Professional Documents
Culture Documents
بحث حول الشخصية المعنوية
بحث حول الشخصية المعنوية
مـقـدمـة
إن
فكرة الشخصية المعنوية قد ظهرت أول األمر كفكرة لها مدلول قانوني في نطاق القانون
الخــاص لتعــبر عن مجموعــة أشــخاص طبيعيــة حققت جهودهــا ضــمن وحــدة واحــدة بغيــة تحقيــق
هدف
مشترك ,أو مجموعة أموال وجدت لتكوين ذمة مالية مستقلة عن ذمة أصحابها بغية تحقيق
غاية معينة ,وذلك في شكل شركة أو جمعية أو أي تجمع معترف به قانونا بحيث تصبح هذه
المجموعة تشكل شخصا قانونيا مستقال عن أشخاص مكونيه ,له أهليته القانونية في
اكتساب الحقوق وتحمل التزامات ,وله ذمة مالية مستقلة أيضا عن الذمم المالية
للشركاء وله نائب يعبر عن إرادته .ومن هنا نطرح اإلشكالية التالية:
الخطوة اآلتية:
-مقدمة.
المعنوية وطبيعتها.
المعنوية.
المعنوية.
المعنوية.
مفترضة.
مفترضة.
حقيقية.
حقيقية.
المعنوية .
المعنوية.
-ΙΙنقد النظرية المنكرة للشخصية
المعنوية.
المعنوية وأركانها.
الخاصة.
العامة.
أ -الدولة.
ب -الوالية.
ج -البلدية.
-الفرع الثالث :الفرق بين الشخصية المعنوية العامة والشخصية المعنوية الخاصة.
-المطلب
الشخصية المعنوية.
المستقلة.
-الخاتمة.
-الفهرس.
وطبيعتها
الشخصية
المعنوية هي الهيئات والمؤسسات والجماعات التي يريد المشرع أن يعترف بها ,ويعطيها
الحق في ممارسة كافة أنواع التصرفات القانونية في التعامل ,وفي اكتساب الحقوق
وتحمل االلتزامات وأن يكون لها ذمة مالية مستقلة شأنها في ذلك شأن األشخاص
الطبيعيين[.]1
كــل مجموعــة من األشــخاص تســتهدف غرضــا مشــتركا ,أو مجموعــة من األمــوال ترصــد لمــدة
زمنية
مح ـ ــددة لتحقي ـ ــق غ ـ ــرض معين ,بحيث تك ـ ــون ه ـ ــذه المجموع ـ ــة من األش ـ ــخاص المك ـ ــونين له ـ ــذه
المجموعة
ومستقال عن العناصر المالية لها .أي أن تكون لهذه المجموعة من األشخاص واألموال
األموال في ظل تنظيم.
المجموعة.
الشخصية المعنوية[.]2
إن
فكرة الشخصية المعنوية لعبت دورا سياسيا وقانونيا هاما في عزل فكرة السيادة وفكرة
السلطة العامة عن األشخاص وذوات الحكام وإ لحاقهما بفكرة الدولة كشخص معنوي عام
وأصيل.
فنية وقانونية كبيرة في نطاق التنظيم اإلداري ,حيث تظهر هذه األهمية في زاويتين:
تتجلى
األهمية الفنية لفكرة الشخصية المعنوية في عملية التنظيم اإلداري ,بحيث تعتبر
الوسيلة الفنية الناجعة في عملية تقسيم األجهزة والوحدات اإلدارية المكونة للنظام
اإلداري ,وكذلك وسيلة لتوزيع اختصاصات السلطة اإلدارية ,إقليميا ومصلحيا ,وكذلك
تلعب
فكرة الشخصية المعنوية دورا قانونيا هاما في نطاق التنظيم اإلداري ,إذ بهذه الفكرة
أمكن القيام بمختلف الوظائف اإلدارية بواسطة أشخاص طبيعيين موظفي الدولة باسم اإلدارة
ولحسابها ,فتعتبر هذه األعمال أعمال األشخاص اإلدارية رغم أنها أنجزت بواسطة أشخاص
طبيعيين[.]3
المعنوية
مفترضة
"وتسمى
بالنظرية الرومانية بسبب تبني شراح القانون الروماني لها .كما أن لها سند فقهي في
العصر الحديث يتزعمه الفقيه سافيني .ويرى أصحاب هذه النظرية أن فكرة الشخصية
لجأ إليها المشرع في الدولة كحيلة قانونية لتمكن التجمعات والهيئات من تحقيق
أهدافها وأغراضها حتى تكون لها أهلية اكتساب الحقوق وتحمل الواجبات وااللتزامات
مفترضة
القانوني تؤدي إلى إطالق سلطان الدولة في التحكم في مصير الجماعات والتجمعات بشكل
يقيد من تكوين وإ نشاء الجماعات والتجمعات التي أصبحت تشكل أهمية كوسيط عدم مسؤولية
حقيقية
الشخصية
المعنوية أساسها اجتماع عدة أفراد لتحقيق غرض معين مشروع .وهذا االجتماع يؤدي إلى
نشوء إرادة مشتركة منفصلة عن إرادة المكونين له وهي أساس فكرة الشخصية المعنوية,
وحتى إن تدخلت الدولة فإن تدخلها ال يعني أنها هي التي أنشأت الشخص المعنوي بل ال
حقيقية
