You are on page 1of 5

‫السنة الثالثة ليسانس‪ -‬جميع التخصصات‪-‬‬ ‫محاضرات في مقياس االتصال ونظم المعلومات‬

‫الجزء الثاني‪ :‬اإلطار العملي لنظام المعلومات‬


‫من خالل هذا الجزء الثاني سيتمكن الطالب(ة) من فهم واكتساب المعارف التالية‪:‬‬
‫‪ ‬التعرف على مفهوم السيرورة وعيوب أنظمة المعلومات الوظيفية؛‬
‫‪ ‬فهم القواعدد األساسية التي تعتمد عليها نظم المعلومات الحديثة؛‬
‫‪ ‬التعرف على بعض أنواع نظم المعلومات الحديثة ومختلف استعماالتها؛‬
‫‪ ‬التعرف على نظم المعلومات الق اررية‪.‬‬
‫المحور الثاني‪ :‬نظم المعلومات المتكاملة‬
‫‪ -‬عيوب األنظمة الوظيفية؛‬
‫‪ -‬ضرورة التكامل في نظم المعلومات؛‬
‫‪ -‬أمثلة عن النظم المتكاملة؛‬
‫‪ -1‬عيوب األنظمة الوظيفية‬
‫أشرنا في المحاضرة السابقة إلى ارتباط نظم المعلومات الوظيفية بنمط اإلدارة التقليدية القائمة على الهياكل التنظيمية الهرمية السلمية‪،‬‬
‫ولكي نفهم طبيعة نظم المعلومات المتكاملة ال بد أن نوضح العيوب الخاصة بالنظم الوظيفية والتي أدت إلى االنتقال إلى النظم‬
‫المتكاملة‪.‬‬
‫ظهرت التطبيقات األولى لنظم المعلومات في المؤسسات منذ الستينيات من القرن الماضي ثم تطورت بشكل كبير في السبعينيات؛‬
‫حيث كانت موجهة أساسا ألتمتة العمليات الروتينية في المؤسسة مثل الفوترة‪ ،‬األجور‪ ،‬المحاسبة‪ ،‬المشتريات‪...‬الخ‪ ،‬وكانت مهمتها‬
‫األساسية معالجة المعلومات)‪ (traitement‬من أجل تحسين أداء سيرورة إنتاج المعلومة في المؤسسة ( ‪le processus de‬‬
‫‪ ) production de l’information‬من خالل تخفيض الموارد المستخدمة والمهام المتكررة‪.‬‬
‫يمكن القول إذن أن هذه النظم اهتمت أساسا بالتركيز والتحكم في إدارة الوظائف المختلفة للمؤسسة مثل وظيفة االنتاج‪ ،‬التسويق‬
‫‪......‬الخ‪.‬‬
‫إال أنه ومنذ التسعينيات من القرن الماضي ومع ظهور الشبكات وتطور الهياكل التنظيمية للمؤسسات (الهياكل المصفوفية‪ ،‬الهياكل‬
‫الشبكية‪ ،‬الهياكل الرشيقة‪ ،‬الهياكل بالمشروعات‪ ) ...‬وأيضا االهتمام المتزايد بالجودة وتحقيق رضا الزبائن الذي أدى إلى ظهور‬
‫أسلوب اإلدارة المتوجه نحو الزبائن ) ‪ (management orienté client‬من خالل التحكم وتحقيق كفاءة وفعالية السيرورات المختلفة‬
‫للمؤسسة؛ فظهرت الحاجة إلى نظم معلومات أكثر تكامال تلبي الحاجات الجديدة للمؤسسة الناتجة عن كل هذه التحوالت؛ خاصة‬
‫و أن نظم المعلومات الوظيفية لم تعد تلبي هذه الحاجات التصافها بالعيوب التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬أنظمة غير متجانسة االستعمال‪ :‬تتميز بالحجز المتكرر للمعلومات (مما يزيد من احتمال أخطاء الحجز) نظ ار ألن األنظمة‬
‫الوظيفية أنظمة جزئية تسجل فيها المعلومات عدة مرات‪ ،‬وهذا ما يؤدي إلى ارتفاع في تكلفة تخزين وتحديث البيانات‪ ،‬ألن أي‬
‫إضافة أو تعديل على البيانات يجب أن تتم في كل الملفات ذات العالقة المتواجدة في عدة أنظمة فرعية‪.‬‬
‫‪ -‬غياب مرجعية مشتركة لمختلف البيانات والمعلومات‪ :‬التي تسير في الوظائف المختلفة؛ حيث قد نجد نفس المعلومة برموز‬
