You are on page 1of 19

‫بحث حول الشخصية المعنوية‬

‫مـقـدمـة‬

‫إن‬

‫فكرة الشخصية المعنوية قد ظهرت أول األمر كفكرة لها مدلول قانوني في نطاق القانون‬

‫الخــاص لتعــبر عن مجموعــة أشــخاص طبيعيــة حققت جهودهــا ضــمن وحــدة واحــدة بغيــة تحقيــق‬
‫هدف‬

‫مشترك‪ ,‬أو مجموعة أموال وجدت لتكوين ذمة مالية مستقلة عن ذمة أصحابها بغية تحقيق‬

‫غاية معينة‪ ,‬وذلك في شكل شركة أو جمعية أو أي تجمع معترف به قانونا بحيث تصبح هذه‬

‫المجموعة تشكل شخصا قانونيا مستقال عن أشخاص مكونيه‪ ,‬له أهليته القانونية في‬

‫اكتساب الحقوق وتحمل التزامات‪ ,‬وله ذمة مالية مستقلة أيضا عن الذمم المالية‬

‫للشركاء وله نائب يعبر عن إرادته‪ .‬ومن هنا نطرح اإلشكالية التالية‪:‬‬

‫ما المقصود بالشخصية المعنوية ؟‬

‫ولإلجابة على هذه األسئلة اتبعنا‬

‫الخطوة اآلتية‪:‬‬

‫‪ -‬مقدمة‪.‬‬

‫‪ -‬المبحث األول‪ :‬مفهوم الشخصية‬

‫المعنوية وطبيعتها‪.‬‬

‫‪ -‬المطلب األول‪ :‬مفهوم الشخصية‬

‫المعنوية‪.‬‬

‫‪ -‬الفرع األول‪ :‬تعريف الشخصية المعنوية‪.‬‬

‫‪ -‬الفرع الثاني‪ :‬أهمية الشخصية‬


‫المعنوية‪.‬‬

‫‪ -‬أوال‪ :‬األهمية الفنية‪.‬‬

‫‪ -‬ثانيا‪ :‬األهمية القانونية‪.‬‬

‫‪ -‬المطلب الثاني‪ :‬طبيعة الشخصية‬

‫المعنوية‪.‬‬

‫‪ -‬الفرع األول‪ :‬تكييف فكرة الشخصية‬

‫المعنوية‪.‬‬

‫‪ -‬أوال‪ :‬الشخصية المعنوية فكرة مفترضة‪.‬‬

‫‪ -Ι‬عرض نظرية الشخصية المعنوية فكرة‬

‫مفترضة‪.‬‬

‫‪ -ΙΙ‬نقد نظرية الشخصية المعنوية فكرة‬

‫مفترضة‪.‬‬

‫‪ -‬ثانيا‪ :‬الشخصية المعنوية فكرة حقيقية‪.‬‬

‫‪ -Ι‬عرض نظرية الشخصية المعنوية فكرة‬

‫حقيقية‪.‬‬

‫‪ -ΙΙ‬نقد نظرية الشخصية المعنوية فكرة‬

‫حقيقية‪.‬‬

‫‪ -‬ثالثا‪ :‬النظرية المنكرة للشخصية‬

‫المعنوية ‪.‬‬

‫‪ -Ι‬عرض النظرية المنكرة للشخصية‬

‫المعنوية‪.‬‬
‫‪ -ΙΙ‬نقد النظرية المنكرة للشخصية‬

‫المعنوية‪.‬‬

‫‪ -‬الفرع الثاني‪ :‬موقف المشرع الجزائري‬

‫من فكرة الشخصية المعنوية‪.‬‬

‫‪ -‬المبحث الثاني‪ :‬أنواع الشخصية‬

‫المعنوية وأركانها‪.‬‬

‫‪ -‬المطلب األول‪ :‬أنواع الشخصية‬

‫المعنوية والفرق بينهما‪.‬‬

‫‪ -‬الفرع األول‪ :‬الشخصية المعنوية‬

‫الخاصة‪.‬‬

‫‪ -‬أوال‪ :‬تعريف الشخصية المعنوية الخاصة‪.‬‬

‫‪ -‬ثانيا‪ :‬نهاية الشخصية المعنوي الخاصة‪.‬‬

‫‪ -‬الفرع الثاني‪ :‬الشخصية المعنوية‬

‫العامة‪.‬‬

‫‪ -‬أوال‪ :‬تعريف الشخصية المعنوية العامة‪.‬‬

‫‪ -‬ثانيا‪ :‬أنواع الشخصية المعنوية‬

‫العامة والفرق بينهما‪.‬‬

‫‪ -Ι‬أنواع الشخصية المعنوية العامة‪.‬‬

‫‪ -1‬الشخصية المعنوية اإلقليمية‪.‬‬

