Professional Documents
Culture Documents
المنصـب 5
المنصـب 4
المنصـب 3
يُظهر هذا الشكل فكرة التدرج الممكن للفرد في عدة مناصب داخل المنظمة الواحدة ،فله الحق في تحديد مستقبله
المهني حسب قدراته وكفاءاته ،إالّ أن إعتبار المسار المهني هو مجموعة الوظائف المتتالية في منظمة واحدة يعتبر
قاصراً ،ذلك أن الفرد –غالبا ً -يمر بعدة وظائف في منظمات متعددة ،ويسمى بنموذج الخبرات المرتبطة بالعمل والذي
يمتد عبر حياة فرد ما ،فالمسار المهني للفرد ال يتحدد بداخل المنظمة فقط ،بل هو مجموع الخبرات المكتسبة عبر
الزمن .
تعريف ادارة المسارات المهنية :هي مجموعة من األنشطة التي تهدف الى متابعة وتوجيه المسارات المهنية
لألفراد ،بهدف الوصول إلى أعلى مستوى ممكن من الكفاءة والنجاح هرميّا ً واجتماعيّاً ،وذلك وفق قابلية االفراد
للترقية و مؤهالتهم .
مداخل ادارة المسارات المهنية :إن إدارة المسارات المهنية هو مفهوم شامل لقيادة المسارات المهنية ،وتخطيطها
وتنميتها ،وهناك مدخلين إلدارة المسارات المهنية وهما :المدخل الفردي ،والمدخل التنظيمي .
-المدخل الفردي :من خالله تكون إدارة المسارات المهنية هي مسؤولية الفرد ،وهذا األخير يهتم بتخطيط
وتنمية مساره المهني ذاتيّا ً بما يتوفر لديه من معلومات حول إمكانيات التنقلية داخليا ً وخارجيا ً وشروط
ومتطلبات ذلك من جهة ،مع التعرف على قدراته وإمكانياته الحالية والمستقبلية من جهة أخرى ثم الموازنة
بين الشقين.
-المدخل التنظيمي :يكون على مستوى مديرية الموارد البشرية التي تسعى لتحقيق التوافق بين الفرد والمنصب
الذي يشغله حاليًا ،وأيضا المناصب المحتملة بالنسبة له في المستقبل ،ومن أجل ذلك تعمل إدارة الموارد
البشرية على خلق التناسق والتآزر بين عدة ممارسات مثل التوظيف ،التكوين ،تحليل الوظائف ،إدارة
المسارات المهنية...إلخ
ويلخص الجدول اآلتي ما سبق ذكره:
وبنا ًء على هذين االمدخلين أصبحت إدارة المسارات المهنية تاخذ بعين اإلعتبار خيارات االفراد والجهود التي
يبذلونها لتنمية كفاءاتهم ،فهي توجيه للتطور الوظيفي من أجل تحقيق أهداف األفراد وأهداف المنظمة بمراعاة قدرات
وكفاءات وتطلعات األفراد الحالية والمستقبلية.
السنة 2021 إعداد ومراجعة الفرقة البيداغوجية للمقياس محاضرات موجهة للسنة الثالثة ليسانس إدارة االعمال
.2المسؤولية المشتركة في ادارة المسارات المهنية :تركز إدارة الموارد البشرية على إدارة المسارات المهنية
من أجل تنمية كفاءات األفراد ،وتتقاسم المسؤولية مع األفراد في تعاملهم مع مساراتهم المهنية و تتلخص هذه الفكرة
في الشكل التالي :
مسؤولية الفرد
إن الفرد هو المسؤول األول عن مساره المهني إجماالً من خالل عدة محددات أهمها:
كما أن مديرية الموارد البشرية من خالل إدارتها للمسارات المهنية لألفراد مسؤولة عن مساراتهم المهنية؛ طالما
تربطهم عالقة عمل بالمنظمة وتتحدد مسؤوليتها في هذا النطاق الزماني والمكاني ،وتسعى من خالل ذلك إلى:
-توفير فرص التقدم الوظيفي والترقية؛
-اإلعالن عن هذه الفرص بتفعيل االتصال؛
-توفير احتياجات المنظمة من الموارد البشرية بالكم والنوع في الحاضر والمستقبل.
