيات يصل بها الغرور واالفتتان بنفسها حدًّا أن تعتقد‬
‫نفس االعتقاد‪ ،‬ويتقدم لها من يرغب في التزوج بها ال نقول يمتلك الحد األدنى‬
‫لمقومات الزواج بل قد يصل به إلى أقصاها‪ ،‬ومع ذلك قد تتأثر الفتاة أو الشاب‬
‫بصورة على غالف مجلة لشخصية شهيرة من فنان أو فنانة‪ ،‬أو غيرهما‪ ،‬أو‬
‫ُص ُّر الشاب أو الفتاة على البحث‬ ‫بمشهد درامي في وسائل اللهو والترفيه فَي ِ‬
‫عن هذا األنموذج الذي ال يوجد إال في الصور‪ ،‬وهنا تكون المأساة تَقَدُّم السن‬
‫بهما حتى يفوتهما القطار أو ربما يدهسهما تحت عجالته‪ ،‬وهناك غرائب‬
‫وعجائب فيما يحكى عن األسر والشباب والفتيات في المبالغة في مقاييس‬
‫االختيار حتى وصل األمر إلى قصة الشعر‪ ،‬ونوع الموبايل‪ ،‬والفريق الكروي‬
‫الذي يشجعه‪ ،‬وغير ذلك مما يعد من توافه األمور وحقيرها‪ ،‬في الوقت الذي‬
‫ال ينظر فيه إلى معالي األمور‪ ،‬واألخالق األصيلة لدى كل من الشاب والفتاة‪.‬‬
‫‪5‬‬ ‫المملكة العربية السعودية‬
‫وزارة التعليم‬
‫كليات الخليج‬
‫قسم القانون‬

‫وفي بعض األحوال نجد العنت لدى البعض في مستوى التدين‪ ،‬ويبالغ البعض‬
‫في هذا األمر حتى كأنه يريد شخصا مالئكيا ال بشرا من البشر‪ ،‬وهذا ال‬
‫يختلف عن سابقه‪.‬‬
‫إن القصد واالعتدال مقصود شرعي في أمور الدين كلها‪ ،‬وخير األمور‬
‫أوسطها‪ ،‬وال يوجد من بلغ الكمال في وصف أو حال‪ ،‬فالنقص من طبائع‬
‫البشر‪ ،‬ومن يطلب الكمال في اآلخر ليس هو بالكامل ففيه من النقائص‬
‫الظاهرة أو الباطنة ما ينفر منه الكثير‪ ،‬لكن ربما ستر هللا عليه فلم تفح رائحته‪.‬‬
‫إن من التيسير أن يتواضع الشاب أو الفتاة في مواصفات من يرغب في‬
‫االقتران به‪ ،‬ويفرق بين ما هو جوهري وما هو شكلي‪ ،‬وبين ما هو أصلي‬
‫وما هو عارض أو طارئ‪ ،‬وبين النقائص التي يمكن تعويضها بالكمال في‬
‫مجاالت أخرى وما ال يقبل التعويض‪ ..‬وكل ذلك وغيره يلزم مراعاته في‬
‫االختيار‪.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬التيسير في حفالت العرس‪.:‬‬
‫من العادات الذميمة التي تحولت إلى فرائض في حياة الناس من غير أن يكون‬
‫لها مستند شرعي‪ :‬كثرة االحتفاالت التي تقام بمجرد االرتباط بين العروسين‪،‬‬
‫فهناك حفلة لقراءة الفاتحة‪ ،‬وثانية للشبكة‪ ،‬وثالثة لعقد القران‪ ،‬ورابعة للزفاف‪،‬‬
‫ً‬
‫أمواال باهظة‪،‬‬ ‫ثم بعد ذلك هناك حفلة سنوية لعيد الزواج ونحو ذلك مما يكلف‬
‫ً‬
‫فضال‬ ‫ويشق على الناس‪ ،‬ويحد من إقبال الشباب على الزواج هربًا من تكاليفه‬
‫وهو األخطر ما يقع من مخالفات شرعية متمثلة في التبرج الممقوت‪ ،‬وأحيانًا‬
‫العري الفاضح‪ ،‬واللهو المحرم من رقص مختلط ونحوه‪ ،‬وكل هذا يجر الشؤم‬
‫على مثل هذه األسرة التي تؤسس حياتها على معصية هللا ورسوله‪ ،‬وارتكاب‬
‫ما نهي عنه اإلسالم‪.‬‬
‫واإلسالم ال يحارب العادات التي يتعارف الناس عليها في أفراحهم وأتراحهم‬
‫من حيث األصل إنما ينكر المحرم منها‪ ،‬وينكر البذخ واإلسراف والتبذير‬
‫حتى ولو من قادر عليه؛ لما فيه من تضييع المال‪ ،‬والتفاخر المنهي عنه‪،‬‬
‫سنُّها ويتبعه فيها غيره‪.‬‬
‫سنَّة السيئة التي َي ُ‬
‫وال ُّ‬

