You are on page 1of 5

‫أوىل ماسرت‪ :‬حماسبة وجباية معمقة‬ ‫حماضرات مقياس نظام املعلومات احملاسبية‬

‫احملاضرة األوىل‪ :‬مدخل لنظام املعلومات‬

‫تعترب املعلومات اليوم ذات أمهية كبرية ابلنسبة للمؤسسات االقتصادية واملتعاملني معها‪ ،‬إذ تعكس الصورة احلقيقية‬
‫للمؤسسة‪ ،‬كما تساعد متخذي القرار على اختاذ القرارات السليمة واإلجراءات التسيريية الالزمة‪ ،‬لذا تكتسي نظم املعلومات‬
‫أمهية ابلغة ابعتبارها األداة والوسيلة إلنتاج تلك املعلومات‪ ،‬لذا وقبل اخلوض يف نظام املعلومات ال بد من تفكيك هذه التسمية‬
‫والتعرف على املصطلحات املكونة هلا كل على حدا للوصول إىل مفهوم كامل ومتكامل لنظام املعلومات‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مفهوم النظام‬


‫يعرب مصطلح النظام ع ادة على من العناصر املرتابطة فيما بينها من أجل أداء وظيفة أو عمل معني بغية حتقيق أهداف‬
‫حمددة‪ ،‬وعادة ما تعمل هذه العناصر يف ظل سياسات وقوانني معينة‪ ،‬ووفقا إلجراءات روتينية‪ ،‬كما تتم مراقبة تلك اإلجراءات‬
‫من قبل املسؤول عن النظام للتأكد من عدم وجود أي اخرتاقات للسياسات املوضوعة‪.‬‬
‫وعليه ميكن إعطاء النظام عدة تعاريف منها‪:‬‬
‫‪" -‬النظام هو جمموعة من األجزاء أو العناصر اليت ترتبط وتتفاعل مع بعضها البعض وتعمل على حنو متكامل لتحقيق هدف أو‬
‫جمموعة أهداف حمددة"‪.‬‬
‫‪" -‬النظام هو جمموعة مرتابطة من املوارد البشرية واملادية اليت تعمل مع بعضها البعض داخل إطار معني طبقا جملموعة من‬
‫اإلجراءات والقواعد اليت تعمل كوحدة واحدة من أجل حتقيق هدف أو جمموعة من األهداف يف ظل الظروف والقواعد البيئية‬
‫احمليطة"‪.‬‬
‫‪" -‬النظام هو اثنني أو أكثر من العناصر واملكوانت املرتابطة ذات العالقة املتبادلة واليت تتحد لتحقيق هدف معني‪ ،‬وعادة ما‬
‫يتشكل النظام من أنظمة مصغرة كل واحد منها يؤدي دور معني داعم للنظام األصلي الذي هو جزء منه"‪.‬‬

‫اثنيا‪ :‬مميزات النظام‬


‫انطالقا من التعاريف السابقة ميكن استنتاج املميزات التالية للنظام‪:‬‬
‫‪ -1‬مكوانت النظام‪ :‬هي عبارة عن جمموعة من العناصر أو املكوانت اليت ميكن أن تكون مادية وبشرية اجتمعت لتحقيق‬
‫هدف النظام؛‬
‫‪ -2‬العالقات‪ :‬حيث ترتبط أجزاء النظام فيما بينها بعالقات تبادلية جتعل هذه العناصر ختدم بعضها البعض وحتكم هذه‬
‫العالقات جمموعة من القواعد والقوانني اليت حتقق االنسجام والتناسق فيما بني أجزاء النظام؛‬
‫‪ -3‬التفرعات ‪ :‬ميكن أن يكون داخل النظام الواحد أنظمة جزئية أخرى تسمى النظم الفرعية‪ ،‬حبيث يكون لكل نظام فرعي‬
‫هدف معني أو أكثر يسعى لتحقيقه بشرط أن ال تتعارض األهداف اخلاصة ابلنظم الفرعية مع أهداف النظام الكلي‪ ،‬كما أن‬
‫النظم الفرعية داخل النظام الكلي حتكمها عالقات تبادل أو تداخل كما هو مبني يف الشكل التايل‪:‬‬

‫‪-1-‬‬
‫أوىل ماسرت‪ :‬حماسبة وجباية معمقة‬ ‫حماضرات مقياس نظام املعلومات احملاسبية‬