أما بالنسبة للمسؤول المباشر؛ فله دور مرافقة األفراد –تحت مسؤوليته -في مختلف مراحل مساراتهم المهنية من
خالل:
السنة 2021 إعداد ومراجعة الفرقة البيداغوجية للمقياس محاضرات موجهة للسنة الثالثة ليسانس إدارة االعمال
م 2م3
الحفاظ
الوظيفي
م4
المصدر :مصطفى أبو بكر ،2006 ،ص 232 االنفصال
م1
المهني وذلك وفق أطوار حياتهم إن إدارة المساراتالوظيفي
المهنية تتطلب متابعة األفراد طيلة مراحل مسارهم
التأسيس
الوظيفية ،ولكل مرحلة طبيعة وتحديات وطموحات مختلفة ،ويمكن إجماالً تقسيم الحياة المهنية للفرد إلى أربع
االستكشا
ف
مراحل:
الزمن
المهنية مستكشفا مهاراته وقدراته، مرحلة االستكشاف :تشهد ز
هذه 3المرحلة التحاق الفرد بالمنظمة،ز2فيبدأ حياته ز1
ويقارنها مع اآلخرين ،كما يستكشف أيضا الوظيفة ويتعرف على شروط ومتطلبات أدائها وكذا ظروف العمل
ال محيطة به ،وفي نهاية هذه المرحلة إما أن يقترب من االستقرار الوظيفي ،أو يفكر في البحث عن بدائل حسب
المجاالت الوظيفية المتاحة له.
مرحلة التأسيس :تتحدد أهداف الفرد بقدر كبير من الوضوح في هذه المرحلة ،ويشرع في االهتمام بالتخطيط
لمستقبله المهني وما يتطلبه ذلك من اكتساب الخبرة والكفاءة للتقدم الوظيفي ،وقد يفكر الفرد في نهاية هذه المرحلة في
التنقل -خاصة التنقل الداخلي -بغرض تنمية قدراته وصقلها.
السنة 2021 إعداد ومراجعة الفرقة البيداغوجية للمقياس محاضرات موجهة للسنة الثالثة ليسانس إدارة االعمال
مرحلة الحفاظ الوظيفي أو االستقرار :يشعر الفرد في هذه المرحلة باالرتباط القوي بمجاله الوظيفي وبالمنظمة
التي يشتغل بها ،وبصع وبة التخلي عنها ،ونظرا لخصوصية هذه المرحلة فإنها تحتاج إلى صيانة بصفة مستمرة
وإعطائها العناية الكافية إلستكمال المسار المهني ،وأمام الفرد في هذه المرحلة ثالثة احتماالت:
-االستمرار بنفس مستوى الكفاءة التي أنهى بها مرحلة االستقرار.
-الركود وبداية مرحلة إنهاء المسار المهني مبكرا ،وقد ينتج عنه فقدان وظيفته.
-التقدم في المسار المهني إلى أعلى والبحث عن وظيفة بمستوى أعلى ولو خارج المنظمة.
مرحلة االنحدار أو االنفصال الوظيفي :تعرف هذه المرحلة تهيؤ الفرد للتقاعد ،ولذلك تتغير اهتماماته ،وقد يقبل
البعض على التقليل من أدوارهم والتحول من دور القوة والنفوذ إلى دور التوجيه واالستشارة ،بينما قد يتمسك البعض
بمستويات أدائهم واألدوار التي يقومون بها ،ولذلك نجدهم يبحثون عن فرص للعمل بعد التقاعد في المنظمة أو
خارجها ،بصيغ مناسبة لهم كالعمل بعدد محدود من الساعات ،أو العمل االستشاري ،أو التكوين .
