You are on page 1of 541

‫الموارد الطبيعية‬

‫في اليمن القديم‬


‫دراسة من خالل النقوش اليمنية القدمية‬

‫‪1‬‬
2
‫عبدالرمحن يوسف عبدالرمحن اجلاويش‬

‫الموارد الطبيعية في اليمن القديم‬

‫دراسة من خالل النقوش اليمنية القدمية‬

‫‪3‬‬
‫العنوان‪ :‬املوارد الطبيعية يف اليمن القديم ‪ -‬دراسة من خالل النقوش اليمنية القديمة‬

‫املؤلف‪ :‬عبدالرمحن يوسف عبدالرمحن اجلاويش‬


‫حجم الكتاب‪24×17:‬‬
‫عدد الصفحات‪539 :‬‬
‫الطبعة‪ :‬األوىل‬
‫سنة النرش‪2021 :‬‬
‫النارش‪ :‬نور حوران للدراسات والنرش والرتاث دمشق‬
‫‪978-9933-658 -08 -3 :ISBN‬‬

‫كلية اآلداب‬
‫©‬
‫جامعة ذمار‪ ،‬اجلمهورية اليمنية‬
‫دمش ــق ـ سورية ـ ص‪ .‬ب ‪5658‬‬
‫‪00967 777006999‬‬
‫‪00967 770002348‬‬ ‫‪00963 933 329 555‬‬
‫‪E-mail: labotranslation@gmail.com‬‬ ‫‪00963 941 329 555‬‬
‫‪e.mail: nourpublishing@gmail.com‬‬
‫يمنع طبع هذا الكتاب أو جزء منه بكل طرق الطبع والتصوير والنقل والترجمة‬
‫والتسجيل املرئي واملسموع والحاسوبي وغيرها إال بإذن خطي من الناشر‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫إهداء‬
‫إل ـى‬

‫‪‬وال ـدي ووالدت ـي‪‬‬

‫ردا لبعض اجلميل‪ ،‬وعرفانا‪ ،‬وامتنانا‪ ..‬وتكفريا عن تقصريي نحومها‪،،،‬‬

‫إىل من كانت وال زالت إىل جواري يف الرساء والرضاء‪..‬‬


‫بعي ن‬
‫آملة‪ ..‬قلقة‪..‬‬ ‫والتي ظلت ترقب خطوات البحث ن‬

‫‪‬سم ــر علــى العــراســي‪‬‬

‫حبا هلا واحتفاء هبا‪،،،‬‬

‫إىل صديقي‪ :‬رشف الدين‪ ،‬و ‪‬والده السيد‪ /‬لطف الرصاص‪‬‬

‫من أقف عاجزا أمام وفائهام‪ ،‬وكرم ضيافتهام‪ ،‬وسعة صدرمها‪،،،‬‬

‫‪‬إىل كل هؤالء أهدى هذا اجلهد‪‬‬

‫وف ـ ـ ــاء وتقدي ـ ـ ــرا‪...‬‬

‫‪5‬‬
6
‫‪CAbadān‬‬ ‫جمموعة نقوش وادي عبدان‬

‫جمموعة نقوش من اجلوف حمفوظة باملتحف الوطني‬


‫‪AL-JAWF‬‬
‫بصنعاء‪.‬‬

‫‪Anan= ZI‬‬ ‫جمموعة نقوش زيد عنان‬

‫‪Arbach‬‬ ‫جمموعة نقوش منري عربش‬

‫‪Bafaqih- BatayiC‬‬ ‫جمموعة نقوش بافقيه وباطايع‬


‫‪= Bāfaqih, M. et Robin C. Inscriptions inédites de‬‬
‫‪Yanbuq.‬‬
‫‪BR- Yanbuq‬‬
‫جمموعة نقوش بافقية وروبان‬

‫‪BS- Ġirās‬‬ ‫جمموعة نقوش حممد باسالمة (شبام الغراس)‬

‫‪= Corpus des Inscriptions et Antiquites Sud-‬‬

‫‪CIAS‬‬ ‫‪Arabes.‬‬

‫كياس‪ :‬مدونة النقوش اجلنوبية العربية القديمة‬

‫‪= Corpus Inscriptions Semiticarum pars Quarta,‬‬


‫‪Inscriptions Himyariticas et Sabaeas Countinens‬‬
‫‪CIH = C‬‬
‫كوربوس‪ :‬مدونة النقوش السامية األجزاء ‪،3 ،2 ،1‬‬
‫‪ 4‬عنيت بنرش النقوش احلمريية والسبئية‬

‫‪7‬‬
‫‪Fa‬‬ ‫جمموعة نقوش نرشت بواسطة امحد فخري‬
‫‪Gl‬‬ ‫جمموعة نقوش إدوارد جالزر‬
‫‪Gr‬‬ ‫جمموعة نقوش جرياز نيفتش‬
‫‪H‬‬ ‫جمموعة نقوش هاليفي‬
‫‪Hr‬‬ ‫نقش وادي حرير(فهمي عيل األغربي)‬
‫‪Ir‬‬ ‫جمموعة نقوش مطهر اإلرياين‬
‫‪Ist‬‬ ‫جمموعة نقوش متحف استانبول‬
‫‪Ja‬‬ ‫جمموعة نقوش ألربت جام‬
‫‪Kh.R‬‬ ‫نقوش خور روري‬
‫‪Lu‬‬ ‫جمموعة نقوش لوندين‬
‫‪M‬‬ ‫املعسال نصوص نرشها حممد عبدالقادر بافقية‬
‫‪N‬‬ ‫نامي ‪ :‬نرش نقوش سامية قديمة‬
‫‪NKB‬‬ ‫نامي‪ :‬نقوش خربة براقش‬
‫‪NNAG‬‬ ‫نامي ‪ :‬نقوش عربية جنوبية‬
‫‪= Rathjens, Sabaeica‬‬
‫‪Ra‬‬
‫جمموعة نقوش راتينز‬
‫‪= Rpértoire dépigraphie sémitique, publie par‬‬
‫‪la commission du Corpus inscriptionum‬‬
‫‪RES= R‬‬ ‫‪semiticarum, Tom, V, VI, VII, VIII.‬‬
‫ربرتوار‪ :‬مدونة النقوش السامية‪ ،‬نرشت بواسطة األكاديمية‬
‫الفرنسية للنقوش والفنون اليمنية‬
‫‪8‬‬
‫‪Rob‬‬ ‫جمموعة نقوش ك‪ .‬روبان‬

‫‪Ry‬‬ ‫جمموعة نقوش ج‪ .‬ريكامنز‬

‫‪Sa‬‬ ‫نقوش سامع‬

‫‪SD.P‬‬ ‫املعجم السبئي‪ .‬ص‬

‫‪Sh‬‬ ‫جمموعة نقوش أمحد رشف الدين‬

‫‪USM‬‬ ‫جمموعة نقوش متحف اآلثار بجامعة صنعاء‬


‫‪= Die altsüdarabischen Minuskelinschriften auf‬‬
‫‪Holzstäbchen aus der Bayerischen Staatsbibliothek in‬‬
‫‪München. Bd. 1: Die Inschriften der mittel- und‬‬
‫‪X.BSB‬‬ ‫‪spätsabäischen Periode.‬‬

‫جمموعة نقوش خشبية بخط الزبور‪ -‬بمتحف ميونخ‪،‬‬


‫(بيرت ايشتاين‪)Peter Stein -‬‬
‫نقوش وادي يال يف خوالن الطيال بواسطة البعثة‬
‫‪Y‬‬
‫اإليطالية‬
‫‪YM‬‬ ‫جمموعة نقوش املتحف الوطني‬
‫(يوسف) مدونة النقوش اليمنية = مدونة النقوش‬
‫‪YMN‬‬
‫اليمنية القديمة‬
‫الصلوي‬ ‫جمموعة إبراهيم حممد الصلوي‬

‫جمموعة نقوش خشبية بخط الزبور قيد الدراسة يف رسالة‬


‫ح‪ .‬ص‬ ‫ماجستري بعنوان (نقوش خشبية بخط الزبور جمموعة‬
‫املتحف احلريب بصنعاء)‪ ،‬للباحث‪ :‬عبدالله حمسن اخلوالين‬
‫‪9‬‬
‫‪Vol= volume‬‬ ‫جزء‬
‫‪o‬‬ ‫درجة (خط طول أو دائر عرض)‬
‫ت‬ ‫املتوىف‬
‫ج‬ ‫اجلزء‬
‫د‪.‬ت‬ ‫بدون تاريخ‬
‫د‪.‬ن‬ ‫بدون نارش‬
‫س‬ ‫السنَة‬
‫َ‬
‫ص‬ ‫الصفحة‬
‫ط‬ ‫الطبعة‬
‫ع‬ ‫العدد‬
‫ق‪.‬م‬ ‫قبل امليالد‬

‫ق‪4‬هـ‬ ‫القرن الرابع اهلجري‬

‫كلم‬ ‫كيلو مرت‬


‫كلم‪2‬‬ ‫كيلو مرت مربع‬

‫م‬ ‫بعد التاريخ ميالدي‪ /‬بعد املقاييس مرت‬


‫م‪o‬‬ ‫درجة مئوية‬

‫مج‬ ‫املجلد‬

‫ملم‬ ‫ميل مرت‬

‫هـ‬ ‫التاريخ اهلجري‬

‫‪10‬‬
‫ترتيب احلروف ومقابلتها‬

‫حبسب ترتيب املعجم السبئي‬

‫الالتيني‬ ‫العريب اجلنويب‬ ‫احلرف العريب‬


‫‪Ɔ‬‬
‫ا‬ ‫أ‬
‫‪C‬‬
‫ع‬ ‫ع‬
‫‪B‬‬ ‫ب‬ ‫ب‬
‫‪D‬‬ ‫د‬ ‫د‬
‫‪Ḏ‬‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫‪Ḍ‬‬ ‫ض‬ ‫ض‬
‫‪F‬‬ ‫ف‬ ‫ف‬
‫‪G‬‬ ‫ل‬ ‫ج‬
‫‪Ġ‬‬ ‫غ‬ ‫غ‬
‫‪H‬‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫‪Ḫ‬‬ ‫خ‬ ‫خ‬
‫‪Ḥ‬‬ ‫ح‬ ‫ح‬
‫‪K‬‬ ‫ك‬ ‫ك‬
‫‪L‬‬ ‫ج‬ ‫ل‬
‫‪M‬‬ ‫م‬ ‫م‬

‫‪11‬‬
‫‪N‬‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫‪Q‬‬ ‫ق‬ ‫ق‬
‫‪R‬‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫‪S1‬‬ ‫س‬ ‫س‬
‫‪S2‬‬ ‫ش‬ ‫ش‬
‫س‪3‬‬
‫‪S3‬‬ ‫ة‬
‫‪Ṣ‬‬ ‫ص‬ ‫ص‬
‫‪T‬‬ ‫ت‬ ‫ت‬
‫‪Ṯ‬‬ ‫ث‬ ‫ث‬
‫‪Ṭ‬‬ ‫ط‬ ‫ط‬
‫‪W‬‬ ‫و‬ ‫و‬
‫‪Y‬‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫‪Z‬‬ ‫ز‬ ‫ز‬
‫‪Ẓ‬‬ ‫ظ‬ ‫ظ‬

‫‪12‬‬
‫تقديم‬
‫األستاذ الدكتور‬
‫واثق إسامعيل الصاحلي‬
‫أستاذ اآلثار القديمة يف كلية اآلداب‪ -‬جامعة بغداد‬
‫ثم أستاذ التاريخ القديم واآلثار يف كلية اآلداب والعلوم‬
‫اإلنسانية– جامعة صنعاء سابقا‬

‫دراســة املــوارد الطبيعيــة يف الــيمن القــديم ومعطيا ــا عــززت مــن أمهيــة ذل ـ‬
‫اجل ــزء اجلن ــويب الغ ــريب م ــن ش ــبه اجلزي ــر العربي ــة وأوض ــحت عوام ــل ازدهاره ــا الت ــي‬
‫جاءت متفاعلة مع جغرافيته ومناخه وأرضه وتربته ومياهه‪.‬‬
‫هذه الدراسة التي قام هبا عبـدالرمحن اجلـاويش‪ ،‬الباحـث املتـالق املجـد الـذي‬
‫مل يقــف عــاجزا أمــام الصــعاب التــي يواجههــا البــاحثون عــاد ‪ ،‬وإنــام كــان يســري غورهــا‬
‫ـف عمل ــه ه ــذا كـ ـ ال ــنقش يف احلج ــر معتم ــدا ع ــه م ــا ض ــمته‬
‫وحيلله ــا‪ ،‬ل ــذل وص ـ َ‬
‫النق ــوش اليمني ــة القديم ــة م ــن ألف ــاظ ومعلوم ــات‪ ،‬وك ــان التف ــوق حليف ــة يف توض ــي‬
‫الصــور العام ــة وبتفاصــيلها ع ــن حيــا اليمني ــي القــدماء‪ .‬وم ــن يقــرأ مــا أوردتــه ه ــذه‬
‫الدراس ــة يق ــف إج ــالال للحن ــار اليمني ــة الت ــي مل تتوق ــف يف عطائه ــا يف كاف ــة من ــاحي‬
‫احليا ‪.‬‬
‫تتصف هذه الدراسة بتوازن يف فصوهلا وتقسيام ا وبلغتها امليرسـ ومـا يويـه‬
‫من معلومات قيمة تسـاهم يف الـرتاكم املعـريف الـدقيق‪ ،‬ولـام تنـمه مـن أفكـار متطـور‬
‫لتصــب ابحاثــا مســتقبلية قائمــة بــذا ا‪ ،‬وحيتــل الباحــث موقعــا رياديــا يف وزار الرتبيــة‬
‫‪13‬‬
‫والتعل ــيم والتعل ــيم الفن ــي يف مص ـ ـر العروب ــة ويف حمافبت ــه بص ــفته مس ــؤول أكاديمي ــة‬
‫سيســكو بــةدار القــرين التعليميــة‪ ،‬ولــه خــرب عميقــة يف التــدريس‪ ،‬كونــه حاصــل عــه‬
‫شهاد الامجستري يف اآلثار القديمة من جامعة صـنعاء العريقـة يف الـيمن‪ ،‬ودبلـوم عـام‬
‫يف الرتبية من جامعة الزقازيق يف مرص‪.‬‬
‫يعد توفر املياه العامل املهم يف عملية االستيطان البرشي منذ أقـدم العصـور‪،‬‬
‫ونتيجــة االســتقرار نشــات الق ــرى التــي كانــت زراعي ــة يف طبيعتهــا وصــاحبها ت ــدجي‬
‫احليوانــات ــا أدى إىل ظهــور املــدن والتــي نــتج بعنــها عــن بميــع القــرى القريبــة مــع‬
‫بعنـها‪ ،‬ويف تلـ القـرى بـدأت الصـناعة األوليـة يف طبيعتهـا ويف املـدن األوىل نشـات‬
‫التجـ ــار ومـ ــا صـ ــاحبها مـ ــن تصـ ــدير املنتجـ ــات الزراعيـ ــة واحليوانيـ ــة واملعدنيـ ــة بعـ ــد‬
‫اكتشاف املعادن‪ ،‬وتم ذل بصور حنارية تدرجيية‪.‬‬
‫يتمي ــز البح ــث‪ ،‬وه ــو ع ــن حن ــار س ــبا‪ ،‬ب ــوفر يف النق ــوش اليمني ــة القديم ــة‬
‫والتــي كانــت املحــور األســاه هلــذه الدراســة والتــي تعكــس مفــردات احليــا اليمنيــة‬
‫وأنــواع املنتجــات الزراعيــة أو احليوانيــة أو املعدنيــة ومنهــا األلفــاظ اليوميــة الدارجــة‬
‫واملصــطلحات العلميــة والفنيــة‪ .‬وكــان كتــاب اإلكليــل وصــفة جزيــر العــرب وكتــاب‬
‫اجلوهرتي العتيقتـي للهمـداين لسـان الـيمن نصـيب وافـر يف اعـتامد الباحـث باإلضـافة‬
‫إىل كت ــاب الب ــن فنـ ــل العم ــري املوس ــوم (مسـ ــال األبص ــار يف الـ ـ االمصـ ــار يف‬
‫احلي ــوان والنب ــات واملع ــادن) وال ــذي مل يس ــتغن عن ــه الباح ــث يف معلومات ــه الدقيقـ ــة‪.‬‬
‫ويذكر الباحث عددا ال حيىص من الدراسات احلديثة ألساتذ علامء منهم جـواد عـيل‬
‫ومحــد اجلــاك وكــذل كتــاب رض ــوان الرشــجبي عــن التعــدين واملنــاجم القديم ــة يف‬
‫اليمن فنال عن دراسات باللغات األجنبية والتي شكلت لـه صـعوبة ولكـن جهـوده‬
‫َذللت كافة الصعاب‪.‬‬
‫‪14‬‬
‫اتب ــع الباح ــث امل ــنهج التحل ــييل وه ــو اس ــتقراء ويلي ــل ومقارن ــة وتص ــنيف‬
‫األلفاظ اللغوية وحماولـة اسـتنطاق تلـ النقـوش السـبئية التـي وصـلتنا وهـي داللـة‬
‫واضــحة عــه عراقــة احلنــار الســبئية وتنــوع مصــادرها الطبيعيــة الزراعيــة واحليوانيــة‬
‫واملعدنية‪.‬‬
‫يســتهل الباحــث‪ ،‬وكــام هــو متع ــارف عليــه‪ ،‬مناقشــة اآلراء التــي طرحــت ع ــن‬
‫جغرافيـ ــة اجلزيـ ــر العربيـ ــة وأمهيتهـ ــا يف التجـ ــار الدوليـ ــة وتقسـ ــيام ا عنـ ــد املـ ــؤرخي‬
‫اليونان والورمان واجلغرافيي املحدثي والذين كان هلم البـاع الطويـل يف الدراسـات‬
‫اجليولوجيـة واملورفولوجيــة أينـا‪ ،‬وكــان ملوقــع وحـدود حنــار سـبا حيــزا واســعا يف‬
‫العربية‬ ‫تل الدراسات من ناحية موقعها وحدودها وقد اطلق عه اليمن مصطل‬
‫السعيد و العربية امليمونة ‪ ،‬لـوفر مصـادرها االقتصـادية املتنوعـة‪ .‬يقسـم الباحـث‬
‫املـ ــوارد الطبيعيـ ــة إىل قسـ ــميي رئيسـ ــيي غـ ــري االقتصـ ــادية واالقتصـ ــادية‪ ،‬وال يمكـ ــن‬
‫االستغناء بعنها للبعض اآلخر‪ ،‬فكل منها يعتمد عه اآلخر‪ .‬كحصيلة هنائية‪.‬‬
‫ومـ ــن الدراسـ ــات عـ ــن املـ ــوارد الطبيعيـ ــة غـ ــري االقتصـ ــادية مـ ــا يتعلـ ــق باملنـ ــاخ‬
‫وتنوعــه واختالف ـه مــن اجلب ــال إىل الســهول إىل الودي ــان إىل الصــحاري وأث ــره العمي ــق‬
‫عــه فتلــف نشــاطات االنســان اليمنــي‪ .‬الــذي اســتطاع أن يســيطر عــه توزيــع مــا هــو‬
‫مت ــوفر م ــن املي ــاه‪ ،‬ك ــل حس ــب منطقت ــه‪ ،‬وتن ــوع مص ــادرها وتس ــخريها إلرواء زراعت ــه‬
‫املزدهر فمنهـا امليـاه السـطحية وامليـاه اجلوفيـة حيـث يتفـاوت وجـود امليـاه مـن منطقـة‬
‫إىل أخـ ــرى فقـ ــد شـ ــق قنـ ــوات الـ ــري وأقـ ــام السـ ــدود وحفـ ــر اآلبـ ــار والـ ــربك وامل جـ ــل‬
‫والصهاريج والكروف وأقام املـدرجات الزراعيـة والتـي ال تـزال قائمـة ومسـتمر إىل‬
‫يومن ــا ه ــذا تق ــدم حماص ــيلها لس ــكان ال ــيمن‪ .‬وم ــن أش ــهر الس ــدود قاطب ــة س ــد م ــارب‬

‫‪15‬‬
‫العبــيم الــذي ورد ذكــره يف الق ـرآن الكــريم‪ ،‬عــه وادي أذنــه‪ ،‬وكــام هــو معــروف لــدي‬
‫الباحثي املؤرخي واألثريي أن عواصم ال الـيمن القـديم نشـات وازدهـرت عـه‬
‫منافــذ االوديــة مثــل قرنــاو ومــارب و‪.‬نــع وشــبو ‪ ،...‬وتــذكر لنــا النقــوش أمهيــة اآلبــار‬
‫وتــوفر مياهه ــا يف أم ــاكن فتلف ــة منهــا املعاب ــد الت ــي يزورهــا الكثــري م ــن املتعب ــدين م ــن‬
‫خالل تعيي مسـؤول لتنبـيم إدار منشـا مائيـة يف املعبـد‪ .‬وللرتبـة اليمنيـة شـان عبـيم‬
‫يف الزراعة والصناعة الحتوائها عـه أنـواع متعـدد مـن املعـادن ذات تـاثري عـيل نوعيـة‬
‫املحاصيل الزراعية وجود ا بحسب جود خصوبتها‪.‬‬
‫أمـ ــا املـ ــوارد الطبيعيـ ــة االقتصـ ــادية فتشـ ــمل النباتـ ــات واحليوانـ ــات واملعـ ــادن‬
‫واالحج ــار ‪ ...‬فالنبات ــات متنوع ــة بطبيعته ــا وتتب ــاين تبع ــا الخ ــتالف املن ــاخ والس ــط‬
‫وخصــائا الرتبــة‪ ،‬كــذل احلصــول عــه مصــادر امليــاه وخاصــة االمطــار‪ ..‬كــل هــذه‬
‫العوامــل تــنعكس اجيابيــا عــه تنــوع املحاصــيل الزراعيــة التــي جيهــد االنســان يف تــامي‬
‫غـ ــذاءه كزراعـ ــة احلبـ ــوب واشـ ــجار النخيـ ــل وبسـ ــاتي الفاكهـ ــة‪ .‬أمـ ــا املـ ــواد الصـ ــمغية‬
‫والعطرية كاملر واللبان فتستخلا من األشجار والنباتات الربية اخلاصة والتي تعـد‬
‫أساس بار اليمنيي باإلضافة إىل القرفة والبلسم واألكاسيا‪.‬‬
‫ويع ــد اللب ــان م ــن أه ــم م ــواد الطي ــوب والعط ــور وال ــذي ه ــو ج ــزء مه ــم م ــن‬
‫ب هيزات املعابد ويصدر إىل العراق والشام واهلند وإىل معابد اليونان والرومـان وذو‬
‫عوائد مالية هائلة عـرب طريـق البخـور الـذي يبـدأ مـن منـاطق متعـدد يف جنـوب الـيمن‬
‫شــامال إىل غــز ومنهــا إىل أســواق البحــر املتوســط ويتفــرع منــه طريــق إىل الرشــق بابــاه‬
‫العــراق والش ــام‪ .‬وأص ــب ه ــذا الطري ــق الرش ــيان امله ــم وحم ــط أنب ــار الق ــوى العبم ــى‬
‫آن ــذاك وبالت ــاا اطامعه ــا يف الس ــيطر علي ــه وم ــا محل ــة ايلي ــوس ج ــاليوس يف ع ــام (‪24‬‬

‫‪16‬‬
‫ق‪.‬م) وب ــدعم م ــن اإلمرباط ــور الروم ــاين أغس ــطس إال دل ــيال واض ــحا ع ــه نواي ــاهم‬
‫ولكنها باءت بالفشل الذريع لبسالة اهل مارب يف الدفاع عن مدينتهم‪.‬‬
‫ويســتعرض الباحــث أشــجار ذات فوائــد مثــل األراك وهــو الســواك‪ ،‬منبــف‬
‫االس ــنان‪ ،‬والعل ــب‪ -‬الس ــدر ول ــه مزاي ــا ص ــحية ومح ــر (التم ــر اهلن ــدي) املس ــتعمل يف‬
‫الطــبخ واخشــاب شــجر األثــل لصــنع األثــاث واألدوات‪ ،‬أمــا النخيــل فتحتــل موقعــا‬
‫بارزا يف قائمة األشجار لام هلا من فوائـد واسـتعامالت اقتصـادية متنوعـة وهنـاك أنـواع‬
‫ال حرصـ هلــا مــن النخيـل وهــي تقــدم الثمـر (التمــر) بانواعــه املختلفـة والــذي يعــد مــن‬
‫أه ــم األغذي ــة لديموم ــة حي ــا اإلنس ــان الحتوائ ــه ع ــه املقوم ــات الغذائي ــة الرض ــورية‬
‫للمحافب ــة ع ــه حي ــا ص ــحية‪ .‬وتع ــد النخل ــة الش ــجر املعط ــا الكريم ــة حت ــى مل ــن‬
‫يقــذفها باحلجــار والطــوب‪ .‬ومــن التمــر يســتخلا الــدبس (عســل التمــر) ولــه فوائــد‬
‫واس ــتعامالت متنوعـ ــة وك ــذل اخلـ ــل واجلعـ ــة وللن ــوا فوائـ ــد منهـ ــا اهن ــا تقـ ــدم علـ ــف‬
‫للحيوانات ووقود لنار الطبخ ولسعفها منافع عديد فمنه تصنع السـالل واحلرصـان‬
‫واستعملت جذوعها دعامات لتسقيف غرف املنازل‪.‬‬
‫ويتــل الفواكــه وأشــجارها حيــزا مهــام يف هــذا البحــث املتميــز‪ ،‬فتشــري املصــادر‬
‫الكتابية إىل وجود أصناف للعنب تربو عه ثامنية عرش صنفا وهلا فوائد غذائية ومنهـا‬
‫تصنع أنواع اخلمور وترد يف النقوش أينا احلبـوب وخاصـة احلنطـة والشـعري والـذر‬
‫والسمسـ ــم ولكـ ــل مـ ــنهم مسـ ــميات مشـ ــاهبة يف النقـ ــوش السـ ــبئية ويف اللعـ ــة اليوميـ ــة‬
‫الدارجة‪ .‬وللبقول واخلرضوات نصيب وافر يف اقتصاد اليمن القـديم وتعـد زراعتهـا‬
‫من املراتب العليا والتي سامهت يف استقرار وقو حنار سبا وخرب الفالح اليمني‬
‫زادت يف الرتاكم املعريف يف استغالل املوارد الطبيعية‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫وتعد احليوانات مصدرا مهام يف اقتصـاد الـيمن القـديم حيـث وردت اسـام ها‬
‫يف النقــوش كاالبــل والثــريان واألبقــار واألغنــام وأوض ـ الباحــث أمهيــة كــل منهــا يف‬
‫احليا اليومية االقتصادية وخاصة االبل وكذل اخليل باإلضافة إىل الطيور بانواعها‬
‫املختلفة فقد وردت تسميا ا أينا يف النقوش كالنرس وصقر ومحام وبوم والنعام‪.‬‬
‫وحيت ــوي ال ــيمن ع ــه كن ــز آخ ــر وركي ــز م ــن رك ــائز االقتص ــاد املزده ــر وه ــي‬
‫املعــادن وكيفيــة اســتخراجها واســتخالص املعــادن النقيــة مــن خــالل آليــات التعــدين‬
‫مثـ ــل ال ـ ــذهب والفن ـ ــة والرص ـ ــاص واحلدي ـ ــد وس ـ ــبائ الربون ـ ــز والعمل ـ ــة الذهبي ـ ــة‬
‫(ال ــورق) والربونزي ــة‪ .‬ك ــام وردت يف النق ــوش فن ــال ع ــن ت ــوفر األحج ــار وبانواعه ــا‬
‫املختلفــة املتنوعــة وأمههــا األحجــار الكريمــة التــي كانــت مــن أهــم املــواد املصــدر إىل‬
‫بلدان العامل القديم ومن أنواعهـا العقيـق بالوانـه املختلفـة والزمـرد والزبرجـد واجلـزع‬
‫والياقوت‪.‬‬
‫أم ــا الن ــوع اآلخ ــر م ــن امل ــوارد الطبيعي ــة والت ــي كان ــت عام ــل م ــؤثر يف اقتص ــاد‬
‫ال ــيمن القـ ـديم وبن ــاء معامل ــه املعامري ــة واحلن ــارية واملت ــوفر بكث ــر حت ــى يومن ــا ه ــذا‬
‫بسبب طبيعة اليمن اجليولوجية وهي أحجار البناء والتي تتميز بانواع فتلفة متنوعة‬
‫كاألحج ـ ــار اجلريي ـ ــة (الكل ـ ــس) واجلراني ـ ــت والبازل ـ ــت واجل ـ ــبس وغريهـ ــا‪ ،‬ومراك ـ ــز‬
‫اس ــتخراجها (حماجره ــا) وق ــد اس ــتعملها املع ــامر اليمن ــي يف تش ــييد القص ــور واملعاب ــد‬
‫والســدود والفنــان اليمنــي يف أعــامل النحــت والــنقش وقــد وردت ألفاظهــا ومســميا ا‬
‫يف النقوش‪.‬‬
‫ضـمت هـذه الدراسـة أعـداد هائلــة مـن قـوائم املصـادر واملراجـع باإلضــافة إىل‬
‫املالحــق كــاخلرائط التوضــيحية وجــداول األلفــاظ كــام وردت يف النقــوش ومصــادرها‬
‫والتي تعد عالمة بارز يف هذا البحث املتميز األصيل‪.‬‬
‫واهلل املوفق‬
‫‪18‬‬
‫تقديم‬

‫بقلم أ‪.‬د‪ .‬فهمي عيل بن عيل األغربي‬


‫أستاذ اآلثار والنقوش اليمنية القديمة‬
‫عميد كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية سابقا – جامعة صنعاء‬
‫املدير التنفيذي ملركز اهلدهد للدراسات األثرية‬

‫تعد احلنار نتاج لتفاعل االنسان مع بيئته املحيطة‪ ،‬وبتطورها تتنوع حيا‬
‫البرش وطرائق معيشتهم واقتصادهم‪ ،‬فالبيئة والعوامل الطبيعية هي التمهيد‬
‫األساه لتكوين أي حنار وإبراز طابعها الذي تتميز به‪ ،‬كوهنا املرسح الفعيل‬
‫الذي يقوم عليه النشاط اإلنساين‪ ،‬فاملوارد الطبيعية هي حجر األساس الذي يرتكز‬
‫عليها اإلنسان يف تقدمه وتطوره احلناري‪ ،‬وهي هبة اخلالق سبحانه وتعاىل‬
‫ملخلوقاته لتستمر هلم احليا ‪.‬‬
‫ومـن هـذا املنطلـق فـةن املؤلـف كـان موفقـا يف اختيـاره لدراسـة هـذا املوضــوع‪،‬‬
‫وك ــان متمي ــزا يف اس ــتعراض كاف ــة جوانب ــه‪ ،‬حي ــث س ــبق ل ــه تقديم ــة يف دراس ــة علمي ــة‬
‫أكاديميــة وقــد نــال هبــذا العمــل درجــة الامجســتري بامتيــاز يف اآلثــار القديمــة مــن جامعــة‬
‫صــنعاء‪ ،‬يــت عنــوان‪ :‬املــوارد الطبيعيــة يف الــيمن القــديم (حنــار ســبا إنموذجــا)‬
‫دراسة من خالل النقوش اليمنية القديمة ‪ ،‬ونبرا ألمهية الدراسة وتفرد موضوعها‬
‫فقد أوصت اللجنة بطباعة الرسالة وتبادهلا مع اجلامعات واملراكز البحثية‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫وب ــدر اإلش ــار هن ــا إىل ‪.‬ي ــز أداء الباح ــث وأس ــلوبه يف ط ــرق ه ــذا املوض ــوع‪،‬‬
‫واع ــتامده ع ــه النق ــوش املس ــندية حلن ــار س ــبال فه ــي أعب ــم املامل ـ اليمني ــة القديم ــة‬
‫وأكثرهــا نقوشــا وأوســعها رقعــة جغرافيــة‪ ،‬ولــذل فــةن الباحــث قــد نحــت يف الصــخر‬
‫بك ــل ج ـ نـد وإخ ــالصل ف ــاخرج ه ــذه املعلوم ــات املتن ــاثر يف ثناي ــا س ــطور اللوح ــات‬
‫املنقوشــة بــاخلط املســندي اليمنــي القــديم‪ ،‬وأعــاد ترتيبهــا وتبويبهــا‪ ،‬بــل وصــياغتها بــام‬
‫يعكــس أمهيتهــا ودورهــا يف قيــام وهنـوض احلنــارات اليمنيــة القديمــة‪ ،‬لتصــب بــذل‬
‫وثيقــة هامــة يســتفاد منهــا يف الرشــوع بــالنهوض بــاليمن مــن جديــد اعــتامدا عــه مــوارد‬
‫البلــد الطبيعيــة واســتغالهلا يف تــدعيم اقتصــاد الدولــة وقو ــا‪ ،‬والتــي ارتكــزت عليهــا‬
‫احلنار اليمنية القديمة وازدهرت آالف السني‪.‬‬
‫وتـا أمهيــة هــذا الكتــاب يف أنــه يقــدم لنــا بربــة رائــد يف الــيمن القــديم توضـ‬
‫كيفية استغالل املوارد الطبيعية لالستفاد منهـا يف التنميـة املسـتدامة اليـوم‪ ،‬وأينـا يف‬
‫التــوازن بــي البيئ ــة واســتغالل مواردهــا دون االبار هب ــا‪ .‬ويف اجلانــب العلمــي يع ــد‬
‫هذا الكتاب مرجعا مهام لـيس فقـط يف اجلوانـب التارخييـة واحلنـارية بـل يف اجلغرافيـا‬
‫االقتصادية والزراعية وغريها‪.‬‬
‫وإذ أشيد هنا هبذا الكتاب فةنني أشيد بالباحث فعهدي به باحثا جادا مثابرا‪،‬‬
‫قارئــا حصــيفا يتميــز بوســع األفــق ودقــة املالحبــة وفهــم احلقيقــة واســتنباط الفائــد ‪،‬‬
‫وأ‪.‬نى له استمرار العطـاء والتميـز العلمـي‪ ،‬ولتفخـر املكتبـة العربيـة باهنـا ستنـم هـذا‬
‫املؤلف ليتمتع به كل باحث شغوف بتاريخ أصل عروبتـه وحنـار ا‪ ،‬وكـل سـا نع إىل‬
‫نامء بلده مستفيدا من ماضيه التليد النارب جذروه يف عمق التاريخ‪.‬‬
‫واهلل املوفق‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫‪:‬‬‫‪‬‬
‫تعد املوارد الطبيعية أحد أهم ركائز االستقرار اإلنساين وبناء الدول‬
‫واحلنارات البرشية‪ ،‬وعه هذه املوارد يرتتب رخاء اإلنسان ورفاهيته‪ ،‬سواء‬
‫كانت هذه املوارد ثروات زراعية أو حيوانية أو معدنيةل فةذا أحسن اإلنسان‬
‫املوارد وتوظيفها‪ ،‬من خالل توفري حاجته من املياه‪ ،‬وانتبام‬ ‫استغالل تل‬
‫الزراعة‪ ،‬وبناء املدن املنبمة‪ ،‬والتقدم يف الصناعة والتعدين‪ ،‬والتطور املعريف‬
‫والعلمي‪ ،‬وانتبام املجتمع داخليا وخارجيال سيتوفر له احلظ األكرب من الرخاء‬
‫واإلبداع احلناري‪.‬‬

‫وتتجسد احلنار عمليا عند اإلنسان اليمني القديم بواسطة النشاط الفكري‬
‫الذي اجتاز به مشاكل احليا ل وتاريخ احلنار سجل لتطور عطاء هذا الفكر ومدى‬
‫تفاعله يف فتلف نواحي احليا االقتصادية والسياسية واالجتامعية والعمرانية‬
‫واألدبية‪ ،‬إلخ‪ ،‬إىل جانب وسائل إنتاج اإلنسان ومستوى معيشته‪ ،‬ومعتقداته‬
‫الدينية‪ ،‬وكيفية يصيل علومه‪ ،‬وطرق صياغة آدابه‪ ،‬ووسائل كفاحه املستمر مع‬
‫نفسه أوال‪ ،‬والبيئة ثانيا‪ ،‬وطرق أدائه حلاجاته‪ ،‬واختصاره الزمن لبلوغ حيا أبقى‬
‫وأرقى‪.‬‬

‫وعه هذا النحول فحنار أي شعب من الشعوب هي جمموع القيم‬


‫الشعب إىل يقيقها والتي تتمثل يف فتلف نشاطاته‬ ‫واألهداف التي يسعى ذل‬
‫وإنجازاته‪ ،‬فمن خالل دراسة حنار ما ومقابلتها بحنار أخرى معارص هلا‪،‬‬
‫نستطيع أن نس تكشف نمو القيم واألهداف التي حققتها هذه احلنار أو تل ‪ ،‬أو‬
‫طمحت إىل يقيقها‪ ،‬والتي بسدت يف سلوك أبنائها ويف ما انتجوه يف شتى حقول‬
‫الفكر والعمل‪.‬‬
‫‪21‬‬
‫وأصل معنى احلرض‪ :‬هو االستقرار‪ ،‬الذي منه تولد احلنار ‪ ،‬ألن االستقرار‬
‫عه أرض معينة يدعو إىل التامل يف خواصها والعناية هبا واستثامرهال ففي كل‬
‫حنار بذر بقاء هي اإلرث احلناري الذي ترتكه وراءها‪ ،‬وهذا اإلرث مشاع‬
‫لإلنسانية مجعاء‪ ،‬كونه إبداعا إنسانيا يمكن لكل أمة أن تفيد منه‪.‬‬
‫احلنارات املنفتحة عه العامل‪ ،‬ألهنا من‬ ‫وتعد حنار سبا واحد من تل‬
‫احلنارات األصيلة التي أثرت وتاثرت باحلنارات األخرى‪ ،‬وأدلت بدلوها يف‬
‫املسار التارخيي واالقتصادي للحنار البرشية‪ ،‬حتى صارت عنوانا حلنار اليمن‬
‫القديم‪ ،‬حيث قيل‪ :‬أن تاريخ سبا هو يف آخر األمر عمود التاريخ اليمني القديم‪.‬‬
‫ويبدو لنا جليا بان دراسة أحوال املجتمع واألحداث التارخيية للحنار‬
‫السبئية‪ ،‬ال تستقيم إال من خالل فهم دقيق للواقع البيئي القديم الذي قامت عليه‬
‫تل احلنار ‪ ،‬لذا فةن اهلدف الرئيس من هذه الدراسة هو حماولة إلقاء النوء عه‬
‫املوارد الطبيعية يف نطاق جغرافية احلنار السبئية من خالل ما ورد يف النقوش‬
‫اليمنية القديمة وحماولة ربطها مع الواقع البيئي لتل احلنار ‪.‬‬
‫ونبرا للصلة الوثيقة بي املوارد الطبيعية وبي اإلنسان اليمني القديم من‬
‫حيث تاثريها عه شتى مناحي احليا اجتامعيا ودينيا واقتصاديا‪..‬ل فةن الباحث‬
‫يطم أن تكشف هذه الدراسة عن مدى التقدم الفكري الذي توصل اإلنسان‬
‫اليمني القديم من خالله إىل معرفة البيئة املحيطة به‪ ،‬والتعرف عه مواردها‪ ،‬ومن‬
‫ثم توظيفها يف خدمته لبناء حنارته‪ ،‬وبالتاا يمكن االستفاد مستقبال من النتائج‬
‫التي توصلت هلا هذه الدراسة يف التعرف عه النواحي الفكرية واالقتصادية‪،...‬‬
‫للحنار السبئية واليمن القديم‪ ،‬فنال عن أن منطقة الدراسة هذه تتمتع بوفر‬
‫النقوش التي يمكن من خالهلا حماولة التعرف عه األلفاظ واملصطلحات اخلاصة‬
‫بمختلف أنواع املوارد الطبيعية وما يتعلق هبا والتي استطاع اإلنسان التعرف عليها‬
‫وتسميتها بكثري من املسميات واأللفاظ بحسب نوعها ووظيفتها‪.‬‬
‫‪22‬‬
‫الدراســات السـابقـة‪:‬‬

‫اعتمدت يف الكشف عن املوارد الطبيعية من خالل حماولة استنطاق النقوش‬


‫اليمنية القديمة‪ ،‬والتي مل تبخل بحديثها عن ذل ‪ ،‬وإن كان فترصا أحيانا وال‬
‫حيتوي عه تفاصيل دقيقة‪ ،‬بل عه مصطلحات وألفاظ وردت ضمن حديث شامل‬
‫يف مواضيع متعدد ‪ ،‬زراعية‪ ،‬وحربية‪ ،‬ودينية‪ ،‬إلخ‪ ،‬حيث مجعت هذه النقوش يف‬
‫مدونات خاصة‪ ،‬ويف العديد من املقاالت والدوريات العلمية‪.‬‬

‫ويدثت بعض املؤلفات واملقاالت عن املوارد الطبيعية بصور عامة‪ ،‬عه‬


‫شكل كد تارخيي‪ ،‬أمهها‪ :‬كتاب اإلكليل وكتاب صفة جزير العرب وكتاب‬
‫اجلوهرتي العتيقتي للسان اليمن أيب حممد احلسن بن أمحد اهلمداين‪ ،‬وكتاب‬
‫األمصار يف احليوان والنبات واملعادن‪ ،‬ألبن فنل اهلل‬ ‫األبصار يف ال‬ ‫مسال‬
‫العمري‪.‬‬

‫ومن الدراسات احلديثة كتاب املفصل يف تاريخ العرب‪ ،‬جلواد عيل‪ ،‬وكتاب‬
‫الوضع االقتصادي يف اجلزير العربية‪ ،‬لنور النعيم‪ ،‬وكتاب الصناعات واحلرف‬
‫عند العرب يف عرص اجلاهلية‪ ،‬لواض الصمد‪ ،‬وكتاب تاريخ العرب االقتصادي‬
‫قبل اإلسالم‪ ،‬لعيل حممد معطي‪ ،‬وكتاب احلرف والصناعات يف ضوء نقوش املسند‬
‫اجلنويب‪ ،‬إلبراهيم الربهيي‪ ،‬وكتاب معجم احليوان عند العامة‪ ،‬ملحمد العبودي‪،‬‬
‫وكتاب مقدمة تارخيية عن التعدين واملناجم القديمة يف اليمن‪ ،‬لرضوان الرشجبي‪،‬‬
‫وكتاب الربونز يف اليمن القديم‪ ،‬لعز عقيل‪ ،‬وكتاب معجم األلفاظ املعامرية يف‬
‫نقوش املسند‪ ،‬لفهمي األغربي‪ ،‬وكتاب فن الرسوم الصخرية واستيطان اليمن يف‬
‫عصور ما قبل التاريخ‪ ،‬ملدحية رشاد وآخرون‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫ومن أهم الدراسات األجنبية كتاب‪:‬‬

‫‪(Al-Selwi, Ibrahim: Jemenititsche Wörter in den‬‬


‫‪Werken von al-Hâmdāni und Našwān und Ihre paralellen in‬‬
‫)‪den Semitischen Sprachen‬‬

‫ويتحدث عن األلفاظ اليامنية اخلاصة التي وردت عند اهلمداين ونشوان‬


‫احلمريي‪ ،‬وحماولة تاصيلها من خالل النقوش اليمنية القديمة ومقارنتها مع ما ورد‬
‫يف اللغات السامية‪.‬‬

‫كتاب‪Sima, Alexander: Tiere, Pflanzen, Steine ( :‬‬ ‫وكذل‬


‫‪ )Inschriften und Metalle in den altsüdarabischen‬وفيه أوض‬
‫املؤلف األلفاظ الدالة عه النباتات واحليوانات واملعادن‪ ،‬من خالل النقوش‬
‫اليمنية القديمة‪ .‬وكتاب‪:‬‬

‫‪(Stein, Peter: Die altsüdarabischen Minuskelinschriften auf‬‬


‫‪Holzstäbchen aus der Bayerischen Staatsbibliothek in‬‬
‫‪München).‬‬

‫وهو متخصا يف يقيق النقوش اخلشبية املكتوبة بخط الزبور‪ ،‬وقد أشار‬
‫املؤلف فيه للعديد من األلفاظ الدالة عه النباتات واحليوانات واملعادن‪.‬‬

‫وأفاد الباحث من جمموعة رسائل علمية أمهها‪ :‬املوارد الامئية وأثرها يف‬
‫زراعة اليمن قبل اإلسالم‪ ،‬للباحث لطف اهلاتف‪ ،‬وتطور احليا الفكرية لليمنيي‬
‫القدماء‪ ،‬لعبدالرمحن السقاف‪ ،‬واملحاصيل الزراعية يف اليمن القديم للباحثة ليبيا‬
‫دماج‪ ،‬والنقوش املسندية املتعلقة بالامء والري يف اليمن القديم‪ ،‬للباحث فيصل‬
‫البارد‪.‬‬
‫‪24‬‬
‫فقد استفاد الباحث من العديد من املصادر األثرية‬ ‫باإلضافة إىل ذل‬
‫املصادر الكالسيكية والعربية واملراجع اللغوية واألدبية‬ ‫األخرى‪ ،‬وكذل‬
‫بعد‬ ‫والتارخيية وتقارير البعثات األثرية ذات الصلة بموضوع البحث‪ ،‬وذل‬
‫‪.‬حيصها‪ ،‬وحماولة تغطية اإلجياز احلاصل يف منمون النقوش عن املوارد الطبيعية‬
‫وتدعيمها بذل ‪.‬‬

‫ولكي تستقيم هذه الدراسةل فقد اعتمدت عه املؤلفات احلديثة التي‬


‫تتحدث عن املوارد الطبيعية االقتصادية للفرت املعارص ‪ ،‬يف يديد وتقسيم املوارد‬
‫الطبيعية يف سبا واليمن القديم‪.‬‬

‫مشكلة البحث‪:‬‬

‫تكمن مشكلة البحث يف معرفة املوارد الطبيعية يف اليمن القديم‪ ،‬ويديد‬


‫املوارد وما‬ ‫املفردات واملصطلحات الفنية والصيغ اللغوية الدالة عه أسامء تل‬
‫يتعلق هبا‪ ،‬وكيف ‪.‬كن اإلنسان اليمني القديم من التعرف عليها‪ ،‬ومدى ننوجه‬
‫املوارد‪ ،‬وكيف استطاع اإلنسان‬ ‫الفكري الذي مكنه من معرفة واستغالل تل‬
‫إىل موارد اقتصادية‬ ‫املوارد لصاحله لتتحول بعد ذل‬ ‫توظيف واستغالل تل‬
‫فتلفة‪.‬‬

‫الصعــوب ــات‪:‬‬

‫عه الرغم من أنني أعلم أن هذا املوضوع كسائر املوضوعات اآلثارية‬


‫والعلمية‪ ،‬شائ وعسري إىل ن‬
‫حد كبري‪ ،‬وإن من أقواها شوكة وأشدها عرسا‪ ،‬مجع‬
‫الامد العلمية وحماولة استنطاق النقوش اليمنية القديمة‪ ،‬وكذل السفر والرتحال‪،‬‬
‫والرضب يف البيداء الذي يتجنبه كثري من الباحثي‪ ،‬ويتجنبون املغامر باقتحامه‪،‬‬
‫واالقرتاب منه‪.‬‬
‫‪25‬‬
‫اإال إنني اخرتته عن رضا مني واقتناعا بامهيته‪ ،‬وأنه ذو حاجة ماسة للبحث‬
‫والدراسة‪ ،‬فلقد ببت باحثا عن كل ما يفيد هذه الدراسة يف ن‬
‫كل من موطن هذه‬
‫الدراسة اليمن‪ ،‬ومجهورية مرص العربية موطن الباحث‪ ،‬وساقتني األقدار للسفر إىل‬
‫السفريات زيار العديد من‬ ‫اململكة العربية السعودية‪ ،‬واستطعت خالل كل تل‬
‫اهليئات احلكومية‪ ،‬واجلامعات واملكتبات واملعاهد واملراكز املعنية بذل ‪ ،‬وبرغم ما‬
‫كانت يتويه من علوم وختصصات وكتب ومعلومات غزير ل إ ا‬
‫ال أنه من النادر أن‬
‫جيد الباحث مبتغاه لتدعيم الرسالة باملراجع العلمية نبرا لشحة الدراسات يف جمال‬
‫الدراسة‪ ،‬وبام أنه ال ختلو أية دراسة من صعوبات ترافقها حتي خترج إىل حيز‬
‫الوجود‪ ،‬لذا البد أن نذكر بعنها‪.‬‬

‫ألن الذي كتبه العلامء‬ ‫ومن أبرز هذه الصعوبات كانت املصادر‪ ،‬وذل‬
‫والدارسون عن اليمن القديم جله كتب باللغات األجنبية‪ ،‬ا وضع صعوبة يف‬
‫األعامل العلمية‪ ،‬حيث واهنا متعدد اللغات كاأللامنية والفرنسية‬ ‫ترمجة كل تل‬
‫واإليطالية والروسية وغريها من اللغات‪ ،‬نرشت يف دراسات أكاديمية وعلمية‬
‫فتلفة‪ ،‬ومنها ما هو تقارير أثرية ألعامل البعثات األجنبية التي كانت تعمل يف‬
‫اليمن‪ ،‬ا كلف الباحث الكثري من الوقت واجلهد والامل من أجل ترمجتها ومعرفة‬
‫ما يتويه من معلومات قد تفيد موضوع الدراسة أم ال! وعه الرغم من ذل فقد‬
‫حاول جاهدا اأال ختلو هذه الدراسة من بعض تل املراجع‪.‬‬

‫ولعل ندر الدراسات العلمية ‪.‬ثل أحد األسباب الرئيسة لقلة املعلومات‬
‫املتوفر لدينا حول وفر املوارد الطبيعية يف النطاق اجلغرايف حلنار سبا‪ ،‬وكذل‬
‫البقايا النباتية واحليوانية‪ ،‬ولعل أهم املؤرشات‬ ‫غياب األدلة األثرية‪ ،‬بام يف ذل‬
‫الدالة عه وفر هذه املوارد هو االستيطان البرشي الذي تركز بشكل رئيس وكثيف‬
‫يف هذه املنطقة –اجلزء الغريب‪ -‬عه عكس ما هو عليه احلال يف منطقة الرف العريب‬
‫‪26‬‬
‫الواقعة يف اجلزء الرشقي من اجلزير العربيةل التي تتميز بكثباهنا الرملية واجلفاف ا‬
‫يعطي تصورا غري واقعي عن قلة االستيطان البرشي يف هذه املنطقة‪.‬‬

‫كام أن الباحث واجه صعوبة من خالل استنطاق النقوش اليمنية القديمة‬


‫حي حاول الربط بي ما ورد يف تل النقوش وبي الواقع البيئي واملوارد الطبيعية‬
‫التي توفرت يف حنار سبا والتي أخربتنا هبا املصادر الكالسيكية والدراسات‬
‫البحثية واجليولوجية‪ .‬حيث واجه الباحث قصورا يف عدم ذكر بعض املوارد‪ ،‬ومرد‬
‫ذل إىل طبيعة النقوش نفسها والتي تتصف باإلجياز الشديد وعدم تفصيل األشياء‬
‫خاصة فيام يتعلق بامور احليا اليومية بشكل خاص‪ ،‬وباملوارد الطبيعية املتوفر يف‬
‫نطاق جغرايف ما بشكل عامل فقد نجد يف أحد النقوش لفظ من األلفاظ التي تشري‬
‫إىل أحد املوارد الطبيعية من خالل مجلة تفيد الغنائم التي حصل عليها قائد محلة‬
‫عسكرية‪ ،‬أو طمره لبعض اآلبار اجلوفية‪ ،‬أو إشار يف مجلة أخرى أن صاحب‬
‫النقش حفر بئرا أو استنبط ماء‪ ،‬أو أنه قدم ‪.‬ثاال من الذهب اخلالا‪ ،‬إلخ‪ ،‬كام ال‬
‫توجد إشار رصحية تفيد معنى للموارد الطبيعية كاألسامك مثال‪ ،‬ولكن نجد أن‬
‫حنار سبا رغم امتدادها اجلغرايف ونفوذها السياه‪ ،‬وأن بعض مدهنا قامت عه‬
‫ضفاف األهنار والسواحل‪ ،‬أو بالقرب منها‪ ،‬مل نجد نقش يذكر لفظ لألسامك ولكن‬
‫قد نجدها مرسومة عه األحجار أو يف هيئة منحوتات فنية‪ ،‬إلخ‪ ،‬فهي بذل ختتلف‬
‫عن الكتابات األخرى مثل‪ :‬كتابات بالد الرافدين القديمة‪ ،‬واهلريوغليفية‪،‬‬
‫ونصوص الربدي التي تعطي تفاصيل أكثر دقة عن املواضيع التي تتحدث عنهال‬
‫فنال عن وجود بعض النقوش التي نرشت أكثر من مر دون تطابق يف حمتويا ا‪.‬‬

‫وقد واجه الباحث العديد من املعوقات التي بفنل اهلل ‪ ‬حاول اجتيازها‬
‫ومنها‪ :‬معانا إقامة الباحث يف موطن موضوع الرسالة ويمل الكثري من األعباء‪،‬‬
‫‪27‬‬
‫ما مر به اليمن احلبيب من أزمة سياسية أدت إىل شلل يف معبم جماالت‬ ‫وكذل‬
‫احليا وخاصة يف اجلامعة واملراكز العلمية التي اغلقت أبواهبا لام يقارب العام‪ ،‬قد‬
‫شكال عائقا كبريا أمام الباحث يف كعة انجاز هذه الدراسة‪ ،‬ومن املعوقات أينا‬
‫اإلنطفاء شبه املتواصل للكهرباء والذي كان سببا يف تاخري خروج هذه الدراسة‬
‫للنور‪ ،‬كام أدى بدوره أينا إىل إتالف احلاسب اآلا وضياع بعض من الكتب‬
‫اإللكرتونية وأجزاء من الدراسة‪ ،‬ولوال لطف اهلل ‪ ‬ومثابر الباحث بعمل أكثر‬
‫من نسخة باكثر من طريقة حلفظ البيانات واألجزاء اخلاصة بالدراسة‪ ،‬لام كانت هذه‬
‫الدراسة قد أنجزت يف هذا التوقيت‪.‬‬

‫منهـج البحـث‪:‬‬

‫اتبع الباحث كافة الوسائل التي تستخدم عاد يف قراء النقوش بناء عه‬
‫بجمع ما يتصل بموضوع الدراسة من نقوش واستقرائها‬ ‫املنهج التحلييل‪ ،‬وذل‬
‫ويليلها ومقارنتها وتصنيفها‪ ،‬ومن ثم تسجيلها يف بطاقات خاصة ورقية‬
‫وإلكرتونية وتوزيعها عه فصول الدراسة حسب اخلطة املوضوعة هلذا الشان‪ ،‬إىل‬
‫جانب تسجيل مالحباته املختلفة ضمن ذل ‪ ،‬كنقد رأي أو تعليق أو اإلطاللة‬
‫بفكر قد تكون غابت عه باحث آخر‪ ،‬كام حاول الباحث أن يعيد قراء بعض‬
‫النقوش واستنطاقها وإعاد صياغة معناها باسلوبه وكانه يراها ألول مر ‪ ،‬وبعد‬
‫يقارهنا مع قراء النارش ويستوض ما إذا كان هناك اختالف جوهري بي‬ ‫ذل‬
‫تكون لديه من معلومات‬
‫عه اهلل ‪ ‬أوال‪ ،‬ثم عه ما ا‬ ‫القراءتي معتمدا يف ذل‬
‫وخرب تراكمية يف هذا املجال‪ ،‬ويقيق األلفاظ يف معاجم اللغة اليمنية القديمة‬
‫ما‬ ‫املعروفة حتى اآلن‪ ،‬ومعاجم اللغات السامية املتوفر لدى الباحث‪ ،‬وكذل‬
‫جاء يف بعض هلجات اليمن اليوم‪.‬‬
‫‪28‬‬
‫وتنتبم هذه الدراسة يف ثالثة فصول‪:‬‬

‫يتناول الفصل األول (اإلطار اجلغرايف) للدراسة‪ ،‬ويتكون من ثالث‬


‫مباحث‪:‬‬

‫املبحث األول‪ :‬تطرق جلغرافية شبه اجلزير العربية‪ ،‬تم التعرف من خالله‬
‫عه موقعها بي قارات العامل‪ ،‬ويديدها جغرافيا من خالل املصادر واملعلومات‬
‫اجلغرافية املعارص ‪ ،‬ومقارنتها مع روايات الك اتاب الكالسيكيي واملؤرخي‬
‫واجلغرافيي العرب‪ ،‬وتوضي أمهية موقع اجلزير العربية‪ ،‬وتقسيام ا لدى الك اتاب‬
‫من خالل املصادر‬ ‫الكالسيكيي واملؤرخي واجلغرافيي العرب‪ ،‬وتاكيد ذل‬
‫واملعلومات اجلغرافية املعارص ‪.‬‬

‫من خالل‬ ‫ويتناول املبحث الثاين جغرافية جنوب اجلزير العربية‪ ،‬وذل‬
‫تقسيام ا عند الك اتاب‬ ‫يديد موقعها وأمهيتها املتميز يف اجلزير العربية‪ ،‬وكذل‬
‫الكالسيكيي واملؤرخي واجلغرافيي العرب‪ ،‬وتوضي أثر اخلصائا اجلغرافية يف‬
‫اقتصاد اليمن القديم‪.‬‬

‫وخصا املبحث الثالث للحديث عن موقع وحدود حنار سبا‪ ،‬واعتمد‬


‫فيه عه النقوش املسندية التي دوهنا ملوك سبا وقاد ا احلربيون افتخارا بام أحرزوه‬
‫من توسع وانتصار‪ ،‬ودحرا لألعداء‪ ،‬وتوضي املعامل اجلغرافية التي وردت يف تل‬
‫النقوش لتحديد مدى التوسع والنفوذ الذي توصل إليه السبئيون يف فتلف أرجاء‬
‫اجلزير العربية‪.‬‬

‫الفصل الثاين‪( :‬املوارد الطبيعية غري االقتصادية) واحتوى ثالثة مباحث‪.‬‬

‫يتناول املبحث األول املناخ كمورد طبيعي مؤثر يف اإلطار اجلغرايف للدراسة‪،‬‬
‫‪29‬‬
‫وذكر عنارصه وتاثريه يف البيئة‪ ،‬ومدى معرفة اإلنسان اليمني القديم وتقدمه‬
‫الفكري الذي استطاع من خالله التعرف عه البروف املناخية املختلفة‪ ،‬ومؤثرا ا‬
‫عه الطبيعة‪ ،‬وتفاعله معها‪ ،‬وتوظيفها يف تطوير الزراعة والري‪.‬‬

‫ويتناول املبحث الثاين املياه ومواردها‪ ،‬وهي تعد أحد أهم املوارد الطبيعية‬
‫التي عه أساسها استقر اإلنسان‪ ،‬حيث تركز االستيطان البرشي يف اليمن القديم يف‬
‫املناطق التي تتوفر فيها كميات كافية من الامء الصال لالستهالك البرشي واحليواين‬
‫والزراعي‪ ،‬وتعد املوارد الامئية ذات أمهية بالغة عه فتلف األنشطة اإلنسانية‬
‫واالقتصادية‪ ،‬بعد ان طوعها اإلنسان وأحسن استغالهلا وترصيفها‪ ،‬وقد ق ِّسم هذا‬
‫املبحث إىل قسمي‪:‬‬

‫القسم األول‪ :‬وفيه يتحدث الباحث عن‪ :‬املياه السطحية املتمثلة يف‪:‬‬
‫األمطار‪ ،‬واملياه اجلارية كاألهنار‪ ،‬واألودية‪ ،‬وقد أفاض الباحث يف احلديث عن‬
‫املياه يف هذا القسم‪ ،‬نبرا ألن عواصم املامل اليمنية القديمة نشات وازدهرت عه‬
‫منافذ هذه األودية‪ ،‬حيث اعتمدت عليها يف الزراعة التي تعد أهم املقومات‬
‫الرئيسة يف التطور االقتصادي يف اليمن القديم‪.‬‬

‫القسم الثاين‪ :‬يتناول الباحث فيه املياه اجلوفية املتمثلة يف‪ :‬اآلبار‪ ،‬والعيون‬
‫والينابيع‪ ،‬ودورها االقتصادي والسياه واحلريب يف اليمن القديم‪ ،‬واعتمد الباحث‬
‫يف دراسته للمبحث عه النقوش واأللفاظ الوارد فيها ودراستها بالتفصيل‪.‬‬

‫وخصا املبحث الثالث لدراسة‪ :‬الرتبة وأنواعها‪ ،‬وكيفية قدر اإلنسان‬


‫اليمني القديم يف االستفاد منها‪ ،‬وتوظيفها لتتامشى مع أموره احلياتية‪ ،‬كالزراعة‬
‫والبناء‪ ،‬وذكر األلفاظ والنقوش الدالة عه مدى التقدم الفكري لدى اإلنسان‬
‫اليمني القديم‪ ،‬يف تسمية وتصنيف العديد من أنوع الرتبة باختالف موقعها ولوهنا‬
‫وخصوبتها‪ ،‬وعالقتها بالزراعة‪.‬‬
‫‪30‬‬
‫وأفرد الفصل الثالث لدراسة‪( :‬املوارد الطبيعية االقتصادية)‪ ،‬ودورها يف‬
‫هننة احلنار السبئية‪ ،‬وكيفية توظيف هذه املوارد يف خدمة اإلنسانية‪ ،‬التي أدت‬
‫بدورها إىل عبمة وقو احلنار السبئية اقتصاديا وسياسيا وعسكريا‪ ،...‬وينقسم‬
‫هذا الفصل إىل ثالث مباحث‪.‬‬

‫يتناول املبحث األول النباتات الطبيعية وكيفية يويل اإلنسان اليمني القديم‬
‫بعنها من حالة النمو الطبيعي يف الرباري واجلبال إىل تدجينها وزراعتها يف حقول‬
‫دورها يف رفد لكة سبا‬ ‫صنعها بالقرب من مسكنه وروافد املياه‪ ،‬ليتن بذل‬
‫بالدعم االقتصادي اهلائل ‪-‬املتمثل يف املحاصيل الزراعية‪ -‬التي استطاعت من‬
‫خالله توسيع نفوذها‪.‬‬

‫ويتناول املبحث الثاين احليوانات بقسميها الربية واملستانسة‪ ،‬واألمهية‬


‫االقتصادية هلا يف اليمن القديم‪ ،‬حيث امتازت اليمن باهنا موطن ألنواع عديد من‬
‫احليوانات الربية واملستانسة والطيور الداجنة التي كان يربيها اإلنسان ويطوعها‬
‫خلدمته وطعامه‪ ،‬ويتناول اينا كيفية حماولة استئناس وتدجي اإلنسان اليمني‬
‫القديم لبعض احليوانات والطيور يف الربية وتوظيفها يف خدمته وماكله ومرشبه‬
‫وملبسه ومسكنه وشعائره الدينية‪ ،‬فبفنل النقوش التي تركها أسالفنا تم التعرف‬
‫عه احليوانات وأنواعها يف البيئة اليمنية القديمة‪ ،‬والتي فاجاتنا بعدد من أسامء‬
‫احليوانات التي صارت يف حكم احليوانات املنقرضة من أرايض اجلزير العربية‬
‫بشكل عام كاحلامر الوحيش‪ ،‬والوعول‪.‬‬

‫ويتناول املبحث الثالث املعادن واألحجار‪ ،‬تم فيه توضي تاريخ التعرف‬
‫عه املعادن واألحجار‪ ،‬وكيف ‪.‬كن اإلنسان اليمني القديم من استخراجها‬
‫وتعدينها ومن ثم يويلها خلدمته‪ .‬وذكر األلفاظ الوارد يف النقوش اليمنية القديمة‬
‫املتعلقة هبذه املوارد‪.‬‬
‫‪31‬‬
‫وختمت هذه الدراسة بخا‪.‬ة خلا فيها الباحث إىل عدد من النتائج‬
‫والتوصيات‪ ،‬يليها معجم بمصطلحات املوارد الطبيعية وما يتعلق هبا‪ ،‬رتب ترتيبا‬
‫ألفبائيا حسب ترتيب املعجم السبئي حلروف املسند‪ ،‬ومصنف بحسب املوارد‪ ،‬كام‬
‫زودت الدراسة ببعض اخلرائط اجلغرافية التي توض النطاق اجلغرايف حلنار سبا‪،‬‬
‫ّ‬
‫والصور التي توض التصور الكامل للموارد الطبيعية يف اليمن القديم موضوع‬
‫الدراسة‪.‬‬

‫هذا وقد حاول الباحث جاهدا االجياز يف هذه الدراسة – دون املساس بام‬
‫يفيد‪ -‬آمال بان يكون قد وفق يف إعطاء الصور احلقيقية لواقع املوارد الطبيعية يف‬
‫اليمن القديم من خالل النقوش اليمنية القديمة‪ ،‬وإيناح دورها يف حيا سكان‬
‫املنطقة اقتصاديا وفكريا واجتامعيا ودينيا‪ ،..‬واميل أن تنيف هذه الدراسة شيئا‬
‫مفيدا للباحثي يف احلنار اليمنية القديمة وآثارها‪ .‬والكامل هلل وحده‪ ،‬فالبد هلذا‬
‫العمل من نواحي قصور يمكن تعديلها بتوجيهات أساتذ األفاضل‪ ،‬وآخر دعوانا‬
‫أن احلمد هلل رب العاملي‪.‬‬

‫واهلل وا التوفيق‪،،،‬‬

‫‪32‬‬
‫اإلطــــار اجلغــرافـــي‬

‫المبحث األول‪ :‬الجزيرة العربية‬


‫المبحث الثاني‪ :‬جنوب الجزيرة العربية‬
‫المبحث الثالث‪ :‬حضـــــــارة سبـــــــأ‬

‫‪33‬‬
34
‫اجلزيــرة العربيــة‬
‫أ‪ -‬املــوق ــع واحل ــدود‪:‬‬

‫تقع اجلزير العربية يف أقىص اجلنوب الغريب لقار آسيا(‪ ،)1‬يف منطقة تتوسط‬
‫قارات العامل القديم بي دائر عرض (‪ 12‬و ‪ )o32‬شامال‪ ،‬وخط طول (‪ 34‬و‬
‫‪ )o58‬رشقا(‪ ،)2‬وهناك من يرى أن حدودها الطبيعية من جهة الشامل حتى خط‬
‫طول (‪ )o36‬شامال حيث احلدود الشاملية لصحراء الشام عند السفوح اجلنوبية‬
‫هلنبة كردستان وهنبة األناضول(‪ ،)3‬حماذيا للمناطق احلرضية يف سوريا وبالد‬
‫الرافدين‪ ،‬وذل يتفق – إىل حد كبري‪ -‬مع احلدود التي وضعها اجلغرافيون العرب‬
‫جلزير م بام فيها بوادي الشام والعراق‪ ،‬ويمكن يديد النهاية الشاملية جلزير‬
‫العرب – وفقا لام وضعه غوستاف لوبون‪ -‬ابتداء من مدينة غز الواقعة عه البحر‬
‫املتوسط‪ ،‬مرورا بجنوب البحر امليت‪ ،‬ثم دمشق‪ ،‬وانتهاء باخلليج العريب‪ ،‬إذ من‬

‫‪ - 1‬نارش‪ ،‬هشام عبد العزيز‪ :‬التجار بي شبه اجلزير العربية وسورية يف األلف األول قبل امليالد‪،‬‬
‫رسالة ماجستري‪ ،‬قسم التاريخ‪ -‬كلية اآلداب‪ -‬جامعة عدن‪2003 ،‬م‪1424 /‬هـ‪ ،‬ص ‪14‬ل أبو‬
‫الغيث‪ ،‬عبد اهلل‪ :‬العالقات السياسية بي جنوب اجلزير العربية وشامهلا من القرن الثالث حتى‬
‫القرن السادس امليالدي‪ ،‬وزار الثقافة والسياحة‪ -‬صنعاء‪1425 ،‬هـ‪2004 /‬م‪ ،‬ص ‪.14‬‬
‫‪ - 2‬إسامعيل‪ ،‬حلمي حمروس‪ :‬الرشق العريب وحناراته ما بي بالد النهرين والشام واجلزير العربية‬
‫القديمة‪ ،‬مؤسسة شباب اجلامعة‪ -‬اإلسكندرية‪1997 ،‬م‪ ،‬ص ‪.188‬‬
‫‪ - 3‬أبو العالء‪ ،‬حممود طه‪ :‬جغرافية شبه جزير العرب‪ ،‬مكتبة األنجلو املرصية‪ -‬القاهر ‪ ،‬ج (‪ ،)1‬ص‬
‫‪18 ،17‬ل النعيم‪ ،‬نوره عبد اهلل‪ :‬الوضع االقتصادي يف اجلزير العربية يف الفرت من القرن الثالث‬
‫قبل امليالد وحتى القرن الثالث امليالدي‪ ،‬دار الشواف‪ -‬الرياض‪ ،‬ط (‪1412 ،)1‬هـ‪1992 /‬م‪،‬‬
‫ص ‪.21‬‬
‫‪35‬‬
‫املتعارف عليه عند املؤرخي واملحدثي أن تاريخ العرب قبل اإلسالم يشمل تل‬
‫املنطقة وسكاهنا(‪ ،)1‬وهي حدود غري ثابتة‪ ،‬وتعتمد عه احلالة السياسية لقبائل‬
‫الشامل قو وضعفا(‪[ .)2‬خارطة رقم (‪])1‬‬

‫وحيدها من الرشق خليج عامن واخلليج العريب وأرض العراق(‪ ،)3‬فالبحرين‬


‫إىل مصب الفرات ودجلة ثم عه طول الفرات إىل أعاا سوريا شامال(‪ ،)4‬أما احلدود‬
‫الغربية فتمتد بداية من الفرات شامل رشق سوريا مرورا بفلسطي وخليج العقبة‬
‫ومن ثم بحر القلزم (األمحر) حتى باب املندب لتلتقي جمددا بالبحر العريب‪ ،‬ومن‬
‫اجلنوب املحيط اهلندي والبحر العريب وخليج عدن مطال عه شواطئ اليمن‬
‫وحرضموت والشحر إىل شواطئ عامن(‪.)5‬‬

‫‪ - 1‬أبو الغيث‪ ،‬عبدالله‪ :‬العالقات السياسية‪ ،‬ص ‪.17-16‬‬


‫‪ - 2‬نارش‪ ،‬هشام‪ :‬التجار بي شبه اجلزير العربية وسورية‪ ،‬ص ‪.14‬‬
‫‪ - 3‬فياض‪ ،‬عيل أكرب‪ :‬تاريخ اجلزير العربية واإلسالم‪ ،‬ترمجة‪ :‬عبدالوهاب علوب‪ ،‬مركز النرش بجامعة‬
‫القاهر ‪ ،‬ط (‪1414 ،)1‬هـ‪1993 /‬م‪ ،‬ص ‪7‬ل سليم‪ ،‬أمحد أمي‪ :‬جوانب من تاريخ وحنار العرب يف‬
‫العصور القديمة‪ ،‬دار املعرفة اجلامعية‪ -‬مرص‪1997 ،‬م‪ ،‬ص ‪15‬ل الشامحي‪ ،‬عبدالله بن عبدالوهاب‬
‫املجاهد‪ :‬اليمن اإلنسان واحلنار ‪ ،‬إصدارات وزار الثقافة والسياحة‪ -‬صنعاء‪2004 ،‬م‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪ - 4‬زيدان‪ ،‬جرجي‪ :‬العرب قبل اإلسالم‪ ،‬ج (‪ ،)1‬مطبعة اهلالل‪ -‬مرص‪ ،‬ط (‪1922 ،)2‬م‪ ،‬ص ‪29‬ل كفايف‪،‬‬
‫زيدان‪ :‬العالقات بي احلنارات يف شامل وشامل غرب اجلزير العربية وبي بالد الرافدين وبالد الشام‬
‫يف العصور القديمة‪ ،‬اجلوبة‪ ،‬إصدار ثقايف‪ ،‬مؤسسة عبدالرمحن السديري اخلريية‪ -‬الرياض‪1418 ،‬هـ‪/‬‬
‫‪1997‬م‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ - 5‬إسامعيل‪ ،‬عارف أمحد‪ :‬العالقات بي العراق وشبه اجلزير العربية منذ منتصف األلف الثالث قبل امليالد‬
‫وحتى منتصف األول قبل امليالد‪ ،‬دراسات يف تاريخ الرشق القديم [‪ ،]1‬مركز عبادي للنرش‪-‬‬
‫صنعاء‪ ،‬ط (‪1418 ،)1‬هـ‪1998 /‬م‪ ،‬ص ‪21-20‬ل شاهي‪ ،‬عالء الدين عبد املحسن‪ :‬تاريخ اخلليج‬
‫واجلزير العربية القديم‪ ،‬ذات السالسل للنرش‪ -‬الكويت‪ ،‬ط (‪1418 ،)1‬هـ‪1997 /‬م‪ ،‬ص ‪16‬ل أبو‬
‫زيد‪ ،‬بكر بن عبدالله‪ :‬خصائا جزير العرب‪ ،‬مطابع أضواء البيان‪ -‬الرياض‪ ،‬ط (‪1421 ،)3‬هـ‪ ،‬ص ‪.16‬‬
‫‪36‬‬
‫ن‬
‫مستطيل غري منتبم‪ ،‬ييط به مياه البحار‬ ‫وتتخذ اجلزير العربية شكال شبه‬
‫من ثالث جهات‪ ،‬ويبلغ طوله من الشامل الغريب إىل اجلنوب الرشقي حواا‬
‫(‪ 2200‬كلم)‪ ،‬ويبلغ عرضه حواا (‪ 1200‬كلم)(‪ ،)1‬وتزيد مساحتها عن‬
‫(‪ 3.000.000‬كلم‪.)2()2‬‬

‫وقد اختلف اجلغرافيون واملؤرخي القدماء يف توضي احلدود الشاملية للجزير‬


‫العربية‪ ،‬ويديد معاملها اجلغرافية‪ ،‬حيث ذكر بعنهم ‪ -‬ومنهم احلسن بن أمحد‬
‫اهلمداين ‪ -‬أهنا حماطة باملياه من مجيع جها ا‪ ،‬عدا جزءا بسيطا يف اجلانب الشاما بي‬
‫هنر الفرات والبحر األبيض املتوسط(‪ ،)3‬وحاول اهلمداين من خالل وصفه املفصل‬
‫للجزير العربية أن حييطها باملياه من مجيع اجلهاتل فادخل النيل يف املياه املحيطة هبا‪،‬‬

‫‪ - 1‬الشيخ‪ ،‬حسي‪ :‬العرب قبل اإلسالم‪ ،‬سلسلة دراسات يف تاريخ احلنارات القديمة‪ ،‬سلسلة رقم‬
‫(‪ ،)4‬دار املعرفة اجلامعية‪ -‬اإلسكندرية‪1993 ،‬م‪ ،‬ص ‪59‬ل معطي‪ ،‬عيل حممد‪ :‬تاريخ العرب‬
‫االقتصادي قبل اإلسالم‪ ،‬دار املنهل اللبناين‪ -‬مكتبة رأس النبع‪ ،‬بريوت‪ -‬لبنان‪ ،‬ط (‪،)1‬‬
‫‪1423‬هـ‪2003 /‬م‪ ،‬ص ‪20 ،19‬ل الرعيني‪ ،‬جميل محود‪ :‬النشاط التجاري يف ال العرب الشاملية‬
‫(البرتاء ‪ -‬تدمر ‪ -‬احلرض)‪ ،‬رسالة ماجستري‪ ،‬كلية اآلداب‪ ،‬جامعة صنعاء‪2008 ،‬م‪ ،‬ص ‪5‬ل‬
‫فياض‪ ،‬عيل‪ :‬تاريخ اجلزير العربية‪ ،‬ص ‪7‬ل سليم‪ ،‬أمحد أمي‪ :‬معامل تاريخ العرب قبل اإلسالم‪،‬‬
‫مكتب كريدية إخوان‪ -‬بريوت‪( ،‬د‪.‬ت)‪ ،‬ص ‪3‬ل زياد ‪ ،‬نقوال‪ :‬عربيات حنار ولغة شبه اجلزير ‪،‬‬
‫(د‪.‬ن)‪ ،‬ط (‪1994 ،)1‬م‪ ،‬ص ‪.35‬‬
‫‪ - 2‬زياد ‪ ،‬نقوال‪ :‬عربيات حنار ‪ ،‬ص ‪.35‬‬
‫‪ - 3‬اهلمداين‪ ،‬احلسن بن أمحد بن يعقوب‪ :‬صفة جزير العرب‪ ،‬يقيق‪ :‬حممد بن عه األكوع احلواا‪،‬‬
‫مكتبة اإلرشاد ‪ -‬صنعاء‪ ،‬ط (‪1410 ،)1‬هـ‪1990 /‬م‪ ،‬ص ‪85 -84‬ل الدمشقي‪ ،‬أيب بكر بن‬
‫هبرام‪ :‬جزير العرب يف كتاب (فترص اجلغرافيا الكبري)‪ ،‬يقيق‪ :‬مسعد بن سويلم الشامان‪،‬‬
‫إصدارات مركز محد اجلاك الثقايف‪ -‬الرياض‪ ،‬ط (‪1428 ،)1‬هــ‪2007 /‬م‪ ،‬ص ‪69‬ل نعامن‪،‬‬
‫شمر َهيرعش‪ ،‬وزار الثقافة‬
‫ا‬ ‫خلدون هزاع عبده‪ :‬األوضاع السياسية واالجتامعية يف عهد املل‬
‫والسياحة‪ -‬صنعاء‪1425 ،‬هـ‪2004/‬م‪ ،‬ص ‪.18 ،17‬‬
‫‪37‬‬
‫لكي يمأل املسافة املوجود بي خليج السويس‪ ،‬وبحر الروم الذي سامه ببحر مرص‬
‫فةن اهلمداين‬ ‫والشامل فقد استعان بفرع النيل الرشقي لتحقيق غرضه هذا‪ ،‬وبذل‬
‫يدخل بالد الشام كلها والبادية التي بي الشام والعراق وبادية سيناء يف جزير‬
‫العرب(‪ ،)1‬وعه الرغم من االختالف يف حدود اجلزير العربية يف اجلانب الشاما إال‬
‫أن اإلصطخري وابن حوقل واملقده استبعدوا أن تكون شبه جزير سيناء منها أو‬
‫داخلة يف حدودها أراضيها(‪[ .)2‬خارطة رقم (‪])2‬‬

‫ب‪ -‬أمهي ــة امل ــوقـ ــع‪:‬‬


‫‌‬

‫يتل اجلزير مكانا متوسطا من حيث املناطق املناخية‪ ،‬والنباتية يف العامل‬


‫القديم‪ ،‬حيث يقع إىل رشقها اإلقليم املوسمي املختلف يف إنتاجه الزراعي عن اإلقليم‬
‫الغريب والشاما الغريب (إقليم البحر األبيض املتوسط)‪ ،‬لذل وجد تبادل باري منذ‬
‫أقدم العصور التارخيية بي اإلقليم املوسمي وحوض البحر األبيض املتوسط‪ ،‬وقد‬
‫أصب سكان اجلزير وسطاء هلذه التجار (‪.)3‬‬

‫فاجلزير العربية هي مسكن قبائل العرب وموطن أقوامهم(‪ ،)4‬و‪.‬ثل قلب‬


‫املرشق العريب وقد اتصلت باألقاليم املجاور هلا منذ القدم‪ ،‬وأدت ظروف مناخها‬
‫الصحراوي وشبه الصحراوي إىل دفع كثري من اجلامعات البرشية لالباه نحو هذه‬

‫‪ - 1‬إسامعيل‪ ،‬عارف‪ :‬العالقات بي العراق وشبه اجلزير العربية‪ ،‬ص ‪.20‬‬


‫‪ - 2‬الغنيم‪ ،‬عبد اهلل يوسف‪ :‬أقاليم اجلزير العربية بي الكتابات العربية القديمة والدراسات املعارص ‪،‬‬
‫جامعة الكويت‪ -‬الكويت‪1401 ،‬هـ‪1981 /‬م‪ ،‬ص ‪.20 -14‬‬
‫‪ - 3‬صال ‪ ،‬عبدالعزيز‪ :‬تاريخ شبه اجلزير العربية يف عصورها القديمة‪ ،‬مكتبة األنجلو املرصية‪،‬‬
‫‪1992‬م‪ ،‬ص ‪62‬ل النعيم‪ ،‬نوره‪ :‬الوضع االقتصادي‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪ - 4‬الدمشقي‪ ،‬إيب بكر‪ :‬جزير العرب‪ ،‬ص ‪69‬ل (انبر)‪ :‬ب ‪ ،‬أمحد زكي‪ :‬قاموس اجلغرافية القديمة‪،‬‬
‫املطبعة الكربى االمريية ببوالق‪ -‬مرص‪ ،‬ط (‪1317 ،)1‬هـ‪1899 /‬م‪ ،‬ص ‪.34 ،33‬‬
‫‪38‬‬
‫األقاليم عرب الطرق الربية والبحرية يف آن واحد‪ ،‬وهذا املوقع املثاا له منافذه التي‬
‫تطل عه كل اباه‪ ،‬ومسالكه التي تسم بعبور كل يشء مادي أو معنوي‪ ،‬وله‬
‫سكانه الذين عرفوا شعوب ما وراء البحار وألفوا التجار منذ القدم‪ ،‬بل ألفوا‬
‫العطاء واألخذ دون شعور باخلصاصة أو األثر حي العطاء‪ ،‬أو باحلرج حي األخذ‬
‫أحس سكان املرشق العريب دائام أهنم أصحاب‬ ‫عن غريهم من الشعوب‪ ،‬وبذل‬
‫رسالة بي األمم والشعوب(‪.)1‬‬

‫وبام أن اجلزير العربية تتوسط قارات العامل القديم‪ ،‬بل تعد جرسا واصال بي‬
‫هذه القارات الثالث‪ – ،‬آسيا رشقا وشامال وأوروبا وأفريقيا غربا وجنوبا‪ -‬كام أن‬
‫عه هذا املوقع أمهية‬ ‫البحار يدها من الرشق واجلنوب والغربل فقد أضفى ذل‬
‫كبري بمجاور ا ملناطق شهدت منذ القدم حنارات مزدهر ومتطور كان هلا أثر‬
‫كبري يف تاريخ وحيا سكان هذه املنطقة‪ ،‬مثل احلنار اهلندية يف السند وحنارات‬
‫إيران‪ ،‬ووادي الرافدين واحلنار املرصية يف وادي النيل‪ ،‬ثم احلنار اإلغريقية يف‬
‫بالد اليونان(‪)2‬ل فكان من الرضوري عبور السلع التجارية والبنائع من خالل‬
‫أراضيها بي الشامل واجلنوب أو بي الرشق والغرب‪ ،‬حيث كانت اإلبل ‪-‬سفن‬
‫الصحراء منذ القدم‪ -‬وسيلة النقل والسفر عرب الصحراء‪ ،‬وأصبحت قوافلها مالئمة‬
‫للبروف البيئية يف اجلزير (‪ ،)3‬كام كان ملوانئها دور هام يف نقل البنائع إىل الكثري من‬
‫املوانئ املختلفة يف الرشق والغرب‪ ،‬ونتيجة للعالقات التجارية التي كانت قائمة بفعل‬
‫االنفتاح احلناري واالقتصادي وتبادل البنائع املختلفة‪ ،‬استقدمت اجلزير العربية‬

‫‪ - 1‬أبو عيانة‪ ،‬فتحي حممد‪ :‬دراسات يف جغرافية شبه جزير العرب‪ ،‬دار املعرفة اجلامعية‪ -‬مرص‪،‬‬
‫‪1994‬م‪ ،‬ص‪.3‬‬
‫‪ - 2‬النعيم‪ ،‬نوره‪ :‬الوضع االقتصادي‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪ - 3‬أبو عيانة‪ ،‬فتحي‪ :‬دراسات يف جغرافية شبه جزير العرب‪ ،‬ص ‪.4‬‬
‫‪39‬‬
‫أنواعا فتلفة من املحاصيل الزراعية من اهلند ورشق أفريقيا‪ ،‬كام أن البيئة الطبيعية‬
‫للجزير العربية جعلتها من أكثر املناطق يف العامل القديم أمهية‪ ،‬ففيها عدد كبري من‬
‫الوديان الزراعية‪ ،‬إضافة إىل أن اإلنسان فيها عمل جاهدا عه إجياد العديد من‬
‫املنش ت الامئية كاآلبار والسدود والكروف للمحافبة عه مياه األمطار قدر اإلمكان‬
‫واستغالهلا بشكل جيد يف فتلف صنوف حياته‪ .‬و ا أضفى أمهية عه بار ا هي أهنا‬
‫كانت مصدرا ألنواع عديد من املواد الطبيعية مثل‪ :‬اللبان واملر وغريها من املواد‬
‫العطرية التي كانت تعد من بوريات املجتمعات املتحرض آنذاك(‪.)1‬‬

‫وهذا املوقع جعل اجلزير العربية مطمعا وهدفا ألكثر من قو ‪ ،‬ويف أكثر من‬
‫عرص منذ أقدم العصور وحتى العرص احلديث‪ ،‬ونبر َا هلذه املكانة نجد ذكرها يف‬
‫معبم كتابات احلنارات القديمة التي كان هلا عالقة معها كاحلنار السومرية‬
‫والبابلية واآلشورية ويف الكتابات املرصية القديمة‪ ،‬والكتب املقدسة(‪.)2‬‬

‫ج‪ -‬تقسيامت اجلزير العربية‪:‬‬


‫‌‬

‫‪ ‬تقسيامت اجلزير العربية عند املؤرخي والكتّاب الكالسيكيي‪:‬‬

‫بالد العرب يف كتلتها الرئيسة هنبة تنحدر بلطف من الغرب إىل الرشق‬
‫نحو اخلليج وسهول الفرات(‪ ،)3‬وقسمها املؤرخون الكالسيكيون إىل ثالثة أقسام‬

‫‪ - 1‬النعيم‪ ،‬نوره‪ :‬الوضع االقتصادي‪ ،‬ص ‪.29 -21‬‬


‫‪ - 2‬سيد‪ ،‬عبداملنعم عبداحلليم‪ :‬اجلزير العربية ومناطقها وسكاهنا يف النقوش القديمة يف مرص ‪،‬‬
‫ضمن كتاب (دراسات يف تاريخ اجلزير )‪ ،‬ج (‪ ،)1‬مطابع جامعة الرياض‪ ،‬ط (‪1399 ،)1‬هـ‪/‬‬
‫‪1979‬م‪ ،‬ص ‪50-39‬ل النعيم‪ ،‬نوره‪ :‬الوضع االقتصادي‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪ - 3‬عبد احلميد‪ ،‬سعد زغلول‪ :‬يف تاريخ العرب قبل اإلسالم‪ ،‬دار النهنة العربية ‪ -‬بريوت‪1976 ،‬م‪،‬‬
‫ص ‪.66‬‬
‫‪40‬‬
‫هي‪ :‬العربية السعيد ‪ ،‬العربية الصخرية‪ ،‬العربية الصحراوية‪ ،‬وهي التي تشمل كل‬
‫أجزاء‬ ‫املناطق املحدد عند اجلغرافيي العرب باسم جزير العرب شاملة يف ذل‬
‫من العراق واألردن(‪.)1‬‬

‫بطليموس (‪)Claudius Ptolemaios‬‬ ‫وتعد الدراسة التي قام هبا كالوديوس‬


‫نحو (‪90‬م‪168 -‬م) ‪-‬الذي عرفه العرب باسم بطليموس الكلوذي‪ -‬من أهم‬
‫الدراسات اليونانية والرومانية حول اجلزير العربيةل ففي الدراسة التي قدمها‬
‫يت اسم الدليل اجلغرايف (‪ )Geographic Hephegesis‬نجد أول حماولة‬
‫لنبط احلدود والتقسيامت واألماكن عن طريق خطوط الطول ودوائر العرض‬
‫رغم ما شاهبا من خطا ويريف عه يد النساخ املتعاقبي(‪.)2‬‬

‫أما تقسيم اجلزير العربية عند اليونانيي والرومانيي فكان يتطابق مع‬
‫الناحية السياسية التي كانت عليها اجلزير العربية يف القرن األول امليالدي(‪،)3‬‬
‫وذل عه النحو التاا‪:‬‬

‫القسم األول‪ :‬وهو الذي يشمل كل املناطق التي يقال هلا‪ :‬جزير العرب‬

‫‪ - 1‬بورتر‪ ،‬هاريف‪ :‬موسوعة فترص التاريخ القديم‪ ،‬مكتبة مدبوا‪ ،‬القاهر ‪ ،‬ط (‪1411،)1‬هـ‪1991 /‬م‪،‬‬
‫ص ‪185‬ل عيل‪ ،‬جواد‪ :‬املفصل يف تاريخ العرب يف تاريخ العرب قبل اإلسالم‪ ،‬ج (‪ ،)1‬جامعة‬
‫القديمة‬ ‫بغداد‪ ،‬ط (‪1413 ،)2‬هـ‪1993 /‬م‪ ،‬ص ‪166 -163‬ل شيبامن‪ ،‬كالوس‪ :‬تاريخ املامل‬
‫يف جنويب اجلزير العربية‪ ،‬ترمجة‪ :‬فاروق إسامعيل‪2001 ،‬م‪ ،‬ص ‪.13 ،12‬‬
‫‪ - 2‬أبو الغيث‪ ،‬عبدالله‪ :‬العالقات السياسية‪ ،‬ص ‪.17‬‬
‫‪ - 3‬عيل‪ ،‬جواد‪ :‬املفصل يف تاريخ العرب‪ ،‬ج (‪ ،)1‬ص ‪166 -163‬ل دغيم‪ ،‬سمي ‪ :‬أديان ومعتقدات‬
‫العرب قبل اإلسالم‪ ،‬موسوعة األديان الساموية والوضعية‪ ،‬دار الفكر اللبناين‪ ،‬ط (‪1995 ،)1‬م‪،‬‬
‫ص ‪ 16‬ل رمحاين‪ ،‬بلقاسمل وحرفوش مدين‪ :‬الدور املرصي يف جنوب شبه اجلزير العربية والرشق‬
‫اإلفريقي‪ ،‬سلسلة تراث احلنار (‪ ،)1‬زهراء الرشق‪ -‬مرص‪1997 ،‬م‪ ،‬ص ‪.77‬‬
‫‪41‬‬
‫يف الكتب العربية‪ ،‬و‪.‬تد من الطرف الشاما للخليج العريب يف الرشق إىل رأس‬
‫خليج العقبة يف الغرب‪ ،‬وليس هلا حدود شاملية ثابتةل ويقال هلا يف اليونانية‬
‫‪ Arabia beata‬أو ‪.)1( Arabia eudaimon‬‬

‫وتعرف بـ العربية السعيد (‪ (Arabia Felix‬أو األرض اخلرضاء‪،‬‬


‫وجاءت هذه الصفة نتيجة وفر حماصيلها وتنوعها واعتدال مناخها‪ ،‬وبسبب‬
‫هذه البروف قامت يف تل املنطقة جمتمعات سياسية مستقر ‪ ،‬منذ األلف األول‬
‫قبل امليالد(‪.)2‬‬

‫عرب اجلنوب اليمنيي‪( ،‬سبا(‪،)3‬‬ ‫ويف أرايض هذا القسم أقيمت ال‬

‫‪ - 1‬عيل‪ ،‬جواد‪ :‬املفصل يف تاريخ العرب‪ ،‬ج (‪ ،)1‬ص ‪166 -163‬ل إسامعيل‪ ،‬عارف‪ :‬العالقات بي‬
‫العراق وشبه اجلزير العربية‪ ،‬ص ‪22 -21‬ل نارش‪ ،‬هشام‪ :‬التجار بي شبه اجلزير العربية‬
‫وسورية‪ ،‬ص ‪ .7‬إسامعيل‪ ،‬حلمي‪ :‬الرشق العريب القديم‪ ،‬ص ‪.189‬‬
‫‪ - 2‬إسامعيل‪ ،‬حلمي‪ :‬الرشق العريب القديم‪ ،‬ص ‪.189‬‬
‫‪ - 3‬سبا‪ :‬يفرس بانه اسم رجل جيمع قبائل اليمن وهو سبا بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن هود‬
‫النبي عليه السالمل وسمي سبا ألنه أول من سبا من ملوك العرب وأدخل اليمن السبايال‬
‫واهلمز آخره للتفريق بي االسم والفعل الاميض‪( .‬انبر)‪ :‬ابن منبه‪ ،‬وهب‪ :‬التيجان يف ملوك‬
‫محري‪ ،‬يقيق ونرش‪ :‬مركز الدراسات واألبحاث اليمنية‪ ،‬صنعاء‪ ،‬ط (‪( ،)2‬د‪.‬ت)‪ ،‬ص ‪58‬ل‬
‫احلمريي‪ ،‬نشوان بن سعيد (ت ‪573‬هـ‪1178 /‬م)‪ :‬شمس العلوم ودواء كالم العرب من‬
‫الكلوم‪ ،‬يقيق‪ :‬حسي بن عبدالله العمري‪ ،‬ومطهر بن عيل اإلرياين‪ ،‬ويوسف حممد عبدالله‪،‬‬
‫دار الفكر‪ -‬دمشق‪ ،‬ج (‪ ،)5‬ط (‪1420 ،)1‬هـ‪1999 /‬م‪ ،‬ص ‪2941‬ل وسبا ليس بمعني‬
‫السبي بل تعني الغزو وقد ذكرت يف النقوش املسندية بلفظ [س ب ا] أي غزوا [س ب ا ت ن]‬
‫أي الغزو ‪ ،‬والنون اآلخر أدا التعريف ورسم املسند يثبت أن االسم مهموز اآلخر (انبر)‪:‬‬
‫(‪ ،) Ir 2/5‬وهو كثري يف املساندل وهو اسم دولة كانت عمود الكيان السياه يف اليمن عرب‬
‫تارخيه القديم‪ ،‬ويرد يف املساند بصيغة [س ب ا]‪( ،‬انبر)‪(CIH 1/5,6; RES :‬‬
‫‪42‬‬
‫القحطانيي العرب‪ ،‬ومن أهم حواضـر هذا‬ ‫ومعي‪ ،‬ومحري‪ ،‬وغريها) من ال‬

‫)‪( .2627/1,2,3; Gl 1193/4; Ja551/1,6:Ry 506/1‬انبر)‪ :‬عبدالله‪ ،‬يوسف‬


‫حممد‪ :‬أوراق يف تاريخ اليمن القديم وآثاره‪ ،‬دار الفكر املعارص‪ -‬بريوت‪ ،‬ط (‪1411 ،)2‬هـ‪/‬‬
‫‪1990‬م‪ ،‬ص ‪203 ،202‬ل اجلرو‪ ،‬أسمهان سعيد‪ :‬مالم احليا العسكرية يف دولة سبا يف‬
‫الفرت من القرن األول وحتى القرن الثالث امليالدي ‪ ،‬أبحاث الريموك‪ -‬سلسلة العلوم‬
‫اإلنسانية واالجتامعية‪ ،‬جامعة الريموك‪ -‬األردن‪ ،‬مج (‪ ،)23‬ع (‪ ،)3‬أيلول ‪2007‬م‪ ،‬ص‬
‫‪1076‬ل عبدالله‪ ،‬يوسف حممد‪ :‬سبا ‪ ،‬املوسوعة اليمنية‪ ،‬مج (‪ ،)3‬مؤسسة العفيف الثقافية‬
‫‪ -‬صنعاء‪ ،‬ط (‪1423 ،)2‬هـ‪2003 /‬م‪ ،‬ص ‪ 1562‬ل وظهر هذا االسم ضمن ألقاب أقدم‬
‫امللوك املعروفي بـ [ م ك ر ب ‪ /‬س ب ا ]‪( ،‬انبر)‪ (RES 3945/1) :‬حواا القرن الثامن‬
‫ق‪.‬م‪ ،‬ثم [ م ل ك ‪ /‬س ب ا ]‪ (CIH 37/7) ،‬وعند إضافة [ذ ر ي د ن]‪ (Ir 1/2) ،‬وغريها‬
‫من العنارص التي يتكون منها اللقب امللكي يف مراحله املختلفة ‪(Sh 33/2,4,5; Ry‬‬
‫)‪ ،509/1-4 ; CIH 541/4-8‬كام نجد أن اسم سبا يتصدر ألقاب ملوك محري الريدانيي‪،‬‬
‫وسبب ذل عه األرج يعود إىل املكانة التارخيية والدينية التي احتلتها دولة سبا‪ ،‬واسم دولة‬
‫سبا هو اسم القبيلة كذل [ش ع ب ن ‪ /‬س ب ا] )‪(Ir 24/(2); RES 3951/4‬ل ملزيد من‬
‫‪AL-Sheiba, A.H: Die Ortsnamen in den‬‬ ‫املقارنات (انبر)‪:‬‬
‫‪altsüdarabischen Inschriften. (ABADY IV) Mainz, 1989,P.33.‬ل‬
‫‪Wissmann;H, von;Himyar Ancient history,in Le‬‬ ‫و(انبر أينا)‪:‬‬
‫‪)Musēon, 77, 1964, P.451‬ل لالستزاد (انبر)‪ :‬الرحامنة‪ ،‬عادل حسي‪ :‬تاريخ دولة‬
‫سبا منذ القرن العارش قبل امليالد حتى القرن الثاين قبل امليالد‪ ،‬رسالة ماجستري‪ ،‬قسم‬
‫الدراسات العليا التارخيية واحلنارية‪ -‬كلية الرشيعة والدراسات اإلسالمية‪ ،‬جامعة أم‬
‫القرى‪ -‬مكة املكرمة‪1410 ،‬هـ‪1990 /‬م‪ ،‬ص ‪23 -14‬ل االسالمية‪ ،‬دائر املعارف‪ :‬سبا ‪،‬‬
‫ترمجة‪ :‬أمحد الشنتناويل إبراهيم زكي خورشيدل عبداحلميد يونس‪ ، :‬مج (‪( ،)11‬د‪.‬ن)‪،‬‬
‫املساند ومنها عه سبيل املثال‬ ‫(د‪.‬ت)‪ ،‬ص ‪ 369 – 168‬ل وسبا اسم أرض كام تشري بذل‬
‫)‪ ،(CIH 518/4‬ونسب إىل سبا السبئي [ س ب أ ي ن]‪ (CIH 131/5) ،‬والسبئيون [ا س‬
‫ب ا ن ]‪.(Ir 6/1; Ja 629/9-10; RES 2695/3) ،‬‬
‫‪43‬‬
‫القسم مدينة مارب(‪ ،)1‬ومدينة ظفار(‪ ،)2‬وشبو عاصمة حرضموت(‪.)3‬‬

‫‪ - 1‬مارب‪ :‬بفت امليم ومهز ساكنة وراء مهملة مكسور ويف آخرها باء موحد وهي مدينة عه ثالث مراحل من‬
‫صنعاءل (انبر)‪ :‬الواسعي‪ ،‬عبدالواسع بن حييى اليامين‪ :‬تاريخ اليمن املسمى فرحة اهلموم واحلزن يف حوادث‬
‫وتاريخ اليمن‪ ،‬املطبعة السلفية ‪ -‬القاهر ‪1346 ،‬هـ‪ ،‬ص ‪322‬ل ومدينة مارب [ه ج ر ن ‪ /‬م ر ي ب] ‪(CIH ،‬‬
‫)‪ ، 19/6; 389/4‬هي املسكن األصيل لقبيلة سبا‪ ،‬وهي من اشهر املدن اليمنية القديمة‪ ،‬ويعد وادي أذنة‬
‫األسفل قلب أرض سبا‪( .‬انبر)‪( :‬دي ميجريت‪ ،‬اليساندرول وكريستيان روبان ‪ :‬التنقيبات اإليطالية يف يال‬
‫[اليمن الشاما سابقا‪ :‬معطيات جديد حول التسلسل الزمني للحنار العربية اجلنوبية قبل االسالم]‪ ،‬ترمجة‪:‬‬
‫منري عربش‪ ،‬املركز الفرنيس للدراسات اليمنية‪ ،‬معهد البحوث والدراسات حول العامل العريب واالسالمي‪-‬‬
‫صنعاء‪ /‬إكس – إن – بروفانس‪1999 ،‬م‪ ،‬ص ‪37-25 ،4‬ل دي ميجريت‪ ،‬أليساندرو‪ :‬فجر التاريخ يف مناطق‬
‫اليمن الداخلية ‪ ،‬ضمن كتاب (اليمن يف بالد ملكة سبا)‪ ،‬ترمجة‪ :‬بدر الدين عرودكي‪ ،‬دار األهاا‪ -‬دمشق‪،‬‬
‫‪1999‬م‪ ،‬ص ‪) 51 ،50‬ل وهي عاصمة لكة سبا التي ذكرت يف عدد كبري من النقوش املسندية القديمة لقرون‬
‫عديد ‪ .‬ومن الدراسات ما يشري بان االسم [م ر ي ب] (بالياء) ;‪CIH 19/6; CIH 389/4; Ja 576/3‬‬
‫‪ RES 3197/4; RES 5100; Gl 1365/11; Ir 13/5 etc‬اقدم كتابة من [م ر ب] بحذف الياء‪ ،‬وكان‬
‫يستخدم من القرن الثامن ق‪.‬م وحتى القرن الثاين امليالدي‪ ،‬وبعد هذا التاريخ بدأ استخدام االسم بحذف الياء‪،‬‬
‫كام هي يف املساند‪CIH 407/10; CIH 541/65-66,67,81 etc. RES 3910/12, RES :‬‬
‫‪( .4176/2, RES 4763/1.‬انبر)‪ :‬الشيبة‪ ،‬عبد اهلل حسن‪ :‬ترمجات يامنية‪ ،‬سلسلة دراسات يف تاريخ اليمن‬
‫القديم [‪ ،]2‬دار الكتاب اجلامعي‪ -‬صنعاء‪ ،‬ط (‪2008 ،)1‬م‪ ،‬القسم األول‪ ،‬ص ‪ .89‬وموقعها عه مشارف‬
‫صحرا ء صيهد يتحكم بطريق التجار املعروف بطريق اللبان‪ ،‬املمتد من ميناء قنا عه ساحل املحيط اهلندي عرب‬
‫حرضموت ونجران إىل ددان (العال اليوم) ثم إىل غز عه ساحل البحر املتوسط‪ ،‬وتدل اخلرائب واآلثار‬
‫املنترش والتي تكتنف قرية مارب الصغري ‪ ،‬عه النفة اليرسى من وادي (اذنه) عه ضخامة املدينة التي‬
‫اعتربها بطليموس وسط اإلقليم املناخي األول عه األرض‪ ،‬وكانت مساحتها حواا واحد كيلومرت مربع‪ ،‬حييط‬
‫هبا سور عرضه مرت تقريبا له ثامنية أبواب‪ ،‬ويرج أن التل الذي تقع عليه مارب اليوم هو مكان قرص سلحي‬
‫الذي ذكره اهلمداين‪ ،‬وتردد اسمه يف النقوش‪ ،‬وقد شهدت مارب كعاصمة لسبا احلملة الرومانية عام ‪ 24‬ق‪.‬م‪،‬‬
‫التي أخفقت أمام أسوارها واضطرت إىل االنسحاب‪( .‬انبر)‪ :‬عبدالله‪ ،‬يوسف‪ :‬أوراق يف تاريخ اليمن‪ ،‬ص‬
‫‪.203‬‬
‫‪ - 2‬ظفار‪ :‬هو اسم عاصمة احلمرييي واملذكور يف عدد من النقوش املسندية بلفظ [ظ ف ر] مثل‪RES 4158/10; :‬‬
‫‪ ،...Ry 508/3; Ja 631/20,22,23,35; Ir 14/1; Ir 32/41-42‬وتسمى اليوم ظفار منكث أو ظفار‬
‫يريم‪( .‬انبر)‪ :‬الشيبة‪ ،‬عبدالله‪ :‬ترمجات يامنية‪ ،‬ص ‪.93‬‬
‫‪ - 3‬عبودي‪ ،‬هنري س‪ :‬معجم احلنارات السامية‪ ،‬جروس برس‪ -‬لبنان‪ ،‬ط (‪1411 ،)2‬هـ‪1991 /‬م‪ ،‬ص ‪599‬ل‬
‫سقال‪ ،‬ديزيره‪ :‬العرب يف العرص اجلاهيل‪ ،‬دار الصداقة العربية‪ -‬بريوت‪ ،‬ط (‪1995 ،)1‬م‪ ،‬ص ‪.15‬‬
‫‪44‬‬
‫والقسم الثاين‪ :‬واملعروف بـ العربية الصخرية (‪ )Arabia Petreae‬وهو‬
‫القسم الذي قامت فيه دولة األنباط‪ ،‬يف الشامل الغريب من جزير العرب‪ ،‬والذي‬
‫أصب يت نفوذ الرومان لقرهبا منهم(‪ ،)1‬وتشمل شبه جزير سيناء‪ ،‬واملرتفعات‬
‫الواقعة رشق البحر امليت(‪ ،)2‬وكافة أرايض اململكة النبطية‪ ،‬وعاصمتها (بطرا‪-‬‬
‫برتا‪ -‬البرتاء) التي كانت حدودها تتوسع وتتقلا بحسب البروف السياسية‬
‫وبحسب مقدر العربل ففي عهد احلارث الرابع مل األنباط من سنة (‪ 9‬ق‪ .‬م إىل‬
‫سنة ‪ 40‬م) اتسعت حدودها حتى بلغت هنايتها الشاملية مدينة دمشق(‪ ،)3‬ومن مدن‬
‫هذا القسم جرش وعامن وأذرع (‪.)4‬‬

‫‪،‬‬ ‫العربية الصحراوية (‪)Arabia Deserta‬‬ ‫أما القسم الثالث‪ :‬فقد عرف باسم‬
‫ويطلق عليها يف اليونانية ‪ ، Arabia eremos‬غري أن الك اتاب اليونانيي‬
‫والرومانيي مل يعينوا حدودها تعيينا دقيقا‪ ،‬ويفهم من خالل مؤلفا م أهنم‬
‫يقصدون هبا البادية الواسعة الفاصلة بي العراق والشام‪ ،‬واملعروفة ببادية الشام(‪،)5‬‬
‫ويكون هنر الفرات حدا رشقيا هلا إىل ملتقى حدود العربية السعيد ‪ ،‬وأما احلدود‬

‫‪ - 1‬عيل‪ ،‬جواد‪ :‬املفصل يف تاريخ العرب‪ ،‬ج (‪ ،)1‬ص ‪166‬ل شاهي‪ ،‬عالء‪ :‬تاريخ اخلليج واجلزير ‪،‬‬
‫ص‪.16‬‬
‫‪ - 2‬نامي‪ ،‬خليل حييى‪ :‬العرب قبل اإلسالم‪ ،‬دار املعارف‪ ،‬القاهر ‪( ،‬د‪.‬ت)‪ ،‬ص ‪10‬ل عيل‪ ،‬جواد‪:‬‬
‫املفصل يف تاريخ العرب‪ ،‬ج (‪ ،)1‬ص ‪.166‬‬
‫‪ - 3‬عيل‪ ،‬جواد‪ :‬املفصل يف تاريخ العرب‪ ،‬ج (‪ ،)1‬ص ‪166‬ل أبو الغيث‪ ،‬عبدالله‪ :‬العالقات السياسية‪،‬‬
‫ص ‪18 -17‬ل فياض‪ ،‬عيل‪ :‬تاريخ اجلزير العربية واإلسالم‪ ،‬ص ‪.8‬‬
‫‪ - 4‬زيدان‪ ،‬جرجي‪ :‬العرب قبل اإلسالم‪ ،‬ج (‪ ،)1‬ص ‪30‬ل عبودي‪ ،‬هنري‪ :‬معجم احلنارات السامية‪،‬‬
‫ص ‪599‬م‪.‬‬
‫‪ - 5‬نامي‪ ،‬خليل‪ :‬العرب قبل اإلسالم‪ ،‬ص ‪10 -9‬ل عيل‪ ،‬جواد‪ :‬املفصل يف تاريخ العرب‪ ،‬ج (‪،)1‬‬
‫ص‪.164‬‬
‫‪45‬‬
‫الشاملية والغربية فغري ثابتة‪ ،‬بل كانت تتبدل بحسب األوضاع السياسية‪ ،‬حيث‬
‫كانت يت سيطر الفرس(‪ ،)1‬ويرج بعض املؤرخي أهنا تشمل القسم الشاما من‬
‫اجلزير العربية من مشارف الشام إىل حدود نجد واحلجاز‪ ،‬ويتن من خالل‬
‫كتابات الكالسيكيي أهنا كانت بعيد عن إمكانيات الرومان واليونان ومتناول‬
‫جيوشهم‪َ ،‬فعدَ ت من العربية الصحراوية‪ ،‬ومن مدن هذا القسم تيامء ودوماته‬
‫(أدوماتو‪ -‬دومة اجلندل) وأورانا (حوران)(‪.)2‬‬

‫‪ ‬تقسيامت اجلزير العربية يف املصادر العربية‪:‬‬

‫تطرقت املصادر العربية اإلسالمية إىل جغرافية اجلزير العربية ويديدها يف‬
‫كتابا م بشكل مفصل غالبا وخاصة اجلغرافيي منهم‪ ،‬مثل‪ :‬اهلمداين (ق‪4‬هـ) يف‬
‫كتابه صفة جزير العرب (‪ ،)3‬واملقده (ق‪4‬هـ) يف كتابه أحسن التقاسيم يف‬
‫معرفة األقاليم (‪ ،)4‬وابن هبرام الدمشقي (ق‪11‬هـ) يف كتابه فترص اجلغرافيا‬
‫الكبري (‪ ،)5‬وغريهم‪ ،‬وأصحاب املعاجم مثل‪ :‬البكري (ق‪5‬هـ) يف معجمه معجم‬
‫ما استعجم (‪ ،)6‬واحلموي (ق‪7‬هـ) يف معجمه معجم البلدان (‪)7‬ل وك اتاب‬

‫‪ - 1‬عيل‪ ،‬جواد‪ :‬املفصل يف تاريخ العرب‪ ،‬ج (‪ ،)1‬ص ‪164‬ل شاهي‪ ،‬عالء‪ :‬تاريخ اخلليج واجلزير ‪ ،‬ص ‪.16‬‬
‫‪ - 2‬دغيم‪ ،‬سمي ‪ :‬أديان ومعتقدات العرب‪ ،‬ص ‪16‬ل عيل‪ ،‬جواد‪ :‬املفصل يف تاريخ العرب‪ ،‬ج (‪ ،)1‬ص ‪164‬ل‬
‫زيدان‪ ،‬جرجي‪ :‬العرب قبل اإلسالم‪ ،‬ص ‪30‬ل عبودي‪ ،‬هنري‪ :‬معجم احلنارات السامية‪ ،‬ص ‪.599‬‬
‫‪ - 3‬اهلمداين‪،‬احلسن‪ :‬صفة جزير العرب‪ ،‬ص ‪.96 ،82‬‬
‫‪ - 4‬املقده‪ ،‬حممد بن أمحد بن أيب بكر‪ :‬أحسن التقاسيم يف معرفة األقاليم‪ ،‬مطبعة بريل‪ -‬ليدن‪1877 ،‬م‪ ،‬ص‬
‫‪.95 -67‬‬
‫‪ - 5‬الدمشقي‪ ،‬أيب بكر‪ :‬جزير العرب‪ ،‬ص ‪.77 -59‬‬
‫‪ - 6‬البكري‪ ،‬عبد اهلل بن عبد العزيز(ت‪487 :‬هـ)‪ :‬معجم ما استعجم من أسامء البالد واملواضع‪ ،‬يقيق‪:‬‬
‫مصطفى السقا‪ ،‬عامل الكتب‪ -‬بريوت‪( ،‬د‪.‬ت)‪ ،‬ص ‪.16 -5‬‬
‫‪ - 7‬احلموي‪ ،‬ياقوت بن عبد اهلل‪ :‬معجم البلدان‪ ،‬دار صادر‪ -‬بريوت‪ ،‬مج (‪1397،)2‬هـ‪1977 /‬م‪،‬‬
‫ص ‪.138 -137‬‬
‫‪46‬‬
‫الرحالت‪ ،‬مثل‪ :‬ابن حوقل (ق‪4‬هـ) يف كتابه صور األرض (‪ ،)1‬ونارص خرسو‬
‫(ق‪5‬هـ) يف رحلته سفر نامه (‪.)2‬‬

‫ومن خالل ما أورده اجلغرافيون والك اتاب واملؤرخون السالفي الذكر نجد‬
‫أن هناك اختالفا يف تقسيام م للجزير العربية حيث َق اسمها بعنهم قسمي‪:‬‬
‫قسمها ثالثة أقسام‪ :‬جنويب‪ ،‬وأوسط‪ ،‬وشاما‬ ‫(احلجاز‪ ،‬واليمن)(‪ ،)3‬ومنهم من ا‬
‫(احلجاز‪ ،‬ونجد احلجاز ‪ ،‬واليمن)(‪ ،)4‬ومنهم من َق اسمها أقاليم أساسية أطلق عليها‬
‫اسم كور‪ ،‬وأقاليم فرعية أطلق عليها اسم نواحي(‪ ،)5‬وواحد اعتربها اثنا عرش قسام‬
‫وه َجر‪،‬‬
‫هي‪ ( :‬امة‪ ،‬واليمن‪ ،‬ونجد‪ ،‬والعروض‪ ،‬واألحقاف‪ ،‬والشحر‪ ،‬وعامن‪َ ،‬‬
‫قسمها‬
‫واحلجاز‪ ،‬ونجد احلجاز‪ ،‬و امة احلجاز‪ ،‬والياممة والبادية)(‪ ،)6‬وبعنهم ا‬
‫ستة أقسام هي‪( :‬اليمن‪ ،‬و امة‪ ،‬ونجد‪ ،‬والياممة‪ ،‬واحلجاز‪ ،‬والعروض)‪ ،‬وآخرون‬
‫جعلوها مخسة أقاليم رئيسية هي‪ ( :‬امة‪ ،‬واحلجاز‪ ،‬ونجد‪ ،‬والعروض‪،‬‬
‫واليمن)(‪ ،)7‬وهي أكثر تقسيامت اجلزير شهر وشيوعا(‪ ،)8‬وقد اعتمد اجلغرافيون‬
‫والك اتاب العرب املحدثون ما جاء عند أسالفهم يف تقسيم اجلزير العربية مع‬

‫‪ - 1‬ابن حوقل‪ ،‬أبو القاسم النصيبي‪ :‬صور األرض‪ ،‬دار مكتبة احليا ‪ -‬بريوت‪1992 ،‬م‪ ،‬ص ‪.47 -27‬‬
‫‪ - 2‬علوي‪ ،‬نارص خرسو‪ :‬سفر نامة‪ ،‬ترمجة‪ :‬حييى اخلشاب‪ ،‬اهليئة املرصية العامة للكتاب‪ ،‬ط (‪1993 ،)2‬م‪،‬‬
‫ص‪.141 ،137‬‬
‫‪ - 3‬علوي‪ ،‬نارص‪ :‬سفر نامة‪ ،‬ص ‪.141‬‬
‫‪ - 4‬ابن حوقل‪ ،‬أبو القاسم‪ :‬صور األرض‪ ،‬ص ‪.29‬‬
‫‪ - 5‬املقده‪ ،‬حممد‪ :‬أحسن التقاسيم‪ ،‬ص ‪.95 -67‬‬
‫‪ - 6‬الدمشقي‪ ،‬أيب بكر‪ :‬جزير العرب‪ ،‬ص ‪ .77‬مجع املؤلف بي الياممة والبادية يف قسم واحد‪ .‬ويقصد بالبادية‬
‫(بادية العراق) و(بادية اجلزير ) و(بادية الشام)‪.‬‬
‫‪ - 7‬اهلمداين‪،‬احلسن‪ :‬صفة جزير العرب‪ ،‬ص ‪85‬ل احلموي‪ ،‬ياقوت‪ :‬معجم البلدان‪ ،‬مج (‪ ،)2‬ص ‪.138‬‬
‫‪ - 8‬حممود‪ ،‬حممود عرفة‪ :‬العرب قبل اإلسالم ‪ -‬أحواهلم السياسية والدينية وأهم مباهر حنار م‪ ،‬عينن‬
‫للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتامعية‪ ،‬ط (‪1995 ،)1‬م‪ ،‬ص ‪.18‬‬
‫‪47‬‬
‫التعديل يف التقسيامتل فقالوا بتقسيم اجلزير العربية إىل مخسة أقاليم‬
‫(مورفولوجية)(‪ ،)1‬هي‪ :‬امة‪ ،‬واحلجاز‪ ،‬ونجد‪ ،‬والعروض‪ ،‬واليمن(‪ ،)2‬مع زياد‬
‫يف مساحة تقسيم األقاليم عن سابقيهم حسب اخلارطة اجلغرافية املعارص للجزير‬
‫العربية‪ ،‬وهذا التقسيم هو الراج لدى كثري من الباحثي حيث يفصلون القول فيه‬
‫عه النحو التاا‪:‬‬

‫لشد‬ ‫إقليم امة‪ :‬ويقال له‪ :‬الغور‪ ،‬أو غور امة‪ ،‬وسميت امة بذل‬
‫وتغري هوائها(‪ ،)3‬ويمتد طوال بمحاذا جبال احلجاز (الرسا )‬
‫حرها وركود رحيها ّ‬
‫من عدن جنوبا مرورا بغريب جبال احلجاز حتى أطراف بوادي الشام (أيلة) شامال‪،‬‬
‫أما عرضه فيختلف من مكان إىل آخر ما بي احلاجز اجلبيل (جبال الرسا ) إىل‬
‫ساحل البحر األمحر‪ ،‬ويشمل السهول واملنخفنات الساحلية املطلة عه البحر‬
‫األمحر وعددا من القيعان والسباخ والروضات ويقطعه العديد من األودية‪،‬‬

‫جغرايف اخترصه اجلغرافيون عن كلمة جيومورفولوجيا‬ ‫‪ - 1‬مورفولوجيا‪ :‬مصطل‬


‫‪ Geomorphology‬وتعني علم شكل سط األرض وتطوراته‪( .‬انبر)‪ :‬جورج‪ ،‬بيار‪ :‬معجم‬
‫املصطلحات اجلغرافية‪ ،‬ترمجة‪ :‬حممد الطفييل‪ ،‬املؤسسة اجلامعية للدراسات والنرش‪ -‬بريوت‪ ،‬ط‬
‫(‪1422 ،)2‬هـ‪2002 /‬م‪ ،‬ص ‪.578 - 577‬‬
‫‪ - 2‬الغنيم‪ ،‬عبدالله‪ :‬أقاليم اجلزير العربية‪ ،‬ص ‪51 -27‬ل إسامعيل‪ ،‬عارف‪ :‬العالقات بي العراق‬
‫وشبه اجلزير العربية‪ ،‬ص ‪28 -21‬ل نارش‪ ،‬هشام‪ :‬التجار بي شبه اجلزير العربية وسورية‪ ،‬ص‬
‫‪12 -7‬ل إسامعيل‪ ،‬حلمي‪ :‬الرشق العريب‪ ،‬ص ‪190 -189‬ل الشيخ‪ ،‬حسي‪ :‬العرب قبل‬
‫اإلسالم‪ ،‬ص ‪62 -61‬ل عيل‪ ،‬جواد‪ :‬املفصل يف تاريخ العرب‪ ،‬ج (‪ ،)1‬ص ‪185 -167‬ل‬
‫الرافعي‪ ،‬مصطفى صادق‪ :‬تاريخ آداب العرب‪ ،‬ج (‪ ،)1‬دار الكتب العلمية‪ -‬بريوت‪ ،‬ط (‪، )1‬‬
‫‪1421‬هـ‪2000/‬م‪ ،‬ص ‪33‬ل فياض‪ ،‬عيل‪ :‬تاريخ اجلزير العربية‪ ،‬ص ‪9‬ل زيدان‪ ،‬جرجي‪ :‬العرب‬
‫قبل اإلسالم‪ ،‬ص ‪.30‬‬
‫‪ - 3‬البكري‪ ،‬عبدالله‪ :‬معجم ما أستعجم‪ ،‬ج (‪ ،)1‬ص ‪322‬ل الغنيم‪ ،‬عبدالله‪ :‬أقاليم اجلزير العربية‪،‬‬
‫ص ‪.29 ،28‬‬
‫‪48‬‬
‫ويتعدى هذا اإلقليم جبال الرسا ليصل إىل مكة‪ ،‬حيث تعترب ضمن إقليم امة(‪.)1‬‬

‫ويتميز معبم ساحل اجلزير العربية بوجود اجلبال العالية التي ترتفع دون أن‬
‫تبتعد عن البحر‪ ،‬ومن ثم تنحدر إىل الداخل نحو هنبة تنحدر برفق باباه بالد‬
‫الرافدين واخلليج العريب‪ ،‬ويف باطنها أرض من الرمال تسمى صحراء العرب(‪.)2‬‬

‫إقليم احلجاز‪ :‬ويقال له الرسا ‪ ،‬والرسا اسم للجزء اجلنويب من جبال‬


‫احلجاز‪ ،‬واحلجاز جبال يجز بي غور امة ونجد‪ ،‬ويقال ألعالها الرسا (‪ ،)3‬وقد‬
‫حدد اهلمداين جبال الرسا بقوله‪ :‬أما جبل الرسا الذي يصل ما بي أقىص اليمن‬
‫والشام فةنه ليس بجبل واحد وإنام هي جبال متصلة عه نسق واحد من أقىص‬
‫اليمن إىل الشام يف عرض أربعة أيام يف مجيع طول الرسا يزيد كَرس يو نم يف بعض‬
‫هذه املواضع وقد ينقا مثله يف بعنه (‪ ،)4‬وقسم البكري احلجاز إىل احلجاز‬
‫األسود وحجاز املدينة حيث أن لكل قسم خصائا ‪.‬يزه عن اآلخر من حيث‬
‫االرتفاع واملناخ والنباتات‪ ،‬وهو ما اتفق عليه اجلغرافيون املعارصون‪ ،‬حيث قسم‬
‫هذا اإلقليم إىل‪ :‬كا عسري(‪ :)5‬وهي املرتفعات اجلنوبية ويرتاوح ارتفاعها بي‬
‫(‪1800‬م و‪3000‬م) فوق مستوى سط البحر‪ ،‬وكا احلجاز‪ :‬وهي إىل الشامل‬
‫من املرتفعات السابقة وهي أكثر امتدادا وأقل ارتفاعا يبلغ متوسط ارتفاعها‬

‫‪ - 1‬الغنيم‪ ،‬عبدالله‪ :‬أقاليم اجلزير العربية‪ ،‬ص ‪.31 ،30‬‬


‫‪ - 2‬موسكا ‪ ،‬سبتينو‪ :‬احلنارات السامية القديمة‪ ،‬ترمجة‪ :‬السيد يعقوب بكر‪ ،‬دار الكتاب العريب‪ -‬القاهر ‪،‬‬
‫(د‪.‬ت)‪ ،‬ص ‪.35‬‬
‫‪ - 3‬البكري‪ ،‬عبدالله‪ :‬معجم ما أستعجم‪ ،‬ج (‪ ،)1‬ص ‪13 -10‬ل احلموي‪ ،‬ياقوت‪ :‬معجم البلدان‪ ،‬مج‬
‫(‪ ،)2‬ص ‪220 -218‬ل الغنيم‪ ،‬عبدالله‪ :‬أقاليم اجلزير العربية‪ ،‬ص ‪.34‬‬
‫‪ - 4‬اهلمداين‪،‬احلسن‪ :‬صفة جزير العرب‪ ،‬ص ‪.116‬‬
‫‪ - 5‬شاكر‪ ،‬حممود‪ :‬شبه جزير العرب ‪ -1-‬عسري‪ ،‬املكتب اإلسالمي‪ -‬بريوت‪ ،‬ط (‪1401 ،)3‬هـ‪/‬‬
‫‪1981‬م‪ ،‬ص ‪.12 ،11‬‬
‫‪49‬‬
‫(‪900‬م) فوق مستوى سط البحر(‪.)1‬‬

‫إقليم نجد‪ :‬النجد قفاف األرض وصالهبا وما غلظ منها وأرشف‪ ،‬ومجعه‬
‫وقد‬ ‫احلجاز(‪)2‬‬ ‫نجاد وكل ما ارتفع عن امة فهو نجدل وهو إقليم يمتد رشقي‬
‫حدده البكري بقولة‪ :‬وأما نجد فام بي جرش إىل سواد الكوفة وآخر حدوده ا ييل‬
‫الغرب احلجازان حجاز األسود وحجاز املدينة واحلجاز األسود كا شنوء ومن‬
‫قبل املرشق بحر فارس ما بي عامن إىل بطيحة البرص ‪ ...‬ونجد كلها من عمل‬
‫الياممة (‪.)3‬‬

‫العروض‪ :‬وهو الياممة‪ :‬وعروض اليشء املعرتض‪ ،‬وقال ابن دريد مكة‬
‫والطائف وما حوهلام‪ ،‬وسميت العروض ألهنا معرتضة يف بالد اليمن والعرب ما‬
‫بي ختوم فارس إىل اقىص ارض اليمن‪ ، ...‬وقال ابن الكلبي العروض بالد الياممة‬
‫والبحرين وما واالها (‪ ،)4‬ويعد احلد اجلنويب هلذا اإلقليم بالد عامن ورمال الربع‬
‫اخلاا أما احلد الشاما فبالد البحرين واحلد الغريب جبال العارض (طويق)(‪،)5‬‬
‫وينقسم هذا اإلقليم مورفولوجيا ألربعة أقاليم هي‪( :‬إقليم السهول الساحلية‪،‬‬
‫الص ّامن‪ ،‬إقليم الرمال‪ ،‬إقليم اجلالت الغربية)(‪.)6‬‬
‫إقليم ّ‬

‫‪ - 1‬الغنيم‪ ،‬عبدالله‪ :‬أقاليم اجلزير العربية‪ ،‬ص ‪.37 ،36‬‬


‫‪ - 2‬احلموي‪ ،‬ياقوت‪ :‬معجم البلدان‪ ،‬مج (‪ ،)5‬ص ‪261‬ل الغنيم‪ ،‬عبدالله‪ :‬أقاليم اجلزير العربية‪ ،‬ص ‪.47‬‬
‫‪ - 3‬البكري‪ ،‬عبدالله‪ :‬معجم ما أستعجم‪ ،‬ج (‪ ،)1‬ص ‪ .13‬وقد أورد الغنيم كتابات اكثر تفصيال عن‬
‫إقليم نجد‪( .‬انبر)‪ :‬الغنيم‪ ،‬عبدالله‪ :‬أقاليم اجلزير العربية‪ ،‬ص ‪.50 -47‬‬
‫‪ - 4‬احلموي‪ ،‬ياقوت‪ :‬معجم البلدان‪ ،‬مج (‪ ،)4‬ص ‪.112‬‬
‫‪ - 5‬الغنيم‪ ،‬عبدالله‪ :‬أقاليم اجلزير العربية‪ ،‬ص ‪.51-50‬‬
‫‪ - 6‬الغنيم‪ ،‬عبدالله‪ :‬أقاليم اجلزير العربية‪ ،‬ص ‪ ،51‬للمزيد (انبر)‪ :‬الغنيم‪ ،‬عبدالله‪ :‬نفس املرجع‪،‬‬
‫ص ‪.87-51‬‬
‫‪50‬‬
‫إقليم اليمن(‪ :(‬وهو ما كان عه يمي الكعبة(‪ ،)1‬وقد اهتم اهلمداين بةقليم‬
‫اليمن فذكر أهنا حماطة ببحر من املرشق إىل اجلنوب فراجعا إىل املغرب‪ ،‬وأن اجلزير‬
‫العربية مقسمة عند أهل اليمن إىل قسمي يمن وشام‪ ،‬فجنوهبا اليمن‪ ،‬وشامهلا الشام‬
‫ونجد و امة(‪)2‬ل وينم إقليم اليمن أربعة مباهر هي‪ :‬السهول الساحلية‪،‬‬
‫واملرتفعات الغربية‪ ،‬واهلناب الرشقية‪ ،‬والصحراء اليمنية (الربع اخلاا)‪.‬‬

‫‪ - ‬سيورد الباحث تفصيال أكثر عن اليمن يف موضعه‪.‬‬


‫‪ - 1‬البكري‪ :‬معجم ما أستعجم ‪ ،‬ج (‪ ،)4‬ص ‪.1401‬‬
‫‪ - 2‬اهلمداين‪ ،‬احلسن‪ :‬صفة جزير العرب‪ ،‬ص ‪.90 -89‬‬
‫‪51‬‬
‫جنوب اجلزيرة العربية‬
‫أ‪ .‬امل ــوق ــع واحلــدود‪:‬‬

‫تقع اليمن فلكيا يف قلب العروض املدارية‪ ،‬يف اجلزء اجلنويب الغريب من‬
‫اجلزير العربية‪ ،‬وأدنى امتداد هلا جنوبا يقع يف دائر العرض (‪ (o12‬شامال‪ ،‬كام ‪.‬تد‬
‫أراضيها باباه الشامل حتى دائر العرض (‪ (o19‬شامال تقريبا‪ ،‬وتنحرص بي خطي‬
‫الطول (‪ (o41.30‬رشقا و(‪ (o53.10‬رشقا تقريبا(‪.)1‬‬

‫وحدود اليمن اجلنوبية والغربية متفق عليها عند اجلغرافيي واملؤرخي‬


‫القدماء واملعارصين‪ ،‬حيث حيدها من اجلنوب خليج عدن وبحر العرب‪ ،‬ومن‬
‫الغرب البحر األمحر‪ ،‬أما حدودها الرشقية والشاملية‪ ،‬فيختلف ويتغري وضعها كليا‬
‫أو جزئيا من مرحلة تارخيية إىل أخرى‪ ،‬ومن ن‬
‫عهد سياه إىل آخر‪ ،‬منذ عهد املامل‬
‫اليمنية القديمة وحتى عرصنا الراهن‪ ،‬فحدودها الرشقية (قديام) برية وبحرية‬
‫تالمس خليج عامن‪ ،‬وحدودها الشاملية ‪.‬تد من الرشق إىل الغرب‪ ،‬وتنقسم إىل‬
‫ثالثة أجزاء (رشقي وأوسط وغريب) هذه األقسام خاضعة لام يرسمه الكيان‬
‫السياه الواحد أو الكيانات السياسية املتعدد ‪ ،‬من خالل املصال املتعارضة أو‬
‫املتوافقة من اتسا نع أو ضيق‪ ،‬بحسب احلروب أو التحالفات(‪.)2‬‬

‫‪ - 1‬احلفيان‪ ،‬عوض إبراهيم عبد الرمحن‪ :‬اجلغرافيا العامة للجمهورية اليمنية (عوامل التباين والت لف يف البيئة‬
‫اليمينة)‪ ،‬جامعة صنعاء‪1425 ،‬هـ ‪2004 /‬م‪ ،‬ص ‪15‬ل وجدي‪ ،‬حممد فريد‪ :‬دائر معارف القرن العرشون‪،‬‬
‫مج (‪ ،)6‬دار الفكر‪ -‬بريوت‪( ،‬د‪.‬ت)‪ ،‬ص ‪.228‬‬
‫‪ - 2‬بارص ‪ ،‬صال عيل‪ :‬حدود اليمن ‪ ،‬املوسوعة اليمنية‪ ،‬مؤسسة العفيف الثقافية‪ ،‬صنعاء‪ ،‬مج (‪ ،)2‬ط (‪،)2‬‬
‫‪1423‬هـ‪2003 /‬م‪ ،‬ص ‪.1008‬‬
‫‪52‬‬
‫وقد تطرق العديد من املؤرخي الكالسيكيي لذكر اليمن يف كتابا م عن‬
‫جغرافية وحدود جنوب اجلزير (‪ )1‬بشكل مقتنب‪ ،‬فقد ذكر هريودوت (‪-484‬‬
‫بالد العربية السعيد ‪ ،‬باهنا آخر البالد املسكونة يف اجلنوب‪ ،‬وهي‬ ‫ق‪.‬م)(‪)2‬‬ ‫‪425‬‬
‫البالد الوحيد املنتجة للبخور واللبان(‪ ،)3‬وحدد موقعها ايراتوسثينس (‪-276‬‬
‫‪ 196‬ق‪.‬م) بان الصحراء يدها من الشامل‪ ،‬واخلليج العريب من الرشق‪ ،‬ومن‬
‫الغرب البحر األمحر‪ ،‬ومن اجلنوب البحر العبيم (البحر اإلريثري)(‪ ،)4‬و‪.‬تد مسافة‬

‫‪ - 1‬يدثت هذه املصادر عن اليمن سواء يف ذكر بالد اليمن كبالد مصدر ألنواع الطيوب والنباتات‬
‫العطرية‪ ،‬أو ذكرها بيشء من التفصيل يف اجلانب التارخيي واجلغرايفل حيث نرشت ترمجات لكتابات‬
‫ماكسيم رودنسون عن جنوب اجلزير يف كتاب‪ :‬بالد اليمن يف املصادر الكالسيكية دراسات فتار ‪،‬‬
‫ترمجة‪ :‬محيد العوايض‪ ،‬وعبد اللطيف أدهمل ونرش الباحث‪ :‬العبادي‪ ،‬تل النصوص يف كتابه (انبر)‪:‬‬
‫العبادي‪ ،‬أمحد صال حممد‪ :‬اليمن يف املصادر القديمة اليونانية والرومانية ‪ 485‬ق‪.‬م – ‪100‬م‪ ،‬وزار‬
‫الثقافة والسياحة‪ -‬صنعاء‪1425 ،‬هـ‪2004 /‬مل نقوال‪ ،‬زياد ‪ :‬دليل البحر اإلرثريي وبار اجلزير‬
‫العربية البحرية ‪ ،‬دراسات تاريخ اجلزير العربية‪ ،‬الكتاب الثاين‪ ،‬اجلزير العربية قبل اإلسالم‪ ،‬جامعة‬
‫املل سعود‪ -‬الرياض‪1979 ،‬م‪ ،‬ص ‪ 276 -259‬ل هريودوت‪ :‬تاريخ هريودوت‪ ،‬ترمجة‪ :‬عبد اإلله‬
‫املالح‪ ،‬املجمع الثقايف‪ -‬أبو ظبي‪1422 ،‬هـ‪2001 /‬م‪ ،‬ص ‪270 -268‬ل احلمد‪ ،‬جواد مطر‪ :‬األحوال‬
‫االجتامعية واالقتصادية يف اليمن القديم خالل األلف األول قبل امليالد حتى عشية الغزو احلبيش‬
‫‪525‬م‪ ،‬دار الثقافة العربية‪ -‬الشارقة‪ ،‬ط (‪2002 ،)1‬م‪ ،‬ص ‪20 -18‬ل الشيبة‪ ،‬عبدالله‪ :‬ترمجات‬
‫يامنية‪ ،‬ص ‪99 -20‬ل كوفيني‪ ،‬هيلي‪ :‬اليمن السعيد لدى الكالسيكيي والد أسطور ‪ ،‬ضمن‬
‫كتاب (اليمن يف بالد ملكة سبا)‪ ،‬ترمجة‪ :‬بدر الدين عرودكي‪ ،‬دار األهاا‪ -‬دمشق‪1999 ،‬م‪ ،‬ص‬
‫‪.69-67‬‬
‫‪ - 2‬للرجوع إىل النا‪( ،‬انبر)‪:‬‬
‫‪Historiens Grecs 1, Hérodote et Thucydid, Trad. Par A. Barguet, Denis‬‬
‫‪Roussel, (ParisGallimard, 1964), pp.265-267.‬‬
‫‪ - 3‬هريودوت‪ :‬تاريخ هريودوت‪ ،‬ص ‪270 -268‬ل العبادي‪ ،‬أمحد‪ :‬اليمن يف املصادر القديمة‪ ،‬ص ‪.87‬‬
‫‪ - 4‬إريثري‪ :‬اسم كان يطلق عه األجزاء الشاملية والغربية للمحيط اهلندي (البحر العريب) بفرعية‬
‫اخلليج العريب والبحر األمحر‪( .‬انبر)‪ :‬العبادي‪ ،‬أمحد‪ :‬اليمن يف املصادر القديمة‪ ،‬ص ‪-116‬‬
‫‪( ،117‬املتن واهلامش)‪.‬‬
‫‪53‬‬
‫طويلة عه سواحل البحر اإلريثري(‪ ،)1‬أما أر‪.‬يدوروس (‪ 100 -104‬ق‪.‬م) فقد‬
‫ذكر بان بالد سبا أكثر األقطار خصوبة وإنتاجا ملواد الطيبل وحدد ديودوروس‬
‫الصقيل (‪ 30 -80‬ق‪.‬م) (‪ )2‬بالد اليمن باهنا تقع بي سوريا ومرص(‪ ،)3‬أما اسرتابو‬
‫(‪ 64‬ق‪.‬م‪19 -‬م)(‪ )4‬فلم ينف إىل كتابات من سبقه شيئا جديدا عن بالد العرب‬
‫عامة واليمن خاصة(‪)5‬ل وقد عد بطليموس (‪151 -121‬م) حدود جنوب اجلزير‬
‫العربية (العربية السعيد ) تبدأ حواا عرش كيلو مرتات جنوب العقبة‪ ،‬و‪.‬تد رشقا‬
‫حتى اخلليج العريب وجنوبا حتى البحر العريب(‪.)6‬‬

‫وتعد العربية السعيد (‪ ،(Arabia Felix‬عند اإلغريق أكرب األقسام‬


‫الثالثة مساحة‪ ،‬كام اسلفنا‪ ،‬ويرج أكثر الك ّتاب اإلغريق والرومان أهنا تبدأ من‬
‫مدينة هريونوبوليس القريبة من خليج السويس حاليا‪ ،‬ثم خترتق الصحراء لتصل‬
‫إىل مناطق األهوار(‪.)7‬‬

‫‪ - 1‬ناديف‪ ،‬سيد مبفر الدين‪ :‬التاريخ اجلغرايف للقرآن(‪ ،)67‬ترمجة‪ :‬عبد الشايف غنيم عبدالقادر‪ ،‬مرشوع‬
‫األلف كتاب‪ ،‬جلنة البيان العريب‪ -‬مرص‪1956 ،‬م‪ ،‬ص ‪72‬ل العبادي‪ ،‬أمحد‪ :‬اليمن يف املصادر‬
‫القديمة‪ ،‬ص ‪.233‬‬
‫‪ - 2‬للرجوع إىل النا‪( ،‬انبر)‪Bibliothéque Historique de Diodore de Sicile, Trad. Par A. :‬‬
‫‪F. Miot, (Paris L'imprimerie Royale, tome, 1, 1834), pp. 297-301.‬‬
‫‪ - 3‬العبادي‪ ،‬أمحد‪ :‬اليمن يف املصادر القديمة‪ ،‬ص ‪.154 ،147‬‬
‫‪ - 4‬للرجوع إىل النا‪( ،‬انبر)‪:‬‬
‫‪Géographie de Strabo, Trad. Par Amédée Tardiu, (Paris: Librairie Hachette‬‬
‫‪et Cie, tome 3, 1880), pp. 354-357.‬‬
‫‪ - 5‬العبادي‪ ،‬أمحد‪ :‬اليمن يف املصادر القديمة‪ ،‬ص ‪.63 -57‬‬
‫‪ - 6‬عبدالله‪ ،‬يوسف‪ :‬أوراق يف تاريخ اليمن‪ ،‬ص ‪.185‬‬
‫‪ - 7‬رمحاينل ومدين‪ :‬الدور املرصي‪ ،‬ص ‪.77‬‬
‫‪54‬‬
‫وحدودها الشاملية عند‬ ‫واستمر االلتباس حول العربية السعيد‬
‫الكالسيكيي‪ ،‬حيث دفع بعنهم مثل‪ :‬لوسيان الساموه (‪)Lucien de Samosate‬‬

‫حواا (‪180 -120‬م) بحدودها الشاملية حتى مدينة حريابوليس ‪Hierapolis‬‬


‫(منبج) يف أعاا الفرات(‪.)1‬‬

‫ونجد من األمهية أينا معرفة احلدود اجلغرافية لليمن القديم من خالل‬


‫كتابات املؤرخي واجلغرافيي العرب واملسلمي الذين ذكروا يف كتابا م معلومات‬
‫هامة عن جغرافية اليمن يف إطار احلديث عن اجلزير العربية يف عرصهم‪ ،‬فقد‬
‫عه‬ ‫حددوا اليمن باهنا قسام من أقسام اجلزير العربية‪ ،‬وأمهها وأمجعوا عه ذل‬
‫الرغم من اختالفهم يف تقسيم اجلزير العربية إىل عدد من األقسام اإال أن اليمن قسام‬
‫متفردا بخصائصه اجلغرافية واملناخية‪ ،‬ورغم اختالفهم أينا يف تثبيت حدود‬
‫اليمنل فقد ذكر لسان اليمن اهلمداين (ق‪4‬هـ) حدود اليمن بتفاصيل أكثر دقة‪ ،‬وأن‬
‫مياه البحر ييط بارض اليمن من املرشق إىل اجلنوب ثم من اجلنوب إىل املغرب‪،‬‬
‫ويفصل بينها وبي باقي جزير العرب خطا يبدأ من حدود عامن ويربين(‪ )2‬إىل حد‬
‫وكتنة‪،‬‬ ‫جـرش(‪)4‬‬ ‫ما بي اليمن والياممة‪ ،‬فةىل حدود اهلجري وتثليث(‪ ،)3‬وأهنار‬

‫‪ - 1‬رودونسون‪ ،‬ماكسيم‪ :‬بالد اليمن يف املصادر الكالسيكية‪ ،‬ترمجة‪ :‬محيد العوايض‪ ،‬كتاب ثقايف شهري ‪ ،1‬وزار‬
‫الثقافة والسياحة‪ -‬صنعاء‪2001 ،‬م‪ ،‬ص ‪.52‬‬
‫‪ - 2‬يربين‪ :‬تقع يف رشقي الياممة وهي عه ّ‬
‫حمجة عامن إىل مكة وكاهنا أدخل يف حماذا الياممة إىل اجلنوب شيئا وبينها وبي‬
‫الرمال‬
‫حرضموت الع َجم بلد واسع ال يقطع ومنبرها من الياممة بي املرشق واجلنوب وما بي يربين وبي البحر ّ‬
‫وهلا طريق إىل الياممة وإىل البحرين يف رمل وهي أرض منقطعة بي الرمال‪( .‬انبر)‪ :‬اهلمداين‪ ،‬احلسن‪ :‬صفة‬
‫جزير العرب‪ ،‬ص ‪.278‬‬
‫‪ - 3‬تثليث‪ :‬سميت هبذا االسم ألهنا مثلث لثالث طرق هي‪ :‬نجران‪ ،‬ونجد‪ ،‬واحلجاز‪ ،‬وقيل أهنا مثلث لثالثة أودية‬
‫هي‪ :‬بيشة‪ ،‬وتثليث‪ ،‬والدواك‪ ،‬وهي تقع رشق إقليم عسري‪ ،‬يف تقاطع خطي العرض ‪ o19.35‬شامال‪ ،‬والطول‬
‫‪ o43.32‬رشقا‪( .‬انبر)‪ :‬العمروي‪ ،‬عمر بن غرامة‪ :‬منطقة تثليث وما حوهلا عرب العصور‪ ،‬دار الطحاوي للنرش ‪-‬‬
‫الرياض‪1424،‬هـ‪ ،‬ص ‪.41‬‬
‫‪ - 4‬جرش‪ :‬تقع بالقرب من خط طول‪ 43‬رشقا‪ ،‬وخط العرض ‪ o18.15‬شامال‪( .‬انبر)‪ :‬اجلاك‪ ،‬محد‪ :‬يف كا غامد‬
‫وزهران‪ ،‬دار الياممة ‪ -‬الرياض‪ ،‬ط (‪1397 ،)2‬هـ‪1977 /‬م‪ ،‬ص ‪.49‬‬
‫‪55‬‬
‫منحدرا يف الرسا عه شعف عنز إىل امة عه أم جحدم إىل البحر حذاء جبل يقال‬
‫له كدمل بالقرب من محنة وذل حد ما بي بلد كنانة واليمن من بطن امة‪ ،‬وأول‬
‫فاطراف جبال‬ ‫إحاطة البحر باليمن من ناحية دما فطنوى فاجلمجة فرأس الفرت‬
‫اليحمد(‪ ،)1‬ويف هذا التحديد اجلغرايف الدقيق جعل اهلمداين إقليم عامن منافا إىل‬
‫اليمن‪[ ،‬خارطة رقم (‪ ])3‬أما اجلغرايف ابن حوقل (ق‪4‬هـ) فقد حدد اليمن باهنا من‬
‫ديار العرب وتشتمل عه امة(‪ ،)2‬ونجد اليمن‪ ،‬وعامن‪ ،‬واملهر ‪ ،‬وبالد صنعاء‪،‬‬
‫الرسين حتى ينتهي عه‬
‫وعدن‪ ،‬وسائر فاليف اليمن‪ ،‬وأن حدودها ما كان من حد ّ‬
‫ناحية يلملم عه ظهر الطائف تدا عه نجد اليمن إىل بحر العرب مرشقا فمن‬
‫عه نحو ثلثي من ديار العرب(‪ ،)3‬وجاء الرحالة خرسو‬ ‫اليمن‪ ،‬ويكون ذل‬
‫ليوافقهام عه حدود اليمن حيث أكد عه أن‪ :‬اليمن واحلجاز حماطان بالبحر من‬
‫ثالث جهاتل فمن الرشق بحر البرص ‪ ،‬ومن الغرب بحر القلزم‪ ،‬والبحر املحيط‬
‫من اجلنوب‪ ،‬وأن حدود بالد اليمن‪ :‬من مكة شامال إىل عدن جنوبا‪ ،‬ومن عامن رشقا‬
‫إىل اجلار غربا(‪ ،)4‬عه الرغم من أنه خالف ابن حوقل‪ ،‬فزاد يف حدود اليمن من‬
‫الرسين متعديا جد إىل اجلار‪.‬‬
‫ّ‬
‫أما البكري (ق‪4‬هـ) فقد خالف اهلمداين يف تثبيت حدود اليمنل فذكر أن‬