‫ثالثًا‪ :‬التيسير في أثاث بيت الزوجية‪:‬‬


‫‪6‬‬ ‫المملكة العربية السعودية‬
‫وزارة التعليم‬
‫كليات الخليج‬
‫قسم القانون‬

‫مما عمت به البلوى بين الناس‪ :‬المبالغة الشديدة في تأثيث بيت الزوجية‪،‬‬
‫كبيرا في كيفية حفظه والتعامل معه‪،‬‬
‫ً‬ ‫واقتناء ما ال يلزم‪ ،‬وأحيانًا يمثل عبئًا‬
‫وتتحول البيوت إلى مخازن أو متاحف تعرض فيها ألوان متعددة من األثاث‬
‫الذي ال يستعمل وليس منه كبير فائدة‪.‬‬
‫إن اإلسالم إذ يدعو إلى التزين والتجمل‪ ،‬والحرص على الطيب في كل نواحي‬
‫الحياة إال أن ذلك يجب أن يكون بقصد واعتدال وفي حدود الطاقة والوسع‬
‫من غير إفراط وال تفريط‪.‬‬

‫ويظهر خطر تفاقم هذه الظاهرة في ثالثة وجوه‪:‬‬


‫األول‪ :‬التكلفة الباهظة لشراء هذا األثاث الذي تنعدم الحاجة إلى الكثير منه أو‬
‫فضال عن الفقراء‪ ،‬وتستنزف الموارد‬‫ً‬ ‫تقل‪ ،‬والتي ينوء عن حملها األغنياء‬
‫المالية في ترفيات كان من الممكن االستفادة منها في تأمين مستقبل هذه‬
‫األسرة‪.‬‬
‫تحذيرا‬
‫ً‬ ‫ومعلوم أن اإلسراف والتبذير من جملة الكبائر التي حذر منها اإلسالم‬
‫شديدًا‪ ،‬واعتبر أن المبذرين إخوان الشياطين‪ ،‬وأن مآل المبذرين إلى حسرة‬
‫وندم‪ ،‬وهذا ما نشاهده‪.‬‬
‫لقد أرسى اإلسالم قاعدة مهمة في اإلنفاق عمادها الوسطية واالعتدال‬
‫والتوازن دون إسراف أو تقتير‪ ،‬قال تعالى‪{ :‬والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا‬
‫ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما} (الفرقان‪ ،)67 :‬ويقول سبحانه‪{ :‬وال تجعل‬
‫يدك مغلولة إلى عنقك وال تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا} (اإلسراء‪:‬‬
‫‪.)29‬‬
‫الثاني ‪ :‬التفاخر والتباهي باقتناء هذا الكم الهائل من األثاث مما يقطع قلوب‬
‫الفقراء‪ ،‬وينشر الحقد والحسد فيما بينهم‪ ،‬ويسن سنة سيئة‪ ،‬ويدفع الكثير من‬
‫غير المقتدرين إلى العزوف عن الزواج‪ ،‬وأحيانًا يكون سببًا في انهيار بعض‬
‫األسر ذات الدخل المحدود في انبهارهم بمستوى غيرهم ومحاولتهم تقليدهم‪.‬‬
‫‪7‬‬ ‫المملكة العربية السعودية‬
‫وزارة التعليم‬
‫كليات الخليج‬
‫قسم القانون‬

