Professional Documents
Culture Documents
BFDA Volume 32 Issue 1 Pages 187-314
BFDA Volume 32 Issue 1 Pages 187-314
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
) (١اﻷﻣراض اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ واﻟﻌﻘﻠﯾﺔ ﻟﻠدﻛﺗور /أﻧور ﺣﻣودﻩ اﻟﺑﻧﺎ ،ص ٥دار اﻟﻔﻛر اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻲ.
١٨٧
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
؛ ﻷن اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟزوﺟﯾﺔ ﯾﺗﺣﻛم ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺟﻬﺎز اﻟﻌﺻﺑﻰ اﻟذاﺗﻰ اﻟذى ﺗﺗﺄﺛر وظﺎﺋﻔﻪ
ﺑﺎﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ اﻟﺗﻰ ﺗؤدى إﻟﻰ اﺿطراب اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﺟﻧﺳﯾﺔ ) ،(١واﻟﺗﻰ ﺗﻌﺗﺑر
اﻟﻣﻘﺻد اﻷﺳﺎﺳﻰ ﻟﻌﻘد اﻟزواج ،وﯾؤدى اﺿطراﺑﻬﺎ إﻟﻰ ﺗﻬدﯾد اﻟﺣﯾﺎة اﻟزوﺟﯾﺔ،
وﺳوف أﻋرض ﻓﻰ ﻫذا اﻟﺑﺣث ﻷﺛر اﻷﻣراض اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ واﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻓﻲ إﻧﻬﺎء ﻋﻘد
اﻟﻧﻛﺎح ﺑﺎﻟطﻼق أو اﻟﻔﺳﺦ ٠
) (١اﻷﻣراض اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ وﺗﺄﺛﯾرﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺣﯾﺎة اﻟزوﺟﯾﺔ د /ﻣﺣﻣد اﻟدﯾﺎس ،ﻣﺟﻠﺔ ﻗﻠب اﻷرض
اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ٠
١٨٨
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
ﻣﻧﻬﺞ اﻟﺑﺣث:
ﻟﻘد اﺗﺑﻌت اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻻﺳﺗﻘراﺋﻲ اﻟﺗﺣﻠﯾﻠﻲ ،ﻓﻘﻣت ﺑﺎﺳﺗﻘراء اﻟﻧﺻوص اﻟﻔﻘﻬﯾﺔ ذات
اﻟﺻﻠﺔ ﺑﻣوﺿوع اﻟﺑﺣث ،ﺛم ﻗﻣت ﺑﺗﺻﻧﯾﻔﻬﺎ وﺗرﺗﯾﺑﻬﺎ وﻓق اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﻌﻠﻣﻲ ،ﺛم
ﻋﻣﻠت ﻋﻠﻲ ﺗﺣﻠﯾﻠﻬﺎ ﻓﻣﯾزت ﺑﯾﻧﻬﺎ وأوﺿﺣت ﻣدﻟوﻻﺗﻬﺎ وﻣﻌﺎﻧﯾﻬﺎ وﺻوﻻ إاي
اﺳﺗﺑﺎط اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺟزﺋﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻣوﺿوع اﻟﺑﺣث ﻣﻧﻬﺎ.
ﺧطﺔ اﻟﺑﺣث:
ﻗﺳﻣت اﻟﺑﺣث إﻟﻲ ﻣﻘدﻣﺔ وأرﺑﻌﺔ ﻣﺑﺎﺣث وﺧﺎﺗﻣﺔ:
اﻟﻣﻘدﻣﺔ :أﻫﻣﯾﺔ اﻟﺑﺣث ،وأﻫداﻓﻪ ،وﻣﻧﻬﺟﻪ ،وﺧطﺗﻪ.
اﻟﻣﺑﺣث اﻷول :ﻣﻔﻬوم اﻷﻣراض اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ واﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻟطب اﻟﻧﻔﺳﻲ وﻋﻧد
اﻟﻔﻘﻬﺎء.
وﻓﯾﻪ ﺛﻼث ﻣطﺎﻟب :اﻟﻣطﻠب اﻷول :اﻷﻣراض اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ واﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻟطب
اﻟﻧﻔﺳﻲ.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻷﻣراض اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ واﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻋﻧد اﻟﻔﻘﻬﺎء.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث :اﺧﺗﻼف أﺛر اﻟﻣرض اﻟﻌﻘﻠﻲ واﻟﻧﻔﺳﻲ ﺑﺎ ﺧﺗﻼف درﺟﺔ ﺗﺄﺛﯾرﻩ.
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ :أﺛر اﻷﻣراض اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ واﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻓﻲ إﻧﻬﺎء ﻋﻘد اﻟﻧﻛﺎح
ﺑﺎﻟطﻼق:
وﻓﯾﻪ ﺗﻣﻬﯾد وﺧﻣﺳﺔ ﻣطﺎﻟب :اﻟﺗﻣﻬﯾد :ﻣﻘﺎﺻد اﻟﻧﻛﺎح.
اﻟﻣطﻠب اﻷول :ﺗزوﯾﺞ اﻟﻣرﯾض اﻟﻌﻘﻠﻲ واﻟﻧﻔﺳﻲ.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﻛﻔﺎءة ﻓﻲ اﻟﻌﻘل.
١٨٩
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
اﻟﻣطﻠب اﻷول
١٩٠
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
ﻣن اﻟﯾﺳﯾر ﻋﻠﻰ طﺑﯾب اﻷﻣراض اﻟﻌﺿوﯾﺔ اﻛﺗﺷﺎف وﺗﺣدﯾد اﻟﻣرض ،أﻣﺎ
اﻷﻣراض اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ واﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻓﯾﺻﻌب ﻋﻠﻰ اﻟطﺑﯾب ﺗﺣدﯾدﻫﺎ ؛ ﻷﻧﻪ ﯾﺣﺎول اﻟﺗﺳﻠل
إﻟﻰ ﻧﻔس اﻟﻣرﯾض ﻟﯾﺷﺧص اﻟﻣرضٕ ،وان ﻛﺎن ﺣدوث اﺧﺗﻼل ﻓﻰ اﻟﺗﻔﻛﯾر أو
اﻟﻣﺷﺎﻋر واﻟﺳﻠوك ﯾﺟﻌل اﻟطﺑﯾب ﯾﺗوﻗﻊ وﺟود اﻟﻣرض اﻟﻌﻘﻠﻰ أو اﻟﻧﻔﺳﻰ،
ﻓﺎﻟﻣرض اﻟﻧﻔﺳﻰ ﯾﺑﺗدئ ﻋﻧد ﺗﻐﯾر اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ﻟﻠﻣرﯾض ،واﻷﻣراض
اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ ،واﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ،ﺗﻧﻘﺳم إﻟﻰ ﻗﺳﻣﯾن:
ﻣرض اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ –
ﻣرض اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ – اﻟذﻫﺎن ٠ -اﻟﺛﺎﻧﻰ :اﻷ ا
اﻷول :اﻷ ا
اﻟﻌﺻﺎب ٠-
أوﻻ :اﻟذﻫﺎن :وﻫو اﺿطراب ﻋﻘﻠﻰ ﺧطﯾر ،ﯾؤدى إﻟﻰ ﺗﻌطﯾل اﻹدراكٕ ،واﺣداث
ﺧﻠل ﺷدﯾد ﻓﻰ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ،واﻟﻌﺟز ﻋن رﻋﺎﯾﺔ اﻟﻧﻔس ٕواﻋﺎﻗﺔ اﻟﻧﺷﺎط اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻰ،
وﯾؤدى إﻟﻰ ﺗﻔﻛﯾك اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ،وﻻ ﯾﻌﻰ اﻟﺷﺧص أﻧﻪ ﻣرﯾض ) :(١وﯾﻧﻘﺳم
اﻟذﻫﺎن إﻟﻰ ﻧوﻋﯾن:
) (١اﻷﻣراض اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ واﻟﻌﻘﻠﯾﺔ واﻻﺿطراﺑﺎت اﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ ﻋﻧد اﻷطﻔﺎل ص ،١٢٠ﻟﻠدﻛﺗور /ﻋﺑد
اﻟﻣﺟﯾد اﻟﺧﻠﯾدي اﻷﻣﯾن اﻟﻌﺎم اﻟﻣﺳﺎﻋد ﻟﻸطﺑﺎء اﻟﻧﻔﺳﯾﯾن اﻟﻌرب و د /ﻛﻣﺎل ﺣﺳﯾن وﻫﺑﻲ
ﺑﺎﺣث وأﺳﺗﺎذ ﺟﺎﻣﻌﻲ ،دار اﻟﻔﻛر ﺑﯾروت اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ١٩٩٧م ،ﻣوﺳوﻋﺔ اﻟﻣﻠك ﻋﺑد
اﷲ ﺑن ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠﻣﺣﺗوى اﻟﺻﺣﻰ واﻟﺷﺋون اﻟﺻﺣﯾﺔ و ازرة اﻟﺣرس اﻟوطﻧﻰ،
اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﺳﻌودﯾﺔ ،اﻟرﯾﺎض ،اﻟﺷﺋون اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟﺣرس اﻟوطﻧﻰ ،ﻣدﯾﻧﺔ ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز
اﻟطﺑﯾﺔ ٠ﺗﻌرﯾف اﻟذﻫﺎن :ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺻﺣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﻣﻛﺗب اﻹﻗﻠﯾﻣﻲ ﻟﻠﺷرق اﻷوﺳط
اﻟﻣواﺿﯾﻊ اﻟطﺑﯾﺔ ،ﻣﻘﺎﻟﺔ ﺧﺎﺻﺔ ) اﻟذﻫﺎن اﻟﺛﺎﻧوي ﻣواﻛﺑﺔ ﻟﻠﺟدﯾد ( اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠطب
اﻟﻧﻔﺳﻲ اﻟﻧﺎطﻘﺔ ﺑﺎﺳم اﻟﺟﻣﻌﯾﺔاﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠطب اﻟﻧﻔﺳﻲ اﻟﻣﺟﻠد اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻋﺷرﻓﺑراﯾر ،٢٠١٣
اﻟﻧﺎﺷر ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﺷرﻛﺔ اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ،ش -م-ل.
١٩١
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
) (١اﻟﻧﻔس اﻟﺑﺷرﯾﺔ -ﺗﻛوﯾﻧﻬﺎ ،-واﺿطراﺑﺎﺗﻬﺎ ،وﻋﻼﺟﻬﺎ ،اﻟدﻛﺗور /ﻋﻠﻲ ﻣﺎﺿﻲ أﺳﺗﺎذ ﻋﻠم
اﻟﻧﻔس ﻓﻲ اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻠﺑﻧﺎﻧﯾﺔ وﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﯾروت اﻟﻌرﺑﯾﺔ ص ،٣٣٣دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ
ﺑﯾروت ،اﻷﻣراض اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ واﻟﻌﻘﻠﯾﺔ د /ﻣﺎﺟد ﺣﺑﯾب ،ﻣﺟﻠﺔ اﻧﺗرﻧﺎﺷﯾوﻧﺎل ،ﻣﺟﻠﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
دوﻟﯾﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﺗﺻدر ﻣن ﻟﻧدن ﺷﻬرﯾﺎ ،اﻷﻣراض واﻻﺿطراﺑﺎت اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ ) اﻟذﻫﺎﻧﯾﺔ ( د/
ﺣﺳﺎم ﻣﺣﻣﻣود زﻛﻲ ﻣﺗﺧﺻص ﻓﻲ اﻟﺻﺣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ واﻹرﺷﺎد واﻟﻌﻼج اﻟﻧﻔﺳﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ
اﻟﻣﻧﯾﺎ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗرﺑﯾﺔ
) (٢ﻧظرﯾﺎت اﻹرﺷﺎد واﻟﻌﻼج اﻟﻧﻔﺳﻲ ﺗﺄﯾف س.ه .ﺑﺎﺗرﺳون ﺗرﺟﻣﺔ د/ﺣﺎﻣد ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز
اﻟﻔﻘﻲ ص ١٩٣داراﻟﻘﻠم ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ اﻟﻛوﯾت اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،١٩٩٠ - ١٤١٠ﺗﺻدع
اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﻓﻲ ﻧظرﯾﺎت ﻋﻠم اﻟﻧﻔس ﺗﺄﻟﯾف ﯾوﺳف ﺣﺟﻲ ص ٢١٥اﻟﻬﯾﺋﺔاﻟﻌﺎﻣﺔ = =ﻟﻠﻛﺗﺎب
،١٩٨٦ﺑﺣث ﺷﺎﻣل ﻋن اﻷﻣراض اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ أﺳﺑﺎﺑﻬﺎ ،أﻋراﺿﻬﺎ ،ﻋﻼﺟﻬﺎ ،د /أﺣﻣد ﺳﻌﯾد
اﺳﺗﺷﺎرى اﻟطب اﻟﻧﻔﺳﻰ دﻛﺗوراﻩ اﻟطب اﻟﻧﻔﺳﻰ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﯾن ﺷﻣس ،ﻣﻧﺗدى ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق
ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻣﻧﺻورة ،اﻟﻣرأة ٕواﺿراﺑﺎﺗﻬﺎ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ واﻟﻌﻘﻠﯾﺔ ‘د /ﻣﺣﻣد ﺣﺳن ﻏﺎﻧم ص،١٢٤
دار إﯾﺗراك ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ اﻟﻘﺎﻫرة ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ.
١٩٢
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
١٩٣
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
١٩٤
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
ﺣد ﻛﺑﯾر ،ﻓﺄﻋراض ﺗرﺗﺑط اﻷﻣراض اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ واﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣرض اﻟﻌﺿوى إﻟﻰ ٍ
اﻷﻣراض اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻗد ﺗﻛون ﻣن ﻣﺳﺑﺑﺎت اﻟﻣرض اﻟﻌﺿوى أو ﺗﻛون ﻣﻧﺑﻬﺎً إﻟﻰ
وﺟودﻩ ،ﻓﻬﻧﺎك ارﺗﺑﺎط ﺑﯾن اﻟﻘﻠق واﻻﻛﺗﺋﺎب وﻗﺻور اﻟدورة اﻟدﻣوﯾﺔ ،وﻗد ﯾﻛون
اﻻﻛﺗﺋﺎب ﻣﺻﺎﺣﺑﺎ ﻷﻣراض اﻟﻣﻌدة ) (٢وﻫﻛذا ٠
) (١ﻧظرﯾﺎت اﻹرﺷﺎد واﻟﻌﻼج اﻟﻧﻔﺳﻲ ص ،١٩١ ،١٩٠اﻻﻛﺗﺋﺎب اﺿطراب اﻟﻌﺻر اﻟﺣدﯾث،
ﻓﻬﻣﻪ وأﺳﺎﻟﯾب ﻋﻼﺟﻪ د /ﻋﺑد اﻟﺳﺗﺎر اﺑراﻫﯾم ،ﻋﺎﻟم اﻟﻣﻌرﻓﺔ ،ﺳﻠﺳﻠﺔ ﻣن ﻛﺗب ﺛﻘﺎﻓﯾﺔ
ﺷﻬرﯾﺎ ﯾﺻدرﻫﺎ اﻟﻣﺟﻠس اﻟوطﻧﻰ ﻟﻠﺛﻘﺎﻓﺔ واﻟﻔﻧون واﻵداب ،اﻟﻛوﯾت ،١٩٩٠ ،١٩٢٣ص
٠ ٦١
) (٢اﻷﻣراض اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ واﻟﻌﻘﻠﯾﺔ واﻻﺿطراﺑﺎت اﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ ﻋﻧد اﻷطﻔﺎل ص ٩٧
١٩٥
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
)(١
(٥اﻟﻣرﯾض اﻟﻧﻔﺳﻰ ﻣﺳﺋول ﻋن ﺗﺻرﻓﺎﺗﻪ ﺑﺧﻼف اﻟﻌﻘﻠﻰ ٠
ﺑﻌد ﻫذﻩ اﻹطﻼﻟﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻرة ﻋﻠﻰ ﻣﻔﻬوم اﻟﻣرض اﻟﻧﻔﺳﻲ واﻟﻌﻘﻠﻲ ﻋﻧد ﻋﻠﻣﺎء
اﻟﻧﻔس واﻟطب اﻟﻧﻔﺳﻲ أﺑﯾن ﻓﻲ اﻟﻣطﻠب اﻟﺗﺎﻟﻲ ﻣﺎ ذﻛرﻩ اﻟﻔﻘﻬﺎء ﺑﺷﺄن اﻷﻣراض
اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ واﻟﻌﻘﻠﯾﺔ.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻰ
واﻟﻌﻘل ﻟﻐﺔ :اﻟﻣﻧﻊ ؛ ﻷﻧﻪ ﯾﻣﻧﻊ ﺻﺎﺣﺑﻪ ﻣن ارﺗﻛﺎب اﻟﻔواﺣش ،وﻣﻧﻪ ﻋﻘل
اﻟﺑﻌﯾر )٠ (٣
وﻗد ﻋرف اﻟﻌﻘل اﺻطﻼﺣﺎ ﺑﺗﻌرﯾﻔﺎت ﻣﺗﻌددة ،ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ آﻟﺔ وأداة اﻻدراك،
وﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻧﻔس اﻟﻌﻠم أو ﺑﻌض اﻟﻌﻠوم اﻟﺿرورﯾﺔ ٠
) (١ﻧظرﯾﺎت اﻹرﺷﺎد واﻟﻌﻼج اﻟﻧﻔﺳﻲ ﺗرﺟﻣﺔ د /ﺣﺎﻣد ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز اﻟﻔﻘﻲ ص ،١٩٤اﻟﻌﺻﺎب
واﻷﻣراض اﻟذﻫﻧﯾﺔ ،ﺗﺄﻟﯾف ﺑﯾﺳﯾرﻣﺎﻛـو ،ﺗرﺟﻣﺔ رﻋد إﺳﻛﻧدر ،أرﻛﺎن ﺑﯾﺛون ،ص ،٠ ١
) (٢ﺷرح اﻟﻛوﻛب اﻟﻣﻧﯾر ﻟﺗﻘﻰ اﻟدﯾن أﺑﻰ اﻟﺑﻘﺎء اﻟﻔﺗوﺣﻰ ،ص ١٥٧ﻣطﺑﻌﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻟﻣﺣﻣدﯾﺔ،
اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ١٣٧٣ ،ﻫـ ،ﻛﺗﺎب اﻟﻣﻘدﻣﺎت اﻟﻣﻣﻬدات ﻷﺑﻰ اﻟوﻟﯾد ﻣﺣﻣد ﺑن أﺣﻣد ﺑن رﺷد
اﻟﻘرطﺑﻰ اﻟﻣﺎﻟﻛﻰ – اﻟﺟد – ﺣـ /١ص ،٤٦دار اﻟﻐرب اﻹﺳﻼﻣﻰ اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ١٤٠٨
ﻫـ ١٩٨٨ -م ٠
) (٣اﻟﻣﺻﺑﺎح اﻟﻣﻧﯾر ﻓﻰ ﻏرﯾب اﻟﺷرح اﻟﻛﺑﯾر ﻟﻠراﻓﻌﻰ ﺗﺄﻟﯾف اﻟﻌﻼﻣﺔ أﺣﻣد ﺑن ﻣﺣﻣد ﺑن ﻋﻠﻰ
اﻟﻣﻘرى اﻟﻔﯾوﻣﻰ ،اﻟﻣﺗوﻓﻰ ٧٧٠ﻫـ ﺣـ / ٢ص ٤٢٢دار اﻟﻔﻛر ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ
٠
١٩٦
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
ﻓُﻌﱟرف ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ آﻟﺔ اﻹدراك :ﺑﺄﻧﻪ :ﻧور ﯾﺿﺎء ﺑﻪ طرﯾقُ ،ﯾْﺑﺗََدأُ ﺑﻪ ،ﻣن ﺣﯾث
ﯾﻧﺗﻬﻰ إﻟﯾﻪ درك اﻟﺣواس ،ﻓﯾﺗﺑدى اﻟﻣطﻠوب ﻟﻠﻘﻠب ،ﻓﯾدرﻛﻪ ﺑﺗﺄﻣﻠﻪ ﺑﺗوﻓﯾق اﷲ
ﺗﻌﺎﻟﻰ ).(١
) (١ﺷرح اﻟﺗﻠوﯾﺢ ﻋﻠﻰ اﻟﺗوﺿﯾﺢ ﻟﺳﻌود ﺑن ﻣﺣﻣد اﻟﺗﻔﺗﺎزاﻧﻰ ﺣـ / ٢ص ،٣١٢ص ٣١٦
ﻣﻛﺗﺑﺔ ﺻﺑﯾﺢ ﺑﻣﺻر ٠
) (٢اﻟﺑﺣر اﻟراﺋق ﺷرح ﻛﻧز اﻟدﻗﺎﺋق ﻟزﯾن اﻟدﯾن ﺑن إﺑراﻫﯾم ﺑن ﻧﺟﯾم ،ﺣـ / ٦ص ٤٦دار
اﻟﻛﺗﺎب اﻹﺳﻼﻣﻰ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ٠
ص ) (٣اﻷﺷﺑﺎﻩ واﻟﻧظﺎﺋر ﻓﻰ اﻟﻘواﻋد اﻟﻔﻘﻬﯾﺔ ﻟﻠﺳﯾوطﻰ ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن ﺑن أﺑﻰ ﺑﻛر ﺑن ﻣﺣﻣد،
،٢١٣دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ١٤١١ﻫـ ١٩٩٠ -م ٠
) (٤ﺗﺣﻔﺔ اﻟﻣﺣﺗﺎج ﺷرح اﻟﻣﻧﻬﺎج ﻷﺣﻣد ﺑن ﻣﺣﻣد ﺑن ﻋﻠﻰ ﺑن ﺣﺟر اﻟﻬﯾﺗﻣﻰ ،ﺣـ / ١ص
،١٣٦دار إﺣﯾﺎء اﻟﺗراث اﻟﻌرﺑﻰ ٠
ص ) (٥أﺳﻧﻰ اﻟﻣطﺎﻟب ﺷرح روض اﻟطﺎﻟب ﻟزﻛرﯾﺎ ﺑن ﻣﺣﻣد ﺑن زﻛرﯾﺎ اﻷﻧﺻﺎرى ﺣـ / ٤
،٦٠دار اﻟﻛﺗﺎب اﻻﺳﻼﻣﻰ ٠
١٩٧
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
وأﻫﻠﯾﺔ اﻟوﺟوب ﺗﺛﺑت ﻓﻰ اﻟذﻣﺔ ،وﻫﻰ وﺻف ﯾﺻﯾر ﺑﻪ اﻟﺷﺧص أﻫﻼً ﻟﻣﺎ ﻟﻪ أو
ﻋﻠﯾﻪ ٠
اﻟﺛﺎﻧﻰ :أﻫﻠﯾﺔ اﻷداء :وﻫﻰ :ﺻﻼﺣﯾﺔ اﻟﻣﻛﻠف ﻟﺻدور اﻟﻔﻌل ﻣﻧﻪ أو ﻋﻠﯾﻪ
ﻋﻠﻰ وﺟﻪ ﯾﻌﺗد ﺑﻪ ﺷرﻋﺎ )٠ (١
وﺗﻧﻘﺳم أﻫﻠﯾﺔ اﻷداء إﻟﻰ :أﻫﻠﯾﺔ أداء ﻗﺎﺻرة ،وأﻫﻠﯾﺔ أداء ﻛﺎﻣﻠﺔ ،ﻓﺎﻟﻘﺎﺻرة
ﺗﺛﺑت ﺑﻘدرة ﻋﻘﻠﯾﺔ ﻗﺎﺻرة ﻛﻌﻘل اﻟﺻﺑﻰ ،واﻟﻛﺎﻣﻠﺔ ﺗﺛﺑت ﺑﻘدرة ﻋﻘﻠﯾﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ،وﻫﻰ
ﻋﻘل اﻟﺑﺎﻟﻎ ﻏﯾر اﻟﻣﻌﺗوﻩ ،وﯾﺛﺑت ﺑﺎﻟﻘﺎﺻرة :ﻛل ﻣﺎ ﻫو ﻧﺎﻓﻊ ﻧﻔﻌﺎً ﻣﺣﺿﺎً ،ﻛﻘﺑول
اﻟﻬﺑﺔ ،وﻻ ﯾﺛﺑت ﺑﻬﺎ ﻣﺎ ﻛﺎن ﺿﺎ ارً ﺿر ارً ﻣﺣﺿﺎً ﻛﺎﻟطﻼق واﻟﻘرض وﻟو ﺑﺈذن
)(٢
اﻟوﻟﻰ ،واﻟﻣﺗردد ﺑﯾن اﻟﺿرر واﻟﻧﻔﻊ ﯾﺻﺢ ﺑﺈذن اﻟوﻟﻰ ٠
وﻗد ﺗﻌرض ﻟﻸﻫﻠﯾﺔ ﻋوارض ﺗزﯾﻠﻬﺎ ﺑﻧوﻋﯾﻬﺎ ،وﻫذﻩ اﻟﻌوارض ﻟﯾﺳت ﻣن
اﻟﺻﻔﺎت اﻟذاﺗﯾﺔ ،واﻟﻌوارض ﻗﺳﻣﺎن :ﺳﻣﺎوﯾﺔ :ﻟﯾس ﻟﻠﻌﺑد ﻓﯾﻬﺎ اﺧﺗﯾﺎر
واﻛﺗﺳﺎب ﻛﺎﻟﺟﻧون واﻟﺻﻐر ،وﻣﻛﺗﺳﺑﺔ :ﻣﺎ ﻛﺎن ﻟﻠﻌﺑد ﻓﯾﻪ اﺧﺗﯾﺎر واﻛﺗﺳﺎب
ﻛﺎﻟﻧﺳﯾﺎن ،واﻟﺳﻣﺎوﯾﺔ أﻛﺛر ﺗﺄﺛﯾ ارً ،ﻓﺎﻟﺟﻧون ﻣﺛﻼ اﺧﺗﻼل اﻟﻘوة اﻟﻣﻣﯾزة ،ﻓﯾﺧﺗل
)(٣
اﻟﻌﻘل وﯾﻣﻧﻊ ﺟرﯾﺎن اﻷﻗوال واﻷﻓﻌﺎل ﻋﻠﻰ ﻧﻬﺟﻪ إﻻ ﻧﺎد ارً
وﺗﻌﺗﺑر اﻷﻣراض اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ واﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻣن ﻋوارض اﻷﻫﻠﯾﺔ ،وﻗد ﺗﻧﺎول
اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻛﺛﯾ ارً ﻣن ﺗﻠك اﻷﻣراض دون ﺗﻔرﯾق ﺑﯾن اﻟﻣرض اﻟﻌﻘﻠﻰ واﻟﻣرض
اﻟﻧﻔﺳﻰ ،ﻟﻛن ﺑﺣﺳب ﻗوة ﺗﺄﺛﯾرﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻹدراك واﻟﺳﻠوك وﺗﻘﺳﯾم أﻫل اﻟطب ﻓﻰ
أزﻣﺎﻧﻬم ،وﻟم ﯾﺑﻌدوا ﻋن اﻟﺗﻘﺳﯾﻣﺎت اﻟطﺑﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻛﺛﯾ ارًٕ ،وان ﻟم ﯾذﻛروا
ﺗﻘﺳﯾﻣﻬﺎ ﺻراﺣﺔ إﻟﻰ أﻣراض ذﻫﺎﻧﯾﺔ ﻋﻘﻠﯾﺔ وﻋﺻﺎﺑﯾﺔ ﻧﻔﺳﯾﺔ ،ﻓﺗﺣدﺛوا ﻋن
أﻣراض ﻧﺎﺷﺋﺔ ﻋن اﺧﺗﻼل ﻋﻘﻠﻰ ﻋﺿوى ﻛﺎﻟﺻرع واﻟﺑر ﺳﺎم ،وأﻣراض ﻧﺎﺷﺋﺔ
) (١ﺷرح اﻟﺗﻠوﯾﺢ ﺣـ / ٢ص ،٣٢٥اﻟﺑﺣر اﻟﻣﺣﯾط ﻟﺑدر اﻟدﯾن ﻣﺣﻣد ﺑن ﺑﻬﺎدر اﻟزرﻛﺷﻰ ﺣـ
/ ٢ص ٥٥دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﺑﯾروت اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ١٤١٤ﻫـ -ص ١٩٩٤م ٠
) (٢ﺷرح اﻟﺗﻠوﯾﺢ ﻋﻠﻰ اﻟﺗوﺿﯾﺢ ﺣـ / ٢ص ،٣٣اﻟﺑﺣر اﻟﻣﺣﯾط ﺣـ / ٢ص ،٥٢اﻟﺗﻘرﯾر
واﻟﺗﺣﺑﯾﯾر ﻓﻰ ﺷرح اﻟﺗﺣرﯾر ﻟﻣﺣﻣد ﺑن ﻣﺣﻣد ﺑن ﻣﺣﻣد ﺑن أﻣﯾر ﺣﺎج ،ﺣـ / ٢ص ،١٦٠
دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ١٤٠٣ﻫـ ١٩٨٣ -م ٠
) (٣ﺷرح اﻟﺗﻠوﯾﺢ ﺣـ ،٢ص ٠ ٣٣٥
١٩٨
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
ﻋن اﺧﺗﻼل وظﯾﻔﻰ أداﺋﻰ ﻛﺎﻟﺟﻧون واﻟﻌﺗﺔ واﻟﺧﺑل ،وﺗﺣدﺛوا ﻛذﻟك ﻋن أﻣراض
ﻧﺎﺷﺋﺔ ﻋن اﺿطراﺑﺎت ﻧﻔﺳﯾﺔ ﻛﺎﻟوﺳواس اﻟﻘﻬرى واﻟدﻫش ،ﻓﻘد ﺗﻧﺎوﻟوا اﻷﻣراض
اﻟﻌﺻﺎﺑﯾﺔ ،دون اﻟﺗﺻرﯾﺢ ﺑﺗﻠك اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ اﻟذﻫﺎﻧﯾﺔ واﻷﻣراض اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ
اﻟﺗﻘﺳﯾﻣﺎت ٠
وﺳوف أﻋرض ﻟﺗﻠك اﻷﻣراض ﺑﺣﺳب اﻟﺗﻘﺳﯾم اﻟطﺑﻰ اﻟﻧﻔﺳﻰ اﻟﺣدﯾث ﻋﻠﻰ
اﻟﻧﺣو اﻟﺗﺎﻟﻰ:
أوﻻ – أﻣراض ﻋﻘﻠﯾﺔ – ذﻫﺎﻧﯾﺔ – ﻧﺎﺷﺋﺔ ﻋن اﺧﺗﻼﻻت ﻋﺿوﯾﺔ
ﻋرض ﻟﻬﺎ اﻟﻔﻘﻬﺎء أ – اﻟﺻرع :وﻫو ﻟﻐﺔ :اﻟطرح ﺑﺎﻷرض ،وﻫو ﻋﻠﺔ
)(١
ﻣﻌروﻓﺔ واﻟﺻرﯾﻊ اﻟﻣﺟﻧون
واﺻطﻼﺣﺎً :ﻋرﻓﻪ اﻟﻔﻘﻬﺎء ﺗﺑﻌﺎ ﻟﻠﻣﻔﺎﻫﯾم اﻟطﺑﯾﺔ اﻟﺗﻰ ﺳﺎدت ﻓﻲ ﻋﺻورﻫم
وﻗﺳﻣوﻩ إﻟﻰ ﻗﺳﻣﯾن:
(١اﻟﺻرع اﻟﻌﺿوى اﻟطﺑﻰ وﻫو :ﻋﻠﺔ ﻧﺎﺷﺋﺔ ﻋن أﺧﻼط ردﯾﺋﺔ ﺗؤدى إﻟﻰ
ﻣﻧﻊ اﻷﻋﺿﺎء اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻋن اﻷﻓﻌﺎل واﻟﺣرﻛﺔ واﻻﻧﺗﺻﺎب ﻣﻧﻌﺎً ﺗﺎﻣﺎً ).(٢
أو ﻫو :ﻋﻠﺔ ﻧﺎﺷﺋﺔ ﻋن ﺧﻠط اﻟﺳوداء ﺑﻐﯾرﻫﺎ ﻣن اﻷﺧﻼط ،اﻟدم ،واﻟﺻﻔراء،
واﻟﺑﻠﻐم ) ،(٣أو ﯾﻛون ﺑﺳﺑب رﯾﺢ ﻏﻠﯾظﺔ ﺗﻧﺑﻌث ﻓﻰ ﻣﻧﺎﻓﻊ اﻟدﻣﺎغ ،أو ﺑﺧﺎر
) (١ﻟﺳﺎن اﻟﻌرب ﻟﻣﺣﻣد ﺑن ﻣﻛرم ﺑن ﻋﻠﻰ أﺑو اﻟﻔﺿل ﺟﻣﺎل اﻟدﯾن ﺑن ﻣﻧظور اﻷﻧﺻﺎرى
اﻟروﯾﻔﻌﻰ اﻹﻓرﯾﻘﻰ اﻟﻣﺗوﻓﻰ ٧١١ﻫـ ﺣـ / ٨ص ١٩٧دار ﺻﺎدر اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ١٤١٤
ﻫـ ﺣرف اﻟﻌﯾن ﻓﺻل اﻟﺻﺎد اﻟﻣﻬﻣﻠﺔ
) (٢ﺷرح ﻣﺧﺗﺻر ﺧﻠﯾل ﻟﻠﺧرﺷﻲ ﻣﺣﻣد ﺑن ﻋﺑد اﷲ اﻟﺧرﺷﻰ ﺣـ / ٣ص ،٢٣٩ ،٢٣٨دار
اﻟﻔﻛر ٠
) (٣ﺣﺎﺷﯾﺔ اﻟدﺳوﻗﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﺷرح اﻟﻛﺑﯾر ﻟﻣﺣﻣد ﺑن أﺣﻣد ﺑن ﻋرﻓﻪ اﻟدﺳوﻗﻰ ﺣـ / ٣ص ،١١٠
١١١دار اﻟﻔﻛر – وﻗد ﻛﺎن اﻟﺗﺷﺧﯾص اﻟﻌﻼﺟﻰ ﻗدﯾﻣﺎ ﻣﺑﻧﯾﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﺧﻼط = =اﻷرﺑﻌﺔ
اﻟﺑﻠﻐم واﻟﺻﻔراء واﻟﺳوداء واﻟدم ،ﻓﺈن اﻋﺗدﻟت ﻓﻰ اﻟﺟﺳم أرﺑﺎﻋﺎ اﻋﺗدل اﻟﺑﻧﯾﺎن واﻟﻣزاج ٕوان
اﺧﺗﻠت اﻋﺗل اﻟﺑدن واﻟﻣزاج وﻛﺎﻧوا ﯾﻘوﻟون اﻟﺑول اﻷﺻﻔر ﯾدل ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻔراء واﻷﺣﻣر ﻋﻠﻰ
اﻟدم ،واﻷﺑﯾض ﻋﻠﻰ اﻟﺑﻠﻐم واﻷﺳود ﻋﻠﻰ اﻟﺳوداء ) ﻣوﻗﻊ اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻻﺳﻼﻣﯾﺔ ﻟﻠﺗرﺑﯾﺔ
واﻟﻌﻠوم واﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ( ٠
١٩٩
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
)(١
٠ رديء ﯾرﺗﻔﻊ إﻟﯾﻪ ﻣن ﺑﻌض اﻷﻋﺿﺎء وﻗد ﯾﺗﺑﻌﻪ ﺗﺷﻧﺞ ﻓﻰ اﻷﻋﺿﺎء
ﻫذا ﻫو اﻟﻣﻔﻬوم اﻟطﺑﻰ ﻟﻠﺻرع ﻋﻧد اﻟﻔﻘﻬﺎء ،وﻫو اﻟذى أﺛﺑﺗﻪ اﻷطﺑﺎء ﻓﻰ
زﻣﺎﻧﻬم وذﻛروا ﻟﻪ ﻋﻼﺟﺎ وﺳﻣﺎﻩ اﻟﻣﺎﻟﻛﯾﺔ :اﻟﺻرع اﻷﺻﻠﻰ )٠ (٢
(٢اﻟﺻرع اﻟﺟﻧﻰ أو اﻟﺻرع اﻟطﺎرئ " :ﻣﺎ ﻛﺎن ﺳﺑﺑﻪ اﻟﺟن واﻷرواح
اﻟﺧﺑﯾﺛﺔ اﻟﺗﻰ ﺗﻘﻊ ﻓﻰ اﻟﻧﻔوس اﺳﺗﺣﺳﺎﻧﺎً ﻟﺑﻌض اﻟﺻور اﻹﻧﺳﯾﺔ أو اﯾﻘﺎﻋﺎً
ﻟﻸذى ﺑﺎﻹﻧﺳﺎن " وﻫذا اﻟﻧوع ﯾﺟﺣدﻩ أﻛﺛر اﻷطﺑﺎء وﻫو ﻟﯾس ﻧﺎﺷﺋﺎً ﻋن ذات
اﻟﻣﺻروع ﺑل ﺑﺳﺑب أﻣر أﺟﻧﺑﻰ وﻫو ﻣس اﻟﺟن ﻓﻬو ﻟﯾس ﺳﺎﻛﻧﺎً ﻓﻰ اﻟﻣﺻروع
ﺑل ﯾﻌرض ﻟﻪ أﺣﯾﺎﻧﺎًٕ ،وان اﻋﺗﺑر اﺑن اﻟﻣﺑﺎرك أﻧﻪ :اﻟﺻرع اﻟطﺑﯾﻌﻰ وأﻧﻪ :ﻣﺎ ﻛﺎن
ﻣن ﺟن ﯾﺳﻛن ﻓﻰ اﻟﺷﺧص ﻣن أول اﻟﺧﻠﻘﺔ وأﻧﻪ ﯾﺧﻠق ﻣﻊ اﻹ ﻧﺳﺎن ،وﻗد رﺟﺢ
اﺑن ﻋرﻓﺔ أﻧﻪ ﻋﺎرض وﻟﯾس أﺻﻠﯾﺎً )٠ (٣
وﺧﻼﺻﺔ اﻟﻘول :أن اﻟﺻرع ﻋﻠﺔ ﻋﺿوﯾﺔ ﺗؤﺛر ﻋﻠﻰ اﻹدراك ﺑﺳﺑب ﺧﻠل
ﻋﺿوى ﯾؤﺛر ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺦ وﯾؤدى إﻟﻰ ﺗﺷﻧﺟﺎت وﻓﻘدان اﻟوﻋﻰ ،واﻟﺻرع اﻟذى
اﻟﻣْذِﻫب ﻟﻠﻌﻘل اﻟذى ﻻ دﺧل ﻟﻣﺧﻠوق
ذﻛرﻩ اﻟﻔﻘﻬﺎء ﺻرع ﯾﺷﺑﻪ اﻟﺟﻧون ،وﻫو ُ
ﻓﯾﻪ ،واﻟذى ﯾﻘرر ﺣﻘﯾﻘﺔ اﻟﻣرض ﻫم اﻷطﺑﺎء ﺑﺄن ﯾﻘرر ﺧﺑﯾران ﻣن أﻫل اﻟطب أن
اﻟﺷﺧص ﻣﺻروع )٠ (٤
وﻋرف اﻟطب اﻟﺣدﯾث ﻣرض اﻟﺻرع :ﺑﺄﻧﻪ ﻣرض ﻋﺻﺑﻰ ﻣزﻣن ﯾﻧﺷﺄ ﻋن
ﺧﻠل ﻓﻰ اﻟﺟﻬﺎز اﻟﻌﺻﺑﻰ اﻟﻣرﻛزى ﺑﺳﺑب ﻋدم اﻧﺗظﺎم اﻟﺗﯾﺎر اﻟﻛﻬرﺑﻰ ﻓﻰ اﻟدﻣﺎغ
ﯾؤدى إﻟﻰ ﺣدوث ﺗﺷﻧﺟﺎت ﯾﻌﻘﺑﻬﺎ ﻓﻘدان اﻟوﻋﻰ ٠
)http://www.isecco.org.Ma/arabelpublicanslfio٢٠%ttoucecmencl.ihp.
) (١اﻵداب اﻟﺷرﻋﯾﺔ واﻟﻣﻧﺢ اﻟﻣرﻋﯾﺔ ﻟﻣﺣﻣد ﺑن ﻣﻔﻠﺢ ﺑن ﻣﺣﻣد اﻟﻣﻘدﺳﻰ ﺣـ / ٢ /ص ٣٥٦
ﻣؤﺳﺳﺔ ﻗرطﺑﺔ اﻟﻘﺎﻫرة ٠
) (٢ﺣﺎﺷﯾﺔ اﻟﺧرﺷﻰ ﺣـ / ٣ص ٠ ٢٣٨
) (٣ﺣﺎﺷﯾﺔ اﻟدﺳوﻗﻰ ﺣـ / ٣ص ٠ ١١١
) (٤اﻟﺗﺎج واﻹﻛﻠﯾل ﻟﻣﺧﺗﺻر ﺧﻠﯾل ﻟﻣﺣﻣد ﺑن ﯾوﺳف اﻟﻌﺑدرى ) اﻟﻣواق ( ﺣـ / ٥ص ١٥٠
دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ١٤١٦ﻫـ ١٩٩٢ -م أﺳﻧﻰ اﻟﻣطﺎﻟب ﺣـ / ٣ص
١٧٣
٢٠٠
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
) (١ﻟﺳﺎن اﻟﻌرب ﻻﺑن ﻣﻧظور ﻣﺎدة ﺑرﺳم ﺣـ / ١ص ٣٧٦دار إﺣﯾﺎء اﻟﺗراث اﻟﻌرﺑﻰ:
اﻟﻣﺻﺑﺎح اﻟﻣﻧﯾر ﺣـ / ٢ص ٠ ٥٨٦
) (٢ﺣﺎﺷﯾﺔ اﺑن ﻋﺎﺑدﯾن رد اﻟﻣﺣﺗﺎر ﻋﻠﻰ اﻟدر اﻟﻣﺧﺗﺎر ﻟﻣﺣﻣد أﻣﯾن ﺑن ﻋﻣر ) اﺑن ﻋﺎﺑدﯾن ﺣـ
/ ٥ص ١٥٠دار اﻟﻔﻛر ،ﺑﯾروت اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ١٤١٢ﻫـ ١٩٩٢ -م ،ﺣﺎﺷﯾﺔ اﻟدﺳوﻗﻰ
ﺣـ / ٣ص ،٤٠٥ﺷرح ﻣﺧﺗﺻر ﺧﻠﯾل ﻟﻠﺧرﺷﻰ ﺣـ / ٩ص ٠ ٩٤
) (٣ﺣﺎﺷﯾﺔ اﻟﻌطﺎر ﻋﻠﻰ ﺷرح اﻟﺟﻼل اﻟﻣﺣﻠﻰ ﻟﺣﺳن ﺑن ﻣﺣﻣد ﺑن ﻣﺣﻣود اﻟﻌطﺎر ﺣـ / ٢ص
١٤١دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ،ﻣﻧﺢ اﻟﺟﻠﯾل ﺷرح ﻣﺧﺗﺻر ﺧﻠﯾل ﻟﻣﺣﻣد ﺑن أﺣﻣد ﺑن ﻣﺣﻣد )
ﻋﻠﯾش ( ﺣـ / ٩ص ١٩١دار اﻟﻔﻛر طﺑﻌﺔ ١٤٠٩ﻫـ ١٩٨٩ -م ٠
) (٤ﺷرح ﻣﺧﺗﺻر ﺧﻠﯾل اﻟﺧرﺷﻰ ﺣـ / ٨ص ،٢٢ﺣﺎﺷﯾﺔ اﻟدﺳوﻗﻰ ﺣـ / ٤ص ٠ ٢٦١
٢٠١
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
ﺳِﺗر ﻋﻧك
ﯾﺟﻧﻪ ﺟﻧﺎً :ﺳﺗرﻩ ،وﻛل ﺷﻲء ُ
ﺟن اﻟﺷﻲء ُأ – اﻟﺟﻧون :ﻟﻐﺔ :ﯾﻘﺎل :ﱠ
ﻓﻘد ﺟن ﻋﻧك ،وﺳﻣﻰ ﺑﻪ اﻟﺟن ﻻﺳﺗﺗﺎرﻫم واﺧﺗﻔﺎﺋﻬم ﻋن اﻷﺑﺻﺎر ،وﻣﻧﻪ ﺳﻣﻰ
اﻟﺟﻧﯾن ﻻﺳﺗﺗﺎرﻩ ﻓﻰ ﺑطن أﻣﻪ وﺟن اﻟرﺟل ﻣن ﻧﻘﺻﺎن اﻟﻌﻘل )٠ (١
واﺻطﻼﺣﺎً :ﻫو اﺧﺗﻼل اﻟﻌﻘل ،ﺑﺣﯾث ﯾﻣﻧﻊ ﺟرﯾﺎن اﻷﻓﻌﺎل واﻷﻗوال ﻋﻠﻰ ﻧﻬﺟﻪ
إﻻ ﻧﺎد ار ) ٠ (٢أو ﻫو :اﺧﺗﻼل اﻟﻘوة اﻟﻣﻣﯾزة ﺑﯾن اﻷﺷﯾﺎء اﻟﺣﺳﻧﺔ واﻟﻘﺑﯾﺣﺔ
اﻟﻣدرﻛﺔ ﻟﻠﻌواﻗب ،ﻗﺎل اﺑن ﻋﺎﺑدﯾن واﻷﺧﺻر :اﺧﺗﻼل اﻟﻘوة اﻟﺗﻰ ﺑﻬﺎ إدراك
اﻟﻛﻠﯾﺎت )٠ (٣
وﻗد أﺷﺎروا إﻟﻰ اﻟﺳﺑب اﻟوظﯾﻔﻰ ﻓﻰ أداء اﻟﻣﺦ ﻓﻘﺎﻟوا :وﯾﻧﺷﺄ اﻟﺟﻧون ﻋن ﻧﻘص
ﻓطرى ﻓﻰ اﻟﻌﻘل أو رداءة ﻣزاج اﻟدﻣﺎغ واﺳﺗﯾﻼء اﻟﺗﺧﯾل اﻟﻔﺎﺳد ٠
-١ﺟﻧون ﻣطﺑق :وﻫو اﻟذى ﯾﻌﺗرى اﻹ ﻧﺳﺎن وﯾﻣوت ﺑﻪ دون إﻓﺎﻗﺔ أﺻﻼً أو
ﻣن ﯾﻘﺿﻰ ﻓﯾﻪ ﺳﻧﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ٠
) (١ﻟﺳﺎن اﻟﻌرب ﻻﺑن ﻣﻧظور ﺣرف اﻟﻧون ﻓﺻل اﻟﺟﯾم ﺣـ ،١٣ص ٩٢دار ﺻﺎدر اﻟطﺑﻌﺔ
اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ١٤١٤ﻫـ
) (٢اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت ﻟﻠﺟرﺟﺎﻧﻰ ﻋﻠﻰ ﺑن ﻣﺣﻣد ﺑن ﻋﻠﻰ اﻟزﯾن اﻟﺷرﯾف اﻟﺟرﺟﺎﻧﻰ اﻟﻣﺗوﻓﻰ ٨١٦ﻫـ
ﺣـ / ١ص ٧٩دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﺑﯾروت اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ١٤٠٣ﻫـ ١٩٨٣ -م ٠
) (٣ﺣﺎﺷﯾﺔ اﺑن ﻋﺎﺑدﯾن رد اﻟﻣﺧﺗﺎر ﺣـ / ٥ص ٠ ١٠
) (٤درر اﻟﺣﻛﺎم ﺷرح ﻏرر اﻷﺣﻛﺎم ﻟﻣﺣﻣد ﺑن ﻓرﻣو از ) ﻣﻧﻼﺧﺳرو( ﺣـ / ٢ص ٦٥٨دار
إﺣﯾﺎء اﻟﻛﺗب اﻟﻌرﺑﯾﺔ٠
٢٠٢
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
إذن اﻟﺟﻧون ﻋﻧد اﻟﻔﻘﻬﺎء ﯾﻌﻧﻰ :ﺳﻠب اﻟﻌﻘل واﻹدراك ،وﻫو ﺳﻠب وظﯾﻔﻰ
أداﺋﻰ ﻓﻬو ﺗﻐﯾرات ﻋﻘﻠﯾﺔ طﺎرﺋﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﻌض اﻷﺷﺧﺎص ﺗﺧرﺟﻬم ﻋن داﺋرة اﻟﻌﻘل
)٠ (١
ب – اﻟﻌﺗﻪ :ﻫو ﻟﻐﺔ :اﻟﺗﻌﺗﻪ اﻟﺗﺟﻧن واﻟرﻋوﻧﺔ ،وﻗﯾل اﻟﺗﻌﺗﻪ :اﻟدﻫش وﻗد ِ
ﻋﺗﻪ
وﻋﺗﺎﻫﺎً واﻟﻣﻌﺗوﻩ ،اﻟﻣدﻫوش ﻣن ﻏﯾر ﻣس ﺟﻧون وﻗﯾل اﻟﻣﻌﺗوﻩ: اﻟرﺟل ﻋﺗََﻬﺎً َ
)(٢
اﻟﻧﺎﻗص اﻟﻌﻘل ٠
واﺻطﻼﺣﺎً " :آﻓﺔ ﻧﺎﺷﺋﺔ ﻋن اﻟذات ﺗوﺟب ﺧﻠﻼً ﻓﻰ اﻟﻌﻘل ﻓﯾﺻﯾر ﺻﺎﺣﺑﻪ
ﻣﺧﺗﻠط اﻟﻛﻼم ،ﻓﯾﺷﺑﻪ ﺑﻌض ﻛﻼﻣﻪ ﻛﻼم اﻟﻌﻘﻼء وﺑﻌﺿﻪ ﻛﻼم اﻟﻣﺟﺎﻧﯾن " ،وﺧرج
ﺑﻧﺎﺷﺋﺔ ﻋن اﻟذات ﻣﺎ ﯾﻛون ﻧﺎﺷﺋﺎً ﻋن اﻟﻣﺧدرات ) ،(٣وﻫذا ﯾﻌﻧﻰ أﻧﻪ ﻧﺎﺷﺊ ﻋن
ﺧﻠل وظﯾﻔﻰ وﻟﯾس ﻧﺎﺷﺋﺎً ﻋن ﻣرض ﻋﺿوى أو اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻣﺎدة ﻣﻌﯾﻧﺔ ﯾﻌﻧﻰ
ﻟﯾس ﻛﺎﻟذﻫﺎن اﻟﻛﺣﻠﻰ ﻣﺛﻼ ٠
ﻓﺎﻟﻌﺗﻪ :اﺧﺗﻼل ﻓﻰ اﻟﻌﻘل ﯾؤدى إﻟﻰ اﺿطراب اﻹدراك وﻓﺳﺎد اﻟﺗدﺑﯾر ) ٠ (٤ﻓﻬو
ﻧوع ﻣن اﻟﺟﻧون ﻟﻛن اﻟﻣﻌﺗوﻩ ﻻ ﯾﺿرب وﻻ ﯾﺷﺗم ،واﻟﺟﻧون ﯾؤدى إﻟﻰ زوال
اﻟﻌﻘل ﺑﺎﻟﻛﻠﯾﺔ واﻟﻌﺗﻪ ُﯾطﻠَق ﻋﻠﻰ ﻧﻘﺻﺎن اﻟﻌﻘل ) ،(٥وﻗد أطﺑﻘت ﻛﻠﻣﺔ اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻓﻰ
) (١ﻣﺟﻣﻊ اﻷﻧﻬر ﻓﻰ ﺷرح ﻣﻠﺗﻘﻰ اﻷﺑﺣر ﻟﻌﺑد اﻟرﺣﻣن ﺑن ﻣﺣﻣد ﺷﯾﺧﻰ زادﻩ ) داﻣﺎد ( ﺣـ / ١
ص ٢١دار إﺣﯾﺎء اﻟﺗراث اﻟﻌرﺑﻰ ٠
) (٢ﻟﺳﺎن اﻟﻌرب ﻻﺑن ﻣﻧظور ﺣرف اﻟﻬﺎء ﻓﺻل اﻟﻌﯾن ﺣـ / ١٣ص ٥١٢دار ﺻﺎدر،
اﻟﻣﺻﺑﺎح اﻟﻣﻧﯾر ﺣـ / ١ص ٠ ٣٩٣
) (٣اﻟﺗﻘرﯾر واﻟﺗﺣﺑﯾﯾر ﻓﻰ ﺷرح اﻟﺗﺣرﯾر ﻟﻣﺣﻣد ﺑن ﻣﺣﻣد ﺑن ﻣﺣﻣد ﺑن أﻣﯾر ﺣﺎج ﺣـ / ٢ص
١٧٧دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ١٤٠٣ﻫـ ١٩٨٣ ٠م ،ﻛﺷف اﻷﺳرار ﺷرح
أﺻول اﻟﺑرذوى ﻟﻌﺑد اﻟﻌزﯾز ﺑن أﺣﻣد ﺑن ﻣﺣﻣد اﻟﺑﺧﺎرى ﺣـ / ٤ص ،٢٧٦ ،٢٧٥دار
اﻟﻛﺗﺎب اﻹﺳﻼﻣﻰ ٠
) (٤رد اﻟﻣﺧﺗﺎر ﻋﻠﻰ اﻟدر اﻟﻣﺧﺗﺎر ﺣـ / ٣ص ،٢٤٤درر اﻟﺣﻛﺎم ﺷرح ﻏرر اﻷﺣﻛﺎم ﺣـ / ١
ص ٠ ٣٦١
) (٥ﺗﺣﻔﺔ اﻟﻣﺣﺗﺎج ﺣـ / ٥ص ،٣٠٠ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﻣﺣﺗﺎج ﺷرح اﻟﻣﻧﻬﺎج ﻟﻣﺣﻣد ﺑن ﺷﻬﺎب اﻟدﯾن
اﻟرﻣﻠﻰ ﺣـ / ٥ص ٢٠دار اﻟﻔﻛر ١٤٠٤ﻫـ ١٩٨٤ -م ٠
٢٠٣