‫أ‪ -‬الدولة‪.‬‬

‫ب‪ -‬الوالية‪.‬‬
‫ج‪ -‬البلدية‪.‬‬

‫‪ -2‬الشخصية المعنوية المرفقية‪.‬‬

‫أ‪ -‬المؤسسات العامة الوطنية‪.‬‬

‫ب‪ -‬المؤسسات المحلية اإلقليمية‪.‬‬

‫‪ -3‬الشخصية المعنوية المهنية‪.‬‬

‫‪ -ΙΙ‬الفرق بين الشخصية المعنوية‬

‫اإلقليمية و الشخصية المعنوية المرفقية‪.‬‬

‫‪ -‬ثالثا‪ :‬نهاية الشخص المعنوي العام‪.‬‬

‫‪ -‬الفرع الثالث‪ :‬الفرق بين الشخصية المعنوية العامة والشخصية المعنوية الخاصة‪.‬‬

‫‪ -‬المطلب‬

‫الثاني‪ :‬أركان الشخصية المعنوية‪.‬‬

‫‪ -‬الفرع األول‪ :‬مجموعة أشخاص أو أموال‪.‬‬

‫‪ -‬الفرع الثاني‪ :‬الغرض المشروع‪.‬‬

‫‪ -‬الفرع الثالث‪ :‬االعتراف‪.‬‬

‫‪ -‬المبحث الثالث‪ :‬النتائج المترتبة على‬

‫الشخصية المعنوية‪.‬‬

‫‪ -‬المطلب األول‪ :‬الذمة المالية‬

‫المستقلة‪.‬‬

‫‪ -‬المطلب الثاني‪ :‬األهلية القانونية‪.‬‬

‫‪ -‬المطلب الثالث‪ :‬الموطن المستقل‪.‬‬

‫‪ -‬المطلب الرابع‪ :‬نائب يعبر عنه‪.‬‬


‫‪ -‬المطلب الخامس‪ :‬حق التقاضي‪.‬‬

‫‪ -‬الخاتمة‪.‬‬

‫‪ -‬قائمة المصادر والمراجع‪.‬‬

‫‪ -‬الفهرس‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهوم الشخصية المعنوية‬

‫وطبيعتها‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم الشخصية المعنوية‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف الشخصية المعنوية‬

‫الشخصية‬

‫المعنوية هي الهيئات والمؤسسات والجماعات التي يريد المشرع أن يعترف بها‪ ,‬ويعطيها‬

‫الحق في ممارسة كافة أنواع التصرفات القانونية في التعامل‪ ,‬وفي اكتساب الحقوق‬

‫وتحمل االلتزامات وأن يكون لها ذمة مالية مستقلة شأنها في ذلك شأن األشخاص‬

‫الطبيعيين[‪.]1‬‬

‫الشخصية المعنوية في القانون هي‬

‫كــل مجموعــة من األشــخاص تســتهدف غرضــا مشــتركا‪ ,‬أو مجموعــة من األمــوال ترصــد لمــدة‬
‫زمنية‬

‫مح ـ ــددة لتحقي ـ ــق غ ـ ــرض معين‪ ,‬بحيث تك ـ ــون ه ـ ــذه المجموع ـ ــة من األش ـ ــخاص المك ـ ــونين له ـ ــذه‬
‫المجموعة‬

‫ومستقال عن العناصر المالية لها‪ .‬أي أن تكون لهذه المجموعة من األشخاص واألموال‬

‫مصلحة جماعية مشتركة مستقلة عن المصالح الذاتية والفردية ألفراد المجموعة‪.‬‬

‫فالشخصية المعنوية لها ثالث عناصر البد من توافرها‪ ,‬وهي‪:‬‬


‫‪ -1‬مجموعة من األفراد أو مجموعة من‬

‫األموال في ظل تنظيم‪.‬‬

‫‪ -2‬غرض مشترك تسعى إلى تحقيقه هذه‬

‫المجموعة‪.‬‬

‫‪ -3‬اعتراف المشرع في الدولة بهذه‬

‫الشخصية المعنوية[‪.]2‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أهمية الشخصية المعنوية‬