‫‪ - 1‬اهلمداين‪ ،‬احلسن‪ :‬صفة جزير العرب‪ ،‬ص ‪90‬ل احلموي‪ ،‬ياقوت‪ :‬معجم البلدان‪ ،‬مج (‪،)5‬‬
‫ص‪.449 -447‬‬
‫‪ - 2‬امة‪ :‬قطعة من اليمن وهي جبال مشتبكة أوهلا مرشف عه بحر القلزم ا ييل غربيها ورشقيها‬
‫بناحية صعد وجرش ونجران وشامهلا حدود مكة وجنوهبا صنعاء‪( ،‬انبر)‪ :‬ابن حوقل‪ ،‬أبو‬
‫القاسم‪ :‬صور األرض‪ ،‬ص ‪.43‬‬
‫‪ - 3‬ابن حوقل‪ ،‬أبو القاسم‪ :‬صور األرض‪ ،‬ص ‪.29‬‬
‫‪- 4‬علوي‪ ،‬نارص‪ :‬سفر نامة‪ ،‬ص ‪142 ،141‬ل وجدي‪ ،‬حممد‪ :‬دائر معارف القرن العرشون‪ ،‬مج‬
‫(‪ ،)10‬ص‪.954‬‬
‫‪56‬‬
‫حدودها ا ييل الرشق رمل بني سعد الذي يقال له يربين‪ ،‬وهو منقاد من الياممة‬
‫حتى يرشع يف البحر بحرضموت‪ ،‬و ا ييل املغرب بحر جد ‪ ،‬إىل عدن أبي‪ ،‬وحدها‬
‫الثالث شامال طلحة املل إىل رشون من أعامل مكة(‪ ،)1‬أما ياقوت احلموي (ق‪7‬هـ)‬
‫فقد نقل عن األصمعي والبكريل فذكر أن حدود اليمن تشمل ما بي عامن إىل‬
‫نجران ثم يلتوي عه بحر العرب إىل عدن إىل الشحر حتى جيتاز عامن فينقطع من‬
‫بينونة – وبينونة بي عامن والبحرين وليست من اليمن‪( -‬هذا قول األصمعي)‪،‬‬
‫وحدود اليمن من وراء تثليث وما سامتها إىل صنعاء وما قارهبا إىل حرضموت‬
‫والشحر وعامن إىل عدن أبي وما ييل ذل من التهائم والنجود(‪.)2‬‬

‫ابن هبرام (ق‪11‬هـ) فذكر اليمن باهنا بالد واسعة‬ ‫ووافقهام يف ذل‬
‫ومشهور (‪ ،)3‬وحدودها من الرشق بالد عامن‪ ،‬واجلنوب بحر العرب‪ ،‬واحلجاز‬
‫شامال‪ ،‬ويف الغرب بحر السويس‪ ،‬وهي مقسمة إىل أربعة أقسام‪ :‬امة‪ ،‬اليمن‪ ،‬نجد‬
‫اليمن‪ ،‬واألحقاف(‪.)4‬‬

‫وذكر املسعودي (ت ‪346‬هـ)ل أن بلد اليمن طويل عريض‪ :‬حده ا ييل‬

‫‪ - 1‬البكري‪ ،‬عبدالله‪ :‬معجم ما أستعجم‪ ،‬ج (‪ ،)4‬ص‪1401‬ل الغنيم‪ ،‬عبدالله‪ :‬أقاليم اجلزير ‪ ،‬ص‪.39‬‬
‫‪ - 2‬أورد احلموي تفصيال لرأي اهلمداين يف اليمن‪( ،‬انبر)‪ :‬احلموي‪ ،‬ياقوت‪ :‬معجم البلدان‪ ،‬ج (‪ ،)5‬ص‪447‬ل‬
‫وجدي‪ ،‬حممد‪ :‬دائر معارف القرن العرشون‪ ،‬مج (‪ ،)10‬ص ‪.954‬‬
‫‪ - 3‬اليمن‪ :‬سميت باليمن لنزول يقطن بن عابر بن شالخ إليها فقالت العرب تيمن بنو يقطن‪ ،‬ودعيت كذل‬
‫ألسباب خيتلف يف تفسريها كثري من الباحثي‪ ،‬فبعنهم يقول ملوقعها اجلغرايف من الكعبة‪ ،‬فهي عه اليمي‬
‫منها بعكس الشام التي تقع يف اباه شامل الكعبةل (انبر)‪ :‬عه سبيل املثال نقوش ( ‪RES 3022, Ja‬‬
‫‪)576, 16.‬ل وآخرون يعتمدون يف تفسريهم السم اليمن عه ما يعنيه (الي ْمن) يف اللغة العربية‪( ،‬انبر)‪:‬‬
‫الدمشقي‪ ،‬أيب بكر‪ :‬جزير العرب يف كتاب فترص اجلغرافيا‪ ،‬ص ‪40‬ل األشبط‪ ،‬عيل عبد الرمحن‪ :‬األحباش‬
‫يف تاريخ اليمن القديم من القرن األول حتى القرن السادس امليالدي‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬قسم التاريخ‪-‬‬
‫كلية اآلداب‪ -‬جامعة صنعاء‪1426 ،‬هـ‪2005 /‬م‪ ،‬ص ‪.51‬‬
‫‪ - 4‬الدمشقي‪ ،‬أيب بكر‪ :‬جزير العرب يف كتاب فترص اجلغرافيا‪ ،‬ص ‪.41 ،40‬‬
‫‪57‬‬
‫مكة إىل املوضع املعروف بطلحة املل سبع مراحل‪ ،‬ومن صنعاء إىل عدن ‪ -‬وهو‬
‫آخر عمل اليمن‪ -‬تسع مراحل‪ ،‬واملرحلة مخسة فراسخ(‪ )1‬إىل ستة‪ ،‬واحلد الثاين من‬
‫وداي َو َحا إىل ما بي مفاوز حرضموت وعامن عرشون مرحلة‪ ،‬وييل الوجه الثالث‬
‫بحر اليمن ‪ ...‬فيجمع ذل عرشون مرحلة ‪ ،‬وأكد القلقشندي يف أن طلحة املل‬
‫حدا لليمن(‪.)2‬‬

‫كام قام (الوييس) بتحديد املوقع الفلكي لليمن القديم معتمدا بذل عه ما‬
‫أورده اهلمداين يف يديده لليمن يف كتابه الصفة باهنا تقع بي الدرجة ‪ 12.5‬شامل‬
‫خط االستواء إىل الدرجة ‪ 21‬من دوائر العرض‪ ،‬وبي الدرجة (‪ ) o43‬رشقي‬
‫(غرينتش) إىل (‪ ) o60‬من خطوط الطول(‪.)3‬‬

‫ويرج الباحث ا سبق ذكره بان قول اهلمداين يف يديد موقع اليمن هو‬
‫أص األقوالل وقد أيد هذا الرأي الكثري من الباحثي املعارصين والدارسي‬
‫جلغرافية وتاريخ اليمن القديم(‪.)4‬‬

‫‪ - 1‬املرحلة‪ :‬تساوي مخسة فراسخ أو ستةل والفرسخ يساوي ثالثة أميال أو (‪ )5555‬مرتا إن كان بحريا‪ ،‬و‬
‫(‪ )4444‬مرتا إن كان بريا‪( .‬انبر)‪ :‬وجدي‪ ،‬حممد‪ :‬دائر معارف القرن العرشون‪ ،‬مج (‪ ،)7‬ص ‪.168‬‬
‫‪ - 2‬املسعودي‪ ،‬عيل بن احلسي (ت ‪346‬هـ)‪ :‬مروج الذهب ومعادن اجلوهر‪ ،‬تقديم‪ :‬قاسم وهب‪ ،‬ج (‪،)2‬‬
‫وزار الثقافة‪ -‬دمشق‪1998 ،‬م‪ ،‬ص ‪13‬ل القلقشندي‪ ،‬أمحد بن عيل‪ :‬صب األعشى يف كتابة اإلنشاء‪،‬‬
‫دار الكتب اخلديوية‪ ،‬املطبعة األمريية‪ -‬القاهر ‪1333 ،‬هـ‪1915 /‬م‪ ،‬ج (‪ ،)5‬ص ‪.6‬‬
‫‪ - 3‬الوييس‪ ،‬حسي عيل‪ :‬اليمن الكربى‪ ،‬كتاب جغرايف جيولوجي تارخيي‪ ،‬ج (‪ ،)1‬مكتبة اإلرشاد‪ -‬صنعاء‪،‬‬
‫ط (‪1412 ،)2‬هـ‪1991 /‬م‪ ،‬ص ‪.20 ،18‬‬
‫‪ - 4‬الرشعبي‪ ،‬عبدالغني عيل سعيد‪ :‬العالقات اليمنية املرصية من خالل الشواهد األثرية واألدلة التارخيية‬
‫منذ القرن الثامن قبل امليالد وحتى القرن السادس امليالدي‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية اآلثار‪ -‬جامعة‬
‫القاهر ‪1995 ،‬م‪ ،‬ص ‪3 ،2‬ل الوييس‪ ،‬حسي‪ :‬اليمن الكربى‪ ،‬ص ‪20‬ل أبو الغيث‪ ،‬عبدالله‪ :‬العالقات‬
‫السياسية‪ ،‬ص ‪.32‬‬
‫‪58‬‬
‫ب‪ .‬أمهي ــة امل ــوقــع‪:‬‬

‫تكمن أمهية موقع اليمن القديم املتميز يف اجلزير العربية من الناحية‬


‫اجليولوجية والطبوغرافية‪ ،‬يف أن هذا املوقع جعلها بيئة طبيعية ومتحفا جيولوجيا‬
‫هاما‪ ،‬نبرا لتعدد وحدا ا الصخرية وتراكيبها اجليولوجية والتناريسية(‪ ،)1‬ا أدى‬
‫بدوره أينا إىل االختالف والتنوع يف مناخها الفصيل (املوسمي) ودرجات احلرار‬
‫اليومية من منطقة إىل أخرى‪ ،‬ومعلوم أن اليمن يقع ضمن املناطق املوسمية‪ ،‬ويبدأ‬
‫موسم أمطار الصيف [د ث ا ن = ‪( ]DṮƆN‬الدثاء) من أوائل شهر فرباير وتستمر‬
‫إىل نصف شهر أبريل‪ ،‬وأما أمطار اخلريف [ذ خ ر ف ن = ‪ ]ḎḪRFN‬فةهنا تبدأ من‬
‫أوائل شهر يونيه وتستمر إىل هناية أغسطس‪ ،‬وال يسقط مطر يف الشتاء الذي يبدأ من‬
‫سبتمرب إال نادرا يف بعض السني‪ .‬وترتاوح درجات احلرار يف منطقة امة املمتد عه‬
‫طول ساحل البحر األمحر (ما بي ‪ o25‬م إىل ‪o35‬م) يف الشتاء‪ ،‬ومن (‪ o35‬م إىل ‪o45‬م)‬
‫يف الصيف‪ ،‬ودرجة الرطوبة مرتفعة‪ ،‬أما املناطق اجلبلية فةن معدهلا يرتاوح ما بي‬
‫(‪ o3‬م) يت الصفر إىل (‪o20‬م) فوق الصفر يف فصل الشتاء‪ ،‬و(ما بي ‪ o11‬م إىل‬
‫‪o27‬م) يف فصل الصيف‪ ،‬وتتميز املنطقة اجلبلية بقلة رطوبتها(‪.)2‬‬

‫نتج عن ذل توفر حماصيل زراعية متنوعة عه مدار السنة‪ ،‬إضافة إىل ما حيتويه‬
‫موقع اليمن القديم من ثروات طبيعية غنية جدا جعلته حمط أنبار واهتامم احلنارات‬
‫املجاور ‪.‬‬

‫االزدهار احلناري والثراء ورغد العيش وتقدم‬ ‫فيه أن ذل‬ ‫و ا ال ش‬


‫املجتمع املدين الذي بلغته اليمن قديام والذي كان موضع إعجاب الك ّتاب اليونان‬

‫‪ - 1‬القده‪ ،‬حممد عبد الباري‪ ،‬وآخرون‪ :‬جيولوجية اليمن ‪ ،‬املوسوعة اليمنية‪ ،‬مؤسسة العفيف‬
‫الثقافية‪ ،‬صنعاء‪ ،‬مج (‪ ،)2‬ط (‪1423 ،)2‬هـ‪2003 /‬م‪ ،‬ص ‪.934‬‬
‫‪ - 2‬رمحاينل ومدين‪ :‬الدور املرصي‪ ،‬ص ‪.80‬‬
‫‪59‬‬
‫والرومان‪ ،‬استند إىل عاملي أساسيي مها الزراعة والتجار ‪ ،‬ا جعل منها أن تكون‬
‫مركزا مهام للحنارات البرشية القديمة التي أسهمت إسهاما كبريا يف تاريخ‬
‫احلنارات العاملية‪.‬‬

‫فموقعها الفلكي واجلغرايف وحبها الوافر من مياه األمطار وخصوبة أرضها‬


‫مقارنة ببقية مناطق اجلزير ‪ ،‬جعل اجلغرافيي العرب يصفوهنا باليمن اخلرضاء‪،‬‬
‫لكثر أشجارها وزروعها وثامرها(‪)1‬ل فهي نقطة اخلصب يف جزير العرب‪ ،‬ومركز‬
‫من إنتاج حماصيل زراعية‬ ‫السكاين فيها حتى يومنا هذا(‪)2‬ل فقد مكّنها ذل‬
‫الثقل ُّ‬
‫كاحلبوب والفواكه‪ ،‬وعطرية كاللبان واملر والقرفة والقسط‪... ،‬إلخ‪ ،‬والتي كانت‬
‫ال تنتج يف غري أراضيهال فكان هناك من يلتزم يف رشاء هذه املحاصيل لتقديمها‬
‫للمعابد‪ ،‬كنذور وتقدمات لآلهلة ملامرسة الطقوس الدينية بةرشاف كهنة املعابد‪،‬‬
‫ومنهم من كان يتفاخر يف اقتنائها كامللوك وأهل الرتف‪ ،‬ومل يكن حلنارات العاملي‬
‫الرشقي والغريب غنى عنها سواء يف احليا الدينية أو االجتامعيةل حيث كانت تل‬
‫املحاصيل ثرو هامة تعد يف ذل احلي بمثابة النفط والذهب اليوم‪.‬‬

‫كام يمثّل موقع اليمن القديم أمهية جيو‪ -‬سياسية وجيوسرتاتيجية واقتصادية‬
‫قصوى من حيث وجود منيق باب املندب الذي يبلغ طولة (‪ 56‬كلم) وعرضه (‪28‬‬
‫كلم) وبعمق (‪150‬م) يف املتوسط‪ .‬يتحكم هذا املنيق تقريبا يف كل احلركة التجارية‬
‫والبحرية(‪.)3‬‬

‫‪ - 1‬اهلمداين‪ ،‬احلسن‪ :‬صفة جزير العرب‪ ،‬ص ‪.90‬‬


‫‪ - 2‬احلفيان‪ ،‬عوض‪ :‬اجلغرافيا العامة‪ ،‬ص ‪.24‬‬
‫‪ - 3‬بافقيه‪ ،‬حممد عبدالقادر‪ :‬يف العربية السعيد [دراسات تارخيية قصري ]‪ ،‬ج (‪ ،)1‬مركز الدراسات‬
‫والبحوث اليمني‪1408 ،‬هـ‪1987 /‬م‪ ،‬ص ‪.18‬‬
‫‪60‬‬
‫ونبرا ملوقع اليمن املتميز جغرافيا فقد سيطر عه منافذ احلركة التجارية بي‬
‫الرشق والغرب‪ ،‬سواء املنافذ الربية أو البحرية‪ ،‬فقد كان بارها حيتكرون البنائع‬
‫املنقولة عن طريق التجار اليمنيي‬ ‫واملنتجات النفيسة سواء املنتجة حمليا أو تل‬
‫املتنقلي ما بي اهلند والرشق األقىص وأفريقيا‪ ،‬ذل ما جعل اليمن القديم تثري ثراء‬
‫فاحشا نبرا لبيع تل املنتجات باسعار باهبة حرصا من مقتنييها عه اسرتضاء اآلهلة‬
‫بحرق البخور وغريه من الطيوب أمامها ويف أروقة معابدها(‪.)1‬‬

‫ن‬
‫وصل يف حركة التجار العاملية بي اهلند‬ ‫ومثّل موقع اليمن القديم مهز‬
‫وجنوب رشق آسيا ورشق أفريقيا ودول البحر املتوسط من خالل املوانئ البحرية‬
‫وباب املندب(‪ ،)2‬والتي وجدت منذ القدم ‪-‬يف موزع(‪ ،)3‬و(ميناء قنا) بحرضموت(‪،)4‬‬
‫مراكز بارية مهمة لتصدير املنتجات اليمنية ولتجميع‬ ‫وعدن‪ -‬فشكلت بذل‬

‫‪ - 1‬احلفيان‪ ،‬عوض‪ :‬اجلغرافيا العامة‪ ،‬ص ‪.25‬‬


‫‪ - 2‬باب املندب‪ :‬من املنائق املهمة عند مدخل البحر األمحر‪ ،‬عه بعد ‪ 70‬كلم جنوب املخا‪ ،‬وعند مدخله‬
‫جزير بريم‪ ،‬ومن جباله الشيخ سعيد الذي يبلغ ارتفاعه ‪300‬م عن سط البحر‪ ،‬ويسيطر من اجلنوب‬
‫عه البحر العريب املتصل باملحيط اهلندي‪( .‬انبر)‪ :‬الوييس‪ ،‬حسي‪ :‬اليمن الكربى‪ ،‬ص ‪.29-28‬‬
‫‪ - 3‬موزع‪ :‬من مدن امة ‪ ،‬تقع جنوب غرب مدينة تعز‪ ،‬ورشق ميناء املخا بمسافة ‪ 30‬كلم‪( ،‬انبر)‪:‬‬
‫اهلمداين‪ ،‬احلسن‪ :‬صفة جزير العرب‪ ،‬ص ‪ ( ،95‬املتن واهلامش)‪ .‬وذكرها الكالسيكيي باسم‬
‫(موشج ‪ -‬موزا) وهي ميناء قديم ما بي موزع يف الشامل واملخا يف اجلنوب‪ ،‬حول منطقة وادي‬
‫السحارى وهو ليس املخا كام أشار بعض الباحثي‪( .‬انبر)‪ :‬الشيبة‪ ،‬عبدالله‪ :‬ترمجات يامنية‪ ،‬ص ‪.93‬‬
‫‪ - 4‬حرضموت‪ :‬صقع مشهور يف اجلنوب الرشقي من اليمن عه ساحل املحيط اهلندي وحيدها من‬
‫اجلنوب املحيط اهلندي‪ ،‬والربع اخلاا واألحقاف من الشامل‪ ،‬كام يدها صنعاء من الغرب‪،‬‬
‫وتشمل بلدان كثري كشبام حرضموت وتريم وظفار احلبويض والشحر واملكال وبالد دوعن‪.‬‬
‫(انبر)‪ :‬املسعودي‪ ،‬عيل‪ :‬مروج الذهب‪ ،‬ج (‪ ،)2‬ص ‪89‬ل احلجري‪ ،‬حممد بن أمحد‪ :‬جمموع بلدان‬
‫اليمن وقبائلها‪ ،‬يقيق‪ :‬إسامعيل بن عيل األكوع‪ ،‬دار احلكمة اليامنية ‪ -‬صنعاء‪ ،‬مج (‪ ،)1‬ج (‪،)2‬‬
‫ط (‪1416،)2‬هـ‪1996 /‬م‪ ،‬ص ‪.264 -263‬‬
‫‪61‬‬
‫ما أدى إىل تنامي ثروات اليمنيي‬ ‫البنائع املستورد من البلدان األخرى(‪ ،)1‬وذل‬
‫وازدهار بالدهم اقتصاديا وسياسيا‪.‬‬

‫كام أعطى موقع اليمن القديم املحصور بي ساحلي كبريين ووجود عدد كبري‬
‫من اجلزر أمام شواطئه أمنا غذائيا واقتصاديا هاما من خالل وجود الثروات البحرية‬
‫النخمة(‪.)2‬‬

‫ونتيجة لام سلف ذكره من أمهية املوقع املكاين لليمن القديم بي حنارات‬
‫الرشق القديم‪ ،‬و‪.‬ركزها عه طرق التجار العاملية والسيطر عليه من خالل إقامة‬
‫املراكز واملحطات واملوانئ املؤمنة لألعامل التجارية‪ ،‬وخصوبة األرض اليمنية‪ ،‬وتنوع‬
‫منتجا ا وحماصيلها‪ ،‬وامتالكها عددا كبريا من اجلزر اهلامة التي يفوق عددها ستون‬
‫سقطرى(‪)4‬‬ ‫جزير موزعة يف البحر األمحر والبحر العريب وخليج عدن(‪ ،)3‬وتعد جزير‬

‫‪ - 1‬احرتف اليمنيي القدماء مهنة املالحة البحرية من خالل معرفتهم باكار واباهات هبوب الرياح املوسمية‬
‫اجلنوبية الغربية صيفا‪ ،‬والرياح املوسمية الشاملية الرشقية شتاء‪ ،‬ا شكل عامل مساعد وفعال يف تقوية‬
‫نشاطهم التجاري البحري بي القارتي األفريقية واآلسيوية ودول حوض البحر املتوسط‪.‬‬
‫‪ - 2‬العبادي‪ ،‬أمحد‪ :‬اليمن يف املصادر القديمة‪ ،‬ص ‪.8‬‬
‫‪ - 3‬احلفيان‪ ،‬عوض‪ :‬اجلغرافيا العامة‪ ،‬ص ‪.15‬‬
‫‪ - 4‬سقطرى‪ :‬جزير كبري يف املحيط اهلندي‪ ،‬تبعد عن عدن ‪ 850‬كلم‪ ،‬وتبعد عن رأس فرت عه الساحل اجلنويب لليمن‬
‫‪193‬ميال بحريا‪ ،‬وتبلغ مساحتها ‪3100‬كلم‪1200( = ،‬ميال مربعا)‪ ،‬ويتبعها عدد من اجلزر مثل‪ :‬عبد الكوري‬
‫وسمحة ودرسة وسمبويه‪ .‬يرتكز السكان فيها يف حديبو وقلنسية‪ .‬لغة أهلها من اللغة املعينية والسبئية اليمنية‬
‫القديمة‪ .‬تتميز بتنوع نباتا ا وطيورها وحيوانا ا‪ ،‬وهي موطن ألغرب النباتات يف العامل‪ ،‬وأشهرها دم األخوين‪.‬‬
‫لالستزاد (انبر)‪ :‬دائر املعارف االسالمية‪ :‬ماد (سقطرى) ‪ ،‬مج (‪ ،)11‬ص ‪ ،480 – 470‬مج (‪ ،)12‬ص ‪– 3‬‬
‫‪8‬ل املقحفي‪ ،‬إبراهيم أمحد‪ :‬معجم البلدان والقبائل اليمنية‪ ،‬ج (‪ ،)1‬دار الكلمة ‪ -‬صنعاء‪ ،‬ط (‪1422 ،)1‬هـ‪/‬‬
‫‪2002‬م‪ ،‬ص‪797‬ل عبدالله‪ ،‬يوس ف حممد‪ :‬سقطرى ‪ ،‬املوسوعة اليمنية‪ ،‬مؤسسة العفيف الثقافية – صنعاء‪ ،‬مج‬
‫(‪ ،)3‬ط (‪1423 ،)2‬هـ‪2003 /‬م‪ ،‬ص ‪ .1598‬وورد ذكرها يف نقشي سبئيي متاخرين بلفظ [ة ك ر د] ‪CIH‬‬
‫‪621/6, BR- yanbuq 47/5‬ل وقد فرسها بافقيه وغريه باهنا تعني سقطرى‪ .‬الشيبة‪ ،‬عبدالله‪ :‬ترمجات يامنية‪،‬‬
‫ص‪93‬ل بافقيه‪ ،‬حممد عبدالقادر‪ ،‬الفريد بيستون‪ ،‬كريستيان روبان‪ ،‬حممد الغول‪ :‬فتارات من النقوش اليمنية القديمة‪،‬‬
‫املنبمة العربية للرتبية والثقافة والعلوم‪ -‬تونس‪1985 ،‬م‪ ،‬ص ‪.439‬‬
‫‪62‬‬
‫وأرخبيلها أبرز اجلزر اليمنية وأمهها‪ ،‬يليها جزير بريم (ميون)(‪ ،)1‬وجزير كمران(‪)2‬ل‬
‫أنبار الطامعي من القوى اخلارجية يف السيطر عه ثروات‬ ‫وقد لفت كل ذل‬
‫وخريات هذا البلد‪ ،‬والتي كانت ترتبا أوقات النعف السياه التي ‪.‬ر به اليمن‬
‫القديم من ن‬
‫آن إىل آخر لتقوم بالسيطر عليها وعه مواردها االقتصادية والاملية‪ ،‬ومن‬
‫أمثلة ذل ‪:‬‬

‫حماوالت الرومان الفاشلة عام (‪ 24‬ق‪.‬م)‪ ،‬وحماوالت األحباش املتكرر ‪،‬‬


‫التي انتهت عام (‪525‬م)‪ ،‬بالسيطر عه اليمن بقياد أبرهة احلبيش‪ ،‬والتي باركتها‬
‫دولة الفرسل وبعد إخراج األحباش عه‬ ‫اإلمرباطورية البيزنطيةل لتعارض بذل‬
‫يد سيف بن ذي يزن وبمباركة من الفرس استطاع الفرس أينا السيطر عه‬
‫حتى اعتناق باذان الفاره واا الفرس عه اليمن دين‬ ‫اليمن‪ ،‬واستمر ذل‬
‫من السيطر الفارسية والبيزنطية ببهور دين‬ ‫اإلسالمل فخلصت اليمن بذل‬
‫اإلسالم ودخول أهلها فيه‪.‬‬

‫فةن احلدود البحرية(‪ )3‬جعلت جلنوب اجلزير العربية موقعا‬ ‫إضافة إىل ذل‬

‫‪ - 1‬جزير ميون(بريم)‪ :‬هي جزير يمنية تقع يف منيق باب املندب بي خليج عدن والبحر األمحر‪( .‬انبر)‪:‬‬
‫احلجري‪ ،‬حممد‪ :‬جمموع بلدان اليمن وقبائلها‪ ،‬مج (‪ ،)2‬ص ‪.726‬‬
‫‪ - 2‬كمران‪ :‬من اجلزر اليمنية يف البحر األمحر قريبة من احلديد ‪ ،‬وحماذية لشبه جزير الصليف‪( .‬انبر)‪ :‬احلجري‪،‬‬
‫حممد‪ :‬املرجع السابق‪ ،‬مج (‪ ،)1‬ص ‪187‬ل العمري‪ ،‬حسي عبدالله‪ :‬كمران ‪ ،‬املوسوعة اليمنية‪ ،‬مؤسسة‬
‫العفيف الثقافية – صنعاء‪ ،‬مج (‪ ،)4‬ط (‪1423 ،)2‬هـ‪2003 /‬م‪ ،‬ص ‪.2458‬‬
‫‪ - 3‬اعتمد اإلنسان يف بدايات عهد نشوء املدن والدول عه البواهر الطبيعية كحدود فاصلة ألهنا ‪.‬ثل حواجز ‪.‬نع‬
‫تقدم اجلامعات البرشية‪ ،‬كام تقوم بوظيفة احلامية األمنية‪ ،‬وهي تتبع خطوط السالسل اجلبلية‪ ،‬أو خطوط تقسيم‬
‫املياه النهرية‪ ،‬ومنها البحريات واملستنقعات‪ ،‬كام تساهم مناطق الغابات والصحاري يف تعيي احلدود الطبيعية‪،‬‬
‫وتشكل البحار واملحيطات أهم الفواصل الطبيعية بي الدول واملناطق اإلقليمية‪ ،‬وهي حمل اهتامم بالغ منذ فجر‬
‫التاريخ القديم‪ ...‬إلخ‪( .‬انبر)‪ :‬حسي‪ ،‬عدنان السيد‪ :‬اجلغرافيا السياسية واالقتصادية والسكانية للعامل‬
‫املعارص‪ ،‬املؤسسة اجلامعية للدراسات والنرش والتوزيع – بريوت‪ ،‬ط (‪1416 ،)2‬هـ‪1996 /‬م‪ ،‬ص ‪.54 ،51 ،50‬‬

‫‪63‬‬
‫شبه مغلق (حمصن) وآمن من اهلجامت اخلارجية‪ ،‬أدى ذل بدوره إىل خلق عائق يف‬
‫إمكانية الوصول إليها‪ ،‬من قبل الغزا ‪ ،‬كام حد من التواصل احلناري مع العامل‬
‫اخلارجي‪ ،‬وحافظ عه السامت اخلاصة باحلنار القديمة جلنوب اجلزير العربية‪،‬‬
‫مع وجود بعض التاثريات األجنبية البسيطة التي انتقلت عن طريق التجار مع‬
‫العامل اخلارجي‪.‬‬

‫ويعد سهل امة نقطة النعف الوحيد يف حدود جنوب اجلزير العربية‪،‬‬
‫التي من خالهلا استطاع الرومان الوصول إىل عمق جنوب اجلزير العربية‪ ،‬يف محلة‬
‫عرفت باسم محلة أليوس جالوس يف عام (‪24‬ق‪.‬م)‪ ،‬وتلقت مساعد من‬
‫األنباط(‪.)1‬‬

‫ج‪ .‬أقسام جنوب اجلزير العربية‬

‫‪ ‬تقسيامت جنوب اجلزير العربية عند الك ّتاب واملؤرخي الكالسيكيي‪:‬‬

‫انصب جل اهتامم املؤرخي الكالسيكيي حول صادرات ومنتجات بالد‬


‫العربية السعيد ‪ ،‬وذكر بعض نباتا ا وأهم مراكزها التجارية والزراعية‪ ،‬ويديد‬
‫موقعها من اجلزير العربية والتلمي لبعض الكها وحوابها‪ ،‬وذكر بعض‬
‫الروايات األسطورية وبعض أسامء القبائل القاطنة فيها‪.‬‬

‫وأشار بعض الك ّتاب الكالسيكيي إىل تقسيامت بالد العربية السعيد ‪-‬‬
‫باليشء اليسري‪ ،-‬ومل يكن هنال ثمة توضي ألقسامها ‪ -‬كام هو موض يف كتابات‬
‫املؤرخي واجلغرافيي العرب واملسلمي‪ -‬حيث وجد الباحث أن الك ّتاب‬

‫‪ - 1‬الشتلة‪ ،‬إبراهيم يوسف أمحد‪ :‬محالت الرومان عه اجلزير العربية ‪ ،‬جملة الدار ‪ ،‬ع (‪ ،)3‬دار‬
‫املل عبدالعزيز‪ -‬الرياض‪1404 ،‬هـ‪ ،‬ص ‪ 104‬وما يليها‪.‬‬
‫‪64‬‬
‫الكالسيكيي قد قسموا العربية السعيد تقسيام سياسيا بحسب تواجد القوى‬
‫واحلابات والتي كانت تسيطر عه املراكز‬ ‫املامل‬ ‫السياسة املسيطر عه تل‬
‫اإلنتاجية والتجارية وطرق التجار التي تقع ضمن حدودها اإلقليمية‪.‬‬

‫وأهم هؤالء الك ّتاب الذين ذكروا تقسيامت العربية السعيد ‪-‬بحسب القوى‬
‫السياسة‪ -‬هو (ايراتوسثينس السرييني) ‪196 -276( Eratosthenes de Cyrene‬‬
‫ق‪.‬م) يف مؤلفه اجلغرايف الكبري الذي فقد ومل يتبق منه سوى بعض النتف‬
‫والقصاصات‪ ،‬بان بالد العربية السعيد تتوزع عه أربع فئات أو دول أو ال‬
‫فتلفة هي‪ :‬السبئيون وعاصمتهم مارب‪ ،‬واملعينيون وعاصمتهم قرناو(‪،)1‬‬
‫والقتبانيون (الذين ينتجون البخور) وعاصمتهم ‪.‬نع(‪ ،)2‬واحلنارمة (الذين‬
‫ويعترب (إيراتوسثنيس) أول من ذكر عواصم‬ ‫(‪)3‬‬ ‫ينتجون املر) وعاصمتهم شبو‬

‫‪ - 1‬قرناو‪ :‬وهي عاصمة املعينيي‪ ،‬وقد ذكرت يف عدد من النقوش اليمنية القديمة بلفظ [ق ر ن و]‬
‫‪ . RES 2774/2, RES 236/3, RES 2945/2, RES 3012/9 etc‬الشيبة‪ ،‬عبدالله‪:‬‬
‫ترمجات يامنية‪ ،‬ص ‪.89‬‬
‫‪. - 2‬نع‪ :‬أسم احلاب القتبانية التي تعرف ألطالهلا اليوم باسم هجر كحالن يف وادي بيحان‪ ،‬وقد‬
‫ذكرت يف عدد كبري من النقوش اليمنية القديمة بلفظ [ت م ن ع]‪RES 3566/4,8, RES :‬‬
‫‪ .3691/8, RES 3693/4, RES 3878/8, RES 3946/2, Ja 692/34 etc.‬الشيبة‪،‬‬
‫عبدالله‪ :‬ترمجات يامنية‪ ،‬ص ‪.90 ،89‬‬
‫‪ - 3‬شبو ‪ :‬ورد ذكرها يف القوش اليمنية القديمة‪ ،‬احلرضمية‪RES 2693/6, RES 4912/11, Ja :‬‬
‫‪ 892/8‬والسبئية ‪ ، Fa 102/4, Ja 662/13‬واملعينية ‪( .NKB 82/3‬انبر)‪ :‬الشيبة‪،‬‬
‫عبدالله‪ :‬ترمجات يامنية‪ ،‬ص ‪90‬ل الشيبة‪ ،‬عبدالله حسن‪( :‬ي م ن ت) يف النقوش اليمنية القديمة‬
‫املعنى والداللة ‪ ،‬دراسات سبئية – دراسات يف اآلثار والنقوش والتاريخ مهدا إىل يوسف حممد‬
‫عبدالله‪ ،‬ألساندرو دي ميجريه‪ ،‬كريسنيان روبان بمناسبة بلوغهم الستي عاما‪ ،‬صنعاء‪ -‬نابوا‪،‬‬
‫‪2005‬م‪ ،‬ص ‪.104‬‬
‫‪65‬‬
‫اليمنية القديمة سالفة الذكر(‪)1‬ل كام أكد هذا التقسيم أينا اجلغرايف‬ ‫املامل‬
‫اإلغريقي الشهري اسرتابو (حواا ‪ 63‬ق‪.‬م ‪24 -‬م) يف كتابة املشهور بـ جغرافية‬
‫اسرتابو (‪.)2‬‬

‫‪ ‬تقسيامت جنوب اجلزير العربية عند الكتّاب واملؤرخي واجلغرافيي العرب‪:‬‬

‫تعد املصادر العربية الرتاثية ككتب التاريخ واجلغرافيا ومعاجم‬


‫البلدان‪...‬إلخ‪ ،‬أهم املصادر التي تتحدث بالتفصيل عن جغرافية بالد اليمن‬
‫اخلرضاء وتقسيام ا ومنتجا ا و الكها رغم اختالفهم يف حدودها وتقسيامت هذا‬
‫البلد سواء كان جغرافيا أو سياسيا‪.‬‬

‫ومن الذين أهتموا ببالد اليمن اخلرضاء وذكروها يف كتابا م‪ :‬لسان اليمن‬
‫ن‬
‫بيشء من التفصيل‪،‬‬ ‫اهلمداين (ق‪4‬هـ) فقد أورد ذكر اليمن وتقسيمها يف (الصفة)‬
‫حيث قسم اليمن اخلرضاء إىل مخسة أقسام هي‪ :‬اجلزر‪ ،‬التهائم‪ ،‬املدن النجدية وما‬
‫شاهبها‪ ،‬الرسا ‪ ،‬وحرضموت(‪.)3‬‬

‫أما ابن املجاور فريى أن اليمن مقسمة إىل‪ :‬امة‪ ،‬ونجد اليمن‪ ،‬وعامن‪،‬‬
‫ومهر ‪ ،‬وحرضموت‪ ،‬وبالد صنعاء‪ ،‬وعدن‪ ،‬وسائر فاليف اليمن(‪ ،)4‬بينام املقده‬

‫‪ - 1‬العبادي‪ ،‬أمحد‪ :‬اليمن يف املصادر القديمة‪ ،‬ص ‪129 ،128‬ل رودونسون‪ ،‬ماكسيم‪ :‬بالد اليمن‪،‬‬
‫ترمجة‪ :‬محيد العوايض‪ ،‬ص ‪.29،30‬‬
‫‪ - 2‬الشيبة‪ ،‬عبدالله‪ :‬ترمجات يامنية‪ ،‬ص ‪36،57‬ل رودونسون‪ ،‬ماكسيم‪ :‬بالد اليمن‪ ،‬ترمجة‪ :‬عبداللطيف‬
‫األدهم‪ ،‬ص ‪148‬ل العبادي‪ ،‬أمحد‪ :‬اليمن يف املصادر القديمة‪ ،‬ص ‪.60‬‬
‫‪ - 3‬اهلمداين‪ ،‬احلسن‪ :‬صفة جزير العرب‪ ،‬ص ‪.200 -93‬‬
‫‪ - 4‬ابن املجاور‪ ،‬يوسف بن يعقوب بن حممد‪ :‬صفة بالد اليمن ومكة وبعض احلجاز‪ ،‬تصحي ‪ :‬أوسكر‬
‫لوفقرين‪ ،‬رشكة دار التنوير‪ -‬بريوت‪ ،‬ط (‪1986 ،)2‬م‪ ،‬ص ‪.39‬‬
‫‪66‬‬
‫(ق‪ 4‬هـ) قسم اليمن إىل قسمي‪ :‬األول‪( :‬الغور)‪ :‬وهو ما كان نحو البحر واسمه‬
‫امة‪ ،‬ومركزه زبيد‪ ،‬ومن مدنه املشهور املخا‪ ،‬ومور‪ ،‬وغالفقة‪ ،‬وكمران‪ ،‬وأبي‬
‫ومدينتها عدن حلج‪ ،‬أما الثاين‪( :‬النجد)‪ :‬وهو ما كان من ناحية اجلبال‪ ،‬وهي مناطق‬
‫بارد ‪ ،‬ومركزها صنعاء‪ ،‬ومن مدهنا نجران‪ ،‬وصنعاء‪ ،‬وذمار‪ ،‬واجلند‪ ،‬واألحقاف‬
‫ومدينتها حرضموت واملهر ومدينتها الشحر(‪ ،)1‬ووافقه القلقشندي (ق‪9‬هـ) يف‬
‫التقسيم يت مسمى التهائم والنجود‪ ،‬وقد فصلهام وذكر بعض املدن الوقعة‬ ‫ذل‬
‫فيهام(‪.)2‬‬

‫ويذكر املسعودي (ق‪4‬هـ) أن اليمن تنقسم إىل أربعة وثامني قسام‪ ،‬أقام فيها‬
‫السبئيون واملعينيون واحلمرييون الكهم الكبري وأكثر مدهنا شهر ‪ :‬حرضموت‪،‬‬
‫مدن األحقاف(‪ ،)3‬صنعاء(‪ ،)4‬ونجران(‪.)5‬‬

‫‪ - 1‬املقده‪ ،‬حممد‪ :‬أحسن التقاسيم‪ ،‬ص ‪.70 ،69‬‬


‫‪ - 2‬القلقشندي‪ ،‬أمحد‪ :‬صب األعشى‪ ،‬ج (‪ ،)5‬ص ‪.54 ،8‬‬
‫‪ - 3‬مدن األحقاف‪ :‬ويشمل هذا املسمى الربع اخلاا وأجزاء من الياممة وعامن والبحرين وحرضموت‪.‬‬
‫(انبر)‪ :‬املسعودي‪ ،‬عيل‪ :‬مروج الذهب‪ ،‬ص ‪.90 ،89‬‬
‫‪ - 4‬صنعاء‪ :‬والية يف قلب اليمن ومركز احلنار العربية القديمة‪ ،‬و‪.‬تد إىل ساحل املحيط اهلندي‬
‫املكان أقام السبئيون واملعينيون‬ ‫والبحر األمحر يف الركن اجلنويب الرشقي لبالد العرب‪ ،‬ويف ذل‬
‫واحلمرييون الكهم الكبري ‪ ،‬وكانت قاعد التبابعة قبل اإلسالم وهي أول مدينة اختطت باليمن‪،‬‬
‫وكانت تسمى أزال‪ ،‬وهي أشهر حواب اليمن‪( .‬انبر)‪ :‬املسعودي‪ ،‬عيل‪ :‬مروج الذهب‪ ،‬ص‬
‫‪89،90‬ل ابن حوقل‪ ،‬أبو القاسم‪ :‬صور األرض‪ ،‬ص ‪ ،43‬ابن خلدون‪ ،‬عبدالرمحن‪-732( ،‬‬
‫‪ 808‬هـ)‪ :‬تاريخ ابن خلدون املسمى ديوان املبتدأ واخلرب يف تاريخ العرب والرببر ومن عارصهم‬
‫من ذوي الشان األكرب‪ ،‬دار الفكر‪ -‬بريوت‪ ،‬ج (‪1421 ،)4‬هـ‪2000 /‬م‪ ،‬ص ‪ .284‬وهي عاصمة‬
‫اليمن حاليا‪.‬‬
‫‪ - 5‬املسعودي‪ ،‬عيل‪ :‬مروج الذهب‪ ،‬ص ‪.90، 89‬‬
‫‪67‬‬
‫وذكر (خرسو) أن بالد اليمن مقسمة إىل ثالثة أقسام هي‪ :‬أوال‪ :‬امة‪ :‬و‪.‬تد‬
‫عه ساحل القلزم ومن مدهنا زبيد‪ ،‬ثانيا‪ :‬نجد اليمن‪ :‬وبه أودية ضيقة وقالع حمكمة‬
‫وهو شديد الربد‪ ،‬ثالثا‪ :‬ناحية املرشق‪ :‬ومن مدنه عثّر وبيشة(‪.)1‬‬

‫أ َثر اخلصائا اجلغرافية يف اقتصاد اليمن القديم‪:‬‬

‫من خالل ما سبق يتن اختالف املؤرخي واجلغرافيي يف تقسيم اليمن‪ ،‬لذا‬
‫أتبع الباحث تقسيم جنوب اجلزير العربية عه أساس السط والغطاء النبا ‪ ،‬ألن‬
‫اخلصائا وتقسيام ا عه‬ ‫أثر تل‬ ‫خيدم منمون البحثل موضحا بذل‬ ‫ذل‬
‫توزيع املوارد الطبيعية واالقتصادية‪.‬‬

‫ا اثر تنوع تناريس جنوب اجلزير العربية بصور كبري عه توزيع السكان‬
‫والغطاء النبا ل فساعد يف نشوء مدن وحواب مل تكن موجود ‪ ،‬كام أعطى ذل‬
‫السط مزيدا من التنوع واالختالف يف البروف املناخية‪ ،‬أدى بدوره إىل خلق‬
‫الصور النهائية للمناخ والنبات ويديد مناطق الزراعة‪ ،‬وطرق القوافل التجارية‬
‫ومسارها‪ ،‬وتوزيع السكان وأنامط معيشتهم وأنشطتهم االقتصادية‪ ،‬ا أسهم‬
‫بشكل ف اعال يف يديد املالم احلنارية لليمن القديم(‪ ،)2‬وتنقسم تناريس أو‬
‫طبوغرافية املنطقة إىل أربعة أقسام أساسية تنطوي يت ك نل منها أقسام ثانويةل‬
‫فيتكون السط من‪:‬‬

‫‪ - 1‬علوي‪ ،‬نارص‪ :‬سفر نامة‪ ،‬ص ‪.142 ،141‬‬

‫‪ - 2‬اجلرو‪ ،‬أسمهان سعيد‪ :‬موجز التاريخ السياه القديم جلنوب شبه اجلزير العربية (اليمن القديم)‪،‬‬

‫دار جامعة عدن للطباعة والنرش‪ ،‬ط (‪2002 ،)1‬م‪ ،‬ص ‪.18‬‬
‫‪68‬‬
‫‌أ‪ .‬السهـول الساحليـة‪:‬‬

‫تتمثل بسهل امة غربا‪ ،‬ورد ذكرها يف املساند بـ [ت ه م ت]‪ ،‬وهي أرض‬
‫ساحلية صاحلة للزراعة ‪.‬تد طوال بمحاذا البحر األمحر ابتداء من باب املندب‬
‫حتى تتاخم امة واحلجاز‪ ،‬وحيدها من الرشق املرتفعات اجلبلية الغربية ومن‬
‫الغرب بحر القلزم (البحر األمحر)‪ ،‬وخيرتق هذا السهل عددا من الوديان‪ ،‬أمهها‪:‬‬
‫وادي مور وكدد وسهام‪ ،‬وأهم املوانئ التي قامت عه هذا الرشيط الساحيل ميناء‬
‫موزع واملخا الذي يرد يف املساند باسم [م خ و ن](‪.)1‬‬

‫ويبلغ ارتفاع سهل امة حواا (‪200‬م)‪ ،‬ويشمل املناطق اجلبلية األمامية‬
‫املتصلة به أينا ( امة اجلبلية)‪ ،‬ويصل ارتفاعها إىل ‪760‬م عن سط البحر‪ ،‬أما‬
‫عرضه –سهل امة‪ -‬فيرتاوح ما بي ‪70 –30‬كلم(‪ ،)2‬ويتكون اجلزء القريب من‬
‫البحر األمحر من رواسب بحرية ترجع للزمن الثالثي والرباعي‪ ،‬وهو مغطى‬
‫برواسب صحراوية رحيية (الكثبان الرملية) بينام يتكون اجلزء الداخيل من رواسب‬
‫هنرية دلتاوية(‪.)3‬‬

‫أما السهل الساحيل اجلنويب فيمتد بمحاذا خليج عدن والبحر العريب حتى‬
‫الساحل العامين رشقا‪ ،‬ويتصل هذا السهل برمال الربع اخلاا ويرتاوح اتساعه ما‬

‫‪ - 1‬اهلمداين‪ ،‬احلسن‪ :‬صفة جزير العرب‪ ،‬ص ‪90‬ل املقده‪ ،‬حممد‪ :‬أحسن التقاسيم‪ ،‬ص ‪69‬ل‬
‫البكري‪ ،‬عبدالله‪ :‬معجم ما أستعجم‪ ،‬ج (‪ ،)1‬ص ‪9 -7‬ل اجلرو‪ ،‬أسمهان‪ :‬موجز التاريخ‬
‫السياه‪ ،‬ص ‪.19‬‬
‫القديمة‪ ،‬ص ‪14‬ل‬ ‫‪ - 2‬احلفيان‪ ،‬عوض‪ :‬اجلغرافيا العامة‪ ،‬ص ‪71‬ل شيبامن‪ ،‬كالوس‪ :‬تاريخ املامل‬
‫اجلرو‪ ،‬أسمهان‪ :‬موجز التاريخ السياه‪ ،‬ص ‪.19‬‬
‫‪ - 3‬اخلرباش‪ ،‬صالحل و االنبعاوي‪ ،‬حممد إبراهيم‪ :‬جيولوجية اليمن‪ ،‬مركز عبادي للدراسات والنرش‪-‬‬
‫صنعاء‪ ،‬ط (‪1416 ،)1‬هـ‪1996 /‬م‪ ،‬ص ‪.23‬‬
‫‪69‬‬
‫بي (‪ 17 -8‬كلم)(‪ ،)1‬ويمتاز باراضيه الفائقة اخلصب الواسعة املساحة الغزير‬
‫املياه‪ ،‬حيث طل عليه أكرب كمية من األمطار‪ ،‬وبسبب زياد معدل املياه السطحية‬
‫املوسمية التي تشق طريقها إىل خليج عدن عرب وادي بنا‪ ،‬ووادي تبن وميفعة‬
‫وحجر من منابعها يف املرتفعات(‪ ،)2‬قامت عه طول هذا الساحل جمموعة من‬
‫املوانئ التارخيية اهلامة‪ :‬كميناء (عدن) وميناء (قنا)(‪ )3‬وميناء (سمهرم)(‪.)4‬‬

‫وعه الرغم من العرض البسيط يف السهول الساحلية إال أن هناك تباين يف‬
‫الغطاء النبا يف املناطق الواقعة قرب سواحل البحر عن الغطاء النبا املتوفر يف‬
‫ناتج عن اختالف معدل سقوط األمطار إضافة إىل سيول األودية‬ ‫الداخل‪ ،‬وذل‬
‫املنحدر من اجلبال والناقلة للرتبة التي تتجدد خصوبتها باستمرار(‪.)5‬‬

‫‪ - 1‬القده‪ ،‬حممدل (وآخرون)‪ :‬جيولوجية اليمن ‪ ،‬ص ‪935‬ل الغنيم‪ ،‬عبدالله‪ :‬أقاليم اجلزير ‪،‬‬
‫ص‪.40‬‬
‫‪ - 2‬رشف الدين‪ ،‬أمحد حسي‪ :‬اليمن عرب التاريخ من القرن الرابع عرش قبل امليالد وحتى القرن‬
‫العرشين‪ ،‬مطبعة السنة املحمدية‪ -‬القاهر ‪ ،‬ط (‪1384 ،)2‬هـ‪1964 /‬م‪ ،‬ص‪17‬ل اخلرباشل‬
‫واالنبعاوي‪ :‬جيولوجية اليمن‪ ،‬ص‪.121‬‬
‫‪ - 3‬قنا‪ :‬اسم ميناء يمني قديم ذكرا كثريا يف املساند اليمنية القديمة‪CIH 728/2; Ry 533/4,8, Ir :‬‬
‫‪ ،13/13, Ja 632/3, etc‬ويعرف اليوم باسم (بري عيل) ويقع امليناء يف اجلهة اجلنوبية الغربية‪ ،‬ويبعد عنه‬
‫حواا ‪ 3‬كلم‪ ،‬ويعرف املوقع أينا باسم (حصن الغراب)‪( .‬انبر)‪ :‬الشيبة‪ ،‬عبدالله‪ :‬ترمجات يامنية‪،‬‬
‫ص‪.93‬‬
‫‪ - 4‬سمهرم (اسمه رام)‪ :‬اسم للميناء نفسه يف املساند اليمنية القديمة بلفظ [س م ه ر م] و[س م ر م] مثل‪:‬‬
‫‪Kh. R. 1/2-3, Kh. R 2/2-4, Kh. R. 3/5, Kh. R. 4/5, Ja 402/4, Ja 885/3, Ja‬‬
‫‪ ،... 892/9‬وتقع أطالل هذه املدينة اليوم يف حنن وادي خور روري رشق بلد طاقة‪ ،‬حيث وجدت‬
‫املساند‪ ،‬ذكرها الكالسيكيي باسم (موسكا‪ /‬موشا)‪ ،‬حاليا يسمى (خور روري)‪ ،‬حواا ‪ 30‬كلم رشق‬
‫صاللة‪ .‬وكانت فيها مدينة [س م ر م ‪ /‬س م ه رم]‪( .‬انبر)‪ :‬الشيبة‪ ،‬عبدالله‪ :‬ترمجات يامنية‪ ،‬ص ‪99‬ل‬
‫اجلرو‪ ،‬أسمهان‪ :‬موجز التاريخ السياه‪ ،‬ص ‪.19‬‬
‫‪ - 5‬نعامن‪ ،‬خلدون‪ :‬األوضاع السياسية‪ ،‬ص ‪.24‬‬
‫‪70‬‬
‫ب‪ .‬املرتفعات اجلبلية‪:‬‬
‫‌‬

‫يقصد هبا املرتفعات اجلبلية املوازية للبحر األمحر غربا‪ ،‬واملمتد من رأس‬
‫خليج العقبة شامال حتى عدن جنوبا‪ ،‬وتسمى بجبال الرسا أو الرسوات‪ ،‬وتنقسم‬
‫إىل‪ :‬املرتفعات الغربية واجلنوبية‪ ،‬وإقليم النطاق اجلبيل األوسط(‪.)1‬‬

‫ويصل ارتفاع هذه اجلبال إىل أكثر من (‪3000‬م) فوق سط البحر(‪ ،)2‬ويف‬
‫هذا اإلقليم يوجد أعه جبال اليمن وهو جبل (النبي شعيب)‪ ،‬والذي يبلغ ارتفاعه‬
‫(‪ 3760‬م) فوق سط البحر‪ ،‬حمتال بذل أعه املرتفعات يف اجلزير العربية(‪ ،)3‬كام‬
‫تتميز بشد انحدارها خصوصا يف اجلانب الغريب‪ ،‬وهذا اإلقليم عبار عن كتلة‬
‫(‪ )Horst‬قافز كانت تشكل جزء من الكتلة األثيوبية‪ ،‬التي انفصلت عنها بسبب‬
‫األخدود األفريقي(‪ .)4‬وتتميز أينا بكثر أوديتها املختلفة االباهات سواء املتجهة‬
‫غربا كوادي مور وكدد وتصب يف البحر األمحر‪ ،‬أو املتجهة جنوبا كوادي بنا وتبن‬
‫وتصب يف خليج عدن‪ ،‬أو املتجهة رشقا كوادي أذنة وبيحان ويصب باباه‬
‫الصحراء‪.‬‬

‫وكان هلذه املرتفعات التاثري البارز يف كل نواحي احليا لسكان اليمن القديم‪،‬‬
‫فبالرغم من صعوبة املواصالت والتنقل فيها بسبب شد وعور ا‪ ،‬إال أن امتدادها‬
‫من اجلنوب إىل الشامل ساعد يف ظهور طرق القوافل التجارية التي كانت تتجنب‬

‫‪ - 1‬الغنيم‪ ،‬عبدالله‪ :‬أقاليم اجلزير ‪ ،‬ص ‪40‬ل احلفيان‪ ،‬عوض‪ :‬اجلغرافيا العامة‪ ،‬ص ‪.83‬‬
‫‪ - 2‬احلفيان‪ ،‬عوض‪ :‬اجلغرافيا العامة‪ ،‬ص ‪.83‬‬
‫‪ - 3‬اخلرباشل واالنبعاوي‪ :‬جيولوجية اليمن‪ ،‬ص ‪24‬ل احلفيان‪ ،‬عوض‪ :‬اجلغرافيا العامة‪ ،‬ص ‪88‬ل‬
‫اجلرو‪ ،‬أسمهان‪ :‬موجز التاريخ السياه‪ ،‬ص ‪.19‬‬
‫‪ - 4‬اجلرو‪ ،‬أسمهان‪ :‬موجز التاريخ السياه‪ ،‬ص ‪.20‬‬
‫‪71‬‬
‫الولوج يف الصحراء‪ .‬كام أن كثر هذه املرتفعات ساعدت يف تنوع املحاصيل‬
‫أينا أحد أهم مناطق العامل القديم يف‬ ‫الزراعية ومنتوجا ا‪ ،‬فاصبحت بذل‬
‫والصرب وغريها‪ .‬والذي أدى إىل‬
‫ا‬ ‫املنتوجات الزراعية التجارية ال سيام اللبان‬
‫ازدهارها وازدهار معبم احلنارات املجاور هلا(‪.)1‬‬

‫وتنم جبال جنوب اجلزير العربية عددا من املنخفنات ‪-‬القيعان‪ -‬التي‬


‫تكونت فيها جمموعة من القيعان الزراعية اخلصبة والواسعة‪ ،‬ومن هذه‬
‫املنخفنات‪ :‬منخفض صعد ‪ :‬ويشغل مساحة (‪ 400‬كلم‪ ،)2‬ويرتاوح ارتفاعه ما‬
‫بي (‪1800 -1700‬م) فوق سط البحر‪ ،‬وبه قاع صعد ‪ .‬ومنخفض عمران‪:‬‬
‫ويمتد بي عمران وريد وبه قاع البون‪ .‬ومنخفض صنعاء‪ :‬ويبلغ طوله من الشامل‬
‫إىل اجلنوب حواا (‪ 40‬كلم)‪ ،‬وعرضه بي (‪ 15 -5‬كلم)‪ ،‬ويرتفع عن مستوى‬
‫سط البحر بي (‪2350 – 2100‬م) فوق سط البحر وبه قاع الرحبة والغراس‪،‬‬
‫وقاع املنقب‪ ،‬وقاع سهامن‪ .‬ومنخفض معرب بذمار‪ :‬ويرتاوح طوله من الشامل إىل‬
‫اجلنوب حواا (‪ 50‬كلم)‪ ،‬وعرضه بي (‪ 10 – 7‬كلم)‪ ،‬وارتفاعه بي (‪– 2400‬‬
‫‪2500‬م)فوق سط البحر‪ ،‬وينم عددا من القيعان اخلصبة منها‪ :‬قاع جهران‪،‬‬
‫وبلسان‪ ،‬وعراد‪ ،‬ورشع‪ ،‬وبكيل واحلقل‪ .‬ومنخفض القاعد ‪ :‬يمتد هذا املنخفض‬
‫حتى سهل امة غربا ‪ ،‬وحتى حلج رشقا‪ ،‬وتبلغ مساحته (‪ 4000‬كلم‪ ،)2‬واقىص‬
‫اتساع له (‪ 50‬كلم)‪ ،‬يف حي يزيد طوله عن (‪ 100‬كلم)(‪.)2‬‬

‫و ا يميز إقليم املرتفعات الغربية العالية‪ ،‬وجود غطاء من السحب ورذاذ‬


‫املطر الذي يكسوه يف الفصول املمطر وهو ذو قيمة كبري يف محاية بعض النباتات‬

‫‪ - 1‬الرعيني‪ ،‬جميل‪ :‬النشاط التجاري‪ ،‬ص ‪.9‬‬


‫‪ - 2‬احلفيان‪ ،‬عوض‪ :‬اجلغرافيا العامة‪ ،‬ص ‪.92 - 90‬‬
‫‪72‬‬
‫املثمر من أشعة الشمس‪ ،‬وتعد تربة هذا اإلقليم من أخصب الرتب يف اليمن(‪.)1‬‬

‫ج‪ .‬اهلنـ ــاب‪:‬‬


‫‌‬

‫يقصد هبا األجزاء الرشقية من املرتفعات الغربية واملمتد حتى صحراء الربع‬
‫اخلاا‪ ،‬وتتدرج يف االنحدار من اسفل املرتفعات الغربية نحو الرشق والشامل‬
‫الرشقي إىل أن تصل إىل احلد اجلنويب جلبال عامن(‪ ،)2‬وهذه اهلنبة ‪.‬ثل أكرب تكوين‬
‫رسويب يف اجلزير العربية‪ ،‬وتتالف من إرسابات جريية تعلو تكوينات احلجر الرميل‬
‫الكريتاه‪ ،‬وترجع يف تكوينها إىل عرص الباليوسي األسفل‪ ،‬وتنقسم هذه اهلنبة‬
‫إىل‪ :‬هنبة حرضموت اجلنوبية‪ ،‬وهنبة حرضموت الشاملية‪ ،‬ويفصل بينهام وادي‬
‫حرض موت الذي يعد من أكرب األودية يف اجلزير العربية عه اإلطالق‪ ،‬والذي‬
‫يسري موازيا للبحر العريب نحو (‪ 350‬كلم)‪ ،‬ثم ينتهي باباه بحر العرب ويصب‬
‫بالقرب من سيحوت(‪ ،)3‬كام يتخلل اهلنبتي عدد من األودية التي نشات فيها أهم‬
‫املراكز السياسية منها وداي أذنة [ا ذ ن ت] قامت عليه مدينة مارب عاصمة‬
‫السبئيي‪ ،‬ومذاب الذي قامت عليه مدينة قرناو [ق ر ن و] عاصمة املعيني‪،‬‬
‫وبيحان الذي قامت عليه مدينة ‪.‬نع عاصمة القتبانيي‪ ،‬ومرخة التي قامت عليها‬
‫وحريب‬ ‫احلرضميي(‪)4‬‬ ‫دولة أوسان‪ ،‬وعرمة التي قامت عليها شبو عاصمة‬
‫واجلوبة(‪ ،)5‬ووادي عامقي و جردان الذين يتجهان صوب جنوب الصحراء‪،‬‬

‫‪ - 1‬اجلرو‪ ،‬أسمهان‪ :‬موجز التاريخ السياه‪ ،‬ص ‪.22‬‬


‫‪ - 2‬الغنيم‪ ،‬عبدالله‪ :‬أقاليم اجلزير ‪ ،‬ص ‪.40‬‬
‫‪ - 3‬احلفيان‪ ،‬عوض‪ :‬اجلغرافيا العامة‪ ،‬ص ‪100 -93‬ل الغنيم‪ ،‬عبدالله‪ :‬أقاليم اجلزير ‪ ،‬ص ‪.40‬‬
‫‪4 - Philby H. St. John: "The Land of Sheba" dans Geographical Journal, vol‬‬
‫‪XCII July, 1938, p. 165.‬‬
‫‪ - 5‬احلفيان‪ ،‬عوض‪ :‬اجلغرافيا العامة‪ ،‬ص ‪.93‬‬
‫‪73‬‬
‫وواديي حجر وميفعة وغريمها والذين يتجهان نحو البحر‪ ،‬وتسمى بـ(اجلول) أو‬
‫هنبة (حرضموت)‪ ،‬أما يف املساند فتسمى [س و ط م] أي السوط‪ .‬ويمثل هذا‬
‫اإلقليم‪ ،‬أهم أقاليم اهلنبة الرشقية‪ ،‬من حيث كثر األودية وخصوبة الرتبة‪،‬‬
‫والكثافة السكانية الكبري ‪ ،‬لذا لعب دورا كبريا يف نمو االقتصاد واألحداث‬
‫السياسية جلنوب اجلزير العربية‪ ،‬وقد أطلق علية يف املساند اسم [م ش ر ق ن]‪ ،‬أي‬
‫(املرشق)(‪.)1‬‬

‫وقد حبيت بازدهار عبيم يف الاميض يف املجال الزراعي والعمراين‪ ،‬وتعد‬


‫أقدم منطقة يف العامل عرفت أساليب الري املعتمد عه السدود كسد مارب‬
‫ويرسين وحبابض واخلارد وغريها‪ ،‬وفيها الكثري من بقايا القصور واملحافد‬
‫واهلياكل‪ ،‬نبرا النعدام األهنار اجلارية يف اليمن(‪.)2‬‬

‫ويتميز مناخها بارتفاع درجة احلرار صيفا مع جفاف شديد طوال العام‪،‬‬
‫وهو ما انعكس بشكل واض عه البيئة النباتية فيها‪ ،‬حيث تنترش هبا النباتات‬
‫املتفرقة واألعشاب النابة عن تساقط األمطار(‪.)3‬‬

‫‌د‪ .‬الصحــراء اليمنيـة‪:‬‬

‫تبدأ الصحراء اليمنية بشكل فجائي رشق هناب املنطقة اجلبلية عند سفوح‬
‫اجلبال‪ ،‬و‪.‬تد شامال ورشقا عرب مساحات شاسعة بام يف ذل رملة السبعتي واجلزء‬
‫الشاما من قوس حرضموت واملهر ‪ ،‬واألجنحة املمتد إىل مفازات الرمال‬

‫‪ - 1‬اجلرو‪ ،‬أسمهان‪ :‬موجز التاريخ السياه‪ ،‬ص ‪.24 ،23‬‬


‫‪ - 2‬رشف الدين‪ ،‬أمحد‪ :‬اليمن عرب التاريخ‪ ،‬ص ‪17‬ل احلمد‪ ،‬جواد‪ :‬األحوال االجتامعية واالقتصادية‪،‬‬
‫ص ‪.52‬‬
‫‪ - 3‬نعامن‪ ،‬خلدون‪ :‬األوضاع السياسية‪ ،‬ص ‪.24‬‬
‫‪74‬‬
‫العبيمة يف الربع اخلاا(‪.)1‬‬

‫والصحراء اليمنية تسمى الربع اخلاا وهي منطقة رملية واسعة ‪.‬تد ما بي‬
‫مرتفعات اليمن الرشقية من جهة الغرب ومرتفعات عامن من الرشق وهنبة‬
‫حرضموت يف اجلنوب‪ ،‬وهنبة نجد يف الشامل(‪ ،)2‬وتنقسم إىل عد أجزاء تسمى‬
‫عروق (رمال ناعمة) منها‪ :‬عروق ابن محود وعروق اخلرخري وعروق الزيزاء‬
‫وعروق مشينة‪ ،‬وهي صحراء جافة مقفر نادر األمطار تنعدم فيها النباتات‬
‫املعمر (‪ .)3‬كام أهنا من أشد األماكن حرار عه األرض‪ ،‬وتتخللها بعض النباتات‬
‫اإلبرية‪ ،‬لذل فقد استحالت فيها احليا النباتية واحليوانية(‪ .)4‬أما ارتفاعها فيرتاوح‬
‫ما بي (‪152 - 115‬م)‪ .‬وقد تعددت أسام ها عرب حقب التاريخ مثل‪ :‬البحر‬
‫الرجراج والبحر الصايف والصحراء اليمنية الكربى وصحراء األحقاف وغريها‪،‬‬
‫وهي منطقة يصعب اخرتاقها باستثناء احلافة اجلنوبية الرشقية التي تسقط عليها‬
‫بعض األمطار(‪ .)5‬وقسمها اجلغرافيون العرب إىل‪ :‬صحراء صيهد‪ :‬وهي (رملة‬
‫السبعتي) فال اليمن وغائطه‪ ،‬وتتفرق من الدهناء من ناحية الياممة والفلج(‪،)6‬‬
‫وهي عبار عن سهول رملية تنترش فيها الكثبان الرملية‪ ،‬والقباب امللحية‪ ،‬وتصب‬
‫فيها أهم األودية املنحدر من املرتفعات الغربية‪ ،‬واهلنبة اجلنوبية مكونة داالت‬

‫‪ - 1‬القده‪ ،‬حممدل (وآخرون)‪ :‬جيولوجية اليمن‪ ،‬ص ‪.935‬‬


‫‪ - 2‬اهلمداين‪ ،‬احلسن‪ :‬صفة جزير العرب‪ ،‬ص ‪165 ،164‬ل احلموي‪ ،‬ياقوت‪ :‬معجم البلدان‪ ،‬ج (‪،)3‬‬
‫ص ‪.448‬‬
‫‪ - 3‬احلفيان‪ ،‬عوض‪ :‬اجلغرافيا العامة‪ ،‬ص ‪.105‬‬
‫‪ - 4‬نعامن‪ ،‬خلدون‪ :‬األوضاع السياسية‪ ،‬ص ‪.25‬‬
‫‪ - 5‬احلفيان‪ ،‬عوض‪ :‬اجلغرافيا العامة‪ ،‬ص ‪.106 ،105‬‬
‫‪ - 6‬اهلمداين‪ :‬الصفة‪ ،‬ص ‪165 ،164‬ل احلموي‪ ،‬ياقوت‪ :‬معجم البلدان‪ ،‬ج (‪ ،)3‬ص ‪.448‬‬
‫‪75‬‬
‫مروحية صاحلة للزراعة‪ ،‬وعه أطراف هذه األودية قامت مراكز وعواصم اليمن‬
‫القديم‪ ،‬منذ مطلع األلف األول ق‪.‬م‪ ،‬وهذه األودية هي‪ :‬وادي أذنة مركز لكة‬
‫سبا‪ ،‬ووادي بيحان مركز الدولة القتبانية‪ ،‬ووادي املعشار الذي قامت عه ضفافة‬
‫شبو عاصمة حرضموت‪ ،‬ووادي اجلوف مركز دولة معي‪ ،‬ووادي مرخة والذي‬
‫قامت عليه لكة أوسان‪ ،‬ووادي نجران الذي أنشئت عليه مدينة نجران(‪)1‬ل‬
‫صحراء األحقاف‪ :‬وتقع شامل هنبة حرضموت(‪)2‬ل صحراء وبار‪ :‬تقع شامل‬
‫املهر ‪ ،‬حيدها من الشامل يربين والياممة والبحرين(‪.)3‬‬

‫ويتخلل هذا اإلقليم أينا بعض الواحات اخلرضاء‪ ،‬والتي ‪.‬تد عه طول‬
‫الرشيط الرشقي جلبال الرسا ‪ ،‬ويسكن هذه الواحات جمموعة من البدو الذين‬
‫يعملون غالبا يف خدمة القوافل التجارية التي ‪.‬ر بواحا ا‪ ،‬حتى تطورت هذه‬
‫التجمعات إىل مدن وحواب مهمة عه الطريق التجاري‪ ،‬الذي يمتد من اجلنوب‬
‫إىل شامل اجلزير العربية وقد عرف باسم (طريق البخور)‪ ،‬ويعد الامء من أهم‬
‫األسباب والعوامل التي ساعدت عه تكون تل املدن وتطورهال فحيث ما وجد‬
‫الامء والرتبة الصاحلة للزراعة‪ ،‬وجد من يوظفها خلدمته وخدمة الكائنات األخرى‪،‬‬
‫لذا ازدهرت هذه احلنارات بشكل جيل أكثر من سواها(‪.)4‬‬

‫‪ - 1‬اجلرو‪ ،‬أسمهان‪ :‬موجز التاريخ السياه‪ ،‬ص ‪.24‬‬


‫‪ - 2‬املقده‪ ،‬حممد‪ :‬أحسن التقاسيم‪ ،‬ص ‪87‬ل املسعودي‪ ،‬عيل‪ :‬مروج الذهب‪ ،‬ص ‪90، 89‬ل‬
‫احلموي‪ ،‬ياقوت‪ :‬معجم البلدان‪ ،‬ج (‪ ،)1‬ص ‪.116 ،115‬‬
‫‪ - 3‬البكري‪ ،‬عبدالله‪ :‬معجم ما أستعجم‪ ،‬ج (‪ ،)4‬ص ‪1366‬ل احلموي‪ ،‬ياقوت‪ :‬معجم البلدان‪ ،‬ج‬
‫(‪ ،)5‬ص ‪.356‬‬
‫‪ - 4‬الرعيني‪ ،‬جميل‪ :‬النشاط التجاري‪ ،‬ص ‪10،11‬ل حسن‪ ،‬حسي احلاج‪ :‬حنار العرب يف صدر‬
‫اإلسالم‪ ،‬املؤسسة اجلامعية للدراسة والنرش‪ -‬بريوت‪1992 ،‬م‪ ،‬ص ‪.37 ، 36‬‬
‫‪76‬‬
‫إضافة إىل ما سبق فقد أسهمت أينا الصحراء يف محاية واستقرار بار ا‬
‫محلة (ايليوس جاليوس)‬ ‫وأمنها من أطامع خارجية‪ ،‬وأصدق دليل عه ذل‬
‫الرومانية عام ‪24‬ق‪.‬م والتي فشلت أمام البروف املناخية والصحراوية جلنوب‬
‫اجلزير العربية(‪.)1‬‬

‫أما بالنسبة للجزر اليمنية فهي ذات أمهية كبري يف شتى النواحي االقتصادية‬
‫اجلزر يف ن‬
‫كل من البحر العريب (املحيط) والبحر األمحر‪،‬‬ ‫والسياسية‪ ،‬وتتوزع تل‬
‫بالقرب من السواحل اليمنية‪ ،‬ومن أمهها جزير سقطرى‪ ،‬وقد أورد ذكرها‬
‫صاحب كتاب الطواف حول البحر اإلرتريي(‪ ،)2‬والتي تعد من أكرب وأندر اجلزر‬
‫اليمنية‪ ،‬وموقعها الفلكي يف خط طول ‪ o54‬رشقا‪ ،‬ويف دائر عرض (‪)o30.12‬‬
‫شامال(‪ ،)3‬وهي موطن أشجار العندم‪ ،‬ودم األخوين التي يستخرج منها األدوية‬
‫والطيوب واألصباغ‪.‬‬

‫ويوجد بالقرب من جزير سقطرى عدد من اجلزر الصغري وأمهها‪ :‬عبد‬


‫الكوري‪ ،‬وجزر األخوين(سمعه ودرسة)‪ ،‬أما اجلزر القابعة يف البحر األمحر فهي‬
‫ما يشبه األرخبيل‪ ،‬وأهم تل‬ ‫موزعة عه حماذا الشاطئ اليمني مشكلة بذل‬
‫اجلزر وأكربها هي جزير كمران‪ ،‬وإىل الشامل منها توجد جزير فرسان‪ ،‬وبكالن‪،‬‬

‫‪ - 1‬الشيخ‪ ،‬حسي‪ :‬العرب قبل اإلسالم‪ ،‬ص ‪114‬ل عبدالله‪ ،‬السيد حممد السعيد‪ :‬النشاط التجاري‬
‫لشعوب شبه اجلزير العربية خالل الفرت املمتد من بداية األلف األول ق‪.‬م حتى منتصف القرن‬
‫السادس امليالدي‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬املعهد العاا حلنارات الرشق القديم‪ -‬جامعة الزقازيق‪،‬‬
‫‪1999‬م‪ ،‬ص ‪.21 ،20‬‬
‫‪ - 2‬الشيبة‪ ،‬عبدالله‪ :‬ترمجات يامنية‪ ،‬ص ‪.81‬‬
‫‪ - 3‬عبدالله‪ ،‬يوسف حممد‪ :‬سقطرى ‪ ،‬ص ‪1602 -1598‬ل سعيد‪ ،‬عبدالغني عيل‪ :‬جزير‬
‫سقطرى ‪ ،‬جملة اإلكليل‪ ،‬وزار الثقافة‪ -‬صنعاء‪ ،‬ع (‪2002 ،)26‬م‪ ،‬ص ‪.60‬‬
‫‪77‬‬
‫وجزير الطري‪ ،‬والفاشت‪ ،‬وإىل اجلنوب منها توجد جزير حنيش الكربى‪ ،‬وحنيش‬
‫الصغرى‪ ،‬وزمر‪ ،‬وبربر‪...،‬إلخل أما جزير ميون (بريم)ل فيطلق عليها املؤرخون‬
‫العرب اسم جزير (أميون)‪ ،‬وهي تقع باضيق جزء يف باب املندب‪ ،‬وتبعد حواا‬
‫اثني عرش ميال عن الساحل األفريقي‪ ،‬بينام تبعد عن الساحل العريب بحواا ميل‬
‫كان التجار العرب ينقلون بنائعهم إليها(‪ ،)1‬فهي ذات أمهية‬ ‫ونصف فقط‪ ،‬لذل‬
‫خاصة ملوقعها االسرتاتيجي املتحكم يف منيق باب املندب‪ ،‬حيث تقسمه إىل‬
‫قسمي وتتحكم بمداخله(‪.)2‬‬

‫وقد استفاد اليمنيون القدماء من موقعهم اجلغرايف الواقع بي حويض البحر‬


‫سري السفن‪،‬‬
‫املتوسط واملحيط اهلندي فانشاوا املوانئ وعرفوا أكار الرياح التي ت ّ‬
‫فاستفادوا من التجار البحرية واحتكروا بار السلع املحلية القادمة من جنوب‬
‫غرب آسيا ورشق أفريقية ويكموا بنقلها عرب الرب إىل غز وبالد الشام وبالد‬
‫الرافدين وعرب البحر األمحر إىل مرص وجزر البحر املتوسط‪.‬‬

‫‪ - 1‬عبدالله‪ ،‬السيد‪ :‬النشاط التجاري لشعوب شبه اجلزير العربية‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ - 2‬الرشعبي‪ ،‬عبدالغني‪ :‬العالقات اليمنية املرصية‪ ،‬ص ‪.6 ،5‬‬
‫‪78‬‬
‫حضــــارة سبــــأ‬

‫امل ــوق ــع واحل ـ ــدود‪:‬‬

‫اعتمد الباحث يف يديد امتداد ونفوذ السيطر السبئية يف اجلزير العربية عه‬
‫املساند احلربية التي دوهنا ملوك سبا وقادا ا احلربيون افتخارا بام أحرزوه من توسع‬
‫وانتصار‪ ،‬ودحرا لألعداء‪ ،‬وشكرا لآلهلة التي ساعد م عه الفوز ويقيق النرص‬
‫والعود بسالم إىل مقار حكمهم‪ ،‬ويف حصيلتهم الكثري من الغنائم والسبي‬
‫ما أدى إىل توسع رقعة الدولة السبئية من خالل بسط النفوذ‬ ‫والفيود‪ ،‬وذل‬
‫والسيطر عه كافة أجزاء جنوب اجلزير ووسط اجلزير وأحيانا أطرافها الشاملية‬
‫والشاملية الرشقية كام سيتن ذل يف معرض احلديث‪.‬‬

‫عاش السبئيون قبل تكوين لكتهم السياسية املستقر يف منطقتها اخلصبة‬


‫بجنوب اجلزير العربية‪ ،‬عه ما عاش عليه أغلب أهل القبائل القديمة ال يعرتفون‬
‫بحدود وتتفرق بطوهنم بي اجلنوب والشامل أو يف اجلنوب نفسه وفقا ملصاحلها‬
‫وظروفها الطارئة وعالقتها بجرياهنا(‪.)1‬‬

‫ويعترب اجلزء الشاما من اهلنبة الغربية يف اليمن املركز الرئييس للدولة‬


‫السبئية‪ ،‬التي ضمت كل املرتفعات واهلناب‪ ،‬مثل أرض ارحب‪ ،‬وقاع البون‪،‬‬
‫وامتدت شامال حتى اجلوف يف بادئ األمر‪ ،‬واختذت لكة سبا كال من (مارب)‬

‫‪ - 1‬الشيبة‪ ،‬عبدالله حسن‪ :‬دراسات يف تاريخ اليمن القديم‪ ،‬مكتبة الوعي الثوري للطباعة والنرش‪-‬‬
‫تعز‪ ،‬ط (‪ ،)1‬اجلمهورية اليمنية‪1999 ،‬م‪2000 -‬م‪ ،‬ص ‪.308‬‬
‫‪79‬‬
‫و(رصواح)(‪ )1‬و(صنعاء)(‪ )2‬عواصم مركزية هلا خالل فرتات متفاوتة(‪ ،)3‬حيث ذكر‬
‫أحد الكالسيكيي وهو (بومبونيوس ميال) أن السبئيي يملكون اجلزء األكرب من‬
‫العربية السعيد ‪ ،‬وهو اجلزء املالصق ملدخل بحر اجلزير (‪.)4‬‬

‫وليس من الصعب رسم حدود سياسية لالمتداد والنفوذ السبئي يف اجلزير‬


‫العربية وباألخا جنوهبا‪ ،‬إذا ما اعتمدنا يف ذل عه املساند التي خلفها ملوك سبا‬
‫يف فتلف الفرتات السبئية‪ ،‬خاصة التي وردت فيها أسامء أماكن أو أودية أو غري‬
‫من األسامء التي ‪.‬دنا بمعلومات جغرافية نستفيد منها يف يديد األماكن‬ ‫ذل‬
‫وانتامئها السياه‪ ،‬ففي فرتات قو ا توسعت لتشمل مناطق واسعة ربام غطت‬
‫وسط اجلزير العربية‪،‬‬ ‫اليمن كله‪ ،‬بل وامتدت سيطر ا إىل بعض مدن و ال‬
‫ولكن يف فرت ضعفها ال يكاد يبعد اتساعها أكثر من املناطق الشاملية للهنبة‬
‫الغربية‪.‬‬

‫وحسب املعطيات احلنارية يمكن القول‪ :‬إن أرض سبا األصلية تقع مرشق‬
‫لوجود معبم آثار سبا‬ ‫اليمن‪ ،‬ضمن السفوح الرشقية هلنبة اليمن اجلبلية وذل‬
‫وحنار ا يف هذه املنطقة التي شملت سهل مارب الواقع عه مشارف صحراء‬

‫‪ - 1‬بافقيه‪ ،‬حممد عبدالقادر‪ :‬توحيد اليمن القديم (الرصاع بي سبا ومحري وحرضموت من القرن األول‬
‫إىل القرن الثالث امليالدي)‪ ،‬ترمجة‪ :‬عيل حممد زيد‪ ،‬املعهد الفرنيس لآلثار والعلوم االجتامعية‬
‫بصنعاء‪ ،‬ط (‪1428 ،)1‬هـ‪2007 /‬م‪ ،‬ص ‪.112 - 110‬‬
‫‪ - 2‬بافقيه‪ ،‬حممد‪ :‬توحيد اليمن القديم‪ ،‬ص ‪.116 -122‬‬
‫‪ - 3‬اجلرو‪ ،‬أسمهان‪ :‬موجز التاريخ السياه‪ ،‬ص ‪.87‬‬
‫‪ - 4‬الشيبة‪ ،‬عبدالله‪ :‬ترمجات يامنية‪ ،‬ص ‪70‬ل الرسوري‪ ،‬نبيل عبدالوهاب عبدالغني‪ :‬احليا العسكرية‬
‫يف دولة سبا (دراسة من خالل نقوش حمرم بلقيس)‪ ،‬إصدارات جامعة صنعاء (‪1425 ،)6‬هـ‪/‬‬
‫‪2004‬م‪ ،‬ص ‪.16‬‬
‫‪80‬‬
‫الربع اخلاا‪ ،‬وضمت أجزاء من املرتفعات الوسطى لليمن إىل قرب صنعاء‪،‬‬
‫ووادي رصواح وامتدت شامال إىل قرب منطقة اجلوف وجنوبا إىل وادي (اجلوبة)‬
‫الذي يقع عه بعد (‪ 50‬كم) جنوب مارب‪ ،‬ورشقا إىل رملة السبعتي وغربا إىل‬
‫األطراف الشاملية الرشقية من املرتفعات اجلبلية العالية من هنبة اليمن‪ ،‬إىل قرب‬
‫قاع (صنعاء) ويشقها وادي (أذنه) املمتد بي (مارب) و (رصواح)(‪.)1‬‬

‫ويعد نقش النرص (‪ )Gl 1000 = RES 3945‬أهم مرجع يمكن االعتامد‬
‫عليه بعد نقش (يثع أمر)(‪ )2‬يف تعريفنا بعدد من املعامل اجلغرافية السياسية لليمن يف‬
‫منتصف األلف األول قبل امليالد تقريبا‪ ،‬وذل الحتوائه عه أكثر من (‪ )180‬اسام‬
‫وواد وقرص ونخل(‪ ،)3‬ويدلنا هذا النقش إىل عالمات وحدود‬ ‫ن‬ ‫ما بي اسم مكان‬
‫معروفة بي املناطق يف اليمن القديم(‪.)4‬‬

‫ويرى بعض العلامء أن السبئيي كانوا شعبا بدويا يتنقل بي جنوب اجلزير‬

‫‪ -1‬عطبوش‪ ،‬عبدالله عيل الفيش‪ :‬الرصاع بي املامل اليمنية القديمة (أسبابة ونتائجه من القرن ‪2 – 7‬‬
‫ق‪.‬م)‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬قسم التاريخ‪ -‬كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‪ ،‬جامعة دمشق‪ ،‬ربيع أول‬
‫‪1429‬هـ‪ /‬مارس ‪2008‬م‪ ،‬ص ‪.39 ،38‬‬
‫‪ - 2‬عثر عه هذا النقش يف معبد رصواح وقد قام بمحاولة دراسته عامل النقوش (نيبس)‪ ،‬ويقوم الدكتور‬
‫ابراهيم الصلوي أستاذ اللغات السامية والنقوش اليمنية القديمة بةعاد قراءته ودراسته من‬
‫جديد‪ ،‬ويعد هذا النقش أكثر قدما من نقش النرص‪.‬‬
‫‪ -3‬فخري‪ ،‬أمحد‪ :‬دراسات يف تاريخ الرشق القديم (مرص والعراق‪ -‬سوريا‪ -‬اليمن ‪ -‬إيران)‪ ،‬مكتبة‬
‫األنجلو املرصية‪ ،‬ط (‪( ،)2‬د‪.‬ت)‪ ،‬ص ‪165 ،163‬ل الشيبة‪ ،‬عبدالله‪ :‬دور اهلمداين يف اجلغرافية‬
‫التارخيية لليمن القديم ‪ ،‬جملة دراسات يمنية‪ ،‬ع (‪ ،)33‬مركز الدراسات والبحوث‪ -‬صنعاء‪،‬‬
‫‪1988‬م‪ ،‬ص ‪.85 ،84‬‬
‫‪ -4‬نيبس‪ ،‬نوربرت‪ :‬كرب إيل وتار أول موحد لليمن ‪ ،‬ضمن كتاب اليمن يف بالد ملكة سبا‪ ،‬ترمجة‪:‬‬
‫بدر الدين عرودكي‪ ،‬دار األهاا‪ -‬دمشق‪1999 ،‬م‪ ،‬ص ‪.96‬‬
‫‪81‬‬
‫العربية وشامهلا‪ ،‬استقر أخريا يف جنوب اجلزير يف حدود بداية األلف األول قبل‬
‫امليالد‪ ،‬وأهنم امتهنوا التجار كحرفة أساسية وسيطروا بذل عه طرقها الرئيسية‬
‫التي تصل بي جنوب اجلزير العربية وشامهلا وبالد الشام‪ ،‬وكان لذل أثره الكبري‬
‫يف نمو اململكة وازدهارها بي ال العرب اجلنوبية(‪.)1‬‬

‫وبالعود إىل املساند السبئية التي خ الفها املكاربة وامللوك والقاد السبئيونل‬
‫فةن حماولة امللوك السبئيي لفرض النفوذ والسيطر عه التمردات التي كانت‬
‫يدث عند ضعف أركان الدولة أو عندما يصيبها يشء من اخلمول السياه‬
‫والسلطوي‪ ،‬تنم عن نتائج يف بسط سيطر ا ودحر تل التمردات الداخلية مثل ما‬
‫ورد يف النقش (‪ )Ir 11‬عن ‪.‬رد حيو بن غثربان عه املل شعرم أوتر يف حمرم أوام‬
‫يف شهر حمرم فيه القتال (شهر ذو الالت)‪ ،‬ويرج أنه كانت توجد آنذاك ثور دينية‬
‫من هذا الشخا بدليل جلوئه للمعبد بغية إعطاء هذا التمرد بعدا دينيا ليصعب عه‬
‫قام بقياد محلة ضد هذا التمرد‬ ‫شعرم أوتر الترصف يف ذل ل ولكن املل‬ ‫املل‬
‫وقىض عليه‪ ،‬وقد كانت اليمن ‪.‬ر يف عهده بعدد من الرصاعات العصيبة عه‬
‫احلكم‪.‬‬

‫املجاور لسبا يف جنوب اجلزير العربية وحماولة‬ ‫كام أن الرصاع مع املامل‬


‫املامل يت راية السبئيي مثل‪ :‬معي‪ ،‬وأوسان‪ ،‬وقتبان‪ ،‬حرضموت(‪،)2‬‬ ‫ضم تل‬
‫ومحري‪ ،‬واألحباش يف اليمنل فقد حرص امللوك السبئيون عه قياد بعض‬
‫احلمالت‪ ،‬أو إرسال محالت بقياد بعض القاد واألقيال ضد هذه الدول ومن‬
‫أمثلة ذل ‪ :‬هجوم املل (كرب إل وتر بن ذمر عيل) عه لكتي أوسان وقتبان كام‬

‫‪ - 1‬الشيخ‪ ،‬حسي‪ :‬العرب قبل اإلسالم‪ ،‬ص ‪.94‬‬


‫‪ -2‬عطبوش‪ ،‬عبدالله‪ :‬الرصاع بي املامل اليمنية القديمة‪ ،‬ص ‪.386 -168‬‬
‫‪82‬‬
‫(سمه عيل ينف) عه‬ ‫يف النقش (‪ ،)1()Gl 1000 = RES 3945‬وهجوم املل‬
‫قتبان كام يف النقش (‪ ،)Ja 555‬وهجوم املل (كرب إل بي بن ذمر عيل ذرح) عه‬
‫قتبان [ن ب ط م] كام يف نقش (‪ ،)Ja 629‬وهجامت املل‬ ‫حرضموت ومل‬
‫(علهان هنفان وابنه شعرم أوتر) املتكرر عه حرضموت كام يف املساند التالية‪:‬‬
‫(‪ )CIH 308, Ja 640 = ZI 25 = Rob 5‬وغريها من املساند املنقوشة التي‬
‫اهلجامت املتعدد من قبل شعرم أوتر عه وجه اخلصوص‪،‬‬ ‫تتحدث عن تل‬
‫وأينا هجوم املل الرشح حينب عه محري واألحباش كام ذكر يف املساند ( ‪CIH‬‬
‫‪ ،)314, Ja 574, Ir 69, Ja 575, Ir19, Ja 585‬وهجوم املل (ياك هينعم)‬
‫شمر هيرعش الشامل عه‬ ‫عه األحباش كام يف النقش (‪ )M 6‬وهجوم املل‬
‫(يوسف أسار)‬ ‫حرضموت يف مسندي (‪ ،)Sh 32, 33‬وأخريا الرصاع بي املل‬
‫وبي األحباش الذي قادها يف عد مناطق ذكرت يف مسندي ( ‪Ry 508, Ja‬‬
‫‪ ،)2()1028‬ويستشف الباحث من خالل هذه املساند أن امللوك والقاد السبئيي‬
‫كانوا يقومون بقياد هذه احلمالت اهلامة حلسم األمور يف رصاعهم مع الدول‬
‫املحيطة هبم والشعوب املوالية لتل الدول خوفا عه سلطتهم وتكريسا لسياد م‬
‫عه جنوب اجلزير العربية وحماولة املحافبة عه هيمنة سلحي عه األوضاع يف‬
‫جنوب اجلزير العربية‪.‬‬

‫‪ - 1‬لالستزاد (انبر)‪ :‬بافقيه‪ ،‬حممد‪ :‬توحيد اليمن القديم‪ ،‬ص ‪23 ،22‬ل العمري‪ ،‬حسي‪ ،‬ومطهر‬
‫اإلرياين‪ ،‬ويو سف حممد عبدالله‪ :‬يف صفة بالد اليمن عرب العصور(من القرن السابع قبل امليالد إىل‬
‫هناية القرن التاسع عرش)‪ ،‬دار الفكر املعارص‪ -‬بريوت‪ ،‬ط (‪1990 ،)1‬م‪ ،‬ص ‪.17 -12‬‬
‫‪ -2‬العتيبي‪ ،‬حممد بن سلطان‪ :‬التنبيامت واملعارك احلربية يف سبا (من خالل النصوص منذ القرن‬
‫السادس ق‪.‬م حتى القرن السادس امليالدي)‪ ،‬وزار الرتبية والتعليم‪ ،‬وكالة اآلثار واملتاحف –‬
‫الرياض‪ ،‬ط (‪1427 ،)1‬هـ‪2006 /‬م‪ ،‬ص ‪.308‬‬
‫‪83‬‬
‫و‪َ َ .‬لكَهم حب السيطر ‪،‬‬
‫عه الرغم من ذل ل فقد زاد طموح امللوك السبئيي َ‬
‫ما أدى إىل حماولة بسط النفوذ السبئي نحو الشامل متدرجي من األقرب إىل األبعد‬
‫– بعيدا عن النفوذ السبئي التقليدي‪ -‬فكانت نجران يف البداية هاجس توسعي لسبا‬
‫منذ القدم‪ ،‬وكان بمثابة حلم ملكاربة وملوك سبا‪ ،‬وقد حدثتنا العديد من النقوش‬
‫(كرب إل‬ ‫احلمالت مثل‪ )GL 1000 A = RES 3945( :‬للمل‬ ‫عن تل‬
‫النفوذ‬ ‫وتر)‪ ،‬الذي قاد معارك عه نجران(‪ ،)1‬وبعد فرت من الزمن أعاد ذل‬
‫(الرشح حينب) الذي قاد محلة وضحها النقش (‪،)Ja 577‬‬ ‫والسيطر املل‬
‫ويعزى ذل االهتامم يف السيطر عه نجران إىل كوهنا ملتقى الطرق ومفتاح جنوب‬
‫(الرشح‬ ‫جزير العرب‪ ،‬وروى النقشي (‪ )Ja 576, Ja 2110‬يف عهد املل‬
‫حينب وأخيه يازل بي ملكي سبا وذي ريدان) خرب حرب شنتها قوا ام ضد مل‬
‫وشعب (كند )(‪ )2‬ملؤازرته للغالم أمرئ القيس بن عوف مل خصاصة‪ ،‬وأكت‬
‫هذه القوات قاد كند واحتجز م يف مارب حتى سلموا الغالم (أمرئ القيس)‬
‫أبناءهم رهائن لدهيام لنامن والئهم‪ ،‬وربام‬ ‫مللكي سبا وذي ريدان‪ ،‬وتركوا كذل‬
‫قامت خصاصة هذه حليفة كند بالقرب من منازهلا يف شامل نجران إىل القرب من‬

‫‪ - 1‬بافقيه‪ ،‬حممد‪ :‬توحيد اليمن القديم‪ ،‬ص ‪109 ،23 ،22‬ل العمري (وآخرون)‪ :‬يف صفة بالد اليمن‪،‬‬
‫ص ‪.13‬‬
‫‪ - 2‬لالستزاد عن كند وعالقتها بدولة سبا‪( :‬انبر)‪ :‬شعيب‪ ،‬مروان بن غازي صال ‪ :‬دولة كند‬
‫نشا ا وتطورها وعالقا ا داخل شبه اجلزير العربية وخارجها يف عرص ما قبل االسالم‪ ،‬رسالة‬
‫ماجستري‪ ،‬قسم الدراسات العليا التارخيية واحلنارية‪ -‬كلية الرشيعة والدراسات االسالمية‪،‬‬
‫جامعة أم القرى‪ -‬مكة املكرمة‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪1426 ،‬هـ‪2005 /‬م‪ ،‬ص ‪41 – 10‬ل‬
‫(انبر أينا) عن كند ‪ :‬غويدي‪ ،‬اغناطيوس‪ :‬حمابات يف تاريخ اليمن واجلزير العربية قبل‬
‫اإلسالم‪ ،‬ترمجة‪ :‬ابراهيم السامرائي‪ ،‬دار احلداثة للطباعة والنرش والتوزيع – بريوت‪ ،‬ط (‪،)1‬‬
‫‪1986‬م‪ ،‬ص ‪.44 -41‬‬
‫‪84‬‬
‫بيشة وإىل اجلنوب الغريب منها(‪ ،)1‬أما من جهة الشامل فقد كان أول ملوك سبا‬
‫وصوال هلا هو املل (شعرم أوتر) الذي وصل إىل قرية (ذات كهل) الفاو(‪ )2‬مرتي‬
‫أوالهن ذكر يف النقش (‪ ،)Ja 641‬وثانيها التي ذكرت النقش (‪ )Ja 635‬والتي‬
‫تعارك فيها مع مل قرية ذات كهل املل (ربيعة آل ثور)‪.‬‬

‫شمر هيرعش ليكمل املسري ليصل بحمالته إىل مدن‬ ‫ومن ثم يا املل‬
‫فارس وأرض تنوخ يف املنطقة الرشقية عه اخلليج العريب وما يمتد منها إىل جنوب‬
‫العراق بالقرب من بغداد يف النقش (‪ ،)Sh 31‬وقد نرش هذا النقش يف البداية أمحد‬
‫حسي رشف الدين(‪ ،)3‬ثم أعاد نرشه من جديد املسترشق الروه (أ‪.‬لوندن)(‪،)4‬‬

‫‪ -1‬صال ‪ :‬تاريخ شبه اجلزير العربية‪ ،‬ص ‪.191 ،190‬‬


‫‪ -2‬الفاو (ذات كهل)‪ :‬تقع عه بعد ‪ 700‬كلم جنوب مدينة الرياض (الياممة)‪ ،‬و‪ 280‬كلم إىل الشامل الرشقي من‬
‫مدينة نجران‪ ،‬يف املنطقة التي يتداخل فيها وادي الدواك ويتقاطع مع جبال طويق عند فوهة جمرى قنا تسمى‬
‫الفاو‪ ،‬ومن هنا جاءت تسميتها بالفاو وهي تبعد اينا ‪ 100‬كلم إىل اجلنوب الغريب من مدينة السليل‪ ،‬و‪150‬‬
‫ترشف عه احلافة الشاملية الغربية‬ ‫كلم إىل اجلنوب الرشقي من اخلامسي عاصمة وادي الدواك‪ ،‬وهي بذل‬
‫للربع اخلاا‪ ،‬وتقع عه طريق التجار الذي يربط بي جنويب اجلزير العربية وشامهلا الرشقي‪ ،‬حيث تبدأ القوافل‬
‫من ال ‪ :‬سبا ومعي وقتبان وحرضموت ومحري متجه إىل نجران ومنها إىل (ذات كهل) ثم األفالج فالياممة ثم‬
‫تعترب مركزا اقتصاديا وباريا هاما وسط‬ ‫رشقا إىل اخلليج وشامال إىل وادي الرافدين وبالد الشام‪ ،‬وهي بذل‬
‫اجلزير العربية‪ ،‬وقد عثرت بعثة التنقيب بجامعة الرياض فيها عه الكثري من الدالئل والشواهد األثرية عه‬
‫سفوح جبل طويق وعه جدران سوقها ومنازل سكاهنا ومباخرهم‪ ،‬والتي تؤكد صحة موقعها واسمها‪ ،‬وتشري‬
‫املصادر أينا إىل أن الفاو (ذات كهل) كانت عاصمة لدولة كند وأن ملوك سبا وذي ريدان قد غزوها أكثر من‬
‫مر كام تنا عليه املساند التالية‪ Ja 665, Ja 660, Ja 634, Ja 576, Ry 509 :‬وتواريخ هذه املساند‬
‫ترتاوح بي القرن األول امليالدي والقرن اخلامس‪( .‬انبر)‪ :‬األنصاري‪ ،‬عبدالرمحن الطيب‪ :‬قرية الفاو صور‬
‫للحنار العربية قبل اإلسالم يف اململكة العربية السعودية‪ ،‬جامعة الرياض‪1982 ،‬م‪ ،‬ص ‪16‬ل شعيب‪،‬‬
‫مروان‪ :‬دولة كند نشا ا وتطورها‪ ،‬ص ‪.84 – 43‬‬
‫‪ : Sharafaddin, A.H: Yemen "Arabia Felix". Taiz, 1961.p 44. - 3‬رشف الدين‪ ،‬أمحد‬
‫حسي‪ :‬تاريخ اليمن الثقايف‪ ،‬ج (‪ ،)3‬دار النهنة العربية‪ -‬القاهر ‪1967 ،‬م‪ ،‬ص ‪.87‬‬
‫‪ - 4‬لوندن‪ ،‬أ‪ ،‬ج‪ :‬املوظف والدبلوماه السبئي ‪ ،‬ترمجة‪ :‬قائد حممد عطبوش‪ ،‬جملة اإلكليل‪ ،‬وزار اإلعالم والثقافة‪-‬‬
‫صنعاء‪ ،‬ع (‪ ،)2‬س (‪ ،)6‬صيف ‪1988‬م‪ ،‬ص ‪20 -19‬ل نعامن‪ ،‬خلدون‪ :‬األوضاع السياسية‪ ،‬ص ‪132‬ل العتيبي‪،‬‬
‫حممد‪ :‬التنبيامت واملعارك احلربية يف سبا‪ ،‬ص ‪.348‬‬
‫‪85‬‬
‫ثم يصل بعد حواا قرن من الزمان التبع اليامين (أب كرب أسعد) ملاسل اجلم‬
‫ببة‬ ‫‪ -‬وسط اجلزير العربية‪ -‬غرب الياممة‪ ،‬موجها يف ذل‬ ‫نجد(‪)1‬‬ ‫بوسط‬
‫موجعة إىل عشائر معد كام يتن يف النقش (‪ ،)Ry 509‬ولعله بقيادته لتل احلملة‬
‫أراد أن يبهر قو وجربوت دولة سبا يف وسط اجلزير العربية‪ ،‬ويفرض بذل‬
‫عي ملوكا هبا لتكون‬
‫سيطرته عليها لتتوسع الرقعة اجلغرافية لدولة سبا‪ ،‬ويرج أنه ن‬
‫الصحراء الواسعة درعا واقيا من الصعوبة اخرتاقه من قبل القوتي العبميي‬ ‫تل‬
‫آنذاك فارس والروم(‪.)2‬‬

‫معدي كرب إىل نفس املوقع‬ ‫ثم يرد يف النقش (‪ )Ry 510‬قياد املل‬
‫(ماسل اجلم ) بعد حواا قرن من الزمان ليقف ربام ضد التوسع الفاره املمثل‬
‫يف املنذر وقواته‪ ،‬وقد اننم املل (معد كرب) إىل قبائل معد يف هذه احلملة‪ ،‬ولعل‬
‫حيمل اللقب السبئي الطويل هو خروج أبرهة احلبيش عه رأس‬ ‫آخر خروج ملل‬
‫جيشة إىل تربة وحلبان لتاديب قبائل بني عامر بن صعصعة وبعض قبائل معد‬
‫ويتن هذا من خالل نقش (‪.)Ry 506‬‬

‫إن هذه الرصاعات التي دارت رحاها يف كل أجزاء جنوب اجلزير العربية‬
‫ووسط اجلزير وشامهلا أحيانا‪ ،‬كانت يف الغالب نتيجة لألوضاع االقتصادية غري‬
‫احلمالت والرصاعات للبفر بالثراء‬ ‫املستقر يف هذه املنطقة ما أدى إىل قيام تل‬
‫االقتصادي والتفرد بالزعامة السياسية يف جنوب اجلزير العربية بشكل خاص‪،‬‬
‫راسمة بذل مالم جغرافية حمدد حيث شملت يف الفرت املسام بالعرص السبئي‬

‫‪ -1‬املسعودي‪ ،‬راشد بن محدان األحيوي‪ :‬النقوش السبئية يف نجد ‪ ،‬جملة العرب‪ ،‬دار الياممة للبحث‬
‫والرتمجة والنرش‪ -‬الرياض‪ ،‬ع (‪ ،)2 ،1‬فرباير‪ /‬مارس‪ ،‬س (‪1990 ،)25‬م‪ ،‬ص ‪.240‬‬
‫‪ - 2‬العمري (وآخرون)‪ :‬يف صفة بالد اليمن‪ ،‬ص ‪.19 ،18‬‬
‫‪86‬‬
‫الوسيط بعض املناطق املجاور هلا مثل نجران وقرية ذات كهل (الفاو) وتربة‪،‬‬
‫بغض النبر عن القوى األخرى التي شاركت سبا يف جمريات األمور يف تل الفرت ‪،‬‬
‫إال أن التوسع السبئي يف العرص السبئي املتاخر (احلمريي) كان أوسع نطاقا وأقل‬
‫يف عدد احلمالت نبرا لقو السلطة املركزية يف سلحي‪ ،‬حيث امتد نفوذها خارج‬
‫واإلمرباطوريات‬ ‫نطاقها املعهود يف جنوب اجلزير العربية‪ ،‬فلقد ناوشت املامل‬
‫املجاور رغبة منها فيام يبدو للعب دور ما يف جمريات األحداث السياسية‬
‫والتوسعية خصوصا يف القرن الرابع امليالدي‪.‬‬

‫ونستطيع القول من خالل املعطيات والشواهد ‪-‬السالف ذكرها‪ -‬إن‬


‫الشعب السبئي يف فتلف عصوره وفرتاته من أكثر الشعوب اليمنية باوزا للحدود‬
‫اإلقليمية وبناء الوحدات السياسية واالقتصادية الكربى يف شتى بقاع اجلزير‬
‫العربية بشكل عام وجنوب اجلزير بشكل خاص‪ .‬ولذا فةن ر ية اجلزير العربية‬
‫كيانا سياسيا واجتامعيا واقتصاديا واحدا هو أمر أقرب للتصديق يف رسم اخلارطة‬
‫اجلغرافية التي ‪.‬كن الشعب السبئي من رسم معاملها وحدودها من خالل توثيقه‬
‫كل تل األحداث احلربية يف النقوش املسندية يف فتلف الفرتات والعصور‪.‬‬

‫وقد ‪.‬يزت حنار سبا بشكل خاص وحنارات جنوب اجلزير بشكل عام‬
‫عن باقي شعوب اجلزير العربية ‪-‬يف قو تطورها احلناري‪ -‬بالعديد من العوامل‬
‫التي ساعدت يف رسم اإلطار احلناري لسبا أمهها‪( :‬عامل اللغة‪ ،‬العامل‬
‫االجتامعي‪ ،‬العامل الديني‪ ،‬العامل السياه‪ ،‬والعامل االقتصادي)(‪.)1‬‬

‫‪ - 1‬لالستزاد (انبر)‪ :‬الصايدي‪ ،‬أمحد قايد‪ :‬اليمن الشعب واألرض واحلنار ‪ ،‬جملة دراسات يمنية‪،‬‬
‫مركز الدراسات والبحوث اليمني‪ ،‬ع (‪1411 ،)42‬هـ‪1990 /‬م‪ ،‬ص ‪.58 -50‬‬
‫‪87‬‬
88
‫املوارد الطبيعية غري االقتصادية‬

‫المبحث األول‪ :‬المناخ‬


‫المبحث الثاني‪ :‬المياه‬
‫المبحث الثالث‪ :‬التربة‬

‫‪89‬‬
90
‫مــدخ ــل‪-:‬‬

‫يتوي البيئة الطبيعية ضمن مكونا ا الرئيسية الثالثة والتي تعرف بالغالف‬
‫اليابس والامئي واجلوي عه جمموعة من املوارد الطبيعية الرضورية لإلنسان‬
‫و الكائنات احلية األخرى‪ ،‬وكذل النبام البيئي‪ .‬واملوارد البيئية الطبيعية هي موارد‬
‫خام مل يتدخل اإلنسان يف إجيادها‪ ،‬ونبرا ألمهيتها احليوية واعتامد اإلنسان عليها‬
‫فهو يؤثر فيها ويتاثر هبا أينا‪.‬‬

‫وتعترب املوارد الطبيعية أساس املوارد االقتصادية‪ ،‬وإحدى أهم عنارص‬


‫اإلنتاج الرئيسية التي ال غنى عنها يف العملية اإلنتاجية‪ ،‬وهي أحد أهم ركائز‬
‫االستقرار وبناء اململكة واحلنار السبئية‪ ،‬األمر الذي استدعى إلقاء النوء عه‬
‫املوارد الطبيعية الرئيسية ملثل هذا العنرص احليوي واملهم والذي‬ ‫العديد من تل‬
‫يعترب بمثابة عنرصا مشرتكا ورئيسا ألي عملية إنتاجية سواء يف الزراعة أو الصناعة‬
‫أو التجار ‪.‬‬

‫ولام كانت املوارد الطبيعية هي أساس طمانينة اإلنسان اليمني القديم وعامل‬
‫ا‬
‫هام يف يديد رخاءه ورفاهيته سواء يف زمان السلم أو احلرب‪ ،‬فةنه يسعى دائام إىل‬
‫ن‬
‫أرايض زراعية‬ ‫اقتناء أكرب كمية كنة من املوارد الطبيعية سواء أكان ذل يف صور‬
‫أو غري زراعية أو يف صور ثروات طبيعية ثلة يف منابع املياه واخلامات املعدنية‬
‫والغطاء النبا واحليواين‪.‬‬

‫اعتمد اإلنتاج االقتصادي يف اليمن القديم عه عدد من املقومات‬ ‫لذل‬


‫الطبيعية والبرشية التي أثرت فيه لتتحول بذل إىل موارد اقتصادية‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫عرف املوارد الطبيعية عند اجلغرافيي وعلامء االقتصاد باهنا من الطبيعة‬
‫وت ا‬
‫لإلنسان من صخور ومعادن وطاقة وتربة وماء وحيوان ونبات طبيعي(‪ ،)1‬وتشمل‬
‫املوارد الطبيعية أينا الغالف الامئي وما ينم من كائنات بحرية وأمالح معدنية‪،‬‬
‫الغالف اجلوي وما يتنمنه من عنارص الزمة لإلنتاج كاحلرار والنوء‬ ‫وكذل‬
‫واألمطار(‪.)2‬‬

‫وتشمل املوارد النباتية يف صور الغابات واحلشائش‪ ،‬واملوارد احليوانية التي‬


‫تتمثل يف ما يربى عه وجه اليابسة من كائنات‪ ،‬وكذل املوارد البحرية سواء كانت‬
‫يف املناطق الشاطئية أو يف أعامق املحيطيات‪ ،‬إضافة إىل املوارد املعدنية التي يتوهيا‬
‫صخور األرض وقرش ا(‪.)3‬‬

‫وهي أينا املوارد التي مل يتدخل اإلنسان يف وجودها‪ ،‬والتي يمكن أن‬
‫تتحول إىل ثرو اقتصادية إذا امتدت إليها يد اإلنسان وتناولتها باالستغالل‬
‫واالستثامر لفائد البرشية لتقوية وتدعيم اقتصاد الدولة‪ ،‬واملوارد الطبيعية إمجاال‬
‫عرضة للهدم والفناء(‪،)4‬‬
‫هي التي تكون بمثابة ثرو طبيعية واقتصادية معبمها م ا‬
‫فالبد من املحافبة عليها من خالل تنبيم استغالهلا وعدم اإلكاف واالستهالك‬
‫العشوائي هلا‪.‬‬

‫‪ - 1‬الزوكه‪ ،‬حممد مخيس‪ :‬اجلغرافيا االقتصادية‪ ،‬دار املعرفة اجلامعية‪ -‬اإلسكندرية‪ ،‬ط (‪( ،)10‬د‪.‬ت)‪،‬‬
‫ص ‪.47‬‬
‫‪ - 2‬متوا‪ ،‬حممدل وحممود‪ ،‬أبو العال‪ :‬املوارد االقتصادية‪ ،‬مكتبة األنجلو املرصية‪ -‬القاهر ‪1977 ،‬م‪،‬‬
‫ص ‪.9‬‬
‫‪ - 3‬متوال وحممود‪ :‬املوارد االقتصادية‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪ - 4‬اجلوهري‪ ،‬يرسي عبدالرزاق‪ :‬جغرافية اإلنتاج االقتصادي‪ ،‬منشا املعارف‪ -‬اإلسكندرية‪،‬‬
‫‪1976‬م‪ ،‬ص ‪17‬ل متوال وحممود‪ :‬املوارد االقتصادية‪ ،‬ص ‪21‬‬
‫‪92‬‬
‫وأستغل اإلنسان اليمني القديم هذه املوارد ووظفها لتدعيم موارده‬
‫االقتصادية والاملية‪ ،‬وقام أينا بتطويرها وتوسيع رقعتها‪ ،‬كام أنه نبم نسبية‬
‫مع الطبيعة‪ ،‬ويدث (أحد الدارسي)‬ ‫استغالهلا واستهالكها للتوازن بذل‬
‫بقوله‪ :‬أي جمتمع إنساين ليس له أن حيافظ عه بقائه إال بواسطة‬ ‫موضحا ذل‬
‫اإلنتاج الامدي ويويل مواد الطبيعة من حوله‪ ،‬ويف هذا السياق فةن كل جمتمع‬
‫بالرضور عليه معرفة الطبيعة من حوله لكي يتمكن من توفري متطلباته املعيشية‬
‫وحاجاته اإلنسانية‪ ،‬ولام كان ذل ال يتحقق إال من خالل النشاط الواعي واهلادف‬
‫للناس واملوجه لتحويل مواد الطبيعة‪ ،‬فةن املعارف العلمية للناس تتحقق خالل‬
‫النشاط اإلنتاجي مبارش ‪ ... ،‬إلخ (‪.)1‬‬

‫لذل فاألمر يستدعي بور التفريق بي كل من املوارد الطبيعية‪ ،‬واملوارد‬


‫االقتصادية‪ ،‬فاملوارد الطبيعية تشتمل ‪-‬كام ذكرنا سالفا‪ -‬عه كل ما ‪.‬نحه الطبيعة‬
‫لإلنسان من خريات أي بقعة من األرض‪ ،‬وإن اختلفت أشكاهلا من حيث كوهنا‬
‫موارد عنوية مثل (األسامك واحليوانات واملراعي الطبيعية أو الغابات‪ ،)...‬أو‬
‫موارد غري عنوية مثل (الصخور واملعادن‪.)...‬‬

‫أما املوارد االقتصادية فتتمثل يف استغالل اإلنسان للموارد الطبيعية وادخاهلا‬


‫يف جمال النشاط االقتصادي الذي يامرسه اإلنسان سواء يف جمال االنتاج‪ ،‬أو التبادل‪،‬‬
‫أو االستهالك‪ ،‬ا ينفي عه املوارد الطبيعية قيمة وأمهية حيث تتحول إىل موارد‬
‫هو كل من‪:‬‬ ‫اقتصادية تشبع احتياجات ورغبات اإلنسان‪ ،‬وأوض مثال عه ذل‬
‫الرتبة ومياه األمطار يف اليمن حيث أدخلتا يف عداد املوارد االقتصادية بعد معرفة‬

‫‪ - 1‬السقاف‪ ،‬عبدالرمحن عمر عبدالرمحن‪ :‬تطور احليا الفكرية لليمنيي القدماء‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪،‬‬
‫قسم التاريخ‪ -‬كلية اآلداب‪ -‬بجامعة صنعاء‪1428 ،‬هـ‪2007 /‬م‪ ،‬ص ‪.118‬‬
‫‪93‬‬
‫اإلنسان اليمني للزراعة واستغالل الرتبة واملياه يف انتاج فتلف املحاصيل احلقلية‬
‫والفواكه واخلرض (‪.)1‬‬

‫وجيب التفريق أينا بي املوارد الطبيعية االقتصاديةل واملوارد الطبيعية غري‬


‫االقتصادية‪ ،‬إذ يقصد بالتعبري األول كل املوارد التي يمكن يويلها بشكل مبارش إىل‬
‫موارد اقتصادية كالغابات والصخور واملعادن واألسامك واحليوانات الربية(‪ ،)2‬أما‬
‫املوارد الطبيعية غري االقتصادية فتشمل العوامل الطبيعية املؤثر يف عمليات اإلنتاج‬
‫الزراعي كاملناخ والرتبة والامء(‪.)3‬‬

‫ويشري بعض علامء االقتصاد إىل أنه كثريا ما قد يتمخض عن جدب الطبيعة‬
‫وشحتها يف مواردها الطبيعية يف حنار ما إىل دفع النشاط االقتصادي قدما ا‬
‫يؤدي بالتاا إىل تقدمها وازدهارها‪ ،‬وهو ما يتن جليا يف املقومات احلنارية‬
‫األوىل حلنار سبا التي نشات يف بيئة جدبة وشبه صحراوية استطاع أهلها توظيفها‬
‫بصور صحيحة تدفع بعجلة االقتصاد إىل التقدم واالزدهار‪ ،‬حيث وظف الوديان‬
‫من خالل بناء السدود (امل خذ)(‪ )4‬وقنوات الري املنبمة فيها يف سبيل الزراعة التي‬
‫اعتمدت عليها هذه احلنار بشكل كبري(‪ ،)5‬ونستدل يف هذا اجلانب بقول اهلل‬

‫‪ - 1‬هندي‪ ،‬عادلل والعولقي‪ ،‬نارص‪ :‬املوارد االقتصادية‪ ،‬دار الكتب القومية‪ -‬القاهر ‪1986 ،‬م‪ ،‬ص‬
‫‪.18 ،17‬‬
‫‪ - 2‬هنديل والعولقي‪ :‬املوارد االقتصادية‪ ،‬ص ‪.18‬‬
‫‪ - 3‬الزوكه‪ ،‬حممد‪ :‬اجلغرافيا االقتصادية‪ ،‬ص ‪.47‬‬
‫‪ - 4‬اإلرياين‪ ،‬مطهر عيل‪ :‬امل خذ ‪ ،‬املوسوعة اليمنية‪ ،‬مؤسسة العفيف الثقافية ‪ -‬صنعاء‪ ،‬مج (‪ ،)4‬ط‬
‫(‪1423 ،)2‬هـ‪2003 /‬م‪ ،‬ص ‪.2514 -2513‬‬
‫‪ - 5‬لالستزاد (انبر)‪ :‬اشميدت‪ ،‬يورغن‪ :‬طرق الري يف مارب ‪ ،‬املوسوعة اليمنية‪ ،‬مؤسسة العفيف‬
‫الثقافية ‪ -‬صنعاء‪ ،‬مج (‪ ،)4‬ط (‪1423 ،)2‬هـ‪2003 /‬م‪ ،‬ص ‪.2864 -2857‬‬
‫‪94‬‬
‫ي َوش َام نل كلوا من ِّر ْزق َر ِّبك ْم‬
‫تعاا‪َ ﴿ :‬ل َق ْد كَا َن ل َس َب نة يف َم ْسكَنه ْم آ َية َجناتَان َعن َيم ن‬

‫َواشْ كروا َله َبلْدَ َطيِّبَة َو َر ٌّب َغفور﴾ (‪.)1‬‬

‫وتوجد العديد من الشواهد األثرية الدالة عه وفر املوارد الطبيعية‬


‫واالقتصادية التي كانت تنعم هبام حنار سبا‪ ،‬والتي تتمثل يف النقوش اليمنية‬
‫القديمة واللوحات الفنية املرسوم عليها العديد من املناظر الطبيعية واالجتامعية‬
‫الدالة عه الرتف والرخاء االقتصادي بعد استغالل اإلنسان اليمني القديم لتل‬
‫املوارد وتوظيفها يف خدمته‪.‬‬

‫ومن جهة أخرى فةن نتيجة ك ََرم الطبيعة وسخائها يف مواردها يف حنار‬
‫معينة إىل ختلفها نتيجة لام قد يرتتب عه مثل هذه الوفر يف املوارد الطبيعية إىل كسل‬
‫األفراد ومخوهلم واكتفائهم باحلد األدنى من الرضوريات امللحة كام هو احلال يف‬
‫عه‬ ‫معبم احلنارات ذات املوارد الزراعية واملعدنية الوفري (‪ ،)2‬وينطبق ذل‬
‫حنار سبا يف فرتا ا املتاخر ويشري القرآن الكريم إىل ذل بقول اهلل تعاىل‪:‬‬
‫﴿ َف َا ْعرضوا َف َارسلْنَا َع َليهم سي َل ا ْلعرم وبدا ْلنَاهم بجناتَيهم جناتَي َذواتَى أك نل َمخ ن‬
‫ْط‬ ‫َ ْ ْ َ ْ َ‬ ‫َ ََ‬ ‫ْ ْ َ ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬
‫ور*‬‫يل* َذل َ َج َز ْينَاهم ب َام َك َفروا َو َه ْل ن َجازي إ اال ا ْلكَف َ‬‫يش نء ِّمن سد نْر َقل ن‬
‫َو َأثْ نل َو َ ْ‬
‫ري سريوا في َها‬ ‫ي ا ْلق َرى ا التي َب َار ْكنَا في َها قرى َظاه َر َو َقدا ْرنَا في َها ا‬
‫الس ْ َ‬ ‫َو َج َعلْنَا َبيْنَه ْم َو َب ْ َ‬
‫يث‬‫ي َأ ْس َفارنَا َو َظ َلموا َأنف َسه ْم َف َج َعلْنَاه ْم َأ َحاد َ‬
‫ي* َف َقالوا َر ابنَا َباع ْد َب ْ َ‬ ‫اا َو َأ اياما آمن َ‬ ‫َل َي َ‬
‫ار َشك ن‬
‫ور*﴾(‪.)3‬‬ ‫ومزقْنَاهم ك ال َز نق إ ان يف َذل َ َآلي ن‬
‫ات ِّلك ِّل َص اب ن‬ ‫َ‬ ‫ا‬ ‫ْ‬ ‫َ َا‬

‫‪ - 1‬القرآن الكريم‪ :‬سور سبا‪ ،‬آية ‪.15‬‬


‫‪ - 2‬هنديل والعولقي‪ :‬املوارد االقتصادية‪ ،‬ص ‪.36‬‬
‫‪ - 3‬القرآن الكريم‪ :‬سور سبا‪ ،‬اآليات من ‪.19 -16‬‬
‫‪95‬‬
‫وقد أجربت هذه الطبيعة اجلغرافية اإلنسان اليمني القديم عه التك ّيف املرن‬
‫واملتنوع معا‪ ،‬وهو ما أدى إىل تطورات ثقافية متباينة حمليا نتيجة اختالف تناريسها‬
‫التي تتجاور فيها اجلبال املرتفعة والوديان العميقة والصحاري الواسعة‪ ،‬باإلضافة‬
‫إىل طقس يبدأ من اجلاف ويصل إىل االستوائي(‪.)1‬‬

‫ونبرا الختالف ر ية تقسيم املوارد الطبيعية عند العلامء من حيث أسس‬


‫دراستها فقد قسمها البعض عه أساس التوزيع اجلغرايف‪ ،‬والبعض قسمها عه‬
‫أساس طبيعة التكوين‪ ،‬ومنهم من قسمها عه أساس القدر عه التجدد‬
‫واالستمرار‪ ،‬وقسمها آخرون عه أساس األصل(‪.)2‬‬

‫ويوض الباحث هنا الرأي القائل بتقسيم املوارد الطبيعية عه أساس مدى‬
‫قدر ا عه التجدد واالستمرار‪ ،‬حيث ق ِّسمت إىل‪ :‬موارد طبيعية متجدد ‪ ،‬وموارد‬
‫طبيعية غري متجدد ‪ ،‬فاملوارد الطبيعية املتجدد هي‪ :‬املوارد التي تبل متوفر يف‬
‫منها مامل يتسبب اإلنسان وغريه يف انقراضها‬ ‫الطبيعة وال تنفذ مهام استهل‬
‫وتدمريها‪ ،‬ومثال ذل ‪( :‬الامء‪ ،‬والرتبة‪ ،‬واحليوانات‪ ،‬والنباتات)‪ ،‬أما املوارد‬
‫الطبيعية غري املتجدد فهي‪ :‬املوارد املحدود يف الطبيعة والقابلة للنفاذ نتيجة عدم‬
‫قدر ا عه التجدد أو إمهال اإلنسان وإكافه يف استهالكها‪ ،‬ومثال ذل ‪:‬‬
‫(املعادن)(‪.)3‬‬

‫‪ - 1‬فوكت‪ ،‬بوركهاردل وروبان‪ ،‬كريستيان جوليان‪ :‬الوحد الثقافية لبالد اليمن ‪ ،‬ضمن كتاب (اليمن‬
‫يف بالد ملكة سبا)‪ ،‬ترمجة‪ :‬بدر الدين عردوكي‪ ،‬دار األهاا‪ -‬دمشق‪1999 ،‬م‪ ،‬ص ‪.223‬‬
‫‪ - 2‬الزوكه‪ ،‬حممد‪ :‬اجلغرافيا االقتصادية‪ ،‬ص ‪.58 -50‬‬
‫‪ - 3‬الزوكه‪ ،‬حممد‪ :‬اجلغرافيا االقتصادية‪ ،‬ص ‪56 ،55‬ل عبادي‪ ،‬نبيل عبداللطيف‪ :‬اإلنسان والبيئة‬
‫الطبيعية يف اليمن‪ ،‬مركز عبادي للدراسات‪ ،‬دار الكتب العربية‪ -‬اجلمهورية اليمنية‪ ،‬ط (‪1414 ،)1‬هـ‪/‬‬
‫‪1993‬م‪ ،‬ص ‪.18 -16‬‬
‫‪96‬‬
‫أما الرأي القائل بتقسيم املوارد الطبيعية عه أساس (األصل)‪ ،‬فقد قسم‬
‫املوارد الطبيعية إىل‪ :‬موارد طبيعية غري اقتصادية مثل‪( :‬املناخ‪ ،‬واملياه‪ ،‬والرتبة)‪،‬‬
‫وموارد طبيعية اقتصادية مثل‪( :‬النباتات‪ ،‬واحليوانات‪ ،‬والصخور‪ ،‬واملعادن)(‪،)1‬‬
‫وسيعتمد الباحث يف هذه الدراسة عه تقسيم املوارد الطبيعية عه أساس األصل‬
‫نبرا ألن هذا التقسيم خيدم الدراسة من الناحية األثرية‪.‬‬

‫‪ - 1‬الزوكه‪ ،‬حممد‪ :‬اجلغرافيا االقتصادية‪ ،‬ص ‪.58‬‬


‫‪97‬‬
‫املـنـــــاخ‬

‫يتمثل املناخ يف درجات احلرار والرطوبة ومعدالت هطول األمطار والرياح‬


‫وغريها ذات الصلة الوثيقة بالنشاط اإلنساين سواء املتعلق بالزراعة أو التعدين أو‬
‫األمور األخرى املتعلقة بالنشاط اإلنساين‪ ،‬حيث كثريا ما تؤدي غزار األمطار أو‬
‫شد الرياح إىل تدمري الثرو الزراعية أو يطيم املنش ت الامئية وجرف الرتبة‬
‫وغريها من األبارل بينام يؤدي املناخ املالئم إىل ازدهار النشاط اإلنساين يف فتلف‬
‫املجاالت(‪.)1‬‬

‫ومن الصعوبة بمكان التحديد الدقيق لتغريات البروف املناخية يف فرت قيام‬
‫حنار سبا نتيجة عدم وجود دراسات جغرافية متعمقة تم بدراسة املناخ يف فرت‬
‫قيام احلنارات اليمنية القديمة‪ ،‬عه الرغم من أن هناك اعتقاد سائد لدى العلامء‬
‫املتخصصي يف هذا املجال ا‬
‫بان مناخ اليمن القديم مل يطرأ عليه تغيري كبري منذ فجر‬
‫التاريخ‪ ،‬ا‬
‫وأن البروف املناخية التي كانت سائد منذ حواا أربعة آالف عام هي‬
‫نفسها ‪-‬تقريبا‪ -‬حتى الوقت احلاب(‪ ،)2‬إضافة إىل ا‬
‫أن النبريات القائلة باختالف‬

‫‪ - 1‬هنديل والعولقي‪ :‬املوارد االقتصادية‪ ،‬ص ‪.37‬‬


‫الري ‪ ،‬ضمن كتاب (اليمن يف بالد ملكة سبا)‪ ،‬ترمجة‪ :‬بدر الدين عرودكي‪ ،‬دار‬
‫‪ - 2‬برونر‪ ،‬أوا‪ :‬بدايات ا‬
‫األهاا‪ -‬دمشق‪1999 ،‬م‪ ،‬ص ‪54 ،53‬ل عبدالله‪ ،‬يوسف‪ :‬أوراق يف تاريخ اليمن‪ ،‬ص ‪79 ،78‬ل‬
‫(يستصعب الباحثون معرفة التغريات املناخية واجليولوجية التي حدثت يف غرب آسيا وجنوب غرب‬
‫آسيا‪ -‬مواقع حنارات الرشق القديم‪( .‬انبر)‪ :‬لويد‪ ،‬سيتون‪ :‬آثار بالد الرافدين من العرص احلجري‬
‫القديم حتى الغزو الفاره‪ ،‬ترمجة‪ :‬حممد طلب‪ ،‬دار دمشق‪ -‬سوريا‪ ،‬ط (‪1993 -1992 ،)1‬م‪ ،‬ص ‪.)30‬‬
‫‪98‬‬
‫املناخ مل تفدنا بتقديم أد الة قاطعة يف هذا اجلانب‪ ،‬حيث ال تزال موضع خالف‬
‫كبري(‪.)1‬‬

‫ونستدل عه استمرار البروف املناخية وأهنا مل تتغري بشكل كبري منذ نشا‬
‫احلنار السبئية وحتى عرصنا هذا كاقل تقدير‪ ،‬من خالل استمرارية بناء السدود‬
‫واحلواجز منذ نشوء احلنارات اليمنية القديمة وحتى الوقت احلاب يف معبم‬
‫املناطق اليمنية عه الرغم من تباين تناريسهال فقد أنشا السبئيون سد مارب حلجز‬
‫أكرب قدر من الامء لري أراضيهم الزراعية ومن املؤكد أنه كلف نفقات كبري ل حيث‬
‫يعد أكرب ن‬
‫سد يف اجلزير العربية قديام‪ ،‬وهناك عد عوامل تؤثر يف مناخ اليمن القديم‬
‫أمهها‪-:‬‬

‫املوقع الفلكي‪ :‬تقع اليمن ضمن مناخات النطاق احلار الذي يتبع األقاليم‬
‫اجلافة وشبه اجلافة‪ ،‬حيث تتعامد الشمس بي خطي عرض (‪ o12‬و ‪ o20‬شامال)‬
‫تقريبا(‪ )2‬ما بي شهري (مايو= أيار‪ ،‬ويوليو= ‪.‬وز)‪ ،‬وهو ما يؤدي إىل زياد درجة‬
‫تنجذب الكتل اهلوائية الرطبة‬ ‫احلرار ‪ ،‬ومن ثم ينخفض النغط اجلوي‪ ،‬وبذل‬
‫تقع يف‬ ‫من سط املحيط اهلندي‪ ،‬فتهطل األمطار الغزير صيفا(‪ ،)3‬وهي بذل‬

‫‪ - 1‬عبدالله‪ ،‬يوسف‪ :‬أوراق يف تاريخ اليمن‪ ،‬ص ‪79 ،78‬ل اجلرو‪ ،‬أسمهان‪ :‬موجز التاريخ السياه‪ ،‬ص‬
‫‪26 ،25‬ل سوسة‪ ،‬أمحد‪ :‬حنار العرب ومراحل تطورها عرب العصور‪ ،‬وزار اإلعالم‪ -‬اجلمهورية‬
‫العراقية‪( ،‬د‪.‬ت)‪ ،‬ص ‪ 76 ،71-69 ،64‬وما بعدهال حنشور‪ ،‬أمحد إبراهيم بن إبراهيم‪ :‬نشوء وتطور‬
‫العامر اليمنية القديمة‪ ،‬رسالة ماجستري‪ ،‬قسم التاريخ‪ -‬كلية اآلداب‪ -‬جامعة عدن‪2005 ،‬م‪ ،‬ص ‪.3‬‬
‫‪ - 2‬أمحد‪ ،‬عبدالله حممد‪ :‬جغرافية اليمن الطبيعية‪ ،‬املنتدى اجلامعي للنرش والتوزيع‪ -‬صنعاء‪ ،‬ط (‪،)1‬‬
‫‪2001‬م‪ ،‬ص ‪66‬ل احلفيان‪ ،‬عوض‪ :‬اجلغرافيا العامة‪ ،‬ص ‪.109‬‬
‫‪ - 3‬عباس‪ ،‬شهاب حمسن‪ ،‬و جابر عيل السنباين‪ :‬مدخل إىل جيومورفولوجية اليمن‪ ،‬مركز عبادي‬
‫للطباعة والنرش‪ -‬صنعاء‪ ،‬ط (‪1999 ،)1‬م‪ ،‬ص ‪.98‬‬
‫‪99‬‬
‫مكان وسط بي خط االستواء وبي مدار الرسطان‪ ،‬وهذا يعني أهنا تقع ضمن‬
‫املنطقة املدارية أي اإلقليم املداري احلار(‪،)1‬الذي يشمل يف نطاقه الصحارى‬
‫املدارية احلار يف العامل القديم والذي يمتد بي إقليم البحر املتوسط يف الشامل‬
‫واإلقليم املداري يف اجلنوب(‪ ،)2‬وحيدث اجلفاف (عموما) يف الشتاء‪ ،‬بسبب غزو‬
‫الكتل اهلوائية البارد من قلب آسيا من جهة‪ ،‬وهبوب الرياح الشاملية الرشقية اجلافة‬
‫من جهة أخرى(‪.)3‬‬

‫التناريس‪ :‬وهي تؤثر عه أكثر من عنرص من عنارص املناخ‪ ،‬حيث يبهر اثر‬
‫التناريس واضحا مسببا تفاوت يف درجات احلرار يف اليمن‪ ،‬فتنخفض درجات‬
‫احلرار بوجه عام (‪o1‬م) كلام ارتفعنا (‪150‬م) والعكس صحي ‪ ،‬وهذه النسبة غري‬
‫ثابتة بل ختتلف من منطقة إىل أخرى‪ ،‬ففي املناطق املرتفعة‪ ،‬مثل (صنعاء)‪ ،‬ترتاوح‬
‫درجات احلرار ما بي (‪o10-5‬م)‪ ،‬يف حي ترتاوح ما بي (‪o40-30‬م) يف املناطق‬
‫املنخفنة مثل (احلديد )(‪ ،)4‬ويرتاوح املتوسط السنوي لدرجات احلرار ما بي‬
‫(‪o27-25‬م)(‪.)5‬‬

‫‪ - 1‬احلفيان‪ ،‬عوض‪ :‬اجلغرافيا العامة‪ ،‬ص ‪.109‬‬


‫‪ - 2‬أمحد‪ ،‬عبدالله‪ :‬جغرافية اليمن الطبيعية‪ ،‬ص ‪.67‬‬
‫‪ - 3‬عباسل والسنباين‪ :‬مدخل إىل جيومورفولوجية اليمن‪ ،‬ص ‪99 ،98‬ل آل حييى‪ ،‬سيف الدين سعيد‪:‬‬
‫تاريخ البعثة العسكرية العراقية إىل اليمن‪ ،‬ج (‪ ،)1‬دائر التدريب‪ ،‬مديرية التطوير القتاا‪ ،‬وزار‬
‫الدفاع – بغداد‪ ،‬ط (‪ ،)1‬حزيران ‪1986‬م‪ ،‬ص ‪.34‬‬
‫‪ - 4‬احلفيان‪ ،‬عوض‪ :‬اجلغرافيا العامة‪ ،‬ص ‪111‬ل اجلرو‪ ،‬أسمهان‪ :‬موجز التاريخ السياه‪ ،‬ص ‪18‬ل أمحد‪،‬‬
‫عبدالله‪ :‬جغرافية اليمن الطبيعية‪ ،‬ص ‪70 ،69‬ل عباسل والسنباين‪ :‬مدخل إىل جيومورفولوجية‬
‫اليمن‪ ،‬ص ‪99‬ل آل حييى‪ ،‬سيف الدين‪ :‬تاريخ البعثة العسكرية‪ ،‬ص ‪.34‬‬
‫‪ - 5‬آغا‪ ،‬شاهر مجال‪ :‬األقاليم الطبيعية يف اليمن ‪ ،‬جملة دراسات يمنية‪ ،‬ع (‪ ،)10‬مركز الدراسات‬
‫والبحوث اليمني‪ -‬صنعاء‪1982 ،‬م‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪100‬‬
‫وتوجد عالقة أينا بي التناريس واألمطار فاملناطق املرتفعة أوفر حبا يف‬
‫حصتها من األمطار من املناطق املنخفنة املتشاهبة يف ذات ظروف املوقع‪ ،‬وكذل‬
‫سفوح املرتفعات املواجهة للرياح املمطر تنال كميات أكرب من األمطار من‬
‫السفوح الواقعة يف ظل املطر‪ ،‬ويؤثر االرتفاع أينا يف نبام النغط اجلوي حيث إنه‬
‫يتناقا باالرتفاع‪ ،‬ويؤدي تنوع هذه التناريس واختالف اشكاهلا إىل االختالف‬
‫يف توزيع درجات احلرار ‪ ،‬وكميات االمطار‪ ،‬واباه الرياح(‪.)1‬‬

‫املسطحات الامئية‪ :‬تعد من العوامل املساعد يف اعتدال املناخ يف املناطق‬


‫عه عد أمور منها شكل التناريس وامتداد‬ ‫التي باورها‪ ،‬ويتوقف ذل‬
‫املؤثرات البحرية من التوغل‬ ‫املرتفعات بشكل موازي للساحل مانعة يف ذل‬
‫داخل اليابسة‪ ،‬كام أهنا تؤثر يف املدى احلراري اليومي والسنوي‪ ،‬ونتيجة لتعرض‬
‫موقع اليمن للرياح الدافئة بسبب وقوعه عه مشارف البحار(‪ ،)2‬إضافة إىل ارتفاع‬
‫معدل الرطوبة يف املناطق الساحلية‪ ،‬والتي ترتاوح ما بي (‪ )%90-70‬يف سهيل‬
‫( امة) و(عدن)(‪.)3‬‬

‫الرياح (النغط اجلوي)‪ :‬يعد النغط اجلوي أحد العوامل املؤثر يف املناخ‪،‬‬
‫حيث تتعرض اليمن للرياح الشاملية والشاملية الرشقية اجلافة‪ ،‬والرياح اجلنوبية‬
‫الرشقية اآلتية من املحيط اهلندي‪ ،‬فةذا كانت الرياح جنوبية غربية فةهنا تكون حمملة‬
‫برطوبة من البحر األمحر‪ ،‬ففي فصل الصيف يتشكل مركز ضغط جوي منخفض‬

‫‪ - 1‬احلفيان‪ ،‬عوض‪ :‬اجلغرافيا العامة‪ ،‬ص ‪112 ،111‬ل للتعرف عه املفردات التي تفيد أشكال‬
‫السط والتناريس يف النقوش‪( ،‬انبر) جدول رقم [‪.]2‬‬
‫‪ - 2‬اجلرو‪ ،‬أسمهان‪ :‬موجز التاريخ السياه‪ ،‬ص ‪24‬ل احلفيان‪ ،‬عوض‪ :‬اجلغرافيا العامة‪ ،‬ص ‪110‬ل آل‬
‫حييى‪ ،‬سيف الدين‪ :‬تاريخ البعثة العسكرية‪ ،‬ص ‪.34‬‬
‫‪ - 3‬عباسل والسنباين‪ :‬مدخل إىل جيومورفولوجية اليمن‪ ،‬ص ‪.99‬‬
‫‪101‬‬
‫فوق شامل اجلزير العربية‪ ،...‬أما يف فصل الشتاء وبسبب الربود نالحظ أن ‪.‬ركز‬
‫النغط اجلوي يرتفع يف وسط اجلزير العربية بام فيها اليمن‪ ،...‬لذا فةن هذه‬
‫املناطق تصب مصدرا للتيارات اهلوائية البارد واجلافة‪ ،‬التي تتجه نحو وسط‬
‫وجنوب إفريقيا عه شكل تيارات هوائية شاملية وشاملية رشقية(‪.)1‬‬

‫وخيتلف مدى تاثري الرياحل حيث تكون بارد أو حار ‪ ،‬رطبة أو جافة حسب‬
‫املصدر الذي أتت منه واألجسام أو املناطق التي مرت فوقها‪ ،‬باإلضافة إىل ذل‬
‫فالرياح هلا أثر كبري يف تشكيل سط األرض وخاصة يف املناطق اجلافة كام أهنا‬
‫املحرك ألمواج البحر(‪.)2‬‬

‫توزيع مناطق النغط‪ :‬يؤثر كل من نطاقي الواطئ االستوائي إىل اجلنوب‬


‫والنغط العاا دون املداري حول دائر العرض (‪ )o30‬شامال‪ ،‬كام أن تزحزح‬
‫هذين النطاقي شامال وجنوبا يسفر عن خنوع مناخ اليمن إىل البروف املدارية‬
‫وأخرى تابعة إلقليم البحر املتوسط(‪ ،)3‬ويزداد تاثري كل من نطاقي النغط هذين‬
‫مع اباه حركة الرياح والكتل اهلوائية(‪.)4‬‬

‫وتعد الرياح إحدى نعم اهلل يف هذا الكون عه فلوقاته‪ ،‬نتيجة فوائدها‬
‫الكثري وذل ما جعلها حمل نبر وموضع اعتبار لدى اإلنسان اليمني القديم فمن‬
‫ذل ‪ :‬أهنا تلطف اجلو‪ ،‬حيث يتحرك اهلواء من اليابس إىل الامء‪ ،‬ومن الامء إىل‬

‫‪ - 1‬سامل‪ ،‬عبدالفتاح حممد سعد‪ :‬املناخ ‪ ،‬املوسوعة اليمنية‪ ،‬مؤسسة العفيف الثقافية‪ -‬صنعاء‪ ،‬مج‬
‫(‪ ،)4‬ط (‪1423 ،)2‬هـ‪2003 /‬م‪ ،‬ص ‪.2849‬‬
‫‪ - 2‬أمحد‪ ،‬عبدالله‪ :‬جغرافية اليمن الطبيعية‪ ،‬ص ‪.76‬‬
‫‪ - 3‬اجلرو‪ ،‬أسمهان‪ :‬موجز التاريخ السياه‪ ،‬ص ‪.25‬‬
‫‪ - 4‬بلفقيه‪ ،‬عيدروس علوي‪ :‬جغرافية اجلمهورية اليمنية‪ ،‬دار جامعة عدن للطباعة والنرش‪ -‬عدن‪،‬‬
‫‪1997‬م‪ ،‬ص ‪.65 ،64‬‬
‫‪102‬‬
‫اليابس‪ ،‬ومن اجلبال إىل األودية‪ ،‬ومن أماكن النغط املرتفع إىل أماكن النغط‬
‫املنخفض‪ ،‬فتتنبم بذل الرطوبة‪ ،‬وتنقي البيئة من الروائ الفاسد ‪ ،‬وبدد احليوية‬
‫والنشاط لكل الكائنات‪ ،‬كام أن الرياح يمل معها ذرات الغبار‪ ،‬وتنقل األتربة‬
‫وتقلب األرض‪ ،‬فتطهرها وتزيل منها الرطوبة‪ ،‬وتزيد من صالحها‪ ،‬وتقول العرب‬
‫يف ذل ‪ :‬إذا كثرت املؤتفكات زكت األرضون (‪ ،)1‬ومن فوائد الرياح اينا‬
‫الري َ َف َيبْ َللْ َن‬‫يري الفل (السفن) يف البحر(‪ ،)2‬قال تعاىل‪﴿:‬إن َي َشاْ ي ْسكن ِّ‬
‫ور ﴾(‪ ،)3‬وقال عز وجل‪:‬‬ ‫ار َشك ن‬ ‫رواكدَ َع َه َظهره إ ان يف َذل َ َآلي ن‬
‫ات ِّلك ِّل َصبا ن‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬
‫حر َحتاى إ َذا كنت ْم يف ا ْلفلْ َو َج َر ْي َن هبم بري ن‬ ‫رب َوا ْلبَ ْ‬
‫﴿ه َو ا الذي ي َس ِّريك ْم يف ا ْل َ ِّ‬
‫َطيب نة و َفرحواْ هبا جاء ا ري َعاصف وجاءهم ا ْملَوج من ك ِّل مك ن‬
‫َان َو َظنُّواْ َأ اهن ْم‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ َْ‬ ‫ِّ َ َ‬
‫نجيْتَنَا م ْن َهـذه َلنَكو َن ِّن م َن‬ ‫ي َله الدِّ ي َن َلئ ْن َأ َ‬ ‫فلص َ‬ ‫يط هب ْم َد َعواْ ّ َ‬
‫اّلل ْ‬ ‫أح َ‬
‫ا‬
‫الشاكري َن﴾ (‪ .)4‬ومن فوائد الرياح أينا إثار ا‬
‫السحاب ومحله‪ ،‬وسوقه‪ ،‬وإلقاحه‪،‬‬
‫ف َي َشاء‬ ‫اح َفتثري َس َحابا َف َيبْسطه يف ا‬
‫الس َامء َكي ْ َ‬ ‫اّلل ا الذي ي ْرسل ِّ‬
‫الر َي َ‬ ‫قال تعاىل‪ ﴿ :‬ا‬
‫جل عاله‪َ ﴿ :‬وه َو ا الذي‬ ‫رتى ا ْل َو ْد َق َخيْرج م ْ‬
‫ن خالَله﴾(‪ ،)5‬وقال ّ‬ ‫جي َعله ك َسفا َف َ َ‬
‫َو َ ْ‬

‫‪ - 1‬ابن قتيبة‪ ،‬حممد بن عبدالله بن مسلم الدينوري (ت ‪276‬هـ‪879 /‬م)‪ :‬األنواء يف مواسم العرب‪،‬‬
‫مطبعة جملس دائر املعارف العثامنية حيدر آباد الدا كن‪ -‬اهلند‪ ،‬ط (‪1375 ،)1‬هـ‪1956 /‬م‪،‬‬
‫ص‪.168‬‬
‫‪ - 2‬الثبيتي‪ ،‬عبداملل عينة رداد‪ :‬ألفاظ املطر والسحاب وما يتصل هبا قديام وحديثا‪ ،‬رسالة ماجستري‬
‫يف علم اللغة‪ ،‬كلية اللغة العربية‪ ،‬جامعة أم القرى بمكة املكرمة‪ -‬اململكة العربية السعودية‪،‬‬
‫‪1410‬هـ‪1990 /‬م‪ ،‬ص ‪.10 ،9‬‬
‫‪ - 3‬القرآن الكريم‪ ،‬سور الشورى‪ ،‬آية ‪.33‬‬
‫‪ - 4‬القرآن الكريم‪ ،‬سور يونس‪ ،‬آية ‪.22‬‬
‫‪ - 5‬القرآن الكريم‪ ،‬سور الروم‪ ،‬آية ‪.48‬‬
‫‪103‬‬
‫ت سحابا ث َقاال س ْقنَاه لب َل ند مي ن‬
‫ت‬ ‫َ ا ِّ‬ ‫ي َيدَ ْي َر ْمحَته َحتاى إ َذا َأ َق ال ْ َ َ‬
‫اح ب ْرشا َب ْ َ‬
‫الر َي َ‬
‫ي ْرسل ِّ‬
‫نز ْلنَا به ا ْل َامء َف َا ْخ َر ْجنَا به من ك ِّل الث َام َرات﴾(‪ ،)1‬وهو دليل معرفة اإلنسان بان‬ ‫َف َا َ‬
‫الرياح عالمة تبرش بقرب الغيث ووصول املطر‪ ،‬ومن فوائدها أينا تلقي النباتات‬
‫اح َل َواق َ َف َا َنز ْلنَا م َن ا‬
‫الس َامء َماء‬ ‫واألشجار‪ ،‬يقول تعاىل‪َ ﴿ :‬و َأ ْر َسلْنَا ِّ‬
‫الر َي َ‬
‫ي﴾(‪.)2‬‬ ‫َف َا ْس َقيْنَاكموه َو َما َأنت ْم َله بخَ ازن َ‬

‫أما تاثريها عه اإلنسان فقد تكون لينة رطبة فتزيد من ننار البرش وتري‬
‫النفس وقد تكون جافة تؤثر عه البرش فتشققها‪ ،‬أو تزيد من كعتها متحولة إىل‬
‫إعصار يدمر كل ما يمر عليه من األرواح واملمتلكات‪.‬‬

‫وقد ورد لفظ الرياح يف النقوش اليمنية القديمة وأطلق عليه اإلنسان اليمني‬
‫القديم لفظ [ن و د = ‪ ،)3(]NWD‬كام يف النقش رقم (‪ ،)Ir 28/2‬وال يزال اللفظ‬
‫(النود) ي ستخدم يف بعض املناطق الريفية والقرى يف شامل وشامل غرب العاصمة‬
‫صنعاء بمعنى الري (‪.)4‬‬

‫العوامل وغريها تشكلت العنارص الرئيسية للمناخ‪ ،‬وهي‪:‬‬ ‫ونتيجة تل‬


‫(احلرار )‪( ،‬املطر)‪ ،‬و(الرطوبة)‪ ،‬وسنتناول عنارص املناخ بالتفصيل التاا‪:‬‬

‫‪ - 1‬القرآن الكريم‪ ،‬سور األعراف‪ ،‬آية ‪.57‬‬


‫‪ - 2‬القرآن الكريم‪ ،‬سور احلجر‪ ،‬آية ‪.22‬‬
‫‪ - 3‬بيستون‪ ،‬ا‪ .‬ف‪ .‬لل وريكامنز‪ ،‬جاكل والغول‪ ،‬حممودل ومولر‪ ،‬والرت‪ :‬املعجم السبئي‪( ،‬إنجليزي‪-‬‬
‫فرنيس‪ -‬عريب)‪ ،‬منشورات جامعة صنعاء‪ ،‬دار نرشيات بيرتز‪ -‬لوفان اجلديد ‪ ،‬مكتبة لبنان‪-‬‬
‫بريوت‪1982 ،‬م‪ ،‬ص ‪.101‬‬
‫‪ - 4‬لالستزاد حول الفاظ املناخ الوارد يف النقوش اليمنية القديمة (انبر) اجلدول رقم [‪.]1‬‬
‫‪104‬‬
‫‌أ‪ -‬احلرار ‪:‬‬