‫النظام الكلي‬

‫نظام فرعي‬ ‫نظام فرعي‬ ‫نظام فرعي‬


‫اثلث‬ ‫اثن‬ ‫أول‬

‫نقطة التداخل‬

‫أنظمة متداخلة‬

‫أنظمة غري متداخلة‬

‫‪ -4‬األهداف ‪ :‬لكل نظام هدف معني أو جمموعة من األهداف اليت وجد من أجل حتقيقها‪ ،‬فهي الركيزة األساسية املعتمدة يف‬
‫حتديد أجزاء النظام وتفرعاته والعالقات داخل النظام‪ ،‬ويشرتط يف وضع األهداف أن ال تتعارض األهداف الكلية للنظام مع‬
‫األهداف اجلزئية للنظم الفرعية‪ ،‬كما أنه كلما زاد حجم النظام وتفرعاته كلما زادت درجة التعقيد والصعوبة يف التنسيق بني‬
‫األهداف الكلية واجلزئية‪ ،‬وقد تنقسم األهداف داخل النظام إىل نوعني أهداف معلنة قصرية املدى وأهداف غري معلنة طويلة‬
‫املدى‪.‬‬

‫اثلثا‪ :‬عناصر النظام‬


‫تتمثل عناصر أي نظام يف أربعة هي‪:‬‬
‫املدخالت‪ :‬وهي مبثابة املادة األولية اخلام لعمل النظام وختتلف طبيعة هذه املدخالت ابختالف طبيعة ونوع النظام؛‬
‫العمليات التشغيلية(املعاجلة)‪ :‬وهي املعاجلات والعمليات اليت حتدث على املدخالت وختتلف طبيعة هذه املعاجلة ومراحلها‬
‫ابختالف طبيعة النظام ومدخالته؛‬
‫هي جمموعة العمليات اليت تقوم بتحويل املدخالت إىل خمرجات من خالل توجيه مسارات تفاعل هذه املدخالت‬
‫وضوابطها ابستخدام قوى بشرية ومادية وأجهزة وإجراءات أخرى معينة‪.‬‬
‫املخرجات‪ :‬وهي املنتج النهائي ألي نظام وهي انتج العمليات التشغيلية على املدخالت وختتلف طبيعة املخرجات ابختالف‬
‫طبيعة النظام وأهدافه‪.‬‬
‫التغذية العكسية‪ :‬مبعىن إعادة توظيف خمرجات النظام كمدخالت يتم معاجلتها من جديد للحصول على خمرجات جديدة‪.‬‬

‫‪-2-‬‬
‫أوىل ماسرت‪ :‬حماسبة وجباية معمقة‬ ‫حماضرات مقياس نظام املعلومات احملاسبية‬

‫والشكل املوايل يوضح عناصر أي نظام‪:‬‬

‫املخرجات‬ ‫العمليات التشغيلية‬ ‫املدخالت‬

‫التعذية العكسية‬

‫عناصر نظام املعلومات‬

‫رابعا‪ :‬املعلومات‬
‫هي عبارة عن بياانت يتم جتميعها وتشغيلها طبقا لقواعد وإجراءات حمددة للحصول على نتائج ذات معىن‬
‫ملستخدميها‪.‬‬
‫أما البياانت فهي جمموعة أرقام ورموز تعرب عن حقيقة وقوع أحداث معينة داخل النظام لكنها جمردة أي ال معىن هلا إن‬
‫تركت على حاهلا‪.‬‬
‫وعليه فاملعلومات هي البياانت اليت مت إعدادها لتصبح يف شكل أكثر نفعا للفرد‪ ،‬واليت هلا قيمة مدركة يف االستخدام‬
‫احلايل أو املتوقع أو يف القرارات اليت يتم اختاذها‪ ،‬ويتم احلصول على املعلومات من خالل مجع البياانت وتصنيفها وتنظيمها‬
‫بشكل يسمح ابستخ دامها واالستفادة منها‪ ،‬وابلتايل املعلومات ذات معىن إذ تؤثر يف ردود أفعال وسلوك من يستقبلها‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬نظام املعلومات‬