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
ﻛﺗب اﻟﻔروع ﻋﻠﻰ إدراج اﻟﻌﺗﻪ ﻓﻰ اﻟﺟﻧون ،وﻓﻰ ﻛﺗب اﻷﺻول ﻋﻠﻰ ﺟﻌل اﻟﻌﺗﻪ
ﻗﺳﯾﻣـﺎً ﻟﻠﺟﻧون ﻛﺳﺎﺋر اﻷﻣور اﻟﻣﻌﺗرﺿﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻫﻠﯾﺔ وﻣﺧﺎﻟﻔﺎً ﻟﻪ ﻓﻰ أﻛﺛر
اﻷﺣﻛﺎم ،ﻓﻘد ﺧﺎﻟف اﺻطﻼﺣﻬم ﻓﻰ اﻟﻔروع اﺻطﻼﺣﻬم ﻓﻰ اﻷﺻول وﻫذا ﻣن
اﻟﻧوادر )٠ (١
وﻋﻠﻣﺎء اﻟﻧﻔس اﻋﺗﺑروا اﻟﻌﺗﻪ ﻧوﻋﺎً ﻣن اﻟﺗﺧﻠف وأن ذﻛﺎء اﻟﻣﻌﺗوﻩ ﯾﻘل ﻋن
%٢٥وﻋﻣرﻩ اﻟﻌﻘﻠﻰ ﺛﻼث ﺳﻧوات ،وأﻧﻪ ﻋﺎﺟز ﻋن اﻟﺗﻌﻠم ،واﻟﺗدرﯾب ،واﻟﺗﻔﻛﯾر،
واﻟﻘﯾﺎم ﺑﺄﻣورﻩ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ وﯾﺣﺗﺎج إﻟﻰ رﻋﺎﯾﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ،وﯾﺣﺗﺎج إﻟﻰ اﻹﻗﺎﻣﺔ ﻓﻰ
ﻣؤﺳﺳﺎت رﻋﺎﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ٠
واﻷﺻوﻟﯾون ﺟﻌﻠوا اﻟﻣﻌﺗوﻩ ﻛﺎﻟﺻﺑﻰ اﻟﻣﻣﯾز ،ﻓﻼ ﺗﺟب ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻌﺑﺎدات وﻻ ﺗﺛﺑت
ﻓﻰ ﺣﻘﻪ اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﻛﻣﺎ ﻓﻰ ﺣق اﻟﺻﺑﻰ ،وﻫو اﺧﺗﯾﺎر ﻋﺎﻣﺔ اﻟﻣﺗﺄﺧـرﯾن ﻣن
اﻟﺣﻧﻔﯾﺔ ؛ إذ اﻟﻌﺗﻪ ﻧوع ﺟﻧون ،ﻓﯾﻣﻧﻊ وﺟوب أداء اﻟﺣﻘوق ﺟﻣﯾﻌﺎً ؛ إذ اﻟﻣﻌﺗوﻩ
ﻻ ﯾﻘف ﻋﻠﻰ ﻋواﻗب اﻷﻣور )٠ (٢
) (١ﻓﺗﺢ اﻟﻘدﯾر ﻟﻛﻣﺎل اﻟدﯾن ﺑن ﻋﺑد اﻟواﺣد ﺑن اﻟﻬﻣﺎم ﺣـ / ٣ص ٤٨٨دار اﻟﻔﻛر ٠
) (٢ﻛﺷف اﻷﺳرار ﺷرح أﺻول اﻟﺑزدوى ﺣـ / ٤ص ،٢٧٥ﺷرح اﻟﺗﻠوﯾﺢ ﻋﻠﻰ اﻟﺗوﺿﯾﺢ
ﻟﻣﺳﻌود ﺑن ﻋﻣر اﻟﺗﻔﺗﺎ زاﻧﻲ ﺣـ / ٢ص ٣٣٥ﻣﻛﺗﺑﺔ ﺻﺑﯾﺢ ﺑﻣﺻر ،اﻟﻣﺑﺳوط ﻟﻣﺣﻣد ﺑن
أﺣﻣد ﺑن أﺑﻰ ﺳﻬل اﻟﺳرﺧﺳﻰ ﺣـ / ٧ص ،٩٧دار اﻟﻣﻌرﻓﺔ ﺑﯾروت طﺑﻌﺔ ١٤١٤ﻫـ ٠
١٩٩٣م ٠
) (٣ﻟﺳﺎن اﻟﻌرب ﺣرف اﻟﻼم ﻓﺻل اﻟﺧﺎء اﻟﻣﻌﺟﻣﺔ ﺣـ / ١١ص ١٩٨ ،١٩٧دار ﺻﺎدر،
اﻟﻣﺻﺑﺎح اﻟﻣﻧﯾر ﺣـ / ١ص ٠ ١٦٤
٢٠٤
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
واﺻطﻼﺣﺎً " :ﻓﺳﺎد ﻓﻰ اﻟﻌﻘل ") ٠ (١وﻗﯾل ﻫو ":زوال اﻹدراك ﺑﺎﻟﻛﻠﯾﺔ ﻣﻊ ﺑﻘﺎء
اﻟﻘوة اﻟﻣﺣرﻛﺔ ﻓﻰ اﻷﻋﺿﺎء ") (٢واﻋﺗﺑروا اﻟﺧﺑل أﻗل درﺟﺔ ﻣن اﻟﺟﻧون،
ﻓﺎﻟﺟﻧون ﯾﺳﺗﻐرق اﻹدراك ﺑﺧﻼف اﻟﺧﺑل ،وﻗد أﻟﺣق اﻟﺷﺎﻓﻌﻰ اﻟﺧﺑل ﺑﺎﻟﺟﻧون
)(٣
اﻟﺧﺑل ﺑﺳﻛون
وأﺛﺑت ﺑﻪ ﺧﯾﺎر اﻟﻔﺳﺦ ﻓﻰ ﻋﻘد اﻟﻧﻛﺎح ،وﻓرق ﺑﻌﺿﻬم ﺑﯾن ْ
)(٤
اﻟﺧﺑل ﺑﻔﺗﺣﻬﺎ ﻓﺎﻷول ﻓﺳﺎد اﻟﻌﻘل ،واﻟﺛﺎﻧﻰ ﺷﻲء ﻣن اﻷرض ﻣن ﺟﻬﺔ اﻟﺑﺎء و َ
)(٥
اﻟﺟن ،وﻗﯾل ﺑﺎﻟﻔﺗﺢ اﻟﺟﻧون وﺑﺎﻟﺳﻛون ﯾﺷﺑﻪ اﻟﺟﻧون ٠
) (١ﻣﻐﻧﻰ اﻟﻣﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﻣﻌرﻓﺔ ﻣﻌﺎﻧﻰ أﻟﻔﺎظ اﻟﻣﻧﻬﺎج ﻟﻣﺣﻣد ﺑن أﺣﻣد اﻟﺷرﺑﯾﻧﻰ اﻟﺧطﯾب ﺣـ ٤
/ص ،٣٤١دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟطﺑﻌﺔ أﻷوﻟﻰ ١٤١٥ﻫـ ١٩٩٤ -م ٠
) (٢ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﻣﺣﺗﺎج ﺣـ / ٦ص ٠ ٣١٠
) (٣ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﻣﺣﺗﺎج ﺣـ / ٦ص ٠ ٣٠٩
) (٤ﺣﺎﺷﯾﺔ اﻟﺑﺟﯾرﻣﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﻬﺞ ،ﺳﻠﯾﻣﺎن ﺑن ﻣﺣﻣد اﻟﺑﺟﯾرﻣﻰ ﺣـ / ٣ص ٣٩٥ﻣطﺑﻌﺔ
اﻟﺣﻠﺑﻰ طﺑﻌﺔ ١٣٦٩ﻫـ ١٩٥٠ -م ٠
) (٥ﺣﺎﺷﯾﺔ اﻟﻌدوى ﻋﻠﻰ ﻛﻔﺎﯾﺔ اﻟطﺎﻟب اﻟرﺑﺎﻧﻰ ﺣـ / ٣ص ٢٦٣ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻌﯾدى اﻟﻌدوى دار
اﻟﻔﻛر طﺑﻌﺔ ١٤١٤ﻫـ ١٩٩٤ -م ٠
) (٦ﻟﺳﺎن اﻟﻌرب ﺣرف اﻟﻼم ﻓﺻل اﻟﻐﯾن ﺣـ / ١١ص ٤٩٨ ،٤٩٧دار ﺻﺎدر ٠
) (٧ﻣﻧﺢ اﻟﺟﻠﯾل ﺷرح ﻣﺧﺗﺻر ﺧﻠﯾل ﻣﺣﻣد ﺑن أﺣﻣد ﺑن ﻣﺣﻣد ) ﻋﻠﯾش ( ﺣـ / ٨ص ٣٩٩
دار اﻟﻔﻛر ١٤٠٩ﻫـ ١٩٨٩ -م ٠
) (٨ﻣﻧﺢ اﻟﺟﻠﯾل ﺣـ / ٨ص ٠ ٣٩٩
٢٠٥
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
) (١
ﻓﺎﻟﻐﻔﻠﺔ :اﺧﺗﻼل ﻋﻘﻠﻰ ﯾﻣﻧﻊ اﻟﻔطﻧﺔ ،ﻓﻬﻰ :أي اﻟﻐﻔﻠﺔ ﻟﻠﻌﻘل ﻛﺎﻟﻧوم ﻟﻠﻌﯾن
واﻟﻣﻐﻔل ﻻ ﯾﻛﺗرث ﻟﻠﻧﺳﺎء وﻻ ﯾﺷﺗﻬﯾﻬن (٢) ،واﻟﻣﻐﻔل :اﻟذي ﻻ ﯾﻬﺗدي إﻟﻰ
ﺗﺻرﻓﺎت وﻻ ﯾﻌﺑر ﻋﻧﻬﺎ )٠ (٣
واﺻطﻼﺣﺎً " :ﻏﻠﺑﺔ ﺳﻼﻣﺔ اﻟﺻدر واﻟﻐﻔﻠﺔ ) " (٥واﻷﺑﻠﻪ " :ﻣن ﯾﻐﻠب ﻋﻠﯾﻪ
اﻟﺗﻐﻔل وﻋدم اﻟﻣﻌرﻓﺔ وﻋدم اﻟﯾﻘظﺔ ) (٦واﻟﺗﺣرز " ،ﻓﺎﻷﺑﻠﻪ :ﺳﻠﯾم اﻟﺻدر ﺿﻌﯾف
اﻟﻌزم )٠ (٧
واﻟﺑﻠﻪ ﻧوع ﻣن اﻟﺗﺧﻠف اﻟﻌﻘﻠﻰ ﯾﺗﺳم ﺑﺿﻌف اﻟﻌﻘل وﯾﻧﺎﻓﻰ اﻟﯾﻘظﺔ واﻟﻔطﻧﺔ
واﻟﺗﺣرز وﻗد أﻟﺣﻘﻪ ﺑﻌﺿﻬم ﺑﺎﻟﺟﻧون وأﺳﻘط اﻟﺻﻼة ﻋﻧﻪ ﻛﺎﻟﻣﺟﻧون اﻟذى ﻻ
ﯾﻔﯾق وﻗد اﻋﺗﺑرﻩ اﻟﺳﯾوطﻰ ﻋﯾﺑﺎً ﻣﺛﺑﺗﺎً ﻟﻠﺧﯾﺎر ؛ ﻓﺎﻧﻪ ﯾﻧﻘص اﻟﻌﯾن أو اﻟﻘﯾﻣﺔ
ﻧﻘﺻﺎً ﯾﻔوت ﺑﻪ ﻏرض ﺻﺣﯾﺢ )٠ (٨
٢٠٦
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
) (١اﻟﻣﻐرب ﻓﻰ ﺗرﺗﯾب اﻟﻣﻌرب ﻟﻧﺎﺻر ﺑن ﻋﺑد اﷲ أﺑو اﻟﻣﻛﺎرم ﺣـ / ١ص ٤٨٥دار اﻟﻛﺗﺎب
اﻟﻌرﺑﻰ ،اﻟﻣﺻﺑﺎح اﻟﻣﻧﯾر ﺣـ / ٢ص ٠ ٦٥٨
٢٠٧
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
واﺻطﻼﺣﺎً " :ﻣﺎ ﯾﻘوﻟﻪ اﻹ ﻧﺳﺎن وﯾﺟرﯾﻪ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺑﻪ" ﻓﺎﻟﻣوﺳوس " ﻫو
اﻟﻣﺗﺣدث ﺑﻣﺎ ﻓﻰ ﻗﻠﺑﻪ ) (١أو ﻫﻰ ":اﻟﻌﻣل ﺑﻛل ﻣﺎ طرق ﻋﻠﻰ اﻟذﻫن أو ﯾﺗﺧﯾﻠﻪ
اﻟوﻫم " )٠ (٢
)(٣
٠ ﻓﺎﻟوﺳوﺳﺔ اﺿطراب ﻧﻔﺳﻰ ﯾؤدى إﻟﻰ ﻛﺛرة اﻟﺷك ﺑﻐﯾر ﺳﺑب
ش ﻣن ﺑﺎب ِ
ﺗﻌب ذﻫب ﻋﻘﻠﻪ ﺷﺎً ﻓﻬو َدِﻫ ٌ
ش َدَﻫ َ ﻫش :ﻟﻐﺔ :ﯾﻘﺎلِ :
دﻫ َ ب– ﱠ
اﻟد َ
)(٤
ﺣﯾﺎء أو ﺧوﻓﺎ ٠
ً
٠ )(٥
واﺻطﻼﺣﺎ " :ذﻫﺎب اﻟﻌﻘل ﺑذﻫول أووﻟﻪ "
واﻟﻣدﻫوش ":ﻣن ﻏﻠب اﻟﺧﻠل ﻓﻰ أﻗواﻟﻪ وأﻓﻌﺎﻟﻪ اﻟﺧﺎرﺟﺔ ﻋن ﻋﺎدﺗﻪ ﺑﺳﺑب أﻣر
اﻋﺗراﻩ ﻛﺧوف ﺷدﯾد أو ﻏﺿب ﺷدﯾد )٠ (٦
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث
) (١اﻟﻔواﻛﻪ اﻟدواﻧﻰ ﻋﻠﻰ رﺳﺎﻟﺔ اﺑن أﺑﻰ زﯾد اﻟﻘﯾرواﻧﻰ ﺣـ / ١ص ٥٠أﺣﻣد ﺑن ﻏﻧﯾم ﺑن ﺳﺎﻟم
ﺑن ﻣﻬﻧﺎ اﻟﻧﻔراوى ،دار اﻟﻔﻛر ط ١٤١٥ﻫـ ١٩٩٥ -م ٠
) (٢ﺣﺎﺷﯾﺔ اﺑن ﻋﺎﺑدﯾن رد اﻟﻣﺣﺗﺎر ﺣـ / ٤ص ٠ ٢٢٥
) (٣ﻣﻧﺢ اﻟﺟﻠﯾل ﺣـ / ٤ص ٠ ١٤٥
) (٤اﻟﻣﺻﺑﺎح اﻟﻣﻧﯾر ﺣـ / ١ص ٢٠٢ﻣﺎدة دﻫش ٠
) (٥ﺣﺎﺷﯾﺔ اﺑن ﻋﺎﺑدﯾن ﺣـ / ٢ص ،٤٢٦ص ٠ ٤٢٧
) (٦اﻟﺑﻧﺎﯾﺔ ﺷرح اﻟﻬداﯾﺔ ﻟﺑدر اﻟدﯾن اﻟﻌﯾﻧﻰ ﺣـ / ١٣ص ٢١٧ ،٢١٦دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ
ﺑﯾروت ﻟﺑﻧﺎن ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ١٤٢٠ﻫـ ٢٠٠٠ -م ،درر اﻟﺣﻛﺎم ﺷرح ﻣﺟﻠﺔ اﻷﺣﻛﺎم
ﻟﻌﻠﻰ ﺣﯾدر ﺣـ / ٤ص ٢٠دار اﻟﺟﯾل ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ١٤١١ﻫـ ١٩٩١ -م ٠
٢٠٨
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
ٕو ْاذ ﻗد ﺗﺑﯾن أن اﻟﻔﻘﻬﺎء ﺗﺣدﺛوا ﻋن اﻷﻣراض اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ واﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﺗﺄﺛﯾرﻫﺎ
ﻋﻠﻰ اﻹدراك اﻟذى ﻫو ﻣﻧﺎط اﻟﺗﻛﻠﯾف اﻟﺷرﻋﻰ ،ﻟﻛﻧﻬم ﻟم ﯾﺻﻧﻔوﻫﺎ ﻛﺗﺻﻧﯾف
اﺧﺗﺻﺎﺻﻲ ﻋﻠم اﻟﻧﻔس إﻟﻰ ذﻫﺎﻧﯾﺔ وﻋﺻﺎﺑﯾﺔ أى ﻋﻘﻠﯾﺔ ،وﻧﻔﺳﯾﺔ ،ﻓﻬذﻩ
اﺻطﻼﺣﺎت ﺣدﯾﺛﺔ ،ﺑل ﺻﻧﻔوﻫﺎ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ درﺟﺔ ﺗﺄﺛﯾرﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻹ ﻧﺳﺎن وﻋﻠﻰ ﻣﺎ
ﺗوﺻﻠت إﻟﯾﻪ اﻟدراﺳﺎت اﻟطﺑﯾﺔ ﻓﻰ أزﻣﺎﻧﻬم واﺳﺗﺧدﻣوا اﻷﻟﻔﺎظ اﻟﻠﻐوﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ
ﻟﻛل ﻣﻧﻬﺎ ٠
وﻗد وﺿﻌوا أﺣﻛﺎﻣﺎً ﻟﻛل ﻣرض ﺑﺣﺳب درﺟﺔ ﺗﺄﺛﯾرﻩ ﻋﻠﻰ اﻹدراك واﻟﺳﻠوك ،ﺑل
وﺿﻌوا أﺣﻛﺎﻣﺎ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻟﻠﻣرض اﻟواﺣد ﻓﻰ ﺣﺎﻻت ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺑﺣﺳب ﻗوﺗﻪ وﺧطورﺗﻪ
ﻓﻘد أطﻠﻘوا ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﺗوﻩ :أﻧﻪ اﻟﻣدﻫوش ﻓﻰ ﻣوﺿﻊ ،ﻓﻔﻰ اﻟﺗﻬذﯾب :اﻟﻣﻌﺗوﻩ:
اﻟﻣدﻫوش ﻣن ﻏﯾر ﻣس أو ﺟﻧون ) ،(١وﻓﻰ ﻣوﺿﻊ ﯾﻐﺎﯾرون ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ،ﻓﯾﻌﺗﺑرون
اﻟﻣﻌﺗوﻩ ﻗﺳﯾﻣﺎ ﻟﻠﻣدﻫوش ﻓﯾﻘوﻟون :وﻻ ﯾﻘﻊ طﻼق اﻟﺻﺑﻰ ٕوان ﻛﺎن ﯾﻌﻘل،
واﻟﻣﺟﻧون واﻟﻧﺎﺋم واﻟﻣﻌﺗوﻩ ﻛﺎﻟﻣﺟﻧون واﻟﻣﺑرﺳم واﻟﻣﻐﻣﻰ ﻋﻠﯾﻪ واﻟﻣدﻫوش )،(٢
ﻓﻘد ﻏﺎﯾروا ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ﻓﺎﻟﻌطف ﯾﻘﺗﺿﻰ اﻟﻣﻐﺎﯾرة ،وﯾﻠﺣﻘون اﻟﺧﺑل ﺑﺎﻟﺟﻧون إذا ﻛﺎن
ﺗﺄﺛﯾرﻩ ﺷدﯾداً ﻓﯾﻘوﻟون واﻟﺧﺑل ﻧوع ﻣن اﻟﺟﻧون واﻟﺻرع ﻧوع ﻣن اﻟﺟﻧونٕ ،واذا
ﻛﺎن اﻟﻣرض ﻓﻰ ﺣﺎﻟﺗﻪ اﻟﻌﺎدﯾﺔ ﺳﻣوﻩ ﺑﺎﺳﻣﻪ ﺟﻧوﻧﺎً أو ﻋﺗﻬﺎً أو ﺧﺑﻼً ،وﯾﻘررون
اﻟﺣﻛم ﺑﺣﺳب ﻗوة اﻟﻣرض ودرﺟﺔ ﺗﺄﺛﯾرﻩ ﯾﻘول اﺑن ﻋﺎﺑدﯾن " :ﻓﺎﻟذى ﯾﻧﺑﻐﻰ
اﻟﺗﻌوﯾل ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻰ اﻟﻣدﻫوش وﻧﺣوﻩ إﻧﺎطﺔ اﻟﺣﻛم ﺑﻐﻠﺑﺔ اﻟﺧﻠل ﻓﻰ أﻓﻌﺎﻟﻪ وأﻗواﻟﻪ
ﻋن ﻋﺎدﺗﻪ" ) ،(٣ﻓﺈذا ﻛﺎن اﻟدﻫش ﺑﺳﺑب ﺧوف ﺷدﯾد أﺣدث ﺧﻠﻼً ﻓﻰ ﻧﻔس
اﻟﻣدﻫوش أدى إﻟﻰ ذﻫﺎب ﻋﻘﻠﻪ ﻟم ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻠﻪ أو ﻗوﻟﻪ أﺛر ،ﯾﻘول اﺑن
ﻋﺎﺑدﯾن ":وﺳﺋل ﻓﻰ رﺟل ﺣﺻل ﻟﻪ دﻫش زال ﺑﻪ ﻋﻘﻠﻪ وﺻﺎر ﻻ ﺷﻌور ﻟﻪ ٍ
ﻷﻣر
ﻋﻠﻰ
ﻋرض ﻟﻪ ﻣن ذﻫﺎب ﻣﺎﻟﻪ وﻧﺣوﻩ ،ﻓﻘﺎل :ﻓﻰ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ :ﯾﺎ رب أﻧت ﺗﺷﻬد ﱠ
) (١ﺗﺣﻔﺔ اﻟﺣﺑﯾب ﻋﻠﻰ ﺷرح اﻟﺧطﯾب ،ﺣﺎﺷﯾﺔ اﻟﺑﺟﯾرﻣﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﺧطﯾب ﻟﺳﻠﯾﻣﺎن ﺑن ﻣﺣﻣد
اﻟﺑﺟﯾرﻣﻰ ﺣـ / ٣ص ،١١٦ ،١١٥دار اﻟﻔﻛر ط ١٤١٥ﻫـ ١٩٩٥ -م ٠
) (٢ﻓﺗﺢ اﻟﻘدﯾر ﻟﻛﻣﺎل اﻟدﯾن ﺑن ﻋﺑد اﻟواﺣد ) اﺑن اﻟﻬﻣﺎم ( ﺣـ / ٣ص ٤٨٨دار اﻟﻔﻛر ٠
) (٣ﺣﺎﺷﯾﺔ اﺑن ﻋﺎﺑدﯾن رد اﻟﻣﺣﺗﺎر ﺣـ / ٢ص ٠ ٤٢٦
٢٠٩
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
أﻧﻰ طﻠﻘت ﻓﻼﻧﺔ ﺑﻧت ﻓﻼن ﯾﻌﻧﻰ زوﺟﺗﻪ اﻟﻣﺧﺻوﺻﺔ ﺑﺎﻟﺛﻼث ﻋﻠﻰ أرﺑﻌﺔ
ﻣذاﻫب اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻛﻠﻣﺎ ﺣﻠت ﺗﺣرم ﻓﻬل ﯾﻘﻊ طﻼﻗﻪ ؟ ٠
ﻓﺄﺟﺎب :اﻟدﻫش :ﻫو ذﻫﺎب اﻟﻌﻘل ﻣن َذَﻫٍل ْأو َوﻟٍَﻪ ،وﻗد ﺻرح ﻓﻰ اﻟﺗﻧوﯾر
واﻟﺗﺗﺎرﺧﺎﻧﯾﺔ وﻏﯾرﻫﺎ ﺑﻌدم وﻗوع طﻼق اﻟﻣدﻫوش وﻋﻠﻰ ﻫذا ﺣﯾث ﺣﺻل ﻟﻠرﺟل
دﻫش زال ﺑﻪ ﻋﻘﻠﻪ ﻓﺻﺎر ﻻ ﺷﻌور ﻟﻪ ﻻ ﯾﻘﻊ طﻼﻗﻪ ،واﻟﻘول ﻗوﻟﻪ ﺑﯾﻣﯾﻧﻪ إن
ﻋرف ﻣﻧﻪ اﻟدﻫش ٕوان ﻟم ﯾﻌرف ﻣﻧﻪ ﻻ ﯾﻘﺑل ﻗوﻟﻪ ﻗﺿﺎء إﻻ ﺑﺑﯾﻧﺔ ﻛﻣﺎ ﺻرح
ﺑذﻟك ﻋﻠﻣﺎء اﻟﺣﻧﻔﯾﺔ )٠ (١
وﻗد وﺿﻊ اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻟﻬذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ أﺣﻛﺎﻣﺎً ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ أن ﺗﺧﻔف ﻣن آﺛﺎر
اﻟوﺳوﺳﺔ وﺗﻌﯾن اﻟﻣرﯾض ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺧﻠص ﻣﻧﻬﺎ ،وﻗد ﻻﺣظ اﻟﻔﻘﻬﺎء أن ﻫﻧﺎك
أﺷﺧﺎﺻﺎً ﻟدﯾﻬم اﺳﺗﻌداد ﻧﻔﺳﻰ ﻟﻺﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟوﺳوﺳﺔ وأن اﻟﻣﺣﯾطﯾن ﺑﺎﻟﻣرﯾض
) (١اﻟﻌﻘود اﻟدرﯾﺔ ﻓﻰ ﺗﻧﻘﯾﺢ اﻟﻔﺗﺎوى اﻟﺣﺎﻣدﯾﺔ ﻟﻣﺣﻣد ﺑن أﻣﯾن ﺑن ﻋﻣر ) اﺑن ﻋﺎﺑدﯾن ( ﺣـ / ١
ص ،٣٩دار اﻟﻣﻌرﻓﺔ ٠
) (٢ﻣﻧﺢ اﻟﺟﻠﯾل ﺣـ / ٤ص ٠ ١٤٥
٢١٠
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
ﯾﺧﺷﻰ أن ﯾﺻﺎﺑوا ﺑﺎﻟﻣرض ﺗﻘﻠﯾداً وﺗﺄﺛ ارً ﺑﻪ ،وﻻﺣظوا ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣرﯾض ﻧﻔﺳﻪ إذا
ﻛﺎن اﻟﻣرض ﻓﻰ ﻣرﺣﻠﺗﻪ اﻷوﻟﻰ ،ﻓﺄﺳﺳوا اﻷﺣﻛﺎم ﻓﻰ ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﻋﻠﻰ :ﺗﺣرى
اﻟرﺧﺻﺔ واﻟﺳﻌﺔ إﻟﻰ أن ﯾﻧﻘطﻊ ﻋﻧﻪ اﻟوﺳواس ) (١ﻣن ﻫذﻩ اﻷﺣﻛﺎم:
-١ﻓﻰ ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﯾﻘﯾن ﻋﻧد اﻟﺷك ﻓﻰ اﻟطﻬﺎرة :اﻟﻘﺎﻋدة أن اﻟﻣﺷﻛوك
ﻓﯾﻪ ﯾﺟﻌل ﻛﺎﻟﻌدم إﻻ اﻟﻣﺳﺗﻧﻛﺢ وﻫو اﻟﻣوﺳوس ﯾﺑﻧﻰ ﻋﻠﻰ أول ﺧﺎطرﯾﻪ إن ﺳﺑق
إﻟﻰ ﻧﻔﺳﻪ أﻧﻪ أﻛﻣل اﻟوﺿوء ﻓﻼ ﯾﻌﯾدٕ ،وان ﺳﺑق إﻟﻰ ﻧﻔﺳﻪ أﻧﻪ ﻟم ﯾﻛﻣل أﻋﺎدﻩ ؛
ﻷ ﻧﻪ ﻓﻰ اﻟﺧﺎطر اﻷول ﻣﺷﺎﺑﻪ ﻟﻠﻌﻘﻼء وﻣﻔﺎرق ﻟﻬم ﻓﻰ اﻟﺛﺎﻧﻰ )٠ (٢
-٢وﻓﻰ اﻟﺷك ﻓﻰ اﻟﻧﯾﺔ ﻓﻰ أﺛﻧﺎء اﻟطﻬﺎرة :ﯾﻠزم اﺳﺗﺋﻧﺎﻓﻬﺎ ؛ ﻷﻧﻬﺎ ﻋﺑﺎدة ﺷك
ﻓﻰ ﺷرطﻬﺎ وﻫو ﻓﯾﻬﺎ ﻓﻠم ﺗﺻﺢ ﻛﺎﻟﺻﻼة ،وﻛذﻟك إن ﺷك ﻓﻰ ﻏﺳل ﻋﺿو أو
ﻣﺳﺢ رأﺳﻪ ﻛﺎن ﺣﻛﻣﻪ ﺣﻛم ﻣن ﻟم ﯾﺄت ﺑﻪ ؛ ﻷن اﻷﺻل ﻋدﻣﻪ ،ﻫذا ﻓﻰ
اﻟﺷﺧص اﻟﻌﺎدى أﻣﺎ اﻟﻣوﺳوس ﻓﻼ ﯾﻠﺗﻔت إﻟﻰ ذﻟك ﻟﻛن ﯾﺗم طﻬﺎرﺗﻪ ﻟﯾﺗﺧﻠص
ﻣن وﺳوﺳﺗﻪ )٠ (٣
-٣وﻓﻰ اﻟﺻﻼة :إن ﻛﺎن اﻟوﺳواس ﻗﻠﯾﻼً ﻓﻼ ﯾﺑطل اﻟﺻﻼة ﺑﺎﺗﻔﺎق أﻫل اﻟﻌﻠم
ﺑل ﯾﻧﻘص اﻷﺟر ﻛﻣﺎ ﻗﺎل اﺑن ﻋﺑﺎس ":ﻟﯾس ﻟك ﻣن ﺻﻼﺗك إﻻ ﻣﺎ ﻋﻘﻠت
ﻣﻧﻬﺎ")٠ (٤
) (١ﺑرﯾﻘﺔ ﻣﺣﻣودﯾﺔ ﻓﻰ ﺷرح طرﯾﻘﺔ ﻣﺣﻣدﯾﺔ ﻟﻣﺣﻣد ﺑن ﻣﺣﻣد ﺑن ﻣﺻطﻔﻰ اﻟﺧﺎدﻣﻰ ،ﺣـ / ٤
ص ،٢٤٩ﻣطﺑﻌﺔ اﻟﺣﻠﺑﻰ ١٣٤٨ ،ﻫـ ٠
) (٢اﻟﺗﺎج واﻹﻛﻠﯾل ﺣـ / ١ص ٠ ٢٣٩
) (٣اﻟﻣﻐﻧﻰ ﻻﺑن ﻗداﻣﻪ ﻣوﻓق اﻟدﯾن ﻋﺑد اﷲ ﺑن أﺣﻣد ﺣـ / ١ص ،٨٦ ،٨٥ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﻘﺎﻫرة
ط ١٣٨٨ﻫـ ١٩٦٨ -م ٠
) (٤ﻗﺎل اﻷﻟﺑﺎﻧﻰ :ﻻ أﺻل ﻟﻪ ﻣرﻓوﻋﺎ ٕواﻧﻣﺎ ﺻﺢ ﻣوﻗوﻓﺎ ﻋن ﺑﻌض اﻟﺳﻠف ٕواﻧﻣﺎ ذﻛرﻩ اﻟﻐزاﻟﻰ
ﻣرﻓوﻋﺎ ﻓﻰ اﻹﺣﯾﺎء ﻓﻘﺎل اﻟﺣﺎﻓظ اﻟﻌراﻗﻰ ﻓﻰ ﺗﺧرﯾﺟﻪ :ﻟم أﺟدﻩ ﻣرﻓوﻋﺎ ،ورواﻩ أﺑو ﻧﻌﯾم ﻓﻰ
اﻟﺣﻠﯾﺔ ﺑﺈﺳﻧﺎد ﺻﺣﯾﺢ ﻋن ﻗﺎﺳم اﻟﺟرﻣﻲ :ﺳﻣﻌت ﺳﻔﯾﺎن اﻟﺛورى ﯾﻘول = =ﻟﻠرﺟل ﻣن
ﺻﻼﺗﻪ ﻣﺎ ﻋﻘل ﻣﻧﻬﺎ " ﺳﻠﺳﻠﺔ اﻷﺣﺎدﯾث اﻟﺿﻌﯾﻔﺔ واﻟﻣوﺿوﻋﺔ وأﺛرﻫﺎ اﻟﺳﻰء ﻓﻰ اﻷﻣﺔ
ﺗﺄﻟﯾف ﻣﺣﻣد ﻧﺎﺻر اﻟدﯾن اﻷﻟﺑﺎﻧﻰ اﻟﻣﺟﻠد اﻟراﺑﻊ ﻋﺷر اﻟﻘﺳم اﻟﺛﺎﻧﻰ ص ،١٠٢٦س
،١٠٢٧رﻗم ٦٩٤١ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﻣﻌﺎرف ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ اﻟرﯾﺎﺿﻰ ٠
٢١١
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
وﺳﺋل اﺑن ﺗﯾﻣﯾﺔ ﻋن وﺳواس اﻟرﺟل ﻓﻰ اﻟﺻﻼة وﻣﺎ ﺣد اﻟﻣﺑطل ﻟﻠﺻﻼة وﻣﺎ
ﺣد اﻟﻣﻛروﻩ ؟ أﺟﺎب " :اﻟوﺳواس ﻧوﻋﺎن :أﺣدﻫﻣﺎ :ﻻ ﯾﻣﻧﻊ ﻣﺎ ﯾؤﻣر ﺑﻪ ﻣن
ﺗدﺑر اﻟﻛﻠم اﻟطﯾب واﻟﻌﻣل اﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟذى ﻓﻰ اﻟﺻﻼة ﺑل ﯾﻛون ﺑﻣﻧزﻟﺔ اﻟﺧواطر
وﻫذا ﻻ ﯾﺑطل اﻟﺻﻼة ﻟﻛن ﻣن ﺳﻠﻣت ﺻﻼﺗﻪ ﻣﻧﻪ ﻓﻬو أﻓﺿل ﻣﻣن ﻟم ﺗﺳﻠم
ﺻﻼﺗﻪ )٠ (١
اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ :اﻟوﺳوﺳﺔ اﻟﻣﺗوﺳطﺔ :ﺣﯾث ﯾزداد ﺗﺄﺛﯾر اﻟوﺳواس ﻋﻠﻰ
اﻟﻣرﯾض ﻓﯾزداد اﺿطراﺑﻪ وﯾﻐﻠب اﻟﺷك ﻋﻠﻰ طﻬﺎرﺗﻪ وﺻﻼﺗﻪ وﯾﻛون اﻟﺷﺧص
ﻓﯾﻬﺎ ﻣﺷوش اﻟﺧﺎطر ﻣﺻطرب اﻟﺗﻔﻛﯾر ﻓﯾﻌﺗﻘد ٠
ﯾﻘول اﻟﺧطﺎب ":اﻟﻣوﺳوس :اﻟﻣﺷوش اﻟﺧﺎطر اﻟﻣوﺳوس اﻟﻔﻛر " ) ٠ (٢وﻗد
ﺗﺣدث اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻋن ﺣﻛم ﺻﻼة اﻟﻣوﺳوس ﻓﻰ ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ ،وﺣﻛم إﻣﺎﻣﺔ
اﻟﻣوﺳوس ﺣﯾث أﺛﱠر اﻟوﺳواس ﻋﻠﻰ ﺻﻼﺗﻪ وﺳﻠوﻛﻪ ٠
-١ﺣﻛم ﺻﻼة اﻟﻣوﺳوس :ذﻫب ﺑﻌض اﻟﻔﻘﻬﺎء إﻟﻰ أن ﺻﻼﺗﻪ ﺑﺎطﻠﺔ إذا ﻏﻠب
ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟوﺳواسٕ ،وان ﻛﺎن اﻟ ارﺟﺢ ﺻﺣﺔ ﺻﻼﺗﻪ :ﯾﻘول اﺑن ﺗﯾﻣﯾﺔ ) " :(٣وأﻣﺎ
اﻟﻧوع اﻟﺛﺎﻧﻰ ﻣن اﻟوﺳواس ﻓﻬو ﻣﺎ ﻣﻧﻊ اﻟﻔﻬم وﺷﻬود اﻟﻘﻠب ،ﺑﺣﯾث ﯾﺻﯾر
اﻟرﺟل ﻏﺎﻓﻼ ﻫل ﯾﺑطل ﺻﻼﺗﻪ وﯾوﺟب اﻹﻋﺎدة ،ﻓﯾﻪ ﺗﻔﺻﯾل :ﻓﺈن ﻛﺎﻧت اﻟﻐﻔﻠﺔ
ﻓﻰ اﻟﺻﻼة أﻗل ﻣن اﻟﺣﺿور واﻟﻐﺎﻟب اﻟﺣﺿور ﻟم ﺗﺟب اﻹﻋﺎدة ٕوان ﻛﺎن اﻟﺛواب
ﻧﺎﻗﺻﺎً ؛ ﻓﺈن اﻟﻧﺻوص ﻗد ﺗواﺗرت ﺑﺄن اﻟﺳﻬو ﻻ ﯾﺑطل اﻟﺻﻼة ٕواﻧﻣﺎ ﯾﺟﺑر
ﺑﻌﺿﻪ ﺑﺳﺟود اﻟﺳﻬو ،وأﻣﺎ إن ﻏﻠﺑت اﻟﻐﻔﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺿور ﻓﻔﯾﻪ ﻗوﻻن:
أﺣدﻫﻣﺎ :ﻻ ﺗﺻﺢ اﻟﺻﻼة ﻓﻰ اﻟﺑﺎطن ٕوان ﺻﺣت ﻓﻰ اﻟظﺎﻫر ﻛﺣﻘن اﻟدم ؛ ﻷن
اﻟﻣﻘﺻود ﻣن اﻟﺻﻼة ﻟم ﯾﺣﺻل ﻓﻬو ﺷﺑﯾﻪ ﺻﻼة اﻟﻣراﺋﻰ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﯾﺑ أر ﻓﯾﻪ ﻓﻰ
) (١اﻟﻔﺗﺎوى اﻟﻛﺑرى ﻟﺗﻘﻰ اﻟدﯾن أﺣﻣد ﺑن ﺗﯾﻣﯾﺔ ﺣـ / ٢ص ،٢٢٧دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟطﺑﻌﺔ
اﻷوﻟﻰ ١٤٠٨ﻫـ ١٩٨٧ /م ٠
) (٢اﻟﺗﺎج واﻹﻛﻠﯾل ﺣـ / ٢ص ٠ ٢٠٩
) (٣اﻟﻔﺗﺎوى اﻟﻛﺑرى ﻻﺑن ﺗﯾﻣﯾﺔ ﺣـ / ٢ص ٠ ٢٢٧
٢١٢
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
اﻟﺑﺎطن ﺑﺎﻻﺗﻔﺎق :وﻫذا ﻗول أﺑﻰ ﻋﺑد اﷲ ) (١ﺑن ﺣﺎﻣد ) (٢وأﺑﻰ ﺣﺎﻣد اﻟﻐزاﻟﻰ
) (٣واﺑن اﻟﺟوزى وﻏﯾرﻫم ،اﻟﺛﺎﻧﻰ :ﺗﺑ أر اﻟذﻣﺔ ﻓﻼ ﺗﺟب ﻋﻠﯾﻪ اﻹﻋﺎدة ٕوان ﻛﺎن ﻻ
أﺟر ﻓﯾﻬﺎ وﻻ ﺛواب ،وﻫذا ﻣذﻫب ﺟﻣﻬور اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻟﺣدﯾث أﺑﻰ ﻫرﯾرة رﺿﻰ اﷲ
ﻋﻧﻪ ﻋن اﻟﻧﺑﻰ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم ﻗﺎل " :إذا أذن اﻟﻣؤذن أدﺑر اﻟﺷﯾطﺎن وﻟﻪ
ﺿراط ﺣﺗﻰ ﻻ ﯾﺳﻣﻊ اﻟﺗﺄذﯾن ﻓﺈذا ﻗﺿﻰ اﻟﺗﺄذﯾن أﻗﺑل ﻓﺈذا ﺛوب ﺑﺎﻟﺻﻼة أدﺑر
ﻓﺈذا ﻗﺿﻰ اﻟﺗﺛوﯾب أﻗﺑل ﺣﺗﻰ ﯾﺧطر ﺑﯾن اﻟﻣرء وﻧﻔﺳﻪ ،ﻓﯾﻘول :اذﻛر ﻛذا اذﻛر
ﻛذا ﻟﻣﺎ ﻟم ﯾﻛن ﯾذﻛر ،ﺣﺗﻰ ﯾظل اﻟرﺟل ﻻ ﯾدرى ﻛم ﺻﻠﻰ ،ﻓﺈذا وﺟد أﺣدﻛم ذﻟك
ﻓﻠﯾﺳﺟد ﺳﺟدﺗﯾن ﻗﺑل أن ﯾﺳﻠم )٠ (٤
ووﺟﻪ اﻟدﻻﻟﺔ :أن اﻟﻧﺑﻰ -ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم -ﺻﺣﺢ اﻟﺻﻼة ﻣﻊ
اﻟوﺳوﺳﺔ ﻣطﻠﻘﺎً وﻟم ﯾﻔرق ﺑﯾن اﻟﻘﻠﯾل واﻟﻛﺛﯾر ) ٠ (٥ﻓﺎﻟوﺳواس ﻻ ﯾﺑطل اﻟﺻﻼة
ٕوان ﻏﻠب ؛ ﻷن اﻟﺧﺷوع ﺳﻧﺔ وﺗرك اﻟﺳﻧﺔ ﻻ ﯾﺑطل اﻟﺻﻼة ،وذﻛر اﻟﺷﯾﺦ وﺟﯾﻪ
) (١أﺑو ﺣﺎﻣد ﺷﯾﺦ اﻟﺣﻧﺎﺑﻠﺔ أﺑو ﻋﺑد اﷲ اﻟﺣﺳن ﺑن ﺣﺎﻣد ﺑن ﻋﻠﻰ ﺑن ﻣروان اﻟﺑﻐدادى اﻟوراق
ﺗوﻓﻰ ٤٠٣ﻫـ ) ﺳﯾر أﻋﻼم اﻟﻧﺑﻼء ﻟﻣﺣﻣد ﺑن أﺣﻣد ﺑن ﻋﺛﻣﺎن اﻟذﻫﺑﻰ ﺣـ / ١٧ص
٢٠٣ﻣؤﺳﺳﺔ اﻟرﺳﺎﻟﺔ ١٤٢٢ﻫـ ٢٠٠١ -م ٠
) (٢ﻫو أﺑو ﺣﺎﻣد ﻣﺣﻣد ﺑن ﻣﺣﻣد ﺑن أﺣﻣد اﻟﻐزاﻟﻰ اﻟﺷﺎﻓﻌﻰ اﻟطوﺳﻰ ﻋﺎﻟم ﻓﻘﯾﻪ أﺻوﻟﻰ ﺣﺟﺔ
اﻹﺳﻼم ﺗوﻓﻰ ٥٠٥ﻫـ ) ﺳﯾر أﻋﻼم اﻟﻧﺑﻼء ﺣـ / ١٩ص ٣٢٢ﻣؤﺳﺳﺔ اﻟرﺳﺎﻟﺔ ٠
) (٣اﺑن اﻟﺟوزى ﺟﻣﺎل اﻟدﯾن أﺑو اﻟﻔرج ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن ﺑن ﻋﻠﻰ ﺑن ﻣﺣﻣد ﺑن ﻋﻠﻰ ﺑن ﻋﺑد اﷲ
ﺑن ﺟﻌﻔر وﻟد ٥٠٩ﻫـ ﺗوﻓﻰ ٥٩٧ﻫـ ) ﺳﯾر أﻋﻼم اﻟﻧﺑﻼء ﺣـ / ٢١ص ٣٦٧ﻣؤﺳﺳﺔ
اﻟرﺳﺎﻟﺔ ٠
) (٤اﻟﻣﻧﻬﺎج ﺷرح ﺻﺣﯾﺢ ﻣﺳﻠم ﻣن اﻟﺣﺟﺎج ﻷﺑﻰ زﻛرﯾﺎ ﯾﺣﯾﻰ ﺑن ﺷرف اﻟﻧووى اﻟﻣﺗوﻓﻰ ٦٧٦
ﻫـ ﻛﺗﺎب اﻟﺻﻼة ،ﺑﺎب ﻓﺿل اﻷذان وﻫروب اﻟﺷﯾطﺎن ﻣن ﺳﻣﺎﻋﻪ رﻗم ٣٨٩دار إﺣﯾﺎء
اﻟﺗراث اﻟﻌرﺑﻰ ،ﺑﯾروت ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ١٣٩٢ﻫـ ﺣـ / ٤ص ٠ ٨٩
) (٥اﻟﻔﺗﺎوى اﻟﻛﺑرى ﻻﺑن ﻗﯾﻣﯾﺔ ﺣـ / ٢ص ٠ ٢٢٧
٢١٣
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
اﻟدﯾن ) :(١أن اﻟﺧﺷوع واﺟب وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺗﺑطل ﺻﻼة ﻣن ﻏﻠب اﻟوﺳواس ﻋﻠﻰ أﻛﺛر
ﺻﻼﺗﻪ ،وﻫذا ﯾﻘﺗﺿﻰ أﻧﻪ واﺟب ﻋﻧدﻫم )٠ (٢
-٢ﺣﻛم إﻣﺎﻣﺔ اﻟﻣوﺳوس :ﺗﻛرﻩ إﻣﺎﻣﺔ اﻟﻣوﺳوس ﻛﻣﺎ ﺗﻛرﻩ إﻣﺎﻣﺔ اﻟﻣﺻروع ﻓﻰ
وﺟﻪ ﻋﻧد اﻟﺣﻧﺎﺑﻠﺔ ،وﻗﯾل :ﻻ ﺗﺻﺢ إﻣﺎﻣﺔ اﻟﻣوﺳوس واﺳﺗدﻟوا ﺑﺣدﯾث اﻟﻧﺑﻰ
ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم ﻟﻌﺛﻣﺎن ﺑن أﺑﻰ اﻟﻌﺎﺻﻰ " :أَُم ﻗوﻣك ،ﻗﺎل :ﯾﺎ رﺳول اﷲ
ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم :إﻧﻰ أﺟد ﻓﻰ ﻧﻔﺳﻰ ﺷﯾﺋﺎً ﻓوﺿﻊ ﻛﻔﻪ ﻓﻰ ﺻدرﻩ ﺛم ظﻬرﻩ
وﺑﯾن ﻛﺗﻔﯾﻪ ") (٣ﻗﺎل ﺑﻌض اﻟﻌﻠﻣﺎء :أراد ﺧوف اﻟﻛﺑر واﻟﻌﺟب وﯾﺣﺗﻣل أﻧﻪ أراد
اﻟوﺳوﺳﺔ ﻓﻰ اﻟﺻﻼة وﻻ ﯾﺻﻠﺢ ﻟﻺﻣﺎﻣﺔ اﻟﻣوﺳوس ﻛﺄﻧﻪ ﻓﻬم ﻫذا ؟ وﻟﻬذا ﻗﺎل
ﻟرﺳول اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم " :إن اﻟﺷﯾطﺎن ﻗد ﺣﺎل ﺑﯾﻧﻰ وﺑﯾن ﺻﻼﺗﻰ
ﻋﻠﻰ ﻓﻘﺎل :ذاك ﺷﯾطﺎن ﯾﻘﺎل ﻟﻪَ :ﺧْﻧَزب ﻓﺈذا أﺣﺳﺳﺗﻪ ﻓﺗﻌوذ
وﻗراءﺗﻰ ﯾﻠﺑﺳﻬﺎ ﱠ
)(٤
ﺑﺎﷲ واﺗﻔل ﻋن ﯾﺳﺎرك ﺛﻼﺛﺎً ،ﻓﻔﻌﻠت ذﻟك ﻓﺄذﻫﺑﻪ اﷲ ﻋﻧﻰ " ﯾﻘول اﺑن ﺣﺟر
وﻗد ﺳﺋل :ﻫل ﯾﺻﺢ اﻻﻗﺗداء ﺑﺎﻟﻣوﺳوس ؟ ﻗﺎل :اﻟﺻﻼة ﺧﻠﻔﻪ ﺻﺣﯾﺣﻪ ،ﻟﻛن
ﻗﺎل أﺑو اﻟﻔﺗوح ) (٥اﻟﻌﺟﻠﻰ ﻓﻰ ﻧﻛت اﻟوﺳﯾط :أﻧﻬﺎ ﺧﻠﻔﻪ ﻣﻛروﻫﺔ ؛ ﻷﻧﻪ ﯾﺷك
ﻓﻰ أﻓﻌﺎل ﻧﻔﺳﻪ وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺎﻟﺻﻼة ﺧﻠف ﻏﯾرﻩ أﻓﺿل ٕوان ﻛﺎﻧت أﻗل ﺟﻣﺎﻋﺔ ﻗﺎل اﺑن
) (١اﻟﺷﯾﺦ وﺟﯾﻪ اﻟدﯾن اﺑن اﻟﻣﻧﺟﻰ ﺷﯾﺦ اﻟﺣﻧﺎﺑﻠﺔ أﺑو اﻟﻣﻌﺎﻟﻰ أﺳﻌد ﺑن اﻟﻣﻧﺟﻰ ﺑن أﺑﻰ اﻟﻣﻧﺟﻰ
ﺑرﻛﺎت اﻟدﯾن اﻟدﻣﺷﻘﻰ اﻟﺣﻧﺑﻠﻰ ﺗوﻓﻰ ٦٠٦ﻫـ ) ﺳﯾر أﻋﻼم اﻟﻧﺑﻼء ﺣـ / ٢١ص ( ٤٣٧
٠
) (٢ﻛﺷﺎف اﻟﻘﻧﺎع ﻋن ﻣﺗن اﻻﻗﻧﺎع ﺣـ / ١ص ،٣٩٤ ،٣٩٣اﻹﻧﺻﺎف ﻓﻰ ﻣﻌرﻓﺔ اﻟراﺟﺢ ﻣن
اﻟﺧﻼف ﻟﻌﻠﻰ ﺑن ﺳﻠﯾﻣﺎن ﺑن ﻋﻠﻰ اﻟﻣرداوى ،ﺣـ / ٢ص ،١٢٠ ،١١٩دار إﺣﯾﺎء اﻟﺗراث
اﻟﻌرﺑﻰ اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ،اﻟﻔﺗﺎوى اﻟﻛﺑرى ﻻﺑن ﺗﯾﻣﯾﺔ ﺣـ / ٣ص ٠ ٢٢٣
) (٣ﻣﺳﻠم ﺑﺷرح اﻟﻧووى ﻣﺳﺄﻟﺔ رﻗم ٤٦٨ﺣـ / ٤ص ١٨٦دار إﺣﯾﺎء اﻟﺗراث اﻟﻌرﺑﻰ ٠
) (٤ﺻﺣﯾﺢ ﻣﺳﻠم ،ﻛﺗﺎب اﻟﺳﻼم ،ﺑﺎب اﻟﺗﻌوذ ﻣن اﻟﺷﯾطﺎن واﻟوﺳوﺳﺔ ﻓﻰ اﻟﺻﻼة رﻗم ،٢٢٠٣
ﺷرح اﻟﻧووى ﻟﻣﺳﻠم ﺣـ ١٨٦ / ٤إﺣﯾﺎء اﻟﺗراث اﻟﻌرﺑﻰ اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ١٣٩٢ﻫـ ،اﻟﻔروع
ﻻﺑن ﻣﻔﻠﺢ ﺣـ / ٢ص ١١٠
) (٥ﻫو أﺳﻌد ﺑن ﺧﻠف اﻷﺻﻔﻬﺎﻧﻰ اﻟﻌﺟﻠﻰ ﻣﺳﺗﺟﯾب اﻟدﯾن أﺑو اﻟﻔﺗوح ﻛﺎن ﺷﯾﺦ اﻟﺷﺎﻓﻌﯾﺔ ﻓﻰ
أﺻﻔﻬﺎن ﺗوﻓﻰ ٦٠٠ﻫـ ) اﻷﻋﻼم ﻟﻠزرﻛﻠﻰ ﺣـ / ١ص ٠ ( ٣٠١
٢١٤
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
) (١أﺣﻣد ﺑن ﻋﻣﺎد ﺑن ﯾوﺳف اﻷﻗﻔﻬﺳﻰ ﺑن اﻟﻌﻣﺎد أﺑو اﻟﻌﺑﺎس ﻓﻘﯾﻪ ﺷﺎﻓﻌﻰ ﻣن ﻣؤﻟﻔﺎﺗﻪ :اﻟﻘول
اﻟﺗﻣﺎم ﻓﻰ أﺣﻛﺎم اﻟﻣﺄﻣوم واﻹﻣﺎم ﺗوﻓﻰ ٨٠٨ﻫـ ٠
) (٢وﻧﺻﻪ ﻓﻰ اﻟﻘول اﻟﺗﻣﺎم :ﻣن اﻟﻣﻛروﻫﺎت ﻓﻰ اﻟﺻﻼة " أﺧرى " إذا ﻛﺎن اﻹﻣﺎم ﯾرﺗﻛب
اﻟﻣﻛروﻫﺎت ﻓﻰ اﻟﺻﻼة ﻛرﻩ اﻻﻗﺗداء ﺑﻪ ﻟﻣﺎروى أﺑو ﺳﻬﻠﺔ اﻟﺳﺎﺋب ﺑن ﺧﻼد ﻣن أﺻﺣﺎب
رﺳول اﷲ أن رﺟﻼ أم ﻗوﻣﺎ ﻓﺑﺻق ﻓﻰ اﻟﻘﺑﻠﺔ ورﺳول اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم ﯾﻧظر ،ﻓﻘﺎل
رﺳول اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم ﺣﯾن ﻓرغ :ﻻ ﯾﺻﻠﻲ ﺑﻛم ﺑﻌد اﻟﯾوم ﻓﺄراد ﺑﻌد ذﻟك أن
ﯾﺻﻠﻰ ﻓﻣﻧﻌوﻩ وأﺧﺑروﻩ ﺑﻘول رﺳول اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم ﻓذﻛر ذﻟك ﻟﻠﻧﺑﻰ ﺻﻠﻰ اﷲ
ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم ﻓﻘﺎل :ﻧﻌم وأﺣﺳب أﻧﻪ ﻗﺎل :إﻧك آذﯾت اﷲ ورﺳوﻟﻪ " وﯾﻧﺑﻐﻰ ﻟﻠﻧﺎظر ووﻟﻰ
اﻷﻣر ﻋزﻟﻪ ﺑﺳﺑب ﺑﺻﺎﻗﻪ ﻓﻰ ﻗﺑﻠﺔ اﻟﻣﺳﺟد ٠
ﺛم ﻗﺎل :وﯾﻛرﻩ اﻻﻗﺗداء ﺑﺎﻟﻣوﺳوس ؛ ﻷﻧﻪ ﯾﺷك ﻓﻰ أﻓﻌﺎل ﻧﻔﺳﻪ ﻛﻣﺎ ﺗﻘدم ﻧﻘﻠﻪ ﻋن أﺑﻰ
اﻟﻔﺗوح اﻟﻌﺟﻠﻰ وﻛذﻟك ﻛل ﻣن ﯾﺗﻌﺎطﻰ ﻓﻰ ﺻﻼﺗﻪ ﻣﻛروﻫﺎ وزﻣن ﻏﻠﺑﻪ اﻟوﺳواس ﻓﻰ
اﻟﺻﻼة ﻓﻠﯾﺳﺗﻌذ ﺑﺎﷲ وﻟﯾﻘ أر ﻗوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ) :ﻓﺎﺳﺗﻘم ﻛﻣﺎ أﻣرت وﻣن ﺗﺎب ﻣﻌك وﻻ ﺗطﻐوا إﻧﻪ
ﺑﻣﺎ ﺗﻌﻣﻠون ﺑﺻﯾر ( ] ﻫود ٠ [ ١١٢
ﻫذا ﻧص اﺑن اﻟﻌﻣﺎد وﻗد ﻓﻬم اﻻﻣﺎم اﻟﻬﯾﺗﻣﻰ أﻧﻪ ﯾﻘول ﺑوﺟوب ﻋزل اﻟﻣوﺳوس ﻋن اﻹﻣﺎﻣﺔ
واﻟواﺿﺢ أﻧﻪ ذﻛر ذﻟك ﻓﯾﻣن ﺑﺻق ﻓﻰ اﻟﻣﺳﺟد ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠﻧص أﻣﺎ ﻛﻼﻣﻪ ﻋن اﻟﻣوﺳوس
ﻓﻛﻼم ﻣﺳﺗﺄﻧف ٠
] اﻟﻘول اﻟﺗﻣﺎم ﻓﻰ أﺣﻛﺎم اﻟﻣﺄﻣوم واﻻﻣﺎم ص ١١٦ﻷﺑﻰ اﻟﻔﺗﺢ ﻣﺣﻣد ﺑن أﺣﻣد ﺑن اﻟﻌﻣﺎد
اﻷﻗﻔﻬﺳﻰ اﻟﻣﺗوﻓﻰ ٨٦٧ﻫـ ﺗﺣﻘﯾق وﺗﻌﻠﯾق ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺎﺷور ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﻘرآن ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر
واﻟﺗوزﯾﻊ ٣ﺷﺎرع اﻟﻘﻣﺎس ﺑوﻻق اﻟﻘﺎﻫرة ٠
) (٣اﻟﻔﺗﺎوى اﻟﻔﻘﻬﯾﺔ اﻟﻛﺑرى ﻻﺑن ﺣﺟر اﻟﻬﯾﺗﻣﻰ ﺣـ / ١ص ٠ ٢٢١
٢١٥
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
ﻣﺷوش اﻟﻔﻛر ﻣﺿطرﺑﺎً وﯾؤﺛر ﻋﻠﻰ وﺟداﻧﻪ ﻓﯾﻣﻧﻊ اﻟﻔﻬم إﻟﻰ ﺣد ﻛﺑﯾر وﻗد ﺳﻣﻰ
اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺑﺎﻟوﺳواس اﻟﻘﻬرى)٠ (١
وأن اﻟﻣوﺳوس ﻫو " :اﻟﻣﻐﻠوب ﻓﻰ ﻋﻘﻠﻪ ،أو ﻫو اﻟﻣﺻﺎب ﻓﻰ ﻋﻘﻠﻪ إذا ﺗﻛﻠم
ﺗﻛﻠم ﺑﻐﯾر ﻧظﺎم" )٠ (٣
ﻫذﻩ ﻫﻰ اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻘﺻوى ﻟﻠوﺳواس وﻗد ذﻛرﻫﺎ اﺑن ﺣﺟر اﻟﻬﺗﯾﻣﻰ وﺳﻣﺎﻫﺎ
ﺣﺎﻟﺔ اﻟوﺳواس اﻟﻣذﻣوم ﻗﺎل ":وﻫو اﻟذى أﻗﺎم اﻷﺋﻣﺔ اﻟﻧﻛﯾر ﻋﻠﻰ ﻓﺎﻋﻠﻪ وأﻛﺛروا
ﻣن ذﻣﻪ وﺗﻘﺑﯾﺢ طرﯾﻘﻪ وذم ﻣﺎ ﻫو ﻋﻠﯾﻪ ،ﺑل ﺷﺑﻪ ﺑﻌﺿﻬم َﻣْن ﻫذﻩ طرﯾﻘﺗﻪ
ﺑﻘوم ﻣن ﻛﻔﺎر اﻟﻬﻧد اﻟﻣﺗﻐﺎﻟﯾن ﻓﻰ ﻛﻔرﻫم ﺣﺗﻰ أﻧﻛروا ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺣﻘﺎﺋق اﻟﻣوﺟودة
اﻟﻣﺷﺎﻫدة وﻗﺎﻟوا :إﻧﻬﺎ ﺧﯾﺎل وﺑﺎطل وﻓرﻋوا ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻣذﻫب ﻣن اﻟﻘﺑﺎﺋﺢ
اﻟﺷﻧﯾﻌﺔ اﻟﺗﻰ ﯾﺑ أر ﻋﻧﻬﺎ اﻟﺳﻣﻊ وﻻ ﯾﻘول ﺑﻬﺎ ﻋﺎﻗل ﻣﺎ إﻫﻣﺎﻟﻪ أوﻟﻰ ﻣن ﺗرﻛﻪ،
ﻓﺎﻟﻣوﺳوس ﻛﻬؤﻻء ؛ ﻷن اﻟﺷﺧص ﻣﻧﻬم ﻛﻣﺎ ﺷﺎﻫدﻧﺎﻩ ﻣن ﻏﯾر واﺣد ﻣﻧﻬم
ﯾﺟﻌل ﯾدﻩ أو ﺑدﻧﻪ داﺧل اﻟﻣﺎء وﻻ ﯾزال ﯾﻐﻣﺳﻬﺎ اﻟﻣرات اﻟﻛﺛﯾرة اﻟﺗﻰ ﺗزﯾد ﻋﻠﻰ
اﻟﻣﺎﺋﺔ ﺣﺗﻰ ﯾﺗﯾﻘن ارﺗﻔﺎع اﻟﺣدث ﺑل ﻗد ﯾﻔﻌل ذﻟك وأﻛﺛر ﻣﻧﻪ وﻻ ﯾﺗﯾﻘن رﻓﻊ
اﻟﺣدث ٠وﻗد ﺣﻛﻰ ﻟﻰ ﺑﻌض اﻟﻔﺿﻼء اﻟﺛﻘﺎت أن ﻣوﺳوﺳﯾن أﺟﻧﺑﺎ ﻓﺧرﺟﺎ إﻟﻰ
) (١اﻟﻐرر اﻟﺑﻬﯾﺔ ﻓﻰ ﺷرح اﻟﺑﻬﺟﺔ اﻟوردﯾﺔ ﻟﻠﺷﯾﺦ زﻛرﯾﺎ ﺑن ﻣﺣﻣد ﺑن زﻛرﯾﺎ اﻻﻧﺻﺎرى ﺣـ / ١
ص ٣٦٧اﻟﻣطﺑﻌﺔ اﻟﻣﯾﻣﻧﯾﺔ ،ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﻣﺣﺗﺎج ﺷرح اﻟﻣﻧﻬﺎج ﻟﻣﺣﻣد ﺑن ﺷﻬﺎب اﻟدﯾن اﻟرﻣﻠﻰ
ﺣـ / ٨ص ٢٥٨دار اﻟﻔﻛر ط ١٤٠٤ﻫـ ١٩٨٤ -م ٠
) (٢رد اﻟﻣﺣﺗﺎر ﻋﻠﻰ اﻟدر اﻟﻣﺧﺗﺎر ﺣـ / ٤ص ٠ ٢٢٥
) (٣رد اﻟﻣﺣﺗﺎر ﻋﻠﻰ اﻟدر اﻟﻣﺧﺗﺎر ﺣـ / ٤ص ٠ ٢٢٥
٢١٦
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
اﻟﻧﯾل ﻟﯾﻐﺗﺳﻼ ﻓﯾﻪ ﻓوﺻﻼ إﻟﯾﻪ ﺑﻌد اﻟﻔﺟر ﻓﻘﺎل أﺣدﻫﻣﺎ ﻟﻶﺧر :اﻧزل اﻧﻐﻣس ﻓﻰ
اﻟﻣﺎء وأﻧﺎ أﻋد ﻟك وأﺧﺑرك ﻫل ﻋم اﻟﻣﺎء رأﺳك أوﻻ ؟ ﻓﻧزل واﺳﺗﻣر ﯾﻧﻐﻣس
وذﻟك ﯾﻘول ﻟﻪ :ﺑﻘﻰ ﻋﻠﯾك ﺷﻰء ﯾﺳﯾر أﻣﺎ رأﺳك ﻓﻠم ﯾﻌﻣﻪ اﻟﻣﺎء ،ﻓﻼ ﯾزال ﻛذﻟك
إﻟﻰ ﻗرب اﻟظﻬر ﻓﺗﻌب وطﻠﻊ ﻣن اﻟﻣﺎء وﻟم ﯾﺗﯾﻘن رﻓﻊ ﺟﻧﺎﺑﺗﻪ ،ﺛم ﻗﺎل ﻟﻶﺧر:
اﻧزل وأﻧﺎ أﻋدﻟك ﻓﻧزل ﻓﻔﻌل ﻣﺛل ﻣﺎ ﻓﻌل اﻷول وﻫو ﯾﻘول ﻟﻪ ﻛﻣﺎ ﻗﺎل واﺳﺗﻣر
إﻟﻰ ﻗرب اﻟﻐروب وﻟم ﯾﺗﯾﻘن أﯾﺿﺎ ﺑرﻓﻊ ﺟﻧﺎﺑﺗﻪ ﻓطﻠﻊ ورﺟﻌﺎ ﺷﺎﻛﯾن ﻓﻰ ﺑﻘﺎء
ﺟﻧﺎﺑﺗﯾﻬﻣﺎ وﺗرﻛﺎ اﻟﺻﻼة ذﻟك اﻟﯾوم ،وﻫذا ﺷﺑﻪ طرﯾﻘﺔ اﻟﻛﻔرة اﻟﻣذﻛورﯾن
واﻋﺗﻘﺎدﻫم ﺑل أﻗﺑﺢ وأﻓﺣش ،وﻗد ﻗوى اﻟوﺳواس ﻋﻠﻰ ﺑﻌض ﻣن أدرﻛﺗﻪ ﺣﺗﻰ
ﺧرج ﻣن ﺑﯾن ﻋﯾﺎﻟﻪ وأوﻻدﻩ ﻓﺎ ارً ﻋﻠﻰ وﺟﻬﻪ ﻓﻰ اﻟﺑرارى ﻓﻠم ﯾدر ﻟﻪ اﻵن ﻣﻛﺎن
وﻟم ﯾﺳﻣﻊ ﻟﻪ ﺧﺑر وﺑﺎﻟﺟﻣﻠﺔ :ﻫو داء ﻋﺿﺎل ﻗل ﻣن ﯾﻘﻊ ﻓﻰ ورطﺗﻪ وﯾﻧﺟو
ﻣﻧﻬﺎ واﻟﺟﻧون دوﻧﻪ ﺑﻛﺛﯾر ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻧﺣل اﻟﺑدن وﯾذﻫب اﻟﻌﻘل ﺑل اﻻدراك واﻟﻔﻬم
وﯾﺻﯾر اﻟﻣﺑﺗﻠﻰ ﺑﻪ ﻛﺎﻟﺑﻬﯾﻣﺔ ﻻ ﯾﻬﺗدى ﻟﺧﯾر ﻗط ،وﻻ ﺗﺻﺢ ﻟﻪ ﻋﺑﺎدة ﻋﻠﻰ
ﻣذﻫب واﺣد ﻣن اﻷﺋﻣﺔ ﻻﺳﺗﯾﻼء اﻟﺷﯾطﺎن ﻋﻠﻰ ﻓﻛرﻩ وﺟﻌﻠﻪ ﺳﺧرﯾﺔ وﻫزءا ﯾﻠﻌب
ﺑﻪ ﻛﯾف أراد وﻗد ﺷﺎﻫدت أﯾﺿﺎ ﻣن ﻟﻪ ﻓطﻧﺔ وذﻛﺎء وﻓﻬم دﻗﯾق ﻓﻰ اﻟﻌﻠوم