‫نبرا ملوقع اليمن الفلكي شامل خط االستواء واملمتد بي دائر عرض‬


‫(‪ o12‬و‪ ،)o20‬ووقوعها ضمن النطاق املداري املتصف مناخه بارتفاع احلرار‬
‫نتيجة سقوط اشعة الشمس عموديا مرتي يف السنة‪ ،‬األوىل يف أواخر فصل الربيع‬
‫عند املسري الباهرية للشمس من خط االستواء نحو مدار الرسطان‪ ،‬والثانية يف‬
‫منتصف فصل الصيف عند عود الشمس نحو خط االستواء وهو ما جيعل اليمن‬
‫تتسم بوفر أشعة الشمس وبالتاا ترتفع درجات احلرار نسبيا طيلة العام(‪،)1‬‬
‫وتتفاوت درجات احلرار تفاوتا كبريا خالل الفصل الواحد يف اليمن‪ ،‬نتيجة تنوع‬
‫عه‬ ‫تناريسها‪ - ،‬االرتفاع واالنخفاض املتباين عن سط البحر‪ -‬مؤثر بذل‬
‫فالسهول اجلبلية والقيعان والسفوح الشديد االنحدار‬ ‫املناخ بشكل واض‬
‫واالنكسارات واألودية خيتلف تاثرها بطبيعة سري احلرار واباه الرياح وكمية‬
‫تساقط األمطار(‪ ،)2‬ويمثل اليمن بموقعه وبطبيعة تناريسه اجلبلية نموذجا مناخيا‬
‫يزا وسط صحاري البالد العربية‪ ،‬فهو الصحراء والسافانا والغابة الشوكية اجلافة‬
‫ب نن واحد‪ ،‬كام أنه عذب املناخ وكاوية شمسه ومرهق جفافه‪ .‬إنه بلد النقائض‬
‫املناخية (‪.)3‬‬

‫يتن من خالل ذل أنه توجد عد عوامل تؤثر يف توزيع درجات احلرار‬


‫يف اليمن وهي‪ :‬املوقع الفلكي‪ ،‬واملسطحات الامئية‪ ،‬وتنوع التناريس كام أوضحنا‬
‫سابقا يف سياق هذه الدراسة‪.‬‬

‫‪ - 1‬احلفيان‪ ،‬عوض‪ :‬اجلغرافيا العامة‪ ،‬ص ‪.120 ،119 ،109 -107‬‬


‫‪ - 2‬اجلرو‪ ،‬أسمهان‪ :‬موجز التاريخ السياه‪ ،‬ص ‪.25‬‬
‫‪ - 3‬آغا‪ ،‬مجال شاهر‪ :‬جغرافية اليمن الطبيعية (للشطر الشاما)‪ ،‬مكتبة األنوار – دمشق‪1983 ،‬م‪ ،‬ص ‪.232‬‬
‫‪105‬‬
‫ونتيجة معرفة اإلنسان اليمني القديم يف حنار سبا بتقلبات درجات‬
‫ودوهنا يف النقوش اليمنية‬ ‫احلرار ‪ ،‬فقد سجل العديد من األلفاظ الدالة عه ذل‬
‫القديمة(‪)1‬ل حيث ورد اللفظ [ح م م = ‪( ]ḤMM‬محم) يف النقش (‪)ZI 27‬‬
‫لفظ [ق ي ظ = ‪( ]QYẒ‬موسم‬ ‫والذي ف ارس بانه فصل أو موسم حر(‪ ،)2‬وكذل‬
‫القياظ) الذي ورد يف النقش (‪ )Ir 70/21‬ويرادف يف معناه موسم الصيف‪ ،‬بدليل‬
‫اشرتاك اللفظ بي بعض اللغات السامية(‪ ،)3‬وورد لفظ [ه ر ي = ‪ ]HRY‬يف‬
‫النقش (‪ )Ja 751/6‬ويعني الطقس شديد الربود (‪ ،)4‬وكذل اللفظ [ب ر د م =‬
‫الربد أو الصقيع(‪ ،)5‬وحيدثنا النقش‬
‫‪ ]BRDM‬يف النقش (‪ )Ja 610/7,8‬بمعنى َ ْ‬
‫(‪ )Ja 715‬أن صاحبته َمحدت (املقه)‪ ،‬اإلله الرئييس لسبا‪ ،‬ألنه أنقذها من الربد‬
‫الشديد(‪.)6‬‬

‫ب‪ -‬املطر‪-:‬‬

‫تعد اليمن بشكل عام من املناطق قليلة األمطار حيث تتصف أمطارها‬

‫‪ - 1‬لالستزاد حول الفاظ املناخ الوارد يف النقوش اليمنية القديمة (انبر) اجلدول رقم [‪.]1‬‬
‫‪ - 2‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪.68‬‬
‫‪ - 3‬كامل الدين‪ ،‬حازم عيل‪ :‬مفردات املشرتك السامي يف اللغة العربية‪ ،‬مكتبة اآلداب‪ -‬القاهر ‪ ،‬ط (‪،)1‬‬
‫‪1429‬هـ‪2008 /‬م‪ ،‬ص ‪320‬ل لتوضي أوجه اخلالف يف يديد معنى هذا اللفظ (انبر)‪ :‬دماج‪،‬‬
‫ليبيا عبدالله ناجي‪ :‬املحاصيل الزراعية يف اليمن القديم (دراسة تارخيية)‪ ،‬رسالة ماجستري‪ ،‬قسم‬
‫التاريخ‪ -‬كلية اآلداب‪ -‬بجامعة صنعاء‪1430 ،‬هـ‪2009 /‬م‪ ،‬ص ‪.193 ،18 -15‬‬
‫‪ - 4‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪.57‬‬
‫‪ - 5‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪.30‬‬
‫‪ - 6‬اهلاتف‪ ،‬لطف عه نارص عمر‪ :‬املوارد الامئية وأثرها يف زراعة يف اليمن قبل اإلسالم‪ ،‬رسالة‬
‫ماجستري‪ ،‬قسم التاريخ‪ -‬كلية الرتبية األوىل – ابن رشد‪ ،‬جامعة بغداد‪1424 ،‬هـ‪2003 /‬م‪،‬‬
‫ص‪.37‬‬
‫‪106‬‬
‫بالتذبذب فصليا وسنويا يف ن‬
‫أي من أقاليم اليمن(‪ ،)1‬و طل عليها األمطار‪ -‬إمجاال‪-‬‬
‫يف موسمي‪ :‬ربيعي (مارس‪ /‬آذار‪ -‬مايو‪ /‬أيار)‪ ،‬وصيفي خريفي (يوليو‪. /‬وز –‬
‫سبتمرب‪ /‬أيلول)(‪ ،)2‬بفعل هبوب الرياح املوسمية اجلنوبية الغربية صيفا‪ ،‬ويصحب‬
‫هطوهلا عواصف رعدية قوية متقطعة ّا يؤدي إىل سقوط األمطار عه سائر‬
‫اهلنبة(‪ ،)3‬ويتميز الفصل احلار بانه أكثر مطرا من الفصل البارد(‪ ،)4‬حيث يبلغ‬
‫معدل سقوط األمطار عليها سنويا ما بي (‪ 1000 – 500‬ملم)(‪ ،)5‬أما يف مناطق‬
‫املرتفعات الغربية فيصل إىل (‪ 1200‬ملم)(‪ ،)6‬مثل‪ :‬مناطق حمافبتي حجة‬

‫‪ - 1‬احلفيان‪ ،‬عوض‪ :‬اجلغرافيا العامة‪ ،‬ص‪.135‬‬


‫‪ - 2‬عباس‪ ،‬شهاب حمسن‪ :‬جغرافية اليمن الطبيعية‪ ،‬مؤسسة الزهريي التعليمية ‪ -‬صنعاء‪1994 ،‬م‪ ،‬ص‬
‫‪61‬ل عبدالله‪ ،‬يوسف‪ :‬أوراق يف تاريخ اليمن‪ ،‬ص ‪79‬ل الوييس‪ ،‬حسي‪ :‬اليمن الكربى‪ ،‬ص ‪145‬ل‬
‫رشف الدين‪ ،‬أمحد‪ :‬اليمن عرب التاريخ‪ ،‬ص ‪19‬ل الربهيي‪ ،‬ابراهيم بن نارص ابراهيم‪ :‬احلرف‬
‫والصناعات يف ضوء نقوش املسند اجلنويب‪ ،‬وكالة اآلثار واملتاحف‪ -‬الرياض‪ ،‬ط (‪/1421 ،)1‬‬
‫‪2000‬م‪ ،‬ص ‪.72‬‬
‫‪ - 3‬برو‪ ،‬توفيق‪ :‬تاريخ العرب القديم‪ ،‬دار الفكر‪ -‬دمشق‪ ،‬ط (‪1417 ،)2‬هـ‪1996 /‬م‪ ،‬ص ‪64‬ل آل حييى‪،‬‬
‫سيف الدين‪ :‬تاريخ البعثة العسكرية‪ ،‬ص ‪35‬ل ترسييس‪ ،‬عدنان‪ :‬اليمن وحنار العرب‪ ،‬دار مكتبة‬
‫احليا ‪ -‬بريوت‪( ،‬د‪.‬ت)‪ ،‬ص ‪143‬ل عباسل والسنباين‪ :‬مدخل إىل جيومورفولوجية اليمن‪ ،‬ص ‪104‬ل‬
‫اهلمداين‪ ،‬احلسن‪ :‬صفة جزير العرب‪ ،‬ص ‪308‬ل األكوع‪ ،‬حممد عيل‪ :‬اليمن اخلرضاء‪ ،‬اجليل اجلديد‪-‬‬
‫صنعاء‪ ،‬ط (‪1402 ،)2‬هـ‪1982 /‬م‪ ،‬ص ‪60‬ل عنان‪ ،‬زيد بن عيل‪ :‬تاريخ حنار اليمن القديم‪،‬‬
‫املطبعة السلفية‪ -‬القاهر ‪ ،‬ط (‪1396 ،)1‬هـ‪ ،‬ص ‪15‬ل الثور‪ ،‬عبدالله أمحد حممد‪ :‬هذه هي اليمن‪ ،‬دار‬
‫العود ‪ -‬بريوت‪ ،‬ط (‪1979 ،)2‬م‪ ،‬ص ‪.26‬‬
‫‪ - 4‬أمحد‪ ،‬عبدالله‪ :‬جغرافية اليمن الطبيعية‪ ،‬ص ‪.82‬‬
‫‪ - 5‬رشف الدين‪ ،‬أمحد‪ :‬اليمن عرب التاريخ‪ ،‬ص ‪19‬ل آل حييى‪ ،‬سيف الدين‪ :‬تاريخ البعثة العسكرية‪ ،‬ص‬
‫‪35‬ل الوييس‪ ،‬حسي‪ :‬اليمن الكربى‪ ،‬ص ‪145‬ل عباسل والسنباين‪ :‬مدخل إىل جيومورفولوجية‬
‫اليمن‪ ،‬ص ‪.102 ،101‬‬
‫‪ - 6‬عبدالله‪ ،‬يوسف‪ :‬أوراق يف تاريخ اليمن‪ ،‬ص ‪79‬ل عباسل والسنباين‪ :‬مدخل إىل جيومورفولوجية‬
‫اليمن‪ ،‬ص ‪.102 ،101‬‬
‫‪107‬‬
‫واملحويت‪ ،‬وال يتعدى (‪ 300 -100‬ملم) يف املناطق الرشقية مثل‪( :‬مارب)‬
‫يولت إىل ( َب َرد)‬
‫و(اجلوف)(‪ ،)1‬وتكون هذه األمطار غزير ومفاجئة وخطري إذا ا‬
‫حيث تتساقط بقو فتؤثر عه اإلنسان والبيئة(‪ ،)2‬وبشكل عام فةن األمطار تغزر يف‬
‫املناطق اجلنوبية يف شهر أغسطس‪ ،‬ويف مناطق أخرى تكون يف شهر يوليو(‪ ،)3‬أذ ال‬
‫تسقط األمطار بصور متساوية طوال السنة يف أي مكان وهبذا نستطيع ‪.‬ييز فصول‬
‫رطبة وأخرى جافة وثالثة أكثر جفافا‪ ،‬ويشري اجلغرايف (عوض احلفيان) إىل أن‬
‫منللة‪ ،‬ولذل يكون احلديث عن‬
‫األرقام عن معدل هطول األمطار سنويا تكون َ‬
‫التوزيع الفصيل لألمطار أقرب لتوضي الصور احلقيقية للتساقط املطري يف‬
‫اليمن(‪.)4‬‬

‫وينتج عن سقوطها سيول ‪.‬أل الوديان يف ساعات قليلة(‪ ،)5‬تس ِّبب أحيانا‬
‫كثري أبارا بالغة يف األرواح واملمتلكات‪ ،‬وغالبا ما طل األمطار يف فرت بعد‬
‫البهري حتى العرص‪ ،‬و‪.‬تد أحيانا إىل وقت الغروب‪ ،‬ور ابام تتواصل إىل آخر‬
‫الليل(‪.)6‬‬

‫ال ا‬
‫أن‬ ‫وعه الرغم من غزار األمطار‪ ،‬وضخامة جريان السيول النابة عنها‪ ،‬إ ا‬

‫‪ - 1‬آغا‪ :‬األقاليم الطبيعية‪ ،‬ص ‪28‬ل عبدالله‪ ،‬يوسف‪ :‬أوراق يف تاريخ اليمن‪ ،‬ص ‪79‬ل عباسل‬
‫والسنباين‪ :‬مدخل إىل جيومورفولوجية اليمن‪ ،‬ص ‪.112‬‬
‫‪ - 2‬ترسييس‪ ،‬عدنان‪ :‬اليمن وحنار العرب‪ ،‬ص ‪.144 ،143‬‬
‫‪ - 3‬أمحد‪ ،‬عبدالله‪ :‬جغرافية اليمن الطبيعية‪ ،‬ص ‪.82‬‬
‫‪ - 4‬احلفيان‪ ،‬عوض‪ :‬اجلغرافيا العامة‪ ،‬ص ‪.135‬‬
‫‪ - 5‬اهلمداين‪ ،‬احلسن‪ :‬صفة جزير العرب‪ ،‬ص ‪109‬ل عبدالله‪ ،‬يوسف‪ :‬أوراق يف تاريخ اليمن‪،‬‬
‫ص‪.79‬‬
‫‪ - 6‬آل حييى‪ ،‬سيف الدين‪ :‬تاريخ البعثة العسكرية‪ ،‬ص ‪ ،35‬األكوع‪ ،‬حممد‪ :‬اليمن اخلرضاء‪ ،‬ص ‪.64‬‬
‫‪108‬‬
‫هناك عوامل سلبية بعلها أقل نفعا وفائد أمهها‪ :‬تذبذب كميات األمطار من‬
‫موسم إىل آخر ومن سنة إىل أخرى من ناحية(‪ ،)1‬وتغري مواعيد سقوطها من ناحية‬
‫أخرى(‪ ،)2‬إضافة إىل ندر سقوطها يف فصل الشتاء(‪.)3‬‬

‫وللمطر عالقة وثيقة بالوسط الطبيعي‪ ،‬فكلام ابتعدنا نحو الداخل من سهل‬
‫امة ازدادت األمطار وبدأت احليا الزراعية بالبهور فوق السهول الفينية‬
‫الرباعية وخاصة يف هنايات األودية وتنترش هنا أشجار الطل (‪ )Acacia‬متقاربة‬
‫كثيفة تار ومتباعد متنافر أحيانا أخرى‪ ،‬حسب درجة تاثري اإلنسان وعمق‬
‫ونوعية املياه اجلوفية‪ ،‬أما يف األودية فكلام ارتفعنا نجد هذه األشجار منافا إليها‬
‫أشجار الرسو واملوز والتمر اهلندي‪ ،‬بينام لو كنا يف شاطئ البحر األمحر غربا عرب‬
‫سهل امة ثم اجلبال الغربية ثم أواسط البالد ثم انحدرنا نحو الصحراء‪ ،‬لشاهدنا‬
‫وعه خط افقي ال يزيد طوله عن بنع مئات الكيلومرتات اوساطا طبيعية متنافر‬
‫تنقلنا من عامل طبيعي إىل آخر‪ ،‬ففي الرشيط الساحيل للبحر نجد الكثبان الرملية‬
‫املثبتة بالنباتات‪ ،‬والعارية منها‪ ،‬وتقرتب املياه اجلوفية الامحلة غالبا من السط‬
‫فتبهر النباتات املحبة للملوحة (‪.)4()Halophytes‬‬

‫وتزداد األمطار كلام تسلقنا اجلبال‪ ،‬وتزداد كثافة األشجار وانتشارها‪ ،‬وتربز‬
‫أشجار الطل والرسو أكثر قو ‪ ،‬ونشاهد أن احلشائش تاخذ دورا متزايدا وتتعدد‬

‫‪ - 1‬أمحد‪ ،‬عبدالله‪ :‬جغرافية اليمن الطبيعية‪ ،‬ص ‪.82‬‬


‫‪ - 2‬آغا‪ :‬األقاليم الطبيعية‪ ،‬ص ‪32‬ل عباسل والسنباين‪ :‬مدخل إىل جيومورفولوجية اليمن‪ ،‬ص ‪،102‬‬
‫‪.103‬‬
‫‪ - 3‬عنان‪ ،‬زيد‪ :‬تاريخ حنار اليمن القديم‪ ،‬ص ‪15‬ل آل حييى‪ ،‬سيف الدين‪ :‬تاريخ البعثة العسكرية‪،‬‬
‫ص ‪35‬ل وللمزيد من التفاصيل حول التوزيع الفصيل لألمطار (انبر) اجلدول رقم [‪.]2‬‬
‫‪ - 4‬عباس‪ ،‬شهاب‪ :‬جغرافية اليمن الطبيعية‪ ،‬ص ‪.71 ،70‬‬
‫‪109‬‬
‫مرات نموها يف السنة ألكثر من مر ‪ ،‬وتبهر أنواع جديد من الطل ( ‪Acacia‬‬
‫‪ )numbica, A. hamuiosa‬ونشاهد أينا‪ :‬التي الربي (‪ )1()Ficus‬ويزداد‬
‫دور الصباريات (‪ )Cactus‬ويزداد ارتفاعها عن املرت أحيانا‪ ،‬وفجا نجد أنفسنا‬
‫أمام غابات مدارية شوكية كام يف كينيا واحلبشة وبعض مناطق الصومال والسودان‬
‫بعد اجتياز القمم القريبة‪ ،‬وعند التوجه نحو أواسط البالد تقل االمطار فتتباعد‬
‫األشجار بنمو ضعيف جراء الطبيعة اجلافة القاسية واإلنسان اجلائر يف رعيه ويف‬
‫زرعه‪ ،‬ويربز هنا دور أكرب للنباتات املحبة للجفاف (‪ )Xerophytes‬وهي يف كل‬
‫مكان تقريبا‪ ،‬وقد تصادف مساحات شاسعة من األرض خالية من النباتات والرتبة‬
‫وال نجد غطاء نباتيا إال يف بطون األودية‪ ،‬وتقابلنا هنا أشجار األثل‬
‫(‪ ،)Tamarisk‬واآلراك (‪ ،)Tooth Brush Tree‬ونبات السالن‪ ،‬والصبار‬
‫(‪.)2()Aloevera‬‬

‫ودون اإلنسان اليمني القديم بذل معبم التفاصيل املتعلقة بالامء من الري‬
‫ا‬
‫والسقاية وتنبيام ام واملنش ت الامئية من كروف وم جل وبرك وسدود وقنوات‬
‫ترصيف وغري ذل ‪ ،‬فالامء يف النقوش اليمنية القديمة يلفظ (مه) [م ه = ‪،]MH‬‬
‫ويلفظ أينا (موي) [م و ي = ‪ ]MWY‬كام ورد يف هذه اجلملة [و ي هـ ث ب ‪ /‬م‬
‫و ي ‪ /‬ذ هـ ب هـ و ‪ /‬ر ي م ن]‪ ،‬وتعني‪" :‬وأعاد مياه أرضه ريامن"‪ ،‬ويتشابه هذا‬

‫‪ - 1‬باذيب‪ ،‬عيل سامل‪ :‬النباتات الطبية يف اليمن‪ ،‬مكتبة االرشاد– صنعاء‪ ،‬ط (‪1428 ،)4‬هـ‪2007 /‬م‪،‬‬
‫ص ‪.103 ،77 ،32‬‬
‫‪ - 2‬الرشعبي‪ ،‬فوزية محود‪ :‬أهم النباتات الطبية يف اليمن ‪ ،‬جملة اليمن‪ ،‬مركز البحوث والدراسات‬
‫اليمنية – جامعة عدن‪ ،‬ع (‪ ،)6‬س (‪1996 ،)5‬م‪ ،‬ص ‪128 -107‬لعباس‪ ،‬شهاب‪ :‬جغرافية‬
‫اليمن الطبيعية‪ ،‬ص ‪71‬ل باذيب‪ ،‬عيل‪ :‬النباتات الطبية يف اليمن‪ ،‬ص ‪.158 ،146 ،90‬‬
‫‪110‬‬
‫اللفظ يف اللغات السامية األخرى(‪ ،)1‬أما اللفظ (مو) [م و = ‪ ،]MW‬ففرس يف‬
‫املعجم السبئي بانه (الامء)(‪ ،)2‬حيث ورد يف نقش (‪ )CIH 547/ 10‬ما ييل‪[ :‬ف‬
‫ف ج ر ‪ /‬ش ر ج هـ م و ‪ /‬ب د ث أ ن ‪ /‬و خ ر ف ن ‪ /‬م ن ‪ /‬م و م]‪ ،‬وترمجتها‬
‫هي‪( :‬فملئ القنا يف فصيل الربيع واخلريف من ماء قليل وكثري)‪ ،‬وس ِّجل املطر‬
‫أينا يف املسند بلفظ (ذ نم) [ذ ن م م = ‪ ،)3(]ḎNMM‬وجاء يف نقش ( ‪Ir‬‬
‫‪ )22/1‬وذل كام ييل‪[ :‬ل ذ ت‪ /‬خ م ر هـ م و‪ /‬أ ذ ن م ن] ورشحها‪ :‬الذي م ان‬
‫عليهم باألمطار (‪ ،)4‬أما ما يتساقط منه بعد احلر الشديد‪ ،‬فيقال له (دثن) [د ث ن =‬
‫‪ ،)5(]DṮN‬كام يف نقيش (‪( .)6()CIH 540, 547‬انبر‪ :‬اجلدول رقم [‪.)]1‬‬

‫‪ - 1‬عيل‪ ،‬جواد‪ :‬مصطلحات الزراعة والري يف كتابات املسند ‪ ،‬جملة االكليل‪ ،‬وزار اإلعالم‬
‫يف النقوش‬ ‫والثقافة‪ -‬صنعاء‪ ،‬ع (‪ ،)1‬س (‪1408 ،)6‬هـ‪1988 /‬م‪ ،‬ص ‪38‬ل وردت كذل‬
‫التالية‪[( :‬م هـ] ;‪[ H 252+ 253/2‬م و ي] ‪)YMN 5/3; Ja 635‬ل كامل الدين‪ ،‬حازم‪:‬‬
‫معجم مفردات املشرتك السامي‪ ،‬ص ‪.352‬‬
‫‪ - 2‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪88‬ل اسامعيل‪ ،‬فاروق‪ :‬اللغة اليمنية القديمة‪ ،‬دار الكتب‬
‫العلمية‪ -‬تعز‪ ،‬اجلمهورية اليمنية‪ ،‬ط (‪2000 ،)1‬م‪ ،‬ص ‪.246‬‬
‫‪ - 3‬عيل‪ ،‬جواد‪ :‬املفصل يف تاريخ العرب‪ ،‬ج (‪ ،)7‬ص ‪166‬ل كذل ‪ :‬مصطلحات الزراعة والري‪ ،‬ص‬
‫‪39‬ل بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪39‬ل ورد اللفظ يف النقوش التالية‪:‬‬
‫(‪)Ja 615/17; 735/12; CIH 547; 540; Ir 19/3; N 75/4‬ل انبر‪ :‬اجلدول املرفق‬
‫رقم[‪.]3‬‬
‫‪ - 4‬اإلرياين‪ ،‬مطهر‪ :‬نقوش مسندية وتعليقات‪ ،‬مركز الدراسات والبحوث اليمني‪ -‬صنعاء‪ ،‬ط (‪،)2‬‬
‫‪1990‬م‪ ،‬ص ‪.162 ،161‬‬
‫‪ - 5‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪36‬ل عيل‪ ،‬جواد‪ :‬مصطلحات الزراعة والري‪، ...‬‬
‫ص‪.39‬‬
‫‪ - 6‬احلمد‪ ،‬جواد‪ :‬األحوال االجتامعية واالقتصادية‪ ،‬ص ‪.53‬‬
‫‪111‬‬
‫ويطلق لفظ (أمطرن) [ا م ط ر ن = ‪ ]ƆMṬRN‬عه األرض التي ال‬
‫تسقى إ ا‬
‫ال بامء املطر(‪ ،)1‬وع ارب عنها أينا بالفاظ أخرى مثل‪( :‬دعتم) [د ع ت م =‬
‫‪ ]DCTM‬يف نقش (‪ ،)2()Ir 70/11‬و(عقر) [ع ق ر = ‪ ،]CQR‬كام يف مجلة وقد‬
‫جرفت السيول كل عقرهم الوارد يف نقش (‪ ،)RES 4069‬وباملعنى نفسه‬
‫ف ّرست يف املعجم السبئي(‪ ،)3‬وحتى الوقت الراهن التزال هذه اللفبة (عقر)‪،‬‬
‫تستخدم يف مناطق كثري شامل اليمن‪ ،‬كام استخدمها اهلمداين عند وصفه جبل‬
‫(برط) بقوله‪ :‬وزروعه كثري أعقار ‪ ،‬ويف وصفه جلبل (تنعمة) يقول‪ :‬ويف رأسه‬
‫زروع أعقار وعه اآلبار (‪ ،)4‬وال َع َقر بلغة بعض أهل اليمن‪ ،‬األرض ال يسقيها إالا‬
‫ماء املطر (‪.)5‬‬

‫واستخدم البعض ألفاظا أخرى مثل (الناحي)(‪ ،)6‬وهي ضد (الساقي)‪،‬‬


‫الذي يرشب من ( َغيْ نل) ن‬
‫جار أو من (بئر) ونحوه(‪ ،)7‬وهذه اللفبة وردت يف‬
‫النقوش أينا(‪ .)8‬كذل األلفاظ‪( :‬بعل) [ب ع ل = ‪ ،)9(]BCL‬و (مطر) [م ط ر =‬
‫‪ )10(]MṬR‬و (ودع) [و د ع = ‪ ،)11(]WDC‬مجيعها تعني األرض املسقية باملطر‪.‬‬

‫‪ - 1‬لالستزاد ‪( :‬انبر) عيل‪ ،‬جواد‪ :‬مصطلحات الزراعة والري‪ ، ...‬ص ‪.55 -38‬‬
‫‪ - 2‬اإلرياين‪ ،‬مطهر‪ :‬نقوش مسندية‪ ،‬ص ‪287 ،281‬ل بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪.155‬‬
‫‪ - 3‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪.18‬‬
‫‪ - 4‬اهلمداين‪ ،‬احلسن‪ :‬صفة جزير العرب‪ ،‬ص‪.312 ،3011‬‬
‫‪ - 5‬احلمريي‪ ،‬نشوان بن سعيد (ت ‪573‬هـ‪1178 /‬م)‪ :‬منتخبات يف أخبار اليمن من كتاب شمس العلوم ودواء كالم‬
‫العرب من الكلوم‪ ،‬يقيق وتصحي ‪ :‬عبيم الدين أمحد‪ ،‬منشورات املدينة‪ -‬صنعاء‪ ،‬ط (‪1986 ،)3‬م ص ‪.73‬‬
‫‪ - 6‬اإلرياين‪ ،‬مطهر‪ :‬املعجم اليمني (أ) يف اللغة والرتاث‪ ،‬املطبعة العلمية‪ -‬دمشق‪ ،‬ط (‪1996 ،)1‬م‪ ،‬ص ‪.574‬‬
‫‪ - 7‬اإلرياين‪ ،‬مطهر‪ :‬املعجم اليمني‪ ،‬ص ‪574‬ل كذل ‪ :‬نقوش مسندية‪ ،‬ص ‪.297‬‬
‫‪ - 8‬انبر‪ :‬النقش رقم (‪)Ir 70‬ل اإلرياين‪ ،‬مطهر‪ :‬نقوش مسندية‪ ،‬ص ‪.287‬‬
‫‪ - 9‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪.26‬‬
‫‪ - 10‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪88‬ل بافقيه‪ ،‬حممدل (وآخرون)‪ :‬فتارات‪ ،‬ص ‪.401‬‬
‫‪ - 11‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪155‬ل بافقيه‪ ،‬حممدل (وآخرون)‪ :‬فتارات‪ ،‬ص ‪.409‬‬
‫‪112‬‬
‫ويتنزل املطر عه اليمن ‪-‬كام أسلفت‪ -‬يف موسمي‪ :‬يف موسم (اخلريف)‪،‬‬
‫ويقال له (خريفن) [خ ر ف ن = ‪ ]ḪRFN‬و(خرف) [خ ر ف = ‪ ]ḪRF‬و‬
‫(خرايفت) [خ ر ي ف ت = ‪ ،)1(]ḪRYFT‬ويف موسم (الربيع)‪ ،‬ويقال له (دثن)‬
‫أو (ميل) [م ل ي =‬ ‫‪)2(]DṮƆ‬‬ ‫[د ث ن = ‪ ]DṮN‬و (الدثاء) [د ث ا =‬
‫‪.)3(]MLY‬‬

‫واستخدمت لفبة (ورد) [و ر د = ‪ ،]WRD‬للتعبري عن نزول املطر(‪،)4‬‬


‫(هغاث) أي‬
‫َ‬ ‫و(هغثن) [ه غ ث ن = ‪ ،]HĠṮN‬وهي مصدر من الفعل املزيد‬
‫أغاث إلرسال الغيث مدرارا(‪ ،)5‬أما ( َعميم) [ع م م = ‪ ،]CMM‬فتعني (عم أو‬
‫عرب‬
‫عام باملطر)(‪ ،)6‬و (واتن) [و ت ن = ‪ ]WTN‬للمطر الغزير الدائم(‪ ،)7‬والذي ي ا‬
‫عنه يف هلجات اليمن يف الوقت احلاب بلفبة (امل َْر َوح)(‪ ،)8‬أما فيام يتعلق باحوال‬
‫املطر مثل الربق (برقت السامء تربق برقا وأبرقت)(‪ ،)9‬فقد وردت يف النقوش‬
‫اليمنية القديمة بلفظ [برق‪ ،‬ابرق = ‪ ]BRQ, ƆBRQ‬يف النقوش التالية‪:‬‬
‫(‪.)10()Ja735/6;Ir 70/12;40/13‬‬

‫‪ - 1‬عيل‪ ،‬جواد‪ :‬مصطلحات الزراعة والري‪ ، ...‬ص ‪39‬ل بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪.62‬‬
‫‪ - 2‬احلمد‪ ،‬جواد‪ :‬األحوال االجتامعية واالقتصادية‪ ،‬ص ‪53‬ل بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪36‬ل‬
‫عيل‪ ،‬جواد‪ :‬مصطلحات الزراعة والري‪ ، ...‬ص ‪.39‬‬
‫‪ - 3‬احلمد‪ ،‬جواد‪ :‬األحوال االجتامعية واالقتصادية‪ ،‬ص ‪52‬ل اإلرياين‪ ،‬مطهر‪ :‬نقوش مسندية‪ ،‬ص ‪.301‬‬
‫‪ - 4‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪162‬ل اسامعيل‪ ،‬فاروق‪ :‬اللغة اليمنية القديمة‪ ،‬ص ‪.251‬‬
‫‪ - 5‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪55‬ل اسامعيل‪ ،‬فاروق‪ :‬اللغة اليمنية القديمة‪ ،‬ص ‪.239‬‬
‫‪ - 6‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪17 ،16‬ل بافقيه‪ ،‬حممدل (وآخرون)‪ :‬فتارات‪ ،‬ص ‪.390‬‬
‫‪ - 7‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪165‬ل بافقيه‪ ،‬حممدل (وآخرون)‪ :‬فتارات‪ ،‬ص ‪.408‬‬
‫‪ - 8‬اإلرياين‪ ،‬مطهر‪ :‬املعجم اليمني‪ ،‬ص ‪.365‬‬
‫‪ - 9‬ابن منبور‪ ،‬مجال الدين أبو الفنل حممد (ت ‪711‬هـ‪1311 /‬م)‪ :‬لسان العرب‪ ،‬يقيق‪ :‬عبدالله عيل الكبري‪،‬‬
‫وحممد أمحد حسب اهلل‪ ،‬وهاشم حممد الشاذا‪ ،‬دار املعارف‪ -‬القاهر ‪ ،‬مج (‪ ،)1‬ج (‪( ،)4‬د‪.‬ت)‪ ،‬ماد‬
‫[برق]‪ ،‬ص ‪261‬ل (انبر)‪ :‬الثبيتي‪ ،‬عبداملل ‪ :‬ألفاظ املطر والسحاب‪ ،‬ص ‪.13‬‬
‫‪ - 10‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪31‬ل (انبر) جدول رقم [‪.]2‬‬
‫‪113‬‬
‫كام حفبت لنا املصادر بانواعها أخبارا عن أمطار اليمن‪ ،‬ففي املصادر‬
‫النقشية ‪-‬غري ما ذكرت‪ -‬نقرأ أخبارا عد ‪ ،‬منها (نقش النرص = ‪Gl 1000 A‬‬
‫‪ )RES 3945‬املشهور‪ ،‬الذي جاء فيه‪ :‬وجاد بالغيث عه أودية (ريامن) حتى‬
‫امتألت السواقي الواحد تلو األخرى‪ ،‬واحلقول حقال بعد آخر (‪ ،)1‬ويف موضع‬
‫آخر من النقش نقرأ‪ :‬ووهب أرض سبا مطرا سال يف األودية (‪ ،)2‬ويف نا نقيش‬
‫آخر(‪ ،)3‬نجد (شعب)(‪( )4‬سبا كهالن) حيمدون اإلله (أملقه) ألنه أمطرهم بوابل من‬
‫رمحته وأنزل عليهم الغيث يف موسم اخلريف‪ ،‬ومثل هذا نجده يف النا النقيش‬
‫(‪.)Ja 610‬‬

‫(نشا كرب يامن) (حواا القرن‬ ‫وهناك نا نقيش(‪ ،)5‬يعود إىل عهد املل‬

‫‪ - 1‬العمري (وآخرون)‪ :‬يف صفة بالد اليمن‪ ،‬ص ‪.13‬‬


‫‪ - 2‬عيل‪ ،‬جواد‪ :‬املفصل يف تاريخ العرب‪ ،‬ج (‪ ،)2‬ص ‪288‬ل رشف الدين‪ ،‬أمحد‪ :‬اليمن عرب التاريخ‪ ،‬هامش‪،‬‬
‫ص ‪.76‬‬
‫‪( - 3‬انبر)‪ :‬النقش رقم (‪.)Ja 653‬‬
‫‪ - 4‬الشعب‪ :‬هو جمموعة من األشخاص الذين قد خيتلفون يف اجلنس واملوطن األصيل‪ .‬ولكنهم يف وحد‬
‫متجانسة بفنل وحد املسكن واللغة والتقاليد التارخيية واحلنارية‪( .‬انبر)‪ :‬كامل الدين‪ ،‬حازم‪ :‬مفردات‬
‫عم تتحدث النقوش اليمنية؟ (احللقة األوىل)‪ ،‬جملة‬
‫املشرتك السامي‪ ،‬ص ‪12‬ل عبدالله‪ ،‬يوسف حممد‪ :‬ا‬
‫اليمن اجلديد‪ ،‬وزار االعالم والثقافة – صنعاء‪ ،‬ع (‪ ،)3‬س (‪ ،)9‬ص ‪34‬ل العودي‪ ،‬محود‪ :‬املجتمع اليمني‬
‫(بحث يف التكوين االجتامعي االقتصادي القديم ومتغرياته املختلفة)‪ ،‬جامعة عدن‪ ،‬ط (‪1986 ،)1‬م‪ ،‬ص‬
‫‪ 42 -40‬ل وهو اسم يطلق يف النقوش اليمنية القديمة عه الوحدات االجتامعية التي يتالف منها املجتمع‬
‫يف التاريخ القديم‪ .‬وهي وحدات ذات طابع حرضي وحناري‪ ،‬تتالف من وحدات كثري بعدد مدهنا‬
‫وبلدا ا أو حتى قراها‪ .‬ويطلق عه جمموعة سكان كل وحد منها االسم (ش ع ب) واجلمع (أ ش ع ب)‬
‫‪Al-Selwi, Ibrahim: Jemenitische Wörter in den Werken von al-Hâmdāni und‬‬
‫‪Našwān und Ihre paralellen in den Semitischen Sprachen, Brelin, 1987, P‬‬
‫‪123- 124.‬‬
‫‪( - 5‬انبر)‪ :‬النقش رقم (‪.)ZI 1‬‬
‫‪114‬‬
‫الثالث امليالدي)‪ ،‬ذكر فيه أن بني (الكبْس) وأهل ( َغي ْ َامن)‪ ،‬قدموا ‪.‬ثاال من ذهب‬
‫لإلله (املقه) عه ما أنعم عليهم بسقوط االمطار الغزير يف موسم (الدثاء)‬
‫(شمر‬
‫ا‬ ‫و(اخلريف)‪ ،‬أ اما النا النقيش (‪ )Ja 651‬الذي يعود إىل عهد املل‬
‫هيرعش) يف (القرن الثالث امليالدي)‪ ،‬فاشار إىل هطول أمطار غزير عه‬
‫(مارب)(‪ .)1‬وهناك نقوش أخرى ال يتسع املجال لرسدها مثل ( ;‪Fa 63; Ir 18‬‬
‫‪.)2()22; Sh 18‬‬

‫كل العناية‬ ‫وقد أبدت مجيع األديان الساموية اهتاممها بالامء وأولته بذل‬
‫الفائقة‪ ،‬ودعت الناس إىل تقديمه إىل املحتاج إليه لينالوا رضا معبودا م وحصوهلم‬
‫عه الثواب منها(‪ ،)3‬حيث ورد يف الكتاب املقدس (يف اإلصحاح األول من سفر‬
‫التكوين) كلمة املياه اثنتي عرش مر ‪ ،‬وجاء يف األخبار املروية عن اجلاهليي‬
‫وغريهم من تقديس بعض اآلبار والعيون‪ ،‬والتربك برشب الامء منها(‪ ،)4‬كام ورد يف‬

‫‪ - 1‬عيل‪ ،‬جواد‪ :‬املفصل يف تاريخ العرب‪ ،‬ج (‪ ،)2‬ص ‪546 ،545‬ل احلمد‪ ،‬جواد‪ :‬األحوال االجتامعية‬
‫واالقتصادية‪ ،‬ص ‪54‬ل بافقيه‪ ،‬حممد عبدالقادر‪ :‬ملحات من أعامل الصيانة والرتميم يف اليمن‬
‫القديم ‪ ،‬جملة دراسات يمنية‪ ،‬مركز الدراسات والبحوث اليمني‪ ،‬صنعاء‪ ،‬ع (‪ ،)36‬أبريل‪-‬‬
‫يونيو‪1989 ،‬م‪ ،‬ص ‪.63‬‬
‫‪ - 2‬فخري‪ ،‬أمحد‪ :‬رحلة أثرية إىل اليمن‪ ،‬ترمجة‪ :‬هنري رياض ويوسف حممد عبدالله‪ ،‬مراجعة‪:‬‬
‫عبداحلليم نور الدين‪ ،‬وزار االعالم والثقافة‪ ،‬اجلمهورية العربية اليمنية ‪ -‬سابقا‪ ،‬ط (‪،)1‬‬
‫‪1988‬م‪ ،‬ص ‪ 133‬ل اإلرياين‪ ،‬مطهر بن عيل‪ :‬يف تاريخ اليمن‪ ،‬رشح وتعليق عه النقوش مل تنرش‬
‫(‪ 34‬نقشا من جمموعة القايض عيل عبدالوا الكهاا)‪ ،‬مركز الدراسات والبحوث اليمنية‪،‬‬
‫(د‪.‬ت)‪ ،‬ص ‪127 ،111‬ل رشف الدين‪ ،‬أمحد حسي‪ :‬تاريخ اليمن الثقايف‪ ،‬إصدارات جامعة‬
‫صنعاء‪2004 ،‬م‪ ،‬ص ‪.334‬‬
‫‪ - 3‬عيل‪ ،‬جواد‪ :‬املفصل يف تاريخ العرب‪ ،‬ج (‪ ،)7‬ص ‪.157‬‬
‫‪ - 4‬عيل‪ ،‬جواد‪ :‬املفصل يف تاريخ العرب‪ ،‬ج (‪ ،)7‬ص ‪.175‬‬
‫‪115‬‬
‫يش نء َحي﴾(‪ ،)1‬وهذا كله للداللة‬
‫القرآن الكريم قوله تعاىل‪َ ﴿ :‬و َج َعلْنَا م َن ا ْل َامء ك ال َ ْ‬
‫عه أمهية املياه للكائنات احلية‪.‬‬

‫‌ج‪ -‬الرطوبة النسبية(‪-:)2‬‬


‫تلعب الرطوبة دورا هاما يف الطقس واملناخ ألهنا عامل أساه يف تكوين‬
‫السحب ومباهر التساقط املختلفة(‪ ،)3‬ففي الصيف ترتفع الرطوبة يف املناطق‬
‫الساحلية‪ ،‬إذ ال تنخفض الرطوبة النسبية الشهرية يف (احلديد ) عن (‪ ،)%60‬وكثريا‬
‫ما تزيد عن (‪ ،)%70‬أما يف (صنعاء) فترتاوح ما بي (‪ ،)%60 -35‬ويف (عدن) ما‬
‫بي (‪ )%72-36‬ويف (الكود) ما بي (‪ )%85-75‬ويف (سيئون) ووادي‬
‫حرضموت‪ -‬ما بي (‪.)4()%77- 50‬‬

‫أما يف الشتاء فترتاجع الرطوبة خاصة يف املناطق املرتفعة مثل (صنعاء)‪،‬‬


‫(الربد) فيها بانه‬
‫وقبل أكثر من ألف عام يدث (اهلمداين) عن شتاء صنعاء‪ ،‬واصفا َ ْ‬
‫يابس حيث يقول‪ :‬والدليل عه يبسه أنه يف اطر أطراف العامل والصنااع و َيشنها (‪،)5‬‬
‫وما يزال الربد وآثاره يف صنعاء إىل اليوم كام وصفه اهلمداين‪ ،‬ويدث أينا (أمحد‬

‫‪ - 1‬القرآن الكريم‪ ،‬سور األنبياء‪ ،‬آية ‪.30‬‬


‫‪ - 2‬يقصد بالرطوبة النسبية‪ :‬هي كمية بخار الامء املوجود يف اهلواء منسوبة إىل الكمية التي يمكن أن‬
‫حيملها اهلواء يف درجة حرار وضغط جوي معيني‪(.‬انبر) أمحد‪ ،‬عبدالله‪ :‬جغرافية اليمن‬
‫الطبيعية‪ ،‬ص ‪.78‬‬
‫‪ - 3‬بلفقيه‪ ،‬عيدروس‪ :‬جغرافية اجلمهورية اليمنية‪ ،‬ص ‪.80‬‬
‫‪ - 4‬عباس‪ ،‬شهاب حمسن‪ :‬جغرافية اليمن الطبيعية‪ ،‬ص ‪72 ،71‬ل عنان‪ ،‬زيد‪ :‬تاريخ حنار اليمن‬
‫القديم‪ ،‬ص ‪15‬ل آل حييى‪ ،‬سيف الدين‪ :‬تاريخ البعثة العسكرية‪ ،‬ص ‪34‬ل عباسل والسنباين‪:‬‬
‫مدخل إىل جيومورفولوجية اليمن‪ ،‬ص ‪.108‬‬
‫‪ - 5‬اهلمداين‪ ،‬احلسن‪ :‬صفة جزير العرب‪ ،‬ص ‪.313‬‬
‫‪116‬‬
‫وصفي زكريا ت ‪1964‬م) عن ذل بقوله‪ :‬كلام ابتعد السائر من الساحل ومىض‬
‫نحو جبال الداخل شعر باالنتعاش من خفة احلرار والرطوبة وتناقصها التدرجييي‬
‫ومن ازدياد اجلفاف‪ ،‬وهذا اجلفاف البالغ حده األقىص يف إقليم اجلبال ‪...‬‬
‫والنباب يكاد ال حيدث يف صنعاء‪ ،‬فجوها شديد اجلفاف ال يعرف الرطوبة إ اال‬
‫قليال يف موسم األمطار‪ ،)1( ...‬وهذا يؤيد ما ذكرته يف بداية احلديث عن املناخ‬
‫وعدم تغريه كثريا منذ زمن بعيد‪.‬‬

‫ويزيد ارتفاع درجة احلرار من مقدر اهلواء عه محل كمية أكرب من بخار‬
‫تكون الرطوبة النسبية أعه أثناء الليل إذا بقيت‬ ‫الامء والعكس صحي ‪ ،‬ولذل‬
‫نفس الكمية من بخار الامء التي كانت موجود أثناء النهار‪ ،‬وتتاثر الرطوبة النسبية‬
‫اباه الرياحل‬ ‫بعد عوامل منها‪ :‬القرب والبعد عن املسطحات الامئية‪ ،‬وكذل‬
‫فالرياح اآلتية من املسطحات الامئية تكون رطبة بينام الرياح اآلتية من اليابس تكون‬
‫جافة(‪.)2‬‬

‫ويذكر (احلفيان) أن من أسباب زياد عدد ساعات سطوع الشمس هو‬


‫املوقع الفلكي أوال‪ ،‬وانعدام غطاء السحب (اجلفاف) وقلة بخار الامء يف الغالف‬
‫اجلوي ثانيا يف معبم أرجاء اليمن(‪.)3‬‬

‫األقاليم املناخية‪:‬‬

‫تنقسم اليمن القديم إىل أقاليم مناخية فتلفة وفقا للخصائا والعوامل‬

‫‪ - 1‬زكريا‪ ،‬أمحد وصفي‪ :‬رحلتي إىل اليمن‪ ،‬دار الفكر – دمشق‪ ،‬ط (‪1406 ،)1‬هـ‪1986 /‬م‪ ،‬ص‬
‫‪.111 ،110‬‬
‫‪ - 2‬أمحد‪ ،‬عبدالله‪ :‬جغرافية اليمن الطبيعية‪ ،‬ص ‪.79 ،78‬‬
‫‪ - 3‬احلفيان‪ ،‬عوض‪ :‬اجلغرافيا العامة‪ ،‬ص ‪.120‬‬
‫‪117‬‬
‫املناخية املختلفة لليمن‪ ،‬وهذه األقاليم هي‪:‬‬

‫أ‪ -‬إقليم السهل الساحيل الغريب واجلنويب‪ :‬املمتد بطول اكثر من (‪ 2000‬كلم)‪،‬‬
‫سهل امة املطل عه‬ ‫وبعرض يرتاوح ما بي (‪ 80 - 40‬كلم) لينم بذل‬
‫(البحر األمحر) غربا‪ ،‬و كذل السهول الساحلية و(خليج عدن) و(البحر العريب)‬
‫جنوبا‪ ،‬ففي موسم الصيف يكون الطقس فيه حارا جدا‪ ،‬إذ ترتاوح درجة احلرار‬
‫ما بي (‪o60 -40‬م) هنارا تقريبا(‪ ،)1‬ويف الشتاء بط درجة احلرار إىل أدنى من‬
‫(‪o15‬م)(‪ ،)2‬أي بمتوسط درجة حرار سنوي يصل إىل (‪o30‬م)‪ ،‬وال تقل عن‬
‫(‪o25‬م)‪ ،‬كام أن درجات احلرار تكاد تكون مرتفعة طوال العام يف بعض‬
‫األجزاء‪ ،‬وعه الرغم من وقوع هذه املناطق بالقرب من البحر إال ان البروف‬
‫القارية تعد سمة من سامت هذا اإلقليم(‪.)3‬‬

‫تاثري العوامل‬ ‫ويؤدي ارتفاع درجات احلرار يف هذا اإلقليم وكذل‬


‫األخرى إىل ارتفاع معدالت التبخر يف هذا اإلقليم إىل (‪ 2500‬ملم) يف السنة‪،‬‬
‫ويتصف هذا اإلقليم بقلة أمطاره حيث ترتاوح (‪ 200‬ملم) يف السنة تقريبا‪ ،‬ا‬
‫أدى بدوره إىل االنعكاس عه نوعية وكثافة الغطاء النبا يف اإلقليم الذي تنترش‬
‫فيه النباتات الصحراوية وشبه الصحراوية بعيدا عن الساحل مثل‪ :‬اشجار السنط‬
‫واألثل‪ ،‬وتنترش كذل بعض النباتات املتفرقة عه الساحل مثل أشجار الشورى‪،‬‬

‫‪ - 1‬عباسل والسنباين‪ :‬مدخل إىل جيومورفولوجية اليمن‪ ،‬ص ‪100 ،99‬ل آل حييى‪ ،‬سيف الدين‪ :‬تاريخ‬
‫البعثة العسكرية‪ ،‬ص ‪35 ،34‬ل األكوع‪ ،‬حممد‪ :‬اليمن اخلرضاء‪ ،‬ص ‪57 ،56‬ل الثور‪ ،‬عبدالله‪ :‬هذه‬
‫هي اليمن‪ ،‬ص ‪.27 ،26‬‬
‫‪ - 2‬أمحد‪ ،‬عبدالله‪ :‬جغرافية اليمن الطبيعية‪ ،‬ص ‪76‬ل آل حييى‪ ،‬سيف الدين‪ :‬تاريخ البعثة العسكرية‪ ،‬ص‬
‫‪34‬ل األكوع‪ ،‬حممد‪ :‬اليمن اخلرضاء‪ ،‬ص ‪.57‬‬
‫‪ - 3‬احلفيان‪ ،‬عوض‪ :‬اجلغرافيا العامة‪ ،‬ص ‪.142‬‬
‫‪118‬‬
‫ويف السبخات امللحية تنمو نباتات البيئات امللحية مثل نبات السويد ‪ ،‬ويف‬
‫الرتسبات الرملية تنمو اشجار شبه صحراوية بشكل مبعثر معتمد عه ما بود به‬
‫بيئتها الفقري مثل نبات امللي واملرخ وحشائش السخم والثامم(‪.)1‬‬

‫ب‪ -‬إقليم املرتفعات الغربية‪ :‬يتميز باخلصوبة والزراعة الكثري (‪،)2‬التي يرتاوح‬
‫ارتفاعها ما بي (‪3000 -1500‬م)(‪ ،)3‬وهو بالتاا يتعرض إىل هبوب الرياح‬
‫اجلنوبية الغربية الرطبة بام جيعله أكثر أقاليم اليمن أمطارا بحيث ترتاوح بي (‪400‬‬
‫ملم) وأكثر من (‪ 1000‬ملم) يف بعض املناطق(‪ ،)4‬يف حي تبقى درجة حرار ا‬
‫معتدلة طوال العام‪ ،‬إذ ترتاوح ما بي (‪o30 -25‬م) تقريبا يف اجلنوب و (‪-18‬‬
‫ال يزيد معدل التبخر السنوي عن (‪2000‬‬ ‫‪o20‬م) تقريبا يف الوسط(‪ ،)5‬لذل‬
‫ملم) يف هذا اإلقليم(‪ ،)6‬ويف وصف صنعاء للهمداين يف كتابيه صفة جزير‬
‫سن يلبس اللباس الرقيق يف‬
‫العرب‪ ،‬واالكليل اجلزء الثامن‪ ،‬يقول‪ :‬إن الرجل امل ّ‬
‫الشتاء الشديد الربد ومجود الامء‪ ،‬فال يرضه ذل ‪ ...‬ويبقى الرجل يف مكان واحد‬
‫حي ِّوله ‪ ...‬ويمكث فيها ‪ -‬أي يف صنعاء‪ -‬القدر من اللحم‬
‫الصيف والشتاء ال َ‬
‫باخلل احلاذق‪ ،‬الشهر وأكثر (‪.)7‬‬

‫‪ - 1‬احلفيان‪ ،‬عوض‪ :‬اجلغرافيا العامة‪ ،‬ص ‪.142‬‬


‫‪ - 2‬اجلرو‪ ،‬أسمهان‪ :‬موجز التاريخ السياه‪ ،‬ص ‪.19‬‬
‫‪ - 3‬آل حييى‪ ،‬سيف الدين‪ :‬تاريخ البعثة العسكرية‪ ،‬ص ‪27‬ل األكوع‪ ،‬حممد‪ :‬اليمن اخلرضاء‪ ،‬ص ‪.59-57‬‬
‫‪ - 4‬احلفيان‪ ،‬عوض‪ :‬اجلغرافيا العامة‪ ،‬ص ‪.143‬‬
‫‪ - 5‬عنان‪ ،‬زيد‪ :‬تاريخ حنار اليمن القديم‪ ،‬ص ‪.15‬‬
‫‪ - 6‬آغا‪ ،‬شاهر‪ :‬جغرافية اليمن الطبيعية‪ ،‬ص ‪328‬ل احلفيان‪ ،‬عوض‪ :‬اجلغرافيا العامة‪ ،‬ص ‪.143‬‬
‫‪ - 7‬اهلمداين‪ ،‬احلسن بن أمحد بن يعقوب‪ :‬كتاب اإلكليل‪ ،‬ج (‪ ،)8‬يقيق‪ :‬حممد بن عيل بن حسي األكوع احلواا‪،‬‬
‫إصدارات تريم عاصمة الثقافة اإلسالمية ‪2010‬م‪ ،‬وزار الثقافة ‪ -‬صنعاء‪1431 ،‬هـ‪2010 /‬م‪ ،‬ص‬
‫‪31،32‬ل اهلمداين‪ ،‬احلسن‪ :‬صفة جزير العرب‪ ،‬ص ‪.313‬‬
‫‪119‬‬
‫ا‬
‫أن بعض مناطق اجلبال العالية يف هذه املرتفعات‪ ،‬مثل‬ ‫ويوض لنا ذل‬
‫(صنعاء) يتجمد فيها الامء‪ ،‬ويكون بردها قارسا يف الشتاء(‪ ،)1‬ويف بعض املناطق‬
‫يتجب الشمس أحيانا‪ ،‬وهناك مناطق من هذه املرتفعات شديد الربود وتتساقط‬
‫عليها الثلوج‪ ،‬أمهها جبل (النبي شعيب)‪ ،‬الواقع عه بعد (‪ 30‬كلم) غرب‬
‫(صنعاء)‪ ،‬والذي يبلغ ارتفاعه عن سط البحر حواا (‪ 3760‬م)(‪ ،)2‬وهبذا يساعد‬
‫يف عملية التربيد الذا للهواء الرطب‪ ،‬وبالتاا التكثف والتساقط املطري‪ ،‬وعه‬
‫الرغم من ما يتميز به اإلقليم من الغنى النسبي يف الرطوبةل إال ان بعض املناطق‬
‫تعاين اجلفاف مثل املنطقة اجلنوبية واملناطق التي يرتاوح ارتفاعها بي (‪ 1500‬و‬
‫يف املنطقة الرشقية من اإلقليم حيث ترتفع معدالت احلرار‬ ‫‪2500‬م)‪ ،‬وكذل‬
‫السنوية وتقل معدالت املطر السنوي(‪.)3‬‬

‫ونتيجة تباين التناريس نالحظ تباين درجات احلرار بحيث يقل معدّ ل‬
‫حرار بعض املناطق املرتفعة بخمس عرش درجة عن معدل حرار السهول‬
‫الساحلية‪ ،‬ويبهر أثر التناريس واضحا يف املناطق املرتفعة أكثر من (‪3700‬م)‬
‫عن مستوى البحر(‪ ،)4‬وقد ساعدت ‪-‬عموما‪ -‬عوامل االرتفاع ومعدالت املطر‬
‫الكبري يف التاثري اإلجيايب عه تطور الرتبة وكثافة الغطاء النبا بدرجة أفنل بكثري‬
‫من مناطق اليمن األخرىل فتكون الرتبة غنية باملواد العنوية ونسبة الطي فيها‬

‫‪ - 1‬لوبون‪ ،‬غوستاف‪ :‬حنار العرب‪ ،‬ترمجة‪ :‬حممد عادل زعيرت‪ ،‬دار إحياء الكتب العربية‪1364 ،‬هـ‪/‬‬
‫‪1945‬م‪ ،‬ص ‪.52‬‬
‫‪ - 2‬األكوع‪ ،‬اسامعيل بن عيل‪ :‬البلدان اليامنية عند ياقوت احلموي‪ ،‬مؤسسة الرسالة ‪-‬بريوت‪ ،‬ط (‪،)2‬‬
‫‪1988‬م‪ ،‬ص ‪100‬ل عيل‪ ،‬جواد‪ :‬املفصل يف تاريخ العرب‪ ،‬ج (‪ ،)1‬ص ‪156‬ل األكوع‪ ،‬حممد‪ :‬اليمن‬
‫اخلرضاء‪ ،‬ص ‪.59‬‬
‫‪ - 3‬احلفيان‪ ،‬عوض‪ :‬اجلغرافيا العامة‪ ،‬ص ‪.143‬‬
‫‪ - 4‬اجلرو‪ ،‬أسمهان‪ :‬موجز التاريخ السياه‪ ،‬ص ‪.25‬‬
‫‪120‬‬
‫عالية ويميل لوهنا إىل السواد مع بعض االمحرار يف املناطق التي تنشط فيها عمليات‬
‫األكسد ‪ ،‬كام نجد هنا أن الغطاء النبا يزداد كثافة يف هذا اإلقليم‪ ،‬وتتنوع النباتات‬
‫بي احلشائش املعتدلة والشجريات القصري ثم األشجار العالية خاصة يف األودية‬
‫واملمرات اجلبلية‪ ،‬وتوجد هنا أشجار األكاسيا (‪ )Acacias‬وأشجار السدر‬
‫وأشجار الطنب وأشجار التي والبان‪ ،‬كام توجد الشجريات والنباتات الصغري‬
‫املعمر بجانب احلوليات(‪.)1‬‬

‫ج‪ -‬إقليم املرتفعات الرشقية (هنبة حرضموت)‪ :‬يقع هذا اإلقليم يف اجلزء الرشقي‬
‫من اليمن‪ ،‬وهو عبار عن هنبة يرتاوح ارتفاعها بي (‪ 200‬و ‪1500‬م)‪ ،‬مع‬
‫وجود بعض القمم اجلبلية التي تزيد ارتفاعها عن (‪2000‬م)‪ .‬تشكلت هذه‬
‫اهلنبة نتيجة حلركة التوائية‪ ،‬نتجت عنها هنبتان اهلنبة الشاملية واهلنبة‬
‫اجلنوبية‪ ،‬وبينهام ثنية مق ّعر ‪ ،‬جيري فيها وادي حرضموت الكبري‪ ،‬الذي كان‬
‫يشكّل جمرى مائيا عبيام خالل األزمنة املطري ‪ ،‬ويتصل وادي حرضموت ن‬
‫بواد‬
‫ضيق وعميق‪ ،‬هو وادي املسيلة‪ ،‬ويصب يف البحر العريب(‪ ،)2‬ويميل هذا اإلقليم‬
‫إىل اجلفاف فتقل كمية املطر السنوي وترتفع معدالت التبخر بسبب االرتفاع‬
‫العام يف درجة احلرار من حيث املعدل السنوي واملعدل الشهري(‪ ،)3‬ويسيطر‬
‫عليها االعتدال يف املناطق املجاور للمرتفعات‪ ،‬والقارية يف املناطق املجاور‬

‫‪ - 1‬احلفيان‪ ،‬عوض‪ :‬اجلغرافيا العامة‪ ،‬ص ‪143‬ل الرشعبي‪ ،‬فوزية‪ :‬أهم النباتات الطبية يف اليمن ‪ ،‬ص‬
‫‪.128 - 107‬‬
‫‪ - 2‬آغا‪ ،‬شاهر‪ :‬األقاليم الطبيعية يف اليمن ‪ ،‬ص ‪28‬ل حنشور‪ ،‬أمحد إبراهيم بن إبراهيم‪ :‬اخلصائا‬
‫املعامرية للمدينة اليمنية القديمة‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬قسم التاريخ‪ -‬كلية اآلداب‪ -‬جامعة عدن‪،‬‬
‫‪1428‬هـ‪2007 /‬م‪ ،‬ص ‪.15‬‬
‫‪ - 3‬احلفيان‪ ،‬عوض‪ :‬اجلغرافيا العامة‪ ،‬ص ‪.144‬‬
‫‪121‬‬
‫للربع اخلاا بسبب البعد عن البحر وعن تاثري الكتل اهلوائية‪ ،‬حيث تسخن‬
‫األرض كيعا يف النهار‪ ،‬وتربد كيعا يف الليل‪ ،‬أما املدى احلراري فيها فةنه كبري‬
‫جدا‪ ،‬إذ يبلغ متوسط درجة احلرار العبمى يف شهر(يوليو= ‪.‬وز ‪o41‬م)‪،‬‬
‫والصغرى يف شهر (يناير= كانون الثاين ‪o11‬م)(‪.)1‬‬

‫وانعكست هذه البروف املناخية عه نوعية الرتبة والنبات الطبيعي يف‬


‫اإلقليمل فالرتبة فقري من املواد العنوية وكثر املواد اجلريية‪ ،‬ويغلب عه نسيج‬
‫الرتبة النوع احلصوي والرميل اخلشن‪ .‬والنبات الطبيعي هنا غري كثيف ويميل إىل‬
‫الفقر من حيث سياد احلشائش احلولية واملعمر الصغري وأشجار األكاسيا‬
‫والسدر واألراك واألثل إضافة إىل الصبار(‪.)2‬‬

‫د‪ -‬إقليم الصحراوي (الربع اخلاا)‪ :‬ويعدُّ امتدادا لإلقليم الصحراوي يف اجلزير‬
‫العربية‪ ،‬ويقع يف رشق املرتفعات الغربية وشامل هنبة حرضموت(‪ ،)3‬ينم‬
‫وادي اجلوف والربع اخلاا ورملة السبعتي(‪ ،)4‬ويرتاوح املتوسط‬ ‫بذل‬
‫احلراري السنوي فيه ما بي (‪o30 -25‬م)(‪ ،)5‬وتصل أعه درجات احلرار إىل‬
‫أكثر من (‪o40‬م)‪ ،‬كام أن األمطار قليلة جدا ومتذبذبة زمنيا ومكانيا‪ ،‬فيمكن أن‬
‫يدث أمطار العام كله يف يوم واحد وبام يفوق (‪ 50‬ملم)‪ ،‬وهذا يؤدي إىل‬

‫‪ - 1‬عباسل والسنباين‪ :‬مدخل إىل جيومورفولوجية اليمن‪ ،‬ص ‪.112‬‬


‫‪ - 2‬احلفيان‪ ،‬عوض‪ :‬اجلغرافيا العامة‪ ،‬ص ‪.144‬‬
‫‪ - 3‬اجلرو‪ ،‬أسمهان سعيد‪ :‬تاريخ األودية وأثرها يف تطور النهنة الزراعية ‪ ،‬جملة سبا‪ ،‬ع (‪ ،)4‬كلية‬
‫الرتبية‪ ،‬جامعة عدن‪ ،‬أكتوبر ‪1988‬م‪ ،‬ص ‪.97‬‬
‫‪ - 4‬احلفيان‪ ،‬عوض‪ :‬اجلغرافيا العامة‪ ،‬ص ‪.144‬‬
‫‪ - 5‬آل حييى‪ ،‬تاريخ البعثة العسكرية‪ ،‬ص ‪34‬ل عباسل والسنباين‪ :‬مدخل إىل جيومورفولوجية اليمن‪،‬‬
‫ص ‪.112‬‬
‫‪122‬‬
‫أبار بيئية وبرشية‪ ،‬ويعد إقليم الصحاري من أكثر أقاليم اليمن املناخية جفافا‬
‫وارتفاعا للحرار (‪ )1‬وهو ما ينعكس سلبا عه نمط الرتبة واملناخ حيث تتعرض‬
‫إىل تغطيتها بالرمال (الزحف الصحراوي) أو‬ ‫اهلوائية(‪)2‬‬ ‫الرتبة بسبب التعرية‬
‫تتعرض بالتعرية الامئية بسبب سقوط األمطار أو السيول الفجائية إىل جرف‬
‫الرتبة وذل ما يؤدي إىل فقدان الغطاء النبا يف هذا اإلقليم عه الرغم من نمو‬
‫بعض الشوكيات واجلفافيات (األبرية) مثل أشجار الدوم والنخيل والسدر‬
‫ونبات الراء والصبار(‪.)3‬‬

‫فقد نشات حنار زراعية يف هذا اإلقليم(‪)4‬ل نبرا جلهود وفكر‬ ‫ومع كل ذل‬
‫اإلنسان اليمني القديم الذي عمل جاهدا عه اكتساب وصناعة اهلندسة‬

‫‪ - 1‬آغا‪ ،‬شاهر‪ :‬جغرافية اليمن الطبيعية‪ ،‬ص ‪.333‬‬


‫‪ - 2‬التعرية اهلوائية‪ :‬تشمل حركة الغبار وجسيامت الرمل‪ ،‬يمل الرياح رماد الرباكي ملسافات بعيد قبل‬
‫إسقاطه‪ ،‬وخالل الفصول اجلافة يمل الرياح القوية كميات ضخمة من الصخور والرتبة وتلقي هبا‬
‫بعيدا يف الصحاري وعه الشواطئ‪ ،‬ويشكل الرمل الذي تثريه الرياح تالال تسمى الكثبان‪ ،‬تتحرك‬
‫بعض الكثبان قليال نبرا ألن الرياح تثري الرمل من جانب وتغطي بعض الكثبان الغابات وتدَ ِّمرها‪ ،‬كام‬
‫تقوم حبيبات الرمل املدفوعة بالرياح بكشط األسط الصخرية وجرفهال فالتعرية‪ :‬عملية طبيعية‬
‫فيها الرتبة والصخور من سط األرض يف منطقة معينة وتنتقل إىل منطقة أخرى‪،‬‬ ‫تتحرر وتتفك‬
‫وتعمل التعرية عه تشكيل وتغيري معامل األرض بتفتيت اجلبال وردم األودية وجعل األهنار تبهر أو‬
‫ختتفي‪ ،‬وهي عاد عملية بطيئة وتدرجيية يدث عه مدى آالف أو ماليي السني‪ .‬ولكن معدل التعرية‬
‫يمكن أن يزيد بفعل األنشطة مثل التعدين‪( .‬انبر)‪ :‬املوسوعة العربية العاملية‪ ،‬ماد [التعرية]‪ ،‬حرف‬
‫(أ‪ /‬اآل)‪ ،‬مكتبة املوسوعة الشاملة اإللكرتونية‪ ،‬اإلصدار الثالث‪.‬‬
‫‪ - 3‬احلفيان‪ ،‬عوض‪ :‬اجلغرافيا العامة‪ ،‬ص ‪.145 ،144‬‬
‫‪ - 4‬اجلرو‪ ،‬أسمهان سعيد‪ :‬النهنة الزراعية يف اليمن القديم ‪ ،‬جملة سبا‪ ،‬ع (‪ ،)7‬قسم التاريخ‪ ،‬كلية‬
‫اآلداب‪ ،‬جامعة عدن‪1997 ،‬م‪36 -27 ،‬ل عبدالله‪ ،‬يوسف‪ :‬أوراق يف تاريخ اليمن‪ ،‬ص ‪79‬ل‬
‫األكوع‪ ،‬حممد‪ :‬اليمن اخلرضاء‪ ،‬ص‪.60‬‬
‫‪123‬‬
‫الزراعية والامئية من خالل احتكاكه بالطبيعة‪ ،‬حيث قام بتطويع الطبيعة‬
‫التناريسية املعقد –ببنائه السدود واملدرجات الزراعية‪ -‬ليخلق تفاعال بي‬
‫هذه التناريس وبي املناخ‪ ،‬الذي اتصف بالتنوع وضعف العطاء‪ ،‬من أجل‬
‫تلبية حاجات اإلنسان وتيسري ظروف عيشه فيها‪.‬‬

‫يتن لنا من االستعراض السابق ألهم العنارص املناخية يف اليمن ان اهلل عز‬
‫وجل قد وهبها أمطارا موسمية‪ ،‬وجوا حارا رطبا يف امة اليمن‪ ،‬ومعتدال لطيفا يف‬
‫املرتفعات‪ ،‬ونباتات كثري تناسب تنوع هوائها(‪ ،)1‬ففي املنطقة الساحلية (عند‬
‫فارج الوديان)‪ ،‬زرعت اخلرضوات يف موسم الشتاء‪ ،‬بينام تكون زراعة اخلرضوات‬
‫يف املناطق اجلبلية خالل أشهر الصيف‪ ،‬وعن طريق التبادل تتيرس اخلرضوات لكل‬
‫املناطق يف الفصلي‪ ،‬وكذل هو احلال بالنسبة لبقية املحاصيل(‪.)2‬‬

‫والن أطرافها اجلنوبية قريبة من املنطقة شبه االستوائية‪ ،‬فال غرابة أن تنمو‬
‫فيها أنواع من الفاكهة شبه االستوائية كاملوز والامنجو(‪.)3‬‬

‫إن هذه العوامل جمتمعة كانت وراء التباين الواض يف مقدار األمطار ونسبة‬
‫الرطوبة واباه الري ودرجات احلرار ‪ ،‬ومن املالحظ أن هناك تباينا يف املناخ حتى‬
‫داخل كل إقليم من األقاليم التناريسية السابقة الذكر‪.‬‬

‫‪ - 1‬عيل‪ ،‬جواد‪ :‬املفصل يف تاريخ العرب‪ ،‬ج (‪ ،)1‬ص ‪.216‬‬


‫‪ - 2‬عيل‪ ،‬جواد‪ :‬املفصل يف تاريخ العرب‪ ،‬ج (‪ ،)7‬ص ‪35‬ل عنان‪ ،‬زيد‪ :‬تاريخ حنار اليمن القديم‪،‬‬
‫ص ‪104‬ل آل حييى‪ ،‬سيف الدين‪ :‬تاريخ البعثة العسكرية‪ ،‬ص ‪.35‬‬
‫‪ - 3‬البابا‪ ،‬حممد زهري‪ :‬اليمن والفالحة العربية قبل االسالم ‪ ،‬جملة االكليل وزار اإلعالم والثقافة‪-‬‬
‫صنعاء‪ ، ،‬ع (‪ ،)1‬س (‪ ،)1‬صفر ‪1400‬هـ‪ /‬يناير ‪1980‬م‪ ،‬ص ‪19‬ل الرشعبي‪ ،‬فوزية‪ :‬أهم‬
‫النباتات الطبية يف اليمن ‪ ،‬ص ‪.128 -107‬‬
‫‪124‬‬
‫هذا باإلضافة إىل انفراد اليمن ‪-‬عن بقية أنحاء اجلزير العربية‪ -‬بغزار‬
‫األمطار التي طل صيفا‪ ،‬لذا فاألمطار بشكل عام طل بغزار عه اهلنبة‬
‫الوسطى‪ ،‬وتقل ك ّلام ابهنا رشقا نحو الربع اخلاا(‪.)1‬‬

‫إن االفرتاضات التي صدرت عن العلامء حول مناخ اجلزير كثري ‪ ،‬فمنهم‬
‫من يرى أن املناخ مل يتغري خالل العصور التارخيية‪ ،‬وأن الناس الذين عاشوا يف‬
‫األزمان اخلالية كانوا يعيشون ظروفا ختتلف قليال عن زماننا احلاب‪ ،‬إال أن هذا‬
‫الرأي أثار كثريا من التسا الت عن األماكن القديمة التي تكاد تنعدم فيها املوارد‬
‫الامئية الكافية‪ ،‬بل هي جافة إىل ن‬
‫حد ما(‪.)2‬‬

‫أينا الرحالة أمحد وصفي زكريا بقوله‪ :‬وقد توصلت بعد‬ ‫وقد ذكر ذل‬
‫املدن واملواضع ‪-‬يقصد اليمن‪ -‬يف إبان ازدهارها كانت وسط‬ ‫التامل إىل أن تل‬
‫إقليم ظواهره اجلوية مواتية من حيث اعتدال اهلواء‪ ،‬ووفور األمطار‪ ،‬وخصب‬
‫الرتبة‪ ،‬وسهولة ّ‬
‫العل والنهل‪ ،‬من الصهاريج واآلبار املرتعة بمياه األمطار الوافية‪،‬‬
‫ومن السيول الدافقة يف كثر أو قلة جبال اليمن وأنحائه الرشقية وأن هذه املؤاتا‬
‫ظلت دائمة منذ تكون القطر اليامين يف األطوار اجليولوجية‪ ،‬إىل فجر التاريخ‬
‫والقرون القديمة التي تلته‪ ... ،‬إلخ (‪.)3‬‬

‫ولكن الدارسي مل يعتمدوا عه كتابات الكالسيكيي فيام ذهبوا إليه وهو أن‬
‫عام هي‬
‫اليمن القديم كانت منطقة قاحلةل بل هي أرض خصبة بصور استثنائية ّ‬

‫‪ - 1‬اجلرو‪ ،‬أسمهان‪ :‬موجز التاريخ السياه‪ ،‬ص ‪.25‬‬


‫‪ - 2‬اجلرو‪ ،‬أسمهان‪ :‬موجز التاريخ السياه‪ ،‬ص ‪26‬ل عن‪ ،‬عبدالله‪ ،‬يوسف‪ :‬أوراق يف تاريخ اليمن‪،‬‬
‫ص ‪79 ،78‬ل لويد‪ ،‬سيتون‪ :‬آثار بالد الرافدين‪ ،‬ص ‪.30‬‬
‫‪ - 3‬زكريا‪ ،‬أمحد‪ :‬رحلتي إىل اليمن‪ ،‬ص ‪.36‬‬
‫‪125‬‬
‫عليه احلال يف بقية أنحاء اجلزير العربية‪ ،‬وتشري الدالئل العلمية املعتمد عه وجود‬
‫تغري مناخي بطئ أكثر ا كان يفرتض‪،‬‬
‫سكان يف املناطق اجلافة اليوم‪ ،‬إىل حدوث ّ‬
‫كام أن احليوانات الربية التي ذكر ا بعض النقوش تؤكد هذه احلقيقة(‪.)1‬‬

‫املراكز اليوم‪ ،‬فهو ناتج عن الزحف‬ ‫أ ّما التصحر الذي تشهده تل‬
‫الرمال قد‬ ‫الصحراوي‪ ،‬ويرك الكثبان الرملية –حتى يومنا هذا‪ -‬كام أن تل‬
‫ك)‪ ،‬أحد‬
‫سدّ ت كثريا من الطرق التي كانت تستخدم يف الاميض‪ ،‬كطريق وادي ( َ‬
‫الروافد الشاملية لوادي حرضموت‪ ،‬وغريها من الطرق الربية‪ ،‬فالزحف‬
‫الصحراوي البطيء غري امللحوظ‪ ،‬يشكل خطور كبري عه املواقع الشاملية املتامخة‬
‫للصحراء طالام أن املناطق ‪-‬التي ما تزال خصبة يف هذه املواقع‪ -‬مهدد هبذا‬
‫الزحف الذي قد يصريها قاحلة يف يوم ما(‪.)2‬‬

‫و ا سبق يتن لنا أن اهلناب واجلبال الغربية ‪ -‬املركز اجلغرايف الرئييس‬


‫هلذه الدراسة‪ -‬تتمتع بافنل أنواع املناخ‪ ،‬ألن ارتفاعها حيميها من رطوبة الساحل‬
‫وشد حرارته‪ ،‬حيث تا أمطارها الغزير لتحوهلا إىل مناطق خرضاء دون أن‬
‫يجب عنها الشمس(‪.)3‬‬

‫وبام أن مناخ اليمن يتصف بالتباين حتى داخل اإلقليم الواحد ذاته بحكم‬
‫تنوع التناريس بي مناطقه(‪)4‬ل فةن اليمنيي القدماء ‪-‬باملالحبة املتكرر‬

‫‪( - 1‬انبر) نقش (‪)Ja 949‬ل اجلرو‪ ،‬أسمهان‪ :‬موجز التاريخ السياه‪ ،‬ص ‪.27 -26‬‬
‫‪ - 2‬اجلرو‪ ،‬أسمهان‪ :‬موجز التاريخ السياه‪ ،‬ص ‪.27‬‬
‫‪ - 3‬ترسييس‪ ،‬عدنان‪ :‬بالد سبا وحنارات العرب األوىل‪ -‬اليمن (العربية السعيد )‪ ،‬دار الفكر‬
‫املعارص‪ -‬لبنان‪ ،‬دار الفكر‪ -‬سورية‪ ،‬ط (‪1410 ،)2‬هـ‪1990 /‬م‪ ،‬ص ‪.453‬‬
‫‪ - 4‬آغا‪ ،‬مجال شاهر‪ :‬جغرافية اليمن الطبيعية‪ ،‬ص ‪.232‬‬
‫‪126‬‬
‫والقياس‪ -‬استطاعوا التوصل إىل عدد من الثوابت يف البواهر الطبيعية يف‬
‫عن طريق‬ ‫أقاليمهم‪ ،‬من حيث حدوثها وتكرر حدوثها يف أوقات معينة‪ ،‬وذل‬
‫ضبط بارهبم املتكرر معها وتدوينها‪ ،‬وبناء عليها ‪.‬كنوا من يديد العالمات‬
‫واملعامل الفلكية ألوقات حدوث التغريات املناخية وتقلبات الطقس وما يوافقها من‬
‫وكونوا معرفة بالعوامل املتحكمة بالنشاط الزراعي‪ ،‬ا ساعدهم عه‬
‫ظواهر(‪ ،)1‬ا‬
‫امتالك ناصية هذه العوامل والتعاطي هبا‪.‬‬

‫لقد أثر املناخ اذن عه اقتصاد حنار سبا‪ ،‬كام أثر عليهم يف كل يشء‪ ،‬حتى‬
‫صريهم عه النحو املعروف‪ ،‬هلم خصائصهم وصفا م الطبوغرافية املميز هلم عن‬
‫غريهم‪ ،‬التي استطاعوا من خالل تكيفهم معها للوصول بةنتاجا م النباتية إىل بالد‬
‫اليونان والرومان‪ ،‬وبالد الرافدين ومرص‪ ،‬واهلند‪.‬‬

‫‪ - 1‬لالستزاد حول املعامل الزراعية يف اليمن قديام وحديثا (انبر)‪ :‬شجاب‪ ،‬حممد سامل‪ :‬الزراعة يف‬
‫اليمن (معامل) ‪ ،‬املوسوعة اليمنية‪ ،‬مؤسسة العفيف الثقافية‪ -‬صنعاء‪ ،‬مج (‪ ،)2‬ط (‪1423 ،)2‬هـ‪/‬‬
‫‪2003‬م‪ ،‬ص ‪.1496 -1476‬‬
‫‪127‬‬
‫املــيـــــاه‬

‫فيه أن املوارد الامئية تعد إحدى املوارد الطبيعية ذات األمهية‬ ‫اا ال ش‬
‫البالغة عه فتلف األنشطة اإلنسانية واالقتصادية‪ ،‬وتتعدد صور املوارد الامئية‪،‬‬
‫حيث تعد األمطار أمهها عه اإلطالق(‪)1‬ل فالامء رشيان احليا وأهم عنارصها‪ ،‬وهو‬
‫العامل الرئييس والف اعال يف وجود االستقرار البرشي والنشاط االقتصادي ونشوء‬
‫وتطور احلنارات‪ ،‬ويتفاوت وجود املياه من منطقة ألخرى‪ ،‬حيث يتوفر يف منطقة‬
‫ويندر يف أخرى‪ ،‬وبذل تركز االستيطان البرشي يف اليمن القديم يف املناطق التي‬
‫تتوفر فيها كميات من الامء الصال لالستهالك البرشي واحليواين والزراعي‪ ،‬سواء‬
‫كانت جوفية أو سطحية‪ ،‬حيث كانت ‪.‬ثل السيطر عه ماء الوديان وبميعه‪ ،‬شغل‬
‫اإلنسان الشاغل عه مدى تاريخ اليمن القديم(‪ ،)2‬حيث وضع الترشيعات‬
‫الصارمة‪ ،‬وقام ببناء السدود بشكل مكثف‪ ،‬ويقول الشاعر‪:‬‬

‫ثامنون سدا تقلس الامء سائال(‪.)3‬‬ ‫ويف الربو اخلرضاء من أرض حيصب‬

‫‪ - 1‬هنديل والعولقي‪ :‬املوارد االقتصادية‪ ،‬ص ‪.38 ،37‬‬


‫‪ - 2‬شاربونيه‪ ،‬جوليان‪ :‬الري يف اليمن ما قبل اإلسالم (حالة األبحاث اجلارية يف الكتابات الغربية) ‪،‬‬
‫جملة حوليات يمنية‪ ،‬املعهد الفرنيس لآلثار والعلوم االجتامعية بصنعاء‪ ،‬ع (‪2009 ،)4‬م‪ ،‬ص‪.23‬‬
‫‪ - 3‬اهلمداين‪ ،‬احلسن‪ :‬صفة جزير العرب‪ ،‬ص ‪200‬ل كذل ‪ :‬اإلكليل‪ ،‬ج (‪ ،)8‬ص ‪147‬ل األكوع‪،‬‬
‫حممد‪ :‬اليمن اخلرضاء‪ ،‬ص ‪ ،293‬ورد البيت الشعري يف كتاب اإلكليل كالتاا‪:‬‬
‫ثامنون سدا تقذف الامء سائال ‪.‬‬ ‫ويف البقعة اخلرضاء من أرض حيصب‬
‫‪128‬‬
‫ويتبي من خالل دراسة األمطار أن اليمن القديم بصفة عامة تعد شحيحة‬
‫ا‬
‫باملياه مقارنة باملعدل العاملي لقياس وفر املياه بصفة عامة(‪ ،)1‬كام أن التساقط‬
‫املطري يتصف بتذبذبه الشديد عه مدار العام‪ ،‬حيث يقل يف بعض الفصول ويغزر‬
‫أدرك اإلنسان اليمني منذ القدم أمهية‬ ‫كونا سيوال جارفة‪ ،‬ولذل‬
‫أحيانا أخرى م ّ‬
‫األمطار واالستفاد القصوى منها(‪ ،)2‬فقام ببناء قنوات الري والسدود‪ ،‬وحفر‬
‫اآلبار‪ ،‬والربك‪ ،‬وامل جل(‪ ،)3‬والصهاريج‪ ،‬والكروف‪ ،‬وشق القنوات‪ ،‬ونقب‬
‫تغري كبري‬
‫األنفاق(‪ ،)4‬ومع مرور الزمن تطورت هذه الوسائل وتنوعت ا أدى إىل ُّ‬
‫يف معتقدا م الدينية‪ ،‬ويف أنبمتهم االجتامعية‪ ،‬واالقتصادية(‪ ،)5‬واألمثلة الشاهد‬
‫كثري يف اليمن القديم‪ ،‬لعل أمهها سد مارب العبيم الذي يعد من أكرب‬ ‫عه ذل‬

‫‪ - 1‬وزار الزراعة والري‪ :‬مرشوع تطوير الري‪ ،‬تقرير باإلنجاز حتى يونيو ‪2006‬م‪ ،‬وحد إدار‬
‫املرشوع‪ ،‬قرض هيئة التنمية الدولية رقم (‪ -3412‬يمن)‪2006 ،‬م‪ ،‬ص ‪2 ،1‬ل بلفقيه‪،‬‬
‫عيدروس‪ :‬جغرافية اجلمهورية اليمنية‪ ،‬ص ‪.101‬‬
‫‪ - 2‬عباس‪ ،‬شهاب‪ :‬جغرافية اليمن الطبيعية‪ ،‬ص ‪.75 ،64‬‬
‫‪ - 3‬لالستزاد حول [امل جل] واستخدامه (انبر)‪ :‬اإلرياين‪ ،‬مطهر عيل‪ :‬امل جل ‪ ،‬املوسوعة اليمنية‪،‬‬
‫مؤسسة العفيف الثقافية ‪ -‬صنعاء‪ ،‬مج (‪ ،)4‬ط (‪1423 ،)2‬هـ‪2003 /‬م‪ ،‬ص ‪.2513 -2511‬‬
‫‪ - 4‬للمزيد من التفاصيل حول هذه األلفاظ وما شاهبها يف املسند ومرادفا ا‪( ،‬انبر)‪ :‬األغربي‪ ،‬فهمي‬
‫عيل‪ :‬معجم األلفاظ املعامرية يف نقوش املسند‪ ،‬إصدارات تريم عاصمة الثقافة اإلسالمية‪ ،‬وزار‬
‫الثقافة‪ ،‬اجلمهورية اليمنية‪1431 ،‬هـ‪2010 /‬م‪ ،‬ص ‪،86 ،77 ،54 -52 ،30 -29 ،25 -17‬‬
‫‪،151 ،149 ،147 ،144 ،140 ،132 ،127 ،124 -122 ،104 -103 ،95 ،91 -90‬‬
‫‪،207 ،199 ،189 -188 ،182 ،179 ،177 ،170 -169 ،164 ،159 ،157 -156‬‬
‫‪.209‬‬
‫‪ - 5‬الربهيي‪ ،‬إبراهيم‪ :‬احلرف والصناعات‪ ،‬ص ‪71‬ل عن‪ ،‬العالمات‪ ،‬حممود جالل‪ :‬السبئيون وسد‬
‫مارب‪ ،‬ط (‪ ،)1‬جد ‪1404 ،‬هـ‪ ،‬ص ‪108‬ل لالستزاد ‪( :‬انبر)‪ :‬اهلاتف‪ ،‬لطف‪ :‬املوارد الامئية‪ ،‬ص‬
‫‪.256 -210 ،185 -155‬‬
‫‪129‬‬
‫وأهم اإلنشاءات الامئية يف اجلزير العربية‪ ،‬يقول األعشى‪:‬‬

‫ومـ ـ ـارب قفى عليها العـرم‬ ‫كفى ذاك للمؤتسى أس ــو‬

‫إذا جـ ـ ـ ـ ـاءه مـ ـ ـ ــاءه ـ ـم مل يـرم‬ ‫رخ ـ ـ ـ ـام بنـ ـ ـ ـ ـ ـاه هل ـ ـ ــم محـ ـي ــر‬

‫عه ساعة ما هم ينقسم(‪.)1‬‬ ‫فاروى احلروث وأعناهبم‬

‫كام أن لطبيعة التناريس ومناخ اليمن أثر كبري يف يديد املوارد الامئية‪ ،‬وهذا‬
‫بدوره أ اثر عه حيا اإلنسان اليمني القديم واستقراره ونشاطاته االقتصادية‪ ،‬و ا‬
‫يزيد من خلل التوازن الامئي يف اليمن ان احلرار مرتفعة طوال أيام السنة ا يزيد‬
‫من شد التبخر‪ ،‬حيث يرتاوح متوسط كمية التبخر السنوي ما بي (‪– 1800‬‬
‫‪2500‬ملم)‪ ،‬وهي أكرب من كمية األمطار املتساقطة سنويا عه أرض اليمن(‪.)2‬‬

‫ويمكننا القول‪ :‬إن حنار سبا مل تكن لتصب حنار لو مل يتوفر هلا مورد‬
‫احليا األول الامء‪ ،‬حيث يصب تعدد املوارد الامئية يف اليمن القديم من عوامل‬
‫اتساع الرقعة الزراعية‪ ،‬فقد زر َعت الكثري من املرتفعات واهلناب واألودية‪،‬‬
‫األودية عند اطراف الصحراءل التي ربام أدت بدورها إىل‬ ‫فارج تل‬ ‫وكذل‬
‫االكتفاء الذا من املحاصيل الغذائية‪ ،‬ليمكنهم ذل فيام بعد من تكريس نشاطهم‬
‫التجاري لتصدير سلعهم اخلاصة واسترياد القليل من احتياجا م ذات الصبغة‬
‫الكاملية(‪.)3‬‬

‫كام يمكننا أن نحرص مصادر املياه يف اليمن القديم عموما يف األمطار‪،‬‬

‫‪ - 1‬اهلمداين‪ ،‬احلسن‪ :‬اإلكليل‪ ،‬ج (‪ ،)8‬ص ‪.146‬‬


‫‪ - 2‬بلفقيه‪ ،‬عيدروس‪ :‬جغرافية اجلمهورية اليمنية‪ ،‬ص ‪.101‬‬
‫‪ - 3‬بافقيه‪ ،‬حممدل (وآخرون)‪ :‬فتارات‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪130‬‬
‫والسيول‪ ،‬واملياه اجلوفية‪ ،‬ولالستفاد القصوى من هذه املصادر الثالثة‪َ ،‬سخا ر‬
‫السبئيون طاقا م الفكرية وقدرا م االبداعية يف سبيل االستغالل الدقيق واملحكم‬
‫املياه وتوفريها بشكل دائم لري األرايض الزراعية‪ ،‬فقام بةنشاء شبكات ري‬ ‫لتل‬
‫واسعة‪ ،‬ومصارف خلروج املياه وتوزيعها بانتبام(‪ ،)1‬حيث تعد املوارد الامئية من‬
‫أهم العوامل املؤثر يف الزراعة بشكل رئييس‪ ،‬ومن َث ام كان ملوارد املياه ونبم الري‬
‫ن‬
‫بشكل‬ ‫ن‬
‫بشكل عام ويف احلنار السبئية‬ ‫مكانة خاصة يف حنار اليمن القديم‬
‫خاص‪ ،‬إذ كانت احلقول امل َوحدا بنبام واحد للري بمثابة اخللية الرئيسية لالقتصاد‬
‫أهم مورد من عنارص البيئة وله دور أساه يف التنمية‬ ‫اليمني‪ ،‬م َشكال بذل‬
‫االقتصادية بكافة جوانبها(‪ ،)2‬بل إن ثراء احلنار السبئية كان قائام يف األساس عه‬
‫الزراعة املروية ضمن نطاقها اجلغرايف الكبري‪ ،‬ويف هذا اجلانب يتحدث الدكتور‬
‫جواد عيل بقوله‪ :‬إن آثار األقنية والسدود اجلاهلية املنترش يف فتلف نواحي‬
‫اليمن هي يف حدِّ ذا ا شاهد عه مقدار توسع اليامنيي يف الزراعة يف ذل‬
‫العهد (‪ ،)3‬وبدر بنا اإلشار هنا إىل ورود لفظ يمني قديم يف النقوش كان يطلق‬
‫(ز ّم) أو [ز م م = ‪]ZMM‬‬
‫عه (توفر الامء‪ ،‬واملوارد الامئية)‪ ،‬وهو [ز م = ‪َ ]ZM‬‬
‫(ز ّمم)(‪ ،)4‬كام يف النقش (‪.)RES 3945/2,3‬‬
‫َ‬

‫‪ - 1‬بحرى‪ ،‬حممد عبدالله عبدالرمحن‪ :‬نبم تطور احلكم يف اجلزير العربية منذ بداية العصور التارخيية‬
‫حتى القرن الثالث ق‪.‬م‪ ،‬رسالة ماجستري‪ ،‬بقسم التاريخ واالثار املرصية واالسالمية‪ ،‬كلية‬
‫اآلداب‪ ،‬جامعة اإلسكندرية‪1427 ،‬هـ‪2006 /‬م‪ ،‬ص ‪.20‬‬
‫‪ - 2‬بافقيه‪ ،‬حامد عبدالقادر أمحد‪ :‬تقنية أنبمة الري القديمة يف لكتي قتبان وحرضموت يف جنوب‬
‫اجلزير العربية خالل األلف األول قبل امليالد‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬بشعبة اآلثار‪ -‬قسم التاريخ‪-‬‬
‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتامعية‪ -‬جامعة تونس‪2008 /2007 ،‬م‪ ،‬ص ‪.85‬‬
‫‪ - 3‬عيل‪ ،‬جواد‪ :‬املفصل يف تاريخ العرب‪ ،‬ج (‪ ،)7‬ص ‪.25‬‬
‫‪ - 4‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪.170‬‬
‫‪131‬‬
‫وكان الامء وانحباس املطر يف بعض األعوام يف أنحاء متفرقة من اليمن‬
‫يول قسم منهم إىل بدو ر احل‬
‫القديم األثر الكبري يف حيا أهلها االجتامعية‪ ،‬فقد ا‬
‫يتنقلون من مكان إىل آخر طلبا للكأل والامء(‪ ،)1‬كام أن التنازع عه منابع املياه كان‬
‫املصدر الرئييس جلميع‬ ‫يؤدي إىل حروب طويلة بي القبائل‪ ،‬وتعد األمطار بذل‬
‫موارد املياه‪ ،‬فمنها تتكون املياه السطحية اجلارية املؤقتة (السيول) التي تبهر بعد‬
‫سقوط األمطار‪ ،‬وهي أينا مصدر للمياه اجلوفية بعد ترسهبا إىل باطن األرض‪.‬‬

‫ونبرا لتفاوت كمية األمطار املتساقطة من عام آلخر‪ ،‬وكوهنا تتميز باهنا‬
‫سيلية تسقط فجا وتنهمر بغزار شديد أحيانا ثم تنقطع فجا أينا بعد وقت‬
‫الكمية من املياه يف‬ ‫قصري‪ ،‬لذا فةن املجاري السيلية تعجز عن استيعاب تل‬
‫اللحبات التي تيل سقوطها فتحدث فينانات غالبا ما تؤثر يف شكل السط جارفة‬
‫معها الرتبة واملزروعات‪ ،‬وقد تكون مدمر لألرواح البرشية أحيانا من خالل غرق‬
‫املساكن واملدن‪.‬‬

‫كام يؤثر نوع التناريس وشكلها عه املناخ‪ ،‬خصوصا كمية تساقط األمطار‪،‬‬
‫حيث تنفرد اليمن عن بقية أجزاء اجلزير العربية بغزار األمطار التي طل صيفا‬
‫التي طل عه اهلنبة الوسطى‪ ،‬كام أن كمية األمطار‬ ‫عه أراضيها‪ ،‬خاصة تل‬
‫تقل كلام ابهنا رشقا نحو الربع اخلاا(‪.)2‬‬

‫ويف كتب الكالسيكيي الذين يدثوا عن اليمن القديم ما يشري إىل وفر‬
‫املياه‪ ،‬حيث قال ثيوفراستوس يف كتابه (تاريخ النباتات) يف الكتاب التاسع‪ ،‬عند‬
‫حديثه عن مناطق إنتاج اللبان يذكر مرتفعات تغطيها غابات كثيفة من األشجار‬

‫‪ - 1‬النعيم‪ ،‬نوره‪ :‬الوضع االقتصادي‪ ،‬ص ‪.60‬‬


‫‪ - 2‬اجلرو‪ ،‬أسمهان‪ :‬موجز التاريخ السياه‪ ،‬ص ‪.25‬‬
‫‪132‬‬
‫ويغطيها اجلليد وتنحدر منها أهنار إىل السهول(‪ ،)1‬وأما اسرتابون يف كتابه‬
‫(اجلغرافية) الكتاب السادس عرش‪ ،‬فقد أورد ما ذكره ايراتوسثينس (‪-276‬‬
‫‪196‬ق‪.‬م)‪ ،‬أن أرض (العربية السعيد ) تسقط عليها أمطار صيفية غزير وتوجد‬
‫يف املنطقة أهنار وبحريات‪ ،‬وهي تعد منطقة خصبة(‪ ،)2‬ويدث أرتيمدورس عن‬
‫خصوبة املنطقة ووفر منتوجا ا الزراعية وكثافة األشجار يف مرتفعا ا(‪ ،)3‬وذكر‬
‫ديدورس الصقيل الكثري من األهنار‪ ،‬وأورد صاحب كتاب (الطواف حول البحر‬
‫االرتريي) يف وصفة ملنطقة اللبان باهنا تغطيها السحب والنباب(‪ ،)4‬ومع ذل فقد‬
‫ذكرت التقارير املتخصصة يف جمال املياه والري حديثا أن اليمن تعد من الدول التي‬
‫تعاين من قلة املياه(‪ ،)5‬وتنقسم أهم موارد املياه يف اليمن القديم إىل‪:‬‬

‫‪ -1‬املياه السطحية‪:‬‬

‫أ‪ .‬األمط ــار‪( :‬انبر‪ :‬اجلدول رقم[‪)]2‬‬

‫أرشنا إليها سابقا‪ ،‬وهي تعد العامل الرئييس يف تكوين املياه السطحية ومن‬
‫ثم املياه اجلوفية‪ ،‬فةذا سقطت األمطار عه أرض مستوية فةن مياهها تبقى يف‬
‫مواضع سقوطها‪ ،‬وهنا تستعمل كمصدر للري‪ ،‬و‪.‬تاز بعض األرايض اليمنية‬
‫بانبساطها واستوائها‪ ،‬وتعتمد الزراعة بشكل مبارش عه مياه األمطار‪ ،‬أما إذا‬

‫‪ - 1‬الشيبة‪ ،‬عبدالله‪ :‬ترمجات يامنية‪ ،‬ص ‪.23‬‬


‫‪ - 2‬الشيبة‪ ،‬عبدالله‪ :‬ترمجات يامنية‪ ،‬ص ‪35‬ل ‪Strabo, Geography, BK 16, p.307.‬‬
‫‪ - 3‬النعيم‪ ،‬نوره‪ :‬الوضع االقتصادي‪ ،‬ص ‪61‬ل الشيبة‪ ،‬عبدالله‪ :‬ترمجات يامنية‪ ،‬ص ‪.51 ،45‬‬
‫‪ - 4‬الشيبة‪ ،‬عبدالله‪ :‬ترمجات يامنية‪ ،‬ص ‪.80 ،26‬‬
‫‪ - 5‬وزار الزراعة والري‪ :‬مرشوع تطوير الري‪2006 ،‬م‪ ،‬ص ‪1‬ل لالستزاد حول املياه‬
‫ومواردها‪...‬إلخ (انبر)‪ :‬السباعي‪ ،‬خالد أمحد‪ :‬الامء يف اليمن ‪ ،‬املوسوعة اليمنية‪ ،‬مؤسسة‬
‫العفيف الثقافية ‪ -‬صنعاء‪ ،‬مج (‪ ،)4‬ط (‪1423 ،)2‬هـ‪2003 /‬م‪ ،‬ص ‪.2511 -2505‬‬
‫‪133‬‬
‫سقطت األمطار عه مناطق جبلية منحدر ل فةن مياه األمطار تنحدر مع انحدار‬
‫مسيالت عديد ‪ ،‬فةذا كانت االرض قليلة االنحدار تكون‬ ‫األرض‪ ،‬مكونة بذل‬
‫ببنائه املدرجات‬ ‫كعة املسيالت بطيئةل فيستطيع املزارع االستفاد منها وذل‬
‫الزراعية عه جوانب اجلبال كام هو احلال يف مناطق السفوح املواجهة لسهول امة‪،‬‬
‫وهلذه املدرجات فائد مزدوجة كحواجز يول دون انجراف الرتبة‪ ،‬وأماكن زراعية‬
‫يستفاد منها‪ ،‬أما إذا كانت األرض شديد االنحدار فةن املسيالت تكون كيعة‬
‫جرف الرتبة والنباتات‪ ،‬وال يستفاد منها إال إذا وصلت إىل‬ ‫اجلريان‪ ،‬مسببة بذل‬
‫مكونة تربة عالية اخلصوبة‪ ،‬و‪.‬ثل‬
‫ّ‬ ‫املناطق املنخفنة حيث ترتسب محولتها‬
‫املرتفعات اجلبلية ومنطقة اهلنبة خط لتقسيم مياه األمطار‪ ،‬حيث تتوزع منها رشقا‬
‫وغربا وجنوبا عرب شبكة من األودية‪.‬‬

‫وبالنبر إىل الطبيعة اجلغرافية القاسية لليمن من حيث التناريس واملناخ‬


‫والطقس‪ ،‬وضعف املوارد الامئية‪ ،‬فقد كان العامل األول الذي حبي باهتامم‬
‫اإلنسان اليمني القديم هو املياه‪ ،‬ومصدرها الرئييس األمطار‪ ،‬وكان ال بد له من‬
‫التي‬ ‫معرفة أوقات هطول األمطار والبواهر األخرى التي تبرش بقدومها‪ ،‬أو تل‬
‫‪.‬كن من يديد املواقيت املناسبة للنشاط‬ ‫تؤرش عه عدم حدوثها‪ ،‬وتبعا لذل‬
‫الزراعي وابتكر عه أساسها التقويم الزراعي(‪.)1‬‬

‫األلفاظ التي تصف األمطار‪( :‬انبر جدول رقم [‪)]3‬‬

‫[د ث ن = ‪( ]DṮN‬دثن)‪ :‬والدثن كام ورد يف نقش (‪ )CIH 540‬يفرس بانه‬


‫(املطر اخلفيف)‪ ،‬وجاء يف تاج العروس‪( :‬دثت السامء إذا نزل منها الدث)‪ ،‬والدث‬

‫‪ - 1‬السقاف‪ ،‬عبدالرمحن‪ :‬تطور احليا الفكرية‪ ،‬ص ‪141‬ل دماج‪ ،‬ليبيا‪ :‬املحاصيل الزراعية‪ ،‬ص ‪.27 ،13‬‬
‫‪134‬‬
‫احلر(‪.)2‬‬
‫هو املطر اخلفيف(‪ ،)1‬و(دثا) مطر يا بعد اشتداد ِّ‬
‫[و ت ن = ‪( ]WTN‬وتن)‪[ :‬م ه و ت ن ‪ -‬م]‪( ،‬الواتن) وتعني‪( :‬املطر‬
‫الدائم)‪ ،‬كام يف نقش (‪ ،)Ja 627/ 12, 628/ 13‬وجاء يف نقش (‪ )N 6/11‬ما‬
‫ييل‪[ :‬د ث أ ‪ /‬و خ ر ف ‪ /‬م هـ و ت ن م]‪ ،‬وتعني‪ :‬مطر ربيع وخريف دائم (‪،)3‬‬
‫ويف تاج العروس هي‪( :‬الديمة مطر يدوم أي يطول زمانه أياما‪ ،‬وأرض مديمة‪،‬‬
‫أصابتها الديم‪ ،‬واملدام املطر الدائم(‪.)4‬‬

‫[ذ ع ب = ‪( ]ḎCB‬ذعب)‪ :‬ومجعها (أذعب) وتعني‪( :‬سيل جارف)‪ ،‬وورد‬


‫يف نقش (‪ )Ir 22/1‬ما ييل‪[ :‬و أ ذ ع ب ن ‪ /‬م هـ ش ف ق ن ‪ /‬و م هـ ع م م ن‪ /‬هـ ن‬
‫أ م ‪ /‬ع د ي‪ /‬ك ل ‪ /‬أ ر ض هـ م و ‪ /‬و أ س ر ر هـ م و]‪ ،‬ورشحها‪ :‬والسيول‬
‫املتدفقة‪ ،‬والشاملة وهنيئة‪ ،‬وذل عرب كل حقوهلم وودياهنم (‪.)5‬‬

‫[س ل م = ‪( ]S1LM‬سلم)‪ :‬وتعني (االنتبام يف سقوط املطر)(‪ ،)6‬وورد ذكر‬


‫هذه اللفبة يف نقش (‪ )Sh 31/3‬كالتاا‪[ :‬خ م ر هـ و ‪ /‬أ ل م ق هـ ‪ /‬ب ر ق ‪ /‬ص‬
‫د ق م ‪ /‬و س ل م م]‪ ،‬ورشحها رشف الدين‪ :‬يرجو أعوام من الرخاء‬

‫‪ - 1‬الزبيدي‪ ،‬حممد مرتىض احلسيني‪ :‬تاج العروس من جواهر القاموس‪ ،‬ج (‪ ،)5‬يقيق‪ :‬مصطفى حجازي‪،‬‬
‫وزار االرشاد واألنباء‪ -‬الكويت‪1389 ،‬هـ‪1969 /‬م‪ ،‬ماد [د ث ث]‪ ،‬ص ‪.247 ،246‬‬
‫‪ - 2‬الزبيدي‪ ،‬حممد مرتىض احلسيني‪ :‬تاج العروس من جواهر القاموس‪ ،‬ج (‪ ،)1‬يقيق‪ :‬عبدالستار أمحد فراج‪،‬‬
‫وزار االرشاد واألنباء‪ -‬الكويت‪1385 ،‬هـ‪1965 /‬م‪ ،‬ماد [د ث أ]‪ ،‬ص ‪.220‬‬
‫‪ - 3‬نامي‪ ،‬حييى خليل‪ :‬نقوش عربية جنوبية املجموعة الثانية‪ ،‬جملة كلية اآلداب بجامعة القاهر ‪ ،‬ع (‪ ،)1‬مج‬
‫(‪1954 ،)16‬م‪ ،‬ص ‪.28‬‬
‫‪ - 4‬الزبيدي‪ ،‬حممد مرتىض احلسيني‪ :‬تاج العروس من جواهر القاموس‪ ،‬ج (‪ ،)32‬يقيق‪ :‬عبدالكريم العزباوي‪،‬‬
‫املجلس الوطني للثقافة والفنون‪ -‬الكويت‪1421 ،‬هـ‪2000 /‬م‪ ،‬ماد [د و م]‪ ،‬ص ‪.182 - 181‬‬
‫‪ - 5‬اإلرياين‪ ،‬مطهر‪ :‬نقوش مسندية‪ ،‬ص ‪.161 -160‬‬
‫‪ - 6‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪.126‬‬
‫‪135‬‬
‫والسلم (‪ ،)1‬وهذه الرتمجة فيها يشء من عدم التطابق احلريف مع النقش األصيل‪،‬‬
‫والرتمجة لذات اجلملة هي‪ :‬ومنحه أملقه موسام طرا صادقا منتبم وساملن‪ ..‬قد‬
‫تكون أدق‪.‬‬

‫[م ه ع م م = ‪( ]MHCMM‬مهعمم)‪ :‬وهي بمعنى (مطر عام)‪ ،‬ووردت‬


‫يف نقش (‪ ،) Ir 22/ 1‬كام ييل‪[ :‬خ م ر هـ م و ‪ /‬أ ذ ن م ن ‪ /‬و أ ذ ع ب ن ‪ /‬م هـ ش‬
‫ف ق ن ‪ /‬و م هـ ع م م ن‪ /‬هـ ن أ م ‪ /‬ع د ي‪ /‬ك ل ‪ /‬أ ر ض هـ م و ‪ /‬و أ س ر ر هـ م‬
‫و]‪ ،‬وترمجتها‪ :‬ومنحهم األمطار الغزير والسيول املتدفقة الشاملة هنيئة عرب كل‬
‫أراضيهم وودياهنم (‪ ،)2‬وجاء يف نقش (‪ )N 6/10‬لفظ [ه ع م م ن =‬
‫‪ ،]HCMMN‬بمعنى (أكثر‪ ،‬زاد‪َ ،‬ع ام)‪ ،‬حيث وردت يف النقش كالتاا‪[ :‬ك ي س‬
‫ق ي ن‪ /‬و هـ ش ف ق ن ‪ /‬و هـ ع م م ن ‪ /‬م أ خ ذ هـ م و ‪ /‬ذ ي ف د ‪ /‬ك ل ‪ /‬أ ر‬
‫ض هـ م و]‪ ،‬وترمجتها‪ :‬لكي يرووا أو تكثر وتعم مياه سدهم ذي يفد وكل‬
‫أرضهم (‪.)3‬‬

‫ومن الفاظ عالمة سقوط املطر وانحباسه‪:‬‬

‫[ب ر ق = ‪( ]BRQ‬برق)‪ :‬بمعنى (برقت السامء) كام يف نقش ( ‪Ja‬‬


‫‪ ،)735/6‬وللعرب عالمات يتنبئون هبا إذا ظهرت دلتهم عه نزول الغيث‪ ،‬ويف‬

‫ذل يقول اهلل تعاىل‪َ ﴿ :‬وم ْن آ َياته يريكم الْ َ ْ‬


‫رب َق َخ ْوفا َو َط َمعا َوين َِّزل م َن ا‬
‫الس َامء‬
‫ون﴾(‪ ،)4‬ومن‬ ‫ماء َفيحيي به ْاألَر َض بعدَ مو ا إ ان يف َذل َ َآلي ن‬
‫ات ِّل َق ْو نم َي ْعقل َ‬ ‫َ‬ ‫َْ َْ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬

‫‪ - 1‬رشف الدين‪ ،‬أمحد‪ :‬تاريخ اليمن الثقايف‪ ،‬ص ‪.353 - 352‬‬


‫‪ - 2‬اإلرياين‪ ،‬مطهر‪ :‬نقوش مسندية‪ ،‬ص ‪.161 -160‬‬
‫‪ - 3‬نامي‪ ،‬خليل‪ :‬نقوش عربية جنوبية ‪ ،‬ص ‪.26 -25‬‬
‫‪ - 4‬القرآن الكريم‪ ،‬سور الروم‪ ،‬آية ‪.24‬‬
‫‪136‬‬
‫هذه العالمات‪ :‬اهلالة التي تكون حول القمر إن كانت كثيفة مبلمة كانت من‬
‫عالمات املطر خاصة إن كانت مناعفة‪ ،‬ومنها أينا الرعد والربق‪ ،‬ومنها (الندأ )‬
‫وهي احلمر التي تبهر عند مغرب الشمس يف أيام الغيث(‪ ،)1‬ويشرتك لفظ (برق)‬
‫مع العديد من اللغات السامية(‪.)2‬‬

‫وورد يف النقوش اليمنية لفظ [ن د ن = ‪ ،)3(]NDN‬والتي ذكرت يف نقش‬


‫(‪ ،)Ir 28/2‬وقرأها العامل األلامين (موللر) باهنا النود ‪ ،‬أي الري ‪ ،‬كام ذكرنا‬
‫سابقا(‪ ،)4‬كام ورد يف نقش (‪ ،)N 6/11‬لفبة [ا ب رق = ‪ ]ƆBRQ‬بمعنى‪ :‬برق أو‬
‫أبرق‪ ،‬حيث ورددت كام ييل‪[ :‬ب ك ل ‪ /‬أ ب ر ق ‪ /‬د ث أ]‪ ،‬وترمجتها‪ :‬بربيع كله‬
‫بروق أو ربيع كله مطر ‪ ،‬وورد أينا يف نقش (‪ ،)Fa 63/1‬اآل ‪[ :‬ب ر ق ‪ /‬د ث‬
‫أ ‪ /‬و خ ر ف]‪ ،‬وترمجها (ريكامنز) كام ييل‪ :‬مطر الربيع العاصف و اخلريف ‪ ،‬كام‬
‫أن كلمة (برق) عند اليمنيي تعني (املطر)‪ ،‬ويقولون يف الربق القادم أي يف الربق‬
‫الوسمي من السنة القادمة(‪.)5‬‬

‫[ت ب ش ر = ‪( ]TBS2R‬تبشار)‪ :‬وجاءت هذه اللفبة يف نقش (‪)N 6/4,5‬‬


‫كام ييل‪[ :‬ب ت م ل أ ‪ /‬و ت ب ش ر ت‪ /‬ت ب ش رهـ و ‪ /‬ك ي س ق ي ن ‪ /‬و‬
‫ك ب ر ن ‪ /‬أ ر ض هـ م و]‪ ،‬وترمجتها‪ :‬بالنعمة والبرشي التي برشه هبا لكي يسقي‬
‫أرضه (‪ ،)6‬واملبرشات عند العرب هلا العديد من العالمات التي يستدل هبا العرب‬

‫‪ - 1‬الربهيي‪ ،‬إبراهيم‪ :‬احلرف والصناعات‪ ،‬ص ‪.74‬‬


‫‪ - 2‬كامل الدين‪ ،‬حازم‪ :‬معجم مفردات املشرتك السامي‪ ،‬ص ‪.78 ،77‬‬
‫‪ - 3‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪.101‬‬
‫‪ - 4‬اإلرياين‪ ،‬مطهر‪ :‬املعجم اليمني‪ ،‬ماد [ن و د]‪ ،‬ص ‪.884‬‬
‫‪ - 5‬نامي‪ ،‬خليل‪ :‬نقوش عربية جنوبية ‪ ،‬ص ‪.26 -25‬‬
‫‪ - 6‬نامي‪ ،‬خليل‪ :‬نقوش عربية جنوبية ‪ ،‬ص ‪.27 -25‬‬
‫‪137‬‬
‫عه نزول املطر كام ذكر آنفا‪ ،‬وهم يعتربون الغيث نعمة ورمحة‪ ،‬ويستبرشون بنزوله‬
‫ويفرحون لذل خاصة إذا نزل بعد قحط وجدب‪ ،‬وهينئون بعنهم بعنا بانصبابه‬
‫لام سيجنونه من خري عميم(‪.)1‬‬

‫أما ما يتعلق بانحباس األمطار فقد وردت العديد من األلفاظ الدالة عه‬
‫ذل يف النقوش اليمنية القديمة منها‪:‬‬

‫[ا ز ل = ‪( ]ƆZL‬أزل)(‪{ )2‬ستازل‪ :‬وهي تعني (ش ‪ -‬أحتبس) املطر‪ ،‬ورد‬


‫هذا اللفظ ضمن نقش (‪ )Ir 7/2‬كالتاا‪[ :‬ك ي أ ت و ن ‪ /‬ع د ي ‪ /‬م أ خ ذ هـ م و ‪ /‬ذ‬
‫ي ف د ‪ /‬س ق ي م ‪ /‬ب ع د ‪ /‬ذ ت ‪ /‬س ت أ ز ل‪ /‬ع د ي هـ م و]‪ ،‬وترمجتها‪ :‬كي‬
‫جيري إىل سدهم ذي يفد السيول بعد أن انقطعت عنهم السيول (‪.)3‬‬

‫[ض م ا = ‪( ]ḌMƆ‬ضما)‪ :‬وردت هذه اللفبة يف نقش (‪ ،)Ja 735/7‬وتعني‬


‫(اجلفاف)‪ ،‬وهي قريبة جدا من لفبة (ظما) بمعنى (عطش)‪ ،‬ووردت كذل لفبة [خ‬
‫(خيْ َبة)‪ ،‬وتعني أينا (جفاف)‪ ،‬وذل يف نقش (‪ ،)Ir 24/3‬كام‬
‫ي ب ت = ‪َ ]ḪYBT‬‬
‫ييل‪[ :‬و ب ن ‪ /‬خ ي ب ت ‪ /‬أ ب ر ق م]‪ ،‬وترمجتها‪ :‬ومن جفاف الفصول (‪.)4‬‬

‫كذل ورد لفظ [خ ي ب = ‪ ،]ḪYB‬وتا بمعنى (احتبس املطر وامتنع)(‪،)5‬‬


‫واينا لفظ [ي ب س = ‪ ،]YBS1‬والذي يرادف أحيانا معنى (يبست األرض‬
‫وج افت)(‪ ،)6‬لذل نالحظ الكثري من النقوش اليمنية القديمة تتحدث عن التقدمات‬

‫‪ - 1‬عيل‪ ،‬جواد‪ :‬املفصل يف تاريخ العرب‪ ،‬ج (‪ ،)7‬ص ‪.168 -167‬‬


‫‪ - 2‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪.10‬‬
‫‪ - 3‬اإلرياين‪ ،‬مطهر‪ :‬نقوش مسندية‪ ،‬ص ‪.82 -81‬‬
‫‪ - 4‬اإلرياين‪ ،‬مطهر‪ :‬نقوش مسندية‪ ،‬ص ‪.169 -168‬‬
‫‪ - 5‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪.64‬‬
‫‪ - 6‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪.167‬‬
‫‪138‬‬
‫طقسا من‬ ‫والقرابي التي كان يقدمها اإلنسان اليمني القديم آلهلته‪ ،‬مؤديا بذل‬
‫طقوس االستسقاء‪ ،‬كام ورد يف كال من نقيش (‪ ،)1()Ja 375; 658/1-12‬لكي‬
‫يسرتضيها‪ ،‬ولتمنحه املطر والغيث الوفري والثامر والغالل اجليد والكثري (‪ ،)2‬وتذكر‬

‫‪ - 1‬اجلرو‪ ،‬أسمهان سعيد‪ :‬دراسات يف التاريخ احلناري لليمن القديم‪ ،‬دار الكتاب احلديث ‪ -‬القاهر ‪،‬‬
‫‪1423‬هـ‪2003 /‬م‪ ،‬ص ‪.175 -174‬‬
‫‪ - 2‬عن عالقة اآلهلة واملعبودات يف اليمن القديم باملطر يف سقوطه وانحباسهل فقد ورد يف رشح نقش (بئر العيل) ( ‪YMN‬‬
‫‪ ،) 15/4‬أن املعبود [عم ذو مناخ]‪ ،‬قد يكون املعبود الذي [جيري الامء]‪( ،‬عبدالله‪ ،‬يوسف حممد‪ :‬مدونة النقوش‬
‫اليمنية القديمة ‪ ،‬جملة اإلكليل‪ ،‬ع (‪ ،)4 -3‬وزار اإلعالم والثقافة – صنعاء‪1409 ،‬هـ‪1988 /‬م‪ ،‬ص ‪،)265‬‬
‫ووصف املعبود [عثرت] بانه معبود [السقي ومانحا للامء واحليا ]‪( ،‬الصلوي‪ ،‬إبراهيم حممد‪ :‬أعالم يامنية قديمة‬
‫مركبة ‪ ،‬ريدان حولية النقوش واآلثار اليمنية القديمة‪ ،‬ع (‪ ،)6‬مطابع معهد البحوث والدراسات حول العامل العريب‬
‫واالسالمي (‪ ،)I.R.E.M.A.M‬ومؤسسة ريدان للدراسات األثرية‪ -‬عدن‪1994 ،‬م‪ ،‬ص ‪130 ،127‬ل‬
‫ريكمنس‪ ،‬جاك‪ :‬حنار اليمن قبل اإلسالم ‪ ،‬ترمجة‪ :‬عيل حممد زيد‪ ،‬جملة دراسات يمنية‪ ،‬مركز الدراسات‬
‫والبحوث اليمني‪ -‬صنعاء‪ ،‬ع (‪1407 ،)28‬هـ‪ ،1987 /‬ص ‪ ،)136‬وأحيانا يشرتك معه يف هذه الصفة اإلله [أملقة]‬
‫يف من الامء‪ ،‬أما املعبود [ذات محيم]‪ ،‬فقد وص َفت باهنا [منزلة املطر وقت احلر]‪( ،‬صدقه‪ ،‬إبراهيم صال عامر‪ :‬آهلة‬
‫سبا كام ترد يف نقوش حمرم بلقيس‪ ،‬رسالة ماجستري‪ ،‬جامعة الريموك‪ -‬األردن‪1994 ،‬م‪ ،‬ص ‪ ،)91 ،44‬كام ورد لفظ‬
‫[م ن ض ح]‪[ ،‬م ن ض ح ت ]‪ ،‬يف عدد من النقوش اليمنية القديمة منها‪ ،)Sa 1/9; Ir 77/4; 78/3( :‬كصفة‬
‫لآلهلة يف صيغ التوسل‪ ،‬حيث تدل عه أن هذه اآلهلة مصدرا للغيث واألمطار‪ ،‬ملزيد من التفاصيل حول ذل (انبر)‪:‬‬
‫البارد‪ ،‬فيصل حممد اسامعيل‪ :‬النقوش املسندية املتعلقة بالامء والري يف اليمن القديم‪ ،‬رسالة ماجستري‪ ،‬املعهد الوطني‬
‫لعلوم اآلثار والرتاث‪ ،‬وزار الثقافة‪ -‬اململكة املغربية‪2010 -2009 ،‬م‪ ،‬ص ‪102 – 94‬ل وذكر يف نقش جديد من‬
‫سامع‪[ ،)Sa 1/5( ،‬معبود املطر]‪ ،‬وجاء فيه‪[ :‬و ب ر د أ ‪ /‬م {ر} أ {هـ م و} ‪ /‬ذ ن م ن ‪ /‬ذ ي ب ح ي ك ‪ /‬ن ع ر هـ‬
‫ت]‪ ،‬وترمجتها‪ :‬وبعون سيدهم (معبود) املطر الذي ببلد النعر (أنبر)‪ :‬أمحد‪ ،‬مهيوب غالب‪ :‬نقش جديد من‬
‫سامع‪ -‬معلومات تارخيية جديد (دراسة يليلية يف داللته والتارخيية) ‪ ،‬ضمن كتاب (صنعاء احلنار والتاريخ)‪ ،‬مج‬
‫(‪ ،)1‬املؤ‪.‬ر الدوا اخلامس للحنار اليمنية‪ -‬جامعة صنعاء‪2005 ،‬م‪ ،‬ص ‪ ،45‬وكان للمعبود [عم] أحد معبودات‬
‫حنار [قتبان] عالقة بالري (اهلاتف‪ ،‬لطف‪ :‬املوارد الامئية‪ ،‬ص ‪ ،)50‬وسمي املعبود [سي] بـ [سي ذو حلسم]‪،‬‬
‫بمعنى [سي صاحب املطر املخصب]‪( ،‬بريين‪ ،‬جاكلي‪ :‬مسامهة النقوش يف التعريف بمعبد باقطفة ‪ ،‬ريدان حولية‬
‫النقوش واآلثار اليمنية القديمة‪ ،‬ع (‪ ،)2‬املركز اليمني لألبحاث الثقافية واآلثار واملتاحف‪ -‬عدن‪1979 ،‬م‪ ،‬ص‬
‫‪ ،)66‬ويف نقش (‪ ) Ja 2360/1‬ذكر املعبود [أنبي]‪ ،‬بان له عالقة بالامء والزراعة‪( ،‬سعيد‪ ،‬نعامن أمحد‪ :‬القواني‬
‫العربية القديم ة يف لكتى قتبان واحلرض (دراسة مقارنة)‪ ،‬املكتب اجلامعي احلديث‪ -‬االسكندرية‪2004 ،‬م‪،‬‬
‫ص‪.)151‬‬
‫‪139‬‬
‫النقوش أن السبئيي قدا موا قرابي استسقاء لإلله (عثرت)(‪ ،)1‬وكانوا يؤدون الرتاتيل‬
‫الرتاتيل يف نقش (ترنيمة الشمس)(‪ ،)2‬وورد يف‬ ‫واالبتهاالت حيث وردت مثل تل‬
‫نقش (‪ ،)Ja 735‬أن قبيلة سبا كهالن ونساء مارب شكروا معبودهم (أملقة) ألنه‬
‫منحهم خريات املطر بعد اجلفاف الذي استمر سنة ونصف‪ ،‬بعد أن تقدموا بالصلوات‬
‫الصلوات والدعوات –بحسب اعتقادهم‪-‬‬ ‫واالستسقاء‪ ،‬وعند استجابة اآلهلة لتل‬
‫أينا ما ورد يف النقوش‪Ir 18/3, 7/ 2-3, ( :‬‬ ‫محدوها عه ذل ‪ ،‬ويؤيد ذل‬
‫‪.)3()24/3; Ja 653/2-14, 618/3-9‬‬

‫ومن الطبيعي أن يؤدي انحباس املطر(‪ )4‬إىل إحلاق األبار بالبرش واألموال‬
‫احليوانات والنباتات الربية‪ ،‬كام أن انحباس املطر وحاالت اجلفاف تعد من‬ ‫وكذل‬
‫تؤثر‬ ‫الكوارث الطبيعية املؤثر بشكل رئييس عه الثرو النباتية واحليوانية‪ ،‬وبذل‬
‫وبشكل ف اعال يف مدى قو وضعف اقتصاد الدولة‪.‬‬

‫ب‪ .‬املياه اجلارية‪( :‬انبر جدول رقم [‪)]4‬‬

‫هي تل املياه التي بري عه سط األرض‪ ،‬كاألهنار والغيول‪ ،‬أو عه هيئة‬

‫‪ - 1‬رودوكاناكيس‪ ،‬لينكولوس‪ :‬احليا العامة للدول العربية اجلنوبية ‪ ،‬ضمن كتاب (التاريخ العريب القديم)‪،‬‬
‫ترمجة‪ :‬فؤاد حسني عيل‪ ،‬مراجعة‪ :‬زكي حممد حسن‪ ،‬مكتبة النهنة املرصية‪ -‬القاهر ‪1958 ،‬م‪ ،‬ص ‪.138‬‬
‫‪ - 2‬عبدالله‪ ،‬يوسف حممد‪ :‬نقش القصيد احلمريية أو ترنيمة الشمس (صور من األدب الديني يف اليمن‬
‫القديم) ‪ ،‬ريدان حولية النقوش واآلثار اليمنية القديمة‪ ،‬ع (‪ ،)5‬املركز اليمني لألبحاث الثقافية واآلثار‬
‫واملتاحف‪ -‬عدن‪1988 ،‬م‪ ،‬ص‪.92‬‬
‫‪ - 3‬يرى بعض الباحثي ان اإلنسان اليمني القديم كان يلجا أحيانا إىل أمور السحر من أجل املطر والري‪ ،‬من‬
‫خالل جلوئه للكاهن األعه (الكبري) يف املعبد‪ ،‬ليوض له تعاليم السحر املرتبطة بذل ‪( .‬انبر)‪ :‬العريقي‪،‬‬
‫منري عبد اجلليل‪ :‬الفن املعامري والفكر الديني يف اليمن القديم (من ‪1500‬ق‪.‬م حتى ‪ 600‬م)‪ ،‬مكتبة‬
‫مدبوا‪ -‬القاهر ‪2002 ،‬م‪.103 ،‬‬
‫‪ - 4‬يشرتك لفظ (مطرت‪ ،‬مطر) يف اللغات السامية‪ .‬لالستزاد (انبر)‪ :‬كامل الدين‪ ،‬حازم‪ :‬معجم مفردات‬
‫املشرتك السامي‪ ،‬ص ‪.364 ،363‬‬
‫‪140‬‬
‫مسيالت عه جوانب اجلبال‪ ،‬أو سيول بري يف الوديان‪ ،‬أو غيول‪ ،‬وقد ذكر‬
‫الك اتاب الكالسيكيون عددا من األهنار يف اليمن القديم‪ ،‬وكانت هذه الروايات مثار‬
‫لدى الدارسي‪ ،‬ولكن الدراسات األثرية احلديثة أخذت تؤيد بعنا من هذه‬ ‫ش‬
‫الروايات‪ ،‬ففي جنوب اجلزير يوجد عدد من األودية هبا مياه جارية نستطيع أن‬
‫نطلق عليها جمازا أهنارا صغري نبرا جلرياهنا طوال العام‪ ،‬حيث تغذهيا أمطار‬
‫املرتفعات‪ ،‬مثل‪ :‬هنر (اخلارد) يف جوف اليمن‪ ،‬وقد ذكر (حبشوش) يف عام‬
‫‪1870‬م أن هنر اخلارد كان دائم اجلريان‪ ،‬ويقول أينا عن رحلته وهو يف طريقه إىل‬
‫يثل (براقش)‪ :‬ويف آخر يوم يف اخلالء لقيت بدوية وعه رأسها مكرد (وعاء) وهو‬
‫آنية من اخلزف كان فيه ( َم ارص) احلوت‪ ،‬وظنيت أن فيه ماءل فسالتها الامء! فقالت‪:‬‬
‫ال تسالني واخلارد باه ‪ ،‬أمض ارشب مرادك‪ .‬فهي التي منت من قدا امي وإذا‬
‫عه كتفها قدر عرش من احلوت طول الواحد ذراع يد (‪ ،)1‬وهنر وادي مور وهو‬
‫من أغزر أهنار اليمن(‪ ،)2‬ويمر بالقرب من صبيا حيث تتجمع فيه عد روافد‬
‫ويعرف بميزاب اليمن(‪ ،)3‬ووادي حجر جنوب حرضموت(‪ ،)4‬ويعتقد أن وادي‬

‫‪ - 1‬حبشوش‪ ،‬حييم بن حييى بن سامل الفتيحي‪ :‬ر ية اليمن بي هاليفي وحبشوش‪ ،‬ترمجة ويقيق‪ :‬ساميه نعيم‬
‫صنرب‪ ،‬مركز الدراسات والبحوث اليمني – صنعاء‪ ،‬ط (‪1412 ،)1‬هـ‪1992 /‬م‪ ،‬ص ‪ .77‬ولقد زار الباحث‬
‫هذا النهر يف عام ‪1996‬م تقريبا وسب فيه‪ ،‬وكان بالفعل هنرا جاريل ويؤكد بعض املسني الذين ساهلم‬
‫الباحث أهنم قد اكلوا من أسامك هنر اخلارد ومل يكونوا يعرفوا مصدرا لألسامك غريهل وهنا يطرح الباحث عدد‬
‫من التسا الت أمهها‪ :‬لامذا مل ترد يف النقوش اليمنية القديمة أي إشار تدل عه إصطياد األسامك سواء من هذا‬
‫النهر أو من غريه أو حتى أسامك البحر؟ وبخاصة هذا النهرل بحكم تواجده ضمن اإلطار اجلغرايف للحنار‬
‫املعينية والسبئية؟ ويرج الباحث ان اإلجابة عه هذا السؤال بحاجة إىل مس ميداين المتداد جمرى هذا النهر‪.‬‬
‫‪ - 2‬النعيم‪ ،‬نوره‪ :‬الوضع االقتصادي‪ ،‬ص ‪.61‬‬
‫‪ - 3‬اهلمداين‪ ،‬احلسن‪ :‬صفة جزير العرب‪ ،‬ص ‪.134‬‬
‫‪4- Naval Intelligence Division "Western Arabia and the Red Sea" Naval‬‬
‫‪Intelligence Division Admiralty, London, 1946, p. 23.‬‬
‫‪141‬‬
‫افتان هو هنر ‪ Murannimal‬الذي ذكره (بلينوس) يف رشق اجلزير (‪ ،)1‬وذكره‬
‫اهلمداين باسم هنر (حملم)‪.‬‬

‫وأشار اسرتابون ناقال عن إيراتوسثينس (‪ 196 -276‬ق‪.‬م)‪ ،‬إىل هذه‬


‫األودية بقوله‪ :‬ويوجد هبا أينا أهنار تتفرق مياهها يف الوديان والبحريات (‪ ،)2‬كام‬
‫عدد ديدورس الصقيل العديد من األهنار والبحريات التي تتكون بفعل األمطار(‪،)3‬‬
‫املياه‪ ،‬ومنها عه سبيل‬ ‫وقد وردت العديد من األلفاظ الدالة عه وجود مثل تل‬
‫املثال ال احلرص‪:‬‬

‫[ن ه ر = ‪( ]NHR‬هنر)‪ :‬ورد هذا اللفظ يف النقشي ( ;‪CIH 308/6‬‬


‫‪ ،)RES 3967/2‬وتعد أرض اجلزير العربية بشكل عام خالية من األهنار الكبري‬
‫مثل‪ :‬النيل ودجلة والفرات‪ ،‬ولكن توجد البعض من األهنار الصغري اجلارية عه‬
‫هنر (اخلارد)‪ ،‬والذي قامت عه‬ ‫مدار العام‪ ،‬وهي تتغذى من األمطار‪ ،‬ومثل ذل‬
‫ضفافه دولة معي‪ ،‬وكذل هنر وادي (مور)‪.‬‬

‫[غ ي ل ‪ ،‬غ ل = ‪( ]ĠYL, ĠL‬غيل)‪ :‬وتعني (جمرى ماء)(‪ ،)4‬ورد هذا‬


‫اللفظ يف نقش (‪ )Ja 618/17-18‬والذي جاء فيه‪[ :‬و ل س ع د هـ و م و ‪ /‬أ ل م‬
‫ق هـ ‪ /‬و ف ي ‪ /‬ك ل ‪ /‬أ غ ي ل]‪ ،‬وترمجها‪ :‬وليمنحهم أملقه وفر مياه كل‬
‫الغيول ‪ ،‬ووردت يف نقش (‪ ،)RES 2774/ 7‬كام ييل‪[ :‬و ك ل ‪ /‬أ ل أ ل ت ‪ /‬م‬

‫‪ - 1‬الشيبة‪ ،‬عبدالله‪ :‬ترمجات يامنية‪ ،‬ص ‪63‬ل اهلمداين‪ ،‬احلسن‪ :‬صفة جزير العرب‪ ،‬ص ‪282‬ل ‪Pliny,‬‬
‫‪.Natural History, London, Lob classical library, 1945 BK 6, p. 457.‬‬
‫‪ - 2‬الشيبة‪ ،‬عبدالله‪ :‬ترمجات يامنية‪ ،‬ص ‪36‬ل ‪Strabo, Geography, BK 16, p.307‬‬
‫‪ - 3‬الشيبة‪ ،‬عبدالله‪ :‬ترمجات يامنية‪ ،‬ص ‪26‬ل ‪Diodrous S. Library of History, Trans, by Rusel‬‬
‫‪M, Geer Leob classical library, London 1979, Bk 2, p. 63.‬‬
‫‪ - 4‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪.54‬‬
‫‪142‬‬
‫ع ن ‪ /‬و ي ث ل ‪ /‬و هـ ر ن ‪ /‬غ ي ل]‪ ،‬وترمجتها‪ :‬وكل آهلة معي ويثل وغيل‬
‫(جمرى ماء) هران ‪ ،‬وتعد مياه الغيول من املياه السطحية‪ ،‬إ اال أن مصدرها الذي‬
‫يرفدها هو مصدر جويف(‪ ،)1‬و(الغيل) ما جرى من املياه يف األهنار والسواقي(‪،)2‬‬
‫وأما الغلل فهو الامء الذي جيري بي الشجر‪ ،‬و(الغيل) كل موضع فيه ماء من وادن‬

‫ونحوه(‪ ، )3‬ومن الشواهد األثرية الباقية والدالة عه الغيول وملحقا ا‪ ،‬ما تبقى من‬
‫(أسعد الكامل) بوادي ضهر ‪-‬كام يسميها أهل املنطقة‪ -‬والتي‬ ‫ساقية غيل املل‬
‫نحتت عه امتداد منتصف جبل (ملق ) حتى يقابل جبل دورم (طيبة حاليا)(‪،)4‬‬
‫وال تزال توجد يف اليمن حاليا بعض الغيول املنترش يف شتى نواحيه‪.‬‬

‫وورد يف رشح نقش (‪ )ZI 1‬أن أصحاب النقش قدموا ألملقه ‪.‬ثاال من‬
‫شكرا عه ما أنعم عليهم بسقوط أمطار غزير يف مطر الربيع‬ ‫الذهب وذل‬
‫واخلريف يف سنة (ود إل) ونتيجة هلطول هذه األمطار فقد تدفقت السيول ثم‬
‫جاءت الثامر الصاحلة والغلة الوافر ‪ ،‬كام اعرتفوا أن األمطار والثامر قد شملت مجيع‬
‫أراضيهم وودياهنم (‪ ،)5‬إال أن معبم املياه السطحية يف اليمن القديم هي أمطار‬
‫سيلية بري يف األودية عقب سقوطها‪.‬‬

‫‪ - 1‬عسالن‪ ،‬عبدالوهاب حممد‪ :‬غيول صنعاء (دراسة تارخيية أثرية وثائقية)‪ ،‬دار الفكر‪ -‬دمشق‪ ،‬ط (‪،)1‬‬
‫‪1421‬هـ‪2000 /‬م‪ ،‬ص ‪.23‬‬
‫‪ - 2‬املقحفي‪ ،‬إبراهيم أمحدل عسالن‪ ،‬عبدالوهاب‪ :‬الغيل ‪ ،‬املوسوعة اليمنية‪ ،‬مؤسسة العفيف الثقافية ‪-‬‬
‫صنعاء‪ ،‬مج (‪ ،)3‬ط (‪1423 ،)2‬هـ‪2003 /‬م‪ ،‬ص ‪.2247‬‬
‫‪ - 3‬ابن منبور‪ :‬لسان العرب‪ ،‬مج (‪ ،)5‬ج (‪ ،)37‬ماد [غ ي ل]‪ ،‬ص ‪ ،3328‬وما يليها‪.‬‬
‫‪ - 4‬يذكر اهل منطقة وادي ضهر عند حديث هلم مع الباحث‪ :‬بان هذه الساقية كانت تد بامتداد اجلبل وأنه‬
‫عند هنايتها كانت تستخدم رقاب اإلبل كهيئة خراطيم أو مواسري جلدية إليصال مياه الغيل من خالهلا إىل‬
‫اجلهة املقابلة من اجلبل ‪.‬‬
‫‪ - 5‬عنان‪ ،‬زيد‪ :‬تاريخ حنار اليمن القديم‪ ،‬ص ‪.145‬‬
‫‪143‬‬
‫ج‪ .‬األوديـ ــة‪[ :‬خارطة رقم (‪( ،])5‬انبر‪ :‬اجلدول رقم [‪)]4 ،3‬‬

‫تعرف حنار اليمن القديم باهنا حنار أودية(‪ ،)1‬وتكونت هذه األودية‬
‫بعد تعرض اليمن القديم لألمطار الغزير يف عرص الباليستوسي (الرباعي)‪،‬‬
‫عندما تعرضت املنطقة حليا رطبة وهو ما يعرف بالعصور املطري ‪ ،‬فشقت‬ ‫وذل‬
‫الوديان إىل جماري عميقة‪ ،‬ال تزال بعنها فاعلة‪ ،‬والكثري من الوديان قصري‬
‫املجرى وأخرى طويلة وواسعة احلوض‪ ،‬والقليل منها ذو ترصيف داخيل‬
‫واألغلبية ذات ترصيف خارجي(‪.)2‬‬

‫أطلق اإلنسان اليمني القديم لفظ [س ر ن = ‪ ،]S1RN‬كام يف نقش ( ‪ZI‬‬


‫‪ ،) 59/4, 5‬الذي ورد فيه التاا‪[ :‬س ر ن ‪ /‬س ر د د ‪ /‬س ر ن ‪ /‬ذ س هـ م]‪ ،‬أي‪:‬‬
‫وادي كدد ووادي سهام (‪ ،)3‬ولفظ [س ر م = ‪ ]S1RM‬ودوهنا يف النقوش‬
‫‪)4(]S1RR‬‬ ‫اليمنية القديمة‪ ،‬وهي تفيد يف معناها (الوادي)‪ ،‬وأطلق لفظ [س ر ر=‬
‫عه األرض املزروعة عند جمرى الوادي‪ ،‬وكذل لفظ [س ر = ‪ ،)5(]S1R‬وال يزال‬
‫عرفا يطلق عه العديد من األدوية يف اليمن كاسم هلا‪ ،‬ومنها أحد‬
‫لفظ (ك) م ا‬
‫األودية شامل رشق صنعاء الذي يعرف بوادي الرس بمديرية بني حشيش حاليا(‪،)6‬‬

‫‪ - 1‬بافقيه‪ ،‬حامد‪ :‬تقنية أنبمة الري القديمة‪ ،‬ص ‪.86‬‬


‫‪ - 2‬بلفقيه‪ ،‬عيدروس‪ :‬جغرافية اجلمهورية اليمنية‪ ،‬ص ‪102 ،101‬ل لالستزاد حول األودية (انبر)‪:‬‬
‫املتوكل‪ ،‬إسامعيل حممد‪ :‬األودية يف اليمن ‪ ،‬املوسوعة اليمنية‪ ،‬مؤسسة العفيف الثقافية ‪-‬‬
‫صنعاء‪ ،‬مج (‪ ،)1‬ط (‪1423 ،)2‬هـ‪2003 /‬م‪ ،‬ص ‪.424 - 420‬‬
‫‪ - 3‬عنان‪ ،‬زيد‪ :‬تاريخ حنار اليمن القديم‪ ،‬ص ‪.318‬‬
‫‪ - 4‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪128‬ل (انبر) النقش رقم (‪.)RES 3910‬‬
‫‪ - 5‬احلمد‪ ،‬جواد‪ :‬األحوال االجتامعية واالقتصادية‪ ،‬ص ‪.301‬‬
‫الرس ‪ ،‬املوسوعة اليمنية‪ ،‬مؤسسة العفيف‬
‫‪ - 6‬العمري‪ ،‬حسي عبداللهل املقحفي‪ ،‬إبراهيم أمحد‪ِّ :‬‬
‫الثقافية ‪ -‬صنعاء‪ ،‬مج (‪ ،)3‬ط (‪1423 ،)2‬هـ‪2003 /‬م‪ ،‬ص ‪.1584‬‬
‫‪144‬‬
‫كام وردت لفبة [و د ي = ‪( ]WDY‬واد)‪ ،‬يف نقش (‪ ،)CIH 540/9‬كالتاا‪:‬‬
‫[ب ن ‪ /‬س ف ل م ‪ /‬ب ن ‪ /‬و د ي ن ‪ /‬ط م ح ن]‪ ،‬وترمجتها‪ :‬من أسفل وادي‬
‫احلقول العليا (‪ ،)1‬واألودية هي يف األصل مسايل ماء األمطار حفر ا السيول‬
‫املنهمر عه اجلبال واهلناب والتالل أثناء يركها نحو األماكن املنخفنة‪ ،‬مشكلة‬
‫بذل منافذ وأخاديد وأودية من أثر جرف السيول للرتبة والنبات‪ ،‬وهي أين َا كل‬
‫منفرج بي اجلبال والتالل و اآلكام‪.‬‬

‫وقد من اهلل عز وجل اليمن شبكة هائلة من الوديان الكبري والصغري ‪،‬‬
‫التي تتحرك فيها فينانات مياه األمطار املوسمية طوال العام‪ ،‬عوضا عن ذل ‪،‬‬
‫دون أن تنحبس األمطار ألكثر من موسم‪ ،‬وتسمى هذه الفينانات بالعربية‬
‫واللهجة املحلية بـ (السيول)(‪ ،)2‬وهلذا كان لزاما عه اإلنسان اليمني القديم يف‬
‫من‬ ‫احلنار السبئية أن يتعامل مع مصادر املوارد الامئية كاألودية بحكمة وذل‬
‫خالل ابتكار الوسائل والطرق النافعة للسيطر عه املياه وتسخريها خلدمة احليا‬
‫والتقدم احلناري(‪.)3‬‬

‫ويوجد يف اليمن الكثري األودية التي ال حرص هلا يف متخلف االباهات‬


‫وترتاوح أطواهلا من عد كيلومرتات إىل مئات الكيلو مرتات بحيث خترتق مناطق‬

‫‪ - 1‬الربهيي‪ ،‬إبراهيم‪ :‬احلرف والصناعات‪ ،‬ص ‪.77‬‬


‫‪ - 2‬جانتيل‪ ،‬بيار‪ :‬نبام الري يف شبو ‪ ،‬ضمن كتاب (شبو عاصمة حرضموت القديمة‪ -‬نتائج البعثة‬
‫األثرية الفرنسية اليمنية)‪ ،‬إعداد‪ :‬عز عقيل‪ ،‬وجان فرانسوا بريتون‪ ،‬املركز الفرنيس للدراسات‬
‫اليمنية‪ ،‬صنعاء‪ ،‬ط (‪1996 ،)1‬م‪ ،‬ص ‪36‬ل آل حييى‪ ،‬سيف الدين‪ :‬تاريخ البعثة العسكرية‬
‫العراقية‪ ،‬ص ‪33‬ل ورد لفظ سيل [س ي ل = ‪( ]S1YL‬سيل)‪ :‬يف النقش (‪ )Ja 649/17‬تعنى‬
‫جمرى الوادي‪( ،‬انبر)‪ :‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪.130‬‬
‫‪ - 3‬بافقيه‪ ،‬حامد‪ :‬تقنية أنبمة الري القديمة‪ ،‬ص ‪.86‬‬
‫‪145‬‬
‫واسعة‪ ،‬وقد قامت معبم حنارات اليمن القديم ومنها حنار سبا عه ضفاف‬
‫هذه األودية‪.‬‬

‫وتلعب املرتفعات دورا كبريا يف يديد اباه الرصف السطحي ملياه األمطار‪،‬‬
‫فهي التي توزعها رشقا وغربا وجنوبا أو يجزها لتجعل ترصيفها داخليا‪ ،‬وعليه‬
‫يمكن تقسيم نبام الرصف السطحي لألودية يف اليمن بحسب اباهاته املختلفة‪:‬‬

‫أوال‪ :‬أودية الغرب (حوض البحر األمحر)(‪:)1‬‬

‫وهي األودية التي بري باباه الغرب نحو البحر األمحر عرب سهل امة‬
‫الساحيل منحدر من املرتفعات الغربية‪ ،‬وتنشط هذه األودية يف موسم األمطار‪،‬‬
‫وهي قليلة الفائد إذ أهنا عاد تكون منحدر من املرتفعات برسعة شديد وذات‬
‫بقدر ن‬
‫واف‪،‬‬ ‫ن‬ ‫جمار عميقة‪ ،‬وتصل البحر برسعة بحيث ال يمكن االستفاد منها‬ ‫ن‬
‫ولكنها بلب معها الكثري من الطمي الالزم لإلنبات‪ ،‬ويف الركن اجلنويب الغريب من‬
‫اجلزير العربية عدد كبري من األودية املنحدر التي تتجه غربا منحدر من‬
‫املرتفعات والسهول الداخلية إىل السهول الساحلية‪ ،‬وهي أكثر األودية غزار يف‬
‫املياه وأكربها عددا وأمهية‪ ،‬وقد قامت عه أطرافها الزراعة سواء يف السهول‬
‫الداخلية أو يف سهول امة‪ ،‬ويوجد عه طول ساحل البحر األمحر‪-‬فيام يتعلق‬
‫بحدود اليمن القديم‪ -‬وحتى باب املندب شبكة ضخمة من األودية(‪ ،)2‬وتقدر‬
‫بذل األرايض الصاحلة للزراعة يف سهل امة فقط بنحو (أربعة ماليي) فدان(‪،)3‬‬
‫ثم فال غرابة إذا علمنا أنه عه ضفاف هذه‬
‫وتزرع ثالث مرات يف السنة(‪ ،)4‬ومن ا‬

‫‪ - 1‬اخلرباشل واالنبعاوي‪ :‬جيولوجية اليمن‪ ،‬ص ‪.122‬‬


‫‪ - 2‬النعيم‪ ،‬نوره‪ :‬الوضع االقتصادي‪ ،‬ص ‪.62‬‬
‫‪ - 3‬الوييس‪ ،‬حسي‪ :‬اليمن الكربى‪ ،‬ص ‪.41‬‬
‫‪ - 4‬العريش‪ ،‬حسي بن أمحد‪ :‬كتاب بلوغ املرام يف رشح مس اخلتام يف من توىل مل اليمن من َمل وإمام‪ ،‬عنى‬
‫بنرش األب أنستاس ماري الكرميل‪ ،‬دار إحياء الرتاث العريب‪ -‬بريوت‪( ،‬د‪.‬ت)‪ ،‬ص ‪.135‬‬
‫‪146‬‬
‫األودية قامت عد مستوطنات يمنية‪ ،‬كان هلا دور مهم يف تاريخ اليمن‪ ،‬وال سيام‬
‫إ ابان ازدهار بار البخور منذ بداية األلف األول امليالدي تقريبا(‪ ،)1‬فقد ورد يف‬
‫النقوش اليمنية القديمة ذكر بعض هذه األودية مثل‪ :‬وادي ( َع َتود) [ع ت و د =‬
‫و(ض َمد) [ض م د = ‪ ،]ḌMD‬و(خلب) [خ ل ب =‪ ،]ḪLB‬و(لياة)‬
‫‪َ ،]CTWD‬‬
‫[ل ي ت = ‪ ،]LYT‬و(خريان) [خ ي ر ن = ‪ ،]ḪYRN‬و(كدد) [ة ر د د =‬
‫‪ ،]S3RDD‬و (سهام) [س ه م = ‪ ،)2(]S1HM‬ويعتقد أن ميناء (موزا) الشهري‬
‫الواقع عه البحر احلمر‪ ،‬الذي ذكرته املصادر الكالسيكية‪ ،‬كان يقع يف مصب أحد‬
‫هذه األودية‪ ،‬وهو وادي ( َموزع)(‪ ،)3‬ويمكن القول أن هذه األودية تشكل هنا‬
‫حوضا واحدا هو حوض البحر األمحر الذي ينم عد أودية أمهها من الشامل إىل‬
‫اجلنوب‪:‬‬