‫إن‬

‫فكرة الشخصية المعنوية لعبت دورا سياسيا وقانونيا هاما في عزل فكرة السيادة وفكرة‬

‫السلطة العامة عن األشخاص وذوات الحكام وإ لحاقهما بفكرة الدولة كشخص معنوي عام‬

‫وأصيل‪.‬‬

‫كما أن لفكرة الشخصية المعنوية أهمية‬

‫فنية وقانونية كبيرة في نطاق التنظيم اإلداري‪ ,‬حيث تظهر هذه األهمية في زاويتين‪:‬‬

‫أوال‪ :‬األهمية الفنية‬

‫تتجلى‬

‫األهمية الفنية لفكرة الشخصية المعنوية في عملية التنظيم اإلداري‪ ,‬بحيث تعتبر‬

‫الوسيلة الفنية الناجعة في عملية تقسيم األجهزة والوحدات اإلدارية المكونة للنظام‬

‫اإلداري‪ ,‬وكذلك وسيلة لتوزيع اختصاصات السلطة اإلدارية‪ ,‬إقليميا ومصلحيا‪ ,‬وكذلك‬

‫تحديد العالقات فيما بينها‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬األهمية القانونية‬

‫تلعب‬
‫فكرة الشخصية المعنوية دورا قانونيا هاما في نطاق التنظيم اإلداري‪ ,‬إذ بهذه الفكرة‬

‫أمكن القيام بمختلف الوظائف اإلدارية بواسطة أشخاص طبيعيين موظفي الدولة باسم اإلدارة‬

‫ولحسابها‪ ,‬فتعتبر هذه األعمال أعمال األشخاص اإلدارية رغم أنها أنجزت بواسطة أشخاص‬

‫طبيعيين[‪.]3‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬طبيعة الشخصية المعنوية‬

‫الفرع األول‪ :‬تكييف فكرة الشخصية‬

‫المعنوية‬

‫أوال‪ :‬الشخصية المعنوية فكرة مفترضة‬

‫‪ -Ι‬عرض نظرية الشخصية المعنوية فكرة‬

‫مفترضة‬

‫"وتسمى‬

‫بالنظرية الرومانية بسبب تبني شراح القانون الروماني لها‪ .‬كما أن لها سند فقهي في‬

‫العصر الحديث يتزعمه الفقيه سافيني‪ .‬ويرى أصحاب هذه النظرية أن فكرة الشخصية‬

‫المعنوية ما هي إال محض افتراض وليس لها أساس من الواقع"[‪,]4‬‬

‫لجأ إليها المشرع في الدولة كحيلة قانونية لتمكن التجمعات والهيئات من تحقيق‬

‫أهدافها وأغراضها حتى تكون لها أهلية اكتساب الحقوق وتحمل الواجبات وااللتزامات‬

‫ويعتبرها – مجازا وافتراضا‪ -‬شخصا من أشخاص القانون في الدولة[‪.]5‬‬

‫‪ -ΙΙ‬نقد نظرية الشخصية المعنوية فكرة‬

‫مفترضة‬

‫‪" -‬إن االفتراض عدم والعدم ال‬

‫يولد شخصا وال ينشئ حقا"[‪.]6‬‬


‫‪" -‬إن مذهب أو نظرية المجاز واالفتراض‬

‫القانوني تؤدي إلى إطالق سلطان الدولة في التحكم في مصير الجماعات والتجمعات بشكل‬

‫يقيد من تكوين وإ نشاء الجماعات والتجمعات التي أصبحت تشكل أهمية كوسيط عدم مسؤولية‬

‫األشخاص المعنوية مدنيا وجنائيا"[‪.]7‬‬

‫ثانيا‪ :‬الشخصية المعنوية فكرة حقيقية‬

‫‪ -Ι‬عرض نظرية الشخصية المعنوية فكرة‬

‫حقيقية‬

‫الشخصية‬

‫المعنوية أساسها اجتماع عدة أفراد لتحقيق غرض معين مشروع‪ .‬وهذا االجتماع يؤدي إلى‬

‫نشوء إرادة مشتركة منفصلة عن إرادة المكونين له وهي أساس فكرة الشخصية المعنوية‪,‬‬

‫وحتى إن تدخلت الدولة فإن تدخلها ال يعني أنها هي التي أنشأت الشخص المعنوي بل ال‬

‫يتجاوز األمر حد االعتراف[‪,]8‬‬

‫ومن أنصار هذه النظرية‪:‬جيبرك‪ ,‬سالي‪.]9[...‬‬

‫‪ -ΙΙ‬نقد نظرية الشخصية المعنوية فكرة‬

‫حقيقية‬

‫إن‬

‫أهم نقد وجه ألصحاب هذه النظرية أنهم إذا كانوا قد نجحوا في تفسير وتأصيل الشخصية‬

‫القانونية لجماعات األفراد‪ ,‬فإنهم عجزوا على تفسير بعض التجمعات كتجمعات األموال[‪.]10‬‬