‫وقد ورد النهي الشديد عن ذلك‪ ،‬كما في سنن النسائي وغيره وأخرجه البخاري‬
‫تعليقًا وترجم به في أحد أبواب صحيحه‪ ،‬فعند النسائي عن عمرو بن شعيب‬
‫عن أبيه عن جده قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪( :‬كلوا وتصدقوا‬
‫والبسوا في غير إسراف وال َم ِخيلة)]‪ ،[5‬وفي صحيح البخاري في كتاب‬
‫اللباس‪" :‬قال النبي صلى هللا عليه وسلم‪( :‬كلوا واشربوا والبسوا وتصدقوا‬
‫في غير إسراف وال مخيلة)‪ ،‬وقال ابن عباس‪( :‬كل ما شئت والبس واشرب‬
‫ما شئت ما أخطأتك اثنتان سرف أو مخيلة)‪[6].‬‬

‫الثالث‪ :‬استدانة الكثيرين لتمكنهم من تغطية النفقات الباهظة لهذا األثاث‪،‬‬


‫وربما باعوا أصول معيشتهم من أجل هذه التجهيزات التي ال يترتب على‬
‫فقدها كبير مضرة في حياة الزوجين‪.‬‬
‫ومن المعلوم أن الدَّيْن مجلبة للهم والذل‪ ،‬وقد َحذَّر النبي صلى هللا عليه وسلم‬
‫منه أشد التحذير‪ ،‬واستعاذ منه كل يوم خمس مرات في دبر صالته‪ ،‬كما في‬
‫الصحيحين عن عائشة زوج النبي صلى هللا عليه و سلم‪( :‬أن رسول هللا صلى‬
‫هللا عليه وسلم كان يدعو في الصالة‪ :‬اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر‪،‬‬
‫وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال‪ ،‬وأعوذ بك من فتنة المحيا‪ ،‬وفتنة‬
‫الممات‪ ،‬اللهم إني أعوذ بك من المأثم والمغرم‪ .‬فقال له قائل‪ :‬ما أكثر ما‬
‫تستعيذ من المغرم ؟ فقال‪ :‬إن الرجل إذا غرم حدث فكذب ووعد فأخلف)‪[7].‬‬

‫وكم دفعت أسر كثيرة أثما ًنا باهظة عندما توسعت في شراء جهاز البنتهم أو‬
‫البنهم بالدَّين‪ ،‬ووقعوا على شيكات وإيصاالت وانتهى أمرهم إلى السجن بسبب‬
‫ثالجة من نوع معين‪ ،‬أو فستان عرس أو نحو ذلك‬
‫إن الواجب الشرعي يفرض على األسر أن تتعقل‪ ،‬وتتدبر أمرها قبل اإلقدام‬
‫على أي تصرف يؤدي بها إلى هذه الهاوية‪.‬‬

‫الرابع‪ :‬التيسير في نفقات المعيشة‪:‬‬


‫من وجوه التيسير في حياة األسرة‪ :‬أن تخفف عن نفسها في نفقات معيشتها‬
‫ومصروفاتها الحياتية‪ ،‬وترتب أولوياتها‪ ،‬وتعطى كل مرتبة منها حقها من‬
‫‪8‬‬ ‫المملكة العربية السعودية‬
‫وزارة التعليم‬
‫كليات الخليج‬
‫قسم القانون‬

