You are on page 1of 36

‫الفصل األول‪ :‬اإلطار المفاهيمي للحماية الجزائية للمؤسسات الصحية‬

‫تعتبر المؤسسات والهياكل الصحية هي األداة الرئيسية لصياغة أ ي سياسة تتبعها الدولة‬
‫في م جال الصحة ‪ ،‬فال يمكن أن يتقدم القطاع دون االهتمام بهذه الهياكل ويظهر ذلك من خالل‬
‫سن القوانين والتشريعات لتنظيمها وتوفيرها‪ .‬لكل من هم تحديد مجاالت تخصصه ‪،‬وهذامايؤدي‬
‫إلى تنوع و تخصص هذه األخيرة ‪ ،‬لذلك سنتناول اآلثار المترتبة على هذه المؤسسات والهياكل‬
‫من خالل تعريفها والمفاهيم التي تحددها‪ .‬سنناقش أيًض ا أنواع هم من خالل مايلي‪.‬‬

‫المبحث االول‪ :‬مفهوم المؤسسات الصحية وأنواعها‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم المؤسسات الصحية‬

‫هناك العديد من األسماء لهذه المؤسسات والهياكل ‪ ،‬بعضها يسمى مؤسسات صحية ‪،‬‬
‫والبعض اآلخر مؤسسات استشفائية ‪ ،‬وأخرى تسمى منشآت صحية‪ ،‬وبسبب كثرة هذه األسماء‬
‫وتنوعها ‪ ،‬سنحاول تحديدها‪ .‬المعنى الدقيق لمفهوم هذه المؤسسات‪ .‬يعّر ف المشرع الجزائري ‪،‬‬
‫في نص المادة ‪ 297‬من قانون الصحة ‪ ،‬مؤسسات الصحة العامة بأنها "مؤسسات عامة خاصة‬
‫وتدار صحًي ا تتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي ‪ ،‬وتتمثل مهمتها في ضمان تطوير‬
‫جميع األنشطة الصحية وتعزيزها‪ .‬كما يضمن أنشطة التدريب والبحث في مجال الصحة‬
‫ويمكنه القيام بجميع األنشطة المتعلقة بواليته‪،‬عن طريق اتفاقية‪ .‬يحدد القانون األساسي‬
‫النموذجي للمؤسسة العمومية الصحية عن طريق التنظيم"‪.1‬‬

‫ُيعَّر ف المرفق الطبي أيًض ا بأنه "أي مكان يكون فيها المريض مستعًد ا للفحص أو العالج‬
‫أو الرعاية أواإلقامة في نقاهة أوإ جراء فحوصات طبية"‪ .‬لذلك يمكن القول أن مرافق‬
‫المستشفيات هي مجال مهم للغاية من النشاط اإلداري‪ .‬ومن ناحية أخرى ‪،‬فهي تمثل قوة و‬
‫محور النظام الصحي الوطني‪ .‬إذا كانت مرافق الصحة العامة تشير بشكل عام إلى مؤسسات‬
‫إدارية غير المؤسسات العامة وزارة الصحة ‪،‬ثم المستشفيات الشكل التنظيمي للمرافق‬

‫‪ -‬عمر شنتير رضا‪ ،‬النظام القانوني للصحة الجوارية‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،2013 ،1‬ص ‪.54‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪1‬‬
‫األشخاص االعتباريون في القانون العام هم مؤسسات عامة ذات طبيعة إدارية ‪،‬وبسبب تنوع‬
‫المهام ‪،‬لديهم موارد بشرية ومادية كبيرة‪..‬‬

‫تعّر ف منظمة الصحة العالمية المؤسسة الصحية بأنها "جزء ال يتجزأ من نظام صحي‬
‫تتمثل وظيفته في توفير رعاية صحية شاملة ‪،‬عالجية و وقائية على حد سواء ‪ ،‬لجميع أفراد‬
‫المجتمع ‪ ،‬وهي أيًض ا مركز لتدريب العاملين في المجال الطبي و الوقائي‪ .‬المجاالت الصحية ‪،‬‬
‫المجال الصحي ‪،‬ومركز البحوث الطبية و االجتماعية‪.1‬‬

‫وعرفت المؤسسة الصحية كذلك بأنها " كل مؤسسة تقدم الرعاية الطبية بشكل مباشر‬
‫مثل المستشفيات و المراكز الصحية و المراكز التخصصية ‪ ،‬أو بشكل غير مباشر مثل‬
‫المختبرات و اإلدارات الصحية ذات الخدمات السائدة و الصيانة الطبية "‪،‬فهي " كل هيئة تقوم‬
‫بتقديم خدمات صحية ما‪ ،‬سواء كانت ربحية أو غير ربحية أو كان ذلك بشكل مباشر أو غير‬
‫مباشر من خالل مجموعة من المهنيين المتخصصين"‪.2‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تقسيمات المؤسسات الصحية‬

‫تنقسم مؤسسات و هياكل المستشفيات الصحية في النظام الصحي الجزائري إلى فئتين ‪،‬‬
‫فبعضها يحكمها لقانون العام و هدفها تحقيق المصلحة العامة و ليس للربح ‪ ،‬و هذه هي ما‬
‫يسمى بمؤسسات المستشفيات العامة ‪ ،‬وبعضها يحكمها القانون الخاص ‪ ،‬والغرض من ذلك هو‬
‫تحقيق المصلحة الذاتية ‪ ،‬والغرض هو تحقيق ربح ‪ ،‬وهذا ما يسمى بالمستشفى المؤسسي‬
‫الخاص ‪ ،‬وهذا ما سنناقشه أدناه‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬المؤسسات الصحية االستشفائية العمومية‪:‬‬

‫‪ -1‬عمر شنتير رضا‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.57‬‬


‫‪ - 2‬المجلة الجزائرية للعلوم القانونية واالقتصادية والسياسية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬العدد ‪ 01‬مارس ‪ ،1988‬ص ‪.219‬‬
‫‪2‬‬
‫البد من المالحظة هن اأننا سنتعرض في هذا الفرع للمؤسسات العمومية االستشفائية‬
‫التي يجمعها نظامها القانوني المشترك و هي على التوالي المؤسسةالعمومية االستشفائية‬
‫والمركز االستشفائي الجامعي و المؤسسة االستشفائية المتخصصة التي لها كلتها نظام المؤسسة‬
‫العمومية ذات الطابع اإلداري ‪ ،‬ألنه هنالك نوع من الهيئات العمومية االستشفائية المستحدثة في‬
‫السنوات األخيرة لها نظام قانوني خاص سوف ندرسها الحقا وهي المؤسسة العمومية‬
‫االستشفائية ذات الطابع الخاص و المؤسسة االستشفائية الجامعية ذات الطابع الخاص التي‬
‫اعتمدنا تخصيص لكل واحدة منها فرعا مستقال خاصبها‪.‬‬

‫لقد حددت المادة ‪ 298‬من قانون الصحة قائمة المؤسسات العمومية للصحة بحيث نصت‬
‫على أنه‪ " :‬تتمثل مختلف المؤسسات العمومية للصحة‪،‬السيما فيما يأتي‪:‬‬

‫‪-‬المركز االستشفائي الجامعي‪،‬‬

‫‪-‬المؤسسة االستشفائية المتخصصة‪،‬‬

‫‪-‬المقاطعة الصحية‪،‬‬

‫‪-‬مؤسسة اإلعانة الطبية المستعجلة‪.1‬‬

‫أوال‪ :‬المراكز االستشفائية الجامعية‪:)CHU( 2‬‬

‫يتم تنظيم هذه المؤسسات بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪ 07/140‬المؤرخ ‪ 19‬مايو‬
‫‪ ،2007‬و الذي يتضمن إنشاء و تنظيم وتشغيل مؤسسات المستشفيات العامة و مؤسسات‬
‫الصحة العامة ‪،‬والتي يعرفها بأنها مؤسسات عامة ذات طبيعة إدارية ‪ ،‬والتي تمنح الشخصية‬
‫االعتبارية‪ .‬واالستقالل المالي ‪ ،‬و توضع تحت وصاية الحاكم‪ .‬تتكون مؤسسة الصحة العامة‬
‫هذه من هياكل التشخيص و العالج و االستشفاء و إعادة التأهيل الطبي التي تغطي سكان مدينة‬

‫‪ -1‬عمر شنتير رضا‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.61‬‬


‫‪ - 2‬فريد النجار‪ ،‬إدارة المستشفيات وشركات األدوية‪ ،‬الدار الجامعية االسكندرية‪ ،2004 ،‬ص ‪.205‬‬
‫‪3‬‬
‫أو مجموعة من المدن ‪ ،‬مع مالحظة أن مؤسسات المستشفيات هذه موجودة في جميع واليات‬
‫البالد‪..‬‬

‫وحددت مهام هذه المؤسسة المادة الرابعة (‪ )04‬من المرسوم التنفيذي المذكور بجعلها‬
‫تتكفل بصفة متكاملة و متسلسلة بالحاجيات الصحية للسكان و ذلك بضمان تنظيم و برمجة‬
‫توزيع العالج الطبي و التشخيص و إعادة التأهيل الطبي و االستشفاء ‪ ،‬وتطبيق البرامج‬
‫الصحية الوطنية ‪ ،‬وضمان حفظ الصحة و النقاوة و مكافحة األضرار و اآلفات االجتماعية‪،‬‬
‫وضمان تحسين مستوى مستخدمي المصالح الصحية و كذا تجديد معارفهم‪.1‬‬

‫‪-1‬مهام المركز االستشفائي الجامعي في ميدان الصحة‪:‬‬

‫في مجال الصحة ‪،‬يقوم المركز بأنشطة مختلفة مثل التشخيص و العالج و االستشفاء و‬
‫اإلسعافات األولية الطبية و الجراحية و الوقاية و ما إلى ذلك ‪ ،‬و كذلك األنشطة التي تساهم في‬
‫حماية و تعزيز صحة اإلنسان ‪ ،‬و كذلك األنشطة الوطنية ‪ ،‬التنفيذ اإلقليمي و المحلي‪ .‬البرامج‬
‫الصحية و المساهمة في تطوير معايير األجهزة الصحية العلمية و التعليمية من قبل الجهات‬
‫الصحية‪ .‬المساهمة في حماية البيئة و تعزيزها في مجاالت الوقاية و النظافة و الصحة و‬
‫مكافحة األضرار و اآلفات االجتماعية ‪ ،‬باإلضافة إلى القيام بمهام مؤسسات المستشفيات العامة‬
‫و مؤسسات الصحة العامة ‪ ،‬للعيش بالقرب من مراكز المستشفيات و الحرمان منها‪ .‬مؤسسات‬
‫الصحة العامة تقديم الخدمات للسكان التي تم تغطيتها‪.2‬‬

‫نالحظ هنا بخصوص هذه المهمة األخيرة للمراكز االستشفائية الجامعية‪ ،‬أن المادة‬
‫الرابعة (‪ )04‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 97/467‬خصت في مقتضياتها القطاعات الصحية‬
‫باعتبار أن وقت صدور هذا المرسوم التنفيذي كانت هذه الهيئات الصحية ‪ ،‬هي الموجودة و‬

‫‪ - 1‬عبد العزيز حبيب هللا نیاز جودة الصحة األسس النظرية والتطبيق العلمي)‪ ،‬بوفية االف‪AA‬ق للمعلوم‪AA‬ات‪ ،‬الري‪AA‬اض‪ ،2005 ،‬ص‬
‫‪.262‬‬
‫‪ - 2‬آمنة سريدي‪ ،‬نور الهدى شرايرية‪ ،‬جرائم اإلهانة والتعدي على المؤسسات الصحية ومستخدميها في اطار االمر ‪،01-20‬‬
‫مذكرة ماستر‪ ،‬جامعة قالمة‪ ،2022 ،‬ص ‪.34‬‬
‫‪4‬‬
‫ذلك قبل أن يتم حلتها بإلغاء المرسوم التنفيذي‪ 1‬الذي نظمها رقم ‪ 97/467‬المؤرخفي‬
‫‪ 02/12/1997‬بعد صدور المرسوم التنفيذي رقم ‪07/140‬المؤرخ في ‪ 19/05/2007‬الذي‬
‫استخلف القطاعات الصحية بالمؤسسات العمومية االستشفائية و المؤسسات العمومية للصحة‬
‫الجوارية ‪ ،‬و التي ورثت معا و تقاسمت الصالحيات و المهام التي كانت سابقا منوطة‬
‫للقطاعات الصحية‪.2‬‬

‫‪-2‬مهام المركز االستشفائي الجامعي في ميدان التكوين‪:‬‬

‫في ما يتعلق بالتدريب ‪ ،‬فإن المركز مسؤول عن التعاون مع الكليات و الجامعات الطبية‬
‫‪ ،‬و ضمان خريجي الطب و التدريب بعد التخرج ‪ ،‬و المشاركة في إعداد و تنفيذ المشاريع‬
‫ذات الصلة ‪ ،‬و المساهمة في تطوير الخدمات الصحية الوطنية‪ .‬تدريب و تأهيل و رفع مستوى‬
‫العاملين الصحيين‪.‬‬

