Professional Documents
Culture Documents
الفصل الاول ههههه
الفصل الاول ههههه
تعتبر المؤسسات والهياكل الصحية هي األداة الرئيسية لصياغة أ ي سياسة تتبعها الدولة
في م جال الصحة ،فال يمكن أن يتقدم القطاع دون االهتمام بهذه الهياكل ويظهر ذلك من خالل
سن القوانين والتشريعات لتنظيمها وتوفيرها .لكل من هم تحديد مجاالت تخصصه ،وهذامايؤدي
إلى تنوع و تخصص هذه األخيرة ،لذلك سنتناول اآلثار المترتبة على هذه المؤسسات والهياكل
من خالل تعريفها والمفاهيم التي تحددها .سنناقش أيًض ا أنواع هم من خالل مايلي.
هناك العديد من األسماء لهذه المؤسسات والهياكل ،بعضها يسمى مؤسسات صحية ،
والبعض اآلخر مؤسسات استشفائية ،وأخرى تسمى منشآت صحية ،وبسبب كثرة هذه األسماء
وتنوعها ،سنحاول تحديدها .المعنى الدقيق لمفهوم هذه المؤسسات .يعّر ف المشرع الجزائري ،
في نص المادة 297من قانون الصحة ،مؤسسات الصحة العامة بأنها "مؤسسات عامة خاصة
وتدار صحًي ا تتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي ،وتتمثل مهمتها في ضمان تطوير
جميع األنشطة الصحية وتعزيزها .كما يضمن أنشطة التدريب والبحث في مجال الصحة
ويمكنه القيام بجميع األنشطة المتعلقة بواليته،عن طريق اتفاقية .يحدد القانون األساسي
النموذجي للمؤسسة العمومية الصحية عن طريق التنظيم".1
ُيعَّر ف المرفق الطبي أيًض ا بأنه "أي مكان يكون فيها المريض مستعًد ا للفحص أو العالج
أو الرعاية أواإلقامة في نقاهة أوإ جراء فحوصات طبية" .لذلك يمكن القول أن مرافق
المستشفيات هي مجال مهم للغاية من النشاط اإلداري .ومن ناحية أخرى ،فهي تمثل قوة و
محور النظام الصحي الوطني .إذا كانت مرافق الصحة العامة تشير بشكل عام إلى مؤسسات
إدارية غير المؤسسات العامة وزارة الصحة ،ثم المستشفيات الشكل التنظيمي للمرافق
-عمر شنتير رضا ،النظام القانوني للصحة الجوارية ،أطروحة دكتوراه ،جامعة الجزائر ،2013 ،1ص .54 1
1
األشخاص االعتباريون في القانون العام هم مؤسسات عامة ذات طبيعة إدارية ،وبسبب تنوع
المهام ،لديهم موارد بشرية ومادية كبيرة..
تعّر ف منظمة الصحة العالمية المؤسسة الصحية بأنها "جزء ال يتجزأ من نظام صحي
تتمثل وظيفته في توفير رعاية صحية شاملة ،عالجية و وقائية على حد سواء ،لجميع أفراد
المجتمع ،وهي أيًض ا مركز لتدريب العاملين في المجال الطبي و الوقائي .المجاالت الصحية ،
المجال الصحي ،ومركز البحوث الطبية و االجتماعية.1
وعرفت المؤسسة الصحية كذلك بأنها " كل مؤسسة تقدم الرعاية الطبية بشكل مباشر
مثل المستشفيات و المراكز الصحية و المراكز التخصصية ،أو بشكل غير مباشر مثل
المختبرات و اإلدارات الصحية ذات الخدمات السائدة و الصيانة الطبية "،فهي " كل هيئة تقوم
بتقديم خدمات صحية ما ،سواء كانت ربحية أو غير ربحية أو كان ذلك بشكل مباشر أو غير
مباشر من خالل مجموعة من المهنيين المتخصصين".2
تنقسم مؤسسات و هياكل المستشفيات الصحية في النظام الصحي الجزائري إلى فئتين ،
فبعضها يحكمها لقانون العام و هدفها تحقيق المصلحة العامة و ليس للربح ،و هذه هي ما
يسمى بمؤسسات المستشفيات العامة ،وبعضها يحكمها القانون الخاص ،والغرض من ذلك هو
تحقيق المصلحة الذاتية ،والغرض هو تحقيق ربح ،وهذا ما يسمى بالمستشفى المؤسسي
الخاص ،وهذا ما سنناقشه أدناه:
لقد حددت المادة 298من قانون الصحة قائمة المؤسسات العمومية للصحة بحيث نصت
على أنه " :تتمثل مختلف المؤسسات العمومية للصحة،السيما فيما يأتي:
-المقاطعة الصحية،
يتم تنظيم هذه المؤسسات بموجب المرسوم التنفيذي رقم 07/140المؤرخ 19مايو
،2007و الذي يتضمن إنشاء و تنظيم وتشغيل مؤسسات المستشفيات العامة و مؤسسات
الصحة العامة ،والتي يعرفها بأنها مؤسسات عامة ذات طبيعة إدارية ،والتي تمنح الشخصية
االعتبارية .واالستقالل المالي ،و توضع تحت وصاية الحاكم .تتكون مؤسسة الصحة العامة
هذه من هياكل التشخيص و العالج و االستشفاء و إعادة التأهيل الطبي التي تغطي سكان مدينة
وحددت مهام هذه المؤسسة المادة الرابعة ( )04من المرسوم التنفيذي المذكور بجعلها
تتكفل بصفة متكاملة و متسلسلة بالحاجيات الصحية للسكان و ذلك بضمان تنظيم و برمجة
توزيع العالج الطبي و التشخيص و إعادة التأهيل الطبي و االستشفاء ،وتطبيق البرامج
الصحية الوطنية ،وضمان حفظ الصحة و النقاوة و مكافحة األضرار و اآلفات االجتماعية،
وضمان تحسين مستوى مستخدمي المصالح الصحية و كذا تجديد معارفهم.1
في مجال الصحة ،يقوم المركز بأنشطة مختلفة مثل التشخيص و العالج و االستشفاء و
اإلسعافات األولية الطبية و الجراحية و الوقاية و ما إلى ذلك ،و كذلك األنشطة التي تساهم في
حماية و تعزيز صحة اإلنسان ،و كذلك األنشطة الوطنية ،التنفيذ اإلقليمي و المحلي .البرامج
الصحية و المساهمة في تطوير معايير األجهزة الصحية العلمية و التعليمية من قبل الجهات
الصحية .المساهمة في حماية البيئة و تعزيزها في مجاالت الوقاية و النظافة و الصحة و
مكافحة األضرار و اآلفات االجتماعية ،باإلضافة إلى القيام بمهام مؤسسات المستشفيات العامة
و مؤسسات الصحة العامة ،للعيش بالقرب من مراكز المستشفيات و الحرمان منها .مؤسسات
الصحة العامة تقديم الخدمات للسكان التي تم تغطيتها.2
نالحظ هنا بخصوص هذه المهمة األخيرة للمراكز االستشفائية الجامعية ،أن المادة
الرابعة ( )04من المرسوم التنفيذي رقم 97/467خصت في مقتضياتها القطاعات الصحية
باعتبار أن وقت صدور هذا المرسوم التنفيذي كانت هذه الهيئات الصحية ،هي الموجودة و
- 1عبد العزيز حبيب هللا نیاز جودة الصحة األسس النظرية والتطبيق العلمي) ،بوفية االفAAق للمعلومAAات ،الريAAاض ،2005 ،ص
.262
- 2آمنة سريدي ،نور الهدى شرايرية ،جرائم اإلهانة والتعدي على المؤسسات الصحية ومستخدميها في اطار االمر ،01-20
مذكرة ماستر ،جامعة قالمة ،2022 ،ص .34
4
ذلك قبل أن يتم حلتها بإلغاء المرسوم التنفيذي 1الذي نظمها رقم 97/467المؤرخفي
02/12/1997بعد صدور المرسوم التنفيذي رقم 07/140المؤرخ في 19/05/2007الذي
استخلف القطاعات الصحية بالمؤسسات العمومية االستشفائية و المؤسسات العمومية للصحة
الجوارية ،و التي ورثت معا و تقاسمت الصالحيات و المهام التي كانت سابقا منوطة
للقطاعات الصحية.2
في ما يتعلق بالتدريب ،فإن المركز مسؤول عن التعاون مع الكليات و الجامعات الطبية
،و ضمان خريجي الطب و التدريب بعد التخرج ،و المشاركة في إعداد و تنفيذ المشاريع
ذات الصلة ،و المساهمة في تطوير الخدمات الصحية الوطنية .تدريب و تأهيل و رفع مستوى
العاملين الصحيين.