‫غير زيادة أو نقصان‪ ،‬وال تجعل نفسها حبيسة لعادات أو تقاليد أو إعالنات‬
‫قرارا بشراء شيء وال تتطلع إلى شيء إال إذا‬
‫ً‬ ‫السلع االستهالكية‪ ،‬وال تتخذ‬
‫كانت له منفعة معتبرة وله أولوية في حياتهم‪.‬‬
‫إن الغالب في حياة األسر اليوم أنهم أصبحوا أسرى لدى الشركات التجارية‬
‫يغرونهم بالجوائز أو الخصومات أو القدرات الخارقة لهذه السلعة أو تلك‪،‬‬
‫إضافة إلى تقديس عادات مستوردة من هنا أو هناك تستنزف دخل األسرة‬
‫ونهارا لتأمين هذه النفقات الباهظة‪.‬‬
‫ً‬ ‫وترهق األبوين اللذين يكدحان ً‬
‫ليال‬
‫يجب على كل فرد أن يضبط شهوة الشراء لديه‪ ،‬وشهوة االستهالك‪ ،‬وشهوة‬
‫التطلع الزائد إلى ما عند اآلخرين ويتحرك في حدود وسعه‪ ،‬وال يُ َح ِمل نفسه‬
‫ما ال يطيق‪ ،‬وعليه أال يلجأ إلى االستدانة إال في الحاالت التي تستحق ذلك‬
‫فال َيستدين من أجل نفقات ترفية أو عادات بالية‪ ،‬وأن يكبح جماح شهوة‬
‫الشراء (أو كلما اشتهيتم اشتريتم)]‪ ،[8‬وعليه بالقناعة‪ ،‬والتقليل من ارتياد‬
‫األسواق إال لحاجة‪ ،‬والحد من دخول محالت المترفين واألثرياء لغير‬
‫القادرين؛ منعًا لإلحباط‪ ،‬وشيوع الحقد والحسد‪ ،‬وهو ما يفهم من التوجيه‬
‫النبوي الرشيد في حديث النبي صلى هللا عليه وسلم‪( :‬أقلوا الدخول على‬
‫األغنياء فإنه أجدر أال تزدروا نعمة هللا عز وجل)]‪ ،[9‬وتقليل الدخول على‬
‫األغنياء ليس في بيوتهم فقط إنما في بيوتهم‪ ،‬ومجالسهم‪ ،‬وارتياد األسواق‬
‫الخاصة بهم‪ ،‬ومطاعمهم‪ ،‬ونحو ذلك مما هو مخصص لألغنياء‪ ،‬وال يفهم‬
‫من ذلك القطيعة معهم إنما الحد والتقليل من مجالستهم؛ منعًا من شعور غير‬
‫القادر بالحرمان فيدفعه ذلك ربما إلى ارتكاب جريمة قتل أو سرقة أو إصابتهم‬
‫باإلحباط والحقد والحسد والضغينة‪.‬‬
‫وكما أمر اإلسالم غير القادر من النظر والتطلع إلى ما َّ‬
‫من هللا تعالى به على‬
‫األغنياء‪ ،‬وأن ينظر إلى من هو أدنى منه فيحمد هللا تعالى على ما أعطاه إياه‪،‬‬
‫فقد وجَّه األغنياء إلى عدم استفزاز اآلخرين بكثرة الظهور بمظاهر الثراء‬
‫والترف الشديدين؛ حتى ال يكونوا سببًا في تحسر غير القادرين على أنفسهم‪،‬‬
‫وقد بالغ اإلسالم في الحد من ظاهرة االستفزاز هذه حتى ولو من خالل رائحة‬
‫الطعام‪ ،‬كما جاء في الحديث الذي أخرجه البيهقي في شعب اإليمان عن عمرو‬
‫بن شعيب عن أبيه عن جده في حق الجار‪ ،‬حيث ورد فيه (أتدري ما حق‬
‫الجار؟ إذا استعانك أعنته‪ ،‬وإذا استقرضك أقرضته‪ ،‬وإذا افتقر عدت عليه‪،‬‬
‫‪9‬‬ ‫المملكة العربية السعودية‬
‫وزارة التعليم‬
‫كليات الخليج‬
‫قسم القانون‬