‫‪-3‬مهام المركز االستشفائي الجامعي في ميدان البحث‪:‬‬

‫يتولى المركز في ميدان البحث بالقيام في إطار التنظيم المعمول به بكل أعمال الدراسة‬
‫و البحث في ميدان علوم الصحة‪ ،‬و بتنظيم مؤتمرات و ندوات و أيام دراسية و تظاهرات‬
‫أخرى تقنية و علمية من أجل ترقية نشاطات العالج و التكوين و البحث في علوم الصحة‪.3‬‬

‫ثانيا‪ :‬المؤسسات االستشفائية المتخصصة‪:) )EHS‬‬

‫نظم هذا النوع من الهيئات الصحية المرسوم التنفيذي رقم ‪97/465‬المؤرخ في‬
‫‪02/12/1997‬يحدد قواعد إنشاء المؤسسات االستشفائية المتخصصة و تنظيمها و تسييرها‪،4‬‬
‫المتمم بالمرسوم التنفيذي رقم‪ 06/207‬المؤرخ في ‪513/06/2006‬وبالمرسوم التنفيذي رقم‬

‫‪ -1‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ - 2‬فاضل خمار الجرائم الواقعة على العقار‪( ،‬ط ‪ ،)4‬دار هومة النشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر ‪ ،2010‬ص ‪.72‬‬
‫‪ - 3‬حسن بوسقيعة‪ ،‬الوجيز في القانون الجنائي الخاص (الجرائم ضد األشخاص والجرائم ض‪AA‬د األم‪AA‬وال)‪ ،‬الج‪AA‬زء األول‪( ،‬دط)‪،‬‬
‫دار هومة للنشر والتوزيع‪.23 ،2003 ،‬‬
‫‪ 4‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ 81‬المؤرخة في ‪ ،10/12/1997‬ص‪.12‬‬
‫‪ 5‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،39‬المؤرخة في ‪ ،14/06/2006‬ص‪.27‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ 06/324‬المؤرخ في‪1 18/09/2006‬وبالمرسوم التنفيذي رقم‪07/204‬المؤرخ في‪30/06/20‬‬
‫‪ 207‬وعرفت المؤسسة االستشفائية المتخصصة ‪Etablissementhospitalierspéci)EHS(3‬‬
‫‪ alisé‬مقتضيات المادة الثانية من المرسوم التنفيذي رقم‪ 97/465‬بجعلها هيئة عمومية ذات‬
‫طابع إداري لها الشخصية المعنوية و االستقالل المالي‪.‬‬

‫لقد ناقشنا أعاله النتائج القانونية التي حققتها هذه الطبيعة القانونية للمؤسسات العامة ذات‬
‫الطابع اإلداري في القانون الجزائري‪ .‬إن أهم ما يميز مؤسسة مستشفى تخصصي عن‬
‫مؤسسات المستشفيات األخرى مثل مؤسسات المستشفيات العامة أو مراكز المستشفيات الجامعية‬
‫هو أنها‪ ،‬على عكس األخيرة ‪ ،‬كما يشير اسمها الرسمي ‪ ،‬هي المسؤولة عن رعاية‬
‫المتخصصين‪ .‬مرض أو مرض معين يصيب عضًو ا أو نظاًم ا معيًنا في الجسم ‪ ،‬أو أخيًر ا‬
‫مجموعة من األشخاص مع شخص معين‪ .‬لذلك ‪ ،‬فإن التعيين الرسمي لمؤسسة مستشفى كهذه‬
‫يتضمن دائًم ا تخصصا ألنشطة الموكلة إليها‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬مؤسسة المستشفى التخصصية‬
‫"‪، "SlimZmirli‬و مقرها الحراش ‪ ،‬الجزائر العاصمة ‪ ،‬تتمتع باالختصاص في حاالت الطوارئ‬
‫الطبية الجراحية ‪ ،‬واسمها الرسمي هو‪ « :‬مستشفى االستعجاالت الطبية الجراحية سليم زميرلي‬
‫»‪ .‬ويتم إنشاء المؤسسة االستشفائية المتخصصة بمرسوم تنفيذي باقتراح من وزير الصحة و‬
‫ذلك بعد أخذ رأي الوالي‪ ،‬و هي موضوعة تحت وصاية هذا األخير أي والي الوالية التي يكون‬
‫فيها مركز الهيئة االستشفائية المذكورة‪ .‬أمن االمهام الموكلة لهذه المؤسسات االستشفائية‪ ،‬فقد‬
‫عددتها المادة الخامسة من نفس المرسوم التنفيذي كمايلي‪:4‬‬

‫‪-‬تنفيذ النشاطات الخاصة بالوقاية و التشخيص و العالج و إعادة التكييف الطبي و االستشفاء‪.‬‬

‫‪-‬تطبيق البرامج الوطنية و الجهوية و المحلية للصحة‪.5‬‬

‫الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،58‬المؤرخة في ‪ ،20/09/2006‬ص‪.13‬‬ ‫‪1‬‬

‫الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،49‬المؤرخة في ‪ ،01/07/2007‬ص‪.06‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬أحسن بوسقيعة الوجيز في القانون الجزائي الخاص ( الجرائم ضد األشخاص و الجرائم ضد األموال)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.24‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ -‬حمزة شراين‪ ،‬قوانين الحماية الجزائي‪AA‬ة الملكي‪AA‬ة العقاري‪AA‬ة الخاص‪AA‬ة (جريم‪AA‬ة التع‪AA‬دي على الملكي‪AA‬ة العقاري‪AA‬ة)‪ ،‬مجل‪AA‬ة الب‪AA‬احث‬ ‫‪4‬‬

‫األكاديمي في العلوم القانونية والسياسية‪ ،‬المركز الجامعي أفلو باألغواط الجزائر ‪ ،2019‬ص‪.6‬‬
‫‪ -‬عبد العظيم مرسي وزير شرح قانون العقوب‪AA‬ات (القس‪AA‬م الع‪AA‬ام)‪ ،‬النظري‪AA‬ة العام‪AA‬ة للجريم‪AA‬ة الج‪AA‬زء األول (‪ ،)46‬دار النهض‪AA‬ة‬ ‫‪5‬‬

‫العربية‪ ،‬القاهرة ‪ ،2006‬ص ‪.67‬‬


‫‪6‬‬
‫‪-‬المساهمة في إعادة تأهيل مستخدمي مصالح الصحة و تحسين مستواهم‪.‬‬

‫هذاويمكن المؤسسة االستشفائية المتخصصة على غرار الهيئات الصحية العمومية‬


‫األخرى وبموجب المادة السادسة (‪ )06‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 97/465‬تقديم تكوين في‬
‫مجال يشبه الطبي و التسيير االستشفائي في إطار اتفاقيات تبرم مع المؤسسات المكلفة بهذا‬
‫التكوين‪ .‬جدير بالذكر أخيرا أن المؤسسات االستشفائية المتخصصة مقسمة إلى أصناف هي‪ " :‬أ‬
‫" و " ب " و " ج " وذلك بحسب المعايير الموضوعة بموجب القرار الوزاري المشترك المؤرخ‬
‫في ‪ 17/09/1998‬يحدد معايير تصنيف القطاعات الصحية و المؤسسات االستشفائية‬
‫المتخصصة و تصنيفها‪ ،1‬المتمم بالقرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪.207/09/2011‬‬

‫فترتكز هذه المعايير المعتمد عليها في تصنيف هذه الهيئات العمومية االستشفائية على‬
‫عدد األسرة الموجودة بالهيئة االستشفائية و الطابع الذي تتميز به هذه الهيئة‪ ،‬أي طابع و طني‬
‫أم جهوي و جامعي أم غير جامعي‪ ،‬كما بين ذلك كله الملحق للقرار الوزاري المذكور‪.‬‬

‫وهو جدير بالذكر أخيرا أن دور بعض هذه المؤسسات االستشفائية المتخصصة‪ ،‬و كما‬
‫بينت ذلك المادة الرابعة (‪ )04‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 97/465‬المتمم‪ ،‬يهتم بالنشاط الوقائي‬
‫كتلك مثال المتخصصة في األمراض المتنقلة عن طريق العدوى كماهوالحال بالنسبة لمستشفى "‬
‫الهادي فليسي " أو تلك المتخصصة في إعادة التكييف الوظيفي ‪Rééducationfonctionnelle‬‬
‫كمستشفى إعادة التربية والتكييف الطبي الوظيفي الموجود مقره ببوحنيفية بوالية معسكر‪ ،‬و هنا‬
‫لك منها منتتجه غالبية و ظائفها للنشاط العالجي كتلك المتخصصة فيطبأ مراض السرطان‬
‫‪ Cancerologie‬كمركز " بيار و ماري كوري " الموجود مقره في الجزائر العاصمة أو تلك‬
‫المتخصصة في االستعجاالت الطبية كمستشفى االستعجاالت الطبية الجراحية "سليم زميرلي "‬
‫أو أخيرا كتلك المتخصصة في األمراض العقلية الكثيرة في البالد مقارنة مع االختصاصات‬
‫األخرى بحيث يبلغ عددها في البالد عشر (‪ )10‬مستشفيات‪ ،‬نذكر منها مستشفى األمراض‬

‫عمر شنتير رضا‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.74‬‬ ‫‪1‬‬

‫الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،19‬المؤرخة في ‪ ،01/04/2012‬ص‪.34‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪7‬‬
‫العقلية " دريد حسين " بالجزائر العاصمة و مستشفى األمراض العقلية " فرنان حنافي " بتيزي‬
‫وزو و مستشفى األمراض العقلية "سيدي شامي " بوهران‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬المؤسسات العمومية االستشفائية (‪ )EPH‬والمؤسسات العمومية للصحة الجوارية (‬


‫‪:)EPSP‬‬

‫المؤسسة العامة هي مؤسسة إدارية ذات شخصية مستقلة ‪ ،‬و استقالل مالي ‪ ،‬و أوامر‬
‫من المحافظ ‪ .‬بلدية أومجموعة بلديات‪ .‬يتم تحديد المحتوى المادي لمؤسسات المستشفيات العامة‬
‫بقرار من الوزير المختص لتحديد االحتياجات الصحية للسكان‪ .‬و في هذا الصدد ‪ ،‬تتولى على‬
‫وجه الخصوص المهام التالية‪:‬‬

‫‪-‬ضمان تنظيم و برمجة توزيع العالج الشفائي و التشخيص و إعادة التأهيل الطبي و‬
‫االستشفاء‪،‬‬

‫‪-‬تطبيق البرامج الوطنية للصحة‪،1‬‬

‫‪-‬ضمان حفظ الصحة و النقاوة و مكافحة األضرار و اآلفات االجتماعية‪،‬‬

‫‪-‬ضمان تحسين مستوى مستخدمي مصالح الصحة و تجديد معارفهم‪.‬‬

‫أما المؤسسة العمومية للصحة الجوارية فهي مؤسسة ذات طابع إداري تتمتع بالشخصية‬
‫المعنوية و االستقالل المالي ‪ ،‬توضع تحت وصاية الوالي وتتكون المؤسسة العمومية الجوارية‬
‫من مجموعة عيادات متعددة الخدمات و قاعات العالج تغطي مجموعة من السكان تحدد‬
‫المشتمالت المادية للمؤسسة العمومية‪ .‬للصحة الجوارية و الحيز الجغرافي الصحي الذي يغطي‬
‫مجموعة من السكان بقرار من الوزير المكلف بالصحة تتمثل مهام المؤسسة العمومية للصحة‬
‫الجوارية في التكفل بصفة متكاملة و متسلسلة فيما يلي‪:‬‬

‫‪-‬الوقاية و العالج القاعدي‪،‬‬

‫‪ -‬عبد الملك الجندي‪ ،‬الموسوعة الجنائية (اتحاد واشتراك)‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬ط‪ ،2‬دار العلم بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬د س ن‪ ،‬ص‪.37‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪8‬‬
‫‪-‬تشخيص المرض العالج الجواري‪،2‬‬

‫‪-‬الفحوص الخاصة بالطب العام و الطب المتخصص القاعدي‪،‬‬

‫‪-‬األنشطة المرتبطة بالصحة اإلنجابية و التخطيط العائلي‪،‬‬

‫‪-‬تنفيذ البرامج الوطنية للصحة و السكان‪.‬‬

‫تكلف على الخصوص بما يأتي‪:‬‬

‫‪-‬المساهمة في ترقية و حماية البيئة في المجاالت المرتبطة بحفظ الصحة و النقاوة و مكافحة‬
‫األضرار و اآلفات االجتماعية‪،‬‬