يتولى المركز في ميدان البحث بالقيام في إطار التنظيم المعمول به بكل أعمال الدراسة
و البحث في ميدان علوم الصحة ،و بتنظيم مؤتمرات و ندوات و أيام دراسية و تظاهرات
أخرى تقنية و علمية من أجل ترقية نشاطات العالج و التكوين و البحث في علوم الصحة.3
نظم هذا النوع من الهيئات الصحية المرسوم التنفيذي رقم 97/465المؤرخ في
02/12/1997يحدد قواعد إنشاء المؤسسات االستشفائية المتخصصة و تنظيمها و تسييرها،4
المتمم بالمرسوم التنفيذي رقم 06/207المؤرخ في 513/06/2006وبالمرسوم التنفيذي رقم
-1المرجع نفسه.
- 2فاضل خمار الجرائم الواقعة على العقار( ،ط ،)4دار هومة النشر والتوزيع ،الجزائر ،2010ص .72
- 3حسن بوسقيعة ،الوجيز في القانون الجنائي الخاص (الجرائم ضد األشخاص والجرائم ضAAد األمAAوال) ،الجAAزء األول( ،دط)،
دار هومة للنشر والتوزيع.23 ،2003 ،
4الجريدة الرسمية ،العدد 81المؤرخة في ،10/12/1997ص.12
5الجريدة الرسمية ،العدد ،39المؤرخة في ،14/06/2006ص.27
5
06/324المؤرخ في1 18/09/2006وبالمرسوم التنفيذي رقم07/204المؤرخ في30/06/20
207وعرفت المؤسسة االستشفائية المتخصصة Etablissementhospitalierspéci)EHS(3
aliséمقتضيات المادة الثانية من المرسوم التنفيذي رقم 97/465بجعلها هيئة عمومية ذات
طابع إداري لها الشخصية المعنوية و االستقالل المالي.
لقد ناقشنا أعاله النتائج القانونية التي حققتها هذه الطبيعة القانونية للمؤسسات العامة ذات
الطابع اإلداري في القانون الجزائري .إن أهم ما يميز مؤسسة مستشفى تخصصي عن
مؤسسات المستشفيات األخرى مثل مؤسسات المستشفيات العامة أو مراكز المستشفيات الجامعية
هو أنها ،على عكس األخيرة ،كما يشير اسمها الرسمي ،هي المسؤولة عن رعاية
المتخصصين .مرض أو مرض معين يصيب عضًو ا أو نظاًم ا معيًنا في الجسم ،أو أخيًر ا
مجموعة من األشخاص مع شخص معين .لذلك ،فإن التعيين الرسمي لمؤسسة مستشفى كهذه
يتضمن دائًم ا تخصصا ألنشطة الموكلة إليها .على سبيل المثال ،مؤسسة المستشفى التخصصية
"، "SlimZmirliو مقرها الحراش ،الجزائر العاصمة ،تتمتع باالختصاص في حاالت الطوارئ
الطبية الجراحية ،واسمها الرسمي هو « :مستشفى االستعجاالت الطبية الجراحية سليم زميرلي
» .ويتم إنشاء المؤسسة االستشفائية المتخصصة بمرسوم تنفيذي باقتراح من وزير الصحة و
ذلك بعد أخذ رأي الوالي ،و هي موضوعة تحت وصاية هذا األخير أي والي الوالية التي يكون
فيها مركز الهيئة االستشفائية المذكورة .أمن االمهام الموكلة لهذه المؤسسات االستشفائية ،فقد
عددتها المادة الخامسة من نفس المرسوم التنفيذي كمايلي:4
-تنفيذ النشاطات الخاصة بالوقاية و التشخيص و العالج و إعادة التكييف الطبي و االستشفاء.
-أحسن بوسقيعة الوجيز في القانون الجزائي الخاص ( الجرائم ضد األشخاص و الجرائم ضد األموال) ،مرجع سابق ،ص .24 3
-حمزة شراين ،قوانين الحماية الجزائيAAة الملكيAAة العقاريAAة الخاصAAة (جريمAAة التعAAدي على الملكيAAة العقاريAAة) ،مجلAAة البAAاحث 4
األكاديمي في العلوم القانونية والسياسية ،المركز الجامعي أفلو باألغواط الجزائر ،2019ص.6
-عبد العظيم مرسي وزير شرح قانون العقوبAAات (القسAAم العAAام) ،النظريAAة العامAAة للجريمAAة الجAAزء األول ( ،)46دار النهضAAة 5
فترتكز هذه المعايير المعتمد عليها في تصنيف هذه الهيئات العمومية االستشفائية على
عدد األسرة الموجودة بالهيئة االستشفائية و الطابع الذي تتميز به هذه الهيئة ،أي طابع و طني
أم جهوي و جامعي أم غير جامعي ،كما بين ذلك كله الملحق للقرار الوزاري المذكور.
وهو جدير بالذكر أخيرا أن دور بعض هذه المؤسسات االستشفائية المتخصصة ،و كما
بينت ذلك المادة الرابعة ( )04من المرسوم التنفيذي رقم 97/465المتمم ،يهتم بالنشاط الوقائي
كتلك مثال المتخصصة في األمراض المتنقلة عن طريق العدوى كماهوالحال بالنسبة لمستشفى "
الهادي فليسي " أو تلك المتخصصة في إعادة التكييف الوظيفي Rééducationfonctionnelle
كمستشفى إعادة التربية والتكييف الطبي الوظيفي الموجود مقره ببوحنيفية بوالية معسكر ،و هنا
لك منها منتتجه غالبية و ظائفها للنشاط العالجي كتلك المتخصصة فيطبأ مراض السرطان
Cancerologieكمركز " بيار و ماري كوري " الموجود مقره في الجزائر العاصمة أو تلك
المتخصصة في االستعجاالت الطبية كمستشفى االستعجاالت الطبية الجراحية "سليم زميرلي "
أو أخيرا كتلك المتخصصة في األمراض العقلية الكثيرة في البالد مقارنة مع االختصاصات
األخرى بحيث يبلغ عددها في البالد عشر ( )10مستشفيات ،نذكر منها مستشفى األمراض
7
العقلية " دريد حسين " بالجزائر العاصمة و مستشفى األمراض العقلية " فرنان حنافي " بتيزي
وزو و مستشفى األمراض العقلية "سيدي شامي " بوهران.