‫‪ ‬وادي جازان‪ :‬وروافده من جبل (رازح) وأعاا (رغانة) ومساقط (غم)‪،‬‬


‫ومجيعها يف جبال الرسا ‪ ،‬ثم ينحدر إىل امة(‪ ،)4‬ويصب يف البحر األمحر شامل‬
‫مدينة جازان‪.‬‬
‫‪ ‬وادي حرض‪ :‬ن‬
‫واد مشهور ينبع من مرتفعات (خوالن بني عامر) غريب‬
‫(صعد )‪ ،‬و(وشحة)‪ ،‬ويتجه نحو البحر األمحر‪ ،‬ليصب شامل (ميدي)‪ ،‬وتقع‬

‫‪ - 1‬عبدالله‪ ،‬يوسف‪ :‬أوراق يف تاريخ اليمن‪ ،‬ص‪.16 -15‬‬


‫‪( - 2‬انبر)‪ :‬النقوش التالية‪.)CIH 407; Ja 616, 649; Ir 17( :‬‬
‫‪ - 3‬اهلمداين‪ ،‬احلسن‪ :‬صفة جزير العرب‪ ،‬ص ‪139 ،138‬ل عبدالله‪ ،‬يوسف‪ :‬أوراق يف تاريخ اليمن‪،‬‬
‫ص ‪16‬ل احلمد‪ ،‬جواد‪ :‬األحوال االجتامعية واالقتصادية‪ ،‬ص ‪312‬ل العروه‪ ،‬حممد عيلل و‬
‫املقحفي‪ ،‬ابراهيم أمحد‪َ :‬م ْوزَ ع ‪ ،‬املوسوعة اليمنية‪ ،‬مؤسسة العفيف الثقافية‪ -‬صنعاء‪ ،‬مج (‪،)4‬‬
‫ط (‪1423 ،)2‬هـ‪2003 /‬م‪ ،‬ص ‪.2901 -2900‬‬
‫‪ - 4‬اهلمداين‪ ،‬احلسن‪ :‬صفة جزير العرب‪ ،‬ص ‪136‬ل معطي‪ ،‬عه‪ :‬تاريخ العرب االقتصادي‪ ،‬ص ‪46‬ل‬
‫النعيم‪ ،‬نوره‪ :‬الوضع االقتصادي‪ ،‬ص ‪.63‬‬
‫‪147‬‬
‫عه حافته مدينة حرض إحدى احلواب يف العهد احلمريي‪ ،‬فقد عثر فيها عه‬
‫آثار محريية(‪ ،)1‬كام ورد اسم هذا الوادي يف النقوش اليمنية القديمة بنفس‬
‫اللفظ [ح ر ض = ‪ ،]ḤRḌ‬يف نقش رقم (‪.)CIH 658/4‬‬

‫‪ ‬وادي مور‪ :‬وهو أكرب األودية الغربية التي تصب يف البحر األمحر شامل اللحية‪،‬‬
‫وهو متعدد املنابع‪ ،‬حيث تنبع بعض روافده من مرتفعات (العميشة) جنوب‬
‫غرب (صعد )‪ ،‬و(وشحة)‪ ،‬ومن غرب بالد (حاشد)‪ ،‬وجبل (مسور)‪،‬‬
‫و(كحالن عفار)‪ ،‬وحبور‪ ،‬وهنوم‪ ،‬وغريها‪ .‬ومن أهم روافده‪ :‬وادي العة‪،‬‬
‫ويعترب وادي مور من أهنار اليمن اجلارية معبم أيام السنة‪ ،‬وطوله حواا‬
‫(‪254‬كلم)‪ ،‬وتبلغ مساحة حوضه حواا (‪9262‬كلم‪ ،)2()2‬ويسمى ميزاب‬
‫اليمن الغريب‪ ،‬لذا كان من أهم األودية التي هيات ظروف االستقرار يف‬
‫املناطق الغربية الساحلية باليمن(‪ ،)3‬فقد عثر فيه عه نقوش مكتوبة باخلط‬
‫املسند‪ ،‬ا يدل عه أنه كان من املناطق احلنارية املهمة يف (اليمن‬
‫اخلرضاء)(‪.)4‬‬

‫‪ - 1‬أمحد‪ ،‬عبدالله‪ :‬جغرافية اليمن الطبيعية‪ ،‬ص ‪91‬ل بلفقيه‪ ،‬عيدروس‪ :‬جغرافية اجلمهورية اليمنية‪،‬‬
‫ص ‪102‬ل املقحفي‪ ،‬إبراهيم أمحد‪ :‬معجم املدن والقبائل اليمنية‪ ،‬دار الكلمة – صنعاء‪1985 ،‬م‪،‬‬
‫ص ‪116‬ل األكوع‪ ،‬حممد‪ :‬اليمن اخلرضاء‪ ،‬ص ‪50‬ل النعيم‪ ،‬نوره‪ :‬الوضع االقتصادي‪ ،‬ص ‪.64‬‬
‫‪ - 2‬عباس‪ ،‬شهاب‪ :‬جغرافية اليمن الطبيعية‪ ،‬ص ‪76‬ل أمحد‪ ،‬عبدالله‪ :‬جغرافية اليمن الطبيعية‪ ،‬ص‬
‫‪91‬ل اهلمداين‪ ،‬احلسن‪ :‬صفة جزير العرب‪ ،‬ص ‪134‬ل معطي‪ ،‬عه‪ :‬تاريخ العرب االقتصادي‪،‬‬
‫ص ‪46‬ل األكوع‪ ،‬حممد‪ :‬اليمن اخلرضاء‪ ،‬ص ‪ ،50‬بلفقيه‪ ،‬عيدروس‪ :‬جغرافية اجلمهورية اليمنية‪،‬‬
‫ص ‪ ،103 ،102‬لتفاصيل أكثر (انبر)‪ :‬اهلاتف‪ ،‬لطف‪ :‬املوارد الامئية‪ ،‬ص ‪.81 -79‬‬
‫‪ - 3‬عبدالله‪ ،‬يوسف‪ :‬أوراق يف تاريخ اليمن‪ ،‬ص ‪.16‬‬
‫‪ - 4‬احلمد‪ ،‬جواد‪ :‬األحوال االجتامعية واالقتصادية‪ ،‬ص ‪110‬ل اهلاتف‪ ،‬لطف‪ :‬املوارد الامئية‪ ،‬ص ‪.79‬‬
‫‪148‬‬
‫‪ ‬وادي كدد‪ :‬ورد ذكره يف النقوش اليمنية القديمة(‪ ،)1‬بلفظ [ة ر د د =‬
‫‪ ،]S3RDD‬كام يف النقش (‪ ،)2()Ja 574/6‬ينبع من مرتفعات (شبام‬
‫كوكبان)‪ ،‬وله روافد كثري ‪ ،‬مثل كتلة جبل (النبي شعيب)‪ ،‬و(األهجر) والذي‬
‫الوقت يف إقامة مطاحن‬ ‫تكثر به الشالالت التي استخدمت يف ذل‬
‫احلبوب(‪ ،)3‬وتا سيوله أينا بحسب وصف (اهلمداين) (ق ‪4‬هـ) بقوله‪:‬‬
‫ورأسه (أهجر شبام أقيان)‪ ،‬فمساقط (حنور) من (شم) و (ماطخ)‪ ،‬وبلد‬
‫(الصيد)‪ ،‬ثم هيريق يف أيمنه جبل (تيس) و(ننار) و(بكيل) و (قيمة) وجنويب‬
‫َهجم)‪،‬‬
‫(حفاش)‪ ،‬ومن أيرسه جبال (حراز) و (األخروج)‪ ،‬ويبهر بـ(امل َ‬
‫فيسقيها وما يليها إىل البحر (‪ ،)4‬تبلغ مساحة حوضه حواا (‪2450‬كلم‪،)2‬‬
‫ويبلغ طوله حواا (‪235‬كلم)‪ ،‬ويصب يف البحر األمحر جنوب الزيدية(‪.)5‬‬

‫(السود) من صنعاء‪ ،‬وينبع‬


‫‪ ‬وادي سهام‪ :‬وأوله عند جبل (النبي شعيب) ونقيل ا‬
‫بعض روافده من جبال (خوالن)‪ ،‬وشامل (آنس) مارا بجنوب جبال (حراز)‪،‬‬

‫‪ - 1‬الشيبة‪ ،‬عبدالله حسن‪ :‬كدد ‪ ،‬املوسوعة اليمنية‪ ،‬مؤسسة العفيف الثقافية ‪ -‬صنعاء‪ ،‬مج (‪ ،)3‬ط‬
‫(‪1423 ،)2‬هـ‪2003 /‬م‪ ،‬ص ‪1585‬ل عبدالله‪ ،‬يوسف‪ :‬أوراق يف تاريخ اليمن‪ ،‬ص ‪.16‬‬
‫‪2- AL-Sheiba, Abdallah Hassan: Die Ortsnamen in den altsüdarabischen‬‬
‫‪Inschriften, Morburg, Lahn (1982), p. 81.‬‬
‫‪ - 3‬اهلمداين‪ ،‬احلسن‪ :‬صفة جزير العرب‪ ،‬ص ‪212 ،206 ،205‬ل النعيم‪ :‬الواضع االقتصادي‪،‬‬
‫ص‪.64‬‬
‫‪ - 4‬اهلمداين‪ ،‬احلسن‪ :‬صفة جزير العرب‪ ،‬ص ‪.134 ،133‬‬
‫‪ - 5‬أمحد‪ ،‬عبدالله‪ :‬جغرافية اليمن الطبيعية‪ ،‬ص ‪92‬ل عباس‪ ،‬شهاب‪ :‬جغرافية اليمن الطبيعية‪ ،‬ص‬
‫‪80‬ل اهلمداين‪ ،‬احلسن‪ :‬صفة جزير العرب‪ ،‬ص ‪134 ،133‬ل بلفقيه‪ ،‬عيدروس‪ :‬جغرافية‬
‫اجلمهورية اليمنية‪ ،‬ص ‪103‬ل اجلرو‪ ،‬أسمهان‪ :‬تاريخ األودية وأثرها يف تطور النهنة الزراعية ‪،‬‬
‫ص ‪.107‬‬
‫‪149‬‬
‫(ريمة)‪ ،‬وأهم روافده‪( :‬وعالن)‪( ،‬وضوران)‪ ،‬تبلغ مساحة حوضه‬ ‫وكذل‬
‫حواا (‪3200‬كلم‪ ،)2‬ويصب يف البحر األمحر جنوب ميناء احلديد احلاا(‪،)1‬‬
‫وورد ذكر وادي (سهام) يف النقوش اليمنية القديمة بلفظ [س ه م =‬
‫‪ ،]S1HM‬كام يف نقش (‪.)Ja 574/4‬‬

‫‪ ‬وادي رماع (ريمة)‪ :‬ورد اسم هذا الوادي يف نقش (‪ ،)Ry 505/5‬ويقع إىل‬
‫اجلنوب من وادي (سهام)‪ ،‬وينبع من املرتفعات الواقعة شامل (ذمار) من‬
‫(جهران) وغريب (ذي خرشان) (ضوران) حاليا(‪ ،)2‬وتا فروعة من‬
‫مشارق َ‬
‫(اجلعفرية)‪ ،‬و(وصاب العاا)‪ ،‬وشامل (عتمة)‪ ،‬وأهم روافده‪ :‬وادي‬
‫(مرحب)‪ ،‬وجريانه متقطع‪ ،‬وتبلغ مساحة حوضه (‪2540‬كلم‪ )2‬وطوله‬
‫حواا (‪210‬كلم)‪ ،‬ويصب يف البحر األمحر شامل مدينة الفاز (‪.)3‬‬

‫‪ ‬وادي زبيد‪ :‬ويعد من األودية الغزير املياه‪ ،‬حيث تغذيه روافد عديد أمهها‪:‬‬
‫غرب مدينة (ذمار)‪ ،‬ووادي (السحول)‪ ،‬و(بعدان)‪ ،‬ووادي (عفه)‪ ،‬وتقع‬
‫منابعه يف مرتفعات (إب)‪ ،‬ويا يف املرتبة الثانية يف املساحة‪ ،‬بي أودية هذه‬
‫املجموعة‪ ،‬بعد وادي (مور)(‪ ،)4‬إذ تبلغ مساحة حوضه حواا (‪4500‬كلم‪،)2‬‬
‫وطوله أكثر من (‪250‬كلم)‪ ،‬وهو دائم اجلريان تقريبا‪ ،‬ويصب يف البحر األمحر‬

‫‪ - 1‬اهلمداين‪ ،‬احلسن‪ :‬صفة جزير العرب‪ ،‬ص ‪ 133‬ل عباس‪ ،‬شهاب‪ :‬جغرافية اليمن الطبيعية‪ ،‬ص ‪80‬ل أمحد‪،‬‬
‫عبدالله‪ :‬جغرافية اليمن الطبيعية‪ ،‬ص ‪92‬ل معطي‪ ،‬عه‪ :‬تاريخ العرب االقتصادي‪ ،‬ص ‪46‬ل األكوع‪،‬‬
‫حممد‪ :‬اليمن اخلرضاء‪ ،‬ص ‪49‬ل بلفقيه‪ ،‬عيدروس‪ :‬جغرافية اجلمهورية اليمنية‪ ،‬ص ‪.103‬‬
‫‪ - 2‬اهلمداين‪ ،‬احلسن‪ :‬صفة جزير العرب‪ ،‬ص ‪133‬ل األكوع‪ ،‬حممد‪ :‬اليمن اخلرضاء‪ ،‬ص ‪49‬ل احلمد‪،‬‬
‫جواد‪ :‬األحوال االجتامعية واالقتصادية‪ ،‬ص ‪.311‬‬
‫‪ - 3‬بلفقيه‪ ،‬عيدروس‪ :‬جغرافية اجلمهورية اليمنية‪ ،‬ص ‪103‬ل عباس‪ ،‬شهاب‪ :‬جغرافية اليمن الطبيعية‪،‬‬
‫ص‪.80‬‬
‫‪ - 4‬اهلمداين‪ ،‬احلسن‪ :‬صفة جزير العرب‪ ،‬ص ‪.134‬‬
‫‪150‬‬
‫غريب مدينة زبيد(‪ ،)1‬ويصف (ابن فنل اهلل العمري) مدينة زبيد بقوله‪ :‬وهلا‬
‫(زبيد)(‪ ،)2‬وقد ورد ذكر هذا‬
‫جار بباهرها ‪ ،‬ولعل املقصود هنا وادي َ‬‫هنر ن‬
‫الوادي يف النقوش اليمنية القديمة بلفظ [ز ب د = ‪ ،]ZBD‬كام هو يف نقش‬
‫(‪.)CIH 360/2‬‬

‫‪ ‬وادي نخلة‪ :‬يقع إىل اجلنوب من وادي زبيد‪ ،‬ينبع من مرتفعات شامل غرب‬
‫تعز ومرتفعات جنوب غرب (إب)‪ ،‬أهم روافده‪َ :‬حيس‪ ،‬والوصيحة‪ ،‬ويصب‬
‫يف البحر األمحر إىل الشامل من اخلوخة حاليا(‪.)3‬‬

‫‪ ‬وادي رسيان‪ :‬ينبع من جبل (صرب) قريبا من مدينة تعز و(اجلند) وجنوب‬
‫(حبيش) ومن جنوب (مقبنة)(‪ ،)4‬وتبلغ‬
‫(رشعب) و(احليمة) وشامل جبل َ‬
‫مساحة حوضه (‪1750‬كلم‪ ،)2‬وطوله حواا (‪160‬كلم)‪ ،‬ويصب يف البحر‬
‫األمحر شامل مدينة املخا حاليا‪ ،‬ويزداد معدل جريانه السطحي خالل سقوط‬
‫األمطار يف فصل الصيف(‪.)5‬‬

‫‪ ‬وادي موزع‪ :‬يقع جنوب وادي رسيان حيث ينبع من جبل صرب‪ ،‬وأهم روافده‪:‬‬
‫وادي (األمخور)‪ ،‬ووادي بني خوالن‪ ،‬إذ ينحدر من مرتفعات (احلجر اية) ومن‬
‫من (ذبحان‬ ‫(ح َبيش)(‪ ،)6‬كذل‬
‫(سامع) وجنوب جبل َ‬
‫محاد) وجبل َ‬
‫غرب (بني َ ا‬

‫‪ - 1‬أمحد‪ ،‬عبدالله‪ :‬جغرافية اليمن الطبيعية‪ ،‬ص ‪92‬ل عباس‪ ،‬شهاب‪ :‬جغرافية اليمن الطبيعية‪ ،‬ص ‪80‬ل‬
‫اهلمداين‪ ،‬احلسن‪ :‬صفة جزير العرب‪ ،‬ص ‪132‬ل األكوع‪ ،‬حممد‪ :‬اليمن اخلرضاء‪ ،‬ص ‪48‬ل معطي‪،‬‬
‫عه‪ :‬تاريخ العرب االقتصادي‪ ،‬ص ‪46‬ل بلفقيه‪ ،‬عيدروس‪ :‬جغرافية اجلمهورية اليمنية‪ ،‬ص ‪.103‬‬
‫‪ - 2‬اهلاتف‪ ،‬لطف‪ :‬املوارد الامئية‪ ،‬ص ‪.57‬‬
‫‪ - 3‬بلفقيه‪ ،‬عيدروس‪ :‬جغرافية اجلمهورية اليمنية‪ ،‬ص ‪105‬ل احلفيان‪ ،‬عوض‪ :‬اجلغرافيا العامة‪ ،‬ص ‪.157‬‬
‫‪ - 4‬الوييس‪ ،‬حسي‪ :‬اليمن الكربى‪ ،‬ص ‪.38‬‬
‫‪ - 5‬أمحد‪ ،‬عبدالله‪ :‬جغرافية اليمن الطبيعية‪ ،‬ص ‪92‬ل احلفيان‪ ،‬عوض‪ :‬اجلغرافيا العامة‪ ،‬ص ‪.158 ،157‬‬
‫‪ - 6‬الوييس‪ ،‬حسي‪ :‬اليمن الكربى‪ ،‬ص ‪.38‬‬
‫‪151‬‬
‫املعفر) و(نجد معادن) بـ( َقدَ س) وغريب (بني يوسف) وجنوب (اجلبزية) و‬
‫(املشاو َلة)‪ ،‬ومنها إىل (موزع)‪ ،‬حتى يصب‬
‫الفروع يف َ‬ ‫(تربة)(‪ ،)1‬وتلتقي بذل‬
‫يف البحر األمحر جنوب (املخا)‪ ،‬وتبلغ مساحة حوضه (‪1300‬كلم‪ ،)2()2‬وعه‬
‫هذا الوادي سد قديم يسمى (العقمة) قد تكون مياهه أكثر من مساه سد مارب‪.‬‬

‫وتوجد هناك العديد من األودية الصغري يف هذه املجموعة‪ ،‬غري أن أمهيتها‬


‫(ض َمد)‬
‫تكمن يف كوهنا ذكرت –كام اسلفنا‪ -‬يف النقوش اليمنية القديمة‪ ،‬مثل وادي َ‬
‫[ض م د = ‪ ،)3(]ḌMD‬وروافده من (خوالن صعد )(‪ ،)4‬الذي ورد ذكره يف‬
‫النقشي (‪ ،)5()CIH 407/21; Ja 649/16-17‬ووادي (ع َتود) [ع ت و د =‬
‫‪ ،)6(]CTWD‬وروافده من كا (جنب) و (األزد)‪ ،‬والوارد ذكره يف نقش ( ‪Ir‬‬
‫‪ ،)7()17/3‬ووادي (خ َلب)‪ ،‬وروافده من (القفاعة) و(البار)(‪ ،)8‬وقد ورد ذكره يف‬
‫النقش (‪ ،)9()Ja 616/27‬كام ورد ذكر وادي (لياة) (‪[ ،)10‬ل ي ت = ‪ ،]LYT‬يف‬

‫‪ - 1‬اهلمداين‪ ،‬احلسن‪ :‬صفة جزير العرب‪ ،‬ص ‪131‬ل األكوع‪ ،‬حممد‪ :‬اليمن اخلرضاء‪ ،‬ص ‪47‬ل آل حييى‪ ،‬سيف‬
‫الدين‪ :‬تاريخ البعثة العسكرية‪ ،‬ص ‪33‬ل احلمد‪ ،‬جواد‪ :‬األحوال االجتامعية واالقتصادية‪ ،‬ص ‪.312‬‬
‫‪ - 2‬املقحفي‪ ،‬إبراهيم‪ :‬معجم البلدان والقبائل اليمنية‪ ،‬ج (‪ ،)1‬ص ‪45‬ل احلمد‪ ،‬جواد‪ :‬األحوال االجتامعية‬
‫واالقتصادية‪ ،‬ص ‪312‬ل عباس‪ ،‬شهاب‪ :‬جغرافية اليمن الطبيعية‪ ،‬ص ‪80‬ل احلفيان‪ ،‬عوض‪ :‬اجلغرافيا‬
‫العامة‪ ،‬ص ‪.158‬‬
‫‪3- AL-Scheiba: Op. cit., p. 100.‬‬
‫‪ - 4‬األكوع‪ ،‬حممد‪ :‬اليمن اخلرضاء‪ ،‬ص ‪.51‬‬
‫‪5- AL-Scheiba: Op. cit., p. 100.‬‬
‫‪ - 6‬اهلمداين‪ ،‬احلسن‪ :‬صفة جزير العرب‪ ،‬ص ‪136‬ل ‪AL-Scheiba: Op. cit., p. 108.‬‬
‫‪ - 7‬األكوع‪ ،‬حممد‪ :‬اليمن اخلرضاء‪ ،‬ص ‪51‬ل اإلرياين‪ ،‬مطهر‪ :‬نقوش مسندية‪ ،‬ص ‪.135‬‬
‫‪ - 8‬اهلمداين‪ ،‬احلسن‪ :‬صفة جزير العرب‪ ،135 ،‬األكوع‪ ،‬حممد‪ :‬اليمن اخلرضاء‪ ،‬ص ‪.51‬‬
‫‪9- AL-Scheiba: Op. cit., p. 56.‬‬
‫‪( - 10‬انبر)‪ :‬اهلمداين‪ ،‬احلسن‪ :‬صفة جزير العرب‪( ،‬هامش املحقق)‪ ،‬ص ‪.136‬‬
‫‪152‬‬
‫َعرش) و (امللحة و(بيض) و (عرعم) و (احليد)‬
‫نقش (‪ ،)1()Ja 649/9‬وكذل (ت َ‬
‫و(ريم) وغريها(‪.)2‬‬

‫ثانيا‪ :‬أودية اجلنوب (حوض خليج عدن)(‪:)3‬‬

‫بري أودية هذا احلوض باباه اجلنوب نحو البحر العريب عرب السهل اجلنويب‬
‫منحدر من املرتفعات الغربية لليمن‪ ،‬وتترصف بكميات وفري ولكنها موسمية‬
‫اجلريان بسبب اعتامدها عه األمطار الفصلية‪ ،‬وتنشط هذه األودية يف موسم‬
‫األمطار‪ ،‬ويتاثر نمط ترصيفها بكمية األمطار التي تسقط فوق اجلبال وتسيل نحو‬
‫البحر‪ ،‬ويمكن القول‪ :‬إن هذه األودية تشكل حوضا واحدا هو حوض خليج عدن‬
‫الذي ينم عد أودية أمهها واديي (ت َبن وبنا)(‪.)4‬‬

‫‪ ‬وادي تبن‪ :‬ورد هذا االسم يف عدد من النقوش بلفظ [ت ب ن و =‬


‫‪ ،]TBNW‬كام يف النقش (‪ ،)RES 3550/2-3‬و [ت ب ن ي =‬
‫‪ ،]TBNY‬كام يف النقش (‪ ،)5()CIH 553/3‬ويعد وادي ت َبن من األودية‬
‫الكبري يف اليمن‪ ،‬وينبع من مرتفعات ذي سفال عه بعد (‪ 50‬كلم)‪ ،‬شامل تعز‬
‫ليتجه ناحية اجلنوب الرشقي ليصب يف خليج عدن‪ ،‬يتميز مقطعه الطوا بانه‬
‫بسبب االنحدارات اجلبلية‪ ،‬ويتغذى الوادي‬ ‫منحدر يف القسم األعه وذل‬
‫من ثالثة أودية رئيسية تتصل به يف مواضع فتلفة هي‪ :‬وادي عقان‪ ،‬و رزان‪،‬‬
‫ووادي بله الذي يصب يف وادي ت َبن الرئييس عند قرية العند‪ ،‬ومن روافده‬

‫‪1- AL-Scheiba: Op. cit., p. 127.‬‬


‫‪ - 2‬اهلمداين‪ ،‬احلسن‪ :‬صفة جزير العرب‪ ،‬ص ‪136 ،135‬ل األكوع‪ ،‬حممد‪ :‬اليمن اخلرضاء‪ ،‬ص ‪.51‬‬
‫‪ - 3‬اخلرباشل واالنبعاوي‪ :‬جيولوجية اليمن‪ ،‬ص ‪.123‬‬
‫‪ - 4‬احلفيان‪ ،‬عوض‪ :‬اجلغرافيا العامة‪ ،‬ص ‪.158‬‬
‫‪5 - Al-scheiba: Op.cit., p. 71.‬‬
‫‪153‬‬
‫أينا‪( :‬رشاد)‪ ،‬و (بنا)‪ ،‬وأرض (ر َعي)‪ ،‬أي من ( َيريم)‪ ،‬وقاع (احلقل)‪،‬‬
‫ـ(السدا )‪ ،‬حيث بتمع باودية (خبان)(‪ ،)1‬ويتفرع وادي ت َبن‬
‫و(رداع)‪ ،‬و‪.‬ر ب ا‬
‫عند قرية (زائد ) إىل فرعي رئيسيي أحدمها غريب ويعرف بالوادي الكبري‬
‫الذي يصب يف خليج عدن قرب مدينة (الشعب)‪ ،‬والثاين رشقي ويعرف‬
‫بالوادي الصغري‪ ،‬وينتهي قرب قرية (العامد) قبل أن يصل إىل البحر‪ ،‬ويتكون‬
‫بي الفرعي دلتا تبَن‪ ،‬وتبلغ مساحة هذا احلوض مع منابعه حواا‬ ‫بذل‬
‫(‪7150‬كلم‪ ،)2()2‬وكان لوادي (بنا) دور سياه هام يف تاريخ اليمن القديم‪،‬‬
‫وال سيام ما بعد امليالد‪ ،‬حيث نشا عه ضفافه بمع احلمرييي(‪.)3‬‬

‫‪ ‬وادي بنا‪ :‬تبلغ مساحة حوضه حواا (‪5900‬كلم‪ ،)2‬وينبع من املرتفعات التي‬
‫تقع بالقرب من رشق يريم‪ ،‬وإب‪ ،‬ومن جنوب رداع‪ ،‬وأهم روافده وادي‬
‫حسان الذي يلتقي به بالقرب من قرية (باتيس‪ -‬الدرجاح)‪ ،‬حيث يكونان معا‬
‫أودية صهيبية‪ ،‬ونخنع‪ ،‬ودمت ذو الينابيع‬ ‫دلتا خصبة‪ ،‬ومن روافده كذل‬
‫الكربيتية احلار ‪ ،‬واملسقا ‪ ،‬ويوجد به غيل دائم يصل إىل الدلتا‪ ،‬ويعد وادي بنا‬
‫من أكثر األودية جريانا وانتباما‪ ،‬ويصب الوادي يف خليج عدن عند قرية‬
‫(الشيخ عبدالله عيل)‪ ،‬عه بعد (‪ 50‬كلم) رشق عدن(‪.)4‬‬

‫‪ - 1‬اهلمداين‪ ،‬احلسن‪ :‬صفة جزير العرب‪ ،‬ص ‪.146‬‬


‫‪ - 2‬بلفقيه‪ ،‬عيدروس‪ :‬جغرافية اجلمهورية اليمنية‪ ،‬ص ‪105‬ل أمحد‪ ،‬عبدالله‪ :‬جغرافية اليمن الطبيعية‪،‬‬
‫ص ‪93‬ل احلفيان‪ ،‬عوض‪ :‬اجلغرافيا العامة‪ ،‬ص ‪.159 ،158‬‬
‫‪ - 3‬عبدالله‪ ،‬يوسف‪ :‬أوراق يف تاريخ اليمن‪ ،‬ص ‪.15‬‬
‫‪ - 4‬عباس‪ ،‬شهاب‪ :‬جغرافية اليمن الطبيعية‪ ،‬ص ‪81‬ل أمحد‪ ،‬عبدالله‪ :‬جغرافية اليمن الطبيعية‪ ،‬ص‬
‫‪93‬ل بلفقيه‪ ،‬عيدروس‪ :‬جغرافية اجلمهوربة اليمنية‪ ،‬ص ‪106‬ل احلفيان‪ ،‬عوض‪ :‬اجلغرافيا العامة‪،‬‬
‫ص ‪.160‬‬
‫‪154‬‬
‫ثالثا‪ :‬أودية الرشق (حوض البحر العريب)(‪:)1‬‬

‫‪ ‬وادي حرضموت (املسيلة)‪ :‬ذكر هذا الوادي يف النقوش باسم [س ر ر ن =‬


‫‪ ،]S1RRN‬والباهر –بحسب رأي موللر‪ -‬أن هذا االسم كان ينم روافده‬
‫التي تنبع من هنبة حرضموت اجلنوبية والشاملية‪،‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫من الوديان املجاور‬
‫ويرى بعض اجليولوجيي ان بدء تكوينه يعود إىل عرص البليوسي‪-‬‬
‫الباليستوسي حواا (‪ 1.7 -1.6‬مليون سنة)(‪.)3‬‬

‫وكان هذا الوادي قديام قبل جفافه وظهور رملة السبعتي يتغذى من أودية‬
‫كبري يف جنوب اجلزير العربية هي‪ :‬وادي اجلوف‪ ،‬ووادي أذنة‪ ،‬ووادي بيحان‪،‬‬
‫ووادي مرخة‪ ،‬وتبلغ مساحة حوض وادي حرضموت الامئي نحو‬
‫(‪20400‬كلم‪ ،)2‬وهي تعادل فقط (‪ )%5‬من املساحة الطبوغرافية للحوض‪ ،‬وهو‬
‫أكرب أودية اليمن وأكثرها أمهية‪ ،‬ويبدأ من جهة الغرب من طرف رملة السبعتي يف‬
‫نقطة وسط ما بي شبو (عاصمة لكة حرضموت) ومنطقة العرب‪ ،‬ثم إىل الرشق‬
‫متتبعا الثنية االلتوائية بمسافة طولية تقدر بحواا (‪480‬كلم)‪ ،‬وعندما يصل إىل‬
‫قرية (البزون) جنوب دائر عرض (‪ )O16‬شامال‪ ،‬يرتك الثنية وينحرف جنوب‬
‫رشق بزاوية حاد ليقطع سالسل اجلبال الساحلية فيعرف بعدها باسم وادي‬

‫‪ - 1‬اخلرباشل واالنبعاوي‪ :‬جيولوجية اليمن‪ ،‬ص ‪.123‬‬


‫‪ - 2‬مولر‪ ،‬والرت‪ :‬شبو عاصمة حرضموت ‪ ،‬ترمجة‪ :‬يوسف حممد عبدالله‪ ،‬ضمن كتاب (أوراق يف‬
‫تاريخ اليمن وآثاره)‪ ،‬دار الفكر املعارص‪ -‬بريوت‪ ،‬ط (‪1990 ،)2‬م‪ ،‬ص ‪242‬ل اجلرو‪ ،‬أسمهان‪:‬‬
‫النهنة الزراعية يف اليمن القديم ‪ ،‬ص ‪.32‬‬
‫‪ - 3‬زارنس‪ ،‬يورس‪ :‬أرض اللبان – دراسة ميدانية أثرية يف حمافبة ظفار بسلطنة عامن (مرشوع اللجنة‬
‫الوطنية لإلرشاف عه مس اآلثار يف السلطنة – وزار اإلعالم ‪1995 -1990‬م)‪ ،‬ترمجة‪:‬‬
‫معاوية إبراهيم‪ ،‬وعيل التجاين الامحي‪ ،‬منشورات جامعة السلطان قابوس‪ ،‬مج (‪ ،)1‬ص ‪.31 -30‬‬
‫‪155‬‬
‫مسيلة‪ ،‬ويصب يف البحر العريب عند قرية (العيس) غرب مدينة (سيحوت) يف‬
‫حمافبة املهر حاليا بالقرب من مينائها‪ ،‬ليكون بذل أطول ن‬
‫واد يف اجلزير العربية‬
‫ويبلغ طوله (‪923‬كلم)‪ ،‬ويبلغ عرضه يف أقىص اتساع له يف جمراه األعه (‪15‬كلم)‬
‫تقريبا‪ ،‬ويف هذه األجزاء من جمراه تركزت املدن والقرى والنشاط الزراعي‪ ،‬وأمهها‪:‬‬
‫سيئون وتريم وشبام‪ ،‬حيث ورد ذكرها يف النقوش(‪ ،)1‬وهو جاف طيلة العام عدا‬
‫أيام تساقط األمطار‪ ،‬وله عد روافد تنبع من هنبتي حرضموت الشاملية‬
‫واجلنوبية(‪.)2‬‬

‫ويتل فروع الوادي اجلنوبية مساحة كربى من مساحة هذا احلوض الامئية‪،‬‬
‫بحيث تبلغ (‪15200‬كلم‪ )2‬مقسمة بي وديان عمد‪ ،‬ورخية‪ ،‬ودوعن‪ ،‬والعي‪،‬‬
‫وبن عيل‪ ،‬وتاربه‪ ،‬وأهم روافده اجلنوبية وادي عمد والذي يقع عه طرفه الرشقي‬
‫منطقة (حرينة) التارخيية وهي غنية باآلثار(‪ ،)3‬ووادي اصب‪ ،‬ووادي عروه‪ ،‬أما‬
‫الفروع الشاملية فامهها‪ :‬هينن‪ ،‬ومجيعه‪ ،‬ونعام‪ ،‬وك ‪ ،‬وثبي‪ ،‬ووادي عيديدل ويبلغ‬
‫نصيبها فقط (‪4700‬كلم‪ ،)2‬وباقي املساحة حيتلها احلوض نفسه‪ ،‬وبعض فروع‬
‫الوادي اجلنوبية تنبع من مياه الغيول مثل‪ :‬غيل (عمر) بالقرب من قرية (ساه)‬
‫بمديرية سيئون حاليا(‪ ،)4‬وينقسم وادي حرضموت إىل ثالثة أجزاء‪ ،‬هي من‬

‫‪ - 1‬اإلرياين‪ ،‬مطهر‪ :‬نقوش مسندية‪( ،‬انبر النقش ‪ ،)Ir 32/6-7‬ص ‪.201 -199 ،196‬‬
‫‪ - 2‬اجلرو‪ ،‬أسمهان‪ :‬تاريخ األودية وأثرها يف تطور النهنة الزراعية ‪ ،‬ص ‪.100‬‬
‫‪3 - Rycmans. J: "Les fouilles du Hurayda (Hadramaut)" Museon LVII.‬‬
‫‪1944, p. 163- 175.‬‬
‫‪ - 4‬عباس‪ ،‬شهاب‪ :‬جغرافية اليمن الطبيعية‪ ،‬ص ‪82 ،81‬ل احلفيان‪ ،‬عوض‪ :‬اجلغرافيا العامة‪ ،‬ص‬
‫‪163 -161‬ل معطي‪ ،‬عه‪ :‬تاريخ العرب االقتصادي‪ ،‬ص ‪47‬ل ‪Beeston A. F. l‬‬
‫‪"Hadramaut", Encyclopidia of Islam. P. 51; Western Arabia and the‬‬
‫‪Red Sea. P. 31, 32.‬‬
‫‪156‬‬
‫الغرب إىل الرشق‪:‬‬

‫أ‪ .‬وادي الكرس‪ :‬ذكر يف نقوش املسند بلفبة [ك س ر ن = ‪ ]KS1RN‬يف نقش‬


‫(‪ ،)CIH 621/4‬ويعد من املناطق التي وجدت فيها جمتمعات زراعية‪،‬‬
‫ووردت تسمية كرسن يف النقش بالرتتيب [ش ر ق ن = ‪[ ،]S2RQN‬ك س‬
‫ر ن = ‪[ ،]KS1RN‬ر خ ي ت = ‪[ ،]RḪYT‬ق ب ل ن = ‪،]QBLN‬‬
‫يف النقش (‪ ،)RES 2633‬ويعد الكرس ملتقى لألودية القادمة‬ ‫وكذل‬
‫شامال من اجلنوب‪ ،‬ومن أوديته‪ :‬وادي دوعن والذي نشات عه ضفافه‬
‫مستوطنة (ريبون) الشهري الوقعة عه وادي (اهلجرين) املتفرع من وادي‬
‫دوعن(‪ ،)1‬لتشكل عند خروجها املشرتك بي قعوضة والعجالنية دلتا‬
‫جافة(‪ ،)2‬وقد نشات عه ضفاف هذا الوادي العديد من املستوطنات‬
‫البرشية(‪.)3‬‬

‫ب‪ .‬وادي الرسير‪ :‬وهو اجلزء الثاين من وادي حرضموت‪ ،‬ويقع بي (الكرس)‪،‬‬
‫و(ووادي املسيلة)‪ ،‬وقد ورد يف نقش (‪ ،)Ja 656/11-12‬ونقش (‪)Ir 31‬‬
‫بلفبة [ك س ر ن = ‪ ،]KS1RN‬وكذل نقش (‪.)4()CIH 621/ 2-6‬‬

‫‪ - 1‬بريتون‪ ،‬جان فرانسوال وأودوان‪ ،‬ريميل و بدر‪ ،‬ليهل وسينيي‪ ،‬جاك‪ :‬وادي حرضموت‪ ،‬تقرير‬
‫تنقيبات (‪1979 -1978‬م)‪ ،‬املركز اليمني لألبحاث الثقافية واآلثار واملتاحف‪ -‬عدن‪1980 ،‬م‪،‬‬
‫ص ‪.25‬‬
‫‪2 - Wissmann, H. V: Zur Archaologic und Antiken Geographie Von Sud Arabin.‬‬
‫‪Neder Land Historiseh – Archaeologisch, Nabije osten, 1987, 33.‬‬
‫‪ - 3‬نفتش‪ ،‬بطرس جرياز ل وبن عقيل‪ ،‬عبدالعزيز‪ :‬الكرس عرض تارخيي ‪ -‬جغرايف‪ -‬اجتامعي ‪ ،‬نتائج‬
‫أعامل البعثة اليمنية السوفيتية‪ ،‬املركز اليمني لألبحاث الثقافة‪ -‬سيئون‪1986 ،‬م‪ ،‬ص ‪.60 - 47‬‬
‫‪ - 4‬نفتشل وبن عقيل‪ :‬الكرس عرض تارخيي ‪ ،‬ص‪.51‬‬
‫‪157‬‬
‫ت‪ .‬أما اجلزء الثالث من وادي حرضموت فهو وادي املسيلة – الذي أرشنا إليه‬
‫سابقا‪.-‬‬

‫‪ ‬وادي حجر‪ :‬وهو الوادي الوحيد يف اجلزير اجلاري طوال العام من منبعه إىل‬
‫مصبه‪ ،‬ويقع جنوب غرب حرضموت‪ ،‬وينبع يف مناطق سقوط األمطار رشق‬
‫حمافبة شبو حاليا‪ ،‬وغرب هنبة حرضموت‪ ،‬وتقدر مساحة حوضه بحواا‬
‫(‪10000‬كلم‪ ،)2‬ويصب يف البحر العريب إىل الرشق من (بئر عيل)‪ ،‬وأهم‬
‫مصادره ينابيع سدره‪ ،‬وتشكل دلتاه إقليم ميفعة(‪ ،)1‬ورد اسم هذا الوادي يف‬
‫عدد من النقوش اليمنية القديمة بلفظ [ح ج ر = ‪ ،]ḤGR‬كام يف النقشي‬
‫(‪.)2()RES 2814/8; 4351/1‬‬

‫‪ ‬وادي ميفعه ووادي سنام‪ :‬تقدر مساحة حوضيهام بحواا (‪4300‬كلم‪،)2‬‬


‫وينبعان من هنبة حرضموت اجلنوبية ثم يصبان يف البحر العريب رشق قرية‬
‫(حور ) وإىل الغرب من (بلحاف)‪ ،‬وأهم روافدمها‪ :‬وادي عامقي‪ ،‬ووادي‬
‫حبان‪ ،‬ووادي هدى‪ ،‬ووادي جردان‪ ،‬ووادي الشعبي‪ ،‬ووادي سفروه‪،‬‬
‫ووادي مباركه‪ ،‬وعه مصبا ام نشات العديد من املدن ومراكز االستقرار‬
‫الزراعي‪ ،‬وأمهها‪( :‬ميفعة) عاصمة حرضموت القديمة قبل أن تنتقل إىل‬
‫(شبو )‪ ،‬وقنا (بري عيل) واحلور ومرقد(‪ ،)3‬ومن ناحية أخرى ازدهر يف مصبه‬

‫‪ - 1‬بلفقيه‪ ،‬عيدروس‪ :‬جغرافية اجلمهورية اليمنية‪ ،‬ص ‪111‬ل أمحد‪ ،‬عبدالله‪ :‬جغرافية اليمن الطبيعية‪ ،‬ص ‪93‬ل‬
‫النعيم‪ ،‬نوره‪ :‬الوضع االقتصادي‪ ،‬ص ‪64‬ل‪.Western Arabia and the Red Sea. P. 24.‬‬
‫‪ - 2‬كام ورد يف النقشي (‪)RES 2814/8; 4351/1‬ل (انبر)‪Al-scheiba: Op.cit., p. 57. :‬‬
‫‪ - 3‬بلفقيه‪ ،‬عيدروس‪ :‬جغرافية اجلمهورية اليمنية‪ ،‬ص ‪111‬ل معطي‪ ،‬عه‪ :‬تاريخ العرب االقتصادي‪،‬‬
‫ص ‪47‬ل النعيم‪ ،‬نوره‪ :‬الوضع االقتصادي‪ ،‬ص ‪64‬ل أمحد‪ ،‬عبدالله‪ :‬جغرافية اليمن الطبيعية‪ ،‬ص‬
‫‪94‬ل احلفيان‪ ،‬عوض‪ :‬اجلغرافيا العامة‪ ،‬ص ‪.164‬‬
‫‪158‬‬
‫ميناء (قنا) الشهري(‪ ،)1‬وورد اسم هذا الوادي يف عدد من النقوش اليمنية‬
‫القديمة بلفظ [م ي ف ع ت = ‪ ،)2(]MYFCT‬كام يف النقش ( ‪RES‬‬
‫‪.)2640/1‬‬

‫‪ ‬وادي أحور‪ :‬تقع منابعه يف شامل مودية‪ ،‬وغرب املحفد‪ ،‬وجبال ثمد‪ ،‬ونشم‪،‬‬
‫وهنني‪ ،‬بي حمافبتي أبي وشبو حاليا‪ ،‬وتغذيه عد روافد منها‪ :‬وادي عزان‪،‬‬
‫ووادي رفض‪ ،‬ووادي كربان‪ ،‬ووادي اجلهر‪ ،‬وتقدر مساحة حوضه بحواا‬
‫(‪6400‬كلم)‪ ،‬ويصب يف البحر العريب بالقرب من مدينة (أحور)(‪.)3‬‬

‫‪ ‬وادي اجلزع‪ :‬يقع إىل الرشق من وادي حرضموت‪ ،‬وينبع من هنبة‬


‫حرضموت الشاملية وبتمع إليه عد روافد‪ ،‬وجز ه األعه يسمى وادي‬
‫(الغينة يف حمافبة‬ ‫دحوان‪ ،‬ويصب يف خليج القمر بالقرب من جبل فرت‬
‫املهر حاليا)(‪.)4‬‬

‫رابعا‪ :‬األودية ذات الترصيف الداخيل (حوض اجلوف والربع اخلاا)(‪:)5‬‬

‫تنتهي هذه الوديان املتجهة رشقا يف صحراء الربع اخلاا (مفاز صيهد)‪،‬‬
‫وتتميز هذه األودية بامهيتها التارخيية منذ فجر احلنار اليمنية القديمة(‪ ،)6‬حيث‬

‫‪ - 1‬النعيم‪ ،‬نوره‪ :‬الوضع االقتصادي‪ ،‬ص ‪.65‬‬


‫‪2 - AL-Scheiba: Op.cit., p. 143.‬‬
‫‪ - 3‬بلفقيه‪ ،‬عيدروس‪ :‬جغرافية اجلمهورية اليمنيةل ص ‪111‬ل أمحد‪ ،‬عبدالله‪ :‬جغرافية اليمن الطبيعية‪،‬‬
‫ص ‪93‬ل احلفيان‪ ،‬عوض‪ :‬اجلغرافيا العامة‪ ،‬ص ‪.165‬‬
‫‪ - 4‬أمحد‪ ،‬عبدالله‪ :‬جغرافية اليمن الطبيعية‪ ،‬ص ‪94‬ل معطي‪ ،‬عه‪ :‬تاريخ العرب االقتصادي‪ ،‬ص ‪47‬ل‬
‫النعيم‪ ،‬نوره‪ :‬الوضع االقتصادي‪ ،‬ص ‪.65‬‬
‫‪ - 5‬اخلرباشل واالنبعاوي‪ :‬جيولوجية اليمن‪ ،‬ص ‪.122‬‬
‫‪ - 6‬عبدالله‪ ،‬يوسف‪ :‬أوراق يف تاريخ اليمن‪ ،‬ص ‪.15‬‬
‫‪159‬‬
‫قامت عه ضفافها أهم املراكز يف حنار اليمن الزراعية‪ ،‬ال سيام يف حقبة ما قبل‬
‫امليالد‪ ،‬ومن أهم هذه األودية‪:‬‬

‫‪ ‬وادي تثليث – الدواك‪ :‬يمتد هذا الوادي من السفوح الرشقية ملرتفعات‬


‫عسري الغربية ويتجه إىل الشامل الرشقي حتى يصل بوادي الدواك الذي يتجه‬
‫رشقا عرب وديان جبال طويق‪ ،‬وتنتهي مياهه عند أطراف الربع اخلاا‪ ،‬وكان‬
‫يدعى بوادي عقيق (عقيل) قديام(‪ ،)1‬وعليه أقيمت املدينة املشهور حاليا‬
‫باسم (قرية الفاو)‪ ،‬والتي كانت قديام نعرف بـ(هجرن قرية ذات كاهل)‪ ،‬والتي‬
‫كانت حاب لكة كنده األوىل‪ ،‬وقد ورد ذكرها يف نقش (‪.)Ja 634/4-5‬‬

‫‪ ‬وادي بيشة‪ :‬من أهم األودية وأطوهلا وأغناها روافدا يبدأ من رشق قيوان‪،‬‬
‫ويعرف باسم طفحان‪ ،‬ويكون اباهه نحو الرشق ثم ينحرف نحو الشامل‪،‬‬
‫ويعرف عندئذ باسم وادي املربع‪ ،‬ويعترب ميزاب امة كام أن مور ميزاب‬
‫اليمن‪ ،‬ويبلغ طوله (‪35‬كم)‪ ،‬ويف هنايته يتجه شامل رشق‪ ،‬حيث يلتقي بوادي‬
‫رنيه ويغوصان معا يف الرمال باباه وادي الدواك(‪.)2‬‬

‫‪ ‬وادي نجران‪ :‬وأول منابعه من (د اماج) و(نَرسين) و(صعد )‪ ،‬قال اهلمداين‪:‬‬


‫وفروعه من ثالث مواضع‪ :‬من بلد (بني حيف) من (وادعة) ومن بلد (بني‬
‫مجَاعة) من (خوالن) ومن بلد (شاكر) ‪ ،‬وورد ذكره يف عدد من النقوش‪ ،‬منها‬
‫نقش (‪ ،)3()CIH 363/1-2‬ويمر الوادي بالعديد من املناطق –ال يتسع‬
‫املجال لذكرها‪ -‬حتى ينتهي به احلال يف رملة السبعتي(‪ ،)4‬وعليه قامت العديد‬

‫‪1 - Western Arabia and the Red Sea. P. 29, 30.‬‬


‫‪2 - Western Arabia and the Red Sea. P. 28.‬‬
‫‪ - 3‬اهلاتف‪ ،‬لطف‪ :‬املوارد الامئية‪ ،‬ص ‪67‬ل اهلمداين‪ ،‬احلسن‪ :‬صفة جزير العرب‪ ،‬ص ‪.162‬‬
‫‪ - 4‬اهلمداين‪ ،‬احلسن‪ :‬صفة جزير العرب‪ ،‬ص ‪.164‬‬
‫‪160‬‬
‫من املدن اليمنية القديمة‪ ،‬حيث ذكرت يف النقش (‪[ ،)RES 3943/3‬و ك‬
‫ل‪ /‬هـ ج ر‪ /‬ن ج ر ن]‪ ،‬وترمجتها‪ :‬وكل مدن وادي نجران ‪ ،‬ولعل أمهها‬
‫مدينة نجران التي ذكرت يف نقش (‪.)Ja 1028/4‬‬

‫‪ ‬وادي املنَبج‪ :‬وروافده من (يام)‪ ،‬وشاما (هنم)‪ ،‬و (وائلة)‪ ،‬ووادي (نجران)‪،‬‬
‫الذي يبدو انه الذي ورد ذكره يف النقش (‪ ،)CIH 363/1-2‬وأول شعابه‬
‫و(نرسين)‪ ،‬و(صعد )‪ ،‬ويمدّ ه وادي (أو َبن)‪ ،‬ويصب يف‬
‫َ‬ ‫من ( َد اماج)‪،‬‬
‫(اجلوف)(‪.)1‬‬

‫‪ ‬وادي اجلوف‪ :‬بتمع فيه سيول وغيالن عديد ‪ ،‬ويعد من أطول األودية التي‬
‫ترصف املياه القادمة من السفوح الرشقية ملرتفعات اليمن الغربية عرب روافد‬
‫ِّ‬
‫متعدد أمهها‪ :‬وادي مذاب‪ ،‬ووادي اخلارد‪ ،‬ويعترب من األهنار اجلارية معبم‬
‫أيام السنة(‪ ،)2‬وقد ورد اسمه يف النقش (‪ ،)Gl 628/3-5‬ومن روافده أينا‬
‫شبام‪ ،‬وريد ‪ ،‬ووادي سبا (أذنه)‪ ،‬ووادي َخ َبش الذي ورد أسمه يف نقش‬
‫(‪ )CIH 541/44‬بلفظ [خ ب ش م = ‪ ،)3(]ḪBS2M‬ووادي حريب‪ ،‬إضافة‬
‫لوادي بيحان‪ ،‬وتنبع روافد هذا الوادي من منطقة كتلة النبي شعيب‪،‬‬
‫ومرتفعات رشق صعد ‪ ،‬ومرتفعات العميشة‪ ،‬ومن جنوب جبل اللوز‬

‫‪ - 1‬اهلاتف‪ ،‬لطف‪ :‬املوارد الامئية‪ ،‬ص ‪63‬ل (نقال عن)‪ :‬اهلمداين‪ ،‬احلسن‪ :‬صفة جزير العرب‪ ،‬ص‬
‫‪162‬ل األكوع‪ ،‬حممد‪ :‬اليمن اخلرضاء‪ ،‬ص ‪55‬ل رشف الدين‪ ،‬أمحد‪ :‬اليمن عرب التاريخ‪ ،‬ص ‪16‬ل‬
‫احلمد‪ ،‬جواد‪ :‬األحوال االجتامعية واالقتصادية‪ ،‬ص ‪.315‬‬
‫وادي اجلوف ‪ ،‬ضمن كتاب (اليمن مدن الكتابات‬ ‫‪ - 2‬عربش‪ ،‬منريل و فونتي‪ ،‬أوج‪ :‬حواب ال‬
‫املسندية)‪ ،‬املعهد الفرنيس لآلثار والعلوم االجتامعية بصنعاء‪ ،‬ص‪.226‬‬
‫‪ - 3‬اهلاتف‪ ،‬لطف‪ :‬املوارد الامئية‪ ،‬ص ‪62‬ل عن‪ :‬احلمد‪ ،‬جواد‪ :‬األحوال االجتامعية واالقتصادية‪،‬‬
‫ص‪.314‬‬
‫‪161‬‬
‫هلذا‬ ‫بخوالن من ناحية اجلنوب‪ ،‬ومرتفعات بني هبلول‪ ،‬وتنرصف كذل‬
‫الوادي مياه مناطق بني حشيش‪ ،‬ومهدان‪ ،‬والبون النازل من جنوب عمران‪،‬‬
‫وريد ‪ ،‬وأودية حوث‪ ،‬ووادي مذاب الوارد ذكره يف النقش ( ‪RES‬‬
‫‪ ،)3945/15‬بلفظ [م ذ ب = ‪ ،]MḎB‬وتقع عليه عاصمة املعيني‬
‫(قرناو)(‪ ،)1‬وتبلغ مساحة حوض التغذية لوادي اجلوف حواا (‪1200‬كلم‪،)2‬‬
‫وينتهي هذا الوادي يف الرشق يف رمال الربع اخلاا(‪ ،)2‬وعه هذا الوادي قامت‬
‫لكة (معي) التارخيية‪ ،‬التي أختذت من (قرناو) عاصمة هلا‪ ،‬كام قامت عه‬
‫الوادي مدن مهمة مثل‪( :‬براقش)‪ ،‬و(هرم) احلزم حاليا‪ ،‬و(كتال) خربة سعود‬
‫حاليا‪ ،‬و(كمنهو) كمنا حاليا‪ ،‬و(خربة مهدان)‪ ،‬و(نشن) املعروفة بالسوداء‬
‫حاليا‪ ،‬و(نشق) البيناء حاليا(‪ ،)3‬وقد قام املعينيون باستغالل مياه األمطار‬
‫والسيول –كام هو احلال يف املامل األخرى‪ -‬فقاموا بةنشاء السدود والقنوات‪،‬‬
‫السدود‪ :‬سد اخلارد املبني عه وادي اخلارد‪ ،‬كام توجد شبكة من‬ ‫وأهم تل‬
‫القنوات الامئية التي ‪.‬تد عه أكثر من (‪135‬هكتارا)(‪.)4‬‬

‫‪ ‬وادي بيحان‪ :‬ينبع من مرتفعات البيناء‪ ،‬ثم يتجه إىل الشامل الرشقي نحو‬
‫صحراء السبعتي (صيهد)‪ ،‬ويمر بمدينة بيحان القصب‪ ،‬وتتصل به عد‬

‫‪ - 1‬عبدالله‪ ،‬يوسف‪ :‬أوراق يف تاريخ اليمن‪ ،‬ص ‪314‬ل اهلاتف‪ ،‬لطف‪ :‬املوارد الامئية‪ ،‬ص ‪.63‬‬
‫‪ - 2‬بلفقيه‪ ،‬عيدروس‪ :‬جغرافية اجلمهورية اليمنية‪ ،‬ص ‪110‬ل عباس‪ ،‬شهاب‪ :‬جغرافية اليمن الطبيعية‪،‬‬
‫ص ‪80‬ل أمحد‪ ،‬عبدالله‪ :‬جغرافية اليمن الطبيعية‪ ،‬ص ‪94‬ل األكوع‪ ،‬حممد‪ :‬اليمن اخلرضاء‪ ،‬ص‬
‫‪54‬ل ‪.Western Arabia and the Red Sea. P. 23.‬‬
‫‪ - 3‬اجلرو‪ ،‬أسمهان‪ :‬موجز التاريخ السياه‪ ،‬ص ‪173 -168‬ل اهلاتف‪ ،‬لطف‪ :‬املوارد الامئية‪ ،‬ص ‪.61‬‬
‫‪ - 4‬اجلرو‪ ،‬أسمهان‪ :‬تاريخ األودية وأثرها يف تطور النهنة الزراعية ‪ ،‬ص ‪107 ،106‬ل ماركولونغو‪،‬‬
‫برونو‪ :‬أنبمة الري يف براقش ‪ ،‬ضمن كتاب (اليمن يف بالد ملكة سبا)‪ ،‬ترمجة‪ :‬بدر الدين‬
‫عرودكي‪ ،‬دار األهاا‪ -‬دمشق‪1999 ،‬م‪ ،‬ص ‪.78‬‬
‫‪162‬‬
‫روافد قبل انتهائه إىل صحراء الربع اخلاا‪ ،‬وتبلغ مساحة حوضه (‪300‬كلم‪،)2‬‬
‫ويتميز هذا الوادي باالستقامة وباتساع جمراه فيام عدا بعض املناطق‬
‫املتباعد (‪ ،)1‬ويذكر رئيس البعثة األمريكية (وندل فيلبس) عن بعثته األثرية‬
‫التي كانت تقوم باعامل التنقيب يف وادي بيحان‪ ،‬بي عامي ‪1951 -1950‬م‪،‬‬
‫غر ‪ ،‬وبدون سابق إنذار‪ ،‬حول‬
‫حي دامهها السيل يف إحدى املواسم عه حي ا‬
‫هذا احلدث قال رئيس البعثة‪ :‬وأصب هذا الوادي –يقصد وادي بيحان‪-‬‬
‫الذي كان إىل زمن قريب تعج به األتربة والغبار‪ ،‬شبيها بنهر (املسيسبي) يف‬
‫هديره (‪ ،)2‬وقد قامت عه امتداده العديد من املدن التابعة لدولة (قتبان)‪،‬‬
‫حيث كان هذا الوادي املحور األساه الذي قامت عليه هذه اململكة‪ ،‬ومن‬
‫(هجر كحالن) حاليا‪ ،‬و هجر بن محيد (‪،)4‬‬ ‫(‪.‬نع)(‪)3‬‬ ‫أهم مدهنا العاصمة‬
‫مقرب (حيد بن عقيل) األثرية الواقعة نحو الشامل بالقرب من هجر‬ ‫وكذل‬
‫كحالن(‪ .)5‬وشهد الوادي فيام قبل اإلسالم هننة زراعية كبري ‪ ،‬حيث تدلنا‬

‫‪ - 1‬احلفيان‪ ،‬عوض‪ :‬اجلغرافيا العامة‪ ،‬ص ‪.166‬‬


‫‪ - 2‬فيليبس‪ ،‬ويندل‪ :‬كنوز مدينة بلقيس (قصة اكتشاف مدينة سبا األثرية يف اليمن)‪ ،‬ترمجة‪ :‬عمر‬
‫الديراوي‪ ،‬دار الكلمة ‪ -‬صنعاء‪ ،‬ط (‪( ،)2‬د‪.‬ت)‪ ،‬ص ‪201‬ل حنشور‪ ،‬أمحد‪ :‬نشوء وتطور‬
‫العامر ‪ ،‬ص ‪.48‬‬
‫‪. - 3‬نع‪ :‬عاصمة لكة قتبان‪ ،‬تقع عه النفة اليرسى من أسفل وادي بيحان‪ ،‬وتعرف حاليا بـ (هجر‬
‫كحالن)‪ ،‬وكانت إحدى مدن طريق اللبان التجاري‪ ،‬وقد شكلت أمهية بارية واقتصادية كبري يف‬
‫تاريخ اليمن القديم‪ ،‬وهذا ما دلت عليه النقوش املسندية‪( .‬انبر)‪ :‬عبدالله‪ ،‬يوسف حممد‪. :‬نع ‪،‬‬
‫املوسوعة اليمنية‪ ،‬مؤسسة العفيف الثقافية‪ -‬صنعاء‪ ،‬مج (‪ ،)1‬ط (‪1423،)2‬هـ‪2003 /‬م‪ ،‬ص‬
‫‪.740 -738‬‬
‫‪ - 4‬بلفقيه‪ ،‬عيدروس‪ :‬جغرافية اجلمهورية اليمنية‪ ،‬ص ‪110‬ل أمحد‪ ،‬عبدالله‪ :‬جغرافية اليمن الطبيعية‪،‬‬
‫ص ‪95‬ل معطي‪ ،‬عه‪ :‬تاريخ العرب االقتصادي‪ ،‬ص ‪50‬ل النعيم‪ ،‬نوره‪ :‬الوضع االقتصادي‪ ،‬ص ‪.68‬‬

‫‪ - 5‬اجلرو‪ ،‬أسمهان‪ :‬موجز التاريخ السياه‪ ،‬ص ‪.141‬‬


‫‪163‬‬
‫عه ذل ‪ ،‬وجود العديد من منش ت الري‪ ،‬التي أنشئت يف عهد اململكة‬
‫القتبانية املعارص ململكة سبا وحرضموت‪ ،‬منها‪ :‬السد الذي أقيم يف منطقة‬
‫(هجر بن محيد)‪ ،‬وكان يسقي منطقة واسعة من األرايض القتبانية‪ ،‬وسد‬
‫(مرخة)(‪ ،)1‬وورد اسم هذا الوادي بلفظ [ب ي ح ن = ‪ ،]BYḤN‬يف عدد من‬
‫النقوش‪ ،‬مثل نقش (‪ ،)RES 3945/14‬ومن روافده املشهور وادي‬
‫(حرير) يف منطقة (ال ّطفة)‪ ،‬وورد ذكر وادي (ح ْر َير) بنفس اللفظ [ح ر ي ر =‬
‫ّ‬
‫‪ ]ḤRYR‬يف نقش املسند (‪.)2()Hr 1/3‬‬

‫‪ ‬وادي حريب‪ :‬ينبع من مرتفعات خوالن الطيال‪ ،‬وتتصل به عد روافد من‬


‫جبال (الرس)‪ ،‬و(رصع)‪ ،‬و(سامل)‪ ،‬ومساقط بلد (غ َذر َمط َر )‪ ،‬و(يام)‪،‬‬
‫و(غيالن)(‪ ،)3‬وتبلغ مساحة حوضه حواا (‪2500‬كلم‪ ،)2‬ويبعد حواا‬
‫(‪100‬كلم) جنويب مارب‪ ،‬إىل الغرب من وادي (بيحان)‪ ،‬يصل بينهام وادي‬
‫(مب َل َقة)(‪ ،)4‬وتنتهي مياهه يف الصحراء(‪ ،)5‬وورد اسم هذا الوادي يف نقش ( ‪Ja‬‬
‫‪ ،)649/25‬بلفظ [ح ر ب = ‪ ،)6(]ḤRB‬وقد أقام القتبانيون عه هذا الوادي‬
‫منش ت ري متعدد كام يف وادي بيحان(‪.)7‬‬

‫‪ - 1‬عيل‪ ،‬جواد‪ :‬املفصل يف تاريخ العرب‪ ،‬ج (‪ ،)7‬ص ‪.212‬‬

‫‪ - 2‬األغربي‪ ،‬فهمي عيل‪ :‬نقش مسندي جديد من منطقة ال ّطفة – وادي ّ‬


‫حرير ‪ ،‬جملة اإلكليل‪ ،‬وزار‬
‫الثقافة‪ -‬صنعاء‪2010،‬م‪ ،‬ع (‪ ،)36 -35‬يناير‪ -‬يونيو‪ ،‬ص ‪.106 -96‬‬
‫‪ - 3‬احلمد‪ ،‬جواد‪ :‬األحوال االجتامعية واالقتصادية‪ ،‬ص ‪.316‬‬
‫‪ - 4‬اجلرو‪ ،‬أسمهان‪ :‬تاريخ األودية وأثرها يف تطور النهنة الزراعية ‪ ،‬ص ‪.106‬‬
‫‪ - 5‬أمحد‪ ،‬عبدالله‪ :‬جغرافية اليمن الطبيعية‪ ،‬ص ‪95‬ل احلفيان‪ ،‬عوض‪ :‬اجلغرافيا العامة‪ ،‬ص ‪.166‬‬
‫‪ - 6‬احلمد‪ ،‬جواد‪ :‬األحوال االجتامعية واالقتصادية‪ ،‬ص ‪.316‬‬
‫‪ - 7‬بلفقيه‪ ،‬حامد‪ :‬تقنية أنبمة الري القديمة‪ ،‬ص ‪.89‬‬
‫‪164‬‬
‫ن‬
‫واد صغري‪ ،‬يقع شامل غريب وادي‬ ‫‪ ‬وادي ( َع َر َمة) أو (امل َ‬
‫عشار)‪ :‬هو‬
‫(حرضموت)‪ ،‬ويصب يف (رملة السبعتي)‪ ،‬وهو من األودية قليلة املياه‪ ،‬قياسا‬
‫بواديي (أذنة)‪ ،‬و(بيحان)(‪ ،)1‬وتكمن امهيته التارخيية يف نشا مدينة (شبو )‬
‫القديمة عاصمة دولة حرضموت عه فرجه(‪ ،)2‬وورد اسمه يف النقوش بلفظ‬
‫[ع ر م و = ‪ ]CRMW‬يف النقش (‪.)RES 3945/8‬‬

‫‪ ‬وادي أذنه [ا ذ ن ت او ذ ن ت ] (مارب)‪ :‬يعرف وادي أذنه منذ القدم بانه‬


‫خصيب وتكثر فيه املياه‪ ،‬ويسمى (ميزاب اليمن الرشقي)(‪ ،)3‬وتتصل به عدد‬
‫من األودية الفرعية مثل رادع وجهران وغريها‪ ،‬وقد أقام عليه السبئيون سد‬
‫اجلفينة وسد مارب العبيم بي جبيل (البلق) الشاما واجلنويب(‪ ،)4‬حلجز مياه‬
‫السيول املتدفقة عرب هذا الوادي وروافده‪ ،‬حيث تقدر مساحة (بحري ) السد‬
‫قديام بحواا (‪7‬كلم‪ ،)2‬وسعتها اإلمجالية حواا (‪ 55‬مليون مرت مكعب)‪ ،‬كام‬
‫تقدر مساحة األرايض الزراعية التي كان يسقيها السد قديام بام ال يتجاوز‬
‫(‪ 10.000‬هكتار)(‪ ،)5‬ويعد وادي أذنة من أعبم أودية املرشق الرئيسية‬

‫‪ - 1‬اجلرو‪ ،‬أسمهان‪ :‬تاريخ األودية وأثرها يف تطور النهنة الزراعية ‪ ،‬ص ‪101‬ل اجلرو‪ ،‬أسمهان‪:‬‬
‫النهنة الزراعية يف اليمن القديم ‪ ،‬ص ‪.35‬‬
‫‪ - 2‬عبدالله‪ ،‬يوسف‪ :‬أوراق يف تاريخ اليمن‪ ،‬ص ‪15‬ل ‪Al-scheiba: Op. cit., p. 110.‬‬
‫‪ - 3‬الواسعي‪ ،‬عبدالواسع بن حييى اليامين‪ :‬تاريخ اليمن املسمى فرجة اهلموم واحلزن يف حوادث وتاريخ‬
‫اليمن‪ ،‬دار اليمن الكربى‪ -‬صنعاء‪ ،‬ط (‪1991-1990 ،)2‬م‪ ،‬ص ‪.110 ،109‬اهلمداين‪،‬‬
‫احلسن‪ :‬صفة جزير العرب‪ ،‬ص ‪151‬ل األكوع‪ ،‬حممد‪ :‬اليمن اخلرضاء‪ ،‬ص ‪53‬ل ‪.‬آل حييى‪ ،‬سيف‬
‫الدين‪ :‬تاريخ البعثة العسكرية‪ ،‬ص ‪.34‬‬
‫‪ - 4‬عنان‪ ،‬زيد‪ :‬تاريخ وحنار اليمن‪ ،‬ص ‪14‬ل اجلرو‪ ،‬أسمهان‪ :‬تاريخ األودية وأثرها يف تطور‬
‫النهنة الزراعية ‪ ،‬ص ‪.107‬‬
‫‪ - 5‬لالستزاد ‪( :‬انبر)‪ :‬عبدالله‪ ،‬يوسف‪ :‬أوراق يف تاريخ اليمن‪ ،‬ص ‪.95 -69‬‬
‫‪165‬‬
‫واملهمة للحنار السبئية‪ ،‬وأمطار وادي أذنة موسمية‪ ،‬والسيول النابة عن‬
‫هذه األمطار تستمر يف جرياهنا عرش أيام يف الفرت من (إبريل حتى مايو)‪،‬‬
‫ومخسة وأربعون يوما من (يوليو إىل سبتمرب)(‪ ،)1‬كام أقام السبئيون عه ضفافه‬
‫عاصمة الدولة (مارب)‪ ،‬وقامت حوله الدولة السبئية(‪ ،)2‬وأهم روافده‪:‬‬
‫جهران‪ ،‬وبينون‪ ،‬ورداع‪ ،‬وتنبع مجيعها من مرتفعات جنوب صنعاء ورشق‬
‫وشامل رشق ذمار ويريم‪ ،‬وينحدر نحو الشامل الرشقي باباه مدينة مارب‬
‫األثرية التي تقع عه بعد (‪12‬كلم) من سد مارب الشهري‪ ،‬ويف غرب مارب‬
‫يف النقطة التي يتم فيها انفصال وادي أذنة عن وادي (اخلشمة) قامت مدينة‬
‫(رصواح) العاصمة األوىل لدولة سبا(‪ ،)3‬ويعد حوض وادي (أذنة) أوسع‬
‫بمع ملياه األمطار من بي كل وديان اليمن‪ ،‬حيث بري فيه كل سنة حواا‬
‫(مائة مليون مرت مكعب) من املياه‪ ،‬وتبلغ املياه حدود (‪ 600‬مرت مكعب) يف‬
‫الثانية‪ ،‬أي ضعف منسوب هنر (السي) يف باريس(‪ ،)4‬وتبلغ مساحة حوض‬
‫الوادي حواا (‪11300‬كلم‪ ،)2‬وتنرصف مياهه باباه (دغل) يف طرف رملة‬

‫‪ - 1‬عبدالله‪ ،‬يوسف‪ :‬أوراق يف تاريخ اليمن‪ ،‬ص ‪.85 -84‬‬


‫‪ - 2‬مرقطن‪ ،‬حممد‪ :‬العاصمة السبئية مارب (دراسة يف تارخيها وبنيتها االدارية واالجتامعية يف ضوء‬
‫النقوش السبئية)‪ ،‬ضمن كتاب أبحاث ندو (املدينة يف الوطن العريب‪ -‬يف ضوء االكتشافات‬
‫االثارية‪ :‬النشا والتطور)‪ ،‬مؤسسة عبدالرمحن السديري اخلريية‪ ،‬ادوماتو‪ -‬الرياض‪ ،‬ط (‪،)1‬‬
‫‪1429‬هـ‪2008 /‬م‪ ،‬ص ‪125 ،109‬ل األكوع‪ ،‬حممد‪ :‬اليمن اخلرضاء‪ ،‬ص ‪.53‬‬
‫‪ - 3‬باوير‪ ،‬ج‪.‬مل ولوندين‪ ،‬أ‪ :‬تاريخ اليمن القديم جنوب اجلزير العربية يف أقدم العصور‪ ،‬ترمجة‪ :‬أسامة‬

‫أمحد‪ ،‬دار اهلمداين للطباعة والنرش‪ -‬عدن‪ ،‬ط (‪1984 ،)1‬م‪ ،‬ص ‪.12‬‬

‫‪ - 4‬برونر‪ ،‬أوا‪ :‬واحة مارب ‪ ،‬ضمن كتاب (اليمن يف بالد ملكة سبا)‪ ،‬ترمجة‪ :‬بدر الدين عرودكي‪،‬‬

‫دار األهاا‪ -‬دمشق‪1999 ،‬م‪ ،‬ص ‪.77‬‬


‫‪166‬‬
‫السبعتي (مفاز صيهد) يف صحراء الربع اخلاا(‪.)1‬‬

‫‪ ‬وادي أبي‪ :‬ينبع من مرتفعات يريم بالقرب من (إب)‪ ،‬ويتصل به عد روافد‬


‫ويتجه جنوبا إىل ساحل البحر العريب وتقع منطقة أبي الزراعية يف دلتاه(‪،)2‬‬
‫وهناك عدد آخر من األودية التي تنبع من هنبة حرضموت وتتجه نحو‬
‫صحراء الربع اخلاا‪ .‬وأمهها‪ :‬وادي صعري‪ ،‬ووادي الصدار ‪ ،‬وهناك أودية‬
‫ت نبع من املرتفعات الساحلية مثل‪ :‬جبل قر يف ظفار‪ ،‬وتتجه إىل الشامل الرشقي‬
‫موازية حلافة الربع اخلاا مثل وادي العارض ووادي (مرخة)(‪.)3‬‬

‫‪ ‬وادي مرخة‪ :‬ويقع جنوب وادي (بيحان) وينبع من املرتفعات الساحلية‬


‫ويتجه نحو الشامل الرشقي موازية حلافة الربع اخلاا‪ ،‬ويعد وادي مرخة أحد‬
‫أهم مراكز احلنار األوسانية(‪ ،)4‬وفيه قامت عاصمتها القديمة (مسور) عه‬
‫هنبة جبلية حيث منبع الوادي‪ ،‬وما يزال موقع عاصمة أوسان (هجر هير) أو‬
‫(هجر أيب زيد) يف مصب وادي مرخة افرتاضيا(‪ ،)5‬ومن خالل التنقيبات التي‬
‫قامت هبا (جاكلي بريين) عام ‪1980‬م‪ ،‬فقد عثرت عه العديد من املواقع‬

‫‪ - 1‬اهلمداين‪ ،‬احلسن‪ :‬صفة جزير العرب‪ ،‬ص ‪153‬ل بلفقيه‪ ،‬عيدروس‪ :‬جغرافية اجلمهورية اليمنية‪،‬‬
‫ص ‪110‬ل عباس‪ ،‬شهاب‪ :‬جغرافية اليمن الطبيعية‪ ،‬ص ‪80‬ل أمحد‪ ،‬عبدالله‪ :‬جغرافية اليمن‬
‫الطبيعية‪ ،‬ص ‪95 ،94‬ل احلفيان‪ ،‬عوض‪ :‬اجلغرافيا العامة‪ ،‬ص ‪167 ،166‬ل مرقطن‪ ،‬حممد‪:‬‬
‫العاصمة السبئية مارب‪ ، ..‬ص ‪.126‬‬
‫‪ - 2‬النعيم‪ ،‬نوره‪ :‬الوضع االقتصادي‪ ،‬ص ‪.68‬‬
‫‪ - 3‬األكوع‪ ،‬حممد‪ :‬اليمن اخلرضاء‪ ،‬ص ‪52‬ل النعيم‪ ،‬نوره‪ :‬الوضع االقتصادي‪ ،‬ص ‪.69‬‬
‫‪4 - Pirenne. J: "Prospéction historique dans la région du royaume de‬‬
‫‪Awsān", dans Raydān, vol (3), Louvain, 1980, p. 213- 255.‬‬
‫‪ - 5‬روبان‪ ،‬كرستيان‪ :‬أوسان ‪ ،‬ترمجة‪ :‬عيل حممد زيد‪ ،‬املوسوعة اليمنية‪ ،‬مؤسسة العفيف الثقافية‪-‬‬
‫صنعاء‪ ،‬مج (‪ ،)1‬ط (‪1423 ،)2‬هـ‪2003 /‬م‪ ،‬ص ‪.428‬‬
‫‪167‬‬
‫األثرية عه ضفاف هذا الوادي ومنها‪ :‬موقع جبل (أجاز)‪ ،‬وهجر (احلزم)‪،‬‬
‫وهجر (السعد )‪ ،‬وهجر (امناب)‪ ،‬وشعب (أصابع الكافر)‪ ،‬ومجيعها غني‬
‫باآلثار الثابتة واملنقولة‪ ،‬وبنقوشها املتنوعة أينا(‪ ،)1‬كام عثر أينا عه الكثري‬
‫من الشواهد األثرية للعديد من املنش ت الامئية املختلفة‪ ،‬والتي تنبانا عه مدى‬
‫ازدهار وتقدم األوسانيي يف جمال الزراعة(‪.)2‬‬

‫‪ ‬وادي باء‪ :‬وهو ضمن اإلقليم الذي قامت فيه احلنار األوسانية‪ ،‬ويقع‬
‫جنوب غرب (نصاب)‪ ،‬بي وادي (عبدان) ووادي (حجر)‪ ،‬ويمتاز هذا‬
‫الوادي بالعديد من آثار وشواهد املنش ت الامئية‪ ،‬والنقوش‪...‬إلخ‪ ،‬وهو‬
‫يشكل أحد الوديان الزراعية النيقة‪ ،‬وهذا ما أتاح لساكنيه التحكم يف السيول‬
‫التي تروي الوادي من خالل شبكات الري املعقد والتي يدثت عنها‬
‫النقوش اليمنية القديمة والتي ال تزال آثارها حاب حتى وقتنا هذا‪ ،‬وقد‬
‫اشارت العديد من النقوش إىل قيام عدد من سكان الوادي باعامل ري‬
‫واستصالحات زراعية مثل نقش‪ ،)RES 3856, 4069( :‬وعثر يف هذا‬
‫الوادي عه املوقع األثري (هجر أم ذيبية)‪ ،‬والذي عثر فيه عه ن‬
‫مبان‪ .‬أثرية‪،‬‬
‫ومقابر يتوي يف كنفا ا الكثري من املواد اجلنائزية‪ ،‬مثل الذهب‪ ،‬والفنة‪،‬‬
‫والعاج‪ ،‬والزجاج‪... ،‬إلخ(‪.)3‬‬

‫يف األجزاء الشاملية من‬ ‫والعقيق‪ :‬يبدأ جريان وادي أمل‬ ‫‪ ‬واديي امل‬

‫‪ - 1‬اجلرو‪ ،‬أسمهان‪ :‬موجز التاريخ السياه‪ ،‬ص ‪.158 -157‬‬


‫‪2 - Pirenne. J: Op.cit., p. 222.‬‬
‫‪ - 3‬بروتون‪ ،‬جان فرانسوال و بافقيه‪ ،‬حممد عبدالقادر‪ :‬كنوز وادي باء (حفرية إنقاذيه مشرتكة يف‬
‫موقع أم ذيبية)‪ ،‬املكتبة الرشقية بول غوثنر‪ -‬باريس‪1993 ،‬مل ص ‪15‬ل اجلرو‪ ،‬أسمهان‪ :‬موجز‬
‫التاريخ السياه‪ ،‬ص ‪.158‬‬
‫‪168‬‬
‫املرتفعات الغربية إىل اجلنوب من وادي نجران‪ ،‬ومن روافدمها‪ :‬مرتفعات‬
‫مهدان إىل اجلنوب الرشقي من منطقة صعد ‪ ،‬وتنرصف مياههام إىل الصحراء‪،‬‬
‫ويتميز جمرامها باالستواء يف معبم أجزائها وييط هبام مناطق منبسطة تكسوها‬
‫الرمال واملجروفات السيلية‪ ،‬ومن األودية التي تتجه رشقا أينا أودية اجلوبة‪،‬‬
‫وهبا العديد من املدن واملواقع األثرية عه ضفافها(‪.)1‬‬

‫وأشار (ابن خرداذبة) إىل الكم النخم للمياه التي تسيل وتتجمع يف‬
‫(الرسار)‪ ،‬جيري‬
‫هذه األودية حي وصف أحد روافده بقوله‪ :‬ويشق صنعاء وادهيا ِّ‬
‫إذا جاء املطر يف شهور الصيف‪ ،‬ويصب يف سعوان‪ ،‬فيكون كاهنا بحري (‪.)2‬‬

‫كام أن هناك بعض األودية املتجهة نحو الشامل يف األجزاء الشاملية من‬
‫حرضموت واملهر ‪ ،‬وتنيع مياه هذه األودية يف صحراء الربع اخلاا‪ ،‬ومن أمهها‪:‬‬
‫وادي عيون الصعري‪ ،‬حزر‪ ،‬خرض ‪ ،‬قناب‪ ،‬املناهيل‪ ،‬رماه‪ ،‬عربة‪ ،‬ميتن‪ ،‬وشحن(‪،)3‬‬
‫إضافة إىل أودية السواحل اجلنوبية الرشقية (أودية عامن)(‪ ،)4‬وهي كثري مثل‪ :‬وادي‬
‫اسامعيل‪ :‬يطلق عليه (حلقوم عامن)‪ ،‬وينبع من (الرقبة) بي جبال (هجر الغريب)‬
‫و(هجر الرشقي)‪ ،‬ويسيل باباه الغرب‪ ،‬ليصب يف البحر‪ ،‬شامل (مسقط)‪ ،‬ووادي‬
‫احلقلي‪ :‬وينبع من (الرقبة)‪ ،‬ويسيل نحو اجلنوب‪ ،‬ليصب يف (بحر العرب)‪ ،‬قبالة‬
‫يوصل بي‬
‫جزير (املصري )‪ ،‬ووادي البطحاء‪ :‬ويعد هذا الوادي أهم طريق ّ‬

‫‪ - 1‬أمحد‪ ،‬عبدالله‪ :‬جغرافية اليمن الطبيعية‪ ،‬ص ‪95‬ل احلفيان‪ ،‬عوض‪ :‬اجلغرافيا العامة‪ ،‬ص ‪167‬ل‬
‫بلفقيه‪ ،‬عيدروس‪ :‬جغرافية اجلمهورية اليمنية‪ ،‬ص ‪.110‬‬
‫‪ - 2‬ابن خرداذبة‪ ،‬عبيد اهلل بن عبدالله‪ :‬املسال واملامل ‪ ،‬مطبعة بريل‪ -‬ليدن‪1889 ،‬م‪ ،‬ص ‪.136‬‬
‫‪ - 3‬أمحد‪ ،‬عبدالله‪ :‬جغرافية اليمن الطبيعية‪ ،‬ص ‪.95‬‬
‫‪ - 4‬احلديثي‪ ،‬نزار عبداللطيف‪ :‬أهل اليمن يف صدر اإلسالم (دورهم واستقرارهم يف االمصار)‪ ،‬املؤسسة‬
‫العربية للدراسات والنرش‪ -‬بريوت‪1978 ،‬م‪ ،‬ص ‪.39 ،38‬‬
‫‪169‬‬
‫الساحل والداخل عرب (اجلبل األخرض)(‪.)1‬‬

‫ونستنتج من خالل ما سلف ذكره أن األودية تعد من أخصب املواضع تربة‪،‬‬


‫وجود العيون الامئية والربك‬ ‫والامء فيها قريب من مستوى سط األرض‪ ،‬وكذل‬
‫قبلة الز اراع والرعا أوال‪ ،‬لوجود الكأل وسهولة حفر‬ ‫يف بعنها‪ ،‬لتكون بذل‬
‫اآلبار للرشب‪ ،‬ومن ثم االستيطان واالستقرار ونشوء احلنار ثانيا‪ ،‬ومصدرا‬
‫للقو واإلنتاج االقتصادي فيام بعد‪.‬‬

‫اليمنية‬ ‫وبالنبر إىل اخلريطة التارخيية لليمن القديم‪ ،‬نجد أن عواصم املامل‬
‫قد نشات وازدهرت عه منافذ األودية الرشقية النابعة من املرتفعات الغربية‬
‫واملطلة عه صحراء رملة السبعتي (مفاز صيهد)‪ ،‬ومن هذه العواصم‪( :‬قرناو)‬
‫العاصمة املعينية والتي قامت يف اجلوف‪ ،‬و(مارب) العاصمة السبئية يف وادي‬
‫(أذنة)‪ ،‬كام قامت (‪.‬نع) العاصمة القتبانية عه وادي بيحان‪ ،‬وعند وادي (املعشار)‬
‫الذي هو امتداد لوادي (العطف) و(عرمة) قامت (شبو ) عاصمة حرضموت‪،‬‬
‫عه وادي (مرخة) قامت (مسور) العاصمة القديمة للحنار‬ ‫وكذل‬
‫األوسانية(‪.)2‬‬

‫وألمهية هذا املورد الامئي‪ ،‬فقد اعتمدت عليه الزراعة يف اليمن القديم بدرجة‬
‫(بيرب جانتيل)(‪)4‬‬ ‫كبري تصل إىل (‪ ،)3()%80‬وقد يدث عن أمهية هذه األودية العامل‬

‫‪ - 1‬النعيم‪ ،‬نوره‪ :‬الوضع االقتصادي‪ ،‬ص ‪66 ،65‬ل اهلاتف‪ ،‬لطف‪ :‬املوارد الامئية‪ ،‬ص ‪83‬ل األكوع‪ ،‬حممد‪ :‬اليمن‬
‫اخلرضاء‪ ،‬ص ‪.138‬‬
‫‪ - 2‬اجلرو‪ ،‬أسمهان‪ :‬موجز التاريخ السياه‪ ،‬ص ‪.158 ،129 ،122 ،84‬‬
‫‪ - 3‬بيوتروفسكي‪ ،‬م‪.‬ب‪ :‬اليمن قبل االسالم والقرون األوىل للهجر (القرن الرابع حتى العارش امليالدي)‪ ،‬ترمجة‪:‬‬
‫حممد بن حممد الشعيبي‪ ،‬دار الكتب اليمنية ‪ -‬صنعاء‪ ،‬ط (‪1428 ،)2‬هـ‪2007 /‬م‪ ،‬ص ‪.93‬‬
‫‪ - 4‬جانتيل‪ ،‬بيرب‪ :‬السيطر عه الري ‪ ،‬ضمن كتاب (اليمن يف بالد ملكة سبا)‪ ،‬ترمجة‪ :‬بدر الدين عرودكي‪ ،‬دار‬
‫األهاا – دمشق‪1999 ،‬م‪ ،‬ص ‪.76‬‬
‫‪170‬‬
‫قائال‪ :‬وقد عرف الناس يف اليمن‪ ،‬خالل اكثر من ألفي عام‪ ،‬ان يستخدموا برباعة‬
‫مياه السيول اجلارفة ‪ ،...‬فقد خ الفت اجلامعات البرشية التي كانت تعيش قديام عه‬
‫أرض اليمن‪ ،‬والتي أنتجت ما نسميه حنار جنوب اجلزير العربية وراءها االثار‬
‫الامدية الدالة عه تقنية بارعة يف السيطر عه هذه املياه‪ ،‬استطاعوا بفنلها انتاج‬
‫مزيد من الطعام‪ ...‬إلخ ‪.‬‬

‫‪ -2‬املياه اجلوفية‪:‬‬

‫ترتش املياه املتساقطة واجلارية عه سط األرض ‪-‬أصل املياه اجلوفية‪-‬‬


‫عرب طبقة الرتبة اهلشة املتكونة من الرمال واحلىص إىل داخل تكوينات القرش‬
‫األرضية‪ ،‬والتي تصب فيام بعد خزانات ضخمة للمياه اجلوفية(‪ ،)1‬مشكلة بذل‬
‫الطبقات احلاملة هلذه‬ ‫جداول جوفية تسري باباه انحدار األرض‪ ،‬ويرتاوح سم‬
‫املياه بي بنعة امتار(‪ ،)2‬و‪.‬ثل املياه اجلوفية املخزون الرئييس ملصادر املياه‬
‫والري(‪ ،)3‬حيث تلعب املياه اجلوفية دورا مهام يف الزراعة وتوفري مياه الرشب يف‬
‫املناطق التي تعاين من شحة املياه السطحية(‪.)4‬‬

‫ويعتمد حجم وكمية املياه اجلوفية يف أي منطقة أساسا عه حجم هطول‬


‫التناريس وتوزيع الغطاء النبا يف املناطق املختلفة(‪ ،)5‬ونسبة‬ ‫األمطار‪ ،‬وكذل‬

‫‪ - 1‬بلفقيه‪ ،‬عيدروس‪ :‬جغرافية اجلمهورية اليمنية‪ ،‬ص ‪111‬ل أبو سمور‪ ،‬حسنل و اخلطيب‪ ،‬حامد‪ :‬جغرافية‬
‫املوارد الامئية‪ ،‬دار صفاء للنرش والتوزيع‪ -‬ع اَامن‪ -‬األردن‪ ،‬ط (‪1420 ،)1‬هـ‪1999 /‬م‪ ،‬ص ‪.151‬‬
‫‪ - 2‬النعيم‪ ،‬نوره‪ :‬الوضع االقتصادي‪ ،‬ص ‪.69‬‬
‫‪ - 3‬اخلرباشل واإلنبعاوي‪ :‬جيولوجية اليمن‪ ،‬ص ‪126‬ل بلفقيه‪ ،‬عيدروس‪ :‬جغرافية اجلمهورية‬
‫اليمنية‪ ،‬ص ‪.112‬‬
‫‪ - 4‬أمحد‪ ،‬عبدالله‪ :‬جغرافية اليمن الطبيعية‪ ،‬ص ‪97‬ل بافقيه‪ ،‬حامد‪ :‬تقنية أنبمة الري القديمة‪ ،‬ص‪.98‬‬
‫‪ - 5‬اخلرباشل واإلنبعاوي‪ :‬جيولوجية اليمن‪ ،‬ص ‪.126‬‬
‫‪171‬‬
‫التغذية‪ ،‬وعه حجم الطبقة احلاملة للمياه اجلوفية(‪ ،)1‬حيث تصعد املياه اجلوفية‬
‫تلقائيا عه شكل عيون وينابيع وغدران(‪ ،)2‬أو عن طريق استخراجها من خالل‬
‫حفر اآلبار‪ ،‬أما ما يساعد عه انبثاق العيون فهو وجود طبقات صخرية صامء أسفل‬
‫الشقوق واالنكسارات‪ ،‬يول دون تعمقها نحو باطن األرض(‪ .)3‬يقول الكرخي‬
‫يف ذل ‪ ... :‬ومن املياه الباهر ‪ ،‬العيون التي تنبعث من غري عالج وسببها ما ذكر‬
‫من جماري املياه يف باطن األرض‪ ،‬فمتى صادف عه وجهها مكان أقرب إىل املركز‬
‫من موضع ماد ا ظهرت فيه (‪ ،)4‬وبعض هذه العيون تكثر يف مياهها املواد‬
‫الكربيتية‪ ،‬بسبب تغلغلها يف باطن األرض واكتساهبا احلرار (‪.)5‬‬

‫وي َشكل التساقط املطري‪ ،‬واملياه اجلارية يف األودية والسهول‪ ،‬بمعا للمياه‬
‫السطحية عه هيئة أحواض مائية جوفية عه أعامق فتلفة وبكميات متفاوتة(‪،)6‬‬
‫ويمكن تصنيفها إىل جمموعتي(‪ :)7‬جمموعة األحواض الكبري ‪ ،‬وجمموعة األحواض‬
‫الصغري ‪.‬‬

‫‪ - 1‬بلفقيه‪ ،‬عيدروس‪ :‬جغرافية اجلمهورية اليمنية‪ ،‬ص ‪.111‬‬


‫‪ - 2‬النعيم‪ ،‬نوره‪ :‬الوضع االقتصادي‪ ،‬ص ‪.69‬‬
‫‪ - 3‬أمحد‪ ،‬عبدالله‪ :‬جغرافية اليمن الطبيعية‪ ،‬ص ‪.97‬‬
‫‪ - 4‬النعيم‪ ،‬نوره‪ :‬الوضع االقتصادي‪ ،‬ص ‪69‬ل (نقال) عن‪ :‬الكرخي‪ ،‬حممد بن احلسن احلاسب‪ :‬إنباط‬
‫املياه اخلفية ‪ ،‬حيدر آباد‪ ،‬دائر املعارف العثامنية‪1359 ،‬هـ‪ ،‬ص ‪.6‬‬
‫‪ - 5‬أمحد‪ ،‬عبدالله‪ :‬جغرافية اليمن الطبيعية‪ ،‬ص ‪.97‬‬
‫‪ - 6‬األحواض الامئية‪ :‬هي مناطق حوضية يتوي عه طبقات صخرية حاملة للامء يف جوف األرض‪.‬‬
‫أمحد‪ ،‬عبدالله‪ :‬جغرافية اليمن الطبيعية‪ ،‬ص ‪97‬ل اخلرباشل واإلنبعاوي‪ :‬جيولوجية اليمن‪،‬‬
‫ص‪.127‬‬
‫‪ - 7‬هناك من الدارسي من يقسم املياه اجلوفية إىل قسمي‪ :‬مياه جوفية متجدد ‪ ،‬ومياه جوفية غري‬
‫متجدد ‪( ،‬انبر)‪ :‬بافقيه‪ ،‬حامد‪ :‬تقنية أنبمة الري القديمة‪ ،‬ص ‪.101 -100‬‬
‫‪172‬‬
‫أوال‪ -‬جمموعة األحواض الكبري ‪[ :‬خارطة رقم (‪])5‬‬

‫تعترب هذه األحواض ذات أمهية كبري كخزانات طبيعية للمياه اجلوفية‪ ،‬حيث‬
‫يتوي عه ما ال يقل عن (‪ )%90‬من جمموع املياه الباطنية يف اليمن‪ ،‬وذل بسبب‬
‫املساحة الشاسعة التي تصل إىل عرشات األالف من الكيلومرتات املربعة(‪،)1‬‬
‫وتنم هذه األحواض كال من‪:‬‬

‫(‪ )1‬حوض سهل امة‪ :‬ويعد من أغنى األحواض باملياه اجلوفية وذل التساعه‪،‬‬
‫إذ تقدر مساحته بحواا (‪ 20‬ألف كلم‪ ،)2‬كام أنه يتلقى كميات كبري من املياه‬
‫عن طريق األودية التي تنحدر إليه من املرتفعات الغربية‪ ،‬كوادي مور‪ ،‬وزبيد‬
‫ووادي كدد‪ ،‬حيث يشكل – كام ذكر سابقا‪ -‬كل منها حوضا مائيا قائام‬
‫فةن التكوينات الرسوبية التي بمعت خالل‬ ‫بذاته‪ .‬وباإلضافة إىل ذل‬
‫الزمني اجليولوجيي (الثالث والرابع) تعترب طبقة حاملة للامء(‪ ،)2‬بينام‬
‫الطبقات التي تقع يتها هي من صخور (القاعد ) وهي ال تسم بترسب‬
‫الامء إىل أسفل‪.‬‬

‫(‪ )2‬حوض السهل الساحيل اجلنويب‪ :‬وينقسم إىل قسمي‪:‬‬

‫أ‪ -‬اجلزء الغريب من احلوض‪ :‬ويتمثل بمجموعة من األحواض التي تشمل‪:‬‬


‫وادي بنا‪ ،‬ووادي أحور‪ ،‬وبعض املياه هنا تنساب إىل البحر‪.‬‬

‫‪ - 1‬اخلرباشل واإلنبعاوي‪ :‬جيولوجية اليمن‪ ،‬ص ‪.129‬‬


‫‪ - 2‬تواجه املياه املخزونة يف سهل امة عد إشكاليات منها‪ :‬ترسب املياه العذبة إىل البحر واختالط‬
‫بعنها بمياه البحر‪ ،‬كام تستنزف املياه اجلوفية يف هذا احلوض بشكل كبري جدا من خالل حفر‬
‫اآلبار العشوائية‪ .‬أمحد‪ ،‬عبدالله‪ :‬جغرافية اليمن الطبيعية‪ ،‬ص ‪98 -97‬ل اخلرباشل واإلنبعاوي‪:‬‬
‫جيولوجية اليمن‪ ،‬ص ‪129‬ل بلفقيه‪ ،‬عيدروس‪ :‬جغرافية اجلمهورية اليمنية‪ ،‬ص ‪.113 -112‬‬
‫‪173‬‬
‫ب‪ -‬اجلزء الرشقي‪ :‬ويتمثل يف حوض وادي حرضموت‪ ،‬ووادي اجلزع‪ ،‬ويعد‬
‫وادي حرضموت من أهم اخلزانات اجلوفية يف اجلزء الرشقي لليمن‪ ،‬واملياه‬
‫إال أهنا ماحلة يف اجلزء األوسط من‬ ‫يف هذا احلوض قريبة من السط‬
‫الوادي(‪.)1‬‬

‫(‪ )3‬حوض منخفض اجلوف‪ :‬يعترب من أكرب األحواض اليمنية سعة‪ ،‬ويتميز هذا‬
‫احلوض بامطاره القليلة والنادر والتي ترتاوح بي (‪250-100‬ملم) سنويا‪،‬‬
‫وهو يتغذى من العديد من األدوية –كام أسلفنا‪ -‬أمهها‪ :‬أودية مهدان‪،‬‬
‫وحوث‪ ،‬ووادي مذاب‪ ،‬واخلارد‪ ،‬وريد ‪ ،‬وشبام‪ ،‬ويوجد يت الرواسب‬
‫السطحية املفككة رواسب ذو طبقات سميكة‪ ،‬تتكون من احلجر اجلريي‬
‫والرميل‪ ،‬أو ما يسمى باملواد السليكية الثالثية والرباعية‪ ،‬وكل هذه املميزات‬
‫بعل من حوض اجلوف مصدرا هاما للمياه اجلوفية(‪.)2‬‬

‫(‪ )4‬أحواض املرتفعات الوسطى‪ :‬وهي عبار عن أحواض منفصلة عن بعنها‬


‫وتشمل‪ :‬منخفنات صعد ‪ ،‬عمران‪ ،‬صنعاء‪ ،‬معرب‪ ،‬ذمار‪ ،‬ويريم‪ .‬وهذه‬
‫األحواض حماطة بجبال تنرصف مياهها إىل هذه األحواض(‪.)3‬‬

‫ثانيا‪ -‬جمموعة األحواض الصغري ‪:‬‬

‫هذه األحواض تنترش يف أنحاء فتلفة من اليمن وخاصة االجزاء اجلنوبية‬


‫الغربية‪ ،‬ومن هذه األحواض‪ :‬حوض (السحول) شامل غرب مدينة (إب)‪،‬‬

‫‪ - 1‬أمحد‪ ،‬عبدالله‪ :‬جغرافية اليمن الطبيعية‪ ،‬ص ‪98‬ل لالستزاد (انبر) احلفيان‪ ،‬عوض‪ :‬اجلغرافيا العامة‪ ،‬ص‬
‫‪.177 -170‬‬
‫‪ - 2‬بلفقيه‪ ،‬عيدروس‪ :‬جغرافية اجلمهورية اليمنية‪ ،‬ص ‪113‬ل عباس‪ ،‬شهاب‪ :‬جغرافية اليمن الطبيعية‪ ،‬ص ‪85‬ل‬
‫أمحد‪ ،‬عبدالله‪ :‬جغرافية اليمن الطبيعية‪ ،‬ص ‪.99‬‬
‫‪ - 3‬اخلرباشل واإلنبعاوي‪ :‬جيولوجية اليمن‪ ،‬ص ‪132‬ل أمحد‪ ،‬عبدالله‪ :‬جغرافية اليمن الطبيعية‪ ،‬ص‪.99‬‬
‫‪174‬‬
‫وحوض احلوبان شامل تعز‪ ،‬وحوض الراهد ‪ -‬كرش‪ ،‬وأحواض منخفنات‬
‫خوالن‪ ،‬رداع‪ ،‬ورشق صعد ‪ ،‬حيث إن الصخور التي يتوي عه هذه املياه غالبا ما‬
‫تكون من احلىص واحلجار وجزيئات الطي واملتفتتات الربكانية(‪.)1‬‬

‫‪.‬كان اإلنسان اليمني القديم من احلصول عه املياه اجلوفية عن طريق حفر‬


‫اآلبار واستنباط املياه من جوف األرض(‪ ،)2‬واالنتفاع بام خرج من باطن األرض‬
‫من املياه العذبة عه هيئة ينابيع وعيون بفعل الطبيعة‪ ،‬ونفصل ذل فيام ييل‪:‬‬

‫‪ -1‬اآلب ــار‪ :‬واجه اإلنسان اليمني القديم العديد من إشكاليات اجلفاف وانقطاع‬
‫احلال به عند نفاد مصادر املياه السطحية‪ ،‬فقد كانت البلد ‪.‬ر بمراحل جفاف من ن‬
‫آن‬
‫آلخر‪ ،‬واستطاع التغلب عليها من خالل توجهه إىل حفر اآلبار بحثا عن املياه‬
‫اجلوفية لتلبية حاجته الكبري إليها‪ ،‬سواء الرشب أو االستخدامات املنزلية أو لري‬
‫احلقول واملزروعات‪ ،‬واآلبار من وسائل احلصول عه املياه اجلوفية املعروفة منذ‬
‫أزمنة قديمة‪ ،‬وأوضحت الدكتور (النعيم) كيفية توصل اإلنسان إىل فكر حفر‬
‫اآلبار بقوهلا‪ :‬إن بداية حفرها –تقصد اآلبار‪ -‬بدأ بشكل بسيط حيث توصل‬
‫اإلنسان عه ما يبدو من خالل مشاهداته ومالحبته للمياه التي تترسب إىل داخل‬
‫الرتبة يف بطون األودية‪ ،‬إذ أنه لو حفر األرض بيديه ينبع الامء‪ ،‬وقد الحظ أينا أنه‬
‫بعد تفريغه لكمية الامء النابعة فةهنا ما تلبث حفرته الصغري أن ‪.‬تلئ فادرك وجود‬
‫مصدر للمياه داخل الرتبة‪ ،‬ثم أخذ يعمق احلفر للحصول عه مزيد من الامء‪ ،‬وقد‬
‫ينطر إىل التعمق عد أمتار حتى يصل إىل منسوب ن‬
‫كاف من الامء‪ ،‬ولكنه الحظ‬

‫‪ - 1‬عباس‪ ،‬شهاب‪ :‬جغرافية اليمن الطبيعية‪ ،‬ص ‪85‬ل أمحد‪ ،‬عبدالله‪ :‬جغرافية اليمن الطبيعية‪ ،‬ص‪.99‬‬
‫‪ - 2‬لالستزاد حول البئر وصفا ا وأسامئها وأشكاهلا‪...‬إلخ‪( ،‬انبر)‪ :‬األعرايب‪ ،‬أبو عبدالله حممد بن‬
‫زياد (ت‪231 :‬هـ)‪ :‬كتاب البئر‪ ،‬يقيق‪ :‬رمنان عبدالتواب‪ ،‬دار النهنة العربية‪ -‬بريوت‪،‬‬
‫‪1982‬م‪ ،‬ص ‪.73 -54‬‬
‫‪175‬‬
‫أينا أن حدوث سيول جارفة تؤدي إىل تدمري بئره وطمرها‪ ،‬لذا جلا إىل حفرها يف‬
‫جوانب األودية حتى حيميها‪ ،‬وقد تطورت عمليات احلفر عرب العصور حتى ‪.‬كن‬
‫اإلنسان من الغوص يف أعامق الرتبة للوصول إىل الامء (‪.)1‬‬

‫وتعد اآلبار من أكثر الوسائل املنترش للحصول عه الامء العذب يف اليمن‬


‫الرتباطها‬ ‫القديم‪ ،‬إذ ال تكاد ختلو منطقة يف اليمن من وجود البئر فيها‪ ،‬وذل‬
‫باالستخدام البرشي‪ ،‬لذا فهي توجد داخل املنازل ويف القرى‪ ،‬واملعابد‪ ،‬إال أن‬
‫أعدادا منها أينا أستخدم يف الزراعة(‪ ،)2‬خاصة يف املناطق التي تعتمد اعتامدا كبريا‬
‫عه املياه اجلوفية‪ ،‬مثل منطقة اجلوف مقر دولة معي‪ ،‬وتفيد النقوش املكتشفة فيها‬
‫احلديث عن حفر اآلبار وتبطينها وملكيتها مثل النقوش‪N 16, 17; Sh 4/5, ( :‬‬
‫يف النقش (‪ ،)YMN 15‬والذي يتحدث عن قيام‬ ‫‪ ،)3()5/3‬وورد مثل ذل‬
‫صاحبه بحفر بئر وتوسيعها و‪.‬ليطها وبصيا مرافقها وشق ساقيتها إىل غري ذل‬
‫من األعامل‪ ،‬أما مكان العثور عه هذا النقش فقد ذكره النارش أنه عثر عليه يف (بئر‬
‫ال َعيل)‪ ،‬الواقعة يف وادي حوران ناحية السوادية يف حمافبة البيناء حاليا(‪،)4‬‬
‫وكذل النقوش (‪.)CIH 308/7; RES 4731, 4700‬‬

‫ويدثنا النقوش عن قيام أكثر من شخا‪-‬مجاعات‪ -‬بحفر اآلبار‪ ،‬حيث‬

‫‪ - 1‬النعيم‪ ،‬نوره‪ :‬الوضع االقتصادي‪ ،‬ص ‪.72‬‬


‫‪ - 2‬لالستزاد عن اآلبار‪( :‬انبر)‪ :‬عيل‪ ،‬جواد‪ :‬املفصل يف تاريخ العرب‪ ،‬ج (‪ ،)7‬ص ‪ 182‬وما يليها‪.‬‬
‫‪ - 3‬نامي‪ ،‬خليل حييى‪ :‬نقوش خربة معي‪ ،‬مطبعة املعهد العلمي الفرنيس لآلثار الرشقية ‪ -‬القاهر ‪،‬‬
‫‪1952‬م‪ ،‬ص ‪25 ،23‬ل رشف الدين‪ ،‬أمحد‪ :‬تاريخ اليمن الثقايف‪ ،‬ص ‪319 ،317‬ل لالستزاد‬
‫(انبر)‪ :‬بافقيه‪ ،‬حممدل (وآخرون)‪ :‬فتارات‪ ،‬ص ‪ 282‬وما يليها‪.‬‬
‫‪ - 4‬عبدالله‪ :‬مدونة النقوش اليمنية ‪ ،‬جملة اإلكليل‪ ،‬وزار اإلعالم والثقافة – صنعاء‪ ،‬ع (‪،)4 -3‬‬
‫‪1409‬هـ‪1988 /‬م‪ ،‬ص ‪.250‬‬
‫‪176‬‬
‫ورد يف النقش (‪ )CIH 620‬قيام كل من (معدي كرب ينعم) و(حلي عثت ينوف)‬
‫بحفر بئر هلم‪ ،‬وخيربنا أينا النقش (‪ )RES 4194‬عن قيام مجاعة من الناس بحفر‬
‫بئر‪ ،‬كام ختربنا النقوش عن بعض امللوك وكهنة املعابد الذين قاموا بحفر اآلبار‪،‬‬
‫السبئي (يدع إل) استنبط للبلد‬ ‫النقش (‪ ،)Ir 48‬الذي يذكر أن املل‬ ‫مثال ذل‬
‫املسام (روى)‪ ،‬يف املوضع املسمى (أريدي) الواقع يف ضاحية‬‫ا‬ ‫(حفري)‪ ،‬البئر‬
‫(حفري)(‪ ،)1‬وذكرت هذه النقوش أسامء األودية واملواضع التي حفرت فيها تل‬
‫اآلبار(‪ ،)2‬وال يتسع املجال حلرصها‪.‬‬

‫ويف املقابل هناك العديد من النقوش احلربية يف اليمن القديم ختربنا عن‬
‫حي آلخر عه‬‫سيطر امللوك والقاد العسكريي يف حروهبم التي كانوا يشنّوهنا من ن‬

‫املناطق اخلارجة عن سيطر م وهدمهم وطمرهم لعدد كبري من اآلبار‪ ،‬ويعد هذا‬
‫أو قائد احلملة‪ ،‬كام يف نقش ( ‪Ja‬‬ ‫الترصف عقوبة شديد كان يامر بتنفيذها املل‬
‫‪ ،)629/29‬والذي خيربنا عن احلملة العسكرية التي قام هبا (سعد شمسم وابنه‬
‫مرثد هيحمد) ملكي سبا وذي ريدان بن إل رشح حينب مل سبا وذي ريدان عه‬
‫منطقة مدينتي (حلزوم ومرشقيتن)‪ ،‬وتدمريمها للمنش ت الدينية والامئية ومنها‬
‫اآلبار!‪ ،‬وكذل ورد يف النقش (‪ )Ja 557/15‬الذي يتحدث عن إحدى احلمالت‬
‫العسكرية التي قادها املل إل رشح حينب مع أخيه (يازل) باباه مدينة (نجران)‬
‫بسبب ‪.‬رد أهلها وحكامها‪ ،‬وكان من نتائجها تدمري (‪ 97‬بئرا) وتسويتها‬

‫‪ - 1‬حفري‪ :‬أو (حفراء) هي نفسها املعروفة باسم (يال)‪ ،‬اإلرياين‪ ،‬مطهر‪ :‬نقوش مسندية‪ ،‬ص ‪-462‬‬
‫‪.463‬‬
‫‪ - 2‬عيل‪ ،‬جواد‪ :‬املفصل يف تاريخ العرب‪ ،‬ج (‪ ،)7‬ص ‪196 ،37‬ل اسامعيل‪ ،‬فاروق‪ :‬اللغة اليمنية‪ ،‬ص‬
‫‪164‬ل (انبر) النقوش التالية أينا‪)RES 3856; CIH 3031; H 174( :‬ل لالستزاد حول‬
‫اآلبار‪( :‬انبر)‪ :‬اهلاتف‪ ،‬لطف‪ :‬املوارد الامئية‪ ،‬ص ‪.208 – 187‬‬
‫‪177‬‬
‫بالرتاب(‪ ،)1‬وأينا محلته العسكرية التي ابه هبا نحو سهل (ذي حرور و عرصم‬
‫ودرجعان وقرب وقرس)(‪ ،)2‬وكان من نتائجها (طمر مجيع آبارهم)‪ ،‬وفقا لام ورد‬
‫يف سياق النقش (‪.)Ja 576/12‬‬

‫أدرك امللوك والقاد العسكريون يف لكة سبا مدى أمهية وتاثري املنش ت‬
‫الامئية – سواء كانت سطحية عه هيئة برك وم جل وكروف أو جوفية عه هيئة آبار‬
‫اخلارجة عن‬ ‫واملدن املجاور وخاصة تل‬ ‫وعيون‪ -‬يف بناء واستقرار املامل‬
‫سيطر م‪ ،‬لذا جلاوا يف محال م العسكرية إىل يويل السواقي التي تروي األرايض‬
‫الزراعية بغرض حرماهنا من أهم وسائل الري وتغذية املياه اجلوفية وردم اآلبار‪،‬‬
‫فنال عن االستيالء عليها‪ ،‬وهذا يعترب أحد أنواع العقوبات التي اتبعها امللوك‬
‫والقاد العسكريون ضد اخلارجي عن سيطر احلكم السبئي أو يف سبيل تكريس‬
‫وتوسيع نفوذ لكة سبا يف اجلزير العربية بشكل عام وجنوهبا بشكل خاص‪ ،‬وهذا‬
‫يدلنا أينا عه مدى وعي وإدراك السبئيي ألمهية املياه والسيول‪.‬‬

‫ويؤكد (اهلمداين) عند ذكره آبار ذمار أهنا كثري وأن ماءها ينال باليد(‪ ،)3‬كام‬
‫قال أينا يف ذكر اآلبار‪ :‬ومن اآلبار العجيبة‪ :‬البئر املعطلة‪ ،‬ومنها بئر كاقه ملراد‬

‫إل‬ ‫دون يف النقوش اليمنية القديمة التي تتحدث عن احلمالت العسكرية للمل‬
‫‪ - 1‬يتن من خالل ما ّ‬
‫رشح حينب أنه كانت لديه نزعة باه هدم اآلبار ويطيم املنش ت الامئية بشكل واض جدا‪ ،‬إلخناع‬
‫املتمردين حلكمه‪ ،‬كوهنا ذات أمهية قصوى يف استقرار اإلنسان اليمني يف تل املناطق (انبر) العتيبي‪،‬‬
‫حممد‪ :‬التنبيامت واملعارك احلربية يف سبا‪ ،‬ص ‪ .197 ،175‬لالستزاد حول املل (إل رشح حينب)‬
‫(انبر)‪ :‬عربش‪ ،‬منري‪ :‬إل رشح حينب ‪ ،‬املوسوعة اليمنية‪ ،‬مؤسسة العفيف الثقافية ‪ -‬صنعاء‪ ،‬مج‬
‫(‪ ،)3‬ط (‪1423 ،)2‬هـ‪2003 /‬م‪ ،‬ص ‪.1707 - 1702‬‬
‫‪ - 2‬بعض هذه املواقع غري معروف حاليا ويعتقد الباحث وجود معبمها يف قاع جهران شامل مدينة ذمار‪.‬‬
‫(انبر)‪AL- Sheiba: Op. Cit, p. 118 – 119. :‬‬
‫‪ - 3‬اهلمداين‪ ،‬احلسن‪ :‬صفة جزير العرب‪ ،‬ص ‪.206‬‬
‫‪178‬‬
‫أسفل اجلوف ‪ ،...‬وبئر سام بن نوح بصنعاء‪ ،‬وكهالة بئر ذي يزن بي زبيد وعدن‪،‬‬
‫وبرهوت بسفه حرضموت(‪ ،)1‬وبئر ميمون املذكور يف القرآن (‪.)2‬‬

‫ووجدت اآلبار يف بعض املعابد اليمنية القديمة‪ - ،‬يف فناءات املعابد‪-‬‬


‫يف االستشفاء من‬ ‫وكانت تستخدم يف عملية التطهر باالغتسال منها‪ ،‬وكذل‬
‫األمراض برشب مائها أو االغتسال به(‪ ،)3‬حيث كانت معنية هبذا الطقس الديني‪،‬‬
‫البئر‬ ‫ووجدت أينا آبار خاصة بالقرابي السائلة كقربان إراقة الامء‪ ،‬ومثال ذل‬
‫يف معبد وعول رصواح ومها من‬ ‫املوجود يف ساحة معبد برآن يف مارب‪ ،‬وكذل‬
‫املعابد اخلاصة باإللـه القمر إلـه لكة سبا الرئييس‪ ،‬كام أنه تم تقديم اآلبار‬
‫للمعبودات كقرابي‪ ،‬وربام كرست تل اآلبار لآلهلة‪ ،‬الستخدام مياهها يف الشعائر‬
‫والطقوس الدينية املقامة داخل املعابد أو أمام النصب‪ ،‬واألماكن املقدسة‪ ،‬وكانت‬
‫اآلبار تطوى باحلجار املهندمة التي ال تسم للمياه بالترسب من البئر لدقة‬ ‫تل‬
‫تشذيبها ودقة بنائها‪ ،‬وقد أقيمت بعض اآلبار داخل املعابد –كام ذكر سابقا‪-‬‬
‫وبعنها اآلخر يف بعض املناطق املحيطة بتل املعابد‪ ،‬وكانت تقام بعض السواقي‬
‫التي ‪.‬تد من البئر إىل داخل املعبد املراد إمداده باملياه(‪.)4‬‬

‫‪.‬دنا النقوش اليمنية القديمة بالعديد من األلفاظ التي تدل عه اآلبار‬


‫ومراحل حفرها وإ‪.‬امها وطيها باحلجار ‪( ،‬انبر جدول رقم [‪ )]3‬وهي كاآل ‪:‬‬

‫‪ - 1‬لالستزاد (انبر)‪ :‬املقحفي‪ ،‬إبراهيم أمحد‪َ :‬برهوت ‪ ،‬املوسوعة اليمنية‪ ،‬مؤسسة العفيف الثقافية ‪-‬‬
‫صنعاء‪ ،‬مج (‪ ،)1‬ط (‪1423 ،)2‬هـ‪2003 /‬م‪ ،‬ص ‪.515 - 514‬‬
‫‪ - 2‬اهلمداين‪ ،‬احلسن‪ :‬صفة جزير العرب‪ ،‬ص ‪.319‬‬
‫‪ - 3‬العريقى‪ ،‬منري‪ :‬الفن املعامري والفكر الديني‪ ،‬ص ‪.233 – 232‬‬
‫‪ - 4‬احلامدي‪ ،‬هزاع حممد عبدالله سيف‪ :‬القرابي والنذور يف الديانة اليمنية القديمة‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬قسم‬
‫اآلثار املرصية – كلية اآلثار‪ -‬جامعة القاهر ‪1427 ،‬هـ‪2006 /‬م‪ ،‬ص ‪318 ،29 ،22‬‬
‫‪179‬‬
‫[ب ا ر = ‪ )1(]BƆR‬وورد لفبها يف النقش (‪ ،)CIH 230/2‬ووردت بصيغة‬
‫اجلمع [ا ب ا ر = ‪ ]ƆBƆR‬كام يف النقوش ( ;‪Ja 557/15, 576/12‬‬
‫‪ ،)629/29‬كام ورد يف املعجم السبئي لفظ [ع ر ف = ‪ ، ]CRF‬بمعنى (بئر) و (بئر‬
‫قريب ما ها)(‪ ،)2‬ولفظ [ح ة ي = ‪ ،)3(]ḤS3Y‬بمعنى (البئر القريبة القعر) والذي‬
‫ورد يف النقش (‪ ،)YM 390/7‬ومن األلفاظ التي هلا عالقة باآلبار‪ ،‬وملعنى (حفر‬
‫البئر) وردت ألفاظ عديد ‪ ،‬منها‪[ :‬ب ا ر = ‪ ،)4(]BƆR‬كام يف النقش ( ‪CIH‬‬
‫‪[ ،)338/7‬ب ق ر = ‪ ،)5(]BQR‬كام يف النقش (‪ ،)CIH 658/30‬ولفظ [ح ف ر‬
‫= ‪ ،)6(]ḤFR‬يف النقش (‪.)CIH 541/68‬‬

‫لفظ [ع ش ق = ‪ ،)7(]CS2Q‬كام يف النقش (‪،)YM 544/1‬وأينا‬ ‫وكذل‬


‫(وسع)(‪ ،)8‬كام يف النقش ( ‪RES‬‬
‫ا‬ ‫لفظ [ب ح ر = ‪ ،]BḤR‬وتعني أينا‬

‫‪ - 1‬يرد لفظ (بئر) يف اللغات السامية بنفس املعنى وهو لفظ مشرتك معها وقريب النطق أينا‪( .‬انبر)‪ :‬كامل‬
‫الدين‪ ،‬حازم‪ :‬معجم مفردات املشرتك السامي‪ ،‬ص ‪.73‬‬
‫‪ - 2‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪19‬ل اسامعيل‪ ،‬فاروق‪ :‬اللغة اليمنية القديمة‪ ،‬ص ‪236‬ل‬
‫بافقيه‪ ،‬حممدل (وآخرون)‪ :‬فتارات‪ ،‬ص ‪355‬ل لالستزاد ‪( :‬انبر)‪ :‬عيل‪ ،‬جواد‪ :‬مصطلحات الزراعة‬
‫والري‪ ، ...‬ص ‪.40‬‬
‫‪ - 3‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪72‬ل اسامعيل‪ ،‬فاروق‪ :‬اللغة اليمنية القديمة‪ ،‬ص ‪.221‬‬
‫‪ - 4‬األغربي‪ ،‬فهمي‪ :‬معجم األلفاظ املعامرية‪ ،‬ص ‪.24‬‬
‫‪ - 5‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪30‬ل اسامعيل‪ ،‬فاروق‪ :‬اللغة اليمنية القديمة‪ ،‬ص ‪.216‬‬
‫‪ - 6‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪66‬ل األغربي‪ ،‬فهمي‪ :‬معجم األلفاظ املعامرية‪ ،‬ص ‪62‬ل‬
‫اسامعيل‪ ،‬فاروق‪ :‬اللغة اليمنية القديمة‪ ،‬ص ‪221‬ل يشرتك هذا اللفظ مع العديد من اللغات السامية‬
‫وبنفس املعنى‪( ،‬انبر)‪ :‬كامل الدين‪ ،‬حازم‪ :‬معجم مفردات املشرتك السامي‪ ،‬ص ‪.145‬‬
‫‪ - 7‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪21‬ل األغربي‪ ،‬فهمي‪ :‬معجم األلفاظ املعامرية‪ ،‬ص‬
‫‪141‬ل اسامعيل‪ ،‬فاروق‪ :‬اللغة اليمنية القديمة‪ ،‬ص ‪.237‬‬
‫‪ - 8‬األغربي‪ ،‬فهمي‪ :‬معجم األلفاظ املعامرية‪ ،‬ص ‪.25‬‬
‫‪180‬‬
‫‪ ،)4198/2‬كام يا لفظ [س ب ح ر = ‪ ،)1(]S1BḤR‬بمعنى (تعميق البئر) يف‬
‫اللهجة املعينية‪ ،‬كام يف النقش (‪ ،)N 16‬ويرد بنفس املعنى السابق أينا اللفظ [و ر‬
‫د = ‪ ،)2(]WRD‬وحي تصل عملية احلفر إىل الامء يطلق عليها لفظ [ن ب ط =‬
‫األلفاظ‪[ :‬ض‬ ‫‪ ،)3(]NBṮ‬كام يف النقش (‪ ،)4()Lu 26/3; YMN 4/3-4‬وتا‬
‫ف ر = ‪ ،)5(]ḌFR‬يف النقش (‪ ،)RES 4700/3‬و [ط و ي = ‪ ]ṬWY‬أو [ط ي‬
‫ت = ‪ ،)6(]ṬYT‬بمعنى (بئرا مطوية بحجار )‪ ،‬ويا بنفس املعنى اينا لفظ [ض ر‬
‫س = ‪ ،)7(]ḌRS1‬كام يف النقش (‪ ،)CIH 308/7‬ومن ثم تا عملية طالء البئر‬
‫بالقناض أو اجلا‪ ،‬وتسمى بـ (التقوي ) من اجلذر [ق و ح = ‪ ،)8(]QWḤ‬كام يف‬
‫النقش (‪ ،)CIH 560/2‬ويطلق لفظ [ي ب س = ‪ ،)9(]YBS1‬إذا (نشفت او‬
‫ننبت مياه البئر)‪ ،‬كام يف النقش (‪ ،)Ja 735/6,7‬أما لفظ [م س ر =‬

‫‪ - 1‬عيل‪ ،‬جواد‪ :‬املفصل يف تاريخ العرب‪ ،‬ج (‪ ،)7‬ص ‪.186‬‬


‫‪ - 2‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪.162‬‬
‫‪ - 3‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪91‬ل األغربي‪ ،‬فهمي‪ :‬معجم األلفاظ املعامرية‪ ،‬ص ‪182‬ل‬
‫اسامعيل‪ ،‬فاروق‪ :‬اللغة اليمنية القديمة‪ ،‬ص ‪246‬ل عيل‪ ،‬جواد‪ :‬املفصل يف تاريخ العرب‪ ،‬ج (‪ ،)7‬ص‬
‫‪186‬ل كذل ‪ :‬مصطلحات الزراعة والري‪ ، ..‬ص ‪.40‬‬
‫‪ - 4‬عبدالله‪ ،‬يوسف حممد‪ :‬مدونة النقوش اليمنية القديمة ‪ ،‬جملة دراسات يمنية‪ ،‬مركز الدراسات‬
‫والبحوث اليمني‪ -‬صنعاء‪ ،‬ع (‪ ،)2‬مارس ‪1979‬م‪ ،‬ص ‪.56 -55‬‬
‫‪ - 5‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪41‬ل األغربي‪ ،‬فهمي‪ :‬معجم األلفاظ املعامرية‪ ،‬ص ‪123‬ل‬
‫اسامعيل‪ ،‬فاروق‪ :‬اللغة اليمنية القديمة‪ ،‬ص ‪.234‬‬
‫‪ - 6‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪154‬ل اسامعيل‪ ،‬فاروق‪ :‬اللغة اليمنية القديمة‪ ،‬ص ‪.235‬‬
‫‪ - 7‬األغربي‪ ،‬فهمي‪ :‬معجم األلفاظ املعامرية‪ ،‬ص ‪.122‬‬
‫‪ - 8‬اسامعيل‪ ،‬فاروق‪ :‬اللغة اليمنية القديمة‪ ،‬ص ‪243‬ل لالستزاد (انبر)‪ :‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم‬
‫السبئي‪ ،‬ص ‪.110‬‬
‫‪ - 9‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪167‬ل اسامعيل‪ ،‬فاروق‪ :‬اللغة اليمنية القديمة‪ ،‬ص‬
‫‪.253‬‬
‫‪181‬‬
‫‪ ،)1(]MS1R‬والتي تعني (إزالة الطي أو رفع الطمي)‪ ،‬والزال هذا اللفظ مستخدم‬
‫حتى يومنا هذا يف العديد من املناطق اليمنية لتنبيف اآلبار والربك من الوحل‬
‫والشوائب(‪.)2‬‬

‫‪ -2‬العيون (الينابيع)‪ :‬ورد ذكر العيون يف النقوش اليمنية القديمة بلفظ [ع ي ن =‬


‫‪ ،)3(]CYN‬يف النقش (‪ )Ja 665/28‬كاآل ‪[ :‬و ح رب و ‪ /‬ب س ف ل ‪ /‬أ ع ي‬
‫ن ن]‪ ،‬وترمجتها‪ :‬وحاربوا يف املنطقة الواقعة أسفل عيون الامء ‪ ،‬وورد ذكر العي‬
‫يف عد مواضع يف القرآن الكريم كام هي يف قوله تعاىل‪﴿ :‬في َها َع ْي َجار َية﴾(‪،)4‬‬
‫والعيون مصدر من مصادر املياه اجلوفية‪ ،‬تتدفق منها املياه عن طريق الفجوات‬
‫والشقوق يف طبقات األرض تلقائيا باباه السط ل فعندما جيد الامء املحصور منفذا‬
‫له إىل السط تبهر العيون‪ ،‬وقد يتم استنباط بعنها(‪ ،)5‬ويمكن تقسيم العيون إىل‬
‫قسمي مها‪:‬‬

‫أ‪ -‬العيون املوسمية‪ :‬وترتبط هذه العيون بمواسم األمطار‪ ،‬حيث تترسب مياه‬
‫األمطار بي الطبقات الصخرية اا أن تعود إىل السط مر أخرى‪ ،‬وهذا النوع‬
‫من العيون يصيبها اجلفاف بعد توقف هطول األمطار بفرت ‪.‬‬
‫ب‪ -‬العيون الدائمة‪ :‬ويعود سبب هذه التسمية إىل وجود ن‬
‫جمار مائية يت سط‬
‫إىل امليول احلاد للطبقات‬ ‫األرض تعد رافدا مستديم للعيون‪ ،‬ويعزى ذل‬

‫‪ - 1‬األغربي‪ ،‬فهمي‪ :‬معجم األلفاظ املعامرية‪ ،‬ص ‪.178‬‬


‫‪ - 2‬اإلرياين‪ ،‬مطهر‪ :‬املعجم اليمني‪ ،‬ص ‪.829‬‬
‫‪ - 3‬لالستزاد (انبر)‪ :‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪23‬ل (انبر) النقوش التالية‪Ja ( :‬‬
‫‪.)706/7; 2867/3‬‬
‫‪ - 4‬القرآن الكريم‪ ،‬سور الغاشية‪ ،‬آية ‪.12‬‬
‫‪ - 5‬النعيم‪ ،‬نوره‪ :‬الوضع االقتصادي‪ ،‬ص ‪.69‬‬
‫‪182‬‬
‫الصخرية التي يتوي عه خزانات املياه‪ ،‬ومن ثم تبهر هذه املياه عه شكل‬
‫غيول(‪.)1‬‬
‫ن‬
‫بشكل عام ويف جنوهبا‬ ‫تنترش العيون يف العديد من املناطق يف اجلزير العربية‬
‫حوهلا‬ ‫ن‬
‫بشكل خاص‪ ،‬بوفر عيوهنا وينابيعها‪ ،‬وبغزار مياهها(‪ ،)2‬وتنترش بذل‬
‫املزارع والقرى الزراعية‪ ،‬حيث يذكر (اهلمداين) العديد من املواضع يف اليمن التي‬
‫تتواجد فيها العيون‪ ،‬مثل‪ :‬هنوم‪ ،‬وجبل ختيل‪ ،‬وريشان‪ ،‬وجبل ملحان‪ ،‬والعرو‪،‬‬
‫وعراش‪ ،‬وغيالن‪ ،‬وحنور‪ ،‬ومسار‪ ،‬وضوران‪ ،‬وجبل ذخار(‪.)3‬‬

‫ونستنتج ا سبق‪ ،‬مدى معرفة وقدر استغالل اإلنسان اليمني القديم‬


‫للموارد الامئية املتنوعة من أمطار وسيول وآبار وعيون وغريها‪ ،‬حيث قام بتنبيمها‬
‫واحلفاظ عليها وتوظيفها يف خدمته من خالل إنشاء شبكة كبري من اإلنشاءات‬
‫الامئية املنبمة‪ ،‬من سدود وسواقي وم جل وبرك‪ ،‬ليتسنى له االنتفاع هبا يف فرتات‬
‫اجلفاف وانحباس املطر‪ ،‬ومن الشواهد الدالة عه ذل نفقا بينونل ومها عبار عن‬
‫نفقان نحتا يف جبلي‪ ،‬كان الغرض منهام يويل جمرى السيول من وادي إىل ن‬
‫واد‬
‫آخر‪ ،‬حيث تتحول مساقط السيول عرب جبل النقوب إىل وداي اجلالهم‪ ،‬وبمع‬
‫هذه املياه مع مياه سيل وادي اجلالهم لتجري وفق حساب هنده دقيق إىل نفق‬
‫آخر يف جبل بينون إىل وادي نامر (‪ ،)4‬وأينا سن الترشيعات والقواني من ق َبل‬

‫‪ - 1‬بافقيه‪ ،‬حامد‪ :‬تقنية أنبمة الري‪ ،‬ص ‪( .96‬ناقال عن)‪ :‬اجلوهري‪ ،‬يرسي‪ :‬دراسات يف جغرافية املوارد‪ ،‬اهليئة‬
‫املرصية العامة للكتاب‪ -‬االسكندرية‪1980 ،‬م‪ ،‬ص ‪.31‬‬
‫‪ - 2‬النعيم‪ ،‬نوره‪ :‬الوضع االقتصادي‪ ،‬ص ‪.70‬‬
‫‪ - 3‬اهلمداين‪ ،‬احلسن‪ :‬صفة جزير العرب‪ ،‬ص ‪.239‬‬
‫‪ - 4‬بينون‪ :‬تقع يف حمافبة ذمار‪ -‬ضمن قناء ذمار وناحية احلدا‪ ،‬عزلة بني ثوبان بجوار قرية النصلة‪ ،‬وتعد بينون‬
‫أحد عواصم لكة محري التي أسسها التبابعة‪..‬إلخ‪ .‬ن‬
‫ملزيد من التفاصيل حول نفق بينون (انبر)‪ :‬عبدالله‪،‬‬
‫يوسف‪ :‬أوراق يف تاريخ اليمن‪ ،‬ص ‪.301 - 300‬‬
‫‪183‬‬
‫السلطات احلاكمة واملحلية‪ ،‬خشية أن حيدث سوء استخدام أو استغالل غري‬
‫رشعي للمياه‪ ،‬واالستفاد القصوى من هذه املياه والسيول قبل ضياعها يف الرمال‬
‫أو البحار‪ ،‬من خالل كعة توزيعها وتوجيهها نحو احلقول واألرايض الزراعية أو‬
‫توجيهها إىل األحواض والربك وامل جل لالحتفاظ هبا واستخدامها يف أوقات‬
‫انحباس املطر(‪.)1‬‬

‫ويدثت العديد من النقوش اليمنية القديمة‪ ،‬التي تعد بمثابة قواني‬


‫وترشيعات عن كيفية تنبيم الري والسقاية‪ ،‬وغريها من األمور املتعلقة بذل ‪،‬‬
‫حيث ورد يف بعض النقوش ذكر عدد من الوظائف الدينية واملدنية يف اليمن‬
‫القديم‪ ،‬والتي تنبم أمور السقاية والري كوجود مسئولي عليها ومرشفي ومراقبي‬
‫الستخداما ا‪ .‬ومن أمثلة ذل ل ما ورد يف النقش (‪،)AL- JAWF 04.3/2‬‬
‫والذي يوض وجود عملية بناء ملنش ت ماء املعبد‪ ،‬وتعيي مسئولي عنها وذل‬
‫كاآل ‪:‬‬

‫[‪ -1‬س م هـ ي ف ع‪ /‬ي س ر ن‪ /‬ب ن ‪ /‬ل ب ا ن ‪ /‬م ل ك ‪ /‬ن ش ن ‪ /‬س (ح د‬


‫ث) ‪ /‬ب ي ت ‪( /‬ذ ن ص) ب ‪ /‬س ك ر ‪ /‬ب‬

‫‪/‬يدعأب‪/‬ذسبرر‪/‬وبني‪/‬ببرأ‪/‬منفس‪/‬وس‬ ‫‪-2‬‬
‫ب ك ل ‪ /‬ب س ‪ /‬أ ن س ‪ /‬ب أ م ر ‪ /‬و د‪ ،]/‬وحمتوى هذا النقش هو‪:‬‬

‫‪ - 1‬النعيم‪ ،‬نور بنت عبدالله‪ :‬الترشيعات يف جنوب غرب اجلزير العربية حتى هناية دولة محري‪ ،‬مكتبة‬
‫فهد الوطنية – الرياض‪1420 ،‬هـ‪2000 /‬م‪ ،‬ص ‪201‬ل بافقيه‪ ،‬حممد عبدالقادر‪ :‬تاريخ‬ ‫املل‬
‫اليمن القديم‪ ،‬املؤسسة العربية للدراسات والنرش‪ -‬بريوت‪1985 ،‬م‪ ،‬ص ‪186‬ل لالستزاد‬
‫(انبر)‪ :‬لوندن‪ ،‬أ‪.‬غ‪ :‬العالقات الزراعية يف سبا ‪ ،‬ترمجة‪ :‬أبو بكر الس اقاف‪ ،‬جملة دراسات يمنية‪،‬‬
‫مركز الدراسات والبحوث اليمني‪ -‬صنعاء‪ ،‬ع (‪ ،)2‬ربيع الثاين ‪1399‬هـ‪ /‬مارس ‪1979‬م‪،‬‬
‫‪.89-77‬‬
‫‪184‬‬
‫نشان جدد معبد و ّد ذو نصاب الذي ش ّيده‬ ‫‪ -1‬سمهو يفع يرسان بن لبوأن مل‬
‫وعي فيه شخصا بامر‬
‫‪ -2‬أبوه يدع أب طبقا لواجباته‪ ،‬وبنى يف مبنى املعبد منفسا ا‬
‫و ّد (‪ ، )1‬ومن خالل ما سبق نجد أن تعيي شخا مسؤول عن إدار منشا مائية يف‬
‫املعبد حاجه دينية مرتبطة بةرضاء املعبود –حسب معتقدهم‪ -‬وباإلضافة إىل‬
‫احلاجة الدنيوية وعدم العشوائية يف استخدامات الامء يف السقاية والري(‪.)2‬‬

‫كام كشفت لنا النقوش اليمنية القديمة عن العديد من ألقاب الوظائف الدالة‬
‫عه مراقبة السقاية والري نتناول منها عه سبيل املثال ال احلرص ما ييل‪:‬‬

‫[ف ق ض ن ‪ /‬ذ ع ب ن = ‪( ]FQḌN/ ḎCBN‬فقنن ذعبن)‪{ :‬الفاقض‬


‫(املرشف) عه شئون السيل والري}‪ ،‬وقد ورد هذا اللقب يف النقش (‪)Ir 62‬‬
‫كاال ‪[ :‬ع م ‪ /‬ك ر ب ‪ /‬ف ق ض ‪ /‬ذ ع ب ن]‪ ،‬وترجتها‪ :‬عم كرب املرشف عه‬
‫شئون الري (‪.)3‬‬

‫[م د ر ر م = ‪( ]MDRRM‬مدرارم)‪{ :‬رقيب السقاية}(‪ ،)4‬ويطلق هذا‬


‫اللقب عه وظيفة مراقب السقاية والري‪ ،‬وقد ورد هذا اللقب يف النقش ( ‪YM‬‬
‫‪ ،) 18352/12‬حيث ورد فيه ‪[ :‬و س م هـ ي ر م ‪ /‬م د ر رم]‪ ،‬وتعني‪ :‬وسمه‬
‫يريم رقيب السقاية ‪ ،‬واالسم الوارد يف هذا النقش هو أسام ملكرب سبئي حكم يف‬
‫فرت حكم املكرب (سمه عيل) يف حواا القرن السابع قبل امليالد‪ ،‬ا يدلنا عه أن‬

‫‪ - 1‬عربش‪ ،‬منريل وشيتيكات‪ ،‬جرييمي‪ :‬جمموعة القطع األثرية من حمافبة اجلوف يف املتحف الوطني‬
‫بصنعاء‪ ،‬إصدارات املعهد الفرنيس لآلثار والعلوم االجتامعية – صنعاء‪ ،2006 ،‬ص ‪.20 -19‬‬
‫‪ - 2‬البارد‪ ،‬فيصل‪ :‬النقوش املسندية املتعلقة بالامء والري‪ ،‬ص ‪.105 - 104‬‬
‫‪ - 3‬اإلرياين‪ ،‬مطهر‪ :‬نقوش مسندية‪ ،‬ص ‪.479‬‬
‫‪ - 4‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪.36‬‬
‫‪185‬‬
‫رقيب السقاية كان من ذوي املكانة املرموقة يف مراتب السلم االجتامعي يف اليمن‬
‫القديم(‪.)1‬‬

‫[ك ب ر ‪ /‬س ق ي ت = ‪( ]KBR/ S1QYT‬كرب سقيت)‪{ :‬كبري الري – كبري‬


‫شئون الري}‪ :‬يطلق هذا اللقب عه منصب كبار الري (كبري السقاية)‪ ،‬وهو الذي‬
‫يرشف عه شئون السقي والري‪ ،‬وقد ورد هذا اللقب يف النقش ( ‪RES‬‬
‫‪ )2743/9‬كاآل ‪[ :‬و ي و م ‪ /‬ك ب ر ‪ /‬س ق ي ن]‪ ،‬وترمجتها‪ :‬ويوم توىل كبار‬
‫شئون السقي (الري) ‪ ،‬وقد ورد لفظ (كبري) يف املعجم السبئي بمعني (صاحب‬
‫أن [كبري الري] من املناصب‬ ‫املنصب اإلداري األعه يف شعب)(‪ ،)2‬ويدلنا ذل‬
‫املهمة التي توكل ألشخاص ذوي مكانة رفيعة يف املجتمع اليمني القديم(‪.)3‬‬

‫وقد ساعدت التقنيات واألساليب املتقدمة يف املنش ت الامئية‪ ،‬والتي ال تزال‬


‫آثارها باقية حتى الوقت احلاب‪ ،‬يف تطور الزراعة(‪ ،)4‬والتي تعد أحد أهم ركائز‬
‫املوارد الامئيةل ازدهار‬ ‫االقتصاد يف اليمن القديم‪ ،‬كام نتج عن تنوع وكمية تل‬
‫املناطق احلنارية والقريبة من القيعان والوديان نبرا لتوفر املياه وخصوبة‬

‫‪ - 1‬عربش‪ ،‬منريل وأودوان‪ ،‬ريمي‪ :‬املتحف الوطني بصنعاء جمموعة القطع النقشية األثرية من مواقع‬
‫اجلوف‪ ،‬ج (‪ ،)2‬منبمة اليونيسكو‪ ،‬والصندوق االجتامعي للتنمية‪ ،‬مطابع برنت آرت – صنعاء‪،‬‬
‫‪ ،2007‬ص ‪85‬ل البارد‪ ،‬فيصل‪ :‬النقوش املسندية املتعلقة بالامء والري‪ ،‬ص ‪.106 - 105‬‬
‫‪ - 2‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪.76‬‬
‫‪ - 3‬ملزيد من النقوش الدالة عه ذل (انبر) النقوش التالية‪CIH 380, 601, 610, 615, 617, :‬‬
‫‪939; RES 3945, 3943, 3958, 2651, 2650, 4085, 2743, 2791; Ja 2360; Gl‬‬
‫;‪.529, 1563, 1532; CIAS 28.72/b4 = YM 546‬‬
‫‪ - 4‬الفتالوي‪ ،‬سهيل حسي‪ :‬تاريخ قانون اليمن القديم قبل االسالم‪ ،‬دار الفكر املعارص‪ -‬بريوت‪،‬‬
‫منشورات جامعة صنعاء‪ ،‬ط (‪1993 /1992 )1‬م‪ ،‬ص ‪.53‬‬
‫‪186‬‬
‫الرتبة(‪،)1‬ما أدى بدوره إىل الدفع بعجلة االقتصاد يف اليمن القديم إىل األمام‪ ،‬وخلق‬
‫قو اقتصادية وسياسية وعسكرية هائلة‪.‬‬

‫ويول جماري املياه اجلوفية العذبة‬


‫وباملقابل فةن هدم اآلبار وانحباس املطر‪ّ ،‬‬
‫من مكان آلخر يتسبب يف ننوب ماء اآلبار والعيون التي كانت عه املجاري‬
‫القديمة‪ ،‬أو انخفاض كميا ا من املياه‪ ،‬فتبهر عندئذ ملوحة الرتبة‪ ،‬فتؤثر بذل‬
‫يف هجر السكان‬ ‫عه طعم الامء‪ ،‬من خالل يوله إىل ماء مال ‪ ،‬ويتسبب ذل‬
‫ملستوطنا م ومدهنم وأحيانا أخرى قد تنهار ال وحنارات(‪.)2‬‬

‫‪ - 1‬اجلرو‪ ،‬أسمهان‪ :‬موجز التاريخ السياه‪ ،‬ص ‪.25‬‬


‫‪ - 2‬عيل‪ ،‬جواد‪ :‬املفصل يف تاريخ العرب‪ ،‬ص ‪.169‬‬
‫‪187‬‬
‫التـــربــــة‬

‫الرتبة (‪ :)1()Soil‬هي النتاج النهائي لعدد من القوى الطبيعية املتداخلة مع‬


‫بعنها البعض مثل‪ :‬املناخ‪ ،‬واحليا العنوية‪ ،‬والصخور‪ ،‬واالنحدار‪ ،‬والزمن‪،‬‬
‫األرض‪،‬‬ ‫وكلها جمتمعة مسئولة عن تكوين أنواع الرتب املختلفة عه سط‬
‫واملنترش يف كل مكان‪ ،‬واملكونة من فتات الصخور املكونة منها القرش‬
‫األرضية(‪ ،)2‬وتعرف الرتبة باهنا الغشاء الرقيق من املفتتات الصخرية املختلط‬

‫‪ - 1‬أبو العيد‪ ،‬عبدالفتاحل والصهبي‪ ،‬حممد عبدالقادرل و(آخرون)‪ :‬املصطلحات الفنية ‪ ،‬ضمن كتاب‬
‫(الكود املرصي مليكانيكا الرتبة وتصميم األساسات)‪ ،‬ج (‪ ،)10‬التحديث الثاين‪ ،‬ط (‪ ،)6‬مطابع‬
‫األهرام التجارية – قليوب‪ -‬مرص‪2001 ،‬م‪ ،‬ص ‪.54‬‬
‫‪ - 2‬كانت الرتبة يف بيئتها الطبيعية األصلية صخرا صلبا من الصخور املكونة للقرش األرضية التي‬
‫خنعت لتاثري العوامل اجلوية الطبيعية من اختالف وتتابع درجات احلرار ‪ ،‬وامتالء مسام‬
‫الصخور باملياه وذوبان بعض عنارص الصخر وتفككها وغريها من األسباب البيئية والطبيعية التي‬
‫مل يتدخل اإلنسان فيها‪ ،‬فتشققت أوال ثم تكرست إىل كتل صخرية كبري ‪ ،‬وعه هذا النحو‬
‫تشققت هي األخرى وتكرست ويولت إىل كتل صخرية صغري ‪ ،‬فاصغر‪ ،‬حتى يولت إىل حىص‬
‫ثم حصباء ثم فتات صغري هي حبات الرمل والرتاب‪ ،‬وجدير باملالحبة أن حبات الرمال تتكون‬
‫يف أغلبها من فتات الكوارتز‪ ،‬أما حبات الرتاب فتتكون يف أغلبها من فتات الفلسبار بعد تاثره‬
‫بفعل املياه‪ ،‬وكال العنرصين يدخالن بكثر يف تركيب الصخور النارية‪ ،‬وختتلف هذه الرتبة من‬
‫جهة إىل أخرى باختالف النسبة التي يوجد هبا ن‬
‫كل من النوعي‪( .‬انبر) متوال وحممود‪ :‬املوارد‬
‫االقتصادية‪ ،‬ص ‪27 -25‬ل عباس‪ ،‬شهاب حمسن‪ :‬جغرافية الرتبة يف اليمن‪ ،‬مركز عبادي‬
‫للدراسات والنرش‪ -‬صنعاء‪ ،‬ط (‪1416 ،)1‬هـ‪1996 /‬م‪ ،‬ص ‪100‬ل الغريري‪ ،‬عبد العباس‬
‫فنيخل و الصاحلي‪ ،‬سعدية عاكول‪ :‬جغرافية الغالف احليوي (النبات واحليوان)‪ ،‬دار صفاء‬
‫عَامن‪ ،‬ط (‪1419 ،)1‬هـ‪1998 /‬م‪ ،‬ص ‪.82‬‬
‫للنرش والتوزيع – ا‬
‫‪188‬‬
‫باملواد العنوية املتحللة والامء واهلواء‪ ،‬لتتكون بذل الرتبة الصاحلة لنمو النبات‪،‬‬
‫والتي تغطي سط اليابسة بسم يرتاوح بي بنعة سنتيمرتات وعد أمتار(‪ ،)1‬أو‬
‫الستخدامها يف ن‬
‫أي من احلاجيات احلياتية سواء يف البناء أو الصناعة أو غريها‪.‬‬

‫والرتبة يف حالتها الطبيعية تعد موردا طبيعيا‪ ،‬وتصب موردا اقتصاديا أو ثرو‬
‫اقتصادية عند استغالهلا واستثامرها بمختلف أنواعها‪ ،‬والتي من أمهها الرتبات‬
‫احلديدية‪ ،‬وا لرتبات اجلريية املتعلقة باإلنتاج الصناعي والزراعي‪ ،‬ومن خالل ما‬
‫النباتات‬ ‫ينبت فيها طبيعيا من أشجار ‪.‬ده باألخشاب واحلطب‪ ،‬وكذل‬
‫واألعشاب الربية بوصفها مصدرا للرعي(‪.)2‬‬

‫وتوفر الرتبة حميط محاية للنباتات والكائنات احلية‪ ،‬حيث يتوي عه أعداد‬
‫هائلة من الكائنات احلية كالبكترييا والفطريات التي يء دور الغذاء بنشاط‬
‫بيولوجي من املواد العنوية وغري العنوية‪ ،‬كام أن الرتبة ‪.‬ن البذور الدفء‬
‫والرطوبة وعن طريقها يتم تغذيتها(‪.)3‬‬