‫وإذا مرض عدته‪ ،‬وإذا أصابه خير هنأته‪ ،‬وإذا أصابته مصيبة عزيته‪ ،‬وإذا‬
‫مات اتبعت جنازته‪ ،‬وال تستطل عليه بالبناء تحجب عنه الريح إال بإذنه‪ ،‬وال‬
‫تؤذه بقتار قدرك إال أن تغرف له منها‪ ،‬وإن اشتريت فاكهة فاهد له‪ ،‬فإن لم‬
‫سرا‪ ،‬وال يخرج بها ولدك ليغيظ بها ولده‪..)[10].‬‬
‫تفعل فأدخلها ًّ‬
‫فلنتأمل هذا الهدي النبوي في منع إيذاء الجار ولو بقتار ريح القدر‪ ،‬والقتار‬
‫بضم القاف‪ :‬هو ريح الشواء‪ ،‬فإن لم تستطع منع الروائح فلتهد منها إليه ولو‬
‫سرا حتى ال يراها‪،‬‬
‫من المرق‪ ،‬وكذا في الفاكهة إما أن تعطيه منها‪ ،‬أو تدخلها ًّ‬
‫وال تسمح لولدك يخرج بها ليغيظ ولد الجار غير القادر‪.‬‬
‫هذه التوجيهات في ريح الشواء‪ ،‬والفاكهة‪ ،‬فكيف بما هو أعظم منها من‬
‫سيارات‪ ،‬وقصور‪ ،‬وماركات مالبس وموبايالت‪ ،‬وحلي نساء من الذهب‬
‫وغيره من المجوهرات النفيسة‪ ،‬هذا كله أولى بالرعاية والرحمة بغير‬
‫القادرين وإال فهناك فواجع ومصائب تحدث بسبب هذا‪ ،‬فكم من امرأة خرجت‬
‫تتباهى بما عندها من ذهب ونحوه لم تمر عليها ليلة إال وقد عثروا عليها‬
‫مقتولة ربما من خادمها أو من جارها أو من موظف معها‪ ،‬وكم من ثري‬
‫ضا إلى ما ال تحمد‬
‫خرج يتباهى بملبسه أو مركبه أو ملبسه وانتهى أمره أي ً‬
‫عقباه‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬اثر التيسير في الزواج في تحقيق االستقرار األسري‬


‫والمجتمعي‪:‬‬
‫للتيسير في الزواج ونفقات المعيشة آثار محمودة على حياة األسرة‬
‫ً‬
‫ففضال عن كونه استجابة ألوامر شرعية محكمة ال‬ ‫والمجتمع بشكل عام‪،‬‬
‫يجوز مخالفتها‪ ،‬وليس للمسلم خيار فيها‪ ،‬إال أنه يمكن الوقوف على جملة‬
‫من اآلثار والعواقب‪ ،‬منها‪:‬‬
‫أ‪ -‬إقدام الشباب والفتيات على الزواج مما يحقق لهم العفة والتحصين‪،‬‬ ‫•‬

‫وتحملهم مسئولية أسر؛ مما يقلل من جرائم وسلبيات كثيرة‪ ،‬منها‪ :‬جرائم‬
‫‪10‬‬ ‫المملكة العربية السعودية‬
‫وزارة التعليم‬
‫كليات الخليج‬
‫قسم القانون‬