المؤسسة العامة هي مؤسسة إدارية ذات شخصية مستقلة ،و استقالل مالي ،و أوامر
من المحافظ .بلدية أومجموعة بلديات .يتم تحديد المحتوى المادي لمؤسسات المستشفيات العامة
بقرار من الوزير المختص لتحديد االحتياجات الصحية للسكان .و في هذا الصدد ،تتولى على
وجه الخصوص المهام التالية:
-ضمان تنظيم و برمجة توزيع العالج الشفائي و التشخيص و إعادة التأهيل الطبي و
االستشفاء،
أما المؤسسة العمومية للصحة الجوارية فهي مؤسسة ذات طابع إداري تتمتع بالشخصية
المعنوية و االستقالل المالي ،توضع تحت وصاية الوالي وتتكون المؤسسة العمومية الجوارية
من مجموعة عيادات متعددة الخدمات و قاعات العالج تغطي مجموعة من السكان تحدد
المشتمالت المادية للمؤسسة العمومية .للصحة الجوارية و الحيز الجغرافي الصحي الذي يغطي
مجموعة من السكان بقرار من الوزير المكلف بالصحة تتمثل مهام المؤسسة العمومية للصحة
الجوارية في التكفل بصفة متكاملة و متسلسلة فيما يلي:
-عبد الملك الجندي ،الموسوعة الجنائية (اتحاد واشتراك) ،الجزء األول ،ط ،2دار العلم بيروت ،لبنان ،د س ن ،ص.37 1
8
-تشخيص المرض العالج الجواري،2
-المساهمة في ترقية و حماية البيئة في المجاالت المرتبطة بحفظ الصحة و النقاوة و مكافحة
األضرار و اآلفات االجتماعية،
-منصور رحماني ،الوجيز في القانون الجنائي العام (فقه وقضايا) ،ط ،1دار العلAAوم للنشAAر والتوزيAAع ،الجزائAAر ،2006 ،ص 2
.114
9
وتشغيل مستشفى عين تموشين،و المرسوم التنفيذي رقم 384/06لعام 2010في 28أكتوبر
.2006والتي تضمن إنشاء مستشفى عين تموشين .الترك ،دولة وهران وتنظيمها و أعمالها.1
جميع مؤسسات المستشفيات العامة المذكورة أعاله ،سواء تم إنشاؤها قبل أو بعدصدور
األمر التنفيذي رقم 07/140الذي ينظم حالًي امؤسسات المستشفيات العامة ،تشترك في شيء
واحد ،و هو أنلها نفس النص القانوني و نفس القواعد، .و على الرغم من ذلك ،فهي لم يتم
إنشاؤها جميًع ا و ال وفًقا للمرجع و النص التنظيمي العام الذي ينظم هيئات المستشفيات العامة
في الدولة ،أي المرسوم التنفيذي رقم ، 466/97وهو المرسوم السابق والملغي ،أو التنفيذي
المرسوم رقم ، 140/07وهو القانون الحالي المعمول به.
و إنما بعكس ذلك تماما انتهجت السلطات العمومية فيما يخص كل هذه الهيئات
االستشفائية العمومية المذكورة أعاله نظام قانوني خاص بها و مختلف عن باقي الهيئات
العمومية االستشفائية األخرى كالقطاعات الصحية و قت سريان المرسوم التنفيذي رقم
بنوار رشيدة ،االطار القانوني في تسيير المؤسسة العمومية للصحة الجواريAAة ،مAAذكرة ماسAAتر ،قAAانون عAAام ،جامعAAة مسAAتغانم، 3
،2021ص.59
بنوار رشيدة ،المرجع السابق ،ص .62 4
10
97/466أو المؤسسة العمومية االستشفائية المنظمة بالمرسوم التنفيذي رقم 07/140الساري
المفعول ،وخاصة هذه المؤسسات بنظام قانوني جديد أتت به كال لمراسيم التنفيذية المنشئة لها
و المذكورة و هو " المؤسسة العمومية ذات الطابع الخاصEtablissement public à
caractèrespécifiqueغير المعروف في النص المرجعي لمثل هذه الهيئات العمومية أي
القانون رقم 88/01المؤرخ في 12/01/1988يتضمن القانون التوجيهي للمؤسسات العمومية
االقتصادية ، 1وذلك بالرغم من أن كل هذه المراسيم التنفيذية المنشئة لهذه المؤسسات المذكورة
أعاله قد ارتكزت و تأسست على الباب الثالث من هذا القانون الذي وبالرجوع إلى أحكامه ،ال
نجده أبدا منظما للمؤسسة العمومية ذات الطابع الخاص بعكس ما تأسست عليه هذه المراسيم
التنفيذية المنشئة لهذه المؤسسات االستشفائية.
على العكس من ذلك ،يتناول هذا القسم وينظم الهيئات العامة ذات الطابع اإلداري ،و
الهيئات العامة ذات الطابع الصناعي و التجاري ،و الهيئات العامة المحلية ،و مؤسسات
الضمان االجتماعي ،و الجمعيات ،و التعاونيات ،و المجموعات األخرى ،و مراكز البحث و
التطوير .المالحظة نفسها فيما يتعلق بالتقارير العامة المتعلقة باستقالل المؤسسات المفسرة
بموجب القانون ، 88/01التظهر أيًض ا بالنسبة للمؤسسات العامة ذات "الطبيعة الخاصة" على
النحو المحدد في النصوص التنظيمية المنشئة لمؤسسات المستشفيات المذكورة أعاله.2.
فاألكيد في كل ذلك ،هو أن الطبيعة القانونية لهذه المؤسسات جديدة بالنسبة لهيئات
القطاع الصحي ،مع المالحظة أن هذه الطبيعة القانونية قد استعملت من طرف السلطات
العمومية في بعض القطاعات األخرى غير قطاع الصحة3و مهما يكن من أمر فإن هذه المراسيم
التنفيذية المنشئة لمثل هذه المؤسسات االستشفائية العمومية ،كلهاعرفت في مادتها الثانية هذه
الهيئات االستشفائية بنفس التعريف كما يمكن مالحظته من خالل المثالين اآلتيين :عرفت المادة
الثانية من المرسوم التنفيذي رقم 05/459المؤرخ في 30/11/2005يتضمن إنشاء المؤسسة
كما يتضح من هذين المثالين ،فإن التعريفين متطابقان ،وكذلك التعريفات األخرى
المنصوص عليها فياألوامر التنفيذية األخرى التي تنشئ مؤسسات المستشفيات العامة هذه .وفًقا
لهذه النصوص التنظيمية ،اليقتصر مجاال لتجريم و العقاب على حماية األشخاص ،بمن فيهما
ألشخاص المنتمون إلى وظائف معينة ،و الموظفون ،بل يمتد حتى إلى المؤسسات التي يؤدون
فيها هذه الواجبات ،و من بينها المؤسسات و الهياكل الصحية، .والتي ُتعَّر ف بأنها" :مجموعة
من األخصائيين و األطباء وغير الطبيين ،و تدخالت مخدرة منظمة في نمط لخدمة المرضى
الحاليين و المحتملين،و تلبية احتياجاتهم،و االستمرار في تقديم خدماتهم .كمايتم تحديدها .كل
مؤسسة تقدم الرعاية الصحية بشكل مباشر كالمختبرات و اإلدارات الصحية التي تقدم خدمات
1
الدعم و الصيانة طبية"...
تعتبر مؤسسات و هياكل المستشفيات الخاصة جزًء ا أساسًي ا من أي نظام صحي و طني
ألنها ،بصرف النظر عن مؤسسات و هياكل الصحة العامة ،ملتزمة بتقديم أفضل الخدمات
الطبية و العالجية .جميعا لسياسات المتبعة في مجال النهوض بالقطاع الصحي ،و ذلك لجعل
المشرعين الجزائريين ،مثل بقية العالم ،يعترفون بوجوده وأهميته من الناحية القانونية ،كشريك
عبد العزيز حبيب هللا نیاز جودة الصحة األسس النظريAAة والتطAAبيق العلمي) ،بوفيAAة االفAAق للمعلومAAات ،الريAAاض ،2005 ،ص 1
.262
12
وفاعل مهم في مجال الصحة و وكالة الصحة العامة .ويحدد المرسوم كيفية إنشائها و كيفية
تنظيمها و تشغيلها .لذلك نجد أن المشرعين ظم المؤسسات و المؤسسات الصحية الخاصة في
المواد 305إلى 315من القانون رقم 18-11المتعلق بالصحة ،كما ينظم تنظيمها و طريقة
عملها.
المؤسسة االستشفائية الخاصة مؤسسة عالج واستشفاء تمارس فيها أنشطة الطب و
الجراحة بما فيها طب النساء و التوليد و أنشطة االستكشاف،ويجب عليها بالنسبة للتخصص
أوالتخصصات التي تمارسها القيام على األقل باألنشطة اآلتية:1
-الفحص الطبي،
-االستكشاف و التشخيص
-االستعجاالت الطبية أو الطبية الجراحية بما فيها إزالة الصدمات و اإلنعاش و المراقبة،
-االستشفاء.