‫ن‬
‫رمل او طي أو كليهام معا باختالف تركيبها‬ ‫وختتلف أنواع الرتبة من‬

‫‪ - 1‬احلفيان‪ ،‬عوض‪ :‬اجلغرافيا العامة‪ ،‬ص ‪.179‬‬


‫‪ - 2‬عيل‪ ،‬جواد‪ :‬املفصل يف تاريخ العرب‪ ،‬ج (‪ ،)7‬ص ‪130‬ل هنديل والعولقي‪ :‬املوارد االقتصادية‪،‬‬
‫ص ‪37‬ل الزيلعي‪ ،‬أمحد بن عمرل اخلليفة‪ ،‬خليفة بن عبداللهل الشارخ‪ ،‬عبدالله بن حممدل الزهراين‪،‬‬
‫عبدالله بن ساملل الرتكي‪ ،‬شاكر بن جاسم‪ :‬آثار منطقة جازان‪ ،‬ج (‪ ،)10‬سلسلة آثار اململكة‬
‫العربية السعودية‪ ،‬وكالة اآلثار واملتاحف‪ -‬الرياض‪1423 ،‬هـ‪2003 /‬م‪ ،‬ص ‪41‬ل لالستزاد‬
‫حول جغرافية الرتب يف اليمن (انبر)‪ :‬احلفيان‪ ،‬عوض‪ :‬اجلغرافيا العامة‪ ،‬ص ‪220 -179‬ل‬
‫ولتفاصيل علمية أكثر حول مكونات الرتبة (انبر)‪ :‬الغريريل والصاحلي‪ :‬جغرافية الغالف‬
‫احليوي‪ ،‬ص ‪.92 -82‬‬
‫‪ - 3‬الغريريل والصاحلي‪ :‬جغرافية الغالف احليوي‪ ،‬ص ‪.82‬‬
‫‪189‬‬
‫الكيميائي‪ ،‬ويتدرج الرمل ‪-‬من حيث احلجم‪ -‬من حىص كبري إىل ن‬
‫رمل خشن‪ ،‬ثم‬
‫ن‬
‫رمل ناعم‪ ،‬وكذا احلال بالنسبة للطي فهو يتدرج من الغرين إىل الصلصال ومن ثم‬
‫إىل الطفل‪ ،‬فكلام ازداد حجم احلبيبات ازدادت مسامية الرتبة‪ ،‬والعكس‪ ،‬أما إذا‬
‫أصبحت الرتبة عديمة املسام أو صلبة ومتامسكةل فهي ال تصل للزراعة‪ ،‬وأفنل‬
‫تربة هي الرتبة الوسط التي يتوي عه نسبة من الرمل ونسبة من الطي‪ ،‬ويلعب‬
‫اإلنسان اينا دورا أساسيا ومهام يف زياد مسامية الرتبة من خالل عملية احلراثة‬
‫للحقول الزراعية‪ ،‬ا يؤدي بدوره إىل نفاذ املياه إىل باطن األرض(‪.)1‬‬

‫وتعد الرتبة من العوامل اهلامة يف اإلنتاج الزراعي‪ ،‬واملؤثر يف إنتاج النباتات‬


‫واملحاصيل الزراعية‪ ،‬ولكل نوع من الرتب نباتات وحماصيل معينة‪ ،‬سواء كانت‬
‫تربة طينية أو جريية‪ ،‬أو رملية(‪ ،)2‬وهلذا فةن للرتبة أثرها يف حيا اإلنسان ونشاطه‪،‬‬
‫حيث يعتمد عليها اإلنسان بشكل مبارش أو غري مبارش يف غذائه ومسكنه وملبسة‪،‬‬
‫نجد أن أول احلنارات قامت مع وجود الرتبات اخلصبة‪ ،‬و‪.‬ثل الرتبة‬ ‫وبذل‬
‫ضابطا طبيعيا حيدد نوع احليا داخل االقاليم اجلغرافية(‪.)3‬‬

‫وأصل أنواع الرتب هي الرتبة الوسط التي يتوي عه نسبة من الطي‪،‬‬


‫ونسبة من الرمل‪ ،‬وتتوفر فيها العنارص املعدنية(‪ ،)4‬والتي توجد يف هنايات األودية‪،‬‬
‫ويف القيعان‪ ،‬و‪.‬ارس الزراعة فوق هذا النوع من الرتبة(‪.)5‬‬

‫‪ - 1‬بلفقيه‪ ،‬عيدروس‪ :‬جغرافية اجلمهورية اليمنية‪ ،‬ص ‪.118 ،117‬‬


‫‪ - 2‬بلفقيه‪ ،‬عيدروس‪ :‬جغرافية اجلمهورية اليمنية‪ ،‬ص ‪.124‬‬
‫‪ - 3‬الغريريل والصاحلي‪ :‬جغرافية الغالف احليوي‪ ،‬ص ‪.83 -82‬‬
‫‪ - 4‬أبو العال‪ ،‬حممود طه‪ :‬جغرافية شبه جزير العرب‪ ،‬مكتبة األنجلو املرصية‪ -‬القاهر ‪ ،‬ط (‪ ،)4‬ج (‪،)2‬‬
‫‪1979‬م‪ ،‬ص ‪.229‬‬
‫‪ - 5‬أبو العال‪ ،‬حممود طه‪ :‬جغرافية شبه جزير العرب‪ ،‬مكتبة األنجلو املرصية‪ -‬القاهر ‪ ،‬ط (‪ ،)2‬ج (‪،)4‬‬
‫‪1989‬م‪ ،‬ص ‪.46‬‬
‫‪190‬‬
‫وتنقسم الرتبة من حيث مصدرها وظروف تكوينها إىل‪ :‬تربة حملية مشتقة من‬
‫القاعد الصخرية التي ترتكز عليها‪ ،‬وتربة منقولة مرتسبة بفعل عوامل اإلرساب‬
‫كاملياه اجلارية‪ ،‬أو الرياح‪ ،‬وخيتلف لوهنا من منطقة إىل أخرى‪ ،‬فمنها ما يميل إىل‬
‫السواد‪ ،‬أو االصفرار‪ ،‬أو االمحرار‪ ،‬ويالحظ عدم وجود حدود فاصلة بي األلوان‬
‫املختلفة إذ تتدرج وتتداخل يف بعنها(‪.)1‬‬

‫ومن الطبيعي أن تنقسم إىل قسمي‪ :‬الرتبة التي حبتها الطبيعة برشوط احليا ‪،‬‬
‫واإلنتاج‪ ،‬من ماء‪ ،‬ودفء‪ ،‬ومرونة الرتبةل فتعترب عامر طبيعيال أما الرتبة التي مل‬
‫تبفر هبذه املميزات من الطبيعة‪ ،‬فهي بحاجة إىل جهد إنساين يوفر هلا رشوط احليا ‪،‬‬
‫وتعرف باألرض امليتة يف العرف الفقهي(‪.)2‬‬

‫وتشكل ماد الطي (‪ )3()Clay‬أو الرتبة نسبة (‪ )%75‬من القرش األرضية‪،‬‬


‫وتعد من أقدم مواد البناء التي استخدمها اإلنسان وأكثرها‪ ،‬فاغلب احلنارات‬
‫البرشية كحنارات بالد الرافدين ووادي النيل واليمن وغريها من حنارات‬
‫العامل القديم قامت عه البناء بالطي(‪ ،)4‬وال تزال توجد مدنا كثري منازهلا مبنية من‬
‫الطي‪ ،‬ويسكنها الناس كمدينة شبام حرضموت‪.‬‬

‫والرتبة اليمنية إمجاال رملية إىل ملحية مزجييه غنية بالرمال خصوصا يف‬
‫السهول الساحلية‪ ،‬وتزداد خصبا وعمقا مع تزايد األمطار‪ ،‬وتزيد نسبة ملوحتها‬

‫‪ - 1‬بلفقيه‪ ،‬عيدروس‪ :‬جغرافية اجلمهورية اليمنية‪ ،‬ص ‪.117‬‬


‫‪ - 2‬الصدر‪ ،‬حممد باقر‪ :‬اقتصادنا‪ ،‬دار الكتاب اللبناين‪ -‬بريوت‪ ،‬ط (‪1982 ،)1‬م‪ ،‬ص ‪.431‬‬
‫‪ - 3‬أبو العيدل و(آخرون)‪ :‬املصطلحات الفنية‪ ،‬ص ‪.10‬‬
‫‪ - 4‬حنشور‪ ،‬أمحد‪ :‬اخلصائا املعامرية‪ ،‬ص ‪80‬ل سعيد‪ ،‬هيثم خورشيد‪ :‬العامر الطينية يف وادي‬
‫حرضموت ‪ ،‬املوسوعة اليمنية‪ ،‬مؤسسة العفيف الثقافية‪ -‬صنعاء‪ ،‬مج (‪ ،)3‬ط (‪1423 ،)2‬هـ‪/‬‬
‫‪2003‬م‪ ،‬ص‪.2131‬‬
‫‪191‬‬
‫كلام اقرتبت من الساحل‪ ،‬أما يف املناطق اجلبلية فهي ملحية إىل مزجييه ومزجييه طينية‬
‫تتميز باهنا تربة بازلتية مشتقة من الصخور النارية‪ ،‬وينخفض فيها النرتوجي‬
‫والفسفور واملواد العنوية‪ ،‬أما الرتبة احلصوية فتوجد يف هوامش الوديان‪ ،‬وتنترش‬
‫يف اهلناب الرتبة اجلبسية‪ ،‬وتنحرص الرتبة الطم اية الرملية يف قيعان الوديان وادهنا‬
‫ودلتاها ومراوحها الرسوبية‪ ،‬وفيها توجد معبم املناطق الزراعية‪ ،‬لذا تتخلا‬
‫ترب الوديان من كمية من الامء املالئم للمحاصيل املطرية(‪ ،)1‬ويعرف عن اليمن‬
‫إىل عد عوامل منها‪ :‬خصوبة‬ ‫منذ القدم بانه بلد زراعي مشهور‪ ،‬ويرجع ذل‬
‫الرتبة‪ ،‬حيث أن (‪ )%80‬من أرض اليمن صال للزراعة(‪.)2‬‬

‫وعه الرغم من أن الرتبة قد تبدو أقل مكونات البيئة أو آخرها تاثرا بالسلوك‬
‫السلبي أو اإلجيايب لإلنسان أو الطبيعة(‪)3‬ل اإال أهنا تعاين يف جنوب اجلزير العربية‬
‫من إشكالية انجرافها‪ ،‬نتيجة عاميل التعرية الامئية املتمثلة يف (السيول)‪ ،‬واهلوائية‬
‫املتمثلة يف (التصحر وزحف الرمال)‪ ،‬فاألول يسيطر يف األماكن الرطبة وشبه‬
‫الرطبة‪ ،‬والثاين يف املناطق الصحراوية وشبه الصحراوية اجلافة‪ ،‬وتتميز تربة جنوب‬
‫اجلزير العربية –بشكل عام‪ -‬باهنا بدائية واجلزء األكرب منها يشغل األرايض‬
‫الرسوبية النابة عن الرتسبات التي يملها مياه السيول من مواد عالقة منذ العصور‬
‫القديمة(‪.)4‬‬

‫‪ - 1‬عباس‪ ،‬شهاب‪ :‬جغرافية الرتبة‪ ،‬ص ‪96‬ل كذل ‪ :‬جغرافية اليمن الطبيعية‪ ،‬ص ‪.86‬‬
‫‪ - 2‬بيناين‪ ،‬إيامن حممد عوض‪ :‬الوضع االقتصادي واحليا االجتامعية يف اليمن يف صدر االسالم‪ ،‬دار‬
‫الفكر العريب‪ -‬مرص‪ ،‬ط (‪1424 ،)1‬هـ‪2004 /‬م‪ ،‬ص ‪.32‬‬
‫‪ - 3‬العودي‪ ،‬محود‪ :‬البيئة اليمنية ‪ ،‬املوسوعة اليمنية‪ ،‬مؤسسة العفيف الثقافية‪ -‬صنعاء‪ ،‬مج (‪ ،)1‬ط‬
‫(‪1423 ،)2‬هـ‪2003 /‬م‪ ،‬ص ‪.562‬‬
‫‪ - 4‬بلفقيه‪ ،‬عيدروس‪ :‬جغرافية اجلمهورية اليمنية‪ ،‬ص ‪.119 -118‬‬
‫‪192‬‬
‫استطاع اإلنسان اليمني القديم من خالل احتكاكه بالطبيعة أن يتعرف عه‬
‫خصائا الرتبة وأنواعها‪ ،‬واستطاع بجهوده أن يستغلها ويستثمرها يف أغراضه‬
‫املختلفة‪ ،‬فاستخدمها كرتبة زراعية تنبت فيها احلب والثمرات(‪ ،)1‬كام استخدمها‬
‫كـ(طي) أو لبن (‪ )mud- brick( ،)2()adobe‬بعد خلطها بالامء و(القش ‪-‬‬
‫التبن) كامد بناء أساسية ت َشكَل عه هيئة قوالب فتلفة األحجام‪ ،‬يتم بعد ذل‬
‫بفيفها فقط بتعرينها ألشعة الشمس بشكل مبارش أو بفيفها وحرقها بالنار يف‬
‫أفران لتتحول بعد ذل إىل (آجر) (‪ ،)bricks‬يستخدمه يف إقامة املباين واملنش ت‪،‬‬
‫مستخدما موادا أخرى مستخرجة من الطبيعة كامد رابطة بي مواد البناء(‪ ،)3‬وال‬
‫تزال الكثري من املنازل والقصور‪ ،‬بل واملدن اليمنية القديمة املبنية من الطي‬
‫(اللبن)(‪ )4‬قائمة حتى عرصنا هذا‪ ،‬تقاوم عوامل التجوية(‪ ،)5‬ومن هذه املدن‪ :‬مدينة‬

‫‪ - 1‬عيل‪ ،‬جواد‪ :‬مصطلحات الزراعة والري‪ ، ...‬ص ‪.46‬‬


‫‪ - 2‬أبو العيدل و(آخرون)‪ :‬املصطلحات الفنية‪ ،‬ص ‪.1‬‬
‫‪ - 3‬مواد املالط والربط من اجلا والقناض والطي (املخلوط بالتبن عه هيئة قوالب إلكسابه بعض التامس والصالبة‬
‫ملقاومة عوامل التجوية الفيزيائية)‪ .‬لالستزاد حول استخدام الطي اللبن يف العامر اليمنية القديمة‪( ،‬انبر)‪ :‬حنشور‪،‬‬
‫أمحد‪ :‬نشوء وتطور العامر ‪ ،‬ص ‪91 – 90 ،79 – 75‬ل كذل ‪ :‬اخلصائا املعامرية‪ ،‬ص ‪.75‬‬
‫ن‬
‫بشكل واسع يف اليمن نبرا لوجودها وقلة تكاليفها‪ ،‬ويصنع من خليط الطي‬ ‫‪ - 4‬ال ِّلبن‪ :‬إحدى أهم مواد البناء املستخدمة‬
‫الناعم ويشء من احلىص مع التِّبن وعروق الشجر للتقوية‪ ،‬وختتلف مقاسا ا حسب االستخدام‪( .‬انبر)‪ :‬بركات‪،‬‬
‫أمحد قائد‪ :‬ال ِّلبن ‪ ،‬املوسوعة اليمنية‪ ،‬مؤسسة العفيف الثقافية‪ -‬صنعاء‪ ،‬مج (‪ ،)4‬ط (‪1423 ،)2‬هـ‪2003 /‬م‪ ،‬ص‬
‫‪.2483 -2482‬‬
‫‪ - 5‬التجوية‪ :‬هي تكرس الصخور باحد العوامل مثل الامء والثلج واملواد الكيميائية ونمو النباتات والتغري يف درجة احلرار ‪،‬‬
‫وتعد الرتبة نتاجا مهام للتجوية‪ ،‬وتتكون من قطع صخرية جموا اختلطت مع أشياء حية وبقاياها‪ .‬ويتحدث‬
‫اجليولوجيون عن نوعي من التجوية‪ -1 :‬التجوية الطبيعية التي تسمى أينا التجوية اآللية ‪ -2‬التجوية الكيميائية‪.‬‬
‫فالتجوية الطبيعية‪ :‬تقوم بكرس الصخر إىل قطع‪ ،‬وأحد أسباب التجوية الطبيعية هو تشكُّل الثلج يف شقوق داخل‬
‫الصخور‪ ،‬حيث يترسب الامء أوال داخل الشقوق‪ ،‬ويتجمد الامء بالقرب من سط الصخر ويمنع الامء العميق داخل‬
‫الشقوق من الترسب إذا انخفنت درجة احلرار انخفاضا كافيا‪ ،‬ونتيجة لتجمد بقية الامء فةنه يتمدد يف الشقوق وقد‬
‫يدفع بقو كافية لفلق الصخر‪ ،‬وشبيه بذل أن جذور الشجر قد تنمو خالل شقوق الصخور مسببة تشقق الصخور‪،‬‬
‫اما التجوية الكيميائية‪ :‬تؤثر عه املواد املكونة للصخو ر والرتبة‪ ،‬وأحد أسباب التجوية الكيميائية == هو نشاط إذابة‬
‫الامء‪ ،‬تقوم األمطار واألهنار ومياه البحر بةذابة املعادن من الصخور مسببة َ َ ُّشم الصخور‪ .‬فعه سبيل املثال‪ ،‬يقوم‬
‫الامء بةذابة معدن الفلسبار (سليكات األلومنيوم) من صخر اجلرانيت فلفا حبيبات الكوارتز (املرو) وهو املعدن‬
‫املكون للرمل‪( .‬انبر)‪ :‬املوسوعة العربية العاملية‪ :‬ماد [األرض]‪ ،‬حرف (أ‪ /‬اآل)‪ ،‬ص ‪ ،14‬مكتبة املوسوعة الشاملة‬
‫اإللكرتونية‪.‬‬
‫‪193‬‬
‫سور مدينة صنعاء القديمة ومنازهلا املبنية بامد الطي‪،‬‬ ‫شبام حرضموت‪ ،‬وكذل‬
‫سواء اللبن أو اآلجر‪ ،‬كام استخدم اللبن كامد بناء مبطنة للعامر احلجرية كام وجد‬
‫يف مدينة مارب القديمة(‪.)1‬‬

‫ووسع اإلنسان اليمني القديم جمال استخدام املواد الطينية املحروقة وغري‬
‫املحروقة لتلبي احتياجاته فادخلها يف صناعات فتلفة منها صناعة اخلزف والفخار‬
‫والزجاج‪ ،‬وأنتج هبا األواين املختلفة الشكل واحلجم والوظيفة(‪ .)2‬ويمكن تقسيم‬
‫أنواع الرتبة يف اليمن إىل سبعة أقاليم هي‪:‬‬

‫‪ -1‬إقليم سهل امة‪ :‬تنحدر إىل هذا السهل –كام سلف‪ -‬جمموعة من األودية‬
‫أمهها‪ :‬مور‪ ،‬كدد‪ ،‬سهام‪ ،‬موزع‪ ،‬اآلتية من اجلبال ذات االنحدار الشديد‪،‬‬
‫باباه أقدام املرتفعات ذات السط املنبسط لتهدأ كعتها فتلقي رواسبها‬
‫مكونة داالت مروحية‪ ،‬ذات تربة طم ايه جلبتها مياه السيول‪ ،‬وتوجد يف اجلزء‬
‫األسفل من سهل امة املجروفات املتكونة من احلىص والرمل والطي‬
‫والغرين‪ .‬وترتفع نسبة امللوحة يف قيعان األودية ا يساعد عه ظهور الرتبة‬
‫الامحلة بالقرب من الرشيط الساحيل‪ ،‬إذ تنترش السبخات والرتبة الامحلة‪،‬‬

‫‪ - 1‬األغربي‪ ،‬فهمي عيل بن عيل‪ :‬التحصينات الدفاعية يف اليمن القديم‪ ،‬رسالة ماجستري‪ ،‬كلية اآلداب –‬
‫جامعة بغداد‪1415 ،‬هـ‪1994 /‬م‪،‬ص ‪.69 ،67‬‬
‫‪ - 2‬الطي (‪ :)CLAY‬هو مواد الرتبة املبتلة‪ ،‬ويرتكب من دقائق الرتاب املتبلور من سليكات األملنيوم‪،‬‬
‫ويعرف الطي بانه ماد قابلة المتصاص الامء وإنتاج عجينة لزجة ولدنة القوام‪ ،‬قابلة للتشكيل‪،‬‬
‫وتستعيد ‪.‬اسكها وصالبتها إذا جفت يف اهلواء‪ ،‬ويتبع لون الطي املركبات املعدنية املكونة له‪.‬‬
‫لالستزاد حول الطي وأنواعه ومكوناته (انبر)‪ :‬املهندس‪ ،‬أمحد عبد القادر‪ :‬الرواسب الطينية‬
‫االقتصادية باململكة العربية السعودية –الرتكيب املعدين والتوزيع اجلغرايف ‪ ،‬جملة الدار ‪ ،‬دار املل‬
‫عبدالعزيز‪ -‬الرياض‪ ،‬ع (‪ ،)4‬س (‪ ،)8‬رجب ‪1403‬هـ‪ /‬إبريل ‪1983‬م‪ ،‬ص ‪196 -180‬ل حنشور‪،‬‬
‫أمحد‪ :‬اخلصائا املعامرية‪ ،‬ص ‪.80‬‬
‫‪194‬‬
‫وتتكون الرتبة القريبة من الكتل اجلبلية املطلة عه سهل امة من احلىص‬
‫واحلجار والرمل والطي والغرين(‪.)1‬‬

‫‪ -2‬واديي بنا وتبن‪ :‬تتميز تربتهام باهنا رسوبية تكونت بفعل الرتسيب‪ ،‬نتيجة ما‬
‫يمله مياه السيول الغنية بالطمى سواء عند الفينان الطبيعي للوادي‪ ،‬أو عند‬
‫ري اإلنسان هلذه االرايض‪ ،‬وتتداخل هذه الرتسبات مع الرمل الذي تنقله‬
‫الرياح القادمة من الساحل واملحملة به نتيجة مرورها عه الكثبان الرملية‪،‬‬
‫فتتكون الرتبة من نسب فتلفة من الرمل والسلت مع وجود الطي الذي ال‬
‫تتجاوز كميته (‪ ،)%10‬وتقل املواد العنوية يف هذه الرتبة إذ ال تتجاوز (‪،)%1‬‬
‫ويتوي كمية من كربونات الكالسيوم تصل إىل أقل من (‪ )%20‬يف مجيع‬
‫طبقات القطاع األريض‪ ،‬وتكون نفاذيتها للامء جيد ‪ ،‬ويرتاوح قوام الرتبة‬
‫املزروعة قديام ما بي طفل صلصاا سلتي‪ ،‬إىل طفل ستيل ورميل‪ ،‬اما قاع‬
‫هذين الواديي فيتكونان من احلىص‪ ،‬والزلط‪ ،‬والرمل اخلشن خصوصا قرب‬
‫املصب(‪.)2‬‬

‫‪ -3‬وادي حرضموت‪ :‬تتميز تربة وادي حرضموت أهنا من الرتب الرسوبية التي‬
‫تكونت برتسيب ما يمله مياه السيول القادمة من املرتفعات‪ ،‬وهي تربة‬
‫متوسطة القوام‪ ،‬يتوي عه نسبة عالية من كربونات الكالسيوم يف حجم‬
‫حبيبات السلت أو الرمل الناعم تصل إىل حواا (‪ )%60‬من مكونات الرتبة‪،‬‬
‫تتصف باللزوجة عندما‬ ‫وهو ما يتسبب يف خفض نفاذية الرتبة للامء‪ ،‬وبذل‬
‫تكون رطبة‪ ،‬والصالبة عندما تكون جافة‪ ،‬وهي صفة سيئة يف أغلب األحيان‪،‬‬

‫‪ - 1‬بلفقيه‪ ،‬عيدروس‪ :‬جغرافية اجلمهورية اليمنية‪ ،‬ص ‪120‬ل عباس‪ ،‬شهاب‪ :‬جغرافية اليمن الطبيعية‪ ،‬ص ‪.87‬‬
‫‪ - 2‬عباس‪ ،‬شهاب‪ :‬جغرافية اليمن الطبيعية‪ ،‬ص ‪87‬ل بلفقيه‪ ،‬عيدروس‪ :‬جغرافية اجلمهورية اليمنية‪ ،‬ص‪-119‬‬
‫‪.120‬‬
‫‪195‬‬
‫والرتبة هنا فقري باملواد العنوية ونادرا ما تصل إىل (‪ ،)%1‬وفقري أينا‬
‫بمحتواها من النرتوجي والفسفور املمتا من قبل النبات‪ ،‬وملياه اآلبار‬
‫املسامهة يف ري زراعة األرايض يف وادي حرضموت دور يف ‪.‬ل الرتبة‬
‫وتدهورها‪ ،‬كون مياهها عالية امللوحة‪ ،‬ما أدى إىل ترك الكثري من األرايض‬
‫الرتفاع ملوحة الرتبة(‪.)1‬‬

‫‪ -4‬وادي بيحان‪ :‬تتميز تربة هذا الوادي باهنا رسوبية‪ ،‬متوسطة إىل خفيفة القوام‪،‬‬
‫تصل نسبة املواد العنوية فيها إىل أقل من (‪ ،)%1‬وعه الرغم من أهنا فقري‬
‫من النرتوجي والفوسفور‪ ،‬إال أهنا يتوي عه نسبة عالية من كربونات‬
‫فةن توزيع امللوحة واجلبس وحتى‬ ‫الكالسيوم يف مجيع الطبقات‪ ،‬لذل‬
‫كربونات الكالسيوم تتاثر بقوام الرتبة(‪.)2‬‬

‫‪ -5‬الواجهة الغربية هلنبة اليمن‪ :‬يتكون هذا اإلقليم غالبا من الصخور الربكانية‬
‫والقاعدية واحلجر اجلريي والرميل‪ ،‬وتربته بنية اللون وقد ‪.‬يل إىل االصفرار‪،‬‬
‫ن‬
‫بشكل عام(‪.)3‬‬ ‫وهي تربة جيد‬

‫‪ -6‬إقليم املنخفنات الوسطى‪ :‬أو(القيعان املنبسطة) يشمل هذا اإلقليم مساحة‬


‫واسعة من يريم جنوبا حتى صعد شامال‪ ،‬حيث ييط هبا املرتفعات من كل‬
‫جانبل فتنحدر منها املياه ويمل معها الرواسب من األرايض اجلبلية وترسبها‬
‫فوق األرض املنبسطة‪ ،‬وتتمركز الرتب هنا فوق تشكالت صخرية متنوعة‬

‫‪ - 1‬بلفقيه‪ ،‬عيدروس‪ :‬جغرافية اجلمهورية اليمنية‪ ،‬ص ‪121 - 120‬ل عباس‪ ،‬شهاب‪ :‬جغرافية اليمن‬
‫الطبيعية‪ ،‬ص ‪.87‬‬
‫‪ - 2‬بلفقيه‪ ،‬عيدروس‪ :‬جغرافية اجلمهورية اليمنية‪ ،‬ص ‪121‬ل عباس‪ ،‬شهاب‪ :‬جغرافية اليمن الطبيعية‪،‬‬
‫ص ‪.87‬‬
‫‪ - 3‬عباس‪ ،‬شهاب‪ :‬جغرافية اليمن الطبيعية‪ ،‬ص ‪.88‬‬
‫‪196‬‬
‫بعنها فوق املجروفات واملحموالت الامئية السيلية والبحرية القديمة‪،‬‬
‫والبعض اآلخر فوق الصخور الربكانية الثالثية والرباعية‪ ،‬والبعض فوق‬
‫الصخور الكلسية والرملية‪ ،‬وتاثري الغطاء النبا حمدود عه الرتبة‪ ،‬والرتبة هنا‬
‫بنية اللون بشكل خاص‪ ،‬وبنية مائلة للسواد او رمادية داكنة فوق الصخور‬
‫البازلتية‪ ،‬وتبهر الرتبة البنية الصفراء والامئلة للحمر فوق الصخور اجلريية‬
‫والرملية(‪.)1‬‬

‫‪ -7‬اإلقليم الرشقي‪ :‬يقع هذا اإلقليم يف اجلزء الرشقي من هنبة اليمن‪ ،‬ويتكون‬
‫من تالل صخرية قاعدية شبه جرداء‪ ،‬تغطيها طبقة رقيقة من احلىص الكبري ‪،‬‬
‫وترتكز الرتبة اجليد ذات اللون الفات غالبا أو الداكن أحيانا يف املنخفنات‬
‫املتوسطة الصغري الواقعة بي التالل الصخرية‪ ،‬أو يف قيعان األودية(‪.)2‬‬

‫األلفاظ التي تصف الرتبة‪( :‬انبر‪ :‬اجلدول رقم [‪)]5‬‬

‫وردت العديد من األلفاظ يف النقوش اليمنية القديمة التي تصف الرتبة‬


‫وتفيد معاين فتلفة هلا وألنواعها واستخداما ا نفصل منها عه سبيل املثال ال‬
‫احلرص‪:‬‬

‫[ا ر ض ت = ‪( ]ƆRḌT‬أرضت)‪ :‬وتعني األرض أو بالد أو أرض‬


‫فالحة أو األرض نبري السامء (‪ ،)3‬ويعرب عن األرايض الزراعية بلفبة (أرض)‬
‫يف مجيع هلجات اليمن القديم‪ ،‬كام أهنا ترد هبذا املعنى يف معبم اللهجات السامية‬

‫‪ - 1‬بلفقيه‪ ،‬عيدروس‪ :‬جغرافية اجلمهورية اليمنية‪ ،‬ص ‪121‬ل عباس‪ ،‬شهاب‪ :‬جغرافية اليمن الطبيعية‪،‬‬
‫ص ‪.88‬‬
‫‪ - 2‬عباس‪ ،‬شهاب‪ :‬جغرافية اليمن الطبيعية‪ ،‬ص ‪.88‬‬
‫‪ - 3‬بيستونل و(آخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪.7‬‬
‫‪197‬‬
‫أينا(‪ ،)1‬ويف األغلب تعني األرض املعد للزراعة‪ ،‬أو التي زرعت باخلرض‬
‫واحلبوب‪ ،‬وعه هذا األساس يمكن القول‪ :‬إن هذه اللفبة تعني أرضا صاحلة‬
‫للزراعة‪ ،‬وقد تعني أرضا مزروعة(‪ ،)2‬وجاء يف النقش (‪ )Ir 19/3‬ما ييل‪[ :‬ك ل ‪ /‬أ‬
‫ر ض هـ م و ‪ /‬ذ ت ف ر و ‪ /‬و ي ت ف ر ن ن ‪ /‬ب ن و ‪ /‬ج ر ت ‪ /‬ب م ش ر ق‬
‫م ‪ /‬م ع ل ت م]‪ ،‬وترمجتها‪ :‬كل أراضيهم التي حيرثون والتي سوف حيرثون‬
‫باملشارق ويف اجلبال ‪ ،‬كام ورد يف النقش (‪ )Ir 31‬كالتاا‪[ :‬ب ع م ‪ /‬ش ع ب ن ‪/‬‬
‫س ب أ ‪ /‬ع د ي ‪ /‬أ ر ض ‪ /‬ح ض ر م و ت ‪ /‬ب ك ن ‪ /‬و ق هـ هـ و ‪ /‬م ر أ هـ م‬
‫حينام قاد قبائل سبا إىل أرض حرضموت بامر سيده (‪،)3‬‬ ‫و]‪ ،‬وترمجتها‪ :‬وذل‬
‫ويالحظ هنا ورودها بمعنى أرض أو بالد‪.‬‬

‫[ع ف ر = ‪( ]CFR‬عفر)‪ :‬وترادف هذه اللفبة تراب ‪ ،‬وقد ورد ذكرها يف‬
‫النقش (‪ ،)Bafaqih-BatayiC 8/3‬كالتاا‪[ :‬ك ل ‪ /‬ع ف ر ‪ /‬و م ب ر أ ‪ /‬و ج‬
‫ي ر ‪ /‬ل أ ن خ ل هـ م و]‪ ،‬وترمجتها هي‪ :‬وأنجزوا كل تراب وبناء وقناض‬
‫بساتينهم (‪.)4‬‬

‫[خ ط ت = ‪( ]ḪṬT‬خطت)‪ :‬وتعني يف العربية أرض بكر (‪ ،)5‬أي األرض‬


‫البور أو مشاعة التي مل يتم استصالحها‪ ،‬وقيل‪ :‬هي األرض التي مل تزرع (‪.)6‬‬

‫‪ - 1‬كامل الدين‪ ،‬حازم‪ :‬معجم مفردات املشرتك السامي‪ ،‬ص ‪.48‬‬


‫‪ - 2‬عيل‪ ،‬جواد‪ :‬املفصل يف تاريخ العرب‪ ،‬ج (‪ ،)7‬ص ‪.31‬‬
‫‪ - 3‬اإلرياين‪ ،‬مطهر‪ :‬نقوش مسندية‪ ،‬ص ‪.193 ،152 -151‬‬
‫‪ - 4‬لالستزاد (انبر)‪ :‬األغربي‪ ،‬فهمي‪ :‬معجم األلفاظ املعامرية‪ ،‬ص ‪.145‬‬
‫‪ - 5‬بيستونل و(آخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪.64‬‬
‫‪ - 6‬ابن منبور‪ :‬لسان العرب‪ ،‬مج (‪ ،)1‬ج (‪ ،)5‬ماد [ب و ر]‪ ،‬ص ‪.385‬‬
‫‪198‬‬
‫[خ ت م = ‪( ]ḪTM‬ختم)‪[ ،‬خ ي ت م ت = ‪( ]ḪYTMT‬خيتمت)‪ :‬ورد‬
‫هذا اللفظ يف النقش (‪ ،)Ja 655/17‬وتعني أرض مفلوحة ‪ ،‬أرض‬
‫مزروعة (‪ ،)1‬وهي‪ :‬األرض العامر املاهولة واملزروعة املستغلة‪ ،‬ويقال هلا أينا‬
‫(السوداء)‪ ،‬وهي األرض املغروسة‪ ،‬ويف نبر العريب إذا غرست األرض أسودت‬
‫من كثر ظالل الزرع‪ ،‬والبيناء هي أرض ال نبات فيها‪ ،‬كان النبات كان يسودها‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬هي التي مل توطا (‪.)2‬‬

‫[م و ف ر = ‪( ]MWFR‬موفر)‪ :‬وتعني أرض زراعية تابعة ملدينة (‪ ،)3‬كام‬


‫يف النقش (‪ ،)CIH 506/3‬وكذل العبار الوارد يف النقش (‪،)RES 2789/5‬‬
‫وهي‪[ :‬م و ف ر ‪ /‬ط ن ف]‪ ،‬وقد ترمجها (رودوكناكس) بـ األرض الصاحلة‬
‫املزرعة واحلديقة أينا (‪ ،)4‬والرتمجة احلرفية لنا‬ ‫للزراعة بصور عامة وكذل‬
‫املسند هي‪ :‬األرض املزروعة بنو نع من الطيب ‪ ،‬وهي هنا أدق من الرتمجة السابقة‪،‬‬
‫ويف اللغة‪ ،‬الوفراء‪ :‬األرض التي يف نبا ا َوفْر و َو ْف َر وف َر ‪ ،‬فيقال أرض وفراء‪ ،‬أي‬
‫وفور مل ت ْر َع (‪.)5‬‬

‫[ه ي ر = ‪( ]HYR‬هري)‪[ ،‬ه ر ت = ‪( ]HRT‬هرت)‪ :‬وهي أرض زراعية‬


‫النقش‬ ‫منخفنة (‪ ،)6‬وردت هذه اللفبة يف النقش (‪ ،)CIH 378/4‬وكذل‬

‫‪ - 1‬بيستونل و(آخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪.63‬‬


‫‪ - 2‬الزبيدي‪ ،‬حممد مرتىض احلسيني‪ :‬تاج العروس من جواهر القاموس‪ ،‬ج (‪ ،)18‬يقيق‪ :‬عبدالكريم العزباوي‪،‬‬
‫وزار اإلعالم‪ -‬الكويت‪1399 ،‬هـ‪1979 /‬م‪ ،‬ماد [ب ي ض]‪ ،‬ص ‪.267‬‬
‫‪ - 3‬بيستونل و(آخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪.158‬‬
‫‪4 - Rhodokanakis, N., Studin Zur Lexikographic Grammatik des Altsudarabischen.‬‬
‫‪Komission bie Alfred Holder, Vols I, 1919, S. 58.‬‬
‫‪ - 5‬الزبيدي‪ ،‬حممد مرتىض احلسيني‪ :‬تاج العروس من جواهر القاموس‪ ،‬ج (‪ ،)14‬يقيق‪ :‬عبدالعليم الطحاوي‪،‬‬
‫وزار اإلعالم‪ -‬الكويت‪1394 ،‬هـ‪1974 /‬م‪ ،‬ماد [و ف ر]‪ ،‬ص ‪.371‬‬
‫‪ - 6‬بيستونل و(آخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪.63‬‬
‫‪199‬‬
‫(‪ ،)RES 4085/5‬كالتاا‪[ :‬أ ن خ ل ‪ /‬م ل ك ن ‪ /‬هـ ر ت]‪ ،‬وترتجم‪ :‬بساتي‬
‫النخل امللكية باألرض املنخفنة ‪.‬‬

‫[ز ب ر= ‪( ]ZBR‬زبر)‪ :‬ورد ذكر هذا اللفظ يف النقش (‪)CIH 782/1‬‬


‫كالتاا‪[ :‬أ س د ‪ /‬هـ ظ ل و ‪ /‬و ز ب ر ن ‪ /‬ذ م هـ ر ت ن]‪ ،‬وترمجتها هي‪ :‬رجال‬
‫بنو مبلة وبنوا بالزابور ذي مهرتن ‪ ،‬ويعني هذا اللفظ يف (املعجم السبئي)‪ :‬بنى‪،‬‬
‫(زابور)(‪،)2‬‬
‫أقام بناء (‪ ،)1‬و زبرن (فعل)‪ :‬بمعنى‪ :‬بنى بقوالب الطي النيئ الكبري َ‬
‫والزبْر‪ :‬طي البئر باحلجار ‪ ،‬إذا طويت ‪.‬اسكت‬
‫الزبْر‪ :‬احلجار ‪ّ ،‬‬
‫ويف اللغة العربية‪ :‬ا‬
‫واستحكمت‪ ،‬فيقال‪ :‬بئر مزبور (‪.)3‬‬

‫ويف اللهجة اليمنية‪ :‬الزابور‪ :‬هي القوالب الكبري من اللبن التي يبنى هبا‪،‬‬
‫ويكون أكرب حجام من ال ِّلبن العادي‪ ،‬ويستخدم يف بناء األسوار بالدرجة األساسية‬
‫باإلضافة إىل بناء البيوت(‪ ،)4‬وهو عبار عن خلطة من الطي والرمل وقليل من‬
‫التبن والامء(‪.)5‬‬

‫[ح ة ة = ‪( ]ḤS3S3‬حس‪3‬س‪ :)3‬ورد هذا اللفظ يف النقش (‪،)CIH 448‬‬


‫بمعنى طوب لبن‪ ،‬طي(‪ ،)6‬وهو أحد مواد البناء املستخدمة يف العامر اليمنية‬
‫القديمة‪ ،‬وقد تعارضت ترمجة هذا اللفظ مع التفسري الدقيق الذي أورده‬

‫‪ - 1‬بيستونل و(آخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪.170‬‬


‫‪ - 2‬األغربي‪ ،‬فهمي‪ :‬معجم األلفاظ املعامرية‪ ،‬ص ‪.90‬‬
‫‪ - 3‬ابن منبور‪ :‬لسان العرب‪ ،‬مج (‪ ،)3‬ج (‪ ،)21‬ماد [ز ب ر]‪ ،‬ص ‪.1804‬‬
‫‪ - 4‬اإلرياين‪ ،‬مطهر‪ :‬املعجم اليمني‪ ،‬ماد [ز ب ر]‪ ،‬ص ‪.379‬‬
‫‪ - 5‬بركات‪ ،‬أمحد قائد‪ :‬الزابور ‪ ،‬املوسوعة اليمنية‪ ،‬مؤسسة العفيف الثقافية ‪ -‬صنعاء‪ ،‬مج (‪ ،)2‬ط (‪،)2‬‬
‫‪1423‬هـ‪2003 /‬م‪ ،‬ص ‪.1435‬‬
‫‪ - 6‬بيستونل و(آخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪.72‬‬
‫‪200‬‬
‫(األغربي)‪ ،‬حيث ناقش مدلوالته بمزيد من التفصيل من خالل موقع اللفظ يف‬
‫سياق النقش‪ ،‬وكذل جذر اللفظ يف املعاجم العربية‪ ،‬ومن خالل الدراسات التي‬
‫تناولت دراسة املصطل ‪ ،‬إذ أثبت أن لفظ [حسسم]‪ ،‬يعني حجر صغري يف اللغة‬
‫العربية(‪ ،)1‬وهو تفسري أدق ا ورد يف املعجم السبئي‪.‬‬

‫[ف ت ل = ‪( ]FTL‬فتل‪ -‬م)‪ :‬ويرد ذكر هذا اللفظ يف النقوش املكتوبة‬


‫باللهجة احلرضمية مثل النقش (‪ ،)RES 2640/1‬كاآل ‪[ :‬و خ ل ف ث ‪/‬أ ب ن‬
‫م ‪ /‬و ع ض م ‪ /‬و ف ت ل م]‪ ،‬وترمجتها‪ :‬وبابه حجر وخشب وآجر ‪ ،‬وكذل‬
‫النقش (‪ ،)RES 3869/3‬كالتاا‪[ :‬ق ت د م ‪ /‬و ج س م ‪ /‬ج ن( أ ‪ /‬م ي ) ف ع‬
‫ت ‪ /‬أ ب ن م ‪ /‬و ع ض م ‪ /‬و ف ت ل م]‪ ،‬وترمجتها‪ :‬توىل (بناء) وبنى جدار؟‬
‫سور (مدينة) ميفعة حجر وخشب وآجر (‪.)2‬‬

‫إضافة إىل ذل ‪ ،‬فهناك العديد من األلفاظ التي تدل عه مدى الدقة‬


‫واملعرفة التي أكتسبها اإلنسان اليمني القديم يف تصنيف الرتبة واألرض الزراعية‪،‬‬
‫واضعا يف االعتبار تناريس األرض‪ ،‬ونوع الرتبة‪ ،‬واملكان‪ ،‬حيث أطلق تسميات‬
‫حمدد لكل أرض زراعية‪ ،‬بحسب صفا ا اخلاصة ونوعية اجلهود والبروف‬
‫عرب عنها‪،‬‬
‫املتطلبة لإلنتاج الزراعي(‪ ،)3‬ونتعرف عليها من خالل املفردات التي ت ِّ‬
‫ومنها‪[ :‬ب ع ل = ‪ ]BCL‬ورد هذا اللفظ يف النقش (‪ ،)Gl 1520/5‬بمعنى‪:‬‬
‫أرض بعلية‪ ،‬أرض تسقى باملطر (‪)4‬ل وورد اللفظ [ع ر ن = ‪ ]CRN‬يف النقش‬

‫‪ - 1‬األغربي‪ ،‬فهمي‪ :‬معجم األلفاظ املعامرية‪ ،‬ص ‪.57 - 56‬‬


‫‪ - 2‬األغربي‪ ،‬فهمي‪ :‬معجم األلفاظ املعامرية‪ ،‬ص ‪.135‬‬
‫‪ - 3‬لالستزاد عن عالقة الرتبة بالزراعة (انبر)‪ :‬عيل‪ ،‬جواد‪ :‬املفصل يف تاريخ العرب‪ ،‬ج (‪،)7‬‬
‫ص ‪.38 -30‬‬
‫‪ - 4‬بيستونل و(آخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪.26‬‬
‫‪201‬‬
‫(‪ ،)YMN 13/7‬بمعنى‪ :‬أرض ذات شجر (‪ ،)1‬ووردت األلفاظ [ر ح ض ‪ -‬م ر‬
‫ح ض ‪ -‬و ث م ‪ -‬و ث م ت =‪ ،)2(]RḤḌ, MRḤḌ, WṮM, WṮMT‬يف‬
‫النقشي )‪ ،(Ja 576/9; Gl 1142/7‬بمعنى‪ :‬أرض خالء ‪ ،‬وكذل اللفظ [ب‬
‫ر ر = ‪ ]BRR‬بنفس املعنى‪ ،‬كام يف النقشي (‪،)3()YMN 8/4; CIH 541/97‬‬
‫والذي يا بنفس املعنى تقريبا يف بعض اللغات السامية(‪.)4‬‬

‫وترد األلفاظ [ذ ه ب – م ذ ه ب ت – ا ذ ه ب = ‪ḎHB, MḎHBT,‬‬


‫‪ ،)5(]ƆḎHB‬يف النقوش (‪ ،)Ja 618/16; RES 3945/5,7; 3950‬بمعنى‬
‫ن‬
‫واد‪ ،‬وأرض غرينية ل ويف النقش (‪ ،)RES 3945/2‬يرد اللفظ [ذ ي ر =‬
‫‪ ،]ḎYR‬بمعنى حقل غريني‪ ،‬أرض يغطيها طي السيل‪ -‬الطمي ل أما اللفظ [م‬
‫س ر = ‪ ،]MS1R‬يف النقش (‪ ،)CIH 540/8; 541/58‬فيا بمعنى طي‬
‫السيل‪ ،‬طمي [وراء السد] (‪.)6‬‬

‫ألمهيتها‬ ‫ا سبق ان للرتبة عند اليمني القدماء أسامء كثري ‪ ،‬وذل‬ ‫يتن‬
‫دون اإلنسان اليمني القديم هذه األلفاظ يف نقوش املسند‪،‬‬
‫بالنسبة إىل حيا م‪ ،‬لذا ا‬
‫من حيث لوهنا وخصبها ووجود الامء فيها وغري ذل (‪ ،)7‬وهذا الغنى يف التسميات‬

‫‪ - 1‬عبدالله‪ ،‬يوسف حممد‪ :‬مدونة النقوش اليمنية القديمة ‪ ،‬جملة دراسات يمنية‪ ،‬مركز الدراسات والبحوث‬
‫اليمني‪ -‬صنعاء‪ ،‬ع (‪ ،)3‬أكتوبر ‪1979‬م‪ ،‬ص ‪48 ،45‬ل بيستونل و(آخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪.19‬‬
‫‪ - 2‬بيستونل و(آخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪.166 ،116‬‬
‫‪ - 3‬عبدالله‪ :‬مدونة النقوش ‪ ،‬جملة دراسات يمنية‪ ،‬ع (‪ ،)2‬ص ‪63 -62‬ل بيستونل و(آخرون)‪ :‬املعجم‬
‫السبئي‪ ،‬ص ‪.31‬‬
‫‪ - 4‬كامل الدين‪ ،‬حازم‪ :‬معجم مفردات املشرتك السامي‪ ،‬ماد [ب ر]‪ ،‬ص ‪.77‬‬
‫‪ - 5‬بيستونل و(آخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪.38‬‬
‫‪ - 6‬بيستونل و(آخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪.87‬‬
‫‪ - 7‬لالستزاد حول الرتبة عند العرب (انبر)‪ :‬عيل‪ ،‬جواد‪ :‬املفصل يف تاريخ العرب‪ ،‬ج (‪ ،)7‬ص ‪.44 – 30‬‬
‫‪202‬‬
‫يعكس مستوى ما بلغة العقل لدى قدماء اليمنيي يف التصنيف الرتكيبي‬
‫واالبتكاري‪.‬‬

‫إىل أن تصنيفات نوعية الرتبة يعكس مدى املامرسة‬ ‫ونخلا من ذل‬


‫العملية املتنوعة التي قام هبا اإلنسان اليمني القديم‪ ،‬من خالل تعامله مع أرضه‪،‬‬
‫وهو ما انعكس عه ثقافته يف جمال النشاط الزراعي إجيابا‪ ،‬ما أسفر عن ظهور‬
‫مصطلحات ومفاهيم‪ ،‬ليست جمرد دالالت لفبية لغوية أو جمرد أسامء‪ ،‬وأن تل‬
‫املفردات‪ ،‬جاءت نتيجة لقدر العقل لدى قدماء اليمنيي يف كشف طبيعة العالقات‬
‫القائمة بي األرض‪ ،‬وأساليب سقيها‪ ،‬واهلدف املنشود من ذل (‪.)1‬‬

‫هذا وقد أدى اإلنسان اليمني القديم دورا فعاال عه مر العصور‪ ،‬حيث كان‬
‫ن‬
‫بشكل خاصل فقد فهم الطبيعة‬ ‫ن‬
‫بشكل عام‪ ،‬ويف صنع الرتبة‬ ‫له دور مؤثر يف الطبيعة‬
‫التي يعيشها وأحسن التعامل معها‪ ،‬وفهم واقع بلده اجلبيل‪ ،‬قليل املساحة بي‬
‫املرتفعات‪ ،‬الفقري باألرايض الزراعية‪ ،‬وبالتاا جلا ومنذ آالف السني إىل التغلب‬
‫عه انجراف الرتبة وضياعها‪ ،‬وعدم االستفاد منها‪ ،‬وابتكر أسلوب بناء وتاسيس‬
‫املدرجات الزراعية خصوصا يف املرتفعات الغربية واجلنوبية املطلة عه السهول‬
‫الساحلية‪ ،‬بدءا باعاا اجلبال الشاهقة ونزوال إىل ضفاف األودية والسهول‪ ،‬وبذل‬
‫تعد أهم إنجاز زراعي حناري قدمه اإلنسان اليمني‪.‬‬

‫كام استطاع االستفاد من األمطار املتساقطة‪ ،‬وتوظيفها–كام ورد سابقا‪ -‬من‬


‫خالل إنشاء شبكة عنكبوتية من منش ت الري والسقاية املختلفة‪ ،‬والتي كانت‬
‫منترش يف كل انحاء اليمن القديم تقريبا‪ ،‬ويعد سد مارب العبيم ومصارفة أهم‬
‫وغري األرايض الزراعية التي يسقيها من خالل‬
‫ا‬ ‫شاهد عه ذل ‪ ،‬فهو الذي من‬

‫‪ - 1‬السقاف‪ ،‬عبدالرمحن‪ :‬تطور احليا الفكرية‪ ،‬ص ‪.138 – 137‬‬


‫‪203‬‬
‫وفر الرتبة الغرينية اخلصبة اآلتية من املرتفعات والوديان‪.‬‬

‫ونتيجة لعناية اإلنسان اليمني القديم اخلاصة بالرتبة الزراعية فقد استطاع أن‬
‫حيافظ عه مليارات األطنان من املواد الصخرية املتفتتة والدقيقة والعنوية‪ ،‬التي‬
‫يولت عه مر السني إىل تربة خصبة وجيد للزراعة‪ ،‬غطت جانبا هاما وكبريا من‬
‫حاجات اليمن الغذائيةل حيث كان تم بزياد نسبة خصوبتها من خالل جلبه‬
‫للمواد العنوية واملخلفات احليوانية‪ ،‬وتقليب األرض بي الفينة واألخرى‪،‬‬
‫ليتسنى له فيام بعد زراعتها‪.‬‬

‫‪204‬‬
‫املوارد الطبيعية االقتصادية‬

‫المبحث األول‪ :‬النباتات‬


‫المبحث الثاني‪ :‬الحيوانات‬
‫المبحث الثالث‪ :‬المعادن واألحجار‬

‫‪205‬‬
206
‫مــدخ ــل‪-:‬‬

‫تقدم الدراسات اجليومورفولوجية (‪ )Geomorphology‬للبيئة الطبيعية‬


‫يف جنوب اجلزير العربية معلومات عن العرصين اجليولوجيي (باليستوسي‬
‫وهولوسي)‪ ،‬والتي تفيد بان اليمن كانت أرضا رطبة تتساقط عليها أمطار غزير ‪،‬‬
‫وتكثر فيها اجلداول واملياه اجلارية يف ودياهنا‪ ،‬وكانت تنمو النباتات الطبيعية يف‬
‫معبم مناطقها‪ .‬وأن هذه البيئة الطبيعية ظلت غنية يف مواردها االقتصادية حتى‬
‫فرت متاخر من عرص (باليستوسي)‪ ،‬وثم بدأت اليمن ومناطق أخرى من اجلزير‬
‫ن‬
‫أرض خالية من النباتات‬ ‫العربية تتعرض لفرتات من اجلفاف‪ ،‬تسبب يف يويلها إىل‬
‫الطبيعية وأخرى صحراوية(‪.)1‬‬

‫وتتحدد املوارد الطبيعة يف اخلامات‪ ،‬والعنارص الطبيعية التي يمكن‬


‫االستفاد منها يف النشاط اإلنساين خالل عملية إنتاج فتلف السلع واحلاجات التي‬
‫تلبي منفعة اجتامعية(‪ ،)2‬حيث َت َع ارف اإلنسان اليمني القديم عند أول رشار للفكر‬
‫اإلنساين يف عصور ما قبل التاريخ‪ ،‬وبالتحديد يف العرص احلجري القديم األسفل‬
‫عه ما حوله من مكونات الطبيعة التي ارتبط هبا(‪ ،)3‬حيث أصب شغله الشاغل هو‬
‫كعة التعرف عليها وكيفية استغالهلا لتلبية احتياجاتهل فكان أن بدأ يف عملية صيد‬

‫‪ - 1‬غالب‪ ،‬عبده عثامن‪ :‬عصور ما قبل التاريخ ‪ ،‬املوسوعة اليمنية‪ ،‬مؤسسة العفيف الثقافية‪ -‬صنعاء‪،‬‬
‫مج (‪ ،)3‬ط (‪1423 ،)2‬هـ‪2003 /‬م‪ ،‬ص ‪.2089‬‬
‫‪ - 2‬سعيد‪ ،‬إبراهيم أمحد‪ :‬أسس اجلغرافيا البرشية واالقتصادية‪ ،‬مديرية الكتب واملطبوعات اجلامعية‪-‬‬
‫منشورات كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية ‪ -‬جامعة حلب‪1418 ،‬هـ‪1997 /‬م‪ ،‬ص ‪.113‬‬
‫‪ - 3‬الشارخ‪ ،‬عبدالله حممد‪ :‬عصور ما قبل التاريخ يف اجلزير العربية ‪ ،‬ضمن كتاب (الكتاب املرجع‬
‫يف تاريخ األمة العربية)‪ ،‬مج (‪ )1‬اجلذور والبدايات ‪ ،‬املنبمة العربية للرتبية والثقافة والعلوم ‪-‬‬
‫تونس‪2005 ،‬م‪ ،‬ص ‪.111‬‬
‫‪207‬‬
‫احليوانات ومجع النباتات الطبيعية اثناء مرحلة العرص احلجري القديم‬
‫واملتوسط(‪.)1‬‬

‫ويعد العرص احلجري القديم األسفل بمثابة املكون األول للنتاج والفكر‬
‫البرشي‪ ،‬والذي تبعه تطور يف ارسات اجلامعات البرشية وتزايد خرب ا عه مدى‬
‫أن اإلنسان كان يعتمد عه‬ ‫ما يزيد عن مليوين سنة منت‪ .‬واملالحظ من ذل‬
‫موارده الطبيعية املتوفر له‪ ،‬حيث تكيف من خالهلا عه أموره احلياتية املختلفة(‪.)2‬‬

‫ظلت هذه اجلامعات معتمد معيشيا عه صيد احليوانات‪ ،‬والتقاط احلبوب‬


‫الربية ومجعها(‪ ،)3‬وارتقت هذه العملية إىل أن أصبحت حرفة ربطت بي اإلنسان‬
‫وظروف البيئة املحيطة به إىل ن‬
‫حد كبري‪ ،‬يف فرت كانت قدراته البسيطة تعادل مستوى‬
‫حاجياته املحدود ‪ ،‬و‪.‬ثل حرفة مجع الطعام أقدم احلرف التي احرتفها اإلنسان عه‬
‫سط األرض‪ ،‬وكانت بداية ارتقاء اإلنسان للس الم احلناري‪ ،‬إذ تعد حرفتا مجع‬
‫الطعام والصيد البدائي أقدم ما زاوله اإلنسان اليمني القديم من أنشطة اقتصادية‬
‫لبساطتها حاجته لتلبية رغباته‪ ،‬حيث كان اإلنسان البدائي يقوم خالل فرتات طويلة‬
‫‪.‬ثل احللقة األوىل من احلنار البرشية بجمع هبات الطبيعة ضمن البيئة املحيطة به‬
‫من احلرشات وثامر االشجار وجذور بعض النباتات وصيد احليوانات والطيور‬
‫هبدف احلصول عه حاجته وحاجة أكته وقبيلته من الطعام وامللبس(‪.)4‬‬

‫‪ - 1‬كول‪ ،‬سونيا‪ :‬ثور العرص احلجري احلديث‪ ،‬ترمجة‪ :‬تقي الدباغ‪ ،‬ونادية سعدي الدبوين‪ ،‬كلية‬
‫اآلداب ‪ -‬جامعة بغداد‪ ،‬ط (‪1965 ،)3‬م‪ ،‬ص ‪.5‬‬
‫‪ - 2‬زارنس‪ ،‬يورس‪ :‬أرض اللبان‪ ،‬ص ‪35‬ل الشارخ‪ ،‬عبدالله‪ :‬عصور ما قبل التاريخ يف اجلزير‬
‫العربية ‪ ،‬ص ‪.111‬‬
‫‪ - 3‬الشارخ‪ ،‬عبدالله‪ :‬عصور ما قبل التاريخ يف اجلزير العربية ‪ ،‬ص ‪.120‬‬
‫‪ - 4‬غالب‪ ،‬عبده‪ :‬عصور ما قبل التاريخ ‪ ،‬ص ‪.2089‬‬
‫‪208‬‬
‫كام احرتف اإلنسان اليمني يف عصور ما قبل التاريخ مهنة الصيد الربي‪،‬‬
‫وترتبط بحرفة مجع الطعام ‪-‬السابق ذكرها‪ -‬فقد تبي أن احليوانات التي يقتنصها‬
‫اإلنسان البدائي تقدم له العديد من املنتجات‪ ،‬فباإلضافة إىل أمهيتها كعنرص غذائي‪،‬‬
‫فقد استخدم جلودها يف صنع املالبس واملساكن البسيطة‪.‬‬

‫ومعنى ذل ‪ ،‬إن اإلنسان اليمني القديم كان غري منتج باملعنى الصحي ‪ ،‬أي‬
‫غري جم دد للموارد الطبيعية‪ ،‬وإنام جمرد جامع للطعام‪ ،‬ومدمر للموارد الطبيعية‪،‬‬
‫واحلقيقة أن صفة مدمر هنا فيها كثري من املبالغة لن لة أعداد البرش بالقياس إىل‬
‫املساحات الشاسعة التي كانت تغطيها الغابات وتعدد ثروا ا النباتية واحليوانية‪،‬‬
‫لذا‪ ،‬كان حمصول اجلمع وااللتقاط والقنا حمدودا يف كميته لعدم تعدد حاجيات‬
‫اإلنسان اليمني القديم‪ ،‬والتي كانت قارص عه الطعام وامللبس واملاوى‪.‬‬

‫ويعد احرتاف اإلنسان للرعي البدائي بداية مرحلة أكثر تطورا تلت مرحلة‬
‫اجلمع والصيد‪ ،‬وقد سبقها مرحلة استئناس بعض احليوانات‪ ،‬حيث نج يف‬
‫استئناس احليوان الربي واخناعه إلرادته ثم تنميته عن طريق التنقل من مكان‬
‫استطاع اإلنسان ألول مر انتاج حاجة من‬ ‫آلخر بحثا عن الكأل واملياه وبذل‬
‫حاجياته‪.‬‬

‫وقد أثرت حرفة الرعي يف مدى استقرار اإلنسان اليمني القديم‪ ،‬وذل نبرا‬
‫لتحركاته املستمر للبحث عن املراعي الوافر باألعشاب واحلشائش‪ ،‬وترجع‬
‫يركات الرعا إىل تباين املناخ والتناريس يف اليمن‪ ،‬حيث كان يتجه من املناطق‬
‫يف مواسم األمطار ونمو األعشاب‪،‬‬ ‫الصحراوية اجلافة إىل املناطق اجلبلية‪ ،‬وذل‬
‫والزالت هذه التحركات مستمر حتى اليوم يف اليمن‪ ،‬حيث يتجه الرعا من‬
‫املناطق القاحلة إىل مناطق املرتفعات اجلبلية لالستفاد من املروج واحلشائش التي‬
‫تغطي السفوح كغذاء حليوانا م‪.‬‬
‫‪209‬‬
‫وتتكون املراعي من املوارد العلفية الطبيعية واألعالف اخلرضاء ‪،)1(...‬‬
‫حيث ختتلف حيوانات الرعي من مكان آلخر تبعا لتباين املراعي الطبيعية التي‬
‫تعترب انعكاسا للبروف الطبيعية‪ ،‬فرتبى الامعز واالبل يف املناطق ذات االعشاب‬
‫الفقري ‪ ،‬بينام تنترش االغنام يف املناطق األغنى نسبيا‪.‬‬

‫وتعد الزراعة البدائية أول حرفة حيرتفها اإلنسان‪ ،‬وهي أحدث أنواع احلرف‬
‫ارسة وأكثرها تطورا وأعبمها أثرا إذ مكنت اإلنسان اليمني القديم من االستقرار‬
‫حد ما ألول مر ‪ ،‬يف العرص الربونزي(‪ ،)2‬وهي بمثابة خطو متقدمة نسبيا‬ ‫إىل ن‬

‫خطاها اإلنسان يف طريق استخدام قدراته الفكرية واجلسدية املتنامية الستغالل‬


‫البيئة الطبيعية لتوفري حاجة من حاجياته املتعدد ‪ .‬إذ ‪.‬كن اإلنسان اليمني القديم‬
‫بصور بدائية من استغالل الرتبة وعنارص املناخ إلنتاج بعض املحاصيل الزراعية‬
‫التي غريت أسلوبه يف أماكن عديد ‪ ،‬إذ ساعدت ألول مره عه استقراره يف مكان‬
‫معي بدال من تنقله ملسافات طويلة‪ ،‬كام أن نوعية االنتاج وكميته شجعت عه‬

‫‪ - 1‬جبيل‪ ،‬سعيد عبده‪ :‬املراعي يف اليمن ‪ ،‬املوسوعة اليمنية‪ ،‬مؤسسة العفيف الثقافية ‪ -‬صنعاء‪ ،‬مج‬
‫(‪ ،)4‬ط (‪1423 ،)2‬هـ‪2003 /‬م‪ ،‬ص ‪.2606‬‬
‫‪ - 2‬غالب‪ ،‬عبده عثامن‪ :‬العصور الربونزية ‪ ،‬املوسوعة اليمنية‪ ،‬مؤسسة العفيف الثقافية‪ -‬صنعاء‪ ،‬مج‬
‫(‪ ،)3‬ط (‪1423 ،)2‬هـ‪2003 /‬م‪ ،‬ص ‪2077‬ل املعمري‪ ،‬عبدالرزاق راشد‪ :‬العصور احلجرية‬
‫وموروثا ا يف اليمن ‪ ،‬املوسوعة اليمنية‪ ،‬مؤسسة العفيف الثقافية‪ -‬صنعاء‪ ،‬مج (‪ ،)3‬ط (‪،)2‬‬
‫‪1423‬هـ‪2003 /‬م‪ ،‬ص ‪2086‬ل أثبتت الدراسات األثرية التي أجريت يف ردمان ويف خوالن ويف‬
‫وادي اجلوبة أن املنطقة عرفت الزراعة وإنتاج الغذاء منذ العصور الربونزية التي يعود تارخيها‬
‫ألواخر األلف الرابع وبداية األلف الثالث ق‪.‬م‪ ،‬كام أثبتت أن معرفة الزراعة وتطورها يف املنطقة‬
‫كان حمليال وهبذا يبهر خطا الرأي السائد لدى الدارسي من أن حنار اليمن القديم قامت عه‬
‫أكتاف مجاعات قادمة من الشامل حاملة املعرفة بالزراعة وأساليب الري وقد فرضت سيطر ا عه‬
‫املنطقة‪( .‬انبر)‪Van Beek, GW: "The Rise and Fall of Arabia Felix" :‬‬
‫‪.Scientific American, San Francisco, 1969, p. 5.‬‬
‫‪210‬‬
‫بمع اإلنسان باعداد كبري نسبيا تفوق أعداده يف مناطق احلرف البدائية األخرى‬
‫املشار اليها سابقا‪.‬‬

‫وتوض األدلة الامدية يديد تصوراتنا لبيئة جنوب اجلزير العربية القديمة‪،‬‬
‫فبقايا األبنية واملستوطنات يف مناطق من أرض سبا تنعدم فيها حاليا رشوط احليا‬
‫اإلنسانية تشري علينا بواقع بيئي فتلف‪ .‬كام أن صور احليوانات التي ال تتفق أنواعها‬
‫وال مواصفا ا البيولوجية مع بيئة جنوب اجلزير العربية حاليا‪ ،‬والتي نجدها‬
‫تتكرر يف مناطق فتلفة‪ ،‬نرى فيها أينا اشارات ذات دالالت قوية بخصوص‬
‫االختالف يف الواقع البيئي‪ ،‬بخاصة اذا ما وجدت هذه االدلة األثرية دعام يف‬
‫املجتمعات احليوانات املستانسة كالبقر‬ ‫الكتابات القديمة‪ ،‬وقد َع َر َفت تل‬
‫والامعز‪ ،‬وكشفت طبعات الفخار عن استغالهلم للقم والشعري والذر (‪.)1‬‬

‫ان هذا االقتصاد الذي كان يعتمد عه مجع القوت استبدل تدرجييا باقتصاد‬
‫قوامه انتاج القوت يف مرحلة العرص احلجري احلديث يف بداية األلف الثامن قبل‬
‫امليالد عه األقل يف جنوب غرب آسيا(‪- ،)2‬بشكل عام‪ -‬كام أن هذا التحول‬
‫الثوري من صيد احليوانات إىل تدجينها(‪ ،)3‬ومن مجع النباتات الربية إىل زراعتهال‬

‫‪ - 1‬عيل‪ ،‬عباس سيد أمحد حممد‪ :‬األرض والسكان واحلنار يف جزير العرب ‪ ،‬ضمن كتاب‬
‫(الكتاب املرجع يف تاريخ األمة العربية)‪ ،‬مج (‪ )1‬اجلذور والبدايات ‪ ،‬املنبمة العربية للرتبية‬
‫والثقافة والعلوم ‪ -‬تونس‪2005 ،‬م‪ ،‬ص ‪.357‬‬
‫‪ - 2‬كول‪ ،‬سونيا‪ :‬ثور العرص احلجري احلديث‪ ،‬ص ‪.5‬‬
‫‪ - 3‬التدجي (‪ :)Domestication‬هو عملية املواءمة اجلينية لألنواع عه أيدي البرش‪ ،‬ويعني ذل‬
‫تغيري اجلينات عه نحو يكفل انتقال خصائا منشود معينة إىل األجيال التالية من نوع النبات أو‬
‫احليوان املعني‪( .‬انبر)‪ :‬سيمونز‪ ،‬إيان ج‪ :‬البيئة واإلنسان عرب العصور‪ ،‬ترمجة‪ :‬السيد حممد عثامن‪،‬‬
‫سلسلة عامل املعرفة‪ ،‬املجلس الوطني للثقافة والفنون واآلداب‪ -‬الكويت‪ ،‬ع (‪ ،)222‬يونيو‬
‫‪1997‬م‪ ،‬ص ‪.89‬‬
‫‪211‬‬
‫وضع أسس احلنار السبئية‪ ،‬حيث كانت املجتمعات يدد آنذاك بعدد حيوانات‬
‫الصيد‪ ،‬وبكمية النباتات الصاحلة لألكل املتوفر ‪ ،‬ثم اصب باإلمكان بذر حبوب‬
‫أكثر وحرث أرض أوسع وتربية حيوانات أكثر‪.‬‬

‫إن ما توفر من معلومات حول االقتصاد املعييش جلامعات األلفي الثالث‬


‫اجلامعات البرشية عه‬ ‫والثاين قبل امليالد يف جنوب اجلزير تشري إىل تكيف تل‬
‫بيئتها وعه التحوالت املناخية التي طرأت خالل تل الفرت ‪ .‬غري أن تفاصيل ذل‬
‫التكيف حيتاج إىل املزيد من التقيص قبل الوصول إىل استنتاج بشاهنال وهو ما‬
‫يوض إن اقتصادهم بوجه عام قد ارتكز عه الرعي والزراعةل فقد عرفوا تربية‬
‫النان والامعز والقليل من األبقار التي هبطت نسبتها يف املواقع مقارنة بمواقع‬
‫العرص احلجري احلديث ربام بسبب بداية فرت اجلفاف(‪.)1‬‬

‫وقد شهد النصف الثاين من األلف الثاين ق‪.‬م‪ ،‬نمو القرى الزراعية وتطور‬
‫الفرت نمت شبكة من العالقات بي القرى يولت‬ ‫نبم الري فيها‪ ،‬وبنهاية تل‬
‫إحداها إىل مركز (مدينة) باري وحريف وديني وإداري‪ ،‬وجدت فيها األسواق‬
‫وحمال احلرفيي واملعابد وسلطة إدار املركز التي بسطت نفوذها عه املركز‬
‫ومقوماته والقرى املجاور له(‪.)2‬‬

‫يف هذه األثناء كانت جمتمعات بقية أنحاء اجلزير العربية ‪.‬ارس اقتصادا قائام‬
‫عه الزراعة والرعي يتباين يف الكم والنوع حسب تباين وتقلب تل البيئات‪ ،‬ومع‬
‫ازدياد حد اجلفاف برزت جنوب اجلزير بحكم وفر األمطار وتناريس املنطقة‬
‫بصفتها بيئة قادر عه جماهبة ظروف اجلفاف وجذب املجتمعات إىل مصادر املياهل‬

‫‪ - 1‬عيل‪ ،‬عباس‪ :‬األرض والسكان واحلنار يف جزير العرب ‪ ،‬ص ‪.358‬‬


‫‪ - 2‬عيل‪ ،‬عباس‪ :‬األرض والسكان واحلنار يف جزير العرب ‪ ،‬ص ‪.360 -359‬‬
‫‪212‬‬
‫الكثافة السكانية‪ ،‬وهو شاهنا‬ ‫لتزداد القرى الزراعية يف احلجم والكم‪ .‬أدت تل‬
‫دوما‪ ،‬إىل اختالف طبقي حتمه العائد االقتصادي ونمو بار الفائض‪ ،‬ا قاد إىل‬
‫الواقع الطبقي بتعبيم دور قيادات املجتمع واتساع دائر‬ ‫بور محاية ذل‬
‫نفوذهم وتطور نبام إداري قادر عه جماهبة املستجداتل ويرج أن هذه األحداث‬
‫قد سارت بوتري عالية خالل القرني العارش والتاسع من األلف األول ق‪.‬م‪.‬‬
‫لتتولد عنها يف القرن الثامن ق‪.‬م‪ .‬الدولة البكر(‪ ،)1‬سبا‪ ،‬حول وادي ذنة‪ ،‬وسط‬
‫شبكة من القرى الزراعية بوصفها أول بمع سياه ياخذ شكل الدولة يف جنوب‬
‫اجلزير ‪ ،‬غري أن هذه الفرضية لبزوغ الدولة يف جنوب اجلزير ال تستبعد تاثريات‬
‫أخرىل فالبروف البيئية عه الرغم من كوهنا العامل األهم –فيام نحسب‪ -‬اإال أهنا‬
‫مل تكن العامل الوحيد‪ ،‬ويف ظل هذا النبام برز دور اجلمل حي نشطت بار‬
‫اجلزير العربية‪ ،‬وإن تعدلت مراكزها وخطوطها (طرقها) ووسائلها وحمتواها بي‬
‫اجلزير العربية ومدن وحنارات الرشق القديم(‪.)2‬‬

‫‪ - 1‬إن هذا التاريخ يعد بمثابة ظلم للملكة البسئية‪ ،‬حيث كشفت العديد من التحريات التي قامت هبا‬
‫اهليئة العامة لآلثار‪ ،‬أنه توجد العديد من الدالئل األثرية التي تشري إىل قدَ م احلنار السبئية التي‬
‫تعود إىل منتصف األلف الثاين قبل امليالد بحسب مقابلة أجراها الباحث مع األستاذ‪ /‬أمحد‬
‫شمسان‪ -‬وكيل اهليئة العامة لآلثار (سابقا)‪ ،‬وكبري األخصائيي األثريي باهليئة‪.‬‬
‫‪ - 2‬مل يكن غريبا أن تبزغ الدويالت اجلنوبية الالحقة عه ذات الشاكلة مثل‪ :‬معي عه وادي اجلوف‬
‫وقتبان عه وادي بيحان وحرضموت عه وادي حرضموت‪( .‬انبر)‪ :‬الفاه‪ ،‬هتون أجواد‪:‬‬
‫األوضاع السياسية واالجتامعية واالقتصادية والثقافية يف جزير العرب ‪ ،‬ضمن كتاب (الكتاب‬
‫املرجع يف تاريخ األمة العربية)‪ ،‬مج (‪ )1‬اجلذور والبدايات ‪ ،‬املنبمة العربية للرتبية والثقافة‬
‫والعلوم ‪ -‬تونس‪2005 ،‬م‪ ،‬ص ‪452‬ل عيل‪ ،‬عباس‪ :‬األرض والسكان واحلنار يف جزير‬
‫العرب ‪ ،‬ص‪.361 ،360‬‬
‫‪213‬‬
‫النبــاتــات‬

‫تدخل النباتات يف عداد املوارد الطبيعة‪ ،‬إذا كانت من األنواع التي تنمو نموا‬
‫طبيعيا دون أن يتدخل اإلنسان يف وجودها(‪.)1‬‬

‫ويعرف الغطاء النبا ‪ :‬بانه النباتات التي تنترش عه سط األرض‪ ،‬والتي‬


‫ختتلف تبعا الختالف خصائا الرتبة‪ ،‬وخصائا السط ‪ ،‬وطبيعة املناخ السائد‬
‫املختلفة‬ ‫يف هذه املنطقة أو تل (‪ ،)2‬ويرتبط النبات باملناخ ومباهر السط‬
‫واألمطار‪ ،‬ارتباطا وثيقا له أمهية فريد تنعكس عه تنوع املحاصيل الزراعية‪ ،‬فمنذ‬
‫األلف األول قبل امليالد‪ ،‬بلغت الزراعة أوج تطورهال واختذت لنفسها يزات‬
‫السلعة‪ ،‬فانترشت زراعة احلبوب واشجار النخيل واجلناات املثمر ‪ ،‬وانترشت‬
‫األشجار الربية اخلاصة باملواد الصمغية والعطرية كاملر‪ ،‬واللبان‪ ،...‬التي كان هلا‬
‫شان عبيم يف تطور اقتصاديات املنطقة(‪.)3‬‬

‫ففي أوىل مراحل التطور البرشي كان الغذاء يمثل أول مطالب اإلنسان‪،‬‬
‫لذل مجع الثامر وبنى املسكن أو املاوى اخلاص‪ ،‬ثم تعلم صنع اآلالت البسيطة من‬
‫أغصان األشجار ومن األحجار وصاد احليوانات الربية ثم استانسها وأخريا قام‬
‫برتبيتها‪ ،‬كام تعلم فالحة األرض وزراعتها‪ ،‬وعرف استخدام املعادن وخاصة‬
‫القريبة من سط األرض والتي ترتكز يف عروق ترتفع فيها نسبة الفلز‪ ،‬وكانت‬

‫‪ - 1‬متوال وحممود‪ :‬املوارد االقتصادية‪ ،‬ص ‪.34‬‬


‫‪ - 2‬هنديل والعولقي‪ :‬املوارد االقتصادية‪ ،‬ص ‪.38‬‬
‫‪ - 3‬بحرى‪ ،‬حممد‪ :‬نبم تطور احلكم‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪214‬‬
‫العمليات اإلنتاجية البسيطة تتمثل يف جهد‬ ‫الطاقة األساسية املستغلة يف تل‬
‫اإلنسان واحليوان‪ ،‬ثم مع تقدمه احلناري استطاع استخدام الرياح واملياه يف توليد‬
‫الطاقة ا قلل من جهد اإلنسان واحليوان‪ ،‬وهذا أعطاه الفرصة الستغالل جزء من‬
‫قدراته يف ابتكار أساليب جديد يف احليا مكنته من تطوير منتجاته بحيث تتالءم‬
‫عن طريق خلط املعادن‬ ‫واحتياجاته املتعدد ‪ .‬فاستطاع مثال استخدام السبائ‬
‫املختلفة للحصول عه سبيكة ذات يزات خاصة‪ ،‬كام ساعد ازدياد أعداد البرش‬
‫باطراد وتقدمهم يف صناعة اآلالت عه تطوير العمليات اإلنتاجية املختلفة سواء يف‬
‫البحر أو سط األرض حيث تطورت زراعاته وتعددت حماصيله‪ ،‬كام استطاع‬
‫توسيع عمليات بحثه عن اخلامات املعدنية البعيد عن سط األرض ا مكنه يف‬
‫النهاية من اكتشاف معادن جديد مل يكن يعرفها من قبل‪ ،‬ومثل هذه املعادن كانت‬
‫‪.‬ثل مصادر للثرو موجود يف باطن األرض ومل تصب موارد إال بعد اكتشافها(‪.)1‬‬

‫ويرى (أوا برونر) بان الزراعة بدأت ببذر حبوب عه طمي الوديان بعد أن‬
‫ينقيض موسم جريان املياه‪ ،‬ولام كانت األمطار ال تكفي من أجل زراعة مسقية‪ ،‬فقد‬
‫كان الفالحون حيتفبون‪ ،‬من أجل نمو مزروعا م‪ ،‬برطوبة الطمي بواسطة حواجز‬
‫بدائية يستعينون هبا من أجل محل الامء إىل احلقول عند الرضور ‪ ،‬من أجل توسيع‬
‫األرايض املزروعة القائمة بصور طبيعية فوق مستوى جريان املياه يف الوديان(‪.)2‬‬

‫وقد توسعت الزراعة وتنوعت النباتات الزراعية يف العرص الربونزي‪ ،‬بناء‬


‫عه نامذج احلبوب التي وجدت عه السطوح الداخلية لألوعية الفخارية يف‬
‫التنقيبات األثرية التي جرت عام ‪1990‬م‪ ،‬يديد عد أنواع من الشعري واحلنطة‬

‫‪ - 1‬الزوكه‪ ،‬حممد‪ :‬اجلغرافيا االقتصادية‪ ،‬ص ‪49‬ل السقاف‪ ،‬عبدالرمحن‪ :‬تطور احليا الفكرية‪،‬‬
‫ص‪.119‬‬
‫‪ - 2‬برونر‪ ،‬أوا ‪ :‬بدايات الري ‪ ،‬ص ‪.53‬‬
‫‪215‬‬
‫والشوفان والرسغوم (الذر السكرية) والدخن والتمور والكمون وأنواع من‬
‫األعشاب النار ‪ ،‬ويدل وجود تل املحاصيل عه كثافة اإلنتاج الزراعي(‪.)1‬‬

‫وعند نمو القرى الزراعية وتطور نبم الري إىل جانب الري الفييض حول‬
‫األودية عرفت جنوب اجلزير إقامة احلواجز احلجرية عه املنحدرات لالحتفاظ‬
‫بعنارص غذاء الرتبة املنحدر من اجلبال ولزياد الرقعة الزراعية‪ ،‬ويف وقت الحق‬
‫تم بناء السدود(‪.)2‬‬

‫ان هذا النمط اجلديد من حيا املستوطنات الزراعية‪ ،‬بدأ عه أطراف رملة‬
‫السبعتي(‪ ،)3‬حيث كانت االمطار آنذاك كافية للزراعة الدائمة‪ ،‬وتدرج الفالحون‬
‫السبئيون حينها من مفاز صيهد إىل السهول الرسوبية (مصبات األودية) التي‬
‫تروهيا السيول التي تعد بمثابة أهنار مؤقته يف فرت هطول األمطار‪ ،‬وتطورت‬
‫مستوطنات السكن الدائمة يف بعض األماكن مثل مارب التي بذلت حماوالت‬
‫اضافية لسقيها بوسائل الري االصطناعي مثل بناء السدود واحلواجزل فحيا‬
‫االستقرار والزراعة احلقيقية مل يبهرا يف اجلزير العربية إال يف العرص الربونزي وما‬
‫بعده(‪.)4‬‬

‫‪ - 1‬السقاف‪ ،‬عبدالرمحن‪ :‬تطور احليا الفكرية‪ ،‬ص ‪.126‬‬


‫‪ - 2‬عيل‪ ،‬عباس‪ :‬األرض والسكان واحلنار يف جزير العرب ‪ ،‬ص ‪.359‬‬
‫‪ - 3‬املعمري‪ ،‬عبدالرزاق بن راشد‪ :‬موروث العصور احلجرية ودوره يف تشكل قرى ومدن حنار‬
‫جنويب اجلزير العربية املبكر ‪ ،‬جملة أدوماتو‪( ،‬أبحاث ندو ‪ :‬املدينة يف الوطن العريب يف ضوء‬
‫االكتشافات اآلثارية‪ :‬النشا والتطور اجلوف – اململكة العربية السعودية‪ 5 -3 /‬ذو القعد‬
‫‪1426‬هـ [‪ 7 -5‬ديسمرب ‪2005‬م])‪ ،‬مؤسسة عبدالرمحن السديري اخلريية‪ ،‬ط (‪1429 ،)1‬هـ‪/‬‬
‫‪2008‬م‪ ،‬ص ‪.7‬‬
‫‪ - 4‬املعمري‪ ،‬عبدالرزاق‪ :‬موروث العصور احلجرية ‪ ،‬ص ‪.10‬‬
‫‪216‬‬
‫ويمكن أن تكون زراعة النباتات قد بدأت قبل تربية احليوان(‪ ،)1‬عه الرغم‬
‫من وجود دالئل تشري إىل أن الزراعة املختلطة كانت ‪.‬ارس يف زمن مبكر جدا يف‬
‫العرص الربونزي –كام ذكر سابقا‪ ،)2(-‬وربام كانت النساء بالدرجة األوىل تم‬
‫بشؤون مجع النباتات‪ ،‬وكذل الزراعة يف البداية‪ ،‬بينام كان الرجال يقومون بتدجي‬
‫احليوانات التي كان صيدها شغلهم التقليدي(‪.)3‬‬

‫وقد كانت اجلزير العربية بقعة من البقاع التي سكنها اإلنسان منذ أقدم‬
‫العصور التارخيية‪ ،‬حيث كان الطقس يف األلف العارش واأللف الثامن ق‪.‬م‪ ،‬خيتلف‬
‫كثريا عام هو عليه اليوم إذ كانت األمطار طل بغزار وانسابت االهنار من أعاا‬
‫اجلبال لتمأل الوديان والسهول وغطت األرض باألعشاب التي ترعى هبا اخليول‬
‫والغزالن والبباء واألبقار املتوحشة واألسود والنمور‪.‬‬

‫ويف منحدرات اجلبال نمت الغابات الكثيفة‪ ،‬وقد اعتمد اإلنسان البدائي يف‬
‫جنوب اجلزير العربية يف حياته عه اصطياد احليوان وقطف الثامر الصاحلة للطعام‬
‫الفؤوس ور وس األسهم والسكاكي احلجرية والعىص وما‬ ‫مستعمال لذل‬
‫شاهبها(‪[.)4‬خارطة رقم (‪])6‬‬

‫أن احليا النباتية شبه الصحراوية والصحراوية واألعشاب‬ ‫ويرج‬


‫واحلشائش احلولية واملعمر من أقدم أشكال احليا النباتية التي ظهرت يف اجلزير‬

‫‪ - 1‬كول‪ ،‬سونيا‪ :‬ثور العرص احلجري احلديث‪ ،‬ص ‪.9‬‬


‫‪ - 2‬لويز‪ ،‬ماري إينيزان‪ :‬االستيطان يف عرص اهلولوسي ‪ ،‬ضمن كتاب‪ :‬فن الرسوم الصخرية‬
‫واستيطان اليمن يف عصور ما قبل التاريخ (جمموعة مؤلفون)‪ ،‬ترمجة‪ :‬مدحية رشاد‪ ،‬وعزيز عيل‬
‫األقرع‪ ،‬املركز الفرنيس لآلثار والعلوم االجتامعية – صنعاء‪ ،2007 ،‬ص ‪.36‬‬
‫‪ - 3‬كول‪ ،‬سونيا‪ :‬ثور العرص احلجري احلديث‪ ،‬ص ‪.9‬‬
‫‪ - 4‬باويرل ولوندين‪ :‬تاريخ اليمن القديم‪ ،‬ص ‪.3‬‬
‫‪217‬‬
‫العربية‪ ،‬ونشات هذه النباتات يف العرص الطباشري (الكريتاه)‪ ،‬ثم تنوعت‬
‫نتيجة للتغريات املناخية‪ ،‬وقد تاثرت احليا النباتية يف اجلزير‬ ‫النباتات بعد ذل‬
‫العربية بعدد من العوامل أمهها‪ :‬العوامل املناخية‪ ،‬والتناريس‪ ،‬والرتبة‪ ،‬والعوامل‬
‫عه توزيع نطاقات النباتات الطبيعية‪ ،‬حيث يمكن تقسيمها‬ ‫البرشية(‪ ،)1‬وأثر ذل‬
‫إىل‪:‬‬

‫‪ -1‬نطاق السهول الساحلية اجلنوبية‪ /‬البحر العريب‪ :‬يمتد هذا النطاق عه ارتفاع‬
‫يرتاوح ما بي (‪350 – 10‬م) عن سط البحر‪ ،‬وعه طول امتداد هذا النطاق‬
‫تبهر الكثبان الرملية املتحركة والتي تبدو عارية من الغطاء النبا ‪ ،‬ويف‬
‫املستنقعات تنمو أشجار املنجروف والعصال‪ ،‬وتتحسن نوعية الرتبة املنقولة‬
‫(هنرية) وتزيد كمية الرطوبة يف الرتبة والرتبة التحتية يف مواقع هنايات الوديان‬
‫حيث تبهر أشجار السمر‪ ،‬والطرفاء‪ ،‬والنخيل‪ ،‬والدوم‪ ،‬واألثل‪ ،‬والطل ‪،‬‬
‫والتمر هندي‪ ،‬والعرش واألراك‪ ،‬وتوجد أحيانا حشائش السافانا(‪.)2‬‬

‫‪ -2‬نطاق الوديان وسفوح اجلبال وقيعاهنا املنخفنة‪ :‬يرتاوح ارتفاع هذا النطاق ما‬
‫بي (‪800 – 600‬م)‪ ،‬توجد فيه نباتات‪ :‬العلب‪ ،‬والسدر‪ ،‬والسمر‪ ،‬وبعض‬
‫أنواع األكاسيا‪ ،‬ويبهر أحيانا بي األشجار نبات سام وهو السلع‪ ،‬وأنواع‬
‫أخرى مثل‪ :‬اجلرز‪ ،‬والصرب‪ ،‬والبلسم‪ ،‬وترتاوح كمية األمطار املتساقطة عه‬
‫هذا النطاق ما بي (‪240 -120‬ملم)(‪.)3‬‬

‫‪ - 1‬أمحد‪ ،‬عبدالله‪ :‬جغرافية اليمن الطبيعية‪ ،‬ص ‪101 -100‬ل احلفيان‪ ،‬عوض‪ :‬اجلغرافيا العامة‪ ،‬ص ‪-223‬‬
‫‪228‬ل بلفقيه‪ ،‬عيدروس‪ :‬جغرافية اجلمهورية اليمنية‪ ،‬ص ‪.123‬‬
‫‪ - 2‬الغريري‪ ،‬عبد العباس فنيخل والقييس‪ ،‬عيل مصطفىل وعاكول‪ ،‬سعديةل والعشاوي‪ ،‬عبد احلكيمل واجلمر ‪،‬‬
‫قائد‪ :‬جغرافية اليمن‪ ،‬املكتبة املركزية ‪ -‬تعز‪ ،‬ط (‪2000 ،)1‬م‪ ،‬ص ‪176‬ل عباس‪ ،‬شهاب‪ :‬جغرافية اليمن‬
‫الطبيعية‪ ،‬ص ‪101 ،89‬ل احلفيان‪ ،‬عوض‪ :‬اجلغرافيا العامة‪ ،‬ص ‪.229‬‬
‫‪ - 3‬عباس‪ ،‬شهاب‪ :‬جغرافية اليمن الطبيعية‪ ،‬ص ‪.101‬‬
‫‪218‬‬
‫‪ -3‬نطاق القيعان واملنحدرات اجلبلية متوسطة االرتفاع ونطاق املسيالت الامئية‪:‬‬
‫ويرتاوح ارتفاع نطاق القيعان واملنحدرات اجلبلية ما بي (‪1500 – 900‬م)‪،‬‬
‫وترتاوح كمية األمطار املتساقطة عليه ما بي (‪190 – 140‬ملم)‪ ،‬وتوجد فيه‬
‫أشجار النهيان اهلامة يف تربية النحل‪ ،‬والعلف‪ ،‬ويوجد معه الس امر‪ ،‬والقفل‬
‫احلبيش‪ ،‬كام تبهر أينا اشجار الس َمر‪ ،‬والعلب‪ ،‬واهلمل‪ ،‬وأنواع أخرى مثل‪:‬‬
‫العسق والعوسج العريب‪ ،‬أما نطاق املسيالت الامئية فتبهر فيه أشجار العلب‪،‬‬
‫والشوحط‪ ،‬والس َمر‪ ،‬واألتاب‪ ،‬والعسق (‪.)1‬‬

‫‪ -4‬نطاق اجلبال‪ :‬ويرتاوح ارتفاعه ما بي (‪2300 – 2000‬م)‪ ،‬وتعترب نباتات هذا‬


‫النطاق تاز من الناحية الرعوية‪ ،‬مقارنة ببقية نباتات اجلزء اجلنويب األخرى‬
‫ألن املناخ هنا يصب مداريا لطيفال ونتيجة لشد الرعي فقد زالت النجيليات‪،‬‬
‫واألشجار وأصبحت نادر الوجود‪ ،‬ويزيد معدل سقوط األمطار يف هذا‬
‫النطاق عه (‪200‬م)(‪.)2‬‬

‫‪ -5‬نطاق الوديان الداخلية‪ :‬ينترش فيه العديد من النباتات أمهها‪ :‬الس َمر‪ ،‬والعرش‪،‬‬
‫واألراك‪ ،‬والعلب (السدر)ل واألثل‪ ،‬واشجار اللبان وبعض أنواع األكاسيا‬
‫وبعض النجيليات الامحلة(‪.)3‬‬

‫‪ -6‬النطاق النبا يف السفوح اجلبلية الغربية واجلنوبية هلنبة اليمن‪ :‬يشمل هذا‬
‫النطاق‪:‬‬

‫‪ - 1‬بلفقيه‪ ،‬عيدروس‪ :‬جغرافية اجلمهورية اليمنية‪ ،‬ص ‪.125 ،124‬‬


‫‪ - 2‬الغريري‪ ،‬عبد العباسل وآخرون‪ :‬جغرافية اليمن‪ ،‬ص ‪179 -178‬ل عباس‪ ،‬شهاب‪ :‬جغرافية‬
‫اليمن الطبيعية‪ ،‬ص ‪102 – 101‬ل العودي‪ ،‬محود‪ :‬املوقف االجتامعي باه الغابات واألشجار‬
‫احلراجية يف اليمن ‪ ،‬جملة كلية اآلداب‪ ،‬جامعة صنعاء‪ ،‬ع (‪ ،1994 ،)16‬ص ‪.82 -81‬‬
‫‪ - 3‬عباس‪ ،‬شهاب‪ :‬جغرافية اليمن الطبيعية‪ ،‬ص ‪102‬ل بلفقيه‪ ،‬عيدروس‪ :‬جغرافية اجلمهورية اليمنية‪،‬‬
‫ص ‪.125‬‬
‫‪219‬‬
‫أ‪ -‬نطاق سهل امة‪ :‬وهو من أفقر أقاليم اليمن مطرا وتربته فقري ‪ ،‬ومياهه ماحلة‬
‫خاصة بالقرب من البحر‪ ،‬وتشغله النباتات الصحراوية التي تتناسب مع‬
‫اجلفاف‪ ،‬وهي نباتات قليلة(‪ ،)1‬ومتناثر ‪ ،‬تزداد كلام اقرتبنا من اجلبال يف الرشق‪،‬‬
‫لكن األودية هنا غنية بالنباتات الطبيعية مثل األراك‪ ،‬وتكثر عند أطراف األودية‬
‫وعند أقدام اجلبال أشجار السدر‪ ،‬واألكاسيا(‪.)2‬‬

‫ب‪ -‬نطاق املسافات القصري ‪ :‬تبدأ هذه النباتات بالبهور من االرتفاع (‪350‬م)‬
‫وأحيانا من (‪500‬م) وختتفي عند ارتفاع (‪1200 – 1000‬م)‪ .‬تبهر هنا‬
‫عمر ‪ .‬وقد ساعدت البروف املناخية هنا عه ظهور‬
‫النباتات والشجريات امل ِّ‬
‫أشجار وشجريات سافانية املنشا مثل أشجار األكاسيا (الطل ) وأنواع‬
‫أخرى(‪.)3‬‬

‫ج‪ -‬نطاق الغابات واألحراش الشوكية املخلخلة والنطاق النبا البارد‪ :‬ففي‬
‫نطاق الغابات واألحراش الشوكية تبدأ النباتات بالبهور من االرتفاع‬
‫(‪1200 – 1000‬م) و (‪2700 – 2500‬م) تقريبا‪ ،‬وتبهر أحيانا عه ارتفاع‬
‫(‪2900‬م)‪ ،‬تزداد كثافة األشجار والشجريات مع االرتفاع‪ ،‬وخاصة أحيانا ما‬
‫بي االرتفاع (‪2400 – 1800‬م)‪ ،‬وذل لغزار األمطار‪ ،‬تكثر يف هذا النطاق‬
‫احلشائش واألعشاب‪ ،‬وتكون كثيفة يف معبم أيام السنة‪ ،‬وأهم األشجار‪،‬‬
‫الطل والسدر وأنواع من أشجار التي والبن‪ ،‬أما النطاق البارد فيقع بي‬
‫االرتفاع (‪ 2700‬و ‪2900‬م) و (‪ 3500‬و ‪3700‬م)‪ .‬وفيه ختتفي األشجار‬

‫‪ - 1‬العودي‪ ،‬محود‪ :‬املوقف االجتامعي باه الغابات ‪ ،‬ع (‪ ،)16‬ص ‪.81 -80‬‬
‫‪ - 2‬الغريري‪ ،‬عبد العباسل وآخرون‪ :‬جغرافية اليمن‪ ،‬ص ‪175 -174‬ل أمحد‪ ،‬عبدالله‪ :‬جغرافية اليمن‬
‫الطبيعية‪ ،‬ص ‪.102‬‬
‫‪ - 3‬بلفقيه‪ ،‬عيدروس‪ :‬جغرافية اجلمهورية اليمنية‪ ،‬ص ‪125‬‬
‫‪220‬‬
‫املدارية‪ ،‬وتسيطر النباتات النجيلية واحلولية‪ ،‬وامل َع ِّمر ‪ ،‬تبهر هنا أشجار‬
‫الع َرش كام يف شامل غرب اليمن ويف جبل صرب(‪.)1‬‬

‫‪ -7‬النطاقات النباتية يف السفوح الرشقية‪ :‬ويشمل هذا النطاق‪:‬‬

‫أ‪ -‬النطاق الصحراوي‪ :‬يقع هذا النطاق عه ارتفاع ما بي (‪1500 – 500‬م)‪،‬‬


‫وطبيعة النباتات فيه مبعثر وأغلبها من األكاسيا واألثل‪ ،‬وترتكز يف بطون‬
‫األودية واملنخفنات‪ ،‬وأحيانا تكون األشجار نادر الوجود (‪.)2‬‬

‫ب‪ -‬النطاق السافاين الصحراوي‪ :‬ينحرص هذا النطاق ما بي االرتفاع (‪– 1500‬‬
‫‪2500‬م) تقريبا‪ ،‬تبهر فيه أشجار وشجريات األكاسيا املتناثر ‪ ،‬وتشاهد معها‬
‫أشجار السدر(‪.)3‬‬

‫ج‪ -‬نطاق األحراش الشوكية املتقهقر والنطاق النبا البارد‪ :‬النباتات السائد‬
‫يف نطاق األحراش الشوكية هي أشجار األكاسيا املبعثر وال تشاهد إال يف‬
‫بطون األودية‪ ،‬أو بالسفوح شديد االنحدار‪ ،‬أما النطاق البارد فتتواجد فيه‬
‫أشجار (العرعر)‪ ،‬ونبات (العثرب)‪ ،‬وحشائش نجيلية فتلفة(‪.)4‬‬

‫ويف النقوش اليمنية القديمة وردت العديد من األلفاظ واملسميات الدالة‬


‫عه الوفر اهلائلة من الثرو النباتية التي حبيت هبا اليمن القديم‪ ،‬والتي ال يستهان‬

‫‪ - 1‬عباس‪ ،‬شهاب‪ :‬جغرافية اليمن الطبيعية‪ ،‬ص‪.103 ،102‬‬


‫‪ - 2‬بلفقيه‪ ،‬عيدروس‪ :‬جغرافية اجلمهورية اليمنية‪ ،‬ص ‪125‬ل عباس‪ ،‬شهاب‪ :‬جغرافية اليمن الطبيعية‪،‬‬
‫ص ‪.103‬‬
‫‪ - 3‬الغريري‪ ،‬عبد العباسل وآخرون‪ :‬جغرافية اليمن‪ ،‬ص ‪184‬ل بلفقيه‪ ،‬عيدروس‪ :‬جغرافية‬
‫اجلمهورية اليمنية‪ ،‬ص ‪125‬‬
‫‪ - 4‬عباس‪ ،‬شهاب‪ :‬جغرافية اليمن الطبيعية‪ ،‬ص ‪.103‬‬
‫‪221‬‬
‫هبا‪ ،‬وتدل املسميات الوارد يف النقوش عه ثراء املورث الفكري والثقايف واللغوي‬
‫لدى اإلنسان اليمني القديم‪ ،‬حيث أورد يف تل النقوش العديد من ألفاظ النباتات‬
‫املختلفة كام ييل‪( :‬انبر اجلدول رقم [‪)]6‬‬

‫أوال‪ -‬األشج ــار‪-:‬‬

‫اكتشف اإلنسان اليمني القديم مدى األمهية الكبري لألشجار احلراجية‪ ،‬لام‬
‫توفره من حطب الوقود وصناعة العديد من املنتجات اخلشبية(‪ ،)1‬واكتشف اينا‬
‫أن أمهية هذه األشجار تكمن يف كوهنا تساعد عه صيانة الرتبة من االنجراف‬
‫وحفظ املياه‪ ،‬ويسي البروف البيئية‪ ،‬وغريها من الفوائد االقتصادية واالجتامعية‬
‫والصحية املبارش وغري املبارش ‪ ،‬ومن األشجار ما هو غري مثمر أو مثمر‪ ،‬ومنها ما‬
‫قام باالعتناء هبا –فيام بعد‪ -‬وغرسها بكثر يف األرايض‬ ‫تؤكل ثامرها(‪ ،)2‬لذل‬
‫البور‪ ،‬لالنتفاع هبا يف شتى جماالت احليا ‪ .‬ومن األشجار احلراجية املذكور يف‬
‫النقوش اليمنية القديمة ما ييل‪-:‬‬

‫[ا رك = ‪( ]ƆRK‬أرك)‪:‬‬

‫جاء هذا اللفظ يف النقش (‪ )CIH 570/9‬كاآل ‪ /..[ :‬ب ن ‪ /‬ك ل ‪ /‬ع ف‬
‫ر م ‪ /‬و أ ر ك م ‪ ،].. /‬أي بمعنى‪ :‬من كل عفر وأراك (‪.)3‬‬

‫السواك‪ ،‬يستاك بفروعه‪،‬‬


‫واألراك (‪ :)4()Tooth brush T.‬هو شجر ِّ‬

‫‪ - 1‬عيل‪ ،‬جواد‪ :‬املفصل يف تاريخ العرب‪ ،‬ج (‪ ،)7‬ص ‪.66‬‬


‫‪ - 2‬النعيم‪ ،‬نوره‪ :‬الوضع االقتصادي‪ ،‬ص ‪.76‬‬
‫‪ - 3‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪.7‬‬
‫‪ - 4‬اجلده‪ ،‬حممد عبدالله حمسن‪ :‬أسامء النباتات يف اليمن ‪ ،‬جملة اإلكليل‪ ،‬وزار الثقافة والسياحة‪-‬‬
‫صنعاء‪ ،‬ع (‪ ،)23‬رجب ‪1416‬هـ‪ ،‬شتاء (‪1995‬م)‪ ،‬ص ‪.66‬‬
‫‪222‬‬
‫وشجرته طويلة خرضاء ناعمة كثري الورق واألغصان‪ ،‬هلا محل كحمل عناقيد‬
‫سمى املرد(‪ .)1‬ويقال أن ثمره يسمى (اخلمط)‪،‬‬
‫العنب يسمى الكَباث‪ ،‬وإذا ننج ي ّ‬
‫وقد ورد ذكره يف القرآن الكريم (‪ .)2‬ويتوفر األراك يف مرتفعات اجلزء الغريب من‬
‫اجلزير العربية‪ ،‬ويعتقد أنه استخدم قديام يف التطبيب والعالج‪ ،‬بحكم خواصه‬
‫العالجية اهلائلة(‪.)3‬‬

‫[ا ث ل = ‪( ]ƆṮL‬أثل)‪:‬‬

‫ورد هذا اللفظ يف النقش (‪ ،)CIH 605/6‬للداللة عه شجر األثل (‪،)4‬‬


‫حيث يرد كاآل ‪ /..[ :‬م ش م ن ‪ /‬ذ ي س م ي ن ‪ /‬م ر د ع م ‪ /‬و ك ل ‪ /‬ت ل هـ‬
‫و ‪ /‬و ك ل ‪ /‬أ ث ل هـ و‪ ،]/‬وترمجة ذل ‪ .. :‬حقل زراعي الذي يسمى مردع وكل‬
‫صغار نخيلها وكل أثلها ‪.‬‬

‫وذكر شجر األثل يف القرآن الكريم عند معرض احلديث عن قوم سبا‪ ،‬حيث‬
‫قال تعاىل‪َ ﴿ :‬ف َا ْع َرضوا َف َا ْر َسلْنَا َع َليْه ْم َسي ْ َل ا ْل َعرم َو َبدا ْلنَاهم ب َجناتَيْه ْم َجنا َت ْي‬
‫يل﴾(‪.)5‬‬ ‫يش نء ِّمن سد نْر َقل ن‬ ‫ن‬
‫َذ َواتَى أك نل َمخْط َو َأثْ نل َو َ ْ‬

‫‪ - 1‬الزبيدي‪ ،‬حممد مرتىض احلسيني‪ :‬تاج العروس من جواهر القاموس‪ ،‬ج (‪ ،)27‬يقيق‪ :‬مصطفى حجازي‪،‬‬
‫وزار اإلعالم‪ -‬الكويت‪1313 ،‬هـ‪1993 /‬م‪ ،‬ماد [أ ر ك]‪ ،‬ص ‪ 35‬وما بعدهال ابن منبور‪ :‬لسان‬
‫العرب‪ ،‬مج (‪ ،)1‬ج (‪ ،)1‬ماد [أ ر ك]‪ ،‬ص ‪64‬ل كذل ‪ :‬دياب‪ ،‬كوكب‪ :‬املعجم املفصل يف األشجار‬
‫والنباتات يف لسان العرب‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ -‬بريوت‪ ،‬ط (‪1421 ،)1‬هـ‪2001 /‬م‪ ،‬ص ‪.19‬‬
‫‪ - 2‬ابن منبور‪ :‬لسان العرب‪ ،‬مج (‪ ،)2‬ج (‪ ،)15‬ماد [خ م ط]‪ ،‬ص ‪1267‬ل القرآن الكريم‪ :‬سور سبا‪،‬‬
‫اآلية‪.16‬‬
‫‪ - 3‬لالستزاد حول االستخدامات الطبية لشجر األراك وأماكن تواجدها‪( ،‬انبر) الرشعبي‪ ،‬فوزية‪ :‬أهم‬
‫النباتات الطبية يف اليمن ‪ ،‬ص ‪108‬ل دماج‪ ،‬ليبيا‪ :‬املحاصيل الزراعية‪ ،‬ص ‪.92‬‬
‫‪( - 4‬انبر)‪ :‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪.9‬‬
‫‪ - 5‬القرآن الكريم‪ :‬سور سبا‪ ،‬اآلية ‪.16‬‬
‫‪223‬‬
‫وشجر األثل (‪ :)1()Tamarisk‬نوع من الطرفاء‪ ،‬ذو خشب جيد(‪ ،)2‬له‬
‫العديد من الفوائد واالستخدامات الطبية(‪ ،)3‬يوجد بكثر يف اجلزير العربية‪،‬‬
‫ويستخدم يف الصناعات اخلشبية وبناء املنش ت(‪ ،)4‬ويف اإلحاطة (التسوير) عه‬
‫املزارع واملمتلكات(‪.)5‬‬

‫وقد ورد ذل يف النقش (‪ ،)RES 4646/9- 10‬كاآل ‪ /..]9[[ :‬م ح ج ل‬


‫ت ‪ /‬و أ ث ل ‪ /‬و ح ص (ت) ‪ /‬م [‪ ]10‬ش م ل ك ‪ /‬و م ح ج ل م ‪ ،].. /‬وترمجته‪:‬‬
‫كل حقل حممي حماط بسور أو سياج (من شجر األثل)‪.)6( ..‬‬

‫‪ - 1‬اجلده‪ ،‬حممد‪ :‬أسامء النباتات يف اليمن ‪ ،‬ص ‪.65‬‬


‫‪ - 2‬الزبيدي‪ ،‬حممد‪ :‬تاج العروس‪ ،‬ج (‪ ،)27‬ماد [أ ث ل]‪ ،‬ص ‪429‬ل ابن منبور‪ :‬لسان العرب‪ ،‬مج (‪،)1‬‬
‫ج (‪ ،)1‬ماد [أ ث ل]‪ ،‬ص ‪28‬ل كذل ‪ :‬دياب‪ ،‬كوكب‪ :‬املعجم املفصل يف األشجار والنباتات‪ ،‬ص‬
‫‪18 - 17‬ل احلبيش‪ ،‬عبدالله حممد‪ :‬أسامء النباتات اليمنية ‪ ،‬جملة اإلكليل‪ ،‬وزار اإلعالم والثقافة‪-‬‬
‫صنعاء‪ ،‬ع (‪ ،)21 ،20‬س (‪1410 ،)8‬هـ‪1990 /‬م‪ ،‬ص ‪.136‬‬
‫‪ - 3‬لالستزاد حول االستخدامات الطبية لشجر األثل‪( ،‬انبر) الرشعبي‪ ،‬فوزية‪ :‬أهم النباتات الطبية يف‬
‫اليمن ‪ ،‬ص ‪108‬ل دماج‪ ،‬ليبيا‪ :‬املحاصيل الزراعية‪ ،‬ص ‪93‬ل العمري‪ ،‬ابن فنل اهلل (ت ‪749‬هـ)‪:‬‬
‫األمصار يف احليوان والنبات واملعادن‪ ،‬يقيق‪ :‬عبداحلميد صال محدان‪،‬‬ ‫األبصار يف ال‬ ‫مسال‬
‫مكتبة مدبوا – مرص‪ ،‬ط (‪1996 ،)2‬م‪ ،‬ص ‪.219‬‬
‫‪ - 4‬الربهيي‪ ،‬إبراهيم‪ :‬احلرف والصناعات‪ ،‬ص ‪135‬ل لالستزاد (انبر)‪ :‬الدمياطي‪ ،‬حممود مصطفى‪:‬‬
‫معجم أسامء النباتات الوارد يف تاج العروس للزبيدي‪ ،‬الدار املرصية للتاليف والرتمجة‪ -‬القاهر ‪،‬‬
‫‪1965‬م‪ ،‬ص ‪.9‬‬
‫‪ - 5‬النعيم‪ ،‬نور ‪ :‬الترشيعات يف جنوب غرب اجلزير ‪ ،‬ص ‪.509 ،508 ،198‬‬
‫‪6 - Sima, Alexander: Tiere, Pflanzen, Steine und Metalle in den‬‬
‫‪altsüdarabischen Inschriften. Eine lexikalische und realienkundliche‬‬
‫‪Untersuchung, Wiesbaden 2000, (Akademie der Wissenschaften und der‬‬
‫‪Literatur. Mainz. Veröffentlichungen der Orientalischen Kommission,‬‬
‫‪Bd. 46). P 182.‬‬
‫‪224‬‬
‫[ع ل ب = ‪( ]CLB‬علب)‪:‬‬

‫جاء هذا اللفظ يف العديد من النقوش اليمنية القديمة(‪ ،)1‬بمعنى شجر‬


‫العلب (‪ ،)3()Ziziphus Spina- Christi( ،)2‬وهو شجر السدر املذكور يف‬
‫اآلية السابقة من القرآن الكريم(‪ ،)4‬ومن النقوش التي ورد فيها ذكر العلب مع‬
‫أسامء أشجار أخرى‪ ،‬نقش (‪ ،)CAbadān 1/36‬كالتاا‪[ :‬ث ل ث ت ‪ /‬و‪ -‬ع‬
‫شري‪/‬أألفم‪/‬بقلم‪/‬و–سثت‪/‬أألفم‪/‬علبم‪/‬و–‬
‫ث ن ي ‪ /‬أ ل ف ن ‪ /‬ب ن م ‪ /‬و – ب – ع ب د ن‪ /‬و – ج ر ب م ‪ /‬خ م س ت ‪/‬‬
‫أ و ي ن م ‪ ،]... /‬وترمجتها‪ :‬ثالثة وعرشين ألف شتلة (غرسة)‪ ،‬وستة آالف‬
‫(شجر ) علب‪ ،‬وألفي شجر بان‪ ،‬ويف عبدان وجربم مخسة كروم‪ .)5( ...‬ويستدل‬
‫من هذا النقش عه مدى اهتامم اليمنيي القدماء بزراعة أشجار العلب باعداد‬
‫كبري (‪.)6‬‬

‫‪( - 1‬انبر) النقوش التالية التي تناولت هذا اللفظ‪CIH 611/6b; Gl 1520/5; Ra 98/4= ( :‬‬
‫‪RES 2865= CIH 610/3; RES 3958/5 = Gl 1430 = Gl 1619; RES‬‬
‫‪( .)4085/3; 4369/3; 4646/13; 4815/5d = Gl 739‬انبر كذل )‪Sima, :‬‬
‫‪Alexander: Tiere, Pflanzen, Steine, P 184 – 188.‬‬
‫‪ - 2‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪.15‬‬
‫‪ - 3‬املتوكل‪ ،‬إسامعيل حممدل والغشم‪ ،‬حممد حييىل واملجاهد‪ ،‬عبدالله‪ :‬الزراعة واملحاصيل يف اليمـن ‪،‬‬
‫املوسوعة اليمنية‪ ،‬مؤسسة العفيف الثقافية‪ -‬صنعاء‪ ،‬مج (‪ ،)2‬ط (‪1423 ،)2‬هـ‪2003 /‬م‪ ،‬ص‬
‫‪.1463‬‬
‫‪ - 4‬القرآن الكريم‪ :‬سور سبا‪ ،‬اآلية ‪.16‬‬
‫‪ - 5‬السقاف‪ ،‬محود‪ :‬ملوك سبا‪ ،‬ص ‪.84‬‬
‫‪6 - Beeston A. F. l: "Old south Arabian Lexicography", Lemuseon, Louvain,‬‬
‫‪Publi'ee par L'As- sociation Sans But Lu Cralif, 1973, Vol 86. P. 446.‬‬
‫‪225‬‬
‫وشجر العلب من أكثر األشجار أمهية يف اليمن قديام وحديثا‪ ،‬له العديد من‬
‫االستخدامات والفوائد الطبية(‪ ،)1‬ولكل جزء فيه أمهية خاصةل فجذع الشجر‬
‫صلب يستخدم كاخشاب بناء وتسقيف‪ ،‬ويف صناعة األدوات الزراعية‪ ،‬وأوراقه‬
‫تستخدم كاعالف للامشية واجلامل‪ ،‬وهو يف مقام الصابون(‪ ،)2‬وأفرعها الشوكية‬
‫(الز َراب)(‪ ،)3‬وثامر هذه الشجر تؤكل وتسمى النبق‪،‬‬
‫تستخدم يف تسوير احلقول ِّ‬
‫وعند العامة –يف اليمن‪ -‬يطلق عليها لفظ (الدوم)‪ ،‬وهي ذات مذاق حلو مستساغ‪،‬‬
‫ويعتقد أن أجود أنواع العسل يا من جني النحل لزهر العلب(‪.)4‬‬

‫[ب ن = ‪( ]BN‬بن)‪:‬‬

‫أطلق هذا اللفظ يف النقوش اليمنية القديمة عه (شجر البان)(‪ ،)5‬كام يف‬

‫األبصار‪ ،‬ص ‪318‬ل الرشعبي‪ ،‬فوزية‪ :‬أهم النباتات الطبية يف‬ ‫‪ - 1‬العمري‪ ،‬ابن فنل‪ :‬مسال‬
‫اليمن ‪ ،‬ص ‪120‬ل دماج‪ ،‬ليبيا‪ :‬املحاصيل الزراعية‪ ،‬ص ‪.91 – 90‬‬
‫‪ - 2‬الصمد‪ ،‬واض ‪ :‬الصناعات واحلرف عند العرب يف العرص اجلاهيل‪ ،‬املؤسسة اجلامعية للدراسات‬
‫والنرش والتوزيع‪ -‬بريوت‪ ،‬ط (‪1402 ،)1‬هـ‪1981 /‬م‪ ،‬ص ‪.28‬‬
‫الز َراب‪ :‬هو وضع سياجات من النباتات ذات الشوك الكثيف عه أطراف األرايض الزراعية ملنع‬
‫‪ِّ - 3‬‬
‫دخول احليوانات‪( .‬انبر) داديه‪ ،‬حييى عبدالله حييى‪ :‬ألفاظ الزراعة والري يف هلجة منطقة عتمة‬
‫بمحافبة ذمار (دراسة لغوية مقارنة)‪ ،‬رسالة ماجستري‪ ،‬قسم اللغة العربية‪ -‬كلية الرتبية‪ ،‬جامعة‬
‫عدن‪ ،2009 ،‬ص ‪.115‬‬
‫‪ - 4‬لالستزاد حول شجر العلب وفوائدها واستخداما ا (انبر)‪ :‬عبدالله‪ ،‬قيس يوسف حممد‪:‬‬
‫العلب (السدر) ‪ ،‬املوسوعة اليمنية‪ ،‬مؤسسة العفيف الثقافية‪ -‬صنعاء‪ ،‬مج (‪ ،)3‬ط (‪،)2‬‬
‫‪1423‬هـ‪2003 /‬م‪ ،‬ص ‪2109 – 2107‬ل اإلرياين‪ ،‬مطهر‪ :‬املعجم اليمني‪ ،‬ص ‪650 -649‬ل‬
‫(انبر كذل )‪ . Sima, Alexander: Tiere, Pflanzen, Steine, P 187 :‬والعلب أينا‬
‫َمع َلم من معامل الزراعة يف اليمن‪( ،‬انبر)‪ :‬داديه‪ ،‬حييى‪ :‬ألفاظ الزراعة والري‪ ،‬ماد [ع ل ب]‪ ،‬ص‬
‫‪172 -171‬ل اإلرياين‪ ،‬مطهر‪ :‬املعجم اليمني‪ ،‬ماد [ع ل ب]‪ ،‬ص ‪.651 -650‬‬
‫‪ - 5‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪.33‬‬
‫‪226‬‬
‫النقش (‪- )CAbadān 1/36‬املذكور سابقا‪ ،)1(-‬ويرد أينا بلفظ‪[ :‬ب و ن =‬
‫‪( ]BWN‬بون)‪ ،‬وهو شجر يطول يف االستواء‪ ،‬مثل شجر األثل‪ ،‬وخشبه ليس‬
‫صلب‪ ،‬وينبت يف اهلناب(‪ ،)2‬يف عدد من املناطق اليمنية كتهامة وعدن وظفار‬
‫وحريب(‪ .)3‬ولشجر البان منافع واستخدامات طبية عديد (‪ ،)4‬يعتقد اهنا‬
‫استخدمت يف اليمن القديم‪.‬‬

‫[ب و ص = ‪( ]BWṢ‬بوص)‪:‬‬

‫تنمن النقش (‪ )RES 3427/2‬هذا اللفظ عه النحو التاا‪[ :‬ت م خ هـ‬


‫ا‬
‫س م‪ /‬ك س و ‪ /‬ب و ص]‪ ،‬وترمجتها‪ :‬إهداء كسو من الكتان ‪ ،‬وأقدم ذكر‬
‫للك ّتان يعود للتاجر املعيني (زيد إل زيد) املؤرخ تقريبا بالقرن الثاين قبل امليالد(‪،)5‬‬
‫ألنه خييس ويلقى بعنه عه بعض حتى يكتن(‪ ،)6‬وينبت الكتان يف‬ ‫س ّمي بذل‬
‫املناطق املعتدلة والدفيئة‪ ،‬يزيد ارتفاع شجرته عن نصف مرت‪.‬‬

‫‪( - 1‬انبر) النقوش التالية التي تناولت هذا اللفظ‪.)RES 3958/4 = Gl 1430 = Gl 1619( :‬‬
‫‪ - 2‬دياب‪ ،‬كوكب‪ :‬املعجم املفصل يف األشجار والنباتات‪ ،‬ص ‪32‬ل الدمياطي‪ ،‬حممود‪ :‬معجم أسامء‬
‫النبات‪ ،‬ص ‪.123‬‬
‫‪3 - Sima, Alexander: Tiere, Pflanzen, Steine, P 199.‬‬
‫األبصار‪ ،‬ص ‪29‬ل الرشعبي‪،‬‬ ‫‪ - 4‬لالستزاد حول شجر البان‪( ،‬انبر)‪ :‬العمري‪ ،‬ابن فنل‪ :‬مسال‬
‫فوزية‪ :‬أهم النباتات الطبية يف اليمن ‪ ،‬ص ‪109‬ل دماج‪ ،‬ليبيا‪ :‬املحاصيل الزراعية‪ ،‬ص ‪- 85‬‬
‫‪.86‬‬
‫‪ - 5‬اجلرو‪ ،‬أسمهان سعيد‪ :‬نامذج من املحاصيل الزراعية يف اليمن القديم ‪ ،‬جملة سبا‪ ،‬ع (‪ ،)8‬قسم‬
‫التاريخ‪ -‬كلية اآلداب‪ ،‬جامعة عدن‪ ،‬ديسمرب ‪1999‬م‪ ،‬ص ‪.49‬‬
‫‪ - 6‬الزبيدي‪ ،‬حممد مرتىض احلسيني‪ :‬تاج العروس من جواهر القاموس‪ ،‬ج (‪ ،)36‬يقيق‪ :‬عبدالكريم‬
‫العزباوي‪ ،‬املجلس الوطني للثقافة والفنون واألدب‪ -‬الكويت‪ ،‬ط (‪1422 ،)1‬هـ‪2001 /‬م‪ ،‬ماد [ك‬
‫ت ن]‪ ،‬ص ‪39‬ل دياب‪ ،‬كوكب‪ :‬املعجم املفصل يف األشجار والنباتات‪ ،‬ص ‪.220‬‬
‫‪227‬‬
‫قام اإلنسان اليمني القديم بزراعة الك ّتان خالل األلف الثالث قبل امليالد أو‬
‫قبله بقليل‪ ،‬ويويله من مورد طبيعي إىل مورد اقتصادي لينتج نسيج املالبس‪،‬‬
‫ويصدره إىل احلنارات املجاور (‪ ،)1‬ومن اآلثار الباقية التي عثر عليها اآلثاريون‬
‫العديد من املومياوات اليمنية امللفوفة بكفن وحبال من الكتان(‪ ،)2‬يعود تارخيها إىل‬
‫القرن الرابع قبل امليالد عه األقل(‪.)3‬‬

‫محر)‪:‬‬
‫[ح م ر = ‪َ ( ]HMR‬‬

‫يقصد هبذا اللفظ شجر (التمر هندي‪ ،)Tamarind -‬ورد يف النقوش‬


‫املدونة بخط الزبور(‪ ،)4‬وال تزال التسمية عه لسان أهل اليمن حتى‬
‫ا‬ ‫القديمة‬
‫ن‬
‫عدد من‬ ‫اليوم(‪ ،)5‬حيث ورد يف النقش‪( :‬ح ‪ .‬ص ‪ ،)6()2/5893‬مزبور ضمن‬

‫‪ - 1‬لالستزاد حول الكتان واستخداماته يف اليمن القديم (انبر)‪ :‬باعليان‪ ،‬حممد عوض منصور‪ :‬املالبس يف‬
‫اليمن القديم (دراسة من خالل التامثيل واآلثار)‪ ،‬رسالة ماجستري‪ ،‬قسم التاريخ – كلية اآلداب‪،‬‬
‫جامعة عدن‪1428 ،‬هـ‪2007 /‬م‪ ،‬ص ‪22 -21‬ل الربهيي‪ ،‬إبراهيم‪ :‬احلرف والصناعات‪ ،‬ص ‪-122‬‬
‫‪.247 -245 ،123‬‬
‫‪ - 2‬باسالمة‪ ،‬حممد عبد اهلل‪ :‬شبام الغراس‪ ،‬مؤسسة العفيف الثقافية‪ -‬صنعاء‪ ،‬ط (‪1411 ،)1‬هـ‪1990 /‬م‪،‬‬
‫ص ‪.134 ،128 ،124 ،118 ،116‬‬
‫‪ - 3‬نورالدين‪ ،‬عبداحلليم‪ :‬مقدمة يف اآلثار واملتاحف اليمنية‪ ،‬مومياوات شبام الغراس – كشف أثري‬
‫مثري ‪ ،‬تقديم‪ :‬زاهي حواس‪ ،‬مطابع املجلس األعه لآلثار ‪ -‬القاهر ‪2008 ،‬م‪ ،‬ص ‪.589‬‬
‫‪ - 4‬عبدالله‪ ،‬يوسف حممد‪ :‬خط املسند والنقوش اليمنية القديمة – دراسة لكتابة يمنية قديمة منقوشة عه‬
‫اخلشب (احللقة الثانية) ‪ ،‬جملة اليمن اجلديد‪ ،‬وزار اإلعالم والثقافة‪ -‬صنعاء‪ ،‬ع (‪ ،)6‬س (‪،)15‬‬
‫يونيو ‪1986‬م‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫[احل ْو َمر] ص ‪1579‬ل اإلرياين‪ ،‬مطهر‪ :‬املعجم اليمني‪،‬‬
‫َ‬ ‫‪ - 5‬احلمريي‪ ،‬نشوان‪ :‬شمس العلوم‪ ،‬ج (‪ ،)3‬ماد‬
‫ماد [ح م ر] ص ‪.196‬‬
‫‪ - 6‬نقش بخط الزبور (قيد الدراسة) ضمن رسالة ماجستري بعنوان نقوش خشبية بخط الزبور‪-‬‬
‫جمموعة املتحف احلريب بصنعاء ‪ ،‬للباحث‪ :‬عبدالله حمسن موسى اخلوالين‪ ،‬قسم اآلثار‪ -‬كلية‬
‫اآلداب والعلوم اإلنسانية‪ ،‬جامعة صنعاء‪.‬‬
‫‪228‬‬
‫املواد التموينية كاآل ‪ /..[ :‬م ع ش ر ن ‪ /‬ب ل س‪ 3‬ن ‪ /‬م ز ن م ‪ /‬ح م ر م ‪،].. /‬‬
‫وترمجته‪ :‬عشاري [مكيال] بلسن (عدس)‪ ،‬مزنم؟‪ ،‬محَر (‪.‬ر هندي) ‪.‬‬

‫ويتصف (احل َمر)‪ ،‬بان أشجاره كبري (‪ ،)1‬كشجر اجلوز‪ ،‬وورقه مثل ورق‬
‫(البلخي)‪ ،‬وثمره قرون مثل ثمر ال َق َرظ(‪ ،)2‬لوهنا أمحر‪،‬‬
‫ّ‬ ‫اخلالف الذي يقال له‬
‫وتتميز بشد محوضتها‪ ،‬وهلا لزوجة(‪ ،)3‬ويستعاض به عن اخلل يف طبخ بعض‬
‫االطعمة‪ ،‬ويستفاد من احل َمر –عدا كونه مرشوب يومي لذيذ‪ -‬يف استخدامات‬
‫وفوائد عالجية متعدد (‪.)4‬‬

‫[ل ب خ = ‪( ]LBḪ‬لبخ)‪:‬‬

‫ورد هذا اللفظ يف النقش (‪ ،)CIH 325/8‬كاآل ‪ / ..[ :‬و ث ل ث ت ‪/‬‬


‫ف ل س‪ 3‬ت م ‪ /‬ع ل و هـ و ‪ /‬و ق ص ع و ‪ /‬ح ص م هـ و ‪ /‬ل ب (خ)‪،]... /‬‬
‫وتفسريها‪ :‬وثالث مواضع علوه ووسطه مسقوف بخشب (من شجر) اللبخ ‪،‬‬
‫ترجم هذا اللفظ عه أنه شجر اللبخ (‪.)5‬‬

‫املعاجم العربية‪ ،‬حيث تفرس اللبخ بانه شجر عبيمة‪ ،‬ورقها‬ ‫وتؤكد ذل‬

‫‪ - 1‬اجلده‪ ،‬حممد‪ :‬أسامء النباتات يف اليمن ‪ ،‬ص ‪.68‬‬


‫‪ - 2‬دياب‪ ،‬كوكب‪ :‬املعجم املفصل يف األشجار والنباتات‪ ،‬ص ‪.76‬‬
‫الدكتور‬ ‫‪ - 3‬احلمريي‪ ،‬نشوان‪ :‬شمس العلوم‪ ،‬ج (‪ ،)3‬ماد [احلَو َمر]‪ ،‬ص ‪1579‬ل وقد أوض ذل‬
‫الصلوي يف أطروحته (انبر)‪Al-Selwi, Ibrahim: Jemenitische Wörter in den :‬‬
‫‪.Werken von al-Hâmdāni.., P. 73- 74.‬‬
‫‪ - 4‬احلمريي‪ ،‬نشوان‪ :‬شمس العلوم‪ ،‬ج (‪ ،)3‬ماد [احلَ ْو َمر] ص ‪1579‬ل اإلرياين‪ ،‬مطهر‪ :‬املعجم‬
‫اليمني‪ ،‬ماد [ح م ر] ص ‪196‬ل الرشعبي‪ ،‬فوزية‪ :‬أهم النباتات الطبية يف اليمن ‪ ،‬ص ‪117‬ل‬
‫دماجل ليبيا‪ :‬املحاصيل الزراعية‪ ،‬ص ‪.17 - 16‬‬
‫‪5 - Sima, Alexander: Tiere, Pflanzen, Steine, P 212.‬‬
‫‪229‬‬
‫أشبه بورق اجلوز‪ ،‬وقيل‪ :‬انه من شجر اجلبال‪ .‬ويفيد يف العديد من األمراض‪ ،‬منها‪:‬‬
‫وجع األباس‪ ،‬والعشاء اللييل(‪ ،)1‬وبجانب استخدامه يف أجزاء البناءل استخدم‬
‫خشبه أينا يف بناء السفن‪ ،‬وزعم أنه إذا ضم منه لوحان ضام شديدا وجعال يف الامء‬
‫سنة التحام فصارا لوحا واحدا(‪.)2‬‬

‫[ن خ ل = ‪( ]NḪL‬نخل)‪:‬‬

‫ورد هذا اللفظ يف العديد من النقوش اليمنية القديمة(‪ ،)3‬بمعني‪ :‬شجر‬

‫‪ - 1‬الرشعبي‪ ،‬فوزية‪ :‬أهم النباتات الطبية يف اليمن ‪ ،‬ص ‪126‬ل العمري‪ ،‬ابن فنل‪ :‬مسال‬
‫األبصار‪ ،‬ص ‪.414‬‬
‫‪ - 2‬الزبيدي‪ ،‬حممد مرتىض احلسيني‪ :‬تاج العروس من جواهر القاموس‪ ،‬ج (‪ ،)7‬يقيق‪ :‬عبدالسالم‬
‫حممد هارون‪ ،‬وزار االرشاد واألنباء‪ -‬الكويت‪ ،‬ط (‪1415 ،)2‬هـ‪1994 /‬م‪ ،‬ماد [ل ب خ]‪،‬‬
‫ص ‪332‬ل دياب‪ ،‬كوكب‪ :‬املعجم املفصل يف األشجار والنباتات‪ ،‬ص ‪.228‬‬
‫‪( - 3‬انبر) النقوش التالية التي تناولت هذا اللفظ‪Bāfaqih- BāṭāyiC 8/3; CIH 398/14= ( :‬‬
‫;‪Gl 891; CIH 399/3; 403/3; 4141/2; 544/10; 570/3,5,6,7; 584/2‬‬
‫;‪609/2= Gl 1548+ 1549; CIH 611/3d, 2d, 4c; 613/2; 615/7; 616/2‬‬
‫‪652/[2]; 654/3; 657/2; 975/7; 982/2; Fa 32/2 = Gl 1095; Fa 61/3; Ga‬‬
‫‪36/4; Gl 10931/2; 1100/2; 1352 + 1354 + 1353/1 = RES 4626; Gl‬‬
‫‪1355 + 1356/1; 1563/2; 1664/2; 1694/1; 1725/5; 1742; Ist 7632/2; Ja‬‬
‫‪541/9-10; 550/1; 555/2; 735/14; 2834/2; Lu 26/4; M 6/8; NNAG‬‬
‫;‪4/4; RES 2759/2 = CIH 893; RES 2876/1-2 = CIH 604; RES 3889/2‬‬
‫;‪3893/2; 3902 bis/2-3; 3911/4; 3913/3; 3915/2; 3946/6, 18; 4085/4‬‬
‫;‪4172/3-4; 4194/4; 4627/3 = Gl 423 = Gl 1006; RES 4774/1 = Gl 546‬‬
‫= ‪RES 4781/1, 2, 3 = Gl 620; RES 4801/1 = Gl 702; RES 4815/2c, 4a‬‬
‫‪( .)Gl 739; Ry 366/3c, 3d, 4a, 5d, 6b, 7d; YM 6/2= Ga 27‬انبر كذل )‪:‬‬
‫‪Sima, Alexander: Tiere, Pflanzen, Steine, P. 217 – 230.‬‬
‫‪230‬‬
‫النخيل ‪ ،‬وأحيانا بمعنى‪ :‬مزارع النخيل (‪ ،)1‬فقد ورد يف النقش ( ‪GL 739‬‬
‫‪ ،)=RES 4815‬النا التاا‪[ :‬ب ن ي‪ /‬ر ش و ن ‪ /... /‬وب ن ي‪ /‬س ط ر ن‬
‫‪/‬أ ل(‪ ]1[ )2‬و (‪ ).‬ي ق ن ي ن ن ‪( /‬و ب رج ‪ /‬م ث ع د ‪ /‬ن خ ل ن ‪ /‬م ب ح ر ن‬
‫[‪ ]2‬ذ ب ن ‪ /‬ر ش و ن‪ /‬ب) م ع ب ر ‪ /‬ظ ل م ‪ /‬و م ث ع د ‪ /‬س ط رن ‪ /‬ب ن ‪ /‬ذ ن ‪ /‬ن خ‬
‫ل ن ‪ /‬م ب ح ر ن ‪.]... /‬‬

‫سبا ألتباعه] بني رشون‬ ‫وترمجة ذل ‪ [ :‬هكذا أصدر وأمر ؟ بن؟ مل‬
‫يملكون مزارع النخيل التي هي جزء من‬ ‫الذين(‪]1[ ،)3‬‬ ‫‪ /.../‬وبني ‪ /‬سطرن‬
‫بنو رشون اجلزء الغريب منها‬ ‫التي يمتل‬ ‫[‪]2‬‬ ‫اإلقطاعية الزراعية املسام مبحرن‬
‫حيث تشكل مع اجلزء اخلاص ببني سطرن املزرعة مبحرن‪.)4( ... ،‬‬

‫ويطلق اللفظ [ت و ل‪ ،‬ت ل = ‪( ]TWL, TL‬تول‪ ،‬تل)‪ ،‬عه صغار‬


‫(فسيل) النخل(‪ ،)5‬أما لفظ [ل ب ب = ‪( ]LBB‬لبب)(‪ ،)6‬عه قلب النخلة أي ل ّبها‪،‬‬
‫اجلامر الذي يكون يف رأس النخلة‪ ،‬فحي يقطع يكشف عن مجاار بيناء كاهنا‬
‫وهو ا‬
‫قطع سنام ضخمة‪ ،‬تؤكل بالعسل(‪.)7‬‬

‫‪ - 1‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪.94‬‬


‫‪ - 2‬هذه اإلضافة من قبل بيستون يف دراسته هلذا النا‪ ،‬لالستزاد (انبر)‪Beeston, A.F.L: "East and :‬‬
‫‪West in Sabaean Inscription", JARS, pp177-180.‬‬
‫‪3 - Ibid, p179.‬‬
‫‪ - 4‬لالستزاد حول الترشيعات والقواني الزراعية‪( .‬انبر)‪ :‬النعيم‪ ،‬نور ‪ :‬الترشيعات يف جنوب غرب اجلزير ‪،‬‬
‫ص ‪.210 -195‬‬
‫‪ - 5‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪148‬ل (انبر) النقش التاا‪)CIH 605/6, bis/4( :‬ل دياب‪،‬‬
‫كوكب‪ :‬املعجم املفصل يف األشجار‪ ،‬ص ‪43‬ل ‪Sima, Alexander: Tiere, Pflanzen, Steine,‬‬
‫‪.P. 249‬‬
‫‪ - 6‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪81‬ل (انبر) النقش التاا‪.)CIH 548/13( :‬‬
‫‪ - 7‬دياب‪ ،‬كوكب‪ :‬املعجم املفصل يف األشجار والنباتات‪ ،‬ص ‪.59‬‬
‫‪231‬‬
‫والنخل‪ :‬شجر التمر(‪ ،)1‬أقدم ذكر له يف احلنارات القديمة‪ ،‬ورد يف حنار‬
‫بابل التي يمتد عمرها إىل حواا أربعة آالف سنة قبل امليالد‪ ،‬وال يستبعد الدارسون‬
‫أن يكون النخل قد عرف قبل هذا التاريخ(‪ ،)2‬ومن الطبيعي أن النخيل كان بريا‬
‫ثم ‪.‬ت العناية به وزراعته من ق َبل اإلنسان اليمني القديم‪.‬‬
‫ومن ّ‬
‫إىل أن بالد بابل تنتج من الشعري أكثر ا‬ ‫جغرافيته(‪)3‬‬ ‫يشري (سرتابون) يف‬
‫ينتجه أي بلد آخر –ثالثة أصناف كام يقول‪ -‬ويذكر أن احتياجات البالد الغذائية‬
‫األخرى تنتجها شجر النخيل ألن هذه الشجر توفر اخلبز والنبيذ (اخلمور)‬
‫واخلل والعسل والطعام وأن مجيع األدوات املنسوجة بهز من ق َبل هذه الشجر ‪،‬‬
‫ويذكر فائد أخرى وهي ان عامل الربونز –كام ورد يف النا‪ -‬يستعمل نوى التمر‬
‫بدال عن الفحم باإلضافة إىل أن النوى عندما ينقع يف الامء يستعمل علفا للثريان‬
‫والغنم والذي يعد من املواد التي ت اسمن الامشية‪ ،‬ويستمر (سرتابون) يف حديثة عن‬
‫النخلة ويذكر‪ :‬أن هناك أغنية فارسية تعدد فيها ‪ 360‬استعامل (أو فائد ) لشجر‬
‫النخيل (‪.)4‬‬

‫‪ - 1‬ابن منبور‪ :‬لسان العرب‪ ،‬مج (‪ ،)6‬ج (‪ ،)48‬ماد [ن خ ل]‪ ،‬ص ‪4387‬ل سيتناول الباحث (التمر) عند‬
‫معرض حديثة عن الفواكه الحقا يف هذه الدراسة‪.‬‬
‫‪ - 2‬احلويت‪ ،‬وفاء عباس حسن‪ :‬النخل عند األصمعي وابن سيد قديام والنخل حديثا‪ ،‬رسالة ماجستري‪ ،‬كلية‬
‫اللغة العربية‪ ،‬جامعة أم القرى‪ ،‬مكة املكرمة‪1404 ،‬هـ‪1983 /‬م‪ ،‬ص ‪5 -4‬ل لالستزاد (انبر)‪Alster, :‬‬
‫‪Bendt: "Dilmun, Bahrain, and the Alleged paradise in Sumerian Myth and‬‬
‫‪literature" In Dilmun, New Studies in the Archaeology and early history of‬‬
‫;‪Bahrin ed by, p. Potts Berlin, Dietrich Reimer Verlage, 1983, P. 39‬‬
‫"‪Berthoud, T and Cleazion: "Farming Community of the Oman Penninsula‬‬
‫‪JOS, Oman, The Min- stry of Information and Culture, Part 2, Vol 6, 1983, p. 245.‬‬
‫‪3 - Strabo: The Geography, XVI, 1, 14.‬‬
‫‪4 - Ibid, XVI, 3- 15.‬‬
‫‪232‬‬
‫وذكر النخل يف أكثر من موضع يف القرآن الكريم‪ ،‬حيث قال تعاىل‪:‬‬
‫‪‬والناخ َْل باس َق ن‬
‫ات اهلَا َطلْع نانيد * ر ْزقا ِّللْعبَاد َو َأ ْحيَيْنَا به َبلْدَ اميْتا ك ََذل َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اخلروج‪.)1(‬‬ ‫ْ‬

‫وتشري بعض النقوش إىل أمهية شجر النخيل يف احليا الدينيةل فقد قدمت‬
‫لآلهلة اليمنية القديمة إما منفرد عه هيئة مزارع أو مع أشياء أخرى كنوع من‬
‫القرابي والنذور(‪ ،)2‬وكانت رمزا للمعبود الشمس‪ ،‬ويعد النخيل أحد مصادر‬
‫الثرو الغذائية يف اجلزير العربية بشكل عام(‪ ،)3‬حيث تعددت مناطق زراعتها يف‬
‫من‬ ‫اليمن القديم‪ ،‬لكنها تركزت يف منطقتي مارب واجلوف‪ ،‬ونستدل عه ذل‬
‫خالل ذكرها يف النقوش التي عثر عليها يف تل املناطق(‪.)4‬‬

‫ويعتقد أن سبب انتشار زراعة النخيلل يعزى إىل التنقالت الواسعة‬


‫والكثري ‪ ،‬حيث كانوا حيملون زادهم من التمور عه رواحلهم‪ ،‬يف تنقال م‬
‫وغزوا م وحروهبم وهجرا م‪ ،‬ويزرعون بذورها يف البالد واملحطات التجارية‬
‫التي كانوا يقيمون فيها‪.‬‬

‫تكمن األمهية االقتصادية لشجر النخيلل يف أن هلا ولثمرها فوائد‬


‫واستخدامات عديد تلبي حاجة اإلنسان(‪ ،)5‬واستخدم جريد (عسيب) النخيل‪ ،‬يف‬

‫‪ - 1‬القرآن الكريم‪ :‬سور ق‪ ،‬اآلية ‪.11 -10‬‬


‫‪( - 2‬انبر) النقوش التالية‪ .)CIH 403; Ja 550; 555( :‬ولالستزاد حول النخيل وتقديمه لآلهلة‬
‫اليمنية القديمة (انبر)‪ :‬احلامدي‪ ،‬هزاع‪ :‬القرابي والنذور‪ ،‬ص ‪496 -494‬ل دماج‪ ،‬ليبيا‪ :‬املحاصيل‬
‫الزراعية‪ ،‬ص ‪.112 -110‬‬
‫‪ - 3‬عيل‪ ،‬جواد‪ :‬املفصل يف تاريخ العرب‪ ،‬ج (‪ ،)7‬ص ‪67‬ل كذل ‪ :‬مصطلحات الزراعة والري‪ ، ...‬ص ‪.48‬‬
‫‪4 - Sima, Alexander: Tiere, Pflanzen, Steine, P 236.‬‬
‫‪ - 5‬عيل‪ ،‬جواد‪ :‬املفصل يف تاريخ العرب‪ ،‬ج (‪ ،)7‬ص ‪69‬ل دماج‪ ،‬ليبيا‪ :‬املحاصيل الزراعية‪ ،‬ص ‪.112‬‬
‫‪233‬‬
‫تدوين النقوش املكتوبة بخط الزبور(‪.)1‬‬

‫وبذل َم َث َلت األشجار أمهية اقتصادية عاد نفعها بشكل واض عه اإلنسان‬
‫اليمني القديم‪ ،‬خاصة يف أمور النجار والبناء‪ ،‬كام كانت الشجر املصدر الرئيس‬
‫إلطعام احليوان من أوراقها وثامرها‪ ،‬كام هو احلال بالنسبة ألشجار العلب‪ ،‬واستفيد‬
‫منها مصدرا للوقود‪ ،‬ومن اعوادها املتينة صنعت األدوات الزراعية واملناحل(‪.)2‬‬

‫وهناك العديد من األشجار األخرى –غري ما ذكر‪ -‬مثل‪ :‬أشجار الطل ‪،‬‬
‫والرسو‪ ،‬واجلوز‪ ،)3(...‬مل ترد أسام ها‬
‫(السمر)‪ ،‬الكافور‪ّ ،‬‬
‫التي الربي‪ ،‬الشوحط ُّ‬
‫فيام أطلع عليه الباحث من نقوش‪ ،‬أما األشجار ذو األخشاب الصلد الثقيلة‬
‫والقوية‪ ،‬مثل‪ :‬الساج‪ ،‬اآلبنوس‪ ،‬والصندل‪ ،‬وخالفها‪ ،‬فلم تكن تنبت يف اجلزير‬
‫العربية‪ ،‬وإنام كانت تستورد يف الغالب من اهلند(‪.)4‬‬

‫ثانيا‪ -‬النباتات العطرية والطبية‪-:‬‬

‫عدا اليمن القديم مرتعا خصبا لكثري من النباتات العطرية والطبية‪ ،‬التي‬
‫وصف وفر ا الطبيعية العديد من الك اتاب الكالسيكيي –كام ذكرنا سابقا‪-‬‬
‫من خالل حجم‬ ‫ونسجوا حوهلا الكثري من األساطري واخلرافات‪ ،‬ويبهر ذل‬
‫القوافل التجارية والكمية الكبري التي كانت يملها من هذه النباتات‪ ،‬وأثبتت‬
‫ذل النقوش واألدلة األثرية‪.‬‬

‫‪ - 1‬عبدالله‪ ،‬يوسف حممد‪ :‬خط الزبور اليامين والنقوش اخلشبية ‪ ،‬ضمن كتاب‪( :‬نقوش خشبية قديمة من‬
‫اليمن)‪ ،‬جمموعة مؤلفون‪ ،‬جامعة لوفان الكاثوليكية‪ -‬املعهد الرشقي‪ ،‬لوفان اجلديد ‪1994 ،‬م‪ ،‬ص‪.6‬‬
‫‪ - 2‬العودي‪ ،‬محود‪ :‬املوقف االجتامعي باه الغابات ‪ ، ..‬ع (‪ ،)16‬ص ‪.88‬‬
‫‪ - 3‬الصمد‪ ،‬واض ‪ :‬الصناعات واحلرف‪ ،‬ص ‪30 – 17‬ل عيل‪ ،‬جواد‪ :‬املفصل يف تاريخ العرب‪ ،‬ج (‪،)7‬‬
‫ص ‪92 -74‬ل النعيم‪ ،‬نوره‪ :‬الوضع االقتصادي‪ ،‬ص ‪.86 -76‬‬
‫‪ - 4‬عيل‪ ،‬جواد‪ :‬املفصل يف تاريخ العرب‪ ،‬ج (‪ ،)7‬ص ‪.15‬‬
‫‪234‬‬
‫فقد نالت اليمن القديم شهر واسعة بي حنارات الرشق القديمل بسبب‬
‫ثرو عبيمة‪،‬‬ ‫انتاجها للمواد العطرية والطبية املختلفة(‪ ،)1‬وكسبت من وراء ذل‬
‫حيث شكلت تل النباتات واملواد العمود الفقري لتجار السبئيي لفرت طويلة من‬
‫الزمن‪.‬‬

‫وتكررت يف التورا ‪-‬كثريا‪ -‬العبارات التي تدل عه أن الطيوب والعطور‬


‫من السلع الرئيسة التي كانت تصل أسواق العربانيي‪ ،‬وبكميات كبري عه نحو‬
‫(أطياب كثري ‪ ،‬أفخر األطياب‪ ،‬وغريها)(‪.)2‬‬

‫ولفتت هذه احلالة انتباه العديد من الك اتاب الكالسيكيي‪ ،‬منهم (اسرتابون)‪،‬‬
‫الذي قال‪ :‬وقد أصب السبئي واجلرهائي أغنى القبائل عامة (‪ ،)3‬كام ذكر أن هذه‬
‫املنطقة –العربية السعيد ‪ -‬مليئة باخلريات املدارية‪ ،‬حيث ينتج املر والبخور‬
‫والقرفة والبلسم(‪ .)4‬ويصفها (هريودوت) باهنا البالد الوحيد التي ينمو فيها اللبان‬
‫واملر واألكاسيا والقرفة والالدن(‪ .)5‬ويدث أينا عن مهار العرب اجلنوبيي يف‬