‫العرض والشرف والتحرش‪ ،‬وإدمان المواقع اإلباحية التي تستنزف‬


‫الشباب وتدمر صحته‪ ،‬والحد من األمراض النفسية المتفشية بكثرة في‬
‫المجتمع‪ ،‬والتقليل من حياة الهرج والالمباالة‪ ،‬والحد من اإلحباط واليأس‬
‫الذي يقتل الشباب والفتيات بسبب عدم الزواج‪ ،‬ونحو ذلك من المآسي‬
‫التي ابتليت بها الكثير من المجتمعات ووصل إلى درجة أخجلت األسر‬
‫وروعت الجميع‪.‬‬
‫إن األرقام المفزعة التي تسجلها أجهزة اإلحصاء الرسمية في كثير من الدول‬
‫اإلسالمية والتي تظهر نسبة العنوسة بين الشباب والفتيات بالماليين؛ حيث‬
‫يتجاوز الشاب أو الفتاة سن الثالثين بكثير دون زواج ينبغي أال تمر مرور‬
‫مآسي ومعاناة يعيشها هؤالء وقد نشعر بهم أو ال نشعر‪.‬‬
‫َ‬ ‫الكرام فإن خلفها‬
‫إن هذه المأساة أو إن شئت فقل‪ :‬هذه الجريمة يتحملها الكثير من األسر التي‬
‫شقَّت على نفسها‬
‫عرقلت الحالل وأقامت في طريقه الكثير من الحواجز‪ ،‬و َ‬
‫وعلى أوالدها‪ ،‬ولم تفق إال بعد فوات األوان‪ ،‬وكان باإلمكان تفادى الكثير من‬
‫هذه اآلثار بشيء من التيسير والرفق‪.‬‬
‫ب‪ -‬الجزاء من جنس العمل‪ ،‬وهذه قاعدة محكمة لها أدلتها‪ ،‬وتطبيقها هنا‪:‬‬ ‫•‬

‫ضا من شق‬ ‫أن من يَسَّر يَسَّر هللا تعالى عليه‪ ،‬ومن رفق رفق هللا به‪ ،‬وأي ً‬
‫سر‬‫سر على معسر يَ َّ‬ ‫شق هللا تعالى عليه‪ ،‬وفي الحديث الصحيح (ومن يَ َّ‬
‫هللا عليه في الدنيا اآلخرة}]‪ ،[11‬وتيسير هللا تعالى على ال ُم َيسِر ولو على‬
‫نفسه فيه راحة البال‪ ،‬وهدوء النفس‪ ،‬وسكينة القلب وطمأنينته‪ ،‬وفتح‬
‫للمغاليق‪ ،‬وقضاء للحاجات‪ ،‬فكيف يحرم الفرد نفسه أو يحرم مجتمع نفسه‬
‫من هذا الجزاء وتلك النعمة والعاقبة المحمودة ؟؟‬
‫إن أكثر أمراض العصر ليست في األمراض العضوية فقط إنما معظمها بل‬
‫واألخطر منها إنما هو في األمراض النفسية من القلق‪ ،‬والتوتر‪ ،‬واالنطواء‬
‫والعزلة‪ ،‬والوسوسة‪ ،‬واليأس‪ ،‬وكل هذا ونحوه من أسبابه اإلشقاق على الناس‬
‫وإشقاق المرء على نفسه مما يحمل الفرد ضغو ً‬
‫طا هائلة ال يقدر على حملها‬
‫فتكون المشكلة‪.‬‬
‫‪11‬‬ ‫المملكة العربية السعودية‬
‫وزارة التعليم‬
‫كليات الخليج‬
‫قسم القانون‬

‫ج‪ -‬يسهم التيسير في الزواج والمعيشة في االستفادة بكثير من األموال‬ ‫•‬

‫التي تدفع فيما ال فائدة منه في تأمين مستقبل األسرة المعيشي كشراء‬
‫أصول تفيد هذه األسرة وذريتها‪ ،‬وتنتقل من حال متواضع إلى حال‬
‫أفضل‪ ،‬وربما يمكن إقامة مشروع يدر ً‬
‫دخال منتظ ًما يستعينون به على‬
‫أعباء الحياة ً‬
‫بدال من اإلنفاق على أمور ترفية تصبح عبئًا عليهم بمجرد‬
‫شرائها‪ ،‬ويتمنون التخلص منها‪.‬‬
‫د‪ -‬تجنب الديون المرهقة المذلة التي تجلب الهم والحزن في األسرة‪،‬‬ ‫•‬