‫ثالثا‪ :‬النظرية المنكرة للشخصية‬

‫المعنوية‬

‫‪ -Ι‬عرض النظرية المنكرة للشخصية‬


‫المعنوية يذهب أصحاب هذا المذهب وأهمهم‪ :‬اهرنج‪ ,‬دوجي‪ ,‬بالنيول‬

‫وجيز‪ ,...‬إلى التقرير والقول بأن فكرة الشخصية المعنوية ال فائدة ترجى منها وأنه‬

‫ليس لها أي أساس أو قيمة أو فائدة في عالم القانون وأنه يمكن االستغناء عنها‬

‫باعتماد أفكار ونظريات قانونية أخرى تكون البديل األكثر سالمة ومنطقية ووضوح مثل‪:‬‬

‫مثل فكرة الملكية المشتركة عند اهرنج‪ ,‬وفكرة التضامن االجتماعي والمراكز القانونية‬

‫عند الفقيه ليون دوجي[‪.]11‬‬

‫‪ -ΙΙ‬نقد النظرية المنكرة للشخصية‬

‫المعنوية‬

‫‪ -‬يعاب عن هذه النظرية أن الحقوق‬

‫وااللتزامات والذمة المالية المستقلة ال تستند إال لشخص يعترف به القانون‪.‬‬

‫‪ -‬كما يؤخذ عنها أن تطبيقها ينجر عنه‬

‫الرجوع بالفكر القانوني إلى الوراء خاصة وأن فكرة الملكية المشتركة عرفت ذيوعا في‬

‫الحضارات القديمة قبل أن تظهر للوجود فكرة الشخصية المعنوية[‪.]12‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬موقف المشرع الجزائري من‬

‫فكرة الشخصية المعنوية‬

‫"تنص‬

‫المادة ‪ 49‬من القانون المدني على‪ :‬األشخاص االعتبارية هي‪:‬‬

‫* الدولة‬

‫والوالية والبلدية‪.‬‬

‫* المؤسسات‬

‫العمومية ذات الطابع اإلداري‪.‬‬


‫* الشركات المدنية والتجارية‪.‬‬

‫* الجمعيات‬

‫والمؤسسات‪.‬‬

‫* الوقف‪.‬‬

‫* كل مجموعة من أشخاص أو أموال يمنحها القانون شخصية قانونية"[‪.]13‬‬

‫ومن نص المادة‬

‫‪ 49‬نستنتج أن المشرع الجزائري تبنى صراحة نظرية الشخصية المعنوية لما لها من قيمة‬

‫وأثر قانوني‪ ,‬ذلك أن الدولة كشخص معنوي عام تحتاج إلى أن يلتف حولها مجموعة من‬

‫األشخاص االعتبارية العامة كالوالية والبلدية والمؤسسة العمومية ذات الطابع اإلداري‬

‫بغرض مساعدتها‬

‫على القيام بأعباء السلطة العامة‬

‫وتوفير الخدمة للجمهور‪ .‬إن فكرة الشخصية المعنوية أو االعتبارية على مستوى نظرية‬

‫التنظيم اإلداري تحتل من المكانة ما يحتله العمود الفقري بالنسبة لإلنسان‪ ,‬إذ ال‬

‫يتصور على اإلطالق قيام الدولة بمهامها دون االعتماد على فكرة الشخصية المعنوية‬

‫التي تؤهلها على توزيع المهام والوظائف وإ نشاء الهيئات المختلفة إلشباع حاجات‬

‫األفراد[‪.]14‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أنواع الشخصية المعنوية‬

‫وأركانها‬

‫المطلب األول‪ :‬أنواع الشخصية المعنوية والفرق‬

‫بينهما‬

‫الفرع األول‪ :‬الشخصية المعنوية الخاصة‬


‫أوال‪ :‬تعريف الشخصية المعنوية الخاصة‬

‫وهي‬

‫األشخاص القانونية التي ال تتبع الدولة بل تتبع األفراد والجماعات الخاصة‪ ,‬وتهدف‬

‫بصورة أساسية إلى تحقيق مصالح فردية خاصة‪ ,‬تتميز من حيث طريقة وأداة إنشائها‬

‫وخضوعها لرقابة الدولة‪ .‬ويكون إنشاؤها بموجب قرار من الجهة المختصة‪ .‬ويمكن تعريفها‬