‫‪-‬المساهمة في تحسين مستوى مستخدمي مصالح الصحة و تجديد معارفهم‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬المؤسسات االستشفائية الخاصة‬

‫أوال‪ :‬انشاء المؤسسات االستشفائية الخاصة‬

‫باشرت السلطات العمومية المختصة بإنشاء مجموعة من الهيئات العمومية االستشفائية‬


‫بموجب مراسيم تنفيذية‪ ،‬لها نظام قانوني خاص غير ُم ستند لألطر القانونية و التنظيمية للهيئات‬
‫العمومية االستشفائية التي رأيناها أعاله ‪ ،‬وذلك قبل صدور المرسوم التنفيذي رقم‬
‫‪07/140‬المؤرخ في‪19/05/2007‬يتضمن إنشاء المؤسسات العمومية االستشفائية و المؤسسات‬
‫العمومية للصحة الجوارية‪.‬‬

‫بناء على مرسوم سابق‪ ،‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 466/97‬المؤرخ ‪ 12‬فبراير‬


‫‪، 1997‬الذي أرسى قواعد إنشاء و تنظيم و تشغيل قطاع الصحة ‪ ،‬أنشأت السلطات العامة‬
‫بعض هذه المستشفيات العامة بموجب لوائح مماثلة لـ ‪ 466/97.‬النصوص التنظيمية الصادرة‬
‫بعد إلغاء المرسوم التنفيذي رقم ‪ 459/05‬المؤرخ ‪ 30‬نوفمبر ‪ 2005‬والمتضمن إنشاء و تنظيم‬

‫‪ -‬منصور رحماني‪ ،‬الوجيز في القانون الجنائي العام (فقه وقضايا)‪ ،‬ط‪ ،1‬دار العل‪AA‬وم للنش‪AA‬ر والتوزي‪AA‬ع‪ ،‬الجزائ‪AA‬ر‪ ،2006 ،‬ص‬ ‫‪2‬‬

‫‪.114‬‬
‫‪9‬‬
‫وتشغيل مستشفى عين تموشين‪،‬و المرسوم التنفيذي رقم ‪ 384/06‬لعام ‪ 2010‬في ‪ 28‬أكتوبر‬
‫‪ .2006‬والتي تضمن إنشاء مستشفى عين تموشين‪ .‬الترك‪ ،‬دولة وهران وتنظيمها و أعمالها‪.1‬‬

‫والمرسوم التنفيذي رقم ‪ 06/143‬المؤرخ في ‪ 26/04/2006‬يتضمن إنشاء المؤسسة‬


‫االستشفائية لسكيكدة و تنظيمها و سيرها‪ ، 2‬و المرسوم التنفيذي رقم ‪06/422‬المؤرخ في‬
‫‪ 22/11/2006‬يتضمن إنشاء المؤسسة االستشفائية لعين أزال‪ ،‬والية سطيف‪ ،‬وتنظيمها و‬
‫سیرها‪ .3‬وبنفس األسلوب أنشأت نفس السلطات العمومية مؤسسة استشفائية عمومية ذات طابع‬
‫خاص بعد إلغاء المرسوم التنفيذي رقم ‪ 97/466‬المتعلق بالقطاعات الصحية‪ ،‬أي في ظل‬
‫سريان المرسوم التنفيذي رقم ‪ 07/209‬المتعلق بالمؤسسات العمومية االستشفائية و المؤسسات‬
‫العمومية للصحة الجوارية ‪ ،‬و ذلك بإصدارها المرسوم التنفيذي رقم ‪ 07/209‬المؤرخ في‬
‫‪ 01/07/2007‬يتضمن إنشاء المؤسسة االستشفائية لديدوش مراد‪ ،‬والية قسنطينة‪ ،‬وتنظيمها و‬
‫سيرها‪.4‬‬

‫جميع مؤسسات المستشفيات العامة المذكورة أعاله ‪،‬سواء تم إنشاؤها قبل أو بعدصدور‬
‫األمر التنفيذي رقم ‪ 07/140‬الذي ينظم حالًي امؤسسات المستشفيات العامة ‪ ،‬تشترك في شيء‬
‫واحد ‪ ،‬و هو أنلها نفس النص القانوني و نفس القواعد‪، .‬و على الرغم من ذلك ‪ ،‬فهي لم يتم‬
‫إنشاؤها جميًع ا و ال وفًقا للمرجع و النص التنظيمي العام الذي ينظم هيئات المستشفيات العامة‬
‫في الدولة‪ ،‬أي المرسوم التنفيذي رقم ‪ ، 466/97‬وهو المرسوم السابق والملغي ‪ ،‬أو التنفيذي‬
‫المرسوم رقم ‪، 140/07‬وهو القانون الحالي المعمول به‪.‬‬

‫و إنما بعكس ذلك تماما انتهجت السلطات العمومية فيما يخص كل هذه الهيئات‬
‫االستشفائية العمومية المذكورة أعاله نظام قانوني خاص بها و مختلف عن باقي الهيئات‬
‫العمومية االستشفائية األخرى كالقطاعات الصحية و قت سريان المرسوم التنفيذي رقم‬

‫الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،70‬المؤرخة في ‪ ،05/11/2006‬ص‪.03‬‬ ‫‪1‬‬

‫الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،70‬المؤرخة في ‪ ،05/11/2006‬ص‪.03‬‬ ‫‪2‬‬

‫بنوار رشيدة‪ ،‬االطار القانوني في تسيير المؤسسة العمومية للصحة الجواري‪AA‬ة‪ ،‬م‪AA‬ذكرة ماس‪AA‬تر‪ ،‬ق‪AA‬انون ع‪AA‬ام‪ ،‬جامع‪AA‬ة مس‪AA‬تغانم‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ ،2021‬ص‪.59‬‬
‫بنوار رشيدة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.62‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪10‬‬
‫‪ 97/466‬أو المؤسسة العمومية االستشفائية المنظمة بالمرسوم التنفيذي رقم‪ 07/140‬الساري‬
‫المفعول‪ ،‬وخاصة هذه المؤسسات بنظام قانوني جديد أتت به كال لمراسيم التنفيذية المنشئة لها‬
‫و المذكورة و هو " المؤسسة العمومية ذات الطابع الخاص‪Etablissement public à‬‬
‫‪ caractèrespécifique‬غير المعروف في النص المرجعي لمثل هذه الهيئات العمومية أي‬
‫القانون رقم ‪ 88/01‬المؤرخ في ‪ 12/01/1988‬يتضمن القانون التوجيهي للمؤسسات العمومية‬
‫االقتصادية‪ ، 1‬وذلك بالرغم من أن كل هذه المراسيم التنفيذية المنشئة لهذه المؤسسات المذكورة‬
‫أعاله قد ارتكزت و تأسست على الباب الثالث من هذا القانون الذي وبالرجوع إلى أحكامه‪ ،‬ال‬
‫نجده أبدا منظما للمؤسسة العمومية ذات الطابع الخاص بعكس ما تأسست عليه هذه المراسيم‬
‫التنفيذية المنشئة لهذه المؤسسات االستشفائية‪.‬‬

‫على العكس من ذلك ‪ ،‬يتناول هذا القسم وينظم الهيئات العامة ذات الطابع اإلداري ‪ ،‬و‬
‫الهيئات العامة ذات الطابع الصناعي و التجاري ‪ ،‬و الهيئات العامة المحلية ‪،‬و مؤسسات‬
‫الضمان االجتماعي‪ ،‬و الجمعيات‪ ،‬و التعاونيات‪ ،‬و المجموعات األخرى‪ ،‬و مراكز البحث و‬
‫التطوير‪ .‬المالحظة نفسها فيما يتعلق بالتقارير العامة المتعلقة باستقالل المؤسسات المفسرة‬
‫بموجب القانون ‪، 88/01‬التظهر أيًض ا بالنسبة للمؤسسات العامة ذات "الطبيعة الخاصة" على‬
‫النحو المحدد في النصوص التنظيمية المنشئة لمؤسسات المستشفيات المذكورة أعاله‪.2.‬‬

‫فاألكيد في كل ذلك‪ ،‬هو أن الطبيعة القانونية لهذه المؤسسات جديدة بالنسبة لهيئات‬
‫القطاع الصحي‪ ،‬مع المالحظة أن هذه الطبيعة القانونية قد استعملت من طرف السلطات‬
‫العمومية في بعض القطاعات األخرى غير قطاع الصحة‪3‬و مهما يكن من أمر فإن هذه المراسيم‬
‫التنفيذية المنشئة لمثل هذه المؤسسات االستشفائية العمومية‪ ،‬كلهاعرفت في مادتها الثانية هذه‬
‫الهيئات االستشفائية بنفس التعريف كما يمكن مالحظته من خالل المثالين اآلتيين‪ :‬عرفت المادة‬
‫الثانية من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 05/459‬المؤرخ في‪ 30/11/2005‬يتضمن إنشاء المؤسسة‬

‫‪ 1‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ 02‬المؤرخة في ‪ ،13/01/1988‬ص‪.30‬‬


‫‪ 2‬المجلة الجزائرية للعلوم القانونية واالقتصادية والسياسية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬العدد ‪ 01‬مارس ‪ ،1988‬ص ‪.219‬‬
‫‪ -3‬آمنة سريدي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.77‬‬
‫‪11‬‬
‫االستشفائية لعين تموشنت و تنظيمها و سيرها هذه الهيئة بنصها‪« :‬المؤسسة االستشفائية لعين‬
‫تموشنت مؤسسة عمومية ذات طابع خاص تتمتع بالشخصية المعنوية و االستقالل المالي‪.‬‬
‫وتوضع تحت وصاية الوزي رالمكلف بالصحة» كماعرفت المادة الثانية من المرسوم التنفيذي‬
‫رقم‪ 07/209‬المؤرخ في ‪ 01/07/2007‬يتضمن إنشاء المؤسسة االستشفائية لديدوش مراد‬
‫بوالية قسنطينة و تنظيمها وسیرها‪ ،‬هذه الهيئة بنصها مايلي‪« :‬المؤسسة االستشفائية " ديدوش‬
‫مراد " مؤسسة عمومية ذات طابع خاص تتمتع بالشخصية المعنوية و االستقالل المالي‪.‬‬
‫وتوضع تحت وصاية الوزير المكلف بالصحة»‪.‬‬

‫كما يتضح من هذين المثالين‪ ،‬فإن التعريفين متطابقان‪ ،‬وكذلك التعريفات األخرى‬
‫المنصوص عليها فياألوامر التنفيذية األخرى التي تنشئ مؤسسات المستشفيات العامة هذه‪ .‬وفًقا‬
‫لهذه النصوص التنظيمية ‪،‬اليقتصر مجاال لتجريم و العقاب على حماية األشخاص ‪،‬بمن فيهما‬
‫ألشخاص المنتمون إلى وظائف معينة‪ ،‬و الموظفون‪ ،‬بل يمتد حتى إلى المؤسسات التي يؤدون‬
‫فيها هذه الواجبات‪ ،‬و من بينها المؤسسات و الهياكل الصحية‪، .‬والتي ُتعَّر ف بأنها‪" :‬مجموعة‬
‫من األخصائيين و األطباء وغير الطبيين‪ ،‬و تدخالت مخدرة منظمة في نمط لخدمة المرضى‬
‫الحاليين و المحتملين‪،‬و تلبية احتياجاتهم‪،‬و االستمرار في تقديم خدماتهم‪ .‬كمايتم تحديدها‪ .‬كل‬
‫مؤسسة تقدم الرعاية الصحية بشكل مباشر كالمختبرات و اإلدارات الصحية التي تقدم خدمات‬
‫‪1‬‬
‫الدعم و الصيانة طبية‪"...‬‬

‫ثانيا‪ :‬الهياكل االستشفائية الخاصة‬

‫تعتبر مؤسسات و هياكل المستشفيات الخاصة جزًء ا أساسًي ا من أي نظام صحي و طني‬
‫ألنها‪ ،‬بصرف النظر عن مؤسسات و هياكل الصحة العامة‪ ،‬ملتزمة بتقديم أفضل الخدمات‬
‫الطبية و العالجية‪ .‬جميعا لسياسات المتبعة في مجال النهوض بالقطاع الصحي‪ ،‬و ذلك لجعل‬
‫المشرعين الجزائريين ‪ ،‬مثل بقية العالم‪ ،‬يعترفون بوجوده وأهميته من الناحية القانونية‪ ،‬كشريك‬

‫عبد العزيز حبيب هللا نیاز جودة الصحة األسس النظري‪AA‬ة والتط‪AA‬بيق العلمي)‪ ،‬بوفي‪AA‬ة االف‪AA‬ق للمعلوم‪AA‬ات‪ ،‬الري‪AA‬اض‪ ،2005 ،‬ص‬ ‫‪1‬‬