وبمراعاة اإلطار القانوني الذي ينظم عالقات العمل ،وكذا مختلف أطوار أو مراحل المسارات المهنية وموقع
األفراد منها ،فإن وظيفة إدارة المسارات المهنية تلجأ إلى جملة من اآلليات من أجل تخطيط المسارات المهنية ،وتتمثل
هذه اآلليات في ما يلي :
2-3آليات ادارة المسارات المهنية :تتخذ إدارة المسارات المهنية مجموعة من اآلليات التي توظفها تناسبًا مع
متطلبات وخصوصيات كل مرحلة من المراحل –سابقة الذكر -في المسارات المهنية لألفراد ،وذلك وفق ما هو
معمول به في اإلطار القانوني الذي ينظم إدارة الموارد البشرية ،وتتمثل هذه اآلليات فيما يلي :
ا-التوجيه واإلدماج ؛
ب-التنقلية ""La mobilité
ج-الترقية ؛
د-التقاعد :إنهاء الخدمة وإعادة اإلدماج بعد التقاعد.
التوجيه واإلدماج
مرحلة
االستكشاف
التنقلية مرحلة
آليات إدارة
(الداخلية والخارجية) التأسيس
المسارات
المهنية
مرحلة الحفاظ
الترقيـــة
الوظيفي
مرحلة
االنفصال
السنة 2021 إعداد ومراجعة الفرقة البيداغوجية للمقياس محاضرات موجهة للسنة الثالثة ليسانس إدارة االعمال
كما يظهر في الشكل( )4فإن أهم آليّات إدارة المسارات المهنية تتمثل في :
ا-التوجيه واإلدماج :تشرع مديرية الموارد البشرية في عملية التوجيه ،منذ إلتحاق األفراد الجدد بمناصب عملهم،
وتتولى إدارة المسارات المهنية مهمة اإلشراف عليهم مع مراعاة البحث الدائم عن التوافق بين الفرد ومتطلبات
المنصب وذلك باالستعانة ببطاقات وصف الوظيفة Fiches descriptives des postesوبنتائج اختبارات
التوظيف ،ولذلك يتم إطالع الموظفين الجدد بمحتوى بطاقات وصف وظائفهم ،وإجماال تتميز عملية التوجيه
بالخصائص التالية:
-إرتباطها بتحليل وتوصيف الوظائف ،حيث تؤثر المصداقية واإلتقان في تحليل وتوصيف الوظائف على
فعالية التوجيه؛
-تقديم المعلومات الضرورية لشاغل المنصب الجديد خاصة ما يتعلق باألجور والحوافز ،والتأمينات والسالمة
المهنية،
-اكتشاف األفراد من ذوي المؤهالت والكفاءات العالية التي تفوق متطلبات المنصب الحالي ،مما يتطلب
اإلتجاه نحو الترقية الحقاً؛
-عرض خرائط النمو الوظيفي لتوضيح آفاق التطور في المنصب الحالي وإمكانيات التدرج في الوظيفة؛
-االستفادة من نتائج اختبارات تقييم األداء في السنوات األولى بعد التوظيف ،والمقارنة بين األداء الفعلي
واألداء المطلوب وبالتالي اتخاذ اإلجراءات المناسبة :فيما يخص التكوين ،الترقية ،أو إعادة التوجيه.
ب-التنقلية :La mobilité :إذا اعتبرنا المسار المهني هو تعاقب لمناصب العمل طيلة الحياة المهنية للفرد؛ فإن ذلك
يعني أن إدارة المسارات المهنية تعتمد أساسا على إمكانية التنقل من منصب آلخر ،وهو مايُعرف بالتنقلية ونجد فيها
نوعين :التنقلية الخارجية والداخلية:
-التنقلية الخارجية :ويتعلق األمر هنا بتنقلية مرغوبة ومطلوبة على شكل استقالة ،أو تنقلية مفروضة على غرار
التسريح ،اإلقالة ،أو نهاية عقد عمل محدد بأجل ،أو التسريح ألسباب اقتصادية ،أو تنقلية بعد التفاوض بقطع عالقة
العمل بعد إتفاقية ،أو بعد تحقيق األهداف المتفق عليها.