إن
أهم نقد وجه ألصحاب هذه النظرية أنهم إذا كانوا قد نجحوا في تفسير وتأصيل الشخصية
القانونية لجماعات األفراد ,فإنهم عجزوا على تفسير بعض التجمعات كتجمعات األموال[.]10
المعنوية
وجيز ,...إلى التقرير والقول بأن فكرة الشخصية المعنوية ال فائدة ترجى منها وأنه
ليس لها أي أساس أو قيمة أو فائدة في عالم القانون وأنه يمكن االستغناء عنها
باعتماد أفكار ونظريات قانونية أخرى تكون البديل األكثر سالمة ومنطقية ووضوح مثل:
مثل فكرة الملكية المشتركة عند اهرنج ,وفكرة التضامن االجتماعي والمراكز القانونية
المعنوية
الرجوع بالفكر القانوني إلى الوراء خاصة وأن فكرة الملكية المشتركة عرفت ذيوعا في
"تنص
* الدولة
والوالية والبلدية.
* المؤسسات
* الجمعيات
والمؤسسات.
* الوقف.
ومن نص المادة
49نستنتج أن المشرع الجزائري تبنى صراحة نظرية الشخصية المعنوية لما لها من قيمة
وأثر قانوني ,ذلك أن الدولة كشخص معنوي عام تحتاج إلى أن يلتف حولها مجموعة من
األشخاص االعتبارية العامة كالوالية والبلدية والمؤسسة العمومية ذات الطابع اإلداري
بغرض مساعدتها
وتوفير الخدمة للجمهور .إن فكرة الشخصية المعنوية أو االعتبارية على مستوى نظرية
التنظيم اإلداري تحتل من المكانة ما يحتله العمود الفقري بالنسبة لإلنسان ,إذ ال
يتصور على اإلطالق قيام الدولة بمهامها دون االعتماد على فكرة الشخصية المعنوية
التي تؤهلها على توزيع المهام والوظائف وإ نشاء الهيئات المختلفة إلشباع حاجات
األفراد[.]14
وأركانها
بينهما
وهي
األشخاص القانونية التي ال تتبع الدولة بل تتبع األفراد والجماعات الخاصة ,وتهدف
بصورة أساسية إلى تحقيق مصالح فردية خاصة ,تتميز من حيث طريقة وأداة إنشائها
وخضوعها لرقابة الدولة .ويكون إنشاؤها بموجب قرار من الجهة المختصة .ويمكن تعريفها
بأنها هي تلك التي يكونها األفراد سواء لتحقيق غرض خاص بهم أو بغرض يعود بالنفع
العام وهي على نوعين ,مجموعات األشخاص ومجموعات األفراد ,مثالها :الشركات
الخاصة
انقضائها ,إال أنه من المقرر أن تبقى الشركة محتفظة بشخصيتها المعنوية طيلة فترة
التصـ ــفية.و يـ ــترتب على اعتبـ ــار الشـ ــركة شخصـ ــا معنويـ ــا صـ ــحيحا اكتسـ ــاب الحقـ ــوق و تحمـ ــل
االلتزامات,
شأنها
األشــخاص الطبيعــيين ,إال أن الشــخص المعنــوي يتمتــع بجميــع الحقــوق إال مــا كــان منهــا مالزمــا
لصفة اإلنسان الطبيعية مثل
األشــخاص المعنويــة الــتي تتبــع الدولــة ,ويمكن تعريفهــا بأنهــا مجموعــة من األشــخاص واألمــوال
التي تنشأ من قبل الدولة بموجب نظام
والفرق بينهما
"وهي
األشخاص االعتبارية التي تمارس اختصاصها في مجال جغرافي معين من الدولة ويشمل هذا
جاء ذكرها على رأس المادة 49من القانون المدني نظرا ألهميتها وألنها تشكل الشخص
المعنوي األم وباقي األشخاص متفرعة عنها .وينحصر اختصاص الدولة في نطاق إقليم
معين ,وال يحتاج وجود الدولة إلى نص في الدستور أو القانون أو أي وثيقة أخرى ذات
تسنى الفصل في الذمة المالية بين ممتلكات الدولة وممتلكات جهات أخرى ,كما أن لفكرة
الشخصية االعتبارية الفضل في إقرار مسؤولية الدولة عن أعمال موظفيها وفي االعتراف
القانونية واالستقالل المالي تمارس مهاما محددة في القانون ,وقد استقلت الوالية عن
الشخص األم (الدولة) ماليا وإ داريا حتى تساعد الدولة ذاتها في أداء مهمتها بحسب ما
البلدية منظمة إقليمية مستقلة تمارس مهاما محددة في القانون على مستوى رقعة
جغرافية[.]21
وتنشأ
لتحقيق مصالح عامة لألفراد تحت رقابة الدولة أو أحد األشخاص االعتبارية التابعة
لها ,وتسمى هذه األشخاص بالهيئات أو المؤسسات العمومية ,ولقد لجأ المشرع إلى إنشاء
هذه األشخاص إلدارة المرافق العامة التي تتطلب نوعا من االستقالل لضمان فعاليتها
وحسن إدارتها[.]22
محلية.