‫‪ - 1‬اجلرو‪ ،‬أسمهان‪ :‬دراسات يف التاريخ احلناري‪ ،‬ص ‪.35 - 33‬‬


‫‪ - 2‬التورا ‪ :‬سفر اخلروج‪ ،‬اإلصحاح الثالثون‪ ،‬اآلية ‪23‬ل سفر العدد‪ ،‬اإلصحاح الرابع‪ ،‬اآلية‪16 ،‬ل سفر‬
‫امللوك األول‪ ،‬اإلصحاح العارش‪ ،‬اآليتان ‪10 ،2‬ل سفر األيام الثاين‪ ،‬اإلصحاح التاسع‪ ،‬اآليتان ‪9 ،1‬ل‬
‫اإلصحاح السابع والعرشون‪ ،‬اآلية ‪.22‬‬
‫القوافل التجارية يف شامل اجلزير العربية وجنوهبا ‪ ،‬دراسات يف‬ ‫‪ - 3‬رشف الدين‪ ،‬أمحد حسي‪ :‬مسال‬
‫تاريخ اجلزير العربية‪ ،‬الكتاب الثاين‪ ،‬اجلزير العربية‪ ،‬مطابع جامعة املل سعود‪ ،‬ط (‪1404 ،)1‬هـ‪/‬‬
‫‪1984‬م‪ ،‬ص ‪255‬ل ‪.Strabo, Geography, BK 16, Ch 19.‬‬
‫‪ - 4‬غالب‪ ،‬حممد السيد‪ :‬التجار يف عرص ما قبل اإلسالم ‪ ،‬دراسات يف تاريخ اجلزير العربية‪ ،‬الكتاب‬
‫سعود‪ ،‬ط (‪1404 ،)1‬هـ‪19884 /‬م‪ ،‬ص ‪194‬ل‬ ‫الثاين‪ ،‬اجلزير العربية‪ ،‬مطابع جامعة املل‬
‫‪.Strabo, Geography, B. 16. Ch. 19.‬‬
‫‪ - 5‬عبدالعليم‪ ،‬مصطفى كامل‪ :‬بار اجلزير العربية مع مرص يف املواد العطرية يف العرصين اليوناين والروماين ‪،‬‬
‫سعود‪ ،‬ط (‪،)1‬‬ ‫دراسات يف تاريخ اجلزير العربية‪ ،‬الكتاب الثاين‪ ،‬اجلزير العربية‪ ،‬مطابع جامعة املل‬
‫‪1404‬هـ‪1984 /‬م‪ ،‬ص ‪211‬ل‪Herodotus: Historia, B. III. Ch. 107.‬‬
‫‪235‬‬
‫إعداد وبهيز البخور واللبان وأصناف الطيوب‪ ،‬حيث قال‪ :‬إن ذل كان مشهورا‬
‫عنهم بي األمم القديمة ال يشاركهم فيها أحد (‪ .)1‬وأدىل (ثيوفراستوس) بدلوه يف‬
‫احلديث عن مجع املر واللبان من فتلف اجلهات‪ ،‬وعن نقل املحاصيل إىل معبد‬
‫الشمس الذي كان أكثر معابد السبئيي قداسة‪ ،‬وكان يقوم عه حراستها مسلحون‬
‫أقوياء‪ ،‬ويكتب عه لوحة الكمية التي يرغب صاحب كل حمصول بيعها‪ ،‬وقيمة بيع‬
‫املكيال منها‪ ،‬وبعد إ‪.‬ام عملية البيع‪ ،‬يعطى كهنة املعبد ثلث القيمة‪ ،‬وياخذ‬
‫صاحب املحصول الثلثي املتبقيي(‪ .)2‬حتى أن (بليني ‪ )Pliny‬قال يف ذل ‪ :‬أن‬
‫اليمن تدين يف ثرائها أكثر لقو األموات من قو األحياء‪ ،‬وكانت جناز زوجة‬
‫(نريون) يف عام (‪65‬م)‪ ،‬من أكثر اجلنازات إكافا يف إحراق اللبان‪ ،‬حيث قدرت‬
‫كمية ما أحرق يف ذل اليوم يوازي ما يرقه اإلمرباطورية يف عام(‪.)3‬‬

‫ويذكر ‪-‬أحد الباحثي‪ -‬أنه قبل قرني من الزمان يف ‪ 18‬إبريل ‪1763‬م‪،‬‬


‫َأرسل عامل النباتات السويدي (بيرت فورسكال‪ )PETER FORSSKAL -‬إىل‬
‫أستاذ علم النباتات الشهري (لينوس‪ )Lennaeus -‬رسالة من منطقة (بيت الفقيه)‬
‫يقول فيها‪ :‬إين أعرف اآلن نوع شجر البلسمل فهي تنمو يف اليمن‪ ،‬لكن السكان‬
‫هنا ال يعرفون كيف جيمعون البلسم منها‪ ،‬وقد مجعت أينا عددا ال يصدق من‬
‫النباتات األمريكية واهلندية‪ ،‬ونباتات أخرى جديد ‪ ،‬ويف احلقيقة يستحق هذا البلد‬

‫القوافل التجارية‪ ، ..‬ص ‪255‬ل ‪Herodotus: Historia, B.‬‬ ‫‪ - 1‬رشف الدين‪ ،‬أمحد‪ :‬مسال‬
‫‪III. Ch. 107.‬‬
‫‪ - 2‬عبدالعليم‪ ،‬مصطفى‪ :‬بار اجلزير العربية مع مرص ‪ ، ...‬ص ‪207‬ل ذكر (ثيوفراستوس) ذل يف‬
‫الفقر الثانية من كتابه (تاريخ النباتات) يف الكتاب التاسع‪( .‬انبر)‪ :‬الشيبة‪ ،‬عبدالله‪ :‬ترمجات‬
‫يامنية‪ ،‬ص ‪.23‬‬
‫‪3 - W., Muller, "Arabian Frankincense in Antiquity According to Classical‬‬
‫‪Sources", Studies in the History of Arabia, vol.1, Riyadh, 19977, p 86.‬‬
‫‪236‬‬
‫ما مجعته من‬ ‫ان ترسل إليه بعثة زراعية‪ ،‬وإذا مل يطل يب العمر حتى أناقش مع‬
‫نباتات‪ ،‬فسوف أخرس وخيرس العلم معي عندئذ أكثر ا يمكن أن تتصور (‪.)1‬‬

‫ويعد نمو جممل النباتات العطرية والطبية بريا‪ ،‬ففي الغالب ال يتاج لتدخل‬
‫يد اإلنسان إال يف جني منافعها‪ ،‬ومع أن الزراعة أثرت تاثريا مهام يف حيا أهل اليمن‬
‫ويرضهم‪ - ،‬إذ الزم التطور الزراعي تطورا يف مرافق احليا األخرى ‪ -‬إال أن هذه‬
‫النباتات الطبيعية فاقت الزراعية من حيث األمهية االقتصادية املتمثلة يف النباتات‬
‫العطرية‪ ،‬والتي كانت تنمو عه الساحل اجلنويب للجزير العربية‪ ،‬وال تزال تنتجه‬
‫بعض مناطق هذا الساحل بشكل طبيعي(‪.)2‬‬

‫ولام كانت الطيوب‪ ،‬والعطور‪ ،‬وأغلب املواد التي تصنع من هذه النباتاتل‬
‫ّ‬
‫أهنا كانت ضمن السلع التي تاجروا هبا يف‬ ‫من أهم منتجات السبئيي‪ ،‬فال ش‬
‫أسواق احلنارات املجاور والبعيد ‪ .‬وقبل بداية استعراض هذه النباتات‬
‫ومنتجا ا‪ ،‬البد من اإلشار إىل أن بعنها استخدم ‪-‬أينا‪ -‬يف األغراض الطبية ‪-‬‬
‫كعالج‪ -‬أو لتحنري األدوية(‪.)3‬‬

‫وتزخر النقوش اليمنية القديمة بذكر العديد من األلفاظ الدالة عه النباتات‬


‫العطرية والطبية‪ ،‬عه النحو التاا‪-:‬‬

‫[ا ض م = ‪( ]ƆḌM‬أضم)(‪:)4‬‬

‫نقش هذا اللفظ عه عدد من املباخر احلجرية التي كانت تستخدم يف إحراق‬

‫‪ - 1‬الشمريي‪ ،‬كامل عبدالفتاح‪ :‬النباتات الطبية يف اليمن ‪ ،‬املوسوعة اليمنية‪ ،‬مؤسسة العفيف الثقافية‪ -‬صنعاء‪،‬‬
‫مج (‪ ،)4‬ط (‪1423 ،)2‬هـ‪2003 /‬م‪ ،‬ص ‪.2943 – 2942‬‬
‫‪ - 2‬العمر ي‪ ،‬هادي صال نارص‪ :‬طريق البخور القديم من نجران إىل البرتاء وآثار اليمن االقتصادية عليه‪ ،‬وزار‬
‫الثقافة والسياحة‪ -‬صنعاء‪1425 ،‬هـ‪2004 /‬م‪ ،‬ص ‪.18‬‬
‫‪ - 3‬نارش‪ ،‬هشام‪ :‬التجار بي شيه اجلزير العربية وسورية‪ ،‬ص ‪.131 - 130‬‬
‫‪ - 4‬ورد هذا اللفظ يف النقوش التالية‪.)CIH 681; 684; USM A-20- 628( :‬‬
‫‪237‬‬
‫البخور‪ ،‬أو تقدم فيها قرابي البخور‪ ،‬حيث كتب عليها نوع البخور أو الطيب‬
‫املقدا م لآلهلة‪ ،‬ومل جيد الباحث مرادفا هلذا اللفظ يف املعاجم ليتسنى توضي معناه‪،‬‬
‫ولكن من خالل اقرتان ذكره يف النقوش مع نباتات عطرية أخرىل تبي أن هذا‬
‫النوع من النبات تم استخدامه يف احليا الدينية يف اليمن القديم‪.‬‬

‫[ب خ ر = ‪( ]BḪR‬بخور)‪:‬‬
‫ورد هذا اللفظ يف النقش (‪ ،)CIH 582 bic2‬كاآل ‪[ :‬ي ش ط ‪ /‬ب ن ‪/‬‬
‫ت ب ع ك ر ب ‪ /‬هـ ق ن ي ‪ /‬أ ل م ق هـ ‪ /‬أ ب خ ر]‪ ،‬وترمجة ذل ‪ :‬يشط بن تبع‬
‫كرب قدا م لإلله إملقه بخور ‪.‬‬
‫والبخور‪ :‬هو عبار عن مقادير مكونة من مواد صمغية وبالسم طيبة‬
‫الرائحة‪ ،‬مع إضافة عود الصندل يف بعض األحيان‪ ،‬وغريه من املوادل ليعطي روائ‬
‫وفرسها‬
‫عطر عند إحراقه‪ ،‬ويصنع البخور إما يف شكل مسحوق أو أعواد(‪ .)1‬ا‬
‫املعجم السبئي بـ تقدمة بخور (‪.)2‬‬

‫[ ذ ه ب = ‪( ]ḎHB‬ذهب)‪:‬‬

‫جاء ذكر هذا اللفظ يف العديد من النقوش اليمنية القديمة بمعنى معدن‬
‫الربونز (‪ ،*)3‬وهو أينا مكيال ألهل اليمن(‪ ،)4‬ورد يف النقش (‪)CIH 683‬‬

‫‪ - 1‬لالستزاد حول البخور (انبر)‪ :‬دماج‪ ،‬ليبيا‪ :‬املحاصيل الزراعية‪ ،‬ص ‪.54‬‬
‫‪ - 2‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪.27‬‬
‫‪ - 3‬مكياش‪ ،‬عبدالله أمحد عبدالله‪ :‬نقوش عربية جنوبية من اليمن‪ -‬دراسة مقارنة‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬قسم اللغة‬
‫العربية – كلية اللغات‪ -‬جامعة بغداد‪ ،‬العراق‪1423 ،‬هـ‪2002 /‬م‪ ،‬ص ‪326‬ل (انبر كذل )‪Sima, :‬‬
‫‪Alexander: Tiere, Pflanzen, Steine, P 267 , 270.‬‬
‫* ‪ -‬سيتناول الباحث اللفظ [ذ هـ ب] الحقا‪ ،‬بمزيد من التفصيل يف املبحث اخلاص باملعادن من هذا الفصل‪.‬‬
‫الدكتور‬ ‫‪ - 4‬احلمريي‪ ،‬نشوان‪ :‬شمس العلوم‪ ،‬ج (‪ ،)4‬ماد [ذ هـ ب] ص ‪2304‬ل وقد أوض ذل‬
‫الصلوي يف أطروحته (انبر)‪Al-Selwi, Ibrahim: Jemenitische Wörter in den :‬‬
‫‪.Werken von al-Hâmdāni.., P. 94.‬‬
‫‪238‬‬
‫بجانب ألفاظ نباتات عطرية فتلفة وذل كالتاا‪[ :‬ر ن د ‪ /‬ذ هـ ب ‪ /‬ن ع م ‪ /‬ق‬
‫س ط]‪ ،‬ونبرا لذكر (الذهب) بي املحاصيل العطرية األخرى الوارد يف النقوشل‬
‫فةنه يعدا أسام لنوع من أنواع املواد العطرية التي تدخل يف صناعة البخور(‪ ،)1‬وقد‬
‫عرفه املعجم السبئي عه أنه نوع بخور (‪.)2‬‬
‫ا‬
‫[ ض ر و = ‪( ]ḌRW‬بو)‪:‬‬

‫شجر طبيعي ينمو يف جبال اليمن‪ ،‬ط ّيب الرائحة يستاك به وجيعل ورقه يف‬
‫العطر‪ ،‬وهو مثل شجر البلوط(‪ ،)3‬يفرز ماد صمغية‪ ،‬يعد أحد أنواع الطيب(‪،)4‬‬
‫غري أن هناك اختالف بي العلامء والك اتاب املسلمي حول لفظ ‪-‬بو‪ -‬الذي يراه‬
‫البعض‪ ،‬اسم الشجر ل بينام صمغها يدعى [ك م ك م = ‪( ]KMKM‬كمكم)(‪،)5‬‬
‫ومنهم من قال عكس ذل ‪ ،‬والسبب يف االختالف هو‪ :‬استخدام الشجر ‪،‬‬
‫وصمغها كبخور وطيب(‪ .)6‬وقد نقش لفظ (بو) عه العديد من املجامر(‪- )7‬‬

‫‪ - 1‬دماج‪ ،‬ليبيا‪ :‬املحاصيل الزراعية‪ ،‬ص ‪.75‬‬


‫‪ - 2‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪.38‬‬
‫‪ - 3‬ابن منبور‪ :‬لسان العرب‪ ،‬مج (‪ ،)4‬ج (‪ ،)29‬ماد [ض ر ا]‪ ،‬ص ‪2584‬ل احلمريي‪ ،‬نشوان‪ :‬شمس العلوم‪ ،‬ج‬
‫(‪ ،)6‬ماد [ض ر و] ص ‪3944‬ل دياب‪ ،‬كوكب‪ :‬املعجم املفصل يف األشجار والنباتات‪ ،‬ماد [الرضو] ص‬
‫‪150‬ل وقد أوض ذل الدكتور الصلوي يف أطروحته (انبر)‪Al-Selwi, Ibrahim: Jemenitische :‬‬
‫‪Wörter in den Werken von al-Hâmdāni.., P. 137.‬‬
‫‪ - 4‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪.42‬‬
‫‪ - 5‬كمكام‪ :‬هو دهن املر‪ .‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪78‬ل وقيل‪ :‬أنه حلاء شجر الرضو ‪ ،‬دياب‪،‬‬
‫كوكب‪ :‬املعجم املفصل يف األشجار والنباتات‪ ،‬ماد [الكمكام] ص ‪226‬ل (انبر)‪ :‬النقش الذي ورد فيه هذا‬
‫اللفظ (‪)CIH 682‬ل (انبر كذل )‪Sima, Alexander: Tiere, Pflanzen, Steine, P 267, 270. :‬‬
‫سحاب‪ ،‬فكتور‪ :‬إيالف قريش رحلة الشتاء والصيف‪ ،‬كومبيونرش واملركز الثقايف العريب‪ -‬بريوت‪ ،‬ط (‪،)1‬‬
‫‪ -6‬ا‬
‫‪1992‬م‪ ،‬ص ‪243‬ل دياب‪ ،‬كوكب‪ :‬املعجم املفصل يف األشجار والنباتات‪ ،‬ماد [الرضو] ص ‪151‬ل النعيم‪،‬‬
‫نور ‪ :‬الوضع االقتصادي‪ ،‬ص ‪237 ،85‬ل دماج‪ ،‬ليبيا‪ :‬املحاصيل الزراعية‪ ،‬ص ‪.81‬‬
‫‪7 - Groom, Nigel: "Frankincense and Myrrh", Astudy of The Arbian Trade, Longmann‬‬
‫‪London and New York, Librairie du Leban, 1981, p. 126, 135, 136.‬‬
‫‪239‬‬
‫التي كان يقدا م فيها الطيوب للمعبودات يف اليمن القديم‪ -‬بجانب عدد من األلفاظ‬
‫الدالة عه انواع البخور كام يف املجمر املدونة برقم (‪ ،)CIH 685‬كاآل ‪[ :‬ق س‬
‫ط ‪ /‬ض ر و‪ /‬ل د ن ‪ /‬ر ن د](‪ ،)1‬ويعتقد أن له العديد من االستخدامات‬
‫الطبية(‪ ،)2‬ربام عرفها اإلنسان اليمني القديم‪.‬‬

‫[ ح ذ ك = ‪( ]ḤḎK‬حذك)‪:‬‬

‫وهو نوع من الطيب(‪ ،)3‬ورد منقوشا عه املجامر مع ذكر ألفاظ أنواع أخرى‬
‫من الطيوب(‪ ،)4‬حيث نقش عه املبخر املدونة برقم (‪ ،)CIH 689‬اآل ‪[ :‬ض ر‬
‫و ‪ /‬ح ذ ك ‪ /‬ل د ن ‪ /‬ق س ط]‪.‬‬

‫[ ل ب ن ي= ‪( ]LBNY‬لباين)(‪:)5‬‬

‫دون هذا اللفظ عه املباخر اليمنية القديمة‪ ،‬بجانب عدد من ألفاظ النباتات‬
‫ا‬
‫واملحاصيل العطرية‪ ،‬كام يف واجهات املبخر رقم (‪ ،)YM 467‬كاآل ‪[ :‬ر ن د ‪/‬‬

‫‪( - 1‬انبر) النقوش التالية التي تناولت اللفظ [ض ر و]‪CIH 681; 682 = RES 2839; CIH ( :‬‬
‫‪683; 684; 685; 686; 687; 688; 689; 690; 691; Ja 371; 384; 385; 397; Ra‬‬
‫;‪101; RES 3853; 3902; 4249; 4255; 4681 = Ra 100; YM 467; 2225‬‬
‫‪( .)2312‬انبر كذل )‪Sima, Alexander: Tiere, Pflanzen, Steine, P 266 – :‬‬
‫‪270.‬‬
‫‪ - 2‬العمري‪ ،‬ابن فنل‪ :‬مسال األبصار‪ ،‬ص ‪.401 -400‬‬
‫‪ - 3‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪.65‬‬
‫‪( - 4‬انبر) النقوش التالية التي تناولت اللفظ [ح ذ ك]‪CIH 681; 684; 688; 689; 690; ( :‬‬
‫‪691; Ja 370; 384; 385; 397; Ra 101; RES 4249; 4681 = Ra 100; YM‬‬
‫‪( .)2225‬انبر كذل )‪Sima, Alexander: Tiere, Pflanzen, Steine, P 266 – :‬‬
‫‪268, 270.‬‬
‫‪ - 5‬ورد هذا اللفظ منقوش عه املبخر املرقمة بـ‪.)RES 4255( :‬‬
‫‪240‬‬
‫ل ب ن ي ‪ /‬ق س ط ‪ /‬ر ن د](‪ ،)1‬ويفرسه املعجم السبئي بـ (بخور) اللبني ~‬
‫امليعة (‪ .)2‬وجاء يف اللسان‪ :‬أن اللبني‪ :‬امليعة‪ .‬واللبني واللبن‪ :‬شجر‪ .‬واللبان‪:‬‬
‫بب من الصمغ (‪ ،)3‬يستخرج من الشجر ‪ ،‬عه هيئة سائل لزج أبيض اللون‪،‬‬
‫يسيل كالدمع عه حلاء الشجر ‪ ،‬فتجف‪ ،‬ثم جيمع ويباع‪ ،‬وللبان رائحة زكية عندما‬
‫حيرق خاصة عندما يكون طازج(‪.)4‬‬

‫وذكر يف املعجم املفصل أن أبا حنيفة قال‪ :‬اللبان شجري شوكية ال تنمو‬
‫أكثر من ذراعي‪ ،‬هلا ورق مثل ورق شجر اآلس (الرند)‪ ،‬وثمر مثل ثمره‪ ،‬وله‬
‫حرار يف الفم (‪ ،)5‬يبلغ ارتفاع شجر ا حواا (عرش أقدام)(‪.)6‬‬

‫وعرف ال ُّلبان بالكندر‪ ،‬ويستخدم طبيا يف عالج كثري من األمراض(‪،)7‬‬


‫وتتوفر هذه الشجر يف اجلزء األوسط لساحل جنوب اجلزير –منطقة ظفار‬

‫‪1 - Sima, Alexander: Tiere, Pflanzen, Steine, P 268, 271.‬‬


‫‪ - 2‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪.81‬‬
‫‪ - 3‬ابن منبور‪ :‬لسان العرب‪ ،‬مج (‪ ،)5‬ج (‪ ،)44‬ماد [ل ب ن]‪ ،‬ص ‪.3992‬‬
‫‪ - 4‬ملزيد من التفاصيل حول ال ُّلبان وبارته (انبر)‪ :‬حممد‪ ،‬عبداحلكيم شايف‪ :‬بار اللبان واملر يف‬
‫اليمن القديم ‪ ،‬جملة جامعة صنعاء للعلوم االجتامعية واإلنسانية‪ ،‬ع (‪2008 ،)4‬م‪ ،‬ص ‪-116‬‬
‫‪123‬ل دماجل ليبيا‪ :‬املحاصيل الزراعية‪ ،‬ص ‪70 -55‬ل زارنس‪ ،‬يورس‪ :‬أرض اللبان‪ ،‬ص ‪،62‬‬
‫‪.100 -98‬‬
‫‪ - 5‬دياب‪ ،‬كوكب‪ :‬املعجم املفصل يف األشجار والنباتات‪ ،‬ماد [اللبان] ص ‪.228‬‬
‫‪ - 6‬اجلرو‪ ،‬أسمهان‪ :‬النهنة الزراعية يف اليمن القديم ‪ ،‬ص ‪.53‬‬
‫‪ - 7‬احلمريي‪ ،‬نشوان‪ :‬شمس العلوم‪ ،‬ج (‪ ،)9‬ماد [ال ُّلبان] ص ‪5987‬ل الرشعبي‪ ،‬فوزية‪ :‬أهم‬
‫النباتات الطبية يف اليمن ‪ ،‬ص ‪125‬ل موللر‪ ،‬ولرت و‪ :‬ال ُّلبان ‪ ،‬املوسوعة اليمنية‪ ،‬مؤسسة العفيف‬
‫الثقافية‪ -‬صنعاء‪ ،‬مج (‪ ،)4‬ط (‪1423 ،)2‬هـ‪2003 /‬م‪ ،‬ص ‪.2482 - 2481‬‬
‫‪241‬‬
‫حرضموت آنذاك‪ -‬ويف جزير سقطرى‪ ،‬والصومال‪ ،‬ومنطقة كورماندل‬
‫(‪ )Koromandel‬عه ساحل اهلند(‪ ،)1‬حيث توفرت يف هذه املناطق من العامل ‪-‬‬
‫فقط‪ -‬العوامل الطبيعية املناسبة لنمو اللبانل كمعدل مطر مناسب‪ ،‬وحرار ‪ ،‬وتربة‬
‫صاحلة مالئمة لنموها‪ ،‬غري أن ال ُّلبان الذي تنتجه منطقة ظفار حرضموت يعد‬
‫أفنل جود ‪ ،‬وأغه ثمنا من ال ُّلبان اهلندي‪ ،‬والصوماا(‪.)2‬‬

‫ويعد ال ُّلبان من أهم السلع التجارية اليمنية املصدر إىل حنارات العامل‬
‫القديم(‪ ،)3‬حيث اختذ مكانة مهمة كامد تقدم يف مباخر للمعبودات القديمة مع‬
‫النذور والقرابي األخرى(‪ ،)4‬واستخدم كثريا يف املناسبات واالحتفاالت املهمة(‪.)5‬‬
‫عرف باليونانية باسم (‪ ،)Libanotos and Libanos‬وباإلنجليزية باسم‬
‫(‪ ،)6()Frankincense‬وقيل‪ :‬أهنا أخطر عنارص التجار الرشقية أثرا يف مهمة‬
‫الوساطة العربية التي اضطلعت هبا قوافل العرب الصحراوية عرب العصور ‪ ،‬وقدِّ ر‬
‫نتاج ال ُّلبان املصدا ر إىل بالد اليونان والرومان يف القرن الثاين امليالدي‪ ،‬بحواا ثالثة‬
‫آالف طن سنويا(‪.)7‬‬

‫‪ - 1‬موللر‪ ،‬ولرت‪ :‬ال ُّلبان ‪ ،‬ص ‪.2480‬‬


‫‪ - 2‬سحاب‪ ،‬فكتور‪ :‬إيالف قريش‪ ،‬ص ‪.240‬‬
‫‪ - 3‬عبدالله‪ ،‬يوسف‪ :‬أوراق يف تاريخ اليمن‪ ،‬ص ‪.222 -219‬‬
‫‪ - 4‬القحطاين‪ ،‬حممد سعد عبده‪ :‬تقدمات مباخر ومسارج للمعبودات يف اليمن القديم (دراسة من‬
‫خالل النقوش واآلثار) ‪ ،‬جملة (كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية)‪ ،‬جامعة صنعاء‪ ،‬مج (‪ ،)33‬ع‬
‫(‪ ،)1‬يناير – يونيو ‪2010‬م‪ ،‬ص ‪96‬ل موللر‪ ،‬ولرت‪ :‬ال ُّلبان ‪ ،‬ص ‪.2480‬‬
‫‪ - 5‬حممد‪ ،‬عبداحلكيم‪ :‬بار اللبان واملر يف اليمن القديم ‪ ،‬ص ‪.123‬‬
‫‪6 - W., Muller: Arabian Frankincense, p 79.‬‬
‫‪ - 7‬سحاب‪ ،‬فكتور‪ :‬إيالف قريش‪ ،‬ص ‪.242 ،240‬‬
‫‪242‬‬
‫[ل د ن = ‪( ]LDN‬الدن)‪:‬‬

‫عثر عه هذا اللفظ منقوشا بخط املسند عه املباخر القديمة(‪ ،)1‬يف نقش ( ‪Ja‬‬
‫‪ )385‬املسجل عه إحدى املباخر كاآل ‪[ :‬ض ر و ‪ /‬ح ذ ك ‪ /‬ل د ن ‪ /‬ر ن د]‪.‬‬
‫والالدن (‪ :)Ladoum‬نوع من الطيوب (‪ ،)2‬يستخرج من ورد نبات‬
‫(القلسوس‪ ،)Citus -‬والالدن ذو رائحة طيبة‪ ،‬تعلق‪ -‬كحبيبات صمغية‪ -‬عه‬
‫مع ما ذكره (هريودوت)‪ :‬بان‬ ‫حلى الامعز التي ترعى بي األشجار(‪ .)3‬ويتفق ذل‬
‫الالدن له طريقة عجيبة عند جنيه ألن السبئيي جيدونه يف حلى التيوس واألغنام‬
‫كالعفن الذي يولد عه اخلشب (‪ .)4‬واستخدم الالدن يف صناعة الطيوب‪ ،‬وعالج‬
‫العديد من األمراض(‪.)5‬‬

‫[م ر ر = ‪( ]MRR‬مرر)‪:‬‬

‫املدون برقم ( ‪RES‬‬


‫ا‬ ‫جاء هذا اللفظ يف نقش التاجر املعيني (زيد إل زيد)‬
‫‪ )3427/1‬عه تابوت خشبي حمفوظ يف املتحف املرصي بالقاهر ‪ ،‬وقد اختلف‬

‫‪( - 1‬انبر) النقوش التالية التي تناولت اللفظ [ل د ن]‪CIH 685; 686; 687; 689; 690; Ra ( :‬‬
‫‪( .)101; RES 4255; 4681 = Ra 100‬انبر كذل )‪Sima, Alexander: Tiere, :‬‬
‫‪Pflanzen, Steine, P 267, 272- 273.‬‬
‫‪ - 2‬النعيم‪ ،‬نوره‪ :‬الوضع االقتصادي‪ ،‬ص ‪237‬ل بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪.81‬‬
‫‪ - 3‬الدمياطي‪ ،‬حممود‪ :‬معجم أسامء النبات‪ ،‬ص ‪128‬ل الشيبة‪ ،‬عبدالله‪ :‬ترمجات يامنية‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪ - 4‬زيدان‪ ،‬جرجي‪ :‬العرب قبل االسالم‪ ،‬ص ‪139‬ل نقال عن‪Herodotus: Historia, B. III. :‬‬
‫‪Ch. 112.‬‬
‫‪ - 5‬الربهيي‪ ،‬إبراهيم‪ :‬احلرف والصناعات‪ ،‬ص ‪235‬ل لالستزاد (انبر)‪ :‬دماج‪ ،‬ليبيا‪ :‬املحاصيل‬
‫الزراعية‪ ،‬ص ‪.83 -82‬‬
‫املدون باللهجة‬
‫ا‬ ‫‪ - ‬مل يعثر الباحث عه نقوش باللهجة السبئية تذكر (املر)‪ ،‬لذا استعان هبذا النقش‬
‫املعينية‪.‬‬
‫‪243‬‬
‫الدارسي له يف ترمجة بعض ألفاظه(‪ ،)1‬وهو كاآل ‪[ :‬أ م ر ر ن ‪ /‬و ق ل ي م ت ن ‪/‬‬
‫ك ا ب ي ت ت ‪ /‬آ ل آ ل ت ‪ /‬م ص ر]‪ ،‬وترمجتها‪ :‬املر والقليمة لتزويد معابد‬
‫آهلة مرص ‪.‬‬

‫ويعد املر من النباتات التي تنمو بشكل طبيعي كاللبان‪ ،‬وله أنواع عديد ‪،‬‬
‫وقد ‪.‬كن اإلنسان من زراعته يف مزارع خاصة عندما زاد الطلب عليه‪ ،‬وأواله عناية‬
‫واهتاممل لذا كان أفنل من الشجر الذي ينبت بريا(‪ ،)2‬واجلزء اهلام يف هذه الشجر‬
‫هي الامد الصمغية التي تنتج بعد إحداث شقوق يف جذع الشجر فيسيل منها‬
‫سائل داكن اللون يرتك حتى جيف ثم جيمع(‪.)3‬‬

‫ولشجر املر جذع يبلغ قطره حواا (قدم واحد)‪ ،‬وهلا أغصان تنمو وييط‬
‫هبا حتى تغطي جذع الشجر ‪ ،‬وتتفرع األغصان لتغطي مسافة (‪ 20‬قدما)‪ ،‬ويرتاوح‬
‫طوهلا من (‪ 15 – 4‬قدما)‪ ،‬وتزهر شجر املر يف فرت قصري بعد هطول األمطار‪،‬‬
‫بعد ذل بف وتتحول إىل أشواك(‪.)4‬‬

‫وقد عرف املر قديام بخصوصيته الفريد الستخدامه يف تركيب العديد من‬
‫األدوية‪ ،‬والعطور ومستحرضات التجميل‪ ،‬وكان له أمهية خاصة يف حنار مرص‬

‫‪ - 1‬بافقيه‪ ،‬حممدل (وآخرون)‪ :‬فتارات‪ ،‬ص ‪295 -293‬ل اجلرو‪ ،‬أسمهان‪ :‬دراسات يف التاريخ‬
‫احلناري‪ ،‬ص ‪82‬ل‪Sima, Alexander: Tiere, Pflanzen, Steine, P 281- 284.‬‬
‫‪ - 2‬اجلرو‪ ،‬أسمهان‪ :‬دراسات يف التاريخ احلناري‪ ،‬ص ‪34‬ل النعيم‪ ،‬نوره‪ :‬الوضع االقتصادي‪،‬‬
‫ص‪.234‬‬
‫‪ - 3‬حممد‪ ،‬عبداحلكيم‪ :‬بار اللبان واملر يف اليمن القديم ‪ ،‬ص ‪.125‬‬
‫‪4 - Van Beek, Gus: "Frankincense and Myrrh in Ancient South Arabia",‬‬
‫‪JOAS, new Haven ASOR, Vol 78, 1958, p 72.‬‬
‫‪244‬‬
‫الفرعونية‪ ،‬حيث كان يستخدم ضمن مواد التحنيط وطقوس الدفن(‪ ،)1‬كام كان له‬
‫أمهية كبري عند اليهودل فمنه يستخرج الدهن املقدس كام ورد يف (سفر اخلروج‪،‬‬
‫الفصل الثالثي)‪.‬‬

‫[ن ع م =‪( ]NCM‬نعم)‪:‬‬

‫املسجل عه مبخر مربعة‬


‫ورد هذا اللفظ يف النقش (‪ ،)2()CIH 683‬ا‬
‫الشكل‪ ،‬بي أسامء الطيوب والنباتات العطرية‪ ،‬كاآل ‪[ :‬ر ن د ‪ /‬ذ هـ ب ‪ /‬ن ع م ‪/‬‬
‫ق س ط]‪ ،‬وفرسه املعجم السبئي بـ نوع من الطيوب (‪ ،)3‬ولعل شجرته هي‬
‫السلق‪،‬‬
‫املقصود يف لسان العرب‪ :‬بـ التنعيمة‪ :‬شجر ناعمة الورق ورقها كورق ِّ‬
‫وال ثمر هلا (‪ .)4‬ويعتقد أهنا استخدمت كغريها من النباتات العطرية والطيوب يف‬
‫التداوي وصناعة البخور(‪.)5‬‬

‫[ق ب ل =‪( ]QBL‬قبل)‪:‬‬

‫ورد هذا اللفظ يف النقش (‪ ،)CIH 439/1-2‬كاآل ‪ /...[ :‬ي و م ‪ /‬ت ق‬


‫د م ‪ /‬م هـ ي ع ‪ /‬ض ر و ن هـ ن ‪ /‬و م هـ ي ع ‪ /‬ق ب ل ت ن ‪ ،)6(]... /‬وترمجته‪:‬‬

‫‪ - 1‬سحاب‪ ،‬فكتور‪ :‬إيالف قريش‪ ،‬ص ‪244‬ل الربهيي‪ ،‬إبراهيم‪ :‬احلرف والصناعات‪ ،‬ص ‪234‬ل‬
‫حممد‪ ،‬عبداحلكيم‪ :‬بار اللبان واملر يف اليمن القديم ‪ ،‬ص ‪125‬ل لالستزاد (انبر)‪ :‬دماج‪،‬‬
‫ليبيا‪ :‬املحاصيل الزراعية‪ ،‬ص ‪.74 - 70‬‬
‫‪ - 2‬ورد اللفظ [ن ع م] يف النقش‪( .)Lu 29( :‬انبر)‪Sima, Alexander: Tiere, Pflanzen, Steine, :‬‬
‫‪P. 267, 274, 285.‬‬
‫‪ - 3‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪.90‬‬
‫‪ - 4‬ابن منبور‪ :‬لسان العرب‪ ،‬مج (‪ ،)6‬ج (‪ ،)49‬ماد [ن ع م]‪ ،‬ص ‪.4479‬‬
‫‪ - 5‬دماج‪ ،‬ليبيا‪ :‬املحاصيل الزراعية‪ ،‬ص ‪88‬ل القحطاين‪ ،‬حممد‪ :‬تقدمات مباخر ومسارج للمعبودات‪، ...‬‬
‫ص ‪.102‬‬
‫‪6 - Sima, Alexander: Tiere, Pflanzen, Steine, P. 286.‬‬
‫‪245‬‬
‫يوم قدم قربا من الطيوب السائلة (مكونه من) الرضو والقبل ‪ ، ..‬وورد يف لسان‬
‫(ق َب نل) بمعنى‪ :‬نوع من الكأل يف مواضع من‬ ‫العرب ضمن معاين اللفظ َ‬
‫وفرسه املعجم السبئي بـ نوع من الطيب (‪.)2‬‬
‫األرض (‪ ،)1‬ا‬
‫[ق ل م = ‪( ]QLM‬قلم)‪:‬‬

‫فرس املعجم السبئي هذا اللفظ بـ نوع من الطيب (‪ ،)3‬وقد ورد يف العديد من‬
‫ا‬
‫النقوش اليمنية القديمة(‪ ،)4‬منها النقش (‪ ،)RES 4249‬وذل كاآل ‪[ :‬ض ر و ‪ /‬ر‬
‫ن د ‪ /‬ح ذ ك ‪ /‬ق ل م]‪ ،‬وقيل أن اللفظ يعني‪ :‬قصب الذرير (‪ ،)5‬والذرير ‪ :‬فتات‬
‫قصب الطيب الذي جياء به من اهلند‪ ،‬ويف حديث عائشة‪ :‬طيبت رسول اهلل ‪،‬‬
‫إلحرامه بذرير ‪ ،‬قال‪ :‬هو نوع من الطيب جمموع من أخالط(‪.)6‬‬

‫ويذكر (أر‪.‬يدوروس) يف الفقر (‪ :)19‬أن العديد من النباتات العطرية تنمو‬


‫عه ساحل بالد السبئيي‪ ،‬ومنها (قصب الطيب)‪ ،‬وقال (أجاثارخيدس)‪ :‬أنه ينمو يف‬
‫الداخل من أرض سبا‪ ،‬وذكر (بلينوس)‪ :‬أنه ينبت يف بالد العرب‪ ،‬فنال عن اهلند‬
‫وسوريا(‪ .)7‬وهذا يدلنا عه أنه من النباتات الطبيعية التي كانت تنمو يف اليمن‪ .‬وكان‬
‫له العديد من االستخدامات الطبية‪ ،‬باإلضافة إىل امهيته اخلاصة ومقدسة يف احلنار‬

‫‪ - 1‬ابن منبور‪ :‬لسان العرب‪ ،‬مج (‪ ،)5‬ج (‪ ،)39‬ماد [ق ب ل]‪ ،‬ص ‪.3522‬‬
‫‪ - 2‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪.103‬‬
‫‪ - 3‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪.105‬‬
‫‪( - 4‬انبر) النقوش التالية التي تناولت اللفظ [ق ل م]‪( .)RES 3853; 3427; 3902( :‬انبر كذل )‪:‬‬
‫‪Sima, Alexander: Tiere, Pflanzen, Steine, P 267- 268, 274, 281.‬‬
‫‪ - 5‬الربهيي‪ ،‬إبراهيم‪ :‬احلرف والصناعات‪ ،‬ص ‪236‬ل لالستزاد (انبر)‪ :‬دماج‪ ،‬ليبيا‪ :‬املحاصيل الزراعية‪،‬‬
‫ص ‪80‬ل العمري‪ ،‬ابن فنل‪ :‬مسال األبصار‪ ،‬ص ‪.279‬‬
‫‪ - 6‬ابن منبور‪ :‬لسان العرب‪ ،‬مج (‪ ،)3‬ج (‪ ،)17‬ماد [ذ ر ر]‪ ،‬ص ‪.1494‬‬
‫‪ - 7‬العبادي‪ ،‬أمحد‪ :‬اليمن يف املصادر القديمة‪ ،‬ص ‪ ،148 -146‬و(هامش املؤلف رقم ‪ ،)1‬ص ‪.148‬‬
‫‪246‬‬
‫املرصية القديمة‪ ،‬حيث كان يستخدم مع اللبان واملر يف عملية التحنيط والطقوس‬
‫اجلنائزية‪ ،‬ولعل نقش التاجر املعيني (‪– )RES 3427‬السابق ذكره‪ -‬يشري إىل هذا‬
‫اللفظ باعتباره ضمن املواد التي جلبها –هذا التاجر‪ -‬وفاء للدا ْين الذي عليه‪.‬‬

‫[ق س ط =‪( ]QS1Ṭ‬قسط)‪:‬‬


‫ن‬
‫ألفاظ أخرى تدل عه النباتات العطرية والطيوب مسجال‬ ‫ورد هذا اللفظ مع‬
‫يف النقش‬ ‫عه إحدى املباخر املقدمة كقرابي للمعبودات يف اليمن القديم(‪ ،)1‬وذل‬
‫(‪ ) Ja 397‬كالتاا‪[ :‬ض ر و ‪ /‬ح ذ ك ‪ /‬ق س ط ‪ /‬ر ن د]‪ ،‬وتفسريه يف املعجم‬
‫السبئي بمعنى عود ~ طيب (‪ ،)2‬ويف لسان العرب‪ :‬هو عود يتبخر به‪ ،...‬وقال‬
‫الليث‪ :‬القسط‪ :‬عود جياء به من اهلند جيعل يف البخور والدواء‪ ،‬قال ابو عمرو‪ :‬يقال‬
‫هلذا البخور قسط وكسط وكشط‪ ،...‬وقيل‪ :‬القسط بب من الطيب‪ ،‬وقيل‪ :‬هو‬
‫العودل والقسط عقار معروف طيب الري تتبخر به النفساء واألطفال (‪ .)3‬وقد صنفه‬
‫ديودورس إىل ثالثة أصناف هي‪ :‬العريب‪ ،‬واهلندي‪ ،‬والشامي‪ ،‬وأجوده العريب‪ ،‬خفيف‬
‫رض بايدي خبري (‪ .)4‬وصنفه‬
‫الوزن ذو رائحة قوية‪ ،‬ولونه يميل إىل البياض‪ ،‬وكانه ح ِّ َ‬
‫(احلمريي) إىل نوعان‪ :‬أسود وأبيض‪ ،‬وقال‪ :‬أجودمها األبيض‪ ،‬وذكر انه يستخدم يف‬

‫‪( - 1‬انبر) النقوش التالية التي تناولت اللفظ [ق س ط ]‪CIH 682; 683; 684; 685; 687; 689; ( :‬‬
‫‪( .)RES 3853; 4255; Ra 101; YM 467; 2225‬انبر كذل )‪Sima, Alexander: :‬‬
‫‪Tiere, Pflanzen, Steine, P 267- 268, 275.‬‬
‫الدكتور الصلوي يف أطروحته‬ ‫‪ - 2‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪108‬ل وقد أوض ذل‬
‫(انبر)‪Al-Selwi, Ibrahim: Jemenitische Wörter in den Werken von al- :‬‬
‫‪Hâmdāni.., P. 178.‬‬
‫‪ - 3‬ابن منبور‪ :‬لسان العرب‪ ،‬مج (‪ ،)5‬ج (‪ ،)40‬ماد [ق س ط]‪ ،‬ص ‪.3628 -3627‬‬
‫‪4 - Miller, J. lnnes: The Spice Trade of The Roman Empire 29 B.C. to A.D.‬‬
‫‪641, Oxford, The Clarendon Press, 1969, p. 85.‬‬
‫‪247‬‬
‫االستطبابل فهو ينفع الكبد والطحال وجيفف القروح الرطبة‪ ،‬ويدر البول والطمث‬
‫إذا تبخرت به املرأ ‪ ،‬وإذا رشب ما ه نفع من لسع احليات(‪ ،)1‬وغريها من‬
‫االستخدامات الطبية‪.‬‬

‫[ق ط ر = ‪( ]QṬR‬قطر)‪:‬‬

‫ورد هذا اللفظ يف النقش (‪ ،)2()CIH 354/4‬كالتاا‪[ :‬هـ ق ن ي ‪ /‬ش ي م هـ‬


‫م و ‪ /‬ت أ ل ب ري م م ‪ /‬ب ع ل ‪ /‬ج د د ن ‪ /‬م ق ط ر ن]‪ ،‬وترمجته‪ :‬قدا م لإلله‬
‫احلامي تالب ريام سيد املعبد (املسمى) جددان أعواد بخور ‪ ،‬وفرسه املعجم السبئي‬
‫بـ بمقطر ‪ ،‬مبخر (للبخور) (‪ ،)3‬ويف لسان العرب‪ ،‬القطر هو‪ :‬عود يتبخر به‪...‬‬
‫ونرش القطر‪ :‬هو رائحة العود وهو األرج (‪ ،)4‬ويذكر يف ذات املوضع أن املقطر‬
‫هي (املجمر)(‪ ،)‬والراج أن يكون القطر نبات طبيعي‪ ،‬أعواده ذات رائحة ذكية‪،‬‬
‫استخدمت يف املعابد كبخور يقدمها أصحاب النذور والقرابي للمعبودات(‪ ،)5‬وربام‬
‫جاء اسم املبخر (مقطرن) من ختصيصها واستخدامها يف حرق هذا النوع من بخور‬
‫(قطر)‪.‬‬

‫‪ - 1‬احلمريي‪ ،‬نشوان‪ :‬شمس العلوم‪ ،‬ج (‪ ،)4‬ماد [ذ هـ ب] ص ‪5480 -5479‬ل لالستزاد (انبر)‪:‬‬
‫دماج‪ ،‬ليبيا‪ :‬املحاصيل الزراعية‪ ،‬ص ‪.78 -77‬‬
‫مدون عه أحد املباخر املعروضة يف متحف قسم اآلثار‪ -‬كلية‬
‫‪ - 2‬ورد اللفظ [ق ط ر] يف نقش ا‬
‫اآلداب‪ ،‬جامعة صنعاء‪ ،‬عثر عليها يف (خربة البيناء) باجلوف‪ ،‬وهي برقم‪USM A- 20- ( :‬‬
‫‪ .)628‬يذكر فيه صاحب النقش أنه قدا م للمعبود (عثرت الشارق) أعواد البخور والثامر‪.‬‬
‫‪ - 3‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪.109‬‬
‫‪ - 4‬ابن منبور‪ :‬لسان العرب‪ ،‬مج (‪ ،)5‬ج (‪ ،)41‬ماد [ق ط ر]‪ ،‬ص ‪.3670‬‬
‫ما ذكره نشوان احلمريي‪،‬‬ ‫‪ - ‬يرج الباحث التفسري األول القائل بانه عود يتبخر به‪ ،‬وقد أكد ذل‬
‫(انبر)‪ :‬احلمريي‪ ،‬نشوان‪ :‬شمس العلوم‪ ،‬ج (‪ ،)8‬ماد [ق ط ر]‪( ،‬القطر)‪ ،‬ص ‪.5537‬‬
‫‪ - 5‬لالستزاد (انبر)‪ :‬القحطاين‪ ،‬حممد‪ :‬تقدمات مباخر ومسارج للمعبودات‪ ، ...‬ص ‪.100 -99‬‬
‫‪248‬‬
‫[ر ن د = ‪( ]RND‬رند)‪:‬‬

‫ورد هذا اللفظ يف العديد من النقوش اليمنية القديمة(‪ ،)1‬وهو بمعنى نوع‬
‫من الطيب (‪ ،)2‬حيث ورد منقوشا عه أحد املباخر بجانب العديد من النباتات‬
‫واملنتجات العطرية‪ ،‬وذل يف النقش (‪ )CIH 862‬كالتاا‪[ :‬ض ر و ‪ /‬ك م ك م ‪/‬‬
‫ق س ط ‪ /‬ر ن د]‪ ،‬وقيل‪ :‬هو اآلس(‪)3‬ل وقيل‪ :‬هو العود الذي يتبخر به‪ ،‬وهو‬
‫شجر من أشجار البادية طيب الرائحة يستاك به‪ ،‬وليس بالكبري‪ ،)4( ..،‬وللرند‬
‫استخدامات طبية متعدد ‪ ،‬بجانب استخدامه كبخور يف املعبد اليمنية القديمة(‪.)5‬‬

‫[س ل خ = ‪( ]S1LḪ‬سلخ)‪:‬‬

‫ورد هذا اللفظ يف النقش (‪ ،)YM 467‬املسند للمبخر مع بعض املسميات‬


‫األخرى لنباتات ومنتجات عطرية‪ ،‬وهو كالتاا‪[ :‬ر ن د ‪ /‬ل ب ن ي ‪ /‬ق س ط ‪/‬‬

‫‪( - 1‬انبر) النقوش التالية التي تناولت اللفظ [ر ن د]‪CIH 681; 683; 684; 685; 686; 687; ( :‬‬
‫;‪690; Ja 385; 397; RES 3853; 4249; 4255; 4681 = Ra 100; YM 467‬‬
‫‪( .)2225‬انبر كذل )‪Sima, Alexander: Tiere, Pflanzen, Steine, P 267- :‬‬
‫‪268, 276.‬‬
‫الدكتور الصلوي يف أطروحته‬ ‫‪ - 2‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪117‬ل وقد أوض ذل‬
‫(انبر)‪Al-Selwi, Ibrahim: Jemenitische Wörter in den Werken von al- :‬‬
‫‪Hâmdāni.., P. 100.‬‬
‫‪( - 3‬انبر) ماد [اآلس] عند‪ :‬دياب‪ ،‬كوكب‪ :‬املعجم املفصل يف األشجار والنباتات‪ ،‬ص ‪15‬ل‬
‫العمري‪ ،‬ابن فنل‪ :‬مسال األبصار‪ ،‬ص ‪.209‬‬
‫‪ - 4‬الزبيدي‪ ،‬حممد‪ :‬تاج العروس ‪ ،‬ج (‪ ،)8‬ماد [ر ن د]‪ ،‬ص ‪.120‬‬
‫‪ - 5‬دماج‪ ،‬ليبيا‪ :‬املحاصيل الزراعية‪ ،‬ص ‪84 -83‬ل لالستزاد (انبر)‪ :‬القحطاين‪ ،‬حممد‪ :‬تقدمات‬
‫مباخر ومسارج للمعبودات‪ ، ...‬ص ‪98 -97‬ل الرشعبي‪ ،‬فوزية‪ :‬أهم النباتات الطبية يف‬
‫اليمن ‪ ،‬ص ‪.108‬‬
‫‪249‬‬
‫س ل خ ت]‪ ،‬ويفرسه املعجم السبئي بـ سليخة‪ ،‬قرفة حطبية (نوع من الطيب) (‪،)1‬‬
‫والسليخة‪ :‬نوع من الـ (‪ ،)Cassia‬وهي قشور شجر القرفة(‪.)2‬‬

‫عرفه الزبيدي وابن منبور بقوهلم‪ :‬والسليخة عطر تراه كانه قرش‬ ‫وي ِّ‬
‫نسلخ‪ ،..‬والسليخة‪ :‬دهن ثمر البان قبل أن ير ابب‪ ...‬فةذا ر ِّبب باملس والطيب‬
‫م َ‬
‫فهو منشوش‪ ،..‬أي اختلط الدهن بروائ الطيب (‪ ،)3‬وعند احلمريي هي‪ :‬شجر‬
‫‪ ،‬وهي أينا دهن‬ ‫(‪)4‬‬ ‫طيبة الري ‪ ،... ،‬يلل الرياح ‪ ...‬وتقوي الكبد واملعد‬
‫البان(‪ ،)5‬ويرى علامء اللغة العربية أن (القرفة) بب من (الدار صيني)(‪ ،)6‬وقد‬
‫ذكر (هريودوت) أن من بي منتجات بالد العرب (القرفة)(‪.)7‬‬

‫(رصف)‪:‬‬
‫[ص ر ف = ‪َ ]ṢRF‬‬
‫ورد هذا اللفظ يف النقش الترشيعي ( ‪CIH 400/1 = RES 4178 =Ja‬‬
‫‪ )8()534‬كام ييل‪ ]1[[ :‬و ا ل ‪ /‬س ن ‪ /‬هـ ع ز ل ن ‪ /‬و هـ أ ر ش‪ /‬ب ن ‪ /‬ك ل ‪/‬‬
‫ص ر ف ‪ /‬أ [‪ ]2‬ل م ق هـ ‪/‬ب ع ل ‪ /‬ب ر ا ن ‪ /‬ب ن‪ /‬م ح ر م ن ‪ /‬ب ر ا ن]‪،‬‬

‫‪ - 1‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪126‬ل ‪Sima, Alexander: Tiere, Pflanzen,‬‬
‫‪Steine, P. 268, 277.‬‬
‫‪ - 2‬عيل‪ ،‬جواد‪ :‬املفصل يف تاريخ العرب‪ ،‬ج (‪ ،)7‬ص ‪.239‬‬
‫‪ - 3‬ابن منبور‪ :‬لسان العرب‪ ،‬مج (‪ ،)3‬ج (‪ ،)23‬ماد [س ل خ]‪ ،‬ص ‪2063‬ل الزبيدي‪ ،‬حممد‪ :‬تاج‬
‫العروس‪ ،‬ج (‪ ،)7‬ماد [س ل خ]‪ ،‬ص ‪.272‬‬
‫‪ - 4‬لالستزاد حول الفوائد الطبية للقرفة‪( .‬انبر)‪ :‬دماج‪ ،‬ليبيا‪ :‬املحاصيل الزراعية‪ ،‬ص ‪.79‬‬
‫‪ - 5‬احلمريي‪ ،‬نشوان‪ :‬شمس العلوم‪ ،‬ج (‪ ،)5‬ماد [س ل خ]‪( ،‬سليخة)‪ ،‬ص ‪.3168‬‬
‫‪ - 6‬الزبيدي‪ ،‬حممد مرتىض احلسيني‪ :‬تاج العروس من جواهر القاموس‪ ،‬ج (‪ ،)24‬يقيق‪ :‬مصطفى‬
‫حجازي‪ ،‬وزار اإلعالم‪ -‬الكويت‪1408 ،‬هـ‪1987 /‬م‪ ،‬ماد [ق ر ف]‪ ،‬ص ‪.248‬‬
‫‪7 - Herodotus: Historia, B. III. Ch. 107.‬‬
‫‪ - 8‬ورد هذا اللفظ أينا يف النقش‪.)CIH 308/5( :‬‬
‫‪250‬‬
‫وترمجته هي‪ :‬ال جيوز رشعا (ال حيق ألحد رشعا) إزالة أو أخذ‪ ،‬من كل بخور‬
‫(رصف) إملقه سيد برأن من املعبد برأن ‪،‬‬

‫والرصف‪ :‬هو نوع من البخور(‪ ،)1‬ويفهم من هذا النقش أن هذا النوع من‬
‫البخور كان مستخدما يف املعابد‪ ،‬وأنه كان يقدم للمعبودات‪ ،‬وأن هذا النقش ينا‬
‫عه عدم االقرتاب من البخور اخلاص باملعبود‪ .‬والرصف‪ :‬هو الفنة اخلالصة‪،‬‬
‫ويف املعاجم العربية‪ ،‬الرصفان‪ :‬بب من التمر (‪ .)2‬وقد حاولت الباحثة‬
‫(دماج)‪ ،‬التاكيد عه أن اليمنيي القدماء كانوا يصنعون بعض ‪.‬اثيلهم من البخور‬
‫لتقديمها للمعبودات‪ ،‬من خالل ورود اللفظ يف النقش (‪،)3()Ja 720/5-4‬‬
‫هو ‪.‬ثال مصنوع من‬ ‫والراج هنا‪-‬عند قراء هذا النقش‪ -‬أن املقصود بذل‬
‫الفنة وليس البخور‪.‬‬

‫[ط ن ف = ‪( ]ṬNF‬طنف)‪:‬‬

‫ذكر هذا اللفظ يف النقش (‪ ،)Ja 635/4‬كام ييل‪[ :‬و ط ن ف م ‪ /‬ط ي ب م‬


‫‪ /‬ح م د م ‪ /‬ب ذ ت ‪ /‬خ م ر ‪ ،]../‬وترمجته‪ :‬وطنف طيب الرائحة محدا لام من‬
‫(وهب) ‪ ،‬وهذا النقش يتحدث يف األساس عه الغنائم التي غنمها صاحبا النقش‬
‫سبا وذي ريدان‪ ،)..‬خالل شنهم‬ ‫(شعرم أوتر مل‬ ‫اللذان هم يت قياد املل‬
‫حلرب عه قرية (ذات كهل) بسبب عصياهنا‪ ،‬وكان من ضمن الغنائم (الطنف)‪،‬‬
‫وهذا دليل عه مدى أمهيته يف اليمن القديم‪.‬‬

‫‪ - 1‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪.144‬‬


‫‪ - ‬سيوض الباحث ذل بالتفصيل يف موضعه اخلاص بمبحث املعادن من هذا الفصل‪.‬‬
‫‪ - 2‬ابن منبور‪ :‬لسان العرب‪ ،‬مج (‪ ،)4‬ج (‪ ،)27‬ماد [ص ر ف]‪ ،‬ص ‪2437‬ل احلمريي‪ ،‬نشوان‪:‬‬
‫(الصفران)‪ ،‬ص ‪.3724‬‬
‫شمس العلوم‪ ،‬ج (‪ ،)6‬ماد [ص ر ف]‪ ،‬ا‬
‫‪ - 3‬دماج‪ ،‬ليبيا‪ :‬املحاصيل الزراعية‪ ،‬ص ‪.75‬‬
‫‪251‬‬
‫وفرس املعجم السبئي هذا اللفظ بـ طيب (‪ ،)1‬وذكر لسان العرب بان‬
‫ا‬
‫ال اطنَف شجر أمحر يشبه ال َعن ََم (‪ ،)2‬وهناك من فرسه عه أنه مكيال‪ ،‬وآخر فرسها‬
‫عه أهنا مائد قرابي(‪.)3‬‬

‫[ط ي ب = ‪( ]ṬYB‬طيب)(‪:)4‬‬

‫يرد هذا اللفظ يف النقش (‪ ،)CIH 686‬مقرونا باملسميات األخرى الدالة‬


‫عه كونه أحد أنواع الطيوب ومنتجات النباتات‪ ،‬أو مزيج منها‪ ،‬كالتاا‪[ :‬ض ر و‬
‫‪ /‬ط ي ب ‪ /‬ل د ن ‪ /‬ر ن د]‪ ،‬والطيب‪ :‬هو ما ي َت َط ايب به(‪ ،)5‬ويستخرج الطيب من‬
‫أنواع متعدد من األشجار‪ ،‬وجيلب بعنه من اهلند وافريقيا‪ ،‬وكان يصدا ر إىل‬
‫األسواق اخلارجية كبالد الشام ومرص والعراق(‪ ،)6‬لذا يعد من املواد اهلامة التي‬
‫تاجر هبا السبئيون‪.‬‬

‫ودخلت العديد من النباتات الطبية والعطرية –سالفة الذكر‪ -‬يف صناعة‬


‫بعض الدهون واملراهم الطبية‪ ،‬مع بعض املركبات الطبية األخرى‪ ،‬ومن املراكز‬
‫التي اشتهرت يف اليمن القديم بصناعة الطيوب‪ ،‬مدينة (عدن)‪ ،‬والزالت صناعة‬
‫البخور والعطور مستمر حتى يومنا هذا –بنسبة انتاجية ضعيفة‪ -‬ويعد ميناء (قنا)‬

‫‪ - 1‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪.153‬‬


‫‪ - 2‬ابن منبور‪ :‬لسان العرب‪ ،‬مج (‪ ،)4‬ج (‪ ،)30‬ماد [ط ن ف]‪ ،‬ص ‪.2710‬‬
‫‪ - 3‬دماج‪ ،‬ليبيا‪ :‬املحاصيل الزراعية‪ ،‬ص ‪.86‬‬
‫‪( - 4‬انبر) النقوش التالية التي تناولت اللفظ [ط ي ب]‪CIH 681; Ja 635/5; USM A- ( :‬‬
‫‪( .)20- 271; YMN 17‬انبر كذل )‪Sima, Alexander: Tiere, Pflanzen, :‬‬
‫‪Steine, P 267- 268, 278.‬‬
‫‪ - 5‬ابن منبور‪ :‬لسان العرب‪ ،‬مج (‪ ،)4‬ج (‪ ،)30‬ماد [ط ي ب]‪ ،‬ص ‪.2732‬‬
‫‪ - 6‬عيل‪ ،‬جواد‪ :‬املفصل يف تاريخ العرب‪ ،‬ج (‪ ،)7‬ص ‪237‬ل دماج‪ ،‬ليبيا‪ :‬املحاصيل الزراعية‪ ،‬ص ‪.77 -76‬‬
‫‪252‬‬
‫بانه اشهر منفذ بحري لتصدير املنتجات اليمنية ومنها البخور والعطور‪ ،‬والزائر‬
‫هلذا امليناء يلفت انتباهه الرائحة الزكية التي تفوح يف املنطقة‪ ،‬رغم أهنا مهجور منذ‬
‫زمن بعيد‪ ،‬وهذا دليل عه الكميات اهلائلة التي كانت ختزن وتصدر من هذا‬
‫امليناء(‪.)‬‬

‫وتكمن األمهية االقتصادية للنباتات الطبية والعطرية يف كوهنا أحد الركائز‬


‫الرئيسة يف التجار اليمنية‪ ،‬وبفنل إنتاجها من املحاصيل واملشتقات انتعشت‬
‫احلنار السبئية اقتصاديا‪ ،‬حيث حقق التجار منها عائدات مالية هائلة‪ ،‬ا أثر‬
‫باإلجياب يف كافة جوانب احليا لدى السبئيي‪ ،‬فقد كانت هذه النباتات بمثابة‬
‫(النفط) يف ايامنا هذه‪ ،‬وبالتاا فقد حاولت الكثري من احلنارات إرسال بعثات‬
‫إخبارية‪ ،‬ومن ثم محالت عسكرية ملحاولة فرض سيطر ا عليهال وإن كان أغلب‬
‫هذه املحاوالت بائت بالفشل مثل‪ :‬محلة (إليوس جاليوس) الرومانية يف عام (‪24‬‬
‫اليمنية القديمة للسيطر عه‬ ‫ق‪.‬م)(‪ ،)1‬بخالف املعارك والرصاعات بي املامل‬
‫طرق القوافل التجارية‪.‬‬

‫ثالثا‪ -‬الفـ ــواك ـ ــه‪-:‬‬

‫مل تبلغ الفواكه من األمهية ما بلغته النباتات العطرية والطبية‪ ،‬ويعزى سبب‬
‫إىل أن الفواكه ال تصرب بعد قطفها عند ننوجها فرت طويلة تسم للتجار‬ ‫ذل‬
‫بنقلها للخارجل لذا مل تعرف بالد العرب بتصدير اخلنار واألثامر واحلبوب‪ ،‬حيث‬

‫‪ ‬زار الباحث هذا امليناء عام ‪2004‬م ولفت انتباهه انبعاث الرائحة يف املنطقة‪ ،‬خاصة قرب املوقع‬
‫الذي تم الكشف فيه عن فازن الطيوب‪ ،‬حتى أن حفنة الرتاب بعد مسكها يف اليد ترتك اثر‬
‫لرائحة الطيب‪.‬‬
‫‪ - 1‬عبدالله‪ ،‬يوسف‪ :‬أوراق يف تاريخ اليمن‪ ،‬ص ‪.222‬‬
‫‪253‬‬
‫مل نعثر عه خرب يفيد بتصدير يشء منها إىل العراق أو بالد الشام‪ ،‬أو أي بلد آخر‬
‫ألن موارد الامء فيها مل يمكنها من الزراعة‬ ‫خارج حدود اجلزير العربيةل وذل‬
‫الكثيفة والواسعة‪ ،‬فاصبحت زراعتها زراعة حملية يف الغالب عامدها االستهالك‬
‫املحيل‪ ،‬أو التصدير إىل االرضي املجاور للمزارع يف داخل اجلزير العربية‪ ،‬ويف‬
‫املواسم اجليد وعند ظهور فيض من احلاصل(‪.)1‬‬

‫وعه الرغم من تنوع تناريس ومناخ اليمن‪ ،‬وشهر ا يف تنوع منتوجا ا من‬
‫الفاكهةل فةن النقوش مل تسعفنا اإال ن‬
‫بنزر يسري من ألفاظ ومسميات الفواكهل ومن‬
‫هذه األلفاظ ما ييل‪:‬‬

‫[ع ن ب = ‪( ]CNB‬عنب)‪:‬‬

‫العنب‪ :‬فاكهة معروفة‪ ،‬وهو اسم لثمر شجر الكَرم(‪ ،)2‬وقد ورد هذا اللفظ‬
‫يف عدد من النقوش اليمنية القديمة(‪ ،)3‬منها‪ :‬النقش (‪،)CIH 342/11-12‬‬
‫الذي جاء فيه ما ييل‪ / ..[ :‬و ل ‪ /‬س ع د هـ [‪ ]10‬م و ‪ /‬ن ع م ت م ‪ /‬و [‪ ]11‬أ ث م ر‬
‫م ‪ /‬ع د ي ‪ /‬أ [‪ ]12‬ع ن ب هـ م و]‪ ،‬وترمجته‪ :‬وليدم إسبال النعم الكثري عليهم‬
‫واخلريات الوفري من املحاصيل وثامر العنب ‪ ،‬ويرد يف املعجم السبئي بمعني‪:‬‬

‫‪ - 1‬عيل‪ ،‬جواد‪ :‬املفصل يف تاريخ العرب‪ ،‬ج (‪ ،)7‬ص ‪.16‬‬


‫‪ - 2‬الزبيدي‪ ،‬حممد مرتىض احلسيني‪ :‬تاج العروس من جواهر القاموس‪ ،‬ج (‪ ،)3‬يقيق‪ :‬عبدالكريم‬
‫العزباوي‪ ،‬وزار اإلعالم‪ -‬الكويت‪ ،‬ط (‪1407 ،)2‬هـ‪1987 /‬م‪ ،‬ماد [ع ن ب]‪ ،‬ص ‪،339‬‬
‫‪.440‬‬
‫‪( - 3‬انبر) النقوش التالية التي تناولت اللفظ [ع ن ب]‪CIH 11/3; Gl 1441/3; 1442/3; ( :‬‬
‫‪1694/1-2; Ir 25/2; 26/2; Ja 730/7; 620/12; NNAG 8/18-19; RES‬‬
‫‪( .)2876/2 = CIH 604‬انبر كذل )‪Sima, Alexander: Tiere, Pflanzen, :‬‬
‫‪Steine, P 139- 196.‬‬
‫‪254‬‬
‫كرم (عنب) (‪ ،)1‬وشجر العنب يف األصل نبات بري‪ ،‬ويبدو أن زراعته تعود إىل‬
‫عهود قديمة‪ ،‬وقد ظهرت أشجارها بشكل واسع‪ ،‬مثل أشجار النخيل(‪.)2‬‬

‫ويتصف عنب اليمن بتعدد األلوان واألشكال واملذاق‪ ،‬حيث عدد‬


‫(اهلمداين) أصناف العنب بحواا ثامنية عرش صنفا(‪ ،)3‬وآخر يصنفه ألربعي‬
‫صنفا(‪ ،)4‬ورد ذكر لفظ [ض ر ع = ‪( ]ḌRC‬بع)‪ :‬يف النقوش اليمنية القديمة(‪،)5‬‬
‫ومنها‪ :‬النقش (‪ )CIH 342/7-8‬الذي ورد فيه ما ييل‪[ :‬هـ ق ن ي ‪ /‬ت [‪ ]3‬أ ل‬
‫ب ‪ /‬ر ي م م ‪ ]4[/‬ذ د م هـ (ن) ‪ ]5[ / ... /‬ص ل م ن هـ ن ‪ /‬ب ن ‪ /‬ع [‪ ]6‬ش ر ‪ /‬ي‬
‫ع ش ر ن ن هـ و [‪ / ]7‬ل م ش م ت هـ م و ‪ /‬ذ ض [‪ ]8‬ر ع م ‪ ،].../‬وترمجته‪ :‬أن‬

‫‪ - 1‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪17‬ل مكياش‪ ،‬عبدالله أمحد‪ :‬نقوش عربية جنوبية من‬
‫اليمن‪ -‬دراسة مقارنة‪ ،‬قسم اللغة العربية – كلية اللغات‪ -‬جامعة بغداد‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪،‬‬
‫‪1423‬هـ‪2002 /‬م‪ ،‬ص ‪.308‬‬
‫‪ - 2‬معطي‪ ،‬عيل‪ :‬تاريخ العرب االقتصادي‪ ،‬ص ‪.111‬‬
‫‪ - 3‬اهلمداين‪ ،‬احلسن‪ :‬اإلكليل‪ ،‬ج (‪ ،)8‬ص ‪93 -92‬ل زاد املحقق نقال عن العالمة (عبدالله بن عه‬
‫الوزير [ت ‪1147‬هـ]) يف أصناف العنب بثامنية أنواع إضافة لام ذكره اهلمداين‪ ،‬ويذكر املحقق ‪-‬‬
‫أينا‪ -‬أنه يدث مع بعض علامء إيران يف مؤ‪.‬ر ذكرى إمام النحا (سيبويه) يف شرياز عام‬
‫‪1395‬هـ‪ ،‬وأخربوه بانه يتوفر لدهيم ثامنون نوعا من العنب‪( .‬انبر)‪ :‬املرجع نفسه‪ ،‬هامش املحققل‬
‫(انبر كذل )‪ :‬صفة جزير العرب‪ ،‬ص ‪.314‬‬
‫‪ - 4‬ذكر األربعون اسام للعنب اليمني يف كتاب‪ .‬العريش‪ ،‬حسي‪ :‬بلوغ املرام يف رشح مس اخلتام‪ ،‬ص‬
‫‪139‬ل وقام (أمحد بركات) بتصنيفها علميا من خالل دراسة ميدانية ومن ثم قام بنرش هذه‬
‫الدراسة‪( .‬انبر)‪ :‬بركات‪ ،‬امحد قائد‪ :‬العنب ‪ ،‬املوسوعة اليمنية‪ ،‬مؤسسة العفيف الثقافية ‪-‬‬
‫صنعاء‪ ،‬مج (‪ ،)3‬ط (‪1423 ،)2‬هـ‪2003 /‬م‪ ،‬ص ‪.2181 – 2175‬‬
‫‪( - 5‬انبر) النقوش التالية التي تناولت اللفظ [ض ر ع]‪Gl 1096/1; 1694/1; RES ( :‬‬
‫‪( .)4626/2 = Gl 1352 + 1354 + 1353‬انبر كذل )‪Sima, Alexander: Tiere, :‬‬
‫‪Pflanzen, Steine, P 203- 204.‬‬
‫‪255‬‬
‫صاحب النقش قدا م (للمعبود) تالب ريام يف منطقة دمهان بقربان عبار عن صنم‬
‫مقابل (بديال عن) العرش الذي كان قد نذر به سابقا‪ ،‬وذل من أعشار املمتلكات‬
‫هذا اللفظ يف‬ ‫التابعة وامللحقة ألرضهم التي هبا (عنب) الرضوع‪ . ...‬ويا‬
‫احلب‪ ،‬قليل الامء‬
‫ِّ‬ ‫املعاجم للداللة عه نوع من العنب هو‪ :‬العنب األبيض‪ ،‬كبري‬
‫الرض ْوع(‪ ،)1‬وهو أحد أنواع األعناب اليمنية التي ذكرها‬
‫عبيم العناقيد‪ ،‬ويسمى ُّ‬
‫(اهلمداين)(‪.)2‬‬

‫احتلت زراعة الكروم يف اليمن القديم مكانة هامة كاشجار النخيل‪ .‬حيث‬
‫ساعد املناخ املتنوع يف اليمن عه زراعة العنب فهو يتطلب مناخا باردا(‪ ،)3‬مثل ما‬
‫هو متوفر يف ر وس اجلبال‪ .‬والعنب فاكهة حلو املذاق‪ ،‬وهي مصدر هام لصناعة‬
‫اخلمور(‪ ،)4‬التي اشتهرت هبا اليمن قديام‪ ،‬وتعد قرية (أثافت) من قرى مهدان‬
‫الواقعة شامل صنعاء‪ ،‬من أشهر مناطق زراعة األعناب وصناعة اخلمور(‪.)5‬‬

‫ويف اليمن القديم َعرف السبئيون انواعا عديد من اخلمور‪ ،‬منها نوعا من‬
‫العنب األسود أطلق عليه لفظ [غ ر ب ب = ‪( ]ĠRBB‬غربب)(‪ ،)6‬ويتن من‬

‫‪ - 1‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪42‬ل ابن منبور‪ :‬لسان العرب‪ ،‬مج (‪ ،)4‬ج (‪ ،)29‬ماد [ض ر‬
‫ع]‪ ،‬ص ‪.2580‬‬
‫‪ - 2‬اهلمداين‪ ،‬احلسن‪ :‬صفة جزير العرب‪ ،‬ص ‪.314‬‬
‫‪ - 3‬املتوكل‪ ،‬إسامعيلل (وآخرون)‪ :‬الزراعة واملحاصيل يف اليمـن ‪ ،‬ص ‪.1468‬‬
‫‪ - 4‬النعيم‪ ،‬نوره‪ :‬الوضع االقتصادي‪ ،‬ص ‪139‬ل الربهيي‪ ،‬إبراهيم‪ :‬احلرف والصناعات‪ ،‬ص ‪.222‬‬
‫‪ - 5‬حيدر‪ ،‬بادية حسي‪ :‬اخلمر يف احليا اجلاهلية ويف الشعر اجلاهيل‪ ،‬رسالة ماجستري‪ ،‬اجلامعة األمريكية‪-‬‬
‫بريوت‪1986 ،‬م‪ ،‬ص ‪11 -7‬ل لالستزاد حول املدينة (انبر)‪ :‬العروه‪ ،‬حممد عيل‪ :‬أثافت ‪ ،‬املوسوعة‬
‫اليمنية‪ ،‬مؤسسة العفيف الثقافية‪ -‬صنعاء‪ ،‬مج (‪ ،)1‬ط (‪1423 ،)2‬هـ‪2003 /‬م‪ ،‬ص ‪.115 -114‬‬
‫‪ - 6‬الغرب‪ :‬هو اخلمر‪ ،..‬وقيل هو نوع من الشجر يصنع منه أقداحا لرشب اخلمر‪ ،..‬وقيل‪ :‬هو الدلو الكبري‪...‬‬
‫والغربيب‪ :‬بب من العنب بالطائف شديد السواد وهو من أجود العنب وأرقه وأشده سوادا‪(.‬انبر)‪:‬‬
‫الزبيدي‪ ،‬حممد‪ :‬تاج العروس‪ ،‬ج (‪ ،)3‬ماد [غ ر ب]‪ ،‬ص ‪.477 ،470 ،466 ،465 ،458‬‬
‫‪256‬‬
‫نقش أبرهة املعروف برقم‪ ،)1()541CIH ( :‬الذي يتحدث عن إصالح سد مارب‬
‫يف أحد عرش شهرا(‪ ،)2‬أن هذا النوع من العنب األسود أو نبيذه متداوال بكثر ‪،‬‬
‫ومعوال عليه يف إطعام العامل املشاركي يف إصالح السد‪ ،‬ويف النبيذ الذي كان‬
‫يصنع منه‪ ،‬حيث ورد يف السطر رقم (‪ :)128‬أن من ضمن ما رصف عليهم‬
‫ثالثامئة محل بعري من السقاء‪ /‬القرب من نبيذ (الغربيب) األسود ‪ .‬وورد يف‬
‫النقوش اليمنية القديمة(‪ )3‬اللفظ [ف ص ي = ‪( ]FṢY‬فيص)‪ ،‬يف ذات املوضع من‬
‫النقش السابق كالتاا‪ / ..[ :‬و ف ص ي م ‪ /‬و ا ح د ‪ /‬ع ش ر ‪ /‬ا ل ف م‪،].. /‬‬
‫وفرسه املعجم السبئي بـ‪ :‬نوع من نبيذ‬
‫وترمجته‪ :‬ومن الزبيب ‪ ، 11000‬ا‬
‫الزبيب (‪ ،)4‬وعند (الزبيدي) ال َف َصا‪ :‬هو حب ا‬
‫الزبيب (‪.)5‬‬

‫ونبرا للثراء اللغوي الذي شهدته اللهجة السبئية يف اليمن القديم‪ ،‬فقد ورد‬
‫اللفظ [ع م د = ‪( ]CMD‬عمد)‪ ،‬يف النقش (‪ ،)6()CIH 308/6‬كام ييل‪[ :‬ص ع ر‬

‫(انبر)‪ :‬النقش التاا الذي تناول اللفظ [غ ر ب ب]‪)CIH 540/48( :‬ل بيستونل (وآخرون)‪:‬‬ ‫‪ - 1‬كذل‬
‫املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪.54‬‬
‫‪ - 2‬السقاف‪ ،‬محود جعفر‪ :‬أضواء جديد عه التاريخ تبابعة وملوك اليمن (ملوك سبا وذي ريدان وحرضموت‬
‫ويمنة وأعراهبم يف الطود ‪ /‬نجد و مة) تاريخ اليمن من أسعد اكامل وحتى أبرهة األرشم (‪ -378‬حواا‬
‫‪ 571‬م) دراسة يليلية تارخييو ولغوية‪ ،‬مركز عبادي للدراسات والنرش‪ -‬صنعاء‪ ،‬ط (‪1425 ،)1‬هـ‪/‬‬
‫‪2004‬م‪ ،‬ص ‪.117‬‬
‫‪ - 3‬كذل (انبر)‪ :‬النقش التاا الذي تناول اللفظ [ف ص ي]‪.)CIH 540/48( :‬‬
‫‪ - 4‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪.47‬‬
‫‪ - 5‬الزبيدي‪ ،‬حممد مرتىض احلسيني‪ :‬تاج العروس من جواهر القاموس‪ ،‬ج (‪ ،)39‬يقيق‪ :‬عبداملجيد قطامش‪،‬‬
‫املجلس الوطني للثقافة والفنون واآلداب‪ -‬الكويت‪ ،‬ط (‪1422 ،)1‬هـ‪2001 /‬م‪ ،‬ماد [ف ص ي]‪ ،‬ص‬
‫‪239‬ل عيل‪ ،‬جواد‪ :‬املفصل يف تاريخ العرب‪ ،‬ج (‪ ،)7‬ص ‪.73‬‬
‫‪( - 6‬انبر) النقوش التالية التي تناولت اللفظ [ع م د]‪CIH 610/3 = RES 2865 = Ra 98; CIH ( :‬‬
‫‪611/6a; Gl 1520/7; 1694/1; Ir 32/34; Ja 735/7; RES 4085/2; 4815/5c = Gl‬‬
‫‪( .)739; Sh7/4‬انبر كذل )‪Sima, Alexander: Tiere, Pflanzen, Steine, P 188- 193. :‬‬
‫‪257‬‬
‫ت ‪ /‬ع ا ر ف د ‪ /‬ع د ي ‪ /‬أ ع م د ن ‪ /‬و أ عر س‪ 3‬ن ‪ ،].. /‬وترمجته‪ :‬صعر‬
‫عارفد إىل أعمد وأعراش (العنب) ‪ ،‬وذكر النقش (‪ )Ja 577/14-15‬وصاحبه‬
‫املدونة يف هذا النقش‪،‬‬
‫هو املل (إل رشح حينب)‪ ،‬أن يف إحدى محالته العسكرية ا‬
‫التي كانت متجهة نحو (نجران) بسبب ‪.‬رد أهلها‪ ،‬كان من نتائجها تدمري عدد‬
‫(‪ 60000‬كرمة [عمود] عنب) املروية باملياه الطبيعية‪ ،‬وذل كام ييل‪ ..[ :‬س ث ي‬
‫‪ /‬أ ل ف م ‪ /‬أ ع م د م ‪ ،] .. /‬وهذا يدلنا عه مدى أمهية أشجار العنب اقتصاديا ا‬
‫جيعلها ضمن ما يتفاخر به القاد العسكريون بتدمريها ليربهن بانه أضعف اقتصاديا‬
‫أهل املنطقة التي غزاها بجيشة‪.‬‬

‫ونجد مثل هذا الترصف أينا يف النقش (‪ ،)Ir 32/7‬الذي يعدد محالت‬
‫القائد العسكري (سعد تالب كبري أعراب سبا)‪ ،‬التي كان متجها هبا صوب بالد‬
‫حرضموت‪ ،‬ومنها (تريم)‪ ،‬حيث يذكر أن من ضمن غنائمه (ألف عريشة (عمود)‬
‫من كرم العنب)‪ ،‬ويدل ذل عه كثر زراعة العنب وأمهيته يف اقتصاد وحيا سكان‬
‫اليمن القديم‪ .‬ويفرس املعجم السبئي هذا اللفظ بـ دعامة كرمة (‪ ،)1‬ويفرسه‬
‫(‪ )Sima‬بانه العنب أو نبيذ العنب(‪.)2‬‬

‫ويعد اللفظ‪[ :‬و ي ن = ‪( ]WYN‬وين)‪ ،‬الذي ورد يف النقوش اليمنية‬


‫القديمة(‪ ،)3‬من األلفاظ الدالة عه ك َْرم العنب(‪ ،)4‬فقد جاء يف النقش (‪ ،)CIH 403/1-2‬ما‬

‫‪ - 1‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪.16‬‬


‫‪2 - Sima, Alexander: Tiere, Pflanzen, Steine, P. 191.‬‬
‫‪CAbadān‬‬ ‫‪( - 3‬انبر) النقوش التالية التي تناولت اللفظ [و ي ن]‪1/3,36; CIH 11/3; 228/2; ( :‬‬
‫‪276/3; 440/3b; Ga 10/2; Ir 29; Ist 7630/5; Ja 1093/1- 2; 1819/9, 10; NNAG‬‬
‫;‪13+ 14/3; RES 4057C/2; 4194/3; 4196/2; 4230 C/1; Ry 404/2; YMN 9/3‬‬
‫‪( .)14/5‬انبر كذل )‪Sima, Alexander: Tiere, Pflanzen, Steine, P 250- 257. :‬‬
‫‪ - 4‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪166‬ل مكياش‪ ،‬عبدالله‪ :‬نقوش عربية جنوبية‪ ،‬ص ‪.394‬‬
‫‪258‬‬
‫ييل‪ ]1[[ :‬ح ي و م ‪ /‬ب ن ‪ /‬ح و ض ‪ /‬هـ ق ن ي ‪ /‬إ ل م ق هـ ‪ ]2[ /‬ب ع ل ‪ /‬م د ر ‪/‬‬
‫و ي ن هـ و ‪ / ... /‬و [‪ ]3‬ن خ ل هـ و ‪ /‬ذ م ع ش ‪ ،]..‬وترمجته هي‪ :‬حياو بن حوض‬
‫قدا م (للمعبود) إملقه سيد (املعبد املسمى) مدر (مزارع) كرومه (املسام )‪ ،...‬ومزارع‬
‫نخيله (املسام ) ذي معش‪ ، ...‬ونستدل من ذل أن اإلنسان اليمني القديم كان يقدِّ م‬
‫ن‬
‫أمهية‬ ‫مزارع العنب والنخيل أينا ليتقرب إىل معبوداته(‪ ،)1‬وأن العنب كان ذا‬
‫ن‬
‫ودالالت دينية يف اليمن القديم‪ ،‬حيث يعتقد بعض الدارسي أن للمعبود الشمس‬
‫عالقة بكرم العنب مستدلي بام ورد يف النقش (‪ .)2()RES 3958‬وقد عرض‬
‫صاحب لسان العرب اختالف اللغويي عه تفسري (الوين)‪ ،‬حيث قال هو‪ :‬العنب‬
‫األسود‪ ،‬وقال ابن ّبري‪ :‬الوين‪ :‬العنب األبيض‪...‬ل وقال ابن خالوية‪ :‬الوينة الزبيب‬
‫األسود‪ ،‬وقال يف موضع آخر‪ :‬الوين العنب األسود‪ .)3( ...‬وورد لفظ [أ ي و ن] يف‬
‫سياق النقش (‪ ،)4( )Sa 1/8‬كام ييل [‪ / ...‬ب هـ و ت ‪ /‬س ر ن ‪ /‬ذ ب ق ر ن ‪ /‬أ ي‬
‫و ن ‪ ،].. /‬وترمجته‪ :‬وحفر (بذل ) الوادي بقران (املزروع) باألعناب (‪ ،)5‬واللفظ‬
‫(وين) يف النقوش اليمنية القديمة أقدم شاهد عه استعامل هذا اللفظ‪ ،‬وقد انترش‬
‫خارج اليمن آنذاك‪ .‬واصبحت اليوم يف العامل بمعنى (النبيذ)‪.‬‬

‫عرف احلقول واملدرجات الزراعية اخلاصة بزراعة كرم العنب بلفظ [ح ب ل‬


‫وت َ‬
‫ت = ‪( ]ḤBLT‬حبلت)(‪ ،)6‬الوارد يف النقوش اليمنية القديمة‪ ،‬كام يف النقش ( ‪CIH‬‬
‫‪ /...[ : )7()308/23‬و ج ب ذ و ‪ /‬ك ل ‪ /‬ح ب ل ت هـ و ‪ ،]... /‬وترمجته‪.. :‬‬

‫‪ - 1‬احلامدي‪ ،‬هزاع‪ :‬القرابي والنذور‪ ،‬ص ‪.496‬‬


‫‪ - 2‬القحطاين‪ ،‬حممد‪ :‬آهلة اليمن القديم‪ ،‬ص ‪.147‬‬
‫‪ - 3‬دياب‪ ،‬كوكب‪ :‬املعجم املفصل يف األشجار والنباتات‪ ،‬ص ‪.258‬‬
‫‪ - 4‬أمحد‪ ،‬مهيوب‪ :‬نقش جديد من سامع ‪ ،‬ص ‪.50 ،46‬‬
‫‪ - 5‬ورد اللفظ (أ ي و ن) يف النقش (‪ ،)RES 4194/3‬وهو بمعني كَرم العنب ‪.‬‬
‫‪ - 6‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪.65‬‬
‫‪( - 7‬انبر) النقوش التالية التي تناولت اللفظ [ح ب ل]‪( .)CIH 343/5; Gl 1441/3( :‬انبر كذل )‪Sima, :‬‬
‫‪Alexander: Tiere, Pflanzen, Steine, P 210- 211.‬‬
‫‪259‬‬
‫وخربوا كل اشجار الكرم ‪ .‬ويف لسان العرب‪ :‬احلبل‪ ،‬احلَ َب َلة واحل َب َلة‪ :‬الكرم‪،..‬‬
‫ا‬
‫واحلبل‪ :‬شجر العنب‪ ،)1( ...‬وال يزال االسم حبلة يطلق عه شجر العنب وفروعها‬
‫حتى يومنا هذا‪.‬‬

‫وللعنب وكرمه استخدامات وفوائد غذائية وطبية عديد ‪ –،‬إضافة لام ذكرناه‪-‬‬
‫حيث أن لكل جزء من الكرم عد فوائد واستخدامات(‪ ،)2‬وقد حاول (‪ )Sima‬أن‬
‫يوض أنواع العنب وأماكنها جغرافيا من خالل النقوش التي عثر عليها يف عدد من‬
‫مدى أمهيته‬ ‫املناطق اليمنية واملذكور فيها األلفاظ الدالة عه العنب‪ ،‬وأوض‬
‫للسبئيي(‪.)3‬‬

‫[ت م ر = ‪.( ]TMR‬ر)‪:‬‬

‫التمر هو‪ :‬ثمر النخل(‪ ،)4‬وقد ورد هذا اللفظ يف النقوش اليمنية القديمة(‪،)5‬‬
‫حيث ورد يف النقش (‪ )CIH 541/120- 122‬الذي يتحدث عن إصالح سد‬
‫مارب‪-‬املذكور آنفا‪ -‬يف عهد أبرهة‪ ،‬وهو حيدد كمية املرصوفات من األكل‬
‫العامل طيلة فرت العمل التي استمرت (‪ 11‬شهرا‬
‫والرشب والذبائ التي استهلكها ا‬

‫‪ - 1‬ابن منبور‪ :‬لسان العرب‪ ،‬مج (‪ ،)2‬ج (‪ ،)9‬ماد [ح ب ل]‪ ،‬ص ‪.762‬‬
‫‪ - 2‬العمري‪ ،‬ابن فنل‪ :‬مسال األبصار‪ ،‬ص ‪.297 - 282‬‬
‫‪3 - Sima, Alexander: Tiere, Pflanzen, Steine, P 258- 262.‬‬
‫‪ - 4‬احلمريي‪ ،‬نشوان‪ :‬شمس العلوم‪ ،‬ج (‪ ،)2‬ماد [ت م ر] ص ‪771‬ل ابن منبور‪ :‬لسان العرب‪ ،‬مج‬
‫(‪ ،)1‬ج (‪ ،)6‬ماد [ت م ر]‪ ،‬ص ‪445‬ل بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪.148‬‬
‫‪( - 5‬انبر) النقوش التالية التي تناولت اللفظ [ت م ر]‪CIH 540/40- 41, 50-51, 88; CIH ( :‬‬
‫‪ .)541/121, 130; 544/7; 548/1; X.BSB 24/1; 25/2, 4; 143/7‬كذل النقش‬
‫اخلشبي رقم (‪ )1‬املكتوب بخط الزبور يوض بانه سلعة بارية تنقل من مارب إىل اجلوف‬
‫(انبر)‪ :‬عبدالله‪ ،‬يوسف‪ :‬خط املسند والنقوش اليمنية القديمة‪ ، ..‬ص ‪15‬ل (كذل )‪Sima, :‬‬
‫‪Alexander: Tiere, Pflanzen, Steine, P 244- 246.‬‬
‫‪260‬‬
‫و ‪ 28‬يوما) ومنها ما ييل‪ / ...]120[[ :‬و س ت ‪ /‬و ع ش ر ي ‪ ]121[ /‬أ أ ل ف م ‪/‬‬
‫ت م ر م ‪ ]122[ /‬ب ق ن ت ن ‪ /‬ي د ع إ ل ‪ ،].. /‬وترمجته‪ :‬وستة وعرشين ألفا‬
‫من التمر بمكيال وزن يدع إل‪. ..‬‬

‫وصنع من التمر مخرا اطلق عليه يف اليمن القديم لفظ [م ز ر = ‪]MZR‬‬


‫(مزر)(‪ ،)1‬كام يف النقش (‪ )CIH 540/50‬الذي ورد فيه ما ييل‪ / ..[ :‬و ث ت ‪ /‬م‬
‫أ ت م ‪ /‬أ أ ب ل م ‪ /‬م ز ر م ‪ /‬ذ ت م ر ‪ ،].. /‬وترمجته‪ :‬ومائتان من اإلبل (حمملة)‬
‫بنبيذ (مصنوع من) التمر ‪.‬‬

‫واملزر يف اللغة‪ :‬هو نبيذ الشعري واحلنطة واحلبوب‪ ،‬وقيل نبيذ الذر‬
‫خاصة (‪ ، )2‬وقد اختا هبذا النوع من النبيذ أهل اليمن‪ ،‬وقد روي يف احلديث أن‬
‫الرسول ‪ ‬بعث واليا عه اليمن فقال له‪ :‬يا رسول اهلل إن هبا أرشبة فام أرشب وما‬
‫أدع؟‪ ،‬قال‪ :‬وما هي؟‪ ،‬قلت‪ :‬البتع واملزر‪ ،‬قال‪ :‬وما البتع واملزر؟‪ ،‬قلت‪ :‬أما البتع‬
‫فنبيذ العسل‪ ،‬وأما املزر فنبيذ الذر والشعري (‪.)3‬‬

‫وقد كان للتمر استخدامات وفوائد عديد (‪ ،)4‬حيث شكل الغذاء الرئيس‬
‫لسكان اجلزير العربية‪ ،‬وكان يتناوله اإلنسان مع حليب النوق‪ ،‬أو مع حلم اإلبل‪،‬‬

‫الدكتور الصلوي يف أطروحته‬ ‫‪ - 1‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪89‬ل وقد أوض ذل‬
‫(انبر)‪Al-Selwi, Ibrahim: Jemenitische Wörter in den Werken von al- :‬‬
‫‪.Hâmdāni.., P. 198.‬‬
‫‪ - 2‬ابن منبور‪ :‬لسان العرب‪ ،‬مج (‪ ،)6‬ج (‪ ،)9‬ماد [م ز ر]‪ ،‬ص ‪.4191‬‬
‫‪ - 3‬حيدر‪ ،‬بادية‪ :‬اخلمر يف احليا اجلاهلية‪ ،‬ص ‪.52‬‬
‫‪ - 4‬لالستزاد حول استخدامات وفوائد التمر والنخيل‪( ،‬انبر)‪ :‬العمري‪ ،‬ابن فنل‪ :‬مسال األبصار‪،‬‬
‫ص ‪323 – 319‬ل عيل‪ ،‬جواد‪ :‬املفصل يف تاريخ العرب‪ ،‬ج (‪ ،)7‬ص ‪542 -540 ،72 -68‬ل‬
‫الرشعبي‪ ،‬فوزية‪ :‬أهم النباتات الطبية يف اليمن ‪ ،‬ص ‪113‬ل دماج‪ ،‬ليبيا‪ :‬املحاصيل الزراعية‪،‬‬
‫ص ‪111‬ل الربهيي‪ ،‬إبراهيم‪ :‬احلرف والصناعات‪ ،‬ص ‪.229 -228 ،221‬‬
‫‪261‬‬
‫وصنع من بذوره املدقوقة أعالفا للحيوانات‪ ،‬وكان أحد أهم املواد التي يملها‬
‫القوافل خالل التجارية الربية(‪ ،)1‬التي اشتهرت هبا احلنار السبئية‪ ،‬وكان إما عه‬
‫هيئة ن‬
‫‪.‬ر أو نبيذ‪ ،‬وبالتاا فقد ساعد يف تدعيم االقتصاد السبئي‪.‬‬

‫وتا التمور يف املرتبة الثانية من حيث االمهية يف سلسلة املحاصيل الغذائية‪،‬‬


‫إذ ال ريب من أن بالد السبئيي كانت ذات شهر ذائعة بزراعة أنواع متعدد من‬
‫التمور‪ ،‬وهي من األنواع ذات اجلود العالية‪ ،‬والقيمة الغذائية الرفيعة‪ ،‬وذل‬
‫بسبب البروف الطبيعية املالئمة لزراعة أشجار النخيل‪ ،‬وهو يكثر يف مناطق‬
‫نجران‪ ،‬ووادي اجلنات‪ ،‬ومارب‪ ،‬ومنطقة السهول الساحلية يف حرضموت‪ ،‬ألن‬
‫تربتها هي أنسب وأصل الرتب اخلصبة لزراعة النخيل عه وجه اخلصوص‪.‬‬
‫ويعترب العسل اليمني من أشهر املنتجات املرتبطة بزراعة النخيل والفواكه(‪.)2‬‬

‫رابعا‪ -‬احلب ــوب‪-:‬‬

‫من املؤكد أن احلبوب خصوصا القم والشعري كانت تنمو بريا سوية يف‬
‫مواقع العصور احلجرية‪ ،‬حيث كانت االمطار القليلة تكفي لنموها وتنتج كميات‬
‫كافية من احلبوب تشجع عه احلصاد‪ .‬وقد كانت بورية لالقتصاد اجلديد‪ ،‬وكان‬
‫يسي انتاج البذور يتم ‪-‬بطريقة غري مقصود ‪ -‬من خالل اختيار افنل احلبوب‬
‫للبذر‪ ،‬ونتج عن ذل حبوب حم اسنة واكرب حجام ا كانت تنتجه النباتات الربية(‪.)3‬‬

‫وتعد احلبوب املصدر الثاين للغذاء بعد التمور لإلنسان اليمني القديم(‪،)4‬‬

‫‪ - 1‬معطي‪ ،‬عيل‪ :‬تاريخ العرب االقتصادي‪ ،‬ص ‪110‬ل حيدر‪ ،‬بادية‪ :‬اخلمر يف احليا اجلاهلية‪ ،‬ص ‪.57‬‬
‫‪ - 2‬بحرى‪ ،‬حممد‪ :‬نبم تطور احلكم‪ ،‬ص ‪.23 ،22‬‬
‫‪ - 3‬كول‪ ،‬سونيا‪ :‬ثور العرص احلجري احلديث‪ ،‬ص ‪.9‬‬
‫‪ - 4‬اجلرو‪ ،‬اسمهان‪ :‬دراسات يف التاريخ احلناري‪ ،‬ص ‪29‬ل معطي‪ ،‬عيل‪ :‬تاريخ العرب االقتصادي‪،‬‬
‫ص ‪.114‬‬
‫‪262‬‬
‫واشتهرت اليمن بزراعتها(‪ ،)1‬حيث ذكرت يف النقوش املتحدثة عن ترميم سد‬
‫سبا وذي ريدان‬ ‫مارب‪ ،‬ففي النقش (‪ )CIH 540‬العائد لـ (رشحب إل مل‬
‫ويمنات وأعراهبم يف الطود و امة) إشار إىل كمية املاكوالت التي استهلكت أثناء‬
‫عملية الرتميم‪ ،‬وقد شملت أنواعا من حبوب‪ :‬الرب‪ ،‬الشعري‪ ،‬والذر ‪ ،‬التي قدمت‬
‫بكميات كبري قدرت بـ (‪ )295340‬مقدارا من احلبوب املطحونة وغري املطحونة‪.‬‬

‫ويف النقش (‪ )CIH 541/115- 122‬العائد لـ (أبرهة احلبيش‪ -‬القرن‬


‫السادس امليالدي)‪ ،‬يذكر كمية الطعام التي رصفت للمشاركي يف ترميم سد مارب‬
‫مقدرا إياها بـ (‪ )50806‬مقدارا من الدقيق‪ .‬وقد أدى االهتامم بوسائل الري إىل‬
‫توسيع رقعة الزراعة‪ ،‬ويبهر ذل من خالل ما عرفته اليمن القديم من حاصالت‬
‫زراعية‪ ،‬وقد أسهبت املصادر يف احلديث عن غنى اليمن بجميع انواع احلبوب‪،‬‬
‫حتى وصفت بان فيها من غرائب احلبوب (‪.)2‬‬

‫وقد ورد لفظ احلبوب يف النقوش اليمنية القديمة(‪ ،)3‬كاآل ‪[ :‬ح ب ب ‪ ،‬ح ب‬
‫ت = ‪( ]ḤBB; ḤBT‬حبب‪ ،‬حبت)(‪ ،)4‬ففي النقش اخلشبي املزبور ( ‪X.BSB‬‬
‫‪ ،)11/8‬ورد لفظ [ح ب ب م](‪ ،)5‬ضمن عدد من األصناف األخرى‪ .‬وورد ‪-‬‬
‫أينا‪ -‬يف النقش (‪ )Ir 24/3‬كالتاا‪[ :‬و ل هـ ع ن ن و ‪ /‬ا ل م ق هـ و ث هـ و ن ب‬

‫‪ - 1‬احلموي‪ ،‬ياقوت‪ :‬معجم البلدان‪ ،‬مج (‪ ،)5‬ص ‪69‬ل اهلمداين‪ ،‬احلسن‪ :‬صفة جزير العرب‪ ،‬ص ‪.214‬‬
‫‪ - 2‬اهلمداين‪ ،‬احلسن‪ :‬صفة جزير العرب‪ ،‬ص ‪.317‬‬
‫‪( - 3‬انبر) النقوش التالية التي تناولت اللفظ [ح ب ب]‪.)Ir 24/3; X.BSB 13/2; ZI 71/3( :‬‬
‫‪ - 4‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪65‬ل اإلرياين‪ ،‬مطهر‪ :‬نقوش مسندية‪ ،‬ص ‪.169‬‬
‫‪5 - Stein, Peter: Die altsüdarabischen Minuskelinschriften auf Holzstäbchen aus‬‬
‫‪der Bayerischen Staatsbibliothek in München. Bd. 1: Die Inschriften der mittel-‬‬
‫‪und spätsabäischen Periode. Tübingen/Berlin: Wasmuth, 2010, p 97.‬‬
‫‪263‬‬
‫ع ل أ و م ‪ /‬ب ن ‪ /‬ق ل م ت ‪ /‬ح ب ت ن ‪ /‬و ث م رن ‪ ،].. /‬وترمجته‪ :‬ولينجي‬
‫(املعبود) إملقه ثهوان سيد (معبد) أوام من اآلفات (احلرشات) التي تصيب احلبوب‬
‫والثامر ‪ ،‬ويعتقد أن هذه اآلفة هي حرش اجلراد التي تا عه املحاصيل الزراعية‬
‫فتقيض عليها برسعة هائلة‪ ،‬ومن األلفاظ الدالة عه أنواع احلبوب الوارد ذكرها يف‬
‫النقوش اليمنية القديمة ما ييل‪:‬‬

‫[ب ر ‪ ،‬ب ر م ‪ ،‬ب ر ر = ‪( ]BR, BRM, BRR‬بر‪ ،‬برم‪ ،‬برر)‪:‬‬

‫ورد هذا اللفظ يف النقوش اليمنية القديمة للداللة عه (القم = احلنطة)(‪،)1‬‬


‫يف لسان العرب(‪ ،)2‬وورد يف النقش اخلشبي (‪)YM 11731/1‬‬ ‫وورد كذل‬
‫املدون بخط الزبور ما ييل‪[ :‬م ف ض ر ‪ /‬و ق ن ت ‪ /‬ب ر م ‪ /‬ي ق ن ت ‪ /‬م ل ك‬
‫ا‬
‫(باملكيال‬ ‫ن ‪ /‬ب س ن ‪ /‬أ و س ل ت]‪ ،‬وترمجته‪ :‬منفر وقنت بر بقنت املل‬
‫الرسمي) أود َع لدى أوس الت (‪.)3‬‬

‫ويعد القم والشعري عامد اخلبز(‪ ،)4‬ويزرع يف معبم الوديان واملدرجات‬

‫‪( - 1‬انبر) النقوش التالية التي تناولت اللفظ [ب ر ر]‪CIH 73/8; 540/40, 87; Ir 28; Sh ( :‬‬
‫‪)41/8; 26/4; Ja 670/26,27; X.BSB 29/1; 146/4; 149/4,5,7,9; 167B/2‬ل‬
‫بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪31‬ل لالستزاد (انبر)‪Sima, Alexander: Tiere, :‬‬
‫‪Pflanzen, Steine, P 200- 202.‬ل مكياش‪ ،‬عبدالله‪ :‬نقوش عربية جنوبية‪ ،‬ص ‪.317‬‬
‫‪ - 2‬ابن منبور‪ :‬لسان العرب‪ ،‬مج (‪ ،)1‬ج (‪ ،)4‬ماد [ب ر ر]‪ ،‬ص ‪.254‬‬
‫‪ - 3‬ريكمنز‪ ،‬جاكل ومولر‪ ،‬ولرتل وعبدالله‪ ،‬يوسف حممد‪ :‬نقوش خشبية قديمة من اليمن‪ ،‬جامعة لوفان‬
‫الكاثوليكية‪ -‬املعهد الرشقي‪ ،‬لوفان اجلديد ‪1994 ،‬م‪ ،‬ص ‪.68 ،37‬‬
‫‪ - 4‬لالستزاد حول أنواع القم وفوائده (انبر)‪ :‬عيل‪ ،‬جواد‪ :‬املفصل يف تاريخ العرب‪ ،‬ج (‪ ،)7‬ص ‪57‬ل‬
‫الربهيي‪ ،‬إبراهيم‪ :‬احلرف والصناعات‪ ،‬ص ‪ 119‬ل دماج‪ ،‬ليبيا‪ :‬املحاصيل الزراعية‪ ،‬ص ‪103‬ل وعن طرق‬
‫وأماكن ومواقيت زراعته واملناخ املالئم (انبر)‪ :‬بن رسول‪ ،‬عمر بن يوسف بن عمر‪ :‬مل املالحة يف‬
‫معرفة الفالحة‪ ،‬يقيق‪ :‬عبدالله حممد عيل املجاهد‪ ،‬دار الفكر للطباعة والتوزيع والنرش‪ -‬دمشق‪ ،‬ط (‪،)1‬‬
‫‪1408‬هـ‪1987 /‬م‪ ،‬ص ‪.57 -49‬‬
‫‪264‬‬
‫الزراعية والقيعان يف املناطق الرشقية والشاملية لليمن(‪ ،)1‬ويبدو أن املنطقة كانت‬
‫تنتج كفايتها من القم حيث ذكر صاحب كتاب الطواف‪ :‬أن املنطقة انتجت كمية‬
‫‪-‬القم ‪ -‬وما كان يرد إليها مل يكن لإلبار به –يقصد موانئ اليمن‬ ‫من ذل‬
‫القديم‪-‬ل بل كان يقدا م عه شكل هدايا مللوك محري من الرومان للسامح هلم‬
‫باستخدام موانئهم للتجار فيها(‪.)2‬‬

‫وتشري بعض الدراسات إىل وجود أنواع مبكر من بذور كل من القم‬


‫والشعري يف مواقع تعود إىل العرص احلجري احلديث يف الرشق األوسط‪ ،‬استطاع‬
‫اإلنسان –فيام بعد‪ -‬تدجينها ويسينها حتى صارت كام نعرفها اليوم(‪ ،)3‬وتعد اليمن‬
‫إحدى مواطن القم الربي املعروف باسم (امر ‪.)4()Emmer -‬‬

‫ومن أنواع القم املشهور يف اليمن القديم التي ورد ذكرها يف النقوش‪ ،‬نوع‬
‫ورد اسمه بلفظ‪[ :‬ع ل ص = ‪( ]CLṢ‬علا)(‪ :)5‬وهو (العلس)(‪ ،)‬ويف لسان‬
‫العرب‪ :‬هو حب يؤكل‪ .. ،‬وقال أبو حنيفة‪ :‬ال َع َلس بب من الرب (القم ) جيد‬
‫‪ ،...‬ويكون بناحية اليمن‪ ،‬وهو طعام أهل صنعاء (‪ ،)6‬وقيل‪ :‬كان طعام ملوك‬

‫‪ - 1‬املتوكل‪ ،‬إسامعيلل (وآخرون)‪ :‬الزراعة واملحاصيل يف اليمـن ‪ ،‬ص ‪.1470‬‬


‫‪ - 2‬نقوال‪ ،‬زياد ‪ :‬دليل البحر اإلرثريي وبار اجلزير العربية البحرية ‪ ،‬ص ‪.265‬‬
‫‪ - 3‬كول‪ ،‬سونيا‪ :‬ثور العرص احلجري احلديث‪ ،‬ص ‪.12 -10‬‬
‫‪ - 4‬نبري‪ ،‬وليم‪ :‬الثرو النباتية عند املرصيي القدماء‪ ،‬اهليئة املرصية العامة للتاليف والنرش‪ ،1970 ،‬ص ‪.73‬‬
‫‪( - 5‬انبر) النقوش التالية التي تناولت اللفظ [ع ل ص]‪)CIH 352/7; 408/5, 11( :‬ل بيستونل‬
‫(وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪.15‬‬
‫‪ - ‬من املمكن أن يكون اللفظ قد تعرض للتصحيف يف ألسنة الناس – لتسهيل النطق‪ -‬فبدِّ ل حرف الصاد‬
‫ما سهل عملية استبدال احلرفان‪،‬‬ ‫بالسي‪ ،‬كام أن فرج احلرفي واحدا كوهنام من حروف الصفري‪ ،‬وذل‬
‫ويرج الباحث ذل بحسب سياق النقوش الوارد فيه اللفظ‪.‬‬
‫‪ - 6‬ابن منبور‪ :‬لسان العرب‪ ،‬مج (‪ ،)4‬ج (‪ ،)34‬ماد [ع ل س]‪ ،‬ص ‪.254‬‬
‫‪265‬‬
‫محري(‪ ،)1‬وقد ورد ذكره يف النقش (‪ )CIH 197/5‬كام ييل‪[ :‬س ع د هـ و ‪ /‬م ع ل‬
‫ص ‪ /‬ص د ق م ‪ /)...( /‬خ ر ي ف ت]‪ ،‬وترمجته‪ :‬وأنعم عليه (بغالل حمصول)‬
‫العلا الوافر الصاحلة بفصل اخلريف (‪.)2‬‬

‫[ج ذ ذ = ‪( ]GḎḎ‬جذذ)‪:‬‬

‫ورد هذا اللفظ مرتي يف النقش (‪ ،)CIH 540/87‬ويقصد به حبوب‬


‫الذر (‪ ،)3‬وذل كام ييل‪[ :‬ذ ب ر م ‪ /‬و ش ع ر م ‪ /‬و ج ذ ذ ت م ‪ /‬و ت م ر م]‪،‬‬
‫الرب والشعري والذر والتمر ‪ .‬ويعتقد أن املقصود هبذا اللفظ ما ورد‬
‫وترمجته‪ :‬من ّ‬
‫يف املعجم اليمني‪ ،‬يف اللفظ (جذار ) واملعروف بانه من أنواع الذر البلدي ‪-‬‬
‫الرفيعة‪ -‬التي ال تنمو إال يف املناطق السهلية البارد ‪ ،‬وهي ذر ذات سنابل صغري ‪،‬‬
‫وقصب قصري(‪.)4‬‬

‫ويعتقد أن الذر يف اليمن القديم كانت متنوعة األشكال واأللوان‪،‬‬


‫واختلفت نوعها بحسب مكان وزمن الزراعة(‪ ،)5‬كام أن بعض أنواعها ادخلت‬

‫‪ - 1‬احلمريي‪ ،‬نشوان‪ :‬شمس العلوم‪ ،‬ج (‪ ،)7‬ماد [ع ل س] ص ‪ .4711‬وورد ذكر (العلس) عند اهلمداين‬
‫يف أكثر من موضع (انبر)‪ :‬اهلمداين‪ ،‬احلسن‪ :‬صفة جزير العرب‪ ،‬ص ‪316 ،310‬ل وقد أوض ذل‬
‫الدكتور الصلوي يف أطروحته (انبر)‪Al-Selwi, Ibrahim: Jemenitische Wörter in :‬‬
‫‪.den Werken von al-Hâmdāni.., P. 161- 162.‬‬
‫‪ - 2‬لالستزاد حول أنواع العلس وأماكن ومواقيت زراعته واملناخ املالئم له (انبر)‪ :‬بن رسول‪ ،‬عمر‪ :‬مل‬
‫املالحة يف معرفة الفالحة‪ ،‬ص ‪.59 -58‬‬
‫‪( - 3‬انبر) السطر (‪ )39‬الذي ورد فيه اللفظ [ج ذ ذ] من ذات النقشل بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم‬
‫السبئي‪ ،‬ص ‪49‬ل لالستزاد (انبر)‪Sima, Alexander: Tiere, Pflanzen, Steine, P :‬‬
‫‪205- 207.‬‬
‫‪ - 4‬اإلرياين‪ ،‬مطهر‪ :‬ماد [ج ذ ر]‪ ،‬ص ‪.128‬‬
‫‪ - 5‬لالستزاد حول أنواع الذر ومواطن زراعتها (انبر)‪ :‬بن رسول‪ ،‬عمر‪ :‬مل املالحة يف معرفة الفالحة‪ ،‬ص‬
‫‪69 -61‬ل املتوكل‪ ،‬إسامعيلل (وآخرون)‪ :‬الزراعة واملحاصيل يف اليمـن ‪ ،‬ص ‪.1475 -1471 ،1440‬‬
‫‪266‬‬
‫ثم إىل منطقة البحر املتوسط يف العصور‬
‫زراعتها من اهلند عرب اليمن القديم‪ ،‬ومن ّ‬
‫التارخيية(‪ ،)1‬وعثر يف بعض التنقيبات عه كرس الفخار عليها طبعات لبعض‬
‫النباتات منها الذر ‪ ،‬وهو ما يشري إىل معرفة وتدجي اإلنسان اليمني القديم هلذه‬
‫احلبوب منذ زمن بعيد(‪ ،)2‬ومن فاليف اليمن التي اشتهرت بزراعتها فالف ذي‬
‫جر وخوالن والتي كانت تسمى بـ (خزانة اليمن) إذ كانت الذر والرب والشعري‬ ‫ا‬
‫تبقى فيها زمنا طويال يتجاوز ثالثي سنة ال تتغري(‪.)3‬‬

‫واستخدمت الذر يف صناعة العديد من أنواع اخلبز‪ ،‬و صنع منها النبيذ وكان‬
‫يسمى (املزر)‪–،‬كام ارشنا سابقا‪ ،-‬واستخدم قصبها وأوراقها علفا للحيوانات‪،‬‬
‫ووقودا يف البيوت‪ ،‬كام أن هلا العديد من الفوائد الطبية التي حيتمل أن اإلنسان‬
‫اليمني القديم كان عه دراية هبا(‪.)4‬‬

‫[ج ل ج ل ن = ‪( ]GLGLN‬جلجلن)‪:‬‬

‫ورد هذا اللفظ يف النقوش اليمنية القديمة(‪ ،)5‬فقد زبر يف النقش ( ‪YM‬‬

‫‪ - 1‬كول‪ ،‬سونيا‪ :‬ثور العرص احلجري احلديث‪ ،‬ص ‪14‬ل النعيم‪ ،‬نوره‪ :‬الوضع االقتصادي‪ ،‬ص ‪ .137‬يذكر‬
‫بعض الدارسي أن النقوش املسندية ذكرت أن الذر قد دخلت إىل اليمن من رشق أفريقيا يف العصور‬
‫املبكر ‪ ،‬ومل تذكر النقوش –بحسب علمنا‪ -‬ما يشابه ذل ‪ ،‬أو أهنا حمصول حميل أم ال؟ (انبر)‪ :‬النعيم‪،‬‬
‫نوره‪ :‬الوضع االقتصادي‪ ،‬ص ‪137‬ل معطي‪ ،‬عيل‪ :‬تاريخ العرب االقتصادي‪ ،‬ص ‪.115‬‬
‫‪ - 2‬عبدالله‪ ،‬يوسف‪ :‬أوراق يف تاريخ اليمن‪ ،‬ص ‪.93‬‬
‫‪ - 3‬اهلمداين‪ ،‬احلسن‪ :‬صفة جزير العرب‪ ،‬ص ‪214‬ل وعن وفر الذر يف اليمن (انبر)‪ :‬ص ‪.311‬‬
‫‪ - 4‬عيل‪ ،‬جواد‪ :‬املفصل يف تاريخ العرب‪ ،‬ج (‪ ،)7‬ص ‪59‬ل الربهيي‪ ،‬إبراهيم‪ :‬احلرف والصناعات‪ ،‬ص ‪121‬ل‬
‫دماج‪ ،‬ليبيا‪ :‬املحاصيل الزراعية‪ ،‬ص ‪105 ،104‬ل الرشعبي‪ ،‬فوزية‪ :‬أهم النباتات الطبية يف اليمن ‪،‬‬
‫ص‪.121‬‬
‫‪( - 5‬انبر)‪ :‬النقوش التالية التي تناولت اللفظ [ج ل ج ل ن]‪)X.BSB 112/8; YM 11738/6( :‬ل‬
‫بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪.15‬‬
‫‪267‬‬
‫املدون بخط الزبور‪ ،‬كاآل ‪...[ :‬ع م ن ‪ /‬ي هـ ن أ ‪ /‬ر ك ب ن ‪ /‬م ع‬
‫‪ ،)11729/5‬ا‬
‫ش ر ن ‪ /‬ج ل ج ل ن م ‪ ،]../‬وترمجته‪ :‬وعندما تعود من (لدى) هينا الراكب‬
‫بمعشاري اجللجالن (السمسم)‪ ،)1( ..‬فاجللجالن يف املعاجم اللغوية هو‪:‬‬
‫السمسم(‪ ،)2‬ويزرع كاحلبوب‪ ،‬وتعد األرايض الصفراء الرملية يف سهل امة‬
‫مالئمة لزراعته‪ ،‬وما كان حارا من املناطق يف البالد اجلبلية(‪ ،)3‬وقد شاهده الباحث‬
‫خالل رحالته امليدانية يف العديد من املناطق اليمنية مثل‪ :‬تعز‪ ،‬وحلج‪ ،‬وابي‪ ،‬شبو ‪،‬‬
‫وحرضموت‪ ،‬مارب‪ ،‬واجلوف‪ ،‬وغريها من مناطق اليمن‪.‬‬

‫ويذكر (اهلمداين) أن السمسم الامريب ال يلحق به الحق‪ ،‬واجلويف كثري النياء‬


‫ن‬
‫صاف وطيب(‪ .)4‬وهو يؤكل‪ ،‬وله استخدامات وفوائد طبية كثري (‪ ،)5‬وقد كشفت‬
‫التنقيبات األثرية يف مارب عه آثار وطبعات له عالقة بكرس الفخار(‪ ،)6‬ويصف‬
‫(بلينيوس) يف الفقر (‪ )161‬من الكتاب السادس يف كتابه (التاريخ الطبيعي)‪ ،‬عند‬
‫وصفه بالد العربية السعيد ‪ ،‬أن منهم من يعرصون السمسم ليستخرجوا منه‬

‫‪ - 1‬ريكمنز‪ ،‬جاكل (وآخرون)‪ :‬نقوش خشبية قديمة من اليمن‪ ،‬ص ‪74 ،31‬ل (انبر)‪Sima, :‬‬
‫‪Alexander: Tiere, Pflanzen, Steine, P 207- 209.‬‬
‫‪ - 2‬ابن منبور‪ :‬لسان العرب‪ ،‬مج (‪ ،)1‬ج (‪ ،)8‬ماد [ج ل ل]‪ ،‬ص ‪666‬ل كذل ‪ :‬مج (‪ ،)3‬ج (‪ ،)24‬ماد‬
‫[س م م] ص ‪2104‬ل اإلرياين‪ ،‬مطهر‪ :‬املعجم اليمني‪ ،‬ماد [ج ل ج ل] ص ‪.147‬‬
‫‪ - 3‬املتوكل‪ ،‬إسامعيلل (وآخرون)‪ :‬الزراعة واملحاصيل يف اليمـن ‪ ،‬ص ‪1465‬ل بن رسول‪ ،‬عمر‪ :‬مل‬
‫املالحة يف معرفة الفالحة‪ ،‬ص ‪.81 -78‬‬
‫‪ - 4‬اهلمداين‪ ،‬احلسن‪ :‬صفة جزير العرب‪ ،‬ص ‪316 ،310‬ل ‪Al-Selwi, Ibrahim: Jemenitische‬‬
‫‪Wörter in den Werken von al-Hâmdāni.., P. 64.‬‬
‫‪ - 5‬لالستزاد حول استخدامات وفوائد السمسم‪( ،‬انبر)‪ :‬النعيم‪ ،‬نوره‪ :‬الوضع االقتصادي‪ ،‬ص ‪138‬ل‬
‫الرشعبي‪ ،‬فوزية‪ :‬أهم النباتات الطبية يف اليمن ‪ ،‬ص ‪114‬ل دماج‪ ،‬ليبيا‪ :‬املحاصيل الزراعية‪،‬‬
‫ص‪.107‬‬
‫‪ - 6‬عبدالله‪ ،‬يوسف‪ :‬أوراق يف تاريخ اليمن‪ ،‬ص ‪.93‬‬
‫‪268‬‬
‫زيتا(‪ ،)1‬وذل يدل عه وفرته وكثر استخدامه‪.‬‬

‫[ش ع ر = ‪( ]S2CR‬شعر)‪:‬‬

‫فرس املعجم السبئي ولسان العرب هذا اللفظ بانه حبوب الشعري(‪،)2‬وقد‬
‫ي ا‬
‫ورد ذكره يف النقوش اليمنية القديمة(‪ ،)3‬منها النقش (‪ ،)CIH 540/87‬ورد فيه‬
‫ما ييل‪ /..[ :‬و ط ح ن م ‪ /‬ذ ب ر م ‪ /‬و ش ع ر م ‪ ،]... /‬وترمجته‪ .. :‬املطحونة‬
‫من الرب والشعري‪ ، ..،‬وينمو الشعري طبيعيا يف الربية يف كل مكان وزمان تقريبا‪،‬‬
‫وحيتمل أن يكون الشعري دخل املزرعة ألول مر صدفة كعشب متطفل يف حقول‬
‫القم (‪ ،)4‬وهو من املحاصيل التي عثر عه حبوهبا يف مستوطنات األلف األول‬
‫قبل امليالد يف اليمن القديم(‪ ،)5‬ومتوفر يف اليمن بكثر (‪ ،)6‬وتستخدم لتغذية‬
‫يستخدم كعلف للحيوان‪ ،‬وتستخدم أينا يف‬ ‫اإلنسان إال أهنا أقل جود ولذل‬
‫حاالت التداوي من األمراض(‪.)7‬‬

‫‪ - 1‬الشيبة‪ ،‬عبدالله‪ :‬ترمجات يامنية‪ ،‬ص ‪.64‬‬


‫‪ - 2‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪131‬ل ابن منبور‪ :‬لسان العرب‪ ،‬مج (‪ ،)4‬ج (‪،)26‬‬
‫ماد [ش ع ر]‪ ،‬ص ‪2277‬ل مكياش‪ ،‬عبدالله‪ :‬نقوش عربية جنوبية ‪ ،‬ص ‪.376‬‬
‫‪( - 3‬انبر) النقوش التالية التي تناولت اللفظ [ش ع ر]‪Ir 28; Ja 670/26- 27 - 28; ( :‬‬
‫‪)X.BSB 120/1; 136/10; 143/8‬ل لالستزاد (انبر)‪Sima, Alexander: Tiere, :‬‬
‫‪Pflanzen, Steine, P 247- 248.‬‬
‫‪ - 4‬كول‪ ،‬سونيا‪ :‬ثور العرص احلجري احلديث‪ ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪5 - Van Beek, GW: Hajr Bin Humaid, Baltimor. Johns Hobkins, 1967,‬‬
‫‪P. 400.‬‬
‫‪ - 6‬اهلمداين‪ ،‬احلسن‪ :‬صفة جزير العرب‪ ،‬ص ‪310 ،248 ،214‬ل بن رسول‪ ،‬عمر‪ :‬مل املالحة يف‬
‫معرفة الفالحة‪ ،‬ص ‪60‬ل عبدالله‪ ،‬يوسف‪ :‬أوراق يف تاريخ اليمن‪ ،‬ص ‪.94‬‬
‫‪ - 7‬النعيم‪ ،‬نوره‪ :‬الوضع االقتصادي‪ ،‬ص ‪138‬ل دماج‪ ،‬ليبيا‪ :‬املحاصيل الزراعية‪ ،‬ص ‪.105‬‬
‫‪269‬‬
‫[ط ه ف = ‪( ]ṬHF‬طهف)‪:‬‬

‫هو حب اصغر من الدخن‪ ،‬ينمو طبيعيا‪ ،‬ويزرع يف الشعاب واجلبال‪ ،‬يف‬


‫مناطق زراعة القم ‪ ،‬وال حيتاج لعناية كبري ‪ ،‬وال إىل فرت طويلة ليننج(‪)1‬ل ولونه‬
‫ابيض(‪ ،)2‬وقيل أمحر(‪َ ،)3‬عده اهلمداين ضمن عجائب احلبوب يف اليمن(‪ ،)4‬وكان‬
‫يستخدم يف فرتات القحط‪ ،‬لصناعة اخلبز(‪ ،)5‬ويصنع منه كام يقدا م علفا للامشية‪ ،‬وله‬
‫العديد من الفوائد العالجية(‪.)6‬‬

‫املدونة بخط الزبور اليامين‪ ،‬حيث‬


‫ا‬ ‫وقد ورد ذكره يف النقوش اليمنية القديمة‬
‫ورد يف النقش (‪ ) YM 23283/1-2‬ما ييل‪[ :‬ق ط ن ت ‪ /‬ط هـ ف ن ‪ /‬ذ ح ر‬
‫ن م]‪ ،‬وترمجته‪ :‬مكيال طهف حراين ‪ ،‬كام كشفت املسوحات والتنقيبات‬ ‫[‪]2‬‬

‫األثرية يف منطقة مارب عه بعض كرس الفخار عه بعض املواد العالقة وطبعات‬

‫‪ - 1‬بن رسول‪ ،‬عمر‪ :‬مل املالحة يف معرفة الفالحة‪ ،‬ص ‪76‬ل زاد من وصف (الطهف) صاحب لسان‬
‫العرب (انبر)‪ :‬ابن منبور‪ :‬لسان العرب‪ ،‬مج (‪ ،)4‬ج (‪ ،)30‬ماد [ط هـ ف]‪ ،‬ص ‪2714‬ل‬
‫دياب‪ ،‬كوكب‪ :‬املعجم املفصل‪ ،‬ص ‪.157‬‬
‫‪ - 2‬عبدالله‪ ،‬يوسف‪ :‬أوراق يف تاريخ اليمن‪ ،‬ص ‪.94‬‬
‫‪ - 3‬النعيم‪ ،‬نوره‪ :‬الوضع االقتصادي‪ ،‬ص ‪138‬ل معطي‪ ،‬عيل‪ :‬تاريخ العرب االقتصادي‪ ،‬ص ‪-115‬‬
‫‪.116‬‬
‫‪ - 4‬اهلمداين‪ ،‬احلسن‪ :‬صفة جزير العرب‪ ،‬ص ‪.318 -316 ،248‬‬
‫‪ - 5‬الزالت حبوب الطهف مستخدمة بصور قليلة يف اليمن‪ ،‬والزلت مستخدمة حتى اليوم يف احلبشة‪،‬‬
‫ويصنعون منها أجود أنواع اللحوح‪-‬هو أحد أنواع اخلبز وهو شديد الليونة‪ -‬وتكرر لفبه يف‬
‫اللغات السامية‪ ،‬منها‪ :‬احلبشية والتجرية والتجرينية‪( ،..‬انبر)‪Al-Selwi, Ibrahim: :‬‬
‫‪Jemenitische Wörter in den Werken von al-Hâmdāni.., P. 140 - 141.‬‬
‫‪ - 6‬احلمريي‪ ،‬نشوان‪ :‬شمس العلوم‪ ،‬ج (‪ ،)7‬ماد [ط هـ ف] ص ‪4168 -4167‬ل عيل‪ ،‬جواد‪:‬‬
‫املفصل يف تاريخ العرب‪ ،‬ج (‪ ،)7‬ص ‪.59‬‬
‫‪270‬‬
‫تدل بعنها عه آثار حبوب الطهف(‪.)1‬‬

‫ا سبق يتن أن احلبوب استخدمت يف صناعة اخلمور –كام ذكر آنفا‪-‬‬


‫خصوصا الذر والشعري(‪ ،)2‬كام كانت إحدى السلع التي تاجر هبا اليمنيون‬
‫القدماء(‪ ،)3‬وكان يرتدد عه أسواق اليمن بعض بار قريش لرشاء احلبوب ِّ‬
‫لإلبار‬
‫هبا(‪ ،)4‬واستخدمت أنواع احلبوب الرديئة وفلفات النباتات املنتجة للحبوب‪،‬‬
‫كاألوراق والسيقان‪ ،‬يف إطعام احليوانات(‪ ،)5‬أما انتاج احلبوب يف اليمن القديم فقد‬
‫بلغ مستوى رفيعا منقطع النبري‪.‬‬

‫خامسا‪ -‬البقول واخلرضوات‪-:‬‬

‫تتصف النفس البرشية باهنا تكره التكرار والروتي يف كل يشء حتى يف‬
‫املاكل واملرشب‪ ،‬وميلها دوما للتغيري حتى وإن اضطرت إىل األسوأ أحيانا‪ ،‬فلو‬
‫كان اإلنسان يعيش يف رغد من العيش وقمة الرتفل نراه يميل أحيانا إىل البساطة‬
‫والتقشف‪ ،‬وذل كله بغض النبر عه أنه بطر عه نعامء اهللل اإال أنه يؤخذ من باب‬
‫التغيري واهلروب من التكرار‪ ،‬وقد ورد ما يفيد ذل يف القرآن الكريم يف قوله تعاىل‪:‬‬
‫رب َع َ َه َط َعا نم َواح ند َفا ْدع َلنَا َر اب َ خيْر ْج َلنَا اا تنبت‬
‫وسى َلن ن ْاص َ‬ ‫‪َ ‬وإ ْذ قلْت ْم َيا م َ‬
‫األ َ ْرض من َب ْقل َها َوقثا ئ َها َوفوم َها َوعَدَ س َها َو َب َصل َها َق َال َأت َْستَب ْدلو َن ا الذي ه َو‬
‫َأ ْدنَى با الذي ه َو َخ ْري ا ْهبطواْ م ْرصا َفة ان َلكم اما َس َا ْلت ْم ‪.)6(...‬‬

‫‪ - 1‬عبدالله‪ ،‬يوسف‪ :‬أوراق يف تاريخ اليمن‪ ،‬ص ‪.93‬‬


‫‪ - 2‬حيدر‪ ،‬بادية‪ :‬اخلمر يف احليا اجلاهلية‪ ،‬ص ‪.51 ،41‬‬
‫‪ - 3‬النعيم‪ ،‬نوره‪ :‬الوضع االقتصادي‪ ،‬ص ‪.240‬‬
‫‪ - 4‬العمري‪ ،‬هادي‪ :‬طريق البخور القديم‪ ،‬ص ‪.190‬‬
‫‪ - 5‬املتوكل‪ ،‬إسامعيلل (وآخرون)‪ :‬الزراعة واملحاصيل يف اليمـن ‪ ،‬ص ‪.1470‬‬
‫‪ - 6‬القرآن الكريم‪ :‬سور البقر ‪ ،‬اآلية ‪61‬ل كذل ما ورد يف‪ :‬سور سبا‪ ،‬اآليات ‪.19 -15‬‬
‫‪271‬‬
‫وتشري الدراسات إىل أن الفول والبازالء والعدس وغريها من البقوليات‬
‫كانت تنمو طبيعيا مع نباتات أخرى تطورت إىل انواع مدجنة‪ ،‬وزرعت عه نطاق‬
‫واسع يف العصور املبكر (‪.)1‬‬

‫إن حال هذا الفصيل من النباتات‪ ،‬حال غريه من الفصائل –السابق ذكرها‪-‬‬
‫مل يرد يف النقوش بكثر ل بل ي َعد هذا الفصيل األقل ذكرا وتكرارا أللفاظه يف‬
‫النقوش اليمنية القديمة‪ ،‬عه الرغم من توفر العديد من اإلشارات والدالئل التي‬
‫كشفت عنها التنقيبات األثرية‪ ،‬واملؤكد لوفر هذه النباتات‪ ،‬كام هو احلال يف‬
‫األشجار واحلبوب‪ ،‬ومن األلفاظ التي كشفت عنها النقوش اليمنية القديمة ما ييل‪:‬‬

‫[ع ت ر = ‪( ]CTR‬عرت)‪:‬‬

‫اطلق هذا اللفظ يف اليمن القديم للداللة عه حبوب بقلية ذات تشابه كبري‬
‫مع (البازالء)‪ ،‬وال يزال عه لسان الكثري من اليمنيي اليوم(‪ ،)2‬وهذا دليل عه‬
‫أصالة هذا اللفظ‪ ،‬وقد ورد هذا اللفظ يف النقوش اخلشبية(‪ ،)3‬منها نقش (قيد‬
‫الدراسة) جاء فيه‪[ :‬ف ر ع ت م ‪ /‬و ب هـ و ‪ /‬ح ل ف ن ‪ /‬و ق ر ب ت ن ‪ /‬و ب‬
‫هـ و ‪ /‬ذ هـ ب م ‪ /‬ع ت ر م ‪ ،]... /‬وترمجته‪ :‬وهبا غالل (جيد ) حلف‪ ،‬وقربة هبا‬
‫(مكيال) عرت (‪.)4‬‬

‫والعرت‪ :‬من البقليات املتسلقة(‪ ،)5‬وتندرج يت أنواع البقول احلبِّية‪ ،‬تزرع يف‬

‫‪ - 1‬كول‪ ،‬سونيا‪ :‬ثور العرص احلجري احلديث‪ ،‬ص ‪.16‬‬


‫‪ - 2‬اإلرياين‪ ،‬مطهر‪ :‬املعجم اليمني‪ ،‬ماد [ع ت ر] ص ‪.605‬‬
‫‪ - 3‬عبدالله‪ ،‬يوسف‪ :‬خط املسند والنقوش اليمنية القديمة‪ ، ..‬ص ‪.11‬‬
‫‪ - 4‬نقش خشبي بخط الزبور اليامين‪ ،‬قيد النرش للدكتور يوسف حممد عبدالله‪ ،‬والدكتور‪ /‬حممد عه‬
‫السالمي‪ ،‬وورد هذا النقش لدى‪ :‬دماج‪ ،‬ليبيا‪ :‬املحاصيل الزراعية‪ ،‬ص ‪.108‬‬
‫‪ - 5‬اجلده‪ ،‬حممد‪ :‬أسامء النباتات يف اليمن ‪ ،‬ص ‪.67‬‬
‫‪272‬‬
‫قيعان املناطق املرتفعة املعتدلة والامئلة للربود (‪ ،)1‬وهو من مزروعات اليمن‪،‬‬
‫ويزرع أحيانا إىل جانب حماصيل أخرى كالذر (‪ ،)2‬وقد ورد العرت يف اللغات‬
‫السامية ك احلبشية والتجرية والتجرينية بذات اللفظ واملعنى‪ ،‬أما يف اللغة األمهرية‬
‫فقد ورد بلفظ (أتر)(‪ ،)3‬وبجانب استخدامها كعنرص غذائيل فةنه حيتمل أن اإلنسان‬
‫اليمني القديم قد استفاد منها يف عالج بعض األمراض(‪.)4‬‬

‫[ب ل ة ن = ‪( ]BLS3N‬بلسن)‪:‬‬

‫حب (ال َعدَ س)‪ ،‬وهو من ثامر‬


‫يقصد هبذا اللفظ يف اللغة اليمنية القديمة ّ‬
‫املدونة بخط الزبور(‪ ،)6‬وال تزال‬
‫ا‬ ‫نباتات اليمن(‪ ،)5‬حيث ورد يف النقوش القديمة‬
‫التسمية عه لسان أهل اليمن حتى اليوم(‪ ،)7‬وقد ورد يف النقش‪( :‬ح‪ .‬ص‬
‫‪ )8()2/5893‬ضمن عدد من املواد التموينية كاآل ‪[ :‬م ع ش ر ن ‪ /‬ب ل س‪ 3‬ن‬

‫‪ - 1‬اإلرياين‪ ،‬مطهر‪ :‬املعجم اليمني‪ ،‬ماد [ع ت ر] ص ‪ ،605‬ل بن رسول‪ ،‬عمر‪ :‬مل املالحة يف معرفة‬
‫الفالحة‪ ،‬ص ‪107‬ل ابن منبور‪ :‬لسان العرب‪ ،‬مج (‪ ،)4‬ج (‪ ،)31‬ماد [ع ت ر]‪ ،‬ص ‪.2797‬‬
‫‪ - 2‬اهلمداين‪ ،‬احلسن‪ :‬صفة جزير العرب‪ ،‬ص ‪.318‬‬
‫‪3 - Al-Selwi, Ibrahim: Jemenitische Wörter in den Werken von al-‬‬
‫‪Hâmdāni.., P. 147.‬‬
‫‪ - 4‬دماج‪ ،‬ليبيا‪ :‬املحاصيل الزراعية‪ ،‬ص ‪.109‬‬
‫‪Al-Selwi, Ibrahim:‬‬ ‫‪ - 5‬اهلمداين‪ ،‬احلسن‪ :‬صفة جزير العرب‪ ،‬ص ‪248‬ل (كذل )‪:‬‬
‫‪Jemenitische Wörter in den Werken von al-Hâmdāni.., P. 44- 45.‬ل ابن‬
‫ماد [ع د س]‪،‬‬ ‫منبور‪ :‬لسان العرب‪ ،‬مج (‪ ،)1‬ج (‪ ،)4‬ماد [ب ل س ن]‪ ،‬ص ‪344‬ل كذل‬
‫ص‪.2836‬‬
‫‪ - 6‬عبدالله‪ ،‬يوسف‪ :‬خط املسند والنقوش اليمنية القديمة‪ ، ..‬ص ‪.11‬‬
‫‪ - 7‬احلمريي‪ ،‬نشوان‪ :‬شمس العلوم‪ ،‬ج (‪ ،)7‬ماد [ع د س] ص ‪4406‬ل اإلرياين‪ ،‬مطهر‪ :‬املعجم اليمني‪،‬‬
‫ماد [ب ل س ن] ص ‪.81‬‬
‫‪ - 8‬نقش بخط الزبور (قيد الدراسة)‪ ،‬نقوش خشبية‪ ، ..‬للباحث‪ :‬عبدالله اخلوالين‪.‬‬
‫‪273‬‬
‫م]‪ ،‬وورد يف النقش (‪ ،)YM 11729/7-8‬وجاء فيه‪ / ..[ :‬و (س) ب ع ت م ‪/‬‬
‫ب هـ و ‪ ]8[ /‬م ل ح ‪ /‬و ب ل س‪ 3‬ن م ‪ ،].. /‬وترمجته‪ :‬وسباعة (سباعي) [مكيال]‬
‫يوي ملحا وبلْسنا (عدس)‪.)1( ..‬‬

‫ويندرج ال َعدس ضمن أنواع البقول احل ِّبية(‪ ،)2‬وربام تكون املناطق الدافئة يف‬
‫جنوب غرب آسيا هي موطنه األول(‪ ،)3‬وله استخدامات طبية متعدد بجانب‬
‫صناعة اخلبز‪ ،‬واملاكوالت اليومية(‪.)4‬‬

‫[ب ص ل = ‪( ]BṢL‬بصل)ل [ذ ف ر ا = ‪( ]ḎFRƆ‬ذفرأ)‪:‬‬

‫ورد هذان اللفبان يف النقش (‪ ،)CIH 720/8- 10‬الذي جاء فيه‪..]8[[ :‬‬
‫‪ /‬و ث ب ‪ /‬ب م ح ر م ن ‪ /‬و ي س [‪ ]9‬ت ص ي ن ‪ /‬ب ن ‪ /‬ذ ف ر أ ن ‪ /‬و ب‬
‫ل ن ‪ ،].. /‬وترمجته‪ .. :‬جلسا يف املعبد وفاحت منهام رائحة‬ ‫[‪]10‬‬ ‫ن‪/‬بص‬
‫(الثوم أو الكراث) والبصل الكرهية (‪ ،)5‬ويعتقد بان اللفظ (ذفرأ) هو الثوم أو‬
‫الكراث(‪ ، )6‬وقد ورد يف املعجم السبئي كلفظ غامض‪ ،‬عه أهنا بقلة نتنة‪ ،‬نبات‬

‫‪ - 1‬ريكمنزل (وآخرون)‪ :‬نقوش خشبية قديمة من اليمن‪ ،‬ص ‪87 ،33 -31‬ل لالستزاد (انبر)‪:‬‬
‫‪Sima, Alexander: Tiere, Pflanzen, Steine, P. 196- 198.‬‬
‫‪ - 2‬بن رسول‪ ،‬عمر‪ :‬مل املالحة يف معرفة الفالحة‪ ،‬ص ‪.104‬‬
‫‪ - 3‬نبري‪ ،‬وليم‪ :‬الثرو النباتية عند املرصيي القدماء‪ ،‬ص ‪.87‬‬
‫‪ - 4‬دماج‪ ،‬ليبيا‪ :‬املحاصيل الزراعية‪ ،‬ص ‪.108‬‬
‫‪ - 5‬هذا النقش من نقوش االعرتاف والتكفري‪ ،‬ويتحدث صاحباه عن تكفريهم للذنب واخلطا الذي‬
‫اقرتفها يف حق املعبود إملقه حينام أكال الثوم والبصل وجلسا يف معبد اإلله إملقه املسمى أوام‪،‬‬
‫والرائحة الكرهية تفوح منهم‪( ،..‬انبر)‪ :‬النعيم‪ ،‬نور ‪ :‬الترشيعات يف جنوب غرب اجلزير ‪ ،‬ص‬
‫‪.456 -455‬‬
‫‪ - 6‬اإلرياين‪ ،‬مطهر‪ :‬املعجم اليمني‪ ،‬ماد [ذ ف ر] ص ‪330‬ل (انبر) ‪Sima, Alexander: Tiere,‬‬
‫‪Pflanzen, Steine, P. 204- 205.‬‬
‫‪274‬‬
‫كريه الرائحة (‪ ،)1‬ويف لسان العرب هي‪ :‬الرائحة الكرهية‪ ،..‬والذفراء‪ :‬بقلة‪،..‬‬
‫ونبتة منتنة (‪ ،)2‬وبمعنى عام‪ ،‬يعتقد الباحث ‪-‬وفقا للحيا العامة‪ -‬أهنا ربام تعني‬
‫الثوم أو الكراث‪ ،‬نبرا القرتانه بحديث الرسول ‪ ‬الذي قال فيه‪ :‬من أكل ثوما أو‬
‫بصال فال يقربن مسجدنا هذا‬

‫أما البصل فقد ورد معرفا بنفس االسم(‪ ،)3‬ويذكر (اهلمداين)‪ ،‬يف وصف‬
‫كو مذحج أن به واديا يكثر فيه زروع البصل(‪ ،)4‬وينمو البصل يت ظروف‬
‫مناخية فتلفة(‪ ،)5‬وله العديد من االستخدامات والفوائد الطبية(‪.)6‬‬

‫[ح ل ف = ‪( ]ḤLF‬حلف)‪:‬‬

‫املدونة بخط الزبور اليامين(‪ ،)7‬للداللة عه‬


‫ورد هذا اللفظ يف النقوش اخلشبية ا‬
‫(حب الرشاد)(‪ ،)8‬ويف التسمية داللة عه أصالة اللفظ‪،‬‬
‫ّ‬ ‫(احللْف) واملعروف بـ‬
‫حيث ال يزال عه لسان الكثري من اليمنيي حتى اليوم(‪ .)9‬ومن النقوش التي ورد‬

‫‪ - 1‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪.38‬‬


‫‪ - 2‬ابن منبور‪ :‬لسان العرب‪ ،‬مج (‪ ،)3‬ج (‪ ،)17‬ماد [ذ ف ر]‪ ،‬ص ‪.1505‬‬
‫‪ - 3‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪33‬ل (انبر) ‪Sima, Alexander: Tiere, Pflanzen,‬‬
‫‪Steine, P. 202- 203.‬‬
‫‪ - 4‬اهلمداين‪ ،‬احلسن‪ :‬صفة جزير العرب‪ ،‬ص ‪.188‬‬
‫‪ - 5‬املتوكل‪ ،‬إسامعيلل (وآخرون)‪ :‬الزراعة واملحاصيل يف اليمـن ‪ ،‬ص ‪.1464‬‬
‫‪ - 6‬عيل‪ ،‬جواد‪ :‬املفصل يف تاريخ العرب‪ ،‬ج (‪ ،)7‬ص ‪62‬ل الرشعبي‪ ،‬فوزية‪ :‬أهم النباتات الطبية يف‬
‫اليمن ‪ ،‬ص ‪110‬ل دماج‪ ،‬ليبيا‪ :‬املحاصيل الزراعية‪ ،‬ص ‪.116 -115‬‬
‫‪ - 7‬عبدالله‪ ،‬يوسف‪ :‬خط املسند والنقوش اليمنية القديمة‪ ، ..‬ص ‪.11‬‬
‫‪ - 8‬يرد حب الرشاد عند لسان العرب يف ماد [ح ر ف]‪ ،‬وربام حدث تصحيف للكلمة‪( ،‬انبر)‪ :‬ابن‬
‫منبور‪ :‬لسان العرب‪ ،‬مج (‪ ،)2‬ج (‪ ،)17‬ماد [ح ر ف]‪ ،‬ص ‪.840‬‬
‫‪ - 9‬احلمريي‪ ،‬نشوان‪ :‬شمس العلوم‪ ،‬ج (‪ ،)3‬ماد [ح ر ف]‪ ،‬وأينا هامش املحقق‪ ،‬ص ‪.1385‬‬
‫‪275‬‬
‫فيها (احللْف)ل نقش (قيد الدراسة)(‪ )1‬جاء فيه‪[ :‬ف ر ع ت م ‪ /‬و ب هـ و ‪ /‬ح ل ف‬
‫ن ‪ /‬و ق ر ب ت ن ‪ /‬و ب هـ و ‪ /‬ذ هـ ب م ‪ /‬ع ت ر م ‪ ،]... /‬وترمجته‪ :‬وهبا‬
‫غالل (جيد ) حلف‪ ،‬وقربة هبا (مكيال) عرت ‪.‬‬

‫واحللْف نادرا ما يزرع يف املرتفعات مع القم ‪ ،‬ويندرج يت أنواع البقول‬


‫احل ِّبية(‪ ،)2‬وله العديد من الفوائد واالستخدامات الطبية(‪.)3‬‬

‫واحلقيقة أن النقوش اليمنية القديمة حدثتنا عن كثري من أمور الزراعة‬


‫والقواني والترشيعات اخلاصة هبا‪ ،‬وعن امللكيات اخلاصة بامللوك واملعابد وكذل‬
‫العامة‪ ،‬وعن أنواعها وتفاصيلها وأساليبها وطرقها وبائبها‪ ،‬وعن كيفية استغالل‬
‫من األمور‬ ‫األرض‪ ،‬وطرق االستفاد منها وتنبيم املياه وطرق الري‪ ،‬وغري ذل‬
‫املتصلة بالزراعة(‪ ،)4‬فقد ورد فيها – أي النقوش‪ -‬أفكار ومصطلحات لغوية وفنية‬
‫وفري ‪ ،‬مكنتنا من تكوين رأي يف الزراعة والنبم االقتصادية يف اليمن القديم يف‬
‫عرب عن‬
‫الفرت ‪ ،‬حيث ورد يف النقوش اليمنية القديمة مصطلحات زراعية ت ّ‬ ‫تل‬
‫سميات آلالت وأدوات استخدمت يف الزراعة(‪.)5‬‬
‫معان خاصة‪ ،‬وم ا‬

‫‪ - 1‬نقش خشبي بخط الزبور اليامين‪ ،‬قيد النرش للدكتور يوسف حممد عبدالله‪ ،‬والدكتور‪ /‬حممد عه السالمي‪،‬‬
‫وورد هذا النقش لدى‪ :‬دماج‪ ،‬ليبيا‪ :‬املحاصيل الزراعية‪ ،‬ص ‪.109‬‬
‫‪ - 2‬للمزيد عن وصف نبات احللف (انبر)‪ :‬بن رسول‪ ،‬عمر‪ :‬مل املالحة يف معرفة الفالحة‪ ،‬ص ‪113‬ل‬
‫(كذل )‪Al-Selwi, Ibrahim: Jemenitische Wörter in den Werken von al- :‬‬
‫‪Hâmdāni.., P. 72‬‬
‫‪ - 3‬احلمريي‪ ،‬نشوان‪ :‬شمس العلوم‪ ،‬ج (‪ ،)3‬ماد [ح ر ف]‪ ،‬ص ‪1386 -1385‬ل الرشعبي‪ ،‬فوزية‪ :‬أهم‬
‫النباتات الطبية يف اليمن ‪ ،‬ص ‪115‬ل دماج‪ ،‬ليبيا‪ :‬املحاصيل الزراعية‪ ،‬ص ‪.109‬‬
‫‪ - 4‬لوندين‪ ،‬أ‪.‬ج‪ :‬دولة مكريب سبا احلاكم الكاهن السبئي‪ ،‬ترمجة‪ :‬قائد حممد طربوش‪ ،‬دار جامعة عدن للطباعة‬
‫والنرش‪ -‬عدن‪ ،‬ط (‪2004 ،)1‬م‪ ،‬ص ‪.323 – 310‬ل النعيم‪ ،‬نور ‪ :‬الترشيعات يف جنوب غرب اجلزير ‪،‬‬
‫ص ‪.208 -197 ،196 -192 ،191 -190 ،168 ،161 ،105 -104‬‬
‫‪ - 5‬لالستزاد عن الزراعة (انبر)‪ :‬عيل‪ ،‬جواد‪ :‬املفصل يف تاريخ العرب‪ ،‬ج (‪ ،)7‬ص ‪.110 -45‬‬
‫‪276‬‬
‫كام ورد فيها العديد من املفردات التي توض مسميات وفر املحاصيل‬
‫والبساتي الزراعية واحلقول باكثر من لفظ‪ ،‬وال يتسع املجال هنا لذكر هذه‬
‫املفردات واأللفاظ‪ ،‬ونعتقد بذل أن اللهجة السبئية بشكل خاص‪ ،‬وهلجات‬
‫جنوب اجلزير العربية بشكل عام‪ ،‬أغزر ألفاظا يف الزراعة من هلجات املامل‬
‫واملدن التي قطنت يف وسط وشامل اجلزير العربية‪ .‬وأن الفكر لدى قدماء اليمنيي‬
‫قد حقق هذه الوفر من األلفاظ واملعاين من خالل تعامله مع الطبيعة ومواردها كام‬
‫ذكرنا آنفا(‪.)‬‬
‫ا سبق نستنتج التاا‪:‬‬
‫أوال‪ :‬أن الغطاء النبا كان يف اليمن القديم أفنل بكثري ا هو عليه اآلن‪ ،‬كام‬
‫يبهر من وصف الك اتاب الكالسيكيي‪ ،‬ومن وصف املؤرخي املسلمي جلنوب‬
‫اجلزير العربية‪ ،‬ومن نتائج الدراسات األثرية(‪ ،)1‬ولكن اجلفاف املستمر وسوء‬
‫االستعامل دون زراعة بديل لام يقطع والرعي غري املنبم قىض عه معبم الثرو‬
‫النباتية فيها(‪.)2‬‬