‫بأنها هي تلك التي يكونها األفراد سواء لتحقيق غرض خاص بهم أو بغرض يعود بالنفع‬

‫العام وهي على نوعين‪ ,‬مجموعات األشخاص ومجموعات األفراد‪ ,‬مثالها‪ :‬الشركات‬

‫التجارية‪ ,‬الجمعيات المدنية الخاصة[‪.]15‬‬

‫ثانيا‪ :‬نهاية الشخصية المعنوي‬

‫الخاصة‬

‫تنتهي الشخصية المعنوية في األصل عند حل الشركة و‬

‫انقضائها‪ ,‬إال أنه من المقرر أن تبقى الشركة محتفظة بشخصيتها المعنوية طيلة فترة‬

‫التصـ ــفية‪.‬و يـ ــترتب على اعتبـ ــار الشـ ــركة شخصـ ــا معنويـ ــا صـ ــحيحا اكتسـ ــاب الحقـ ــوق و تحمـ ــل‬
‫االلتزامات‪,‬‬

‫شأنها‬

‫في ذلك شأن‬

‫األشــخاص الطبيعــيين‪ ,‬إال أن الشــخص المعنــوي يتمتــع بجميــع الحقــوق إال مــا كــان منهــا مالزمــا‬
‫لصفة اإلنسان الطبيعية مثل‬

‫السن‪ ,‬الزواج‪ ,‬الوالدة‪ ,‬و غيـرها[‪.]16‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الشخصية المعنوية العامة‬

‫أوال‪ :‬تعريف الشخصية المعنوية العامة‬


‫وهي الدولة أو‬

‫األشــخاص المعنويــة الــتي تتبــع الدولــة‪ ,‬ويمكن تعريفهــا بأنهــا مجموعــة من األشــخاص واألمــوال‬
‫التي تنشأ من قبل الدولة بموجب نظام‬

‫ويكون لها هدف مشروع[‪.]17‬‬

‫ثانيا‪ :‬أنواع الشخصية المعنوية العامة‬

‫والفرق بينهما‬

‫‪ -Ι‬أنواع الشخصية المعنوية العامة‬

‫‪ -1‬الشخصية المعنوية اإلقليمية‬

‫"وهي‬

‫األشخاص االعتبارية التي تمارس اختصاصها في مجال جغرافي معين من الدولة ويشمل هذا‬

‫النوع الدولة والوالية والبلدية"[‪.]18‬‬

‫أ‪ -‬الدولة‪ :‬وقد‬

‫جاء ذكرها على رأس المادة ‪ 49‬من القانون المدني نظرا ألهميتها وألنها تشكل الشخص‬

‫المعنوي األم وباقي األشخاص متفرعة عنها‪ .‬وينحصر اختصاص الدولة في نطاق إقليم‬

‫معين‪ ,‬وال يحتاج وجود الدولة إلى نص في الدستور أو القانون أو أي وثيقة أخرى ذات‬

‫طابع دولي أو داخلي‪.‬‬

‫ولوال فكرة الشخصية االعتبارية لما‬

‫تسنى الفصل في الذمة المالية بين ممتلكات الدولة وممتلكات جهات أخرى‪ ,‬كما أن لفكرة‬

‫الشخصية االعتبارية الفضل في إقرار مسؤولية الدولة عن أعمال موظفيها وفي االعتراف‬

‫لها بأهلية التقاضي والتعاقد[‪.]19‬‬

‫ب‪ -‬الوالية‪ :‬هي‬


‫عبارة عن منظمة جغرافية تتمتع بالشخصية‬

‫القانونية واالستقالل المالي تمارس مهاما محددة في القانون‪ ,‬وقد استقلت الوالية عن‬

‫الشخص األم (الدولة) ماليا وإ داريا حتى تساعد الدولة ذاتها في أداء مهمتها بحسب ما‬

‫تتطلبه الظروف الخاصة بكل جزء من اإلقليم[‪.]20‬‬

‫ج‪ -‬البلدية‪ :‬وتعتبر‬

‫البلدية منظمة إقليمية مستقلة تمارس مهاما محددة في القانون على مستوى رقعة‬

‫جغرافية[‪.]21‬‬

‫‪ -2‬الشخصية المعنوية المرفقية‬

‫وتنشأ‬

‫لتحقيق مصالح عامة لألفراد تحت رقابة الدولة أو أحد األشخاص االعتبارية التابعة‬

‫لها‪ ,‬وتسمى هذه األشخاص بالهيئات أو المؤسسات العمومية‪ ,‬ولقد لجأ المشرع إلى إنشاء‬