التي تحدثها الدولة وتشرف على تسييرها ولها نشاط يتجاوز حدود مقر إقليم محافظة
بالتنمية المحلية[.]23
-3الشخصية المعنوية المهنية
مصالحهم
المشروعة[.]24
المرفقية عن األشخاص المعنوية اإلقليمية بأنها مقيدة بالهدف أو الخدمة الذي أنشأت
من أجل تحقيقه في حين تكون األخيرة مقيدة بالحدود الجغرافية لإلقليم الذي تمثله,
وتهدف األشخاص االعتبارية المرفقية إلى تحقيق أغراض متنوعة منها ماهو إداري أو
اجتماعي أو اقتصادي ,حيث يؤدي هذا االختالف إلى اختالف أنظمتها القانونية حسب
العام
تنقضـي شخصـيتها بـزوال أو فقـد ركن من أركانهـا الـتي تقـوم عليهـا كمـا لـو تفتت إلى عـدة دول
أو اندمجت بدولة أخرى أو فقدانها
كمــا لــو ص ــدر ق ــانون يعيــد تقســيم الوحــدات المحليــة فيلغي بعض األشــخاص المعنويــة اإلقليميــة
ويستحدث غيرها أو يدمجها في بعضها.
أما إذا صدر قانون بحل مجلس إدارة الشخص المعنوي فيظل الشخص المعنوي قائمًا
وعند نهاية الشخص المعنوي العام أيا كانت صورته تنتقل أمواله إلى الجهة التي
أو حله ،وإ ال فإن هذه األموال تنتقل إلى الجهة التي يتبعها هذا الشخص[.]26
عدة أوجه:
1ـ من حيث الهدف :فإن الهدف من إيجاد الشخص المعنوي الخاص هو هدف خاص يتمثل في
الربح المادي ،أما الشخص المعنوي العام فإنه
2ـ حرية االنتماء :فـإن االنتمـاء إلى الشـخص المعنـوي الخـاص يكـون اختياريـًا ،بخالف االنتمـاء
إلى الشخص المعنوي العام
بالمواطنة.
3ـ من حيث إنشاؤها:
المختصة
وال ــذين ينش ــئونها هم أف ــراد ع ــاديون ،أم ــا الشخص ــية المعنوي ــة العام ــة فإنه ــا تنش ــأ م ــوجب تنظيم
يصدر من قبل المنظم.
المعنوية
تستخدم
الشخصـ ــية المعنويـ ــة الخاصـ ــة قواعـ ــد القـ ــانون الخـ ــاص في كـ ــل نشـ ــاطها .وللشخصـ ــية المعنويـ ــة
امتيازات
الهدف من كل
العامة ،أما
الخاصة فإن هدفها يكون لتحقيق هدف خاص بمنشئها ،وهو الربح
المادي[.]27
يقوم
الشخص المعنوي بتوافر عدة عناصر ومقومات وشروط تتمثل أساسا في األركان التالية:
الفرع األول :مجموعة أشخاص أو أموال
يستند
وجـود الشـخص المعنـوي إلى تـوافر مجموعـة من األشـخاص (األفــراد) كالجمعيـات أو مجموعـة
من
األموال (األشياء) كالشركات المساهمة .وعادة ما يقوم الشخص المعنوي على وجود
مجموعة من األشخاص واألموال في آن واحد ,فالبلدية مثال هي :سكان البلدية وممتلكاتها.