‫‪.262‬‬
‫‪12‬‬
‫وفاعل مهم في مجال الصحة و وكالة الصحة العامة‪ .‬ويحدد المرسوم كيفية إنشائها و كيفية‬
‫تنظيمها و تشغيلها‪ .‬لذلك نجد أن المشرعين ظم المؤسسات و المؤسسات الصحية الخاصة في‬
‫المواد ‪ 305‬إلى ‪ 315‬من القانون رقم ‪ 18-11‬المتعلق بالصحة ‪ ،‬كما ينظم تنظيمها و طريقة‬
‫عملها‪.‬‬

‫الهياكل و المؤسسات الخاصة للصحة هي هياكل استكشاف أو عالج واستشفاء فيما‬


‫يتعلق بالصحة البشرية‪ ،‬يجب أن يستجيب إنشاء الهياكل و المؤسسات الخاصة للصحة للمقاييس‬
‫المحددة في الخريطة الصحية و لألولويات المحددة في مخطط التنظيم الصحي ‪ ،‬و يجب أن‬
‫تستوفي هذه الهياكل و المؤسسات الشروط التقنية للتنصيب و السير التي يحددها الوزير المكلف‬
‫بالصحة‪.‬‬

‫المؤسسة االستشفائية الخاصة مؤسسة عالج واستشفاء تمارس فيها أنشطة الطب و‬
‫الجراحة بما فيها طب النساء و التوليد و أنشطة االستكشاف‪،‬ويجب عليها بالنسبة للتخصص‬
‫أوالتخصصات التي تمارسها القيام على األقل باألنشطة اآلتية‪:1‬‬

‫‪-‬الفحص الطبي‪،‬‬

‫‪-‬االستكشاف و التشخيص‬

‫‪-‬االستعجاالت الطبية أو الطبية الجراحية بما فيها إزالة الصدمات و اإلنعاش و المراقبة‪،‬‬

‫‪-‬االستشفاء‪.‬‬

‫تتمتع المؤسسة االستشفائية الخاصة بالشخصية المعنوية و توضع تحت المسؤولية الفعلية‬
‫و الدائمة لمدير تقني طبيب و تزود بلجنة طبية ‪ ،‬يخضع إنجاز و فتح و استغالل و توسیع و‬
‫نقل و غلق و تحويل كلي أو جزئي لكل هيكل أو مؤسسة خاصة للصحة و كذا تجمعها الى‬
‫ترخيص من الوزير المكلف بالصحة‪ ،‬كما يخضع إلى الترخيص من الوزير المكلف بالصحة‬

‫‪ -1‬عبد العزيز حبيب هللا نیاز‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.269‬‬


‫‪13‬‬
‫اقتناء كل تجهيز صحيي خضع تنصيبه و استغالله لمراقبة مسبقة تخص احترام المقاييس التقنية‬
‫و الممارسة‪ ،‬وكذا النشاطات الخاضعة لمقاييس وأحكام خاصة‪ ،‬يجب على الهياكل و المؤسسات‬
‫الخاصة للصحة أن تحترم التنظيم في مجال إعالم الجمهور و األسعار المتعلقة بالنشاط‬
‫العالجي‪ ،‬يمكن السحب المؤقت أوالنهائي لترخيص االستغالل المنصوص عليه في المادة ‪307‬‬
‫من قانون الصحة عند‪:‬‬

‫‪-‬عدم احترام الشروط التنظيمية التقنية للتسيير‪،1‬‬

‫‪-‬معاينة مخالفات القوانين و األنظمة في الهياكل و المؤسسات الخاصة للصحة‪،‬‬

‫‪-‬عدم ضمان أمن المرضى‪.‬‬

‫كما يجب على المؤسسة االستشفائية الخاصة أن تضمن خدمة دائمة و مستمرة‪ ،‬ويتعين‬
‫على المؤسسة االستشفائية الخاصة اكتتاب تأمين لتغطية المسؤولية المدنية للمؤسسة و‬
‫مستخدميها ومرضاها‪ ،‬يجب أن يثبت المدير الذي يتولى تسيير المؤسسة االستشفائية الخاصة‬
‫خبرة مهنية تقدر بخمس (‪ )5‬سنوات على األقل‪.2‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬جرائم االعتداء على المؤسسات الصحية وعقوباتها‪:‬‬

‫تقوم المرافق الصحية أو مرفق الصحة بصفة عامة بمهام جبارة و ذلك تجسيد اللمبدأ‬
‫الدستوري الذي يعتمد مجانية العالج و السهر على تغطية هذا القطاع عن طريق نظام‬
‫المناوبة ‪،‬الشيئ الذي يتطلب إمكانيات كبيرة سواء بشريا أو ماديا‪ ،‬و مع بداية جائحة كورونا‬
‫كوفيد ‪ 19‬في الجزائر بداية مارس ‪ 2019‬إزداد العبء على عمال الصحة و هذا نظرا للتوافد‬
‫الكبير لعدد المرضى‪ ،‬وفي عز هذه الجائحة ازداد االعتداء على المؤسسات الصحية و‬
‫مستخدميها مما سرع لخلق حلول ناجعة و فعالة لحماية هذا القطاع ‪ ،‬ولهذا أصدر في العدد ‪44‬‬

‫‪ -‬منصور رحماني‪ ،‬الوجيز في القانون الجنائي العام (فقه وقضايا)‪( ،‬ط) (‪ )2‬دار العلوم للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2006 ،‬ص‬ ‫‪1‬‬

‫‪.114‬‬
‫‪ -‬معمر‪،‬فرقان الشروع الجريمة بين التشريع العقابي المعاصر والفقه الجنائي اإلسالمي‪ ،‬مجلة الحقيقة‪ ،‬جامع‪AA‬ة عب‪AA‬د الحمي‪AA‬د بن‬ ‫‪2‬‬

‫باديس بمستغانم الجزائر‪ ،‬العدد ‪ 2018 4‬ص‪.2‬‬


‫‪14‬‬
‫من الجريدة الرسمية األمر رقم ‪ 01- 20‬المؤرخ في ‪ 30‬يونيو ‪ ،2020‬يعدل ويتمم األمررقم‬
‫‪ 156 - 66‬المؤرخ في ‪ 8‬يونيو سنة ‪1966‬والمتضم نقانون العقوبات‪.1‬‬

‫شدد المشرع الجزائري الرغبة في حماية الموظفين كي يتمكنوا من أداء عملهم مما يكفل‬
‫السير الحسن والمنظم للمؤسسات و في صدد جرائم االعتداء على األشخاص العاديين بتحديد‬
‫نطاق التشديد بالجنح فقط دون الجنايات‪.2‬‬

‫المطلب األول‪ :‬جرائم االعتداء على المؤسسات الصحية‬

‫تعتبر جرائم اإلهانة من الجرائم التي تقع على شرف و مكانة من وقع عليه هذا االعتداء‬
‫سواء كان المجني عليه شخصا طبيعيا أو معنويا ‪ ،‬وتعتبر جرائم التعدي من الجرائم التي‬
‫تتعرض لها المؤسسات الصحية فتعيقها عن القيام بدورها في تقديم الخدمات الصحية‪ ،‬و تعطل‬
‫هذا المرفق العمومي عن دورها لحيوي ‪،‬مؤدية إلى التوقف الكلي أو الجزئي عن عمله بسبب‬
‫األفعال التخريبية التي يتعرض لهاهذاالهيكل أو المؤسسة الصحية‪.‬‬

‫تم تقسيم جرائم اإلهانة و التعدي على المؤسسات الصحية وفقا لألمر رقم ‪20-01‬‬
‫السالف الذكر إلى جريمتين رئيسيتين و المتمثلتين في جريمة تخريب ممتلكات المؤسسات‬
‫الصحية‪ ،‬أما الجريمة الثانية فتتمثل في جريمة اقتحام المؤسسات الصحية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬جريمة تخريب الممتلكات العقارية للمؤسسات الصحية‬

‫تعد جريمة تخريب الممتلكات العقارية للهياكل و المؤسسات الصحية من أخطر الجرائم التي‬
‫قد تقع على حق الملكية العقارية‪.‬‬

‫‪-1‬األمر رقم ‪ 01- 20‬المؤرخ في ‪ 30‬يونيو ‪ ،2020‬يعدل و يتمم األمر رقم ‪ 156 - 66‬المؤرخ في ‪ 8‬يونيو سنة ‪1966‬‬
‫والمتضمن قانون العقوبات‪.‬‬
‫‪ 2‬فتوح عبد هللا الشاذلي‪ ،‬جرائم االعتداء على األشخاص واألموال‪ ،‬د ط‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية‪ ،2002 ،‬ص ‪.169‬‬
‫‪15‬‬
‫كما أن طبيعة هذه الجريمة تستدعي التوقف أوال لمعرفة العقار و بالضرورة الملكية‬
‫العقارية للمؤسسات الصحية‪،‬و التي تعد محل هذه الجريمة و تنصب عليها قبل الخوض في‬
‫دراستها‪.‬‬

‫يعرف العقار على أنه كل شيء مستقر بحيث هو ثابت فيه و ال يمكن نقله منه دون تلف‬
‫وكلما غير أن المنقول الذي يضعه صاحبه في عقار يملكه‪،‬رصدا على خدمة هذاالعقار أو‬
‫استغالله عدا ذلك فهومنقول يعتبر عقار بالتخصص‪.1‬‬

‫ومن ثم فإن الممتلكات العقارية للهياكل و المؤسسات الصحية هيكل األشياء المستقرة‬
‫بحيزها وكلما ال يمكن نقله دون اتالف ومن هذه الممتلكات العقارية للمؤسسات الصحية المباني‬
‫المنشآت‪...‬الخ‪.‬و حتى تقوم جريمة تخريب هذه الممتلكات العقارية التابعة لهذه الهيئات البد من‬
‫توفر جملة من األركان و التي يمكن إجمالهاحصرا في‪:‬‬

‫ثانيا‪ :‬أركان جريمة تخريب الممتلكات العقارية للمؤسسات الصحية‬

‫لكي تقوم المسؤولية الجنائية ال بد من توفر ثالثة أركان أساسية في هذه الجريمة و هي‪:‬‬

‫‪ : 1‬الركن الشرعي لجريمة تخريب الممتلكات العقارية للمؤسسات الصحية‬

‫يتمثل الركن الشرعي لجريمة تخريب الممتلكات العقارية للمؤسسات الصحية في نص‬
‫المادة ‪ 149‬مكرر ‪ 2‬من القسم األول مكرر تحت عنوان جرائم اإلهانة و التعدي على‬
‫المؤسسات الصحية و مستخدميها من األمر رقم ‪ 2001-200‬المعدل و المتمم لقانون العقوبات‬
‫و التي نصت على مايلي‪ :‬يعاقب بالحبس من سنتين (‪ )2‬الى خمس (‪ )5‬سنوات‪ ،‬وبغرامة مالية‬
‫من ‪ 200.000‬دج إلى ‪ 500.000‬دج ‪،‬كل من يقوم بتخريب األمالك المنقولة أو العقارية‬
‫للهياكل والمؤسسات الصحية‪.‬‬

‫المادة ‪ 683‬من األمر ‪ 5875‬الصادر في ‪ 26‬سبتمبر ‪ 1975‬المتضمن القانون المدني‪ ،‬ج‪ ،‬وع‪AA‬دد ‪ 78‬الص‪AA‬ادرة في ‪ 30‬س‪AA‬بتمبر‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 1975‬المعدل والمتمم‪.‬‬
‫‪16‬‬
‫وتكون العقوبة الحبس من ثالث (‪ )3‬سنوات الى عشر (‪ )10‬سنوات‪،‬و الغرامة من‬
‫‪ 300.000‬دج إلى ‪ 1.000.000‬دج إذا أدت األفعال إلى التوقف الكلي أو الجزئي للهيكل أو‬
‫المؤسسة المهنية أو المصلحة من مصالحها أو عرقلة سيرها أو سرقة عنادها‪.1‬‬

‫وعليه فإن الركن الشرعي لجريمة تخريب الممتلكات العقارية للهياكل و المؤسسات‬
‫الصحية قد نص عليه المشرع الجزائري بصريح لعبارة في هذه المادة‪.‬‬

‫‪ :2‬الركن المادي لجريمة تخريب الممتلكات العقارية للمؤسسات الصحية‬

‫دائما بالرجوع إلى نص المادة ‪ 149‬مكرر ‪ 2‬من األمر رقم ‪ 01-20-2‬المعدل و‬


‫المتمم لقانون العقوبات يمكن استخالص الركن المادي في هذه الجريمة‪.‬‬

‫أ‪-‬السلوك المجرم‪ :‬إن السلوك المجرم في هذه الجريمة‪،‬هو فعال لتخريب الذي يقوم به الجاني‬
‫على هذها لممتلكات العقارية التابعة للمؤسسات و الهياكل الصحية او لمصلحة من مصالحها‪،‬‬
‫وبمعنى آخر أن هذا الفعل المنصوص عليه في النص الشرعي قد تجسد في أرض الواقع‪.‬‬