تتمتع المؤسسة االستشفائية الخاصة بالشخصية المعنوية و توضع تحت المسؤولية الفعلية
و الدائمة لمدير تقني طبيب و تزود بلجنة طبية ،يخضع إنجاز و فتح و استغالل و توسیع و
نقل و غلق و تحويل كلي أو جزئي لكل هيكل أو مؤسسة خاصة للصحة و كذا تجمعها الى
ترخيص من الوزير المكلف بالصحة ،كما يخضع إلى الترخيص من الوزير المكلف بالصحة
كما يجب على المؤسسة االستشفائية الخاصة أن تضمن خدمة دائمة و مستمرة ،ويتعين
على المؤسسة االستشفائية الخاصة اكتتاب تأمين لتغطية المسؤولية المدنية للمؤسسة و
مستخدميها ومرضاها ،يجب أن يثبت المدير الذي يتولى تسيير المؤسسة االستشفائية الخاصة
خبرة مهنية تقدر بخمس ( )5سنوات على األقل.2
تقوم المرافق الصحية أو مرفق الصحة بصفة عامة بمهام جبارة و ذلك تجسيد اللمبدأ
الدستوري الذي يعتمد مجانية العالج و السهر على تغطية هذا القطاع عن طريق نظام
المناوبة ،الشيئ الذي يتطلب إمكانيات كبيرة سواء بشريا أو ماديا ،و مع بداية جائحة كورونا
كوفيد 19في الجزائر بداية مارس 2019إزداد العبء على عمال الصحة و هذا نظرا للتوافد
الكبير لعدد المرضى ،وفي عز هذه الجائحة ازداد االعتداء على المؤسسات الصحية و
مستخدميها مما سرع لخلق حلول ناجعة و فعالة لحماية هذا القطاع ،ولهذا أصدر في العدد 44
-منصور رحماني ،الوجيز في القانون الجنائي العام (فقه وقضايا)( ،ط) ( )2دار العلوم للنشر والتوزيع ،الجزائر ،2006 ،ص 1
.114
-معمر،فرقان الشروع الجريمة بين التشريع العقابي المعاصر والفقه الجنائي اإلسالمي ،مجلة الحقيقة ،جامعAAة عبAAد الحميAAد بن 2
شدد المشرع الجزائري الرغبة في حماية الموظفين كي يتمكنوا من أداء عملهم مما يكفل
السير الحسن والمنظم للمؤسسات و في صدد جرائم االعتداء على األشخاص العاديين بتحديد
نطاق التشديد بالجنح فقط دون الجنايات.2
تعتبر جرائم اإلهانة من الجرائم التي تقع على شرف و مكانة من وقع عليه هذا االعتداء
سواء كان المجني عليه شخصا طبيعيا أو معنويا ،وتعتبر جرائم التعدي من الجرائم التي
تتعرض لها المؤسسات الصحية فتعيقها عن القيام بدورها في تقديم الخدمات الصحية ،و تعطل
هذا المرفق العمومي عن دورها لحيوي ،مؤدية إلى التوقف الكلي أو الجزئي عن عمله بسبب
األفعال التخريبية التي يتعرض لهاهذاالهيكل أو المؤسسة الصحية.
تم تقسيم جرائم اإلهانة و التعدي على المؤسسات الصحية وفقا لألمر رقم 20-01
السالف الذكر إلى جريمتين رئيسيتين و المتمثلتين في جريمة تخريب ممتلكات المؤسسات
الصحية ،أما الجريمة الثانية فتتمثل في جريمة اقتحام المؤسسات الصحية.
تعد جريمة تخريب الممتلكات العقارية للهياكل و المؤسسات الصحية من أخطر الجرائم التي
قد تقع على حق الملكية العقارية.
-1األمر رقم 01- 20المؤرخ في 30يونيو ،2020يعدل و يتمم األمر رقم 156 - 66المؤرخ في 8يونيو سنة 1966
والمتضمن قانون العقوبات.
2فتوح عبد هللا الشاذلي ،جرائم االعتداء على األشخاص واألموال ،د ط ،دار المطبوعات الجامعية ،2002 ،ص .169
15
كما أن طبيعة هذه الجريمة تستدعي التوقف أوال لمعرفة العقار و بالضرورة الملكية
العقارية للمؤسسات الصحية،و التي تعد محل هذه الجريمة و تنصب عليها قبل الخوض في
دراستها.
يعرف العقار على أنه كل شيء مستقر بحيث هو ثابت فيه و ال يمكن نقله منه دون تلف
وكلما غير أن المنقول الذي يضعه صاحبه في عقار يملكه،رصدا على خدمة هذاالعقار أو
استغالله عدا ذلك فهومنقول يعتبر عقار بالتخصص.1
ومن ثم فإن الممتلكات العقارية للهياكل و المؤسسات الصحية هيكل األشياء المستقرة
بحيزها وكلما ال يمكن نقله دون اتالف ومن هذه الممتلكات العقارية للمؤسسات الصحية المباني
المنشآت...الخ.و حتى تقوم جريمة تخريب هذه الممتلكات العقارية التابعة لهذه الهيئات البد من
توفر جملة من األركان و التي يمكن إجمالهاحصرا في:
لكي تقوم المسؤولية الجنائية ال بد من توفر ثالثة أركان أساسية في هذه الجريمة و هي:
يتمثل الركن الشرعي لجريمة تخريب الممتلكات العقارية للمؤسسات الصحية في نص
المادة 149مكرر 2من القسم األول مكرر تحت عنوان جرائم اإلهانة و التعدي على
المؤسسات الصحية و مستخدميها من األمر رقم 2001-200المعدل و المتمم لقانون العقوبات
و التي نصت على مايلي :يعاقب بالحبس من سنتين ( )2الى خمس ( )5سنوات ،وبغرامة مالية
من 200.000دج إلى 500.000دج ،كل من يقوم بتخريب األمالك المنقولة أو العقارية
للهياكل والمؤسسات الصحية.
المادة 683من األمر 5875الصادر في 26سبتمبر 1975المتضمن القانون المدني ،ج ،وعAAدد 78الصAAادرة في 30سAAبتمبر 1
1975المعدل والمتمم.
16
وتكون العقوبة الحبس من ثالث ( )3سنوات الى عشر ( )10سنوات،و الغرامة من
300.000دج إلى 1.000.000دج إذا أدت األفعال إلى التوقف الكلي أو الجزئي للهيكل أو
المؤسسة المهنية أو المصلحة من مصالحها أو عرقلة سيرها أو سرقة عنادها.1
وعليه فإن الركن الشرعي لجريمة تخريب الممتلكات العقارية للهياكل و المؤسسات
الصحية قد نص عليه المشرع الجزائري بصريح لعبارة في هذه المادة.
أ-السلوك المجرم :إن السلوك المجرم في هذه الجريمة،هو فعال لتخريب الذي يقوم به الجاني
على هذها لممتلكات العقارية التابعة للمؤسسات و الهياكل الصحية او لمصلحة من مصالحها،
وبمعنى آخر أن هذا الفعل المنصوص عليه في النص الشرعي قد تجسد في أرض الواقع.
"التخريب هو اإلتالف العشوائي الذي ال يستهدف شيئا معينا بحد ذاته ،فهو تدمير
الشيء و تغيير شكله بحيث يصبح غير صالح للغرض الذي أعد له أو نقصا نقيمته".2
كما يعرفه أيضا الدكتور مأمون سالمة بأنه " كلما من شأنه إفساد الشيء كليا أو جزئيا
بحيث يؤثر على فعاليته لتحقيق الغرض منه ،وعموما فإن التخريب كلما من شأنه تعطيل
االستفادة بالشيء.3
وتجدر اإلشارة إلى أن فعال لتخريب يمكن أن يتم بأي وسيلة كانت على أساس أن
المشرع الجزائري من خالل نصالمادة 149مكرر 2لميحدد الوسائل بال كتفى فقط بذكر فعل
التخريب و بغض النظر عما إذا كان التخريب كليا أو جزئيا.