‫مختلفة في عدة أنظمة فرعية‪ ،‬مثال المادة األولية قد تكون مسجلة في قاعدة بيانات مصلحة المشتريات برمز )‪ ،(X001‬ونجد نفس‬
‫المادة مقيدة في قاعدة بيانات المخزون برمز )‪ (X01‬مثال‪ ،‬وهذا يصعب من تحقيق عملية التتبع )‪(tracabilité‬‬
‫‪ -‬انقطاع تدفق المعلومات اآللي بين نظم المعلومات الفرعية؛ فتغير المبيعات المتوقعة في نظام المبيعات مثال ال يحدث تأثيره‬
‫بشكل مباشر على نظام تخطيط اإلنتاج ألن ملفات نظام المبيعات مستقلة عن ملفات تخطيط اإلنتاج‪.‬‬
‫السنة الثالثة ليسانس‪ -‬جميع التخصصات‪-‬‬ ‫محاضرات في مقياس االتصال ونظم المعلومات‬
‫‪ -‬عدم إمكانية الربط بين البيانات والمعلومات‪ :‬الموجودة في النظم الوظيفية الفرعية يصعب من عملية استخدامها في اتخاذ القرار‬
‫‪ -‬انخفاض إنتاجية معالجة المعلومات‪ :‬وهذا كنتيجة طبيعية النقطاع المعالجات من تطبيق آلخر‪.‬‬
‫‪ -‬العمل بشكل غير متزامن‪ (asynchrone):‬مما يعيق الكثير من األعمال واألنشطة ويفقد المؤسسة ككل قدرتها على المرونة‬
‫واالستجابة السريعة للتغيرات لعدم تحديث المعلومات بشكل آني (‪.(en temps réel‬‬
‫‪ -‬عدم تجانس النتائج واتصافها بالتناقض واالختالف‪ :‬نتيجة الختالف وتباين طرق المعالجة المعتمدة؛ مما يستدعي تفسير‬
‫وتحليل االنحرافات المسجلة أو عمل إضافي للعمل على تقارب النتائج‪ ،‬مثال مخرجات النظام المحاسبي غالبا ما تحتاج لعمل جبار‬
‫لتحقيق المقاربة)‪ (rapprochement‬البنكية مثال أو المقاربة بين نتيجة المحاسبة المالية ونتيجة المحاسبة التحليلية‪.‬‬
‫‪ -‬قلة و بطأ في توفير المعلومات والنتائج‪ :‬حيث أن بعض النتائج ال يمكن توفيرها نظ ار الرتباطها ببيانات ناتجة عن نظم معلومات‬
‫أخرى‪.‬‬
‫‪ -‬واجهات)‪ (interfaces‬مختلفة‪ :‬مما يؤدي إلى انخفاض إنتاجية العاملين نتيجة اضطرارهم للعمل مع واجهات تقدم نفس‬
‫المعلومات بأشكال مختلفة‪.‬‬
‫‪ -2‬ضرورة التكامل في نظم المعلومات‬
‫تنبع الحاجة إلى أنظمة معلومات متكاملة من أهمية التكامل والتنسيق والترابط بين كل نظم المعلومات الفرعية (الوظيفية) التي يمكن‬
‫أن تتواجد في المؤسسة‪ .‬بحيث يصبح نظام المعلومات ليس مجرد وسيلة تخزين‪ ،‬معالجة أو توزيع المعلومات في المؤسسة بل نظامًا‬
‫إلنشاء "القيمة المضافة"‪.‬‬
‫من هذا المنطلق تعتمد نظم المعلومات الحديثة على النظرة الكلية وليست الجزئية (الوظيفية) التي يتم التركيز فيها على المعلومات‬
‫التي يتعامل بها كل نظام على حدى ابتداء من عملية جمع البيانات والمعلومات ومن ثم تخزينها ومعالجتها وتوزيعها‪ ،‬دون األخذ‬
‫بعين االعتبار عالقة تلك المعلومات مع المعلومات التي تتعامل معها نظم المعلومات األخرى المتواجدة في المؤسسة؛ أي أن هذه‬
‫النظم ال تأخذ بعين االعتبار تكامل المعلومات ‪Information - Integration ،‬أو ما يعرف باسم قابلية التشغيل المشتركة‬
‫‪Interoperability‬؛ ويقصد بها الوصول إلى المعلومات وتشاركها وتبادلها بين عدة مصادر للمعلومات (نموذجياً ‪ :‬قواعد‬
‫بيانات) موزعة وغير مستقرة ومتباينة‪.‬‬