‫وتؤدي إلى مشكالت بين الزوجين‪ ،‬وفي كثير من األحيان ربما ينفصل‬
‫الزوجان قبل تسديد شيكات العفش وأثاث البيت‪.‬‬
‫لنا أن نتصور حال شاب تزوج وعليه ديون كثيرة‪ ،‬وكذا زوجته التي اشترى‬
‫كثيرا من األثاث بالدَّين‪ ،‬ومطلوب منهما أن‬
‫ً‬ ‫لها أهلها أو هي اشترت لنفسها‬
‫ونهارا لسداد هذه الديون وإال السجن‪ ،‬كيف يهنأ كل واحد منهما‬
‫ً‬ ‫يعمال ً‬
‫ليال‬
‫بصاحبه‪ ،‬وهما في هذه الحال؟‬
‫إن نبينا صلى هللا عليه وسلم يدعونا إلى أن نرفق بأنفسنا‪ ،‬وبين عاقبة الرفق‪،‬‬
‫فما كان الرفق في شيء إال زانه وال نزع من شيء إال شانه‪ ،‬ومن رفق رفق‬
‫هللا به‪ ،‬ومن شق شق هللا تعالى عليه‪ ،‬ومن يحرم الرفق يحرم الخير كله‪.‬‬
‫هذا وهللا تعالى أعلى وأعلم‪.‬‬
‫‪12‬‬ ‫المملكة العربية السعودية‬
‫وزارة التعليم‬
‫كليات الخليج‬
‫قسم القانون‬

‫خاتمة‬
‫شرع هللا ‪-‬تعالى‪ -‬الزواج للعديد من الفوائد والمنافع التي تتحقّق به‪ ،‬وفيما‬
‫يأتي بيان البعض منها‪ ]٧[:‬اتباع أوامر هللا تعالى‪ ،‬وأوامر الرسول صلّى‬
‫اء َمثْنَ ٰى‬
‫س ِ‬ ‫اب لَكُم ِ ّمنَ النِّ َ‬
‫ط َ‬ ‫هللا عليه وسلّم‪ ،‬حيث قال هللا تعالى‪( :‬فَان ِك ُحوا َما َ‬
‫اح َدةً)‪ ]٨[،‬كما قال الرسول عليه الصالة‬ ‫ع فَ ِإ ْن ِخ ْفت ُ ْم أَ َّال تَ ْع ِدلُوا فَ َو ِ‬ ‫َوث ُ َال َ‬
‫ث َو ُربَا َ‬
‫ص ِر‬
‫أغض للب َ‬‫ُّ‬ ‫فلتزوج‪ ،‬فإنه‬ ‫َّ‬ ‫من استَطاع البا َءةَ‬ ‫ب‪ِ ،‬‬ ‫معشر الشبا ِ‬ ‫َ‬ ‫والسالم‪( :‬يا‬
‫وم‪ ،‬فإنه له ِوجا ٌء)‪ ]٩[،‬ففي‬ ‫ص ِ‬ ‫رج‪ ،‬و َمن لم يستطع فعليه بال َّ‬ ‫وأحص ُن للفَ ِ‬
‫ق للسعادة في الحياة الدنيا‪ ،‬والحياة اآلخرة‪.‬‬ ‫االمتثال ألوامر هللا ‪-‬تعالى‪ -‬تحقي ٌ‬
‫االقتداء بالرسل عليهم السالم‪ ،‬حيث إ ّن الزواج كان من السنن الخاصة‬
‫بهم‪ ،‬كما أ ّن الزواج من أحكام الشرائع التي أُرسلوا بها‪ ،‬وإ ّن عدم االهتمام‬
‫بالزواج يد ّل على عدم االهتمام بشرائع المرسلين‪ ،‬كما أ ّن عدم االهتمام‬
‫بالزواج بسبب االنقطاع للعبادة والطاعة مخالفة للسنة النبوية الشريفة‪.‬‬
‫ق للعديد من العبادات والطاعات‪ ،‬منها‪ :‬تحقيق العفة‬ ‫إ ّن في الزواج تحقي ٌ‬
‫للزوج والزوجة‪ ،‬واإلنفاق والبذل على الزوجة‪ ،‬وإن لم يسلك العبد سبيل‬
‫المحرمات‬
‫ّ‬ ‫الزواج لتحقيق رغبته بالطريقة التي أحلّها هللا تعالى فقد يرتكب‬
‫والمنكرات‪ ،‬ومن الجدير بالذكر أ ّن على الفتاة القبول بالخاطب الكفء‪ ،‬لتقي‬
‫نفسها من الوقوع بالمحرمات‪.‬‬
‫‪13‬‬ ‫المملكة العربية السعودية‬
‫وزارة التعليم‬
‫كليات الخليج‬
‫قسم القانون‬