وﺟﻣﺎل ﻣﻔرط اﺑﺗﻠﻰ ﺑﻪ ﺣﺗﻰ اﻧﺗﺣل وﺗﻐﯾرت ﺻورﺗﻪ اﻵدﻣﯾﺔ وﺗوﺣش واﻋﺗزل
اﻟﻧﺎس ﺟﻣﻠﺔ وﻟم ﯾﺻر ﻟﻪ ﻣﺄوى إﻻ ﺑﯾوت اﻷﺧﻠﯾﺔ واﻟﻣﺎء اﻟذى ﻋﻧدﻫﺎ وﻫو اﻟذى
أﻧﻛرﻩ اﻷﺋﻣﺔ وﺑﺎﻟﻐوا ﻓﯾﻪ وﻫو ﺣﻘﯾق ﺑذﻟك )٠ (١
) (١اﻟﻔﺗﺎوى اﻟﻔﻘﻬﯾﺔ اﻟﻛﺑرى ﻷﺣﻣد ﺑن ﻣﺣﻣد ﺑن ﻋﻠﻰ ﺑن ﺣﺟر اﻟﻬﯾﺗﻣﻰ ﺣـ / ١ص ،٢٢٢
،٢٢٣دار اﻟﻔﻛر ط ١٤٠٣ﻫـ ١٩٨٣ -م ٠
) (٢اﻟﻣدوﻧﺔ ﻣﺎﻟك ﺑن أﻧس ﺑن ﻣﺎﻟك اﻷﺻﺑﺣﻰ ﺣـ / ٣ص ٣٧٤دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟطﺑﻌﺔ
اﻷوﻟﻰ ١٤١٥ﻫـ ١٩٩٤ -م ٠
٢١٧
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
وﻗﺎل ﻣﺎﻟك :ﯾؤﺟل اﻟﻣوﺳوس ﺳﻧﺔ ووﺟﻪ ذﻟك :أن ﻫذﻩ ﻣﻌﺎن ﯾﻌدم ﻣﻌﻬﺎ اﻟﻌﻘل
واﻟﻣﯾز ﻓﺄﺷﺑﻪ اﻟﺟﻧون )٠ (١
وﻋن اﻟﻠﯾث ) :(٢ﻻ ﯾﺟوز طﻼق اﻟﻣوﺳوس ﻗﺎل " :ﯾﻌﻧﻰ اﻟﻣﻐﻠوب ﻓﻰ ﻋﻘﻠﻪ "
وﻋن اﻟﺣﺎﻛم ) :(٣ﻫو اﻟﻣﺻﺎب ﻓﻰ ﻋﻘﻠﻪ ) ٠ (٤واﻋﺗﺑروﻩ ﻛذﻟك ﺧﺑﻼً ﻓﻰ اﻟﻌﻘل
وﺟﻬﻼً ﻓﻰ اﻟدﯾن )٠ (٥
واﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ اﻟﺗﻰ اﻋﺗﺑرﻫﺎ اﻟﻔﻘﻬﺎء ﺷﺑﯾﻬﺔ ﺑﺎﻟﺟﻧون ﻫﻰ اﻟﺗﻰ أﻗﺻدﻫﺎ ﻋﻧد
ذﻛر اﻟﻣرض اﻟﻌﻘﻠﻰ وأﺛرﻩ ﻋﻠﻰ ﻋﻘد اﻟﻧﻛﺎح ﺑﺎﻹ ﻧﻬﺎء طﻼﻗﺎً أو ﻓﺳﺧﺎً ٕواذا ذﻛرت
اﻟﻣﺟﻧون ﻛﺎن ﻣﺛﺎﻻً ﻟﻐﯾرﻩ ﻣن اﻟﻣﻌﺗوﻩ ،واﻟﻣدﻫوش ،واﻟﻣوﺳوس ،واﻟﻣﺧﺑول إذا
ﻛﺎﻧت درﺟﺔ اﻟﻣرض ﻗد وﺻﻠت إﻟﻰ ﺣد اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ إدراك اﻟﻣرﯾض وﺗﺻرﻓﺎﺗﻪ،
ﻓﺎﻟﻔﺎرق ﺑﯾن ﺣﺎﻻت اﻟﻣرض اﻟواﺣد أو ﺑﯾن اﻷﻣراض اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ واﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻫو ﻓﻰ
درﺟﺔ ﺗﺄﺛﯾرﻫﺎ وأن اﻟﻣرض اﻟﻌﻘﻠﻰ أﺷد ﺧطورة ﻣن اﻟﻣرض اﻟﻧﻔﺳﻰ واﻟﻣرض
اﻟواﺣد ﻓﻰ ﻣراﺣل ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺗﺧﺗﻠف درﺟﺔ ﺗﺄﺛﯾرﻩ إﻟﻰ أن ﯾﺻل اﻟﻣرض إﻟﻰ ﺣد
اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ اﻹدراك واﻟﺳﻠوك ٕواﺧراج اﻟﺷﺧص ﻋن ﺣﺎﻟﺗﻪ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ،وﻫﻧﺎ ﯾرﺗب
) (١اﻟﻣﻧﺗﻘﻰ ﺷرح اﻟﻣوطﺄ ﺳﻠﯾﻣﺎن ﺑن ﺧﻠف اﻟﺑﺎﺟﻰ ﺣـ / ٤ص ٢٢دار اﻟﻛﺗﺎب اﻻﺳﻼﻣﻰ،
اﻟﻘﺎﻫرة ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ٠
) (٢ﻫو اﻟﻠﯾث ﺑن ﺳﻌد ﺑن ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن ﺑن ﺛﺎﺑت أﺑو اﻟﺣﺎرث اﻟﻔﻬﻣﻰ ﻣوﻟﻰ ﺧﺎﻟد ﺑن ﺛﺎﺑت ﺑن
ظﺎﻋن ﻋن ﺷﯾﺦ اﻹﺳﻼم وﻋﺎﻟم اﻟدﯾﺎر اﻟﻣﺻرﯾﺔ ﺗوﻓﻰ ١٧٥ﻫـ ) ﺳﯾر أﻋﻼم اﻟﻧﺑﻼء
ﻟﻠذﻫﺑﻰ ﺣـ / ٨ص ١٣٧ﻣؤﺳﺳﺔ اﻟرﺳﺎﻟﺔ ( ٠
) (٣اﻟﺣﺎﻛم اﻟﺷﻬﯾد أﺑو اﻟﻔﺿل ﻣﺣﻣد ﺑن ﻣﺣﻣد ﺑن أﺣﻣد اﻟﻣروزى اﻟﺑﻠﺧﻰ اﻟﺣﻧﻔﻰ اﻟﻘﺎﺿﻰ
اﻟوزﯾر اﻟﻣﺗوﻓﻰ ٣٣٤ﻫـ ﻋﺎﻟم ﻣرو ٕواﻣﺎم أﺻﺣﺎب أﺑﻰ ﺣﻧﯾﻔﺔ ) ﻗﯾﻣﺔ اﻟزﻣن ﻋﻧد اﻟﻌﻠﻣﺎء
ﻋﺑد اﻟﻔﺗﺎح أﺑو ﻏدة اﻟﺣﻠﺑﻰ اﻟﺣﻧﻔﻰ اﻟﻣﺗوﻓﻰ ١٤١٧ﻫـ ،اﻟﻧﺎﺷر ﻣﻛﺗب اﻟﻣطﺑوﻋﺎت
اﻻﺳﻼﻣﯾﺔ ﺣﻠب اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﻌﺎﺷرة ٠
) (٤ﺣﺎﺷﯾﺔ اﺑن ﻋﺎﺑدﯾن رد اﻟﻣﺣﺗﺎر ﻋﻠﻰ اﻟدر اﻟﻣﺧﺗﺎر ﻟﻣﺣﻣد أﻣﯾن ﺑن ﻋﻣر ) اﺑن ﻋﺎﺑدﯾن ﺣـ
/ ٤ص ٢٢٥دار اﻟﻔﻛر ﺑﯾروت اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ١٤١٢ﻫـ ١٩٩٢ ،م ٠
) (٥ﺣﺎﺷﯾﺔ اﻟﺑﺟﯾرﻣﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﻬﺞ ﺳﻠﯾﻣﺎن ﺑن ﻣﺣﻣد اﻟﺑﺟﯾرﻣﻰ ﺣـ / ١ص ١٨ﻣطﺑﻌﺔ اﻟﺟﻠﻰ
ﺣـ ١٣٦٩ﻫـ ١٩٥٠ -م ٠
٢١٨
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
اﻟﻔﻘﻬﺎء أﺣﻛﺎﻣﺎ ﺑﺣﺳب ﻣدى ﺗﺄﺛﯾرﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻹدراك واﻟﺳﻠوك ﺗﺻل إﻟﻰ ﺣد رﻓﻊ
اﻟﺗﻛﻠﯾف :ﯾﻘول اﻟﺷﺎﻓﻌﻰ رﺿﻰ اﷲ ﻋﻧﻪ ":وﻣن ﻏﻠب ﻋﻠﻰ ﻋﻘﻠﻪ ﺑﻔطرة ﺧﻠﻘﺔ أو
ﺣﺎدث ﻋﻠﺔ ﻟم ﯾﻛن ﺳﺑﺑﺎً ﻻﺟﺗﻼﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺳﻪ ﺑﻣﻌﺻﯾﺔ ﻟم ﯾﻠزﻣﻪ اﻟطﻼق ،وﻻ
اﻟﺻﻼة ،وﻻ اﻟﺣدود وذﻟك ﻣﺛل :اﻟﻣﻌﺗوﻩ ،واﻟﻣﺟﻧون ،واﻟﻣوﺳوس ،واﻟﻣﺑرﺳم،
وﻛل ذى ﻣرض ﯾﻐﻠب ﻋﻠﻰ ﻋﻘﻠﻪ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻣﻐﻠوﺑﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﻠﻪ ﻓﺈذا ﺛﺎب إﻟﯾﻪ ﻋﻘﻠﻪ
ﻓطﻠق ﻓﻰ ﺣﺎﻟﺗﻪ ﺗﻠك أو أﺗﻰ ﺣداً أﻗﯾم ﻋﻠﯾﻪ وﻟزﻣﺗﻪ اﻟﻔراﺋض )٠ (١
واﻋﺗﺑرﻫﺎ اﻟﺣﻧﻔﯾﺔ ﻣن أٍﺳﺑﺎب رﻓﻊ اﻟﺣظر وأﻧﻬﺎ ﻣﺎﻧﻊ ﻣن ﻣواﻧﻊ اﻟﻣﺳﺋوﻟﯾﺔ :ﻓﻔﻰ
اﻟﻔﺗﺎوى اﻟﻬﻧدﯾﺔ " :وﻗﺗل اﻟﺻﺑﻰ واﻟﻣﺟﻧون واﻟﻣﻌﺗوﻩ واﻟﻣوﺳوس ﻻ ﯾوﺟب
ﺣرﻣﺎن اﻟﻣﯾراث ؛ ﻷن اﻟﺣرﻣﺎن ﯾﺛﺑت ﺟزاء ﻗﺗل ﻣﺣظور وﻓﻌل ﻫؤﻻء ﻟﯾس
ﺑﻣﺣظور واﻟﺗﺳﺑب إﻟﻰ اﻟﻘﺗل ﻻ ﯾﺣرم اﻟﻣﯾراث ) ٠ (٢وﯾﺳﻘطون اﻟﺻﻼة ﻋﻧﻬم إذا
ﻓﺎﺗﺗﻬم ﺣﺎل ﻣرﺿﻬم ﻓﻔﻰ ﻣﻐﻧﻰ اﻟﻣﺣﺗﺎج " :وﯾﺳﻘط ﻗﺿﺎء اﻟﺻﻼة اﻟﻔﺎﺋﺗﺔ ﻣن
اﻟﻣﺑرﺳم ﻛﺎﻟﻣﺟﻧون واﻟﻣﻐﻣﻰ ﻋﻠﯾﻪ إذا أﻓﺎق ﻟﻌدم اﻟﺗﻌدى ؛ ﻟﺣدﯾث " رﻓﻊ اﻟﻘﻠم
ﻋن ﺛﻼﺛﺔ :ﻋن اﻟﺻﺑﻰ ﺣﺗﻰ ﯾﺑﻠﻎ ،وﻋن اﻟﻧﺎﺋم ﺣﺗﻰ ﯾﺳﺗﯾﻘظ ،وﻋن اﻟﻣﺟﻧون
ﺣﺗﻰ ﯾﻔﯾق " ) (٣ﻓورد اﻟﻧص ﻓﻰ اﻟﻣﺟﻧون وﻗﯾس ﻋﻠﯾﻪ ﻛل ﻣن زال ﻋﻘﻠﻪ ﺑﺳﺑب
) (٥
ﯾﻌذر ﻓﯾﻪ وﺳواء ﻗل اﻟزﻣن أو ﻛﺛر ) ٠ (٤وﻻ ﯾوﺻف ﺧﺑرﻫم ﺑﺻدق وﻻ ﻛذب
اﻷم ،ﻣﺣﻣد ﺑن أدرﯾس اﻟﺷﺎﻓﻌﻰ ﺣـ / ٥ص ٢٧١دار اﻟﻔﻛر ﺑﯾروت ١٤١٠ﻫـ ١٩٩٠ - )(١
م٠
اﻟﻔﺗﺎوى اﻟﻬﻧدﯾﺔ ﻟﺟﻧﺔ ﻋﻠﻣﺎء ﺑرﺋﺎﺳﺔ ﻧظﺎم اﻟدﯾن اﻟﺑﻠﺧﻰ ﺣـ / ٦ص ٤٤٥دار اﻟﻔﻛر )(٢
اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ١٣١٠ﻫـ ٠
ﺻﺣﯾﺢ :اﻧظر :إرواء اﻟﻐﻠﯾل ﻓﻰ ﺗﺧرﯾﺞ أﺣﺎدﯾث ﻣﻧﺎر اﻟﺳﺑﯾل ﺑﺎب ﺷروط اﻟﻘﺻﺎص ﻓﻰ )(٣
اﻟﻧﻔس رﻗم ٢٢٠٧ﻣﺣﻣد ﻧﺎﺻر اﻟدﯾن اﻷﻟﺑﺎﻧﻰ اﻟﻣﺗوﻓﻰ ١٤٢٠ﻫـ اﻟﻣﻛﺗب اﻻﺳﻼﻣﻰ
ﺑﯾروت اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ١٤٠٥ﻫـ ١٩٨٥ -م ٠
ﻣﻐﻧﻰ اﻟﻣﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﻣﻌرﻓﺔ ﻣﻌﺎﻧﻰ أﻟﻔﺎظ اﻟﻣﻧﻬﺎج ﻟﻣﺣﻣد ﺑن أﺣﻣد اﻟﺷرﺑﯾﻧﻰ اﻟﺧطﯾب ﺣـ ١ )(٤
/ص ،٣١٥دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ١٤١٥ﻫـ ١٩٩٢ -م ٠
ﺣﺎﺷﯾﺔ اﻟﻌطﺎر ﻋﻠﻰ ﺷرح اﻟﺟﻼل ﻋﻠﻰ ﺟﻣﻊ اﻟﺟواﻣﻊ ﺣـ / ٢ص ٠ ١٤١ )(٥
٢١٩
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
وﻻ ﯾﺻﺢ إﻗرارﻫم ؛ ﻷن اﻹﻗرار اﻟﺗزام ﺑﺣق ﺑﺎﻟﻘول ﻓﻠم ﯾﺻﺢ ﻣﻧﻬم ﻛﺎﻟﺑﯾﻊ ) ،(١وﻻ
ﯾﺻﺢ ﺿﻣﺎﻧﻪ ؛ ﻷﻧﻪ ﻻ ﺣﻛم ﻟﻛﻼﻣﻪ ) (٢وﻻ ﺗﻘﺑل ﺷﻬﺎدﺗﻬم ؛ ﻷن ﻗوﻟﻬم ﻋﻠﻰ
أﻧﻔﺳﻬم ﻻ ﯾﻘﺑل ﻓﻌﻠﻰ ﻏﯾرﻫم أوﻟﻰ ) (٣؛ وﻻرﺗﻔﺎع اﻟﻘﻠم ﻋﻧﻬم ،ﻫذا ﻛﻠﻪ ﻓﻰ ﺣﺎﻟﺔ
ﺗﻠﺑس اﻟﻣرض ﺑﻬم وﺗﺄﺛﯾرﻩ ﻋﻠﯾﻬم )٠ (٤
وﻗد ﺟﻌﻠوا اﻟﺟﻧون أﺻﻼً وأﻟﺣﻘوا ﺑﻪ ﻏﯾرﻩ ﻣن اﻷﻣراض اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ واﻟﻧﻔﺳﯾﺔ اﻟﺗﻰ
ﯾﺻل ﺗﺄﺛﯾرﻫﺎ إﻟﻰ ﺣد ﻏﻠﺑﺔ اﻟﻌﻘل وأﻟﺣق اﻟﺷﺎﻓﻌﯾﺔ اﻟﺻرع ﺑﺎﻟﺟﻧون ،ﻗﺎل
اﻟﺷرﺑﯾﻧﻰ اﻟﺧطﯾب " :واﻹﺻراع ﻧوع ﻣن اﻟﺟﻧون ﻓﻰ ﺛﺑوت اﻟﻔﺳﺦ ﺑﺎﻟﻌﯾب " )،(٥
وﺳوى ﺑﯾن اﻟﺟﻧون واﻟﺧﺑل ﻓﻘﺎل " :واﻟﺟﻧون واﻟﺧﺑل ﻻ ﯾﻛون ﻣﻌﻬﻣﺎ ﺗﺄدﯾﺔ ﻟﺣق
زوج وﻻ زوﺟﺔ ﺑﻌﻘل وﻻ اﻣﺗﻧﺎع ﻣن ﻣﺣرم وﻗد ﯾﻛون ﻣن ﻣﺛﻠﻪ اﻟﻘﺗل )٠ (٦
وﯾﻘول اﻟﺑﺎﺟﻰ ) ":(٧ﻓرع :واﻟﻣوﺳوس واﻟذى ﯾﻐﯾب ﻣرة ﺑﻌد ﻣرة ﺳواء " رواﻩ اﺑن
اﻟﻣواز ) (٨وﻓﻰ ﺣﺎﺷﯾﺔ اﻟﺧرﺷﻲ " :اﻟﺟﻧون ﺑﺎﻟطﺑﻊ :ﯾﻌﻧﻰ اﻟﺟﺑﻠﻰ اﻟﺧﻠﻘﻰ "
) (١ﻛﺷﺎف اﻟﻘﻧﺎع ﻋن ﻣﺗن اﻹﻗﻧﺎع ﻟﻣﻧﺻور ﺑن ﯾوﻧس اﻟﺑﻬوﺗﻰ ﺣـ / ٦ص ٤٥٥دار اﻟﻔﻛر
وﻋﺎﻟم اﻟﻛﺗب ط ١٤٠٢ﻫـ ١٩٨٢ -م ٠
) (٢اﻟﺑﯾﺎن ﻓﻰ ﻣذﻫب اﻹﻣﺎم اﻟﺷﺎﻓﻌﻰ ،أﺑو اﻟﺣﺳن ﯾﺣﯾﻰ ﺑن أﺑﻰ اﻟﺧﯾر ﺑن ﺳﺎﻟم اﻟﻌﻣراﻧﻰ ﺣـ ٦
/ص ٢٣٠٩دار اﻟﻣﻧﻬﺎج اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ١٤٢١ﻫـ ٢٠٠٠ -م ٠
) (٣اﻟﻌدة ﺷرح اﻟﻌﻣدة ،ﺑﻬﺎء اﻟدﯾن ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن ﺑن إﺑراﻫﯾم اﻟﻣﻘدﺳﻰ ﺣـ / ١ص ،٦٨٨دار
اﻟﺣدﯾث – اﻟﻘﺎﻫرة ١٤٢٤ﻫـ ٢٠٠٣ -م ٠
) (٤اﻟﺣﺎوى اﻟﻛﺑﯾر ﻓﻰ ﻓﻘﻪ ﻣذﻫب اﻹﻣﺎم اﻟﺷﺎﻓﻌﻰ ﺣـ / ٨ص ،١٤٣أﺑو اﻟﺣﺳن ﻋﻠﻰ ﺑن
ﻣﺣﻣد ﺑن ﺣﺑﯾب اﻟﻣﺎوردى اﻟﺑﺻرى ﺣـ / ٨ص ١٤٣دار اﻟﻔﻛر ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر ٠
) (٥ﻣﻐﻧﻰ اﻟﻣﺣﺗﺎج ﺣـ / ٤ص ،٣٤١ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﻣﺣﺗﺎج ﺣـ / ٢ص ٠ ٣١٠
) (٦اﻷم ﺣـ / ٨ص ،٢٧١ﺗﺣﻔﺔ اﻟﻣﺣﺗﺎج ﺣـ / ٧ص ٠ ٣٤٦
) (٧اﻟﻣﻧﺗﻘﻰ ﺷرح اﻟﻣوطﺄ ﺳﻠﯾﻣﺎن ﺑن ﺧﻠف اﻟﺑﺎﺟﻰ ﺣـ / ٤ص ٢٢دار اﻟﻛﺗﺎب اﻻﺳﻼﻣﻰ
اﻟﻘﺎﻫرة اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ
) (٨اﺑن اﻟﻣواز :اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻓﻘﯾﻪ اﻟدﯾﺎر اﻟﻣﺻرﯾﺔ أﺑو ﻋﺑد اﷲ ﻣﺣﻣد ﺑن إﺑراﻫﯾم ﺑن زﯾﺎد
اﻻﺳﻛﻧدراﻧﻰ اﻟﻣﺎﻟﻛﻰ اﻧﺗﻬت إﻟﯾﻪ رﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣذﻫب ﺗوﻓﻰ ٢٦٩ﻫـ ) ﺳﯾر أﻋﻼم اﻟﻧﺑﻼء
ﻟﻠذﻫﺑﻰ اﻟطﺑﻌﺔ اﻟراﺑﻌﺔ ﻋﺷر ﺣـ / ١٣ص ٦ﻣؤﺳﺳﺔ اﻟرﺳﺎﻟﺔ ﺳﻧﺔ اﻟﻧﺷر ١٤٢٢ﻫـ -
٢٠٠١م
٢٢٠
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
وﻗوﻟﻪ " ﻣن وﺳواس " ﺑﯾﺎن ﻟﻠﺟﻧون اﻟذى ﺳﺑﺑﻪ اﻟﺧﻠﻘﺔ ،واﻟوﺳواس ﺑﺎﻟﻔﺗﺢ:
ﻣرض ﯾﺣدث ﻣن ﻋﻠﺔ اﻟﺳوداء ﯾﺧﺗﻠط ﻣﻌﻪ اﻟدﻫن ﻗوﻟﻪ " ﺻرع " داء ﯾﺷﺑﻪ
اﻟﺟﻧون ،واﻟﺣﺎﺻل أن اﻟوﺳواس واﻟﺻرع ﻣرﺿﺎن ﯾﺧﺗﻠط ﻣﻌﻬﻣﺎ اﻟذﻫن) (١وﯾﻘول
اﺑن ﻋرﻓﻪ " وﯾﺛﺑت اﻟﺧﯾﺎر ﺑﺟﻧوﻧﻬﻣﺎ اﻟﻘدﯾم ﻗﺑل اﻟﻌﻘد ﺳواء ﻛﺎن ﺑﺻرع أو
وﺳواس ) (٢وﯾﻘول اﺑن ﺣﺟر اﻟﻬﯾﺗﻣﻰ " :وﯾﻧﺑﻐﻰ أن ﻣﻧﻪ – اﻟﺟﻧون – وﻣﻌﻧﺎﻩ
اﻟﺻرع ،وﯾﺣﺗﻣل أن ﻛون أﺣدﻫﻣﺎ ﻣﺳﺣو ار ﻛذﻟك ﻛﺎﻟﺟﻧون وﯾﺣﺗﻣل أن ﯾﻠﺣق ﺑﻪ
اﻹﻏﻣﺎء وﻻ ﻓرق ﺑﯾن اﻟﻣﻧﻘطﻊ واﻟداﺋم وﺑﯾن اﻟﻌﻼج وﻏﯾرﻩ وﻣﺛﻠﻪ اﻟﺧﺑل وﻛذا
اﻹﻏﻣﺎء )٠ (٣
واﻟذى ﯾﻘرر إﻟﺣﺎق ﻣرض ﻣﺎ ﺑﺎﻟﺟﻧون ﻫم اﻷطﺑﺎء وﻫل اﻟﻣراد واﺣد ﻓﻘط ﻣﻧﻬم أو
اﺛﻧﺎن ،ﻓﯾﻪ ﻧظر واﻷﻗرب اﻷول )٠ (٤
ﯾﻼﺣظ :أن اﻟﺟﺎﻣﻊ ﺑﯾن اﻷﻣراض اﻟﺗﻰ ﺗﺣدث ﻋﻧﻬﺎ اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻫو :اﺧﺗﻼل اﻟﻘوة
اﻟﻣﻣﯾزة ﺑﯾن اﻷﻣور اﻟﺣﺳﻧﺔ واﻟﻘﺑﯾﺣﺔ ،أو اﺧﺗﻼل اﻟﻘوة اﻟﻣدرﻛﺔ ﻟﻠﻛﻠﯾﺎت ،ﺑﺄن
ﯾﻌدم آﺛﺎر ﻫذﻩ اﻟﻘوة اﻟﻣﻣﯾزة وﺗﺗﻌطل أﻓﻌﺎﻟﻬﺎ إﻣﺎ ﺑﻧﻘﺻﺎن ﺟﺑل ﻋﻠﯾﻪ اﻟدﻣﺎغ
أﺻﻼً أى ﻓﻰ أﺻل اﻟﺧﻠﻘﺔ ٕواﻣﺎ ﻟﺧروج ﻣزاج اﻟدﻣﺎغ ﻋن ﺣد اﻻﻋﺗدالٕ ،واﻣﺎ
ﻻﺳﺗﯾﻼء اﻟﺷﯾطﺎن ﻋﻠﯾﻪ ٕواﻟﻘﺎء اﻟﺧﯾﺎﻻت اﻟﻔﺎﺳدة إﻟﻰ اﻟدﻣﺎغ وﻛل ﻣﺎ ﯾﺗرﺗب
ﻋﻠﯾﻪ ﻫذﻩ اﻵﺛﺎر ﯾؤﺛر ﻋﻠﻰ ﺗﺻرﻓﺎت اﻟﺷﺧص وﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻪ آﺛﺎرﻩ ﻣن ﺣﯾث
ﺻﺣﺔ اﻟﺗﺻرف أو ﺑطﻼﻧﻪ ) ،(٥وﺳوف ﻧرى أﺛر ذﻟك ﻋﻠﻰ إﻧﻬﺎء ﻋﻘد اﻟﻧﻛﺎح
ﺑﺎﻟطﻼق أو اﻟﻔﺳﺦ ،وﺣﯾث أﺗﺣدث ﻋن اﻟﻣرض اﻟﻌﻘﻠﻰ واﻟﻧﻔﺳﻰ وأﺛرﻩ ﻋﻠﻰ
ﺗﺻرﻓﺎت اﻟﻣرﯾض أﻋﻧﻰ ﺑﻪ ﻫذﻩ اﻷﻣراض اﻟﺗﻰ ذﻛرﻫﺎ اﻟﻔﻘﻬﺎء إذا ﺑﻠﻐت إﻟﻰ ﺣد
٢٢١
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
اﺧﺗﻼل اﻟﻌﻘل واﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ اﻹدراك واﺿطراب اﻟﺳﻠوك وﻗد أﻋﺑر ﻋﻧﻬﺎ ﺑﺎﻟﺟﻧون
ﻛﺄﺻل وﺗﻔﻬم اﻷﻣراض اﻷﺧرى إﻟﺣﺎﻗﺎ ﺑﻪ ﻧظ ارً ﻷﻧﻪ أﺻل ﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻪ
واﻷﺧرى ﻣﻠﺣﻘﺔ ﺑﻪ ٠
٢٢٢
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﻛل ﺗﺻرف ﻻ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻪ ﻣﻘﺻودﻩ ﻻ ﯾﻛون ﻣﺷروﻋﺎً ،وﻣﺎ ﯾط أر ﻋﻠﯾﻪ ﻣﻣﺎ
ﯾﺣول دون ﺗﺣﻘﯾق ﻣﻘﺻودﻩ ﯾؤﺛر ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻣرارﻩ ووﺟودﻩ ،وﻣﻘﺎﺻد اﻟﺷﻰء
ﻏﺎﯾﺎﺗﻪ ،وﻫﻰ اﻷﻋﻣﺎل واﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻟﻣﻘﺻودة ﻟذاﺗﻬﺎ واﻟﺗﻰ ﺗﺳﻌﻰ اﻟﻧﻔوس إﻟﻰ
ﺗﺣﺻﯾﻠﻬﺎ ﺑﻣﺳﺎع ﺷﺗﻰ أو ﺗﺣﻣل ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻌﻰ إﻟﯾﻬﺎ ،واﻟﻣﻘﺎﺻد إﻣﺎ ﻣﻘﺎﺻد
ﻟﻠﺷﺎرع ،أو ﻣﻘﺎﺻد ﻟﻠﻧﺎس وﺗﺻرﻓﺎﺗﻬم ،ﻓﺄﻣﺎ ﻣﻘﺎﺻد اﻟﺷﺎرع :ﻓﺈﻧﻬﺎ اﻟﻛﯾﻔﯾﺎت
اﻟﺗﻰ ﯾﻘﺻدﻫﺎ اﻟﺷﺎرع ﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﻘﺎﺻد اﻟﻧﺎس اﻟﻧﺎﻓﻌﺔ ،أو ﻟﺣﻔظ ﻣﺻﺎﻟﺣﻬم اﻟﻌﺎﻣﺔ
ﻓﻰ ﺗﺻرﻓﺎﺗﻬم اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻛﻰ ﻻ ﯾﻌود ﺳﻌﯾﻬم ﻓﻰ ﻣﺻﺎﻟﺣﻬم اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺈﺑطﺎل ﻣﺎ
أﺳس ﻟﻬم ﻣن ﺗﺣﺻﯾل ﻣﺻﺎﻟﺣﻬم اﻟﻌﺎﻣﺔ إﺑطﺎﻻ ﻋن ﻏﻔﻠﺔ أو ﻋن اﺳﺗذﻻل ﻫوى
وﺑﺎطل ﺷﻬوة ،وﯾدﺧل ﻓﻰ ذﻟك ﻛل ﺣﻛﻣﺔ روﻋﯾت ﻓﻰ ﺗﺷرﯾﻊ أﺣﻛﺎم ﺗﺻرﻓﺎت
اﻟﻧﺎس ﻣﺛل :ﻗﺻد اﻟﺗوﺛق ﻓﻰ ﻋﻘد اﻟرﻫنٕ ،واﻗﺎﻣﺔ اﻟﻣﻧزل واﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻓﻰ ﻋﻘدة
اﻟﻧﻛﺎح ،ودﻓﻊ اﻟﺿرر اﻟﻣﺳﺗدام ﻓﻰ ﻣﺷروﻋﯾﺔ اﻟطﻼق ،أﻣﺎ ﻣﻘﺎﺻد اﻟﻧﺎس ﻓﻰ
ﺗﺻرﻓﺎﺗﻬم ﻓﻬﻰ :اﻟﻣﻌﺎﻧﻰ اﻟﺗﻰ ﻣن أﺟﻠﻬﺎ ﺗﻌﺎﻗدوا أو ﺗﻐﺎرﻣوا أو ﺗﻘﺎﺿوا أو
ﺗﺻﺎﻟﺣوا ) ،(١ﻓﺎﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺷرع اﻟﻧﻛﺎح ﻟﻐﺎﯾﺔ وﻣﺻﻠﺣﺔ ﯾﻧﺑﻐﻰ ﻣراﻋﺎﺗﻬﺎ واﻟﺣﯾﻠوﻟﺔ
دون إﺑطﺎﻟﻬﺎ وﺷرع إﻧﻬﺎءﻩ ﻟﻐﺎﯾﺔ وﺣﻛﻣﺔ وﻫﻰ دﻓﻊ اﻟﺿرر اﻟﻣﺳﺗدام ﻓﻛل ﻋﯾب
ﯾؤﺛر ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﺻد ﻋﻘد اﻟﻧﻛﺎح اﻟﺗﻰ ﺷرع ﻣن أﺟﻠﻬﺎ ﯾؤدى إﻟﻰ إﻧﻬﺎﺋﻪ ﺑﺎﻟطﻼق
أو اﻟﻔﺳﺦ ﻟﻛن ﻣﺎ ﻫﻰ ﻣﻘﺎﺻد ﻋﻘد اﻟﻧﻛﺎح ؟
) (١ﻣﻘﺎﺻد اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻟﻣﺣﻣد اﻟطﺎﻫر ﺑن ﻣﺣﻣد ﺑن ﻣﺣﻣد اﻟطﺎﻫر ﺑن ﻋﺎﺷور
اﻟﺗوﻧﺳﻰ اﻟﻣﺗوﻓﻰ ١٣٩٣ﻫـ ،اﻟﻣﺣﻘق :ﻣﺣﻣد اﻟﺣﺑﯾب ﺑن اﻟﺧوﺟﺔ ﺣـ / ٣ص
،٤٠٣اﻟﻧﺎﺷر :و ازرة اﻷوﻗﺎف واﻟﺷؤون اﻻﺳﻼﻣﯾﺔ ﻗطر ١٤٢٥ﻫـ ٢٠٠٤ -م ٠
٢٢٣
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
ٕواذا ﻛﺎن اﻻﺳﺗﻣﺗﺎع واﻟﺗﻧﺎﺳل ﻣﻘﺻداً أﺳﺎﺳﯾﺎً ﻟﻌﻘد اﻟﻧﻛﺎح ﻓﺈن ﻫﻧﺎك ﻣﻘﺎﺻد
أﺧرى ﺑﯾﻧﻬﺎ اﻟﻔﻘﻬﺎء ﯾﻘول اﻟﻘراﻓﻰ :ﻣﻘﺻود اﻟزوﺟﯾﺔ اﻻﻣﺗﻧﺎن ﻣن اﻟطرﻓﯾن ﻟﻘوﻟﻪ
ﺗﻌﺎﻟﻰ " :وﻣن آﯾﺎﺗﻪ أن ﺧﻠق ﻟﻛم ﻣن أﻧﻔﺳﻛم أزواﺟﺎً ﻟﺗﺳﻛﻧوا إﻟﯾﻬﺎ وﺟﻌل ﺑﯾﻧﻛم
ﻣودة ورﺣﻣﺔ إن ﻓﻰ ذﻟك ﻵﯾﺎت ﻟﻘوم ﯾﺗﻔﻛرون " ) ،(٥وﻣن ﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟزوﺟﯾﺔ ﻗﯾﺎم
اﻟرﺟل ﻋﻠﻰ اﻟﻣرأة ﺑﺎﻟﺣﻔظ واﻟﺻون واﻟﺗﺄدﯾب واﻹﺻﻼح ؛ ﻟﻘوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ " :اﻟرﺟﺎل
ﻗواﻣون ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺳﺎء " ) (٦وﯾﻘول اﻟﻘراﻓﻲ ﻓﻰ ﻣوﺿﻊ آﺧر :اﻟﻌﻘود أرﺑﻌﺔ أﻗﺳﺎم:
ﻗﺳم ﻣﺷﺗﻣل ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﺎوﺿﺔ ﻛﺎﻟﺑﯾﻊ واﻹﺟﺎرة ،وﻏﯾر ﻣﺷﺗﻣل ﻛﺎﻟﻬﺑﺔ واﻟوﺻﯾﺔ،
وﻣﺷﺗﻣل ﻋﻠﻰ طرﯾق اﻟﺗﺑﻊ ﻟﻣﻘﺻد آﺧر ﻛﺎﻟﻧﻛﺎح ﻣﻘﺻدﻩ اﻟﻣودة واﻟرﺣﻣﺔ،
) (١اﻟﺑﻧﺎﯾﺔ ﺷرح اﻟﻬداﯾﺔ ﺣـ / ٧ص ،٢٨٤دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ط ١٤٢٠ﻫـ ٢٠٠٠ -م ٠
) (٢اﻟﻐرر اﻟﺑﻬﯾﺔ ﺷرح اﻟﺑﻬﺟﺔ اﻟوردﯾﺔ ﻟﻠﺷﯾﺦ زﻛرﯾﺎ اﻷﻧﺻﺎرى ﺣـ / ٤ص ٢٨٣اﻟﻣطﺑﻌﺔ
اﻟﻣﯾﻣﻧﯾﺔ ٠
) (٣ﺣﺎﺷﯾﺗﺎ ﻗﻠﯾوﺑﻰ وﻋﻣﯾرة ﺣـ / ٣ص ٢٧٧دار اﻟﻔﻛر ﺑﯾروت ط ١٤١٥ﻫـ ٠ ١٩٩٥ -
) (٤اﻟﻣﻐﻧﻰ ﻻﺑن ﻗداﻣﻪ ﺣـ / ٧ص ٢٣٩ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﻘﺎﻫرة ١٣٨٨ﻫـ ١٩٦٨ -م ،اﻟﻌدة ﺷرح
دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ط اﻟﻌﻣدة ﻷﺑﻲ إﺳﺣﺎق ﺑن ﻫﺎرون ﺑن إﺑراﻫﯾم ﺑن ﻣﻔﻠﺢ ﺣـ /
١٤١٨ﻫـ ١٩٩٧ -م ٠
) (٥اﻟروم ٠٢١
) (٦اﻟﻧﺳﺎء ،٢٤اﻟذﺧﯾرة ﻟﻠﻘراﻓﻰ ﺣـ ١٣١ / ٤دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ١٤٢٠ﻫـ
٢٠٠٠م
٢٢٤
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
واﻻﺋﺗﻼف ،واﺳﺗﺑﻘﺎء اﻟﻧوع اﻹ ﻧﺳﺎﻧﻰ ﻓﻰ اﻟوﺟود ﻟﻠﻌﺑﺎدة ﻟﻘوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ " :وﻣن
آﯾﺎﺗﻪ أن ﺧﻠق ﻟﻛم ﻣن أﻧﻔﺳﻛم أزواﺟﺎ " )٠(١
وﯾﻘول اﻟﻣﺎوردى :ﻗوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ " :ﻟﺗﺳﻛﻧوا إﻟﯾﻬﺎ " ؛ ﻷﻧﻪ ﺟﻌل ﺑﯾن اﻟزوﺟﯾن ﻣن
اﻷﻧﺳﺔ ﻣﺎ ﻟم ﯾﺟﻌل ﺑﯾن ﻏﯾرﻫﻣﺎ )٠ (٢وﯾﻘول اﺑن ﺣﺟر اﻟﻬﯾﺗﻣﻰ :ﻟﻛن اﻟﺗﺄﺟﯾل
ﯾﺧل ﺑﻣﻘﺻود اﻟﻧﻛﺎح ﻣن اﻟﻣودة واﻟرﺣﻣﺔ واﻟﺳﻛن وﯾﺟﻌل اﻟزوﺟﺔ ﺑﻣﻧزﻟﺔ
)(٣
اﻟﻣﺳﺗﺄﺟرة
ﻓﺎﻟﻧﻛﺎح ﺻﻠﺔ ﺑﯾن اﻟزوﺟﯾن ﯾﺗﺿﻣن ﻋﺷرة وﻣودة ورﺣﻣﺔ وﺳﻛﻧﺎً وازدواﺟﺎً ،وﻫو
ﻣﺛل اﻷﺧوة ،واﻟﺻﺣﺑﺔ ،واﻟﻣواﻻة ،وﻧﺣو ذﻟك ﻣن اﻟﺻﻼت اﻟﺗﻰ ﺗﻘﺗﺿﻰ رﻏﺑﺔ ﻛل
واﺣد ﻣن اﻟﻣﺗواﺻﻠﯾن ﻓﻰ اﻵﺧر ﺑل ﻫو ﻣن أوﻛد اﻟﺻﻼت ،ﻓﺈن ﺻﻼح اﻟﺧﻠق
وﺑﻘﺎءﻩ ﻻ ﯾﺗم إﻻ ﺑﻬذﻩ اﻟﺻﻠﺔ )٠ (٤
وﺟﻣﻠﺔ اﻟﻘول إذن :أن ﻣﻘﺎﺻد ﻋﻘد اﻟﻧﻛﺎح ﻻ ﺗﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﻣﺗﺎع واﻟﺗواﻟد
ﺑل ﻟﻪ ﻣﻘﺎﺻد ﻣﻬﻣﺔ أﺧرى ﻻ ﺗﻘل ﻋن ﻣﻘﺻد اﻻﺳﺗﻣﺗﺎع وﻫﻰ :اﻟﻣودة واﻟرﺣﻣﺔ
واﻟﺳﻛن واﻻﻣﺗﻧﺎن واﻻﺋﺗﻼف ،وﻫﻰ ﺻﻼت ﺗﺣﻘق ﺻﻼح اﻟﺧﻠق وﺑﻘﺎءﻫم ،وﻫﻰ
ﻣﻘﺎﺻد ﺗﺳﻣو ﺑﺎﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟزوﺟﯾﺔ ﺑﻌﯾداً ﻋن اﻟﻣﻘﺻد اﻟﺷﻬواﻧﻰ ﻓﻘط )٠(٥
وﻛل ﻣﺎ ﯾﺣول دون ﺗﺣﻘﯾق ﻫذﻩ اﻟﻣﻘﺎﺻد ﯾؤﺛر ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻌﻘد وﻗد ﯾؤدى إﻟﻰ
إﻧﻬﺎﺋﻪ ؛ ْإذ ﺗﺻﯾر اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟزوﺟﯾﺔ ﻻ ﻣﻌﻧﻰ ﻻﺳﺗداﻣﺗﻬﺎ ؛ ﻟﻌدم ﺗﺣﻘق اﻟﻐرض
ﻣﻧﻬﺎ ﻓﻬﻰ ﻋﻼﻗﺔ ﺗﻘوم ﻣﻘﺎم اﻟﻘراﺑﺔ ﺑل ﺗﺗﺟﺎوزﻫﺎ )٠ (٦
٢٢٥
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
٢٢٦
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
اﻟﻣطﻠب اﻷول
ﺗزوﯾﺞ اﻟﻣرﯾض اﻟﻌﻘﻠﻰ واﻟﻧﻔﺳﻰ
وﻗﺑل أن أﺑﯾن أﺛر اﻟﻣرض اﻟﻌﻘﻠﻰ واﻟﻧﻔﺳﻰ ﻓﻰ إﻧﻬﺎء ﻋﻘد اﻟﻧﻛﺎح ﺑﺎﻟطﻼق أو
ﺑﺎﻟﻔﺳﺦ أﺑﯾن ﺣﻛم ﺗزوﯾﺞ اﻟﻣرﯾض ،وﻣن اﻟذى ﯾﺗوﻟﻰ ﺗزوﯾﺟﻪ ﻓﺄﻗول:
ذﻫب ﺟﻣﻬور اﻟﻔﻘﻬﺎء اﻟﺣﻧﻔﯾﺔ ) ،(١واﻟﻣﺎﻟﻛﯾﺔ ) ،(٢واﻟﺷﺎﻓﻌﯾﺔ )،(٣
واﻟﺣﻧﺎﺑﻠﺔ) :(٤إﻟﻰ أن ﺗزوﯾﺞ اﻟﻣرﯾض اﻟﻌﻘﻠﻰ واﻟﻧﻔﺳﻰ ﺟﺎﺋز ٠
وﻗد ﻗﯾد اﻟﻔﻘﻬﺎء ﺟواز ﺗزوﯾﺞ اﻟﻣرﯾض اﻟﻌﻘﻠﻰ واﻟﻧﻔﺳﻰ ﺑﺄن ﺗﻛون ﻟﻪ ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ
اﻟﺗزوﯾﺞ وأن ﯾﺣﻘق ذﻟك ﻣﺻﻠﺣﺔ ﻟﻪ وﺑﯾﻧوا أن اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ واﻟﺣﺎﺟﺔ ﺗﺗﺣﻘق ﺑﻣﺎ
ﯾﺄﺗﻰ:
-١أن ﯾﺗوق اﻟﻣرﯾض إﻟﻰ اﻟﻧﻛﺎح ،وأﻣﺎرة ذﻟك أن ﯾﺗﺑﻊ اﻟﻣرﯾض اﻟﻧﺳﺎء
وﯾرﯾدﻫن أو ﺗﺗﺑﻊ اﻟﻣرﯾﺿﺔ اﻟرﺟﺎل وﺗﻣﯾل إﻟﯾﻬم )٠ (٥
)(٦
-٢أن ﯾﺧﺑر ﺧﺑﯾ ارن ﻓﻰ اﻟطب ﻋدﻻن أن ﺗزوﯾﺞ اﻟﻣرﯾض وﺳﯾﻠﺔ ﻻﺳﺗﺷﻔﺎﺋﻪ
٠
-٣أن ﯾﻛون ﻓﻰ ﺗزوﯾﺞ اﻟﻣرﯾض ﺣﺎﻟﺔ ظﻬور ﺷﻬوﺗﻪ ذﻛ ارً أو أﻧﺛﻰ دﻓﻊ ﻟﺿرر
اﻟﺷﻬوة ﻋﻧﻪ وﺻﯾﺎﻧﺗﻪ ﻣن اﻟﻔﺟور )٠ (٧
) (١رد اﻟﻣﺣﺗﺎر ﻋﻠﻰ اﻟدر اﻟﻣﺧﺗﺎر ﻻﺑن ﻋﺎﺑدﯾن ﺣـ / ٣ص ٠ ٦٧
) (٢ﺣﺎﺷﯾﺔ اﻟدﺳوﻗﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﺷرح اﻟﻛﺑﯾر ﺣـ / ٢ص ٠ ٢٢٦ ،٢٢٥
) (٣أﺳﻧﻰ اﻟﻣطﺎﻟب ﺷرح روض اﻟطﺎﻟب ﻟﻸﻧﺻﺎرى ﺣـ / ٣ص ٠ ١٤٤
) (٤اﻟﻣﻐﻧﻰ ﻻﺑن ﻗداﻣﻪ ﺣـ / ٧ص ٠ ٥١
) (٥أﺳﻧﻰ اﻟﻣطﺎﻟب ﺣـ / ٣ص ،١٤٤ﻗﻠﯾوﺑﻰ وﻋﻣﯾرة ﺣـ / ٣ص ٠ ٣٣٨
) (٦اﻟﻣﻐﻧﻰ ﻻﺑن ﻗداﻣﻪ ﺣـ / ٧ص ،٥١وأﺳﻧﻰ اﻟﻣطﺎﻟب ﺣـ / ٣ص ٠ ١٣٧
) (٧اﻟﻣﻐﻧﻰ ﻻﺑن ﻗداﻣﻪ ﺣـ / ٧ص ٠ ٤٩
٢٢٧
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
-٤أن ﯾﺣﺗﺎج اﻟﻣرﯾض إﻟﻰ ﻣﺗﻌﻬد وﻟم ﯾوﺟد ﻟﻪ ﻣﺣرم ﯾﻘوم ﺑﻪ ،وﺗﻌﻬد اﻟزوﺟﺔ
أرﻓق ﺑﻪ ﻟﻔﺿل ﺣﻧوﻫﺎ وﻛﺛرة ﺷﻔﻘﺗﻬﺎ )٠ (١
وﻓﯾﻣن ﯾﺗوﻟﻰ اﻟﺗزوﯾﺞ واﻟﻣزوج ﺗﻔﺻﯾل ﻓﻰ اﻟﻣذاﻫب أﺑﯾﻧﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻟﺗﺎﻟﻰ:
ب :ﻣذﻫب اﻟﻣﺎﻟﻛﯾﺔ :ﻓرﻗوا ﺑﯾن اﻟﺟﻧون اﻟﻣطﺑق واﻟﺟﻧون اﻟطﺎرىء وﺑﯾن
اﻟذﻛر واﻷﻧﺛﻰ ،ﻓﺈن ﻛﺎن اﻟﻣﺟﻧون ذﻛ ارً وﻛﺎن ﺟﻧوﻧﻪ ﻣطﺑﻘﺎً ﻛﺎﻧت اﻟوﻻﯾﺔ ﻋﻠﯾﻪ
ﻟﻸب ،ووﺻﯾﻪ ،وﻟﻠﺣﺎﻛم ٠
أﻣﺎ إن ﻛﺎﻧت أﻧﺛﻰ ﻓﻼ ﯾﺟﺑرﻫﺎ ﻋﻧد اﻟﻣﺎﻟﻛﯾﺔ إﻻ اﻷب أو وﺻﯾﻪ أﻣﺎ اﻟﺣﺎﻛم ﻓﻼ
ﯾﺟﺑرﻫﺎ وﻻ ﻏﯾرﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺗزوﯾﺞ ،وﻻ ﻓرق ﻋﻧدﻫم ﺑﯾن اﻟﺑﻛر واﻟﺛﯾب وﻟو ﻛﺎن ﻟﻬﺎ
أوﻻد ﻓوﻻﯾﺗﻬﺎ ﻟﻸب ٠
ٕواذا ﻛﺎن اﻟﺟﻧون طﺎرﺋﺎً ﺑﻌد اﻟﺑﻠوغ ﻓﻼ وﻻﯾﺔ ﻋﻠﯾﻪ ﻟﻸب أو وﺻﯾﻪ ٕواﻧﻣﺎ ﺗﺛﺑت
وﻻﯾﺗﻬﺎ ﻟﻠﺣﺎﻛم ،اﻟذﻛر واﻷﻧﺛﻰ ﻓﻰ ذﻟك ﺳواء )٠ (٤
٢٢٨
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
ووﺟﻬوا اﻟﻔرق ﺑﯾن اﻟﺟﻧون اﻟﻣطﺑق واﻟطﺎرىء ﺣﯾث ﻗﺻروا اﻟوﻻﯾﺔ ﻓﻰ اﻟﺟﻧون
اﻟطﺎرىء ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺎﻛم دون اﻷب أو وﺻﯾﻪ :ﺑﺄﻧﻪ ﻻ وﻻﯾﺔ ﻟﻬﻣﺎ ﻋﻠﯾﻪ ﺑﻌد اﻟﺑﻠوغ
)٠(١
ج :ﻣذﻫب اﻟﺷﺎﻓﻌﯾﺔ :ﻓرﻗوا ﺑﯾن اﻟذﻛر واﻷﻧﺛﻰ :أﻣﺎ اﻷﻧﺛﻰ ﻓﺈن وﻻﯾﺔ اﻹﺟﺑﺎر
ﺗﺛﺑت ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻟﻸب واﻟﺟد ﻟﻠﺣﺎﺟﺔ واﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ،دون ﺗﻔرﯾق ﺑﯾن اﻟﻛﺑﯾرة واﻟﺻﻐﯾرة،
وﻻ ﺑﯾن اﻟﺛﯾب واﻟﺑﻛر ،وﻻ ﺑﯾن ﻣن ﺑﻠﻐت ﻣﺟﻧوﻧﺔ أو ﺑﻠﻐت ﻋﺎﻗﻠﺔ ﺛم ﺟﻧت ؛ ﻷﻧﻪ
ﻻ ﯾرﺟﻰ ﻟﻬﺎ ﺣﺎﻟﺔ اﺳﺗﺋذان ،ﻓﺈن ﻟم ﯾﻛن ﻟﻠﻣﺟﻧوﻧﺔ اﻟﺻﻐﯾرة أب أوﺟد ﻟم ﺗﺗزوج
ﻓﻰ ﺻﻐرﻫﺎ وﻟو ﺑﻐﺑطﺔ ٠إذ ﻻ إﺟﺑﺎر ﻟﻐﯾرﻫﻣﺎ أى اﻷب واﻟﺟد ،وﻻ ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ
اﻟﻣﺎل ،ﻓﺈن ﺑﻠﻐت اﻟﺗﻰ ﻻ أب ﻟﻬﺎ وﻻ ﺟد زوﺟﻬﺎ اﻟﺳﻠطﺎن وﻟو ﺛﯾﺑﺎً ﻋﻠﻰ اﻷﺻﺢ
ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻰ ﻣﺎﻟﻬﺎ ،وﯾﺳن ﻟﻪ ﻣراﺟﻌﺔ أﻗﺎرﺑﻬﺎ وﻟو ﻧﺣو ٍ
ﺧﺎل ؛ ﺗطﯾﺑﺎً ﻟﻘﻠوﺑﻬم ﻟﻠﺣﺎﺟﺔ
)٠ (٢
وأﻣﺎ إن ﻛﺎن اﻟﻣرﯾض ذﻛ ارً ﻓﻼ ﯾﺟوز ﻟﻸب أو اﻟﺟد إﺟﺑﺎرﻩ ﻋﻠﻰ اﻟزواج ،ووﺟﻪ
اﻟﺗﻔرﯾق ﺑﯾن اﻷﻧﺛﻰ ﺣﯾث ﯾﺟوز ﻟﻸب واﻟﺟد إﺟﺑﺎرﻫﺎ وﺑﯾن اﻟذﻛر ﺣﯾث ﻻ ﯾﺟوز
ﻟﻬﻣﺎ إﺟﺑﺎرﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﺗزوﯾﺞ :أن اﻟﺑﻧت اﻟﺻﻐﯾرة اﻟﻣﺟﻧوﻧﺔ ﻗد ﺗﻛﺗﺳب ﺑﺎﻟﺗزوﯾﺞ
اﻟﻣﻬر واﻟﻧﻔﻘﺔ واﻻﺑن اﻟذﻛر ﯾﻠزﻣﻪ اﻟﻣﻬر واﻟﻧﻔﻘﺔ )٠ (٣
د :ﻣذﻫب اﻟﺣﻧﺎﺑﻠﺔ :ﻓرﻗوا ﺑﯾن اﻟﻣرﯾض اﻟذﻛر واﻷﻧﺛﻰ :أﻣﺎ اﻟذﻛر ﻓﻘد اﺗﻔق
اﻟﺣﻧﺎﺑﻠﺔ ) (٤ﻣﻊ اﻟﻣﺎﻟﻛﯾﺔ ) (٥ﻓﻰ ﺛﺑوت اﻟوﻻﯾﺔ ﻋﻠﯾﻪ ﻟﻸب ووﺻﯾﻪ إذا ﻛﺎن ﺟﻧوﻧﻪ
ﻣطﺑﻘﺎً وذﻫب أﺑو ﻋﺑد اﷲ ﺑن ﺣﺎﻣد إﻟﻰ ﻣذﻫب اﻟﺷﺎﻓﻌﯾﺔ ) (٦وﻗﺎل ﺑﺟواز وﻻﯾﺔ
٢٢٩
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
اﻟﺣﺎﻛم ﻟﺗزوﯾﺞ اﻟﻣﺟﻧون إذا ظﻬر ﻣﻧﻪ ﺷﻬوة اﻟﻧﺳﺎء ﺑﺄن ﯾﺗﺑﻌﻬن ؛ ﻷن ذﻟك ﻣن
ﻣﺻﺎﻟﺣﻪ وﻟﯾس ﻟﻪ ﺣﺎل ﯾﻧﺗظر ﻓﯾﻬﺎ إذﻧﻪ ٠
وأﻣﺎ اﻷﻧﺛﻰ ﻓﻌﻠﻰ ﺿرﺑﯾن :اﻷول :ﻣن ﻛﺎﻧت ﺗﺟﺑر ﺣﺎل ﻋﻘﻠﻬﺎ ،اﻟﺛﺎﻧﻰ :ﻣن
ﻛﺎﻧت ﻻ ﺗﺟﺑر ﺣﺎل ﻋﻘﻠﻬﺎ ﻓﻣن ﻛﺎﻧت ﺗﺟﺑر ﺣﺎل ﻋﻘﻠﻬﺎ ﯾزوﺟﻬﺎ اﻟوﻟﻰ اﻟذى ﯾﻣﻠك
إﺟﺑﺎرﻫﺎ ؛ ﻷﻧﻪ إذا ﻣﻠك إﺟﺑﺎرﻫﺎ ﺣﺎل ﻋﻘﻠﻬﺎ واﻣﺗﻧﺎﻋﻬﺎ ﻓﻣﻊ ﻋدم اﻟﻌﻘل أوﻟﻰ ٠
وﻣن ﻛﺎﻧت ﻣﻣن ﻻ ﺗﺟﺑر ﺣﺎل ﻋﻘﻠﻬﺎ ﻓﻬﻰ ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺛﺔ أﻗﺳﺎم:
اﻷول :أن ﯾﻛون وﻟﯾﻬﺎ اﻷب أو وﺻﯾﻪ ﻛﺎﻟﺛﯾب اﻟﻛﺑﯾرة " وﻫذﻩ ﯾﺟوز إﺟﺑﺎرﻫﺎ
ﺣﺎل ﺟﻧوﻧﻬﺎ وﻫو ﻣذﻫب اﻟﺣﻧﻔﯾﺔ ) (١واﻟﺷﺎﻓﻌﯾﺔ ) :(٢ﻗﯾﺎﺳﺎً ﻋﻠﻰ ﺟواز ﺗزوﯾﺞ
اﻟﻣﻌﺗوﻩ ﻣن اﻷب ﻓﺎﻟﻣرأة أوﻟﻰ ٕ ٠واﻧﻣﺎ ﺟﺎز إﺟﺑﺎرﻫﺎ ﺣﺎل اﻟﺟﻧون ﻣﻊ أﻧﻬﺎ ﻻ
ﺗﺟﺑر ﻣﻊ ﻋﻘﻠﻬﺎ :ﻷن اﻟﻣﻧﻊ ﻣن اﻹﺟﺑﺎر ﻟم ﯾﻛن ﺑﺳﺑب ﻛوﻧﻬﺎ ﺛﯾﺑﺎًٕ ،واﻧﻣﺎ ﻛﺎن
اﻟﺳﺑب أن ﻟﻬﺎ رأﯾﺎ وأﻧﻬﺎ ذات ﺧﺑرة ﻟﺳﺑق زواﺟﻬﺎ )٠ (٣
اﻟﺛﺎﻧﻰ :أن ﺗﻛون وﻻﯾﺗﻬﺎ ﻟﻠﺣﺎﻛم :إذا ﺟﻧت ﻫل ﯾﺗوﻟﻰ ﺗزوﯾﺟﻬﺎ ؟ وﺟﻬﺎن:
-١ﻟﯾس ﻟﻪ ﺗزوﯾﺟﻬﺎ ﺑﺣﺎل ؛ ﻷن ﻫذﻩ وﻻﯾﺔ إﺟﺑﺎر ﻓﻼ ﺗﺛﺑت إﻻ ﻟﻸب ﻛﺣﺎل
ﻋﻘﻠﻬﺎ ٠
-٢ﻟﻪ ﺗزوﯾﺟﻬﺎ إذا ظﻬر ﻣﻧﻬﺎ ﺷﻬوة ﻟﻠرﺟﺎل ﻛﺑﯾرة ﻛﺎﻧت أم ﺻﻐﯾرة ؛ ﻷن
ﺑﺎﻟﻣرأة ﺣﺎﺟﺔ ﻟوﻻﯾﺔ اﻟﺣﺎﻛم ﻟدﻓﻊ اﻟﺿرر ﻋﻧﻬﺎ ،وﻫو ﺿرر اﻟﺷﻬوة ﻋﻧﻬﺎ
وﺻﯾﺎﻧﺗﻬﺎ ﻣن اﻟﻔﺟور وﺗﺣﺻﯾل اﻟﻣﻬر واﻟﻧﻔﻘﺔ واﻟﻌﻔﺎف وﺻﯾﺎﻧﺔ اﻟﻌرض وﻻ
ﺳﺑﯾل إﻟﻰ إذﻧﻬﺎ ﻓﺄﺑﯾﺢ ﻛﺎﻟﺛﯾب ﻣﻊ أﺑﯾﻬﺎ ،وﻛذﻟك ﯾﻣﻠك اﻟﺣﺎﻛم ﺗزوﯾﺟﻬﺎ إذا ﻗﺎل
اﻷطﺑﺎء إن ﻋﻠﺗﻬﺎ ﺗزول ﺑﺗزوﯾﺟﻬﺎ ؛ ﻷن ذﻟك ﻣن أﻋظم ﻣﺻﺎﻟﺣﻬﺎ )٠ (٤
٢٣٠
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
ﻓﺎﻟوﺟﻪ اﻷول ﻋﻧد اﻟﺣﻧﺎﺑﻠﺔ ﯾواﻓق ﻣذﻫب اﻟﺷﺎﻓﻌﯾﺔ ) (١ﻓﻰ اﻟﺻﻐﯾرة :ﺣﯾث ﻻ
ﯾﺟوز ﻟﻠﺣﺎﻛم ﻋﻧدﻫم ﺗزوﯾﺟﻬﺎ ﺑﺣﺎل ؛ ﻷﻧﻪ ﻻ إﺟﺑﺎر ﻟﻐﯾر اﻷب واﻟﺟد ﻋﻠﻰ
اﻟﺻﻐﯾرة ﺑﺧﻼف اﻟﻛﺑﯾرة إذا ﻗﺎل اﻷطﺑﺎء ﺑزوال ﻋﻠﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟﺗزوﯾﺞ ٠
وﯾﺧﺎﻟﻔوﻧﻬم ﻓﻰ اﻟوﺟﻪ اﻟﺛﺎﻧﻰ :ﺣﯾث ﯾرون أن ﻟﻠﺣﺎﻛم ﺗزوﯾﺞ اﻟﺻﻐﯾرة ﻛﻣﺎ ﻟﻪ
ﺗزوﯾﺞ اﻟﻛﺑﯾرة ؛ ﻟﺗوﻓر اﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﻣﺑﯾﺢ وﻫو ﺷﻬوﺗﻬﺎ ﻟﻠرﺟﺎل إذا ظﻬرت ﻓﻔﻰ
ﺗزوﯾﺟﻬﺎ ﻣﺻﻠﺣﺗﻬﺎ ودﻓﻊ ﺣﺎﺟﺗﻬﺎ ﻓﺄﺷﺑﻪ ﻣﺎ ﻟو ﻗﺎل أﻫل اﻟطب إﻧﻪ ﯾزﯾل ﻋﻠﺗﻬﺎ،
وﺗﻌرف ﺷﻬوﺗﻬﺎ ﻣن ﻛﻼﻣﻬﺎ وﻗراﺋن أﺣواﻟﻬﺎ ﻛﺗﺗﺑﻌﻬﺎ ﻟﻠرﺟﺎل وﻣﯾﻠﻬﺎ إﻟﯾﻬم )٠(٢
اﻟﺛﺎﻟث :أن ﯾﻛون وﻟﯾﻬﺎ ﻏﯾر اﻷب واﻟﺣﺎﻛم ﯾﻌﻧﻰ ﻣﻊ ﻋﻘﻠﻬﺎ ﻛﺎﺑن ﻋﻣﻬﺎ :ﻓﺈذا
ﺟﻧت ﻻ ﯾزوﺟﻬﺎ إﻻ اﻟﺣﺎﻛم ،وﻗﺎل أﺑو اﻟﺧطﺎب :ﻟﻬم ﺗزوﯾﺟﻬﺎ ﻓﻰ اﻟﺣﺎل اﻟﺗﻰ
ﯾﻣﻠك اﻟﺣﺎﻛم ﺗزوﯾﺟﻬﺎ ﻓﯾﻬﺎ ٠
وﺟﻪ اﻷول :اﻟﻘﺎﺋل ﺑﻘﺻر وﻻﯾﺔ ﺗزوﯾﺟﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺎﻛم ﻓﻘط :أﻧﻪ اﻟﻧﺎظر ﻟﻬﺎ ﻓﻰ
أﻣواﻟﻬﺎ دوﻧﻬم ﻓﯾﻛون وﻟﯾﻬﺎ دوﻧﻬم ؛ وﻷن ﻫذا دﻓﻊ ﺣﺎﺟﺔ ظﺎﻫرة ﻓﻛﺎﻧت إﻟﻰ
اﻟﺣﺎﻛم ﻛدﻓﻊ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺟوع واﻟﻌرى ٠
ووﺟﻪ اﻟﺛﺎﻧﻰ :وﻫو ﻗول أﺑﻰ اﻟﺧطﺎب أن ﻟﻬم ﺗزوﯾﺟﻬﺎ :أن وﻻﯾﺗﻬم ﻣﻘدﻣﺔ
ﻋﻠﻰ وﻻﯾﺔ اﻟﺣﺎﻛم ﻓﻘدﻣوا ﻓﻰ اﻟﺗزوﯾﺞ ﻛﻣﺎ ﻟو ﻛﺎﻧت ﻋﺎﻗﻠﺔ )٠ (٣
ﻫذا إذا ﻛﺎن اﻟﺟﻧون ﻣطﺑﻘﺎ أﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﻣﺗﻘطﻌﺎ ﻓﺗﻧﺗظر إﻓﺎﻗﺗﻪ وﯾزوج ﺣﺎل إﻓﺎﻗﺗﻪ
)٠ (٤
) (١ﻗﻠﯾوﺑﻰ وﻋﻣﯾرة ﺣـ / ٣ص ،٣٣٨ﺗﺣﻔﺔ اﻟﺣﺑﯾب ﻋﻠﻰ ﺷرح اﻟﺧطﯾب ﺣـ / ٣ص ،٤٠٦
٠ ٤٠٧
) (٢اﻟﻣﻐﻧﻰ ﻻﺑن ﻗداﻣﻪ ﺣـ / ٧ص ٠ ٤٩
) (٣اﻟﻣﻐﻧﻰ ﻻﺑن ﻗداﻣﻪ ﺣـ / ٧ص ٠ ٤٩
) (٤اﻟدﺳوﻗﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﺷرح اﻟﻛﺑﯾر ﺣـ / ٢ص ،٢٤٦ ،٢٤٥اﻟﻔواﻛﻪ اﻟدواﻧﻰ ﺣـ / ٢ص ،١١
ﻓﺗوﺣﺎت اﻟوﻫﺎب ﺑﺗوﺿﯾﺢ ﻣﻧﻬﺞ اﻟطﻼب ﺣـ / ٤ص ٠ ١٦١ ،١٦٠
٢٣١
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻰ
اﻟﻛﻔﺎءة ﻓﻰ اﻟﻌﻘل
ٕو ْاذ ﻗد اﻧﺗﻬﯾﻧﺎ إﻟﻰ اﺗﻔﺎﻗﻬم ﻋﻠﻰ ﺟواز ﺗزوﯾﺞ اﻟﻣرﯾض اﻟﻌﻘﻠﻰ واﻟﻧﻔﺳﻰ ﻟﻠﺣﺎﺟﺔ
واﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ﻓﺈﻧﻧﺎ ﻧﻧﺑﻪ إﻟﻰ أﻣر ﻣﻬم وﻫو :ﻫل اﻟﻛﻔﺎءة ﻓﻰ اﻟﻌﻘل ﻣﻌﺗﺑرة ؟ وﻫل
ﯾﺟب ﻋﻠﻰ وﻟﻰ اﻟﻣﺟﺑر أو اﻟﻣﺟﺑرة أن ﯾﺗﺣرى اﻟﻛﻔﺎءة ﻓﻰ اﻟﻌﻘل ؟ وﻣﺎ اﻟذى
ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ﺗﺟﺎﻫل وﻟﻰ اﻟﻣﺟﺑر أو اﻟﻣﺟﺑرة اﻟﻛﻔﺎءة اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ ؟