فاضل خمار الجرائم الواقعة على العقار( ،ط ،)4دار هومة النشر والتوزيع ،الجزائر ،2010ص .72 2
17
وعليه يتحقق السلوك المجرم في جريمة تخريب الممتلكات العقارية للمؤسسات الصحية،
بإتيان الفاعل سلوكا ماديا ينتج عنه ضرر بالممتلكات العقارية التابعة لهذه المؤسسات.1
ومن أمثلة التخريب هدم و كسر نوافذ غرف المرضى ،و بنايات المؤسسة و منشأتها.
بمحل الجريمة :فقد حددتها لمادة 149مكرر 2من نفس األمر و الذي يتمثل في االمالك
العقارية التابعة للهياكل و المؤسسات الصحية او مصلحة من مصالحها ،ومن ثم ال تنصب هذه
الجريمة على المنقوالت ج النتيجة و إضافة إلى كل السلوك المجرم و محل الجريمة يتطلب
حدوث نتيجة و التي عبر عنها المشرع بتخريب االمالك العقارية للهياكل و المؤسسات الصحية
و الذي من شأنه أن يؤدي إلى التوقف الكلي أو الجزئي أو عرقلة سير هذه الممتلكات.2
أو ما يعبر عنه كذلك بالقصد الجنائي ،تصنف جريمة تخريب الممتلكات العقارية
المؤسسات الخاص الصحية ضمن الجرائم المقصودة ،والتي تتطلب القصد الجنائي العام
بعنصريه و القصد الجنائي واللذان يتمثالن في:
أ-القصد الجنائي العام :ويقصد به انصراف ارادة الفاعل إلى ارتكاب الفعل المجرم مع علمه
بكافة العناصر المكونة للركن المادي للجريمة 3أو العناصر الالزمة لوجودها كما حددها
القانون ،ومنها أن يكون الجاني على علم بأنه يخرب عقارات غير مملوكة له بل تابعة للهياكل
و المؤسسات الصحية ،أي يعتدي على أمالك الدولة العقارية .أما إذا انتفى العلم لدى الفاعل
بهذه الصفة وقت ارتكاب السلوك االجرامي التقى القصد الجنائي له ،كما يجب أن تكون ارادته
متجهة إلى اتيان السلوك الجرمي ،ومنه ينتفي القصد الجنائي أيضا إذا كانت إرادة الجاني تحت
ب-القصد الجنائي الخاص :إذا كان القصد الجنائي العام يتمثل في ارادة فعل تخريب العقار
للمؤسسة الصحية و العلم بأن ذلك ممنوع قانونا ،فإن القصد الخاص يتمثل في أن تكون للفاعل
نية التخريب و التعدي على العقار.1
إن الركن المعنوي في جريمة تخريب الممتلكات العقارية للمؤسسات الصحية هو العالقة
النفسية أو الرابط المعنوي بين الجريمة و المجرم ،فالقاعدة في القانون الجنائي تقتضي أن كل
شخص ارتكب فعال مجرما ال يعتبر مذنبا مالم تكن له نية و قصد عمدي في ارتكابها حينها فقط
يمكن اسناد الفعل إلى مرتكبه وفاعله و هذا كقاعدة عامة ،أما االستثناء فان المشرع أحيانا ال
يعتد بالعمد ،إذ يعاقب عل مجرد ـ الخطأ،أي بغض النظر عما إذا كان عمدا أو خطأ.
تعد جريمة اقتحام المؤسسات الصحية من أهم الجرائم التي استحدثهاالمشرع الجزائري
من خالل األمررقم 01-20تحت إطار جرائم اإلهانة و التعدي التي تقع أو تمارس ضد
المؤسسات و الهياكل الصحية.
ولعل أشكال هذه الجريمة تتعدد و تتنوع ،و التي حصرت في هذا القانون السابق الذكر
في جريمتي الدخول للمؤسسات الصحية عنفا ،وجريمة الدخول إلى األماكن المنظمة في
المؤسسات الصحية عنفا ،وهذا ما سيتم التطرق إليه في هذا الفرع:
أحسن بوسقيعة الوجيز في القانون الجزائي الخاص ( الجرائم ضد األشخاص و الجرائم ضد األموال) ،مرجع سابق ،ص .24 4
حمزة شراين ،قوانين الحماية الجزائية الملكية العقارية الخاصة (جريمة التعدي على الملكية العقارية) ،مجلة الباحث األكAAاديمي 1
في العلوم القانونية والسياسية ،المركز الجامعي أفلو باألغواط الجزائر ،2019ص.6
19
1
بالرغم من أن قطاع الصحة بما فيه المؤسسات الصحية مكفول للجميع قانونا و دستورا
،ومن ثم إمكانية دخول الكل الى هذه المؤسسات دون استثناء ،إال أن ذلك يجب أن يكون بصفة
قانونية ،أي عدم التعدي على النظام الداخلي لها ،واحترام ومراعاة كل األنظمة و القوانين التي
توضع في سبيل تنظيم و تسيير هذا المرفق ،أما ما عدا ذلك اوكلما من شأنه االعتداءعلى هذه
القوانين فهو غير جائز قانونا ،خاصة عندما يكون باستعمال العنف القوة" ،أوغيرها من الطرق
الغير نظامية.
بحيث يعتبر العنف" من أكبر المشكالت المهددة ألمن و سالمة المؤسسات الصحية ،كما
أنه يشكل ظاهرة اجتماعية واسعة االنتشار ،أصبحت من خاللها المستشفيات بؤرة لشتى أنواع
هذه االعتداءات. 2
و عليه فإن كل من يقوم بالدخول الى هذه المؤسسات عنفا وبهذه الطريقة ،يكون قد
اقترف و ارتكب فعال مجرما قانونا تحت ما يسمى بجريمة الدخول الى المؤسسات الصحية
عنفا و التي سيتم دراستها على النحو اآلتي بيانه:
كما جرت العادة فإن أركان كل جريمة ثالثة و أركان هذه الجريمة تتمثل في:
جرم بظهر الركن الشرعي لجريمة الدخول الى المؤسسات الصحية عنفا من خالل
النص القانوني الذي ذلك ،و المتمثل في نص المادة 149مكرر 4في الفقرة األولى والتي
جاء فيها مايلي " :يعاقب بالحبس من ستة ( )6أشهر الى ثالث ( )3سنوات و بغرامة من
العادة 35من المرسوم الرئاسي 442-20الصادر في 30ديسمبر 2020المتضمن دسAAتور الجمهوريAAة الجزائريAAة ،جAAرع 82 1
التنمية إدارة الموارد البشرية ،جامعة علي لونيسي 2بالبليدة الجزائر ،المجلد ،8العدد ،2021 ،1ص .163
20
60.000دج إلى 300.000دج كل من دخل باستعمال العنف الى الهياكل و المؤسسات
الصحية.1"...
و عليه إذن فإن النص القانوني هو مصدر التشريع و هو المعيار الفاصل بينما هو مباح
و ما هو غير ذلك "مجرم" تحت طائلة الجزاء و العقاب ،تطبيق المبدأ الشرعية الذي يقضي
بأنه ال جريمة و ال عقوبة او تدابير أمن بغير قانون.2
يتمثل الركن المادي لجريمة الدخول الى المؤسسات الصحية عنفا في:
أ-السلوك المجرم :وهو السلوك الغير قانوني المجسد فعال من طرف الجاني او الفاعل و هو
المظهر له ،و المتمثل في فعل الدخول عنفا الى المؤسسة الصحية او الهيكل الصحي ،و
التعدي عليها الخارجي كرفع السالح على أعوان امن الباب الرئيسي.
و هذا األخير "العنف"" :هو كل خرق باألمر و قلة الرفق به ،و هو ضد الرفق ،و
أعنف الشيء أي أخذه بالقوة.3
كما عرف االستاذ أحسن بو سقيعة أعمال العلف على أنها":تلك األعمال التي تصيب
جسم الضحية دون أن تؤثر عليه او تترك أثرفيه.4"...