‫هذه األشخاص إلدارة المرافق العامة التي تتطلب نوعا من االستقالل لضمان فعاليتها‬

‫وحسن إدارتها[‪.]22‬‬

‫وتنقسم هذه المؤسسات إلى وطنية وأخرى‬

‫محلية‪.‬‬

‫أ‪ -‬المؤسسات العامة الوطنية‪ :‬وهي‬

‫التي تحدثها الدولة وتشرف على تسييرها ولها نشاط يتجاوز حدود مقر إقليم محافظة‬

‫واحدة أو بلدية واحدة‪.‬‬

‫ب‪ -‬المؤسسات المحلية اإلقليمية‪ :‬وتنشأ‬

‫بقرار أو مداولة من الهيئات المحلية الوالئية أو البلدية وعادة ما يرتبط نشاطها‬

‫بالتنمية المحلية[‪.]23‬‬
‫‪ -3‬الشخصية المعنوية المهنية‬

‫هي أشخاص تمثل الهيئات والنقابات‬

‫المهنية‪ ،‬وتتمثل وظيفتها األساسية في إدارة‬

‫شؤون طائفة معينة من األفراد والدفاع عن‬

‫مصالحهم‬

‫المشروعة[‪.]24‬‬

‫‪ -ΙΙ‬الفرق بين الشخصية المعنوية‬

‫اإلقليمية والشخصية المعنوية المرفقية‬

‫تختلف األشخاص المعنوية‬

‫المرفقية عن األشخاص المعنوية اإلقليمية بأنها مقيدة بالهدف أو الخدمة الذي أنشأت‬

‫من أجل تحقيقه في حين تكون األخيرة مقيدة بالحدود الجغرافية لإلقليم الذي تمثله‪,‬‬

‫وتهدف األشخاص االعتبارية المرفقية إلى تحقيق أغراض متنوعة منها ماهو إداري أو‬

‫اجتماعي أو اقتصادي‪ ,‬حيث يؤدي هذا االختالف إلى اختالف أنظمتها القانونية حسب‬

‫النشاط الذي تتواله[‪.]25‬‬

‫ثالثا‪ :‬نهاية الشخص المعنوي‬

‫العام‬

‫الدولة باعتبارها أهم األشخاص المعنوية العامة‬

‫تنقضـي شخصـيتها بـزوال أو فقـد ركن من أركانهـا الـتي تقـوم عليهـا كمـا لـو تفتت إلى عـدة دول‬
‫أو اندمجت بدولة أخرى أو فقدانها‬

‫إلقليمها أو انعدام السلطة‬

‫السياسية بسبب الفوضى‪.‬‬


‫أما األشخاص المعنوية اإلقليمية فتنتهي بذات األداة التي نشأت بها ‪،‬‬

‫كمــا لــو ص ــدر ق ــانون يعيــد تقســيم الوحــدات المحليــة فيلغي بعض األشــخاص المعنويــة اإلقليميــة‬
‫ويستحدث غيرها أو يدمجها في بعضها‪.‬‬

‫أما إذا صدر قانون بحل مجلس إدارة الشخص المعنوي فيظل الشخص المعنوي قائمًا‬

‫حتى يتم اختيار الشخص الجديد‪.‬‬

‫وتنقضي الشخصية المعنوية المرفقية والمهنية‬

‫بإلغائها أو حلها بذات طريقة‬

‫إنشائها أو باندماجها بشخص معنوي مرفقي آخر‪.‬‬

‫وعند نهاية الشخص المعنوي العام أيا كانت صورته تنتقل أمواله إلى الجهة التي‬

‫حددها القانون أو القرار الصادر بإلغائه‬

‫أو حله ‪ ،‬وإ ال فإن هذه األموال تنتقل إلى الجهة التي يتبعها هذا الشخص[‪.]26‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬الفرق بين الشخصية‬

‫المعنوية العامة والشخصية المعنوية الخاصة‬

‫يمكن التفريق من‬

‫عدة أوجه‪:‬‬

‫‪1‬ـ من حيث الهدف‪ :‬فإن الهدف من إيجاد الشخص المعنوي الخاص هو هدف خاص يتمثل في‬
‫الربح المادي‪ ،‬أما الشخص المعنوي العام فإنه‬

‫إيجاده يهدف إلى تحقيق مصلحة عامة‪.‬‬

‫‪2‬ـ حرية االنتماء‪ :‬فـإن االنتمـاء إلى الشـخص المعنـوي الخـاص يكـون اختياريـًا‪ ،‬بخالف االنتمـاء‬
‫إلى الشخص المعنوي العام‬