‫إ ّن الزواج من النعم التي أنعم بها هللا ‪-‬تعالى‪ -‬على عباده‪ ،‬والواجب مقابلة‬
‫النعمة بالشكر والحمد‪ ،‬وبنا ًء على ذلك فإ ّن العازف عن الزواج مع قدرته‬
‫يتمنوا ذلك‪،‬‬
‫ّ‬ ‫عز وجلّ‪ ،‬حيث إ ّن غيره‬ ‫عليه ال يع ّد من الشاكرين لنعم هللا ّ‬
‫ولكنّهم غير قادرين عليه‪ ،‬فالسبيل الوحيد له الصبر على ذلك‪ .‬تكثير أمة‬
‫حث عليه النبي‪ ،‬حيث قال‪( :‬زوجوا‬ ‫مح ّمد صلّى هللا عليه وسلّم‪ ،‬وذلك الذي ّ‬
‫الودو َد الولو َد فإني مكاث ٌر بكم األم َم يو َم القيام ِة)‪]١٠[.‬‬
‫سكون القلب وراحته‪ ،‬وذلك أهم من سكن األبدان وراحتها واستقرارها‪،‬‬
‫وبالزواج يتحقّق األمان واالطمئنان للقلوب واألرواح‪ .‬إ ّن الزواج يع ّد عفة‬
‫اس لَّ ُك ْم َوأَنت ُ ْم ِلبَ ٌ‬
‫اس‬ ‫وستر لكال طرفي الزواج‪ ،‬حيث قال هللا تعالى‪( :‬هُ َّن ِلبَ ٌ‬
‫لباس‬
‫ٌ‬ ‫لَّ ُهنَّ)‪ ]١١[،‬فاللباس هو ما يستر البدن‪ ،‬فالزوجة‬

‫الهوامش‬
‫]‪ -[1‬صحيح البخاري ( ‪)23/1‬‬
‫]‪ -[2‬صحيح البخاري ( ‪ )38/1‬صحيح مسلم ( ‪)1359/3‬‬
‫]‪ -[3‬صحيح مسلم ( ‪)2004/4‬‬
‫]‪ -[4‬مسند أحمد بن حنبل (‪)145 / 6‬‬
‫]‪ -[5‬سنن النسائي الكبرى ( ‪ )41/2‬دار الكتب العلمية ‪ ،‬بيروت ‪ .‬سنن ابن ماجه ( ‪ )1192/2‬دار الفكر‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫]‪ -[6‬صحيح البخاري ( ‪ )2180/5‬دار ابن كثير‪ ،‬اليمامة‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫]‪ -[7‬صحيح البخاري ( ‪ )286/1‬صحيح مسلم ( ‪)412/1‬‬
‫]‪ -[8‬هذا األثر مروي عن عمر بن الخطاب رضي هللا عنه‪ ،‬رواه الحاكم في المستدرك ( ‪ )494/2‬دار الكتب‬
‫العلمية‪.‬‬
‫]‪ -[9‬الحديث صحيح رواه الحاكم في المستدرك من حديث عبد هللا بن الشخير‪ ،‬ورواه البيهقي في شعب اإليمان‪.‬‬
‫المستدرك‪ )347/4( :‬دار الكتب العلمية‪ .‬شعب اإليمان ( ‪ )273/7‬دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫]‪ -[10‬شعب اإليمان ( ‪)83/7‬‬
‫]‪ -[11‬صحيح مسلم ( ‪)2074/4‬‬
‫‪14‬‬ ‫المملكة العربية السعودية‬
‫وزارة التعليم‬
‫كليات الخليج‬
‫قسم القانون‬

You might also like