أحسن بوسقيعة الوجيز في القانون الجزائي العام( ،ط ،)18دار هومة للنشر والتوزيع ،الجزائر ،2019ص .8 2
ابن منصور لسان العرب( ،دط) ،بيروت الطباعة والنشر ،لبنان ،1956 ،ص .257نقال عن :بنوار رشيدة المرجع السابق. 3
أحسن بوسفيعة الوجيز في القانون الجزائي الخاص( ،الجرائم ضد األشخاص والجرائم ضد األموال) ،مرجع سابق ،ص.49 4
21
رجال األمن الشرطة الحراس و ذلك التمكن من اجتياز الباب الرئيسي لهذه المؤسسة الصحية
او الهيكل الصحي ،إما من طرف المرضى أو مرافقيه من الزوار ،أو من قبل غرباء عن هذا
القطاع الذين اتخذوهم لحالهم و لنشاطاتهم المشكوكة.1
ب-النتيجة :كما تجدر اإلشارة إلى أن جريمة الدخول الى المؤسسات الصحية عنقا من جرائم
النتيجة التي تتمثل في الثمرة و الغاية من ارتكاب الجريمة و التي تجسدت في التمكن من
اجتياز تلك المؤسسة عنقا و الدخول اليها من دون السماح للفاعل بذلك.
إن جريمة الدخول الى المؤسسات الصحية عنفا هي جريمة عمدية ،يتخذ ركلها
المعنوي صورة القصد الجنائي ،و القصد المتطلب لها هو القصد العام و الخاص.
أ-القصد الجنائي العام والذي يفترض فيه علما لمتهم أو الفاعل الذي قام بفعل الدخول باستعمال
العنف الى هذه المؤسسات و الهياكل الصحية أو مصلحة من مصالحها ،بأنها من األماكن
المحمية قانونا و يستحيل الدخول اليها بهذه الطريقة.
كما يتطلب القصد الجنائي كذلك اتجاه إرادة الفاعل الى إتيان هذا الفعل ،فإذا تخلف
العلم و انتفت اإلرادة ال تقوم جريمة الدخول الى المؤسسات الصحية عنفا النتقاء القصد الجنائي
العامل د ى الفاعل أو المتهم.
ب-القصد الجنائي الخاص :إن هذه الجريمة الخاصة التي تتميز بالوسيلة المستعملة فيها و هي
" العنف "بغض النظر عن كيفية او طريقه ذلك ،أو أشكال ذلك العنف ،فإن الجاني يهدف فيها
من وراء فعلته الى كسر قواعد النظام العام ككل و الخاص بهذه المؤسسة الصحية أو الهيكل
الصحي أو أي مصلحة من مصالحها "محل الجريمة فهي على العموم جريمة ال يتصور الخطأ
فيها ،كما ال يمكن أن تكون من غير نية.
22
الفرع الثالث :تسجيل المكالمات أو األحاديث أو التقاط أو نشر الصور أو فيديوهات أو أخبار
أو معلومات على شبكة الكترونية أو مواقع التواصل االجتماعي
لقد نص المشرع على الشكل الثاني من أشكال التعدي على الهياكل و المؤسسات
الصحية في نص المادة 149مكرر 3من األمر رقم،01-20حيث نصت على أنه " :يعاقب
بالحبس من سنتين ( )2الى خمس ( )5سنوات و بغرامة من 200.000دج إلى 500.000
دج كل من يقوم بتسجيل مكالمات أو أحاديث أو التقاط أو نشر صور أو فيديوهات أو أخبار أو
معلومات على موقع أو شبكة الكترونية أو في مواقع التواصل االجتماعي أو بأي وسيلة
أخرى ،قصد اإلضرار أو المساس بالمهنية أو بالسالمة المعنوية ألحد مهني الصحة أو أحد
موظفي أو مستخدمي الهياكل و المؤسسات الصحية أثناء تأدية مهامهم أو بمناسبتها .و تطبق
نفس العقوبة إذا ارتكبت هذه األفعال إضرار بالمرضى و أسرهم أو بالهياكل و المؤسسات
الصحية أو مساسا بالحرمة الواجبة للموتى .و تضاعف العقوبات المنصوص عليها في هذه
المادة ،إذا تم تحوير الصور أو الفيديوهات أو األخبار أو المعلومات بشكل مغرض أو تم
التقاطها خلسة أو في األماكن غير المفتوحة للجمهور بالهيكل أو المؤسسة الصحية أو إذا تم
اخراجها عن سياقها."1
نستخلص من خالل قراءتنا لنص المادة أعاله أن المشرع اعتبر تسجيل المكالمات أو
األحاديث أو التقاط أو نشر الصور أو فيديوهات أو أخبار أو معلومات على شبكة الكترونية أو
مواقع التواصل االجتماعي بمثابة أفعال إجرامية تستوجب العقاب ،و هذا إذا ما ارتكبت هذه
األفعال و كان القصد أو الباعث من وراءها إلحاق الضرر بهذه المؤسسات و الهياكل أو
المساس بسمعتها أو مصداقيتها أو من هيبتها أو التقليل من شأنها أو مكانتها داخل المجتمع
نتيجة وضعيها أو مستوى الخدمات المقدمة من طرفها كالتقاط صور أو فيديوهات لمستشفيات
أو مراكز العالج أو مؤسسات للصحة الجوارية أو قاعات العالج أو مصلحة من مصالح هذه
- 1سعود لعروسي ،جندل خير ،جرائم اإلهانة والتعدي على المؤسسات الصحية ومستخدميها ،مذكرة ماستر ،قانون جنائي،
جامعة الجلفة ،2021 ،ص .23
23
المؤسسات مثل مصلحة اإلستعجاالت أو مصلحة التوليد أو مصلحة العناية المركزة أو مصلحة
األشعة ،و غيرها من المصالح األخرى ،بحيث تنعدم فيها النظافة مثال أو اإلنارة أو الدقة ،أو
نشر أخبار كاذبة أو مغلوطة عن غياب الطاقم الطبي أو الشبه طبي أو غياب األطباء
المتخصصين في مرض معين مثال ،أو انعدام األجهزة و المعدات الطبية أو تعطلها كانعدام
جهاز السكانر مثال ،حيث رصد المشرع لهذه األفعال عقوبات جزائية صارمة و ذلك من
خالل تكيفيه لهذه األفعال على أنها جنح ،و التي رصد لهاعقوبات تتناسب مع خطورتها
اإلجرامية.
كما ضاعف المشرع هذه العقوبات في حالة ما إذا تم تحوير هذه الصور أو الفيديوهات
أو األخبار أو المعلومات بشكل مغرض ،أو بالزيادة أو النقصان ،أو تم التقاطها خلسة أو
األماكن غير المفتوحة للجمهور ،أو إذا تم اخراجها عن سياقها ،وهذه األفعال اإلجرامية
تستوجب القصد الخاص حيث استعمل المشرع مصطلحات تفيد ذلك مثل " قصد اإلضرار " و"
تحوير " و" إخراجها عن سياقها " ،و عليه نستخلص أن الهدف من هذه األفعال هو ضر
بمصداقية و سمعت و مهنية هذه المؤسسات.
باإلضافة الى تغليط الرأي العام و زرع الشك في نفوس المرضى و أسرهم و هز الثقة
فيها ،و نشر الفوضى داخل المجتمع.