‫‪ ‬موزعة ‪ (distribuées):‬أي أنها تتواجد في مواقع مختلفة فيزيائياً ‪ /‬جغرافياً ‪ .‬وبالتالي للحصول على معلومة ما ينبغي‬
‫استعالم عدة مصادر وتجميع اإلجابات الجزئية‪.‬‬
‫‪ ‬غير مستقرة ‪ (instables):‬أي أنه من الممكن أن تظهر مصادر جديدة للمعلومات (تنضم إلى التشارك) أو تختفي‬
‫مصادر موجودة (تنسحب من التشارك) في أي وقت‪.‬‬
‫‪ ‬متباينة‪ (hétérogènes):‬أي أن مصادر المعلومات ذات طبيعة مختلفة‪.‬‬

‫جوهر نظام المعلومات المتكامل إذن يتمثل في بناء قاعدة بيانات موحدة وعامة لكافة النظم الفرعية داخل المؤسسة‪ ،‬تتلقى هذه‬
‫القاعدة البيانات من سلسلة من التطبيقات التي تمثل وظائف الم ؤسسة المتعددة‪ ،‬كما أنها تغذي هذه التطبيقات بالبيانات الضرورية‬
‫لمساندة كل أنشطة المؤسسة الموزعة بين وظائف ووحدات المؤسسة المختلفة‪ ،‬مما يجعل البيانات تنساب دون عوائق في المؤسسة‬
‫بأكملها‪ ،‬حيث أن إدخال بيانات جديدة إلى النظام يؤدي إلى تحديث تلقائي لكل البيانات المخزنة في ملفات قاعدة البيانات ذات‬
‫العالقة‪.‬‬
‫يتم تصميم قاعدة البيانات العامة والموحدة للمنظمة عبر النظر إلى الكيانات ) ‪ ( Entités‬التي سوف يتضمنها النظام ( مثل‬
‫العامل‪ ،‬المنتج‪ ،‬الزبون‪ ،‬المورد‪ ،‬المادة األولية ‪..‬الخ) من وجهة نظر كافة الوظائف الموجودة في المؤسسة‪ ،‬وليس من وظيفة‬
‫السنة الثالثة ليسانس‪ -‬جميع التخصصات‪-‬‬ ‫محاضرات في مقياس االتصال ونظم المعلومات‬
‫محددة أو تطبيق محدد ( هنا تظهر أهمية السيرورات كمفهوم محوري يمنح القدرة على األخذ بعين االعتبار ذلك)؛ حيث يتم‬
‫تضمين كل ملف من الملفات بجميع الحقول التي تهم كافة وظائف وأنشطة المؤسسة حول الكيانات الموجودة في المؤسسة ‪ ،‬مما‬
‫يؤدي إلى تخفيض كمية البيانات التي يجب أن تخزن في المؤسسة بشكل عام لعدم تكرار تخزين البيانات والمشاكل المرتبطة بها‪،‬‬
‫كما سبق وأن أشرنا إليه في العنصر السابق‪.‬‬
‫يتطلب تحقيق مثل هذه األنظمة استخدام قواعد البيانات الموزعة ) ‪ (Distributed Database‬ومجموعة من الحواسب مربوطة‬
‫بحاسب مركزي بواسطة شبكة اتصاالت؛ حيث تعمل كل الحواسب بنفس نظام إدارة قاعدة البيانات‪ ،‬ويمكن في هذه الحالة تبادل‬
‫المعلومات بين عناصر الشبكة من خالل أوامر وتعليمات بسيطة‪ .‬وبالتالي تتحقق المزايا التالية‪:‬‬
‫‪ ‬صحة وتكامل المعلومات‪.‬‬
‫‪ ‬سرعة الحصول على المعلومات وتوفيرها لمتخذي القرار بكفاءة وسرعة مناسبة‪.‬‬
‫‪ ‬تطوير أساليب أكثر فاعلية في اإلدارة والتنظيم ‪.‬‬
‫‪ ‬دعم الخطط االستراتيجية‪.‬‬
‫السؤال الذي يفرض نفسه هو ما مفهوم التكامل وكيف يتم تحقيقه في مجال نظم المعلومات؟‬
‫يمكن تعريف التكامل بشكل عام بكونه الجهد الذي تبذله المؤسسة من أجل تحسين األداء الكلي من خالل ربط مختلف العناصر‬
‫(الوظائف‪ ،‬الموارد‪ ،‬التنظيم‪....‬الخ) باستخدام شبكات االتصال‪ ،‬من أجل الحصول على فعالية وسرعة استجابة أكبر للنظام الكلي‬
‫مقارنة مع العمليات التي ستؤديها األنظمة الفرعية بمفردها‪ .‬فيظهر التكامل إذن من خالل إنشاء عالقات بين األفراد‪ ،‬بين الوظائف‪،‬‬
‫وبين المؤسسات والمنظمات قائمة على التنسيق بين المهام‪ ،‬التعاون‪ ،‬تشارك المعلومات وأيضا اتخاذ الق اررات الجماعية‪.‬‬
‫أما في مجال نظم المعلومات فإن نظام المعلومات يوصف بكونه نظاما متكامال في حالة كونه نظاما تكمل نظمه الفرعية بعضها‬
‫البعض من خالل عملها بصورة متناسقة ومتبادلة؛ بحيث يستبعد تكرار توليد المعلومات من أكثر من نظام فرعي‪ ،‬وبما يؤدي إلى‬
‫ال عن تقليل الوقت والجهد الالزمين لها‪.‬‬
‫خفض تكاليف إنتاج المعلومات الالزمة للجهات المختلفة ‪ ،‬فض ً‬
‫يظهر تكامل نظم المعلومات في عدة مستويات أهمها‪:‬‬
‫‪ ‬تكامل المعلومات‬
‫‪ ‬تكامل التطبيقات‬
‫‪ ‬تكامل االتصاالت‬
‫‪ ‬التكامل الداخلي‬
‫‪1‬‬
‫‪ ‬التكامل الخارجي مع مختلف أصحاب المصالح‬
‫‪ -3‬أمثلة عن النظم المتكاملة‬
‫هناك عدة اتجاهات للبحث إليجاد صيغة لذلك التكامل أوجدت عدة أنظمة متكاملة منها‪:‬‬