‫بناء على ما سبق ميكن تعريف نظام املعلومات كرتكيبة بني مصطلحي(نظام‪ -‬معلومات) كما يلي‪:‬‬
‫"نظام املعلومات هو جمموعة من العناصر املرتبطة ببعضها البعض بشكل منتظم من أجل إنتاج املعلومات املفيدة وإيصاهلا إىل‬
‫املستخدمني هلا ابلشكل املالئم ويف الوقت املناسب من أجل مساعدهتم يف أداء وظائفهم املوكلة إليهم‪.‬‬
‫فنظم امل علومات تتعلق بكيفية التعامل مع البياانت من حيث إمكانية احلصول عليها من مصادرها املختلفة وحفظها‬
‫ونقلها واسرتجاعها‪ ،‬من أجل إجراء العمليات التشغيلية الالزمة عليها(معاجلة البياانت) وصوال إىل هتيئتها كمخرجات يف شكل‬
‫معلومات دقيقة حتقق الفائدة ملستخدميها وتقلل من اخلطأ لدى متخذي القرار‪.‬‬
‫خالصة القول أن نظام املعلومات هو ذلك النظام الذي يعمل على معاجلة البياانت ابعتبارها مدخالت للنظام وفق‬
‫عمليات تشغيلية معينة للحصول على املعلومات ابعتبارها خمرجات النظام‪.‬‬
‫ابلنظر إىل مفهوم كل من النظام ونظام املعلومات ميكن استنتاج أن هناك فرقا واضحا بني املفهومني يتجلى يف اهلدف‬
‫فلكل نظام عناصر(مدخالت‪ ،‬عمليات تشغيلية‪ ،‬خمرجات‪ ،‬تغذية عكسية)‪ ،‬ما يعين أن اهلدف النهائي ألي نظام يتحقق عند‬

‫‪-3-‬‬
‫أوىل ماسرت‪ :‬حماسبة وجباية معمقة‬ ‫حماضرات مقياس نظام املعلومات احملاسبية‬

‫إنتاج املخرجات وتقدميها إىل مستخدميها‪ ،‬يف حني أن هدف نظام املعلومات ال يتحقق إال عندما يتم فعال استخدام‬
‫املخرجات(املعلومات) من قبل مستخدميها وحتقيق الفائدة املرجوة منها يف اختاذ القرارات املختلفة‪ ،‬وميكن حتديد تلك الفائدة‬
‫لدى متخذ القرار من خالل قدرة املخرجات على حتقيق الشرطني اآلتيني أو أحدمها على األقل‪:‬‬
‫‪ -‬ميكن أن يساهم استخدام تلك املخرجات يف تقليل حاالت عدم التأكد(البدائل لدى متخذ القرار)؛‬
‫‪ -‬أن تسهم تلك املخرجات يف زايدة درجة املعرفة لدى متخذ القرار(املعرفة اليت تفيد متخذ القرار يف اختاذ القرارات‬
‫املختلفة)‪.‬‬
‫أما إذا مل يتحقق الشرطني أعاله أو أحدمها على األقل‪ ،‬فعندئذ تكون خمرجات نظام املعلومات جمرد بياانت مرتبة ميكن‬
‫استخدامها كمدخالت اثنية يف نظام املعلومات‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬أمهية احلاجة إىل نظام املعلومات يف املؤسسة االقتصادية‬


‫يكتسي وجود نظام للمعلومات يف املؤسسة االقتصادية أمهية كبرية لعدة أسباب منها‪:‬‬
‫‪ -‬النمو يف حجم املؤسسات االقتصادية(تعدد العمليات واملتعاملني)؛‬
‫‪ -‬ازدايد قنوات االتصال يف املؤسسة(تقسيم العمل حسب التخصصات وحسب املستوايت اإلدارية)؛‬
‫‪ -‬تعدد أهداف املؤسسة االقتصادية(أكرب ربح‪ ،‬خفض التكاليف‪ ،‬حتسني اإلنتاجية‪ ،‬رضا الزابئن‪ ،‬النمو وتنويع املنتجات‪،‬‬
‫حتسني اجلودة‪...،‬اخل)؛‬
‫‪ -‬التأثر ابلبيئة اخلارجية مما يستدعي املعرفة بتغريات تلك البيئة حىت تتماشى معها وهو ما يتطلب كم كبري من املعلومات‪.‬‬