إن
الشخص المعنوي العام ال وجود له -من الناحية القانونية -إذ لم يكن يهدف من وراء
نشاطاته إلى تحقيق وانجاز غرض مشروع ,أي يسمح به النظام القانوني السائد بالدولة.
يشترط
لوج ــود الش ــخص المعن ــوي -بغض النظ ــر عن وض ــعية الدول ــة -االع ــتراف بوج ــوده من ط ــرف
السلطة
ص ـ ــادر عن والي ,بعـ ــد تـ ــوافر شـ ــروطها ,طبقـ ــا للقـ ــانون رقم 31-90المـ ــؤرخ في 4ديسـ ــمبر
1990
المتعلق بالجمعيات[.]28
يتمتع
الشخص االعتباري بذمة مالية مستقلة عن الدولة من جهة ,وعن الذمة المالية لألشخاص
المكونين له ,فمثال االلتزامات التي تترتب على الشخص المعنوي ال يجوز أن تلقى على
عاتق األشخاص المكونين له ,وااللتزامات التي تترتب على األشخاص المكونين ال تلقى
على عاتق الشخص المعنوي[.]29
المطلب الثاني :األهلية القانونية
يتمتع الشخص المعنوي العام
بأهلية قانونية في
الحدود التي رسمها القانون تمكنه من اكتساب الحقوق وتحمل االلتزامات ،غير أن هذه األهلية أضيق
نطاقًا من أهلية الشخص الطبيعي فهي مقيدة بممارسة التصرفات القانونية التي تدخل في ميدان نشاطه وتخصصه ،ومقيدة
كذلك بحدود
الهدف الذي يسعى الشخص
االعتباري العام لتحقيقه .وهذه األهلية مستقلة
عن شخصية األعضاء المكونين له ويمارسها عنه من يمثله من أشخاص الطبيعيين[.]30
المطلب الثالث :الموطن المستقل
للشخص
االعتباري موطن خاص به يختلف عن موطن
األشخاص المكونين له ،وهو عادة المقر أو المكان الذي يوجد فيه مركز إدارته ،وللموطن أهمية
خاصة بالنسبة للشخص االعتباري ليتم تحديد الجهة القضائية المختصة إقليميا في النظر في الدعاوي التي ترفع من قبله
أو توجه ضده[.]31
المطلب الرابع :نائب يعبر عنه
ليس
للشخص المعنوي وجود مادي ملموس يمكن أن يرى ,وإال لماذا سمي شخصا معنويا .لذا وجب
أن يمثله شخص طبيعي يتحدث باسمه ويبرم العقود باسمه ويتقاضى باسمه ,فمثال :الوالي
نائب عن الوالية ,ورئيس المجلس الشعبي البلدي نائب عن البلدية ,ومدير الجامعة نائب
منها[.]32
المطلب الخامس :حق التقاضي
للشخص
المعنوي العام أهلية التقاضي ,فله أن يكون مدعيا أو مدعى عليه ,كما يجوز أن تقاضي
األشخاص االعتبارية بعضها البعض ,ويباشر هذا الحق عن الشخص االعتباري العام أشخاص
طبيعية[.]33
الـخـاتـمـة
إن مصير الشخص المعنوي شأنه شأن الشخص الطبيعي إلى
الزوال ,فانتهاء الشخصية المعنوية عموما يعود ألسباب شتى كانتهاء األجل إذ كان
وجودها مؤقتا أو محددا زمنيا ,أو إتمام تحقيقها للغرض الذي أنشأت ألجله كذا أسباب
اإللغاء مع تعدد صوره ,كما أن الشخص الطبيعي تنقضي شخصيته القانونية بوفاته وما
يتعلق بذلك من تركة وميراث ,أما انتهاء الشخص المعنوي يبقى ويمتد قدر التصفية حيث
تسدد ديونه وتحول باقي حقوقه إلى الجهة التي يقررها سند إنشاءه أو وفقا لما يقضي
به إجراء الحل أو طبقا للقانون.
قائمة المصادر والمراجع
-محمد الصغير بعلي ,القانون اإلداري( ,د.ط ,باتنة ,مطبعة عمار
قرفي ,د.ت).
-عالء الدين
عشي,مدخل القانون اإلداري( ,د.ط,الجزائر ,دار الهدى للطباعة والنشر2009 ,م).
-عمار بوضياف,
الوجيز في القانون اإلداري( ,ط ,2:الجزائر ,جسور للنشر والتوزيع2007 ,م).
-عمار عوابدي ,القانون اإلداري ,الجزء
األول النظام اإلداري( ,ط ,3:بن عكنون الجزائر ,ديوان المطبوعات الجامعية2005 ,م).
-د.مولود ديدان ,القانون المدني( ,ط ,2008الجزائر ,دار بلقيس).