-التنقلية الداخلية :تأخذ التنقلية الداخلية عدة أشكال ؛ وتكون داخل نفس الهيكل التنظيمي ولكل شكل منه أسباب
ومبررات ،وتتمثل حاالت التنقلية داخل المنظمة فيما يلي:
-التنقلية العمودية نحو األعلى :يكون على شكل ترقية لمنصب في مستوى أعلى ،ولذلك يفترض أن يمتلك
الفرد اإلمكانيات والمؤهالت المطلوبة للترقية ،فهذه األخيرة إذن هي شكل من أشكال التنقل وليس العكس.
-التنقلية العمودية نحو األسفل :وتعني التراجع أو النزول في الهيكل التنظيمي؛ و عادة ً ما يكون ذلك مستبعدا ً
ضلون التخلي تماما ً عن الفرد –وذلك وفق ما تسمح به العالقة عند أغلب مديري الموارد البشرية ،فهم يف ّ
برر التنقل العمودي نحو القانونية بين العامل وصاحب العمل -بدالً عن إنزاله لمنصب أدنى في التنظيم ،ويُ ّ
األسفل بنقص مستوى الكفاءة المطلوب في المنصب الحالي ،خاصة عندما يتطور المنصب بسرعة أو بدرجة
تفوق تطور كفاءات حامل المنصب ،أو بسبب إعادة النظر في الترقية الممنوحة أو بسبب إلغاء المنصب.
السنة 2021 إعداد ومراجعة الفرقة البيداغوجية للمقياس محاضرات موجهة للسنة الثالثة ليسانس إدارة االعمال
-التنقلية الجغرافية :يتعلق األمر هنا بتغيير مكان العمل -المدينة ،الجهة ،أو الناحية أو البلد -بما في ذلك التنقل
الدولي أو الهجرة للعمل في دولة أجنبية ،ويفرض هذا الشكل من التنقل صعوبات كثيرة تضاف إلى ظروف
تغيير منصب العمل.
تغييرا جذريّا ً في وظيفة العمل ،مما يستدعي اكتساب كفاءات جديدة ً -التنقلية الوظيفية :تتطلب التنقلية الوظيفية
ويتطلب ذلك مرافقة المعني بالتنقل ببرامج التكوين المناسبة لتطوير كفاءاته.
إن التنقالت الوظيفية والجغرافية يمكن أن تكون عمودية -في إطار ترقية -أو أفقية .
-التنقلية األفقية :في هذا الشكل من التنقلية؛ فإن الصعوبات الناجمة عن التغيير ليست متعلقة بتقدّم أو تراجع
هرمي ،وعادة تتزايد التنقالت األفقية أثناء التحوالت التنظيمية.
إن تعدد أشكال التنقلية يدل على أهميتها كأداة في إدارة المسارات المهنية لألفراد ولذلك تولي إدارة الموارد البشرية
إهتماما ً كبيرا ً بالتنقلية الداخلية تحديدا ً ؛ من أجل تلبية حاجتها في توفير اليد العاملة كما ً ونوعا ً وفي الوقت والمكان
المناسبين؛ وفي نفس الوقت تلبية حاجيات األفراد في تحقيق طموحاتهم المهنية م ّما يفترض أن يؤثر إيجابا ً على
رضاهم الوظيفي ،وتستخدم إدارة الموارد البشرية من خالل إدارة المسارات المهنية مجموعة من األدوات للتحكم في
التنقلية وتطويرها ،ومن بين هذه األدوات:
-لوحة اإلعالن :وهي أداة بسيطة ومتداولة لإلعالن عن المناصب الشاغرة أو المحتملة الشغور؛
التعليمات اإلدارية الموجهة للمعنيين مباشرة ؛ -
االنترانت :Intranetالذي أصبح القناة األفضل لإلعالم بالمناصب الشاغرة ،وفي هذه الشبكة يصل األفراد إلى -
شغور ،مما يسمح المعلومة من خالل ما يسمى "بورصة المناصب" التي تعلن عن المناصب الشاغرة أو المحتملة ال ّ
لل ُمهت ّمين بإجراء تقييم ذاتي لكفاءاتهم ثم الترشح للترقية ؛
االجتماعات حول التنقلية بين مديرية الموارد البشرية والمسؤولين التنفيذيين ،ومسيري المسارات المهنية ،وبفضل -
هذه االجتماعات تكون النتائج دقيقة أكثر؛
باإلضافة لألدوات سابقة الذكر ،هناك أيضا الشبكات غير الرسمية التي بوسعها نشر المعلومات وإيصالها لألفراد؛ -
وهي بالتالي لها دور أيضا ً في اإلعالم بالمناصب المتاحة أو المحتملة الشغور مستقبالً.