الفرع الثالث :الدخول الى المؤسسات و الهياكل الصحية باستعمال العنف .لقد نص
المشرع على شكل أخر من أشكال التعدي على المؤسسات و الهياكل الصحية في نص المادة
149مكرر 4من األمر رقم ،101-20و التي جاء فيهاأنه" :يعاقب بالحبس من سنة ( )6أشهر
الى ثالث ( )3سنوات و بغرامة من 60.000دج إلى 300.000دج ،كل من دخل باستعمال
العنف الى الهياكل أو المؤسسات الصحية و تكون العقوبة الحبس من سنتين ( )2الى خمس ()5
من خالل استقراءن النص المادة أعاله نستكشف أن الدخول الى المؤسسات و الهياكل
الصحية باستعمال العنف يعتبر شكل من أشكال التعدي على هذه األخيرة ،و هو ما اعتبره
المشرع فعال إجراميا يستوجب العقاب عليه ،و منه تأخذ هذه األفعال المجرمة وصف الجنحة
والتي عقوبتها الحبس من سنة ( )6أشهر إلى ثالث ( )3سنوات و الغرامة من 60.000دج
إلى 300.000دج بحيث كل استعمال للعنف بأي شكل من األشكال سواء كان ماديا أو
معنويا ،أو كان لفظيا أو جسديا ،أو إياستعمال للقوة أو التهديد باستعمالها من أجل الدخول الى
أي مؤسسة أو هيكل صحي مهما كان نوعه أو طبيعته يشكل فعال جرامي يعاقب عليه القانون ،
كما نجد أن المشرع شدد من هذه العقوبات في حال ما إذا تم الدخول الى هذه المؤسسات و
الهياكل باستعمال العنف إذا كانت ذات الدخول المنظم ،وعليه كل عد ما حترام للمذكرات
المصلحية و التعليمات الداخلية و القوانين المنظمة للدخول لهذه األماكن و أوقات االستقبال و
أوقات الزيارات يشكل صورة من صور التعدي على هذه المؤسسات و الهياكل ،و عليه كل
من يدخل أو يحاول الدخول لألماكن الغير مسموح الدخول لها من طرف عامة الناس أو عدم
التقيد بالتعليمات الخاصة بالدخول و الزيارة لهذه األماكن يعتبر فعله هذا فعال إجراميا يعاقب
عليه القانون بالعقوبات المنصوص عليها في الفقرة الثانية من 149مكرر 4المذكورة أعاله.1
و قد يكيف فعل الدخول الى المؤسسات والهياكل الصحية باستعمال العنف على أنه
جناية ،و هذاحسبما ورد في نص المادة 149مكررة من األمر رقم ،01-20بحيث تصل
العقوبة على هذا الفعل اإلجرامي الى خمسة عشر ( )15سنة سجن او الغرامة الى
،1.500.000و هذا في حال ما إذا تم الدخول الى هذه األماكن باستعمال العنف ،وذلك إذا
اقترن هذا الدخول بظرف فترات الحجر الصحي أو خالل وقوع كارثة طبيعية أو بيولوجية أو
تكنولوجية أو غيرها من الكوارث ،أو إذا كان القصد من وراء هذه الدخول النيل من مصداقية
25
الهياكل الصحة و مهنيتها ،كما أنه تصبح العقوبة بخصوص الجرائم المنصوص عليها في
المواد 149مكرر 2و 149مكرر 3السجن من عشر ( )10سنوات الى عشرين ( )20سنة ،
و الغرامة من 1.000.000دج إلى 2.000.000دج ،إذا ارتكبت في إطار جماعة ،أو إثر
خطة مدبرة ،أو بعد الدخول الى الهيكل أو المؤسسة الصحية باستعمال العنف أو يحمل أو
استعمال هو هذا حسبما ورد في نص المادة 149مكرر 6من األمر رقم .01-20
أما فيما يخص إجراءات المتابعة لهذه الجرائم فإنه يمكن أن تباشر النيابة العامة
إجراءات المتابعة الجزائية تلقائيا في الجرائم المنصوص عليها في هذا القسم ،كما يمكن أن
تحل الدولة أو المؤسسة الصحية المستخدمة محل ضحية الجرائم المنصوص عليها في هذا
القسم ،للمطالبة بالتعويض ،و هذا بحسب ما ورد في نص المادة 149مكرر 13من األمر
السالف الذكر ،لم يكتفي المشرع الجزائري بتقريره المسؤولية الجزائية للشخص الطبيعي بلذهب
أبعد من ذلك من خالل تقريره المسؤولية الجزائية للشخص المعنوي الذي يثبت ارتكابه إحدى
الجرائم المنصوص عليها في هذا القسم ،و ذلك حسب نص المادة 149مكرر 14من األمر
رقم .01-20
26
المطلب الثاني :العقوبات االصلية والتكميلية
مثل هذه الجرائم ليس لها أي إجراءات خاصة من حيث التعقب و التحقيق ،لذلك تنطبق
المبادئ العامة للتعامل مع القضايا و التحقيق المنصوص عليها في قانون اإلجراءات الجنائية
الحالي.1
أما الجزاء أو العقاب فهو يختلف مع اختالف الفعل أو ظروفه على النحو التالي:
حسب نص المادة 149مكرر 2من األمر رقم 2013-20فإن العقوبات األصلية لهذه
تتمثل فيه:أ-الحبس:من سنتين ( )2الى خمس سنوات ( )5وذلك في الفقرة األولى من نفس
المادة.
ب-الغرامةالمالية:يعاقب الفاعل إضافة إلى عقوبة الحبس بغرامة مالية تتراوح قيمتها من
200.000دج إلى 500.000دج.
وتنقسم إلى:
أ-العقوبات التكميلية اإلجبارية :وتم اعتبارها كذلك من خالل المصطلح "يحكم الوارد في نص
المادة 149مكرر 9تتمثل هذه العقوبات في:
األمر 15-66الصادر في 8جوان 1966المتضمن قانون اإلجراءات الجزائية ،جمر عدد 48الصAAادرة في 10جAAوان 1966 1
المعدل المتمم.
27
-1الحكم بمصادرة األجهزة و البرامج و الوسائل المستعملة في ارتكاب الجريمة.
-2إغالق الموقع االلكتروني أو الحساب االلكتروني الذي ارتكبت به الجريمة أو جعل الدخول
إليه غير ممكن أو إغالق محل أو مكان االستغالل إذا كانت الجريمة قد ارتكبت بعلم مالكه و
كل هذه العقوبات التكميلية اإلجبارية تراعى فيها دائما حقوق الغير حسن النية.1
تتمثل في:
-1الحجر القانوني،
-3تحديد اإلقامة،
-6اغالق المؤسسة،
-11المنع من اإلقامة،
28
-12نشر او تعليق حكم او قرار اإلدانة.1
و إضافة الى تلك العقوبات الموجودة في نص المادة السابقة الذكر التي أحالتنا اليها
المادة 149مكرر من خالل عبارة دون اإلخالل بالعقوبات التكميلية المنصوص عليها في هذا
القانون" نصت هذه األخيرة عالوة على ذلك على مجموعة من العقوبات التكميلية األخرى و
المتمثلة في:
-1إمكانية حرمان المحكوم عليه بسبب ارتكاب جريمة تخريب االمالك العقارية للمؤسسات
الصحية من استخدام أي شبكة الكترونية أو منظومة معلوماتية او أي وسيلة من وسائل
التكنولوجيا المعلوماتية و االتصال لمدة ثالث ( )3سنوات تسري ابتداءا من يوم انقضاء العقوبة
األصلية أو االفراج عن المحكوم عليها و من تاريخ سيرورة الحكم نهائي ابالنسبة للمحكوم عليه
غير المحبوس.
وهي في هذه الصور تتغير العقوبات السالبة للحرية و العقوبات المالية و هي كمايلي:
أ-في حالهما إذا أدت هذه االفعال التخريبية إلى التوقف الكلي أو الجزئي للهيكل أو المؤسسة
الصحية المعنية أو المصلحة من مصالحها أو عرقلة سيرها او الى سرفه عن ادا لعقارفتصبح:
ب-حالة ارتكاب الجريمة خالل فترات الحجر الصحي أو خالل وقوع كارثه طبيعية أو
بيولوجية أو غيرها من الكوارث فتكون العقوبة كاالتي:
المادة 9من األمر رقم 166-06الصAAادر في 08جAAوان 1966المتضAAمن قAAانون العقوبAAات ،ج ر ،عAAدد 49الصAAادرة في 11 1
29
-2الغرامة المالية:تتراوحبين 500.000دجإلى 1.500.000دج.1
ج-حالة ارتكاب الجريمة في إطار جماعة أو إثر خطة مدبرة ،أو بعد الدخول الى الهيكل أو
المؤسسة الصحية باستعمال العنف أو بحمل السالح وتكون كما يلي:
ب-حاله العود كذلك تضاعف فيها العقوبات ،ويعتبر هذا الظرف من أهم صور التشديد في
الجرائم ككل و جريمة تخريب الممتلكات العقارية للمؤسسات الصحية بصفة خاصة ،و التي تم
النص عليه في المادة هذه المادة العقوبات 149مكرر 12من نفس القانون ،غير أن المشرع في
هذا ظرف لم يحدد بالضبط بل ذكرمصطلح تضاعف فقط.