وﺟﻪ ﻣذﻫب اﻟﺟﻣﻬور :ﻷن اﻟوﻟﻰ ﻧﺎظر ﻟﻬم ﺑﻣﺎ ﻓﯾﻪ اﻟﺣظ ﻟﻬم ،وﻻﺣظ ﻓﻰ
ﻫذا اﻟﻌﻘد ﻓﯾﻠزم اﻟوﻟﻰ أن ﯾﺧﺗﺎر ﻛﺎﻣل اﻟﺧﻠﻘﺔ ؛ وﻷﻧﻪ ﯾﻔوت ﺑﻌدﻣﻬﺎ ﻣﻘﺻود
اﻟﻧﻛﺎح )٠ (٥
واﻟرواﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻋﻧد اﻟﺣﻧﻔﯾﺔ ) :(٦أن اﻟﻛﻔﺎءة ﻓﻰ اﻟﻌﻘل ﻟﯾﺳت ﻣﻌﺗﺑرة ٠
وﺟﻪ ﻗول اﻟﺣﻧﻔﯾﺔ :ﻷن اﻟﺟﻧون ﻣرض وﻻ ﺗﻌﺗﺑر اﻟﺳﻼﻣﺔ ﻣﻧﻪ وأﻧﻪ ﻟﯾس ﻋﯾﺑﺎً
ﻣن ﻋﯾوب اﻟﻔﺳﺦ ٠
٢٣٢
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
وﻋﻠﻰ ﻣذﻫب اﻟﺟﻣﻬور :إن ﺧﺎﻟف اﻟوﻟﻰ وزوج ﻣوﻟﺗﻪ ﺑﺎﻟﻣرﯾض اﻟﻌﻘﻠﻰ ﺑطﻠت
اﻟﻛﻔﺎءة وﻛﺎن ﻟﻠﻣﺟﺑرة رد اﻟﻧﻛﺎح ﻋﻧد اﻟﻣﺎﻟﻛﯾﺔ ،وﻣﺣﻣد ﻣن اﻟﺣﻧﻔﯾﺔ ٠
ﻓﻔﻰ ﻓﺗﺢ اﻟﻘدﯾر :ﻓﺈن ﻛﺎن ﺑﻪ ﻧﻘص ﺿﺎر ﻛﺎﻟﺟﻧون ﺑطﻠت اﻟﻛﻔﺎءة وﻛﺎن ﻟﻬﺎ رد
اﻟﻧﻛﺎح ) ٠ (١وﻓﻰ اﻟذﺧﯾرة :ﯾﻠزم اﻟوﻟﻰ أن ﯾﺧﺗﺎر ﻛﺎﻣل اﻟﺧﻠﻘﺔ ،ﻓﺈن ﻛﺎن اﻟﻧﻘص
ﯾﺿر ﻛﺎﻟﻣﺟﻧون ﺑطﻠت اﻟﻛﻔﺎءة وﻛﺎن ﻟﻬﺎ رد اﻟﻧﻛﺎح )٠ (٢
وﻓﻰ وﺟﻪ ﻋﻧد اﻟﺷﺎﻓﻌﯾﺔ ووﺟﻪ ﻋﻧد اﻟﺣﻧﺎﺑﻠﺔ :أﻧﻪ ﻟو زوج اﻟوﻟﻰ اﻟﻣﺟﺑرة وﻛﺎن
ﻋﺎﻟﻣﺎً ﺑﺎﻟﻌﯾب ﻟم ﯾﺻﺢ ﻋﻘد اﻟﻧﻛﺎح ٠
ﯾﻘول اﻷﻧﺻﺎرى :وﺟﻬﺎن ﺻﺣﺢ اﻟﺑﻠﻘﯾﻧﻰ وﻏﯾرﻩ ﻋدم اﻟﺻﺣﺔ ﻓﻰ ﺻورة اﻟﻣﺟﻧوﻧﺔ
؛ ﻷﻧﻪ إﻧﻣﺎ ﯾزوﺟﻬﺎ ﺑﺎﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ،وﻻ ﻣﺻﻠﺣﺔ ﻟﻬﺎ ،ﺑل ﻓﯾﻪ ﺿرر وﻫو اﻟﻣﻧﺻوص
)(٣
ﻋن اﻟﺷﺎﻓﻌﻰ ﻓﻰ اﻷم
وﯾﻘول اﺑن ﻗداﻣﻪ :وﻟو زوج اﻟوﻟﻰ اﻟﻣﺟﺑرة ﺑﻣﻌﯾب وﻫو ﻻ ﯾﻌﻠم ﺻﺢ ،ﻛﻣﺎ ﻟو
اﺷﺗرى ﻟﻬم ﻣﻌﯾﺑﺎً ﻻ ﯾﻌﻠم ﻋﯾﺑﻪ ،وﯾﺟب ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻔﺳﺦ إذا ﻋﻠم ؛ ﻷن ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻧظر
ﻟﻬم ﺑﻣﺎ ﻓﯾﻪ اﻟﺣظ ،واﻟﺣظ ﻓﻰ اﻟﻔﺳﺦ وﯾﺣﺗﻣل أن ﻻ ﯾﺻﺢ اﻟﻧﻛﺎح ؛ ﻷﻧﻪ زوﺟﻬم
ﺑﻣن ﻻ ﯾﻣﻠك ﺗزوﯾﺟﻬم إﯾﺎﻩ ﻓﻠم ﯾﺻﺢ ،ﻛﻣﺎ ﻟو زوﺟﻬم ﺑﻣن ﯾﺣرم ﻋﻠﯾﻬم )٠ (٤
ﻓرعٕ :واذا أرادت أن ﺗﺗزوج ﻣﻌﯾﺑﺎً ﻣﻧﻌﻬﺎ اﻟوﻟﻰ ؛ ﻷن اﻟﺿرر ﻓﻰ ﻫذا داﺋم
واﻟرﺿﺎ ﻏﯾر ﻣوﺛوق ﺑدواﻣﻪ وﻻ ﯾﺗﻣﻛن ﻣن اﻟﺗﺧﻠص ﻣﻧﻪ إذا ﻛﺎﻧت ﻋﺎﻟﻣﺔ ﻓﻰ
اﺑﺗداء اﻟﻌﻘد ،ورﺑﻣﺎ أﻓﺿﻰ إﻟﻰ اﻟﺷﻘﺎق واﻟﻌداوة ﻓﯾﺗﺿرر وﻟﯾﻬﺎ وأﻫﻠﻬﺎ ،ﻓﻣﻠك
اﻟوﻟﻰ ﻣﻧﻌﻬﺎ ﻛﻣﺎ ﻟو أرادت ﻧﻛﺎح ﻣن ﻟﯾس ﺑﻛفء ،وﻓﻰ وﺟﻪ :أن ﻟﻪ ﻣﻧﻌﻬﺎ ﻣن
ﻧﻛﺎح اﻟﻣﺟﻧون وﻟﯾس ﻟﻪ ﻣﻧﻌﻬﺎ ﻣن ﻧﻛﺎح اﻟﻣﺟﺑوب ؛ ﻷن ﺿررﻩ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺧﺎﺻﺔ٠
٢٣٣
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
ورأى اﺑن ﻗداﻣﻪ :أن ﻟﻪ ﻣﻧﻌﻬﺎ ﻣن ﺟﻣﯾﻊ ﺻور اﻟﻌﯾب ؛ ﻷن ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﯾﻪ ﺿر ارً
داﺋﻣﺎً وﯾﺧﺷﻰ ﺗﻌدﯾﻪ إﻟﻰ اﻟوﻟد وﻋﺎ ارً ﻋﻠﯾﻬﺎ وﻋﻠﻰ أﻫﻠﻬﺎ ،ﻓﯾﻣﻠك ﻣﻧﻌﻬﺎ ﻣﻧﻪ
ﻛﺎﻟﺗزوﯾﺞ ﺑﻐﯾر اﻟﻛفء ،وأﻣﺎ إن اﺗﻔﻘﺎ ﻋﻠﻰ ذﻟك ورﺿﯾﺎ ﺑﻪ ﺟﺎز وﺻﺢ اﻟﻧﻛﺎح ؛
ﻷن اﻟﺣق ﻟﻬﺎ وﻻ ﯾﺧرج ﻋﻧﻬﺎ ) ،(١ﻗﺎل اﻟﻣﺎرودىٕ :واذا أراد اﻟوﻟﻰ أن ﯾزوﺟﻬﺎ
ﺑﻣن ﺑﻪ ﻋﯾب ﻓﺎﻣﺗﻧﻌت ﻓﺎﻟﻘول ﻗوﻟﻬﺎ ،وﻟﯾس ﻟﻠوﻟﻰ إﺟﺑﺎرﻫﺎ ﻋﻠﯾﻪٕ ،وان ﻛﺎن أﺑﺎ،
ﻟﻣﺎ ﻓﯾﻪ ﻣن ﺗﻔوﯾت ﺣﻘﻬﺎ ﻓﻰ اﻻﺳﺗﻣﺗﺎع ﻗﺑل اﻟﻌﻘدٕ ،واذا رﺿﯾت ﻫﻰ واﻣﺗﻧﻊ ،ﻓﺈن
ﻟﻪ ﻣﻧﻌﻬﺎ ﻣن اﻟﻧﻛﺎح ﻓﻰ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺟﻧون واﻟﺧﺑل ؛ ﻟﻣﺎ ﻓﯾﻪ ﻣن ﻋﺎر ﻋﻠﻰ
اﻷوﻟﯾﺎء ،ﻓﻛﺎن ﻟﻬم دﻓﻌﻪ ﻋﻧﻬم ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎع )٠ (٢
٢٣٤
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث
طﻼق اﻟﻣرﯾض اﻟﻌﻘﻠﻰ واﻟﻧﻔﺳﻰ
اﻟطﻼق ﻟﻐﺔ :اﻟﺗﺧﻠﯾﺔ واﻹرﺳﺎل وﺣل اﻟﻘﯾد ).(١
وﺷرﻋﺎً :ﻋرﻓﻪ اﻟﺣﻧﻔﯾﺔ ﺑﺄﻧﻪ " :ﺣﻛم ﯾرﻓﻊ اﻟﻘﯾد اﻟﻧﻛﺎﺣﻰ ﺑﺄﻟﻔﺎظ ﻣﺧﺻوﺻﺔ"
)(٢
وﻋرﻓﻪ اﻟﻣﺎﻟﻛﯾﺔ ﺑﺄﻧﻪ " :ﺻﻔﺔ ﺣﻛﻣﯾﺔ ﺗرﻓﻊ ﺣﻠﯾﺔ ﻣﺗﻌﺔ اﻟزوج ﺑزوﺟﺗﻪ ﻣوﺟﺑﺎً
ﺗﻛرارﻫﺎ ﻣرﺗﯾن ﻟﻠﺣر ،وﻣرة ﻟذى اﻟرق ﺣرﻣﺗﻬﺎ ﻋﻠﯾﻪ ﻗﺑل زوج )٠ (٣
)(٤
٠ أو ﻫو " :ﺣل اﻟﻌﺻﻣﺔ اﻟﻣﻧﻌﻘدة ﺑﯾن اﻟزوﺟﯾن "
)(٥
وﻋرﻓﻪ اﻟﺷﺎﻓﻌﯾﺔ ﺑﺄﻧﻪ " :ﺗﺻرف ﻣﻣﻠوك ﻟﻠزوج ﯾﺣدﺛﻪ ﺑﻼ ﺳﺑب ﻓﯾﻘطﻊ اﻟﻧﻛﺎح
"
)(٦
٠ أو ﻫو " ﺣل ﻋﻘد اﻟﻧﻛﺎح ﺑﻠﻔظ طﻼق وﻧﺣوﻩ "
وﻋرﻓﻪ اﻟﺣﻧﺎﺑﻠﺔ ﺑﺄﻧﻪ " :ﺣل ﻗﯾد اﻟﻧﻛﺎح أو ﺑﻌﺿﻪ " أى إذا ﻛﺎن طﻠﻘﺔ رﺟﻌﯾﺔ)٠(٧
وﻗد أﺟﻣﻌت اﻷﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺷروﻋﯾﺔ اﻟطﻼق ،وﻋﻠﻰ أن اﻟذى ﯾﻣﻠﻛﻪ ﻫو اﻟزوج،
وأن ﺷرط اﻟﻣطﻠق أن ﯾﻛون أﻫﻼ ًﻻﯾﻘﺎﻋﻪ ﺑﺄن ﯾﻛون ﺑﺎﻟﻐﺎً ﻋﺎﻗﻼً ﻣﺧﺗﺎ ارً )ْ ،(٨إذ
) (١ﻟﺳﺎن اﻟﻌرب ﻟﻣﺣﻣد ﺑن ﻣﻛرم ﺑن ﻋﻠﻰ أﺑو اﻟﻔﺿل ﺟﻣﺎل اﻟدﯾن ﺑن ﻣﻧظور اﻷﻧﺻﺎرى
اﻟروﯾﻔﻌﻰ اﻻﻓرﯾﻘﻰ اﻟﻣﺗوﻓﻰ ٧١١ﻫـ ﺣرف اﻟﻘﺎف ﻓﺻل اﻟطﺎء ﺣـ / ١٠ص ،٢٢٦دار
ﺻﺎدر ﺑﯾروت اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ١٤١٤ﻫـ ٠
) (٢اﻟﻌﻧﺎﯾﺔ ﺷرح اﻟﻬداﯾﺔ ﺣـ / ٣ص ٠ ٤٦٤
) (٣ﻣواﻫب اﻟﺟﻠﯾل ﺷرح ﻣﺧﺗﺻر ﺧﻠﯾل ﺣـ / ٤ص ٠ ١٩
) (٤ﺣﺎﺷﯾﺔ اﻟﺻﺎوى ﻋﻠﻰ ﺷرح ﻛﻔﺎﯾﺔ اﻟطﺎﻟب اﻟرﺑﺎﻧﻰ ﺣـ / ٢ص ٠ ٧٩
) (٥اﺳﻧﻰ اﻟﻣطﺎﻟب ﺣـ / ٣ص ٠ ٢٦٤
) (٦اﻟﻐرر اﻟﺑﻬﯾﺔ ﻓﻰ ﺷرح اﻟﺑﻬﺟﺔ اﻟوردﯾﺔ ﺣـ / ٤ص ٠ ٢٤٦
) (٧ﻛﺷﺎف اﻟﻘﻧﺎع ﻋن ﻣﺗن اﻻﻗﻧﺎع ﺣـ / ٥ص ٠ ٢٣٣
) (٨ﺑداﺋﻊ اﻟﺻﻧﺎﺋﻊ ﻓﻰ ﺗرﺗﯾب اﻟﺷراﺋﻊ ﻟﻠﻛﺎﺳﺎﻧﻰ ﺣـ / ٣ص ،١٠٠اﻟﻌﻧﺎﯾﺔ ﺷرح اﻟﻬداﯾﺔ ﺣـ ٣
/ص ،٤٦٤ﺑﻠﻐﺔ اﻟﺳﺎﻟك ﻷﻗرب اﻟﻣﺳﺎﻟك اﻟﻣﻌروف ﺑﺣﺎﺷﯾﺔ اﻟﺻﺎوى ﺣـ = =/ ٢ص
٢٣٥
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
ٕواذا ﻛﺎن اﻟﻣرض اﻟﻌﻘﻠﻰ واﻟﻧﻔﺳﻰ ﻣؤﺛ ارً ﻋﻠﻰ ﻣﻧﺎط اﻷﻫﻠﯾﺔ وﻫو اﻟﻌﻘل ،ﻓﺈذا طﻠق
اﻟﻣرﯾض اﻟﻌﻘﻠﻰ واﻟﻧﻔﺳﻰ اﻟذى ﻫذﻩ ﺣﺎﻟﺗﻪ ﻓﻬل ﯾﻘﻊ طﻼﻗﻪ ،وﻫل ﺗﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻪ
آﺛﺎرﻩ اﻟﺷرﻋﯾﺔ ؟
إﻟﻰ أن اﻟﻣرﯾض اﻟﻌﻘﻠﻰ واﻟﻧﻔﺳﻰ ﺑﺎﻟﺟﻧون أو اﻟﻌﺗﻪ ،أو اﻟﺑرﺳﺎم ،أو اﻟﺧﺑل ،أو
اﻟدﻫش ،أو اﻟوﺳوﺳﺔ إذا طﻠق ﻻ ﯾﻘﻊ طﻼﻗﻪ ٠
ﻫذا ﻣﺗﻰ وﻗﻊ اﻟطﻼ ق ﻣﻣن ﯾﻐﯾب ﻋﻘﻠﻪ وﯾﻔﯾق ،ﻛﺎﻟﻣﺑرﺳم ،واﻟﻣدﻫوش،
واﻟﻣوﺳوس ﺣﺎل ﻏﯾﺎب ﻋﻘﻠﻪ ،ﻓﺎﻟﻣراد ﺑﺎﻟﻣوﺳوس ،واﻟﻣدﻫوش اﻟذى ﻻ ﯾﻘﻊ
طﻼﻗﻪ ﻣن ﺑﻠﻎ ﺣداً أﺛر ﻋﻠﻰ إدراﻛﻪ ،ﺑﺣﯾث ﯾﻛون أﻗرب إﻟﻰ اﻟﺟﻧون واﻟﻌﺗﻪ
وﻟﯾس اﻟدﻫش أو اﻟوﺳوﺳﺔ ﻓﻰ ﺣﺎﻟﺗﻪ اﻟﺑﺳﯾطﺔ اﻟﺗﻰ ﻻ ﺗؤﺛر ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘل إﻟﻰ ﺣد
اﻻﺧﺗﻼل ،ﻓﺎﻟﻣوﺳوس اﻟذى ﻻ ﯾﻘﻊ طﻼﻗﻪ ﻫو ﻣن أطﻠق ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎﻟﻛﯾﺔ،
اﻟوﺳواس ﺑﺎﻟﺟﺑﻠﺔ أو اﻟطﺑﻊ أو اﻟوﺳواس اﻟﺳﺎﻛن ﻓﻰ اﻟﻧﻔس ﺑﺣﯾث ﯾﻛون ﺳﺑﺑﺎً
٢٣٦
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
ﻓﻰ اﺧﺗﻼل اﻹدراك ،ﯾﻘول اﻟﺑﺎﺟﻰ " :واﻟﻣوﺳوس واﻟذى ﯾﻐﯾب ﻋﻘﻠﻪ ﻣرة ﺑﻌد ﻣرة
ﺳواء رواﻩ اﺑن اﻟﻣواز ) ،(١ﻷن ﻫذﻩ ﻣﻌﺎن ﯾﻌدم ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻌﻘل واﻟﻣﯾز ﻓﺄﺷﺑﻬت
اﻟﺟﻧون )٠ (٢
وﯾﻘول اﺑن ﻧﺟﯾم ﻋن أﺑﻰ اﻟﻠﯾث ) :(٣ﻻ ﯾﺟوز طﻼق اﻟﻣوﺳوس :ﯾﻌﻧﻰ :اﻟﻣﻐﻠوب
)(٥
ﻋﻠﻰ ﻋﻘﻠﻪ وﻋن اﻟﺣﺎﻛم ) :(٤ﻫو اﻟﻣﺻﺎب ﻓﻰ ﻋﻘﻠﻪ إذا ﺗﻛﻠم ﺗﻛﻠم ﺑﻐﯾر ﻧظﺎم
٠
وﻓﻰ اﻟﻣدوﻧﺔ ﻓﻰ طﻼق اﻟﻣﺑرﺳم :أرأﯾت اﻟﻣﺑرﺳم أو اﻟﻣﺣﻣوم اﻟذى ﯾﻬذى إذا
طﻠق أﯾﺟوز طﻼﻗﻪ ؟ ﻗﺎل ﺳﻣﻌت ﻣﺎﻟﻛﺎً وﺳﺋل ﻋن رﺟل ﻣﺑرﺳم طﻠق اﻣرأﺗﻪ
ﺑﺎﻟﻣدﯾﻧﺔ ﻓﻘﺎل ﻣﺎﻟك :إن ﻟم ﯾﻛن ﻣﻌﻪ ﻋﻘﻠﻪ ﺣﯾن طﻠق ﻓﻼ ﯾﻠزﻣﻪ ﺷﻰء )٠ (٦
وﻓﻰ طﻼ ق اﻟﻣﻌﺗوﻩ :ﻗﻠت :أرأﯾت اﻟﻣﻌﺗوﻩ :ﻫل ﯾﺟوز طﻼﻗﻪ ؟ ﻗﺎل :ﻻ ﯾﺟوز
طﻼﻗﻪ ﻓﻰ ﻗول ﻣﺎﻟك ﻋﻠﻰ ﺣﺎل ؛ ﻷن اﻟﻣﻌﺗوﻩ إﻧﻣﺎ ﻫو ﻣطﺑق ﻋﻠﯾﻪ ذﻫﺎب
) (١اﺑن اﻟﻣواز :ﻫو :اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻓﻘﯾﻪ اﻟدﯾﺎر اﻟﻣﺻرﯾﺔ أﺑو ﻋﺑد اﷲ ﻣﺣﻣد ﺑن إﺑراﻫﯾم ﺑن زﯾﺎد
اﻻﺳﻛﻧدراﻧﻰ اﻟﻣﺎﻟﻛﻰ اﻧﺗﻬت إﻟﯾﻪ رﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣذﻫب ﺗوﻓﻰ ٢٦٩ﻫـ ي " ٠ﺳﯾر أﻋﻼم اﻟﻧﺑﻼء
ﻟﻠذﻫﺑﻰ اﻟطﺑﻌﺔ اﻟراﺑﻌﺔ ﻋﺷر ﺣـ / ١٣ص ٦طﺑﻌﺔ ﻣؤﺳﺳﺔ اﻟرﺳﺎﻟﺔ ﺳﻧﺔ اﻟﻧﺷر ١٤٢٢ﻫـ
٢٠٠١ -م " ٠
) (٢اﻟﻣﻧﺗﻘﻰ ﺷرح اﻟﻣوطﺄ ﻟﻠﺑﺎﺟﻰ ﺣـ / ٤ص ٠ ١٢٢
) (٣ﻫو :أﺑو اﻟﻠﯾث اﻟﺳﻣرﻗﻧدى ﻧﺻر ﺑن ﻣﺣﻣد ﺑن إﺑراﻫﯾم ﺑن اﻟﺧطﺎب اﻟﻔﻘﯾﻪ اﻟﺣﻧﻔﻰ وﻟد ٣٣
ﻫـ وﺗوﻓﻰ ٣٧٥ﻫـ " ،ﺳﯾر أﻋﻼم اﻟﻧﺑﻼء ﻟﻣﺣﻣد ﺑن أﺣﻣد ﺑن ﻋﺛﻣﺎن اﻟذﻫﺑﻰ ﺣـ / ١٦ص
٠ " ٣٢٣
) (٤ﻫو :ﻣﺣﻣد ﺑن ﻣﺣﻣد ﺑن ﻣﺣﻣد اﻟﻣروزي ،اﻟﺑﻠﺧﻰ اﻟﺣﻧﻔﻰ اﻟﻘﺎﺿﻰ اﻟﺣﺎﻛم ﺗوﻓﻰ ٣٣٤ﻫـ،
ﻋﺎﻟم ﻣرو ٕواﻣﺎم أﺻﺣﺎب أﺑﻰ ﺣﻧﯾﻔﺔ ﻓﻰ ﻋﺻرﻩ " ﻗﯾﻣﺔ اﻟزﻣن ﻋﻧد اﻟﻌﻠﻣﺎء ،ﻟﻌﺑد اﻟﻔﺗﺎح أﺑو
ﻏدة اﻟﺣﻠﺑﻰ اﻟﺣﻧﻔﻰ اﻟﻣﺗوﻓﻰ ١٤١٧ﻫـ ،ﺣـ / ١ص ٤٦اﻟﻧﺎﺷر ﻣﻛﺗب اﻟﻣطﺑوﻋﺎت
اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﺣﻠب اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﻌﺎﺷرة " ٠
) (٥اﻟﺑﺣر اﻟراﺋق ﺷرح ﻛﻧز اﻟدﻗﺎﺋق ﻻﺑن ﻧﺟﯾم ﺣـ / ٥ص ٠ ٥٠
) (٦اﻟﻣدوﻧﺔ ﺣـ / ٢ص ٠ ٨٠
٢٣٧
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
)(١
وﻣن ﻛﺎن ﻏﯾﺎﺑﻪ
وﻣن ﯾﻔﯾق وﯾﻐﯾب َ ﻋﻘﻠﻪ ،ﻓﻘد ﻓرق ﺑﯾن َﻣْن ﺟﻧوﻧﻪ ﻣطﺑق َ
أﻛﺛر ﻣن إﻓﺎﻗﺗﻪ ،ﻓﺎﻟﻣﺟﻧون اﻟﻣطﺑق ﻻ ﯾﻘﻊ طﻼﻗﻪ ﻣطﻠﻘﺎً ،أﻣﺎ ﻣن ﯾﻔﯾق وﯾﻐﯾب
ﻛﺎﻟﻣﺑرﺳم واﻟﻣوﺳوس واﻟﻣدﻫوش ،ﻓﯾﻘﻊ طﻼﻗﻪ إن طﻠق ﺣﺎل إﻓﺎﻗﺗﻪ ،ﯾﻘول
اﻟﻣواق :طﻼق اﻟﻣﺑرﺳم ﻓﻰ ﻫذﯾﺎﻧﻪ ﻻ ﯾﻘﻊ ) ،(٢وﯾﻘول اﻟﻣرداوى :ﻗﺎل اﻟﻣﺻﻧف
)(٤
) :(٣ﻫذا ﻓﯾﻣن ﺟﻧوﻧﻪ ﺑذﻫﺎب ﻣﻌرﻓﺗﻪ ﺑﺎﻟﻛﻠﯾﺔ ،ﻓﺄﻣﺎ اﻟﻣﺑرﺳم وﻣن ﺑﻪ ﻧﺷﺎف
ﻓﻼ ﯾﻘﻊ ﺣﺎل ﻣرﺿﻪ ،وﻗﺎل ﻓﻰ اﻟروﺿﺔ ) :(٥واﻟﻣﺑرﺳم واﻟﻣوﺳوس إن ﻋﻘﻼ
اﻟطﻼق ﻟزﻣﻬﻣﺎ )٠ (٦
إذن اﻟﻣرﯾض اﻟﻌﻘﻠﻰ واﻟﻧﻔﺳﻰ اﻟذى ﻻ ﯾﻘﻊ طﻼﻗﻪ ﻫو ﻣن ﻛﺎن ﻋﻘﻠﻪ ﻏﺎﺋﺑﺎ
ﺑﺎﻟﻛﻠﯾﺔ أو ﻣن ﻛﺎن ﻋﻘﻠﻪ ﯾﻐﯾب وﯾﻔﯾق ﻣﺗﻰ ﻛﺎن طﻼﻗﻪ ﺣﺎل ﻏﯾﺎب ﻋﻘﻠﻪ
ﻛﺎﻟﻣﺑرﺳم واﻟﻣدﻫوش ،ﻓﺎﻟذى ﯾﻌول ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻰ اﻋﺗﺑﺎر طﻼﻗﻪ أو ﻋدﻣﻪ ﻫو ﻏﻠﺑﺔ
اﻟﺧﻠل اﻟﻌﻘﻠﻰ وﺗﺄﺛﯾرﻩ ﻋﻠﻰ أﻓﻌﺎﻟﻪ وأﻗواﻟﻪ ،ﺑﺎﻟﺟﻧون ،أو اﻟﻌﺗﻪ ،أو اﻟﺑرﺳﺎم ،أو
اﻟدﻫش ،أو اﻟﺧﺑل ،أو اﻟوﺳوﺳﺔ ،ﯾﻘول اﺑن ﻋﺎﺑدﯾن :ﻓﺎﻟذى ﯾﻧﺑﻐﻰ اﻟﺗﻌوﯾل ﻋﻠﯾﻪ
ﻓﻰ اﻟﻣدﻫوش وﻧﺣوﻩ إﻧﺎطﺔ اﻟﺣﻛم ﺑﻐﻠﺑﺔ اﻟﺧﻠل ﻓﻰ أﻓﻌﺎﻟﻪ وأﻗواﻟﻪ ،اﻟﺧﺎرﺟﺔ ﻋن
ﻋﺎدﺗﻪ ﻛﻛل ﻣن اﺧﺗل ﻋﻘﻠﻪ ﺑﻛﺑر أو ﻏﯾرﻩ ﻣﺎ دام ﻓﻰ ﺣﺎل ﻋﻠﺗﻪ اﻟﺧﻠل ﻓﻰ
٢٣٨
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
اﻷﻗوال واﻷﻓﻌﺎل ﻻ ﺗﻌﺗﺑر أﻗواﻟﻪ ٕوان ﻛﺎن ﯾﻌﻠﻣﻬﺎ وﯾرﯾدﻫﺎ ؛ ﻷن ﻫذﻩ اﻟﻣﻌرﻓﺔ
واﻹرادة ﻏﯾر ﻣﻌﺗﺑرة ؛ ﻟﻌدم ﺣﺻوﻟﻬﺎ ﻋن إدراك ﺻﺣﯾﺢ )٠ (١
وﻓﻰ اﻟﻌﻘود اﻟدرﯾﺔ :ﻗﺎل اﺑن ﻋﺎﺑدﯾن :وﺳﺋل ﻓﻰ رﺟل ﺣﺻل ﻟﻪ دﻫش زال ﺑﻪ
ﻋﻘﻠﻪ وﺻﺎر ﻻ ﺷﻌور ﻟﻪ ﻷﻣر ﻋرض ﻟﻪ ﻣن ذﻫﺎب ﻣﺎﻟﻪ ﻓﻘﺎل :ﻓﻰ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ:
ﯾﺎ رب أﻧت ﺗﺷﻬد أن ﻓﻼﻧﺔ ﺑﻧت ﻓﻼن ﯾﻌﻧﻰ زوﺟﺗﻪ اﻟﻣﺧﺻوﺻﺔ طﺎﻟق ﺑﺎﻟﺛﻼث
ﻋﻠﻰ أرﺑﻌﺔ ﻣذاﻫب اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻛﻠﻣﺎ ﺣﻠت ﺗﺣرم ﻓﻬل ﯾﻘﻊ طﻼﻗﻪ ؟
أﺟﺎب :اﻟدﻫش ﻫو :ذﻫﺎب اﻟﻌﻘل ﻣن َذَﻫٍل أو َوﻟٍَﻪ وﻗد ﺻرح ﻓﻰ اﻟﺗﻧوﯾر
واﻟﺗﺗﺎرﺧﺎﻧﯾﺔ وﻏﯾرﻫﻣﺎ ﺑﻌدم وﻗوع طﻼق اﻟﻣدﻫوش ،وﻋﻠﻰ ﻫذا ﺣﯾث ﺣﺻل ﻟﻠرﺟل
دﻫش زال ﺑﻪ ﻋﻘﻠﻪ ﻓﺻﺎر ﻻ ﺷﻌور ﻟﻪ ﻻ ﯾﻘﻊ طﻼﻗﻪ ،واﻟﻘول ﻗوﻟﻪ ﺑﯾﻣﯾﻧﻪ إن
ﻋرف ﻣﻧﻪ اﻟدﻫشٕ ،وان ﻟم ﯾﻌرف ﻣﻧﻪ ﻻ ﯾﻘﺑل ﻗوﻟﻪ ﻗﺿﺎء إﻻ ﺑﺑﯾﻧﺔ ﻛﻣﺎ ﺻرح
ﺑذﻟك ﻋﻠﻣﺎء اﻟﺣﻧﻔﯾﺔ )٠ (٢
وﻓﻰ اﻟﻔﺗﺎوى اﻟﻬﻧدﯾﺔ :ﻻ ﯾﻘﻊ طﻼق اﻟﺻﺑﻰ ٕوان ﻛﺎن ﯾﻌﻘل واﻟﻣﺟﻧون واﻟﻧﺎﺋم
واﻟﻣﺑرﺳم واﻟﻣﻐﻣﻰ ﻋﻠﯾﻪ واﻟﻣدﻫوش وﻛذﻟك اﻟﻣﻌﺗوﻩ إذا ﻛﺎن ﻓﻰ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻌﺗﻪ أﻣﺎ
ﻓﻰ ﺣﺎﻟﺔ اﻹﻓﺎﻗﺔ ﻓﺎﻟﺻﺣﯾﺢ أﻧﻪ واﻗﻊ )٠ (٣
اﺳﺗدﻟوا ﻋﻠﻰ ﻋدم وﻗوع طﻼق اﻟﻣرﯾض اﻟﻌﻘﻠﻰ واﻟﻧﻔﺳﻰ ﻣن اﻟﺳﻧﺔ ،واﻟﻣﻌﻘول،
ﺑﺎﻷدﻟﺔ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ
) (١ﺣﺎﺷﯾﺔ اﺑن ﻋﺎﺑدﯾن رد اﻟﻣﺣﺗﺎر ﻋﻠﻰ اﻟدر اﻟﻣﺧﺗﺎر ﺣـ / ٢ص ،٤٢٧ ،٤٢٦واﻟﺑﻧﺎﯾﺔ ﺷرح
اﻟﻬداﯾﺔ ﺣـ / ١٣ص ٠ ٢١٧ ،٢١٦
) (٢اﻟﻌﻘود اﻟدرﯾﺔ ﻓﻰ ﺗﻧﻘﯾﺢ اﻟﻔﺗﺎوى اﻟﺣﺎﻣدﯾﺔ ﻻﺑن ﻋﺎﺑدﯾن ﺣـ / ١ص ٠ ٣٩
) (٣اﻟﻔﺗﺎوى اﻟﻬﻧدﯾﺔ ﺣـ / ١١ص ٠ ٣٥٤
٢٣٩
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
-١ﻋن ﻋﺎﺋﺷﺔ -رﺿﻰ اﷲ ﻋﻧﻬﺎ -أن رﺳول اﷲ -ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم -
ﻗﺎل " :رﻓﻊ اﻟﻘﻠم ﻋن ﺛﻼﺛﺔ ﻋن اﻟﻧﺎﺋم ﺣﺗﻰ ﯾﺳﺗﯾﻘظ ،وﻋن اﻟﺻﻐﯾر ﺣﺗﻰ ﯾﻛﺑر،
وﻋن اﻟﻣﺟﻧون ﺣﺗﻰ ﯾﻌﻘل أو ﯾﻔﯾق " )٠ (١
وﺟﻪ اﻟدﻻﻟﺔ :ﻗوﻟﻪ -ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم " :-رﻓﻊ اﻟﻘﻠم " ،ﯾﻌﻧﻰ ﻟﯾس ﯾﺟرى
أﺻﺎﻟﺔ ،ﻻ أﻧﻪ رﻓﻊ ﺑﻌد وﺿﻊ ،واﻟﻣراد ﺑرﻓﻊ اﻟﻘﻠم :ﻋدم اﻟﻣؤاﺧذة ﻻ ﻗﻠم اﻟﺛواب
) :(٢ﻓﺎﻟﻣراد رﻓﻊ اﻟﺗﻛﻠﯾف
-٢ﻋن أﺑﻰ ﻫرﯾرة -رﺿﻰ اﷲ ﻋﻧﻪ -ﻗﺎل :ﻗﺎل رﺳول اﷲ -ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ
وﺳﻠم " :-ﻛل طﻼق ﺟﺎﺋز إﻻطﻼق اﻟﻣﻌﺗوﻩ ،اﻟﻣﻐﻠوب ﻋﻠﻰ ﻋﻘﻠﻪ " ﻗﺎل
اﻟﺗرﻣذى :ﻫذا ﺣدﯾث ﻻ ﻧﻌرﻓﻪ ﻣرﻓوﻋﺎ إﻻ ﻣن ﺣدﯾث ﻋطﺎء ﺑن َﻋْﺟﻼن ﺿﻌﯾف
ذاﻫب اﻟﺣدﯾث ٠ ،واﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﻫذا ﻋﻧد أﻫل اﻟﻌﻠم ﻣن أﺻﺣﺎب اﻟﻧﺑﻰ -ﺻﻠﻰ
اﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم -وﻏﯾرﻫم :أن طﻼق اﻟﻣﻌﺗوﻩ اﻟﻣﻐﻠوب ﻋﻠﻰ ﻋﻘﻠﻪ ﻻ ﯾﺟوز إﻻ
أن ﯾﻛون ﻣﻌﺗوﻫﺎ ﯾﻔﯾق اﻷﺣﯾﺎن ﻓﯾطﻠق ﻓﻰ ﺣﺎل إﻓﺎﻗﺗﻪ )٠ (٣
ﻗﺎل ﺻﺎﺣب ﺗﺣﻔﺔ اﻷﺣوذى :اﻟﻣﻐﻠوب ﻋﻠﻰ ﻋﻘﻠﻪ :ﺗﻔﺳﯾر اﻟﻣﻌﺗوﻩ ،وﻗوﻟﻪ "
ذاﻫب اﻟﺣدﯾث " ﻏﯾر ﺣﺎﻓظ ﻟﻪ ،ﻗﺎل اﻟﺣﺎﻓظ اﻟﻌراﻗﻰ :ﺣدﯾث أﺑﻰ ﻫرﯾرة اﻧﻔرد
) (١اﻟﺳﻧن اﻟﺻﻐرى ﻟﻠﻧﺳﺎﺋﻰ أﺑﻰ ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن أﺣﻣد ﺑن ﺷﻌﯾب ﺑن ﻋﻠﻰ اﻟﺧراﺳﺎﻧﻰ اﻟﻧﺳﺎﺋﻰ
اﻟﻣﺗوﻓﻰ ٣٠٣٠ﻫـ ،ﻛﺗﺎب اﻟطﻼق ،ﺑﺎب ﻣن ﻻ ﯾﻘﻊ طﻼﻗﻪ ﻣن اﻷزواج ،رﻗم ٣٤٣٢ﺣـ ٦
/ص ١٥٦ﺗﺣﻘﯾق ﻋﺑد اﻟﻔﺗﺎح أﺑو ﻏدة ،اﻟﻧﺎﺷر ﻣﻛﺗب اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ،ﺣﻠب
اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ١٤٠٦ﻫـ ١٩٨٦ -م ،ﻧﺻب اﻟراﯾﺔ ﻓﻰ ﺗﺧرﯾﺞ أﺣﺎدﯾث اﻟﻬداﯾﺔ ﺣـ / ٣
ص ،٤٢٧ﻛﺗﺎب اﻟطﻼق ،ﻓﺻل :وﯾﻘﻊ طﻼق ﻛل زوج إذا ﻛﺎن ﻋﺎﻗﻼ ﻟﺟﻣﺎل اﻟدﯾن ﻋﺑد
اﷲ ﺑن ﯾوﺳف اﻟزﯾﻠﻌﻰ ،دار اﻟﺣدﯾث ١٤١٥ﻫـ ١٩٩٩ -م ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ٠
) (٢ﺳﺑل اﻟﺳﻼم ﺷرح ﺑﻠوغ اﻟﻣرام ﻟﻣﺣﻣد ﺑن إﺳﻣﺎﻋﯾل ﺑن ﺻﻼح ﺑن ﻣﺣﻣد اﻟﻛﺣﻼﻧﻰ ﺛم
اﻟﺻﻧﻌﺎﻧﻰ أﺑو إﺑراﻫﯾم ﻋز اﻟدﯾن اﻟﻣﺗوﻓﻰ ١٨٢٠ﻫـ ،ﺣـ / ٢ص ٢٦٢دار اﻟﺣدﯾث ٠
) (٣ﺳﻧن اﻟﺗرﻣذى ﻟﻣﺣﻣد ﺑن ﻋﯾﺳﻰ ﺑن ﺳورة ﺑن ﻣوﺳﻰ ﺑن اﻟﺿﺣﺎك اﻟﺗرﻣذى أﺑو ﻋﯾﺳﻰ
اﻟﻣﺗوﻓﻰ ٢٧٩ﻫـ -ﻛﺗﺎب اﻟطﻼق ،ﻓﻰ ﺑﺎب ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻰ طﻼق اﻟﻣﻌﺗوﻩ رﻗم ١١٩١ﺣـ ٣
/ص ،٤٨٨ﺗﺣﻘﯾق أﺣﻣد ﺷﺎﻛر اﻟﻧﺎﺷر :ﺷرﻛﺔ ﻣﻛﺗﺑﺔ وﻣطﺑﻌﺔ ﻣﺻطﻔﻰ اﻟﺑﺎﺑﻰ اﻟﺣﻠﺑﻰ
ﻣﺻر – اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ١٤٩٥ﻫـ١٩٧٥ ،
٢٤٠
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
وﻗﺎل ﺻﺎﺣب ﺗﺣﻔﺔ اﻷﺣوذى :اﻋﻠم أن ﻫذا اﻟﺣدﯾث ﺑﻬذا اﻟﻠﻔظ ﻗد روى ﻋن
ﻋﻠﻰ -
ﻋﻠﻰ ﺑﺳﻧد ﺻﺣﯾﺢ ﻣوﻗوﻓﺎ ﻋﻠﯾﻪ ،ﻓﺈن اﻟﺑﺧﺎرى ﻗﺎل ﻓﻰ ﺻﺣﯾﺣﻪ :وﻗﺎل ﱞ
ﱢ
)(١
رﺿﻰ اﷲ ﻋﻧﻪ" :-وﻛل طﻼق ﺟﺎﺋز إﻻطﻼق اﻟﻣﻌﺗوﻩ" ٠
وﺟﻪ اﻟدﻻﻟﺔ :ﻫذﻩ اﻟرواﯾﺎت ﺗدل ﻋﻠﻰ ﻋدم أﻫﻠﯾﺔ ﻣﺧﺗل اﻟﻌﻘل ،وﻋﻠﻰ ﻋدم
وﻗوع طﻼﻗﻪ ﻛﺎﻟﻣﺟﻧون واﻟﻣﻌﺗوﻩ ،وﯾﻘﺎس ﻋﻠﯾﻬﻣﺎ ﻏﯾرﻫﻣﺎ ﻣﻣﺎ ﻟم ﯾﻧص ﻋﻠﯾﻪ ِﻣْن
ﻛل َﻣْن ﻏﻠب ﻋﻠﯾﻪ ﻋﻘﻠﻪ ،ﻛﺎﻟﻣﺑرﺳم ،واﻟﻣﺧﺑول ،واﻟﻣدﻫوش ،واﻟﻣوﺳوس)٠ (٢
) (١ﺗﺣﻔﺔ اﻻﺣوذى ﺑﺷرح ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺗرﻣذى ﻷﺑﻰ اﻟﻌﻼ ﻣﺣﻣد ﺑن ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن ﺑن ﻋﺑد اﻟرﺣﯾم
اﻟﻣﺑﺎرﻛﻔورى اﻟﻣﺗوﻓﻰ ١٣٦٣ﻫـ -دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﺣـ / ٤ص ،٣١١ﻧﺻب اﻟراﯾﺔ ﺣـ
/ ٣ص ،٤٢٧ﻛﺗﺎب اﻟطﻼق ﻓﺻل وﯾﻘﻊ طﻼق ﻛل زوج إذا ﻛﺎن ﻋﺎﻗﻼ ٠
) (٢ﺣﺎﺷﯾﺗﺎ ﻗﻠﯾوﺑﻰ وﻋﻣﯾرة ﺣـ / ٤ص ٠ ١٤٨
) (٣ﻗﺎل اﻟﺣﺎﻓظ اﺑن ﺣﺟر:أﺧرﺟﻪ أﺣﻣد ،وأﺑو داود ،واﺑن ﻣﺎﺟﻪ ،واﻟﺑﯾﻬﻘﻰ ،ﻣن طرﯾق ﺻﻔﯾﺔ
ﺑﻧت ﺷﯾﺑﺔ ﻋﻧﻬﺎ ،وﺻﺣﺣﻪ اﻟﺣﺎﻛم وﻓﻰ إﺳﻧﺎدﻩ ﻣﺣﻣد ﺑن ﻋﯾد ﺑن ﺻﺎﻟﺢ ،وﻗد ﺿﻌﻔﻪ أﺑو
ﺣﺎﺗم اﻟرازى ورواﻩ اﻟﺑﯾﻬﻘﻰ ﻣن طرﯾق ﻟﯾس ﻓﯾﻬﺎ ﻟﻛن ﻟم ﯾذﻛر ﻋﺎﺋﺷﺔ ،وزاد أﺑوداود وﻏﯾرﻩ )
وﻻ إﻋﺗﺎق ( وﻗوﻟﻪ وﻓﺳرﻩ ﻋﻠﻣﺎء اﻟﻐرﯾب ﺑﺎﻹﻛراﻩ ،وﻗﻠت ﻫو ﻗول اﺑن ﻗﺗﯾﺑﺔ واﻟﺧطﺎﺑﻰ واﺑن
اﻟﺳﯾد وﻏﯾرﻫم وﻗﯾل :اﻟﺟﻧون ،واﺳﺗﺑﻌدﻩ اﻟﻣطرزى ،وﻗﯾل :اﻟﻐﺿب وﻛذا ﻓﺳرﻩ أﺣﻣد وردﻩ
اﺑن اﻟﺳﯾد ﻓﻘﺎل :ﻟو ﻛﺎن ﻛذﻟك ﻟم ﯾﻘﻊ ﻋﻠﻰ أﺣد طﻼق؛= = ﻷن أﺣدا ﻻ ﯾطﻠق ﺣﺗﻰ
ﯾﻐﺿب وﻗﺎل أﺑو ﻋﺑﯾد :واﻹﻏﻼق اﻟﺗﺿﯾﯾق ) اﻟﺗﻠﺧﯾص اﻟﺣﺑﯾﯾر ﻓﻰ ﺗﺧرﯾﺞ أﺣﺎدﯾث
اﻟراﻓﻌﻰ اﻟﻛﺑﯾر ﻷﺑﻰ اﻟﻔﺿل أﺣﻣد ﺑن ﻋﻠﻰ ﺑن ﻣﺣﻣد ﺑن أﺣﻣد ﺑن ﺣﺟر اﻟﻌﺳﻘﻼﻧﻰ
٢٤١
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
ﻗﺎل اﺑن ﻗداﻣﻪ :ﻗﺎﻟوا :ﻫو اﻹ ﻛراﻩ ؛ ﻷن اﻟﻣﻛرﻩ إذا أﻛرﻩ اﻧﻐﻠق ﻋﻠﯾﻪ رأﯾﻪ وﯾدﺧل
ﻓﯾﻪ اﻟﻣﺑرﺳم واﻟﻣﺟﻧون )٠ (١
-٤روى ﻋن ﻋﻘﺑﺔ ﺑن ﻋﺎﻣر اﻟﺟﻬﻧﻰ ﻛﺎن ﯾﻘول " :ﻻ ﯾﺟوز طﻼق
اﻟﻣوﺳوس")٠(٢
-٥روى ﻋن اﻟﺿﺣﺎك ﻗﺎل ":اﻛﺗﻣوا اﻟﺻﺑﯾﺎن اﻟﻧﻛﺎح ﻓﻛل طﻼق ﺟﺎﺋز إﻻ طﻼق
اﻟﻣﺑرﺳم واﻟﻣﻌﺗوﻩ" )٠ (٣
وروى ﻋدم وﻗوع طﻼق اﻟﻣﻌﺗوﻩ ﻋن اﻟﺷﻌﺑﻰٕ ،واﺑراﻫﯾم ،وﺳﻌﯾد ﺑن اﻟﻣﺳﯾب،
وﺷرﯾﺢ )٠ (٤
ب :اﺳﺗدﻟوا ﻣن اﻟﻣﻌﻘول ﺑﻣﺎ ﯾﺄﺗﻰ:
-١أن اﻟﺗﺻرﻓﺎت ﻻ ﺗﻧﻔذ إﻻ ﻣﻣن ﻟﻪ أﻫﻠﯾﺔ اﻟﺗﺻرف ،وأدرﻧﺎﻫﺎ ﺑﺎﻟﻌﻘل واﻟﺑﻠوغ،
ﺧﺻوﺻﺎً ﻣﺎ ﻫو داﺋر ﺑﯾن اﻟﺿرر واﻟﻧﻔﻊ ،ﺧﺻوﺻﺎً ﻣﺎ ﻻ ﯾﺣل إﻻ ﻻﻧﺗﻔﺎء
ﻣﺻﻠﺣﺔ ﺿدﻩ ﻛﺎﻟطﻼق ،ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺳﺗدﻋﻰ ﺗﻣﺎم اﻟﻌﻘل ﻟﯾﺣﻛم ﺑﻪ اﻟﺗﻣﯾﯾز ﻓﻰ ذﻟك
اﻷﻣر )٠ (٥
اﻟﻣﺗوﻓﻰ ٨٥٢ﻫـ ﺣـ / ٣ص ،٤٥١ ،٤٥٠اﻟﻧﺎﺷر دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ
١٤١٩ﻫـ ١٩٨٩ -م ٠
) (١اﻟﻣﻐﻧﻰ ﻻﺑن ﻗداﻣﻪ ﺣـ / ٧ص ٠ ٣٨٣
) (٢اﻟﻣدوﻧﺔ ﺣـ / ٢ص ،٨٣إﻋﻼم اﻟﻣوﻗﻌﯾن ﻋن رب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾن ﻟﻣﺣﻣد ﺑن أﺑﻰ ﺑﻛر اﻟزرﻋﻰ
ﺑن ﻗﯾم اﻟﺟوزﯾﺔ ﺣـ / ٤ص ٣٩دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ١٤١١ﻫـ ١٩٩١ -م
٠
) (٣ﻣﺻﻧف اﺑن أﺑﻰ ﺷﯾﺑﺔ ﻋﺑد اﷲ ﺑن ﻣﺣﻣد ﺑن أﺑﻰ ﺷﯾﺑﺔ ﺣـ / ٤ص ،٢٩اﻟﻧﺎﺷر دار
اﻟﻔﻛر ط ١٤١٤ﻫـ ١٩٩٤ -م ٠
) (٤ﻣﺻﻧف اﺑن أﺑﻰ ﺷﯾﺑﺔ ﺣـ / ٤ص ٠ ٢٧
) (٥ﻓﺗﺢ اﻟﻘدﯾر ﻟﻛﻣﺎل اﻟدﯾن ﺑن ﻋﺑد اﻟواﺣد ) اﺑن اﻟﻬﻣﺎم ( ﺣـ / ٣ص ٤٨٨دار اﻟﻔﻛر ٠
٢٤٢
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
٢٤٣
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
اﻟﻣطﻠب اﻟراﺑﻊ
٢٤٤
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
وﺳﻠم -اﻟﻣﻧﺑر ،وﻗﺎل :ﯾﺎ أﯾﻬﺎ اﻟﻧﺎس ﻣﺎ ﺑﺎل أﺣدﻛم ﯾزوج ﻋﺑدﻩ أﻣﺗﻪ ،ﺛم ﯾرﯾد أن
ﯾﻔرق ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ إﻧﻣﺎ اﻟطﻼق ﻟﻣن أﺧذ ﺑﺎﻟﺳﺎق )٠ (١
وﺟﻪ اﻟدﻻﻟﺔ ﻣن اﻟﺣدﯾث :ﻗﺎل اﻟﻣﺎوردى :ﻣﻌﻧﺎﻩ :إﻧﻣﺎ ﯾﻣﻠك اﻟطﻼق ﻣن ﻣﻠك
اﻷﺧذ ﺑﺎﻟﺳﺎق ﯾﻌﻧﻰ اﻟﺑﺿﻊ ،واﻟوﻟﻰ ﻻ ﯾﻣﻠك اﻟﺑﺿﻊ ﻓﻠم ﯾﻣﻠك اﻟطﻼق )٠ (٢
وﺟﻪ اﻟدﻻﻟﺔ ﻣن اﻟﺣدﯾث :أن اﻟذى ﯾﻣﻠك اﻟطﻼق ﻫو اﻟزوج دون ﺗﻔرﯾق ﺑﯾن
اﻟﻌﺎﻗل وﻏﯾرﻩ واﻟوﻟﻰ ﻻ ﯾﻣﻠك اﻟطﻼق ٠
-٣ﻋن أﯾوب ﻗﺎل :ﻛﺗﺑت إﻟﻰ أﺑﻰ ﻗﻼﺑﺔ ﻓﻰ اﻣرأة زوﺟﻬﺎ ﻣﺟﻧون ﻻ ﺗرﺟو أن
ﻟﻰ:إﻧﻬﺎ اﻣرأة اﺑﺗﻼﻫﺎ اﷲ ﻓﻠﺗﺻﺑر )٠ (٤
ﯾﺑ أر ﯾطﻠق ﻋﻧﻪ وﻟﯾﻪ ؟ ﻗﺎل ﻓﻛﺗب إ ﱠ
) (١ﻗﺎل اﺑن ﺣﺟر :أﺧرﺟﻪ اﺑن ﻣﺎﺟﻪ ﻋن اﺑن ﻋﺑﺎس ﺑﻠﻔظ :إﻧﻣﺎ اﻟطﻼق ،وﻓﯾﻪ ﻗﺻﺔ وﻓﻰ
إﺳﻧﺎدﻩ اﺑن ﻟَﻬﯾﻌﺔ وﻫو ﺿﻌﯾف ،وﻟﻪ طرﯾق أﺧرى ﻋﻧد اﻟطﺑراﻧﻰ ﻓﻰ اﻟﻛﺑﯾر ،وﻓﯾﻪ ﯾﺣﻰ
اﻟﺣﻣﺎﻧﻰ ورواﻩ اﺑن ﻋدى ﻣن ﺣدﯾث ﻋﺻﻣﺔ ﺑن ﻣﺎﻟك ٕواﺳﻧﺎدﻩ ﺿﻌﯾف " ٠اﻟﺗﻠﺧﯾص
اﻟﺣﺑﯾﯾر ﻷﺣﻣد ﺑن ﻋﻠﻰ ﺑن ﻣﺣﻣد اﻟﻛﻧﺎﻧﻰ اﻟﻌﺳﻘﻼﻧﻰ ﺣـ / ٣ص – ٤٤رﻗم ،١٧٦٣
ﻛﺗﺎب اﻹﺑﻼء ،ﻣؤﺳﺳﺔ ﻗرطﺑﺔ اﻟﺳﻧﺔ ١٤١٦ﻫـ ١٩٩٥ -م اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ٠
) (٢اﻟﺣﺎوى ﺣـ / ١٢ص ،٧٥٣ﺻﺣﯾﺢ ٠إرواء اﻟﻐﻠﯾل ﻓﻰ ﺗﺧرﯾﺞ أﺣﺎدﯾث ﻣﻧﺎر اﻟﺳﺑﯾل رﻗم
٠ ١٧٥١
) (٣اﻟﺳﻧن اﻟﻛﺑرى ﻟﻠﺑﯾﻬﻘﻰ ،ﻛﺗﺎب اﻟﻧﻔﻘﺎت رﻗم ٠ ١٥٦٢١
) (٤اﺑن أﺑﻰ ﺷﯾﺑﺔ ﺣـ / ٤ص ٠ ٢٨
) (٥ﻓﺗﺢ اﻟﻘدﯾر ﺣـ / ٣ص ٠ ٦
٢٤٥
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
-٢وﻷﻧﻪ إﺳﻘﺎط ﻟﺣق ﻓﻠم ﯾﻣﻠﻛﻪ اﻟوﻟﻰ ﻛﺎﻹﺑراء ﻣن اﻟدﯾن ٕواﺳﻘﺎط اﻟﻘﺻﺎص ٠
)(١
٠ -٣ﻷن طرﯾق اﻟطﻼق اﻟﺷﻬوة ﻓﻼ ﯾدﺧل ﻓﻰ اﻟوﻻﯾﺔ
)(٢
٠ ظ ﻟﻠﻣرﯾض ﻓﻰ اﻟطﻼق ﻓﻼ ﯾطﻠق ﻋﻠﯾﻪ
ﻻﺣ َ
-٤وﻷﻧﻪ َ
أدﻟﺔ اﻟﻘول اﻟﺛﺎﻧﻰ :اﺳﺗدل اﻟﻘﺎﺋﻠون ﺑﺎﻟﺟواز إن ﻛﺎن ﺑﻌوض وﻋدم اﻟﺟواز
ﺑﻐﯾرﻩ ٠
ﺑﺄن ﻓﻰ اﻟطﻼق ﺑﻌوض ﻣﺻﻠﺣﺔ ﻟﻠﻣطﻠق ﻋﻠﯾﻪ ﻓﺟﺎز ﻟوﻟﯾﻪ ؛ ﻗﯾﺎﺳﺎً ﻋﻠﻰ أﻧﻪ
ﯾﺟوز ﻟﻠوﻟﻰ اﻟﺑﯾﻊ ﻟﻣﺎﻟﻪ ،أﻣﺎ اﻟطﻼق ﺑﻐﯾر ﻋوض ﻓﻼ ﻣﺻﻠﺣﺔ ﻓﯾﻪ ؛ ﻗﯾﺎﺳﺎً ﻋﻠﻰ
أﻧﻪ ﻻ ﯾﺟوز ﻟوﻟﯾﻪ أن ﯾﻬب ﻣﺎﻟﻪ ٠ﻗﺎل اﺑن ﻋرﻓﺔ :واﻟﺣﺎﺻل أﻧﻪ ﻻ ُﯾوﻗﻊ
اﺣد ﻣﻣن ذﻛروا – اﻷب ووﺻﯾﻪ – إﻻ إذا ﻛﺎن
اﻟطﻼق ﻋﻠﻰ اﻟﺻﺑﻰ واﻟﻣﺟﻧون و ٌ
َ
ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻟﻧظر واﻟﻣﺻﻠﺣﺔ وﻻ ﯾﺟوز ﻋﻧد ﻣﺎﻟك واﺑن اﻟﻘﺎﺳم أن ﯾطﻠق اﻟوﻟﻰ
)(٣
ﻋﻧﻬﻣﺎ ﺑﻐﯾر ﻋوض
أدﻟﺔ اﻟﻘول اﻟﺛﺎﻟث " اﺳﺗدل اﻟﻘﺎﺋﻠون ﺑﺎﻟﺟواز ﻣطﻠﻘﺎ ﺑﻌوض وﺑﻐﯾر ﻋوض
ﺑﺎﻷﺛر واﻟﻣﻌﻘول:
أ – ﻣن اﻷﺛر:
-١ﻣﺎ روى ﻋن ﻋﺑد اﷲ ﺑن ﻋﻣر -رﺿﻰ اﷲ ﻋﻧﻬﻣﺎ " -أﻧﻪ طﻠق ﻋﻠﻰ اﺑن
)(٤
ﻟﻪ ﻣﻌﺗوﻩ "
٢٤٦
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
-٢ﻋن ﻋﻣرو ﺑن ﺷﻌﯾب ﻗﺎل :وﺟدﻧﺎ ﻓﻰ ﻛﺗﺎب ﻋﺑد اﷲ ﺑن ﻋﻣرو " :إذا ﻋﺑث
اﻟﻣﺟﻧون ﺑﺎﻣرأﺗﻪ طﻠق ﻋﻠﯾﻪ وﻟﯾﻪ " )٠ (١
ب :ﻣن اﻟﻣﻌﻘول :ﻷﻧﻬﺎ وﻻﯾﺔ ﯾﺳﺗﻔﯾد ﺑﻬﺎ ﺗﻣﯾﻠك اﻟﺑﺿﻊ ﻓﺟﺎز أن ﯾﻣﻠك ﺑﻬﺎ
إزاﻟﺗﻪ إذا ﻟم ﯾﻛن ﻣﺗﻬﻣﺎً ﻛﺎﻟﺣﺎﻛم ﯾﻣﻠك اﻟطﻼق ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻐﯾر واﻟﻣﺟﻧون
ﺑﺎﻹﻋﺳﺎر )٠ (٢
-١اﺳﺗدﻻﻟﻬم ﺑﺣدﯾث " :إﻧﻣﺎ اﻟطﻼق ﻟﻣن أﺧذ ﺑﺎﻟﺳﺎق " ﻧوﻗش :ﺑﺄﻧﻪ
ﺿﻌﯾف رواﻩ اﺑن ﻣﺎﺟﻪ ﻋن طرﯾق اﺑن ﻟﻬﯾﻌﺔ :وﻫو ﺿﻌﯾف وﻟﻪ طرق أﺧرى
ﻋﻧد اﻟطﺑراﻧﻰ ﻓﻰ اﻟﻛﺑﯾر ،وﻓﯾﻪ ﯾﺣﻰ ﺑن اﻟِﺣﱠﻣﺎﻧﻰ ،ورواﻩ اﺑن ﻋدى ﻓﻰ اﻟﻛﺎﻣل،
واﻟدارﻗطﻧﻰ ﻣن ﺣدﯾث ﻋﺻﻣﺔ ﺑن ﻣﺎﻟك ﺑﺈﺳﻧﺎد ﺿﻌﯾف )٠ (٣
وﻗﺎل اﻟزﯾﻠﻌﻰ :اﺑن ﻟﻬﯾﻌﺔ ﺿﻌﯾف ،وأﺧرﺟﻪ اﻟدارﻗطﻧﻰ ﻓﻰ ﺳﻧﻧﻪ ﻋن ﺑﻘﯾﺔ ﻋن
أﺑﻰ اﻟﺣﺟﺎج اﻟﻣﻬرى ،وﺑﻘﯾﺔ ﻏﺎﻟب ﺷﯾوﺧﻪ ﻣﺟﺎﻫﯾل ،وﻫذا ﻣﻧﻬم ،وأﺧرﺟﻪ اﺑن
ﻋدى ﻓﻰ اﻟﻛﺎﻣل ﻋن اﻟﻔﺿل ﺑن اﻟﻣﺧﺗﺎر ﻋن ﻋﺑﯾد اﷲ ﺑن ﻣوﻫب ﻋن ﻋﺻﻣﺔ
ﺑن ﻣﺎﻟك ﻗﺎل :ﺟﺎء ﻣﻣﻠوك إﻟﻰ اﻟﻧﺑﻰ -ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم -ﻓﻘﺎل :ﯾﺎ رﺳول
اﷲ ) ....(٤اﻟﺣدﯾث
اﻟﺟواب ﻋن اﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺔ :ﻗﺎل اﺑن اﻟﻘﯾم :إن ﺣدﯾث اﺑن ﻋﺑﺎس ٕوان ﻛﺎن ﻓﯾﻪ ﻣﺎ
ﻓﯾﻪ ﻓﺎﻟﻘرآن ﯾﻌﺿدﻩ وﻋﻠﯾﻪ ﻋﻣل اﻟﻧﺎس ،وأراد ﺑﻘوﻟﻪ :اﻟﻘرآن ﯾﻌﺿدﻩ ﻧﺣو ﻗوﻟﻪ
ﺗﻌﺎﻟﻰ " :إذا ﻧﻛﺣﺗم اﻟﻣؤﻣﻧﺎت ﺛم طﻠﻘﺗﻣوﻫن ،(٥) "..وﻗوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ " :إذا طﻠﻘﺗم
٢٤٧
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
وﻗﺎل ﻓﻰ اﻟﺑﻧﺎﯾﺔ :إن ﻗﻠت :اﺑن ﻟﻬﯾﻌﺔ ﻣﺗﻬم :ﻗﻠت :وﺛﻘﻪ أﺣﻣد واﻟطﺣﺎوى
)(٣
وﻗوﻟﻬﻣﺎ ﺣﺟﺔ
ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ أدﻟﺔ اﻟﻘول اﻟﺛﺎﻧﻰ :اﻟﻘﺎﺋل ﺑﺎﻟﺟواز إن ﻛﺎن ﺑﻌوض وﻋدم اﻟﺟواز إن
ﻛﺎن ﺑﻐﯾر ﻋوض :ﻗﯾﺎﺳﻬم ﻋﻠﻰ ﺟواز اﻟﺑﯾﻊ وأﻧﻪ ﯾﺟوز أن ﯾطﻠق ﻋﻠﯾﻪ وﻟﯾﻪ إن
ﻛﺎن ﺑﻌوض ﻣردود :ﺑﺄن ﺑﯾن اﻟﺑﯾﻊ واﻟطﻼق ﻓرﻗﺎ :ﻓﺎﻟﺑﯾﻊ ﻣﻌﺎوﺿﺔ ﻣﺎﻟﯾﺔ
ﻣﺣﺿﺔ ،أﻣﺎ اﻟطﻼق ﻓﻠﯾس ﻛذﻟك ،ﻓﻼ وﻻﯾﺔ ﻟوﻟﻰ اﻟﻣرﯾض ﻋﻠﯾﻪ ﺑل ﻫو ﻣﻠك ﻟﻪ
ﺧﺎﺻﺔ ﻓﺎﻟوﻟﻰ ﻫﻧﺎ ﻛﺎﻷﺟﻧﺑﻰ واﻟوﻛﯾل ﻓﻰ اﻟطﻼق ﻻ ﯾﻣﻠك ﺑﻧﻔﺳﻪ ٕواﻧﻣﺎ ﯾﻣﻠك
إﯾﻘﺎﻋﻪ ﻣوﻛﻠﻪ )٠ (٤
ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ أدﻟﻪ اﻟﻘول اﻟﺛﺎﻟث :اﺳﺗدﻻ ل اﻟﻘﺎﺋﻠﯾن ﺑﺄﺛر اﺑن ﻋﻣر -رﺿﻰ اﷲ
ﻋﻧﻬﻣﺎ -وﻋﻣرو ﺑن ﺷﻌﯾب :ﻣﻌﺎرض :ﺑﺄﻧﻪ ﻗد وردت آﺛﺎر أﺧرى ﺑﺄﻧﻪ ﻻ ﯾطﻠق
)(١اﻟﺑﻘرة ٢٣١
) (٢ﻧﯾل اﻷوطﺎر ﺣـ / ٦ص ٠ ٢٨٣
) (٣اﻟﺑﻧﺎﯾﺔ ﺣـ / ١١ص ٠ ٨٧
) (٤اﻟﺣﺎوى اﻟﻛﺑﯾر ﺣـ / ١٢ص ٠ ٣٨١
٢٤٨
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
ﻋﻠﯾﻪ ،ﻛﻣﺎ أﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻘوى ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎرﺿﺔ ﺣدﯾث اﺑن ﻋﺑﺎس " إﻧﻣﺎ اﻟطﻼق ﻋن
أﺧذ ﺑﺎﻟﺳﺎق " واﻟﻘرآن ﯾﻌﺿد وﯾﻘوى ﻣذﻫﺑﻬم ٠
اﻟﺗرﺟﯾﺢ:
ﺑﻌد أن ذﻛرت اﻷﻗوال اﻟﺛﻼﺛﺔ وأدﻟﺗﻬم واﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺎت اﻟواردة ﻋﻠﯾﻬﺎ أرى أن اﻟراﺟﺢ
ﻣذﻫب اﻟﻘﺎﺋﻠﯾن ﺑﺄﻧﻪ ﯾﺟوز ﻟوﻟﻰ اﻟﻣرﯾض اﻟﻌﻘﻠﻰ أن ﯾﺗوﻟﻰ اﻟطﻼق ﻋﻧﻪ ﻣﺗﻰ
ﻛﺎن ﻣرﺿﻪ ﻣطﺑﻘﺎ ﻻ ﯾﻔﯾق ،أﻣﺎ إن ﻛﺎن ﯾﻔﯾق وﻗﺗﺎً وﯾﻐﯾب آﺧر ﻓﺈﻧﻪ اﻟذى ﯾﻣﻠك
اﻟطﻼق وﻗت إﻓﺎﻗﺗﻪ ،ﻋﻠﻰ أن ﺗﻛون وﻻﯾﺔ اﻟﺗطﻠﯾق ﻋﻠﯾﻪ ﻣﺣﺻورة ﻓﻰ أﺷد
اﻟﻧﺎس ﺷﻔﻘﺔ ﺑﻪ وﻫو اﻷب ،أو وﺻﻰ اﻷب ،أو اﻟﺣﺎﻛم إن ﻟم ﯾﻛن أب وﻻ وﺻﻰ
أب ؛ ذﻟك أﻧﻬم أﺻﺣﺎب اﻟوﻻﯾﺔ ﻓﻰ ﺗزوﯾﺟﻪ ،ﺷرﯾطﺔ أن ﻻ ﯾﻛون اﻟوﻟﻰ ﻣﺗﻬﻣﺎ
ﺗﻬﻣﺔ ظﺎﻫرة ٠
وأﻣﺎ ﺣدﯾث :إﻧﻣﺎ اﻟطﻼق ﻟﻣن أﺧذ ﺑﺎﻟﺳﺎق ،ﻓﯾﺣﻣل ﻋﻠﻰ ﻣن أﺧذ ﺑﺎﻟﺳﺎق إن
ﻛﺎن ﻓﻰ ﺣﺎﻟﺗﻪ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ :ﺑﺄن ﯾﻛون ﻣﻛﻠﻔﺎ ﺑﺎﻟﻐﺎ ﻋﺎﻗﻼ ،ﻓﻬو اﻟﻣﻘﺻود ﻋﻧد
اﻹطﻼق وﻟﯾس اﻟﻣﻘﺻود أﻧﻪ اﻟذى ﯾﻣﻠك اﻟﺑﺿﻊ ﺑﻣوﺟب اﻟﻌﻘد ؛ ﻷن اﻟذى ﯾﺗوﻟﻰ
اﻟﻌﻘد ﻋﻧﻪ ﻫو وﻟﯾﻪ ٠
اﻟﻣطﻠب اﻟﺧﺎﻣس
٢٤٩
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
وﺷرﻋﺎ :ﻋرﻓﻪ اﻟﺣﻧﻔﯾﺔ ﺑﺄﻧﻪ" :أﺧذ ﻣﺎل ﻣن اﻟﻣرأة ﺑﺈزاء ﻣﻠك اﻟﻧﻛﺎح ﺑﻠﻔظ اﻟﺧﻠﻊ
")(١
)(٢
٠ وﻋرﻓﻪ اﻟﻣﺎﻟﻛﯾﺔ ﺑﺄﻧﻪ" :ﺑذل اﻟﻣرأة اﻟﻌوض ﻋﻠﻰ طﻼﻗﻬﺎ "
وﻋرﻓﻪ اﻟﺷﺎﻓﻌﯾﺔ ﺑﺄﻧﻪ " :ﻓرﻗﺔ ﺑﯾن اﻟزوﺟﯾن ﺑﻌوض ﻣﻘﺻود راﺟﻊ ﻟﺟﻬﺔ اﻟزوج
ﺑﻠﻔظ طﻼق أو ﺧﻠﻊ )٠ (٣
)(٤
٠ ﻓرق اﻣرأﺗﻪ ﺑﻌوض ﺑﺄﻟﻔﺎظ ﻣﺧﺻوﺻﺔ"
وﻋرﻓﻪ اﻟﺣﻧﺎﺑﻠﺔ ﺑﺄﻧﻪ " :ا
وﺟﻣﻠﺔ اﻟﻘول :أن اﻟﺧﻠﻊ ﻓرﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎل ﺑﺷروط ﻣﺧﺻوﺻﺔ ،وﻫو ﻣﺷروع
ﺑﺎﻟﻛﺗﺎب ،واﻟﺳﻧﺔ واﻹﺟﻣﺎع ،ﻓﺄﺻﻠﻪ ﻓﻰ اﻟﻘرآن اﻟﻛرﯾم :ﻗوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ " :ﻓﺈن طﺑن
ﻟﻛم ﻋن ﺷﻰء ﻣﻧﻪ ﻧﻔﺳﺎً ﻓﻛﻠوﻩ ﻫﻧﯾﺋﺎً ﻣرﯾﺋﺎً (٥) "...وﻗوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ " :ﻓﻼ ﺟﻧﺎح
ﻋﻠﯾﻬﻣﺎ ﻓﯾﻣﺎ اﻓﺗدت ﺑﻪ٠ (٦)" ...