‫"التخريب هو اإلتالف العشوائي الذي ال يستهدف شيئا معينا بحد ذاته ‪ ،‬فهو تدمير‬
‫الشيء و تغيير شكله بحيث يصبح غير صالح للغرض الذي أعد له أو نقصا نقيمته"‪.2‬‬

‫كما يعرفه أيضا الدكتور مأمون سالمة بأنه " كلما من شأنه إفساد الشيء كليا أو جزئيا‬
‫بحيث يؤثر على فعاليته لتحقيق الغرض منه ‪ ،‬وعموما فإن التخريب كلما من شأنه تعطيل‬
‫االستفادة بالشيء‪.3‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أن فعال لتخريب يمكن أن يتم بأي وسيلة كانت على أساس أن‬
‫المشرع الجزائري من خالل نصالمادة ‪ 149‬مكرر ‪ 2‬لميحدد الوسائل بال كتفى فقط بذكر فعل‬
‫التخريب و بغض النظر عما إذا كان التخريب كليا أو جزئيا‪.‬‬

‫األمر رقم ‪ 2018-2017‬السالف الذكر‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫فاضل خمار الجرائم الواقعة على العقار‪( ،‬ط ‪ ،)4‬دار هومة النشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر ‪ ،2010‬ص ‪.72‬‬ ‫‪2‬‬

‫المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.72‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪17‬‬
‫وعليه يتحقق السلوك المجرم في جريمة تخريب الممتلكات العقارية للمؤسسات الصحية‪،‬‬
‫بإتيان الفاعل سلوكا ماديا ينتج عنه ضرر بالممتلكات العقارية التابعة لهذه المؤسسات‪.1‬‬

‫ومن أمثلة التخريب هدم و كسر نوافذ غرف المرضى‪ ،‬و بنايات المؤسسة و منشأتها‪.‬‬
‫بمحل الجريمة‪ :‬فقد حددتها لمادة ‪ 149‬مكرر ‪ 2‬من نفس األمر و الذي يتمثل في االمالك‬
‫العقارية التابعة للهياكل و المؤسسات الصحية او مصلحة من مصالحها ‪ ،‬ومن ثم ال تنصب هذه‬
‫الجريمة على المنقوالت ج النتيجة و إضافة إلى كل السلوك المجرم و محل الجريمة يتطلب‬
‫حدوث نتيجة و التي عبر عنها المشرع بتخريب االمالك العقارية للهياكل و المؤسسات الصحية‬
‫و الذي من شأنه أن يؤدي إلى التوقف الكلي أو الجزئي أو عرقلة سير هذه الممتلكات‪.2‬‬

‫‪ :3‬الركن المعنوي لجريمة تخريب الممتلكات العقارية للمؤسسات الصحية‬

‫أو ما يعبر عنه كذلك بالقصد الجنائي‪ ،‬تصنف جريمة تخريب الممتلكات العقارية‬
‫المؤسسات الخاص الصحية ضمن الجرائم المقصودة‪ ،‬والتي تتطلب القصد الجنائي العام‬
‫بعنصريه و القصد الجنائي واللذان يتمثالن في‪:‬‬

‫أ‪-‬القصد الجنائي العام‪ :‬ويقصد به انصراف ارادة الفاعل إلى ارتكاب الفعل المجرم مع علمه‬
‫بكافة العناصر المكونة للركن المادي للجريمة‪ 3‬أو العناصر الالزمة لوجودها كما حددها‬
‫القانون‪ ،‬ومنها أن يكون الجاني على علم بأنه يخرب عقارات غير مملوكة له بل تابعة للهياكل‬
‫و المؤسسات الصحية‪ ،‬أي يعتدي على أمالك الدولة العقارية‪ .‬أما إذا انتفى العلم لدى الفاعل‬
‫بهذه الصفة وقت ارتكاب السلوك االجرامي التقى القصد الجنائي له‪ ،‬كما يجب أن تكون ارادته‬
‫متجهة إلى اتيان السلوك الجرمي‪ ،‬ومنه ينتفي القصد الجنائي أيضا إذا كانت إرادة الجاني تحت‬

‫‪ -1‬آمن سريدي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.56‬‬


‫‪ 2‬المادة ‪ 149‬مكرر ‪ 2‬من األمر ‪ 101-20‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ 3‬حسن بوسقيعة‪ ،‬الوجيز في القانون الجنائي الخاص (الجرائم ضد األشخاص والجرائم ضد األم‪AA‬وال)‪ ،‬الج‪AA‬زء األول‪( ،‬دط)‪ ،‬دار‬
‫هومة للنشر والتوزيع‪.23 ،2003 ،‬‬
‫‪18‬‬
‫إكراه مادي‪ ،4‬اوتحت تأثير قوة قاهرة ‪ ،‬كمن يصطدم بسيارته في الباب الرئيسي للهيكل أو‬
‫المؤسسة الصحية‪.‬‬

‫ب‪-‬القصد الجنائي الخاص‪ :‬إذا كان القصد الجنائي العام يتمثل في ارادة فعل تخريب العقار‬
‫للمؤسسة الصحية و العلم بأن ذلك ممنوع قانونا‪ ،‬فإن القصد الخاص يتمثل في أن تكون للفاعل‬
‫نية التخريب و التعدي على العقار‪.1‬‬

‫إن الركن المعنوي في جريمة تخريب الممتلكات العقارية للمؤسسات الصحية هو العالقة‬
‫النفسية أو الرابط المعنوي بين الجريمة و المجرم ‪ ،‬فالقاعدة في القانون الجنائي تقتضي أن كل‬
‫شخص ارتكب فعال مجرما ال يعتبر مذنبا مالم تكن له نية و قصد عمدي في ارتكابها حينها فقط‬
‫يمكن اسناد الفعل إلى مرتكبه وفاعله و هذا كقاعدة عامة‪ ،‬أما االستثناء فان المشرع أحيانا ال‬
‫يعتد بالعمد ‪ ،‬إذ يعاقب عل مجرد ـ الخطأ‪،‬أي بغض النظر عما إذا كان عمدا أو خطأ‪.‬‬

‫الفرعالثاني‪ :‬جريمة اقتحام المؤسسات الصحية‬

‫تعد جريمة اقتحام المؤسسات الصحية من أهم الجرائم التي استحدثهاالمشرع الجزائري‬
‫من خالل األمررقم‪ 01-20‬تحت إطار جرائم اإلهانة و التعدي التي تقع أو تمارس ضد‬
‫المؤسسات و الهياكل الصحية‪.‬‬

‫ولعل أشكال هذه الجريمة تتعدد و تتنوع ‪ ،‬و التي حصرت في هذا القانون السابق الذكر‬
‫في جريمتي الدخول للمؤسسات الصحية عنفا‪ ،‬وجريمة الدخول إلى األماكن المنظمة في‬
‫المؤسسات الصحية عنفا‪ ،‬وهذا ما سيتم التطرق إليه في هذا الفرع‪:‬‬

‫أوال‪ :‬جريمة الدخول الى المؤسسات الصحية عنفا‬

‫أحسن بوسقيعة الوجيز في القانون الجزائي الخاص ( الجرائم ضد األشخاص و الجرائم ضد األموال)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.24‬‬ ‫‪4‬‬

‫حمزة شراين‪ ،‬قوانين الحماية الجزائية الملكية العقارية الخاصة (جريمة التعدي على الملكية العقارية)‪ ،‬مجلة الباحث األك‪AA‬اديمي‬ ‫‪1‬‬

‫في العلوم القانونية والسياسية‪ ،‬المركز الجامعي أفلو باألغواط الجزائر ‪ ،2019‬ص‪.6‬‬
‫‪19‬‬
‫‪1‬‬
‫بالرغم من أن قطاع الصحة بما فيه المؤسسات الصحية مكفول للجميع قانونا و دستورا‬
‫‪ ،‬ومن ثم إمكانية دخول الكل الى هذه المؤسسات دون استثناء‪ ،‬إال أن ذلك يجب أن يكون بصفة‬
‫قانونية ‪ ،‬أي عدم التعدي على النظام الداخلي لها‪ ،‬واحترام ومراعاة كل األنظمة و القوانين التي‬
‫توضع في سبيل تنظيم و تسيير هذا المرفق ‪ ،‬أما ما عدا ذلك اوكلما من شأنه االعتداءعلى هذه‬
‫القوانين فهو غير جائز قانونا‪ ،‬خاصة عندما يكون باستعمال العنف القوة"‪ ،‬أوغيرها من الطرق‬
‫الغير نظامية‪.‬‬

‫بحيث يعتبر العنف" من أكبر المشكالت المهددة ألمن و سالمة المؤسسات الصحية ‪ ،‬كما‬
‫أنه يشكل ظاهرة اجتماعية واسعة االنتشار ‪،‬أصبحت من خاللها المستشفيات بؤرة لشتى أنواع‬
‫هذه االعتداءات‪. 2‬‬

‫و عليه فإن كل من يقوم بالدخول الى هذه المؤسسات عنفا وبهذه الطريقة ‪ ،‬يكون قد‬
‫اقترف و ارتكب فعال مجرما قانونا تحت ما يسمى بجريمة الدخول الى المؤسسات الصحية‬
‫عنفا و التي سيتم دراستها على النحو اآلتي بيانه‪:‬‬

‫ثانيا‪:‬أركان جريمة الدخول الى المؤسسات الصحية عنفا‬

‫كما جرت العادة فإن أركان كل جريمة ثالثة و أركان هذه الجريمة تتمثل في‪:‬‬

‫‪-1‬الركن الشرعي لجريمة الدخول الى المؤسسات الصحية عنفا‬

‫جرم بظهر الركن الشرعي لجريمة الدخول الى المؤسسات الصحية عنفا من خالل‬
‫النص القانوني الذي ذلك ‪ ،‬و المتمثل في نص المادة ‪ 149‬مكرر ‪ 4‬في الفقرة األولى والتي‬
‫جاء فيها مايلي‪ " :‬يعاقب بالحبس من ستة (‪ )6‬أشهر الى ثالث (‪ )3‬سنوات و بغرامة من‬

‫العادة ‪ 35‬من المرسوم الرئاسي ‪ 442-20‬الصادر في ‪ 30‬ديسمبر ‪ 2020‬المتضمن دس‪AA‬تور الجمهوري‪AA‬ة الجزائري‪AA‬ة‪ ،‬ج‪AA‬رع ‪82‬‬ ‫‪1‬‬

‫الصادرة في ‪ 30‬ديسمبر ‪.2020‬‬


‫جمال‪ ،‬معتوق سمير توبة المؤسسة االستشفائية العمومية وإشكالية سلوك المورد البشري (العنف ضد األطب‪AA‬اء نموذج‪AA‬ا)‪ ،‬مجل‪AA‬ة‬ ‫‪2‬‬

‫التنمية إدارة الموارد البشرية‪ ،‬جامعة علي لونيسي ‪ 2‬بالبليدة الجزائر‪ ،‬المجلد ‪ ،8‬العدد ‪ ،2021 ،1‬ص ‪.163‬‬
‫‪20‬‬
‫‪ 60.000‬دج إلى ‪300.000‬دج كل من دخل باستعمال العنف الى الهياكل و المؤسسات‬
‫الصحية‪.1"...‬‬

‫و عليه إذن فإن النص القانوني هو مصدر التشريع و هو المعيار الفاصل بينما هو مباح‬
‫و ما هو غير ذلك "مجرم" تحت طائلة الجزاء و العقاب ‪ ،‬تطبيق المبدأ الشرعية الذي يقضي‬
‫بأنه ال جريمة و ال عقوبة او تدابير أمن بغير قانون‪.2‬‬

‫‪-2‬الركن المادي لجريمة الدخول الى المؤسسات الصحية عنفا‬

‫يتمثل الركن المادي لجريمة الدخول الى المؤسسات الصحية عنفا في‪:‬‬

‫أ‪-‬السلوك المجرم‪ :‬وهو السلوك الغير قانوني المجسد فعال من طرف الجاني او الفاعل و هو‬
‫المظهر له ‪ ،‬و المتمثل في فعل الدخول عنفا الى المؤسسة الصحية او الهيكل الصحي ‪ ،‬و‬
‫التعدي عليها الخارجي كرفع السالح على أعوان امن الباب الرئيسي‪.‬‬

‫و المالحظ أن المشرع الجزائري لم يحدد في نص المادة ‪ 149‬مكرر ‪ 4‬فقرة أولى‬


‫أشكال العنف أو وسائله بل اكتفي فقط بذكر مصطلح "العنف‪.‬‬

‫و هذا األخير "العنف"‪" :‬هو كل خرق باألمر و قلة الرفق به ‪ ،‬و هو ضد الرفق ‪ ،‬و‬
‫أعنف الشيء أي أخذه بالقوة‪.3‬‬