‫‪ .1.3‬نظم تخطيط موارد المؤسسة (‪Enterprise Resource Planning )ERP‬‬


‫التي تعرف بأنها حل متكامل (للتسيير الشامل في المؤسسة)‪ ،‬صمم لتنسيق وادارة جميع الموارد والمعلومات واألنشطة الالزمة إلتمام‬
‫اإلجراءات المختلفة في المؤسسة‪ ،‬مثل المحاسبة‪ ،‬والتمويل‪ ،‬وادارة المواد البشرية‪ ،‬والتصنيع‪ ،‬واإلمداد‪ ،‬كل ذلك من خالل قاعدة‬

‫‪1‬تشكل النواة الرئيسية لظهور المؤسسات الممتدة‬


‫السنة الثالثة ليسانس‪ -‬جميع التخصصات‪-‬‬ ‫محاضرات في مقياس االتصال ونظم المعلومات‬
‫بيانات موحدة‪ ،‬وهو ما يسمح بتحقيق تجانس وتناسق المعلومات من خالل ثالثة أبعاد رئيسية هي ‪ :‬البعد الوظيفي‪ ،‬البعد العرضي‬
‫المدمج (السيرورة)‪ ،‬البعد االتصالي (من خالل تبادل المعلومات في الوقت الحقيقي)‪ ،‬كما هو ظاهر في الشكل أدناه‪:‬‬

‫وهو يهدف أساسا إلى تحقيق األهداف التالية‪:‬‬


‫‪ ‬التخلص من عيوب األنظمة غير المتكاملة وغير المنسجمة ( تجنب عمليات الحجز المكرر‪ ،‬عدم التوافق‪،‬‬
‫الشكل‪ ،‬ضعف اإلنتاجية‪ ،‬توفر النتائج‪ ،‬عدم تجانس النتائج‪....‬الخ)؛‬
‫‪ ‬تجميع وظائف التسيير ضمن نطاق واحد مشترك؛‬
‫‪ ‬تنسيق األنشطة وتحكم أفضل في السيرورات؛‬
‫‪ ‬تخفيض التكاليف؛‬
‫تتميز أنظمة تخطيط موارد المؤسسة بخصائص مشتركة تتمثل في‪:‬‬
‫‪ ‬قاعدة بيانات موحدة تسمح بتحقيق التنسيق؛‬
‫‪ ‬نمذجة جميع سيرورات المؤسسة؛‬
‫‪ ‬يتكون من عدة مقاييس ) ‪(modules‬؛‬
‫‪ ‬التسيير ضمن سياق دولي؛‬
‫وهذا يعني أن هذه األنظمة عادة ما تتميز بالمكونات الظاهرة في الشكل‪:‬‬
‫السنة الثالثة ليسانس‪ -‬جميع التخصصات‪-‬‬ ‫محاضرات في مقياس االتصال ونظم المعلومات‬

‫‪ ‬تعتبر أنظمة تخطيط موارد المؤسسة بمثابة مشروع استراتيجي في المؤسسة يحمل في طياته العديد من المخاطر؛‬
‫‪ ‬تتميز الحلول المتوفرة في السوق بكونها حلول مملوكة)‪ ،(SAP‬مفتوحة المصدر مثل )‪.(ODOO‬‬
‫‪ ‬تميزت الحلول األولى لنظم تخطيط موارد المؤسسة باهتمامها بشكل رئيسي بتحقيق التكامل الداخلي؛ في حين أن الحلول‬
‫في السنوات األخيرة تتجه نحو التكامل الخارجي مع إدارة سلسلة التوريد وادارة العالقات مع الزبائن وأيضا النظم الق اررية‬
‫أو ما يعرف بذكاء األعمال؛ كما أنها تتجه أكثر نحو توفير حلول سحابية )‪.(en cloud‬‬

You might also like