‫فإنه إجباري‪ ،‬كاالنتماء إلى الدولة‬

‫بالمواطنة‪.‬‬
‫‪3‬ـ من حيث إنشاؤها‪:‬‬

‫كما بينت في التعريف‪ ،‬فإن الشخصية‬

‫المعنوية الخاصة تنشأ بموجب قرار إداري من الجهة‬

‫المختصة‬

‫وال ــذين ينش ــئونها هم أف ــراد ع ــاديون‪ ،‬أم ــا الشخص ــية المعنوي ــة العام ــة فإنه ــا تنش ــأ م ــوجب تنظيم‬
‫يصدر من قبل المنظم‪.‬‬

‫‪4‬ـ من حيث الوسائل‪ :‬فإن الشخصية‬

‫المعنوية‬

‫العامة تستخدم وسائل القانون العام من السلطة العامة‪ ،‬بينما‬

‫تستخدم‬

‫الشخصـ ــية المعنويـ ــة الخاصـ ــة قواعـ ــد القـ ــانون الخـ ــاص في كـ ــل نشـ ــاطها‪ .‬وللشخصـ ــية المعنويـ ــة‬
‫امتيازات‬

‫ليست للشخصية المعنوية الخاصة؛ بحكم اختالف‬

‫الهدف من كل‬

‫منهما‪ ،‬فإن العامة تكون لخدمة وتحقيق الصالح العام والمنفعة‬

‫العامة‪ ،‬أما‬

‫الخاصة فإن هدفها يكون لتحقيق هدف خاص بمنشئها‪ ،‬وهو الربح‬

‫المادي[‪.]27‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أركان الشخصية المعنوية‬

‫يقوم‬

‫الشخص المعنوي بتوافر عدة عناصر ومقومات وشروط تتمثل أساسا في األركان التالية‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬مجموعة أشخاص أو أموال‬

‫يستند‬

‫وجـود الشـخص المعنـوي إلى تـوافر مجموعـة من األشـخاص (األفــراد) كالجمعيـات أو مجموعـة‬
‫من‬

‫األموال (األشياء) كالشركات المساهمة‪ .‬وعادة ما يقوم الشخص المعنوي على وجود‬

‫مجموعة من األشخاص واألموال في آن واحد‪ ,‬فالبلدية مثال هي‪ :‬سكان البلدية وممتلكاتها‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الغرض المشروع‬

‫إن‬

‫الشخص المعنوي العام ال وجود له ‪ -‬من الناحية القانونية ‪ -‬إذ لم يكن يهدف من وراء‬

‫نشاطاته إلى تحقيق وانجاز غرض مشروع‪ ,‬أي يسمح به النظام القانوني السائد بالدولة‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬االعتراف‬

‫يشترط‬

‫لوج ــود الش ــخص المعن ــوي‪ -‬بغض النظ ــر عن وض ــعية الدول ــة‪ -‬االع ــتراف بوج ــوده من ط ــرف‬
‫السلطة‬

‫المختصة‪ ,‬وبموجب الوسيلة القانونية الالزمة‪:‬‬

‫‪ -‬فالبلدية أو الوالية إنما تحدث وتنشأ‬

‫بموجب قانون صادر عن السلطة التشريعية‪.‬‬

‫‪ -‬والجمعيات الوالئية تتم بموجب ترخيص‬

‫ص ـ ــادر عن والي‪ ,‬بعـ ــد تـ ــوافر شـ ــروطها‪ ,‬طبقـ ــا للقـ ــانون رقم ‪ 31-90‬المـ ــؤرخ في ‪ 4‬ديسـ ــمبر‬
‫‪1990‬‬

‫المتعلق بالجمعيات[‪.]28‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬النتائج المترتبة على‬


‫الشخصية المعنوية‬

‫المطلب األول‪ :‬الذمة المالية المستقلة‬

‫يتمتع‬

‫الشخص االعتباري بذمة مالية مستقلة عن الدولة من جهة‪ ,‬وعن الذمة المالية لألشخاص‬