‫كما عرف االستاذ أحسن بو سقيعة أعمال العلف على أنها‪":‬تلك األعمال التي تصيب‬
‫جسم الضحية دون أن تؤثر عليه او تترك أثرفيه‪.4"...‬‬

‫نستنتج أن الدخول باستعمال العنف الى هذه المؤسسات هو كل مظاهر االعتداءات‬


‫المادية كالضر بالشتم ‪ ،‬المضايقة اإلهانة ‪ ،‬التكسير‪ ...‬الخ ‪ ،‬و التي تمارس ضد هذه‬
‫المؤسسات الدخول إليها من أطقم طبية و الطواقم األخرى المرافقة له اداخل المستشفيات من‬
‫األمر رقم ‪ 01-20‬السالف الذكر‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫أحسن بوسقيعة الوجيز في القانون الجزائي العام‪( ،‬ط‪ ،)18‬دار هومة للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر ‪ ،2019‬ص ‪.8‬‬ ‫‪2‬‬

‫ابن منصور لسان العرب‪( ،‬دط)‪ ،‬بيروت الطباعة والنشر‪ ،‬لبنان‪ ،1956 ،‬ص ‪ .257‬نقال عن‪ :‬بنوار رشيدة المرجع السابق‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫أحسن بوسفيعة الوجيز في القانون الجزائي الخاص‪( ،‬الجرائم ضد األشخاص والجرائم ضد األموال)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.49‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪21‬‬
‫رجال األمن الشرطة الحراس و ذلك التمكن من اجتياز الباب الرئيسي لهذه المؤسسة الصحية‬
‫او الهيكل الصحي ‪ ،‬إما من طرف المرضى أو مرافقيه من الزوار‪ ،‬أو من قبل غرباء عن هذا‬
‫القطاع الذين اتخذوهم لحالهم و لنشاطاتهم المشكوكة‪.1‬‬

‫ب‪-‬النتيجة‪ :‬كما تجدر اإلشارة إلى أن جريمة الدخول الى المؤسسات الصحية عنقا من جرائم‬
‫النتيجة التي تتمثل في الثمرة و الغاية من ارتكاب الجريمة و التي تجسدت في التمكن من‬
‫اجتياز تلك المؤسسة عنقا و الدخول اليها من دون السماح للفاعل بذلك‪.‬‬

‫‪- 3‬الركن المعنوي لجريمة الدخول الى المؤسسات الصحية عنفا‬

‫إن جريمة الدخول الى المؤسسات الصحية عنفا هي جريمة عمدية ‪ ،‬يتخذ ركلها‬
‫المعنوي صورة القصد الجنائي ‪ ،‬و القصد المتطلب لها هو القصد العام و الخاص‪.‬‬

‫أ‪-‬القصد الجنائي العام والذي يفترض فيه علما لمتهم أو الفاعل الذي قام بفعل الدخول باستعمال‬
‫العنف الى هذه المؤسسات و الهياكل الصحية أو مصلحة من مصالحها‪ ،‬بأنها من األماكن‬
‫المحمية قانونا و يستحيل الدخول اليها بهذه الطريقة‪.‬‬

‫كما يتطلب القصد الجنائي كذلك اتجاه إرادة الفاعل الى إتيان هذا الفعل ‪ ،‬فإذا تخلف‬
‫العلم و انتفت اإلرادة ال تقوم جريمة الدخول الى المؤسسات الصحية عنفا النتقاء القصد الجنائي‬
‫العامل د ى الفاعل أو المتهم‪.‬‬

‫ب‪-‬القصد الجنائي الخاص‪ :‬إن هذه الجريمة الخاصة التي تتميز بالوسيلة المستعملة فيها و هي‬
‫" العنف "بغض النظر عن كيفية او طريقه ذلك ‪ ،‬أو أشكال ذلك العنف ‪ ،‬فإن الجاني يهدف فيها‬
‫من وراء فعلته الى كسر قواعد النظام العام ككل و الخاص بهذه المؤسسة الصحية أو الهيكل‬
‫الصحي أو أي مصلحة من مصالحها "محل الجريمة فهي على العموم جريمة ال يتصور الخطأ‬
‫فيها‪ ،‬كما ال يمكن أن تكون من غير نية‪.‬‬

‫جمال معتوق‪ ،‬سمير توبة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.165‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪22‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬تسجيل المكالمات أو األحاديث أو التقاط أو نشر الصور أو فيديوهات أو أخبار‬
‫أو معلومات على شبكة الكترونية أو مواقع التواصل االجتماعي‬

‫لقد نص المشرع على الشكل الثاني من أشكال التعدي على الهياكل و المؤسسات‬
‫الصحية في نص المادة ‪ 149‬مكرر ‪ 3‬من األمر رقم‪،01-20‬حيث نصت على أنه ‪" :‬يعاقب‬
‫بالحبس من سنتين (‪ )2‬الى خمس (‪ )5‬سنوات و بغرامة من ‪ 200.000‬دج إلى ‪500.000‬‬
‫دج كل من يقوم بتسجيل مكالمات أو أحاديث أو التقاط أو نشر صور أو فيديوهات أو أخبار أو‬
‫معلومات على موقع أو شبكة الكترونية أو في مواقع التواصل االجتماعي أو بأي وسيلة‬
‫أخرى ‪ ،‬قصد اإلضرار أو المساس بالمهنية أو بالسالمة المعنوية ألحد مهني الصحة أو أحد‬
‫موظفي أو مستخدمي الهياكل و المؤسسات الصحية أثناء تأدية مهامهم أو بمناسبتها‪ .‬و تطبق‬
‫نفس العقوبة إذا ارتكبت هذه األفعال إضرار بالمرضى و أسرهم أو بالهياكل و المؤسسات‬
‫الصحية أو مساسا بالحرمة الواجبة للموتى‪ .‬و تضاعف العقوبات المنصوص عليها في هذه‬
‫المادة ‪ ،‬إذا تم تحوير الصور أو الفيديوهات أو األخبار أو المعلومات بشكل مغرض أو تم‬
‫التقاطها خلسة أو في األماكن غير المفتوحة للجمهور بالهيكل أو المؤسسة الصحية أو إذا تم‬
‫اخراجها عن سياقها‪."1‬‬

‫نستخلص من خالل قراءتنا لنص المادة أعاله أن المشرع اعتبر تسجيل المكالمات أو‬
‫األحاديث أو التقاط أو نشر الصور أو فيديوهات أو أخبار أو معلومات على شبكة الكترونية أو‬
‫مواقع التواصل االجتماعي بمثابة أفعال إجرامية تستوجب العقاب ‪ ،‬و هذا إذا ما ارتكبت هذه‬
‫األفعال و كان القصد أو الباعث من وراءها إلحاق الضرر بهذه المؤسسات و الهياكل أو‬
‫المساس بسمعتها أو مصداقيتها أو من هيبتها أو التقليل من شأنها أو مكانتها داخل المجتمع‬
‫نتيجة وضعيها أو مستوى الخدمات المقدمة من طرفها كالتقاط صور أو فيديوهات لمستشفيات‬
‫أو مراكز العالج أو مؤسسات للصحة الجوارية أو قاعات العالج أو مصلحة من مصالح هذه‬

‫‪ - 1‬سعود لعروسي‪ ،‬جندل خير‪ ،‬جرائم اإلهانة والتعدي على المؤسسات الصحية ومستخدميها‪ ،‬مذكرة ماستر‪ ،‬قانون جنائي‪،‬‬
‫جامعة الجلفة‪ ،2021 ،‬ص ‪.23‬‬
‫‪23‬‬
‫المؤسسات مثل مصلحة اإلستعجاالت أو مصلحة التوليد أو مصلحة العناية المركزة أو مصلحة‬
‫األشعة ‪ ،‬و غيرها من المصالح األخرى ‪ ،‬بحيث تنعدم فيها النظافة مثال أو اإلنارة أو الدقة‪ ،‬أو‬
‫نشر أخبار كاذبة أو مغلوطة عن غياب الطاقم الطبي أو الشبه طبي أو غياب األطباء‬
‫المتخصصين في مرض معين مثال ‪ ،‬أو انعدام األجهزة و المعدات الطبية أو تعطلها كانعدام‬
‫جهاز السكانر مثال ‪ ،‬حيث رصد المشرع لهذه األفعال عقوبات جزائية صارمة و ذلك من‬
‫خالل تكيفيه لهذه األفعال على أنها جنح ‪ ،‬و التي رصد لهاعقوبات تتناسب مع خطورتها‬
‫اإلجرامية‪.‬‬

‫كما ضاعف المشرع هذه العقوبات في حالة ما إذا تم تحوير هذه الصور أو الفيديوهات‬
‫أو األخبار أو المعلومات بشكل مغرض ‪ ،‬أو بالزيادة أو النقصان ‪ ،‬أو تم التقاطها خلسة أو‬
‫األماكن غير المفتوحة للجمهور‪ ،‬أو إذا تم اخراجها عن سياقها ‪ ،‬وهذه األفعال اإلجرامية‬
‫تستوجب القصد الخاص حيث استعمل المشرع مصطلحات تفيد ذلك مثل " قصد اإلضرار " و"‬
‫تحوير " و" إخراجها عن سياقها " ‪ ،‬و عليه نستخلص أن الهدف من هذه األفعال هو ضر‬
‫بمصداقية و سمعت و مهنية هذه المؤسسات‪.‬‬

‫باإلضافة الى تغليط الرأي العام و زرع الشك في نفوس المرضى و أسرهم و هز الثقة‬
‫فيها‪ ،‬و نشر الفوضى داخل المجتمع‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬الدخول الى المؤسسات و الهياكل الصحية باستعمال العنف‪ .‬لقد نص‬
‫المشرع على شكل أخر من أشكال التعدي على المؤسسات و الهياكل الصحية في نص المادة‬
‫‪ 149‬مكرر ‪ 4‬من األمر رقم ‪،101-20‬و التي جاء فيهاأنه‪" :‬يعاقب بالحبس من سنة (‪ )6‬أشهر‬
‫الى ثالث (‪ )3‬سنوات و بغرامة من ‪ 60.000‬دج إلى ‪ 300.000‬دج ‪ ،‬كل من دخل باستعمال‬
‫العنف الى الهياكل أو المؤسسات الصحية و تكون العقوبة الحبس من سنتين (‪ )2‬الى خمس (‪)5‬‬

‫‪ -1‬سعود لعروسي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.33‬‬


‫‪24‬‬
‫سنوات و بغرامة من ‪ 200.000‬دج إلى ‪ 500.000‬دج ‪ ،‬إذا تم الدخول باستعمال العنف الى‬
‫األماكن ذات الدخول المنظم"‪.‬‬

‫من خالل استقراءن النص المادة أعاله نستكشف أن الدخول الى المؤسسات و الهياكل‬
‫الصحية باستعمال العنف يعتبر شكل من أشكال التعدي على هذه األخيرة ‪ ،‬و هو ما اعتبره‬
‫المشرع فعال إجراميا يستوجب العقاب عليه ‪ ،‬و منه تأخذ هذه األفعال المجرمة وصف الجنحة‬
‫والتي عقوبتها الحبس من سنة (‪ )6‬أشهر إلى ثالث (‪ )3‬سنوات و الغرامة من ‪ 60.000‬دج‬
‫إلى ‪ 300.000‬دج بحيث كل استعمال للعنف بأي شكل من األشكال سواء كان ماديا أو‬
‫معنويا ‪ ،‬أو كان لفظيا أو جسديا ‪ ،‬أو إياستعمال للقوة أو التهديد باستعمالها من أجل الدخول الى‬
‫أي مؤسسة أو هيكل صحي مهما كان نوعه أو طبيعته يشكل فعال جرامي يعاقب عليه القانون ‪،‬‬
‫كما نجد أن المشرع شدد من هذه العقوبات في حال ما إذا تم الدخول الى هذه المؤسسات و‬
‫الهياكل باستعمال العنف إذا كانت ذات الدخول المنظم ‪ ،‬وعليه كل عد ما حترام للمذكرات‬
‫المصلحية و التعليمات الداخلية و القوانين المنظمة للدخول لهذه األماكن و أوقات االستقبال و‬
‫أوقات الزيارات يشكل صورة من صور التعدي على هذه المؤسسات و الهياكل ‪ ،‬و عليه كل‬
‫من يدخل أو يحاول الدخول لألماكن الغير مسموح الدخول لها من طرف عامة الناس أو عدم‬
‫التقيد بالتعليمات الخاصة بالدخول و الزيارة لهذه األماكن يعتبر فعله هذا فعال إجراميا يعاقب‬
‫عليه القانون بالعقوبات المنصوص عليها في الفقرة الثانية من ‪ 149‬مكرر ‪ 4‬المذكورة أعاله‪.1‬‬