‫سابعا‪ :‬األنشطة والوظائف األساسية لنظام املعلومات‬


‫النشاط األساسي ألي نظام معلومات هو إنتاج وتوصيل املعلومات املفيدة ملستخدميها‪ ،‬وعليه تبدأ وظائف نظام‬
‫املعلومات بتجميع البياانت وتنتهي إبنتاج وتوصيل املعلومات‪ ،‬مرورا بدورة تشغيل البياانت وغالبا ما يرافق دورة التشغيل عملية‬
‫إدارة ورقابة وأمن البياانت اليت سيتم تشغيلها‪:‬‬
‫‪ -1‬جتميع البياانت‪ :‬خالل هذه املرحلة يتم جتميع البياانت من مصادرها املختلفة وإدخاهلا للنظام لتشغيلها من خالل جمموعة‬
‫حمددة من األنشطة؛‬
‫‪ -2‬تشغيل البياانت ‪ :‬يقصد هبا معاجلة البياانت من خالل جمموعة من العمليات األساسية لتحويلها إىل معلومات مفيدة‬
‫الختاذ القرار‪ ،‬وقد تكون املعاجلة يدوية أو الكرتونية‪ ،‬وتتمثل العمليات األساسية للتشغيل يف التصنيف‪ ،‬الرتتيب‪ ،‬العمليات‬
‫احلسابية واملنطقية‪ ،‬امل قارنة‪ ،‬التلخيص‪ ،‬وتنتهي عملية التشغيل بتقدمي النتائج‪ ،‬وجتدر اإلشارة هنا إىل أنه ال يشرتط أن متر‬
‫البياانت بكل العمليات السابقة‪ ،‬كما ال يشرتط تتابعها وفق نسق معني أو أن يشمل كل تشغيل للبياانت نفس اجملموعة من‬
‫العمليات؛‬

‫‪-4-‬‬
‫أوىل ماسرت‪ :‬حماسبة وجباية معمقة‬ ‫حماضرات مقياس نظام املعلومات احملاسبية‬

‫‪ -3‬إدارة البياانت‪ :‬يقصد هبا كل األنشطة اخل اصة بتنظيم وإدارة عمليات التخزين‪ ،‬االسرتجاع‪ ،‬إعادة اإلنتاج‪ ،‬جتديد وصيانة‬
‫البياانت؛‬
‫‪ -4‬رقابة وأمن البياانت‪ :‬تتكون هذه الوظيفة يف نظم املعلومات من جزئني مها‪ :‬التغذية العكسية والرقابة؛‬
‫فالتغذية العكسية يقصد هبا املعلومات املرسلة عكسيا من مستخدمي النظام إىل القائمني عليه يف شكل تعليقات‬
‫ومالحظات على خمرجات النظام لكي تؤخذ يف احلسبان يف عمليات التشغيل املوالية؛‬
‫أما الرقابة فتعمل على تقييم معلومات التغذية العكسية لتحديد ما إذا كان النظام يعمل وفقا إلجراءات التشغيل احملددة‬
‫ويولد معلومات ابخلصائص املطلوبة أم ال‪ ،‬حىت يتم اختاذ اإلجراءات التصحيحية والتعديالت الالزمة على املدخالت وعمليات‬
‫التشغيل حىت ينتج النظام معلومات ابجلودة املطلوبة‪.‬‬
‫من الضروري اإلشارة هنا إىل أن هناك إجراءات أمن ورقابة للحماية هدفها اكتشاف أي فقدان أو سرقة أو تزوير أو‬
‫تغيري للبياانت أثناء عمليات التشغيل‪ ،‬متتد هذه اإلجراءات لتشمل كل العمليات واألنشطة بداية من جتميع البياانت لغاية‬
‫توصيلها للمستخدم النهائي؛‬
‫‪ -5‬توصيل املعلومات ‪ :‬اهلدف األساسي هلذه الوظيفة هو نقل املعلومات املنتجة إىل األشخاص املصرح هلم ابحلصول عليها أو‬
‫توصيلها لنظام آخر من النظم الفرعية املكونة للمؤسسة‪ ،‬بشرط أن يتفق‪ :‬توقيت‪ ،‬وسيلة التوصيل‪ ،‬شكل أدة التوصيل‪ ،‬مضمون‬
‫الرسالة وكيفية التعبري عنها‪ ،‬مع رغبات واحتياجات مستقبلي املعلومات‪.‬‬

‫‪-5-‬‬

You might also like