وﻣن اﻟﺳﻧﺔ ﺣدﯾث اﺑن ﻋﺑﺎس -رﺿﻰ اﷲ ﻋﻧﻪ -ﻗﺎل " :ﺟﺎءت اﻣرأة ﺛﺎﺑت ﺑن
ﻗﯾس ﺑن ﺷﻣﺎس إﻟﻰ رﺳول اﷲ -ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم -ﻓﻘﺎﻟت :ﯾﺎ رﺳول
اﷲ -ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم :-إﻧﻰ ﻣﺎ أﻋﺗب ﻋﻠﻰ ﺛﺎﺑت ﻓﻰ ﺧﻠق وﻻ دﯾن وﻟﻛن
أﻛرﻩ اﻟﻛﻔر ﻓﻰ اﻹﺳﻼم ،ﻓﻘﺎل رﺳول اﷲ -ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم " :-أﺗردﯾن
) (١اﻟﻌﻧﺎﯾﺔ ﺷرح اﻟﻬداﯾﺔ ﻟﻠﺑﺎﺑرﺗﻰ ﺣـ / ٤ص ٢١٢ ،٢١١دار اﻟﻔﻛر ٠
) (٢ﺑداﯾﺔ اﻟﻣﺟﺗﻬد وﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﻣﻘﺗﺻد ﻻﺑن رﺷد اﻟﺣﻔﯾد ﺣـ / ٣ص ٩٠دار اﻟﺣدﯾث اﻟﻘﺎﻫرة
١٤٢٥ﻫـ ٢٠٠٤ -م ٠
) (٣ﻣﻐﻧﻰ اﻟﻣﺣﺗﺎج ﻟﻣﻌرﻓﺔ أﻟﻔﺎظ اﻟﻣﻧﻬﺎج ﻟﻣﺣﻣد ﺑن أﺣﻣد اﻟﺷرﺑﯾﻧﻰ اﻟﺧطﯾب ﺣـ / ٤ص
٤٣١دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ١٤١٥ﻫـ ١٩٩٤ -م ٠
) (٤اﻟﻣﺑدع ﻓﻰ ﺷرح اﻟﻣﻘﻧﻊ ﻷﺑﻰ إﺳﺣﺎق ﺑرﻫﺎن اﻟدﯾن إﺑراﻫﯾم ﺑن ﻣﺣﻣد ﺑن ﻣﻔﻠﺢ ﺣـ / ٦ص
٢٦٨دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﺑﯾروت اﻟطﺑﻌﺔ أﻷوﻟﻰ ١٤١٨ﻫـ ١٩٩٧ -م ٠
)(٥اﻟﻧﺳﺎء ٤
) (٦اﻟﺑﻘرة ٢٣٩
٢٥٠
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
ﻋﻠﯾﻪ ﺣدﯾﻘﺗﻪ ؟ ﻓﻘﺎﻟت :ﻧﻌم ،ﻓﻘﺎل رﺳول اﷲ -ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم " :-اﻗﺑل
اﻟﺣدﯾﻘﺔ وطﻠﻘﻬﺎ ﺗطﻠﯾﻘﺔ ")٠ (١
وﻓﺎﺋدﺗﻪ :أﻧﻪ ﯾﺧﻠﻊ اﻟﻣرأة ﻣن اﻟزوج ﻋﻠﻰ وﺟﻪ ﻻ رﺟﻌﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ إﻻ ﺑرﺿﺎﻫﺎ ﻓﻔﯾﻪ
دﻓﻊ اﻟﺿرر ﻋن اﻟﻣرأة ٠
) (١ﺻﺣﯾﺢ اﻟﺑﺧﺎرى اﻟﺟﺎﻣﻊ اﻟﻣﺳﻧد اﻟﺻﺣﯾﺢ اﻟﻣﺧﺗﺻر ﻣن أﻣور رﺳول اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ
وﺳﻠم وﺳﻧﺗﻪ وأﯾﺎﻣﻪ :ﻟﻣﺣﻣد ﺑن اﺳﻣﺎﻋﯾل أﺑو ﻋﺑد اﷲ اﻟﺑﺧﺎرى ،ﻛﺗﺎب اﻟطﻼق ،ﺑﺎب اﻟﺧﻠﻊ
وﻛﯾف اﻟطﻼق ﻓﯾﻪ رﻗم ٥٢٧٣ﺣـ / ٧ص ،٤٦دار طوق اﻟﻧﺟﺎة اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ١٤٢٢
ﻫـ ٠
) (٢اﻟﺑﻧﺎﯾﺔ ﺷرح اﻟﻬداﯾﺔ ﻟﺑدر اﻟدﯾن اﻟﻌﯾﻧﻰ ﺣـ / ٥ص ،٥٠٧ﻓﺗﺢ اﻟﻘدﯾر ﺣـ / ٤ص ،٢١١
،٢١٢ﻛﺗﺎب اﻟﻣﻘدﻣﺎت اﻟﻣﻣﻬدات ﻷﺑﻰ اﻟوﻟﯾد ﻣﺣﻣد ﺑن أﺣﻣد ﺑن أﺣﻣد ﺑن رﺷد اﻟﻘرطﺑﻰ
اﻟﻣﺎﻟﻛﻰ ) اﻟﺟد ( ج / ١ص ،٥٥٤دار اﻟﻐرب اﻹﺳﻼﻣﻰ اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ١٤٠٨ﻫـ -
١٩٨٨م ،أﺳﻧﻰ اﻟﻣطﺎﻟب ﺣـ / ٣ص ،٢٤١ﺷرح اﻟزرﻛﺷﻰ ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺗﺻر اﻟﺧرﻗﻰ
ﻟﺷﻣس اﻟدﯾن ﻣﺣﻣد ﺑن ﻋﺑد اﷲ اﻟزرﻛﺷﻰ ﺣـ / ٥ص ٣٥٤دار اﻟﻌﺑﯾﻛﺎن اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ
١٤١٣ﻫـ ١٩٩٣ -م ٠
ﺣـ ) (٣اﻟﺑﺣر اﻟراﺋق ﺷرح ﻛﻧز اﻟدﻗﺎﺋق ﺣـ / ٤ص ،٧٩اﻟﻣﺑﺳوط ﻟﺷﻣس اﻷﺋﻣﺔ اﻟﺳرﺧﺳﻰ
ص / ٦ص ،١٧٦ﻗﻠﯾوﺑﻰ وﻋﻣﯾرة ﺣـ / ٣ص ،٣٠٩اﻟﻣﻐﻧﻰ ﻻﺑن ﻗداﻣﻪ ﺣـ / ٧
٠ ٣٥٥
٢٥١
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
اﺧﺗﻠف اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻓﻰ ﺣﻛم أن ﯾﺧﻠﻊ وﻟﻰ اﻟﻣﺟﻧون ﻋﻧﻪ ﻛﻣﺎ اﺧﺗﻠﻔوا ﻓﻰ ﺣﻛم
طﻼق وﻟﻰ اﻟﻣﺟﻧون ﻋﻠﯾﻪ ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺛﺔ أﻗوال:
ﯾﻘول اﺑن ﻋﺎﺑدﯾن :وﻻ ﯾﺻﺢ ﺧﻠﻊ اﺑﻧﻪ اﻟﺻﻐﯾر وﻻ ﯾﺗوﻗف ﺧﻠﻊ اﻟﺻﻐﯾر ﻋﻠﻰ
إﺟﺎزة اﻟوﻟﻰ ) ٠ (٥واﻟﻣﺟﻧون أوﻟﻰ ﺑﺎﻟﻣﻧﻊ ﻣن اﻟﺻﻐﯾر ؛ ﻷن اﻟﺻﻐﯾر ﻟﻪ ﻋﻘل
ٕوان ﻛﺎن ﻗﺎﺻ ار ﺑﺧﻼف اﻟﻣﺟﻧون ،ﻓﺎذا ﻟم ﯾﺻﺢ ﺧﻠﻌﻪ ﻋن اﻟﺻﻐﯾر ﻓﻠﺋﻼ ﯾﺻﺢ
ﺧﻠﻌﻪ ﻋن اﻟﻣﺟﻧون أوﻟﻰ ٠
ﯾﻘول اﻟﻣﺎوردى :وﻻ ﯾﺟوز ﻟوﻟﻰ اﻟﺻﺑﻰ واﻟﻣﺟﻧون ﻣن أب أو ﻏﯾرﻩ أن ﯾطﻠق
ﻋﻧﻪ وﻻ ﯾﺧﺎﻟﻊ ،ﻓﺈن طﻠق ﻟم ﯾﻘﻊ طﻼﻗﻪ وﻟم ﯾﺻﺢ ﺧﻠﻌﻪ )٠ (٦
) (١ﺣﺎﺷﯾﺔ اﺑن ﻋﺎﺑدﯾن رد اﻟﻣﺣﺗﺎر ﺣـ / ٣ص ،٤٥٧ﻓﺗﺢ اﻟﻘدﯾر ﺣـ / ٤ص ٠ ٢١٢
) (٢اﻟﺣﺎوى اﻟﻛﺑﯾر ﻟﻠﻣﺎوردى ﺣـ / ١٢ص ٠ ٣٨٠
) (٣اﻹﻧﺻﺎف ﺣـ / ٨ص ٠ ٣٧٩ ،٣٧٨
) (٤اﻟﻣﺑﺳوط ﻟﺷﻣس اﻷﺋﻣﺔ اﻟﺳرﺧﺳﻰ / ٦ ،ص ٠ ١٧٨
) (٥اﻟﻔﺗﺎوى اﻟﻬﻧدﯾﺔ ﺣـ / ١ص ٠ ٥٠٥
) (٦ﺣﺎﺷﯾﺔ اﺑن ﻋﺎﺑدﯾن ﺣـ / ٣ص ٠ ٤٥٧
٢٥٢
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
وﯾﻘول اﻟﻣرداوي :ﻫل ﻟﻸب ﺧﻠﻊ زوﺟﺔ اﺑﻧﻪ أو طﻼﻗﻬﺎ ؟ رواﯾﺗﺎن :إﺣداﻫﻣﺎ:
ﻟﯾس ﻟﻪ ذﻟك وﻫو اﻟﻣذﻫب ،ﺛم ﻗﺎل :ﻓﺎﺋدﺗﺎن :إﺣداﻫﻣﺎ :وﻛذا اﻟﺣﻛم ﻓﻰ اﻟﻣﺟﻧون
ﺧﻼﻓﺎً وﻣذﻫﺑﺎً ،وﺻﺣﺔ ﺧﻠﻊ وﻟﻰ اﻟﻣﺟﻧون وطﻼﻗﻪ ﻣن اﻟﻣﻔردات )٠(١
وﯾﻘول اﻟﺑﻬوﺗﻰ :وﻟﯾس ﻟﻸب ﺧﻠﻊ زوﺟﺔ اﺑﻧﻪ اﻟﺻﻐﯾر واﻟﻣﺟﻧون وﻻ طﻼﻗﻬﺎ)٠(٢
وﻫو رواﯾﺔ ﻋﻧد )(٥
اﻟﻘول اﻟﺛﺎﻧﻰ :ذﻫب اﻟﺣﺳن ) ،(٣وﻋطﺎء ) ،(٤وﻗﺗﺎدة
اﻟﺣﻧﺎﺑﻠﺔ إﻟﻰ أﻧﻪ ﯾﺟوز ﻟوﻟﻰ اﻟﻣﺟﻧون أن ﯾﺧﺎﻟﻊ ﻋﻧﻪ )٠ (٦
روى ﻋن اﻟﺣﺳن أﻧﻪ ﻛﺎن ﯾﻘول :إذا زوج اﺑﻧﺗﻪ اﻟﺻﻐﯾرة ﻓرأى أن ﯾﺧﻠﻌﻬﺎ ﻓذﻟك
ﺟﺎﺋز ﻋﻠﯾﻬﺎ ،ﻓﻘﺎل ﯾوﻧس :وﻛﺎن ﻏﯾر اﻟﺣﺳن ﻻ ﯾرى ذﻟك )٠ (٧
ٕواذا ﺟﺎز ذﻟك ﻓﻰ اﻟﺻﻐﯾرة وﻫو ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻏرم ﻓﻌﻠﻰ اﻟﺻﻐﯾر وﻣﺛﻠﻪ اﻟﻣﺟﻧون أوﻟﻰ
٠
وﻋن ﻋطﺎء :إذا زوج اﻷب ﻓﺎﻟطﻼق ﺑﯾد اﻷب ٠وﻗﺎل ﻣﺟﺎﻫد ) :(١ﻣن ﻣﻠك
اﻟﻧﻛﺎح ﻓﺈن ﻓﻰ ﯾدﻩ اﻟطﻼق ) ٠ (٢ودﻟﯾﻠﻬم ﻧﻔس دﻟﯾﻠﻬم ﻓﻰ ﺣﻛم طﻼق وﻟﻰ
اﻟﻣﺟﻧون ﻋﻠﯾﻪ وﻗد ﺳﺑق ٠
٢٥٣
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
ﯾﻘول اﻟﻣرداوى :اﻟرواﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ :ﻟﻪ – اﻟوﻟﻰ – ذﻟك – ﺧﻠﻊ زوﺟﺔ اﺑﻧﻪ اﻟﺻﻐﯾر
– ﺛم ﻗﺎل :وﻛذا اﻟﺣﻛم ﻓﻰ اﻟﻣﺟﻧون ﺧﻼﻓﺎ وﻣذﻫﺑﺎ ،وﺻﺣﺔ ﺧﻠﻊ وﻟﻰ اﻟﻣﺟﻧون
وطﻼﻗﻪ ﻣن اﻟﻣﻔردات )٠ (٣
اﻟﻘول اﻟﺛﺎﻟث :ذﻫب ) (٤اﻟﻣﺎﻟﻛﯾﺔ إﻟﻰ أﻧﻪ ﯾﺟوز ﻟﻠوﻟﻰ أن ﯾطﻠق وﯾﺧﻠﻊ ﻋن
اﻟﻣﺟﻧون ﻟﻠﻣﺻﻠﺣﺔ ،ﺑﺄن ﯾﻛون ﻣﻘﺎﺑل ﻋوض ٠
ﻗﺎل اﺑن ﻋرﻓﻪ :واﻟﺣﺎﺻل أﻧﻪ ﻻ ﯾوﻗﻊ اﻟطﻼق ﻋﻠﻰ اﻟﺻﺑﻰ واﻟﻣﺟﻧون واﺣد ﻣﻣن
ذﻛر – اﻷب – اﻟﺳﯾد – واﻟوﺻﻰ – اﻟﺣﺎﻛم – إﻻ إذا ﻛﺎن ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻟﻧظر
واﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ،وﻻ ﯾﺟوز ﻋﻧد ﻣﺎﻟك واﺑن اﻟﻘﺎﺳم أن ﯾطﻠق اﻟوﻟﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﺻﺑﻰ
واﻟﻣﺟﻧون ﺑﻐﯾر ﻋوض )٠ (٥
اﻟﺗرﺟﯾﺢ :ﺑﻌد ﻋرض أﻗوال اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻓﻰ ﺣﻛم ﺧﻠﻊ وﻟﻰ اﻟﻣﺟﻧون ﻋﻧﻪ :أرى أن
اﻟراﺟﺢ :ﻗول اﻟﻣﺎﻟﻛﯾﺔ ،اﻟﻘﺎﺋﻠﯾن ﺑﺟواز ذﻟك ﻟﻸب ﻓﻘط ،إذا ﻛﺎن ﯾﺣﻘق ﻣﺻﻠﺣﺔ
ﻟﻪ ﻣﺗﻰ ﻟم ﯾﻛن ﻣﺗﻬﻣﺎً ؛ ﻷن ﺗﺻرف اﻟوﻟﻰ ﻣﻧوط ﺑﺎﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ؛ وﻷ ﻧﻪ ﯾﺻﺢ أن
ﯾزوﺟﻪ ﺑﻌوض ﻟﻠﺣﺎﺟﺔ واﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ﻓﯾﺻﺢ أن ﯾﺧﺎﻟﻊ ﻋﻧﻪ ﺑطرﯾق اﻷوﻟﻰ ،وﻻ
ﯾﻘﺎل :اﻟﺗزوﯾﺞ إدﺧﺎل ﻣﻠك واﻟﺧﻠﻊ ﻋﻛﺳﻪ ؛ ﻷن اﻷب ﻛﺎﻣل اﻟﺷﻔﻘﺔ ﻓﻼ ﯾﻔﻌﻠﻪ إﻻ
)(٦
ﻟﻣﺻﻠﺣﺔ وﻟدﻩ ﻛﺎﻟﺣﺎﻛم ﯾﻣﻠك اﻟطﻼق ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻐﯾرة واﻟﻣﺟﻧون ﻟﻺﻋﺳﺎر
) (١ﻣﺟﺎﻫد ﻫو :ﻣﺟﺎﻫد ﺑن ﺟﺑر أﺑو اﻟﺣﺟﺎج اﻟﻣﻛﻰ اﻷﺳود ﻣوﻟﻰ اﻟﺳﺎﺋب ﺑن أﺑﻰ اﻟﺳﺎﺋب
اﻟﻣﺧزوﻣﻰ اﻹﻣﺎم ﺷﯾﺦ اﻟﻘراء واﻟﻣﻔﺳر ت ١٠٤ﻫـ " ﺳﯾر أﻋﻼم اﻟﻧﺑﻼء ﺣـ / ٤ص
٠ ٤٥٠
) (٢ﻣﺻﻧف اﺑن أﺑﻰ ﺷﯾﺑﻪ ﺣـ / ٤ص ٠ ٢١٧
) (٣اﻹﻧﺻﺎف ﺣـ / ٨ص ٠ ٣٧٩
) (٤ﺣﺎﺷﯾﺔ اﻟدﺳوﻗﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﺷرح اﻟﻛﺑﯾر ﺣـ / ٧ص ،٣٥٥اﻟﻣدوﻧﺔ ﺣـ / ٣ص ٠ ٢٥٦
) (٥ﺣﺎﺷﯾﺔ اﻟدﺳوﻗﻰ ﺣـ / ٧ص ٠ ٣٥٣
) (٦اﻟﻣﺑدع ﺷرح اﻟﻣﻘﻧﻊ ﺣـ / ٦ص ٠ ٢٧١
٢٥٤
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
ﻫذا ﻋن ﺣﻛم ﺧﻠﻊ اﻟوﻟﻰ ﻋن اﺑﻧﻪ اﻟذﻛر اﻟﻣﺟﻧون ﻟﻛن ﻫل ﯾﺧﺗﻠف اﻟﺣﻛم إذا
ﻛﺎﻧت اﻟوﻻﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻧﺛﻰ ؟
ﻗدﻣت ﺣﻛم ﺧﻠﻊ وﻟﻰ اﻟﻣﺟﻧون اﻟذﻛر ﻋﻧﻪ ﻟﻛن ﻫل ﯾﺧﺗﻠف اﻟﺣﻛم إذا ﻛﺎن اﻟﺧﻠﻊ
ﻋن اﻟﻣرأة ؟
-١ﻷﻧﻪ ﻻ ﻧظر ﻟﻬﺎ ﻓﻰ ذﻟك ؛ ﻷن اﻟﺑﺿﻊ ﻓﻰ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺧروج ﻏﯾر ﻣﺗﻘوم واﻟﺑدل
ﻣﺗﻘوم ﺑﺧﻼف اﻟﻧﻛﺎح ؛ ﻷن اﻟﺑﺿﻊ ﻣﺗﻘوم ﻋﻧد اﻟدﺧول )٠ (٤
-٢ﻷﻧﻪ ﺑذل ﻟﻠﻣﺎل ﻓﻰ ﻏﯾر ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻋوض ﻣﺎﻟﻰ ﻓﻬو ﻛﺎﻟﺗﺑرعٕ ،وان ﺑذل ﻣن
ﻣﺎﻟﻪ ﺟﺎز ﻛﺎﻷﺟﻧﺑﻰ )٠ (٥
ﯾﻘول اﻟﻣﺎوردى :ﻻ ﯾﺟوز ﻟﻸب أن ﯾﺧﺎﻟﻊ ﻋن ﺑﻧﺗﻪ اﻟﻣﺟﻧوﻧﺔ ﻣن ﻣﺎﻟﻬﺎ ﻷﻣرﯾن:
٢٥٥
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
اﻟﺛﺎﻧﻰ :أﻧﻪ ﻣﻧدوب إﻟﻰ طﻠب اﻟزﯾﺎدة ﻓﻰ ﻛﺳﺑﻬﺎ ﻻ إﺳﻘﺎطﻪ ،وﻫذا ﯾﺳﻘط ﻧﻔﻘﺗﻬﺎ
وﻣﻬرﻫﺎ إن ﻟم ﯾدﺧل ﺑﻬﺎ ﻓﺄﻣﺎ إن ﺧﺎﻟﻊ اﻷب ﻋﻧﻬﺎ ﻣن ﻣﺎل ﻧﻔﺳﻪ ﺟﺎز ﺧﻠﻌﻪ ؛
ﻷﻧﻪ ﻟو ﺧﺎﻟﻊ ﻋن أﺟﻧﺑﯾﺔ ﻋﺎﻗﻠﺔ ﺑﻣﺎل ﻧﻔﺳﻪ وﻫﻰ ﻏﯾر ﻋﺎﻟﻣﺔ وﻻ ﻣرﯾدة ﺻﺢ
ﺧﻠﻌﻪ ﻓﻌن ﺑﻧﺗﻪ اﻟﻣﺟﻧوﻧﺔ أوﻟﻰ )٠ (١
اﻟﻘول اﻟﺛﺎﻧﻰ :ذﻫب اﻟﻣﺎﻟﻛﯾﺔ إﻟﻰ أن ﻟﻸب أن ﯾﺧﺎﻟﻊ ﻋﻠﻰ اﺑﻧﺗﻪ اﻟﻣﺟﺑرة
اﻟﻣﺟﻧوﻧﺔ ،ﺣﯾث اﻗﺗﺿﺗﻪ ﻣﺻﻠﺣﺗﻬﺎ ،ﺑﺧﻼف اﻟوﺻﻰ ﻓﻼ ﯾﺟوز ﺧﻠﻌﻪ اﻟﻣﺟﺑرة إﻻ
ﺑرﺿﺎﻫﺎ ،ﯾﻘول اﻟﻣواق :ﯾﺟوز ﺧﻠﻊ اﻷب ﻋن اﻟﻣﺟﺑرة اﻟﻣﺟﻧوﻧﺔ ﺣﯾث اﻗﺗﺿﺗﻪ
ﻣﺻﻠﺣﺗﻬﺎ ﺑﺧﻼف اﻟوﺻﻰ ﻓﻼ ﯾﺟوز ﺧﻠﻌﻪ ﻋن اﻟﻣﺟﺑرة إﻻ ﺑرﺿﺎﻫﺎ)٠(٢
وﻓﻰ رواﯾﺔ ﻋﻧد اﻟﺣﻧﺎﺑﻠﺔ :أﻧﻪ ﯾﺟوز ﻟﻸب وﻏﯾرﻩ ﻣن اﻷوﻟﯾﺎء ﻓﻌل ذﻟك إذا رأى
اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ﻓﻰ أن ﯾﺧﻠﻊ ﻋﻧﻬﺎ ﻗﺎل اﻟﻣرداوى :ﻗﻠت :ﻫذا ﻫو اﻟﺻواب )٠ (٣
واﻟراﺟﺢ :أﻧﻪ ﯾﺟوز ﻟﻸب دون وﺻﯾﻪ أن ﯾﺧﻠﻊ ﻋن اﺑﻧﺗﻪ اﻟﻣﺟﻧوﻧﺔ إذا ﻛﺎن ﻓﻰ
ذﻟك ﻣﺻﻠﺣﺔ ﻟﻬﺎ ﻛﺗﺧﻠﯾﺻﻬﺎ ﻣﻣن ﯾﺗﻠف ﻣﺎﻟﻬﺎ وﯾﺧﺎف ﻣﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺳﻬﺎ ،ﻫذا إذا
ﻛﺎن اﻟﺧﻠﻊ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﻟﻬﺎ أﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟوﻟﻰ ﻫو اﻟﺑﺎذل ﻟﻠﻣﺎل ﻓﻼ ﺧﻼف ﻓﻰ ﺟوازﻩ ؛
ﻷﻧﻪ ﯾﺟوز ﻣﻊ اﻷﺟﻧﺑﻰ )٠ (٤
ﻓرعٕ :واذا ﻗﻠﻧﺎ ﺑﻌدم ﺟواز ﺧﻠﻊ وﻟﻰ اﻟﻣﺟﻧوﻧﺔ ﻓﻬل ﯾﻘﻊ طﻼﻗﺎ ؟
ذﻫب اﻟﺣﻧﻔﯾﺔ إﻟﻰ أﻧﻪ ﻻ ﯾﺟب ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣﺎل ﺑﻼ ﺧﻼف ؛ ﻷن اﻟﺧﻠﻊ ﻓﻰ ﺟﺎﻧﺑﻬﺎ
ﻣﻌﺎوﺿﺔ اﻟﻣﺎل ﺑﻣﺎ ﻟﯾس ﺑﻣﺎل واﻟﺻﻐﯾرة ﺗﺗﺿرر ﺑﻪ وﺗﺻرف اﻹﺿرار ﻻ ﯾدﺧل
ﺗﺣت وﻻﯾﺔ اﻟوﻟﻰ ﻛﺎﻟﻬﺑﺔ واﻟﺻدﻗﺔ وﻧﺣو ذﻟك ،واﺧﺗﻠﻔوا ﻓﻰ وﻗوع اﻟطﻼق
ﻋﻠﻰ ﻗوﻟﯾن:
٢٥٦
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
اﻷول :ﯾﻘﻊ اﻟطﻼق :ﻷن ﺻﺣﺔ اﻟﺧﻠﻊ ﻻ ﺗﻘف ﻋﻠﻰ وﺟوب اﻟﻌوض ؛ ﻓﺈن
اﻟﺧﻠﻊ ﯾﺻﺢ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻻ ﯾﺻﻠﺢ ﻋوﺿﺎ ﻛﺎﻟﻣﯾﺗﺔ واﻟﺧﻧزﯾر واﻟﺧﻣر ﻓﻠم ﯾﻛن ﻣن
ﺿرورة ﻋدم وﺟوب اﻟﻣﺎل ﻋدم وﻗوع اﻟطﻼق ٠
اﻟﺛﺎﻧﻰ :ﻻ ﯾﻘﻊ اﻟطﻼق وﻫو اﻟﺻﺣﯾﺢ :ﻷن اﻟﺧﻠﻊ ﻣﺗﻰ وﻗﻊ ﻋﻠﻰ ﺑدل – ﻫو
ﻣﺎل – ﯾﺗﻌﻠق وﻗوع اﻟطﻼق ﺑﻘﺑول ﯾﺟب ﺑﻪ اﻟﻣﺎل ،وﻗﺑول اﻷب ﻻ ﯾﺟب ﺑﻪ اﻟﻣﺎل
؛ ﻷﻧﻪ ﻟﯾس ﻟﻪ وﻻﯾﺔ اﻟﻘﺑول ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻐﯾرة ﻟﻛوﻧﻪ ﺿر ارً )٠ (١
أﻣﺎ اﻟﺷﺎﻓﻌﯾﺔ :ﻓﻼ ﯾﻘﻊ طﻼﻗﺎ ؛ ﻷن اﻟﺧﻠﻊ ﻋﻧدﻫم ﻓﺳﺦ وﻟﯾس طﻼﻗﺎٕ ،وان
اﻋﺗﺑر ﻣن ﻛﻧﺎﯾﺎت اﻟطﻼق ﻟم ﯾﻘﻊ أﯾﺿﺎ ؛ ﻷﻧﻬم ﯾﻘوﻟون ﺑﻌدم وﻻﯾﺔ اﻷب ﻓﻰ
طﻼق اﻟﻣﺟﻧون ٠
وأﻣﺎ اﻟﺣﻧﺎﺑﻠﺔ :ﻓﻌﻠﻰ اﻟﻣذﻫب ﻋﻧدﻫم ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﯾﻘﻊ ﺧﻠﻌﺎ وﻻ طﻼﻗﺎ ؛ ﻟﻌدم اﻟوﻻﯾﺔ
وﻋﻠﻰ اﻟرواﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ :ﯾﻘﻊ ﺧﻠﻌﺎ إن ﻛﺎن ﻓﯾﻪ ﻣﺻﻠﺣﺔ ﻟﻠﻣﺟﻧون ٠
) (١ﺑداﺋﻊ اﻟﺻﻧﺎﺋﻊ ﻓﻰ ﺗرﺗﯾب اﻟﺷراﺋﻊ ﻟﻠﻛﺎﺳﺎﻧﻰ ﺣـ / ٣ص ،١٤٨ ،١٤٧اﻟﻣﺑﺳوط ﺣـ / ٦
ص ،١٨اﻟﺑﻧﺎﯾﺔ ﺷرح اﻟﻬداﯾﺔ ﺣـ / ٤ص ٠ ٢٣٨
٢٥٧
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻟث
) (١ﻟﺳﺎن اﻟﻌرب ﻻﺑن ﻣﻧظور ﻣﺎدة ﻓﺳﺦ طﺑﻌﺔ دار إﺣﯾﺎء اﻟﺗراث اﻟﻌرﺑﻰ ﺑﯾروت ﻟﺑﻧﺎن ﺣـ ١٠
/ص ٢٦اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ١٤١٩ﻫـ ١٩٩٩ -م ،اﻟﻣﺻﺑﺎح اﻟﻣﻧﯾر ﻓﻰ ﻏرﯾب اﻟﺷرح
اﻟﻛﺑﯾر ﻟﻠراﻓﻌﻰ ﺗﺄﻟﯾف اﻟﻌﻼﻣﺔ أﺣﻣد ﺑن ﻣﺣﻣد ﺑن ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻘرى اﻟﻔﯾوﻣﻰ اﻟﻣﺗوﻓﻰ ٧٧٠ﻫـ
ﻣﺎدة ﻓﺳﺦ ،ﺣـ / ٢ص ٤٧٢دار اﻟﻔﻛر ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ٠
) (٢اﻟﻣﻧﺛور ﻓﻰ اﻟﻘواﻋد اﻟﻔﻘﻬﯾﺔ ﺣـ / ٣ص ٠ ٤٩
) (٣اﻟﻐرر اﻟﺑﻬﯾﺔ ﻓﻰ ﺷرح اﻟﺑﻬﺟﺔ اﻟوردﯾﺔ ﺣـ / ٤ص ،٢٤٦ﺗﺣﻔﺔ اﻟﻣﺣﺗﺎج ﻓﻰ ﺷرح اﻟﻣﻧﻬﺎج
ﺣـ / ٨ص ،٣ﺣﺎﺷﯾﺔ اﻟﺟﻣل ﺣـ / ٣ص ٠ ١٥٤
) (٤أﻧوار اﻟﺑروق ﻓﻰ أﻧواء اﻟﻔروق ﻷﺣﻣد ﺑن إدرﯾس ﻟﻠﻘراﻓﻰ ﺣـ / ٢ص ٢٨اﻟﻧﺎﺷر ﻋﺎﻟم
اﻟﻛﺗب ٠
) (٥اﻟﻣﺟﻣوع ﻓﻰ ﺷرح اﻟﻣﻬذب ﺣـ / ١١ص ٤٠٥ﻟﯾﺣﻰ ﺑن ﺷرف اﻟﻧووى ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻹرﺷﺎد
اﻟﺳﻌودﯾﺔ ٠
) (٦اﻹﻧﺻﺎف ﻓﻰ ﻣﻌرﻓﺔ اﻟراﺟﻊ ﻣن اﻟﺧﻼف ﺣـ / ٤ص ٠ ١٣
٢٥٨
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
ﯾﻌﻧﻰ إﻋطﺎءﻩ ﺣﻛم اﻟﻣﻌدومٕ ،وان ﻟم ﯾﻛن ﻣﻌدوﻣﺎ ﻓﻠﯾس اﻟﻣﻌﻧﻰ أﻧﻪ ﯾرﻓﻊ اﻟﻌﻘد
ﺑﻌد وﺟودﻩ ،ﻟﻛن ﯾﻘدر ﻋدم وﺟودﻩ )٠ (١
ﻓﻰ اﻟﻣذﻫب إﻟﻰ أن )(٣
وذﻫب اﻟﺷﺎﻓﻌﯾﺔ ) (٢ﻓﻰ اﻷﺻﺢ ﻋﻧدﻫم ،واﻟﺣﻧﺎﺑﻠﺔ
اﻟﻔﺳﺦ رﻓﻊ ﻟﻠﻌﻘد ﻣن ﺣﯾﻧﻪ ﯾﻌﻧﻰ ﻣن ﺣﯾن اﻟﻔﺳﺦ ٠
واﻟﺻﺣﯾﺢ ﻋﻧد اﻟﺷﺎﻓﻌﯾﺔ واﻟﻣذﻫب ﻋﻧد اﻟﺣﻧﺎﺑﻠﺔ :أن اﻟﻔﺳﺦ ﻓﻰ اﻟﻧﻛﺎح ﺑﺎﻟﻌﯾب
ﯾرﻓﻊ أﺛر اﻟﻌﻘد ﻣن ﺣﯾﻧﻪ ،ﯾﻌﻧﻰ ﻣن ﺣﯾن اﻟﻔﺳﺦ وﻟﯾس ﻣن أﺻﻠﻪ ،ﻗﺎل اﻟﺳﺑﻛﻰ
رﺣﻣﻪ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ :واﻟذى اﺧﺗﺎرﻩ ﻓﻰ ﻋﯾوب اﻟﻧﻛﺎح أن اﻟﻔﺳﺦ رﻓﻊ ﻟﻠﻌﻘد ﻣن ﺣﯾن
ووﺟﻪ اﺧﺗﯾﺎرﻩ :ﺑﺄن اﻟﻌﻘد
ﺣﺻول ﺳﺑﺑﻪ ،ﻻ ﻣن أﺻل اﻟﻌﻘد وﻻ ﻣن ﺣﯾن اﻟﻔﺳﺦ ،ﱠ
ﻻ ﯾﻧﻌطف ﺣﻛﻣﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻣﺿﻰ ﻓﻛذﻟك اﻟﻔﺳﺦ ؛ وﻷن ﻣﺎ وﻗﻊ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺔ
ﯾﺳﺗﺣﯾل أن ﯾﻛون واﻗﻌﺎ ﻋﻠﻰ ﻏﯾرﻫﺎ )٠ (٤
واﻟﺣﻧﻔﯾﺔ ﯾرون ﻋدم اﻟﻔﺳﺦ ﺑﺎﻟﻌﯾب ﻓﻰ اﻟﻧﻛﺎح ﻣﺎﻋدا ﻣﺣﻣداً ﻓﻰ رد اﻟﻣرأة
زوﺟﻬﺎ ﺑﺎﻟﻌﯾب ،واﻟﻣﺎﻟﻛﯾﺔ ﯾرون أﻧﻪ ﻻ ﻓﺳﺦ ٕواﻧﻣﺎ ﺗرد اﻟﻣرأة اﻟزوج ﺑطﻠﻘﺔ
ﺑﺎﺋﻧﺔ :وﻗﺎﻟوا ﻻ ﯾﻌﺗﺑر ذﻟك ﻓﺳﺧﺎً ؛ ﻷن اﻟﻌﻘد ﺻﺣﯾﺢ ﻓﻼ ﯾرﻓﻊ ﺣﻛﻣﻪ إﻻ
ﺑﺎﻟطﻼق ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺳوف ﻧرى ﺗﻔﺻﯾﻼ )٠ (٥
واﻟﻔﺳﺦ ﻗد ﯾﻛون ﻓﺳﺧﺎ اﺧﺗﯾﺎرﯾﺎ ﻛﺎﻟﻔﺳﺦ ﺑﻌﯾوب اﻟﻧﻛﺎح ،وﻗد ﯾﻛون ﻓﺳﺧﺎ
ﻗﻬرﯾﺎ ﯾﻧﻔﺳﺦ اﻟﻌﻘد ﺑﻧﻔﺳﻪ ﻛﺎﺧﺗﻼف دﯾن اﻟزوﺟﯾن ﺑﺎﻟردة )٠ (٦
٢٥٩
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
وﻓﻰ ﻫذا اﻟﻣﺑﺣث ﺳﺄﺑﺣث – ﺑﻌون اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ – أﺛر اﻟﻣرض اﻟﻌﻘﻠﻰ واﻟﻧﻔﺳﻰ
ﻋﻠﻰ ﻋﻘد اﻟﻧﻛﺎح ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻋﯾﺑﺎ ﯾﺛﺑت ﺧﯾﺎر اﻟﻔﺳﺦ ،وﻟﻣﺎ ﻛﺎﻧت اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﻣرض
ﻗد ﺗﻛون ﺣﺎدﺛﺔ ﻗﺑل اﻟﻌﻘد وﻗد ﺗﻛون ﺣﺎدﺛﺔ ﺑﻌدﻩ ﻓﺳوف أﺗﻧﺎول أﺛر اﻟﻣرض
اﻟﻌﻘﻠﻰ ﻓﻰ ﻓﺳﺦ اﻟﻧﻛﺎح إذا ﻛﺎن ﺣﺎدﺛﺎ ﻗﺑل اﻟﻌﻘد وﻛذﻟك إذا ﻛﺎن ﺣﺎدﺛﺎ ﻣﻌﻪ أو
ﺑﻌدﻩ ﻓﻰ اﻟﻣطﺎﻟب اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
اﻟﻣطﻠب اﻷول
اﺧﺗﻠف اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻓﻰ اﻋﺗﺑﺎر اﻟﻣرض اﻟﻌﻘﻠﻰ واﻟﻧﻔﺳﻰ اﻟﺣﺎدث ﻗﺑل اﻟﻌﻘد ﻋﯾﺑﺎ
ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻪ ﻓﺳﺦ ﻋﻘد اﻟﻧﻛﺎح ﻋﻠﻰ ﻣذﻫﺑﯾن:
اﻟﻣذﻫب اﻟﺛﺎﻧﻰ :ذﻫب أﺑو ﺣﻧﯾﻔﺔ ) (٦وأﺑو ﯾوﺳف ،وﻫو ﻣذﻫب ﻋﻠﻰ -رﺿﻰ
اﷲ ﻋﻧﻪ -واﺑن ﻣﺳﻌود -رﺿﻲ اﷲ ﻋﻧﻪ -وﻗول ﻋطﺎء ،واﻟﻧﺧﻌﻰ ،وأﺑﻰ
) (١اﻟذﺧﯾرة ﻟﺷﻬﺎب اﻟدﯾن اﻟﻘراﻓﻰ ﺣـ / ٤ص ٢٠٥دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ١٤٢٢
– ٢٠٠١م ٠
) (٢اﻟﺣﺎوى اﻟﻛﺑﯾر ﺣـ / ١١ص ٠ ٤٦٥
) (٣اﻟﻣﻐﻧﻰ ﻻﺑن ﻗداﻣﻪ ﺣـ / ٧ص ٠ ١٨٥
) (٤ﻓﺗﺢ اﻟﻘدﯾر ﻻﺑن اﻟﻬﻣﺎم ﺣـ / ٤ص ،٣٠٥دار اﻟﻔﻛر ٠
) (٥اﻟﻣﻐﻧﻰ ﻻﺑن ﻗداﻣﻪ ﺣـ / ٧ص ،١٨٥اﻟﺣﺎوى اﻟﻛﺑﯾر ﺣـ / ١١ص ٠ ٢٦٥ ،٢٦٤
) (٦اﻟﻣﺑﺳوط ﺣـ / ٥ص ٠ ٩٧
٢٦٠
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
ﻗﻼﺑﺔ ،واﺑن أﺑﻰ ﻟﯾﻠﻰ ،واﻟﺛورى ،واﻟﺧطﺎب ،وداود اﻟظﺎﻫرى ) (١ذﻫﺑوا إﻟﻰ أﻧﻪ
ﻟﯾس ﻟواﺣد ﻣن اﻟزوﺟﯾن ﺧﯾﺎر ﻓﺳﺦ اﻟﻧﻛﺎح ﺑﺎﻟﻣرض اﻟﻌﻘﻠﻰ ﻟﻶﺧر ٠
أدﻟﺔ اﻟﻣذﻫب اﻷول :اﺳﺗدل اﻟﻘﺎﺋﻠون ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر اﻟﻣرض اﻟﻌﻘﻠﻰ ﻋﯾﺑﺎ ﻣﺛﺑﺗﺎ
ﻟﺧﯾﺎر اﻟﻔﺳﺦ ﺑﺎﻟﺳﻧﺔ واﻟﻣﻌﻘول ٠
-١ﺣدﯾث زﯾد ﺑن ﻛﻌب ﺑن ﻋﺟرة ﻋن أﺑﯾﻪ ﻗﺎل " :ﺗزوج اﻟﻧﺑﻰ -ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ
وﺳﻠم -اﻟﻌﺎﻟﯾﺔ ﻣن ﺑﻧﻰ ﻏﻔﺎر ،ﻓﻠﻣﺎ دﺧﻠت ﻋﻠﯾﻪ ووﺿﻌت ﺛﯾﺎﺑﻬﺎ رأى ﺑﻛﺷﺣﻬﺎ
)(٢
ﺑﯾﺎﺿﺎ ،ﻓﻘﺎل اﻟﻧﺑﻰ -ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم :-اﻟﺑﺳﻰ ﺛﯾﺎﺑك واﻟﺣﻘﻰ ﺑﺄﻫﻠك (
٠
ﺷﺢ :ﻫو ﻣﺎ ﺑﯾن اﻟﺧﺎﺻرﺗﯾن ،إﻟﻰ اﻟﺿﻠﻊ: وﺟﻪ اﻟدﻻﻟﺔ ﻣن اﻟﺣدﯾثَ :
اﻟﻛ ْ
واﻟﺣدﯾث دﻟﯾل ﻋﻠﻰ ﺛﺑوت اﻟﻔﺳﺦ ﺑﺎﻟﻌﯾب ،وﻗد روى ﻫذا اﻟﺣدﯾث اﺑن ﻛﺛﯾر
ﻋﻠﻰ " ،وﻫذا دﻟﯾل ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺳﺦ ،وﻗد
وﻋﻧدﻩ ":ﻓردﻫﺎ إﻟﻰ أﻫﻠﻬﺎ ،وﻗﺎل :دﻟﺳﺗم ﱠ
) (١اﻟﻣﺣﻠﻰ ﺑﺎﻵﺛﺎر ﻟﻌﻠﻰ ﺑن أﺣﻣد ﺑن ﺳﻌﯾد ﺑن ﺣزم ﺣـ / ٩ص ٢٨٢ ،٢٨١دار اﻟﻛﺗب
اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ٠
) (٢اﻟﺳﻧن اﻟﻛﺑرى ﻟﻠﺑﯾﻬﻘﻰ أﺣﻣد ﺑن اﻟﺣﺳﯾن ﺑن ﻋﻠﻰ ﺑن ﻣوﺳﻰ اﻟﺧراﺳﺎﻧﻰ أﺑو ﺑﻛر اﻟﻣﺗوﻓﻰ
٤٥٨ﻫـ ،ﻛﺗﺎب اﻟﻧﻛﺎح ،ﺟﻣﺎع أﺑواب اﻟﻌﯾب ﻓﻰ اﻟﻣﻧﻛوﺣﺔ ،ﺑﺎب ﻣﺎ ﯾرد ﺑﻪ اﻟﻧﻛﺎح ﻣن
اﻟﻌﯾوب رﻗم ١٤٢١٩ﺣـ / ٢ص ،٣٤٨دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ١٤٢٤ﻫـ -
٢٠٠٣م ،ﻗﺎل اﺑن ﺣﺟر :رواﻩ اﻟﺣﺎﻛم وﻓﻰ إﺳﻧﺎدﻩ ﺟﻣﯾل ﺑن زﯾد وﻫو ﻣﺟﻬول واﺧﺗﻠف
ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻰ ﺷﯾﺧﻪ اﺧﺗﻼﻓﺎ ﻛﺛﯾرا )،ﺳﺑل اﻟﺳﻼم ﺷرح ﺑﻠوغ اﻟﻣرام ﻟﻣﺣﻣد ﺑن اﺳﻣﺎﻋﯾل
اﻟﺻﻧﻌﺎﻧﻰ ﺣـ / ٢ص ،١٩٩دار اﻟﺣدﯾث ،ﻗﺎل :ﺟﻣﯾل ﺑن زﯾد اﻟﻣذﻛور :ﻫو ﺿﻌﯾف وﻗد
اﺿطرب ﻓﻰ ﻫذا اﻟﺣدﯾث ) ﻧﯾل اﻷوطﺎر ﺷرح ﻣﻧﺗﻘﻰ اﻷﺧﺑﺎر ﻟﻣﺣﻣد ﺑن ﻋﻠﻰ اﻟﺷوﻛﺎﻧﻰ
ﺣـ / ٦ص ١٨٦دار اﻟﺣدﯾث اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ١٤١٣ﻫـ ١٩٩٣ -م ٠
٢٦١
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
)(١
٠ﻓﻘد ذﻛر اﻟرد ذﻛرﻩ اﺑن ﻛﺛﯾر ﻓﻰ ﺑﺎب اﻟﺧﯾﺎر ﻓﻰ اﻟﻧﻛﺎح واﻟرد ﺑﺎﻟﻌﯾب
واﻟﻌﯾب ﻓدل ﻋﻠﻰ أن اﻟرد إﻧﻣﺎ ﻛﺎن ﻷﺟل اﻟﻌﯾب )٠ (٢
واﻟﺣدﯾث ٕوان ﻛﺎن ﻓﻰ اﻟرد ﺑﺎﻟﺑرص ﻟﻛن ﯾﻘﺎس ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺟﻧون ﺑﺟﺎﻣﻊ أﻧﻪ ﯾﻧﻔر
ﻣﻧﻪ اﻟطﺑﻊ ،وﻫذا اﻟوﺻف وﻫو ﻛوﻧﻪ ﻣﻧﻔ ار ﻟﻠطﺑﻊ دل اﻟﺷرع ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻓﻰ
ﺟﻧس اﻟﻌﻠل ،ﯾﻘول اﻟﺑﻬوﺗﻰٕ :واذا ﻛﺎن ﺳﺑب اﻟﻧﻔرة ﯾرﺟﻊ إﻟﻰ اﻟطﺑﻊ ﻓﺈن اﻟطﺑﻊ
ﻣؤﯾد ﺑﺎﻟﺷرع )٠ (٣
-٢ﺣدﯾث أﺑﻰ ﻫرﯾرة -رﺿﻰ اﷲ ﻋﻧﻪ -ﻗﺎل :ﻗﺎل رﺳول اﷲ -ﺻﻠﻰ اﷲ
ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم " :-ﻓر ﻣن اﻟﻣﺟذوم ﻓرارك ﻣن اﻷﺳد " )٠ (٤
وﺟﻪ اﻟدﻻﻟﺔ ﻣن اﻟﺣدﯾث :أﻧﻪ دل ﻋﻠﻰ أن اﻟﺟذام ﻣﻧﻔر وأﻣر ﺑﺎﻟﻔرار ﻣﻧﻪ
وﯾﻘﺎس ﻋﻠﯾﻪ ﻏﯾرﻩ ﻣن اﻟﻌﯾوب اﻟﻣﻧﻔرة ﻛﺎﻟﺟﻧون ،واﻟﻔرار ﺑﺳﺑب اﻟﻌﯾب ﯾﻛون
ﺑﺎﻟﻔﺳﺦ ٠
-٣روى أﺑو ﺟﻌﻔر اﻟﻣﻧﺻور ﻋن أﺑﯾﻪ ﻋن ﺟدﻩ ﻋن اﺑن ﻋﺑﺎس -رﺿﻰ اﷲ
ﻋﻧﻪ -ﻗﺎل :ﻗﺎل رﺳول اﷲ -ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم " :-اﺟﺗﻧﺑوا ﻣن اﻟﻧﻛﺎح
أرﺑﻌﺔ :اﻟﺟﻧون ،واﻟﺟذام ،واﻟﺑرص ،واﻟﻘرن" )٠ (٥
٢٦٢
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
وﺟﻪ اﻟدﻻﻟﺔ ﻣن اﻟﺣدﯾث :أن ﺗﺧﺻﯾﺻﻪ ﻫذﻩ اﻷرﺑﻌﺔ ﻣن اﻟﻌﯾوب دﻟﯾل ﻋﻠﻰ
اﺧﺗﺻﺎﺻﻬﺎ ﺑﺎﻟﻔﺳﺦ )٠ (١
-٤ﻋن ﯾﺣﻰ ﺑن ﺳﻌﯾد ،ﻋن ﺳﻌﯾد ﺑن اﻟﻣﺳﯾب ،أﻧﻪ ﻗﺎل :ﻗﺎل ﻋﻣر ﺑن اﻟﺧطﺎب
-رﺿﻰ اﷲ ﻋﻧﻪ " :-أﯾﻣﺎ رﺟل ﺗزوج اﻣرأة وﺑﻬﺎ ﺟﻧون أو ﺟذام أو ﺑرص
ﻓﻣﺳﻬﺎ ﻓﻠﻬﺎ ﺻداﻗﻬﺎ ،وذﻟك ﻟزوﺟﻬﺎ ﻏرم ﻋﻠﻰ وﻟﯾﻬﺎ " )٠ (٢
وﺟﻪ اﻟدﻻﻟﺔ :ﻫذا اﻷﺛر ﺻرﯾﺢ ﻓﻰ اﻟدﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺛﺑوت اﻟﻔﺳﺦ ﺑﺎﻟﻌﯾب ﻓﻰ
اﻟﻧﻛﺎح وﻗد ﻧص ﻋﻠﻰ ﻋﯾوب وﻣﻧﻬﺎ اﻟﻣرض اﻟﻌﻘﻠﻰ -اﻟﺟﻧون٠ -
-١أن اﻟﻌﯾب اﻟﻌﻘﻠﻰ ﯾﻣﻧﻊ ﻏﺎﻟب اﻟﻣﻘﺻود ﺑﺎﻟﻌﻘد ،ﻓﺟﺎز أن ﯾﺛﺑت ﺑﻪ ﺧﯾﺎر
ﻛﺎﻟﺟب ،وﻻ ﯾدﺧل ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺻﻐﯾر واﻟﻣرﯾض ؛ ﻷﻧﻬﻣﺎ ﻟﯾﺳﺎ ﺑﻌﯾب ٠
اﻟﻔﺳﺦ َ
-٢وﻷﻧﻪ ﻋﯾب ﻓﻰ ﻣﻘﺻود ﻋﻘد اﻟﻧﻛﺎح ﻓوﺟب أن ﯾﺳﺗﺣق ﺑﻪ اﻟﻔﺳﺦ ﻛﺎﻟﻌﯾب
ﻓﻰ اﻟﺻداق ٠
٢٦٣
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
ﺟﻬﺔ اﻟﻔﺳﺦ ﻣﺎ داﻣت ﺗﺣﺗﻪ وﻫو ﻏﯾر ﻣﺣﺗﺎج إﻟﯾﻬﺎ ،ﻓﻠو ﻟم ﯾﺛﺑت ﻟﻪ اﻟﺧﯾﺎر
ﻟﺑﻘﯾت ﻣﻌﻠﻘﺔ ﻻ ذات ﺑﻌل وﻻ ﻣطﻠﻘﺔ ،ﻓﺛﺑت ﻟﻬﺎ اﻟﺧﯾﺎر ﻹ زاﻟﺔ ظﻠم اﻟﺗﻌﻠﯾق )٠ (١
-٥وﻷن اﻟﺟﻧون ﯾﻔﺿﻰ إﻟﻰ اﻟﺟﻧﺎﯾﺔ وﻫو ﻣرض ﯾزﯾل اﻟﺷﻌور ﻣن اﻟﻘﻠب ﻣﻊ
ﺑﻘﺎء ﻗوة اﻷﻋﺿﺎء وﺣرﻛﺗﻬﺎ )٠ (٢
-٦ﻗﯾﺎﺳﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺑﯾﻊ ؛ ﻷن اﻟﻔﺎﺋت ﻓﻰ اﻟﺑﯾﻊ ﻣﺎﻟﯾﺔ ﯾﺳﯾرة ،واﻟﻣﻘﺻود اﻷﻋظم
ﻫﻧﺎ ﻫو اﻟﺟﻣﺎع أو اﻟﺗﻣﺗﻊ ،وﻫو أوﻟﻰ ﻣن اﻟﺑﯾﻊ ،واﻟﺟﻧون ﻋﯾب ﯾﻧﻔر اﻟزوﺟﯾن
وﻻ ﯾﺣﺻل ﺑﻪ ﻣﻘﺻود اﻟﻧﻛﺎح ﻣن اﻟﻣودة واﻟرﺣﻣﺔ ،وﻟو أطﻠق ﻻﻧﺻرف اﻹ
طﻼق إﻟﻰ اﻟﺳﻼﻣﺔ ﻣﻧﻪ ) ٠ (٣ﻓﻬو ﻛﺎﻟﻣﺷروط ﻋرﻓﺎ ٠ﻓﺛﺑت ﺑﻪ اﻟﺧﯾﺎر ،وﻧﻘل
ﺣﻧﺑل :إذا ﻛﺎن ﺑﻪ ﺟﻧون أو وﺳواس أو ﺗﻐﯾر ﻓﻰ ﻋﻘل وﻛﺎن ﯾﻌﺑث وﯾؤذى
رأﯾت أن أﻓرق ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ وﻻ ﯾﻘﯾم ﻋﻠﻰ ﻫذا )٠ (٤
-٧أن اﻟﺟﻧون ﺗﻌﺎﻓﻪ اﻟﻧﻔوس وﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻪ ذﻫﺎب اﻻﺳﺗﻣﺗﺎع اﻟﻣﻘﺻود ﻣن
)(٥
اﻟﻧﻛﺎح وﻗد ﯾﺳرى إﻟﻰ اﻟوﻟد ﻣن ﺷدﺗﻪ وﻋدم اﺳﺗطﺎﻋﺔ اﻟﺻﺑر ﻋﻠﯾﻪ
ﺛﺎﻧﯾﺎ – أدﻟﺔ اﻟﻣذﻫب اﻟﺛﺎﻧﻰ :اﻟﻘﺎﺋﻠﯾن ﺑﻌدم ﺛﺑوت اﻟﻔﺳﺦ ﺑﺎﻟﻌﯾب :اﺳﺗدﻟوا
ﺑﺎﻷﺛر واﻟﻣﻌﻘول
أ – أدﻟﺗﻬم ﻣن اﻷﺛر:
)(٦
-١أﺛر ﻋﺑد اﷲ ﺑن ﻣﺳﻌود -رﺿﻰ اﷲ ﻋﻧﻪ " -ﻻ ﺗرد اﻟﺣرة ﻣن ﻋﯾب "
وﻗد ورد اﻷﺛر ﻋن ﺣﻣﺎد ﻋن إﺑراﻫﯾم ﻋن ﻋﺑد اﷲ ﻗﺎل ":ﻻ ﺗرد اﻟﺣرة ﻣن ﻋﯾب
)(٧
ﻛﻣﺎ ﺗرد اﻷﻣﺔ ﻫو رﺟل اﺑﺗﻠﻰ "
٢٦٤
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
وأﺛر ﻋﻠﻰ ﺑن أﺑﻰ طﺎﻟب -رﺿﻰ اﷲ ﻋﻧﻪ " :-إذا وﺟد ﺑﺎﻣرأﺗﻪ ﺷﯾﺋﺎً ﻣن ﻫذﻩ
اﻟﻌﯾوب ﻓﺎﻟﻧﻛﺎح ﻻزم إن ﺷﺎء أﻣﺳك ٕوان ﺷﺎء طﻠق " ) ،(١وﻋن ﻗﺗﺎدة ﻓﻰ رﺟل
ﺗزوج اﻣرأة وﺑﻪ ﺟﻧون أو داء ﻋﺿﺎل ﻻ ﯾﻌﻠم ﺑﻪ ﻗﺎل :ﻫﻰ ﺑﺎﻟﺧﯾﺎر إذا ﻋﻠﻣت
وﻗﺎل أﺑو ﻫﺎﺷم :ﻫﻰ اﻣرأﺗﻪ إن ﺷﺎء أﻣﺳك ٕوان ﺷﺎء طﻠق ( ) ٠ (٢وﻋن أﯾوب
اﻟﺳﺧﺗﯾﺎﻧﻰ ﻗﺎل ":ﻛﺗﺑت إﻟﻰ أﺑﻰ ﻗﻼﺑﺔ أﺳﺄﻟﻪ ﻋن رﺟل ﺗزوج اﻣرأة ﻓﻌرض ﻟﻬﺎ
طب أو ﺟﻧون ،ﻗﺎل :ﻫذﻩ اﻣرأة اﺑﺗﻠﯾت ﻓﻠﺗﺻﺑر " )٠ (٣
ﻫذﻩ اﻵﺛﺎر ﻓﯾﻬﺎ دﻟﯾل ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻻ ﯾﺛﺑت ﺧﯾﺎر ﻓﺳﺦ اﻟﻧﻛﺎح ﺑﺎﻟﺟﻧون وﻏﯾرﻩ
وأن اﻟزوج إن ﺷﺎء أﻣﺳك ٕوان ﺷﺎء طﻠق إن ﻛﺎن اﻟﻌﯾب ﺑﻬﺎ ،وأﻧﻬﺎ ﺗﺻﺑر ﻋﻠﯾﻪ
إن وﻗﻊ اﻟﺑﻼء ﺑﻪ ؛ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻛون ﻗد اﺑﺗﻠﯾت ﺑﻪ ﻓﻠﺗﺻﺑر )٠ (٤
٢٦٥
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
زوﺟﻬﺎ ﻣﺟﺑوﺑﺎ أو ﻋﻧﯾﻧﺎ ؛ ﻷن ﻫﻧﺎﻟك ﻻ ﯾﺛﺑت ﻟﻬﺎ ﺧﯾﺎر اﻟﻔﺳﺦ ﻋﻧدﻧﺎٕ ،واﻧﻣﺎ
ﯾﺛﺑت ﻟﻬﺎ ﺣق اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺎﻹﻣﺳﺎك ﺑﺎﻟﻣﻌروف ،ﺑﺄن ﯾوﻓﯾﻬﺎ ﺣﻘﻬﺎ ﻣن اﻟﺟﻣﺎع،
ﻓﺈن ﻋﺟز ﻋن ذﻟك ﺗﻌﯾن اﻟﺗﺳرﯾﺢ ﺑﺎﻹﺣﺳﺎن ،واﻟﺗﺳرﯾﺢ اﻟطﻼق ﻓﻠﻪ أن
ﯾطﻠﻘﻬﺎ)٠ (١
ﻗﺎﻟوإ :واﻧﻣﺎ أﺟزﻧﺎ ﻟﻬﺎ اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺎﻹﻣﺳﺎك ﺑﺈﺣﺳﺎن أو اﻟطﻼق ؛ ﻷﻧﻪ ﻗد اﻧﺳد
ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﺎب ﺗﺣﺻﯾل اﻟﻣﻘﺻود ؛ ﻷﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺗوﺻل إﻟﻰ ذﻟك ﻣن ﻏﯾر ﻫذﻩ اﻟﺟﻬﺔ
ﻣﺎ داﻣت ﺗﺣﺗﻪ وﻫو ﻏﯾر ﻣﺣﺗﺎج إﻟﯾﻬﺎ ،ﻓﻠو ﻟم ﯾﺛﺑت ﻟﻬﺎ اﻟﺧﯾﺎر ﻟﻛﺎﻧت ﻣﻌﻠﻘﺔ ﻻ
ذات ﺑﻌل وﻻ ﻣطﻠﻘﺔ )٠(٢
-٣وﻷن ﻓوات اﻻﺳﺗﯾﻔﺎء ﺑﺎﻟﻛﻠﯾﺔ ﺑﺳﺑب اﻟﻣوت ﻻ ﯾوﺟب اﻟﻔﺳﺦ ﺣﺗﻰ ﻻ ﯾﺳﻘط
ﺷﯾﺊ ﻣن ﻣﻬرﻫﺎ ،وﻷن اﻻﺳﺗﯾﻔﺎء ﻣن اﻟﺛﻣرات وﻓوت اﻟﺛﻣرة ﻻ ﯾؤﺛر ﻓﻰ اﻟﻌﻘد،
واﻟﻣﺳﺗﺣق ﻫو اﻟﺗﻣﻛﯾن وﻫو ﺣﺎﺻل )٠ (٣
اﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺎت:
أﻣﺎ ﺣدﯾث " :اﻟﺣﻘﻰ ﺑﺄﻫﻠك " ﻓﻠم ﯾﺻﺢ ؛ ﻷﻧﻪ ﻣن رواﯾﺔ ﺟﻣﯾل ﺑن زﯾد وﻫو
ﻣﺗروك ،ﻋن زﯾد ﺑن ﻛﻌب ﺑن ﻋﺟرة وﻫو ﻣﺟﻬول ،ﻻ ﯾﻌﻠم ﻟﻛﻌب ﺑن ﻋﺟرة وﻟد
اﺳﻣﻪ زﯾد ،وﻟو ﻋﻠم ﺟﺎز أن ﯾﻛون طﻼﻗﺎ ؛ ﻓﺈن ﻟﻔظ " :اﻟﺣﻘﻰ ﺑﺄﻫﻠك " ﻣن
)(٤
ﻛﻧﺎﯾﺎت اﻟطﻼق
٢٦٦
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
٢٦٧
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
وأﻣﺎ أﺣﺎدﯾث ﻧﻔﻰ اﻟﻌدوى :ﻓﻘد وردت ﻓﻰ اﻟﻌدوى اﻟﺗﻲ ﯾﻌﺗﻘدﻫﺎ اﻟﻣﻼﺣدة
وﻫﻰ أن اﻷدواء ﺗﻌدى ﺑﺄﻧﻔﺳﻬﺎ وطﺑﺎﻋﻬﺎ ،وﻟﯾس ﻫذا ﺑﺷﻰء ٕواﻧﻣﺎ اﻟﻌدوى اﻟﺗﻰ
ﯾرﯾدﻫﺎ أن اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ أﺟرى اﻟﻌﺎدة ﺑﺄن ﯾﺧﻠق اﻟداء ﻣﻼﻗﺎة ﺟﺳم اﻟﻣرﯾض)٠ (١
وﻗﯾل :وﻋﻠﻰ ﻓرض ﺻﺣﺔ ﺣدﯾث " :ﻓر ﻣن اﻟﻣﺟذوم "...ﯾﺣﻣل ﻋﻠﻰ اﻟﻔرار
ﺑﺎﻟطﻼق ٠
وأﺟﯾب ﻋﻧﻪ :ﺑﺄن اﻟﺣﻣل ﻋﻠﻰ اﻟﻔرار ﺑﺎﻟطﻼق ﺑﻌﯾد ،ﻓﺎﻟﺣدﯾث ﻓﻰ اﻟﻌدوى وﻫو
ﻣﻔﯾد اﻟﺑﻌد ﻋن ﻣﺻدرﻫﺎ ،وﻻ دﺧل ﻟﻪ ﺑﺎﻟطﻼق ٠
وأﻣﺎ اﺳﺗدﻻﻟﻬم ﺑرواﯾﺔ اﺑن ﻋﺑﺎس ﻓﻰ اﻟرد ﺑﺎﻷرﺑﻌﺔ :ﻓﻧوﻗش :ﺑﺄﻧﻪ ﻣن رواﯾﺔ
ﻋﺑد اﻟﻣﻠك ﺑن ﺣﺑﯾب ،وﻫو ﻫﺎﻟك ،ﻗﺎل اﺑن ﺣزم :أﻣﺎ ﻣﺎ اﺳﺗدل ﺑﻪ ﻋن ﺑﻌض
اﻟﺻﺣﺎﺑﺔ ﻓﻰ إﺛﺑﺎت اﻟرد ﺑﺎﻟﻌﯾب ﻓﺈﻧﻪ ﻟم ﯾﺻﺢ ﻣﻧﻪ ﺷﻰء ،ﻓﻼ ﯾﺟوز اﻟﺗﻣﺳك
ﺑﺷﻰء ﻣﻣﺎ روى ﻋن أﺣد ﻣن اﻟﺻﺣﺎﺑﺔ ﻓﻰ اﻟرد ﺑﺎﻟﻌﯾب )٠ (٢
وأﻣﺎ اﻟﻘﯾﺎس ﻋﻠﻰ اﻟﺑﯾﻊ ﻓﻰ ﺟواز اﻟرد :ﻓﻘﯾﺎس ﻣﻊ اﻟﻔﺎرق ﻓﻘد ﺗﺧﻠف ﻓﯾﻪ ﺷرط
اﻟﻣﻘﺗﺿﻰ أو ﺟزؤﻩ ،ﻓﺈن اﻟﻣﻘﺗﺿﻰ ﺑﻔﺳﺦ اﻟﻌﯾب ﻣﻊ وﻗوﻋﻪ ﻓﻰ ﻋﻘد ﻣﺑﺎدﻟﺔ
ﺗﺟرى ﻓﯾﻪ اﻟﻣﺷﺎﺣﺣﺔ واﻟﻣﺿﺎﯾﻘﺔ ﺑﺳﺑب ﻛون اﻟﻣراد ﻣﻧﻪ ﻣن اﻟﺟﺎﻧﺑﯾن اﻟﻣﺎل
وﻫذا ﺷرط ﻋﻣﻠﻪ واﻟﻧﻛﺎح ﻟﯾس ﻛذﻟك ﻓﺈن اﻟﻣﺎل ﻓﯾﻪ ﺗﺎﺑﻊ ﻏﯾر ﻣﻘﺻود ٕواﻧﻣﺎ
إظﻬﺎ ارً ﻟﺧطر اﻟﻣﺣل وﻟﻬذا اﺧﺗﻠﻔت ﻟوازﻣﻬﻣﺎ )٠ (٣
وﻷن ﻓﻰ اﻟﺑﯾﻊ ﻧﻘل ﻣﻠك وﻟﯾس ﻓﻰ اﻟﻧﻛﺎح ﻧﻘل ﻣﻠك أﺻﻼ ،واﻟﻧﻛﺎح ﯾﺟوز ﺑﻐﯾر
ذﻛر ﺻداق ﻓﻰ ﻋﻘدﻩ ،وﻻ ﯾﺟوز ﻓﻰ اﻟﺑﯾﻊ ﺑﻐﯾر ذﻛر ﺛﻣن )٠ (٤
١٠٦٤ﺣـ / ٣ص ٥٣ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﻣﻌﺎرف ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ اﻟرﯾﺎض اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ١٤١٥ﻫـ
١٩٩٥ -م ٠
) (١اﻟﺑﻧﺎﯾﺔ ﺷرح اﻟﻬداﯾﺔ ﺣـ / ٩ص ٠ ٢٩٣
) (٢اﻟﻣﺣﻠﻰ ﻻﺑن ﺣزم ﺣـ / ٩ص ٠ ٢٨٨
) (٣ﻓﺗﺢ اﻟﻘدﯾر ﺣـ / ٣ص ٠ ٣٠٦
) (٤اﻟﻣﺣﻠﻰ ﻻﺑن ﺣزم ﺣـ / ٩ص ٠ ٢٨٩
٢٦٨
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
وأﻣﺎ اﻟﻘول ﺑﺄن اﻟﻌﯾب ﯾﻣﻧﻊ اﻟﻣﻘﺻود وﻫو اﻟوطء ،ﻓﻘد ﻧوﻗش :ﺑﺄﻧﻪ ﻻ ﯾﻣﻧﻊ
اﻟﺗﻣﻛﯾن ؛ ﻷن اﻟﺗﻣﻛﯾن ﯾﻣﻛن ﺗﺣﺻﯾﻠﻪ ٠
وأﺟﯾب ﻋن ذﻟك :ﺑﺄﻧﻪ ﯾﻣﻧﻌﻪ ؛ ﻓﺈﻧﻪ ﯾوﺟب ﻧﻔرة ﺗﻣﻧﻊ ﻗرﺑﺎﻧﻪ ﺑﺎﻟﻛﻠﯾﺔ واﻟﻣﺟﻧون
ﺗﺧﺎف ﻣﻧﻪ اﻟﺟﻧﺎﯾﺔ ﻓﺻﺎر ﻛﺎﻟﻣﻧﻊ اﻟﺣﺳﻰ )٠ (١
أﻣﺎ اﻵﺛﺎر اﻟﺗﻰ اﺳﺗدﻟوا ﺑﻬﺎ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻣﻌﺎرﺿﺔ ﺑﺄﺧﺑﺎر اﻟرد ﺑﺎﻟﻌﯾب وﺑﺂﺛﺎر ﻣﺛﻠﻬﺎ٠
وﻗﯾﺎﺳﻬم ﻋﻠﻰ اﻟﻌﯾوب اﻷﺧرى ﻛﺎﻟﻌﻣﻰ وﻏﯾرﻩ ﻗﯾﺎس ﻣﻊ اﻟﻔﺎرق :ﻷﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻣﻧﻊ
ﻣﻘﺻودﻩ وﻻ ﺗﻧﻔر اﻟﻧﻔوس ﻣﻧﻬﺎ وﻟﯾس ذﻟك ﻓﻰ اﻟﻣﺟﻧون ؛ ﻷﻧﻪ ﻣﻧﻔر ﻟﻠﻧﻔوس
)(٣
ﻓﺎﻓﺗرﻗﺎ
اﻟﺗرﺟﯾﺢ
ﺑﻌد ﻋرض ﻣوﻗف اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻣن ﺣﻛم ﺛﺑوت ﺧﯾﺎر اﻟﻔﺳﺦ ﻓﻰ اﻟﻧﻛﺎح ﺑﺳﺑب اﻟﻌﯾب
ﻓﻘد ﺛﺑت أن اﻟﺟﻣﻬور ﯾﺛﺑﺗون ﺧﯾﺎر اﻟرد ﺑﺎﻟﺟﻧون اﻟذى اﻋﺗﺑرﺗﻪ أﺻﻼ ﻟﻠﻣرض
) (١اﻟﻣﻐﻧﻰ ﻻﺑن ﻗداﻣﻪ ﺣـ / ٧ص ،١٥٦ﺷرح اﻟزرﻛﺷﻰ ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺗﺻر اﻟﺧرﻗﻰ ﺣـ / ٥