في هذه الحالة يعاقب المحرض على ارتكاب جريمة تخريب الممتلكات العقارية
المؤسسات الصحية بالعقوبات المقررة للفاعل (المحرض) ،بأي وسيله كان هذا التحريض على
ارتكاب الجريمة.3
في هذا الصدد ،فإن التحريض هو نشاط يقوم به شخص يعرف بالمحرض على شخص
آخر يكون محرًض ا ،بهدف حمله على ارتكاب جريمة معينة ،ال ينوي هذا األخير أو يفكر في
ارتكابها .الوقت هو التصرف بأي وسيلة يحددها القانون .في القانون الجنائي ،على سبيل المثال
،يتجلى ذلك في الهدايا أو الوعود ،أو التهديدات بإساءةا ستخدام السلطة أو السلطة ،أو
االحتيال أو االحتيال الجنائي.4
30
خامسا :الشروع في ارتكاب الجريمة
يعاقب على الشروع في هذه الجريمة بنفس العقوبات المقررة للجريمة التامة و ذلك
بصريح العبارة القانونية.1
والمقصود بالشروع في قانون العقوبات كل محاوالت الرتكاب جناية تبتدأ بالشروع في
التنفيذ أو بأفعال ال لبس فيها تؤدي مباشرة الى ارتكابها تعتبر كالجناية نفسها إذا لم توقف أو لم
يخب أثرها اال نتيجة لظروف مستقلة عن إرادة مرتكبها حتى و لو لم يكن بلوغ الهدف
المقصود بسبب ظرف مادي يجهله مرتكبها.2
و يشار في تعريف القانون إلى أنها جناية ،أما بالنسبة للشروع في جنحة كجريمة
إتالف عقار لمؤسسة صحية ،فإن عقوبة الشروع مبنية على نص واضح في القانون .القانون
الوارد في المادة 149مكرر من األمر 11المذكور أعاله .يعد لقانون العقوبات و يكمل على
النحو التالي" :يعاقب على الشروع في ارتكاب جنحة بموجب هذا البند بالعقوبة المقررة للجريمة
كاملة".
إن العقوبات المقررة لجريمه تخريب الممتلكات المنقولة للمؤسسات الصحية بنوعيها هي
نفسها ما أقرها المشرع الجزائري لجريمه تخريب الممتلكات العقارية و التي يمكن إجمالها فيما
يلي:
وهي كاالتي:
31
أ-الحبس:من سنتين ( )2الى خمس ( )5سنوات.
وتجدر اإلشارة إلى أن المشرعين لم يحددوا في هذه المادة الوسائل المستخدمة في
التخريب ،وترك األمر للقاضي المعني ،مع مالحظة أن المادة 395من قانون العقوبات
واألحكام الالحقة لنوع الوسائل المستخدمة بغض النظر عن الحريق ،انفجار أو أي وسيلة
أخرى
بعضها إلزامي (إلزامي) ،أي أن القاضي مجبر على إصدار حكم بشأنها كعقوبة إضافية
باإلضافة إلى العقوبة األصلية ؛ بعضها اختياري (مسموح به) ،وتعود سلطة الحكم أو عدم
الحكم إلى القاضي.
إضافة إلى العقوبات األصلية هنالك عقوبات تكميلية تم النص عليها في المادة 9من
قانون العقوبات الجزائري و التي جاء فيها ما يلي :العقوبات التكميلية هي:
-1الحجر القانوني،
-3تحديد اإلقامة،
-4المنع من اإلقامة،
32
-7إغالق المؤسسة،
1
12-نشر او تعليق حكم قرار اإلدانة.
كما نصت المادة 149مكرر على عدد من العقوبات التكميلية األخرى التي تحرم
المحكوم عليه من إمكانية استخدام أي شبكة إلكترونية أو نظام معلومات أو أي وسيلة من
وسائل تكنولوجيا المعلومات و االتصاالت لمدة أقصاها ثالث سنوات ( )3سنوات ،تحتسب من
تاريخ انتهاء العقوبة األصلية أو تاريخ اإلفراج بعد قضاء العقوبة أو تاريخ الحكم النهائي على
الجاني الذي لم يسجن.
وتتمثل في:
-2الحكم بإغالق الموقع االلكتروني او الحساب االلكتروني الذي ارتكبت به أفعال تخريب
المنقوالت أو جعل الدخول إليه غير ممكن.
-3إغالق محل اومكان االستغالل إذا كانت الجريمة قد ارتكبت بعلم مالكه
33
وكل هذا مع مراعاة حقوق الغير حسن النية.1
تتمثل الظروف المشددة للعقوبات في هذه الجريمة في نفس الظروف المشددة لجريمة
تخريب الممتلكات العقارية و هي كاآلتي:
أ-حالة النتيجة الناجمة عن فعل التخريب فإذا أدت هذه االفعال الى التوقف الكلي أو الجزئي
للمنقول أو عرقلة سير الهيكل أو المؤسسة الصحية ،سنكون في هذه الحالة أمام ظرف تشديد
بسبب جسامة و خطورة هذه الممارسات التخريبية و ما تأثره من نتائج سلبية على حسن سير
المرفق فتكون العقوبة كما يلي:
ب-حالة ارتكاب األفعال التخريبية في جماعة ،أو عن طريق خطة مديرة ،أو بعد الدخول إلى
المؤسسة و الهيكل الصحي عنفا او عن طريق حمل السالح او استعماله ،و ذلك راجع الى
خطورة الفاعلين و هي كاآلتي:
3
-2الغرامةالمالية 1.000.000 :دج إلى 2.000.000دج.
34
ج-حالة ارتكاب الجريمة خالل فترات الحجر الصحي او خالل وقوع كارثة طبيعية ...أو
غيرها و بسبب التشديد هنا يعود الى خطورة األوضاع السائدة في تلك الفترات ،أو إذا ارتكبت
قصد النيل من مصداقية الهياكل و المؤسسات الحية و لمهنيتها فتصبح كما يلي:
ب-حالة العود الذي تضاعف فيه كذلك العقوبات حسب نص المادة 149مكرر 12من قانون
العقوبات المعدل و المتمم.
يعاقب القانون على التحريض على ارتكاب جريمة تخريب الممتلكات المنقولة
للمؤسسات الصحية بنفس العقوبات المقررة الفاعل و بأي وسيلة كان هذا التحريض ،حسبما
نصت عليه المادة 149مكرر 10من نفس القانون.
ويقصد بالشروع في الجريمة هنا المرحلة التي تأتي بعد مرحلتي التفكير في الجريمة و
التحضير لها و الحديث عن الشروع في الجريمة في التشريع العقابي المعاصر قائم على البدأ
2
في تنفيذها و عدم العدول االختياري عن اتمامها.
وعليه و حسب نص المادة 149مكرر 11فإنه يعاقب قانونا على الشروع في ارتكاب
جريمة تخريب الممتلكات المنقولة للهياكل و المؤسسات الصحية.
معمر،فرقان الشروع الجريمة بين التشريع العقابي المعاصر والفقه الجنائي اإلسالمي ،مجلAAة الحقيقAAة ،جامعAAة عبAAد الحميAAد بن 2
جاء في التشريع الجزائري جملة من النصوص القانونية تجرم االعتداء على الملكية
العقارية بصفة عامة ،كما شدد على حماية المؤسسات الصحية ومستخدميها ما عجل بظهور
قانون جديد جاء بعد جائحة كورونا هذه األخيرة التي خلفت الكثير من االعتداءات على القطاع
الصحي.
عمل المشرع الجزائري على تجريم كل ما يمس بقطاع الصحة حيث سارع بسن قوانين
وتنظيمها من شأنها حماية هذا القطاع وهذا ما جاء في األمر .01-22
36