الى جانب التنقلية هناك أيضا الترقية التي تعتبر من أهم آليات إدارة المسارات االمهنية ؛ فهي تلعب دور الرافعة في
المسارات المهنية لألفراد.
ج-الترقية :هي إحدى أدوات شغل الوظائف ، ،يتم من خاللها إسناد وظيفة شاغرة للفرد في مستوى أعلى من السلم
الوظيفي من وظيفته الحالية ،ويصاحبها زيادة في الواجبات والمسؤوليات والمزايا المادية والمعنوية ،ولذلك يمكن
اعتبارها وجه من أوجه المكافأة ألنها تحمل محفزا في األجر وتتمثل أهداف الترقية في:
اإلستخدام األمثل لألفراد ،واإلستفادة من مهاراتهم وقدراتهم ،وتحقيق الموائمة المناسبة بين متطلبات الوظائف -
ومواصفات األفراد الذين يشغلونها؛
إتاحة الفرص لألفراد لتحقيق طموحاتهم لبلوغ مراتب أعلى؛ ولذلك تسهم الترقية في تعزيز الرضا الوظيفي؛ -
وضع األفراد في حالة تنافس مستمر لتحسين األداء واالستمرار في تطوير الكفاءات؛ -
تعميق الوالء لدى األفراد من خالل الشعور بالتقدير الذي توفره لهم الترقية. -
و هناك أربعة أنواع للترقية وهي:
السنة 2021 إعداد ومراجعة الفرقة البيداغوجية للمقياس محاضرات موجهة للسنة الثالثة ليسانس إدارة االعمال
الترقية داخل الرتبة Promotion dans la catégorieالتي تعني تغيير في المنصب ،االدرجة ،وفي التأهيل ، -
وال تعني بالضرورة االتغيير في األجر.
الترقية في الرتبة :Promotion de catégorieتعني تغيير الرتبة ،ينتج عنها زيادة في األجر والمهام . -
الترقية في األجر :تدخل في إطار سياسات التخصيص في األجور ،وهي ال تؤثر على تحديد المنصب أو الدرجة -
التي توافقه.
الترقية الج ماعية :تشمل كل األفراد الذين يعملون في فريق عمل واحد ،أو فئة وتنتج هذه الترقية عادة عن التغيير -
في االتفاقيات الجماعية.
إن أهم عائق أمام الترقية كواحدة من أليات إدارة المسارات المهنية هو حينما تكون آفاق الترقية محدودة ،وهي
حالة تواجهها كثير من المنظمات بحيث تتضاءل فرص ترقية األفراد في مناصب أهم م ّما يعرقل مساراتهم
االمهنية وقد تطرق ) (J M Peretti ,2011, p90إلى هذه الحالة وسماها " سقف المسار المهني" إستنادا ً إلى
M.Ferenceالذي لخص هذه الحالة في الجدول التالي:
آفاق الترقية
مستوى األداء
قوية ضعيفة
اآلمال الفروع الميتة ضعيف
النجوم األعمدة قوي
المصدرM.Ference, peretti ,2011, p 90 :
إستعمل M.Ferenceعبارات "الفروع الميتة ،اآلمال ،األعمدة ،النجوم لتصنيف األفراد حسب أدائهم وفرص
يتحول "النجوم" (الكفاءات العليا) إلى "أعمدة" حيث ال
ّ الترقية الموجودة في المنظمة حيث إذا تضاءلت آفاق الترقية
يمكن التخلي عنها في مناصبها الحالية ،ألن إحتماالت الترقية قليلة جداً .وبإستمرار هذه الحالة تتحول "األعمدة" إلى
"أغصان ميتة" إذا تراجع مستوى أدائها .