ص ٠ ٢٤٤
) (٢اﻟﺣﺎوى اﻟﻛﺑﯾر ﻟﻠﻣﺎوردي ﺣـ / ١٢١ص ٠ ٤٦٦
) (٣اﻟﺣﺎوى اﻟﻛﺑﯾر ﺣـ / ١١ص ٠ ٤٦٧
٢٦٩
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
اﻟﻌﻘﻠﻰ واﻟﻧﻔﺳﻰ اﻟذى ﯾؤﺛر ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘل واﻹدراك ﻓﺈﻧﻰ أرى أن اﻟراﺟﺢ ﻫو ﻣذﻫب
ﺟﻣﻬور اﻟﻔﻘﻬﺎء ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر اﻟﻣرض اﻟﻌﻘﻠﻰ واﻟﻧﻔﺳﻰ اﻟﻣؤﺛر ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺻود ﻋﻘد
اﻟﻧﻛﺎح ﺳﺑﺑﺎ ﻣﺛﺑﺗﺎ ﻟﺧﯾﺎر اﻟﻔﺳﺦ ؛ ﻷن ﻋﻘد اﻟﻧﻛﺎح ذو طﺑﯾﻌﺔ ﺧﺎﺻﺔ إذ ﯾﻘوم
ﻋﻠﻰ اﻟرﺿﺎ واﻟﺗواﻓق اﻟﻧﻔﺳﻰ ﺑﺧﻼف ﺳﺎﺋر اﻟﻌﻘود اﻟﺗﻰ ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ اﻷﻏراض
واﻟﻣﻘﺎﺻد اﻟﻣﺎدﯾﺔ اﻟﻣﺣﺿﺔ ٠
وﺣﺳﻧﺎ أن ﯾﺻﺑر ﻛل ﻣن اﻟزوﺟﯾن ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﺑﺗﻠﻰ ﺑﻪ ﺻﺎﺣﺑﻪ ﻣن ﻧواﺋب اﻟدﻫر
ﺗﺣﻘﯾﻘﺎً ﻟﻘﺻد اﻟﺷﺎرع ﻣن ﻋﻘد اﻟﻧﻛﺎح ﻣن اﻟﻣودة واﻟرﺣﻣﺔ واﻟﺳﻛن واﻷﻣﺎن
واﻻطﻣﺋﻧﺎن ،ﻟﯾﻌﯾن ﺻﺎﺣﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﻣواﺟﻬﺔ أﺛﻘﺎل اﻟﺣﯾﺎة وﺣﻣل أوزارﻫﺎ ،وﯾواﺳﯾﻪ
وﯾداوﯾﻪ ﻣﺗﻰ أﺻﺎﺑﻪ ﺳﻬم ﺟﺎرح ﻣن ﺳﻬﺎﻣﻬﺎ ﻻﺳﯾﻣﺎ إن ﻛﺎن ﻣرﺿﺎً ﻋﺿوﯾﺎً أو
ﻋﻘﻠﯾﺎً أو ﻧﻔﺳﯾﺎً ٠
ﻟﻛن إذا ﻧزل ﺑﺗﻠك اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺎﻣﯾﺔ ﻣﺎ ﯾﻛدر ﺻﻔﺎءﻫﺎ وﯾﺻﯾر اﺳﺗﻘرارﻫﺎ اﺿطراﺑﺎ
وﻗﻠﻘﺎ ﻓﺎﻟﻘول ﺑﺎﻟﻔﺳﺦ أرﺟﺢ ﻣن اﻟﻘول ﺑﻐﯾرﻩ ،ﯾﻘول اﺑن اﻟﻘﯾم رﺣﻣﻪ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ:
وﻛل ﻋﯾب ﯾﻧﻔر اﻟزوج ﻣن اﻵﺧر وﻻ ﯾﺣﺻل ﺑﻪ ﻣﻘﺻود اﻟﻧﻛﺎح ﻣن اﻟﻣودة
واﻟرﺣﻣﺔ ﯾوﺟب اﻟﺧﯾﺎر ،وﻫو أوﻟﻰ ﻣن اﻟﺑﯾﻊ ﻛﻣﺎ أن اﻟﺷروط اﻟﻣﺷروطﺔ ﻓﻰ
ﺗدﺑر ﻣﻘﺎﺻد اﻟﺷرع
وﻣْن ﱠ
اﻟﻧﻛﺎح أوﻟﻰ ﺑﺎﻟوﻓﺎء ﻣن اﻟﺷروط اﻟﻣﺷروطﺔ ﻓﻰ اﻟﺑﯾﻊَ ،
وﻣﺻﺎدرﻩ وﻣواردﻩ وﻋدﻟﻪ وﺣﻛﻣﺗﻪ وﻣﺎ اﺷﺗﻣﻠت ﻋﻠﯾﻪ ﻣن اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ ﻟم ﯾﺧف
ﻋﻠﯾﻪ رﺟﺣﺎن ﻫذا اﻟﻘول وﻗرﺑﻪ ﻣن ﻗواﻋد اﻟﺷرﯾﻌﺔ )٠ (١
واﻟﻘول ﺑﺛﺑوت اﻟﺧﯾﺎر ﺑﺎﻟﻌﯾب اﻟﺣﺎدث ﻗﺑل اﻟﻌﻘد ﯾﺷﺗرط أن ﺗﺗواﻓر ﻓﯾﻪ
اﻟﺿواﺑط اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
-١أن ﻻ ﯾﻛون ﺻﺎﺣب اﻟﺣق ﻓﻰ اﻟﻔﺳﺦ ﻋﺎﻟﻣﺎ ﺑﺎﻟﻌﯾب ﻗﺑل اﻟﻌﻘد ٠
-٢أن ﻻ ﯾرﺿﻰ ﻣرﯾد اﻟﻔﺳﺦ ﺑﺎﻟﻌﯾب ﺣﺎل اﻟﻌﻠم ﺑﻪ ﺻراﺣﺔ أو ﺿﻣﻧﺎ ٠
٢٧٠
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
-٣أن ﯾﺑﻘﻰ اﻟﻌﯾب إﻟﻰ اﻟﻔﺳﺦ ﺑﺄن ﻻ ﯾﺷﻔﻰ أو ﯾﻣوت اﻵﺧر ) ،(١ﻓﺈن زال
اﻟﻣرض ﻗﺑل اﻟﻔﺳﺦ ﻓﻼ ﻓﺳﺦ ؛ ﻟزوال ﺳﺑﺑﻪ ﻛﺎﻟﻣﺑﯾﻊ ﯾزول ﻋﯾﺑﻪ ،وﻟو ﻓﺳﺧت
ﺑﻌﯾب ﻓﺑﺎن أن ﻻ ﻋﯾب ﺑطل اﻟﻔﺳﺦ ؛ إذ اﻟﺣﻛم ﯾدور ﻣﻊ اﻟﻌﻠﺔ وﺟوداً وﻋدﻣﺎً
واﺳﺗﻣر اﻟﻧﻛﺎح ﻟﻌدم ﻣﺎ ﯾﻘﺗﺿﻰ ﻓﺳﺧﻪ )٠ (٢
وﯾﺳﺗوى ﻓﻰ اﻟﻣرض اﻟﻌﻘﻠﻰ اﻟﻣﺛﺑت ﻟﻠﺧﯾﺎر أن ﯾﻛون ﻣطﺑﻘﺎً أى داﺋﻣﺎً أو
ﻣﺗﻘطﻌﺎً ﯾﻐﯾب وﯾﻔﯾق ﺑﻌض اﻟوﻗت ؛ ﻷن اﻟﻧﻔس ﺗﻛرﻩ أن ﺗﺳﻛن ﻟﻣن ﻫذا ﺣﺎﻟﻪ،
دون ﻧظر إﻟﻰ زﻣﺎﻧﻪ ﻛﺛﯾ ارً أو ﻗﻠﯾﻼً ﻓﻼ ﻋﺑرة ﺑﻛﺛرﺗﻪ أو ﻗﻠﺗﻪ ؛ ﻷن ﻗﻠﯾﻠﻪ ﯾﻣﻧﻊ
ﻣن ﺗﺄدﯾﺔ اﻟﺣق ﻓﻰ زﻣﺎﻧﻪ ؛ وﻷن ﻗﻠﯾﻠﻪ ﯾﺻﯾر ﻛﺛﯾ ارً ﺳواء ﻛﺎن ﺑﻪ أو ﺑﻬﺎ ،ﻋﻠﻰ
أن ﻻ ﯾﻛون اﻟﻣرض اﻟﻌﻘﻠﻰ ﻧﺎﺷﺋﺎً ﻋن ﻣرض ﻋﺿوى ﯾزول ﺑزواﻟﻪ ،ﻓﻬذا ﻻ
ﯾﺛﺑت ﺑﻪ ﺧﯾﺎر اﻟﻔﺳﺦ ،ﻓﺈن اﺳﺗﻣر اﻟﻣرض اﻟﻌﻘﻠﻰ ﺑﻌد زوال اﻟﻣرض اﻟﻌﺿوى
اﻋﺗﺑر ﻧوﻋﺎً ﻣن اﻟﺟﻧون ،وﻻ أﺛر ﻟﻧوﺑﺔ ﺧﻔﯾﻔﺔ ﺗط أر ﺑﻌض اﻟزﻣﺎن ﻛﯾوم ﻓﻰ ﺳﻧﺔ
ﻣﺛﻼ ،أﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﻻ ﯾزول أﺻﻼ ﺑﻘول اﻷطﺑﺎء ﻓﻬو اﻟﻣﺛﺑت ﻟﻠﺧﯾﺎر ،وأﻣﺎ ﻣﺎ
ﯾﻘوﻟون إﻧﻪ ﯾزول ﺑﻌد ﻣدة ﻓﻼ ﻓﺳﺦ ﺑﻪ وﻟو طﺎل واﻟﺻرع ﻣﺛل اﻟﺟﻧون )٠ (٣
ﻫذا ﻋن ﺣﻛم اﻟﻌﯾب اﻟﺣﺎدث ﻗﺑل اﻟﻌﻘد ،وﻓﻰ اﻟﻣطﻠب اﻟﺗﺎﻟﻰ أﺗﻧﺎول أﺛر اﻟﻌﯾب
اﻟﺣﺎدث ﺑﻌد اﻟﻌﻘد
) (١ﺣﺎﺷﯾﺔ اﻟﺻﺎوى ﺣـ / ٢ص ،٤٦٨ﻣﻧﺢ اﻟﺟﻠﯾل ﺷرح ﻣﺧﺗﺻر ﺧﻠﯾل ﺣـ / ٣ص ،٣٨٠
اﻟﺑﯾﺎن ﻓﻰ ﻣذﻫب اﻹﻣﺎم اﻟﺷﺎﻓﻌﻰ ﺣـ /٩ص ،٢٩٧ﺗﺣﻔﺔ اﻟﻣﺣﺗﺎج ﺣـ / ٧ص ،٣٢٧
اﻟﻣﻐﻧﻰ ﻻﺑن ﻗداﻣﻪ ﺣـ / ٧ص ٠ ١٨٩
) (٢ﻛﺷﺎف اﻟﻘﻧﺎع ﻋن ﻣﺗن اﻻﻗﻧﺎع ﺣـ / ٥ص ٠ ١١٣
) (٣اﻟﺣﺎوى اﻟﻛﺑﯾر ﺣـ / ١١ص ،٤٦٩ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﻣﺣﺗﺎج ﺣـ / ٦ص ،٣١٠ﺷرح اﻟزرﻛﺷﻰ
ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺗﺻر اﻟﺧرﻗﻰ ﺣـ / ٥ص ٠ ٢٤٧
٢٧١
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻰ
ﻓﺳﺦ اﻟﻧﻛﺎح ﺑﺎﻟﻣرض اﻟﻌﻘﻠﻰ واﻟﻧﻔﺳﻰ اﻟﺣﺎدث ﺑﻌد اﻟﻌﻘد
إذا ﻛﺎن اﻟﻣرض اﻟﻌﻘﻠﻰ ﺣﺎدﺛﺎ ﺑﻌد اﻟﻌﻘد ﺑﺄن أﺻﯾب ﺑﻪ أﺣد اﻟزوﺟﯾن ﻫل ﯾﺛﺑت
ﺑﻪ ﺧﯾﺎر اﻟﻔﺳﺦ أم ﻻ ؟
ﻟﺑﯾﺎن أﺛر اﻟﻌﯾب اﻟطﺎرىء ﺑﻌد اﻟﻌﻘد ﻧﻔرق ﺑﯾن اﻟﻣرض اﻟﺣﺎدث ﺑﺎﻟزوج واﻟﻣرض
اﻟﺣﺎدث ﺑﻌد اﻟﻌﻘد ﺑﺎﻟزوﺟﺔ ٠
أوﻻ :اﻟﻌﯾب اﻟﺣﺎدث ﺑﻌد اﻟﻌﻘد ﺑﺎﻟزوج:
ذﻫب اﻟﻣﺎﻟﻛﯾﺔ ) ،(١واﻟﺷﺎﻓﻌﯾﺔ ) ،(٢ورواﯾﺔ ﻋﻧد اﻟﺣﻧﺎﺑﻠﺔ ) ،(٣إﻟﻰ أن ﻟﻬﺎ اﻟرد
ﺑﺎﻟﻌﯾب اﻟﺣﺎدث ﺑﻌد اﻟﻌﻘد وﯾرى اﻟﻣﺎﻟﻛﯾﺔ أن ﯾؤﺟل ﺳﻧﺔ ﻟﻠﻌﻼج ،ﻓﺈن ﺻﺢ ٕواﻻ
ﻓﻠﻬﺎ اﻟرد )٠ (٤
واﺳﺗدﻟوا ﻋﻠﻰ ذﻟك :ﺑﺄن اﻟﻌﯾب إذا ﻛﺎن ﯾﺛﺑت اﻟﺧﯾﺎر إن ﻛﺎن ﻗﺑل اﻟﻌﻘد ﻓﺈﻧﻪ
ﯾﺛﺑت اﻟﺧﯾﺎر ﻛذﻟك إذا ﻛﺎن ﺣﺎدﺛﺎ ﺑﻌد اﻟﻌﻘد ؛ وﻟﻌدم ﺻﺑرﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻌﯾب
وﻟﯾﺳت اﻟﻌﺻﻣﺔ ﺑﯾدﻫﺎ ﺑﺧﻼﻓﻪ ﻓﺎﻟﻌﺻﻣﺔ ﺑﯾدﻩ )٠ (٥
ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﻟﻌﯾب اﻟﺣﺎدث ﺑﻌد اﻟﻌﻘد ﺑﺎﻟزوﺟﺔ:
اﺧﺗﻠف اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻓﻰ ﺣﻛم ﺛﺑوت اﻟﺧﯾﺎر ﻟﻠزوج ﻓﻰ اﻟرد ﺑﺎﻟﻌﯾب اﻟﺣﺎدث ﺑﺎﻟزوﺟﺔ
ﺑﻌد اﻟﻌﻘد ﻋﻠﻰ ﻣذﻫﺑﯾن:
٢٧٢
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
-١ﻷﻧﻪ ﻟم ﯾﻛن ﻣﻐرو ارً ﺑﺎﻟﻌﯾب اﻟﺣﺎدث ،ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻘدر ﻋﻠﻰ دﻓﻊ اﻟﺿرر ﻋن ﻧﻔﺳﻪ
ﺑطﻼﻗﻬﺎ ﻓﺧﺎﻟف اﻟﻌﯾب اﻟﺣﺎدث ﻗﺑل اﻟﻌﻘد ؛ ﻷﻧﻪ ﻛﺎن ﻣﻐرو ارً ﺑﻪ ،وﺧﺎﻟف اﻟزوﺟﺔ
ﻓﻰ اﻟﻌﯾب اﻟﺣﺎدث ﺑﻌد اﻟﻌﻘد ؛ ﻷﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻘدر ﻋﻠﻰ اﻟطﻼق )٠ (٦
-٢وﻷﻧﻪ ﻟﻣﺎ ﻛﺎن ﻟﻪ اﻟﺧﯾﺎر ﻓﻰ ﻧﻛﺎح اﻷﻣﺔ ﺑﻌﺗﻘﻪ اﻟﻣﺗﻘدم دون ﻋﺗﻘﻪ اﻟﺣﺎدث
وﻛﺎن ﻟﻬﺎ اﻟﺧﯾﺎر ﻓﻰ ﻧﻛﺎح اﻟﻌﺑد ﺑﻌﺗﻘﻬﺎ اﻟﻣﺗﻘدم واﻟﺣﺎدث ﻛذﻟك ﻓﻛذﻟك اﻟﻌﯾوب
ﯾﻛون ﻟﻪ اﻟﺧﯾﺎر ﺑﺎﻟﻣﺗﻘدم ﻣﻧﻬﺎ دون اﻟﺣﺎدث وﯾﻛون ﻟﻬﺎ اﻟﺧﯾﺎر ﺑﺎﻟﻣﺗﻘدم
واﻟﺣﺎدث )٠ (٧
-٣أن اﻟﻌﯾب اﻟﺣﺎدث ﺑﺎﻟزوﺟﺔ ﺑﻌد اﻟﻌﻘد ﻻ ﯾﺛﺑت اﻟﺧﯾﺎر ﻟﻠزوج ﺑﺎﻟﻔﺳﺦ ﻓﺈﻣﺎ أن
ﯾرﺿﻰ ﺑﻪ ٕواﻣﺎ أن ﯾطﻠﻘﻬﺎ ْإذ اﻟﻌﺻﻣﺔ ﺑﯾدﻩ )٠ (٨
) (١ﺑﻠﻐﺔ اﻟﺳﺎﻟك ﻷﻗرب اﻟﻣﺳﺎﻟك اﻟﻣﻌروف ﺑﺣﺎﺷﯾﺔ اﻟﺻﺎوى ﻋﻠﻰ اﻟﺷرح اﻟﺻﻐﯾر ﺣـ / ٢
ص ٠ ٤٧٢
) (٢اﻟﺣﺎوى اﻟﻛﺑﯾر ﺣـ / ١١ص ،٤٧٦ﺗﺣﻔﺔ اﻟﻣﺣﺗﺎج ﺣـ / ٧ص ٠ ٣٥٠
) (٣اﻟﻣﻐﻧﻰ ﻻﺑن ﻗداﻣﻪ ﺣـ / ٧ص ٠ ١٨٨
) (٤ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﻣﺣﺗﺎج ﺣـ / ٦ص ٠ ٣٠٥
)(٥اﻟﻣﻐﻧﻰ ﻻﺑن ﻗداﻣﻪ ﺣـ / ٧ص ٠ ١٨٨
) (٦اﻟﺣﺎوى اﻟﻛﺑﯾر ﺣـ / ١١ص ٠ ٤٧٧
) (٧اﻟﺣﺎوى ﺣـ / ١١ص ٠ ٤٧٧
) (٨ﻣﻧﺢ اﻟﺟﻠﯾل ﺣـ / ٣ص ٠ ٣٨٤
٢٧٣
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
أدﻟﺔ اﻟﻣذﻫب اﻟﺛﺎﻧﻰ :اﺳﺗدل اﻟﻘﺎﺋﻠون ﺑﺛﺑوت اﻟﻔﺳﺦ ﺑﺎﻟﻌﯾب اﻟﺣﺎدث ﺑﻌد
اﻟﻌﻘد ﺑﻣﺎ ﯾﺄﺗﻰ:
-٢أﻧﻬﻣﺎ ﺗﺳﺎوﯾﺎ ﻓﯾﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﻌﯾب ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻓﺗﺳﺎوﯾﺎ ﻓﯾﻪ ﻻﺣﻘﺎ ﻛﺎﻟﻣﺗﺑﺎﯾﻌﯾن)٠(٣
-٣أﻧﻪ ﻟﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﻌﻘد ﻓﯾﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻧﺎﻓﻌﻪ اﺳﺗوى ﻓﯾﻪ ﻣﺎ ﺗﻘدم ﻣن اﻟﻌﯾوب وﻣﺎ
ﻛﺎن ﺣﺎدﺛﺎ ﻛﺎﻹﺟﺎرة ،ﻓﻠﻣﺎ ﻛﺎن ﻟﻠزوج اﻟﺧﯾﺎر ﺑﺎﻟﻌﯾب اﻟﻣﺗﻘدم ﻛﺎن ﻟﻪ اﻟﺧﯾﺎر
ﺑﺎﻟﻌﯾب اﻟﺣﺎدث ﺑﻌد اﻟﻌﻘد )٠ (٤
-٤وﻻ ﻧظر إﻟﻰ أﻧﻪ ﯾﻣﻠك اﻟطﻼق ؛ ﻷن اﻟﻔﺳﺦ ﯾدﻓﻊ ﻋﻧﻪ اﻟﺗﺷطﯾر ﻗﺑل اﻟوطء
وﯾﻧﻘص اﻟﻌدد ﻻ إن ﻛﺎن ﻣطﻠﻘﺎ )٠ (٥
اﻟراﺟﺢ :ﻣذﻫب اﻟﻘﺎﺋﻠﯾن ﺑﺛﺑوت ﺧﯾﺎر اﻟﻔﺳﺦ ﻟﻠزوج ﺑﺎﻟﻌﯾب اﻟﺣﺎدث ﺑﺎﻟزوﺟﺔ ﻛﻣﺎ
ﻟﻠزوﺟﺔ ؛ ْإذ ﻻ ﻣﺳوغ ﻟﻠﺗﻔرﯾق ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ،واﻟﻘول ﺑﺄﻧﻪ ﯾﻣﻠك اﻟطﻼق دوﻧﻬﺎ ﻣردود:
ﺑﺄن اﻟﻐرض ﻣن اﻟﻔﺳﺦ ﺑﺧﻼﻓﻪ ﻣن اﻟطﻼق ﻟﻣﺎ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺳﺦ ﻣن ﻋدم
اﻟﺗﺷطﯾر إن ﻛﺎن اﻟﻔﺳﺦ ﻗﺑل اﻟوطء أو اﻟدﺧول ،وﻣن اﻟرﺟوع ﺑﺎﻟﻐرم ﻋﻠﻰ ﻣن
ﻏرﻩ إن ﻛﺎن ﺑﻌد اﻟدﺧول ،وﻣن ﻋدم اﻧﻘﺎص ﻋدد اﻟطﻠﻘﺎت اﻟﺗﻰ ﯾﻣﻠﻛﻬﺎ اﻟزوج،
٢٧٤
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
وﻫذﻩ أﻏراض ﻣﻌﺗﺑرة ﺗﺳوغ اﻟﻘول ﺑﺛﺑوت اﻟﺧﯾﺎر ﺑﺎﻟﻌﯾب اﻟﺣﺎدث ﺑﻌد اﻟﻌﻘد ﻛﻣﺎ
ﯾﺛﺑت ﺑﺎﻟﻌﯾب اﻟﻣﺗﻘدم
وﺑﻌد أن اﻧﺗﻬﯾت ﻣن ﺣﻛم ﺛﺑوت اﻟﺧﯾﺎر ﺑﺎﻟﻌﯾب اﻟﻣﺗﻘدم ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘد واﻟﺣﺎدث ﺑﻌدﻩ
أﺗﻧﺎول ﻓﻰ اﻟﻣطﺎﻟب اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ :طﺑﯾﻌﺔ اﻟﺧﯾﺎر اﻟﺛﺎﺑت ﺑﺎﻟﻌﯾب ﻣن ﺣﯾث اﻟﻔور أو
اﻟﺗراﺧﻰ ،ﺛم اﻵﺛﺎر اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺳﺦ ﻋﻰ اﻟﻧﺣو اﻟﺗﺎﻟﻰ:
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث
) (١اﻟﻣﺻﺑﺎح اﻟﻣﻧﯾر ﻓﻰ ﻏرﯾب اﻟﺷرح اﻟﻛﺑﯾر ﻟﻠﻔﯾوﻣﻰ ﺣـ / ٢ص ٤٨٢ﻣﺎدة ﻓﺎر ،ﻟﺳﺎن
اﻟﻌرب ﻻﺑن ﻣﻧظور ﻣﺎدة ﻓﺎر ﺣـ / ١٠ص ٣٤٦دار إﺣﯾﺎء اﻟﺗراث اﻟﻌرﺑﻰ ٠
) (٢اﻟﻔﺻول ﻓﻰ اﻷﺻول ﻷﺑﻰ ﺑﻛر ﺑن ﻋﻠﻰ اﻟرازى ) اﻟﺟﺻﺎص ( ﺣـ / ٢ص ١٠٧اﻟﻧﺎﺷر
وزارة اﻷوﻗﺎف اﻟﻛوﯾﺗﯾﺔ اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ١٤١٤ﻫـ ١٩٩٤ -م ٠
) (٣ﻟﺳﺎن اﻟﻌرب ﻻﺑن ﻣﻧظور ﺣرف اﻟﯾﺎء ﻓﺻل اﻟراء ﺣـ / ١٤ص ٣١٥دار ﺻﺎدر ٠
) (٤اﻟﺑﺣر اﻟراﺋق ﺣـ / ٢ص ٠ ٣٠٥
) (٥ﺑداﺋﻊ اﻟﺻﻧﺎﺋﻊ ﻓﻰ ﺗرﺗﯾب اﻟﺷراﺋﻊ ﺣـ / ٢ص ٠ ٤
٢٧٥
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
وﻣﻌﻧﻰ ﻛون ﺧﯾﺎر اﻟﻌﯾب ﻓﻰ اﻟﻧﻛﺎح ﻋﻠﻰ اﻟﻔور :طﻠب ﺻﺎﺣب اﻟﺣق ﻓﻰ اﻟرد
ﺑﺎﻟﻌﯾب ﻓﻰ أول وﻗت اﻟﺣق ﻓﻰ اﻟطﻠب ﯾﻌﻧﻰ ﺑﻌد اﻟﻌﻠم ﺑﺎﻟﻌﯾب ٠
وﻣﻌﻧﻰ ﻛوﻧﻪ أى اﻟﺧﯾﺎر ﻋﻠﻰ اﻟﺗراﺧﻰ :أﻧﻪ ﻻ ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ ﻣرﯾد اﻟرد ﺑﺎﻟﻌﯾب
اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﻓور اﻟﻌﻠم ﺑﺎﻟﻌﯾب ،ﻓﺎﻟوﻗت اﻷول ﻟﻠﻣطﺎﻟﺑﺔ ﻟﯾس ﻣﻌﯾﻧﺎ ﺑﺷرط أن ﻻ
ﯾﺻدر ﻋﻧﻪ ﻣﺎ ﯾﻌﺗﺑر رﺿﻰ ﺑﺎﻟﻌﯾب ﺻراﺣﺔ أو ﺿﻣﻧﺎ ،ﺑﺄن ﯾﺻرح ﺑرﺿﺎﻩ ﺑﺎﻟﻌﯾب
أو ﺑﺄن ﯾﺄﺗﻰ ﻓﻌﻼ ﯾﺗﺿﻣن رﺿﺎﻩ ﺑﺎﻟﻌﯾب :ﻛﺄن ﯾطﺄ اﻟزوﺟﺔ إن ﻛﺎن اﻟﺣق ﻟﻪ ،أو
أن ﺗﻣﻛﻧﻪ ﻣن ﻧﻔﺳﻬﺎ إن ﻛﺎن اﻟﺣق ﻟﻬﺎ ٠
وﻗد اﺧﺗﻠف اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻓﻰ ﻛون ﺧﯾﺎر اﻟﻔﺳﺦ ﻓﻰ اﻟﻧﻛﺎح ﻋﻠﻰ اﻟﻔور أم
ﻋﻠﻰ اﻟﺗراﺧﻰ ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺛﺔ أﻗوال:
اﻟﻘول اﻷول :اﻟﻣﺎﻟﻛﯾﺔ ) (١ﯾرون أﻧﻪ إن ﻛﺎن اﻟﻌﯾب ﺣﺎدﺛﺎ ﺑﺎﻟزوﺟﺔ ﻓﻼ ﺧﯾﺎر
ﻟﻠزوج ؛ ﻷن اﻟﻌﺻﻣﺔ ﺑﯾدﻩ ،أﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﻌﯾب ﺣﺎدﺛﺎ ﺑﺎﻟزوج ﺑﻌد اﻟﻌﻘد ﻓﺈﻧﻪ
ﯾﻌزل ﻋﻧﻬﺎ ﻣﻊ وﺟوب اﻟﻧﻔﻘﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣن ﻣﺎﻟﻪ ،وﯾؤﺟل ﺳﻧﺔ ﻟﻠﻌﻼج ،ﻓﺈن ﺻﺢ
ٕواﻻ ﻛﺎن ﻟﻬﺎ اﻟﻔﺳﺦ ﻓﻰ اﻟﻌﯾب اﻟﺣﺎدث ﺑﻌد اﻟﻌﻘد ،ﻓﺎﻟرﺟل ﯾؤﺟل ﺳﻧﺔ ﻓﻰ اﻟﻘدﯾم
واﻟﺣﺎدث ﺑﻌد اﻟﻌﻘد ﻋﻠﻰ اﻟراﺟﺢ :أﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﻌﯾب ﺑﺎﻟﻣرأة ،ﻓﺈن ﻛﺎن ﻗدﯾﻣﺎً
ﺗؤﺟل ﺳﻧﺔٕ ،وان ﻛﺎن ﺣﺎدﺛﺎً ﻓﻼ ﯾﺗﺻور ﻓﯾﻪ اﻟﺗﺄﺟﯾل ﺑل إن ﺷﺎء طﻠق ٕوان ﺷﺎء
أﻣﺳك )٠ (٢
اﻟﻘول اﻟﺛﺎﻧﻰ :ذﻫب اﻟﺷﺎﻓﻌﯾﺔ ) ،(٣وﻓﻰ وﺟﻪ ﻋﻧد اﻟﺣﻧﺎﺑﻠﺔ ) (٤إﻟﻰ أن ﺧﯾﺎر
اﻟرد ﺑﺎﻟﻌﯾب ﻓﻰ اﻟﻧﻛﺎح ﺛﺎﺑت ﻋﻠﻰ اﻟﻔور ﯾﻌﻧﻰ ﯾطﻠب ﺑﻌد اﻟﻌﻠم ﺑﺎﻟﻌﯾب ٠
واﺳﺗدﻟوا :ﺑﺄﻧﻪ ﻋﯾب ﻋرف اﻟﺣظ ﻓﻰ اﻟﻔﺳﺦ ﺑﻪ ﻣن ﻏﯾر ﺗﺄﻣل أو ﺗﻔﻛﯾر ﻓﻬو
ﯾﺟرى ﻣﺟرى اﻟﻌﯾب ﻓﻰ اﻟﻣﺑﯾﻊ اﻟذى ﯾﺛﺑت ﻓﯾﻪ اﻟﺧﯾﺎر ﻋﻠﻰ اﻟﻔور ٠
٢٧٦
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
واﻟﻣراد ﺑﺎﻟﻔور ﻫﻧﺎ :اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺎﻟﻔﺳﺦ ﻋﻠﻰ اﻟﻔور وﻟﯾس اﻟﻔﺳﺦ ذاﺗﻪ ،ﺑﺄن
ﯾرﻓﻊ اﻷﻣر إﻟﻰ اﻟﺣﺎﻛم ﻓﯾﺳﺗدﻋﻰ اﻵﺧر وﯾﺳﺄﻟﻪ ،ﻓﺈن أﻗر ﺑﻪ أو ﻛﺎن اﻟﻌﯾب
ظﺎﻫ ارً ﻓﺳﺦٕ ،وان أﻧﻛر أو ﻛﺎن اﻟﻌﯾب ﺧﻔﯾﺎً ﻓﻌﻠﻰ اﻟﻣدﻋﻰ اﻟﺑﯾﻧﺔ ،ﻓﺈن أﻗﺎم اﻟﺑﯾﻧﺔ
ﻓﺳﺦ ،ﻓﻣﺗﻰ أﺧر اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ إﻟﻰ ﻣﺎ ﻟم ﺗﺟر ﺑﻪ اﻟﻌﺎدة ﺑطل )٠ (١
إﻟﻰ أن اﻟﺧﯾﺎر ﻫﻧﺎ )(٢
اﻟﻘول اﻟﺛﺎﻟث :ذﻫب اﻟﺣﻧﺎﺑﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺻﺣﯾﺢ ﻣن ﻣذﻫﺑﻬم
ﯾﺛﺑت ﻋﻠﻰ اﻟﺗراﺧﻰ ٠
واﺳﺗدﻟوا :ﺑﺄن اﻟﺧﯾﺎر ﺷرع ﻟرﻓﻊ ﺿرر ﻣﺗﺣﻘق ﻓﻛﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﺗراﺧﻰ ؛ ﻗﯾﺎﺳﺎ ﻋﻠﻰ
اﻟﻘﺻﺎص وﻣﻌﻧﻰ ﻛوﻧﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺗراﺧﻰ :أﻧﻪ ﻻ ﯾﺳﻘط ﻣﺎ ﻟم ﯾﻔﻌل ﺻﺎﺣب اﻟﺣق
ﻓﯾﻪ ﻣﺎ ﯾدل ﻋﻠﻰ اﻟرﺿﺎ ﻣن ﻗول ﻛﺄﺳﻘطت اﻟﻔﺳﺦ أو وطء إذا ﻛﺎن اﻟﺧﯾﺎر ﻟﻪ
ﻟدﻻﻟﺗﻪ ﻋﻠﻰ رﻏﺑﺗﻪ ﻓﯾﻬﺎ ،أو ﺗﻣﻛﻧﻪ ﻣن اﻟوطء إن ﻛﺎن اﻟﺧﯾﺎر ﻟﻬﺎ ؛ ﻷﻧﻪ دﻟﯾل
ﻋﻠﻰ رﻏﺑﺗﻬﺎ ﻓﯾﻪ ﻣﻊ اﻟﻌﻠم ﺑﺎﻟﻌﯾب ،ﻓﺈن ادﻋﻰ اﻟﺟﻬل ﺑﺎﻟﺧﯾﺎر وﻣﺛﻠﻪ ﯾﺟﻬﻠﻪ
ﻛﻌﺎﻣﻰ ﻻ ﯾﺧﺎﻟط اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻛﺛﯾ ار ﻓﺎﻷظﻬر ﺛﺑوت اﻟﻔﺳﺦ ؛ ﻋﻣﻼً ﺑﺎﻟظﺎﻫر ،وﯾﺳﻘط
ﺧﯾﺎرﻩ ﺑﻣﺎ ﯾدل ﻋﻠﻰ اﻟرﺿﺎ إن ﺟﻬل اﻟﺣﻛم )٠ (٣
واﻟراﺟﺢ :اﻟﻘول ﺑﺛﺑوت اﻟﺧﯾﺎر ﻋﻠﻰ اﻟﺗراﺧﻰ ؛ ﻷن آﺛﺎر اﻟﻣرض اﻟﻌﻘﻠﻰ ﻣﺳﺗﻣرة
وﻗد ﺗﺗﺣﻣل ﻓﻰ ﻣرﺣﻠﺔ ﻣﺎ وﻻ ﯾﻣﻛن إﺟﺑﺎر اﻟطرف اﻟﻣﺿرور ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﻣرار
ﺑدﻋوى أﻧﻪ ﻟم ﯾطﻠب اﻟﻔﺳﺦ ﻟﻣﺎ ﻋﻠم ﺑﺎﻟﻌﯾب ٠
اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﻔﺳﺦ اﻟﻧﻛﺎح ﺑﺎﻟﻌﯾب:
وﺣﯾث ﻗﻠﻧﺎ ﺑﺛﺑوت اﻟﺧﯾﺎر ﺑﺎﻟﻌﯾب ﻋﻠﻰ اﻟﻔور أو ﻋﻠﻰ اﻟﺗراﺧﻰ ﻓﻣﺎ ﻫﻰ اﻟﺟﻬﺔ
اﻟﻣﻧوط ﺑﻬﺎ إﯾﻘﺎع اﻟﻔﺳﺦ ؟ ﻫل ﻫو ﺻﺎﺣب اﻟﺧﯾﺎر ؟ أم ﻻﺑد ﻣن اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ أﻣﺎم
اﻟﺣﺎﻛم وﺗوﻟﻰ اﻟﺣﺎﻛم اﻟﻔﺳﺦ ؟
٢٧٧
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
ووﺟﻪ ﻫذااﻟﻘول :أﻧﻪ أﻣر ﻣﺧﺗﻠف ﻓﯾﻪ ﻓﻠم ﯾﺛﺑت إﻻ ﺑﺣﻛم ﺣﺎﻛم ﻛﺎﻹﻋﺳﺎر
ﺑﺎﻟﻧﻔﻘﺔ واﻟﻣﻬر ،وﻻ ﯾﺛﺑت اﻟﻔﺳﺦ إﻻ ﺑﺣﻛم اﻟﺣﺎﻛم واﻟﺣﺎﻛم ﺑﺎﻟﺧﯾﺎر ﺑﯾن أن ﯾﺗوﻟﻰ
اﻟﻔﺳﺦ ﺑﻧﻔﺳﻪ أو ﯾﺄﻣرﻫﻣﺎ ﺑﺎﻟﻔﺳﺦ ،ﻓﺈن ﺗﺻﺎدق اﻟزوﺟﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﻌﯾب واﺗﻔﻘﺎ ﻋﻠﻰ
اض ﻣﻧﻬﻣﺎ ﻓﻬل ﯾﺟوز ﻟﻬﻣﺎ اﻟﻔﺳﺦ ﺑﺄﻧﻔﺳﻬﻣﺎ ؟ اﻟﻔﺳﺦ ﻋن ﺗر ٍ
وﺟﻬﺎن ﻋﻧد اﻟﺷﺎﻓﻌﯾﺔ :اﻷول :ﯾﺟوز ذﻟك ؛ ﻷ ن اﻟﺣﻛم إﻧﻣﺎ ﯾﻛون ﻋﻧد
اﻟﺗﻧﺎزع ٠
٠ )(٣
اﻟﺛﺎﻧﻰ :ﻻ ﯾﺟوز ؛ ﻷن ﻣﺎ أﺷﺗﺑﻪ ﺣﻛﻣﻪ ﻻ ﯾﺗﻌﯾن إﻻ ﺑﺣﻛم
وذﻫب اﻟﺷﯾﺦ ﺗﻘﻰ اﻟدﯾن ﻣن اﻟﺣﻧﺎﺑﻠﺔ إﻟﻰ أن اﻟﺣﺎﻛم ﯾﺣﻛم ﺑﺎﻟﻔﺳﺦ أو ﯾﺄذن
ﺑﻪ ﻓﻣﺗﻰ ﺣﻛم أو أذن ﻷﺣد ﺑﺎﺳﺗﺣﻘﺎﻗﻪ ﻓﻌﻘد أو ﻓﺳﺦ ﻟم ﯾﺣﺗﺞ إﻟﻰ اﻟﺣﻛم
ﺑﺻﺣﺗﻪ ورﺟﺢ أن ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻔﺳوخ ﻻ ﺗﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﺣﻛم اﻟﺣﺎﻛم ،وذﻫب ﺻﺎﺣب
اﻟوﺟﯾز إﻟﻰ أن اﻟﺣﺎﻛم ﻫو اﻟذى ﯾﺗوﻟﻰ اﻟﻔﺳﺦ )٠ (٤
واﻟراﺟﺢ :أن اﻟﺣﺎﻛم ﻫو اﻟذى ﯾﻘﺿﻰ ﺑﺎﻟﻔﺳﺦ وﯾوﻗﻌﻪ وﻻ ﯾﺗرك اﻷﻣر ﻟﺻﺎﺣب
اﻟﺣق ﻓﻰ اﻟﻔﺳﺦ ،ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻰ ظل اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ اﻟﺗﻰ ﺗﻔرض ﺗوﺛﯾق ﻣﺛل ﻫذﻩ
اﻷﻣور ﺣﯾث ﺻﺎرت ﺟﻣﯾﻊ اﻹﺟراءات اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻌﻘد اﻟﻧﻛﺎح ﺗﺗم ﺑﺻورة رﺳﻣﯾﺔ
ﺳواء إﻧﺷﺎء اﻟﻌﻘد أو إﻧﻬﺎﺋﻪ ؛ وذﻟك رﻓﻌﺎ ﻟﻣﺎدة اﻟﻧزاع ﻓﺣﻛم اﻟﺣﺎﻛم ﯾﻘطﻊ اﻟﻧزاع
وﻻ ﯾﺗرك ﻣﺟﺎﻻ ﻟﻠﺷﻘﺎق ٠
٢٧٨
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
اﻟﻣﺑﺣث اﻟراﺑﻊ
اﻟﻣطﻠب اﻷول
٢٧٩
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
٢٨٠
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
-٢ﻷن ﻗﺿﯾﺔ اﻟﻔﺳﺦ رﺟوع ﻛل ﻣﻧﻬﻣﺎ إﻟﻰ ﻋﯾن ﺣﻘﻪ أو إﻟﻰ ﺑدﻟﻪ إن ﺗﻠف
ﻓﯾرﺟﻊ اﻟزوج إﻟﻰ ﻋﯾن ﺣﻘﻪ وﻫو اﻟﻣﺳﻣﻰ واﻟزوﺟﺔ إﻟﻰ ﺑدل ﺣﻘﻬﺎ وﻫو ﻣﻬر
اﻟﻣﺛل ﻟﻔوات ﺣﻘﻬﺎ ﺑﺎﻟدﺧول ٠
-٣وﻷن اﻷﻣر ﺻﯾر اﻟﺗﺳﻣﯾﺔ ﻛﺄن ﻟم ﺗﻛن ،ﯾﻌﻧﻰ ﻛﺎﻟﻌدم ﻓﯾﺳﻘط ﻣﺎ ﻗﺑل اﻟﻔﺳﺦ
ٕوان دﻓﻊ اﻟﻌﻘد ﻣن أﺻﻠﻪ ﻓﺎﻟواﺟب ﻣﻬر اﻟﻣﺛل ﻣطﻠﻘﺎ )٠ (١
واﺳﺗدﻟوا :ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻓرﻗﺔ ﺑﻌد اﻟدﺧول ﻓﻰ ﻧﻛﺎح ﺻﺣﯾﺢ ﻓﯾﻪ ﻣﺳﻣﻰ ﺻﺣﯾﺢ ﻓوﺟب
اﻟﻣﺳﻣﻰٕ ،واﻧﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﻧﻛﺎح ﺻﺣﯾﺣﺎً ﻟوﺟود أرﻛﺎﻧﻪ وﺷروطﻪ ﻓﻛﺎن ﺻﺣﯾﺣﺎً ﻛﻣﺎ
ﻟو ﻟم ﯾﻔﺳﺧﻪ ؛ ﻷﻧﻪ ﻟو ﻟم ﯾﻔﺳﺧﻪ ﻟﻛﺎن ﺻﺣﯾﺣﺎً ﻓﻛذﻟك إذا ﻓﺳﺧﻪ ؛ وﻷﻧﻪ
ﺗﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻪ أﺣﻛﺎم اﻟﺻﺣﺔ ﻣن ﺛﺑوت اﻹﺣﺻﺎن واﻹﺑﺎﺣﺔ ﻟﻠزوج اﻷول وﺳﺎﺋر
أﺣﻛﺎم اﻟﺻﺣﯾﺢ ؛ وﻷﻧﻪ ﻟوﻛﺎن ﻓﺎﺳداً ﻟﻣﺎ ﺟﺎز ﺑﻘﺎؤﻩ وﺗﻌﯾن ﻓﺳﺧﻪ )٠ (٤
اﻟراﺟﺢ :اﻟﻘول ﺑوﺟوب اﻟﻣﺳﻣﻰ وﻟﯾس ﻣﻬر اﻟﻣﺛل ؛ ﻷن ﺣﻛم اﻟﻔﺳﺦ ﯾﺛﺑت ﻣن
ﺣﯾﻧﻪ ﻏﯾر ﺳﺎﺑق ﻋﻠﯾﻪ ،وﻣﺎ وﻗﻊ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺔ ﯾﺳﺗﺣﯾل أن ﯾﻛون واﻗﻌﺎ ﻋﻠﻰ ﻏﯾرﻫﺎ
٢٨١
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
؛ وﻷﻧﻪ ﻟو ﻓﺳﺦ اﻟﺑﯾﻊ ﺑﻌﯾب ﻟم ﯾﺻر اﻟﻌﻘد ﻓﺎﺳداً ،وﻻ ﯾﻛون اﻟﻧﻣﺎء ﻟﻐﯾر
اﻟﻣﺷﺗرى ) (١؛ ﻷن اﻟﻔﺳﺦ ﯾﻧﺗﺞ أﺛرﻩ ﻣن ﺣﯾﻧﻪ ﻻ ﻓﯾﻣﺎ ﺳﺑق ﻋﻠﯾﻪ ٠
اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ :إذا ﻛﺎن اﻟﻔﺳﺦ ﺑﻌد اﻟدﺧول واﻟﻌﯾب ﺣﺎدث ﺑﻌد
اﻟدﺧول:
اﺗﻔق اﻟﻣﺎﻟﻛﯾﺔ ) ،(٢واﻟﺷﺎﻓﻌﯾﺔ ) ،(٣واﻟﺣﻧﺎﺑﻠﺔ ) (٤ﻋﻠﻰ وﺟوب اﻟﻣﺳﻣﻰ ﻟﻠزوﺟﺔ إذا
ﻛﺎن اﻟﻔﺳﺦ ﺑﺳﺑب ﻋﯾب ﺣﺎدث ﺑﻌد اﻟدﺧول واﺳﺗدﻟوا ﺑﻣﺎ ﯾﺄﺗﻰ:
)(٥
-١ﻷن اﻟدﺧول ﻗد ﻗرر اﻟﻣﺳﻣﻰ ﻗﺑل وﺟود اﻟﻌﯾب ٠
)(٦
-٢ﻷﻧﻪ اﺳﺗﻣﺗﻊ ﺑﺳﻠﯾﻣﺔ ﻓﺎﺳﺗﻘر اﻟﻣﺳﻣﻰ ٠
)(٧
-٣ﻷن اﻟﻣﻬر ﯾﺟب ﺑﺎﻟﻌﻘد وﯾﺳﺗﻘر ﺑﺎﻟدﺧول ﻓﻼ ﯾﺳﻘط ﺑﺣﺎدث ﺑﻌدﻩ ٠
-٤ﻷﻧﻪ ﻟو ﻛﺎن اﻟﻔﺳﺦ ﺑﺳﺑب راﺟﻊ ﻟﻠزوج ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺳﺗﺣق اﻟﻣﺳﻣﻰ ﻟﺗدﻟﯾﺳﻪ ﻣﻊ
)(٨
اﺳﺗﯾﻔﺎﺋﻪ ﺳﻠﻌﺗﻬﺎ ٠
وﺳواء ﻗﻠﻧﺎ إن اﻟواﺟب ﻟﻬﺎ اﻟﻣﺳﻣﻰ أو ﻣﻬر اﻟﻣﺛل ﻓﻣﺎ ﻏرﻣﻪ اﻟزوج وﻓﺎت
ﻣﻘﺻودﻩ ﺑﺎﻟﻌﯾب ﻫل ﯾرﺟﻊ ﺑﻪ اﻟزوج ﻋﻠﻰ اﻟزوﺟﺔ أم ﻋﻠﻰ وﻟﯾﻬﺎ أم ﻻ ﯾرﺟﻊ ﺑﻪ
؟ ﻫذا ﻣﺎ ﺳﺄﺑﯾﻧﻪ ﻓﻰ اﻟﻣطﻠب اﻟﺗﺎﻟﻰ:
٢٨٢
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻰ
رﺟوع اﻟزوج ﺑﻣﺎ ﻏرﻣﻪ
وﺣﯾث ﻗﻠﻧﺎ ﺑوﺟوب اﻟﻣﺳﻣﻰ أو ﻣﻬر اﻟﻣﺛل ﻟﻠزوﺟﺔ ﻣﺗﻰ ﻓﺳﺦ اﻟﻌﻘد ﺑﺳﺑﺑﻬﺎ أو
ﺑﺳﺑﺑﻪ ﻓﻬل ﯾﻌود اﻟزوج اﻟﻐﺎرم ﺑﻣﺎ ﻏرﻣﻪ ﻋﻠﻰ ﻣن ﻏرﻩ ﻣن اﻟزوﺟﺔ أو وﻟﯾﻬﺎ؟
ﻏرﻩ ﻣن اﻟﻣرأة أو
اﺧﺗﻠف اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻓﻰ ﺣﻛم رﺟوع اﻟزوج ﻋﻠﻰ َﻣْن ﱠ
وﻟﯾﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣذﻫﺑﯾن:
اﻟﻣذﻫب اﻷول :ذﻫب ﻣﺎﻟك ) ،(١واﻟﺷﺎﻓﻌﻰ ﻓﻰ اﻟﻘدﯾم ) ،(٢وأﺣﻣد ) ،(٣ورواﻩ
اﻟﺷﺎﻓﻌﻰ ﻋن ﻋﻣر ،وﻋﻠﻰ ،واﺑن ﻋﺑﺎس- ،رﺿﻰ اﷲ ﻋﻧﻬم ،(٤)-وﻫو ﻗول
اﻟزﻫرى ،وﻗﺗﺎدﻩ ) ،(٥ذﻫﺑوا إﻟﻰ أن اﻟزوج ﯾرﺟﻊ ﺑﻣﺎ ﻏرﻣﻪ ﻋﻠﻰ ﻣن ﻏرﻩ ٠
ﻓﻰ اﻟﺟدﯾد :إﻟﻰ أن اﻟزوج ﻻ ﯾرﺟﻊ ﺑﻣﺎ )(٦
اﻟﻣذﻫب اﻟﺛﺎﻧﻰ :ذﻫب اﻟﺷﺎﻓﻌﻰ
ﻏرﻣﻪ ﻋﻠﻰ ﻣن ﻏرﻩ:
أدﻟﺔ اﻟﻣذﻫب اﻷول :اﺳﺗدل اﻟﻘﺎﺋﻠون ﺑﺎﻟرﺟوع ﺑﺎﻟﺳﻧﺔ ،واﻟﻣﻌﻘول:
أ – أدﻟﺗﻬم ﻣن اﻟﺳﻧﺔ:
-١ﻣﺎ روى ﻋن ﻋﻣر -رﺿﻰ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻧﻪ -ﻗﺎل " :أﯾﻣﺎ رﺟل ﺗزوج اﻣرأة
وﺑﻬﺎ ﺟﻧون أو ﺟذام أو ﺑرص ﻓﻣﺳﻬﺎ ﻓﻠﻬﺎ اﻟﺻداق ،وذﻟك ﻟزوﺟﻬﺎ ﻏرم ﻋﻠﻰ
وﻟﯾﻬﺎ " )٠ (٧
٢٨٣
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
وﺟﻪ اﻟدﻻﻟﺔ ﻣن اﻷﺛر :أﻧﻪ ﯾدل ﺻراﺣﺔ ﻋﻠﻰ أن اﻟزوج ﯾرﺟﻊ ﻋﻠﻰ اﻟوﻟﻰ إذا
ﻏرﻩ ودﻟس ﻋﻠﯾﻪ ٠
وﻫو ذم ﻟﻣن ﻏش ودﻟس ﻓﯾﻘﺗﺿﻰ أن ﯾﺿﻣن ﻣﺎ ﺿﺎع ﻋﻠﻰ ﻏﯾرﻩ ﺑﺳﺑب ﻏﺷﻪ
وﺗدﻟﯾﺳﻪ ٠
وﻗد وﺿﻊ اﻟﻘﺎﺋﻠون ﺑرﺟوع اﻟزوج ﻋﻠﻰ ﻣن ﻏرﻩ ﺿواﺑط ﻟﯾﺻﺢ اﻟرﺟوع
وﻫﻰ:
-١اﻟﺿﺎﺑط اﻷول :اﻟﻐرور ﺷرط اﻟﺿﻣﺎن :ﻓﻔﻰ اﻷﺛر ﻋن ﻋﻣر -رﺿﻰ اﷲ
ﻋﻧﻪ " :-وﻫو ﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﻣن ﻏرﻩ " ،وذﻟك ﺑﺄن ﯾﻛون ﻋﺎﻟﻣﺎ ﺑﺎﻟﻌﯾب ﻓﺈذا ﻛﺎن
ﺟﺎﻫﻼً ﻓﻼ ﻏرم ﻋﻠﯾﻪ ؛ ْإذ ﻻ ﻏرر ﻣﻧﻪ إﻻ ﻣﻊ اﻟﻌﻠم ) ٠ (٣ﻓﺈن ادﻋت ﻋﻠﻣﻪ
ﺑﺎﻟﻌﯾب ﻗﺑل اﻹﺻﺎﺑﺔ وأﻧﻛرﻩ وأﻣﻛن اﻷﻣران – اﻟﻌﻠم وﻋدﻣﻪ – ﻓﺎﻟﻘول ﻗوﻟﻪ ﺑﯾﻣﯾﻧﻪ
؛ ﻷن اﻷﺻل ﻓﯾﻪ ﻋدم اﻟﻌﻠم وﺛﺑوت اﻟﺧﯾﺎر )٠ (٤
) (١ﺻﺣﯾﺢ ﻣﺳﻠم ،ﻛﺗﺎب اﻹﯾﻣﺎن ،ﺑﺎب ﻗول اﻟﻧﺑﻰ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم ) :ﻣن ﻏﺷﻧﺎ ﻓﻠﯾس ﻣﻧﺎ
ﻣﻧﺎر ( رﻗم ) (٤٣دار إﺣﯾﺎء اﻟﺗراث اﻟﻌرﺑﻰ ﺑﯾروت ،إرواء اﻟﻐﻠﯾل ﻓﻰ ﺗﺧرﯾﺞ أﺣﺎدﯾث
اﻟﺳﺑﯾل ﻟﻸﻟﺑﺎﻧﻰ ،ﺣـ / ٥ص ،١٦١اﻟﻣﻛﺗب اﻹﺳﻼﻣﻰ اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ١٤٠٥ﻫـ -
١٩٨٥م ٠
) (٢ﺣﺷﺎﯾﺔ اﻟﺻﺎوى ﺣـ / ٢ص ،٤٧٨اﻟﺣﺎوى اﻟﻛﺑﯾر ﺣـ / ١ص ،٤٧٤اﻟﻣﻐﻧﻰ ﻻﺑن ﻗداﻣﻪ
ﺣـ / ٧ص ٠ ١٩٠
) (٣ﺳﺑل اﻟﺳﻼم ﺣـ / ٥ص ٠ ٢٠٠
) (٤اﻟﺣﺎوى ﺣـ / ١١ص ٠ ٤٧٤
٢٨٤
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
-٢اﻟﺿﺎﺑط اﻟﺛﺎﻧﻰ :أن ﯾﻛون اﻟوﻟﻰ ﻣﻣن ﻻ ﯾﺧﻔﻰ ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻌﯾب ﻛﺎﻷب واﻟﺟد
واﻷخ ﻣﻣن ﻟﻬم اﻟﻧظر إﻟﯾﻬﺎ ﻓﯾرﺟﻊ ﻋﻠﯾﻪ ؛ ﻷن اﻟظﺎﻫر أﻧﻪ ﯾﻌﻠم ﺑﺎﻟﻌﯾب ٕواﻻ ﻛﺎن
ﻣﻔرطﺎ ﺑﺗرك اﻻﺳﺗﻌﻼم ،أﻣﺎ إن ﻛﺎن ﻣﻣن ﻻ ﯾﺟوز ﻟﻬم اﻟﻧظر ﻛﺎﺑن اﻟﻌم واﻟﻣوﻟﻰ
اﻟﻣﻌﺗق واﻟﺣﺎﻛم ﻓﻼ ﯾرﺟﻊ ﻋﻠﯾﻪ إذا ﻟم ﯾﻌﻠم ﺑﺎﻟﻌﯾب أﻣﺎ إذا ﻋﻠم رﺟﻊ ﻋﻠﯾﻪ )٠ (١
ﻓﺈن ادﻋﻰ اﻟزوج ﻋﻠﻰ اﻟوﻟﻰ أﻧﻪ ﯾﻌﻠم ﺑﺎﻟﻌﯾب ﻓﺄﻧﻛر ﻓﺈن أﻗﺎم اﻟزوج ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺑﯾﻧﺔ
رﺟﻊ ﻋﻠﯾﻪ ٕواﻻ ﺣﻠف اﻟوﻟﻰ أﻧﻪ ﻟم ﯾﻌﻠم ﺑﺎﻟﻌﯾب ورﺟﻊ اﻟزوج ﻋﻠﻰ اﻟزوﺟﺔ )٠ (٢
وﻻ ﯾرﺟﻊ اﻟوﻟﻰ ﺑﻣﺎ ﻏرﻣﻪ ﻋﻠﻰ اﻟزوﺟﺔ إن ﻛﺎن ﻫو اﻟﻐﺎر ؛ ﻷﻧﻬﺎ اﺳﺗﺣﻘت
اﻟﻣﻬر ﺑﺎﻟﺑﻧﺎء )٠ (٣
اﻟﺿﺎﺑط اﻟﺛﺎﻟث :إن ﻛﺎن اﻟﺗﻐرﯾر ﻣن اﻟزوﺟﺔ ﻫل ﯾرﺟﻊ ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟزوج ﺑﺟﻣﯾﻊ
اﻟﺻداق ؟
اﺧﺗﻠﻔوا ﻋﻠﻰ ﻗوﻟﯾن :اﻷول :وﻫو وﺟﻪ ﻋﻧد اﻟﺷﺎﻓﻌﯾﺔ ) ،(٤ووﺟﻪ ﻋﻧد
اﻟﺣﻧﺎﺑﻠﺔ ) ،(٥أﻧﻪ ﯾرﺟﻊ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﺟﻣﯾﻊ اﻟﺻداق:
ﺗوﺟﯾﻪ ﻫذا اﻟﻘول :أﻧﻬﺎ ﻗد ﺣﺻل ﻟﻬﺎ ﺑدل اﻟوطء وﻫو اﻟﻣﻬر ٕواﻧﻣﺎ ﯾرﺟﻊ
ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﺳﺑب آﺧر ﻓﻬو ﻛﻣﺎ ﻟو وﻫﺑﺗﻪ ﻟﻪ ٠
اﻟﺛﺎﻧﻰ :وﻫو ﻣذﻫب اﻟﻣﺎﻟﻛﯾﺔ ) ،(٦واﻷﺻﺢ ﻋﻧد اﻟﺷﺎﻓﻌﯾﺔ ) ،(٧ووﺟﻪ ﻋﻧد
اﻟﺣﻧﺎﺑﻠﺔ ) :(٨أن ﯾﺗرك ﻟﻬﺎ ﻣﺎ ﯾﻌﺗﺑر ﺻداﻗﺎ وﺣددﻩ اﻟﻣﺎﻟﻛﯾﺔ ﺑرﺑﻊ دﯾﻧﺎر ٠
٢٨٥
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
ورﺟﺢ اﺑن ﻗداﻣﻪ :اﻟرﺟوع ﺑﺟﻣﯾﻊ اﻟﺻداق ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻛﻣﺎ ﻟو ﻏرﻩ ﻏﯾرﻫﺎ ؛ ﻷن
اﻟرﺟوع إﻧﻣﺎ ﯾﻛون ﻟﺳﺑب آﺧر ؛ ﻷﻧﻬﺎ اﺳﺗﺣﻘت اﻟﻣﻬر ﺑﺎﻟﺑﻧﺎء ﻓﯾﻛون ﺑﻣﻧزﻟﺔ ﻣﺎ
ﻟو وﻫﺑﺗﻪ إﯾﺎﻩ )٠(١
اﻟﺿﺎﺑط اﻟراﺑﻊ :أﻧﻪ إذا ﻋﻠم ﺑﺎﻟﻌﯾب وﻗت اﻟﻌﻘد أو ﺑﻌدﻩ ورﺿﻰ ﺑﻪ أو وﺟد ﻣﻧﻪ
ﻣﺎ ﯾدل ﻋﻠﻰ اﻟرﺿﺎ ﻓﻼ ﺧﯾﺎر ﻟﻪ ؛ ﻷﻧﻪ ﻗد دﺧل ﻋﻠﻰ ﺑﺻﯾرة أو أﺳﻘط ﺣﻘﻪ ؛
أﺷﺑﻪ اﻟﻣﺷﺗرى إذا ﻋﻠم ﺑﻌﯾب اﻟﻣﺑﯾﻊ وﻗت اﻟﺑﯾﻊ أو ﺑﻌدﻩ ورﺿﻰ ﺑﻪ )٠ (٢
أدﻟﺔ اﻟﻣذﻫب اﻟﺛﺎﻧﻰ :اﺳﺗدل اﻟﻘﺎﺋﻠون ﺑﻌدم رﺟوع اﻟزوج ﺑﻣﺎ ﻏرﻣﻪ ﻋﻠﻰ ﻣن
ﻏرﻩ ﻣن اﻟﺳﻧﺔ واﻟﻣﻌﻘول:
أ – ﻣن اﻟﺳﻧﺔ:
-١ﺣدﯾث ﻋﺎﺋﺷﺔ -رﺿﻰ اﷲ ﻋﻧﻬﺎ " :-أﯾﻣﺎ اﻣرأة ﻧﻛﺣت ﺑﻐﯾر إذن وﻟﯾﻬﺎ
ﻓﻧﻛﺎﺣﻬﺎ ﺑﺎطل ،ﻓﺈن أﺻﺎﺑﻬﺎ ﻓﻠﻬﺎ اﻟﺻداق ﺑﻣﺎ اﺳﺗﺣل ﻣن ﻓرﺟﻬﺎ " )٠ (٣
وﺟﻪ اﻟدﻻﻟﺔ ﻣن اﻟﺣدﯾث :أﻧﻪ ﺟﻌل ﻟﻬﺎ اﻟﺻداق ﻓﻰ اﻟﻧﻛﺎح اﻟﺑﺎطل وﻫﻰ اﻟﺗﻰ
ﻏرﺗﻪ ﻓﻸن ﯾﺟﻌل ﻟﻬﺎ اﻟﺻداق ﺑﻼ رﺟوع ﻋﻠﻰ اﻟﻐﺎر ﻓﻰ اﻟﻧﻛﺎح اﻟﺻﺣﯾﺢ اﻟذى
اﻟزوج ﻓﯾﻪ ﻣﺧﯾر ﺑطرﯾق اﻷوﻟﻰ ،وﻗد ﯾﻘﺎل :ﻫذا ﻣطﻠق ﻣﻘﯾد ﺑﺣدﯾث " :وﻫو ﻟﻪ
ﻋﻠﻰ ﻣن ﻏرﻩ " )٠ (٤
) (١اﻟﻣﻐﻧﻰ ﻻﺑن ﻗداﻣﻪ ﺣـ / ٧ص ،١٩١اﻟزرﻛﺷﻰ ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺗﺻر اﻟﺧرﻗﻰ ﺣـ / ٥ص
٠ ٢٤٩
) (٢اﻟزرﻛﺷﻰ ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺗﺻر اﻟﺧرﻗﻰ ﺣـ / ٥ص ٠ ٢٤٩
) (٣ﺻﺣﺣﻪ اﻷﻟﺑﺎﻧﻰ :إرواء اﻟﻐﻠﯾل ﻓﻰ ﺗﺧرﯾﺞ أﺣﺎدﯾث ﻣﻧﺎر اﻟﺳﺑﯾل ﺣـ / ٦ص ٢٤٣رﻗم
١٨٤٠اﻟﻧﺎﺷر اﻟﻣﻛﺗب اﻹﺳﻼﻣﻰ اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ١٩٨٥ – ١٤٠٥م ،اﻟﺗﻠﺧﯾص اﻟﺣﺑﯾﯾر
ﻓﻰ ﺗﺧرﯾﺞ أﺣﺎدﯾث اﻟراﻓﻌﻰ اﻟﻛﺑﯾر ﻻﺑن ﺣﺟر اﻟﻌﺳﻘﻼﻧﻰ ،ﻛﺗﺎب اﻟﻧﻛﺎح ،ﺑﺎب أرﻛﺎن
اﻟﻧﻛﺎح رﻗم ١٦٠٣ﺣـ / ٣ص ٣٢٠ﻣؤﺳﺳﺔ ﻗرطﺑﺔ ﺳﻧﺔ اﻟﻧﺷر ١٤١٦ﻫـ ١٩٩٥ -م
اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ٠
) (٤ﺳﺑل اﻟﺳﻼم ﺣـ / ٢ص ٠ ١٩٩
٢٨٦
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
-٢وروى ﺳﻌﯾد ﺑن ﻣﻧﺻور ﻧﺣوﻩ ﻋن ﻋﻠﻰ وزاد " :وﺑﻬﺎ ﻗرن وزوﺟﻬﺎ
ﺑﺎﻟﺧﯾﺎر ،ﻓﺈن ﻣﺳﻬﺎ ﻓﻠﻬﺎ اﻟﻣﻬر ﺑﻣﺎ اﺳﺗﺣل ﻣن ﻓرﺟﻬﺎ " ) ،(١وﻟم ﯾذﻛر ﻓﯾﻪ
اﻟﻌَﻔﻠَﺔ :ﺑﻔﺗﺢ اﻟﻣﻬﻣﻠﺔ
اﻟرﺟوع ﻋﻠﻰ اﻟﻐﺎر ،واﻟﻘرن ﺑﻔﺗﺢ اﻟﻘﺎف وﺳﻛون اﻟراء َ
)(٢
وﻫﻲ اﻧﺗﻔﺎخ ﻓﻲ واﻟﻔﺎء واﻟﻼم وﻫﻰ ﺗﺧرج ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣرأة ﻛﺎﻷدرة ﻓﻰ اﻟرﺟﺎل
اﻟﺧﺻﯾﺔ٠
-١ﺑﺄﻧﻪ ﺿﻣن ﻣﺎ اﺳﺗوﻓﻰ ﺑدﻟﻪ وﻫو اﻟوطء ﻓﻼ ﯾرﺟﻊ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﻏﯾرﻩ ؛ ﻛﻣﺎ ﻟو
ﻛﺎن اﻟﻣﺑﯾﻊ ﻣﻌﯾﺑﺎ ﻓﺄﻛﻠﻪ )٠ (٣
ﯾﻘوم
-٢وﻟﺋﻼ ﯾﺟﻣﻊ ﺑﯾن اﻟﻌوﺿﯾن ؛ وﻷن اﻟﻣﻬر ﺷرع ﻓﻰ اﻟﻧﻛﺎح ﻋﻠﻰ أن ﱠ
ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺑﺿﻊ ﻓﺈذا اﺳﺗوﻓﻰ ﻣﻧﻔﻌﺗﻪ ﺗﻘرر ﻋﻠﯾﻪ ﻋوﺿﻪ )٠ (٤
) (١اﻟﺳﻧن اﻟﻛﺑرى ﻟﻠﺑﯾﻬﻘﻰ ،ﻛﺗﺎب اﻟﻧﻛﺎح ﺟﻣﺎع أﺑواب اﻟﻌﯾوب ﻓﻰ اﻟﻣﻧﻛوﺣﺔ ،ﺑﺎب ﻣﺎ ﯾرد ﺑﻪ
اﻟﻧﻛﺎح ﻣن اﻟﻌﯾوب رﻗم ١٤٢٢٩ﺣـ / ٧ص ،٣٥٠وﺿﻌﻔﻪ اﻷﻟﺑﺎﻧﻰ ﻓﻰ إرواء اﻟﻐﻠﯾل ﺣـ
/ ٦ص ٠ ٣٢٦
) (٢ﺳﺑل اﻟﺳﻼم ﺣـ / ٢ص ٠ ٢٠١ ،٢٠٠
) (٣اﻟﻣﻐﻧﻰ ﻻﺑن ﻗداﻣﻪ ﺣـ / ٧ص ٠ ١٩٠
) (٤أﺳﻧﻰ اﻟﻣطﺎﻟب ﺣـ / ٣ص ٠ ١٧٨
٢٨٧
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث
) (١اﻟﻣﺑﺳوط ﺣـ / ٥ص ،٢٠٣ ،٢٠٢٠ﻓﺗﺢ اﻟﻘدﯾر ﺣـ / ٤ص ،٤٠٩ﺑداﺋﻊ اﻟﺻﻧﺎﺋﻊ ﺣـ ٣
/ص ٢١٢
) (٢اﻟﻔواﻛﻪ اﻟدواﻧﻰ ﻋﻠﻰ رﺳﺎﻟﺔ اﺑن أﺑﻰ زﯾد اﻟﻘﯾرواﻧﻰ ﻷﺣﻣد ﺑن ﻏﻧﯾم ﺑن ﺳﺎﻟم ﺑن ﻣﻬﻧﺎ
اﻟﻧﻔراوى ﺣـ / ٢ص ،٢٦٣دار اﻟﻔﻛر ط ١٤١٥ﻫـ ١٩٩٥ -م ،اﻟﺗﺎج واﻹﻛﻠﯾل ﺣـ / ٥
ص ،٥٥٤ﺣﺎﺷﯾﺔ اﻟﻌدوى ﻋﻠﻰ اﻟطﺎﻟب اﻟرﺑﺎﻧﻰ ﻟﻌﻠﻰ اﻟﺻﻌﯾدى اﻟﻌﻣرى ﺣـ / ٢ص
،٢٢٧دار اﻟﻔﻛر ط ١٤١٤ﻫـ ١٩٩٤ -م ٠
) (٣اﻟﺳﻧن اﻟﺻﻐرى ﻟﻠﻧﺳﺎﺋﻰ ﻷﺑﻰ ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن أﺣﻣد ﺑن ﺷﻌﯾب ﺑن ﻋﻠﻰ اﻟﺧراﺳﺎﻧﻰ اﻟﻧﺳﺎﺋﻰ
اﻟﻣﺗوﻓﻰ ٣٠٣ﻫـ ،ﺗﺣﻘﯾق ﻋﺑد اﻟﻔﺗﺎح أﺑو ﻏدة ،ﻛﺗﺎب اﻟطﻼق ﺑﺎب اﻟﺛﻼث اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ =
٢٨٨
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
ﻗﺎل اﺑن اﻟﻘﯾم :ﺛم ذﻛر ﺳﺑﺣﺎﻧﻪ اﻷﻣر ﺑﺈﺳﻛﺎن ﻫؤﻻء اﻟﻣطﻠﻘﺎت ﻓﻘﺎل" :
أﺳﻛﻧوﻫن ﻣن ﺣﯾث ﺳﻛﻧﺗم ﻣن وﺟدﻛم ،(١) " ...ﻓﺎﻟﺿﻣﺎﺋر ﻛﻠﻬﺎ ﯾﺗﺣد ﻣﻔﺳرﻫﺎ،
وأﺣﻛﺎﻣﻬﺎ ﻛﻠﻬﺎ ﻣﺗﻼزﻣﺔ ،وﻛﺎن ﻗول اﻟﻧﺑﻰ -ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم -ﻟﻔﺎطﻣﺔ
ﺑﻧت ﻗﯾس " :إﻧﻣﺎ اﻟﻧﻔﻘﺔ واﻟﺳﻛﻧﻰ ﻟﻠﻣرأة إذا ﻛﺎن ﻟزوﺟﻬﺎ ﻋﻠﯾﻬﺎ رﺟﻌﺔ " ﻣﺷﺗﻘﺎً
ﻣن ﻛﺗﺎب اﷲ ﻋز وﺟل وﻣﻔﺳ ارً وﺑﯾﺎﻧﺎً ﻟﻣراد اﻟﻣﺗﻛﻠم ﺑﻪ ﻓﻘد ﺗﺑﯾن اﺗﺣﺎد ﻗﺿﺎء
رﺳول اﷲ -ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم -وﻛﺗﺎب اﷲ ﻋز وﺟل ،واﻟﻣﯾزان اﻟﻌﺎدل