‫المكونين له‪ ,‬فمثال االلتزامات التي تترتب على الشخص المعنوي ال يجوز أن تلقى على‬
‫عاتق األشخاص المكونين له‪ ,‬وااللتزامات التي تترتب على األشخاص المكونين ال تلقى‬
‫على عاتق الشخص المعنوي[‪.]29‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬األهلية القانونية‬
‫يتمتع الشخص المعنوي العام‬
‫بأهلية قانونية في‬
‫الحدود التي رسمها القانون تمكنه من اكتساب الحقوق وتحمل االلتزامات ‪ ،‬غير أن هذه األهلية أضيق‬
‫نطاقًا من أهلية الشخص الطبيعي فهي مقيدة بممارسة التصرفات القانونية التي تدخل في ميدان نشاطه وتخصصه ‪ ،‬ومقيدة‬
‫كذلك بحدود‬
‫الهدف الذي يسعى الشخص‬
‫االعتباري العام لتحقيقه ‪ .‬وهذه األهلية مستقلة‬
‫عن شخصية األعضاء المكونين له ويمارسها عنه من يمثله من أشخاص الطبيعيين[‪.]30‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬الموطن المستقل‬
‫للشخص‬
‫االعتباري موطن خاص به يختلف عن موطن‬
‫األشخاص المكونين له ‪ ،‬وهو عادة المقر أو المكان الذي يوجد فيه مركز إدارته ‪ ،‬وللموطن أهمية‬
‫خاصة بالنسبة للشخص االعتباري ليتم تحديد الجهة القضائية المختصة إقليميا في النظر في الدعاوي التي ترفع من قبله‬
‫أو توجه ضده[‪.]31‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬نائب يعبر عنه‬
‫ليس‬
‫للشخص المعنوي وجود مادي ملموس يمكن أن يرى‪ ,‬وإال لماذا سمي شخصا معنويا‪ .‬لذا وجب‬
‫أن يمثله شخص طبيعي يتحدث باسمه ويبرم العقود باسمه ويتقاضى باسمه‪ ,‬فمثال‪ :‬الوالي‬
‫نائب عن الوالية‪ ,‬ورئيس المجلس الشعبي البلدي نائب عن البلدية‪ ,‬ومدير الجامعة نائب‬
‫منها[‪.]32‬‬
‫المطلب الخامس‪ :‬حق التقاضي‬
‫للشخص‬
‫المعنوي العام أهلية التقاضي‪ ,‬فله أن يكون مدعيا أو مدعى عليه‪ ,‬كما يجوز أن تقاضي‬
‫األشخاص االعتبارية بعضها البعض‪ ,‬ويباشر هذا الحق عن الشخص االعتباري العام أشخاص‬
‫طبيعية[‪.]33‬‬
‫الـخـاتـمـة‬
‫إن مصير الشخص المعنوي شأنه شأن الشخص الطبيعي إلى‬
‫الزوال‪ ,‬فانتهاء الشخصية المعنوية عموما يعود ألسباب شتى كانتهاء األجل إذ كان‬
‫وجودها مؤقتا أو محددا زمنيا‪ ,‬أو إتمام تحقيقها للغرض الذي أنشأت ألجله كذا أسباب‬
‫اإللغاء مع تعدد صوره‪ ,‬كما أن الشخص الطبيعي تنقضي شخصيته القانونية بوفاته وما‬
‫يتعلق بذلك من تركة وميراث‪ ,‬أما انتهاء الشخص المعنوي يبقى ويمتد قدر التصفية حيث‬
‫تسدد ديونه وتحول باقي حقوقه إلى الجهة التي يقررها سند إنشاءه أو وفقا لما يقضي‬
‫به إجراء الحل أو طبقا للقانون‪.‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬
‫‪ -‬محمد الصغير بعلي‪ ,‬القانون اإلداري‪( ,‬د‪.‬ط‪ ,‬باتنة‪ ,‬مطبعة عمار‬
‫قرفي‪ ,‬د‪.‬ت)‪.‬‬
‫‪ -‬عالء الدين‬
‫عشي‪,‬مدخل القانون اإلداري‪( ,‬د‪.‬ط‪,‬الجزائر‪ ,‬دار الهدى للطباعة والنشر‪2009 ,‬م)‪.‬‬
‫‪ -‬عمار بوضياف‪,‬‬
‫الوجيز في القانون اإلداري‪( ,‬ط‪ ,2:‬الجزائر‪ ,‬جسور للنشر والتوزيع‪2007 ,‬م)‪.‬‬
‫‪ -‬عمار عوابدي‪ ,‬القانون اإلداري‪ ,‬الجزء‬
‫األول النظام اإلداري‪( ,‬ط‪ ,3:‬بن عكنون الجزائر‪ ,‬ديوان المطبوعات الجامعية‪2005 ,‬م)‪.‬‬
‫‪ -‬د‪.‬مولود ديدان‪ ,‬القانون المدني‪( ,‬ط‪ ,2008‬الجزائر‪ ,‬دار بلقيس)‪.‬‬

You might also like