وإنطالقا من هذه الفكرة تتجه إدارة الموارد البشرية إلى اإلهتمام بعنصرين:
-كيفية المحافظة على المستوى األعلى لألداء بالنسبة لألعمدة ؛
-كيفية رفع من مستوى أداء الفروع الميتة لتحويلها إلى أعمدة.
إن الترقية تسمح لألفراد بتحقيق طموحاتهم المهنية من خالل تحسين أدائهم وتنمية كفاءاتهم ،وإذا كانت إدارة
المسارات المهنية تعتمد على التنقلية والترقية في مرحلتي التأسيس والحفاظ الوظيفي ،فهي بعد ذلك تعتمد على نهاية
الخدمة في مرحلة اإلنفصال الوظيفي.
د -نهاية الخدمة والتقاعد :التقاعد هو نهاية المدة القانونية للحياة المهنية للعامل ،وهو من أهم حقوقه طالما استوفى
هذه المدة ،وتوفرت فيه الشروط التي يحددها أحكام القانون ساري المفعول ،والذي يختلف من دولة ألخرى ،وبالنسبة
إلدارة الموارد البشرية ،وتحديدا للمصالح المكلفة بإدارة المسارات المهنية ،فإن التقاعد يعبر عن شغور المنصب
وفقدانه جزء من الكفاءات ومن ذاكرة المنظمة ،بما أنه يأتي بعد سنوات طويلة تتراكم فيها الخبرات ،وتتطور
الكفاءات ،ولذلك تقوم المصالح سابقة الذكر بالتكفل بحاالت التقاعد وتدرسها جيدا من الجوانب التالية:
السنة 2021 إعداد ومراجعة الفرقة البيداغوجية للمقياس محاضرات موجهة للسنة الثالثة ليسانس إدارة االعمال
-كي فية االستفادة من خبرات المتقاعدين ،بما يسمح به القانون في عقود عمل قصيرة األجل ،أو بالعمل الجزئي
المخفف أو بتقديم محفزات وإغراءات مادية في إطار التفاوض معهم لتمديد مدة عملهم.
-التفكير في استغالل خزان المتقاعدين في مجال التدريب من أجل تأطير الموظفين الجدد لضمان نقل المعارف
والخبرات من جيل آلخر.
في الجزائر إعت ُمد نظام التقاعد بموجب القانون رقم 12-83المؤرخ في 1983/07/02والذي دخل حيز التنفيذ في
،1984/01/01وهو نظام موحد يضم جميع أصناف العمال األجراء وغير األجراء وهذا الحق يأخذ أشكاال عدة،
نصنفها فيما يلي:
الت قاعد بدون شرط السن :وهو يسمح للعامل أن يحصل على التقاعد بمجرد وصوله 32سنة اشتراك في -
صناديق الضمان االجتماعي.
التقاعد بشرط السن :وهو بلوغ العامل األجير ( 60 )CNASسنة وغير األجير ( 65 )CASNOSسنة مع -
شرط االشتراك األدنى 15سنة.
التقاعد النسبي :وهو بلوغ العامل سن 50سنة مع االشتراك األدنى 20سنة ،وبالنسبة للمرأة 45سنة في -
العمر و 15سنة في االشتراك.
بعض الحاالت الخاصة :يعطي القانون الجزائري لبعض الفئات من العاملين إمكانية االستفادة من التقاعد، -
مثل المعينين بمراسيم في المناصب العليا للدولة.
ّ
إن إعتماد إدارة المسارات المهنية على اآلليات المتمثلة في اإلدماج والتوجيه ،التنقلية والترقية ،والتقاعد وإنهاء
الخدمة ،إنما يخضع بإستمرار إلى الموازنة بين العناصر التالية:
-الكفاءات الحالية الموجودة لدى األفراد؛
-متطلبات مناصب العمل وشروط أدائه؛
-احتياجات المنظمة من الكفاءات؛
-رغبات األفراد في تطوير مساراتهم المهنية.