‫و قد يكيف فعل الدخول الى المؤسسات والهياكل الصحية باستعمال العنف على أنه‬
‫جناية ‪ ،‬و هذاحسبما ورد في نص المادة ‪ 149‬مكررة من األمر رقم‪ ،01-20‬بحيث تصل‬
‫العقوبة على هذا الفعل اإلجرامي الى خمسة عشر (‪ )15‬سنة سجن او الغرامة الى‬
‫‪ ،1.500.000‬و هذا في حال ما إذا تم الدخول الى هذه األماكن باستعمال العنف ‪ ،‬وذلك إذا‬
‫اقترن هذا الدخول بظرف فترات الحجر الصحي أو خالل وقوع كارثة طبيعية أو بيولوجية أو‬
‫تكنولوجية أو غيرها من الكوارث ‪ ،‬أو إذا كان القصد من وراء هذه الدخول النيل من مصداقية‬

‫‪-‬المادة ‪ 149‬مكرر ‪ 4‬مناألمررقم ‪.01-20‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪25‬‬
‫الهياكل الصحة و مهنيتها ‪ ،‬كما أنه تصبح العقوبة بخصوص الجرائم المنصوص عليها في‬
‫المواد ‪ 149‬مكرر ‪ 2‬و ‪ 149‬مكرر ‪ 3‬السجن من عشر (‪ )10‬سنوات الى عشرين (‪ )20‬سنة ‪،‬‬
‫و الغرامة من ‪ 1.000.000‬دج إلى ‪2.000.000‬دج‪ ،‬إذا ارتكبت في إطار جماعة ‪ ،‬أو إثر‬
‫خطة مدبرة ‪ ،‬أو بعد الدخول الى الهيكل أو المؤسسة الصحية باستعمال العنف أو يحمل أو‬
‫استعمال هو هذا حسبما ورد في نص المادة ‪ 149‬مكرر ‪ 6‬من األمر رقم ‪.01-20‬‬

‫ناهيك عن العقوبات األصلية المنصوص عليها في المواد ‪ 149‬مكرر ‪ 3‬و‪ 149‬مکرر‬


‫‪ 4‬و‪ 149‬مكرر ‪ 5‬و‪ 149‬مكرر ‪ 6‬نجد أن المشرع الحقها بعقوبات تكميلية نص عليها في‬
‫المادة ‪ 149‬مكرر ‪ 8‬من األمر رقم ‪،01-20‬حيث تنص على أنه‪ " :‬دون اإلخالل بالعقوبات‬
‫التكميلية المنصوص عليها في هذا القانون يمكن حرمان المحكوم عليه بسبب ارتكابه جريمة من‬
‫الجرائم المنصوص عليها في هذا القسم من استخدام أي شبكة الكترونية أو منظومة معلوماتية‬
‫أو أية وسيلة من وسائل تكنولوجيات اإلعالم و االتصال لمدة أقصاها ثالث (‪ )3‬سنوات تسري‬
‫ابتداء من يوم انقضاء العقوبة األصلية أو اإلفراج عن المحكوم عليه ‪ ،‬أو من تاريخ صيرورة‬
‫الحكم نهائيا بالنسبة للمحكوم عليه غير المحبوس"‪.‬‬

‫أما فيما يخص إجراءات المتابعة لهذه الجرائم فإنه يمكن أن تباشر النيابة العامة‬
‫إجراءات المتابعة الجزائية تلقائيا في الجرائم المنصوص عليها في هذا القسم ‪ ،‬كما يمكن أن‬
‫تحل الدولة أو المؤسسة الصحية المستخدمة محل ضحية الجرائم المنصوص عليها في هذا‬
‫القسم ‪ ،‬للمطالبة بالتعويض‪ ،‬و هذا بحسب ما ورد في نص المادة ‪ 149‬مكرر ‪ 13‬من األمر‬
‫السالف الذكر‪ ،‬لم يكتفي المشرع الجزائري بتقريره المسؤولية الجزائية للشخص الطبيعي بلذهب‬
‫أبعد من ذلك من خالل تقريره المسؤولية الجزائية للشخص المعنوي الذي يثبت ارتكابه إحدى‬
‫الجرائم المنصوص عليها في هذا القسم ‪ ،‬و ذلك حسب نص المادة ‪ 149‬مكرر ‪ 14‬من األمر‬
‫رقم ‪.01-20‬‬

‫‪26‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬العقوبات االصلية والتكميلية‬

‫الفرع األول‪ :‬جزاء جريمة تخريب الممتلكات العقارية للمؤسسات الصحية‬

‫مثل هذه الجرائم ليس لها أي إجراءات خاصة من حيث التعقب و التحقيق ‪ ،‬لذلك تنطبق‬
‫المبادئ العامة للتعامل مع القضايا و التحقيق المنصوص عليها في قانون اإلجراءات الجنائية‬
‫الحالي‪.1‬‬

‫أما الجزاء أو العقاب فهو يختلف مع اختالف الفعل أو ظروفه على النحو التالي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬العقوبات األصلية‬

‫حسب نص المادة ‪ 149‬مكرر ‪ 2‬من األمر رقم ‪ 2013-20‬فإن العقوبات األصلية لهذه‬
‫تتمثل فيه‪:‬أ‪-‬الحبس‪:‬من سنتين (‪ )2‬الى خمس سنوات (‪ )5‬وذلك في الفقرة األولى من نفس‬
‫المادة‪.‬‬

‫ب‪-‬الغرامةالمالية‪:‬يعاقب الفاعل إضافة إلى عقوبة الحبس بغرامة مالية تتراوح قيمتها من‬
‫‪ 200.000‬دج إلى ‪ 500.000‬دج‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬العقوبات التكميلية‬

‫وتنقسم إلى‪:‬‬

‫أ‪-‬العقوبات التكميلية اإلجبارية‪ :‬وتم اعتبارها كذلك من خالل المصطلح "يحكم الوارد في نص‬
‫المادة ‪ 149‬مكرر ‪ 9‬تتمثل هذه العقوبات في‪:‬‬

‫األمر ‪ 15-66‬الصادر في ‪ 8‬جوان ‪ 1966‬المتضمن قانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬جمر عدد ‪ 48‬الص‪AA‬ادرة في ‪ 10‬ج‪AA‬وان ‪1966‬‬ ‫‪1‬‬

‫المعدل المتمم‪.‬‬
‫‪27‬‬
‫‪-1‬الحكم بمصادرة األجهزة و البرامج و الوسائل المستعملة في ارتكاب الجريمة‪.‬‬

‫‪-2‬إغالق الموقع االلكتروني أو الحساب االلكتروني الذي ارتكبت به الجريمة أو جعل الدخول‬
‫إليه غير ممكن أو إغالق محل أو مكان االستغالل إذا كانت الجريمة قد ارتكبت بعلم مالكه و‬
‫كل هذه العقوبات التكميلية اإلجبارية تراعى فيها دائما حقوق الغير حسن النية‪.1‬‬

‫ب‪-‬العقوبات التكميلية االختيارية‪:‬‬

‫تتمثل في‪:‬‬

‫‪-1‬الحجر القانوني‪،‬‬

‫‪-2‬الحرمان من ممارسة الحقوق الوطنية و المدنية و العائلية‪،‬‬

‫‪-3‬تحديد اإلقامة‪،‬‬

‫‪-4‬المصادرة الجزئية لألموال‪،‬‬

‫‪-5‬المنع المؤقت من ممارسة مهنة أو نشاط‪،‬‬

‫‪-6‬اغالق المؤسسة‪،‬‬

‫‪7-‬اإلقصاء من الصفقات العمومية‪،‬‬

‫‪-8‬الحظر من إصدار الشيكات أو استعمال بطاقات الدفع‪،‬‬

‫‪-9‬تعليق أو سحب رخصة السياقة أو الغائها مع المنع من اصدار رخصة جديدة‪،‬‬

‫‪-10‬سحب جواز السفرا‪،‬‬

‫‪-11‬المنع من اإلقامة‪،‬‬

‫األمر ‪ 101-20‬السالف الذكر‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪28‬‬
‫‪-12‬نشر او تعليق حكم او قرار اإلدانة‪.1‬‬

‫و إضافة الى تلك العقوبات الموجودة في نص المادة السابقة الذكر التي أحالتنا اليها‬
‫المادة ‪ 149‬مكرر من خالل عبارة دون اإلخالل بالعقوبات التكميلية المنصوص عليها في هذا‬
‫القانون" نصت هذه األخيرة عالوة على ذلك على مجموعة من العقوبات التكميلية األخرى و‬
‫المتمثلة في‪:‬‬

‫‪-1‬إمكانية حرمان المحكوم عليه بسبب ارتكاب جريمة تخريب االمالك العقارية للمؤسسات‬
‫الصحية من استخدام أي شبكة الكترونية أو منظومة معلوماتية او أي وسيلة من وسائل‬
‫التكنولوجيا المعلوماتية و االتصال لمدة ثالث (‪ )3‬سنوات تسري ابتداءا من يوم انقضاء العقوبة‬
‫األصلية أو االفراج عن المحكوم عليها و من تاريخ سيرورة الحكم نهائي ابالنسبة للمحكوم عليه‬
‫غير المحبوس‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬العقوبات في صورتها المشددة‬

‫وهي في هذه الصور تتغير العقوبات السالبة للحرية و العقوبات المالية و هي كمايلي‪:‬‬

‫أ‪-‬في حالهما إذا أدت هذه االفعال التخريبية إلى التوقف الكلي أو الجزئي للهيكل أو المؤسسة‬
‫الصحية المعنية أو المصلحة من مصالحها أو عرقلة سيرها او الى سرفه عن ادا لعقارفتصبح‪:‬‬

‫‪-1‬الحبس‪ :‬من ثالث (‪ )3‬سنوات الى عشر (‪ )10‬سنوات‪.‬‬

‫‪-2‬الغرامة المالية ‪ :‬تتراوح من ‪ 300.000‬دج إلى ‪ 1.000.000‬دج‪.2‬‬

‫ب‪-‬حالة ارتكاب الجريمة خالل فترات الحجر الصحي أو خالل وقوع كارثه طبيعية أو‬
‫بيولوجية أو غيرها من الكوارث فتكون العقوبة كاالتي‪:‬‬

‫‪-1‬الحبس‪:‬منخمسة (‪ )5‬سنواتالىخمسةعشر (‪ )15‬سنة‪.‬‬

‫المادة ‪ 9‬من األمر رقم ‪ 166-06‬الص‪AA‬ادر في ‪ 08‬ج‪AA‬وان ‪ 1966‬المتض‪AA‬من ق‪AA‬انون العقوب‪AA‬ات‪ ،‬ج ر‪ ،‬ع‪AA‬دد ‪ 49‬الص‪AA‬ادرة في ‪11‬‬ ‫‪1‬‬

‫جوان ‪ 1966‬المعدل والمتمم‪.‬‬


‫المادة ‪ 149‬مكرر ‪ 2‬من األمر رقم ‪ 01-20‬السالف الذكر‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪29‬‬
‫‪-2‬الغرامة المالية‪:‬تتراوحبين ‪ 500.000‬دجإلى ‪ 1.500.000‬دج‪.1‬‬

‫ج‪-‬حالة ارتكاب الجريمة في إطار جماعة أو إثر خطة مدبرة ‪ ،‬أو بعد الدخول الى الهيكل أو‬
‫المؤسسة الصحية باستعمال العنف أو بحمل السالح وتكون كما يلي‪:‬‬

‫‪-1‬الحبس‪ :‬من عشر (‪ )10‬سنوات الى عشرون ‪ 20‬سنة‬

‫‪-2‬الغرامة المالية‪ :‬من ‪ 1.000.000‬دج إلى ‪ 2.000.000‬دج‪.2‬‬

‫ب‪-‬حاله العود كذلك تضاعف فيها العقوبات ‪ ،‬ويعتبر هذا الظرف من أهم صور التشديد في‬
‫الجرائم ككل و جريمة تخريب الممتلكات العقارية للمؤسسات الصحية بصفة خاصة ‪ ،‬و التي تم‬
‫النص عليه في المادة هذه المادة العقوبات ‪149‬مكرر ‪ 12‬من نفس القانون‪ ،‬غير أن المشرع في‬
‫هذا ظرف لم يحدد بالضبط بل ذكرمصطلح تضاعف فقط‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬التحريض على ارتكاب الجريمة‬

‫في هذه الحالة يعاقب المحرض على ارتكاب جريمة تخريب الممتلكات العقارية‬
‫المؤسسات الصحية بالعقوبات المقررة للفاعل (المحرض)‪ ،‬بأي وسيله كان هذا التحريض على‬
‫ارتكاب الجريمة‪.3‬‬