‫‪ - ‬اكتفى الباحث بةيراد هذا األلفاظ واملعاين يف اجلدول امللحق رقم ‪ 6‬املَعني بالفاظ أنواع النباتات يف النقوش اليمنية‬
‫القديمة‪ ،‬وخصا هلا البند السادس يت مسمى (ألفاظ مشرتكة بي النباتات)‪ ،‬مع ذكر أرقام النقوش الوارد فيها‪،‬‬
‫للحيلولة دون اإلسهاب والذهاب بعيدا عن موضوع الدراسة‪ .‬ولالستزاد عن معاين بعض هذه األلفاظ (انبر)‪:‬‬
‫الربهيي‪ ،‬إبراهيم‪ :‬احلرف والصناعات‪ ،‬ص ‪.219 -218 ،131 -103‬‬
‫‪ - 1‬النعيم‪ :‬الوضع االقتصادي‪ ،‬ص ‪.76‬‬
‫‪ - 2‬إذ تطرق الدكتور (محود العودي) إىل هذا املوضوع بشكل أكثر تفصيال من خالل نرشه حللقتي متتاليتي يف عددين‬
‫منفصلي (‪ ،)17 ،16‬من جملة كلية اآلداب بجامعة صنعاء‪ ،‬للعام ‪1994‬م‪ ،‬وذل بعنوان‪( :‬املوقف االجتامعي‬
‫باه الغابات واألشجار احلراجية يف اليمن)‪ .‬حيث وض من خالل عينات الدراسة يف ثالث مناطق فتلفة‪ ،‬أن‬
‫وضع الغطاء احلراجي والغايب قد كان يف الاميض وعه مدى اجليل األكرب أو جيل الكبار فوق سن اخلمسي‬
‫سنه‪ ،‬هو أفنل بصفة عامة كام وكيفال وعزى ذل إىل أسباب عديد أمهها مشاركة اإلنسان الطبيعة يف تدهور‬
‫وهدم تل األحراج والغابات‪ .‬ويذكر (اسرتابون) يف الكتاب السادس عرش من اجلغرافية‪ ،‬يف الفقر (‪ )19‬أنه‪:‬‬
‫لشد خصب الرتبة صار الناس كساىل خاملي يف نمط معيشتهم والطبقة الدنيا من الناس ينامون عه فروع‬
‫األشجار ‪( .‬انبر)‪ :‬الشيبة‪ ،‬عبدالله‪ :‬ترمجات يامنية‪ ،‬ص ‪ .51‬ويؤكد لنا ما سبق‪ ،‬ما جاء يف القرآن الكريم يف‬
‫ي أَ ْس َفارنَا َو َظ َلموا َأنف َسه ْم َف َج َعلْنَاه ْم أَ َحاد َ‬
‫يث‬ ‫معرض احلديث عن قوم سبا حيث قال تعاا‪َ ﴿ :‬ف َقالوا َر ابنَا َباع ْد َب ْ َ‬
‫ور﴾‪ .‬القرآن الكريم‪ :‬سور سبا‪ ،‬آية ‪ ،19‬وتفسري ذل هو‪:‬‬ ‫ار َشك ن‬ ‫ومز ْقنَاهم ك ال َز نق إ ان يف َذل َ َآلي ن‬
‫ات ِّلك ِّل َصبا ن‬ ‫َ‬ ‫ا‬ ‫ْ‬ ‫َ َا‬
‫أن قوم سبا ملوا الراحة واألمن ورغد العيش‪ ،‬وقالوا‪ :‬ربنا اجعل قرانا متباعد ل ليبعد سفرنا بينها‪ ،‬فال نجد قرى‬ ‫ا‬
‫عامر يف طريقنا‪ ،‬فنزل عليهم جراء ذل عقاب اهلل‪.‬‬
‫‪277‬‬
‫ثانيا‪ :‬تعد احلشائش موردا هاما من املوارد الطبيعية وإن كانت فائد اإلنسان‬
‫منها حمدود وليست مبارش ألن اعتامده عليها يكاد يقترص عه استخدام البعض‬
‫منها يف أمور االستطباب أو عه ما يعيش عليها من ثرو حيوانية أو إنتاج زراعي‪،‬‬
‫أم ا الغابات فهي تعد أهم مصدر من مصادر الثرو النباتية العتامد اإلنسان عليها يف‬
‫كثري من مباهر حياته‪ ،‬إذ هي املورد األساه الذي يغطي حاجة اإلنسان من‬
‫األخشاب لالستفاد منها يف إقامة املساكن وصنع األثاث وغري ذل من متطلبات‬
‫احليا ‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬أن البيئة اليمنية ‪.‬يزت بالتنوع الطبوغرايف واملناخي الذي كان مناسبا‬
‫لنمو أنواع عديد من النباتات الطبيعية والنادر ‪ ،‬كام أن اإلنسان اليمني القديم مل‬
‫ينتبر نتاج الطبيعة من حماصيل بريةل بل استطاع التغلب عه البيئة من خالل‬
‫تدجي وزراعة العديد من النباتات الطبيعية‪ ،‬ويويلها من مورد طبيعي إىل مورد‬
‫اقتصادي‪ ،‬لتلبية رغباته‪ .‬ومل يكتف بسد حاجته اليومية من هذه النباتاتل بل عمل‬
‫عه توفري أكرب قدر منها‪ ،‬وباألخا النباتات العطرية كاللبان واملر‪ ،‬وكذل‬
‫والشعري‪ ،‬حيث اهتم بشؤون الزراعة واملحافبة عه الغطاء‬ ‫احلبوب كالقم‬
‫النبا ‪ ،‬وحاول جاهدا التفكري يف إجياد احللول املناسبة للعمل عه زياد املحاصيل‬
‫النباتية املتنوعة‪ ،‬من خالل التفكر يف البواهر الطبيعة املحيطة به‪ ،‬والتعرف عن‬
‫كثب عه طبوغرافية املوقع الذي يسكن فيه‪ ،‬والبروف املناخية التي تالءم منطقته‬
‫عه مدار العام‪ ،‬حيث هيا التنوع الطبوغرايف واملناخ يف اليمن ظهور ثالثة أنواع من‬
‫املنتوجات‪ ،‬هي‪ :‬منتجات املناخ املرتفع البارد‪ ،‬ومنتجات املناطق املعتدلة‪،‬‬
‫ومنتجات املناطق احلار ‪ ،‬ما جعل البيئة اليمنية يتنن كل النباتات‪ ،‬وقد أوصل –‬
‫هذا كله‪ -‬اإلنسان اليمني القديم إىل نتاج علمي فريد استطاع من خالله معرفة‬

‫‪278‬‬
‫معرفة األماكن والرتب املناسبة‬ ‫املواسم واملعامل الزراعية عه مدار العام‪ ،‬وكذل‬
‫لزراعة كل حمصول عه حده‪ ،‬يف زمن ومكان معي‪ ،‬وهو ما جعل الزراعة يف اليمن‬
‫القديم تشكّل القاعد األساسية للبناء االقتصادي‪ ،‬الذي نشا منذ املراحل األوىل‬
‫للتطور احلناري‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬إىل جانب املقومات الطبيعية‪ ،‬وتفاعل الفكر والعامل البرشيل كانت‬
‫هناك سلطة قوية تس ّن الترشيعات وتطبق القواني‪ ،‬حمافبة بذل عه أنبمة الري‪،‬‬
‫واستئجار وتوزيع األرايض الزراعية واملياه(‪ .)1‬باإلضافة إىل وجود أسواق منبمة‪،‬‬
‫لتسويق املنتجات الزراعية املتنوعة‪ ،‬سواء كانت يف األسواق املحلية أو األسواق‬
‫اخلارجية(‪.)2‬‬

‫العوامل كلهال تبوأت الزراعة املرتبة األوىل يف اقتصاد اليمن‬ ‫وبفنل تل‬
‫القديم‪ ،‬ا ساهم يف استقرار وقو حنار اململكة السبئية منذ األلف األول قبل‬
‫امليالد(‪ ،)3‬والتي ‪.‬يز نطاقها اجلغرايف بوفر الزراعة(‪ ،)4‬وبالتاا أصب نفوذها قويا‬
‫وواسعا يف شتى بقاع اجلزير العربية‪ ،‬ليصل شامال إىل بالد الشام‪ ،‬ورشقا إىل بالد‬
‫حي وصلت بار السبئيي –‬ ‫الرافدينل سواء سياسيا أو باريال بل تعدى ذل‬

‫‪ - 1‬النعيم‪ ،‬نور ‪ :‬الترشيعات يف جنوب غرب اجلزير ‪ ،‬ص ‪.532 -530 ،528 -527 ،507 -506‬‬
‫‪ - 2‬لالستزاد حول التجار يف اليمن القديم والنبم الترشيعية والعالقات التجارية بي حنارات العامل‬
‫القديم (انبر) اجلرو‪ ،‬أسمهان‪ :‬دراسات يف التاريخ احلناري لليمن القديم‪ ،‬ص ‪116 – 55‬ل‬
‫نورالدين‪ ،‬عبداحلليم‪ :‬مقدمة يف اآلثار واملتاحف اليمنية‪ ،‬ص ‪93 -75‬ل نارش‪ ،‬هشام‪ :‬التجار بي‬
‫شيه اجلزير العربية وسورية‪ ،‬ص ‪93 – 84‬ل نارش‪ ،‬هشام عبدالعزيز‪ :‬التجار وأثرها يف تطور‬
‫اليمن القديمة‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬قسم التاريخ‪ -‬كلية اآلداب‪ ،‬جامعة عدن‪1430 ،‬هـ‪/‬‬ ‫ال‬
‫‪2009‬م‪ ،‬ص ‪.58 – 27‬‬
‫‪3 - Van Beek, GW: Hajr Bin Humaid, P. 399.‬‬
‫‪ - 4‬اجلرو‪ ،‬أسمهان‪ :‬النهنة الزراعية يف اليمن القديم ‪ ،‬ص ‪.49‬‬
‫‪279‬‬
‫بحسب املعطيات األثرية والنقشية‪ -‬إىل اهلند ومرص‪ ،‬وجزير ديلوس التابعة‬
‫للحنار اليونانية يف البحر األبيض املتوسط‪ ،‬ووصلت إىل بالد الرومان‪.‬‬

‫وقد جاء االزدهار االقتصادي الذي بلغته حنار سبال نتيجة تراكم معريف‬
‫يف استغالل املوارد الطبيعية‪ ،‬وحسن إدار املوارد البرشية واالقتصاديةل فقد كانت‬
‫انقالب خطري يف طريقة‬ ‫الزراعة كشفا جديدا يف حيا اإلنسان‪ ،‬وترتب عه ذل‬
‫معيشته فاصب منتجا ومدخرا بعد أن كان مستهلكا فحسب‪ .‬وهكذا انتقلت‬
‫الزراعة باإلنسان من حالة البداو إىل استقرار احليا يف اليمن القديم‪ ،‬إذ عاش‬
‫القرى واملدن يف‬ ‫الناس يف مساكن ثابتة جياور بعنها البعض‪ ،‬فقامت بذل‬
‫األماكن املرتفعة بعيدا عن السيول اجلارفة‪ ،‬واختلط الناس بعنهم ببعض‪،‬‬
‫وظهرت احلاجة إىل تنبيم قواعد ذل االختالط‪ ،‬ومعرفة واجبات الفرد وحقوقه‪،‬‬
‫وخطا السبئيون حمققي أوىل اخلطوات يف سبيل قيام لكة تقودها حكومة تعمل‬
‫عه سن الترشيعات والقواني واخلنوع لسلطة مركزية تعمل للصال العام‪.‬‬
‫وكذل استلزمت احليا الزراعية وجود وحد متامسكة لتنبم أمور الري بدءا من‬
‫السد وحتى القنوات الصغري املتفرعة لألرايض الزراعية لإلفاد منها يف استغالل‬
‫خريات األرض‪ ،‬فانتبم السبئيون يف مجاعات صغري يف أول األمر ثم يف إمارات‬
‫واسعة فيام بعد مل تلبث حتى التئام شملها فتكونت منها احلكومات املتحد ‪.‬‬

‫وقد أدى اكتشاف الزراعة إىل ازدياد ثرو البالد وحصول السبئيي عه‬
‫يكونون ثروات منقولة من احلبوب التي تدفقت من‬
‫حماصيل وفري ‪ ،‬فبدأ الناس ّ‬
‫احلقول‪ ،‬وكذل من وفر النباتات العطرية وبخاصة مواد البخور‪ ،‬التي تركزت يف‬
‫السواحل اجلنوبية للجزير العربية‪ ،‬بل كانت املصدر الرئيس هلذه الامد يف العامل‬
‫القديم‪ ،‬حتى حل هبا اجلفاف يف القرن الثالث امليالدي(‪ ،)1‬حيث توقف انتاجها‬

‫‪ - 1‬غالب‪ ،‬حممد‪ :‬التجار يف عرص ما قبل اإلسالم ‪ ،‬ص ‪.194‬‬


‫‪280‬‬
‫منه‪ ،‬أو تراجع‪ ،‬وقل إنتاج املواد العطرية والبخور بشكل عام‪ ،‬بسبب عدم وجود‬
‫األمان الالزم لتامي طرق القوافل بي قتبان ومارب‪ ،‬وتدهورت املراكز احلنارية‬
‫اليمن القديم (‪ ،)1‬وكذل‬ ‫نتيجة احلروب التي كانت قائمة حينذاك بي ال‬
‫التحول الديني الذي حدث يف اجلزير العربية بشكل خاص وبالد اليونان‬
‫والرومان وغريها بشكل عام‪ ،‬بدء بدخول الديانة املسيحية هلذه األقطار‪ ،‬ا‬
‫استدعى إىل تغيري الشعائر والطقوس الدينية(‪.)2‬‬

‫وقد ‪.‬ت حماولة حرص أنواع النباتات الطبية يف اليمن‪ ،‬حيث بلغ عددها‬
‫(‪ )186‬نباتا(‪ ،)3‬ونامل من الدراسات احلديثة الكشف عن املزيد من املسميات‬
‫واأللفاظ التي تدل عه النباتات يف اليمن من خالل النقوش اليمنية القديمة‪،‬‬
‫خصوصا النقوش املكتوبة بخط الزبور والتي تصف أغلبها ارسات احليا اليومية‬
‫من بيع ورشاء ومراسالت وخالفه‪ ،‬حيث أن اليمن القديم توفرت فيها انواع‬
‫فتلفة من النباتات مل يتم الكشف عنها حتى اآلن‪.‬‬

‫وبام أن أغلب أرض بالد اجلزير العربية هي أرض صحراوية وجافة‪ ،‬فةن‬
‫باستخدام‬ ‫الزراعة فيها معدومة‪ ،‬ويمكن يف املستقبل إحياء جزء منها‪ ،‬وذل‬
‫الوسائل احلديثة التي استنبطها العقل يف سبيل استخراج الامء واصالح الرتبة‪ ،‬وقد‬
‫يا يوم‪ ،‬تتحول فيه هذه األرايض إىل مروجا خصبة منتجة‪ ،‬إذا ما زرعت زراعة‬
‫حديثة‪ ،‬تناسب مناخ املنطقة وتركيب تربتها‪ ،‬وحماولة يف مناها احلنار التي‬
‫صنعها اليمنيي القدماء يف ظل عدم وجود اآلالت والامكينات والتكنولوجيا‬
‫والعلوم احلديثة‪.‬‬

‫‪ - 1‬عبدالعليم‪ ،‬مصطفى‪ :‬بار اجلزير العربية مع مرص ‪ ، ...‬ص ‪.208‬‬


‫‪ - 2‬حممد‪ ،‬عبداحلكيم‪ :‬بار اللبان واملر يف اليمن القديم ‪ ،‬ص ‪.142‬‬
‫‪ - 3‬الشمريي‪ ،‬كامل‪ :‬النباتات الطبية يف اليمن ‪ ،‬ص ‪.2945‬‬
‫‪281‬‬
‫احليـوانــات‬

‫تعد الثرو احليوانية أحد أهم الركائز األساسية التي اعتمد عليها اإلنسان‬
‫اليمني القديم يف شتى جوانب حياته اليومية‪ ،‬حيث كان لتنوع املناخ‪ ،‬والتناريس‪،‬‬
‫وخصوبة الرتبة األثر الف اعال يف كثر وتنوع احليوانات(‪ ،)1‬غري أنه ال توجد دراسات‬
‫علمية دقيقة توض العالقة بي احليوانات وتوزيعها بالبروف اجلغرافية كاملناخ‪،‬‬
‫والتناريس‪ ،‬والنبات الطبيعي(‪.)2‬‬

‫إن البروف البيئية واملناخية يف اليمن القديم كانت ختتلف قليال عن اآلن‪،‬‬
‫فاملراعي الطبيعية كانت تنترش من مساحات شاسعة‪ ،‬كام أن فلفات الزراعة كانت‬
‫كان بمثابة املصدر الرئيس لغذاء احليوانات‪ ،‬ووفر ذل‬ ‫توجد بوفر ‪ ،‬كل ذل‬
‫املصدر تعني أن له شانا عبيام يف معدل إنتاجية الوحدات احليوانية(‪.)3‬‬

‫ومثلت البيئة اليمنية قديام مناخا جيدا حليا الكثري من احليوانات التي عرفها‬
‫قدماء اليمنيي واستمرت معروفة حتى وقت قريب مثل‪ :‬اخليول واإلبل والغنم‬
‫والثريان والبغال والوعول والبباء والزرافة واحلمر الوحشية والقرود وفتلف‬
‫أنواع السباع كالنمور‪ ،‬والنباع والذئاب واألسود والثعالب والقرود والنعام‬
‫وبنات آوى واألرانب والقنافد وغريها‪ ،‬إىل جانب ما وجد فيها من اهلوام والثعابي‬

‫‪ - 1‬الغريريل والصاحلي‪ :‬جغرافية الغالف احليوي‪ ،‬ص ‪69‬ل احلفيان‪ ،‬عوض‪ :‬اجلغرافيا العامة‪،‬‬
‫ص‪.344‬‬
‫‪ - 2‬بلفقيه‪ ،‬عيدروس‪ :‬جغرافية اجلمهورية اليمنية‪ ،‬ص ‪.126‬‬
‫‪ - 3‬اجلرو‪ ،‬أسمهان‪ :‬دراسات يف التاريخ احلناري‪ ،‬ص ‪.36‬‬
‫‪282‬‬
‫وغريها(‪.)1‬‬

‫و‪.‬يزت اليمن قديام بغلبة اإلنتاج النبا عه احليواين‪ ،‬ويعود ذل إىل ارتفاع‬
‫نسبة الصيد املنبم يف أوقات حمدود ومعلومة‪ ،‬وبكميات كبري كام حدثتنا عنه‬
‫النقوش اليمنية القديمة –سيا الحقا ذكرها‪ -‬بغض النبر عن أسباب الصيد‪،‬‬
‫أينا إىل قلة األرايض‬ ‫نحو ما كان يعرف بموسم الصيد املقدس‪ ،‬كام يرجع ذل‬
‫املزروعة باألعالف‪ ،‬والرعي اجلائر يف املراعي الطبيعية(‪ ،)2‬حيث كانت تعتمد‬
‫احليوانات يف األساس عه املراعي الطبيعية وفلفات األرايض الزراعية‪ ،‬املتاثر‬
‫بكمية التساقط السنوي لألمطار‪ ،‬لذا نجد أن أعداد احليوانات تراجعت وانقرض‬
‫البعض منها مع ازدياد اجلفاف وقلة األمطار والصيد اجلائر‪ ،‬واألمراض‪ ،‬وكذل‬
‫الزحف العمراين عه املراعي‪ ،‬واحليوانات يف األصل كلها برية‪ ،‬ولكن اإلنسان‬
‫استانس ودجن الكثري منها واستطاع تربيتها بالقرب من مسكنه‪.‬‬

‫وامتازت اليمن قديام باهنا موطنا ألنواع عديد من احليوانات املستانسة‬


‫والطيور الداجنة‪ ،‬التي كان يربيها اإلنسان ويطوعها خلدمته وطعامه‪ ،‬فمنها ما اختذه‬
‫وسيلة لنقله كاجلامل واحلمري والبغال‪ ،‬ومن بعنها حصل عه طعامه كاللحوم‬
‫واأللبان والسمن والبيض وغريه‪ ،‬كام اعتمد عه فرائها وشعرها يف صنع الكثري من‬

‫‪ - 1‬نجيم‪ ،‬أدهم عبدالله حممد‪ :‬أشكال الطيور يف الفن اليمني القديم‪ -‬دراسة اثرية فنية مقارنة‪ ،‬رسالة‬
‫ماجستري‪ ،‬قسم اآلثار‪ -‬كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‪ -‬جامعة صنعاء‪1432 ،‬هـ‪2011 /‬م‪،‬‬
‫ص‪.21‬‬
‫‪ - 2‬املراعي‪ :‬هي حقول مزروعة أو أرايض مغطا بنباتات خرضاء يف غالبيتها تنتمي إىل العائلة النجيلية‬
‫والبقولية‪ ،‬وتستعمل يف رعي احليوانات وتغذيتها باي طريقة من طرق التغذية املختلفة‪( .‬انبر)‪:‬‬
‫التكريتي‪ ،‬رمنانل ورزق‪ ،‬توكلل واحلسن‪ ،‬عباس‪ :‬إدار املراعي الطبيعية‪ ،‬وزار التعليم العاا‬
‫والبحث العلمي ‪-‬العراق‪ ،‬ط (‪1982 ،)1‬م‪ ،‬ص ‪.8‬‬
‫‪283‬‬
‫مالبسه وحاجياته كاخليام وبيوت َ‬
‫الشعر والبسط وغريها‪ ،‬ومن هذه احليوانات‬
‫والطيور ما هو بري (وحيش) استغل وجودها يف الصيد لألمور الدينية كاصطياد‬
‫الوعل والبقر الوحيش لتقديمها قرابي لآلهلة(‪ .)1‬وكان للوعل مكانة خاصة يف‬
‫اليمن القديم‪ ،‬وكان صيده نوعا من أنواع الطقوس الدينية التي كان يامرسها سكان‬
‫املنطقة(‪.)2‬‬

‫يرج بعض علامء اآلثار املختصي بعلم احليوانات‪ ،‬أن تدجي احليوان سبق‬
‫تدجي النبات(‪ .)3‬هذا باإلضافة إىل أنواع من النمور والفهود واألسود التي كانت‬
‫تصطاد لالستفاد من جلودها يف الصناعات‪ ،‬والنعام التي يستفاد من ريشها‪ ،‬والتي‬
‫ظهرت صورها يف الكثري من الرسومات والزخارف(‪ ،)4‬ويبدو أن بالد اليمن‬
‫القديم استمرت يف تصدير النعام حتى العصور اإلسالمية(‪ ،)5‬ومن احليوانات‬
‫الربية أينا الغزالن والامعز اجلبيل(‪ ،)6‬وتشري الدالئل املتيرس إىل ان هذه احليوانات‬
‫ن‬
‫باصناف منها أو من‬ ‫اعتاد الصيادون قنصها يف املناطق اخلاصة‪ ،‬ومن ثم كان حيتفظ‬
‫صغارها يف منزله والدافع الرئيس لالحتفاظ هبا كان يف بداية األمر اللحم واملتعة‪،‬‬

‫‪1 - Beeston A. f. l: "Riutal Hunt", LeMuse'on, Louvain. Publiée Par‬‬


‫‪L'Association Sana But Lu Cralif, 1948, Vol. 61& p.p. 183 – 196.‬‬
‫‪ - 2‬النعيم‪ ،‬نوره‪ :‬الوضع االقتصادي‪ ،‬ص ‪.87‬‬
‫‪ - 3‬سيمونز‪ ،‬إيان‪ :‬البيئة واإلنسان‪ ،‬ص ‪ .90‬هناك من الباحثي من اختلف مع هذه النبرية (انبر)‪:‬‬
‫كول‪ ،‬سونيا‪ :‬ثور العرص احلجري احلديث‪ ،‬ص ‪.19‬‬
‫‪ - 4‬مثل اللوحة التي عليها النقش‪)Ja 832( :‬ل‬
‫‪Jamme, Albert. W. F: Sabaean Inscriptions From Mahram Bilqis (Marib),‬‬
‫‪Baltimore, Johns Hopkins, 1962, p. p. 245, 264.‬‬
‫‪ - 5‬النعيم‪ ،‬نوره‪ :‬الوضع االقتصادي‪ ،‬ص ‪.87‬‬
‫‪ - 6‬النعيم‪ ،‬نوره‪ :‬الوضع االقتصادي‪ ،‬ص ‪.87‬‬
‫‪284‬‬
‫أما فوائدها األخرى للنسيج وااللبان والنقل وغريها‪ ،‬فقد حصلت فيام بعد(‪.)1‬‬

‫وعه الرغم من أن اإلنسان قد استطاع السيطر عه عدد كبري من احليوانات‬


‫الربية الطبيعية واستئناسها(‪ ،)2‬إال أن هناك الكثري منها مل يستطع اإلنسان من اهليمنة‬
‫عليها واستئناسها ا ترتب عليه نتائج وخيمة نتيجة للنشاط اهلدام للعديد منها عه‬
‫اإلنتاج الزراعي وعه املستويات الصحية لإلنسان نفسه كام يتن جليا من خالل‬
‫انتشار الفئران يف كل املناطق الريفية والزراعية‪ ،‬الذي أدى بدوره إىل خسائر فادحة‬
‫يف اإلنتاج الزراعي‪ ،‬عالو عه نقلها للعديد من األمراض التي تصيب ن‬
‫كل من‬
‫اإلنسان واحليوان مثل الطاعون‪ ،‬ا يؤدي حتام إىل انتشار الفقر وما قد يتبعه من‬
‫تفيش العديد من املشاكل االجتامعية واالقتصادية واخللقية وغريها بي أفراد‬
‫املجتمع‪ .‬وكذل غارات اجلراد عه األرايض الزراعية مسببة بذل خسائر فادحة‬
‫للمحاصيل والنباتات(‪.)3‬‬

‫كام وجدت الكثري من الرسوم الصخرية التي يوي يف رسومها الكثري من‬
‫أشكال وأنواع احليوانات(‪ ،)4‬ومنها الصخور التي تتناثر حول حوض صعد ‪،‬‬
‫وحوض صنعاء‪ :‬كبني مطر وبالد خوالن‪ ،‬ووادي ضهر‪ ،‬وغريها‪.‬‬

‫أن الطبيعة يف اليمن القديم امتلكت ثرو حيوانية ضخمة نوعا‬ ‫وال ش‬

‫‪ - 1‬لالستزاد عن تدجي احليوان‪( .‬انبر)‪ :‬الدباغ‪ ،‬تقي‪ :‬تدجي احليوان استنادا إىل اآلثار املكتشفة يف‬
‫املواقع األثرية ‪ ،‬جملة كلية اآلداب‪ -‬جامعة بغداد‪ ،‬ع (‪1401 ،)30‬هـ‪1981 /‬م‪ ،‬ص ‪.281‬‬
‫‪ - 2‬لويز‪ ،‬ماري‪ :‬االستيطان يف عرص اهلولوسي ‪ ،‬ص ‪.33‬‬
‫‪ - 3‬هنديل والعولقي‪ :‬املوارد االقتصادية‪ ،‬ص ‪.39‬‬
‫‪ - 4‬رشاد‪ ،‬مدحية‪ :‬مواضيع فن الرسم الصخري ‪ ،‬ضمن كتاب‪ :‬فن الرسوم الصخرية واستيطان‬
‫اليمن يف عصور ما قبل التاريخ (جمموعة مؤلفون)‪ ،‬ترمجة‪ :‬مدحية رشاد‪ ،‬وعزيز عيل األقرع‪ ،‬املركز‬
‫الفرنيس لآلثار والعلوم االجتامعية – صنعاء‪ ،2007 ،‬ص ‪.122 - 114‬‬
‫‪285‬‬
‫وعددا‪ ،‬ا جعلها تذكر يف النقوش اليمنية القديمة‪ ،‬واستخدامها يف احيان كثري‬
‫كرمز لآلهلة واملعبودات السبئية‪ .‬وقد مثلت األرايض السبئية بيئة صاحلة لرعي‬
‫وتربية العديد من احليوانات املدجنة‪ ،‬كام توفر فيها العديد من احليوانات الربية‬
‫(غري املدجنة)‪.‬‬

‫األمهية االقتصادية للحيوانات‪:‬‬

‫تعد احليوانات الربية بشكل عام واملدجنة بشكل خاص أحد املقومات‬
‫االقتصادية يف لكة سبا‪ ،‬حيث تربى الامشية‪ ،‬وهو أمر شائع‪ ،‬وتعد قطعان الامشية‬
‫يف اليمن القديم يشء من الثراء واالفتخار والزهو‪ ،‬كام تعد منطقة اليمن القديم‬
‫ذات ثرو حيوانية برية غنية‪ .‬وتا األمهية االقتصادية للحيوانات يف لكة سبا من‬
‫خالل حرفة الرعي التي أتقنها اإلنسان اليمني القديم‪ ،‬ومن أمهها رعي األغنام‬
‫والامشية واخليل والامعز‪.‬‬

‫ويعد اهلدف األساه من إرسال احليوانات للمرعى هو االستفاد من‬


‫املراعي من أجل توفري نسبة معينة من تكلفة التغذية‪ ،‬وكون املرعى مصدرا رخيصا‬
‫للغذاء‪ ،‬فةن إرسال احليوانات للمرعى له آثار اجيابية عه صحة احليوان‪.‬‬

‫يول املواد‬
‫ومعبم الثدييات الداجنة‪ ،‬شاهنا شان أسالفها الربية‪ ،‬تستطيع أن ّ‬
‫النباتية التي ال يستسيغها مذاق البرش‪ ،‬أو التي ينخفض حمتواها من الطاقة إىل درجة‬
‫تفقدها جدوى استهالكها مبارش إىل منتج نافع للبرش أال وهو احليوان ذاته(‪.)1‬‬

‫ففي أي موطن عه وجه األرض لعب احليوان دورا هاما يف حيا اإلنسان‬
‫منذ أقدم العصور‪ ،‬فكانت البداية بال ش رصاعا بي الطرفي ثم ‪.‬كن اإلنسان من‬
‫صيد بعض احليوانات ليتغذى عه حلومها وينتفع بجلودها وعبامها‪ ،‬ثم كانت‬

‫‪ - 1‬سيمونز‪ ،‬إيان‪ :‬البيئة واإلنسان‪ ،‬ص ‪.91‬‬


‫‪286‬‬
‫مرحلة األك وتلتها مرحلة االستئناس التي بدأت بعدها العالقة الطيبة تنمو بي‬
‫الطرفي‪ ،‬فكانت احليوانات املستانسة خري معي لإلنسان يف أمور حياته فاعتمد‬
‫عليها يف توفري اللحوم واأللبان والوبر والصوف‪ ،‬واعتمد عليها يف مساعدته يف‬
‫احلي تعد أحد‬ ‫األعامل الزراعية عندما بدأ يف االستقرار وأصبحت منذ ذل‬
‫مصادر الثروات(‪.)1‬‬

‫تعد مسوحات البعثة اإليطالية يف وادي حريب منذ أكثر من عرشين عاما من‬
‫أوىل الدراسات األثرية – احليوانية‪ ،‬حيث كانت أوىل األعامل التي اكتشفت‬
‫استئناس احليوانات يف املناطق اليمنية املرتفعة‪ ،‬يف رشق صنعاء‪ ،‬حيث عثر بجبل‬
‫قطران يف طبقة أثرية يعود تارخيها إىل األلف السادس قبل امليالد عه عبام ثور‬
‫بري منقرض‪ ،‬مرتبطة بابقار وبفصائل لغنميات أليفة‪ .‬األمر الذي يشري إىل وجود‬
‫اقتصاد رعوي قائم عه تربية األبقار بي األلف السادس واأللف الرابع قبل‬
‫امليالد(‪.)2‬‬

‫ويبدو أن استئناس احليوان انترش يف اليمن ابتداء من األلف السادسة قبل‬


‫امليالد‪ ،‬وبفنل الدراسات األثرية لفن الرسوم الصخرية استطعنا احلصول عه‬
‫براهي تؤكد عه ا‬
‫أن هناك جمموعات برشية كانت ‪.‬ارس طقوس الصيد (الصيد‬
‫الشعائري) والتقاليد الرعوية‪ ،‬حيث تؤكد الرسومات الطبيعية املفرس بدقة وجود‬
‫حيوانات تم التعرف عليها من خالل العبام كالثور الربي‪ ،‬الثور بدون سنام أو‬
‫الوعل األفريقي‪ ،‬وأن دخول الثور ذي السنام إىل اليمن تم يف فرت دخول اجلمل‬

‫‪ - 1‬احلداد‪ ،‬فتحي عبدالعزيز‪ :‬االشكال احليوانية يف الفن اليمني القديم‪ ،‬رسالة ماجستري‪ ،‬قسم شبه‬
‫اجلزير العربية‪ -‬املعهد العاا حلنارات الرشق األدنى القديم‪ -‬جامعة الزقازيق‪ -‬مرص‪،‬‬
‫‪1991‬م‪1992 -‬م‪ ،‬ص ‪.25‬‬
‫‪ - 2‬لويز‪ ،‬ماري‪ :‬االستيطان يف عرص اهلولوسي ‪ ،‬ص ‪.33‬‬
‫‪287‬‬
‫وحيد السنام أو اخليل(‪.)1‬‬

‫ذكر كل من اخليل والبغال واحلمري يف القرآن الكريم كمخلوقات سخره اهلل‬


‫وها‬ ‫ري ل َ ْ‬
‫رتكَب َ‬ ‫اخلَي ْ َل َوا ْلب َغ َال َو ْ‬
‫احلَم َ‬ ‫﴿و ْ‬
‫سبحانه وتعاىل خلدمة اإلنسان فقال تعاىل‪َ :‬‬
‫َوزينَة َو َخيْلق َما الَ َت ْع َلمو َن﴾(‪ ،)2‬وقد استخدمت الكثري من احليوانات يف احلراثة‬
‫مثل‪ :‬اجلامل والبقر واحلمري واخليل والثريان‪ ،‬ويستعمل يف احلرث حيوان واحد‬
‫حينا واثنان حينا آخر(‪.)3‬‬

‫تلعب احليوانات الربية دورا حيويا يف احلفاظ عه التوازن البيئي وتلبية‬


‫احتياجات اإلنسان املعيشية‪ ،‬وعه الرغم من اختالف البيئات وتنوع املناخ‬
‫والرتاكيب اجليولوجية يف اجلزير العربية وتنوع احليا النباتيةل فةن احليوانات الربية‬
‫من خالل‬ ‫التي كانت تعيش يف اليمن القديم ذات أعداد كبري ‪ ،‬ونستدل عه ذل‬
‫ما ورد من أعداد احليوانات الربية التي كانت يتم اصطيادها يف موسم الصيد‬
‫يعود بشكل رئيس إىل‬ ‫املقدس وهذا عه سبيل املثال ال احلرص‪ ،‬والسبب يف ذل‬
‫وجود املراعي‬ ‫اتساع النطاق اجلغرايف للنفوذ السبئي يف اجلزير العربية‪ ،‬وكذل‬
‫احليوانات مثل الوعول‪ ،‬ويعد طقس اصطيادها عند‬ ‫واالهتامم الديني ببعض تل‬
‫اإلنسان يف اليمن القديم ذا مكانة روحية خاصة‪ ،‬إذ يدخل يف شعائره الدينية مثل‪:‬‬
‫كان ضمن مراسيم تتويج‬ ‫(صيد عثرت) وهو صيد خصا لآلهلة (عثرت)‪ ،‬كذل‬
‫بعد االحتفال إىل الصيدل وفنال عن فائد الصيد‬ ‫امللوك(‪ ،)4‬وذهاب املل‬

‫‪ - 1‬لويز‪ ،‬ماري‪ :‬االستيطان يف عرص اهلولوسي ‪ ،‬ص ‪.34‬‬


‫‪ - 2‬القرآن الكريم‪ :‬سور النحل‪ ،‬آية ‪.8‬‬
‫‪ - 3‬عيل‪ ،‬جواد‪ :‬املفصل يف تاريخ العرب‪ ،‬ج (‪ ،)7‬ص ‪.48‬‬
‫‪ - 4‬انبر النقوش التالية‪.)RES 4914, 4915, 4916( :‬‬
‫‪288‬‬
‫االقتصادية‪ ،‬فهو نوع من أنواع تسليتهم املفنلة‪ ،‬وقد كانت الطبيعة متهيئة هلا‬
‫‪.‬اما(‪.)1‬‬

‫تطلبت حيا الرعي اإلبقاء عه األغنام والبقر عه مراعي املرتفعات‬


‫وتسببت األعداد النسبية هلذين النوعي يف تعديل تكوين الغطاء النبا ‪ ،‬نبرا‬
‫الختالف عادا ا الرعوية‪ ،‬فاألعشاب املورقة هي التي ترعى يف معبمها ويل‬
‫فةن قطيعا من الامشية يكون عامال من‬ ‫حملها أنواع أخرى‪ ،‬أو ختتفي‪ ،‬وعه ذل‬
‫يول خفي(‪.)2‬‬
‫عوامل ّ‬

‫وقد س ان امللوك واحلكام يف لكة سبا الترشيعات والقواني اخلاصة ببيع‬


‫ما ورد يف النقش (‪ ،)3()RES 3910‬والذي يعود‬ ‫ورشاء احليوانات‪ ،‬ومثال ذل‬
‫سبا وذي ريدان)‪ ،‬حيث حيتوي يف منمونه عه‬ ‫َ‬
‫(ش ّمر هيرعش مل‬ ‫لعهد املل‬
‫ترشيع قانوين ينبم النشاط التجاري يف سوق مارب وما حوهلا‪ .‬وفيام ييل ترمجة‬
‫ذل ‪:‬‬

‫سبا‬ ‫بامر املل َش ّمر هيرعش مل سبا وذي ريدان بن ياك هينعم مل‬
‫وذي ريدان ألتباعه قبيلة سبا أصحاب مدينة مارب وأوديتها لكل م ن‬
‫شرت ومقايض‬
‫يشرتي ويقايض‪ ،‬من أشخاص وأبل وثور وبعري و أمتعة‪ ،‬الذي يشرتي عبد أو أمه‬
‫وبعري وأمتعة‪ ،‬فليكن بعده شهرا واحدا ‪ ،‬ومن يعيد بعد عرش أيام أو عرشين يوما‪،‬‬
‫أبل أو ثور أو بعري (فعليه) يدفع أجره من بداية االستفاد منه‪ ،‬وإذا مات بعري لدى‬

‫‪ - 1‬احلمد‪ ،‬جواد‪ :‬األحوال االجتامعية واالقتصادية‪ ،‬ص ‪.384‬‬


‫‪ - 2‬سيمونز‪ ،‬إيان‪ :‬البيئة واإلنسان‪ ،‬ص ‪.113 ،104 ،103‬‬
‫‪3 - Beeston A. f. l: "Miscellaneous Epigraphic Notes II", Raydan, 5, 1988,‬‬
‫‪p. 20 – 24.‬‬
‫‪289‬‬
‫من اشرتاه‪ ،‬بعد مرور سبعة أيام‪ ،‬فالبائع بري من موته وخسارته‪ ،‬وليوف للبائع‬
‫حقه حسب ما اتفق عليه‪ ،‬ذهبا وزرعا‪ ،‬أو يعمل باألجر أو يقدم ضامن عبد أو‬
‫أمـ[ـة ] ‪.‬‬

‫يتن من النقش السابق أن اهلدف من الترشيع هو تنبيم عمليات البيع‬


‫والرشاء يف سوق مدينة مارب‪ .‬وعه الرغم من أن النقش خاص بمناطق قبيلة سبا‪،‬‬
‫إال أنه باإلمكان االستدالل عه وجود قواني اثلة يف املناطق األخرى‪ ،‬وخاصة‬
‫املدن الرئيسة لتنبم العمل يف أسواقها‪ .‬وأن ختصيا هذا الترشيع ملناطق قبيلة‬
‫سبا‪ ،‬قد يكون عائدا ألسباب وعوامل مل يرش إليها النقش‪ ،‬ومل تكن موجود يف بقية‬
‫املناطق‪ .‬ويعد النقش ( ‪ )RES 3910‬امتدادا لتقليد ملكي قديم يف إصدار‬
‫الترشيعات املنبمة لعمل األسواق‪ ،‬إذ حيتوي النقش القتباين (‪ )RES 4337‬عه‬
‫ترشيع خاص بسوق َش ّمر يف العاصمة القتبانية (‪.‬نع)‪ ،‬أصدره املل شهر هالل بن‬
‫يدع أب مل قتبان(‪.)1‬‬

‫وبذل ل فقد لعبت الثرو احليوانية دورا هاما يف تكوين الناتج املحيل‬
‫اإلمجاا(‪ ،)2‬كام أن هذه الثرو لعبت دورا بارزا يف اقتصاديات لكة سبا‪ .‬ا أدى إىل‬
‫تقوية دعائم اململكة وزياد نشاطا ا االقتصادية والدينية واالجتامعية‪.‬‬

‫تنقسم احليوانات الربية يف البيئة اليمنية إىل قسمي مها‪:‬‬

‫‪ -1‬الثدييات‪:‬‬
‫وجدت العديد من األلفاظ واملسميات ألنواع احليوانات الربية والداجنة يف‬

‫‪ - 1‬نعامن‪ ،‬خلدون‪ :‬األوضاع السياسية‪ ،‬ص ‪.157‬‬


‫‪ - 2‬رسول‪ ،‬أمحد حبيب‪ :‬دراسات يف اجلغرافية االقتصادية والبرشية لليمن (الشطر الشاما)‪ ،‬دار الكلمة‬
‫– صنعاء‪ ،‬ط (‪1406 ،)2‬هـ‪1985 /‬م‪ ،‬ص ‪.117‬‬
‫‪290‬‬
‫النقوش اليمنية القديمة‪ ،‬وحياول الباحث هنا الوقوف عه دور احليوان ووضعه يف‬
‫اليمن القديم‪ ،‬عه النحو التاا‪:‬‬

‫احليوانات الوارد ذكرها يف النقوش اليمنية القديمة‪( :‬انبر اجلدول رقم [‪)]7‬‬

‫ورد يف كثري من النقوش اليمنية القديمة العديد من ألفاظ ومسميات‬


‫احليوانات يف اليمن القديم وبوفر هائلة ال يستهان هبا‪ ،‬ومن أمثلة ذل ورود عدد‬
‫من أسامء احليوانات يف نقش (‪ ،)1()Ir 39/25- 26‬كاآل ‪[ :‬و أ خ ي ذ ت م ‪ /‬و‬
‫س ب ي م ‪ /‬و أ أ ب ل م ‪ /‬و أ ث و ر م ‪ /‬و ب ق ر م ‪ /‬و ض أ ن م]‪ ،‬وتفسريها‪:‬‬
‫وأحرزوا غنائم من اإلبل والثريان واألبقار واألغنام ‪.‬‬

‫كام جاء يف النقوش أسامء متعدد ألنواع فتلفة من احليوانات منها ما ييل‪:‬‬

‫[ا ب ل ‪ ،‬ا ب ل م = ‪( ]ƆBL, ƆBLM‬إبــل)‪:‬‬

‫بدأ اإلنسان باستئناس اإلبل ثم يئتها للركوب ومحل األثقال يف مكان ما‬
‫و يف زمن ما يف اجلزير العربية يتعذر يديدمها بدقة‪ .‬حيث تم التعرف عه فصيلة‬
‫اجلامل يف اجلزير العربية هبيئتها الربية خصوصا يف املناطق اجلنوبية – الرشقية‪ ،‬يف‬
‫مناطق اخلليج العريب(‪ ،)2‬ويذكر بعض الباحثي عه أن استعامل اإلبل عه نطاق‬
‫واسع تم يف وقت الحق قد ال جياوز القرن التاسع قبل امليالد طبقا ألقدم الدالئل‬
‫املتوفر (‪ ،)3‬واستنادا إىل إيامءات أثرية ربام جاز اعتبار األلف الثانية قبل امليالد هو‬

‫‪ - 1‬اإلرياين‪ ،‬مطهر‪ :‬نقوش مسندية‪ ،‬ص ‪.240‬‬


‫‪ - 2‬رشاد‪ ،‬مدحية‪ :‬التسلسل الزمني وأنامط فن الرسوم الصخرية ‪ ،‬ص ‪104‬ل عبدالله‪ ،‬السيد‪ :‬النشاط التجاري‬
‫لشعوب شبه اجلزير العربية‪ ،‬ص ‪.14‬‬
‫‪ - 3‬عبدالله‪ ،‬يوسف‪ :‬أوراق يف تاريخ اليمن‪ ،‬ص ‪259 – 258‬ل لالستزاد (انبر)‪ :‬اهلاشمي‪ ،‬رضا جواد‪:‬‬
‫تاريخ اإلبل يف ضوء املخلفات اآلثارية والكتابات القديمة ‪ ،‬جملة كلية اآلداب‪ -‬جامعة بغداد‪ ،‬ع (‪،)23‬‬
‫‪1978‬م‪ ،‬ص ‪.232 - 185‬‬
‫‪291‬‬
‫زمان البداية‪ .‬حيث ان ذل مل يتم بطريقة ف اعالة اإال يف هناية العرص الربونزي(‪.)1‬‬

‫لعبت اإلبل دورا كبريا يف وجدان اإلنسان اليمني القديم الذي يسكن‬
‫الصحراء فهيجت عواطفه‪ ،‬وأثارت خياله ومشاعره‪ ،‬وأهلمته إعجابا شديدال فوجد‬
‫فيها صفات خارقة تناسب حيا الصحراء القاسية‪ ،‬فلقد جاء الرتكيب البيولوجي‬
‫جلسم اجلمل العريب‪ ،‬ومواصفات بقية أعناء جسمه متفقة ‪.‬ام االتفاق من البيئة‬
‫الصحراوية اجلافة احلار ‪ ،‬فةن ارتفاع جسم اجلمل العريب وقرص وبره وقلته متفقان‬
‫مع حياته الصحراوية‪ ،‬فةن بعد اجلسم عن إشعاع األرض احلار يقلل من فقدها‬
‫للامء‪ ،‬وهو أمر جوهري يف حيا الصحراء وأحيائها‪ .‬كام أن سيقان اجلمل العريب‬
‫أطول من مثيلتها عن اجلمل البكرتي(‪ ،)2‬وأوض تركيب يف جسم اإلبل يشري إىل‬
‫مؤالفتها حليا املناطق الصحراوية اجلافة يتمثل يف تركيب املعد ‪ ،‬فابرز ما فيها‬
‫‪.‬ون جسم احليوان بحاجاته من الامء يف الرحالت الطويلة عرب‬
‫جيوب بخزن الامء ِّ‬
‫املناطق اخلالية من الامء(‪.)3‬‬

‫فكانت الصاحب والرفيق الذي ال يعرف امللل يف رحلته التي ال تنتهي‬

‫‪ - 1‬عبدالله‪ ،‬يوسف حممد‪ :‬طريق اللبان التجاري ‪ ،‬جملة اليمن اجلديد‪ ،‬وزار اإلعالم والثقافة –‬
‫صنعاء‪ ،‬س (‪ ،)15‬مجادي الثاين ‪ 1406‬هـ‪ /‬فرباير ‪1976‬م‪ ،‬ص ‪ .70‬وللمزيد حول مسالة‬
‫استئناس اجلمل الوحيد السنام يف اليمن القديم (انبر)‪ :‬حممد‪ ،‬عبداحلكيم‪ :‬بار اللبان واملر يف‬
‫اليمن القديم ‪ ،‬ص ‪.135 – 133‬‬
‫‪ - 2‬اجلمل البكرتي‪ :‬هو النوع اآلخر من اجلامل‪ ،‬وهو ذو سنامي بينام العريب بسنا نم واحد‪ ،‬وليس للجمل‬
‫البكرتي وجود يف اجلزير العربيةل فهو يتكيف يف املناطق الصخرية البارد والثلجية‪ ،‬بعكس‬
‫اجلمل العريب‪ ،‬وهو ذو وبر غزير وطويل‪ ،‬وهو أصغر حجام يف البدن من اجلمل العريب‪ ،‬وبناء‬
‫جسمه أشد ثقال‪ ،‬بسبب ظلفه املشقوق‪( .‬اهلاشمي‪ ،‬رضا‪ :‬تاريخ اإلبل‪ ، ..‬ص ‪،189 ،188‬‬
‫‪.)192 ،191‬‬
‫‪ - 3‬اهلاشمي‪ ،‬رضا‪ :‬تاريخ اإلبل‪ ، ..‬ص ‪.193 - 191‬‬
‫‪292‬‬
‫وعرف فيها خصائا تالئم بيئته الصحراوية‪ ،‬ورماهلا البامئة وشمسها املحرقة‪.‬‬
‫ووجد فيها قدر فائقة عه احتامل العطش‪ ،‬ومقاومة شمس الصحراء املحرقة‪،‬‬
‫ورماهلا الناعمة‪ ،‬التي تتحول إىل رمناء ملتهبة يف النهار‪ ،‬واستشعر يف اإلبل‬
‫االهتداء بالنجم‪ ،‬ومعرفة الطريق والغري والصولة والصرب عه احلمل الثقيل‪،‬‬
‫والسفر الطويل‪ ،‬وعه العطش الشديد‪ ،‬حيث وصفت اإلبل باهنا (سفينة‬
‫الصحراء)‪ ،‬وقو هنوضها باحلمل الثقيل‪ ،‬وتربك به(‪.)1‬‬

‫ويف اإلبل صفة يز يف أكلها ورشهبال فهي ترعى كل يشء نابت يف الرباري‬
‫واملفاوز‪ ،‬و‪.‬يل إىل رشب املياه الكَدر الغليبة‪ ،‬وهي إذا وردت ماء األهنار‬
‫والواحات حركته بارجلها حتى يتكدر فتستلذ برشبه وتتمتع بعذوبة كدره‪ ،‬ومع‬
‫فاإلبل قوية عه احلمل صبور عه قساو العيش‪ ،‬وكانت رفيقا مثاليا‬ ‫ذل‬
‫لإلنسان اليمني الذي يسكن الصحراء‪ ،‬وكذل التاجر الذي يطوف هبا من جنوب‬
‫اجلزير ا لعربية إىل أقىص شامهلا‪ ،‬والذي يشاركها صفات الصرب والتحمل والقو ‪،‬‬
‫يف بيئة صعبة البروف قاسية األحوال‪ ،‬تعتمد عه نزول املطر‪ ،‬وهكذا كان اإلنسان‬
‫اليمني القديم يقيض حياته يف ن‬
‫حل واريال متتبعا مواسم الغيث ومنابت الكأل‪.‬‬

‫شغل اجلمل دورا هاما يف بار اليمنيي القدماء املزدهر إىل بالد الشام‬
‫ومرص وبالد الرافدين‪ .‬وقد استخدمه اليمنيون القدماء يف نقل بار م إىل مناطق‬
‫وسط شبه اجلزير العربية وبالد الرافدين والشام ومرص‪ ،‬واشتهر أغلب سكان‬
‫منطقة أمري الواقعة بي اجلوف ونجران برتبية اجلامل ومعرفتهم باكار الطرق‬
‫التجارية الربية‪ ،‬فكان منهم من يقوم بتاجري اجلامل لصاحب القوافل التجارية لنقل‬
‫القوافل أو االعتناء بجامهلام خالل‬ ‫السلع‪ ،‬وقسم منهم كان يعمل كادالء لتل‬

‫‪ - 1‬العمري‪ ،‬ابن فنل‪ :‬مسال األبصار‪ ،‬ص ‪.29‬‬


‫‪293‬‬
‫الرحلة يف تربيتها‪ ،‬فارتبط بحيا سكان منطقة أمري ارتباطا وثيقا وكان مصدرا‬
‫لعيشهم وثرو م(‪.)1‬‬

‫ورغم وظيفتها الرئيسة اقتصاديا يف حنار لكة سبا –بشكل عام‪ -‬القائمة‬
‫عه القوافل والتبادل التجاري‪َ ،‬إال أنه يتن أن لإلبل عالقة بالديانة واآلهلة‬
‫كالوعل والثور يف احلنار السبئية‪ ،‬حيث انفرد سكان قبيلة أمري دون غريهم باختاذ‬
‫اجلمل حيوانا رمزيا ملعبودهم اإلله (ذي ساموي)(‪ ،)2‬وقاموا بتقديم اجلامل كقرابي‬
‫هلذا املعبود بدليل ما ورد يف النقشي (‪ ،)Ja 709, 722‬ومن النقوش التي رافقت‬
‫صور اجلمل (‪ .)3()Pirenne 47.11/p8no1‬وتبهر صور اجلمل يف وسط‬
‫هناية النقش الربونزي املقدم لإلله ذو ساموي هلإ أمريم بمعبده املسمى (ظ ر ب‬
‫ن)‪ ،‬ا يؤكد انفراد أهل منطقة أمري برمزية حيوان اجلمل كرمز خاص بةهلهم دون‬
‫غريه من اآلهلة‪.‬‬

‫أما يف احلرب فقد استخدمت ضمن العتاد احلريب للجيوش حلمل الركايب‬
‫أو الرواحل أو اهلجانة‪ ،‬وهم أحد فرق اجليش املحاربي‪ ،‬واستخدمت يف نقل املياه‬
‫املؤونة الالزمة ألفراد اجليش‪ ،‬كام أهنا أصبحت هدفا‬ ‫والعتاد احلريب‪ ،‬وكذل‬
‫للسبي‪ ،‬والقتل إلضعاف اخلصم‪ ،‬وقد ورد يف نقش النرص ( = ‪GL 1000 A/19‬‬
‫‪ )RES 3945‬أن املكرب (كرب إل وتر) يف محلته العسكرية التوسعية نحو الشامل‬

‫‪ - 1‬القحطاين‪ ،‬حممد سعد عبده حسن‪ :‬آهلة اليمن القديم الرئيسية ورموزها حتى القرن الرابع امليالدي‬
‫(دراسة آثارية تارخيية)‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬قسم اآلثار‪ -‬كلية اآلداب‪ -‬جامعة صنعاء‪1418 ،‬هـ‪/‬‬
‫‪1997‬م‪ ،‬ص ‪.74‬‬
‫‪ - 2‬القحطاين‪ ،‬حممد‪ :‬آهلة اليمن القديم‪ ،‬ص ‪.204‬‬
‫‪3 - Pirenne, J., Corpus. Des inscriptions Et. Antiquites Sud Arabes. Le Musee‬‬
‫‪d’Aden, (Tome II, Fascicule: 1) Inscriptions, Louvain, 1986. s. 143.‬‬
‫‪294‬‬
‫باباه نجران‪ ،‬والتي انترص فيها‪ ،‬وكان من ضمن الغنائم مائتا ألف رأس من اإلبل‬
‫والبقر واحلمري ‪.‬‬

‫وورد أينا يف النقش (‪ :)Ja 1028/1, 6‬أن من ضمن الغنائم يف املعركة‬


‫التي يدث عنها هذا النقش (‪ 290‬ألف) من اإلبل والبقر والنان‪ ،‬ويف نقش ( ‪Ir‬‬
‫‪ ) 39/42, 43‬جاء ما ييل‪[ :‬أ ف ر س م ‪ /‬ب ن ‪ /‬ج ي ش هـ م و ‪ /‬و س ب ط هـ‬
‫م و‪ /‬و س ت ق ذ و ‪ /‬ك ل ‪ /‬ر و ت هـ م و ‪ /‬و ر ك ب هـ م و](‪ ،)1‬وتفسريها‪ :‬من‬
‫فرسان جيشه هزم األعداء واستنفذ غانام كل إمدادا م بالامء مع رواحل الروايا ‪،‬‬
‫يف النقش (‪ ،)2()Ja 466/20 = Sh 27/4‬والذي يروي صاحبه (أوس‬ ‫وكذل‬
‫إل ينع) من شعب غيامن قيامه بحملة حربية متجهة من صنعاء إىل مارب‪،‬‬
‫وانتصاره فيها وحصوله عه غنائم فتلفة منها‪ :‬ركائب وزوامل وإبل ‪ ،...‬حيث‬
‫ورد‪[ :‬و س ت ن ق ذ ن هـ م و ‪ /‬ك ل ‪ /‬أ ف ر س هـ م و ‪ /‬و ر ك ب هـ م و ‪ /‬و ب‬
‫ع ر هـ م و]‪ ،‬وتفسريها‪ :‬كام أخذوا كل خيوهلم وركائبهم ومواشيهم (‪.)3‬‬

‫ويرد يف نقش عبدان الكبري (‪،)CAbadān 1/5-6, 15, 24, 25, 27, 31-23‬‬
‫الذي س اطر ود اون فيه أصحابه إنجازا م املدنية وأعامل القنا ومحال م‬
‫العسكرية‪ ،‬حيث تنمن ثالث عرش محلة عسكرية‪ ،‬ألغراض متعدد يف نواحي‬
‫احلمالت ما يربو عن‬ ‫جنوب ووسط اجلزير العربية‪ ،‬وكان إمجاا غنائم تل‬
‫(‪ )12350‬رأسا من اإلبل‪ ،‬بجانب العديد من السبايا الغنائم األخرى(‪.)4‬‬

‫‪ - 1‬اإلرياين‪ ،‬مطهر‪ :‬نقوش مسندية‪ ،‬ص ‪ 239‬وما يليها‪.‬‬


‫‪ - 2‬رشف الدين‪ ،‬أمحد‪ :‬تاريخ اليمن الثقايف‪ ،‬ص ‪.346‬‬
‫‪ -3‬العتيبي‪ ،‬حممد‪ :‬التنبيامت واملعارك احلربية يف سبا‪ ،‬ص ‪308‬ل لالستزاد (انبر)‪Sima, Alexander: :‬‬
‫‪Tiere, Pflanzen, Steine, P. 11- 23.‬‬
‫‪ - 4‬السقاف‪ ،‬محود حممد جعفر‪ :‬ملوك سبا وذي ريدان وحرضموت ويمنت تاريخ اليمن من شمر يرعش وحتى‬
‫حسان ملكيكرب حواا ‪ – 270‬حواا ‪378‬م‪ ،‬مركز عبادي للدراسات والنرش‪ -‬صنعاء‪ ،‬ط (‪،)1‬‬
‫‪1426‬هـ‪2005 /‬م‪ ،‬ص ‪.85 - 80‬‬
‫‪295‬‬
‫واعتاد امللوك والقاد السبئيون التباهي والتنافس عه االزدياد من أعدادها‪،‬‬
‫حتى كانت سببا من أسباب احلروب واملنازعات فيام بينهم وبي القبائل واملامل‬
‫العربية املختلفة‪ ،‬فالعراك عه مناهل الامء ومنابت الكأل كان دائام وأبدا مصدرا من‬
‫مصادر الشقاق‪ ،‬كام ان الغارات والغزوات التي كانوا يقومون هبا من أجل‬
‫والقبائل األخرى‪ ،‬كان من اهم غنائمهم فيها اإلبل‪،‬‬ ‫االستيالء عه ثروات املامل‬
‫ولذل كانت سببا كافيا إلشعال احلروب بينهم‪.‬‬

‫وكان وجود اإلبل بريا يف البداية‪ ،‬ثم تم جينها وتروينها‪ ،‬وقد اختلف يف‬
‫زمن جينها‪ ،‬إذ أن هناك من يرى أنه تم يف األلف الرابعة قبل امليالد‪ ،‬وأن مراكز‬
‫تروينه كان يف شبه جزير عامن(‪ ،)1‬ومن املعروف أن هذا احليوان قد دجن يف‬
‫القرن الثاين عرش قبل امليالد(‪.)2‬‬

‫وأقدم ذكر الستخدام اجلمل يف اليمن القديم فيمكن اخلروج به من سفر‬


‫امللوك يف ذكره لزيار ملكة سبا لسليامن (عليه السالم) ‪ ، ...‬وسمعت ملكة سبا‬
‫ن‬
‫حاملة‬ ‫بخرب سليامن ملجد الرب‪ ،‬فاتت إىل أورشليم بموكب عبيم جدا‪ ،‬بجامل‬
‫أطايبا وذهبا كثريا جدا وحجار كريمة وأتت إىل سليامن وكلمته بكل ما كان‬
‫بقلبها (‪ ،)3‬ويرجع تاريخ هذه الزيار إىل منتصف القرن العارش ق‪.‬م(‪.)4‬‬

‫‪ - 1‬النعيم‪ ،‬نوره‪ :‬الوضع االقتصادي‪ ،‬ص ‪.158‬‬


‫‪ - 2‬لطفي‪ ،‬عبدالوهاب‪ :‬العرب يف العصور القديمة‪ ،‬دار النهنة العربية ‪ -‬بريوت‪1978 ،‬م‪،‬‬
‫ص ‪.113 - 112‬‬
‫‪ - 3‬التورا ‪ :‬سفر امللوك األول‪ ،‬االصحاح العارش‪ ،‬الفقرات ‪3 -1‬ل و أخبار األيام الثاين‪ ،‬االصحاح‬
‫التاسع‪ ،‬الفقرات ‪2 -1‬ل شهاب‪ ،‬حسن صال ‪ :‬أضواء عه تاريخ اليمن البحري‪ ،‬دار العود ‪-‬‬
‫بريوت‪ ،‬ط (‪1981 ،)2‬م‪ ،‬ص ‪24‬ل إنجيل م ّتى‪ :‬االصحاح الثاين عرش‪ ،‬الفقر ‪.42‬‬
‫‪ - 4‬صال ‪ ،‬عبدالعزيز‪ :‬تاريخ شبه اجلزير ‪ ،‬ص ‪.46 – 45‬‬
‫‪296‬‬
‫ذكرت اإلبل ـ منسوبة إىل العرب يف النصوص اآلشورية التي ترجع إىل‬
‫منتصف القرن التاسع ق‪.‬مل ففي نا مؤرخ بالعام (‪ 853‬ق‪.‬م)‪ ،‬يذكر يالفا قام‬
‫اآلشوري (شيلمنرص الثالث)‪ ،‬وكان ضمن هذا احللف زعيم يدعى‬ ‫ضد املل‬
‫(جندب) دعم احللف بالف مجاال حمارب(‪ .)1‬ويف هذا دليل عه استخدام اإلبل يف‬
‫االشوري‬ ‫احلروب آنذاك‪ ،‬وكانت اإلبل إحدى أنواع اهلدايا التي تلقاها املل‬
‫النصي اللذان‬ ‫(بالت بالرص الثالث) [‪ 727 – 744‬ق‪.‬م] من السبئيي‪ ،‬وكذل‬
‫دوهنام (كجون الثاين) [‪ 705 – 721‬ق‪.‬م]‪ ،‬واللذين يرويان دفع السبئيي وملوك‬
‫ساحل البحر والصحراء الفدية واهلدايا له ومن ضمنها اجلامل(‪.)2‬‬

‫ويغنم (سنحاريب ‪ 681 – 704‬ق‪.‬م) الكثري من اجلامل يف حروبه ضد‬


‫العرب‪ ،‬ويتكرر ذكر العرب واإلبل يف نصوص (أكحدون ‪ 669 – 680‬ق‪.‬م)‪،‬‬
‫فاإلبل من بي املواد التي أوقعها أكحدون إتاو عه بعض الزعامء وامللوك‬
‫العرب‪ ،‬ويرتبط ذكر اجلمل بالغنائم التي أحرزها (آشور بانيبال ‪633 – 668‬‬
‫ق‪.‬م) من العرب(‪.)3‬‬

‫ورد لفظ [ا ب ل ‪ ،‬ا ب ل م = ‪( ]ƆBL, ƆBLM‬إبل )‪ :‬يف النقوش اليمنية‬

‫‪ - 1‬اهلاشمي‪ ،‬رضا جواد‪ :‬بار القوافل يف التاريخ العريب القديم‪ ،‬املنبمة العربية للرتبية والثقافة‬
‫والعلوم‪ -‬بغداد‪1984 ،‬م‪ ،‬ص ‪12‬ل الفاه‪ ،‬هتون‪ :‬األوضاع السياسية واالجتامعية‬
‫واالقتصادية والثقافية يف جزير العرب ‪ ،‬ص ‪461‬ل النعيم‪ ،‬نوره‪ :‬الوضع االقتصادي‪،‬‬
‫ص ‪.158‬‬
‫‪ - 2‬الرشجبي‪ ،‬مجال عبدالواسع‪ :‬اليمن يف عهد املكرب السبئي كرب إل وتر بن ذمر عيل القرن السابع‬
‫قبل امليالد‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬جامعة بغداد ‪ -‬العراق‪1998 ،‬م‪ ،‬ص ‪22 - 19‬ل صال ‪ ،‬عبدالعزيز‪:‬‬
‫تاريخ شبه اجلزير ‪ ،‬ص ‪ .48‬يعتقد الباحثي أهنا –أي اجلزية‪ -‬كانت عبار عن هدايا من أجل‬
‫احلفاظ عه مصاحلهم التجارية‪ ،‬وسالمة قوافلهم هناك‪.‬‬
‫‪ - 3‬اهلاشمي‪ ،‬رضا‪ :‬تاريخ اإلبل‪ ، ..‬ص ‪.224 - 223‬‬
‫‪297‬‬
‫القديمة(‪ ،)1‬وهي بنفس املعنى يف العربية(‪ ،)2‬ومن األسامء واملفردات التي تعرب عن‬
‫اإلبل صغري أم كبري ‪ ،‬ذكرا كانت أم أنثى ‪ ،...‬لفظ [ب ع ر = ‪( ]BCR‬بعري)(‪:)3‬‬
‫وهو بمعنى مجل أو بعري (‪ ،)4‬ويطلق عه الذكر واألنثى(‪.)5‬‬

‫ويا لفظ [ب ك ر = ‪( ]BKR‬بكر)(‪ :)6‬للداللة عه الفتى من اجلمل أو‬


‫القعود ابن الناقة (‪ ،)7‬والتي تكون أعامرها قد وصلت أربع سنوات‪ ،‬وتعني أينا‬
‫الفتا الشابة من النوق وهي التي ال تبلغ أن تكون ناقة قد محلت ووضعت ولكنها‬
‫بلغت مبلغ النوق يف الصرب عه السري ومواصلته أو يف كعة اجلري(‪ ،)8‬ويطلق‬
‫أينا عه أول ولد ولدته الناقة(‪.)9‬‬

‫واللفظ [ج م ل = ‪( ]GML‬مجل)(‪ :)10‬ويعني اجلمل (‪ ،)11‬وال يسمى‬

‫‪( - 1‬انبر)‪ :‬اجلدول املرفق رقم [‪ ،]7‬ملعرفة املزيد من النقوش التي تناولت هذا اللفظ‪.‬‬
‫‪ - 2‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪1‬ل لالستزاد (انبر)‪ :‬جهيالن‪ ،‬عبداحلكيم عبدالله‬
‫غالب‪ :‬من ألفاظ اإلبل قديام وحديثا‪ ،‬رسالة ماجستري‪ ،‬فرع اللغة‪ -‬قسم الدراسات العليا‪ -‬كلية‬
‫اللغة العربية‪ -‬جامعة أم القرى‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪1988 – 1987 ،‬م‪ ،‬ص ‪.112 – 111‬‬
‫‪ - 3‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪.25‬‬
‫‪( - 4‬انبر)‪ :‬اجلدول املرفق رقم [‪ ،]7‬ملعرفة املزيد من النقوش التي تناولت هذا اللفظل لالستزاد (انبر)‪:‬‬
‫‪.Sima, Alexander: Tiere, Pflanzen, Steine, P.33- 40.‬‬
‫‪ - 5‬جهيالن‪ ،‬غالب‪ :‬من ألفاظ اإلبل قديام وحديثا‪ ،‬ص ‪.112‬‬
‫‪ - 6‬العبودي‪ ،‬حممد بن نارص‪ :‬معجم احليوان عند العامة‪ ،‬ج (‪ ،)1‬مكتبة املل فهد الوطنية‪ -‬الرياض‪،‬‬
‫‪1432‬هـ‪2011 /‬م‪ ،‬ص ‪114‬ل بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪.28‬‬
‫‪ - 7‬النقوش املسندية التالية‪)CIH 521/2, 4; CIH 579/2( :‬ل لالستزاد (انبر)‪Sima, :‬‬
‫‪Alexander: Tiere, Pflanzen, Steine, P. 43- 44.‬‬
‫‪ - 8‬العبودي‪ ،‬حممد‪ :‬معجم احليوان‪ ،‬ج (‪ ،)2‬ص ‪.702‬‬
‫‪ - 9‬جهيالن‪ ،‬غالب‪ :‬من ألفاظ اإلبل قديام وحديثا‪ ،‬ص ‪.153‬‬
‫‪ - 10‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪.49‬‬
‫‪CAbadān‬‬ ‫‪( - 11‬انبر)‪ :‬النقوش املسندية التالية‪1/6; Ja 576/3; Ja 649/40; Ry 507/9; ZI ( :‬‬
‫‪)7/22‬ل لالستزاد (انبر)‪Sima, Alexander: Tiere, Pflanzen, Steine, P. 91- 94. :‬‬
‫‪298‬‬
‫اإال إذا َب َزل(‪ ،)1‬وهو الذكر القوي من اإلبل(‪ ،)2‬ولفظ [خ ل ف = ‪]ḪLF‬‬ ‫كذل‬
‫(خلف)(‪ :)3‬بمعنى ناقة‪ ،‬ناقة حامل (‪ ،)4‬كام يرد لفظ [ح و ر و = ‪]ḤWRW‬‬
‫(حور)(‪ :)5‬وهو بمعنى‪ :‬حوار الناقة‪ ،‬ولد الناقة حديث الوالد (‪ ،)6‬وورد أينا‬
‫اللفظ [م ص ر‪ ،‬ا م ص ر = ‪( ]MṢR, ƆMṢR‬مرص‪ ،‬أمصار)(‪ :)7‬ويعني مجل‬
‫يف النقش (‪،)Ja 512/5, 8‬‬ ‫احلمل [املستخدم يف القوافل التجارية] (‪ ،)8‬وذل‬
‫كام يرد يف النقوش اليمنية القديمة لفظ [ن و ق ‪ ،‬ن ق ت = ‪]NWQ, NQT‬‬
‫(نوق‪ ،‬نقت)‪ :‬وهي ناقة‪ ،‬أنثى اجلمل (‪ ،)9‬وال تسمى ناقة حتى بذع‪ :‬أي تدخل‬

‫‪َ - 1‬ب َزل‪ :‬أي بزغ وظهر نابه‪ .‬جهيالن‪ ،‬غالب‪ :‬من ألفاظ اإلبل قديام وحديثا‪ ،‬ص ‪.147 ،113‬‬
‫‪ - 2‬العبودي‪ ،‬حممد‪ :‬معجم احليوان‪ ،‬ج (‪ ،)1‬ص ‪.192‬‬
‫‪ - 3‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪60‬ل واخللف‪ :‬أن يكون اجلمل أو الناقة مائال عه ن‬
‫شق‪،‬‬
‫فيقال بعري أخلف‪ ،‬وهو من عيوب اإلبل‪ .‬جهيالن‪ ،‬غالب‪ :‬من ألفاظ اإلبل قديام وحديثا‪،‬‬
‫ص‪.271‬‬
‫‪( - 4‬انبر)‪ :‬النقوش املسندية التالية‪)RES 4176/6; RES 3945/1( :‬ل (كذل ) لالستزاد ‪:‬‬
‫‪Sima, Alexander: Tiere, Pflanzen, Steine, P. 100- 101.‬‬
‫‪ - 5‬العبودي‪ ،‬حممد‪ :‬معجم احليوان‪ ،‬ج (‪ ،)1‬ص ‪237‬ل السقاف‪ ،‬محود‪ :‬ملوك سبا‪ ،‬ص ‪114‬ل‬
‫الزبيدي‪ ،‬حممد مرتىض احلسيني‪ :‬تاج العروس من جواهر القاموس‪ ،‬ج (‪ ،)11‬يقيق‪ :‬عبدالكريم‬
‫العزباوي‪ ،‬وزار اإلعالم‪ -‬الكويت‪1392 ،‬هـ‪1972 /‬م‪ ،‬ماد [ح و ر]‪ ،‬ص ‪.115 - 98‬‬
‫‪( - 6‬انبر)‪ :‬النقوش املسندية التالية‪)CAbadān 1/39; Ja 949/3( :‬ل لالستزاد (كذل )‪:‬‬
‫‪Sima, Alexander: Tiere, Pflanzen, Steine, P. 99- 100.‬‬
‫‪ - 7‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪.88‬‬
‫‪ - 8‬بيستون‪ ،‬أ‪ :‬دراسة يف لغة النقوش السبئية ‪ ،‬ريدان حولية اآلثار والنقوش اليمنية القديمة‪ ،‬املركز‬
‫اليمني لألبحاث الثقافية واآلثار واملتاحف‪ -‬عدن‪ ،‬ع (‪1979 ،)2‬م‪ ،‬ص ‪ .32‬مرتجم نفسه‪،‬‬
‫ونفس الصفحة‪.‬‬
‫‪ - 9‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪.101‬‬
‫‪299‬‬
‫السنة اخلامسة(‪ ،)1‬وذل يف النقش‪ ،)2()Ja 665/42, 44( :‬وورد أينا لفظ [ر ك‬
‫ب = ‪( ]RKB‬ركوب)(‪ :)3‬ويعني ناقة ركوب (‪ ،)4‬كام ورد لفظ [ط م = ‪]ṬM‬‬
‫(طم)‪ :‬وهو بمعنى مجل‪ ،‬اجلمل املستخدم يف القوافل التي يمل الطيب والقامش‬
‫وذل يف النقش (‪ ،)YM 11733/5‬وأخريا اللفظ [ظ ب ي = ‪( ]ẒBY‬ظبى)(‪:)5‬‬
‫وتعني الناقة‪ ،‬ناقة فتية ‪ ،‬ورد ذل يف النقش (‪.)6()Ry 544/3‬‬

‫قوله تعاىل‪:‬‬ ‫ذكرت اإلبل يف أكثر من موضع يف القرآن الكريم‪ ،‬ومن ذل‬
‫﴿ َأ َفالَ َينبرو َن إ َىل ْاإلبل َكي ْ َ‬
‫ف خل َق ْ‬
‫ت﴾(‪ ،)7‬فهي من املخلوقات الدالة عه قدر‬
‫اهلل وعبمته يف خلق عجيب وتركيبها غريب فهي يف غاية القو والشد ‪ ،‬ومع ذل‬
‫تلي للحمل الثقيل وتنقاد للقائد النعيف وتؤكل وينتفع بوبرها ويرشب لبنها(‪.)8‬‬
‫يمل َأثْ َقا َلك ْم‬
‫َرسحو َن * َو َ ْ‬ ‫﴿و َلك ْم في َها َمجَال ح َ‬
‫ي ترحيو َن َوح َ‬
‫يت ْ َ‬ ‫وقال تعاىل‪َ :‬‬
‫ال بش ِّق األَنفس إ ان َر ابك ْم َل َر وف ارحيم﴾(‪ ،)9‬ونجد يف‬ ‫إ َىل َب َل ند املْ تَكونواْ َبالغيه إ ا‬

‫‪ - 1‬جهيالن‪ ،‬غالب‪ :‬من ألفاظ اإلبل قديام وحديثا‪ ،‬ص ‪.115‬‬


‫‪2 - Sima, Alexander: Tiere, Pflanzen, Steine, P 125- 127.‬‬
‫‪ - 3‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪.117‬‬
‫‪( - 4‬انبر)‪ :‬اجلدول املرفق رقم [‪ ،]7‬ملعرفة املزيد من النقوش التي تناولت هذا اللفظل لالستزاد (انبر)‪:‬‬
‫‪Sima, Alexander: Tiere, Pflanzen, Steine, P. 81- 88.‬‬
‫‪ - 5‬بيستون‪( ،‬وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪171‬ل وهو أينا أحد أنواع الوسوم التي توسم به اإلبل‪.‬‬
‫جهيالن‪ ،‬غالب‪ :‬من ألفاظ اإلبل قديام وحديثا‪ ،‬ص ‪.266‬‬
‫‪6 - Sima, Alexander: Tiere, Pflanzen, Steine, P 168- 172.‬‬
‫‪ - 7‬القرآن الكريم‪ :‬سور الغاشية‪ ،‬آية ‪.17‬‬
‫‪ - 8‬ابن كثري‪ ،‬عامد الدين إسامعيل بن عمر‪ :‬تفسري القرآن العبيم‪ ،‬يقيق‪ :‬مصطفى السيد حممود‪ ،‬وآخرون‪،‬‬
‫ج (‪ ،)14‬ط (‪ ،)1‬مؤسسة قرطبة للطبع والنرش والتوزيع‪ -‬جيز ‪1421 ،‬هـ‪2000 /‬م‪ ،‬ص ‪.333‬‬
‫‪ - 9‬القرآن الكريم‪ :‬سور النحل‪ ،‬آية ‪.7 ،6‬‬
‫‪300‬‬
‫القرآن الكريم قصة النبي (صال ) عليه السالم يف أكثر من سور ‪ ،‬وهي تدور حول‬
‫الناقة التي أرسلت إىل قوم ثمود الذين كانوا يقطنون يف اجلزير العربية‪ ،‬وبالتحديد‬
‫يف (احلجر)‪ ،‬وال تزال آثارهم حتى يومنا هذا‪ ،‬وتعرف بمدائن صال ‪.‬‬

‫ووجد اليمنيون القدماء يف اإلبل فوائد كثري ‪ ،‬منها‪ :‬ألباهنا التي كانت‬
‫غذاءهم األساه‪ ،‬وغذاء خيوهلم‪ ،‬وكثريا ما يفتخر الشعراء العرب بخيوهلم‬
‫الكريمة التي يؤثروهنا بالبان نوقهم الغزار‪ ،‬وأفادوا من ألباهنا يف طبهم‪ ،‬فداووا هبا‬
‫السمومات‪ ،‬واجلدري‪ ،‬واألسنان واجلراحات‪ ،‬كام استفادوا من أوبار اإلبل يف‬
‫ّ‬
‫صناعة ثياهبم‪ ،‬وحباهلم وهوادجهم وخيامهم‪ ،‬وأفادوا من جلود اإلبل‪ ،‬أهنم‬
‫صنعوا منها صيا م‪ ،‬وعددهم احلربية(‪.)1‬‬

‫و ا يدل عه أمهية اجلمل يف املجتمع اليمني القديم‪ ،‬وجود مقابر للجامل إذ‬
‫عثر عه مقابر للجامل عه طريق القوافل استخدمت كتنحية‪ ،‬ويبهر أن هذا‬
‫التقليد ال خيا البدو فقط وإنام احلرض أينا‪ ،‬وكان اجلمل ينحر إىل جانب امليت يف‬
‫نفس القرب أو عه مقربة من املقرب (‪.)2‬‬

‫يتن لنا ا سبق ان اإلبل قد استاثرت من دون سائر أنواع احليوان بالكثري‬
‫من األمهية واالعتناء‪ ،‬وهذا يؤكد لنا مر اخرى أهنا كانت أعز أمواهلم‪ ،‬بغض النبر‬
‫عن اهتامم اإلنسان اليمني القديم بالوعول وأمهيتها يف حيا م الدينية‪.‬‬

‫ويتبي لنا أن اإلبل دخلت أعامق وجدان وفكر اإلنسان اليمني القديم‪،‬‬
‫فكانت رفيقة دربه‪ ،‬فجعلها الامل والغنيمة التي يفخر هبا‪ ،‬والسالح الذي يدافع به‬

‫‪ - 1‬جهيالن‪ ،‬غالب‪ :‬من ألفاظ اإلبل قديام وحديثا‪ ،‬ص ‪.4 - 3‬‬
‫‪ - 2‬بن حييى‪ ،‬عز عيل عقيل‪ :‬الربونز يف اليمن القديم‪ ،‬ج (‪ ،)1‬الصندوق االجتامعي للتنمية‪ -‬صنعاء‪،‬‬
‫ط (‪ ،)1‬يونيو ‪2010‬م‪ ،‬ص ‪.159‬‬
‫‪301‬‬
‫عن نفسه‪ ،‬والسفينة التي يكتس هبا الصحراء القاحلة‪ ،‬والبيت الذي يقيم فيه مع‬
‫ماكوله ومرشوبه وملبوسه‪.‬‬

‫[غ ن م م = ‪( ]ĠNMM‬غنم)‪:‬‬
‫تعد األغنام والامعز بمختلف أنواعها‪ ،‬من احليوانات التي استانسها اإلنسان‬
‫اليمني القديم وعنى برتبيتها وأهتم بتكاثرها‪ ،‬يف األلف السادس – اخلامس قبل‬
‫امليالد تقريبا(‪ ،)1‬فةىل جانب اإلبل كان السبئيون يربون قطعان الامعز واألغنام‪،‬‬
‫جلود حلمها ووفر صوفها ولبنها وسهولة إنقيادها‪ ،‬حيث استخدم حلومها وألباهنا‬
‫يف الطعام والرشاب‪ ،‬ومن أصوافها صنع اخليام واملالبس واحلبال‪ ،‬ويريب األغنام‬
‫حد سواء‪ ،‬كام أهنا كانت تداول كسلعة بارية‪ ،‬وتوجد‬ ‫أهل البادية واحلرض عه ن‬
‫كذل أنواع من الامعز يعيش بريا(‪ ،)2‬وتدلنا النقوش اليمنية القديمة عه استخدام‬
‫اإلنسان اليمني القديم لألغنام والامعز يف تقديمها كنذور وقرابي دينية‪ ،‬كام تدلنا‬
‫النقوش أينا عه وفر أعدادها يف النطاق اجلغرايف النيق‪.‬‬
‫ووردت يف النقوش اليمنية القديمة العديد من املسميات واأللفاظ الدالة‬
‫عه األغنام والامعز‪ ،‬نفصل ذكرها كاآل ‪[ :‬ع ن ز م = ‪( ]CNZM‬عنزم)‪ :‬وردت‬
‫هذه اللفبة يف النقشي (‪ ،)3()Ry 507/8, 9; 508/4, 6‬وهي بمعني‬
‫اللفظ [ت ي س = ‪( ]TYS1‬تيس)‪ :‬ويعني الذكر من‬ ‫ماعز (‪ ،)4‬وكذل‬
‫الامعز(‪ ،)5‬كام ورد يف النقوش(‪ )6‬الفظ [ض ا ن = ‪( ]ḌƆN‬ضان)(‪ ،)7‬وكذل اللفظ‬

‫‪ - 1‬لويز‪ ،‬ماري‪ :‬االستيطان يف عرص اهلولوسي ‪ ،‬ص ‪.33‬‬


‫‪ - 2‬النعيم‪ ،‬نوره‪ :‬الوضع االقتصادي‪ ،‬ص ‪.159‬‬
‫‪3 - Sima, Alexander: Tiere, Pflanzen, Steine, P 29- 31.‬‬
‫‪ - 4‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪.16‬‬
‫‪5 - Sima, Alexander: Tiere, Pflanzen, Steine, P 143- 144.‬‬
‫‪( - 6‬انبر)‪ :‬اجلدول املرفق رقم [‪ ،]7‬ملعرفة املزيد من النقوش التي تناولت هذا اللفظ‪.‬‬
‫‪ - 7‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪40‬ل (انبر كذل )‪ :‬العمري‪ ،‬ابن فنل اهلل‪ :‬مسال األبصار‪،‬‬
‫ص ‪38‬ل لالستزاد حول ذكر النان يف النقوش (انبر)‪Sima, Alexander: Tiere, Pflanzen, :‬‬
‫‪Steine, P. 52- 55.‬‬
‫‪302‬‬
‫[غ ن م م = ‪َ ( ]ĠNMM‬غنَ ْم)(‪ ،)1‬يف النقش (‪ ،)Ja 635/31‬ومها بنفس املعني‬
‫يف العربية وبعض اللهجات املستخدمة اليوم‪ ،‬وأينا اللفظ [خ ر ف = ‪]ḪRF‬‬
‫(خرف)‪ :‬بمعنى خروف (‪ ،)2‬كام عرف ذكر النان (‪ )3‬باللفظ [ق ر ص = ‪]QRṢ‬‬
‫(قرص)‪ :‬أي كبش (‪ ،)4‬وذل يف النقش (‪.)CIH 540/43‬‬

‫وورد يف النقش (‪ )Ir 12‬يف السطر السادس لفظ [ق ط ن ت م =‬


‫‪( ]QṬNTM‬قطنتم)‪ :‬حيث وردت مجلة تتحدث عن الغنائم التي ظفر هبا‬
‫أصحاب النقش من احلرب‪ ،‬كاآل ‪[ :‬و ع ش ر ت ‪ /‬أ أ ل ف م ‪ /‬ق ط ن ت م](‪،)5‬‬
‫وتفسريها‪ :‬وعرش آالف من الغنم ‪ ،‬ويا هذا اللفظ بمعنى الشياه يف النقش‬
‫(‪ ،)6()Sh 20/4‬وهي أينا بمعنى ضان وماعز (‪ ،)7‬ووردت األلفاظ [ش ه ‪ ،‬ش ه‬
‫ن ‪ ،‬ش ه و = ‪( ]S2H, S2HN, S2HW‬شه‪ ،‬شهن‪ ،‬شهو)‪ :‬وكلها بمعنى شاه‪،‬‬
‫وشاتان‪ ،‬وشياه (‪ ،)8‬كام يرد لفظ [ق ن ي= ‪( ]QNY‬قني)(‪ :)9‬بمعنى ماشية (‪،)10‬‬

‫‪ - 1‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪.54‬‬


‫‪ - 2‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪62‬ل لالستزاد (انبر)‪Sima, Alexander: Tiere, :‬‬
‫‪Pflanzen, Steine, P. 101- 102.‬‬
‫‪ - 3‬الربهيي‪ ،‬إبراهيم‪ :‬احلرف والصناعات‪ ،‬ص ‪.147‬‬
‫‪ - 4‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪.107‬‬
‫‪ - 5‬اإلرياين‪ ،‬مطهر‪ :‬نقوش مسندية‪ ،‬ص ‪103 – 102‬ل لالستزاد (انبر)‪Sima, Alexander: :‬‬
‫‪Tiere, Pflanzen, Steine, P. 139- 141.‬‬
‫‪ - 6‬رشف الدين‪ ،‬أمحد‪ :‬تاريخ اليمن الثقايف‪ ،‬ص ‪339 – 338‬ل (انبر كذل )‪ :‬النقوش املسندية التالية‪:‬‬
‫(;‪.)Gl 1142/1; 1143/1 CIH 541/114‬‬
‫‪ - 7‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪.109‬‬
‫‪ - 8‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪132‬ل العبودي‪ ،‬حممد‪ :‬معجم احليوان‪ ،‬ج (‪ ،)2‬ص ‪497‬ل‬
‫لالستزاد (انبر)‪Sima, Alexander: Tiere, Pflanzen, Steine, P. 142- 143. :‬‬
‫‪( - 9‬انبر)‪ :‬النقوش املسندية التالية‪Gl 1628/6; Ja 844/4; RES + 419; RES 3945/19; 4176/1,3,11( :‬‬
‫‪)3943/1= Gl 418‬ل لالستزاد (انبر)‪Sima, Alexander: Tiere, Pflanzen, Steine, P. 132- 139. :‬‬
‫‪ - 10‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪.106‬‬
‫‪303‬‬
‫وأينا اللفظ [ط ل ي ‪ ،‬ط ل ي ن = ‪( ]ṬLY, ṬLYN‬طيل‪ ،‬طلي)‪ ،‬بمعنى‪ :‬طيل‪،‬‬
‫خروف (‪ ،)1‬يف النقش (‪ ،)2()CIH 464/8, 9‬والزال هذا اللفظ مستخدم حتى‬
‫اليوم‪.‬‬

‫وذكر هريودوت يف القرن اخلامس ق‪.‬م‪ ،‬أن يف اجلزير نوعي من األغنام وال‬
‫يوجد هلا مثيل يف أي مكان آخر يف العامل‪ ،‬امتاز نوع منها بةلية (ذيل) طويلة جدا ال‬
‫يقل طوهلا عن ثالثة أذرع‪ ،‬حتى أن أصحاهبا يلجاون إىل وضعها يف صناديق خشبية‬
‫أو مساند صغري من الصوف تثبت يت الذيل خشية احتكاكها يف األرض‪،‬‬
‫واآلخر امتاز بسمنة إليتها مسطحة وعرينة(‪ ،)3‬وقد صورت أشكال األغنام‬
‫والامعز عه اللوحات الفنية العائد لفرت احلنار السبئية(‪.)4‬‬

‫[ب ق ر م = ‪( ]BQR-M‬بقر‪ -‬م)‪:‬‬

‫حيوان كثري املنفعة‪ ،‬شديد القو ‪ ،‬خلقه اهلل تعاىل ذلوال منقادا للناس(‪،)5‬‬
‫اعتمد املزارعون السبئيون عه األبقار بعد تدجينها يف حراثة األرض ويف رفع املياه‬
‫من اآلبار واخلزانات ويف مطاحن احلبوب والزيوت‪ ،‬باإلضافة إىل تربيتها لألكل‬
‫واحلليب(‪ ،)6‬واألبقار من احليوانات التي ليست هلا قدر عه يمل العطش‬
‫كاجلامل‪ ،‬فهي تربى يف املناطق الزراعية أو بالقرب منها(‪ ،)7‬ويقال لإلبل والبقر‬

‫‪ - 1‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪.153‬‬


‫‪2 - Sima, Alexander: Tiere, Pflanzen, Steine, P 144- 146.‬‬
‫‪ - 3‬الشيبة‪ ،‬عبدالله‪ :‬ترمجات يامنية‪ ،‬ص ‪22‬ل النعيم‪ ،‬نوره‪ :‬الوضع االقتصادي‪ ،‬ص ‪.159 - 158‬‬
‫‪ - 4‬باسالمة‪ ،‬حممد عبدالله حممد‪ :‬النحت والنقش يف اليمن القديم‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية اآلداب‪ -‬جامعة‬
‫بغداد‪ -‬العراق‪1416 ،‬هـ‪1995 /‬م‪ ،‬ص ‪.130‬‬
‫‪ - 5‬العمري‪ ،‬ابن فنل اهلل‪ :‬مسال األبصار‪ ،‬ص ‪.31‬‬
‫‪6 - Western Arabia and the Red Sea. P. 499.‬‬
‫‪ - 7‬النعيم‪ ،‬نوره‪ :‬الوضع االقتصادي‪ ،‬ص ‪.159‬‬
‫‪304‬‬
‫(العوامل)‪ ،‬وهي‪ :‬ما يستقى عليها‪ ،‬وحيرث وتستخدم يف األشغال(‪.)1‬‬

‫ويا لفظ [ب ق ر م = ‪( ]BQRM‬بقرم)(‪ :)2‬بنفس املعني يف العربية‬


‫واللهجة املحلية‪ ،‬والبقر أنثى الثور‪ ،‬وقد ورد يف الكثري من النقوش اليمنية‬
‫القديمة(‪ ،)3‬منها عه سبيل املثال ال احلرص‪ :‬نقش النرص ( = ‪GL 1000 A/19‬‬
‫‪ )RES 3945‬أن املكرب (كرب إل وتر) يف محلته العسكرية التوسعية نحو الشامل‬
‫باباه نجران‪ ،‬والتي انترص فيها‪ ،‬كان من ضمن الغنائم مائتا ألف رأس من اإلبل‬
‫نقش عبدان الكبري (‪ ،)CAbadān 1/25; 26‬حيث‬ ‫والبقر واحلمري ‪ .‬وكذل‬
‫ذكر أصحاب النقش حصوهلم عه غنائم كثري يف إحدى محال م العسكرية ومن‬
‫كاال ‪[ :‬و ث ن ي ‪ /‬أ أ ل ف ن ‪ /‬ب ق ر م]‪،‬‬ ‫ضمنها األبقار‪ ،‬ونا ذل‬
‫وتفسريها وألفان من األبقار (‪.)4‬‬

‫كام ورد ذكرها يف النقش (‪ ،)Sh 20/4 = Ir 12/6‬والذي يتحدث عن‬


‫إحدى محالت املل (وايف أذرح بن علهان هنفان مل سبا وذي ريدان) يف حواا‬
‫(شعر أوتر وأخوه حياو عثرت ينع‬ ‫(‪ 80 – 115‬ق‪.‬م)‪ ،‬والتي أمر هبا أخوه املل‬
‫سبا) بمحاربة قبيلة (أزد اجليش) و(حرب عليان اخلوالين)‬ ‫بني علهان هنفان مل‬
‫وتابعية من (ازد نجد) الذين اشتبكوا معهم يف (حريان)‪ ،‬حيث كانت من ضمن‬

‫‪ - 1‬الزبيدي‪ ،‬حممد مرتىض احلسيني‪ :‬تاج العروس من جواهر القاموس‪ ،‬ج (‪ ،)30‬يقيق‪ :‬مصطفى‬
‫حجازي‪ ،‬املجلس الوطني للثقافة والفنون‪ -‬الكويت‪1419 ،‬هـ‪1998 /‬م‪ ،‬ماد [ع م ل]‪،‬‬
‫ص‪.60‬‬
‫‪ - 2‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪.30‬‬
‫‪( - 3‬انبر)‪ :‬اجلدول املرفق رقم [‪ ،]7‬ملعرفة املزيد من النقوش التي تناولت هذا اللفظل لالستزاد‬
‫(انبر)‪Sima, Alexander: Tiere, Pflanzen, Steine, P. 44- 49. :‬‬
‫‪ - 4‬السقاف‪ ،‬محود‪ :‬ملوك سبا‪ ،‬ص ‪.83‬‬
‫‪305‬‬
‫الغنائم الكثري لتل احلملة عدد (ألف وثالثامئة من البقر)‪ ،‬وذل كاآل ‪[ :‬و ث ل‬
‫ث ‪ /‬م ا ن ‪ /‬و ا ح د ‪ /‬أ ل ف ‪ /‬ب ق ر م](‪.)1‬‬

‫وقام اإلنسان اليمني القديم باستغالل األبقار بجانب قناء احتياجاته‬


‫اليومية من أمور الزراعة ورفع الامء من اآلبار‪ ،‬حيث استفاد من رجيعها (فنال ا)‬
‫يف ختصيب الرتبة‪ ،‬وكذل خلطها بالقش وبفيفها لتتحول بعد ذل إىل أحد موارد‬
‫الطاقة واالشتعال املستخدمة يف األمور املنزلية كعملية الطبخ وما شابه‪ ،‬كام استفاد‬
‫أينا من جلودها وحلومها ولبنها(‪.)2‬‬

‫وورد لفظ [ب ق ر م = ‪( ]BQRM‬بقرم)‪ :‬يف النقوش اليمنية القديمة(‪،)3‬‬


‫‪CAbadān‬‬ ‫أينا للداللة عه البقر الربي (الوحيش) أو املها(‪ ،)4‬كام يف النقش (‬
‫‪ ،)1/39‬وذل كاآل ‪[ :‬و ط ر د و ‪ /‬ع ل ى ‪ /‬أ ف ر س هـ م و ‪ /‬ب ق ر ‪ /‬ري م‬
‫ن]‪ ،‬وتفسريها‪ :‬وقد طاردوا عه جيادهم أبقار ر ايان (‪ ،)5‬كام وجدت مرسومة‬
‫ومنحوتة عه اللوحات التصويرية والنقشية والعمالت(‪ .)6‬ويقال إنه ينبت كل سنة‬
‫عه قرنه شعبة(‪ ،)7‬وقد أثبتت الدراسات األثرية ان استئناس األبقار تم يف عرص‬
‫منخفض‬ ‫اهلولوسي األوسط يف منطقة امة بوادي كدد‪ ،‬والشومة‪ ،‬وكذل‬

‫‪ - 1‬رشف الدين‪ ،‬أمحد‪ :‬تاريخ اليمن الثقايف‪ ،‬ص ‪337‬ل اإلرياين‪ ،‬مطهر‪ :‬نقوش مسندية‪ ،‬ص ‪.140‬‬
‫‪ - 2‬العبودي‪ ،‬حممد‪ :‬معجم احليوان‪ ،‬ج (‪ ،)1‬ص ‪.108‬‬
‫‪( - 3‬انبر كذل )‪ :‬النقش‪.)Ja 949/2( :‬‬
‫‪4 - Sima, Alexander: Tiere, Pflanzen, Steine, P 49 – 52.‬‬
‫‪ - 5‬السقاف‪ ،‬محود‪ :‬ملوك سبا‪ ،‬ص ‪.85‬‬
‫‪ - 6‬داود‪ ،‬هالة سليامن عيل‪ :‬فن النحت يف اجلزير العربية منذ ما قبل التاريخ وحتى القرن الثالث قبل‬
‫امليالد‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬قسم تاريخ الفن‪ -‬كلية الفنون اجلميلة‪ -‬جامعة حلوان‪2009 ،‬م‪،‬‬
‫ص‪.208‬‬
‫‪ - 7‬العمري‪ ،‬ابن فنل اهلل‪ :‬مسال األبصار‪ ،‬ص ‪.35‬‬
‫‪306‬‬
‫صعد (‪ ،)1‬كام أخربتنا بذل الكثري من الرسوم والفنون الصخرية العائد إىل عصور‬
‫ما قبل التاريخ(‪.)2‬‬

‫[ث ر ‪ ،‬ث و ر م ‪ ،‬ا ث و ر = ‪( ]ṮR, ṮWRM, ƆṮWR‬ثر‪ ،‬ثورم‪ ،‬أثور)(‪:)3‬‬

‫أكدت الدراسات األثرية وجود عد أنواع من ساللة األثوار املستانسة يف‬


‫عصور ما قبل التاريخ يف أرايض اليمن القديم(‪ ،)4‬وكان ثورا بال سنام(‪ ،)5‬كام تم‬
‫العثور عه عبام ثور بري منقرض‪ ،‬يف إحدى الطبقات األثرية يعود تارخيها إىل‬
‫ضمن أعامل البعثة اإليطالية التي نقبت رشق صنعاء‪ ،‬يف‬ ‫األلف السادس‪ ،‬وذل‬
‫جبل قطران(‪.)6‬‬

‫ولام كان هلذا احليوان من صفات وفوائد مجة ارتبطت بحيا اليمن القديم‪،‬‬
‫ا‬
‫فقد كان جزءا ال يتجزأ من البيئة اليمنية القديمة تتجسد مع صفات اإلله الرئيس‬
‫من حيث وظائفه التي يؤدهيا‪ ،‬املمثل بالقمر والذي عبد بتسميات عده‪ :‬كةملقه‪،‬‬
‫عم‪ ،‬ود‪ ،‬سي‪ ،‬سمع‪ ،‬وتالب وغريها‪ ،‬فقد اختذ الثور رمزا له(‪.)7‬‬

‫‪ - 1‬لويز‪ ،‬ماري‪ :‬االستيطان يف عرص اهلولوسي ‪ ،‬ص ‪.33‬‬


‫‪ - 2‬رشاد‪ ،‬مدحية‪ :‬مواضيع فن الرسم الصخري ‪ ،‬ص ‪.115 - 114‬‬
‫‪ - 3‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪.152‬‬
‫‪ - 4‬حجوي‪ ،‬جيالا‪ :‬احليوانات الثديية الرئيسية ‪ ،‬ضمن كتاب‪ :‬فن الرسوم الصخرية واستيطان اليمن يف‬
‫عصور ما قبل التاريخ (جمموعة مؤلفون)‪ ،‬ترمجة‪ :‬مدحية رشاد‪ ،‬وعزيز عيل األقرع‪ ،‬املركز الفرنيس لآلثار‬
‫والعلوم االجتامعية – صنعاء‪ ،2007 ،‬ص ‪.81 ،73 - 70‬‬
‫‪ - 5‬رشاد‪ ،‬مدحية‪ :‬التسلسل الزمني وأنامط فن الرسوم الصخرية ‪ ،‬ضمن كتاب‪ :‬فن الرسوم الصخرية‬
‫واستيطان اليمن يف عصور ما قبل التاريخ (جمموعة مؤلفون)‪ ،‬ترمجة‪ :‬مدحية رشاد‪ ،‬وعزيز عيل األقرع‪،‬‬
‫املركز الفرنيس لآلثار والعلوم االجتامعية – صنعاء‪ ،2007 ،‬ص ‪.103‬‬
‫‪ - 6‬لويز‪ ،‬ماري‪ :‬االستيطان يف عرص اهلولوسي ‪ ،‬ص ‪.33‬‬
‫‪ - 7‬لعب الثور دورا بارزا يف التطورات امليثولوجيا القديمةل فكان سيد احليوانات والنموذج األعه البدائي هلا‪،‬‬
‫وكان يف كثري من احلنارات القديمة رمزا لآلهلة وليس اإلله املعبود نفسه نبرا لام عرف عنه من الصفات‬
‫التي دفعت اإلنسان القديم ليتخذه رمزا ملعبوده أو صور له‪( .‬انبر)‪ :‬القحطاين‪ ،‬حممد‪ :‬آهلة اليمن القديم‪،‬‬
‫ص ‪.189‬‬
‫‪307‬‬
‫فهناك نقوش يمنية قديمة يذكر فيها تقديم احليوانات لآلهلة املعبود كقرابي‬
‫أو كنذور(‪ ،)1‬أو كهدايا وخاصة الثريان(‪ ،)2‬حيث َشكال الثور يف اليمن القديم‬
‫بجانب استخدامه يف أمور الزراعة‪ ،‬رمزا دينيا وقدسية خاصة يف حيا املجتمع‬
‫اليمني القديم‪ ،‬فكان يقدم عه شكل قرابي ونذور‪ ،‬إما كذبيحة أو صناعة ‪.‬اثيل‬
‫له(‪.)3‬‬

‫وورد هذا العمل يف النقش (‪ ،)ZI 2/4, 5‬ما ييل‪[ :‬م ل ك ‪ /‬س ب أ ‪ /‬هـ ق‬
‫ن ي و ‪ /‬أ ل م ق هـ ث هـ و ن ب ع ل ‪ /‬أ و م ‪ /‬ث ل ث ن ‪ /‬أ ث و ر ن ‪ /‬ص ل م‬
‫ن]‪ ،‬وتفسريها‪ :‬مل سبا قدموا للمعبود إملقه ثهوان صاحب أوام ثالثة ‪.‬اثيل عه‬
‫شكل ثريان (‪.)4‬‬

‫النقش (‪ ،)Ja 696‬والذى يذكر فيه تقديم ثورين لإللـه ال مقه‪،‬‬ ‫وكذل‬
‫والذى مل يذكر اسمه يف هذا النقش غري أن وجود النقش يف معبد هذا اإللـه املسمى‬
‫أوام يف مارب يدل عه ذل وينا النقش عه ما ييل‪ )1([ :‬ع ل هـ ن ‪ /‬ب ن ‪ /‬ع‬
‫ل هـ ن ‪ /‬أ (‪ )2‬د م ‪ /‬ك ب ر خ ل ل ‪ /‬هـ ق (‪ )3‬ن ي ‪ /‬ث ر ن هـ ن ‪ /‬و م ق ط ر ن‬
‫‪ ،] /‬واملعنى العام هلذا النقش كام ييل‪ :‬علهان بن علهان التابع ألك كبري خليل‬
‫قدم ثورين ومبخر (لإلله إملقه) ‪ .‬كام عثر عه نسخة أخرى مطابقة لـه يف نفس‬
‫املعبد (معبد أوام) وهو نقش (‪ ،)Ja 697‬وهذا ما يدل عه أن هناك بعض النقوش‬

‫‪( - 1‬انبر)‪ :‬اجلدول املرفق رقم [‪ ،]7‬ملعرفة املزيد من النقوش التي تناولت هذا اللفظ‪.‬‬
‫‪ - 2‬لالستزاد حول عالقة احليوانات بالديانة يف اليمن القديم (انبر)‪ :‬احلامدي‪ ،‬هزاع‪ :‬القرابي‬
‫والنذور‪ ،‬ص ‪.72 -36‬‬
‫‪ - 3‬بن حييى‪ ،‬عز ‪ :‬الربونز يف اليمن القديم‪ ،‬ج (‪ ،)1‬ص ‪.176 - 167 ،157 – 156‬‬
‫‪ - 4‬عنان‪ ،‬زيد‪ :‬تاريخ حنار اليمن القديم‪ ،‬ص ‪148‬ل ملزيد من النقوش (انبر)‪Sima, :‬‬
‫‪Alexander: Tiere, Pflanzen, Steine, P. 146- 156.‬‬
‫‪308‬‬
‫التي كانت تدون من عد نسخ(‪.)1‬‬

‫يفرس البعض أن القربان املذكور يف هذا النقش ربام يكون للمبخر وعليها‬
‫نحت لصور ثوران‪ ،‬أو رأه ثورين ومثل هذا اليشء وجد ما يثبته عه بعض‬
‫املباخرل لكن العبار واضحة يف النقش من حيث وجود حرف العطف (الواو) بي‬
‫القربان األول‪ ،‬وهو الثوران ( ث ر ن هـ ن )‪ ،‬والقربان الثاين‪ ،‬وهو املبخر ( م ق ط‬
‫ر ن ) وقد قدما يف وقت واحد‪.‬‬

‫املدون عليها واحد من أنواع‬


‫ا‬ ‫وربام يكون أحد الثورين قد ث ّبت عه القاعد‬
‫القرابي املذكور فيها‪ ،‬والقاعد األخرى ث ّبت عليها القربان اآلخر أو ربام يشري إىل‬
‫أن التقدمة قد تكون لثورين ح ايي ألنه ال إشار إىل تقديمهام كتمثالي‪.‬‬

‫صور عليها رمز الثور‬


‫وتعود أقدم النقوش السبئية املكتشفة حتى اآلن والتي ِّ‬
‫إىل عهد املكربي األوائل واستمر ظهوره عه النقوش الكتابية حتى الفرت املتاخر ‪.‬‬
‫النقوش التي عرفت بتمثيل الثور منها نقش من رصواح (‪)Gl 1624‬‬ ‫ومن تل‬
‫صور رأس الثور عه شكل هالل يعلوه قرص الشمس‪ ،‬ونقش نذري مقدم لإلله‬
‫املقه يف معبد أوام (‪ ،)Ja 552‬حيث يبهر رسم ثورين متقابلي عه بوابة املعبد‬
‫أوام يتوسطهام النقش‪ ،‬ومها واقفان عه قوائمهام األربع بلفتة جانبية للر وس‬
‫وقرنامها يشكالن اهلالل‪ ،‬وقدم صاحب النقش ابنه وأمالكه لإلله إملقه أي وضعهم‬
‫يف محايته‪.‬‬

‫كام يطلق اسمه أينا عه ن‬


‫كل من املعبود (إملقه)‪ ،‬واملعبود(سامع)(‪ .)2‬و ا‬

‫‪1 - Jamme, A: Sabaean Inscriptions, p.187 – 188.‬‬


‫‪ - 2‬سيد‪ ،‬عبداملنعم عبداحلليم‪ :‬البحر األمحر وظهري يف العصور القديمة‪ ،‬يف جمموعة بحوث نرشت يف‬
‫الدوريات العربية واألوربية‪ ،‬دار املعرفة اجلامعية ‪ -‬االسكندرية‪1993 ،‬م‪ ،‬ص ‪.284‬‬
‫‪309‬‬
‫يؤكد داللة الثور عه أنه رمز لإلله إملقه أينا نعته باللقب (ا ل م ق هـ ‪ /‬ث هـ و‬
‫ن ‪ /‬ث و ر ‪ /‬ب ع ل م ب ع ل ا و ا م) يف النقش (‪ ،)Ja 733‬و (ا ل م ق هـ ‪ /‬ث‬
‫هـ و ن ‪ /‬ب ع ل ‪ /‬ا و م ‪ /‬و ث و ر ب ع ل م) يف النقشي (‪،)Gl 138; Ja 722‬‬
‫و (ا ل م ق هـ ‪ /‬ث هـ و ن ‪ /‬و ث و ر ‪ /‬ب ع ل م ‪ /‬ب ع ل ي ‪ /‬ا و م ‪ /‬و ح ر و‬
‫ن م) يف النقوش (‪ ،)Ja 563; 564, 820‬و (ا ل م ق هـ ‪ /‬ث هـ و ن ‪ /‬و ث و ر ‪/‬‬
‫ب ع ل م ‪ /‬ب ع ل ي ‪ /‬ح ر و ن م) يف النقش (‪ )CIH 581‬و (ا ل م ق هـ ‪ /‬ث‬
‫هـ و ن ‪ /‬و ث و ر ‪ /‬ب ع ل م ‪ /‬ب ع ل ‪ /‬ح ر و ن م) يف النقش (‪ ،)CIH 409‬و‬
‫(ا ل م ق هـ ‪ /‬ث هـ و ن ‪ /‬ث و ر ‪ /‬ب ع ل م ‪ /‬ب ع ل ‪ /‬ح ر و ن م) يف النقش‬
‫(‪.)1()RES 3929‬‬

‫كام ان السبئيي اختذوا من الثور رمزا للمعبود املقه نبرا لقو هذا احليوان‬
‫نرى اهنم نحتوا شكل راسه وجعلوا قرنية يف شكل‬ ‫وأمهيته يف الزراعة‪ .‬لذل‬
‫هالل‪ ،‬وأحيانا نجد رأس الثور منحوتا عه جدران املعابد وقرناه بشكل هالل‬
‫تتوسطهام دائر كاهنا قرص الشمس‪.‬‬

‫وتسمى هبذا االسم أينا بعض القبائل واألشخاص مثل ما ورد يف النقش‬
‫(‪ ) ZI 16/16‬كالتاا‪[ :‬ك و ن و ‪ /‬ب ن ي ‪ /‬ث و ر م ‪ /‬و ق ر ي ت م]‪،‬‬
‫ومعناها‪ :‬من بني ثور وقرية (‪.)2‬‬

‫‪ - 1‬كان الثور مقدسا يف بالد وادي الرافدين منذ عصور ما قبل التاريخ من فرت سامراء وحلف والفرتات‬
‫التي تلتها حتى العصور التارخيية‪ ،‬وأصب الثور عند البابليي حيوانا مقدسا لإلله سن (القمر) واإلله‬
‫أدد (هلإ الربق والعواصف)‪ .‬لالستزاد حول ذل (انبر)‪Yaseen, G. T., A study of the ( :‬‬
‫‪Old Babylonian Pottery from the Hamrin Basin Iraq, with special‬‬
‫‪.)reference to Tell Halawa. Ph. D. thesis. England, 1987, p. 165-166‬‬
‫‪ - 2‬عنان‪ ،‬زيد‪ :‬تاريخ حنار اليمن القديم‪ ،‬ص ‪.217‬‬
‫‪310‬‬
‫واملتعارف عليه أن اإلنسان اليمني مل يستغن يف غذائه عن حلوم احليواناتل‬
‫فقد تركز غذا ه عه حلوم األبقار واألغنام والامعز واإلبل‪ ،‬وقد أورد ذكر ذل يف‬
‫(رشحبيل يعفر) ‪-‬القرن اخلامس امليالدي‪-‬‬ ‫النقش (‪ )CIH 540‬العائد للمل‬
‫والذي يتحدث عن ترميمه لسد مارب وعن كمية اللحوم التي قدمت للعامل أثناء‬
‫إعاد ترميم سد مارب‪ ،‬والتي تقدر بـ (‪ )370‬رأس من اإلبل‪ ،‬و (‪ )1360‬رأسا من‬
‫النان والبقر‪ ،‬و (‪ )1100‬ذبيحة أخرى‪.‬‬

‫أما أبرهة –الذي حكم اليمن يف حواا منتصف القرن السادس امليالدي‪-‬‬
‫فقد يدث نقشه الشبيه بنقش (رشحبيل يعفر)‪ ،‬عن كمية اللحوم التي قدمت‬
‫للعامل أثناء إعاد ترميم سد مارب‪ ،‬والتي تقدر بحواا (‪ )3000‬ذبيحة من اإلبل‬
‫واألبقار واألغنام‪ ،‬و (‪ )7200‬من النان‪ ،‬ويتن من خالل النقوش أن أعداد‬
‫األبقار والثريان كانت كبري ‪ ،‬وكانت معرضة أثناء احلروب للغنيمة والقتل‪.‬‬

‫ويرد يف النقوش اليمنية القديمة لفظ [ث و ر م = ‪( ]ṮWRM‬ثورم)‪:‬‬


‫للداللة عه الثريان (الربية)(‪ .)1‬ويعتقد الباحثي أن أول ظهور له يف األلف‬
‫السادس قبل امليالد‪ ،‬حيث عثر عه بعض العبام العائد إىل هذه الفرت ‪ ،‬ومن‬
‫املالحظ أن الثور الربي –املقصود هنا بالثور هو الثور بدون سنام‪ -‬يف اليمن سبق‬
‫استئناس الامعز(‪ ،)2‬وهكذا فةن الثور املستانس كان عه ما يبدو امتدادا للثور‬
‫الوحيش (الربي)‪ ،‬الذي تم رسمه ابتداء من هناية العرص احلجري احلديث وحتى‬
‫العرص الربونزي(‪.)3‬‬

‫‪( - 1‬انبر)‪ :‬النقوش املسندية التالية‪CIH 155/5; 398/19= Gl 891; CIH 409/2; 581/3; Ir 9; ( :‬‬
‫‪.)Ja 563/18; 564/27; 733/3; 820/3; RES 3929/4; 3929/6; 4138/12‬‬
‫‪ - 2‬لويز‪ ،‬ماري‪ :‬االستيطان يف عرص اهلولوسي ‪ ،‬ص ‪.34‬‬
‫‪ - 3‬رشاد‪ ،‬مدحية‪ :‬التسلسل الزمني وأنامط فن الرسوم الصخرية ‪ ،‬ص‪.103‬‬
‫‪311‬‬
‫[ف ر س ‪ ،‬ا ف ر س م = ‪( ]FRS1, ƆFRS1M‬فرس‪ ،‬أفراسم)‪:‬‬

‫أهتم اإلنسان اليمني القديم باخليول‪ ،‬وأفرد هلا مساحة خاصة يف حياته‬
‫اليومية‪ ،‬نبرا لام فيها من يزات وفوائد‪ ،‬فهو حيوان حريب‪ ،‬وهو السالح األقوى يف‬
‫املعارك‪ ،‬وهو أكع وسيلة تنقل عه وجه االرض يف التاريخ القديم‪ ،‬وهي أشد‬
‫الدواب عدوا وذكاء(‪ .)1‬لذا نجد أن مالكها من أصحاب األموال كامللوك وكبار‬
‫رجاالت الدولة(‪ ،)2‬حيث أوجدوا هلا مروضي أو سائسي خاصي أطلقوا عليهم‬
‫لفظ [ا ت ل و ‪ ،‬ت ل ي = ‪( ]ƆTLW, TLY‬أتلو‪ ،‬تيل)(‪ ،)3‬ووفروا هلا مراعي‬
‫خاصة هبا‪ ،‬وذل كام يف النقش (‪ )ZI 20/1‬والذي وردت فيه اجلملة اآلتية‪[ :‬م ح‬
‫ق ب م ‪ /‬ي د م ر ‪ /‬ت ل ي ‪ /‬أ ف ر س ‪ /‬م ل ك ن]‪ ،‬وتفسريها‪ :‬حمقب يدمر‬
‫مروض اخليول امللكية (‪ ،)4‬وورد يف النقش (‪ )ZI 6/1‬النا التاا‪[ :‬أ ل غ ز ‪ /‬أ‬
‫ي و ك ن ‪ /‬و ب ن ي هـ و ‪ .. /‬ي ز ‪ /‬أ ت ل و ت ‪ /‬أ ف ر س ‪ /‬م ل ك ن]‪ ،‬أي‬
‫بمعني‪ :‬الغز أيوكن وبنيه‪ ،‬مروضو اخليول امللكية ‪ ،‬كام تنمن النقش نفسه هذه‬
‫العبار ‪ ...]8[[ :‬م ت ع ‪ /‬ف ر [‪ ]9‬س ن ‪ /‬د ي ن ر م ‪ /‬و ظ ب ي م ‪ /‬ب ك ن ‪/‬‬
‫[‪ ]10‬ر ك ب ي ‪ /‬ب ن ‪ /‬س ر ن ‪ /‬ب ر ي ن ‪ /‬ي ر ت ع ن ن ‪ ]11[ /‬ع د ي ‪ /‬خ ب‬
‫ت ن]‪ ،‬وتفسريها‪ :‬متع الفرس دينار‪ ،‬وظبيم يف اخلبت معتمد عه املرعى (‪،)5‬‬
‫ومن املالحظ هنا هو ورود بعض أسامء اخليول كام هو احلال يف أسامء اإلنسان‪ ،‬فقد‬
‫ورد اسام (دينار‪ ،‬وظبيم)‪ ،‬وهذا يدلنا إىل مدى العالقة القوية بي اإلنسان واخليل‪،‬‬

‫‪ - 1‬العمري‪ ،‬ابن فنل اهلل‪ :‬مسال األبصار‪ ،‬ص ‪.22‬‬


‫‪ - 2‬النعيم‪ ،‬نوره‪ :‬الوضع االقتصادي‪ ،‬ص ‪.159‬‬
‫‪ - 3‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪.148‬‬
‫‪ - 4‬عنان‪ ،‬زيد‪ :‬تاريخ حنار اليمن القديم‪ ،‬ص ‪.237‬‬
‫‪ - 5‬عنان‪ ،‬زيد‪ :‬تاريخ حنار اليمن القديم‪ ،‬ص ‪.167‬‬
‫‪312‬‬
‫والزلت تسميات اخليل كاسامء أشخاص مستمر حتى يومنا هذا‪ ،‬بل تفرد لكل‬
‫خيل بام يسمى بشجر نسب (املشجر) لتاكيد أصالة اخليل ونسبه‪.‬‬

‫كام خصصت املراعي اخلاصة باخليول والتي أطلق عليها لفظ [خ ب ت =‬


‫‪( ]ḪBT‬خبت)‪ :‬والزال هذا اللفظ مستخدم يف اللهجات املحلية يف اليمن‪،‬‬
‫واخلبت‪ :‬هو السهل الواسع‪ ،‬وجاء يف لسان العرب‪( :‬اخلبت)‪ :‬ما اتسع من بطون‬
‫األرض ‪ ..‬إلخ(‪.)1‬‬
‫القديمة(‪)2‬‬ ‫وقد استخدم األعراب الذين ورد ذكرهم يف النقوش اليمنية‬
‫اخليل يف شن غارا م عه الثغور احلرضية وكانوا يتميزون بحسن استخدام اجلمل‬
‫والفرس يف احلروب(‪ ،)3‬كام كانت فرقة الفرسان احد أهم وأقوى تشكيالت‬
‫احلروب‪ ،‬فهي القو الناربة‬ ‫اجليش‪ ،‬ولقد لعبت اخليول دورا عبيام يف تل‬
‫يول كربى يف الكر والفر عه‬
‫األقوى واألكع يف العمليات احلربية‪ ،‬وكانت نقطة ّ‬
‫العدو ويف التكتي احلريب(‪ ،)4‬حيث استفيد من صفا ا يف الغارات التي كانت تقوم‬
‫هبا القبائل فيام بينها يف اليمن القديم(‪.)5‬‬

‫كام استهدف القاد العسكريون السبئيون يف احلروب واملعارك التي خاضوها‬


‫ضد أعدائهم واخلارجي عن سيطر م‪ ،‬احلصول عه غنائم اخليل بشكل واض‬

‫‪ - 1‬ابن منبور‪ :‬لسان العرب‪ ،‬مج (‪ ،)2‬ج (‪ ،)13‬ماد [خ ب ت]‪ ،‬ص ‪.1087‬‬
‫‪2 - Beeston, A. f. l: "Warfare in Ancint South Arabia", Qahtan Studies Old‬‬
‫‪South Arabian Epigraph: Fasc 3 London. Luzac Co. 1976, p 'j 665, p.‬‬
‫‪52, 'E 13' p. 47, 'j 643' p. 45.‬‬
‫‪ - 3‬عبدالله‪ ،‬يوسف‪ :‬أوراق يف تاريخ اليمن‪ ،‬ص ‪.258 - 257‬‬
‫‪ - 4‬الربهيي‪ ،‬إبراهيم‪ :‬احلرف والصناعات‪ ،‬ص ‪.146‬‬
‫‪ - 5‬لطفي‪ ،‬عبدالوهاب‪ :‬العرب يف العصور القديمة‪ ،‬ص ‪.115‬‬
‫‪313‬‬
‫ليستعينوا هبا يف حروهبم القادمة ولينعفوا من شوكة أعدائهم(‪.)1‬‬

‫اآلشوري‬ ‫وأقدم ذكر للخيول املوجود باليمن القديم ورد يف نا للمل‬


‫كجون (الثاين) عام (‪ 714‬ق‪.‬م)‪ ،‬جاءت فيه اخليول كةحدى اجلزى التي تلقاها‬
‫من يثع أمر السبئي(‪ .)2‬وهذا النا يثبت استخدام اليمنيي القدماء للخيل منذ‬
‫القرن الثامن قبل امليالد عه األقل(‪.)3‬‬

‫واحلصان يا بعد احلامر من حيث قدم التعرف عليه من جانب عرب شبه‬
‫اجلزير ‪ ،‬يف فرت عصور ما قبل التاريخ‪ ،‬ويرتكز مصدر استئناس احلصان عه أجداده‬
‫الوحشيي (اخليول الربية)(‪ .)4‬ورغم اقرتان األنواع اجليد باسم العرب‪ ،‬إال أنه يعد‬
‫حيوانا دخيال عليهم فقد كان أول من دجنه هم الرعا من القبائل اآلرية (اهلند و‬
‫أوريوبية)‪ ،‬وأدخله احليثيون إىل غريب القار اآلسيوية يف أواسط األلف الثانية ق‪.‬م‪،‬‬
‫ومن سوريا عرف طريقه إىل شبه جزير العرب يف الفرت السابقة للعرص امليالدي(‪،)5‬‬
‫حيث يؤكد هذا القول اسرتابو بندر وجود اخليل يف اجلزير العربية(‪ ،)6‬إال أن‬
‫الرسومات الصخرية التي تعود لفرتات ما قبل التاريخ تدل عه وجودها‪ ،‬ويبهر أن‬
‫مواطنها اقترصت عه بادية اجلزير ومل تدخل إىل حوابها إال يف فرتات متاخر (‪.)7‬‬

‫‪( - 1‬انبر)‪ :‬النقوش املسندية التالية‪Ja 576/3; 635/31; 643 B/2; 644/20 = Sh 27/4; ( :‬‬
‫‪.)Ir 13/3‬‬
‫‪ - 2‬صال ‪ ،‬عبدالعزيز‪ :‬تاريخ شبه اجلزير ‪ ،‬ص ‪.49 - 48‬‬
‫‪ - 3‬الرشجبي‪ ،‬مجال‪ :‬اليمن يف عهد املكرب السبئي‪ ،‬ص ‪.20‬‬
‫‪ - 4‬رشاد‪ ،‬مدحية‪ :‬التسلسل الزمني وأنامط فن الرسوم الصخرية ‪ ،‬ص ‪.104‬‬
‫‪ - 5‬احلداد‪ ،‬فتحي‪ :‬االشكال احليوانية‪ ،‬ص ‪.28‬‬
‫‪ - 6‬الشيبة‪ ،‬عبدالله‪ :‬ترمجات يامنية‪ ،‬ص ‪.36‬‬
‫‪ - 7‬النعيم‪ ،‬نوره‪ :‬الوضع االقتصادي‪ ،‬ص ‪.159‬‬
‫‪314‬‬
‫وبذل ل فقد تنوعت املسميات والصفات للخيول يف نقوش اليمن القديم من‬
‫حيث االستخدام والنوع والعمر‪ ،‬وذل عه سبيل املثال كام ييل‪:‬‬

‫[ف ر س ‪ ،‬ا ف ر س م = ‪( ]FRS1, ƆFRS1M‬فرس‪ ،‬أفرسم)‪ :‬ورد هذا اللفظ‬


‫يف النقوش اليمنية القديمة(‪ ،)1‬بنفس املعنى يف اللغة العربية واللهجات املحلية وهو‬
‫بمعنى فرس (‪ ،)2‬وجاء يف النقش (‪ ،)Ir 39/38 = Ja 665‬ضمن هذه العبار ‪[ :‬أ‬
‫ف ر س هـ م و ‪ /‬خ م س ‪ /‬و أ ر ب ع ي ‪ /‬أ ف ر س م](‪ ،)3‬وتفسريها‪ :‬من خيلهم‬
‫مخسة وأربعون فرسا ‪ ،‬والفرس اسم يطلق عه الذكر واألنثى‪ ،‬ومجعها أفراس‪ ،‬وال‬
‫يقال لألنثى فرسة(‪ ،)4‬ويقال للذكر حصان يف اللغة العربية‪ ،‬وهو الكريم املفتون بامئه‪،‬‬
‫حتى سموا كل ذكر من اخليل حصانا(‪ ،)5‬وورد املعنى أنثى اخليل بلفظ [ج ب ه ت =‬
‫‪( ]GBHT‬جبهت)(‪ ،)6‬يف النقش (‪ ،)7()CIH 404 bis/1‬كام ورد لفظ يفيد نوع‬
‫الفرس من حيث االستخدام والقو يف النقش (‪ )Ja 576/16‬وذل بلفظ [ط ر ي د‬
‫= ‪( ]ṬRYD‬طرياد)‪ ،‬وهو بمعنى فرس طراد‪ ،‬فرس كيع اجلري (‪.)8‬‬

‫‪( - 1‬انبر)‪ :‬اجلدول املرفق رقم [‪ ،]7‬ملعرفة املزيد من النقوش التي تناولت هذا اللفظل لالستزاد (انبر)‪:‬‬
‫‪Sima, Alexander: Tiere, Pflanzen, Steine, P. 63- 81.‬‬
‫‪ - 2‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪.46‬‬
‫‪ - 3‬اإلرياين‪ ،‬مطهر‪ :‬نقوش مسندية‪ ،‬ص ‪.67 -66‬‬
‫‪ - 4‬الزبيدي‪ ،‬حممد مرتىض احلسيني‪ :‬تاج العروس من جواهر القاموس‪ ،‬ج (‪ ،)28‬يقيق‪ :‬حممود حممد‬
‫الطناجي‪ ،‬وزار اإلعالم‪ -‬الكويت‪1413 ،‬هـ‪1993 /‬م‪ ،‬ماد [خ ي ل]‪ ،‬ص ‪.457‬‬
‫‪ - 5‬الزبيدي‪ ،‬حممد مرتىض احلسيني‪ :‬تاج العروس من جواهر القاموس‪ ،‬ج (‪ ،)34‬يقيق‪ :‬عيل هالا‪،‬‬
‫املجلس الوطني للثقافة والفنون‪ -‬الكويت‪ ،‬ط (‪1421 ،)1‬هـ‪2001 /‬م‪ ،‬ماد [ح ص ن]‪ ،‬ص ‪.439‬‬
‫‪ - 6‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪.48‬‬
‫‪7 - Sima, Alexander: Tiere, Pflanzen, Steine, P. 89- 91.‬‬
‫‪ - 8‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪.154 - 153‬‬
‫‪315‬‬
‫وورد كذل يف النقش (‪ )Ja 576/15‬اللفظ‪[:‬ن ح ر ‪ ،‬ا ن ح ر = ‪NḤR,‬‬
‫درب (‪ ،)1‬وجاء اللفظ [ج و د ‪ ،‬ج‬ ‫ن‬
‫‪( ] NḤR‬نحر‪ ،‬أنحر)‪ ،‬وهو صفة حلصان قتال م ا‬
‫‪Ɔ‬‬

‫و د م = ‪( ]GWD, GWDM‬جواد‪ ،‬جودم)(‪ ،)2‬يف النقشي ( ;‪Ja 665/44‬‬


‫بمعني ركوبة‬ ‫‪ ،)667‬وهذا اللفظ يعني جواد كام يف اللغة العربية‪ ،‬ويا‬
‫كيعة (‪ ،)3‬وهو من أسامء اخليول التي بود أيام املنازلة‪ ،‬ويف الصيد‪ ،‬ومن املالحظ‬
‫يف النقوش ورود لفظ [خ ي ل = ‪( ]ḪYL‬خيل)‪ :‬بمعنى قو ‪ ،‬حول ‪ ،‬كام يف هذه‬
‫اجلملة‪[ :‬و ح م د‪ /‬خ ي ل ‪ /‬و م ق م ‪ /‬م ر ا هـ ‪ /‬أ ل م ق هـ]‪ ،‬التي وردت يف النقش‬
‫(‪ ،)4()Sh 26/2‬وتفسريها‪ :‬ومحدا لقو ومقام سيده إملقه (‪ ،)5‬وربام من هذه التسمية‬
‫أخذ اسم خيل يف اللغة العربية‪ ،‬ويف النقش (‪ )Ja 565/44‬وردت مجلة تدل عه‬
‫كعة الفرس كاآل ‪[ :‬ج و د م ‪ /‬ف ر س م ‪ /‬و ن ق ت]‪ ،‬بمعنى‪ :‬جواد‬
‫فارس[كيع] وناقة ‪.‬‬
‫ت = ‪MHR,‬‬ ‫[م ه ر ‪ ،‬م ه ر‬ ‫اللفظ‬ ‫القديمة(‪)6‬‬ ‫وجاء يف النقوش اليمنية‬
‫‪( ]MHRT‬مهر‪ ،‬مهرت)(‪ ،)7‬ويعني األنثى الشابة من اخليل(‪.)8‬‬

‫‪ - 1‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪.95‬‬


‫‪ - 2‬بافقيه‪ ،‬حممدل (وآخرون)‪ :‬فتارات‪ ،‬ص ‪.363‬‬
‫‪ - 3‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪.51‬‬
‫‪ - 4‬رشف الدين‪ ،‬أمحد‪ :‬تاريخ اليمن الثقايف‪ ،‬ص ‪.344‬‬
‫‪ - 5‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪.64‬‬
‫‪( - 6‬انبر)‪ :‬النقوش املسندية التالية‪CIH 111/3; 492/1; Gl 1636/4; 716 A/1; Ja 752/5, 9, ( :‬‬
‫‪.)10‬‬
‫‪ - 7‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪84‬ل لالستزاد (انبر)‪Sima, Alexander: Tiere, :‬‬
‫‪Pflanzen, Steine, P. 117- 120.‬‬
‫‪ - 8‬العبودي‪ ،‬حممد‪ :‬معجم احليوان‪ ،‬ج (‪ ،)2‬ص ‪.818‬‬
‫‪316‬‬
‫[ب غ ل = ‪( ]BĠL‬بغل)‪:‬‬

‫وهو احليوان الذي تو الد بي الفرس واحلامر(‪ ،)1‬وله صرب احلامر وقو الفرس‪،‬‬
‫وعرف عنه احتامله لألثقال وصربه عه طول االيغال‪ ،‬وقد استعمل النبي ‪ ‬البغل‬
‫واقتناه‪ ،‬وركبه حرضا وسفرا(‪ ،)2‬والبغل حيوان قادر عه السري يف املناطق الوعر‬
‫خاصة يف املناطق الصخرية أو اجلبلية مثل ما هو احلال يف مرتفعات اليمن(‪ .)3‬وقد‬
‫ورد لفظ [ب غ ل = ‪( ]BĠL‬بغل)‪ :‬يف النقش (‪ ،)RES 4146/2, 5‬وهو‬
‫يرادف يف العربية بغل (‪ ،)4‬ومن البدهيي أن يكون البغل قد عرف بعد معرفة احلامر‬
‫واحلصان حيث أنه نسل منهام(‪.)5‬‬

‫أمحر)‪:‬‬
‫[ح م ر ‪ ،‬ح م ر ت ‪ ،‬ا ح م ر = ‪( ]ḤMR, ḤMRT, ƆḤMR‬محار‪ ،‬محار ‪ْ ،‬‬

‫احلامر‪ :‬هو احليوان الذي كان مالزما للفالح للركوب وحلمل األشياء الثقيلة‬
‫عليه‪ ،‬وهو سهل االنقياد‪ ،‬ياكل أي علف‪ ،‬ويقنع بام حيصل له منه(‪َ ،)6‬خدر األعناء‬
‫يف غاية الربود (‪ ،)7‬عرفه الساميون منذ فرتات بالغة يف القدم كوسيلة للنقل‪ ،‬وهو‬
‫يبهر يف وادي الرافدين مع بداية تارخيهم‪ ،‬بل أهنم عند بداية معرفتهم باجلمل‬

‫‪ - 1‬العبودي‪ ،‬حممد بن نارص‪ :‬معجم احليوان‪ ،‬ج (‪ ،)1‬ص ‪107‬ل العمري‪ ،‬ابن فنل اهلل‪ :‬مسال‬
‫األبصار‪ ،‬ص ‪.23‬‬
‫‪ - 2‬الدمريي‪ ،‬كامل الدين حممد بن موسى‪ :‬حيا احليوان‪ ،‬ج (‪ ،)2‬كتاب اجلمهورية‪ -‬القاهر ‪1991 ،‬م‪،‬‬
‫ص ‪.233 – 226‬‬
‫‪ - 3‬لطفي‪ ،‬عبدالوهاب‪ :‬العرب يف العصور القديمة‪ ،‬ص ‪.117‬‬
‫‪ - 4‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪.27‬‬
‫‪ - 5‬احلداد‪ ،‬فتحي‪ :‬االشكال احليوانية‪ ،‬ص ‪.28‬‬
‫‪ - 6‬العبودي‪ ،‬حممد بن نارص‪ :‬معجم احليوان‪ ،‬ج (‪ ،)1‬ص ‪.235‬‬
‫‪ - 7‬العمري‪ ،‬ابن فنل اهلل‪ :‬مسال األبصار‪ ،‬ص ‪.24‬‬
‫‪317‬‬
‫الحتامل أنه وصلهم من‬ ‫سموه (يف اللغة املسامرية) محار البحر ـ وقد يكون ذل‬
‫الشاطئ العريب ملنطقة اخلليج ـ ويف هذا الوصف دليل عه قدم معرفتهم باحلامر‪،‬‬
‫ونبرا ملتامخة القبائل البدوية لبالد الرافدين فةن معرفة أحد اجلانبي للحامر كانت‬
‫تعني بالتبعية معرفة اجلانب اآلخر له‪ .‬وبام أنه وسيلة ال تلبي يف قطع املسافات‬
‫الطويلة فقد كان استخدامه حمدودا وقارصا عه أماكن االستقرار(‪ ،)1‬وتربى احلمري‬
‫يف مناطق احلرض أكثر منها يف البادية‪ ،‬واستخدمت يف أعامل الزراعة ورفع املياه(‪،)2‬‬
‫واحلرث‪ ،‬ونقل األعالف‪ ،‬إلخ‪.‬‬

‫ومن الصعوبة معرفة متى تم جلب احلامر من القرن األفريقي حيث استئنس‬
‫منذ أكثر من (‪ 5000‬سنة)‪ ،‬أو أن الصيد املخصا قد أدى إىل استئناسه؟ فهو‬
‫حيوان له أرجل مهيا جلبال اليمن الوعر ‪ ،‬ويعد موقع الشومة أقدم املواقع يف‬
‫العربية اجلنوبية التي تم فيها توثيق استئناس احليوانات‪ ،‬ويتن من ذل أن احلامر‬
‫والثور مها أول احليوانات املستانسة يف اليمن يف األلف السادس‪ /‬السابع قبل‬
‫امليالد(‪.)3‬‬

‫وقد عرفت احلمري يف اليمن القديم حيث وردت يف النقوش اليمنية‬


‫القديمة(‪)4‬ل فجاءت األلفاظ [ح م ر ‪ ،‬ح م ر ت ‪ ،‬ا ح م ر = ‪ḤMR, ḤMRT,‬‬
‫‪( ]ƆḤMR‬محر‪ ،‬محرت‪ ،‬أمحر)‪:‬وكلها تعني محار‪ ،‬محري (‪ ،)5‬وقد اشتهرت اليمن‬

‫‪ - 1‬لطفي‪ ،‬عبدالوهاب‪ :‬العرب يف العصور القديمة‪ ،‬ص ‪.114‬‬


‫‪ - 2‬النعيم‪ ،‬نوره‪ :‬الوضع االقتصادي‪ ،‬ص ‪.160‬‬
‫‪ - 3‬لويز‪ ،‬ماري‪ :‬االستيطان يف عرص اهلولوسي ‪ ،‬ص ‪.35‬‬
‫‪( - 4‬انبر)‪ :‬النقوش املسندية التالية‪CIH 540/32; Ja 643 bis/2; 2856/2; RES 3943/1= Gl ( :‬‬
‫‪.)418+419; RES 3945/19; Ja 643/3; Ir 12; Gl 1000/19‬‬
‫‪ - 5‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪68‬ل لالستزاد حول ذكر احلامر يف النقوش اليمنية‬
‫القديمة (انبر)‪Sima, Alexander: Tiere, Pflanzen, Steine, P. 95- 99. :‬‬
‫‪318‬‬
‫بانواع احلمري‪ ،‬مثل‪ :‬احلرضمية واملعافرية(‪ .)1‬واحلمري ثالثة انواع‪ :‬أهيل‪ :‬وهو‬
‫نوعان‪ :‬نوع يصل حلمل األثقال‪ ،‬ونوع ّلي األعطاف‪ ،‬كيع العدو‪ ،‬يسبق براذين‬
‫﴿و ْ‬
‫اخلَي ْ َل‬ ‫اخليل(‪ ،)2‬فهي عه هذا وسيلة نقل وركوب وزينة‪ ،‬مصداقا لقوله تعاا‪َ :‬‬
‫وها َوزينَة َو َخيْلق َما الَ َت ْع َلمو َن﴾(‪.)3‬‬ ‫ري ل َ ْ‬
‫رتكَب َ‬ ‫َوا ْلب َغ َال َو ْ‬
‫احلَم َ‬
‫ومن أنواع احلمري أينا‪ :‬وحيش‪ ،‬وإنيس(‪ ،)4‬كام ورد يف النقش ( ‪BR-‬‬
‫‪ )Yanbuq 47/7‬نفس اللفظ ولكن جاء بمعنى محار الوحش ‪ ،‬كام أتى بنفس‬
‫‪CAbadān‬‬ ‫( ‪1/39-‬‬ ‫يف نقش‬ ‫املعنى األخري اللفظ [ف ر ا = ‪ ،)5(]FRƆ‬وذل‬
‫‪ ،)6()40‬ومن عاد احلمري الوحشية أهنا ال ينقطع بعنها عن البعض ولو كانت‬
‫ألوفا‪ ،‬ولذل كان من السهل صيدها(‪.)7‬‬

‫وقد عثر عه عدد من بقايا محار الوحش يف إحدى املواقع اليمنية كمنطقة‬
‫حوض صعد تعود لعصور ما قبل التاريخ(‪ ،)8‬ويذكر املؤرخ زينيفون (‪ 401‬ق‪.‬م)‬

‫‪ - 1‬اهلمداين‪ ،‬احلسن‪ :‬صفة جزير العرب‪ ،‬ص ‪.320‬‬


‫عامن‪ ،‬ط (‪،)1‬‬
‫‪ - 2‬اخلطراوي‪ ،‬حممد العيد‪ :‬قراء يف دفاتر بعض احلمري‪ ،‬دار الفت للدراسات والنرش‪ّ -‬‬
‫‪1430‬هـ‪2009 /‬م‪ ،‬ص ‪.13‬‬
‫‪ - 3‬القرآن الكريم‪ :‬سور النحل‪ ،‬آية ‪.8‬‬
‫‪ - 4‬لالستزاد حول احلمري وانواعها وأسامئها وصفا ا‪( .‬انبر)‪ :‬اخلطراوي‪ ،‬حممد‪ :‬قراء يف دفاتر بعض‬
‫احلمري‪ ،‬ص ‪ ،15 – 12‬ص ‪96 -92‬ل كذل ‪ :‬ابن منبور‪ :‬لسان العرب‪ ،‬مج (‪ ،)2‬ج (‪ ،)12‬ماد [ح‬
‫م ر]‪ ،‬ص ‪.992‬‬
‫‪ - 5‬الزبيدي‪ :‬تاج العروس‪ ،‬ج (‪ ،)1‬ماد [ف ر أ]‪ ،‬ص ‪345‬ل وهو تقريبا بذات املعنى يف اللغات السامية‬
‫األخرى (انبر)‪ :‬كامل الدين‪ ،‬حازم‪ :‬معجم مفردات املشرتك السامي‪ ،‬ص ‪.291‬‬
‫‪ - 6‬السقاف‪ ،‬محود‪ :‬ملوك سبا‪ ،‬ص ‪85‬ل لالستزاد (انبر)‪Sima, Alexander: Tiere, Pflanzen, :‬‬
‫‪Steine, P. 59- 62.‬‬
‫‪ - 7‬العمري‪ ،‬ابن فنل اهلل‪ :‬مسال األبصار‪ ،‬ص ‪.27‬‬
‫‪ - 8‬حجوي‪ ،‬جيالا‪ :‬احليوانات الثديية الرئيسية ‪ ،‬ص ‪.78 - 73‬‬
‫‪319‬‬
‫إىل أن إقليم اجلزير رشق الفرات كان يعج بافواج من احليوانات الربية مثل احلمر‬
‫الوحشية والنعام واحلباري وبقر الوحش‪.)1(...‬‬

‫اعتمدت احليوانات الربية أينا يف البيئة اليمنية القديمة يف غذائها عه‬


‫احلشائش والنباتات الربية‪ ،‬فكل الدالئل تشري إىل أن البيئة قديام كانت غنية وحافلة‬
‫بصنوف وأجناس وفصائل من احليوانات الربية والوحشية من مجيع األنواع(‪ ،)2‬يف‬
‫العديد من مناطق اليمن القديم‪ ،‬حيث وردت يف النقوش أسام ها وانواعها‪ ،‬كان‬
‫أمهها‪:‬‬

‫[و ع ل ‪ ،‬ا و ع ل = ‪( ]WCL, ƆWCL‬وعل‪ ،‬أوعل)(‪:)3‬‬

‫الوعل‪ :‬هو تيس اجلبل(‪ ،)4‬وهو كالامعز األهلية التي تربى يف البيوت أو‬
‫البساتي ومع الرعايا يف الربية‪ ،‬اإال يف كونه وحشيا‪ ،‬وكونه ال يكاد ينزل من اجلبل‪،‬‬
‫بل إنه ال يرى أبدا يف السهل(‪ ،)5‬وهو شبيه ببقر الوحش (املها)(‪ ،)6‬وأنثى الوعل‬
‫يطلق عليها لفظ [ا ر و ي = ‪( ]ƆRWY‬أروي)‪ ،‬حيث ورد هذا يف النقش‬

‫‪ - 1‬اهلاشمي‪ ،‬رضا جواد‪ :‬البيئة الطبيعية يف تاريخ اجلزير العربية القديم ‪ ،‬جملة كلية اآلداب‪ -‬جامعة‬
‫بغداد‪ ،‬ع (‪1401 ،)30‬هـ‪1981 /‬م‪ ،‬ص ‪.248‬‬
‫‪ - 2‬اإلرياين‪ ،‬مطهر‪ :‬نقوش مسندية‪ ،‬ص ‪.448‬‬
‫‪ - 3‬السقاف‪ ،‬محود‪ :‬ملوك سبا‪ ،‬ص ‪.115‬‬
‫‪ - 4‬ابن منبور‪ :‬لسان العرب‪ ،‬مج (‪ ،)6‬ج (‪ ،)54‬ماد [و ع ل]‪ ،‬ص ‪4875‬ل الزبيدي‪ ،‬حممد مرتىض‬
‫احلسيني‪ :‬تاج العروس من جواهر القاموس‪ ،‬ج (‪ ،)31‬يقيق‪ :‬عبدالعليم الطحاوي‪ ،‬املجلس الوطني‬
‫للثقافة والفنون واآلداب‪ -‬الكويت‪ ،‬ط (‪1421 ،)1‬هـ‪2000 /‬م‪ ،‬ماد [و ع ل]‪ ،‬ص ‪.88‬‬
‫‪ - 5‬العبودي‪ ،‬حممد‪ :‬معجم احليوان‪ ،‬ج (‪ ،)2‬ص ‪907‬ل لالستزاد حول ذكر الوعل يف النقوش اليمنية‬
‫القديمو (انبر)‪ Sima, Alexander: Tiere, Pflanzen, Steine, P. 159- 164. :‬وعن‬
‫عالقة الوعل بمعبد رصواح‪( ،‬انبر)‪Ibid, P. 146- 168. :‬‬
‫‪ - 6‬العمري‪ ،‬ابن فنل اهلل‪ :‬مسال األبصار‪ ،‬ص ‪.43‬‬
‫‪320‬‬
‫(‪ ،)1()RES 4176/6‬وورد يف املعجم السبئي اللفظ [ت ر ح = ‪( ]TRḤ‬ترح)‪:‬‬
‫اللفظ [ا ي ل = ‪( ]ƆYL‬أيل)‪ :‬بمعنى أيل‪،‬‬ ‫بمعنى وعل (‪ ،)2‬وورد كذل‬
‫وعل (‪ ،)3‬وكان للوعل مكانة خاصة يف ديانة اليمنيي القدماء(‪ ،)4‬حيث ذكر يف‬
‫النقوش اليمنية القديمة(‪ ،)5‬وذل لثالثة أسباب هي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬نشوء طقس ديني منذ العرص السبئي املبكر‪ ،‬هو‪ :‬الصيد املقدس‪،‬‬
‫وخاصة (صيد عثرت) الذي كانت تقام له شعائر موسمية‪ ،‬يتصدرها املك َِّرب أو‬
‫املل السبئي وكبار القوم‪ ،‬وكان الوعل هو قوام هذا الطقس(‪.)6‬‬

‫ثانيا‪ :‬اختاذ اليمنيي القدماء الوعل وخاصة الفحل قائد القطيع رمزا جيسد‬
‫اإلله عثرت وهلإ املطر واخلصب واإلخصاب(‪ ،)7‬وكان عثرت إهلا عاما جلميع اليمنيي‬
‫القدماء وليس له خصوصية‪ ،‬وهلذا كان له معابد يف مجيع أنحاء البالد‪ ،‬وكانوا‬
‫يتقربون إليه يف هذه املعابد باصنام كثري عه شكل الوعل‪ ،‬كام تعد اللوحات‬