أن هذه األخيرة تبحث عن تحقيقويمكن أن نعتبر هذه العناصر بمثابة محددات لعمل إدارة المسارات المهنية ،بما ّ
هدف التوازن بين الموارد البشرية كما ً ونوعا ً ،والمناصب الحالية أو المتوقعة في المديين المتوسط والطويل ،وبناءا ً
على هذه االفكرة تطورت النظرة االستباقية – التقديرية ،ضمن مايعرف ب_ "التسيير التنبؤي للمناصب والكفاءات"
""GPEC
إستراتيجية
المنظمة
مانجمنت البيئة
GPEC
المنظمة السوسيو-اقتصادية
السنة 2021 إعداد ومراجعة الفرقة البيداغوجية للمقياس محاضرات موجهة للسنة الثالثة ليسانس إدارة االعمال
الموارد
البشريــة
و التسيير التقديري للمناصب والكفاءات ":هو وضع مجموعة من الخطط واإلشراف على تطبيقها ،للتحكم في
التوازن بين احتياجات المنظمة الكمية والنوعية من الموارد البشرية من جهة ،والموجود من هذه الموارد مع مراعاة
المخطط اإلستراتيجي للمنظمة أو على األقل األهداف المحددة بوضوح في المدى المتوسط"
وهو عملية استشرافية تسعى المؤسسة من خاللها إلى ضمان التحكم في وظائفها وكفاءاتها حاضرا ً ومستقبالً ،وهو
يحمل أنشطة تقديرية لوظيفة إدارة الموارد البشرية ،وذلك وفق المخطط التالي:
الشكل ( :)5مخطط GPECحسب Mallet 1991
الموارد الحالية
الموارد المستقبلية
(الكفاءات)
سياسات تحليل
التعديل االنحرافات
الوظائف الحالية
الوظائف المستقبلية (االحتياجات)
و بنا ًء عليه ،فإن تطبيق التسيير التقديري للمناصب والكفاءات يستدعي إعتماد عدة مراحل تتمثل فيما يلي:
()Meignant, 2000, p119
-1مرحلة دراسة وتحليل اإلستراتيجية ؛ حيث يتم التقيّد باإلستراتجية لمعرفة وتحديد معالم تطور الكفاءات ،و
مناصب العمل ؛
-2تحديد الموارد (الكفاءات) والوظائف الحالية ؛
-3تقدير الموارد والوظائف المستقبلية ؛
-4تحليل الفوارق أو االنحرافات بين الموارد واالحتياجات الحالية والتقديرية ؛
-5وضع سياسات التعديل الكفيلة بتقليص الفوارق والت ّكيف مع التطورات الكمية والنوعية في األجل المتوسط
(من 3إلى 5سنوات)
خالصة:
ان الهدف األساسي إلدارة المسارات المهنية هو تحقيق الموائمة بين إحتياجات المنظمة من الكفاءات البشرية ك ّما ً و
نوعا ً وفي اآلجال المحددة؛ وبين ماهو موجود منها أو مايمكن تطويرهُ ؛ و تستخدم هذه الوظيفة عدة آليات منها:
التوجيه واإلدماج ،الترقية ،التنقلية ،والتقاعد ؛ بمختلف اشكالها وتكون مرافقة للمسارات المهنية لألفراد ؛ وقد برز
التسيير التقديري للمناصب و الكفاءات كأداة فعّالة في يد إدارة الموارد البشرية تعمل على إستباق إحتياجات المنظمة
من الكفاءات ؛ ومن ث ّم إتخاذ كافّة اإلجراءات و القرارات لتطوير هذه الكفاءات و من خالل ذلك تطوير المسارات
المهنية لألفراد ،وبذلك فقد أسهم التسيير التقديري للمناصب و الكفاءات في إعطاء نظرة جديدة إلدارة المسارات
المهنية قوامها اإلعتماد على أدوات تقييم األداء ؛ و اإلستناد على التكوين لتنمية الكفاءات.
السنة 2021 إعداد ومراجعة الفرقة البيداغوجية للمقياس محاضرات موجهة للسنة الثالثة ليسانس إدارة االعمال