‫في هذا الصدد ‪ ،‬فإن التحريض هو نشاط يقوم به شخص يعرف بالمحرض على شخص‬
‫آخر يكون محرًض ا‪ ،‬بهدف حمله على ارتكاب جريمة معينة ‪ ،‬ال ينوي هذا األخير أو يفكر في‬
‫ارتكابها‪ .‬الوقت هو التصرف بأي وسيلة يحددها القانون‪ .‬في القانون الجنائي ‪،‬على سبيل المثال‬
‫‪ ،‬يتجلى ذلك في الهدايا أو الوعود ‪ ،‬أو التهديدات بإساءةا ستخدام السلطة أو السلطة ‪ ،‬أو‬
‫االحتيال أو االحتيال الجنائي‪.4‬‬

‫المادة ‪ 149‬مكرر ‪ 5‬من األمر نفسه‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫المادة ‪ 149‬مكرر ‪ 6‬من األمر نفسه‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫المادة ‪ 149‬مكرر ‪ 10‬من األمر رقم ‪ 01-20‬السالف الذكر‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫بنوار رشيدة‪ ،‬المرجع السابق‪،‬ص ‪.28‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪30‬‬
‫خامسا‪ :‬الشروع في ارتكاب الجريمة‬

‫يعاقب على الشروع في هذه الجريمة بنفس العقوبات المقررة للجريمة التامة و ذلك‬
‫بصريح العبارة القانونية‪.1‬‬

‫والمقصود بالشروع في قانون العقوبات كل محاوالت الرتكاب جناية تبتدأ بالشروع في‬
‫التنفيذ أو بأفعال ال لبس فيها تؤدي مباشرة الى ارتكابها تعتبر كالجناية نفسها إذا لم توقف أو لم‬
‫يخب أثرها اال نتيجة لظروف مستقلة عن إرادة مرتكبها حتى و لو لم يكن بلوغ الهدف‬
‫المقصود بسبب ظرف مادي يجهله مرتكبها‪.2‬‬

‫و يشار في تعريف القانون إلى أنها جناية ‪ ،‬أما بالنسبة للشروع في جنحة كجريمة‬
‫إتالف عقار لمؤسسة صحية ‪ ،‬فإن عقوبة الشروع مبنية على نص واضح في القانون‪ .‬القانون‬
‫الوارد في المادة ‪ 149‬مكرر من األمر ‪ 11‬المذكور أعاله‪ .‬يعد لقانون العقوبات و يكمل على‬
‫النحو التالي‪" :‬يعاقب على الشروع في ارتكاب جنحة بموجب هذا البند بالعقوبة المقررة للجريمة‬
‫كاملة"‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬جزاء جريمة تخريب الممتلكات المنقولة المؤسسات الصحية‬

‫إن العقوبات المقررة لجريمه تخريب الممتلكات المنقولة للمؤسسات الصحية بنوعيها هي‬
‫نفسها ما أقرها المشرع الجزائري لجريمه تخريب الممتلكات العقارية و التي يمكن إجمالها فيما‬
‫يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬العقوبات األصلية‬

‫وهي كاالتي‪:‬‬

‫المادة ‪ 149‬مكرر ‪ 11‬من األمر رقم ‪ 01-20‬السالف الذكر‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫سعود لعروسي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪31‬‬
‫أ‪-‬الحبس‪:‬من سنتين (‪ )2‬الى خمس (‪ )5‬سنوات‪.‬‬

‫ب‪-‬الغرامة المالية‪:‬من ‪ 200.000‬دج إلى ‪ 500.000‬دج‪.1‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أن المشرعين لم يحددوا في هذه المادة الوسائل المستخدمة في‬
‫التخريب‪ ،‬وترك األمر للقاضي المعني ‪ ،‬مع مالحظة أن المادة ‪ 395‬من قانون العقوبات‬
‫واألحكام الالحقة لنوع الوسائل المستخدمة بغض النظر عن الحريق ‪ ،‬انفجار أو أي وسيلة‬
‫أخرى‬

‫ثانيًا‪ :‬العقوبة التكميلية‬

‫بعضها إلزامي (إلزامي) ‪ ،‬أي أن القاضي مجبر على إصدار حكم بشأنها كعقوبة إضافية‬
‫باإلضافة إلى العقوبة األصلية ؛ بعضها اختياري (مسموح به) ‪ ،‬وتعود سلطة الحكم أو عدم‬
‫الحكم إلى القاضي‪.‬‬

‫أ‪-‬العقوبات التكميلية االختيارية‪:‬‬

‫إضافة إلى العقوبات األصلية هنالك عقوبات تكميلية تم النص عليها في المادة ‪ 9‬من‬
‫قانون العقوبات الجزائري و التي جاء فيها ما يلي‪ :‬العقوبات التكميلية هي‪:‬‬

‫‪-1‬الحجر القانوني‪،‬‬

‫‪-2‬الحرمان من ممارسة الحقوق الوطنية و المدنية و العائلية‪،‬‬

‫‪ -3‬تحديد اإلقامة‪،‬‬

‫‪-4‬المنع من اإلقامة‪،‬‬

‫‪-5‬المصادرة الجزئية لألموال‪،‬‬

‫‪-6‬المنع المؤقت من ممارسة مهنة أو نشاط‪،‬‬

‫المادة ‪ 149‬مكرر ‪ 2‬من األمر رقم ‪ 01-20‬السالف الذكر‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪32‬‬
‫‪-7‬إغالق المؤسسة‪،‬‬

‫‪-8‬اإلقصاء من الصفقات العمومية‪،‬‬

‫‪-9‬الحظر من إصدار الشبكات او استعمال بطاقة الدفع‪،‬‬

‫‪-10‬تعليق أو سحب رخصة السياقة او الغائها مع المنع من استصدار رخصة جديدة‪،‬‬

‫‪-11‬سحب جواز السفر‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫‪12-‬نشر او تعليق حكم قرار اإلدانة‪.‬‬

‫كما نصت المادة ‪ 149‬مكرر على عدد من العقوبات التكميلية األخرى التي تحرم‬
‫المحكوم عليه من إمكانية استخدام أي شبكة إلكترونية أو نظام معلومات أو أي وسيلة من‬
‫وسائل تكنولوجيا المعلومات و االتصاالت لمدة أقصاها ثالث سنوات (‪ )3‬سنوات ‪ ،‬تحتسب من‬
‫تاريخ انتهاء العقوبة األصلية أو تاريخ اإلفراج بعد قضاء العقوبة أو تاريخ الحكم النهائي على‬
‫الجاني الذي لم يسجن‪.‬‬

‫ب‪-‬العقوبات التكميلية اإلجباري‪:‬‬

‫وتتمثل في‪:‬‬

‫‪-1‬الحكم بمصادرة األجهزة و البرامج و الوسائل المستخدمة في جريمة تخريب الممتلكات‬


‫المنقولة للمؤسسات الصحية‪.‬‬

‫‪-2‬الحكم بإغالق الموقع االلكتروني او الحساب االلكتروني الذي ارتكبت به أفعال تخريب‬
‫المنقوالت أو جعل الدخول إليه غير ممكن‪.‬‬

‫‪-3‬إغالق محل اومكان االستغالل إذا كانت الجريمة قد ارتكبت بعلم مالكه‬

‫األمر رقم ‪ 156-66‬المعدل والمتمم السالف الذكر‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪33‬‬
‫وكل هذا مع مراعاة حقوق الغير حسن النية‪.1‬‬

‫ثالثا‪ :‬العقوبات في صورتها المشددة‬

‫تتمثل الظروف المشددة للعقوبات في هذه الجريمة في نفس الظروف المشددة لجريمة‬
‫تخريب الممتلكات العقارية و هي كاآلتي‪:‬‬

‫أ‪-‬حالة النتيجة الناجمة عن فعل التخريب فإذا أدت هذه االفعال الى التوقف الكلي أو الجزئي‬
‫للمنقول أو عرقلة سير الهيكل أو المؤسسة الصحية ‪ ،‬سنكون في هذه الحالة أمام ظرف تشديد‬
‫بسبب جسامة و خطورة هذه الممارسات التخريبية و ما تأثره من نتائج سلبية على حسن سير‬
‫المرفق فتكون العقوبة كما يلي‪:‬‬

‫‪-1‬الحبس‪ :‬من ثالث (‪ )3‬سنوات الى عشر (‪ )10‬سنوات‪.‬‬

‫‪-2‬الغرامة‪:‬من ‪ 200.000‬دج إلى ‪ 500.000‬دج‪.2‬‬

‫ب‪-‬حالة ارتكاب األفعال التخريبية في جماعة ‪ ،‬أو عن طريق خطة مديرة ‪ ،‬أو بعد الدخول إلى‬
‫المؤسسة و الهيكل الصحي عنفا او عن طريق حمل السالح او استعماله ‪ ،‬و ذلك راجع الى‬
‫خطورة الفاعلين و هي كاآلتي‪:‬‬

‫‪-1‬السجن‪:‬من عشر (‪ )10‬سنوات الى عشرين (‪ )20‬سنة‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪-2‬الغرامةالمالية‪ 1.000.000 :‬دج إلى ‪ 2.000.000‬دج‪.‬‬

‫المادة ‪ 149‬مكرر ‪ 9‬من األمر رقم ‪ 01 - 20‬السالف الذكر‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫المادة ‪ 149‬مكرر ‪ 2/2‬من األمر رقم ‪ 120‬السالف الذكر‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫اسعود لعروسي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.19‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪34‬‬
‫ج‪-‬حالة ارتكاب الجريمة خالل فترات الحجر الصحي او خالل وقوع كارثة طبيعية‪ ...‬أو‬
‫غيرها و بسبب التشديد هنا يعود الى خطورة األوضاع السائدة في تلك الفترات ‪ ،‬أو إذا ارتكبت‬
‫قصد النيل من مصداقية الهياكل و المؤسسات الحية و لمهنيتها فتصبح كما يلي‪:‬‬

‫‪-1‬السجن‪:‬من عشر (‪ )10‬سنوات الى عشرين (‪ )20‬سنة‪.‬‬

‫‪-2‬الغرامة المالية‪ 500.000 :‬دج ‪ 1.500.000‬دج‪.1‬‬

‫ب‪-‬حالة العود الذي تضاعف فيه كذلك العقوبات حسب نص المادة ‪ 149‬مكرر ‪ 12‬من قانون‬
‫العقوبات المعدل و المتمم‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬التحريض على ارتكاب الجريمة‬

‫يعاقب القانون على التحريض على ارتكاب جريمة تخريب الممتلكات المنقولة‬
‫للمؤسسات الصحية بنفس العقوبات المقررة الفاعل و بأي وسيلة كان هذا التحريض ‪ ،‬حسبما‬
‫نصت عليه المادة ‪ 149‬مكرر‪ 10‬من نفس القانون‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬الشروع في ارتكاب الجريمة‬

‫ويقصد بالشروع في الجريمة هنا المرحلة التي تأتي بعد مرحلتي التفكير في الجريمة و‬
‫التحضير لها و الحديث عن الشروع في الجريمة في التشريع العقابي المعاصر قائم على البدأ‬
‫‪2‬‬
‫في تنفيذها و عدم العدول االختياري عن اتمامها‪.‬‬

‫وعليه و حسب نص المادة ‪ 149‬مكرر ‪ 11‬فإنه يعاقب قانونا على الشروع في ارتكاب‬
‫جريمة تخريب الممتلكات المنقولة للهياكل و المؤسسات الصحية‪.‬‬

‫المادة ‪ 149‬مكرر ‪ 5‬من األمر رقم ‪ 01-20‬السالف الذكر‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫معمر‪،‬فرقان الشروع الجريمة بين التشريع العقابي المعاصر والفقه الجنائي اإلسالمي‪ ،‬مجل‪AA‬ة الحقيق‪AA‬ة‪ ،‬جامع‪AA‬ة عب‪AA‬د الحمي‪AA‬د بن‬ ‫‪2‬‬

‫باديس بمستغانم الجزائر‪ ،‬العدد ‪ 2018 4‬ص‪.2‬‬


‫‪35‬‬
‫خالصة الفصل األول‪:‬‬

‫جاء في التشريع الجزائري جملة من النصوص القانونية تجرم االعتداء على الملكية‬
‫العقارية بصفة عامة ‪ ،‬كما شدد على حماية المؤسسات الصحية ومستخدميها ما عجل بظهور‬
‫قانون جديد جاء بعد جائحة كورونا هذه األخيرة التي خلفت الكثير من االعتداءات على القطاع‬
‫الصحي‪.‬‬

‫عمل المشرع الجزائري على تجريم كل ما يمس بقطاع الصحة حيث سارع بسن قوانين‬
‫وتنظيمها من شأنها حماية هذا القطاع وهذا ما جاء في األمر ‪.01-22‬‬

‫‪36‬‬

You might also like