ﻣﻌﻬﻣﺎ أﯾﺿﺎ ،ﻻ ﯾﺧﺎﻟﻔﻬﻣﺎ ،ﻓﺈن اﻟﻧﻔﻘﺔ إﻧﻣﺎ ﺗﻛون ﻟﻠزوﺟﺔ ،ﻓﺈذا ﺑﺎﻧت ﻣﻧﻪ ﺻﺎرت
أﺟﻧﺑﯾﺔ ﺣﻛﻣﻬﺎ ﺣﻛم ﺳﺎﺋر اﻷﺟﻧﺑﯾﺎت وﻟم ﯾﺑق إﻻ ﻣﺟرد اﻋﺗدادﻫﺎ ﻣﻧﻪ ،وذﻟك ﻻ
ﯾوﺟب ﻟﻬﺎ ﻧﻔﻘﺔ ،واﻟﻘول ﺑﺄن ﻟﻬﺎ اﻟﺳﻛﻧﻰ دون اﻟﻧﻔﻘﺔ ﯾدﻓﻌﻪ اﻟﻧص واﻟﻘﯾﺎس
)٠(٢
اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ :إن ﻛﺎﻧت ﺣﺎﺋﻼ ًﻓﻠﻬﺎ اﻟﺳﻛﻧﻰ ﻋﻧد اﻟﺷﺎﻓﻌﯾﺔ ) (٣ﻓﻰ اﻟﻣذﻫب،
ورواﯾﺔ ﻋﻧد اﻟﺣﻧﺎﺑﻠﺔ ) (٤؛ ﻷﻧﻬﺎ ﻣﻌﺗدة ﻣن ﻧﻛﺎح ﺻﺣﯾﺢ ﺑﻔرﻗﺔ ﻓﻰ اﻟﺣﯾﺎة
ﻓﺄﺷﺑﻬت اﻟﻣطﻠﻘﺔ ؛ ﺗﺣﺻﯾﻧﺎً ﻟﻠﻣﺎء )٠ (٥
=وﻣﺎ ﻓﯾﻪ ﻣن اﻟﺗﻐﻠﯾظ ﺑﺎب اﻟرﺧﺻﺔ ﻓﻰ ذﻟك رﻗم ٣٤٠٣ﺣـ / ٦ص ١٤٤اﻟﻧﺎﺷر ﻣﻛﺗب
اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﺣﻠب اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ١٤٠٦ﻫـ ١٩٨٦ -م ،اﻟﺣﺎوى اﻟﻛﺑﯾر ﺣـ ١١
/ص ،٤٧٥اﻟﻣﻐﻧﻰ ﻻﺑن ﻗداﻣﻪ ﺣـ / ٧ص ،١٩٢ﺷرح اﻟزرﻛﺷﻰ ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺗﺻر
اﻟﺧرﻗﻰ ،ﺷﻣس اﻟدﯾن ﻣﺣﻣد ﺑن ﻋﺑد اﷲ اﻟزرﻛﺷﻰ ﺣـ / ٥ص ٣٥٣دار اﻟﻌﺑﯾﻛﺎن اﻟطﺑﻌﺔ
اﻷوﻟﻰ ١٢٤١٣ﻫـ ١٩٩٣ -م ٠
) (١اﻟطﻼق آﯾﺔ ) ٠ ( ٦
) (٢زاد اﻟﻣﻌﺎدى ﻓﻰ ﻫدى ﺧﯾر اﻟﻌﺑﺎد ﻟﻣﺣﻣد ﺑن أﺑﻰ ﺑﻛر أﯾوب اﻟزرﻋﻰ أﺑو ﻋﺑد اﷲ اﺑن اﻟﻘﯾم
ﺣـ / ٥ص ،٤٦٩ ،٤٦٨اﻟﻧﺎﺷر ﻣؤﺳﺳﺔ اﻟرﺳﺎﻟﺔ ٠ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﻣﻧﺎر اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ اﻟﻛوﯾت
اﻟطﺑﻌﺔ اﻟراﺑﻌﺔ ﻋﺷر ١٤٠٧ﻫـ ١٩٨٦ -م ٠
) (٣أﺳﻧﻰ اﻟﻣطﺎﻟب ﺷرح روض اﻟطﺎﻟب ﺣـ / ٣ص ،١٧٨زﻛرﯾﺎ ﺑن ﻣﺣﻣد ﺑن زﻛرﯾﺎ
اﻷﻧﺻﺎرى ،دار اﻟﻛﺗﺎب اﻹﺳﻼﻣﻰ ٠
) (٤اﻟﻣﻐﻧﻰ ﻻﺑن ﻗداﻣﻪ ﺣـ / ٧ص ٠ ١٩٢
) (٥أﺳﻧﻰ اﻟﻣطﺎﻟب ﺣـ / ٣ص ٠ ١٧٨
٢٨٩
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
وأﻣﺎ اﻟﻧﻔﻘﺔ :ﻓﻔﻰ ﻗول ﻋﻧد اﻟﺷﺎﻓﻌﯾﺔ ) ،(١ورواﯾﺔ ﻋﻧد اﻟﺣﻧﺎﺑﻠﺔ ) :(٢ﻟﻬﺎ اﻟﻧﻔﻘﺔ،
ﻷﻧﻬﺎ ﺑﺎﺋن ﻣن ﻧﻛﺎح ﺻﺣﯾﺢ ﻓﻰ ﺣﺎل ﺣﻣﻠﻬﺎ ﻓﻛﺎﻧت ﻛﺎﻟﻣطﻠﻘﺔ ﺛﻼﺛﺎ واﻟﻣﺧﺗﻠﻌﺔ ؛
وﻷﻧﻬﺎ وﺟﺑت ﻟﺣﻣﻠﻬﺎ واﻟﺣﻣل ﻻﺣق ﺑﻪ ٠وﻓﻰ ﻗول آﺧر ﻋﻧد اﻟﺷﺎﻓﻌﯾﺔ )،(٣
ورواﯾﺔ ﻋﻧد اﻟﺣﻧﺎﺑﻠﺔ ) :(٤ﻻ ﻧﻔﻘﺔ ﻟﻬﺎ ؛ ﻷن اﻟﻧﻔﻘﺔ وﺟﺑت ﻟﻠزوﺟﯾﺔ وﻗد اﻧﻘطﻌت
أو ؛ ﻷﻧﻬﺎ ﺑﺎﺋن ﻣن ﻧﻛﺎح ﻓﺎﺳد ٠
اﻟﻣطﻠب اﻟراﺑﻊ
ﻣن ﻣظﺎﻫر اﻻﺿطراﺑﺎت اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ اﻟﺗﻰ ﺻﺎرت واﺿﺣﺔ ﺑﯾن اﻟﻧﺎس ﻓﻰ اﻵوﻧﺔ
اﻷﺧﯾرة ﻣﺎ ﯾﻌرف ﺑﺎﻟﻣس اﻟﺷﯾطﺎﻧﻰ أو اﻟﺗﻠﺑس اﻟﺟﻧﻰ ،ﺣﯾث ﯾظﻬر ﻋﻠﻰ اﻹ ﻧﺳﺎن
أﻋراض ﻣرﺿﯾﺔ ﺷﺑﯾﻬﺔ ﺑﺄﻋراض اﻷﻣراض اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻛﺎﻟﺧوف اﻟﺷدﯾد ،واﻟﻘﻠق،
واﻻﻛﺗﺋﺎب ،واﻟﻬﻼوس اﻟﺳﻣﻌﯾﺔ واﻟﺑﺻرﯾﺔ ،واﻻﺧﺗﻼل ﻓﻰ اﻟﺣرﻛﺔ واﻟﻧطق ٠
وﻓﻰ ﺑﻌض اﻟﺣﺎﻻت ﯾﺻل اﻷﻣر إﻟﻰ ﺣد اﻟﺻرع اﻟﻣﺻﺣوب ﺑﺎﻟﺗﺷﻧﺟﺎت ﻣﻣﺎ ﯾؤﺛر
ﺳﻠﺑﺎً ﻋﻠﻰ ﺣﯾﺎة اﻹ ﻧﺳﺎن وﻋﻼﻗﺎﺗﻪ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻷﺳرﯾﺔ ،ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻼﻗﺗﻪ
اﻟزوﺟﯾﺔ ﺳواء ﻛﺎن اﻟﻣرﯾض اﻟزوج أو ﻛﺎﻧت اﻟزوﺟﺔ ،وﻛﺛﯾ ارً ﻣﺎ ﯾﺣدث ذﻟك أو
ﯾﻛون ﻣﺳﺗو ار ًﺛم ﯾظﻬر ﻓﻰ ﺑداﯾﺔ اﻟﺣﯾﺎة اﻟزوﺟﯾﺔ ﻣﻣﺎ ﯾﺿﻊ اﻟطرﻓﯾن ﻓﻰ ﺣرج
ﺷدﯾد اﻟطرف اﻟﻣرﯾض واﻟطرف اﻵﺧر ،اﻟذى ﯾﺻﺎب ﺑﺄﺿرار ﺑﺎﻟﻐﺔ ﺑﺳﺑب اﻟواﻓد
ﻏﯾر اﻟﻣرﻏوب ﻓﯾﻪ وﻫو اﻟﻣرض اﻟﻧﻔﺳﻰ أو اﻟﻌﻘﻠﻰ ،أو اﻟﻣس اﻟﺷﯾطﺎﻧﻰ اﻟذى
ﯾﻌﺻف ﺑﺎﻟﺣﯾﺎة اﻟزوﺟﯾﺔ ﻣن أﺳﺎﺳﻬﺎ ،ﻓﯾطﺎﻟب اﻟطرف اﻟﻣﺿرور ﺑﺈﻧﻬﺎﺋﻬﺎ ﻣﺗﺄﺛ ار
ﺑﺎﻷﺿرار اﻟﺗﻰ ﺗﺣدث ﻟﻪ ﺧﺎﺻﺔ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟزوﺟﯾﺔ ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣﺎ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ
٢٩٠
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
ذﻟك ﻣن ﻣﺷﻛﻼت ﻣﺎﻟﯾﺔ ﺑﺳﺑب ﻣﺎ ﻏرﻣﻪ اﻟزوج واﻟزوﺟﺔ ﻹ ﺗﻣﺎم اﻟزواج ﻻﺳﯾﻣﺎ
ﻓﻰ ظل اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﺑﺎﻫظﺔ اﻟﺗﻰ ﻧﺷﻬدﻫﺎ ﻓﻰ ﻫذا اﻟﻌﺻر ٠
ٕوازاء ﺗﻠك اﻟﻣﺷﻛﻼت ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﯾﻧﺎ أن ﻧوﺿﺢ أﺛر اﻻﺿطراﺑﺎت اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ أو اﻟﻣس
اﻟﺷﯾطﺎﻧﻰ أو اﻟﺟﻧﻰ ﻛﻣﺎ ﯾﻌﺗﻘد ﻋﻠﻰ ﻋﻘد اﻟﻧﻛﺎح ﻣن ﺧﻼل ﻣﺎ ﯾﺄﺗﻰ:
أ – ﺗﻌرﯾف اﻟﻣس :ﻟﻐﺔ :ﻣﻼﻗﺎة ظﺎﻫر اﻟﺷﻰء ظﺎﻫر ﻏﯾرﻩ ،وﯾﻌﺑر ﺑﺎﻟﻣس ﻋن
اﻟﺟﻧون ورﺟل ﻣﻣﺳوس :ﺑﻪ ﻣس ﻣن اﻟﺟﻧون وﻓﻰ اﻟﺗﻧزﯾل " ﻛﺎﻟذى ﯾﺗﺧﺑطﻪ
اﻟﺷﯾطﺎن ﻣن اﻟﻣس " ) ،(١واﻟﻣس اﻟﺟﻧون )٠ (٢
وﻫﻧﺎك ﻣﺎ ﯾﻌرف ﺑﺎﻟﻣس اﻟروﺣﻰ :ﻏزو روح ﻣﺷﺎﻏﺑﺔ ﻟﻬﺎﻟﺔ إﻧﺳﺎن أى
ﺣﻠوﻟﻬﺎ ﻓﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻻﻫﺗ اززات اﻷﺛﯾرﯾﺔ اﻟﺗﻰ ﺗﻌﻠو اﻟرأس وﯾوﺟد ﺑﻬﺎ اﻟﻌﻘل
ﺣﺳﯾﺔ أو ﻋﺿوﯾﺔ ً ،ﻓﺎﻷرواح اﻟﺧﺑﯾﺛﺔ أو
ً وﺟﻣﯾﻊ ﻣراﻛز اﻟﺣس ﻓﯾﺳﺑب أﻣراﺿﺎً
اﻟﺷرﯾرة اﻟﻣؤذﯾﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﺗﺟﺳدة ﻗد ﺗﺣدث ﻓﻰ ظروف ﺧﺎﺻﺔ اﺿطراﺑﺎت ﺟﺳﻣﯾﺔ
أو ﻋﻘﻠﯾﺔ ﺧطﯾرة ﻟﺑﻌض اﻟﻧﺎس )٠ (٤
٢٩١
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
ﻟﻐﺔ :اﻟﻠﺑس ﻟﻐﺔ اﻟﺧﻠط ،ﯾﻘﺎل :ﻟﺑﺳت ﻋﻠﯾﻪ اﻷﻣر أى ﺧﻠطﺗﻪ ﻓﺎﻟﻠﺑس ﻣﻌﻧﺎﻩ
اﺧﺗﻼط اﻷﻣر وﯾﻘﺎل ﻟﻠﻣﺟﻧون ﻣﺧﺎﻟط )٠ (١
-١اﻟﻬﻠوﺳﺔ :ﺣﯾث ﯾدﻋﻰ اﻟﻣﺻﺎب أﻧﻪ ﯾﺳﻣﻊ أﺻواﺗﺎ ﺗﻧﺎدﯾﻪ واﻟﻣﻣﺳوس ﻛذﻟك
ﯾزﻋم أن ﺷﺧﺻﺎ ﯾﻧﺎدﯾﻪ ٠
ﻫذا ٕوان ﻛﺎن ﻫﻧﺎك ﺗﺷﺎﺑﻪ ﺑﯾن اﻟﻣرض اﻟﻧﻔﺳﻰ واﻟﻣس اﻟﺷﯾطﺎﻧﻰ إﻻ أﻧﻪ ﯾﻣﻛن
ﻣﻼﺣظﺎت اﻟﻔروق اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
) (١ﻟﺳﺎن اﻟﻌرب ،ﻣﺎدة :ﻟﺑس ﺣـ / ١٢ص ٣٢٢٣دار إﺣﯾﺎء اﻟﺗراث اﻟﻌرﺑﻰ ٠
)(٢اﻻﯾﻣﺎن ﺑﺎﻟﺟن ﺑﯾن اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ واﻟﺗﻬوﯾل ص ٤٨٤ﻟﻌﻠﻰ ﺑن ﻧﺎﯾف اﻟﺷﺣود ،دار اﻟﻣﻌﻣورة ﻧﻬﺎﻧﺞ
– ﻣﺎﻟزﯾﺎ – اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ١٤٣٢ﻫـ ١٩٩٩ -م ٠
) (٣ﺑﯾن اﻟﻔﺻﺎم اﻟذﻫﻧﻰ واﻟﻣس اﻟﺷﯾطﺎﻧﻰ ﻣوﻗﻊ ﺑرﻫﺎن اﻟﺷرع ٠
٢٩٢
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
-٢اﻟﻣﻣﺳوس ﯾﺷﻔﻰ ﺳرﯾﻌﺎً ﻓﻘد ﯾﺷﻔﻰ ﻓﻰ ﺟﻠﺳﺔ واﺣدة ﺗﻣﺎﻣﺎً ﺑﺧﻼف ﻣرﯾض
اﻟﻔﺻﺎم ﻓﯾﺣﺗﺎج إﻟﻰ وﻗت طوﯾل ﻟﻠﻌﻼج )٠ (١
واﻟﺣق أﻧﻪ ﻻ ﺗﺿﺎرب ﺑﯾن اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺷرﻋﯾﺔ واﻟﻌﻘل اﻹ ﻧﺳﺎﻧﻰ ٕوان ﻛﺎﻧت ﺑﻌض
اﻟﻧﺻوص ﺗﺗﻧﺎول ﻗﺿﺎﯾﺎ ﻻ ﯾﺣﺗﻣﻠﻬﺎ اﻟﻌﻘل اﻟﺑﺷرى ﻻﺳﯾﻣﺎ ﻓﻰ ﻣﺳﺎﺋل اﻟﻌﻘﺎﺋد
واﻟﺳﻣﻌﯾﺎت ؛ ْإذ ﻻ ﯾﻣﻛن ﺗرك اﻟﻌﻧﺎن ﻟﻠﻌﻘل اﻟﺑﺷرى ﻟﯾﺧوض ﻓﯾﻬﺎ ﻓﯾﻘرر ﻣﺎ ﻫو
ﻣﻣﻛن وﻣﺎ ﻫو ﻟﯾس ﻣﻣﻛﻧﺎ ﺑدون اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺻوص اﻟﻘرآﻧﯾﺔ واﻟﻧﺑوﯾﺔ اﻟﺗﻰ
ﺗﻔﺳر ﻟﻧﺎ ﻣﺎ وراء اﻹدراك اﻹ ﻧﺳﺎﻧﻰ اﻟﻘﺎﺻر ﻋن إدراك ذاﺗﻪ ﻓﻛﯾف ﺑﺈدراك
ﺣﻘﺎﺋق اﻟﻐﯾب اﻟﺗﻰ ﻻ ﯾﺗﺻورﻫﺎ وﻣﻧﻬﺎ ﻗﺿﯾﺔ اﻟﻣس اﻟﺷﯾطﺎﻧﻰ ٠
ٕواذا ﻛﺎن اﻟﻌﻘل اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ ﻗﺎﺻ ارً ﻋن إدراك ﻗﺿﯾﺔ اﻟﻣس اﻟﺷﯾطﺎﻧﻰ وأﻧﻪ ﻣدﻋو
إﻟﻰ اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺻوص اﻟﺷرﻋﯾﺔ ﻟﻠوﻗوف ﻋﻠﻰ ﺣﻘﯾﻘﺗﻬﺎ ،ﻓﺈن اﻟواﺟب
اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺻوص اﻟﺻﺣﯾﺣﺔ اﻟﺧﺎﻟﯾﺔ ﻋن اﻟﻌﻠل اﻟﻘﺎدﺣﺔ ﻣﺗﻧﺎً وﺳﻧداً ،ﻛﻣﺎ
ﯾﻧﺑﻐﻰ أن ﯾﻛون اﻟﻧﺎظر ﻓﻰ اﻟﻧص اﻟﺷرﻋﻰ ﻟدﯾﻪ أﻫﻠﯾﺔ اﻟﻧظر ،ﺑﺄن ﯾﻛون ﻣﺗﻣﻛﻧﺎً
ﺧﺎﺻﺔ ﺗﻠك اﻟﻧﺻوص اﻟﺗﻰ ﺗﺣﺗﻣل أﻛﺛر ﻣن وﺟﻪ ؛ ﻷن ً ﻟﻐﺔ وﻓﻘﻬﺎً
ﻣن أدواﺗﻪ ً
ﺗﺣدﯾد اﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﻣراد ﻣﻧﻬﺎ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻪ إﺛﺑﺎت أو ﻧﻔﻰ ﻗﺿﯾﺔ ﻏﺎﯾﺔ ﻓﻰ اﻷﻫﻣﯾﺔ
ﻓﺎﻻﺧﺗﻼف ﻓﻰ ﻓﻬم اﻟﻧﺻوص ﺳﺑب ﻗوى ﻣن أﺳﺑﺎب اﺧﺗﻼف اﻟﻌﻠﻣﺎء ﻓﻰ ﺗﻘرﯾر
أﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ٠
) (١اﻗﺗران اﻟﺟﻧﻰ ﺑﺎﻷﻧس واﻻﻟﺗﺑﺎس واﻟﻣس اﻟﺷﯾطﺎﻧﻰ ) ﺑﺣث ﻛﺗﺎﺑﺔ /ﻋﺎﺻم ﻋﺑد اﻟﻣﺟﯾد،
اﻟﻣطﺎﺑﻌﺔ ،اﻻﻟﺗﺑﺎس وأﻏراﺿﻪ ﺣﺳب وﺟﻬﺔ ﻧظر اﻟدﯾن ،إﺳﻼم وﯾب ٠
٢٩٣
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
وﻗد وردت آﯾﺎت وأﺧﺑﺎر ﺗﺗﺿﻣن ذﻛر اﻟﻣس اﻟﺷﯾطﺎﻧﻰ أو اﻟﺟﻧﻰ ﻟﻺﻧﺳﺎن ،اﺗﻛﺄ
ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓرﯾق ﻣن اﻟﻌﻠﻣﺎء ﻓﻰ إﺛﺑﺎت اﻟﺗﻠﺑس اﻟﺟﻧﻰ ﺑﺎﻹﻧﺳﺎن وﺗﺄﺛﯾرﻩ ﻋﻠﻰ إدراﻛﻪ
وﺳﻠوﻛﻪ ﺗﺄﺛﯾ ارً ﻣﺑﺎﺷ ارً ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ذﻫب آﺧرون إﻟﻰ إﻧﻛﺎر اﻟﻣس اﻟﺷﯾطﺎﻧﻰ أو
اﻟﺗﻠﺑﺳﻰ اﻟﺟﻧﻰ ،وﯾﺻرﻓون اﻷﻟﻔﺎظ ﻋن ﻣﻌﺎﻧﯾﻬﺎ إﻟﻰ ﻣﻌﺎن أﺧرى :ﻣن ﻫذﻩ
اﻟﻧﺻوص:
-١أوﻻ :ﻣن اﻟﻘرآن اﻟﻛرﯾم :ﻗوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ " :اﻟذﯾن ﯾﺄﻛﻠون اﻟرﺑﺎ ﻻ ﯾﻘوﻣون إﻻ
)(١
ﻛﻣﺎ ﯾﻘوم اﻟذى ﯾﺗﺧﺑطﻪ اﻟﺷﯾطﺎن ﻣن اﻟﻣس" ...
ﯾﻘول ﺻﺎﺣب اﻟﻣﻧﺎر :ﻓﺎﻵﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻫذا ﻻ ﺗﺛﺑت أن اﻟﺻرع اﻟﻣﻌروف ﯾﺣﺻل ﺑﻔﻌل
اﻟﺷﯾطﺎن ﺣﻘﯾﻘﺔ وﻻ ﺗﻧﻔﻰ ذﻟك وﻓﻰ اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ﺧﻼف ﺑﯾن اﻟﻌﻠﻣﺎء ،أﻧﻛر اﻟﻣﻌﺗزﻟﺔ
وﺑﻌض أﻫل اﻟﺳﻧﺔ أن ﯾﻛون ﻟﻠﺷﯾطﺎن ﻓﻰ اﻹ ﻧﺳﺎن ﻏﯾر ﻣﺎ ﯾﻌﺑر ﻋﻧﻪ
ﺑﺎﻟوﺳوﺳﺔ ،وﻗﺎل ﺑﻌﺿﻬم :إن ﺳﺑب اﻟﺻرع ﻣن اﻟﺷﯾطﺎن ﻛﻣﺎ ﻫو ظﺎﻫر اﻟﺗﺷﺑﯾﻪ
– ٕوان ﻟم ﯾﻛن ﻧﺻﺎ ﻓﯾﻪ – وﻗد ﺛﺑت ﻋﻧد أطﺑﺎء ﻫذا اﻟﻌﺻر أن اﻟﺻرع ﻣن
اﻷﻣراض اﻟﻌﺻﺑﯾﺔ اﻟﺗﻰ ﺗﻌﺎﻟﺞ ﻛﺄﻣﺛﺎﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﻌﻘﺎﻗﯾر وﻏﯾرﻫﺎ ﻣن طرق اﻟﻌﻼج
اﻟﺣدﯾﺛﺔ وﻗد ﯾﻌﺎﻟﺞ ﺑﻌﺿﻬﺎ ﺑﺎﻷوﻫﺎم ،وﻫذا ﻟﯾس ﺑرﻫﺎﻧﺎً ﻗطﻌﯾﺎً ﻋﻠﻰ أن ﻫذﻩ
اﻟﻣﺧﻠوﻗﺎت اﻟﺧﻔﯾﺔ اﻟﺗﻰ ﯾﻌﺑر ﻋﻧﻬﺎ ﺑﺎﻟﺟن ﯾﺳﺗﺣﯾل أن ﯾﻛون ﻟﻬﺎ ﻧوع اﺗﺻﺎل
ﺑﺎﻟﻧﺎس اﻟﻣﺳﺗﻌدﯾن ﻟﻠﺻرع ﻓﺗﻛون ﻣن أﺳﺑﺎﺑﻪ ﻓﻰ ﺑﻌض اﻷﺣوال )٠ (٢
٢٩٤
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
ٕواﻟﻰ ﻫذا ذﻫب ﻓرﯾق ﻣن اﻟﻌﻠﻣﺎء إﻟﻰ أن اﻟﻣراد ﺑﺎﻟﻣس ﻫﻧﺎ ،اﻟﻣس ﺑﺎﻟﺟﻧون
ﺣﻘﯾﻘﺔ ﻓﺎﻟﺷﯾطﺎن ﯾﺗﺧﺑط اﻻﻧﺳﺎن ﺑﺎﻟﻣس ﺑﺎﻟﺟﻧون ،وأن ﻫذا أﻣر ﻣﺷﺎﻫد ،أن
اﻟﺷﯾطﺎن ﯾﺻرع ﺑﻧﻰ آدم ورﺑﻣﺎ ﯾﻘﺗﻠﻪ – ﻧﺳﺄل اﷲ اﻟﻌﺎﻓﯾﺔ – ﺑﺻرﻋﻪ وﯾﺑدأ
ﯾﺗﺧﺑط وﯾﺗﻛﻠم واﻹ ﻧﺳﺎن ﻧﻔﺳﻪ ﻻ ﯾﺗﻛﻠم – ٕواﻧﻣﺎ ﯾﺗﻛﻠم اﻟﺷﯾطﺎن اﻟذى ﺻرﻋﻪ)٠(٢
وﻗد اﻋﺗﺑر اﻟﺑﯾﺿﺎوى اﻟﻘول ﺑﺄن اﻟﻣراد ﺑﺎﻟﻣس :أن اﻟﺷﯾطﺎن ﯾﺧﺑط اﻹ ﻧﺳﺎن
ﻓﯾﺻرع ﻣﺟرد زﻋم :ﻗﺎل :وﻫذا أﯾﺿﺎ ﻣن زﻋﺎﻣﺗﻬم أن اﻟﺟﻧﻰ ﯾﻣﺳﻪ ﻓﯾﺧﺗﻠط ﻋﻘﻠﻪ
وﻟذﻟك ﻗﯾل :ﺟن اﻟرﺟل )٠ (٣
ﺑﯾﻧﻣﺎ ذﻫب آﺧرون إﻟﻰ أن اﻟﻣراد ﺑﺎﻟﻣس اﻟﺟﻧﻰ اﻟﺣﻘﯾﻘﻰ ،وأن اﻟﺟﻧﻰ ﻗد ﯾﺗﻠﺑس
اﻹ ﻧﺳﺎن ﻓﻌﻼً ﺗﻠﺑﺳﺎً ﻛﺎﻣﻼً :ﻓﻬم ﯾﺛﺑﺗون أﺛ ارً ﻟﻠﺟﻧﻰ ﻋﻠﻰ اﻹ ﻧﺳﺎن ﻓﺈن ﺗﺳﻠط
ﺷﯾطﺎن ﻣن ﺷﯾﺎطﯾن اﻟﺟن ﻋﻠﻰ إﻧﺳﻰ ﯾﺗﺧﺑطﻪ ﺑﻣس – واﻟﻌﯾﺎذ ﺑﺎﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ –
وﻫذا اﻟﻣس ﻟﻪ ﻋﻧدﻫم ﻣﻔﻬوم ﯾﻧﺿوى ﺗﺣﺗﻪ ﻛل ْأﺛر وﻣن ذﻟك اﻟوﺳوﺳﺔ
اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ ،وﻣن أﺛرﻩ اﻟﻠﻣﺔ وﻫﻰ ﺧﺎطر ﯾﻔﺿﻰ إﻟﻰ اﻟﺗردد ﻓﻰ اﻷﻣور أو اﻟﻣﯾل إﻟﻰ
) (١اﻟﻛﺷف واﻟﺑﯾﺎن ﻋن ﺗﻔﺳﯾر اﻟﻘرآن ﺣـ / ٢ص ٢٨١ﻷﺣﻣد ﺑن ﻣﺣﻣد ﺑن إﺑراﻫﯾم اﻟﺛﻌﺎﻟﺑﻰ
أﺑو إﺳﺣﺎق اﻟﻣﺗوﻓﻰ ٤٢٧ﻫـ ﺗﺣﻘﯾق اﻹﻣﺎم أﺑﻰ ﻣﺣﻣد ﺑن ﻋﺎﺷور ،اﻟﻧﺎﺷر دار إﺣﯾﺎء
اﻟﺗراث اﻟﻌرﺑﻰ ﺑﯾروت اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ١٤٢٢ﻫـ ٢٠٠٢ -م ٠
) (٢ﺗﻔﺳﯾر اﻟﻔﺎﺗﺣﺔ واﻟﺑﻘرة ﺣـ / ٣ص ٣٧٥ﻟﻠﺷﯾﺦ ﻣﺣﻣد ﺑن ﺻﺎﻟﺢ ﺑن ﻣﺣﻣد اﻟﻌﺛﯾﻣﯾن
اﻟﻣﺗوﻓﻰ ١٩٩٠م ،اﻟﻧﺎﺷر دار اﺑن اﻟﺟوزى – اﻟﺳﻌودﯾﺔ اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ١٤٢٣ﻫـ ٠
) (٣أﻧوار اﻟﺗﻧزﯾل وأﺳرار اﻟﺗﺄوﯾل ﺣـ / ١ص ١٦١ﻟﻧﺎﺻر اﻟدﯾن أﺑو ﺳﻌﯾد ﻋﺑد اﷲ ﺑن ﻋﻣر
ﺑن ﻣﺣﻣد اﻟﺷﯾرازى اﻟﺑﯾﺿﺎوى اﻟﻣﺗوﻓﻰ ٦٨٥ﻫـ اﻟﻣﺣﻘق ﻣﺣﻣد ﺑن ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن اﻟﻣرﻋﺷﻠﻰ
اﻟﻧﺎﺷر دار إﺣﯾﺎء اﻟﺗراث اﻟﻌرﺑﻰ ﺑﯾروت اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ١٤١٨ﻫـ ،اﻹﯾﻣﺎن ﺑﺎﻟﺟن ﺑﯾن
اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ واﻟﺗﻬوﯾل ،ﻟﻌﻠﻰ ﺑن ﻧﺎﯾف اﻟﺷﺣود ﺣـ / ١ص ٤٨٦اﻟﻧﺎﺷر دار اﻟﻣﻌﻣورة ﺑﻬﺎﻧﺞ –
ﻣﺎﻟﯾزﯾﺎ اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ١٤٣٢ﻫـ ٢٠١٠ -م ٠
٢٩٥
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
اﻟﺷر واﻻﻧﺻراف ﻋن اﻟﺧﯾر ،وﻗد ﺗﺑﻠﻎ اﻟوﺳوﺳﺔ ﺣد ﺳﻠب اﻹرادة وﻗد ﯾﺗﺑﻊ ذﻟك
اﻷذى اﻟﻧﻔﺳﻰ اﻟﻣس اﻟﺟﻧﻰ -وﻫو اﻟﺗﺧﺑط – وﻫو أذى وﺗﻌد ﻣﺎدى ﺟﺳدى
ﯾؤدى إﻟﻰ اﺧﺗﻼل اﻟﺣرﻛﺎت ﻓﯾﺗﺧﺑط اﻟﻣﻣﺳوس ﻓﻰ ﻣﺷﯾﻪ ﻣﺛﻼ أو ﯾﻔﻘد اﻟﺳﯾطرة
ﻋﻠﻰ ﺗﺻرﻓﺎﺗﻪ ،وﻫذا ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑﺎﻟﺻرع وﻗد ﯾﺻل اﻟﺻرع إﻟﻰ ﺣد اﻟﺗﻠﺑس ﻓﯾﻛون
ﻋﻧدﺋذ ﺳﯾطرة ﺗﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘل واﻟﺟﺳد ﻓﯾﻌل اﻟﻣﻣﺳوس ﺑﺳﺑﺑﻬﺎ ﺟﺳداً وﻧﻔﺳﺎً
وﯾؤﺛر ذﻟك ﻋﻠﻰ ﻋﻘﻠﻪ ﻓﯾﺻﯾﺑﻪ ﻟﻣم ) طرف ﻣن اﻟﺟﻧون ( أو ﺟﻧون ﺗﺎم واﻟﻌﯾﺎذ
ﺑﺎﷲ ،ﻓﻼ ﯾﻌﻰ ﺑﻌدﻫﺎ ﻣﺎ ﯾﻘول ،وﻗد ﯾﻘول ﻣﺎ ﻻ ﯾرﯾد أو ﻣﺎ ﻻ ﯾﻔﻬم وﻗد ﯾؤذى
ﻏﯾرﻩ وﻫو ﻣﺳﻠوب اﻹرادة ،وﻗد ﯾﻛرﻩ اﻟﻌﺑﺎدة وﯾﻛون اﻟﻛﺎرﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻫو
اﻟﺷﯾطﺎن اﻟذى اﺳﺗﻬواﻩ ﻓﻣﺳﻪ ﻓﺗﻠﺑس ﺑﻪ.
وﺧﻼﺻﺔ ذﻟك :أن اﻟﻣس ﻣن ﻗﺑل ﺷﯾطﺎن ﻣن ﺷﯾﺎطﯾن اﻟﺟن ﻹﻧﺳﺎن ﻫو
اﻧﺗﻬﺎء ﺑﺎﻟﺗﻠﺑس ،ﻧﺳﺄل اﷲ
ً اﻟﺗﻌرض ﻟﻪ ﺑﺄذى ﺑدءاً ﺑﺎﻟوﺳوﺳﺔ ،وﻣرو ارً ﺑﺎﻟﺻرع ،و
اﻟﻌﺎﻓﯾﺔ )٠ (١
ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﻣن اﻟﺳﻧﺔ :وردت أﺣﺎدﯾث ﻛﺛﯾرة ﺗﺑﯾن أن اﻟﺷﯾطﺎن ﯾؤﺛر ﻓﻰ اﻹ ﻧﺳﺎن
ﻧﻔﺳﺎً وﺟﺳداً ﺣﻣﻠﻬﺎ اﻟﻘﺎﺋﻠون ﺑﺄن ﻟﻠﺟن ﺗﺄﺛﯾ ارً ﻣﺎدﯾﺎً ﻋﻠﻰ اﻟﺟﺳد اﻹ ﻧﺳﺎﻧﻰ ﯾﺻل
إﻟﻰ ﺣد اﻟدﺧول ﻓﯾﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ وأن اﻟﺷﯾطﺎن ﯾدﺧل اﻟﺟﺳد وﯾﺻرﻋﻪ وﯾﺟرى
ﻓﻰ اﻟدم اﻹ ﻧﺳﺎﻧﻰ ﻧﻔﺳﻪ ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻧﺻوص:
-١ﻋن أﺑﻰ ﺳﻌﯾد اﻟﺧدرى -رﺿﻰ اﷲ ﻋﻧﻪ -ﻗﺎل :ﻗﺎل رﺳول اﷲ -ﺻﻠﻰ
اﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم " :-إذا ﺗﺛﺎءب أﺣدﻛم ﻓﻠﯾﻣﺳك ﺑﯾدﻩ ﻋﻠﻰ ﻓﯾﻪ ﻓﺈن اﻟﺷﯾطﺎن
) (١اﻟﺗﺣﺻن ﻣن ﻛﯾد اﻟﺷﯾﺎطﯾن ﺣـ / ١ص ،٢٩ ،٢٨دراﺳﺔ ﺗﺄﺻﯾﻠﯾﺔ ﻣﺳﺗﻔﯾﺿﺔ ﻟﻘﺿﺎﯾﺎ –
اﻟﻌﯾن واﻟﺣﺳد – اﻟﺳﺣر – واﻟﻣس وﻏﯾرﻫﺎ ﻣﻊ ﺑﯾﺎن اﻟﻣﺷروع ﻣن اﻟﺗﺣﺻﯾن واﻟرﻗﻰ وأﺻول
اﻟﺗداوى د /ﺧﺎﻟد ﺑن ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن ﺑن ﻋﻠﻰ اﻟﺟرﺳﻰ ٠
٢٩٦
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
ﯾدﺧل " ) ،(١وﻓﻰ رواﯾﺔ اﻟﺑﺧﺎرى " :ﻓﺈن أﺣدﻛم إذا ﺗﺛﺎءب ﺿﺣك ﻣﻧﻪ
اﻟﺷﯾطﺎن")٠ (٢
ﻗﺎﻟوا :اﻟﺣدﯾث دﻟﯾل ﺻرﯾﺢ ﻋﻠﻰ دﺧول اﻟﺷﯾطﺎن ﻓم اﻹ ﻧﺳﺎن ﻟذﻟك أﻣر اﻟﻧﺑﻰ
-ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم -أن ﯾﺿﻊ اﻹ ﻧﺳﺎن ﯾدﻩ ﻋﻠﻰ ﻓﯾﻪ ﻋﻧد اﻟﺗﺛﺎءب ٠
-٢ﻋن اﺑن ﻣﺳﻌود -رﺿﻰ اﷲ ﻋﻧﻪ -ﻗﺎل " :ذﻛر رﺟل ﻋن اﻟﻧﺑﻰ -ﺻﻠﻰ اﷲ
ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم -ﻧﺎم ﺣﺗﻰ أﺻﺑﺢ ﻓﻘﺎل اﻟﻧﺑﻰ -ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم " :-ذاك
رﺟل ﺑﺎل اﻟﺷﯾطﺎن ﻓﻰ أذﻧﻪ " )٠ (٣
ﺣﻰ -رﺿﻰ اﷲ ﻋﻧﻬﺎ -ﻗﺎﻟت :ﻗﺎل رﺳول اﷲ -ﺻﻠﻰ اﷲ -٣ﻋن ﺻﻔﯾﺔ ﺑﻧت ﱢ
ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم " :-إن اﻟﺷﯾطﺎن ﯾﺟرى ﻣن اﻹ ﻧﺳﺎن ﻣﺟرى اﻟدمٕ ،واﻧﻰ ﺧﺷﯾت أن
)(٤
ﯾﻘذف ﻓﻰ ﻗﻠوﺑﻛﻣﺎ ﺷﯾﺋﺎ "
واﻟﺣدﯾث دﻟﯾل ﻋﻠﻰ ﻣذﻫب اﻟﻘﺎﺋﻠﯾن ﺑﺗﻠﺑس اﻟﺟن اﻟﺟﺳد اﻹ ﻧﺳﺎﻧﻰ ﻓﻬو ﯾﺟرى
ﻣن اﻹ ﻧﺳﺎن ﻣﺟرى اﻟدم ٠
) (١ﺻﺣﯾﺢ ﻣﺳﻠم اﻟﻣﺳﻧد اﻟﺻﺣﯾﺢ اﻟﻣﺧﺗﺻر ﺑﻧﻘل اﻟﻌدل ﻋن اﻟﻌدل إﻟﻰ رﺳول اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ
ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم ،ﻛﺗﺎب اﻟزﻫد واﻟرﻗﺎﺋق ،ﺑﺎب ﺗﺷﻣﯾت اﻟﻌﺎطس وﻛراﻫﺔ اﻟﺗﺛﺎؤب رﻗم ٥٧/٢٩٩٥
ﺣـ / ٤ص ٢٢٩٣اﻟﻧﺎﺷر دار إﺣﯾﺎء اﻟﺗراث اﻟﻌرﺑﻰ ،ﺑﯾروت ٠
) (٢اﻟﺑﺧﺎرى ،ﻛﺗﺎب اﻷدب ،ﺑﺎب إذا ﺗﺛﺎءب ﻓﻠﯾﺿﻊ ﯾدﻩ ﻋﻠﻰ ﻓﯾﻪ رﻗم ،٦٢٢٦ﺻﺣﯾﺢ
اﻟﺑﺧﺎرى ،اﻟﺟﺎﻣﻊ اﻟﻣﺳﻧد ،اﻟﻧﺎﺷر دار طوق اﻟﻧﺟﺎة ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ١٤٢٢ ،ﻫـ ٠
) (٣ﺻﺣﯾﺢ اﻟﺑﺧﺎرى ،ﻛﺗﺎب اﻟﺗﻬﺟد ،ﺑﺎب إذا ﻧﺎم وﻟم ﯾﺻل ﺑﺎل اﻟﺷﯾطﺎن ﻓﻰ أذﻧﻪ رﻗم ،١١٤٤
دار طوق اﻟﻧﺟﺎة ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ١٤٢٢م ٠
) (٤ﺻﺣﯾﺢ ﻣﺳﻠم ،ﻛﺗﺎب اﻟﺳﻼم ،ﺑﺎب ﺑﯾﺎن أﻧﻪ ﯾﺳﺗﺣب ﻟﻣن رﺋﻰ ﺧﺎﻟﯾﺎ ﺑﺎﻣرأة – ،٢٣/ ٢١٧٤
ﺣـ / ٤ص ،١٧١٢دار إﺣﯾﺎء اﻟﺗراث اﻟﻌرﺑﻰ ﺑﯾروت ،ﺻﺣﯾﺢ اﻟﺑﺧﺎرى ،ﻛﺗﺎب
اﻻﻋﺗﻛﺎف ،ﺑﺎب زﯾﺎرة اﻟﻣرأة زوﺟﻬﺎ ﻓﻰ اﻋﺗﻛﺎﻓﻪ رﻗم ٢٠٣٥ﺣـ / ٣ص ٤٩دار طوق
اﻟﻧﺟﺎة اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ١٤٢٢ﻫـ ٠
٢٩٧
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
-٤ﻋن أﺑﻰ ﻫرﯾرة -رﺿﻰ اﷲ ﻋﻧﻪ :-أن اﻟﻧﺑﻰ -ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم -
ﻗﺎل " :إذا اﺳﺗﯾﻘظ أﺣدﻛم ﻣن ﻧوﻣﻪ ﻓﺗوﺿﺄ ﻓﻠﯾﺳﺗﻧﺛر ﺛﻼﺛﺎً ﻓﺈن اﻟﺷﯾطﺎن ﯾﺑﯾت
ﻋﻠﻰ ﺧﯾﺷوﻣﻪ ( )٠ (١
وﺣﻣل اﻟﻠﻔظ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﯾﻘﺗﻪ دﻟﯾل ﻋﻠﻰ ﺗﻣﻛن اﻟﺷﯾطﺎن ﻣن اﻟﺟﺳد اﻹ ﻧﺳﺎﻧﻰ ﻓﻬو
ﯾﺑﯾت ﻋﻠﻰ ﺧﯾﺷوﻣﻪ ٠
وﻗوﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺧﯾﺷوﻣﻪ :ﻋﻠﻰ أﻧﻔﻪ ،وﻗﯾل :ﻫو اﻷﻧف ﻛﻠﻪ ،ﻗﺎل اﻟﻘﺎﺿﻰ ﻋﯾﺎض
رﺣﻣﻪ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﯾﺣﺗﻣل أن ﯾﻛون ﻗوﻟﻪ -ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم " :-ﻓﺈن
اﻟﺷﯾطﺎن ﯾﺑﯾت ﻋﻠﻰ ﺧﯾﺎﺷﻣﻪ "ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻓﺈن اﻷﻧف أﺣد ﻣﻧﺎﻓذ اﻟﺟﺳم اﻟﺗﻰ
ﯾﺗوﺻل إﻟﻰ اﻟﻘﻠب ﻣﻧﻬﺎ ﻻﺳﯾﻣﺎ وﻟﯾس ﻣن ﻣﻧﺎﻓذ اﻟﺟﺳم ﻣﺎ ﻟﯾس ﻋﻠﯾﻪ ﻏﻠق
ﺳواﻩ ،وﺳوى اﻷذﻧﯾن وﻓﻰ اﻟﺣدﯾث " :إن اﻟﺷﯾطﺎن ﻻ ﯾﻔﺗﺢ َﻏﻠَﻘَﺎ " وﺟﺎء ﻓﻰ
اﻟﺗﺛﺎؤب :اﻷﻣر ﺑﻛظﻣﻪ ﻣن أﺟل دﺧول اﻟﺷﯾطﺎن ﺣﯾﻧﺋذ ﻓﻰ اﻟﻔم ،ﻗﺎل :وﯾﺣﺗﻣل
أن ﯾﻛون ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﻌﺎرة ؛ ﻓﺈن ﻣﺎ ﯾﻧﻌﻘد ﻣن اﻟﻐﺑﺎر ورطوﺑﺔ اﻟﺧﯾﺎﺷﯾم ﻗذارة
ﻓواﻓق اﻟﺷﯾطﺎن واﷲ أﻋﻠم )٠ (٢
وﺳواء اﻋﺗﺑرﻧﺎ اﻻ ﺗﺟﺎﻩ اﻟﻘﺎﺋل ﺑﺄن اﻟﻣس اﻟﺟﻧﻰ أو اﻟﺷﯾطﺎﻧﻰ ﻣس ﺣﻘﯾﻘﻰ وأن
اﻟﺗﻠﺑس اﻟﺟﻧﻰ ﺗﻠﺑس ﺣﻘﯾﻘﻲ ْإذ ﯾﺗﺧﺑط اﻟﺟﺳد ،وﯾﺻرﻋﻪ ،وﯾﺗﺣدث ﻋﻠﻰ ﻟﺳﺎﻧﻪ،
وﯾﺣﻣﻠون ﻣﺎ ورد ﻣن آﯾﺎت اﻟﻘرأن وأﺣﺎدﯾث اﻟرﺳول -ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم -
ﻋﻠﻰ ﺣﻘﯾﻘﺗﻬﺎ ،أو اﻋﺗﺑرﻧﺎ اﻻﺗﺟﺎﻩ اﻟﻘﺎﺋل ﺑﺄن ذﻟك ﻟﯾس ﺣﻘﯾﻘﯾﺎً وأن ﻣﺎ ورد ﻣن
ﺣدﯾث اﻟﻘرآن واﻟﺳﻧﺔ ﻋن اﻟﻣس اﻟﺟﻧﻰ أو اﻟﺷﯾطﺎﻧﻰ ﻛﻣﺎ ﻓﻰ ﻗوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ " :ﻻ
ﯾﻘوﻣون إﻻ ﻛﻣﺎ ﯾﻘوم اﻟذي ﯾﺗﺧﺑطﻪ اﻟﺷﯾطﺎن ﻣن اﻟﻣس (٣) " ..وﻗوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ" :
) (١ﺻﺣﯾﺢ ﻣﺳﻠم ،ﻛﺗﺎب اﻟطﻬﺎرة ،ﺑﺎب اﻹﯾﺛﺎر ﻓﻰ اﻻﺳﺗﺋﺛﺎر واﻻﺳﺗﺟﻣﺎر رﻗم ٢٣٨دار إﺣﯾﺎء
اﻟﺗراث اﻟﻌرﺑﻰ ،ﺑﯾروت ٠
) (٢ﺷرح اﻟﻧووى ﻋﻠﻰ ﻣﺳﻠم ،اﻟﻣﻧﻬﺎج ﺷرح ﺻﺣﯾﺢ ﻣﺳﻠم ﺑن اﻟﺣﺟﺎج ﻟﻣﺣﻲ اﻟدﯾن ﯾﺣﯾﻰ ﺑن
ﺷرف اﻟﻧووى اﻟﻣﺗوﻓﻰ ١٧٦٠ﻫـ ،ﺣـ / ٣ص ١٢٧اﻟﻧﺎﺷر دار إﺣﯾﺎء اﻟﺗراث اﻟﻌرﺑﻰ،
ﺑﯾروت ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ١٣٩٢ﻫـ -ﺑﺎب اﻹﯾﺛﺎر ﻓﻰ اﻻﺳﺗﺋﺛﺎر واﻻﺳﺗﺟﻣﺎر ٠
) (٣اﻟﺑﻘرة ٠٢٧٥
٢٩٨
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
أﻧﻰ ﻣﺳﻧﻰ اﻟﺷﯾطﺎن ﺑﻧﺻب وﻋذاب " ) ٠ (١وﻣﺛل ﺣدﯾث " :ﯾﺟرى ﻣن اﺑن آدم
ﻣﺟرى اﻟدم "وﺣدﯾث " :ﺑﺎل اﻟﺷﯾطﺎن ﻓﻰ أذﻧﻪ " وﺣدﯾث " ﺑﺎت ﻋﻠﻰ ﺧﯾﺷوﻣﻪ "
ﻛل ﻫذا وﺷﺑﻬﻪ ﯾﺣﻣل ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﺎز وﻫو ﺷدة اﻟوﺳوﺳﺔ واﻟﺗﺄﺛﯾر ،وﻻ ﺗﺣﻣل ﻋﻠﻰ
ﺣﻘﯾﻘﺔ اﻟﺧﺑط واﻟﺻرع واﻟدﺧول ﻓﻰ اﻟﺟﺳد ،واﻟﺗﺷﻧﺞ واﻟﺗﺣدث ﻋﻠﻰ ﻟﺳﺎن
اﻟﻣﺻروع أو اﻟﻣﻣﺳوس ،وأن ﻣﺎ ﯾﻘﻊ ﻓﻌﻼ ﻣن ذﻟك إﻧﻣﺎ ﻫو أﻋراض ﻷﻣراض
ﻧﻔﺳﯾﺔ وﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﻣس ٠
ﺳواء اﻋﺗﺑرﻧﺎ ﻫذا اﻻﺗﺟﺎﻩ أو ذاك ﻓﺈن اﻟﺣﻛم ﻋﻠﻰ اﻟﻣرض وﻣدى ﺗﺄﺛﯾرﻩ ﻋﻠﻰ
اﻟﺣﻛم اﻟﺷرﻋﻰ ﯾﻧﺎط ﺑﻣدى ﺗﺄﺛﯾرﻩ ﻋﻠﻰ اﻹدراك واﻟﺳﻠوك ،ﻓﺈذا ﺑﻠﻐت درﺟﺔ اﻟﺗﺄﺛﯾر
إﻟﻰ إﺣداث اﺧﺗﻼل اﻟﻘوة اﻟﻣﻣﯾزة وأﺧرﺟت اﻟﻣرﯾض ﻋن ﻋﺎدة اﻟﻌﻘﻼء ﺣﻛم ﻋﻠﯾﻪ
ﺑﻣﺎ ﯾﺣﻛم ﻋﻠﻰ ذاﻫب اﻟﻌﻘل ،ﻣن ﺣﯾث وﻗوع اﻟطﻼق وﻋدﻣﻪ ،أو اﻋﺗﺑﺎرﻩ ﺳﺑﺑﺎ
ﻓﻰ ﻓﺳﺦ ﻋﻘد اﻟﻧﻛﺎح أوﻻ ،وذﻟك ﻗﯾﺎﺳﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﺗوﻩ ،واﻟﻣدﻫوش ،واﻟﻣوﺳوس
إذا ﺑﻠﻐت درﺟﺔ إﺻﺎﺑﺗﻬم إﻟﻰ ﺣد اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ ﺗﺻرﻓﺎﺗﻬم اﻟﻘوﻟﯾﺔ أو اﻟﻔﻌﻠﯾﺔ ،أﻣﺎ
إن ﻛﺎﻧت ﺣﺎﻟﺗﻪ ﺧﻔﯾﻔﺔ ﻻ ﺗﺣدث ﻫذا اﻟﺗﺄﺛﯾر وﯾﻛون ﻓﻰ أﻏﻠب أﺣﯾﺎﻧﻪ ﺷﺧﺻﺎً
طﺑﯾﻌﯾﺎً ﻓﻼ ﺗؤﺛر ﺣﺎﻟﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﺻرﻓﺎﺗﻪ وﯾﻘﻊ طﻼﻗﻪ وﻻ ﯾﻌﺗﺑر ﻣرﺿﻪ ﻋﯾﺑﺎ ٠
واﻟذى ﯾﻘرر ذﻟك ﻫم اﻷطﺑﺎء أﻫل اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻛﻣﺎ ﻗدﻣت ﻓﻰ ﺑﯾﺎن ﺣﻘﯾﻘﺔ اﻟﺻرع
وﻣدى ﺗﺄﺛﯾرﻩ ٠
وﻗد اﻋﺗﺑر اﻟﺑﻌض أن اﻟﺻرع اﻟﻧﻔﺳﻰ ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﻣس اﻟﺷﯾطﺎﻧﻰ ٕواﻧﻣﺎ ﯾﻛون
ﻧﺎﺷﺋﺎ ﻋن ﺗﺄﺛﯾر اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﻣﺣﯾطﺔ ،ﻛﺄن ﯾﻛون ﻣﻼﺻﻘﺎ ﻟﻣﺻروع أو ﺑﺄن ﯾﻠﻘﻰ إﻟﯾﻪ
وﻫم اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﺻرع وأﻧﻪ ﻣﻣﺳوس ﻓﯾؤدى إﻟﻰ اﺿطراب اﻧﻔﻌﺎﻻﺗﻪ وﺳﻠوﻛﻪ
ﺑﺎﻹﯾﺣﺎء اﻟذاﺗﻰ ،أو أن ﺗﻛون ﻫﻧﺎك ﺿﻐوط ﻧﻔﺳﯾﺔ ﺷدﯾدة ﺗﻣﺎرس ﻋﻠﻰ
اﻟﻣﺻروع ﺑﺳﺑب ﺻدﻣﺔ ﻧﻔﺳﯾﺔ ،أو أن ﯾﻛون ﺻرﻋﺎً ﺗﻣﺛﯾﻠﯾﺎً ﺗﺧﻠﺻﺎً ﻣن أﻓﻌﺎل
ﻣﺷﯾﻧﺔ وﻗد ذﻛر اﺑن اﻟﺟوزى أن اﻟﺟﺎﺣظ ﯾﻘول :ﺑﻠﻐﻧﺎ أن ﻋﻘﺑﺔ اﻷزدى أﺗﻰ
ﺑﺟﺎرﯾﺔ ﻗد ﺟﻧت ﻓﻰ اﻟﻠﯾﻠﺔ اﻟﺗﻰ أراد أﻫﻠﻬﺎ ﻓﯾﻬﺎ أن ﯾدﺧﻠوﻫﺎ ﻋﻠﻰ زوﺟﻬﺎ ﻓﻌزم
ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﺈذا ﻫﻰ ﻗد ﺳﻘطت ﻓﻘﺎل ﻷﻫﻠﻬﺎ ) :أﺧﻠو ﺑﻰ ﺑﻬﺎ ( ﻓﻘﺎل ﻟﻬﺎ :اﺻدﻗﯾﻧﻰ
٢٩٩
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
ﻋن ﻧﻔﺳك وﻋﻠﻰ ﺧﻼﺻك ( ﻓﻘﺎﻟت :إﻧﻪ ﻗد ﻛﺎن ﻟﻰ ﺻدﯾق وأﻧﺎ ﻓﻰ ﺑﯾت أﻫﻠﻰ
ٕواﻧﻬم أرادوا أن ﯾدﺧﻠوا ﺑﻰ ﻋﻠﻰ زوﺟﻰ وﻟﺳت ﺑﺑﻛر ﻓﺧﻔت اﻟﻔﺿﯾﺣﺔ ﻓﻬل ﻋﻧدك
ﻣن ﺣﯾﻠﺔ ﻓﻰ أﻣرى ؟ ﻓﻘﺎل :ﻧﻌم ،ﺛم ﺧرج إﻟﻰ أﻫﻠﻬﺎ ﻓﻘﺎل ) :إن اﻟﺟﻧﻰ ﻗد
أﺟﺎﺑﻧﻰ إﻟﻰ اﻟﺧروج ﻣﻧﻬﺎ ﻓﺎﺧﺗﺎروا ﻣن أي ﻋﺿو ﺗﺣﺑون أن أﺧرﺟﻪ ﻣن
أﻋﺿﺎﺋﻬﺎ واﻋﻠﻣوا أن اﻟﻌﺿو اﻟذى ﯾﺧرج ﻣﻧﻪ اﻟﺟن ﻻﺑد أن ﯾﻬﻠك وﯾﻔﺳد ،ﻓﺈن
ﺧرج ﻣن ﻋﯾﻧﻬﺎ ﻋﻣﯾت ٕوان ﺧرج ﻣن أذﻧﻬﺎ ﺻﻣت ٕوان ﺧرج ﻣن ﻓﻣﻬﺎ ﺧرﺳت
ٕوان ﺧرج ﻣن ﯾدﻫﺎ ﺷﻠت ٕوان ﺧرج ﻣن رﺟﻠﻬﺎ ﻋرﺟت ٕوان ﺧرج ﻣن ﻓرﺟﻬﺎ ذﻫﺑت
ﻋذرﺗﻬﺎ ،ﻓﻘﺎل أﻫﻠﻬﺎ ) :ﻣﺎ ﻧﺟد ﺷﯾﺋﺎ أﻫون ﻣن ذﻫﺎب ﻋذرﺗﻬﺎ ﻓﺄﺧرج اﻟﺷﯾطﺎن
ﻣن ﻓرﺟﻬﺎ ﻓﺄوﻫﻣﻬم أﻧﻪ ﻓﻌل ودﺧﻠت اﻟﻣرأة ﻋﻠﻰ زوﺟﻬﺎ ( )٠ (١
) (١ﻛﺗﺎب اﻷذﻛﯾﺎء ﻟﺟﻣﺎل اﻟدﯾن أﺑو اﻟﻔرج ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن ﺑن ﻋﻠﻰ ﺑن ﻣﺣﻣد ﺑن اﻟﺟوزى اﻟﻣﺗوﻓﻰ
٥٩٧ﻫـ ،ص ١٠٤ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﻐزاﻟﻰ ٠
٣٠٠
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
٣٠١
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
-ﻟوﻟﻲ اﻟﻣرﯾض اﻟﻌﻘﻠﻲ واﻟﻧﻔﺳﻲ أن ﯾﺗوﻟﻰ اﻟطﻼق ﻋﻧﻪ ﻣﺗﻰ ﻛﺎن ﻣرﺿﻪ ١٠
ﻣطﺑﻘﺎ ﻋﻠﻰ اﻟراﺟﺢ ٕوان ﻛﺎن ﯾﻔﯾق وﯾﻐﯾب طﻠق ﺣﺎل إﻓﺎﻗﺗﻪ.
-ﻻ ﯾﺻﺢ ﺧﻠﻊ اﻟﻣرﯾض اﻟﻌﻘﻠﻲ واﻟﻧﻔﺳﻲ ﻛﻣﺎ ﻻ ﯾﺻﺢ طﻼﻗﻪ ،وﻟوﻟﯾﻪ أن ١١
ﯾﺧﺎﻟﻊ ﻋﻧﻪ ذﻛ ار أو أﻧﺛﻰ ﺑﺷرط أن ﯾﻛون ذﻟك ﻟﻣﺻﻠﺣﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻟراﺟﺢ.
-اﻟﻔﺳﺦ رﻓﻊ اﻟﻌﻘد اﻟﻣﻘﺗﺿﻲ ﻟﻠﻣﻠك وﻓﻲ اﻟﻧﻛﺎح رﻓﻊ اﻟراﺑطﺔ اﻟﺣﺎﺻﻠﺔ ١٢
ﺑﺎﻟﻌﻘد ﻻ رﻓﻊ أﺻل اﻟﻌﻘد واﻟﻔﺳﺦ ﯾرﻓﻊ اﻟﻌﻘد ﻣن ﺣﯾﻧﻪ وﻟﯾس ﻣن أﺻﻠﻪ.
-اﻟﻣرض اﻟﻌﻘﻠﻲ اﻟﻣؤدي إﻟﻲ اﺧﺗﻼل اﻟﻘوة اﻟﻣﻣﯾزة ﻋﯾب ﯾﺛﺑت ﺑﻪ ﺧﯾﺎر ١٣
ﻓﺳﺦ اﻟﻧﻛﺎح ﺑﺿواﺑط ﻣﻌﯾﻧﺔ إذا ﻛﺎن ﺣﺎدﺛﺎ ﻗﺑل اﻟﻌﻘد أو ﻛﺎن ﺣﺎدﺛﺎ ﺑﻌدﻩ
ﻋﻠﻰ اﻟراﺟﺢ.
-ﺧﯾﺎر ﻓﺳﺦ اﻟﻧﻛﺎح ﯾﺛﺑت ﻋﻠﻲ اﻟﺗراﺧﻲ ﻋﻠﻲ اﻟراﺟﺢ ،واﻟﻘﺎﺿﻲ ﻫو اﻟﺟﻬﺔ ١٤
اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺎﻟﻔﺳﺦ.
-إذا ﻓﺳﺦ اﻟﻧﻛﺎح ﻗﺑل اﻟدﺧول ﺳﻘط ﻧﺻف اﻟﺻداق واﻟﻧﻔﻘﺔ واﻟﻣﺗﻌﺔ ١٥
واﻟﺳﻛﻧﻰ واﻟﻌدة.
-إذا ﻓﺳﺦ اﻟﻧﻛﺎح ﺑﺎﻟﻣرض اﻟﺣﺎدث ﺑﻌد اﻟﻌﻘد وﻗﺑل اﻟدﺧول وﺟب اﻟﻣﺳﻣﻰ ١٦
ﻋﻠﻲ اﻟراﺟﺢٕ ،واذا ﻓﺳﺦ ﺑﻣرض ﺣﺎدث ﺑﻌد اﻟدﺧول وﺟب اﻟﻣﺳﻣﻰ.
-إذا ﻓﺳﺦ ﻋﻘد اﻟﻧﻛﺎح ﺑﺎﻟﻣرض اﻟﻌﻘﻠﻲ واﻟﻧﻔﺳﻲ رﺟﻊ اﻟزوج ﻋﻠﻰ ﻣن َﻏﱠرﻩ ١٧
ﻣن اﻟوﻟﻲ أو اﻟﻣرأة ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﻣﺎ ﻣﺗﻠﻔﯾن ﻟﻣﺎ ﻏرﻣﻪ ﺑﺳﺑب اﻟﺗﻐرﯾر.
-إذا ﻓﺳﺦ اﻟﻧﻛﺎح ﺑﻌد اﻟدﺧول ﻓﺎﻟراﺟﺢ وﺟوب اﻟﻧﻔﻘﺔ واﻟﺳﻛﻧﻲ إذا ﻛﺎﻧت ١٨
ﺣﺎﻣﻼ.
-اﺧﺗﻠف اﻟﻌﻠﻣﺎء ﻓﻲ اﻟﻣس اﻟﺷﯾطﺎﻧﻲ أو اﻟﺗﻠﺑس اﻟﺟﻧﻲ ﻓذﻫب ﺑﻌﺿﻬم ١٩
إﻟﻲ أﻧﻪ ﻣس وﺗﻠﺑس ﺣﻘﯾﻘﻲ وذﻫب آﺧرون إﻟﻲ أﻧﻪ ﻟﯾس ﺣﻘﯾﻘﯾﺎ ٕواﻧﻣﺎ ﻫﻲ
أﻋراض ﻷﻣراض ﻧﻔﺳﯾﺔ وﻋﻠﻰ ﻛل ﺣﺎل ﻓﺈﻧﻪ إذا أﺛر ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﺻد اﻟﻧﻛﺎح
أﻟﺣق ﺑﺎﻟﻣرض اﻟﻌﻘﻠﻲ واﻟﻧﻔﺳﻲ وﺗرﺗﺑت ﻋﻠﯾﻪ آﺛﺎر اﻟﻔﺳﺦ ﺑﺳﺑب اﻟﻣرض
اﻟﻌﻘﻠﻲ واﻟﻧﻔﺳﻲ.
٣٠٢
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
اﻟﻛﺷف واﻟﺑﯾﺎن ﻋن ﺗﻔﺳﯾر اﻟﻘرآن ﻷﺣﻣد ﺑن ﻣﺣﻣد ﺑن إﺑراﻫﯾم اﻟﺛﻌﺎﻟﺑﻰ أﺑو -
إﺳﺣﺎق اﻟﻣﺗوﻓﻰ ٤٢٧ﻫـ ﺗﺣﻘﯾق اﻹﻣﺎم أﺑﻰ ﻣﺣﻣد ﺑن ﻋﺎﺷور ،اﻟﻧﺎﺷر دار
إﺣﯾﺎء اﻟﺗراث اﻟﻌرﺑﻰ ﺑﯾروت اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ١٤٢٢ﻫـ ٢٠٠٢ -م ٠
أﻧوار اﻟﺗﻧزﯾـل وأﺳـرار اﻟﺗﺄوﯾـل ﻟﻧﺎﺻـر اﻟـدﯾن أﺑـو ﺳـﻌﯾد ﻋﺑـد اﷲ ﺑـن ﻋﻣـر ﺑـن ﻣﺣﻣـد -
اﻟﺷﯾرازى اﻟﺑﯾﺿﺎوى اﻟﻣﺗوﻓﻰ ٦٨٥ﻫـ اﻟﻣﺣﻘـق ﻣﺣﻣـد ﺑـن ﻋﺑـد اﻟـرﺣﻣن اﻟﻣرﻋـﺷﻠﻰ
اﻟﻧﺎﺷر دار إﺣﯾﺎء اﻟﺗراث اﻟﻌرﺑﻰ ﺑﯾروت اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ١٤١٨ﻫـ،
ﺗﻔﺳﯾر اﻟﻔﺎﺗﺣﺔ واﻟﺑﻘرة ﻟﻠﺷﯾﺦ ﻣﺣﻣد ﺑن ﺻﺎﻟﺢ ﺑن ﻣﺣﻣد اﻟﻌﺛﯾﻣﯾن اﻟﻣﺗوﻓﻰ ١٩٩٠ -
م ،اﻟﻧﺎﺷر دار اﺑن اﻟﺟوزى – اﻟﺳﻌودﯾﺔ اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ١٤٢٣ﻫـ ٠
ﺗﻔﺳﯾر اﻟﻘرآن اﻟﺣﻛﯾم ) ﺗﻔﺳﯾر اﻟﻣﻧﺎر ﻟﻣﺣﻣد رﺷﯾد رﺿﺎ ﺑن ﻋﻠﻰ رﺿﺎ ﺑن ﻣﺣﻣد -
ﺷﻣس اﻟدﯾن ﺑن ﻣﺣﻣد ﺑﻬﺎء اﻟدﯾن ﺑن ﻣﻧﻼ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﯾﻔﺔ اﻟﻘﻠﻣوﻧﻰ اﻟﺣﺳﯾﻧﻰ
اﻟﻣﺗوﻓﻰ ١٣٥٤ﻫـ ،اﻟﻧﺎﺷر اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﻣﺻرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻛﺗﺎب ﺳﻧﺔ اﻟﻧﺷر ١٩٩٠م
٠
-إ رواء اﻟﻐﻠﯾل ﻓﻰ ﺗﺧرﯾﺞ أﺣﺎدﯾث ﻣﻧﺎر اﻟﺳﺑﯾل ﻷﺑﻲ ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن ﻣﺣﻣد ﻧﺎﺻر اﻟدﯾن
ﺑن اﻟﺣﺎج ﻧوح ﺑن ﻧﺟﺎﺗﻲ ﺑن آدم اﻷﺷﻘودري اﻷﻟﺑﺎﻧﻲ اﻟﻣﺗوﻓﻲ ١٤٢٠ه اﻟﻧﺎﺷر
اﻟﻣﻛﺗب اﻹﺳﻼﻣﻰ اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ١٩٨٥ – ١٤٠٥م،
-اﻟﺗﻠﺧﯾص اﻟﺣﺑﯾﯾر ﻓﻰ ﺗﺧرﯾﺞ أﺣﺎدﯾث اﻟراﻓﻌﻰ اﻟﻛﺑﯾر ﻷﺑﻰ اﻟﻔﺿل أﺣﻣد ﺑن ﻋﻠﻰ ﺑن
ﻣﺣﻣد ﺑن أﺣﻣد ﺑن ﺣﺟر اﻟﻌﺳﻘﻼﻧﻰ اﻟﻣﺗوﻓﻰ ،اﻟﻧﺎﺷر دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟطﺑﻌﺔ
اﻷوﻟﻰ ١٤١٩ﻫـ ١٩٨٩ -م ،وﻣؤﺳﺳﺔ ﻗرطﺑﺔ ﺳﻧﺔ اﻟﻧﺷر ١٤١٦ﻫـ -
١٩٩٥م اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ.
-اﻟﺳﻧن اﻟﺻﻐرى ﻟﻠﻧﺳﺎﺋﻰ ﻷﺑﻰ ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن أﺣﻣد ﺑن ﺷﻌﯾب ﺑن ﻋﻠﻰ اﻟﺧراﺳﺎﻧﻰ
اﻟﻧﺳﺎﺋﻰ اﻟﻣﺗوﻓﻰ ٣٠٣ﻫـ ،ﺗﺣﻘﯾق ﻋﺑد اﻟﻔﺗﺎح أﺑو ﻏدة ،اﻟﻧﺎﺷر ﻣﻛﺗب
اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﺣﻠب اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ١٤٠٦ﻫـ ١٩٨٦ -م،
-اﻟﺳﻧن اﻟﻛﺑرى ﻟﻠﺑﯾﻬﻘﻰ أﺣﻣد ﺑن اﻟﺣﺳﯾن ﺑن ﻋﻠﻰ ﺑن ﻣوﺳﻰ اﻟﺧراﺳﺎﻧﻰ أﺑو ﺑﻛر
اﻟﻣﺗوﻓﻰ ٤٥٨ﻫـ ،،دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ١٤٢٤ﻫـ ٢٠٠٣ -م
-اﻟﻣﻧﺗﻘــــﻰ ﺷــــرح اﻟﻣوطــــﺄ أﺑــــو اﻟوﻟﯾــــد ﺳــــﻠﯾﻣﺎن ﺑــــن ﺧﻠــــف اﻟﺑــــﺎﺟﻲ اﻷﻧدﻟــــﺳﻲ –
ت ٤٧٤ﻫـ دار اﻟﻛﺗﺎب اﻹﺳﻼﻣﻲ ﺑﺎﻟﻘﺎﻫرة.
-ﺗﺣﻔﺔ اﻷﺣوذى ﺑﺷرح ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺗرﻣذى ﻷﺑﻰ اﻟﻌﻼ ﻣﺣﻣد ﺑن ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن ﺑن ﻋﺑد
اﻟرﺣﯾم اﻟﻣﺑﺎرﻛﻔورى اﻟﻣﺗوﻓﻰ ١٣٦٣ﻫـ -دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﺑﯾروت.
٣٠٣
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
زاد اﻟﻣﻌﺎدى ﻓﻰ ﻫدى ﺧﯾر اﻟﻌﺑﺎد ﻟﻣﺣﻣد ﺑن أﺑﻰ ﺑﻛر أﯾوب اﻟزرﻋﻰ أﺑو ﻋﺑد اﷲ -
اﺑن اﻟﻘﯾم اﻟﻧﺎﺷر ﻣؤﺳﺳﺔ اﻟرﺳﺎﻟﺔ ٠ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﻣﻧﺎر اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ اﻟﻛوﯾت اﻟطﺑﻌﺔ
اﻟراﺑﻌﺔ ﻋﺷر ١٤٠٧ﻫـ ١٩٨٦ -م ٠
ﺳﺑل اﻟﺳﻼم ﺷرح ﺑﻠوغ اﻟﻣرام ﻟﻣﺣﻣد ﺑن إﺳﻣﺎﻋﯾل ﺑن ﺻﻼح ﺑن ﻣﺣﻣد اﻟﻛﺣﻼﻧﻰ -
ﺛم اﻟﺻﻧﻌﺎﻧﻰ أﺑو إﺑراﻫﯾم ﻋز اﻟدﯾن اﻟﻣﺗوﻓﻰ ١٨٢٠ﻫـ دار اﻟﺣدﯾث ٠
ﺳﻠﺳﻠﺔ اﻷﺣﺎدﯾث اﻟﺻﺣﯾﺣﺔ وﺷﻲء ﻣن ﻓﻘﻬﻬﺎ وﻓواﺋدﻫﺎ ،ﻷﺑﻰ ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن ﻣﺣﻣد -
ﻧﺎﺻر اﻟدﯾن ﺑن اﻟﺣﺎج ﻧوح ﺑن ﻧﺟﺎﺗﻰ ﺑن آدم اﻷﺷﻘودرى اﻷﻟﺑﺎﻧﻰ اﻟﻣﺗوﻓﻰ
١٤٢٠ﻫـ ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﻣﻌﺎرف ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ اﻟرﯾﺎض اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ١٤١٥ﻫـ -
١٩٩٥م ٠
ﺳﻠﺳﻠﺔ اﻷﺣﺎدﯾث اﻟﺿﻌﯾﻔﺔ واﻟﻣوﺿوﻋﺔ وأﺛرﻫﺎ اﻟﺳﯾﺊ ﻓﻰ اﻷﻣﺔ ﺗﺄﻟﯾف ﻣﺣﻣد ﻧﺎﺻر -
اﻟدﯾن اﻷﻟﺑﺎﻧﻰ اﻟﻣﺟﻠد اﻟراﺑﻊ ﻋﺷر اﻟﻘﺳم اﻟﺛﺎﻧﻰ ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﻣﻌﺎرف ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ
اﻟرﯾﺎﺿﻰ٠
ﺳﻧن اﻟﺗرﻣذى ﻟﻣﺣﻣد ﺑن ﻋﯾﺳﻰ ﺑن ﺳورة ﺑن ﻣوﺳﻰ ﺑن اﻟﺿﺣﺎك اﻟﺗرﻣذى أﺑو -
ﻋﯾﺳﻰ اﻟﻣﺗوﻓﻰ ٢٧٩ﻫـ ،ﺗﺣﻘﯾق أﺣﻣد ﺷﺎﻛر اﻟﻧﺎﺷر :ﺷرﻛﺔ ﻣﻛﺗﺑﺔ وﻣطﺑﻌﺔ
ﻣﺻطﻔﻰ اﻟﺑﺎﺑﻰ اﻟﺣﻠﺑﻰ ﻣﺻر – اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ١٤٩٥ﻫـ١٩٧٥ ،
ﺳﻧن اﻟدارﻗطﻧﻰ ﻷﺑﻰ اﻟﺣﺳﯾن ﻋﻠﻰ ﺑن ﻋﻣر ﺑن أﺣﻣد ﺑن ﻣﻬدى ﺑن ﻣﺳﻌود ﺑن -
اﻟﻧﻌﻣﺎن ﺑن دﯾﻧﺎر اﻟﺑﻐدادى اﻟدارﻗطﻧﻰ اﻟﻣﺗوﻓﻰ ٣٨٥ﻫـ ،اﻟﻧﺎﺷر ﻣؤﺳﺳﺔ اﻟرﺳﺎﻟﺔ
ﺑﯾروت ﻟﺑﻧﺎن اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ١٤٢٤ﻫـ ٢٠٠٤ -
ﺻﺣﯾﺢ اﻟﺑﺧﺎرى ،اﻟﺟﺎﻣﻊ اﻟﻣﺳﻧد ،اﻟﻧﺎﺷر دار طوق اﻟﻧﺟﺎة ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ١٤٢٢ ، -
ﻫـ٠
ﺻﺣﯾﺢ ﻣـﺳﻠم اﻟﻣـﺳﻧد اﻟـﺻﺣﯾﺢ اﻟﻣﺧﺗـﺻر ﺑﻧﻘـل اﻟﻌـدل ﻋـن اﻟﻌـدل إﻟـﻰ رﺳـول -اﷲ -
ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم ،ﺗﺣﻘﯾق ﻣﺣﻣد ﻓؤاد ﻋﺑد اﻟﺑﺎﻗﻰ ،دار إﺣﯾﺎء اﻟﺗراث اﻟﻌرﺑﻰ٠
ﻣﺻﻧف اﺑن أﺑﻰ ﺷﯾﺑﺔ ﻷﺑﻲ ﺑﻛر ﻋﺑد اﷲ ﺑن ﻣﺣﻣد ﺑن أﺑﻰ ﺷـﯾﺑﺔ ،دار اﻟﻔﻛـر طﺑﻌـﺔ -
١٤١٤ﻫـ ١٩٩٢ -م
ﻧﺻب اﻟراﯾـﺔ ﻓـﻲ ﺗﺧـرﯾﺞ أﺣﺎدﯾـث اﻟﻬداﯾـﺔ اﻟﺣـﺎﻓظ ﺟﻣـﺎل اﻟـدﯾن ﺑـن ﯾوﺳـف اﻟزﯾﻠﻌـﻲ -
دار اﻟﺣدﯾث ط اﻷوﻟﻰ ١٤١٥ﻫـ ١٩٩٥ ،م
ﻧﯾل اﻷوطﺎر ﺷرح ﻣﻧﺗﻘﻰ اﻷﺧﺑﺎر ﻟﻣﺣﻣد ﺑن ﻋﻠﻰ ﺑن ﻣﺣﻣد ﺑـن ﻋﺑـد اﷲ اﻟـﺷوﻛﺎﻧﻰ -
اﻟﯾﻣﻧﻲ اﻟﻣﺗوﻓﻰ ١٢٥٠ﻫـ دار اﻟﺣدﯾث اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ١٤١٣ﻫـ ١٩٩٣ -م
-اﻷﺷﺑﺎﻩ واﻟﻧظﺎﺋر ﻓﻰ اﻟﻘواﻋد اﻟﻔﻘﻬﯾﺔ ﻟﻠﺳﯾوطﻰ ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن ﺑن أﺑﻰ ﺑﻛر ﺑـن ﻣﺣﻣـد،
دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟطﺑﻌﺔ اﻷ وﻟﻰ ١٤١١ﻫـ ١٩٩٠ -م ٠
٣٠٤
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
-اﻟﺑﺣــر اﻟﻣﺣــﯾط ﻟﺑــدر اﻟــدﯾن ﻣﺣﻣــد ﺑــن ﺑﻬــﺎدر اﻟزرﻛــﺷﻰ دار اﻟﻛﺗــب اﻟﻌﻠﻣﯾــﺔ ﺑﯾــروت
اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ١٤١٤ﻫـ ١٩٩٤ -م ٠
-اﻟﺗﻘرﯾر واﻟﺗﺣﺑﯾﯾر ﻓﻰ ﺷرح اﻟﺗﺣرﯾر ﻟﻣﺣﻣد ﺑن ﻣﺣﻣد ﺑن ﻣﺣﻣد ﺑن أﻣﯾر ﺣـﺎج ،،دار
اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ١٤٠٣ﻫـ ١٩٨٣ -م ٠
-اﻟﻔـــﺻول ﻓـــﻰ اﻷﺻـــول ﻷﺑـــﻰ ﺑﻛـــر ﺑـــن ﻋﻠـــﻰ اﻟـــرازى -اﻟﺟـــﺻﺎص -اﻟﻧﺎﺷـــر وزارة
اﻷوﻗﺎف اﻟﻛوﯾﺗﯾﺔ اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ١٤١٤ﻫـ ١٩٩٤ -م ٠
-اﻟﻘواﻋد ﻻﺑن رﺟب زﯾن اﻟدﯾن ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن ﺑن أﺣﻣد ﺑن رﺟـب ﺑـن اﻟﺣـﺳن اﻟﺣﻧﺑﻠـﻰ
اﻟﺑﻐدادي ﺛم اﻟدﻣﺷﻘﻲ اﻟﻣﺗوﻓﻰ ٧٩٥ﻫـ ،دار اﻟﻣﻌرﻓﺔ.
-اﻟﻣﻧﺛور ﻓﻰ اﻟﻘواﻋد اﻟﻔﻘﻬﯾﺔ ﻷﺑﻲ ﻋﺑد اﷲ ﺑدر اﻟدﯾن ﻣﺣﻣد ﺑن ﻋﺑـد اﷲ ﺑـن ﺑﻬـﺎدر
اﻟزرﻛﺷﻰ اﻟﻣﺗوﻓﻰ ٧٩٤ﻫـ وزارة اﻷوﻗﺎف اﻟﻛوﯾﺗﯾﺔ.
-أﻧ ـوار اﻟﺑــر وق ﻋﻠــﻰ أﻧ ـواء اﻟﻔــروق ﻷﺣﻣــد ﺑــن إدرﯾــس ﺑــن ﻋﺑــد اﻟــرﺣﻣن اﻟﻣــﺎﻟﻛﻲ
اﻟﺷﻬﯾر ﺑﺎﻟﻘراﻓﻲ اﻟﻣﺗوﻓﻰ ٦٨٤ﻫـ ،ﻋﺎﻟم اﻟﻛﺗب.
-ﺣﺎﺷـﯾﺔ اﻟﻌطــﺎر ﻋﻠــﻰ ﺷـرح اﻟﺟــﻼ ل اﻟﻣﺣﻠــﻰ ﻟﺣـﺳن ﺑــن ﻣﺣﻣــد ﺑـن ﻣﺣﻣــود اﻟﻌطــﺎر،
دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ،
-ﺷرح اﻟﻛوﻛب اﻟﻣﻧﯾر ﻟﺗﻘﻰ اﻟدﯾن أﺑﻰ اﻟﺑﻘﺎء ﻣﺣﻣد ﺑن أﺣﻣد ﺑن ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﺑن ﻋﻠـﻲ
اﻟﻔﺗوﺣﻰ اﻟﻣﺗوﻓﻰ ٩٧٢ﻫـ ،ﻣطﺑﻌﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻟﻣﺣﻣدﯾﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ١٣٧٣ ،ﻫـ
-ﺷــرح اﻟﺗﻠــوﯾﺢ ﻋﻠــﻰ اﻟﺗوﺿــﯾﺢ ﻟــﺳﻌد اﻟــدﯾن ﻣــﺳﻌود ﺑــن ﻋﻣــر اﻟﺗﻔﺗــﺎزاﻧﻰ اﻟﻣﺗــوﻓﻰ
٧٩٣ﻫـ ﻣﻛﺗﺑﺔ ﺻﺑﯾﺢ ﺑﻣﺻر
-ﻛﺷف اﻷﺳرار ﺷرح أﺻول اﻟﺑزدوى ﻟﻌﺑد اﻟﻌزﯾز ﺑـن أﺣﻣـد ﺑـن ﻣﺣﻣـد اﻟﺑﺧـﺎرى ،دار
اﻟﻛﺗﺎب اﻹﺳﻼﻣﻰ ٠
-ﻣﻘﺎﺻد اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻟﻣﺣﻣد اﻟطﺎﻫر ﺑن ﻣﺣﻣد ﺑـن ﻣﺣﻣـد اﻟطـﺎﻫر ﺑـن ﻋﺎﺷـور
اﻟﺗوﻧﺳﻰ اﻟﻣﺗوﻓﻰ ١٣٩٣ﻫـ ،اﻟﻣﺣﻘـق :ﻣﺣﻣـد اﻟﺣﺑﯾـب ﺑـن اﻟﺧوﺟـﺔ اﻟﻧﺎﺷـر :وزارة
اﻷوﻗﺎف واﻟﺷؤون اﻻﺳﻼﻣﯾﺔ ﻗطر ١٤٢٥ﻫـ ٢٠٠٤ -م
أ -اﻟﻔﻘﻪ اﻟﺣﻧﻔﻲ
-اﻻﺧﺗﯾــﺎر ﻟﺗﻌﻠﯾــل اﻟﻣﺧﺗــﺎر ﻟﻌﺑــد اﷲ ﺑــن ﻣﺣﻣــود ﺑــن ﻣــودود اﻟﻣوﺻــﻠﻲ أﺑــو اﻟﻔــﺿل
اﻟﺣﻧﻔﻲ ت ،٦٨٣دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ.
-اﻟﺑﺣر اﻟراﺋق ﺷرح ﻛﻧز اﻟـدﻗﺎﺋق – زﯾـن اﻟـدﯾن اﺑـن إﺑـراﻫﯾم اﻟـﺷﻬﯾر ﺑـﺎﺑن ﻧﺟـﯾم – ت
٩٧٠ﻫـ ،دار اﻟﻛﺗﺎب اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ.
-اﻟﺑﻧﺎﯾﺔ ﺷرح اﻟﻬداﯾﺔ ،ﻟﺑدر اﻟدﯾن اﻟﻌﯾﻧﻲ دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﺑﯾـروت اﻟطﺑﻌـﺔ اﻷوﻟـﻰ
١٤٢٠ﻫـ ٢٠٠٠ -م
٣٠٥
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
-اﻟﻌﻘود اﻟدرﯾﺔ ﻓﻰ ﺗﻧﻘﯾﺢ اﻟﻔﺗﺎوى اﻟﺣﺎﻣدﯾﺔ ﻟﻣﺣﻣد ﺑـن أﻣـﯾن ﺑـن ﻋﻣـر ) اﺑـن ﻋﺎﺑـدﯾن
( ،دار اﻟﻣﻌرﻓﺔ
-اﻟﻌﻧﺎﯾﺔ ﺷرح اﻟﻬداﯾـﺔ،ﻷﻛﻣل اﻟـدﯾن ﻣﺣﻣـد ﺑـن ﻣﺣﻣـود اﻟﺑـﺎﺑرﺗﻰ ،ت ٧٨٦ﻫــ ﻣطﺑـوع
ﻋﻠﻰ ﻫﺎﻣش ﻓﺗﺢ اﻟﻘدﯾر دار اﻟﻔﻛر ٠
-اﻟﻔﺗــﺎوى اﻟﻬﻧدﯾــﺔ ﻟﺟﻧــﺔ ﻣـــن ﻋﻠﻣــﺎء اﻟﻬﻧــد ﺑرﺋﺎﺳــﺔ ﻧظـــﺎم اﻟــدﯾن اﻟﺑﻠﺧــﻰ دار اﻟﻔﻛـــر
اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ١٣١٠ﻫـ ٠
-اﻟﻣﺑــﺳوط ،ﻟــﺷﻣس اﻷﺋﻣــﺔ أﺑــو ﺑﻛــر ﻣﺣﻣــد ﺑــن أﺣﻣــد ﺑــن ﺳــﻬل اﻟﺳرﺧــﺳﻰ --ت
٤٨٣ﻫـ دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ،دار اﻟﻣﻌرﻓﺔ ﺑﯾروت طﺑﻌﺔ ١٤١٤ﻫـ
-ﺗﺑﯾﯾن اﻟﺣﻘﺎﺋق ﺷرح ﻛﻧز اﻟدﻗﺎﺋق ﻓﺧر اﻟدﯾن ﻋﺛﻣﺎن ﺑـن ﻋﻠـﻲ اﻟزﯾﻠﻌـﻰ ،ت ٧٤٣ﻫــ
دار اﻟﻛﺗﺎب اﻹﺳﻼﻣﻲ،
-ﺣﺎﺷـﯾﺔ اﺑــن ﻋﺎﺑــدﯾن رد اﻟﻣﺣﺗـﺎر ﻋﻠــﻰ اﻟــدر اﻟﻣﺧﺗـﺎر ﻟﻣﺣﻣــد أﻣــﯾن ﺑـن ﻋﻣــر ) اﺑــن
ﻋﺎﺑدﯾن دار اﻟﻔﻛر ،ﺑﯾروت اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ١٤١٢ﻫـ ١٩٩٢ -م
-درر اﻟﺣﻛﺎم ﺷرح ﻏرر اﻷﺣﻛﺎم ﻟﻣﺣﻣد ﺑن ﻓرﻣو از ) ﻣـﻧﻼ ﺧـﺳرو ( ت ٨٨٥دار
إﺣﯾﺎء اﻟﻛﺗب اﻟﻌرﺑﯾﺔ٠
-درر اﻟﺣﻛﺎم ﺷرح ﻣﺟﻠﺔ اﻷﺣﻛﺎم ﻟﻌﻠﻰ ﺣﯾدر دار اﻟﺟﯾل ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ١٤١١ﻫــ -
١٩٩١م
-ﺷرح ﻓﺗﺢ اﻟﻘـدﯾر ﻛﻣـﺎل اﻟـدﯾن ﻣﺣﻣـد ﺑـن ﻋﺑـد اﻟواﺣـد اﺑـن اﻟﻬﻣـﺎم – ت ٨٦١ﻫــ دار
اﻟﻔﻛر،
-ﻣﺟﻣــﻊ اﻷﻧﻬــر ﻓــﻰ ﺷــرح ﻣﻠﺗﻘــﻰ اﻷﺑﺣــر ﻟﻌﺑــد اﻟــرﺣﻣن ﺑــن ﻣﺣﻣــد ﺷــﯾﺧﻰ زادﻩ ت
٩٥١ه ) داﻣﺎد ( دار إﺣﯾﺎء اﻟﺗراث اﻟﻌرﺑﻰ ٠
-ﻣﺟﻣﻊ اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت :ﻏﺎﻧم ﺑن ﻣﺣﻣد اﻟﺑﻐدادى دار اﻟﻛﺗﺎب اﻹﺳﻼﻣﻰ ٠
-ﻣﻌــﯾن اﻟﺣﻛــﺎم ﻓﯾﻣــﺎ ﯾﺗــردد ﺑــﯾن اﻟﺧــﺻﻣﯾن ﻣــن اﻷﺣﻛــﺎم ﻟﻌــﻼء اﻟــدﯾن ﻋﻠــﻰ ﺑــن ﺧﻠﯾــل
اﻟطراﺑﻠﺳﻲ ،دار اﻟﻔﻛر.
-اﻹﺗﻘﺎن واﻹﺣﻛﺎم ﻓﻲ ﺷرح ﺗﺣﻔﺔ اﻟﺣﻛـﺎم اﻟﻣﻌـروف ﯾـﺷرح ﻣﯾـﺎرة ﻣﺣﻣـد ﺑـن أﺣﻣـد ﺑـن
ﻣﺣﻣد اﻟﻔﺎﺳﻲ أﻟﻌﺑﺎدي ،اﻟﻣﺗوﻓﻰ ١٠٧٢ﻫـ ﻣطﺑﻌﺔ اﻻﺳﺗﻘﺎﻣﺔ ﺑﺎﻟﻘﺎﻫرة.
-اﻟﺗﺎج واﻹﻛﻠﯾل ﻟﻣﺧﺗﺻر ﺧﻠﯾل أﺑو ﻋﺑد اﷲ ﻣﺣﻣد ﺑـن ﯾوﺳـف اﻟـﺷﻬﯾر ﺑـﺎﻟﻣواق – ت
٨٩٧ﻫـ دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ١٩٩٢م
-اﻟــذﺧﯾرة ﻟــﺷﻬﺎب اﻟــدﯾن – أﺣﻣــد ﺑــن إدرﯾــس ﻋﺑــد اﻟــرﺣﻣن اﻟــﺻﻧﻬﺎﺟﻲ اﻟﻘراﻓــﻲ ،دار
اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﺑﯾروت ط اﻷوﻟﻰ ١٤٢٢ﻫـ ٢٠٠١ -م
٣٠٦
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
-اﻟﻔواﻛــﻪ اﻟــدواﻧﻰ ﻋﻠــﻰ رﺳــﺎﻟﺔ اﺑــن أﺑــﻰ زﯾــد اﻟﻘﯾرواﻧــﻰ أﺣﻣــد ﺑــن ﻏﻧــﯾم ﺑــن ﺳــﺎﻟم ﺑــن
ﻣﻬﻧﺎ اﻟﻧﻔراوى اﻷزﻫري اﻟﻣﺎﻟﻛﻲ ،دار اﻟﻔﻛـر ط ١٤١٥ﻫــ ١٩٩٥ -م ،دار اﻟﻛﺗـب
اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ.
-اﻟﻣدوﻧــﺔ ﻟﻣﺎﻟــك ﺑــن أﻧــس ﺑــن ﻣﺎﻟــك اﻷﺻــﺑﺣﻰ ،دار اﻟﻛﺗــب اﻟﻌﻠﻣﯾــﺔ اﻟطﺑﻌــﺔ اﻷوﻟــﻰ
١٤١٥ﻫـ ١٩٩٤ -م ٠
-اﻟﻣﻧﺗﻘــﻰ ﺷــرح اﻟﻣوطــﺄ ﺳــﻠﯾﻣﺎن ﺑــن ﺧﻠــف اﻟﺑــﺎﺟﻰ دار اﻟﻛﺗــﺎب اﻻﺳــﻼﻣﻰ ،اﻟﻘــﺎﻫرة،
اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ٠
-اﻟﻣﻘـــدﻣﺎت اﻟﻣﻣﻬـــدات ،ﻟﻣﺣﻣـــد ﺑـــن أﺣﻣـــد ﺑـــن رﺷـــد اﻟﻘرطﺑـــﻲ -اﻟﺟـــد -اﻟﻣﺗـــوﻓﻰ
٥٢٠ﻫـ ،دار اﻟﻐرب اﻹﺳﻼﻣﻲ ط اﻷوﻟﻰ ١٤٠٨ﻫـ ١٩٨٨ -م ٠
-ﺑداﯾــﺔ اﻟﻣﺟﺗﻬــد وﻧﻬﺎﯾــﺔ اﻟﻣﻘﺗــﺻد ﻻﺑــن رﺷــد اﻹﻣــﺎم اﻟﻘﺎﺿــﻲ أﺑــﻰ اﻟوﻟﯾــد ﻣﺣﻣــد ﺑــن
أﺣﻣد ﺑن ﻣﺣﻣد ﺑن أﺣﻣد ﺑن رﺷد اﻟﻘرطﺑﻲ اﻟﻣﺎﻟﻛﻲ -اﻟﺣﻔﯾد -ت ٥٩٥ﻫــ دار
اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ،ﺑﯾروت
-ﺑﻠﻐــﺔ اﻟــﺳﺎﻟك ﻷﻗــرب اﻟﻣــﺳﺎﻟك اﻟﻣﻌروﻓــﺔ ﺑﺣﺎﺷــﯾﺔ اﻟــﺻﺎوي ﻋﻠــﻰ اﻟــﺷرح اﻟــﺻﻐﯾر)
اﻟﺷرح اﻟﺻﻐﯾر ﻫو ﻟﻠﺷﯾﺦ اﻟدردﯾر ﻟﻛﺗﺎﺑﻪ اﻟﻣﺳﻣﻰ أﻗرب اﻟﻣـﺳﺎﻟك ﻟﻣـذﻫب ﻣﺎﻟـك (،
ﻷﺣﻣد ﺑن ﻣﺣﻣـد اﻟﺧﻠـوﺗﻲ اﻟـﺷﻬﯾر ﺑﺎﻟـﺻﺎوي اﻟﻣـﺎﻟﻛﻲ ،دار اﻟﻣﻌـﺎرف ﻣـﺻر ،دار
اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ-
-ﺗﺑﺻرة اﻟﺣﻛﺎم ﻓﻲ أﺻول اﻷﻗﺿﯾﺔ وﻣﻧﺎﻫﺞ اﻷﺣﻛﺎم ﻻﺑـن ﻓرﺣـون إﺑـراﻫﯾم ﺑـن ﻋﻠـﻲ
ﺑن ﻣﺣﻣد ﺑرﻫﺎن اﻟدﯾن اﻟﯾﻌﻣري اﻟﻣﺗوﻓﻰ ٧٩٩ﻫــ ﻣﻛﺗﺑـﺔ اﻟﻛﻠﯾـﺎت اﻷزﻫرﯾـﺔ اﻟطﺑﻌـﺔ
اﻷوﻟﻰ .١٩٨٦- ١٤٠٦
-ﺣﺎﺷـﯾﺔ اﻟدﺳـوﻗﻲ ﻋﻠـﻰ اﻟـﺷرح اﻟﻛﺑﯾـر ،ﻟـﺷﻣس اﻟـدﯾن ﻣﺣﻣـد ﺑـن ﻋرﻓـﺔ اﻟدﺳــوﻗﻲ،
ﻋﻠـــﻰ اﻟـــﺷرح اﻟﻛﺑﯾـــر ،ﻷﺑـــﻰ اﻟﺑرﻛـــﺎت ﺳـــﯾدي أﺣﻣـــد اﻟـــدر دﯾـــر دار إﺣﯾـــﺎء اﻟﻛﺗـــب
اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،دار اﻟﻔﻛر
-ﺣﺎﺷﯾﺔ اﻟﻌدوى ﻋﻠﻰ ﺷرح ﻛﻔﺎﯾﺔ اﻟطﺎﻟب اﻟرﺑـﺎﻧﻰ ﻷﺑـﻲ اﻟﺣـﺳﯾن ﻋﻠـﻲ ﺑـن أﺣﻣـد ﺑـن
ﻣﻛـــرم اﻟـــﺻﻌﯾدى اﻟﻌـــدوى اﻟﻣﺗـــوﻓﻰ ١١٨٩ﻫــــ دار اﻟﻔﻛـــر طﺑﻌـــﺔ ١٤١٤ﻫــــ -
١٩٩٤م ٠
-ﺷــرح ﻣﺧﺗــﺻر ﺧﻠﯾــل ﻟﻠﺧرﺷــﻲ ﻣﺣﻣــد ﺑــن ﻋﺑ ـد اﷲ اﻟﺧرﺷــﻰ اﻟﻣــﺎﻟﻛﻲ أﺑــو ﻋﺑــد اﷲ
اﻟﻣﺗوﻓﻰ ١١٠١ﻫـ ،دار اﻟﻔﻛر ،دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﺑﯾروت ﻟﺑﻧﺎن
-ﻣﻧﺢ اﻟﺟﻠﯾل ﺷرح ﻣﺧﺗﺻر ﺧﻠﯾل -أﺑو ﻋﺑـد اﷲ ﻣﺣﻣـد ﺑـن أﺣﻣـد اﻟﻣﻌـروف ﺑﺎﻟـﺷﯾﺦ
ﻋﻠﯾش– ت ١٢٩٩ﻫـ دار اﻟﻔﻛر ١٩٨٥م
-ﻣواﻫــب اﻟﺟﻠﯾــل ﻓــﻲ ﺷــرح ﻣﺧﺗــﺻر ﺧﻠﯾــل ﻟــﺷﻣس اﻟــدﯾن أﺑــﻲ ﻋﺑــد اﷲ ﻣﺣﻣــد ﺑــن
ﻣﺣﻣــد ﺑــن ﻋﺑــد اﻟــرﺣﻣن اﻟﻣﻐرﺑــﻲ اﻟﻣﻌــروف ) ﺑﺎﻟﺣطــﺎب ( اﻟﻣﺗــوﻓﻰ ٩٥٤ﻫـــ دار
اﻟﻔﻛر اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ه ١٤١٢ﻫـ ١٩٩٢ -م.
٣٠٧
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
-اﻷم ﻟﻺﻣﺎم اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ :أﺑﻲ ﻋﺑـدا ﷲ ﻣﺣﻣـد ﺑـن إدرﯾـس اﻟـﺷﺎﻓﻌﻲ – ت٢٠٤ﻫــ ﻛﺗـﺎب
اﻟﺷﻌب ،ط ﻋﺎﻟم اﻟﻣﻌرﻓﺔ ،دار اﻟﻔﻛر ﺑﯾروت ١٤١٠ﻫـ ١٩٩٠ -م ٠
-أﺳﻧﻲ اﻟﻣطﺎﻟب ﻓﻲ ﺷرح روض اﻟطﺎﻟب ﻷﺑﻲ ﯾﺣﯾﻰ زﻛرﯾﺎ ﺑن ﻣﺣﻣـد ﺑـن زﻛرﯾـﺎ زﯾـن
اﻟدﯾن أﺑو ﺗﺣﻲ اﻷﻧﺻﺎري ت ٩٢٦ﻫـ ،دار اﻟﻛﺗﺎب اﻹﺳﻼﻣﻲ ٠
-اﻟﺑﯾــﺎن ﻓــﻰ ﻣــذﻫب اﻹﻣــﺎم اﻟــﺷﺎﻓﻌﻰ ،أﺑــو اﻟﺣــﺳﯾن ﯾﺣﯾــﻰ ﺑــن أﺑــﻰ اﻟﺧﯾــر ﺑــن ﺳــﺎﻟم
اﻟﻌﻣراﻧــﻰ اﻟﯾﻣﻧــﻲ اﻟﻣﺗــوﻓﻰ ٥٥٨ﻫـــ دار اﻟﻣﻧﻬــﺎج اﻟطﺑﻌــﺔ اﻷوﻟــﻰ ١٤٢١ﻫـــ -
٢٠٠٠م ٠
-اﻟﺣــــﺎوي اﻟﻛﺑﯾــــر ﻟﻺﻣــــﺎم أﺑــــﻲ اﻟﺣــــﺳن ﻋﻠــــﻲ ﺑــــن ﻣﺣﻣــــد ﺑــــن ﺣﺑﯾــــب اﻟﻣــــﺎوردي
اﻟﺑﺻري،ت٤٥٠ -ﻫـ دار اﻟﻔﻛر ط ١٤٢٤ﻫـ ٢٠٠٣ ،م،
-اﻟﻐـــرر اﻟﺑﻬﯾـــﺔ ﻓـــﻰ ﺷـــرح اﻟﺑﻬﺟـــﺔ اﻟوردﯾـــﺔ زﻛرﯾـــﺎ ﺑـــن ﻣﺣﻣـــد ﺑـــن زﻛرﯾـــﺎ اﻷﻧـــﺻﺎرى
اﻟﻣﺗوﻓﻰ ٩٢٦ﻫـ اﻟﻣطﺑﻌﺔ اﻟﻣﯾﻣﻧﯾﺔ ٠
-اﻟﻔﺗــﺎوى اﻟﻔﻘﻬﯾــﺔ اﻟﻛﺑــرى ﻷﺣﻣــد ﺑــن ﻣﺣﻣــد ﺑــن ﻋﻠــﻰ ﺑــن ﺣﺟــر اﻟﻬﯾﺗﻣــﻰ اﻟــﺳﻌدي
اﻷﻧﺻﺎري ﺷﻬﺎب اﻟدﯾن أﺑو اﻟﻌﺑﺎس اﻟﻣﺗوﻓﻰ ٩٧٤ﻫـ ،دار اﻟﻔﻛر ط ١٤٠٣ﻫــ -
١٩٨٣م
-اﻟﻘــول اﻟﺗﻣــﺎم ﻓــﻰ أﺣﻛــﺎم اﻟﻣــﺄﻣوم واﻹﻣــﺎم ،ﻷﺑــﻰ اﻟﻔــﺗﺢ ﻣﺣﻣــد ﺑــن أﺣﻣــد ﺑــن اﻟﻌﻣــﺎد
اﻷﻗﻔﻬـــﺳﻰ اﻟﻣﺗـــوﻓﻰ ٨٦٧ﻫــــ ﺗﺣﻘﯾـــق وﺗﻌﻠﯾـــق ﻣـــﺻطﻔﻰ ﻋﺎﺷـــور ﻣﻛﺗﺑـــﺔ اﻟﻘـــرآن
ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ٣ﺷﺎرع اﻟﻘﻣﺎش ﺑوﻻق اﻟﻘﺎﻫرة ٠
-اﻟﻣﺟﻣوع ﺷرح اﻟﻣﻬذب ﻷﺑﻲ زﻛرﯾﺎ ﯾﺣﯾﻰ ﺑن ﺷرف اﻟﻧووي – ت٦٧٦ﻫـ وﻫـو ﺷـرح
ﻟﻛﺗــﺎب اﻟﻣﻬــذب ﻷﺑــﻲ إﺳــﺣﺎق اﻟــﺷﯾرازي – ت٤٧٦ﻫـــ وﻟــم ﯾﻛﻣــل اﻟﻧــووي ﺷــرﺣﻪ
وواﻓﺗـــﻪ اﻟﻣﻧﯾـــﺔ ،وﺟـــﺎء ﺗﻘـــﻲ اﻟـــدﯾن اﻟـــﺳﺑﻛﻲ – ت ٧٥٦ﻫــــ ﻣﻛﺗﺑـــﺔ اﻹرﺷـــﺎد ﺟـــدة
اﻟﺳﻌودﯾﺔ ٠
-ﺗﺣﻔﺔ اﻟﻣﺣﺗﺎج ﻓﻲ ﺷرح اﻟﻣﻧﻬﺎج ﺷﻬﺎب اﻟدﯾن أﺣﻣد ﺑن ﻣﺣﻣد ﺑن ﺣﺟر اﻟﻬﯾﺗﻣـﻰ-
ت٩٧٤ﻫـ دار إﺣﯾﺎء اﻟﺗراث اﻟﻌرﺑﻲ،
-ﺗﺣﻔــﺔ اﻟﺣﺑﯾــب ﻋﻠــﻰ ﺷــرح اﻟﺧطﯾــب ،ﺣﺎﺷــﯾﺔ اﻟﺑﺟﯾرﻣــﻰ ﻋﻠــﻰ اﻟﺧطﯾــب ﻟــﺳﻠﯾﻣﺎن ﺑــن
اﻟﺑﺟﯾرﻣــﻰ اﻟﻣــﺻري اﻟــﺷﺎﻣﻲ اﻟﻣﺗــوﻓﻰ ١٢٢١ﻫـــ ،دار اﻟﻔﻛــر ط ﻣﺣﻣــد ﺑــن ﻋﻣــر ُ َ ْ
١٤١٥ﻫـ ١٩٩٥ -م ٠
-ﺣﺎﺷـــﯾﺔ اﻟﺑﺟﯾرﻣـــﻰ ﻋﻠـــﻰ ﺷـــرح اﻟﻣـــﻧﻬﺞ _ ﻣـــﻧﻬﺞ اﻟطـــﻼب اﺧﺗـــﺻرﻩ اﻟـــﺷﯾﺦ زﻛرﯾـــﺎ
اﻻﻧـﺻﺎري ﻣـن ﻣﻧﻬـﺎج اﻟطــﺎﻟﺑﯾن ﻟﻠﻧـووي ﺛـم ﺷـرﺣﻪ ﻓــﻲ ﺷـرح ﻣـﻧﻬﺞ اﻟطــﻼب ) -
اﻟﺗﺟرﯾد ﻟﻧﻔﻊ اﻟﻌﺑﯾد ( ،ﺳﻠﯾﻣﺎن ﺑـن ﻣﺣﻣـد ﺑـن ﻋﻣـر اﻟﺑﺟﯾرﻣـﻰ اﻟﻣـﺻري اﻟـﺷﺎﻓﻌﻲ
اﻟﻣﺗوﻓﻰ ١٢٢١ﻫـ ﻣطﺑﻌﺔ اﻟﺣﻠﺑﻰ طﺑﻌﺔ ١٣٦٩ﻫـ ١٩٥٠ -م
٣٠٨
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
ﺣﺎﺷــﯾﺗﺎ ﻗﻠﯾــوﺑﻲ وﻋﻣﯾــرة ﻷﺣﻣــد ﺳــﻼﻣﺔ اﻟﻘﻠﯾــوﺑﻲ اﻟﻣﺗــوﻓﻰ ١٠٦٩ه ـ وأﺣﻣــد -
اﻟﺑرﻟﺳﻲ ﻋﻣﯾرة اﻟﻣﺗـوﻓﻰ ٩٥٧ﻫــ ـ ﻋﻠـﻰ ﺷـرح اﻟﻌﻼﻣـﺔ ﺟـﻼل اﻟـدﯾن اﻟﻣﺣﻠـﻲ
ﻋﻠﻰ ﻣﻧﻬﺎج اﻟطﺎﻟﺑﯾن ﻟﻠﻧووي دار اﻟﻔﻛر ﺑﯾروت – .١٩٩٥
ﻓﺗـﺎوى اﻟرﻣﻠــﻲ ﻟـﺷﻬﺎب اﻟــدﯾن أﺣﻣــد ﺑـن ﺣﻣــزة اﻟرﻣﻠــﻲ اﻟـﺷﺎﻓﻌﻲ اﻟﻣﺗــوﻓﻰ ٩٥٧ﻫـــ -
دار اﻟﻔﻛر .١٩٨٣ -١٤٠٣
ﻣﻐﻧﻰ اﻟﻣﺣﺗـﺎج إﻟـﻰ ﻣﻌرﻓـﺔ أﻟﻔـﺎظ اﻟﻣﻧﻬـﺎج ﺷـﻣس اﻟـدﯾن ﻣﺣﻣـد ﺑـن أﺣﻣـد اﻟـﺷرﺑﯾﻧﻲ -
اﻟﺧطﯾب ت ٩٧٧ﻫـ دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ١٤١٥ﻫـ ١٩٩٤م.
ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﻣﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﺷرح أﻟﻔﺎظ اﻟﻣﻧﻬﺎج ﺷرح اﻟﻣﻧﻬﺎج ﺷـﻣس اﻟـدﯾن ﻣﺣﻣـد ﺑـن أﺑـﻲ -
اﻟﻌﺑﺎس أﺣﻣد ﺑن ﺣﻣزة ﺷﻬﺎب اﻟدﯾن ١٠٠٤ﻫـ اﻟرﻣﻠﻲ ،اﻟﻣﺗوﻓﻰ دار اﻟﻔﻛر
-إﻋــﻼم اﻟﻣــوﻗﻌﯾن ﻋــن رب اﻟﻌــﺎﻟﻣﯾن ﻟﻣﺣﻣــد ﺑــن أﺑــﻰ ﺑﻛــر ﺑــن أﯾــوب ﺑــن ﺳــﻌد ﺷــﻣس
اﻟدﯾن ﺑن اﻟزرﻋﻰ ﺑن ﻗﯾم اﻟﺟوزﯾﺔ اﻟﻣﺗـوﻓﻰ ٧٥١ﻫــ دار اﻟﻛﺗـب اﻟﻌﻠﻣﯾـﺔ اﻟطﺑﻌـﺔ
اﻷوﻟﻰ ١٤١١ﻫـ ١٩٩١ -م ٠
-اﻹﻧﺻﺎف ﻓﻰ ﻣﻌرﻓﺔ اﻟراﺟﺢ ﻣن اﻟﺧﻼف ﻟﻌﻼء اﻟدﯾن أﺑﻲ اﻟﺣﺳن ﻋﻠﻰ ﺑـن ﺳـﻠﯾﻣﺎن
ﺑــن ﻋﻠــﻰ اﻟﻣــر داوى اﻟدﻣــﺷﻘﻲ اﻟــﺻﺎﻟﺣﻲ اﻟﺣﻧﺑﻠــﻲ اﻟﻣﺗــوﻓﻰ ٨٨٥ﻫـــ ،دار إﺣﯾــﺎء
اﻟﺗراث اﻟﻌرﺑﻰ اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ١٤١٢ﻫـ ١٩٩٢ -م
-اﻟﻌــدة ﺷــرح اﻟﻌﻣــدة ﻟﺑﻬــﺎء اﻟــدﯾن ﻋﺑــد اﻟــرﺣﻣن ﺑــن إﺑ ـراﻫﯾم ﺑــن أﺣﻣــد أﺑــو ﻣﺣﻣــد
اﻟﻣﻘدﺳﻲ اﻟﻣﺗوﻓﻰ ٦٢٤ﻫـ ،دار اﻟﺣدﯾث اﻟﻘﺎﻫرة ١٤٤٢ﻫـ – ٢٠٠٣م
-اﻟﻔﺗــﺎوى اﻟﻛﺑــرى – ﺗﻘــﻲ اﻟــدﯾن أﺣﻣــد ﺑــن ﻋﺑــد اﻟﺣﻠــﯾم اﺑــن ﺗﯾﻣﯾــﺔ ،ت ٧٢٨ﻫـــ ،دار
اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ١٤٠٨ﻫـ ١٩٨٧ -م- ،
-اﻟﻔروع وﻣﻌﻪ ﺗﺻﺣﯾﺢ اﻟﻔروع ﻟﻌﻼء اﻟدﯾن ﻋﻠﻲ ﺑن ﺳﻠﯾﻣﺎن اﻟﻣرداوي اﻟﻣؤﻟـف ﻣﺣﻣـد
ﺑن ﻣﻔﻠﺢ ﺑن ﻣﺣﻣد ﺑن ﻣﻔرج اﺑو ﻋﺑد اﷲ ﺷﻣس اﻟـدﯾن اﻟﻣﻘدﺳـﻲ اﻟرﻣﻠـﻲ اﻟﺣﻧﺑﻠـﻲ
اﻟﻣﺗوﻓﻰ ٧٦٣ﻫـ ،ﻋﺎﻟم اﻟﻛﺗب اﻟطﺑﻌﺔ اﻟراﺑﻌﺔ ١٤٠٥ﻫـ ١٩٨٥ -م
-اﻟﻛــﺎﻓﻲ ﻓــﻲ ﻓﻘــﻪ اﻹﻣــﺎم اﺣﻣــد ،ﻻﺑــن ﻗداﻣــﻪ أﺑــﻲ ﻣﺣﻣــد ﻣوﻓــق اﻟــدﯾن ﻋﺑــد اﷲ ﺑــن
أﺣﻣد ﺑن ﻣﺣﻣـد ﺑـن ﻗداﻣﺔاﻟﻣﻘدﺳـﻲ ﺛـم اﻟدﻣـﺷﻘﻲ اﻟﺣﻧﺑﻠـﻲ اﻟﻣﺗـوﻓﻰ ٦٢٠ﻫــ ،دار
اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ١٤١٣ﻫـ ٢٠٠١ -م.
-اﻟﻣﺑدع ﻓﻲ ﺷرح اﻟﻣﻘﻧﻊ ﻷﺑﻲ إﺳﺣﺎق ﺑرﻫﺎن اﻟدﯾن إﺑـراﻫﯾم ﺑـن ﻣﺣﻣـد ﺑـن ﻋﺑـد اﷲ
ﺑن ﻣﺣﻣد ﺑن ﻣﻔﻠﺢ اﻟﻣﺗوﻓﻰ ٨٨٤ﻫـ ،دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾـﺔ اﻟطﺑﻌـﺔ اﻷوﻟـﻰ ١٤١٨
ﻫـ ١٩٩٧ -م.
-اﻟﻣﻐﻧﻰ ﻻﺑن ﻗداﻣﻪ ،اﺑﻲ ﻣﺣﻣد ﻣوﻓق اﻟدﯾن ﻋﺑد اﷲ ﺑن أﺣﻣـد ﺑـن ﻣﺣﻣـد ﺑـن ﻗداﻣـﺔ
اﻟﻣﻘدﺳــﻲ اﻟﻣﺗــوﻓﻰ ٦٢٠ﻫـــ وﻫــو ﺷــرح ﻟﻣﺧﺗــﺻر اﻟﺧرﻗــﻲ ،ﻣﻛﺗﺑــﺔ اﻟﻘــﺎﻫرة ط
١٣٨٨ﻫـ ١٩٦٨ -م ،داراﻟﻐد اﻟﻌرﺑﻲ.
٣٠٩
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
ﺷــرح اﻟزرﻛــﺷﻰ ﻋﻠــﻰ ﻣﺧﺗــﺻر اﻟﺧرﻗــﻰ ﻟــﺷﻣس اﻟــدﯾن ﻣﺣﻣــد ﺑــن ﻋﺑــد اﷲ اﻟزرﻛــﺷﻰ -
اﻟﻣـــﺻري اﻟﺣﻧﺑﻠـــﻲ اﻟﻣﺗـــوﻓﻰ ٧٧٢ﻫــــ دار اﻟﻌﺑﯾﻛـــﺎن اﻟطﺑﻌـــﺔ اﻷوﻟـــﻰ ١٤١٣ﻫــــ -
١٩٩٣م ٠
ﺷـرح ﻣﻧﺗﻬـﻰ اﻹرادات ) دﻗـﺎﺋق أوﻟـﻲ اﻟﻧﻬـﻰ ﻟـﺷرح اﻟﻣﻧﺗﻬـﻰ ( ﻣﻧـﺻور ﺑـن ﯾـوﻧس -
ﺑــن ﺻــﻼح اﻟــدﯾن ﺑــن اﻟﺣــﺳن ﺑــن إدرﯾــس اﻟﺑﻬــوﺗﻲ ت١٠٥١ -ﻫـــ ﻋــﺎﻟم اﻟﻛﺗــب
اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ١٤١٤ﻫـ ١٩٩٣م
ﻛــﺷﺎف اﻟﻘﻧــﺎع ﻋــن ﻣــﺗن اﻹﻗﻧــﺎع ﻣﻧــﺻور ﺑــن ﯾــوﻧس اﻟﺑﻬــوﺗﻰ ،دار اﻟﻔﻛــر ،وﻋــﺎﻟم -
اﻟﻛﺗب ط ١٤٠٢ﻫـ ١٩٨٢ -م
ﻣطﺎﻟب أوﻟﻰ اﻟﻧﻬﻰ ﻓﻲ ﺷرح ﻏﺎﯾﺔ اﻟﻣﻧﺗﻬﻰ ﻟﻣﺻطﻔﻰ ﺑـن ﺳـﻌد ﺑـن ﻋﺑـدﻩ اﻟـﺳﯾوطﻲ -
اﻟرﺣﯾﺑﺎﻧﻰ اﻟﻣﺗوﻓﻰ ١٢٤٣ﻫـ اﻟﻧﺎﺷر اﻟﻣﻛﺗب اﻻﺳﻼﻣﻰ اﻟطﺑﻌـﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾـﺔ ١٤١٥ﻫــ
١٩٩٤ -م ٠
-اﻟﻣﺣﻠــﻰ ﺑﺎﻵﺛــﺎر أﺑــو ﻣﺣﻣــد ﻋﻠــﻲ ﺑــن أﺣﻣــد ﺑــن ﺳــﻌﯾد ﺑــن ﺣــزم اﻟظــﺎﻫري – ت
٤٥٦ﻫـ دار اﻟﻔﻛر ٠
-اﻵداب اﻟــﺷرﻋﯾﺔ واﻟﻣــﻧﺢ اﻟﻣرﻋﯾــﺔ ﻟﻣﺣﻣــد ﺑــن ﻣﻔﻠــﺢ ﺑــن ﻣﺣﻣــد اﻟﻣﻘدﺳــﻲ ﻣؤﺳــﺳﺔ
ﻗرطﺑﺔ
-ﺑرﯾﻘﺔ ﻣﺣﻣودﯾﺔ ﻓﻲ ﺷرح طرﯾﻘﺔ ﻣﺣﻣدﯾﺔ وﺷرﯾﻌﺔ ﻧﺑوﯾـﺔ ﻓـﻲ ﺳـﯾرة أﺣﻣدﯾـﺔ ﻟﻣﺣﻣـد
ﺑن ﻣﺣﻣد ﺑن ﻣﺻطﻔﻰ اﻟﺧﺎزﻣﻲ ﻣطﺑﻌﺔ اﻟﺣﻠﺑﻲ ط ١٣٤٨ﻫـ
-اﻟﺗﻌرﯾﻔــﺎت ﻟﻠﺟرﺟــﺎﻧﻰ ﻋﻠــﻰ ﺑــن ﻣﺣﻣــد ﺑــن ﻋﻠــﻰ اﻟــزﯾن اﻟــﺷرﯾف اﻟﺟرﺟــﺎﻧﻰ اﻟﻣﺗــوﻓﻰ
٨١٦ﻫـ دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﺑﯾروت اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ١٤٠٣ﻫـ ١٩٨٣ -م ٠
٠اﻟﻣﺻﺑﺎح اﻟﻣﻧﯾر ﻓﻰ ﻏرﯾب اﻟﺷرح اﻟﻛﺑﯾر ﻟﻠراﻓﻌﻰ ﺗﺄﻟﯾف اﻟﻌﻼﻣﺔ أﺣﻣد ﺑن ﻣﺣﻣـد ﺑـن
ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻘرى اﻟﻔﯾوﻣﻰ ،اﻟﻣﺗوﻓﻰ ٧٧٠ﻫـ دار اﻟﻔﻛر ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ٠
-اﻟﻣﻐرب ﻓﻲ ﺗرﺗﯾب اﻟﻣﻌرب ﻟﻠﻣطر زى ،أﺑو اﻟﻔﺗﺢ ﻧﺎﺻر ﺑـن ﻋﺑـد اﻟـﺳﯾد ﺑرﻫـﺎن اﻟـدﯾن
اﻟﺧوارزﻣﻲ دار اﻟﻛﺗﺎب اﻟﻌرﺑﻲ ٠
-ﻟـــﺳﺎن اﻟﻌـــرب ﻟﻣﺣﻣـــد ﺑـــن ﻣﻛـــرم ﺑـــن ﻋﻠـــﻰ أﺑـــو اﻟﻔـــﺿل ﺟﻣـــﺎل اﻟـــدﯾن ﺑـــن ﻣﻧظـــور
اﻷﻧﺻﺎرى اﻟروﯾﻔﻌﻰ اﻻﻓرﯾﻘﻰ اﻟﻣﺗوﻓﻰ ٧١١ﻫـ ،دار ﺻﺎدر ﺑﯾـروت اﻟطﺑﻌـﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛـﺔ
١٤١٤ﻫـ ٠
-اﻻﯾﻣﺎن ﺑﺎﻟﺟن ﺑﯾن اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ واﻟﺗﻬوﯾل ﻟﻌﻠـﻰ ﺑـن ﻧـﺎﯾف اﻟـﺷﺣود ،دار اﻟﻣﻌﻣـورة ﺑﻬـﺎﻧﺞ
– ﻣﺎﻟﯾزﯾﺎ – اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ١٤٣٢ﻫـ ١٩٩٩ -م -٠ ٠
٣١٠
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
-اﻻﻛﺗﺋﺎب اﺿطراب اﻟﻌﺻر اﻟﺣدﯾث ،ﻓﻬﻣﻪ وأﺳﺎﻟﯾب ﻋﻼﺟﻪ د /ﻋﺑـد اﻟـﺳﺗﺎر اﺑـراﻫﯾم،
ﻋﺎﻟم اﻟﻣﻌرﻓـﺔ ،ﺳﻠـﺳﻠﺔ ﻣـن ﻛﺗـب ﺛﻘﺎﻓﯾـﺔ ﺷـﻬرﯾﺎ ﯾـﺻدرﻫﺎ اﻟﻣﺟﻠـس اﻟـوطﻧﻰ ﻟﻠﺛﻘﺎﻓـﺔ
واﻟﻔﻧون واﻵداب ،اﻟﻛوﯾت ٠ ١٩٩٠ ،١٩٢٣
-اﻷﻣراض اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ واﻟﻌﻘﻠﯾﺔ ﻟﻠدﻛﺗور /أﻧور ﺣﻣودﻩ اﻟﺑﻧﺎ ،دار اﻟﻔﻛر اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻲ.
-اﻷﻣ ـراض اﻟﻧﻔــﺳﯾﺔ وﺗﺄﺛﯾرﻫــﺎ ﻋﻠــﻰ اﻟﺣﯾــﺎة اﻟزوﺟﯾــﺔ د /ﻣﺣﻣــد اﻟــدﯾﺎس ،ﻣﺟﻠــﺔ ﻗﻠــب
اﻷرض اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ٠
-اﻷﻣـراض اﻟﻧﻔــﺳﯾﺔ واﻟﻌﻘﻠﯾــﺔ واﻻﺿــطراﺑﺎت اﻟــﺳﻠوﻛﯾﺔ ﻋﻧــد اﻷطﻔــﺎل ،ﻟﻠــدﻛﺗور /ﻋﺑــد
اﻟﻣﺟﯾـــد اﻟﺧﻠﯾـــدي اﻷﻣـــﯾن اﻟﻌـــﺎم اﻟﻣـــﺳﺎﻋد ﻟﻸطﺑـــﺎء اﻟﻧﻔـــﺳﯾﯾن اﻟﻌـــرب و د /ﻛﻣـــﺎل
ﺣﺳﯾن وﻫﺑﻲ ﺑﺎﺣث وأﺳﺗﺎذ ﺟﺎﻣﻌﻲ ،دار اﻟﻔﻛر ﺑﯾروت اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ١٩٩٧م
-اﻟــﻧﻔس اﻟﺑـــﺷرﯾﺔ -ﺗﻛوﯾﻧﻬــﺎ ،-واﺿـــطراﺑﺎﺗﻬﺎ ،وﻋﻼﺟﻬـــﺎ ،اﻟــدﻛﺗور /ﻋﻠـــﻲ ﻣﺎﺿـــﻲ
أﺳــﺗﺎذ ﻋﻠــم اﻟــﻧﻔس ﻓــﻲ اﻟﺟﺎﻣﻌــﺔ اﻟﻠﺑﻧﺎﻧﯾــﺔ وﺟﺎﻣﻌــﺔ ﺑﯾــروت اﻟﻌرﺑﯾــﺔ ،دار اﻟﻧﻬــﺿﺔ
اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﺑﯾروت،
-اﻷﻣـراض اﻟﻧﻔــﺳﯾﺔ واﻟﻌﻘﻠﯾــﺔ د /ﻣﺎﺟــد ﺣﺑﯾــب ،ﻣﺟﻠــﺔ اﻧﺗرﻧﺎﺷــﯾوﻧﺎل ،ﻣﺟﻠــﺔ اﻗﺗــﺻﺎدﯾﺔ
دوﻟﯾﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﺗﺻدر ﻣن ﻟﻧدن ﺷﻬرﯾﺎ ،ا
-اﻷﻣراض واﻻﺿطراﺑﺎت اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ ) اﻟذﻫﺎﻧﯾـﺔ ( د /ﺣـﺳﺎم ﻣﺣﻣﻣـود زﻛـﻲ ﻣﺗﺧـﺻص ﻓـﻲ
اﻟﺻﺣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ واﻹرﺷﺎد واﻟﻌﻼج اﻟﻧﻔﺳﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻣﻧﯾﺎ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗرﺑﯾﺔ
ا-اﻻﺿــطراب اﻟوﺟــداﻧﻲ ) ذﻫــﺎن اﻟﻬــوس واﻻﻛﺗﺋــﺎب أو اﻻﺿــطراب ﺛﻧــﺎﺋﻲ اﻟﻘطﺑﯾــﺔ ( د/
ﻣﺣﻣود ﺟﻣﺎل أﺑو اﻟﻌزاﺋم ﻣﺳﺗﺷﺎر اﻟطب اﻟﻧﻔﺳﻲ ،واﺣﺔ اﻟﻧﻔس اﻟﻣطﺋﻧﺔ.
ا -اﻻﺿطراب اﻟوﺟـداﻧﻲ ) ذﻫـﺎن اﻟﻬـوس واﻻ ﻛﺗﺋـﺎب أو اﻻﺿـطراب ﺛﻧـﺎﺋﻲ اﻟﻘطﺑﯾـﺔ ( د/
ﻣﺣﻣود ﺟﻣﺎل أﺑو اﻟﻌزاﺋم ﻣﺳﺗﺷﺎر اﻟطب اﻟﻧﻔﺳﻲ ،واﺣﺔ اﻟﻧﻔس اﻟﻣطﺋﻧﺔ.
٣١١
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
-اﻟﻌــﺻﺎب واﻷﻣ ـراض اﻟذﻫﻧﯾــﺔ ،ﺗــﺄﻟﯾف ﺑﯾﯾﯾــر داﻛــو ،ﺗرﺟﻣــﺔ -رﻋــد إﺳــﻛﻧدر -أرﻛــﺎن
ﺑﯾﺛون ،ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﺗراث اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﻘﺎﻫرة ٨ﺷﺎرع اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ
-اﻟﻣـرأة ٕواﺿـراﺑﺎﺗﻬﺎ اﻟﻧﻔــﺳﯾﺔ واﻟﻌﻘﻠﯾـﺔ ‘د /ﻣﺣﻣـد ﺣــﺳن ﻏـﺎﻧم ،دار إﯾﺗـراك ﻟﻠطﺑﺎﻋــﺔ
واﻟﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ اﻟﻘﺎﻫرة ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ.
-اﻟوﺳـــواس اﻟﻘﻬـــري د /ﻣﺣﻣـــود ﺟﻣـــﺎل أﺑـــو اﻟﻌـــزاﺋم ﻣﺳﺗـــﺷﺎر اﻟطـــب اﻟﻧﻔـــﺳﻲ ،واﺣـــﺔ
اﻟﻧﻔس اﻟﻣطﻣﺋﻧﺔ.
-ﺑﺣــث ﺷــﺎﻣل ﻋــن اﻷﻣـراض اﻟﻧﻔــﺳﯾﺔ أﺳــﺑﺎﺑﻬﺎ ،أﻋراﺿــﻬﺎ ،ﻋﻼﺟﻬــﺎ ،د /أﺣﻣــد ﺳــﻌﯾد
اﺳﺗﺷﺎرى اﻟطب اﻟﻧﻔﺳﻰ دﻛﺗوراﻩ اﻟطب اﻟﻧﻔـﺳﻰ ﺟﺎﻣﻌـﺔ ﻋـﯾن ﺷـﻣس ،ﻣﻧﺗـدى ﻛﻠﯾـﺔ
اﻟﺣﻘوق ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻣﻧﺻورة،
-ﺗـﺻدع اﻟﺷﺧـﺻﯾﺔ ﻓــﻲ ﻧظرﯾـﺎت ﻋﻠــم اﻟـﻧﻔس ،اﻟﻣـرأة واﺿــطراﺑﺎﺗﻬﺎ اﻟﻧﻔـﺳﯾﺔ واﻟﻌﻘﻠﯾــﺔ
أد/ﻣﺣﻣد ﺣﺳن ﻏﺎﻧم ،إﺗﯾراك ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ اﻟﻘﺎﻫرة اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ.
-ﻣوﺳـــوﻋﺔ اﻟﻣﻠـــك ﻋﺑـــد اﷲ ﺑـــن ﻋﺑـــد اﻟﻌزﯾـــز اﻟﻌرﺑﯾـــﺔ ﻟﻠﻣﺣﺗـــوى اﻟـــﺻﺣﻰ واﻟـــﺷﺋون
اﻟــﺻﺣﯾﺔ وزارة اﻟﺣــرس اﻟــوطﻧﻰ ،اﻟﻣﻣﻠﻛــﺔ اﻟﻌرﺑﯾــﺔ اﻟــﺳﻌودﯾﺔ ،اﻟرﯾــﺎض ،اﻟــﺷﺋون
اﻟﻌﻠﻣﯾــﺔ ﺑــﺎﻟﺣرس اﻟــوطﻧﻰ ،ﻣدﯾﻧــﺔ ﻋﺑــد اﻟﻌزﯾــز اﻟطﺑﯾــﺔ - - ٠ﺗﻌرﯾــف اﻟــذﻫﺎن:
ﻣﻧظﻣــﺔ اﻟــﺻﺣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾـــﺔ اﻟﻣﻛﺗــب اﻹﻗﻠﯾﻣـــﻲ ﻟﻠــﺷرق اﻷوﺳـــط اﻟﻣواﺿــﯾﻊ اﻟطﺑﯾـــﺔ،
ﻣﻘﺎﻟــﺔ ﺧﺎﺻــﺔ ) اﻟــذﻫﺎن اﻟﺛــﺎﻧوي ﻣواﻛﺑــﺔ ﻟﻠﺟدﯾــد ( اﻟﻣﺟﻠــﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾــﺔ ﻟﻠطــب اﻟﻧﻔــﺳﻲ
اﻟﻧﺎطﻘﺔ ﺑﺎﺳم اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠطـب اﻟﻧﻔـﺳﻲ اﻟﻣﺟﻠـد اﻟﺛـﺎﻧﻲ ﻋـﺷرﻓﺑراﯾر ،٢٠١٣
اﻟﻧﺎﺷر ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﺷرﻛﺔ اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ،ش -م-ل.
-ﻧظرﯾــﺎت اﻹرﺷــﺎد واﻟﻌــﻼج اﻟﻧﻔــﺳﻲ ،ﺗــﺄﻟﯾف س.ه .ﺑﺎﺗرﺳــون ﺗرﺟﻣــﺔ د /ﺣﺎﻣــد ﻋﺑــد
اﻟﻌزﯾــز اﻟﻔﻘــﻲ ،اﻟﻘــﺳم اﻟﺛــﺎﻧﻲ دار اﻟﻘﻠــم ﻟﻠﻧــﺷر واﻟﺗوزﯾــﻊ اﻟﻛوﯾــت اﻟطﺑﻌــﺔ اﻷوﻟــﻰ
،١٩٩٠- ١٤١٠
-أﺳـــوأ ﻣـــﺎ ﯾﻌﺎﻧﯾـــﻪ اﻟﻣـــﺻﺎب ﺑﺎﻟوﺳـــواس اﻟﻘﻬـــري د /ﻣﺣﻣـــد ﻋﺑـــد اﻟﻛـــرﯾم اﻟـــﺷوﺑﻛﻲ
www.dralshobaki.comﻣﺳﺗــــﺷﺎر اﻷﻣــــراض اﻟﻧﻔــــﺳﯾﺔ واﻟﻌــــﺻﺑﯾﺔ واﻟطــــب
اﻟﻧﻔﺳﻲ- .
٣١٢
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ﺍﳌﻮﺿــــــــــــــﻮﻉ
١٨٧ .ا
١٩١ ا ا وااض ا ا :ول اا
.ء او
١٩١ . ا ا وااض ا ا:ول اا
١٩٦ .ء ا وااض ا ا:م اا
٢٠٩ ف واض ا اف أ ا: اا
.ه در
٢٢٣ ح ا ء إم وااض ا ا أ:م اا
:ق
٢٢٧ . وا ا او :ول اا
٢٣٢ . ا ءة ا:م اا
٢٣٥ . وا اق ا ط: اا
٢٤٤ . ق ا وا ا ا و و:ا اا
٢٤٩ . وا ا ا و : اا
٢٥٨ ح ا ء إم وااض ا ا أ: اا
.
٢٦٠ دث ا واض ا ح ا :ول اا
.ا
٢٧٢ دث ا واض ا ح ا :م اا
.ا
٣١٣
اﳌﺠﻠﺪ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﲏ واﻟﺜﻼﺛﲔ ﳊﻮﻟﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎت ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ
اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وأﺛﺮﻫﺎ ﰲ إﳖﺎء ﻋﻘﺪ اﻟﻨﻜﺎح ﺑﺎﻟﻄﻼق أو اﻟﻔﺴﺦ
ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ﺍﳌﻮﺿــــــــــــــﻮﻉ
٣١٤