‫‪1 - Sima, Alexander: Tiere, Pflanzen, Steine, P 25- 26.‬‬


‫‪ - 2‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪.148‬‬
‫األبصار‪ ،‬ص ‪43‬ل‬ ‫‪ - 3‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪10‬ل العمري‪ ،‬ابن فنل اهلل‪ :‬مسال‬
‫لالستزاد (انبر)‪Sima, Alexander: Tiere, Pflanzen, Steine, P. 26- 28. :‬‬
‫‪ - 4‬بركات‪ ،‬أبو العيون‪ :‬الوعل يف احلنار اليمنية القديمة ‪ ،‬جملة اليمن اجلديد‪ ،‬وزار اإلعالم والثقافة‪-‬‬
‫اجلمهورية العربية اليمنية (سابقا)‪ ،‬ع (‪ ،)12‬س (‪ ،)15‬ديسمرب ‪1986‬م‪ ،‬ص ‪39‬ل لالستزاد حول‬
‫الوعول‪( .‬انبر)‪ :‬اإلرياين‪ ،‬مطهر‪ :‬نقوش مسندية‪ ،‬ص ‪.448 - 446‬‬
‫‪( - 5‬انبر)‪ :‬اجلدول املرفق رقم [‪ ،]7‬ملعرفة املزيد من النقوش التي تناولت هذا اللفظ‪.‬‬
‫‪ - 6‬الزبريي‪ ،‬خليل وائل حممد‪ :‬اإلله عثرت يف ديانة سبا (دراسة من خالل النقوش واآلثار)‪ ،‬رسالة ماجستري‪،‬‬
‫قسم التاريخ واآلثار‪ -‬كلية اآلداب ‪ -‬جامعة عدن‪1421 ،‬هـ‪2000 /‬م‪ ،‬ص ‪115 ،112 ،111‬ل‬
‫اإلرياين‪ ،‬مطهر عيل‪ :‬الوعل ‪ ،‬املوسوعة اليمنية‪ ،‬مؤسسة العفيف الثقافية ‪ -‬صنعاء‪ ،‬مج (‪ ،)4‬ط‬
‫(‪1423 ،)2‬هـ‪2003 /‬م‪ ،‬ص ‪.3168‬‬
‫‪ - 7‬داود‪ ،‬هالة‪ :‬فن النحت‪ ،‬ص ‪209‬ل الشيبة‪ ،‬عبدالله‪ :‬ترمجات يامنية‪ ،‬ص ‪.175‬‬
‫‪321‬‬
‫املنحوتة بزخارف أشكال الوعول من أبرز ما عثر عليه يف املعابد من عنارص‬
‫زخرفية‪ ،‬وخري مثال عه ذل معبد رصواح(‪.)1‬‬

‫ثالثا‪ :‬الوفر العبيمة التي كانت لقطعان األوعال يف مجيع أرجاء اليمن‪،‬‬
‫وخاصة يف املشارق‪ ،‬واملرابع األوىل للحنارات اليمنية القديمة‪ ،‬وللتدليل عه‬
‫ذل ‪ ،‬يذكر نقش مسندي واحد أن صاحبه وهو‪( :‬رشي – رشحم – أيمن‬
‫اهلمداين) صاد (مع أعوانه) ثالثة آالف وعل من جبال َص ْوالن يف منطقة مرهبة من‬
‫بكيل‪ ،‬هلذا فةن الصيد التجاري كان قائام بجانب الصيد الديني(‪ ،)2‬كام وجدت‬
‫ترشيعات دينية صادر من املعبود (تالب) يبر منع األغنام اجلبلية من الرعي كي‬
‫تسمن وتتكاثر‪ ،‬كام حبر املعبود (تالب) حراس بوابات املدينة من طرد قطيع‬
‫يف النقش‬ ‫(األغنام اجلبلية) التي ترعى أمامها ألهنا مقدسة(‪ ،)3‬وقد ورد ذل‬
‫(‪.)RES 4176/5- 6‬‬

‫وتعددت تفسريات الباحثي حول رمزية الوعل الدينية(‪ ،)4‬حيث يرى بعض‬
‫الباحثي انه اختري كذل بسبب ‪.‬يزه بعد أشياء أمهها‪ :‬أن الوعل أفنل احليوانات‬
‫الربية ذات القدر عه التنبؤ بالربق الذي يسبق املطر(‪ ،)5‬ولكونه جيلب اخلصب‬
‫ويثري الصيد املقدس‪ ،‬وتبهر قدسيته من خالل تسمية املعبد الرئيس اخلاص‬

‫‪ - 1‬باسالمة‪ ،‬حممد عبدالله‪ :‬صيد الوعل يف احلنار اليمنية القديمة ‪ ،‬جملة كلية اآلداب والعلوم‬
‫اإلنسانية‪ -‬جامعة صنعاء‪ ،‬مج (‪ ،)33‬ع (‪ ،)1‬يناير – يونيو ‪2010‬م‪ ،‬ص ‪130‬ل اإلرياين‪:‬‬
‫الوعل ‪ ،‬املوسوعة اليمنية‪ ،‬مج (‪ ،)4‬ص ‪.3169 – 3168‬‬
‫‪ - 2‬اإلرياين‪ :‬الوعل ‪ ،‬املوسوعة اليمنية‪ ،‬مج (‪ ،)4‬ص ‪3169‬ل لالستزاد حول الصيد املقدس يف‬
‫سبا‪( .‬انبر)‪ :‬الزبريي‪ ،‬خليل‪ :‬اإلله عثرت يف ديانة سبا‪ ،‬ص ‪.122 - 111‬‬
‫‪ - 3‬النعيم‪ ،‬نور ‪ :‬الترشيعات يف جنوب غرب اجلزير ‪ ،‬ص ‪.177‬‬
‫‪ - 4‬رشاد‪ ،‬مدحية‪ :‬مواضيع فن الرسم الصخري ‪ ،‬ص ‪.120 - 116‬‬
‫‪ - 5‬القحطاين‪ ،‬حممد‪ :‬تقدمات مباخر ومسارج ‪ ، ..‬ص ‪.105‬‬
‫‪322‬‬
‫باملعبود القمر يف العاصمة السبئية األوىل رصواح‪ ،‬باسم معبد وعول رصواح(‪،)1‬‬
‫وربام يفهم من ذل أينا أن املنطقة املذكور كانت تتصف بوفر الوعول‪.‬‬

‫األحجار يف معبد‬ ‫تعد أقدم الشواهد عه منحوتات ر وس الوعول‪ ،‬تل‬


‫(عثرت ذو ذيبان) عه جبل اللوذ (‪ ،)Ry 585, 586‬حيث تشكل وهي مصفوفة‬
‫إىل جانب بعنها يف اإلطار األعه للنقش‪ ،‬بينهام يبهر صفان من التيوس اجلبلية‬
‫اجلالسة عه يمي ويسار النقش‪ ،‬كام يتمثال عثرت وإملقه يف املعبد بواسطة الرسوم‬
‫البارز ويبهر رمزا حزمة الربق والقلم املزدوج يت النقشي املذكورين(‪ ،)2‬ولعل‬
‫هذا إشار إىل ما ذكرناه سابقا عن قدر الوعل عه التنبؤ بالربق‪.‬‬

‫كان تواجد الوعل يعم سائر أنحاء اليمن‪ ،‬ولكن هذا االنتشار ظل ينحرس‬
‫من األرياف ذات الكثافة الكبري حتى انحرص بقا ه يف املناطق الرشقية من اليمن‬
‫وديان أبي وحرضموت ومارب واجلوف وما أحاط‬ ‫وخاصة يف مصبات وم‬
‫برملة صيهد (رملة السبعتي)‪ ،‬وتعد حرضموت وبعض مناطق شبو واملهر آخر‬
‫املالجئ املعروفة للوعول باعداد قليلة آخذ بالتناقا الشديد نتيجة لام تعرض له‬
‫من صيد عشوائي‪ ،‬ولعل هذه املواطن األصلية هلا(‪ .)3‬ويف حرضموت إىل اليوم‬
‫برى احتفاالت تراثية رمزية سنوية لتمثيل عاد صيد الوعول(‪.)4‬‬

‫‪ - 1‬العمييس‪ ،‬فنل حممد حمسن‪ :‬الزخارف واملنحوتات احلجرية يف الفرت احلمريية (‪ 115‬ق‪.‬م – ‪525‬م)‬
‫حمافبة ذمار‪ -‬اليمن‪ ،‬رسالة ماجستري‪ ،‬آثار ما قبل اإلسالم – املعهد الوطني لعلوم اآلثار والرتاث‪-‬‬
‫اململكة املغربية‪2008 -2007 ،‬م‪ ،‬ص ‪.134‬‬
‫‪ - 2‬الشيبة‪ ،‬عبدالله‪ :‬ترمجات يامنية‪ ،‬ص ‪.192 - 191‬‬
‫‪ - 3‬اإلرياين‪ ،‬مطهر‪ :‬نقوش مسندية‪ ،‬ص ‪449‬ل بلفقيه‪ ،‬عيدروس‪ :‬جغرافية اجلمهورية اليمنية‪ ،‬ص ‪127‬ل‬
‫باسالمة‪ ،‬حممد‪ :‬صيد الوعل ‪ ،‬ص ‪.130 - 129‬‬
‫‪ - 4‬الزبريي‪ ،‬خليل‪ :‬اإلله عثرت يف ديانة سبا‪ ،‬ص ‪.122‬‬
‫‪323‬‬
‫وأكدت الكثري من الدالئل والرسومات الصخرية‪ ،‬التي تنمنتها الدراسات‬
‫األثرية والعلمية عه وجود الوعول يف اليمن(‪ ،)1‬وكان بجوارها الكلب املستانس‬
‫ذو الذيل امللتوي –يعتقد الباحث أهنا من فصيلة الكالب السلوقية املدربة عه‬
‫حتى اليوم يف بعض دول اخلليج العريب وتلقى‬ ‫الصيد وهي الزالت ‪.‬ارس ذل‬
‫بذل عناية فائقة‪ -‬واملرتبط عموما بحيوانات الصيد وبالتحديد الوعل(‪.)2‬‬

‫[ص ب ي = ‪( ]ṢBY‬صبي)‪:‬‬

‫ورد هذا االسم يف النقوش اليمنية القديمة(‪ ،)3‬بمعنى‪ :‬ظبي‪ ،‬وظباء (‪،)4‬‬
‫وهو الغزال(‪ ،)5‬وهو حيوان شديد النفر ‪ ،‬وحلمه أصل حلوم الصيد وألذها وأقرهبا‬
‫إىل الطبيعة(‪ ،)6‬ووجدت البباء ضمن فنون الرسوم الصخرية يف عصور ما قبل‬
‫التاريخ يف اليمن القديم(‪ ،)7‬ووجدت أينا ضمن احليوانات الرمزية يف الزخارف‬
‫املنحوتة يف معابد اجلوف(‪.)8‬‬

‫[ك ل ب م = ‪( ]KLBM‬كلبم)‪:‬‬

‫يعد استئناس الكالب ظاهر قديمة جدا بدأت يف العصور احلجرية القديمة‪،‬‬
‫منذ ما يقارب (‪ 20000‬سنة) يف اليمن(‪ ،)9‬وورد ذكر اسم (كلب) يف النقش‬

‫‪ - 1‬رشاد‪ ،‬مدحية‪ :‬مواضيع فن الرسم الصخري ‪ ،‬ص ‪.116 - 115‬‬


‫‪ - 2‬حجوي‪ ،‬جيالا‪ :‬احليوانات الثديية الرئيسية ‪ ،‬ص ‪.73‬‬
‫‪( - 3‬انبر)‪ :‬النقشي التاليي‪.)CIH 907/3; Ry 544/6( :‬‬
‫‪ - 4‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪.141‬‬
‫‪ - 5‬العبودي‪ ،‬حممد بن نارص‪ :‬معجم احليوان‪ ،‬ج (‪ ،)2‬ص ‪.591‬‬
‫‪ - 6‬العمري‪ ،‬ابن فنل اهلل‪ :‬مسال األبصار‪ ،‬ص ‪.42 ،41‬‬
‫‪ - 7‬رشاد‪ ،‬مدحية‪ :‬التسلسل الزمني وأنامط فن الرسوم الصخرية ‪ ،‬ص ‪.103‬‬
‫‪ - 8‬رشاد‪ ،‬مدحية‪ :‬مواضيع فن الرسم الصخري ‪ ،‬ص ‪.120‬‬
‫‪ - 9‬رشاد‪ ،‬مدحية‪ :‬مواضيع فن الرسم الصخري ‪ ،‬ص ‪.122‬‬
‫‪324‬‬
‫(‪ ،)1()CAbadān 1/38‬وهي املر الوحيد التي ذكر فيها هذا اللفظ يف النقوش‬
‫السبئية للداللة عه اسم كلب‪ ،‬وجاء ذل كاآل ‪[ :‬و خ م س ‪ /‬م أ ت م ‪ /‬ك ل ب‬
‫م]‪ ،‬وتفسريها‪ :‬ومخسامئة كلب ‪ ،‬ويشري اجلزء اخلاص بذكر الكلب إىل محلة صيد‬
‫استخدم فيها مخسامئة كلب باإلضافة إىل ثامن مائة جندي تم خالهلا مطارد العديد‬
‫من احليوانات الربية املختلفة(‪ ،)2‬ومن املالحظ أن الكالب كان يتم بهيزها ضمن‬
‫فيالق اجليش املختلفة مثلها مثل فيلق الفرسان واهلجانة‪.‬‬

‫استخدمت الكالب يف اليمن القديم للحراسة والصيد –كام ذكرنا سابقا‪-‬ل‬


‫فكانت يرس املراعي واألغنام واملنازل(‪ ،)3‬وصورت عه اآلثار اليمنية القديمة‬
‫والصخور‪ ،‬وقد عثر عه جمموعة من الرسوم يتوي عه مناظر لكالب الصيد يف‬
‫وضع االصطياد(‪.)4‬‬

‫وورد اسم تصغري من كلب كاسم إنسان أينا يف النقش (‪ )Ja 563‬ذكر فيه‬
‫سودم أسار وهيعن ‪ ...‬وبنيهموا كليبم بني عثكالن (‪.)5‬‬

‫النح ــل‪:‬‬

‫يدخل ضمن الثرو احليوانية(‪ ،)6‬وهو ذو هيئة ظريفة‪ ،‬وسط بطنه مربع بمع‬
‫فيه من ثمر االشجار رطوبات لطيف(‪ ،)7‬ومن رحيق األزهار‪ ،‬وهو املنتج للعسل‬

‫‪1 - Sima, Alexander: Tiere, Pflanzen, Steine, P 102- 104.‬‬


‫‪ - 2‬السقاف‪ ،‬محود‪ :‬ملوك سبا‪ ،‬ص ‪.113 ،85 - 84 ،79‬‬
‫‪ - 3‬لالستزاد عن طبائع وصفات الكالب (انبر)‪ :‬العمري‪ ،‬ابن فنل اهلل‪ :‬مسال األبصار‪ ،‬ص ‪.31‬‬
‫‪ - 4‬باسالمة‪ ،‬حممد‪ :‬صيد الوعل ‪ ،‬ص ‪.154 -151 ،144 -143 ،141 ،137‬‬
‫‪ - 5‬بافقيه‪ ،‬حممد‪ :‬تاريخ اليمن القديم‪ ،‬ص ‪.108‬‬
‫‪ - 6‬النعيم‪ ،‬نوره‪ :‬الوضع االقتصادي‪ ،‬ص ‪.160‬‬
‫‪ - 7‬العمري‪ ،‬ابن فنل اهلل‪ :‬مسال األبصار‪ ،‬ص ‪.169 - 168‬‬
‫‪325‬‬
‫الطبيعي‪ ،‬وقد اشتهرت اليمن القديم برتبية النحل‪ ،‬خاصة يف املرتفعات الغربية يف‬
‫جبال الرسا ويف مرتفعات اجلول يف جنوب اجلزير (‪ ،)1‬كام اشتهرت بجود‬
‫عسلها‪.‬‬

‫ومل يرد ذكر ما يفيد الداللة عه النحل يف النقوش السبئية أو املعجم السبئي‪،‬‬
‫ولكن ورد اللفظ [د ب س = ‪( ]DBS1‬دبس)‪ ،‬بمعنى عسل (‪ ،)2‬يف النقوش‬
‫والديب من البل ‪ ،‬وقد‬
‫ا‬ ‫التالية‪.)CIH 540/83, 96; 548/10,12; Ir 70/8( :‬‬
‫يدث اهلمداين عن كثر عسل جنوب اجلزير ‪ ،‬فذكر ان جبل هنوم أكثر بالد اهلل‬
‫أينا استخدم شجر الرياع وغري من األشجار كخاليا لنحل‬ ‫عسال‪ ،‬وكذل‬
‫العسل‪ ،‬ومن املرتفعات املشهور بعسلها وادي جردا وجبل العود وجبل‬
‫حنور(‪.)3‬‬

‫أكدت الدراسات األثرية وجود نشاط لرتبية النحل يف اليمن القديم‪ ،‬وكان‬
‫النحل يربى يف الكهوف التي حوهلا اإلنسان إىل خاليا لرتبة النحل الربي‪ ،‬حيث‬
‫توضع يف الكهوف جذوع بعض األشجار املفرغة‪ ،‬وتتحدث الرسومات اجلدارية‬
‫التي وجدت بالقرب من هذه الكهوف عن كيفية اصطياد النحل الربي(‪.)4‬‬

‫باإلضافة إىل ما ذكر سابقا من حيوانات قام اإلنسان اليمني القديم‬


‫باستئناسها وتدجينها‪ ،‬يرد يف النقوش اليمنية القديمة ذكر عدد من احليوانات‬
‫املتوحشة من السباع والتي كان اليمنيون يصيدوهنا لالستفاد من جلودها مثل‪:‬‬

‫‪ - 1‬النعيم‪ ،‬نوره‪ :‬الوضع االقتصادي‪ ،‬ص ‪.160‬‬


‫‪ - 2‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪35‬ل (انبر) جدول رقم (‪.)7‬‬
‫‪ - 3‬اهلمداين‪ ،‬احلسن‪ :‬صفة جزير العرب‪ ،‬ص ‪.311‬‬
‫"‪4 - Bafaqih M: "The Enigmatic Rock Drawings of Yatuf in Wadi Jordan‬‬
‫‪PSAS, London, IA, 1978, Vol. 8, p. 5 – 11.‬‬
‫‪326‬‬
‫النمور بلفظ [ن م ر م = ‪( ]NMRM‬نمرم)(‪ ،)1‬والذئاب بلفظ [ذ ا ب ي‬
‫والفهود(‪)3‬‬ ‫م = ‪( ]ḎƆBYM‬ذئبيم) ويرد ذكره يف النقش (‪،)2()Ja 918/1‬‬
‫واألسود(‪ ،)4‬نحاول تفصيل بعنها كاآل ‪:‬‬

‫[ل ب ا ‪ ،‬ل ب ا ن = ‪( ]LBƆ, LBƆ‬لبا‪ ،‬لبان)‪:‬‬

‫يرد هذا اللفظ يف النقوش(‪ ،)5‬بمعنى أسد‪ ،‬لبؤ (‪ ،)6‬واللبؤ ‪ :‬أنثى من‬
‫األسد(‪ ،)7‬وهو أشد السباع قو ‪ ،‬واكثرها جرأ ‪ ،‬وأهوهلا منبرا(‪ ،)8‬ويبدو أن األسد‬
‫يف اليمن القديم كان عه صلة بربة الشمس(‪ ،)9‬حيث كانت ‪.‬اثيله تقدم عاد‬

‫‪ - 1‬السقاف‪ ،‬محود‪ :‬ملوك سبا‪ ،‬ص ‪115‬ل بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪97‬ل (انبر)‪:‬‬
‫‪CAbadān‬‬ ‫النقوش املسندية التالية‪1/37; CIH 350/10; 429/6; Ir 32/41; Ja ( :‬‬
‫‪.)662/1; M 7/4= Ja 2862; Ry 538/24,28; Sh 32/2,7‬‬
‫‪2 - Sima, Alexander: Tiere, Pflanzen, Steine, P 120- 125.‬‬
‫‪ - 3‬بركات‪ ،‬أبو العيون‪ :‬بونت بي املصادر املرصية واليمنية ‪ ،‬جملة اليمن اجلديد‪ ،‬وزار اإلعالم‬
‫والثقافة‪ -‬صنعاء‪ ،‬ع (‪ ،)2‬س (‪ ،)15‬يناير‪1986 ،‬م‪ ،‬ص ‪.92‬‬
‫‪ - 4‬لطفي‪ ،‬عبدالوهاب‪ :‬العرب يف العصور القديمة‪ ،‬ص ‪.617‬‬
‫‪( - 5‬انبر)‪ :‬النقوش املسندية التالية‪CIH 299/1; 312/4; 338/8; Fa 74/2; Gl 1209/6, ( :‬‬
‫‪)8; Ir 21/1; Ry 538/20, 24, 28‬ل لالستزاد (انبر)‪Sima, Alexander: Tiere, :‬‬
‫‪Pflanzen, Steine, P. 108- 116.‬‬
‫‪ - 6‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪.81‬‬
‫‪ - 7‬ابن منبور‪ :‬لسان العرب‪ ،‬مج (‪ ،)5‬ج (‪ ،)44‬ماد [ل ب أ]‪ ،‬ص ‪3979‬ل الزبيدي‪ :‬تاج العروس‪،‬‬
‫ج (‪ ،)1‬ماد [ل ب أ]‪ ،‬ص ‪417 – 416‬ل ابن خالويه‪ ،‬احلسي بن أمحد (ت ‪ 370‬هـ)‪ :‬أسامء‬
‫األسد‪ ،‬يقيق‪ :‬حممود جاسم الدرويش‪ ،‬مؤسسة الرسالة ‪ -‬بريوت‪ ،‬ط (‪1409 ،)2‬هـ‪1989 /‬م‪،‬‬
‫ص ‪.13‬‬
‫‪ - 8‬العمري‪ ،‬ابن فنل اهلل‪ :‬مسال األبصار‪ ،‬ص ‪.48‬‬
‫‪ - 9‬الشيبة‪ ،‬عبدالله‪ :‬ترمجات يامنية‪ ،‬ص ‪.195‬‬
‫‪327‬‬
‫للمعبود ذات بعدن وذات محيم‪ ،‬ومن املرج أن األسد يف اليمن القديم كان‬
‫يشغل وظيفة احلامي واحلارس كام يف حنارات الرشق القديم(‪ ،)1‬ووجد استخدام‬
‫جلد األسد كزينة أو كرتبة عسكرية رفيعة أو درع يزيد من هيبة مرتدهيا‪ ،‬ومكانته‬
‫يف املجتمع اليمني‪ ،‬حيث وجد نموذج لذل يف احلنار السبئية وهو ‪.‬ثال (معدي‬
‫كرب)‪ ،‬حيث يبهر مرتديا جللد أسد(‪ ،)2‬وقد استاصل اإلنسان عه أكثرها منذ‬
‫زمن بعيد(‪.)3‬‬

‫وكان يستفاد من جلود احليوانات‪ ،‬فقد قام اإلنسان يف اليمن القديم – ومنذ‬
‫زمن بعيد‪ -‬بدباغة اجللود‪ ،‬وصناعة األحذية واألحزمة وغري ذل ‪ ..‬وما يؤكد ذل‬
‫ما عثر عليه من آثار يف مقابر (شبام الغراس) التي يعود تارخيها إىل القرن الثالث‬
‫قبل امليالد‪ ،‬إذ عثر عه مومياوات كفنت بلفائف كتانية وطبقات من اجللد‪،‬‬
‫باإلضافة إىل األحذية اجلنائزية واألحذية العادية واألحزمة(‪.)4‬‬

‫[ف ه د = ‪( ]FHD‬فهد)‪:‬‬

‫حيوان ضيق اخللق‪ ،‬شديد الغنب‪ ،‬ذو وثبات بعيد ‪ ،‬قال بعنهم أنه يتولد‬

‫‪ - 1‬بن حييى‪ ،‬عز ‪ :‬الربونز يف اليمن القديم‪ ،‬ج (‪ ،)1‬ص ‪ .159‬يعرف األسد بانه حيوان يرمز لإلله‬
‫الشمس خارج اجلزير العربية‪ ،‬وهو مقدس عند عشتار يف احلنار البابلية‪ ،‬وهو حيوان اآلهلة‬
‫يف مدينة احلرض‪،‬‬ ‫(أترجاتيس) حيث بلس عه عرش عه جانبية أسدين‪ ،‬وجد مثال ذل‬
‫ودورايورويس‪ ،‬وتدمر يف سورية‪( .‬انبر)‪ :‬الشيبة‪ ،‬عبدالله‪ :‬ترمجات يامنية‪ ،‬ص ‪.195‬‬
‫‪ - 2‬روبان‪ ،‬كريستيان جوليان‪ :‬تاسيس إمرباطورية‪ .‬السيطر السبئية عه املامل األوىل (القرن الثامن‬
‫– القرن السادس ق‪.‬م) ‪ ،‬ضمن كتاب (اليمن يف بالد ملكة سبا)‪ ،‬ترمجة‪ :‬بدر الدين عرودكي‪ ،‬دار‬
‫األهاا‪ -‬دمشق‪1999 ،‬م‪ ،‬ص ‪ .88‬وجلد األسد يف احلنار اإلغريقية يرمز إىل اإلله (هرقل)‪.‬‬
‫‪ - 3‬آغا‪ ،‬شاهر‪ :‬جغرافية اليمن الطبيعية‪ ،‬ص ‪.445‬‬
‫‪ - 4‬نورالدين‪ ،‬عبداحلليم‪ :‬مقدمة يف اآلثار واملتاحف اليمنية‪ ،‬ص ‪.589 - 588‬‬
‫‪328‬‬
‫من األسد والنمر‪ ،‬كالبغل من الفرس واحلامر(‪ ،)1‬ذكر الفهد يف النقوش اليمنية‬
‫القديمة‪ ،‬يف العقلة ويتحدث النقش (‪ ،)RES 4912‬عن تكريس ثامنية فهود عه‬
‫أهنا ضحية إىل جانب حيوانات أخرى من قبل مل حرضموت‪ ،‬كام ورد ذكر الفهد‬
‫يف النقش (‪ ،)2()Ja 949/2‬وقد وجد الفهد إىل جانب األسد يف اليمن القديم (‪،)3‬‬
‫ويعتقد أن وظيفته اثلة لألسد(‪.)4‬‬

‫وورد ذكر احلرشات التي كانت عامل مؤثر يف البيئة يف اليمن القديم‪ ،‬ومنها‬
‫ما ييل‪:‬‬

‫[ا ر ب ي = ‪( ]ƆRBY‬أريب)(‪:)5‬‬

‫يا هذا اللفظ يف النقش (‪ ،)6()Ja 610/8‬للداللة عه اجلراد‪ ،‬وهي سالح‬


‫ذو حدين‪ :‬األول‪ :‬أهنا حرش مؤذية دم وتتلف املراعي والغالل‪ ،‬والثاين‪ :‬أهنا‬
‫استخدمت كعنرص غذائي لإلنسان والزالت كذل حتى يومنا هذا‪ ،‬وعن األلفاظ‬
‫التي ذكرت احلرشاتل فقد ورد اللفظ [ع ر ج ل = ‪( ]CRGL‬عرجل)(‪ :)7‬يف‬
‫النقش (‪ ،)8()Ja 610/8‬للداللة عه آفة تنهي الزرع! أو للداللة عه أكاب‬

‫‪ - 1‬العمري‪ ،‬ابن فنل اهلل‪ :‬مسال األبصار‪ ،‬ص ‪.64‬‬


‫‪2 - Sima, Alexander: Tiere, Pflanzen, Steine, P 55- 59.‬‬
‫‪ - 3‬النارشي‪ ،‬محز بن عبدالله حممد بن عيل (ت ‪926‬هـ)‪ :‬إنتهاز الفرص يف الصيد والقنا‪ ،‬يقيق‪ :‬عبدالله‬
‫حممد احلبيش‪ ،‬الدار اليمنية للنرش والتوزيع‪1405 ،‬هـ‪1985 /‬م‪ ،‬ص ‪.114‬‬
‫‪ - 4‬بن حييى‪ ،‬عز ‪ :‬الربونز يف اليمن القديم‪ ،‬ج (‪ ،)1‬ص ‪.160‬‬
‫‪ - 5‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪.7‬‬
‫‪ - 6‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪19‬ل لالستزاد (انبر)‪Sima, Alexander: Tiere, :‬‬
‫‪Pflanzen, Steine, P. 23- 25.‬‬
‫‪ - 7‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪.19‬‬
‫‪8 - Sima, Alexander: Tiere, Pflanzen, Steine, P 31- 33.‬‬
‫‪329‬‬
‫اجلرادل وال يعقل أن يا لفبان فتلفان يف نقش واحد للداللة عه نفس املعنى‬
‫السابق‪ ،‬وورد كذل اللفبان [ق ل م ‪ ،‬ق م ل = ‪( ]QLM, QML‬قلم‪ ،‬قمل)‪:‬‬
‫املعجم السبئي بكوهنا يدالن عه اجلراد (‪ ،)1‬يف‬ ‫بمعنى حرش مؤذية وقد شك‬
‫العديد من النقوش اليمنية القديمة(‪.)2‬‬

‫وتعد هذه احلرشات أحد العنارص اهلدامة واملدمر ملوارد البيئة الطبيعية‪،‬‬
‫فهي من اآلفات الزراعية التي تقيض عه املحاصيل والنباتات‪ ،‬ا يؤثر بالتاا‬
‫بصور سلبية عه املوارد الطبيعية االقتصادية بشكل عام‪.‬‬

‫وفيام ييل عرض لبعض النقوش التي يمكن من خالهلا معرفة أنواع‬
‫احليوانات وأمهيتها يف اليمن القديم‪ ،‬وذل عه سبيل املثال ال احلرص‪:‬‬

‫تروى العديد من النقوش أحداثا تارخيية منها أعامل حربية أو غزوات مللوك‬
‫سبئيي وقاد عسكريي‪ ،‬وإن يكن وردت أحيانا –هذه النقوش‪ -‬بصور غري‬
‫مبارش ‪ ،‬خاصة عند تقديم قربان نذري‪ ،‬وقد تطورت نقوش النذور بعد بداية‬
‫التاريخ امليالدي‪ .‬وفيها يقدم الشخا الناذر شكرا لإلله عه نعمة يققت‪ ،‬ويقدم‬
‫دون‬
‫‪.‬ثاال صغريا يرمز إىل القربان‪ ،‬ويكون هذا التمثال مثبتا عه شاهد حيمل نقشا ا‬
‫فيه اسم مهديه ووظيفته ويروي بةجياز أغراض اإلهداء‪ ،‬وينتهي بصيغة مكرر ‪،‬‬
‫يطلب املهدي فيها املحاصيل الطيبة‪ ،‬واحلامية من العي اخلبيثة لألعداء ‪.)3(...‬‬

‫‪- 1‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪105‬ل مكياش‪ ،‬عبدالله‪ :‬نقوش عربية جنوبية‪ ،‬ص ‪.362‬‬
‫‪( - 2‬انبر)‪ :‬النقوش التالية‪CIH 74/18; 174/4; 352/16; Ir 22; 24; Ja 567/26; 610/7; ( :‬‬
‫‪)703/6; RES 4230 C/2; Sh 8/4‬ل لالستزاد (انبر)‪Sima, Alexander: Tiere, :‬‬
‫‪Pflanzen, Steine, P. 129- 131.‬‬
‫‪ - 3‬ريكمنس‪ ،‬جاك‪ :‬حنار اليمن قبل االسالم ‪ ،‬ص ‪.124‬‬
‫‪330‬‬
‫وإىل جانب األضاحي الفردية املقدمة يف املناسبات املختلفة‪ ،‬هناك أضاحي‬
‫حيوانية مجاعية يرافقها إحراق الطيب كانت تقدم بمناسبة البدء يف بناء منشا‬
‫عامة(‪.)1‬‬

‫ومنذ القرن الثاين امليالدي تقريبا توسعت حيثيات اإلهداء مثال‪ ،‬بدال من‬
‫ذكر الطريقة العامة جدا للحامية التي حققت خالل عمليات حربية معينة فقد تم‬
‫وصف األحداث بتفاصيل أكثر بتسمية مكان املعركة والقبائل املعينة‪ ،‬واملل‬
‫احلاكم‪ ،‬ووصف الغنيمة التي تم االستيالء عليها(‪.)2‬‬

‫ومن خالل النقوش الكتابية اليمنية يمكن إدراك القيمة االقتصادية اهلامة‬
‫للحيوانات يف اقتصاد اليمن القديم بشكل عام واقتصاد لكة سبا بشكل خاص‪،‬‬
‫يف دوام ذكرها يف كل النصوص التي تذكر تقديم أضاحي لآلهلة أو ‪.‬اثيل‬ ‫وذل‬
‫ألنواع معينة من احليوانات كالثريان والوعول أو ذكر أعداد كبري من احليوانات‬
‫التي تغتنمها احلمالت العسكرية‪ ،‬وتوض النقوش أنواع هذه احليوانات املختلفة‬
‫مثل‪ :‬ما ورد يف النقش (‪ )RES 3943/2-3‬كاآل ‪ :‬وأخذ تلكا م مجال وبقر‬
‫ومحري وماشية ‪ 31000‬غنيمة (‪ ،)3‬ومن نامذج هذه النقوش أينا النقش املعروف‬
‫بنقش النرص (‪ ،)Gl 1000 A, B = RES 3945‬الذي عثر عليه يف موقع معبد‬
‫إملقه الكبري يف رصواح وتعود أمهية النقش إىل أنه أقدم نا طويل حيفظ أسامء‬
‫مناطق كثري ويساعد عه معرفة األرايض التي كانت جزءا من لكة أوسان شبه‬
‫املجهولة واملناطق املرتبطة هبا‪ ،‬ويعي الباحثي عه تكوين صور عن الوضع يف‬

‫‪ - 1‬احلامدي‪ ،‬هزاع‪ :‬القرابي والنذور‪ ،‬ص‪.11‬‬


‫‪ - 2‬ريكمنس‪ ،‬جاك‪ :‬حنار اليمن قبل االسالم ‪ ،‬ص ‪.25 - 24‬‬
‫‪ -3‬العتيبي‪ ،‬حممد‪ :‬التنبيامت واملعارك احلربية يف سبا‪ ،‬ص ‪.20‬‬
‫‪331‬‬
‫املنطقة يف القرن السابع قبل امليالد(‪.)1‬‬

‫فقد ورد يف أحد احلمالت املذكور يف النقش (‪)Gl 1000 = RES 3945‬‬
‫كرب إيل وتر ما ييل‪ :‬ويوم قهر كرب إيل ساد ونقبة وأحرق كل مدن‬ ‫للمل‬
‫املعافر واستولوا عه ظرب وظلم وأروى وأحرق كل مدهنم‪ ،...‬وضاعف بائبهم‬
‫ما جيب تسليمه من بقر وغنم ‪ ،‬ويتن من هذا‬ ‫وفرض عليهم إىل جانب ذل‬
‫اجلزء أنه فرض عليهم غرامة من احليوانات أبقارا وأغناما‪ .‬ويذكر (العتيبي)‪ :‬أهنا‬
‫ربام كانت حماولة لالستيالء عه أوسان لالستفاد من امكانيا ا االقتصادية(‪.)2‬‬

‫ويف السطر (‪ )13‬من نفس النقش‪( :‬ويوم قهر كحد ذي سوط ألهنم أثاروا‬
‫العداو بقتلهم‪ ...‬وهامجوا من آمنهم كرب إيل‪ ... ،‬وذبحوا (‪ )2000‬من أنمهم‬
‫وغنموا كل مواشيهم وأمواهلم (‪ .)3‬ويبي اجلزء السابق من النا أنه قام بحملة‬
‫تاديبية أو انتقامية من قبلية كحد ذي سوطم واملعروف أن اهلنبة التي تشقها‬
‫أودية كثري من بينها وادي عرمه تسمى السوط ولعل كحد ذسوطم كانت‬
‫تسكن تل املنطقة (‪ .)4‬وقد ذكر كرب إيل وتر أنه غنم مواشيهم وأمواهلم‪.‬‬

‫وها هي فقر أخري يف السطرين (‪ )19 ،18‬من نفس النقش‪ ،‬ذكر فيها أنه‬
‫هاجم مدن أخرى وأخذ ما أخذ من مواشيهم من بقر ومحري وغنم‪ ،‬وذل كاآل ‪:‬‬
‫ويوم قهر سبل وهرم وفنن واستوىل عه منشا ا الامئية وأحرق مدن سبل ومدن‬
‫هرم‪ ،‬ومدن فنن و‪ ،...‬وغنم (‪ )150000‬من مواشيها ‪ ،...‬وغنم (‪ )200000‬من‬

‫‪ - 1‬العمري (وآخرون)‪ :‬يف صفة بالد اليمن‪ ،‬ص ‪.12‬‬


‫‪ -2‬العتيبي‪ ،‬حممد‪ :‬التنبيامت واملعارك احلربية يف سبا‪ ،‬ص ‪.30 ،27‬‬
‫‪ - 3‬العمري (وآخرون)‪ :‬يف صفة بالد اليمن‪ ،‬ص ‪.13‬‬
‫‪ - 4‬بافقيه‪ ،‬حممد‪ :‬تاريخ اليمن القديم‪ ،‬ص ‪.65 - 64‬‬
‫‪332‬‬
‫ماشيتهم إبال وبقرا ومحريا‪ ،...‬واستوىل كرب إيل بنجران عه أرض مهامر‪.)1( ...،‬‬
‫يقدر عدد احليوانات التي ذكرت يف هذا النقش عددا حواا (‪)352000‬‬ ‫وبذل‬
‫رأس من الامشية فتلفة األنواع‪ ،‬إضافة إىل أعداد القرابي املذبوحة التي تقدم هبام‬
‫صاحب النقش إىل اآللة عثرت وهوبس‪ ،‬وكذل ذكره ملجموعات من غنائم الامشية‬
‫فصل أعدادها‪.‬‬
‫التي مل ي ِّ‬

‫وهكذا فةن كرب إيل وتر الذي خاض هذه املعارك للقناء عه أوسان‬
‫وحلفائها قد سعى يف نفس الوقت إىل االستحواذ لنفسه ولقبيلته عه أجود‬
‫األرايض يف اجلوف ونجران ويف السهول الساحلية اجلنوبية(‪.)2‬‬

‫ويف النقش (‪ )643 bis/ 1-4‬الذي يتحدث عن معركة دارت رحاها بي‬
‫جييش مل سبا وذي ريدان (كرب إل بي بن ذمر عيل ذرح)‪ ،‬و مل حرضموت‪،‬‬
‫السبئي أخذ أفراسهم وكل ‪ )4( .....‬وإبلهم‬ ‫والتي كان من نتائجها أن املل‬
‫حرضموت وقواته (‪،)3‬‬ ‫ومحريهم وكل احليوان اجلوارح التي كانت مع مل‬
‫ويتن من هذا اجلزء من النقش أن اخليل واإلبل واحلمري كانت تستخدم يف‬
‫سبا وذي ريدان‬ ‫احلروب(‪ ،)4‬ألن (مل حرضموت) كان معدا جيشه ملالقا مل‬
‫الذي انترص عليه‪.‬‬

‫‪ -1‬العتيبي‪ ،‬حممد‪ :‬التنبيامت واملعارك احلربية يف سبا‪ ،‬ص ‪.29‬‬


‫‪ - 2‬بافقيه‪ ،‬حممد‪ :‬تاريخ اليمن القديم‪ ،‬ص ‪.67‬‬
‫‪ - 3‬بافقيه‪ ،‬حممد‪ :‬تاريخ اليمن القديم‪ ،‬ص ‪.101‬‬
‫‪ -4‬ملزيد من الدالئل عه استخدام اخليل يف املعارك احلربية (انبر) النقوش التالية‪Ja 576, 649, ( :‬‬
‫‪)665‬ل (انبر كذل )‪ :‬العتيبي‪ ،‬حممد‪ :‬التنبيامت واملعارك احلربية يف سبا‪ ،‬ص ‪،201 – 196‬‬
‫‪.237‬‬
‫‪333‬‬
‫سبا وذي ريدان‪،‬‬ ‫(شعر أوتر) مل‬ ‫وتوجد نقوش أخرى تعود لعهد املل‬
‫والذي يمثل عهده تتوجيا للسياسة الذكية التي اختطتها أكته خالل األجيال‬
‫القريبة السابقة لعهده والتي عارصت فرت شديد االضطراب‪ .‬ويبدو أن سياسة‬
‫التحالف التي اختطها والده من قبل كانت قد حققت أغراضها واستنفذ ا عندما‬
‫انفرد شعر أوتر باحلكم‪ ،‬فقد حقق السبئيون وحد م من جديد يت رايته واستطاع‬
‫حيول طاقات السبئيي من الرصاع الداخيل إىل حروب خارج حدود اململكة(‪،)1‬‬
‫أن ّ‬
‫بل إن احلمرييي كانوا خاضعي أو حمالفي هذا املل حتى أنه حي غزا حرضموت‬
‫كانت قوته العسكرية تتكون من سبا ومحري(‪.)2‬‬

‫ومن عهد املل شعر اوتر مل سبا وذي ريدان يرد النقش ( ‪Ir 12 = Sh‬‬
‫‪ ،)20‬ويدعى مقدمة (وايف اذرح) بانه تقرب إىل املقه بصنم وبثور [ثورن =‬
‫بمناسبة توليه قياد إحدى القوات ضد األحباش وانتصاره‬ ‫‪ ،)3(]WRNṮ‬وذل‬
‫عليهم وقد ذكر يف النا ـ ضمت ما مكن من اغتنامه ـ ثالثامئة من اإلبل [اابلم =‬
‫‪ ،]ƆƆBLM‬وألف وثالثامئة من البقر [بقرم = ‪ ،]BQRM‬ومائتي وسبعي من‬
‫احلمري [احمرم=‪ ،]ƆḤMRM‬وعرش آالف من الغنم[قطنتم = ‪.)4(]QṬNTM‬‬

‫ويرد يف النقش (‪ )Ir 13/1-3‬من عهد نفس املل شعر أوتر يذكر فيه أحد‬
‫ك بار قادته واسمه (فارع احصن االقياين)‪ ،‬أنه تقرب إىل املعبود املقه بصنمي من‬
‫الفنة محدا له ألنه أعان ملكه شعرم أوتر ونرصه يف حربه ضد مل حرضموت‬

‫‪( -1‬انبر) النقوش التالية‪.)Ja 632 - 642( :‬‬


‫‪ - 2‬بافقيه‪ ،‬حممد‪ :‬تاريخ اليمن القديم‪ ،‬ص ‪.104 - 103‬‬
‫‪ - 3‬اإلرياين‪ ،‬مطهر‪ :‬نقوش مسندية‪ ،‬ص ‪.105 -103‬‬
‫‪ - 4‬رشف الدين‪ ،‬أمحد‪ :‬تاريخ اليمن الثقايف‪ ،‬ص ‪.339 - 338‬‬
‫‪334‬‬
‫وأعاده بسالم وصحة وغنائم من األنعام [وغنمم = ‪ ،]ĠNMM‬واخليول‬
‫[افرسم = ‪ ،)1(]FRS1MƆ‬إلخ‪.‬‬

‫وجاء يف نقش (‪ )Ir 27‬للقائدين (أب كرب الرشواين البكييل) وابنه (أب‬
‫شمر الرشواين) ومها من أك ذات ختصا ديني فمنهم يكون كهان اإلله املقه‪.‬‬
‫يذكر أهنام تقربا إىل اإلله املقه بتمثاا ثورين برونزيي ‪[ ،‬ث ن ي ‪ /‬ث و ر ن‪ /‬ذ ذ‬
‫وفاء بنذر نذره وأعلنه القائد (أب كرب) لإلله املقه محدا له ألنه‬ ‫هـ ب م]‪ ،‬وذل‬
‫حقق له كل أمل أمله منه(‪.)2‬‬

‫ويف نقش من عهد املل (إلرشح حينب بن فارعم ينهب) وهو املل الذي‬
‫حارب احلمرييي وكان معه أخوه (يازل بي) وأخرجاهم عنو من مارب‪ ،‬واضطر‬
‫(شمر ذي ريدان) إىل طلب املصاحلة‪ ،‬غري أن املعارك كعان ما استؤنفت من‬
‫جديد(‪ ،)3‬ويلخا النقش (‪ )Ja 577‬وجهة نبر امللكي يف املعارك املذكور ‪ .‬ومن‬
‫فقرات النقش الذي ذكر فيها لقاء بي اخلصمي يف مدينتي ذمار و(هران) شامل‬
‫ذمار‪ :،‬تقدم ال رشح ومعه أقياله و ‪ 1500‬جندي و ‪ 40‬فارس والتقى بشمر ذي‬
‫ريدان ومعه ‪ 1600‬مجل وقبائل محري وردمان ومنحيم (‪.)4‬‬

‫ويا يف النقش (‪ ،)Ja 665‬العائد لعهد امللكي (ياك هينعم)‪ ،‬وابنه (ذرا‬
‫أمر أيمن)‪ ،‬والذي يتحدث عن نتائج احلملة العسكرية التي قام هبا القائد العسكري‬
‫السبئي)‪ ،‬ضد احلنارمة‪ ،‬والتي‬ ‫(سعد تالب يتلف بن جدنم كبري أعراب املل‬

‫‪ - 1‬اإلرياين‪ ،‬مطهر‪ :‬نقوش مسندية‪ ،‬ص ‪.115 ،112‬‬


‫‪ - 2‬اإلرياين‪ ،‬مطهر‪ :‬نقوش مسندية‪ ،‬ص ‪181 -180‬ل (انبر كذل )‪ :‬النقش‪.)Ja 635/31( :‬‬
‫‪ -3‬العتيبي‪ ،‬حممد‪ :‬التنبيامت واملعارك احلربية يف سبا‪ ،‬ص ‪.171 -169‬‬
‫‪ - 4‬بافقيه‪ ،‬حممد‪ :‬تاريخ اليمن القديم‪ ،‬ص ‪.125 ،122 ،121‬‬
‫‪335‬‬
‫كانت من نتائجها النرص واحلصول عه غنائم وفري من اإلبل واألبقار واألغنام(‪.)1‬‬

‫ويتن لنا من خالل حماولة استنطاق النقش (‪ ،)Ir 32‬أن القائد (سعد‬
‫سبا) –املذكور سابقا‪ -‬أنه أحد أهم واكرب القاد‬ ‫تالب كبري أعراب مل‬
‫سبا وذي ريدان وحرضموت‬ ‫(ذمار عيل هيرب مل‬ ‫العسكريي يف عهد املل‬
‫ويمنة)‪ ،‬ويدلنا أينا عه مدى قو جيشه الذي استخدمه يف شن محالته الستة‪ ،‬ضد‬
‫واخلارجي عن طوعه‪ ،‬حيث كان من ضمن عتاد وبهيزات اجليش‬ ‫أعداء املل‬
‫مخسي فارسا ومعهم عرش مساعدين(‪.)2‬‬

‫ونستدل من خالل النقوش احلربية التي ذكرت الغنائم والفيود –املذكور‬


‫سابقا‪ -‬أن امللوك والقاد العسكريي السبئيي الذين كانوا ينترصون يف تل‬
‫املعارك يقومون بجلب الغنائم إىل لكتهم‪ ،‬ومن ثم حرصها وتدوين أعدادها يف‬
‫النقوش الدالة عه انتصارهم‪ ،‬كام كانوا يقومون برتبيتها واالعتناء هبا سواء كوهنا‬
‫تعود بالنفع واخلري عه اجلانب االقتصادي للمملكةل وكون احليوانات تتكاثر‬
‫برسعة خالل وقت قصري‪ ،‬وهذا يدلنا أينا عه مدى اهتامم اإلنسان اليمني القديم‬
‫هبذا املورد الطبيعي‪ ،‬حيث حافظ عليه وأواله عناية خاصة تعود بالنفع واإلجياب‬
‫عه اقتصاد لكته‪ ،‬إذ استغل كل صنف من احليوانات يف جانب من جوانب حياته‬
‫العامةل فاإلبل مثال‪ :‬استخدمها يف احلرب والتجار واملاكل‪ ،‬واخليل يف احلرب‬
‫والتنقل‪ ،‬والامعز والنان يف املاكل وامللبس واملرشب واملسكن‪.‬‬

‫وتسجل لنا النقوش عددا من األلفاظ الدالة عه جوانب الرعاية واالهتامم‬


‫باحليوانات‪ ،‬سواء كانت مدجنة كاإلبل واخليول‪ ،...‬أو برية كالوعل‪ ،‬والتي أفرد هلا‬

‫‪ -1‬العتيبي‪ ،‬حممد‪ :‬التنبيامت واملعارك احلربية يف سبا‪ ،‬ص ‪.292‬‬


‫‪ - 2‬اإلرياين‪ ،‬مطهر‪ :‬نقوش مسندية‪ ،‬ص ‪.203 - 200‬‬
‫‪336‬‬
‫ترشيعات خاصة ترتب امور الرعي والصيد‪ ،‬وتطوير الثرو احليوانية وتكاثرها‪،‬‬
‫ونستوض ذل يف اآل ‪:‬‬

‫[م ر ع ي ت = ‪( ]MRCYT‬مرعيت)‪:‬‬

‫ليتحدث عن الرعي‬ ‫النقوش(‪)2‬‬ ‫أي بمعنى مرعى (‪ ،)1‬ويرد اللفظ يف‬


‫والرعي الكأل‪ ،‬واملرعى والرعي ما ترعاه الراعية(‪ .)3‬وجاء اللفظ [ظ ل ف = ‪]ẒLF‬‬
‫(ظلف)‪ :‬وهو فعل بمعنى رعى‪ ،‬أرعى [الامشية] (‪ ،)4‬وقد ورد هذا اللفظ يف‬
‫النقش (‪.)RES 4176/2‬‬

‫[ع ش ب ت = ‪( ]CS2B‬عشبت)‪:‬‬

‫ورد هذا اللفظ يف النقوش (‪ ،)RES 4194/4; Gl 1537/6‬بمعنى‬


‫مرعى ‪ ،‬والعشب‪ :‬الرطب من البقول الربية ينبت يف الربيع(‪ ،)5‬وقد ورد اللفظ‪:‬‬
‫[ع ة ب ت = ‪( ]CS3B‬عسبت)‪ ،‬بالسي الثانية يف املعجم السبئي(‪ ،)6‬وهي بنفس‬
‫املعنى‪ ،‬كام يف النقش (‪ ،)CIH 544/10‬وخيتلف هذا املرعى عن مراعى (اهل‬
‫كام‬ ‫البادية)‪ ،‬ويطلق عليها اينا [م ح ج ر ت = ‪( ]MḤGRT‬حمجرت)‪ ،‬وذل‬

‫‪ - 1‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪.113‬‬


‫‪( - 2‬انبر)‪ :‬النقوش املسندية التالية‪Ja 745/10; RES 3945/8; CIH 546/11; Gl ( :‬‬
‫‪.)1142/8‬‬
‫‪ - 3‬الزبيدي‪ ،‬حممد مرتىض احلسيني‪ :‬تاج العروس من جواهر القاموس‪ ،‬ج (‪ ،)38‬يقيق‪ :‬عبدالصبور‬
‫شاهي‪ ،‬املجلس الوطني للثقافة والفنون‪ -‬الكويت‪ ،‬ط (‪1422 ،)1‬هـ‪2001 /‬م‪ ،‬ماد [ر ع ي]‪،‬‬
‫ص ‪.163‬‬
‫‪ - 4‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪.113‬‬
‫‪ - 5‬الزبيدي‪ ،‬حممد‪ :‬تاج العروس‪ ،‬ج (‪ ،)3‬ماد [ع ش ب]‪ ،‬ص ‪.372‬‬
‫‪ - 6‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪337‬‬
‫جاء يف العبار التالية‪[ :‬و م ح ج ر ت ‪ /‬و ر ع ي ت]‪ ،‬أي بمعنى‪ :‬وبساتي‬
‫ومراعي (‪ ،)1‬وهذا النوع من املراعي صنعه اإلنسان بيدية‪ ،‬ورعاه بالسقاية‪ ،‬حتى‬
‫بالقرب من‬ ‫أصب دائم العشب‪ ،‬ترعاه الامشية طيلة األيام واملواسم‪ ،‬ويتم ذل‬
‫املستوطنات احلرضية‪ ،‬من املدن والقرى والواحات‪ ،‬وأغلب حيوانات املراعي‬
‫اخلاصة هي‪ :‬األغنام واألبقار‪ ،‬واخليول(‪.)2‬‬

‫[ذ و د = ‪( ]ḎWD‬ذود)‪:‬‬

‫ويا هذا اللفظ يف النقش (‪ )CIH 376/8‬بمعنى مرعى (‪ ،)3‬ويف نقوش‬


‫الزبور (ذيد) بمعنى أعالف ويذكر صاحب تاج العروس بان املذود هو‪ :‬معتلف‬
‫الدا ابة(‪ ،)4‬وكان امللوك واألقيال يقتطعون مراعي خاصة هبم‪ ،‬يعتقد أهنا كانت‬
‫تسمى بذل ‪.‬‬

‫[ر ب ض ‪ ،‬م ر ب ض = ‪( ]RBḌ, MRBḌ‬ربض‪ ،‬مربض)‪:‬‬

‫جاء هذان اللفبان يف النقش (‪ ،)Gl 1142/7, 10, 12‬بمعنى‪ :‬أرعى‪،‬‬


‫من حقوق الرعي‪ ،‬أرض مرعى (‪ ،)5‬وهذا النوع من املراعي ال جيوز الرعي فيها‬
‫اإال بموجب منحة ترصي بحق الرعي‪ ،‬فقد تكون فصصة لرعي (إبل اململكة)‬
‫املستخدمة يف احلروب ولنقل مؤونة اجليش‪ ،‬وكذل األغنام واألبقار(‪ ،)6‬او تكون‬

‫‪ - 1‬عيل‪ ،‬جواد‪ :‬مصطلحات الزراعة والري‪ ، ..‬ص ‪.48‬‬


‫‪ - 2‬الربهيي‪ ،‬إبراهيم‪ :‬احلرف والصناعات‪ ،‬ص ‪.139‬‬
‫‪ - 3‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪.40‬‬
‫‪ - 4‬الزبيدي‪ ،‬حممد مرتىض احلسيني‪ :‬تاج العروس من جواهر القاموس‪ ،‬ج (‪ ،)8‬يقيق‪ :‬عبدالعزيز‬
‫مطر‪ ،‬وزار االرشاد واألنباء‪ -‬الكويت‪ ،‬ط (‪1414 ،)2‬هـ‪1995 /‬م‪ ،‬ماد [ذ و د]‪ ،‬ص ‪.76‬‬
‫‪ - 5‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪.114‬‬
‫‪ - 6‬النعيم‪ ،‬نوره‪ :‬الوضع االقتصادي‪ ،‬ص ‪.157‬‬
‫‪338‬‬
‫هذه املراعي فصصة لقبيلة‪ ،‬فال يشاركها فيها أحد دون إذن‪ ،‬ومن األمثلة الشاهد‬
‫النقش الذي يذكر أن املعبود تالب ريام ‪-‬هلإ الرعي يف اليمن القديم‪-‬‬ ‫عه ذل‬
‫إحدى القبائل‪ ،‬وحيذر املجاورين هلا من رعي‬ ‫حيمى مراعي فصصة لصال‬
‫مواشيهم فيها (‪.)1‬‬

‫ووجدت أينا مراعي فصصة للمعابد‪ ،‬حيث ورد يف أحد النقوش أن‬
‫املعبود تالب يمنع رعي الامشية يف منطقة حمدد تابعة للمعبد (‪ ،)2‬وهذه املراعي ‪-‬‬
‫السابق ذكرها‪ -‬قد اهتم هبا اإلنسان يف املجتمع اليمني القديم‪ ،‬ونبمها‪ ،‬وأوكل‬
‫نبام محايتها إىل ع ِّلية القوم سواء كان املل باسم اململكة أو ملكيه خاصة أو رئيس‬
‫القبيلة أو رجال الدين باسم املعبد‪ ،‬حيث عنوا بمنع العامة من الناس بالرعي يف‬
‫املراعي اخلصبة‪ ،‬حتى يتوفر الكأل وترعى فيها دواهبم‪ ،‬إضافة لذل‬ ‫تل‬
‫مشاركتهم يف املراعي العامة(‪ .)3‬وقد ورد مصطل احلامية يف لغة اليمن القديم بلفظ‬
‫[م ح م ت ‪ ،‬م ح م ي م]‪ ،‬أي بمعنى‪ :‬األرض املحمية أو احلمى (‪ ،)4‬وهي‬
‫األرض اخلصبة التي يمنعون العامة من الرعي فيها حتى ينمو الكأل وترعى‬
‫الدواب اخلاصة(‪.)5‬‬

‫ما أورده املرسوم الديني يف النقش (‪ )R 4176/7‬الصادر من‬ ‫ومثال ذل‬


‫املعبود بتحريم مناطق مقدسة خصصت إلقامة والئم مقدسة من رعي احليوانات‬

‫‪1- Beeston, A.F.I: "The Lap Lord of Pasturies Texst", BSOAS, Londn, SOASM‬‬
‫‪1955, Vol. 17, PP, 145 – 156.‬‬
‫‪ - 2‬النعيم‪ ،‬نوره‪ :‬الوضع االقتصادي‪ ،‬ص ‪.157‬‬
‫‪ - 3‬عيل‪ ،‬جواد‪ :‬املفصل يف تاريخ العرب‪ ،‬ج (‪ ،)7‬ص ‪150 – 149‬ل النعيم‪ ،‬نوره‪ :‬الوضع االقتصادي‪،‬‬
‫ص ‪.156‬‬
‫‪4 - Rhodokanakis, N: Studien Zur Lexikographie, Vol. II, 1915, S. 120.‬‬
‫‪ - 5‬النعيم‪ ،‬نوره‪ :‬الوضع االقتصادي‪ ،‬ص ‪.156‬‬
‫‪339‬‬
‫كام ييل‪ :‬وحرم تالب [املعبود]‬ ‫ذات األظالف‪ ،‬ونورد ترمجة اجلزء اخلاص بذل‬
‫بمنطقة الرحبة من رعي احليوانات ذوات األظالف ‪. ...‬‬

‫وفيام خيا َح ْجر محى املعبود ومنع املرعى فيه لصال اإلله تالب‪ ،‬تفرس‬
‫(نور النعيم) أحد النقوش املسندية كاآل ‪ :‬منع دخول الامشية للرعي يف فرتات‬
‫القحط واالمراض حلمى تالب [املعبود] يف جبل عدف ومن خيالف هذا األمر‬
‫يدفع غرامة مالية لتالب والشعب قدرها ‪ 50‬قطعة نقدية بلطية صحيحة ‪، ...‬‬
‫ويتن أن اهلدف من هذا احلجر هو محاية هذا احلمى من رعي هذه الامشية يف زمن‬
‫القحط ا يسبب نقصا يف األعشاب اخلاصة بحيوانات املعبود نفسه‪ ،‬كام أن منعه‬
‫إياها أثناء مرضهال حتى ال يتفشى املرض بي حيواناته فتهل (‪.)1‬‬

‫وبجانب املراعي اخلاصة وجدت املراعي املشاع (العامة) لرتتعي فيها موايش‬
‫‪Ɔ‬‬
‫عامة الناس‪ ،‬وقد أسميت يف لغة اليمن القديم بـ [ا ك ل ا ‪ ،‬ا ك ل ا = ‪KLƆ,‬‬
‫‪( ]ƆKLƆ‬أكل‪ ،‬أكالء)‪ :‬ورد هذا اللفظ يف النقش (‪ ،)Ja 635/9‬وهو بمعنى‬
‫ألفرادها‪ ،‬يرعون فيها بحرية‬ ‫مرعى‪ ،‬أرض براح (‪ ،)2‬والكأل يف عرف القبيلة مل‬
‫تامة‪ ،‬وال حيق للغريب دخول مرعى غري مرعى قبيلته‪ ،‬أو قبيلة أخرى وبالرغم من ان‬
‫هذه املراعي مل للطبيعية‪ ،‬إ اال أهنا بيد من يستوىل عليها بالقو ‪ ،‬وهو صاحبها ما دام‬
‫قائام عليها‪ ،‬وإذا ما اريل عنها سقط حقه فيها‪ ،‬وانتقل هذا احلق إىل النازل اجلديد‪،‬‬
‫أحد‪ ،‬ويرعى فيها كل أفراد‬ ‫وعه أي حال فةن املراعي العامة ال تدخل يف مل‬
‫القبيلة(‪ ،)3‬إال أن هذه امللكيات سواء اخلاصة أو العامةل هي عاد ملكيات مؤقتة تزول‬

‫‪ - 1‬النعيم‪ ،‬نوره‪:‬الترشيعات يف جنوب غرب اجلزير ‪ ،‬ص ‪.173‬‬


‫‪ - 2‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪.77‬‬
‫‪ - 3‬عيل‪ ،‬جواد‪ :‬مصطلحات الزراعة والري‪ ، ..‬ص ‪.55 - 54‬‬
‫‪340‬‬
‫بانتهاء األعشاب واحلشائش(‪ ،)1‬باعتبار أهنا مراعي طبيعية أساسا(‪.)2‬‬

‫كام ورد اللفظ [ح ظ ر = ‪( ]ḤẒR‬حبري)‪ :‬يف النقش (‪،)RES 4646/10‬‬


‫بمعنى حبري ‪ ،‬أرض حماطة بسور (‪ ،)3‬وهي التي تربى بداخلها احليوانات أو‬
‫الطيور(‪ ،)4‬وأتى اللفظ [س ف ر ‪ ،‬س ف ر ت = ‪( ]S1FR, S1FRT‬س َفر‪ ،‬سفر )‪ :‬يف‬
‫النقش (‪ ،)5()RES 3945/3‬وهو بمعنى صغار األنعام (‪.)6‬‬

‫وجاء اللفظ [ن س ل = ‪( ]NS1L‬نسل)‪ :‬ليفيد نفس معنى اللفظ يف اللغة‬


‫يف النقش (‪،)RES 4176/6‬‬ ‫العربية أي ذرية‪ ،‬نسل(حيوانات) (‪ ،)7‬وذل‬
‫وبجانب اهتامم اإلنسان اليمني برعاية وتربية احليوانات‪ ،‬لام تشكله من أمهية يف‬
‫حياته اليومية واعتامده عه ألباهنا وحلومها وصوفها وجلودها وما تشكله أينا من‬
‫موارده االقتصادية‪ ،‬ومكانته االجتامعيةل فقد اهتم بتكاثرها وزياد نسلها‪ ،‬وتناميها‬
‫مراعيهم الوافر ‪ ،‬وقد ووردت الكثري من اإلشارات الدالة عه‬ ‫مستغلي بذل‬
‫التناسل يف النقوش اليمنية القديمة وقد ذكرها الباحث سابقا‪.‬‬

‫سيطر اإلنسان اليمني القديم عه احليوانات املدجنة‪ ،‬وجعل منها دواب‬


‫يمكن حشدها يف حبائر أو سوقها إىل املراعي بدال من اصطيادها‪ ،‬والتحكم بعناية‬
‫يف عادا ا التكاثرية‪ ،‬مثال بخيص ذكورها التي ال تعترب ساللتها مفيد ‪ ،‬ومن ثم‬

‫‪ - 1‬النعيم‪ ،‬نوره‪ :‬الوضع االقتصادي‪ ،‬ص ‪.156‬‬


‫‪ - 2‬جبيل‪ ،‬سعيد‪ :‬املراعي يف اليمن ‪ ،‬ص ‪.2606‬‬
‫‪ - 3‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪.75‬‬
‫‪ - 4‬عيل‪ ،‬جواد‪ :‬املفصل يف تاريخ العرب‪ ،‬ج (‪ ،)7‬ص ‪.117‬‬
‫‪5 - Sima, Alexander: Tiere, Pflanzen, Steine, P 141- 142.‬‬
‫‪ - 6‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪.125‬‬
‫‪ - 7‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪.98‬‬
‫‪341‬‬
‫حيصل عه حيوانات سمينة سلسة القياد (‪.)1‬‬

‫كام يتوي النقوش اليمنية القديمة عه مفردات كثري تتعلق بالتنحية‬


‫باحليوانات ومنتجا ا أو برعيها مثل‪ :‬جاء اللفظ [ب ش ر = ‪( ]BS2R‬برش)‪ :‬يف‬
‫النقش (‪ )CIH 563 + 956/3‬بمعنى حلم (‪ ،)2‬كام جاء اللفظ [ذ ب ح م =‬
‫‪( ]ḎBḤM‬ذبحيم)‪ :‬يف النقش (‪ ،)Sh 41/8, 9‬بمعنى ذبيحة (‪ ،)3‬وورد اللفظ‬
‫[خ م ا ‪ ،‬خ م ا ت = ‪( ]ḪMƆ, ḪMƆT‬مخا‪ ،‬مخات)‪ :‬وهو بمعنى لبن رائب‪،‬‬
‫يف النقش (‪ ،)CIH 540/96‬وورد معنى لبن‪ ،‬لبن‬ ‫زبد ‪ ،‬وسمن (‪ ،)4‬وذل‬
‫حقي (‪ ،)5‬يف النقش (‪ ،)CIH 548/12‬بلفظ [ش ن ن = ‪( ]S2NN‬شنان)(‪.)6‬‬

‫أمــا مــا ورد مــن أعــالم النــاس يف النق ــوش اليمنيــة القديم ــة فــال يق ــل أمهيــة ع ــام‬
‫احتوتــه هــذه النقــوش مــن أخبــار ومعلومــات‪ ،‬إذ تقــدم مــاد غزيــر يســتفاد منهــا مــن‬
‫معرفة الكثري عن بيئة اليمن القديم وما احتوته من نباتات وحيوانات أليفه وغريهـا‪،‬‬
‫ومعــامل جغرافيـة وأخــرى ثقافيــة ودينيــة‪ ،‬كــام تقــدم أعــالم النــاس هــذه معلومــات هامــة‬
‫وغزيــر تســاعد عــه معرفــة الكثــري مــن ديانــات اليمنيــي القــدماء‪ ،‬ومــا عبــدوا مــن آهلــة‬
‫فتلفـ ـ ـ ــة ورموزه ـ ـ ـ ــا وطقـ ـ ـ ــوس عب ـ ـ ـ ــاد م هل ـ ـ ـ ــا‪ ،‬وم ـ ـ ـ ــن ه ـ ـ ـ ــذه األسـ ـ ـ ــامء أس ـ ـ ـ ــدم(‪،)7‬‬

‫‪ - 1‬سيمونز‪ ،‬إيان‪ :‬البيئة واإلنسان‪ ،‬ص ‪.91‬‬


‫‪ - 2‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪.33‬‬
‫‪ - 3‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪.38 - 37‬‬
‫‪ - 4‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪.61‬‬
‫‪ - 5‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪.133‬‬
‫‪ - 6‬شنن‪ ،‬شنينة‪ :‬يرد اللفظ (شنينة) يف اللهجة العراقية املستخدمة يف وقتنا احلاب للداللة عه لبن حقي أو‬
‫أخف كثافة‪.‬‬
‫‪ - 7‬ورد عند اهلمداين ذكر أسامء مواضع كثري سميت أسد مثل‪ :‬أسد خ افان‪ ،‬وأسد ا‬
‫الرشى من بالد خلم‪ ،‬وأسد عثار‪،‬‬
‫تعرش‪ ،‬وأسد لية‪ ،‬وأسد حلية‪ ،‬وأسد‬
‫َ‬ ‫وأسد حاملة‪ ،‬وأسد املالحيظ‪ ،‬وأسد املقينا‪ ،‬وأسد اللطا‪ ،‬وأسد‬
‫السحول‪ ،‬وأسد تبالة‪ ،‬وأسد ترج‪ ،‬وبيشة‪ ،‬إلخ‪( .‬انبر)‪ :‬اهلمداين‪ ،‬احلسن‪ :‬صفة جزير العرب‪ ،‬ص ‪240‬ل ويا‬
‫لفظ [أسدم] يف اللغة اليمنية القيمة بمعنى حمارب ‪( ،‬انبر)‪ :‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪.7‬‬
‫‪342‬‬
‫ونمرم(‪ ،)1‬وآل ثور(‪ )2‬وكلب وكليب وثعلب‪ ،‬وذئب وفهد وجحش(‪.)3‬‬

‫و هناك الكثري من النقوش التي وردت فيها هذه األسامء فقد ورد اسم (آل‬
‫ثور) يف نقش طويل يسجل حربا شنها أبو كرب أحرس العبيل بامر سيده املل‬
‫سبا وذي ريدان ـ وهي حرب وصل هبا إىل ما‬ ‫(شعر أوترم بن علهان هنفان) مل‬
‫وراء مدينة نجران ـ حيث طارد األحباش ومن كان معهم حتى وصل إىل مدينة‬
‫(قرية ذات كهلم) حيث نازل هناك قوات ربيعة ذى آل ثور مل كنده وقحطان(‪،)4‬‬
‫وقد ورد اسم كلب يف النقشان (‪ )Ja 741, 756‬وصاحبهام شخا يدى (حيثع‬
‫بن كلب ذكرم) السبئي قدم فيهام ‪.‬ثالي إلملقه بمناسبة عودته سالام من شبوه(‪.)5‬‬

‫وفيام خيا عالقة احليوانات بالدين يف اليمن القديم‪ ،‬فقد كان اليمنى القديم‬
‫ينحى باعداد كبري من احليوانات آلهلته املعبود غري أنه يف معبم تل النقوش ال‬
‫يشري إىل أنواعها باعتبارها حيوانات مقدسة‪ ،‬وأغلب احليوانات التي تقرب هبا‬
‫اليمنيي القدماء إىل آهلتهم املختلفة‪ ،‬كانت من األبقار والثريان واألغنام والامعز‬
‫واإلبل والوعول والفهود واملها (البقر الوحيش)‪.‬‬

‫‪ - 1‬نمرم‪ :‬اسم علم عرف يف النقوش (الصلوي ‪4‬ل ‪،)CIH 429; Ja 594, 684, 711, 739, 758‬‬
‫ملزيد من التفاصيل حول هذا االسم (انبر)‪ :‬الصلوي‪ ،‬إبراهيم حممد‪ :‬نقش سبئي جديد من‬
‫نقوش إشهار ملكية أرض زراعية من قرية سوآت بمديرية خارف دراسة يف دالالته اللغوية‬
‫واالجتامعية والدينية (الصلوي ‪ ، )4‬جملة كلية اآلداب‪ -‬جامعة صنعاء‪ ،‬مج (‪ ،)32‬ع (‪ ،)2‬يوليو‬
‫– ديسمرب‪2009 ،‬م‪ ،‬ص ‪21- 19‬ل الصلوي‪ ،‬ابراهيم‪ :‬أعالم يمنية قديمة‪ ، ..‬ص ‪- 153‬‬
‫‪.154‬‬
‫‪ - 2‬عبدالله‪ ،‬يوسف‪ :‬أوراق يف تاريخ اليمن‪ ،‬ص ‪.60‬‬
‫‪ - 3‬كشار‪ ،‬عزالدين‪ :‬ملحات من التاريخ اليمني القديم‪ ،‬ص ‪.23‬‬
‫‪ - 4‬اإلرياين‪ ،‬مطهر‪ :‬نقوش مسندية‪ ،‬ص ‪.138‬‬
‫‪ - 5‬بافقيه‪ ،‬حممد‪ :‬تاريخ اليمن القديم‪ ،‬ص ‪.104‬‬
‫‪343‬‬
‫وقد كانت حيوانات األضاحي تقدم بمناسبات عد وخاصة عند االبتداء أو‬
‫االنتهاء من بناء املنش ت املعامرية املختلفة‪ ،‬وعند القدوم إىل املعابد من أجل‬
‫التوسل والترضع لآلهلة وعند قبول اآلهلة لتل الترضعات‪ ،‬وعند الوفاء بالنذور‪،‬‬
‫وعند الزيارات اهلامة كاحلج وغريه‪ ،‬وىف الوالئم الدينية وبعد أداء طقوس الصيد‬
‫املقدس‪ ،‬ومن أجل احليوانات نفسها ومن أجل أصحاهبا‪.‬‬

‫وكانت طقوس تقديم هذا النوع من القرابي احليوانية يف الديانة اليمنية‬


‫القديمة تعد من أوىل الطقوس اإلجيابية الواجب القيام هبا يف معابد اآلهلة املعبود‬
‫من قبل أفراد املجتمع اليمني القديم سواء كانوا حكاما أم حمكومي أم رجال دين‪.‬‬

‫أما حيوانات الصيد الديني املقدمة لآلهلة املعبود ‪ ،‬فقد كانت تذكر أحيانا‬
‫باعدادها وأنواعها أو صفا ا‪ ،‬وأحيانا باعدادها فقط‪ ،‬وال يرد من األفعال اخلاصة‬
‫بتقديمها كقرابي لآلهلة ما يشري إىل ذل ل عه اعتبار أهنا حيوانات مقدسة‪ ،‬وإن ما يتم‬
‫صيده منها هو يف النهاية من نصيب اإللـه الذي رعى عملية الصيد‪ ،‬حيث يذكر يف‬
‫النقوش اخلاصة بذل مثال العبار اآلتية‪[ :‬ي و م ‪ /‬ص د ‪ /‬ص ي د ‪ /‬ع ث ت ر]‪،‬‬
‫وتفسريها‪ :‬عندما أو يوم صاد ( يف موسم) صيد(اإلله) عثرت‪ ،‬فهذه العبار تدل عه‬
‫مكانة الصيد املقدس اخلاص باإللـه عثرت (‪.)1‬‬

‫وألمهية ومكانة قرابي األضاحي احليوانية املختلفة لدى املتعبدين واملعبود‬


‫يف ديانة اليمن القديم‪ ،‬فقد كان يتم التاريخ لألحداث بوقت تقديمها‪ ،‬وهذا ما‬
‫أشار إليه بعض الباحثي من أن هناك تقويام استخدمه اليمنيون القدماء يف فرت من‬
‫فرتات تارخيهم القديم‪ ،‬وكان ذا عالقة باإللـه عثرت‪ ،‬وهو ما يذكره البعض بالتقويم‬

‫‪1 - Ryckmans, G.: Formad inertia in South Arabian Inscriptions (Main and‬‬
‫‪Saba). PSAS, vol (4), 1974, p.132.‬‬
‫‪344‬‬
‫الوقتي(‪ ،)1‬أو التقويم القائم عه تتابع األحداث‪ ،‬بمعنى أن كل حدث جديد يتم‬
‫التوقيت به حلادث ما يؤدي إىل إمهال التوقيت الذي تم باحلدث السابق(‪ ،)2‬وهذا‬
‫النوع من التقويم ال يفيد الباحثي بيشء اذا ما أرادوا معرفته عن تسلسل األحداث‬
‫يف تاريخ اليمن القديم‪.‬‬

‫وهناك نقش عثر عليه د‪ .‬حممد باسالمة (رمحه اهلل)‪ )BS- Ġirās 22( ،‬يف‬
‫وادي الشعبة بالقرب من عدد من املقابر الصخرية املوجود يف منطقة شبام‬
‫الغراس(‪ ، )3‬ورد فيه ما يشري إىل قيام مجاعة من بني سخيم بصيد وذب مائة من‬
‫الوعول‪ ،‬وحيتمل أهنا قد قدمت كقرابي لإللـه ( شمس) حسب ما يمكن إدراكه من‬
‫منمون النقش بشكل عامل حيث ورد اسم هذا اإللـه يف بدايته‪ ،‬إ ّ‬
‫ال أن ما حدث من‬
‫تشويه يف بعض كلامته‪ ،‬أضاع الكثري من املعلومات التي ربام كانت ستعطي الصور‬
‫الواضحة ملنمونه‪ ،‬وسيتن من خاللـه االسم احلقيقي لإللـه الذي قدمت لـه تل‬
‫القرابي من احليوانات التي تم اصطيادها باسمه‪ ،‬وقدمت كقرابي مذبوحة لـه فقد‬
‫جاء فيه ما يا ‪...)1([ :‬ك ر ب ‪ /‬ب ن ي س خ ي م م ‪ /‬ك ي ذ ب ح هـ ن ‪ /‬ش م‬
‫س م ‪ /‬ش م س ‪ /‬ص ي (‪...)2‬ث ن ي ‪ /‬د‪ ..‬ي ن ‪ /‬ل م أ ت ‪ /‬و ع ل م ‪ /‬ذ ي‬
‫هـ ر ج ن ‪ /‬أ س م ‪ /‬أ س م ‪ /‬ل‪...)3 (...‬ب ر هـ و ‪ /‬ل م أ ت ‪ /‬و ع ل م ‪ /‬ل ع ب‬
‫ر هـ](‪.)4‬‬

‫واملعنى العام هلذا النقش هو‪ :‬قيام أصحابه بطقوس الصيد الديني ربام‬

‫‪ - 1‬القحطاين‪ ،‬حممد‪ :‬آهلة اليمن القديم‪ ،‬ص ‪.161‬‬


‫‪ - 2‬احلامدي‪ ،‬هزاع حممد عبدالله سيف‪ :‬أنبمة التاريخ يف النقوش السبئية‪ ،‬رسالة ماجستري‪ ،‬قسم‬
‫النقوش‪ -‬معهد اآلثار واألنثروبولوجيا‪ ،‬جامعة الريموك‪ -‬األردن‪1417 ،‬هـ‪1997 /‬م‪ ،‬ص ‪.19‬‬
‫‪ - 3‬تقع شبام الغراس إىل الشامل الرشقي من العاصمة صنعاء بحواا ‪ 25‬كم‪.‬‬
‫‪ - 4‬باسالمة‪ ،‬حممد‪ :‬صيد الوعل ‪ ،‬ص ‪.132‬‬
‫‪345‬‬
‫للمعبود شمس‪ ،‬حيث قام كل رجل بذب مائة وعل ا اصطادوه باسمها (‪.)1‬‬

‫الطيـ ــور‪:‬‬

‫يتميز هذا النوع من احليوان بخفة البدن‪ ،‬وفقدان أعناء كثري توجد يف غريه‬
‫لتنوع البيئات ولتوفر‬ ‫من احليوانات(‪ ،)2‬وعامل الطيور غني يف اليمن وذل‬
‫اخلرض (‪ ،)3‬وقد عنى أهل املدن والريف‪ ،‬برتبية الطيور‪ ،‬وعه رأسها الدجاج‪ ،‬وعدّ‬
‫أكله من طعام املرتفي املتمكني‪ ،‬الرتفاع ثمنه بالنسبة إىل الفقراء(‪.)4‬‬

‫عرف قدماء اليمنيي كغريهم من سكان وشعوب العامل القديم الكثري من‬
‫أنواع الطيور ذات األحجام واألشكال املختلفة سواء األليفة والداجنة كاحلامم‬
‫والعصافري‪ ،‬أو اجلارحة كالصقور والنسور والبوم‪ .‬وغري ذل ‪ ،‬ورغم كثر الطيور‬
‫يف البيئة اليمنية‪ ،‬اإال أن البقايا األثرية تشري إىل عدم اهتامم اإلنسان اليمني القديم‬
‫بتصوير وتدوين أنواع كثري من الطيور ضمن األعامل الفنية والنقشية عه عكس ما‬
‫وجد يف حنارات الرشق األدنى القديم‪ ،‬خاصة يف احلنار املرصية املزينة‬
‫معابدهم ومقابرهم بالكثري من الرسوم والنقوش ملختلف أنواع الطيور التي عرفت‬
‫يف بيئتهم(‪.)5‬‬

‫املدونة بخط الزبور اللفظ [ط ي ر م = ‪]ṬYRM‬‬


‫ورد يف النقوش اخلشبية ّ‬
‫ضمن بعض األلفاظ الدالة عه احليوانات واملواد التموينية األخرى(‪ ،)6‬حيث ورد‬

‫‪ - 1‬باسالمة‪ ،‬حممد‪ :‬شبام الغراس‪ ،‬ص ‪.159‬‬


‫‪ - 2‬العمري‪ ،‬ابن فنل اهلل‪ :‬مسال األبصار‪ ،‬ص ‪.79‬‬
‫‪ - 3‬آغا‪ ،‬شاهر‪ :‬جغرافية اليمن الطبيعية‪ ،‬ص ‪.444‬‬
‫‪ - 4‬عيل‪ ،‬جواد‪ :‬املفصل يف تاريخ العرب‪ ،‬ج (‪ ،)7‬ص ‪.117‬‬
‫‪ - 5‬نجيم‪ ،‬أدهم‪ :‬أشكال الطيور‪ ،‬ص ‪.23‬‬
‫‪ - 6‬نقش خشبي ّ‬
‫مدون بخط الزبور (قيد الدراسة) كام هو موض ‪-‬سابقا‪ -‬ويف قائمة الرموز واملخترصات‪.‬‬
‫‪346‬‬
‫يف النقش (ح‪ .‬ص ‪ )5651‬كاآل ‪[ :‬س د ث ‪ /‬ط ي ر م ‪ /‬ث ن ي ‪ /‬أ ب ل ن]‪،‬‬
‫وترمجته‪ :‬ستة طيور واثني إبل ‪ ،‬ومن الطيور التي رسمت إىل جوار بعض‬
‫املخربشات الصخرية والنقوش أشكال طائر النرس والعقاب والصقر والنعام‬
‫واحلامم والعصافري والبوم واهلدهد‪ ،‬ومن الراج أن هلا دالالت دينية‪ ،‬ونقش‬
‫اليمنية القديمة‪ ،‬ومل ترد مسميا ا يف النقوش‬ ‫بعنها عه مسكوكات املامل‬
‫رصاحة وإنام وردت مسميا ا كاسامء أعالم(‪ ،)1‬وسنشري هنا اختصارا هلذه الطيور‬
‫عه النحو التاا‪:‬‬

‫[نةر = ‪( ]NS3R‬نرس)‪:‬‬

‫الن ْارس‪ :‬طائر معروف يف مجيع اللغات السامية القديمة(‪ ،)2‬ورد يف النقوش‬
‫عرف الطائر استنادا عه ما جاء يف سياق النقش احلرضمي‬
‫اليمنية القديمة كاسم ي ِّ‬
‫املوسوم بـ (‪ ،)3()Ry 169‬فيام ورد ذكره يف نقوش يمنية أخرى بصيغة (نرس‪-‬‬
‫نرسم) كاسم علم لشخا مذكر(‪ ،)4‬وورد أينا كاسم شهر يسمى بشهر (نسور‪-‬‬
‫ن س و ر)‪ ،‬حيث ورد يف النقش (‪ )CIH 126/5‬النا اال ‪[ :‬ي هـ و ض أ ن ‪/‬‬
‫ب ذ ‪ /‬ن س و ر ‪ /‬ن ح ق ل ‪ /‬ب ن ‪ /‬خ ر ف ن‪ ،]/‬وترمجته‪ :‬سوف يعد مذنبا‬
‫(ويصدر حكم فيه) يف شهر نسور من ذات السنة ‪ ،‬ويتساءل الدارسي للترشيعات‬
‫اليمنية القديمة ما إذا كانت األحكام القنائية تصدر يف شهر حمدد؟(‪ ،)5‬ومن ابرز‬

‫‪- 1‬لالستزاد حول أشكال الطيور يف اليمن القديم (انبر) نجيم‪ ،‬أدهم‪ :‬أشكال الطيور‪ ،‬رسالة ماجستري‪.‬‬
‫‪ - 2‬الشيبة‪ ،‬عبدالله‪ :‬ترمجات يامنية‪ ،‬ص ‪.153‬‬
‫‪3 - Sima, Alexander: Tiere, Pflanzen, Steine, P 127- 129.‬‬
‫‪ - 4‬القحطاين‪ ،‬حممد سعد‪ :‬آهلة العرب قبل اإلسـالم‪ ،‬رسالة ماجستري‪ ،‬جامعة وارسو‪ ،‬بولندا‪1991،‬م‪،‬‬
‫ص‪154‬ل نجيم‪ ،‬أدهم‪ :‬أشكال الطيور‪ ،‬ص ‪.26‬‬
‫‪ - 5‬النعيم‪ ،‬نور ‪ :‬الترشيعات يف جنوب غرب اجلزير ‪ ،‬ص ‪.593‬‬
‫‪347‬‬
‫الطيور اجلارحة التي عرفتها البيئة اليمنية القديمة نرس كاك العبام(‪ ،)1‬وهو قريب‬
‫الشبه إىل حد كبري مع رسوم النسور املصور عه واجهات العديد من القطع‬
‫واملنحوتات الفنية القديمة‪ ،‬ومن املرج أن تصوير النرس ظهر كثريا يف الفرت‬
‫احلمريية(‪.)2‬‬

‫[سقر‪ ،‬سقرن = ‪( ]S1QR, S1QRN‬سقر‪ ،‬سقرن)‪:‬‬

‫يرد ذكرها هبذا اللفظ يف النقوش‪CIH 156, 208, 527/1-2; Ja ( :‬‬


‫‪ ،)683/1, 77‬وهي عبار عن مسميات وردت يف عدد قليل من النقوش اليمنية‪،‬‬
‫تشري إىل ذكر أسامء أعالم وأك شبيهه بتسمية الصقر‪ ،‬رغم كتابة احلرف األول‬
‫لالسم بحرف السي حيث والسقر او الزقر هو الصقر وينطق بحرف السي‬
‫وحرف الزاي يف لغة ذي الكالع واملعافر وغريها(‪.)3‬‬

‫والص ْقر من جوارح الطري‪ ،‬وكان منترشا يف اليمن القديم‪ ،‬استنادا إىل‬
‫َ‬
‫رسوماته املصور عه القطع واملنحوتات الفنية بمشاهد الرصاع بي الطيور‬
‫والثعابي‪ ،‬رغم عدم ذكر اسمه رصاحة يف النقوش اليمنية القديمة (‪.)4‬‬

‫[ح م م = ‪( ]ḤMM‬محم)‪:‬‬

‫ورد اسم احلَ َامم يف عدد قليل من النقوش اليمنية القديمة كاسم علم مذكر‬
‫وليس اسام للطائر كام يف النقش املعيني (‪ ،)RES 2819/5‬والذي يورد االسم‬

‫‪ - 1‬العمري‪ ،‬حسي عبد اهللل والبعداين‪ ،‬مجيل‪ :‬الطيـور يف اليمـن ‪ ،‬املوسوعة اليمنية‪ ،‬مؤسسة العفيف‬
‫الثقافية‪ -‬صنعاء‪ ،‬مج (‪ ،)3‬ط (‪1423 ،)2‬هـ‪2003 /‬م‪ ،‬ص‪.1961‬‬
‫‪ - 2‬بن حييى‪ ،‬عز ‪ :‬الربونز يف اليمن القديم‪ ،‬ج (‪ ،)1‬ص ‪.163‬‬
‫‪ - 3‬اهلمداين‪ :‬اإلكليل‪ ،‬ج (‪ ،)2‬ص ‪.47 – 46‬‬
‫‪ - 4‬نجيم‪ ،‬أدهم‪ :‬أشكال الطيور‪ ،‬ص ‪.33 - 31‬‬
‫‪348‬‬
‫بصيغة كاسم علم لشخا معيني مذكر‪ ،‬وورد يف النقش احلرضمي (‪)RES 5046‬‬
‫كاسم علم أينا لشخا حرضمي مذكر(‪.)1‬‬

‫ووردت التسمية يف النقش السبئي (‪ )CIH 434/8‬الذي يرد فيه ذكر‬


‫اسمي من أسامء األعالم السبئية أخذت يف األصل عن أسامء الطيور وردت عه‬
‫نحو[ن س ر م ‪ /‬ب ن ‪ /‬ح م م م] بمعنى نرس بن محام‪ ،‬وقد صور الفنان اليمني‬
‫القديم رسوم احلامم ضمن مشاهد الزخرفة النباتية املجسد ألوراق وثامر‬
‫العنب(‪.)2‬‬

‫[ب و م = ‪( ]BWM‬بوم)‪:‬‬

‫ورد اسمه يف النقش (‪ ،)CIH 651‬غري أن ‪ Robin‬يرى بان املقصود من‬


‫هذا االسم هو ردهة او رواق – منزل‪ -‬مسكن(‪ ،)3‬وليس املقصود هبذا املعنى اسام‬
‫للطائر املعروف بالبوم او البومة‪ ،‬يرى ‪ Harding‬بان هذه التسمية قد أطلقت‬
‫قديام عه طائر البوم أو البومة‪ ،‬وظهرت رسوم البوم عه واجهات العديد من‬
‫العمالت اليمنية القديمة(‪.)4‬‬

‫النا َع ــام‪ :‬ورد مصورا يف الصخور املسجل عليها املخربشات وبعض‬

‫‪ - 1‬نجيم‪ ،‬أدهم‪ :‬أشكال الطيور‪ ،‬ص ‪40‬ل ‪. Harding.op.cit .1971.P.203‬‬


‫‪ - 2‬العمري‪ ،‬والبعداين‪ :‬الطيور يف اليمن ‪ ،‬ص ‪1966‬ل نجيم‪ ،‬أدهم‪ :‬أشكال الطيور‪ ،‬ص ‪.43 - 42‬‬
‫‪3- Robin, Christian: Inventaire des Inscriptons sud Arabi Ques ،Tome 7‬‬
‫نجيم‪ ،‬أدهم‪,Paris, 2002 .P.149; Harding .op .cit .1971.P.117 – 125; :‬‬
‫أشكال الطيور‪ ،‬ص ‪.48‬‬
‫‪ - 4‬نجيم‪ ،‬أدهم‪ :‬أشكال الطيور‪ ،‬ص ‪ .50‬يعتقد بعض الدارسي أن املسكوكات اليمنية القديمة التي‬
‫صورت عه أحد وجهيها شكل طائر البومة‪ ،‬ذو تاثري أو تقليد ملسكوكات مدينة أثينا يف بالد‬
‫ِّ‬
‫اليونان‪ ،‬حيث أهنا –أي البومة‪ -‬رمز لإلهلة أثينا وترمز (للحكمة)‪.‬‬
‫‪349‬‬
‫النصوص النقشية‪ ،‬ومل يرد اسمه يف النقوش رصاحة‪ ،‬ولكن من خالل وجود‬
‫رسومه عه واجهات الدعامات وبعض القطع الفنية يرج أنه كان من الطيور‬
‫املقدسة والتي هلا دالالت دينية يف اليمن القديم‪.‬‬

‫ومن النقوش التي صاحبت رسم صور النعام النقش (‪ )Ja 832‬من حمرم‬
‫بلقيس الذي يعود إىل عام ‪ 407‬ق‪.‬م‪ ،‬وصاحب النقش من منطقة أمري الذي تقدم‬
‫به إىل إملقه يف معبده املسمى (م ش ر ع م)(‪ ،)1‬وعه ما يبدو أن النعام انقرض يف‬
‫الثالثينيات من القرن العرشين(‪ .)2‬ا‬
‫إن اختفاء احليوان حاليا من مناطق جنوب‬
‫جزير العرب ال يمكن تفسريه إال يف ضوء املتغريات البيئية(‪ ،)3‬وهو مثله مثل‬
‫العديد من احليوانات التي كانت بوب أرجاء البيئة اليمنية قديام كاحلمر الوحشية‬
‫والزرافة واألسد‪ ،...‬والتي مل يعد هلا ذكر يف أيامنا هذه‪.‬‬

‫نستنتج ا سبق‪ ،‬أن اإلنسان اليمني القديم استطاع التكيف مع معبم‬


‫احليوانات التي كانت تعيش يف بيئته‪ ،‬ضمن نطاق جغرايف واحد‪ ،‬حيث استطاع‬
‫تدجي الكثري منها‪ ،‬وتطويعها خلدمته‪ ،‬إلشباع رغباته‪ ،‬واشرتكت بعض احليوانات‬
‫بصفة عامة‪ ،‬سواء برية أو مدجنة يف إشباع رغبات ذل اإلنسان الدنيوية والدينية‪،‬‬
‫أو ما نستطيع تسميته بةشباع الرغبة الروحية املعتقد بالفطر بوجود هلإ يتحكم يف‬
‫هذا الكون‪ ،‬وبام أنه أ اثر فيها‪ ،‬سواء من خالل عملية اهلدم املتمثلة يف الصيد‬
‫والذب ‪ ،...‬أو عملية البناء املتمثلة يف التدجي والتكاثر‪ ،‬اإال إنه تاثر هبا أينا‪ ،‬حيث‬

‫‪ - 1‬القحطاين‪ ،‬حممد‪ :‬آهلة اليمن القديم‪ ،‬ص ‪.206‬‬


‫‪ - 2‬رشاد‪ ،‬مدحية‪ :‬التسلسل الزمني وأنامط فن الرسوم الصخرية ‪ ،‬ص ‪104‬ل آغا‪ ،‬شاهر‪ :‬جغرافية‬
‫اليمن الطبيعية‪ ،‬ص ‪.444‬‬
‫‪ - 3‬اهلاشمي‪ ،‬رضا‪ :‬البيئة الطبيعية ‪ ،‬ص ‪.248‬‬
‫‪350‬‬
‫عه ثقافته وفكره الديني واالجتامعي‬ ‫تطورت العالقة بينهامل فانعكس ذل‬
‫واللغوي‪ ،‬وتشكلت لديه أينا ر ية اقتصادية ألمهية هذا املورد الطبيعي(‪.)1‬‬

‫‪ - 1‬راجع ما أوضحناه سابقا عن األمهية االقتصادية للحيوانات يف هذا املبحث‪ ،‬ص ‪ 199‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪351‬‬
‫املعـادن واألحجـار‬

‫تنتج القرش األرضية العديد من املوارد الطبيعية املتمثلة يف كل من املوارد‬


‫األرضية الزراعية – املذكور سابقا‪ -‬واملوارد املعدنية واألحجار‪ ،‬ويقصد باملوارد‬
‫كل ما يستخرج من القرش األرضية من معادن فلزية‪ ،‬ومعادن غري فلزية‪ ،‬وتعترب‬
‫املعادن عه درجة عالية من األمهية االقتصادية واجلاملية بشكل عام(‪.)1‬‬
‫كان يف الاميض البعيد التنبيم الزراعي هو العامل االقتصادي احلاسم يف نشا‬
‫املدن‪ ،‬ويعد اكتشاف واستخدام املعادن ‪-‬السيام النحاس وسبيكة الربونز‪ -‬حمور‬
‫التقدم التكتيكي األساه الذي صاحب نشا املدن‪ .‬وليس من السليم املغاال يف‬
‫دور املعادن عند بدء اكتشافها‪ ،‬فاحلقيقة أهنا كانت نادر وتعترب أدواتا كاملية‬
‫فحسب‪ ،‬بينام استمرت الزارعة زمنا طويال معتمد عه اآلالت احلجرية‪ ،‬غري أن‬
‫هذا املوقف تغري بعد ذل ‪ ،‬ولسنا نعرف عه وجه الدقة متى بدأ االهتامم األول‬
‫باملعادن‪ ،‬وإن كان بعض العلامء يرج أهنا ارتبطت باهتامم اإلنسان األول باحليل‬
‫الغريبة األلوان واألشكال للزينة‪ ،‬ثم تطور األمر فاستخدمت املعادن يف أدوات‬
‫احلنار (‪.)2‬‬
‫فمنذ آالف السني كان العثور عه اخلامات املعدنية أمرا يتم بمحض‬
‫الصدفة‪ ،‬وباستخدام عي اإلنسان الفاحصة التي اكتسبت فيام بعد خرب يف هذا‬

‫‪ - 1‬عوض اهلل‪ ،‬حممد فتحي‪ :‬املعادن والصخور واحلفريات‪ ،‬اهليئة املرصية العامة للكتاب‪1994 ،‬م‪،‬‬
‫ص‪.21‬‬
‫‪ - 2‬عوض اهلل‪ :‬حممد فتحي‪ :‬اإلنسان والثروات املعدنية‪ ،‬سلسة عامل املعرفة‪ ،‬املجلس الوطني للثقافة‬
‫والفنون واآلداب‪ -‬الكويت‪ ،‬ع (‪ ،)33‬سبتمرب ‪1980‬م‪ ،‬ص ‪.113 ،112‬‬
‫‪352‬‬
‫املجال‪ ،‬بحيث تستكشف العروق الباهر عه سط األرض أو املطمور بالقليل‬
‫من الرمال والرسوبيات‪ ،‬وزادت خرب اإلنسان مع األيام فكان يستشعر تواجد‬
‫معدن دفي يف باطن ألرض يف مكان ما‪ ،‬فينقب عنه باحلفر هنا وهناك يف نقط فتلفة‬
‫عه السط ‪ ،‬حسبام تشري الشواهد وتنبئ البروف املحيطة واألدلة اجليولوجية عه‬
‫الطرق البسيطة أمكن لإلنسان يف مطالع حناراته األوىل أن‬ ‫ذل ‪ .‬بمثل تل‬
‫يستكشف ويستغل معادن مثل‪ :‬الذهب والنحاس واحلديد والفنة والقصدير وما‬
‫إىل ذل (‪.)1‬‬
‫ومن املعروف أن التعدين بدأ منذ فرت ما قبل التاريخ‪ ،‬فاإلنسان يف بدائيته‬
‫ونشاته األوىل كان يف مجاعات متفرقة يقوم بقطف الثامر من االشجار‪ ،‬فيام يسمى‬
‫باإلنسان جامع القوت‪ ،‬يومها جلا إىل األحجار يف هيئة البران ليصنع منها أدواته‬
‫من إبر إىل سكي إىل رم ‪ ،‬وحي تقابل اإلنسان يف حياته األوىل مع احليوان انتابه‬
‫بحجر‪ ،‬وهكذا كانت‬ ‫خوف وفزع‪ ،‬مل يسعفه خياله إال أن ينحني أرضا فيمس‬
‫مسريته األوىل مع املعادن‪ ،‬ثم بب صخرا بصخر‪ ،‬فخرجت الرشار األوىل‪ ،‬التي‬
‫ن‬
‫دفء وطعام‪ ،‬بقدر ما فتحت له أبواب احلنار والتقدم‪،‬‬ ‫بقدر ما ساعدته يف‬
‫وانتقل اإلنسان بعدها من عرص حناري حجري‪ ،‬إىل عرص آخر حناري ومعدين‬
‫أينا‪ ،‬وهذا يثبت لنا أن املعادن مرادف للحنار والتقدم منذ كانت وكان‬
‫اإلنسان(‪.)2‬‬
‫اهتم اإلنسان اليمني القديم باملعادن لام فيها من أمهية يف تزويده باملواد‬
‫األولية واخلام الالزمة إلنتاج العديد من السلع الالزمة إلشباع رغباته‪ ،‬ولعب‬
‫النشاط التعديني دورا كبريا يف تاريخ املجتمعات اإلنسانية يف اليمن القديم‪ ،‬ا أدى‬

‫‪ - 1‬عوض اهلل‪ ،‬حممد‪ :‬اإلنسان والثروات املعدنية‪ ،‬ص ‪.128‬‬


‫‪ - 2‬عوض اهلل‪ ،‬حممد‪ :‬املعادن والصخور واحلفريات‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪353‬‬
‫بالتاا إىل قيام العلامء بتقسيم تاريخ التطور احلناري للبرشية إىل عد مراحل وفقا‬
‫للنشاط التعديني‪. ،‬ثلت يف كل من‪:‬‬
‫‪ -1‬العرص احلجري القديم (‪ :)Palaeolithic‬وهو أقدم العصور احلجرية‬
‫وأطوهلا ويمتد تارخيه من (‪ 2,300,000‬سنة ق‪.‬م إىل ‪ 12,000‬ق‪.‬م)(‪ ،)1‬وفيه‬
‫‪.‬كن اإلنسان من تفتيت الصخور مثل‪ :‬حجر الصوان واألبسيديان‪،‬‬
‫واالستفاد من أطرافها يف صناعة الفؤوس ور وس احلراب وغريها من‬
‫املعدات واألسلحة البدائية والبسيطة(‪ ،)2‬وينقسم هذا العرص إىل العرص‬
‫احلجري القديم األدنى (‪ )Lower Palaeolithic‬ويمتد من (‪2,300,000‬‬
‫إىل ‪ 100,000‬سنة ق‪.‬م)‪ ،‬والعرص احلجري القديم األوسط ( ‪Middle‬‬
‫‪ )Palaeolithic‬ويمتد من (‪ 100,000‬إىل ‪ 35,000‬سنة ق‪.‬م)‪ ،‬والعرص‬
‫احلجري القديم األعه (‪ )Upper Palaeolithic‬ويمتد من (‪ 35,000‬إىل‬
‫‪ 12,000‬سنة ق‪.‬م)(‪.)3‬‬
‫‪ -2‬العرص احلجري الوسيط (‪ :)Mesolithic‬وهو عرص ذو صفات انتقالية بي‬
‫العرص احلجري القديم والعرص احلجري احلديث‪ ،‬ويمتد من (‪ 12,000‬إىل‬
‫‪ 8,000‬سنة ق‪.‬م)(‪ ،)4‬وفيه ‪.‬كن اإلنسان من يويل الصخور واملعادن إىل‬

‫‪ - 1‬أور‪ ،‬فرنسيس‪ :‬حنارات العرص احلجري القديم‪ ،‬ترمجة‪ :‬سلطان حميسن‪ ،‬مطابع ألف باء – األديب‪ -‬دمشق‬
‫ط (‪1995 ،)2‬م‪ ،‬ص ‪64 ،42 ،41‬ل ويلكنسن‪ ،‬ت‪ .‬جل و غيبسن‪ ،‬ايدينز و م‪ :‬آثار املرتفعات اليمنية‬
‫تسلسل زمني ‪.‬هيدي ‪ ،‬ضمن كتاب (دراسات يف اآلثار اليمنية‪ -‬من نتائج بعثات أمريكية وكندية)‪،‬‬
‫ترمجة‪ :‬ياسي حممود اخلاليص‪ ،‬املعهد األمريكي للدراسات اليمنية‪2001 ،‬م‪ ،‬ص ‪.110 - 109‬‬
‫‪ - 2‬هنديل والعولقي‪ :‬املوارد االقتصادية‪ ،‬ص ‪.252‬‬
‫‪ - 3‬حنشور‪ ،‬أمحد‪ :‬نشوء وتطور العامر ‪ ،‬ص ‪.5‬‬
‫‪ - 4‬سليم‪ ،‬أمحد أمي‪ :‬العصور احلجرية ما قبل األكات يف مرص والرشق األدنى القديم‪ ،‬دار املعرفة‬
‫اجلامعية‪ -‬السويس‪2000 ،‬م‪ ،‬ص ‪.65‬‬
‫‪354‬‬
‫إىل نامذج فتلفة من األسلحة واألدوات‬ ‫رقائق رفيعة وتشكيلها بعد ذل‬
‫واملعدات املختلفة‪ ،‬حيث اقرتب اإلنسان من مرحلة انتاج الطعام‬
‫واالستقرار(‪.)1‬‬
‫‪ -3‬العرص احلجري احلديث (‪ :)Neolithic‬ويبدأ من (‪7,000 – 8,000‬‬
‫ق‪.‬م)(‪ ،)2‬وهو عرص االستقرار والزراعة وتدجي احليوانات‪ ،‬وفيه تعرف‬
‫اإلنسان عه طرق النحت والتشكيل والتفتيت‪ ،‬وبالتاا ‪.‬كن من تشييد‬
‫األنفاق واملناجم وغريها من املرشوعات الكربى التي كانت أساسا‬
‫للحنارات القديمة مثل‪ :‬احلنار اليمنية واملرصية والصينية القديمة‪ ،‬وقد تم‬
‫العثور عه العديد من املواد واألدوات احلجرية(‪.)3‬‬
‫ويمكننا القول أن اإلنسان األول يف هذه العصور احلجرية الثالثة قد‬
‫استخدم الصوان طوال آالف السني لتشكيل آالت حاد للقطع‪ ،‬كام استخدمه‬
‫لتوليد النار بةطالق رشار نتيجة تصادم عنيف ألجزاء منه بعنها ببعض إلشعال‬
‫تعرف اإلنسان عه ك نل من الذهب والنحاس يف صورتيهام الطبيعية –‬
‫النار(‪ ،)4‬كام ا‬
‫أي عه هيئة فلزات حر ‪ -‬يف وقت مبكر نسبيا من التاريخ اإلنساين أو ما يقرب من‬
‫(‪ )18,000‬عام قبل امليالد‪ ،‬بينام مل يعرف الربونز –الذي يعترب بمثابة سبيكة من‬

‫‪ - 1‬هنديل والعولقي‪ :‬املوارد االقتصادية‪ ،‬ص ‪252‬ل حنشور‪ ،‬أمحد‪ :‬نشوء وتطور العامر ‪ ،‬ص ‪.5‬‬
‫‪ - 2‬سليم‪ ،‬أمحد‪ :‬العصور احلجرية‪ ،‬ص ‪331‬ل املعمري‪ ،‬عبدالرزاق‪ :‬العصور احلجرية وموروثا ا يف‬
‫اليمن ‪ ،‬ص ‪.2084‬‬
‫‪ - 3‬ايدينز‪ ،‬كريستوفر‪ :‬جنوب شبه اجلزير العربية يف العرص اجليولوجي احلديث (اهلولوسي)‪:‬‬
‫االكتشافات األثرية االخري ‪ ،‬ضمن كتاب (دراسات يف اآلثار اليمنية‪ -‬من نتائج بعثات أمريكية‬
‫وكندية)‪ ،‬ترمجة‪ :‬ياسي حممود اخلاليص‪ ،‬املعهد األمريكي للدراسات اليمنية‪2001 ،‬م‪ ،‬ص ‪22 – 9‬ل‬
‫ويلكنسنل و غيبسن‪ :‬آثار املرتفعات اليمنية ‪ ،‬ص ‪.114 - 110‬‬
‫‪ - 4‬هنديل والعولقي‪ :‬املوارد االقتصادية‪ ،‬ص ‪.252‬‬
‫‪355‬‬
‫فلزي القصدير والنحاس‪ -‬إال يف وقت الحق(‪.)1‬‬

‫‪ -4‬العرص احلجري النحاه (‪ :)Calcolithic‬حقق اإلنسان خالل هذا العرص‬


‫تقدما كبريا يف مراحله احلنارية بتوصله إىل معرفة معدن النحاس‪ ،‬واستخدامه‬
‫يف العديد من صناعاته‪ ،‬وكان بداية لدخول عرص املعادن‪ ،‬مع ان استخدام‬
‫النحاس يف هذا العرص كان حمدودا للغاية‪ ،‬بل كان يتوقف عه توفر ماد‬
‫الامد من أماكن اخرى(‪،)2‬‬ ‫النحاس يف نفس املنطقة‪ ،‬أو عه قدر اقتناء تل‬
‫ويمكن تاريخ هذه املرحلة بحواا (‪ 5,600‬سنة ق‪.‬م‪ ،‬حتى الربع األول من‬
‫األلف اخلامس ق‪.‬م)(‪.)3‬‬

‫‪ -5‬العرص الربونزي (‪ :)Bronze Age‬يرجع تارخيه إىل حواا (‪ 3,500‬ق‪.‬م‬


‫وينتهي يف ‪ 1,200‬ق‪.‬م)(‪ ،)4‬حينام اكتشف اإلنسان يف جنوب وجنوب غرب‬

‫‪ - 1‬حمرم‪ ،‬حممد رضا‪ :‬الثور املعدنية العربية‪ ،‬مركز دراسات الوحد العربية‪ -‬بريوت‪1984 ،‬م‪ ،‬ص ‪.20‬‬
‫‪ - 2‬مل يعثر يف اليمن إىل اآلن عه مواد نحاسية للعرص نفسه أو أدوات أخرى ختتلف بشكل جيل عن أدوات العرص احلجري‬
‫احلديث‪( .‬انبر)‪ :‬املعمري‪ ،‬عبدالرزاق‪ :‬العصور احلجرية وموروثا ا يف اليمن ‪ ،‬ص ‪.2078‬‬
‫‪ - 3‬سليم‪ ،‬أمحد‪ :‬العصور احلجرية‪ ،‬ص ‪ .339‬لالستزاد (انبر)‪ :‬غالب‪ ،‬عبده‪ :‬عصور ما قبل التاريخ ‪،‬‬
‫ص‪.2092 – 2089‬‬
‫‪ - 4‬دي ميغريه‪ ،‬أليساندرو‪ :‬عرص الربونز يف املرتفعات ضمن كتاب (اليمن يف بالد ملكة سبا)‪ ،‬ترمجة‪ :‬بدر‬
‫الدين عردوكي‪ ،‬دار األهاا‪ -‬دمشق‪1999 ،‬م‪ ،‬ص ‪34‬ل كذل ‪ :‬املجموعة املعامرية األثرية يف وادي يال‬
‫(خوالن الطيال‪ ،‬اجلمهورية العربية اليمنية ‪ -‬سابقا)‪ -‬تقرير أوا‪ ،‬املعهد االيطاا لدراسات الرشقي‬
‫األقىص واألوسط‪ ،‬اسميو‪ -‬روما‪1988 ،‬م‪ ،‬ص ‪14‬ل (كذل )‪ :‬فجر التاريخ يف مناطق اليمن الداخلية‬
‫ضمن كتاب (اليمن يف بالد ملكة سبا)‪ ،‬ترمجة‪ :‬بدر الدين عردوكي‪ ،‬دار األهاا‪ -‬دمشق‪1999 ،‬م‪ ،‬ص‬
‫‪ 50‬ل احلسيني‪ ،‬صالح سلطان‪ :‬مواقع العرص الربونزي يف مديرية موزع ‪ ،‬ضمن كتاب‪( :‬تعز عاصمة‬
‫اليمن الثقافية عه مر العصور)‪ ،‬وثائقيات املؤ‪.‬ر العلمي االول لكلية اآلداب جامعة تعز ومؤسسة السعيد‬
‫للعلوم والثقافة‪( ،‬تعز عاصمة اليمن الثقافية عه مر العصور) املنعقد يف مدينة تعز ‪ 27-25‬مايو ‪،2009‬‬
‫ج (‪ ،)1‬مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة‪ -‬تعز‪2010 ،‬م‪ ،‬ص ‪153‬ل ويلكنسنل و غيبسن‪ :‬آثار املرتفعات‬
‫اليمنية ‪ ،‬ص ‪.114‬‬
‫‪356‬‬
‫آسيا أنه يمكن صقل ماد النحاس وتشكيلها‪ ،‬كام ‪.‬كن من اكتشاف العديد من‬
‫املعادن األخرى‪ .‬ثم قام خالل هذه املرحلة بدراسة خصائا املعادن‪ ،‬و‪.‬كن‬
‫عن طريق خلط املعادن ببعنها أن حيصل عه معادن أخرى تتميز بصفات‬
‫جديد ‪.‬امال فقد وصل إىل أنه عند خلط معدين النحاس والقصدير يمكن‬
‫التوصل إىل معدن ثالث عرف بمعدن الربونز (‪.)1‬‬

‫‪ -6‬العرص احلديدي (‪ :)Iron Age‬أطلق اسم العرص احلديدي عه الفرت من‬


‫الربع الثالث لأللف الثاين قبل امليالد إىل بداية األلف األول قبل امليالد(‪،)2‬‬
‫حيث ‪.‬كن اإلنسان من اشعال نار كافية لصهر معدن احلديد ليصنع منه‬
‫أسلحته وأدواته القاطعة التي يستخدمها يف العديد من األغراض(‪.)3‬‬

‫واحلقيقة أن التطور الفكري لإلنسان اليمني القديم‪ ،‬أدى إىل سيطرته عه‬
‫البيئة املحيطة به واستغالله ملواردها التي ظلت جمهولة له من قبل‪ ،‬وال عالقة له‬
‫بتكوينها أو بتوزيعها أو بكميتها(‪ ،)4‬كام دفعت به حاجته إىل املعادن‪ ،‬إىل استخراجها‬
‫واستخدامها يف أمور حياته احلربية والزراعية واملنزلية‪ ،‬فانرصف إىل االنشغال هبا‬
‫ويويلها إىل أشياء نافعة‪ ،‬وظهرت عملية التنقيب عن املعادن وتالها ظهور صناعة‬
‫املعادن والصياغة وأمثاهلا‪ ،‬واشتغل الصناع يف خلط املعادن إلجياد أنواع جديد‬
‫منها‪ ،‬وكان هذا شائعا بي أهل احلرض واملدن‪ ،‬أما األعراب والبدو‪ ،‬فلبساطة‬
‫حيا م‪ ،‬وتنقلهم الشبه مستمر‪ ،‬مل يشعروا بحاجتهم ملثل هذه الصناعات‪ ،‬وإذا‬

‫‪ - 1‬لالستزاد حول العرص الربونزي (انبر)‪ :‬غالب‪ ،‬عبده‪ :‬العصور الربونزية ‪ ،‬ص ‪– 2075‬‬
‫‪2077‬ل هنديل والعولقي‪ :‬املوارد االقتصادية‪ ،‬ص ‪.254 - 253‬‬
‫‪ - 2‬ايدينز‪ ،‬كريستوفر‪ :‬جنوب شبه اجلزير العربية ‪ ،‬ص ‪.46‬‬
‫‪ - 3‬هنديل والعولقي‪ :‬املوارد االقتصادية‪ ،‬ص ‪.254‬‬
‫‪ - 4‬سعيد‪ ،‬إبراهيم‪ :‬أسس اجلغرافيا‪ ،‬ص ‪.113‬‬
‫‪357‬‬
‫شعروا بوجود حاجة هلم فيها اشرتوها من أهل املدن(‪.)1‬‬

‫مراحل االنتاج املعدين‪:‬‬

‫ثمة دالئل كثري تكشف أمامنا عن قدر قدماء اليمنيي عه التفاعل مع‬
‫حميطهم البيئي‪ ،‬واستخدام مواد أخرى ال تكون طبيعية يف البيئة بل يتطلب من‬
‫اإلن سان توفريها‪ ،‬برتكيبها من أكثر من عنرص من املواد الطبيعية‪ ،‬وهذا النوع من‬
‫العنارص ثبت بالتنقيبات األثرية وجودها عند اليمنيي منها‪ :‬املواد االستعاملية‬
‫املصنعة من الربونز والنحاس واحلديد‪ ،‬وكذل الذهب(‪.)2‬‬

‫يعترب النشاط التعديني من أكثر األنشطة االقتصادية تعقيدا لدى اإلنسان يف‬
‫اليمن القديم‪ ،‬لام اكتنف هذا النشاط من صعوبات اتنحت من خالل إلقاء النوء‬
‫عه املراحل املتتالية التي مر هبا النشاط التعديني‪ ،‬والتي أمكن يديدها يف أربعة‬
‫مراحل هي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬مرحلة البحث عن املعدن‪:‬‬

‫وهي من أصعب املراحل عه اإلطالق‪ ،‬حيث كثريا ما كانت تتواجد املعادن‬


‫يف مناطق غري ماهولة بالسكان‪ ،‬كام أن البحث عن املعادن يتطلب يف بادئ األمر من‬
‫اإلنسان املعرفة الكاملة لنوع املعدن‪ ،‬وخواصه وأشكاله يف الطبيعة التي يتواجد‬
‫فيها‪ ،‬ا أدى بالتاا إىل حرص هذا النشاط عه فئة قليلة من األفراد ذوي الدراية‬
‫التامة بذل ‪.‬‬

‫‪ - 1‬الصمد‪ ،‬واض ‪ :‬الصناعات واحلرف‪ ،‬ص ‪.105‬‬


‫‪ - 2‬السقاف‪ ،‬عبدالرمحن‪ :‬تطور احليا الفكرية‪ ،‬ص ‪.145 - 144‬‬
‫‪358‬‬
‫ثانيا‪ :‬مرحلة اإلعداد للتعدين‪:‬‬

‫بعد اكتشاف املعدن يف منطقة ما‪ ،‬يا دور اإلعداد الستخراجه‪ ،‬وهذا األمر‬
‫يتطلب يف معبم األحيان حفر األنفاق‪ ،‬ويديد نوعية ودرجة نقاء املعدن‪ ،‬وكيفية‬
‫استخراجه‪ ،‬واألدوات الالزمة لذل ‪ ،‬وما هي الوسائل املالئمة لنقل هذا املعدن‬
‫باقل التكاليف؟ وكيف يمكن التغلب عه البروف الطبيعية؟ وغريها من العوامل‬
‫غري املالئمة! ومجيع هذه االعتبارات كانت عاد يف حسبان اإلنسان اليمني القديم‬
‫يف هذه املرحلة التمهيدية املتعلقة بتهيئة البروف ‪.‬هيدا لعملية استخراج املعدن‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬مرحلة التعدين‪:‬‬

‫يقصد هبا مرحلة استخراج املعدن‪ ،‬ويتطلب األمر يف هذه املرحلة استخدام‬
‫أنسب الطرق التعدينية التي تتالءم مع طبيعة التكوينات اخلامة‪ ،‬وتعترب عملية‬
‫التعدين يف اليمن ظاهر ارتبطت باحلنارات اليمنية القديمة‪ ،‬وسامهت يف نموها‬
‫من خالل استخراج املعادن االقتصادية اهلامة مثل‪ :‬الذهب والفنة والرصاص‬
‫واحلديد من مناطق فتلفة يف اليمن(‪.)1‬‬

‫املواد‪ ،‬فليس يف مفردات اللغة‬ ‫وأما عن طرقهم وأساليبهم يف تعدين تل‬


‫اليمنية القديمة‪ ،‬ما يدلنا عيل ذل ‪ ،‬سوى لفبة [ه ع = ‪ ]HC‬هـع‪ :‬أي (هاع)‪،‬‬
‫ويفرسها (احلمد)‪ :‬باهنا ترد يف النقش (‪ ،)RES 4963/2‬بمعنى‪ :‬سال‪ ،‬ذاب ‪،‬‬
‫بمناسبة صب الرصاص الذائب يف اسس األبنية وفواصل أحجار األعمد (‪ ،)2‬يف‬

‫‪ - 1‬املفلحي‪ ،‬حييى عبدالله‪ :‬املعادن ‪ ،‬املوسوعة اليمنية‪ ،‬مؤسسة العفيف الثقافية‪ -‬صنعاء‪ ،‬مج (‪،)4‬‬
‫ط (‪1423 ،)2‬هـ‪2003 /‬م‪ ،‬ص ‪2735‬ل لالستزاد عن ح َرف التعدين (انبر)‪ :‬النعيم‪ ،‬نوره‪:‬‬
‫الوضع االقتصادي‪ ،‬ص ‪.199 -198‬‬
‫‪ - 2‬احلمد‪ ،‬جواد‪ :‬األحوال االجتامعية واالقتصادية‪ ،‬ص ‪.396‬‬
‫‪359‬‬
‫حي يفرس املعجم السبئي هذا اللفظ‪ ،‬بمعنى‪ :‬سال ~ جرى ~ هاع (الامء) (‪،)1‬‬
‫وليس صب الرصاص‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬مرحلة بهيز املعدن‪:‬‬

‫إن الغاية من قيام اإلنسان اليمني القديم باستخراج املعدن من باطن األرض‬
‫أو املنجم‪ ،‬هي‪ :‬إشباع رغباته وتلبية حاجاته ومتطلباته احلياتية من تل املعادن(‪،)2‬‬
‫لذا قام بعمليات بهيزها ويويلها إىل سلعة اقتصادية يمكن استخدامها من خالل‬
‫تشكيلها وتصنيعها حسب الغرض املطلوب‪ ،‬وتتمثل هذه املرحلة يف العمليات‬
‫املتعلقة باستخالص املعدن من خاماته‪ ،‬وإزالة الشوائب واملواد الغريبة العالقة به‪،‬‬
‫أو تنقيته من املعادن األخرى املختلطة به‪.‬‬

‫يتمثل التكوين الصخري ملنطقة ما يف نوع الصخور املوجود هبا والتي‬


‫تكونت يف إحدى العصور اجليولوجية السحيقة يف القدم‪ ،‬وعاد ما يرتتب عه‬
‫اختالف نوع الصخور اختالف نوع املعادن املوجود فيه‪ ،‬فعه سبيل املثال‪:‬‬
‫املعادن الفلزية ‪ -‬النحاس والقصدير والرصاص واحلديد وغريها ‪ -‬عاد ما ترتبط‬
‫بالصخور النارية‪ ،‬أما الصخور الرسوبية التي تتميز بوجود احلفريات أو البقايا‬
‫احليوانية‪ ،‬فعاد ما ترتبط بوجود احلجر اجلريي والرميل يف تكوينها‪ ،‬وبالتاا خيتلف‬
‫نوع النشاط االقتصادي املرتبط هبذه الصخور(‪.)3‬‬

‫وال يمكن وصف بالد اليمن باهنا فقري يف املعادن‪[ ،‬خارطة رقم (‪ ])7‬فهي‬

‫‪ - 1‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪.57‬‬


‫‪ - 2‬لالستزاد حول الصناعات املعدنية يف اليمن القديم (انبر)‪ :‬عيل‪ ،‬جواد‪ :‬املفصل يف تاريخ العرب‪،‬‬
‫ج (‪ ،)8‬ص ‪83 - 75‬ل الربهيي‪ ،‬إبراهيم‪ :‬احلرف والصناعات‪ ،‬ص ‪.290 - 263‬‬
‫‪ - 3‬هنديل والعولقي‪ :‬املوارد االقتصادية‪ ،‬ص ‪.37‬‬
‫‪360‬‬
‫يتوي عه العديد من املعادن التي استخدمها اإلنسان اليمني القديم حمليا‪ ،‬أو‬
‫صدرها كامد خام أو مصنعة(‪ ،)1‬حيث توجد هنا وهناك معادن مثل‪ :‬الرصاص‪،‬‬
‫والنحاس‪ ،‬واحلديد‪ ،‬والفنة‪ ،‬وأينا الذهب‪ ،‬والذي يوجد بصور مكشوفة ولكن‬
‫بكميات قليلة فقط(‪.)2‬‬

‫وبالد العرب مشهور بكثر املعادن واملناجم(‪ ،)3‬فقد أثبتت الدراسات‬


‫األثرية واجليولوجية وجود العديد من مناجم الذهب والفنة خاصة يف منطقة‬
‫الدرع العريب –الساحل الغريب للجزير العربية‪ -‬وغريها من املعادن كالرصاص‬
‫واحلديد‪ ،‬ويديدا ما بي بيشة وذمار كان يوجد ‪ 25‬منجام مشهورا‪ ،‬منها ستة‬
‫مناجم استمرت يف عطائها حتى العرص اإلسالمي(‪.)4‬‬

‫وتشري الدالئل األثرية من خالل بعض اللقى األثرية غري املؤرخة ‪ -‬كوهنا‬
‫جاءت من حفريات غري علمية – واملحفوظة يف عدد من املتاحف اليمنية إىل وجود‬
‫نشاط حريف متميز يف جمال اإلنتاج املعدين يف اليمن القديم‪ ،‬أما النقوش فنستدل‬
‫منها عه وجود التعدين‪ ،‬من خالل إنتاج وتشكيل التامثيل احلجرية واملعدنية التي‬
‫النقوش احلجرية‪ ،‬والقطع املزخرفة(‪ ،)5‬أما‬ ‫تقدم لآلهلة يف معابدها‪ ،‬وكذل‬
‫األلواح الربونزية يف اليمن القديم ‪ -‬والتي سجلت عليها نقوش مسندية – أو‬
‫غريها من املصنوعات املعدنية‪ ،‬فقد كانت ‪.‬ر بمراحل صناعية فتلفة‪ ،‬تبدأ‬

‫‪ - 1‬النعيم‪ ،‬نوره‪ :‬الوضع االقتصادي‪ ،‬ص ‪.88‬‬


‫‪ - 2‬جرومان‪ ،‬إدولف‪ :‬الثرو املعدنية واملناجم يف بالد اليمن ‪ ،‬عن كتاب‪( :‬اليمن كةقليم اقتصادي)‪،‬‬
‫ترمجة‪ :‬كامل الرشاحي‪ ،‬كلية اآلداب‪ ،‬جامعة صنعاء‪ ،‬مل ينرش‪1995 ،‬م‪ ،‬ص ‪.1‬‬
‫‪ - 3‬األنصاري‪ ،‬عبدالقدوس‪ :‬بي التاريخ واآلثار‪ ،‬ط (‪( ،)2‬د‪ .‬ن) ‪ -‬بريوت‪1971،‬م‪ ،‬ص ‪.18 ،17‬‬
‫‪ - 4‬جرومان‪ ،‬إدولف‪ :‬الثرو املعدنية واملناجم يف بالد اليمن ‪ ،‬ص ‪.3،2‬‬
‫‪ - 5‬نعامن‪ ،‬خلدون‪ :‬األوضاع السياسية واالقتصادية‪ ،‬ص ‪.155‬‬
‫‪361‬‬
‫باستخراج املعدن من املناجم‪ ،‬وتنتهي بدقة صناعة هذه األلواح(‪.)1‬‬

‫ورغم عدم ذكر النقوش رصاحة للنشاط التعديني‪ ،‬إال أن املصادر اإلخبارية‬
‫العربية تشري بوضوح إىل وجود إنتاج معدين كبري‪ ،‬من خالل استغالل املناجم‬
‫املنترش يف أكثر من مكان‪ ،‬فاهلمداين ذكر معادن اليمن ومواضعها‪ ،‬وأنه ليس كمثل‬
‫مناجم اليمن وال حتى بخراسان (يف إيران)‪ ،‬وذكر أسامء عدد من املناجم منها‪:‬‬
‫منجم الرباض الواقع يف ناحية هنم من مرشق اليمن(‪ ،)2‬وأهنا عبيمة وهبا غيل‬
‫ونخل‪ ،‬وقدر إنتاج املنجم من الفنة مح َل َمج نَل يف األسبوع أي ما يزيد عه مليون‬
‫درهم يف العام(‪ ،)3‬ومنها منجم إلنتاج الذهب واحلديد يف جبل (نقم) رشق مدينة‬
‫َش ّمر‬ ‫صنعاء‪ ،‬حيث كانت تصنع السيوف التي تسمى (الريعشية) يف أيام املل‬
‫يرعش(‪.)4‬‬

‫ويؤيد قول اهلمداين عن وجود مناجم يف جبل نقم‪ ،‬ما أورداه (مورد‪.‬ان‬
‫وميتفوخ)‪ ،‬وجود آثار لنشاط منجمي قديم يف رشق جبل نقم‪ ،‬حيث يوجد حواا‬
‫(‪ )25‬كهف منحوت يف الصخر يبلغ ارتفاعها من (‪ )5-3‬أمتار‪ ،‬بينام يصل العمق‬

‫‪1 - Ryckmans, J: Some Technical Aspects of the Inscribed Arabian Bronze‬‬


‫‪Inscription Cast in Relied. PSAS.8, 1978. p 53.‬‬
‫الرباض‪ :‬بفت الراء آخره ضاد معجمة‪ :‬وهو يف األصل احلجار والصخور املتناثر وهذا من‬
‫‪ -2‬ا‬
‫ذاك‪( ،‬اهلمداين‪ ،‬احلسن‪ :‬صفة جزير العرب‪ ،‬ص ‪)154‬ل وهو منجم للفنة يف موقع جبيل بناحية‬
‫هنم (اهلمداين‪ ،‬احلسن بن أمحد‪ :‬اجلوهرتي العتيقتي الامئعتي من الصفراء والبيناء‪ ،‬ط (‪،)2‬‬
‫يقيق‪ :‬كريستوفر تول‪ ،‬ترمجة يوسف حممد عبد اهلل‪ ،‬وزار اإلعالم والثقافة‪ ،‬صنعاء‪1985 ،‬م‪،‬‬
‫ص ‪.)125‬‬
‫‪ - 3‬عبدالله‪ ،‬يوسف‪ :‬أوراق يف تاريخ اليمن‪ ،‬ص ‪.409 ،408‬‬
‫‪ - 4‬اهلمداين‪ :‬احلسن ابن أمحد‪ :‬ملحق املقالة العارش من كائر احلكمة‪ ،‬نرش حممد بن عيل االكوع‪،‬‬
‫ص‪.135‬‬
‫‪362‬‬
‫إىل (‪ )40‬مرتا(‪.)1‬‬

‫أما الطرق الصناعية للذهب والفنة فقد ورثها اليمنيون عن أسالفهم منذ‬
‫ما قبل اإلسالم‪ ،‬وقد اكد الك ّتاب اإلغريق والرومان عه وجود الذهب والفنة يف‬
‫(اليمن السعيد ) كامد خام‪ ،‬وماد مصنعة‪ ،‬حيث يدثوا عن استخدامها يف تزيي‬
‫البيوت وصناعة اآلنية وغريها‪ ،‬إضافة إىل استخدام بعض أنواع األحجار‬
‫الكريمة(‪ ،)2‬وقد استمرت صناعة الذهب والفنة حتى عهد املؤرخ اهلمداين‪،‬‬
‫حيث شهدها ووض كيفية استخراجها وصناعتها يف كتابه اجلوهرتي(‪.)3‬‬

‫وقد عرف اإلنسان اليمني القديم منذ آالف السني الصور العروقية ملعبم‬
‫املعادن واستخراجها من باطن األرض‪ ،‬حيث توجد املعادن يف الطبيعة يف صورتي‬
‫املعادن عه هيئة عروق أو‬ ‫مها‪ :‬الصور العروقية وهي‪ :‬التي تكون فيها تل‬
‫أجسام عدسية أو طبقات ونحوها‪ ،‬أما الصور املشتتة أو املنبثة‪ :‬فخاما ا املعدنية‬
‫عه هيئة حبيبات دقيقة جدا توجد مشتتة أو مبعثر يف الصخور(‪.)4‬‬

‫وتدلنا عدد من الشواهد عه مدى معرفة سكان اجلزير العربية للمعادن‬


‫والتعدين منذ القدم‪ ،‬فالشاهد األول القرآن الكريم‪ ،‬املشري رصاحة إىل فوائد احلديد‬

‫‪1 - Mordtman, J. H: Mittwoch, E; Sabaische Inschriften, Hamburg 1931,‬‬


‫‪p.46.‬‬
‫‪ - 2‬النعيم‪ ،‬نوره‪ :‬الوضع االقتصادي‪ ،‬ص ‪( .88‬نقال عن)‪Diodorus, BK 2. p. 49-50; :‬‬
‫‪Strabo, BK 16. P. 349. Pliny BK6. 451.‬‬
‫‪ - 3‬لالستزاد (انبر)‪ :‬اهلمداين‪ ،‬احلسن‪ :‬اجلوهرتي العتيقتي‪ ،‬ص ‪ 129‬وما يليها‪.‬‬
‫‪ - 4‬سليامن‪ ،‬مصطفى حممود‪ :‬رحلة يف أرض سبا‪ ،‬اهليئة املرصية العامة للكتاب‪2002 ،‬م‪ ،‬ص ‪،222‬‬
‫‪.223‬‬
‫‪363‬‬
‫والصناعات املستخرجة منه مثل‪ :‬احليل واألدوات‪ ،‬يقول تعاىل‪َ ﴿ :‬و َأ َنز ْلنَا ْ‬
‫احلَديدَ‬
‫فيه َباْس َشديد َو َمنَافع للنااس﴾(‪ ،)1‬وورد ذكر احلديد يف قوله عز وجل‪﴿ :‬قل‬
‫جل من قائل‪َ ﴿ :‬و َهلم ام َقامع م ْ‬
‫ن‬ ‫ار َأ ْو َحديدا﴾(‪ ،)2‬وقوله ا‬ ‫كونواْ ح َج َ‬
‫حد ن‬
‫يد﴾(‪ ،)3‬وقوله سبحانه‪َ ﴿ :‬و َل َق ْد آ َتيْنَا َداوو َد مناا َف ْنال َيا ج َبال َأ ِّويب َم َعه‬ ‫َ‬
‫ري َو َأ َلناا َله ْ‬
‫احلَديدَ ﴾(‪.)4‬‬ ‫َوال اط ْ َ‬
‫ومن اإلشارات الدالة عه خلط املعادن قوله تعاىل‪ ﴿ :‬آتوين ز َب َر ْ‬
‫احلَديد‬
‫الصدَ َف ْي َق َال انفخوا َح اتى إ َذا َج َع َله نَارا َق َال آتوين أفْر ْغ‬
‫ي ا‬ ‫َح اتى إ َذا َس َ‬
‫اوى َب ْ َ‬
‫َع َليْه قطْرا﴾(‪ ،)5‬والشاهد هنا هو إفراغ القطر‪ ،‬وهو (النحاس املذاب) عه احلديد‬
‫املذاب‪ ،‬لتتحول بذل إىل سبيكة معدنية‪ ،‬وهناك إشار يف القرآن الكريم تدل عه‬
‫معرفة العرب يف العصور القديمة بصهر املعادن وصناعة احليل وغريها حيث ورد‬
‫ون َع َليْه يف الناار ابْت َغاء حلْ َي نة َأ ْو َمتَا نع﴾(‪.)6‬‬
‫قوله تعاىل‪َ ...﴿ :‬و اا يوقد َ‬

‫والشاهد الثاين نجده فيام تركه لنا الك اتاب الكالسيكيون من وصف ملوارد‬
‫(اليمن السعيد )‪ ،‬حيث أمجع‪( :‬أغاثارخيدس) و(أرتيمدوروس)‪ ،‬و(سرتابو) أنه‬
‫ال يوجد شعب أغنى من السبئيي وأهل جرها‪ ،‬فقد كانوا وكالء لكل يشء يقع‬
‫يت اسم النقل من آسيا وأوروبا‪ ،‬وهم الذين جعلوا سوريا البطلمية غنية‬

‫‪ - 1‬القرآن الكريم‪ ،‬سور احلديد‪ ،‬آية ‪.25‬‬


‫‪ - 2‬القرآن الكريم‪ ،‬سور اإلكاء‪ ،‬آية ‪.50‬‬
‫‪ - 3‬القرآن الكريم‪ ،‬سور احلج‪ ،‬آية ‪.21‬‬
‫‪ - 4‬القرآن الكريم‪ ،‬سور سبا‪ ،‬آية ‪.10‬‬
‫‪ - 5‬القرآن الكريم‪ ،‬سور الكهف‪ ،‬آية ‪.96‬‬
‫‪ - 6‬القرآن الكريم‪ ،‬سور الرعد‪ ،‬آية ‪.17‬‬
‫‪364‬‬
‫بالذهب!‪ ،‬وأن السبئيي هم الذين أصبغوا عه جزير العرب اسم (السعيد ) الذي‬
‫تكرر لدى ك اتاب اليونان والرومان حتى وقت متاخر‪ ،‬وهكذا ‪.‬كنوا من مجع‬
‫كميات كبري من الذهب والفنة يف بالدهم‪ ،‬حتى أهنم يرشبون ب نية ذهبية وأن‬
‫ك م مرصعة بالفنة‪ ،‬واتسم أثاثهم الذي يستعملوه بفخامة ال يكاد‬
‫أرائكهم وا ّ‬
‫يصدقها العقل‪ ،‬وزينوا مداخل منازهلم باعمد طويلة بعنها مذهب وبعنها مزين‬
‫بتيجان يمل رسوما فنية (‪.)1‬‬

‫وقد توسع النشاط التعديني لإلنسان اليمني القديم إىل شامل اجلزير العربية‪،‬‬
‫حيث وجدت مناجم قديمة للذهب والفنة بالقرب من املستوطنات القديمة التي‬
‫أقامها اليمنيون عه طرق القوافل التجارية‪ ،‬مثل‪ :‬مستوطنة دادان يف وادي القرى‬
‫إىل اجلنوب من مدائن صال وتشتهر بقرهبا من مناجم الذهب‪ ،‬ومستوطنة قرية‬
‫الفاو (ذات كهل) يف وادي الدواك‪ ،‬الذي تتواجد يف نواحيه مناجم للذهب‬
‫أشهرها منجم صعاد(‪.)2‬‬

‫ألفاظ املعادن الوارد ذكرها يف النقوش اليمنية القديمة‪( :‬انبر اجلدول رقم [‪)]8‬‬

‫وردت يف كثري من النقوش اليمنية القديمة العديد من األلفاظ واملسميات‬


‫الدالة عه الثرو املعدنية التي حبيت هبا اليمن القديم‪ ،‬بوفر هائلة ال يستهان هبا‪،‬‬
‫والوارد معبمها يف النقوش املسندية‪ ،‬نورد ذكرها كاآل ‪-:‬‬

‫‪ - 1‬العبادي‪ ،‬أمحد‪ :‬اليمن يف املصادر القديمة‪( ،‬اهلامش) ص ‪.151 ،130 -129‬‬


‫‪ - 2‬الرشجبي‪ ،‬رضوان عبدالواحد‪ :‬مقدمة تارخيية عن التعدين واملناجم القديمة يف اليمن‪ ،‬هيئة‬
‫املساحة اجليولوجية والثروات املعدنية‪ ،‬اجلمهورية اليمنية‪2001 ،‬م‪ ،‬ص ‪3‬ل لالستزاد حول‬
‫املناجم والتعدين يف اجلزير العربية (انبر)‪ :‬العمري‪ ،‬هادي‪ :‬طريق البخور القديم‪،‬‬
‫ص ‪.166 - 160‬‬
‫‪365‬‬
‫[ب ر ر‪ -‬م = ‪( ]BRR-M‬برر‪ -‬م)‪:‬‬

‫ورد هذا اللفظ يف النقش (‪ ،)CIH 540/12‬كاآل ‪[ :‬و أ ز ي ي م ‪ /‬ف ر‬


‫ز ن م ‪ /‬و ب ر ر م]‪ ،‬وقد ترمجها (األغربي) كالتاا‪ :‬ومالزم حديد ونحاس (‪،)1‬‬
‫أي النحاس‪ ،‬وقد جاء اللفظ يف املعجم السبئي مبهام(‪ ،)2‬وترجع أمهية النحاس من‬
‫الناحية األثرية والتارخيية إىل كونه أول معدن استخدمه اإلنسان(‪ ،)3‬حيث كان‬
‫اكتشاف النحاس –مصادفة‪ -‬فقد أمكن تكسريه إىل أجزاء صلبة‪ ،‬بالدرجة التي‬
‫يمكن استخدامها يف صناعة األدوات‪ ،‬ثم اكتشف بعد ذل أن هذه العملية تكون‬
‫أسهل إذا سخّ ن املعدن قبل طرقه‪ ،‬وهذه الصلة بي املعادن والنار هي التي أدت‬
‫فيام بعد إىل اختزال خام كربونات النحاس وصهره وتشكيله(‪.)4‬‬

‫ولعل البروف البيئية هي التي أوحت وع المت‪ ،‬والغالب أن النحاس عرف‬


‫كمعدن طبيعي‪ ،‬فالنحاس من املعادن املوجود يف الطبيعة –كام هي‪ -‬بجانب كوهنا‬
‫يف مركبات‪ ،‬فكربونات النحاس من األشياء امللونة التي لفتت نبر اإلنسان القديم‪،‬‬
‫نتيجة لونه األخرض اجلميل‪ ،‬ولام عرفت النار وسخن املعدن الطبيعي صار أطوع يف‬
‫يد الصانع القديم‪ ،‬فلفت ذل النبر إىل الصلة بي النار واألشياء املعثور عليها يف‬
‫الطبيعة(‪ ،)5‬وبالتجريب سخنت كربونات النحاس فاختزلت‪ ،‬أي يولت إىل معدن‪،‬‬
‫إىل‬ ‫وبازدياد احلرار انصهر املعدن فسهل تشكيله‪ ،‬ويتاج عمليات الصهر تل‬

‫‪ - 1‬األغربي‪ ،‬فهمي‪ :‬معجم األلفاظ املعامرية‪ ،‬ص ‪.29‬‬


‫‪ - 2‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪.32‬‬
‫‪ - 3‬هنديل والعولقي‪ :‬املوارد االقتصادية‪ ،‬ص ‪.283‬‬
‫‪ - 4‬ملزيد من التفاصيل عن تاريخ اكتشاف وصناعة النحاس (انبر)‪ :‬الصمد‪ ،‬واض ‪ :‬الصناعات‬
‫واحلرف‪ ،‬ص ‪.180 – 176‬‬
‫‪ - 5‬احلفيان‪ ،‬عوض‪ :‬اجلغرافيا العامة‪ ،‬ص ‪.369‬‬
‫‪366‬‬
‫من توفري الفرن‬ ‫درجات عالية من احلرار ال تتوافر يف النار العادية‪ ،‬وال بد لذل‬
‫املزود بمجرى هوائي إلعطاء درجة حرار مرتفعة نسبيا الزمة لصهر املعادن(‪.)1‬‬

‫بدأ استخراج معدن النحاس منذ األلف الثالث قبل امليالد(‪ ،)2‬حيث يتميز‬
‫عن سائر املعادن األخرى بانه يوجد بكثر يف الطبيعة عه هيئة فلز‪ ،‬ا وفر يف‬
‫عملية استخالصه من الصخور‪ ،‬ويتميز اينا بانه سهل الطرق والسحب(‪ ،)3‬وقد‬
‫تعددت مواطنه ويرج اكتشاف أعداد كبري من القطع النحاسية واخلبث وبقايا‬
‫األفران املعدنية يف نجران(‪ )4‬وقد لعبت عملية استخالص النحاس من فابئه دورا‬
‫كبريا يف حيا املجتمع القاطن يف اليمن القديم مثل منطقة‪ :‬هجر بن محيد(‪.)5‬‬

‫كام كشفت األبحاث احلديثة يف منطقة الفنحة قرب السوادية التابعة‬


‫للبيناء عه مناجم قديمة للنحاس(‪ ،)6‬وكذل يف صنعاء‪ ،‬وبئر عيل وغريها(‪.)7‬‬

‫[ذ ه ب – م = ‪( ]ḎHB - M‬ذهب ‪ -‬م)‪:‬‬

‫جاء هذا اللفظ يف العديد من النقوش اليمنية القديمة(‪ ،)8‬بمعنى برونز (‪،)9‬‬

‫‪ - 1‬عوض اهلل‪ ،‬حممد‪ :‬اإلنسان والثروات املعدنية‪ ،‬ص ‪.113‬‬


‫‪ - 2‬معطي‪ ،‬عيل‪ :‬تاريخ العرب االقتصادي‪ ،‬ص ‪.65‬‬
‫‪ - 3‬هنديل والعولقي‪ :‬املوارد االقتصادية‪ ،‬ص ‪.283‬‬
‫‪ - 4‬النعيم‪ ،‬نوره‪ :‬الوضع االقتصادي‪ ،‬ص ‪.89‬‬
‫‪5 - Van Beek, GW: Hajr Bin Humaid, P. 248.‬‬
‫‪ - 6‬بركات‪ ،‬أمحد قائد‪ :‬املعادن يف اليمن ‪ ،‬مؤسسة العفيف الثقافية‪ -‬صنعاء‪ ،‬سلسلة الكتاب الثقايف (‪ ،)12‬ط‬
‫(‪1996 ،)1‬م‪ ،‬ص ‪ 108 ،89‬ل لالستزاد حول تعدين النحاس ومنامجه القديمة التي تم العثور عليه يف‬
‫حمافبة البيناء (انبر)‪ :‬الرشجبي‪ ،‬رضوان‪ :‬مقدمة تارخيية عن التعدين‪ ،‬ص ‪.112 – 103‬‬
‫‪ - 7‬جرومان‪ ،‬إدولف‪ :‬الثرو املعدنية واملناجم يف بالد اليمن ‪ ،‬ص ‪4‬ل املفلحي‪ ،‬حييى‪ :‬املعادن ‪ ،‬ص ‪2735‬ل‬
‫رسول‪ ،‬أمحد‪ :‬دراسات يف اجلغرافية االقتصادية‪ ،‬ص ‪.150 - 148‬‬
‫‪( - 8‬انبر)‪ :‬اجلدول املرفق رقم [‪ ،]8‬ملعرفة املزيد من النقوش التي تناولت هذا اللفظل (انبر كذل )‪:‬‬
‫‪Sima, Alexander: Tiere, Pflanzen, Steine, P. 307- 324.‬‬
‫‪ - 9‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪38‬ل مكياش‪ ،‬عبدالله‪ :‬نقوش عربية جنوبية‪ ،‬ص ‪.326‬‬
‫‪367‬‬
‫فعه سبيل املثال ورد هذا اللفظ يف النقش (‪ )CIH 352/4‬كاآل ‪[ :‬ذ ن ‪ /‬ص ل‬
‫م ن ‪ /‬ذ ذ هـ ب م]‪ ،‬وتفسريها‪ :‬هذا التمثال الربونزي ‪ .‬ويوض (اإلرياين) معنى‬
‫هذا اللفظ بقوله‪ :‬عبار (صنم ذهبي اللون من الربونز) هي الرتمجة األص‬
‫للعبار اليمنية القديمة (صلمن ذي ذهبان) ولدينا مئات النقوش التي تذكر أن‬
‫أصحاهبا تقربوا إىل هذا اإلله أو ذاك بـ (صنم من الذهب – صلمن ذي ذهبان‪ )-‬أو‬
‫باكثر من صنم‪ ،‬وليس من املعقول أن تكون كل تل األصنام من الذهب احلقيقي‪،‬‬
‫وإنام يعتقد أن اليمنيي القدماء كانوا يعنون بعبار (ذي ذهبان) ما نعنيه اليوم بعبار‬
‫(ذهبي اللون)‪ ،‬أو بكلمة (م َذهب)‪ ،‬أو أهنم كانوا ينعون يف الربونز عند صهره‬
‫نسبة ضئيلة من الذهب‪ ،‬ليكون يف القربان يشء نفيس‪ ،‬وهلذا أطلقوا عه الذهب‬
‫الرصف كلمة (طيب) (‪.)1‬‬

‫والربونز‪ :‬خليط من معدين النحاس والقصدير(‪ ،)2‬حيث وجد النحاس يف‬


‫الطبيعة وبجواره معادن أخرى منها القصدير‪ ،‬وحيتمل أن اكتشاف خليط سبيكة‬
‫والنيكل‬ ‫الربونز جاء صدفة يف العصور املبكر ‪ ،‬أو فتلطا بمعادن أخرى كالزن‬
‫وغريها‪ ،‬وسب القصدير مع النحاس ينتج ماد صلبة‪ ،‬نسبة التجانس فيها (‪%88‬‬
‫نحاس و ‪ %22‬قصدير) ‪ ،‬يطلق عليها سبيكة الربونز(‪.)3‬‬

‫ومن الشواهد األثرية الدالة عه استخدام الربونز يف صناعة التامثيل هي‪:‬‬


‫‪.‬ثال معدي كرب‪ ،‬و‪.‬ثاال (ذمار عيل هيرب وابنه ثاران ملكي سبا وذي ريدان)‪،‬‬

‫‪ - 1‬اإلرياين‪ ،‬مطهر‪ :‬نقوش مسندية‪ ،‬ص ‪.55‬‬


‫‪ - 2‬لالستزاد حول معدن الربونز وتركيباته وخصائصه وتقنية الصناعة يف اليمن القديم (انبر)‪ :‬بن‬
‫حييى‪ ،‬عز ‪ :‬الربونز يف اليمن القديم‪ ،‬ج (‪ ،)1‬ص ‪26 – 9‬ل الصمد‪ ،‬واض ‪ :‬الصناعات واحلرف‪،‬‬
‫ص ‪.182 – 180‬‬
‫‪ - 3‬عوض اهلل‪ ،‬حممد‪ :‬اإلنسان والثروات املعدنية‪ ،‬ص ‪.178 ،175‬‬
‫‪368‬‬
‫اللذين تم العثور عليهام يف منطقة النخلة احلمراء – يكأل قديام‪ -‬من أرض احلدا(‪.)1‬‬

‫[ذ ه ب ‪ ،‬تذهب = ‪َ ( ]ḎHB, TḎHB‬ذ اهب‪ ،‬تذهيب)‪:‬‬

‫أي بمعنى‪ :‬تذهيب‪ ،‬تلبيس بذهب (التمويه بالذهب) (‪ ،)2‬ورد هذا اللفظ‬
‫هبذا املعنى يف النقوش اليمنية القديمة(‪ ،)3‬ومثال ذل ما جاء يف النقش‪YMN ( :‬‬
‫‪ ،) 10/4‬وهو كاآل ‪ ..[ :‬و هـ ج ب أ ‪ /‬و ح ظ ي ‪ /‬و ذ هـ ب ‪ /‬و ج ي ر ‪ /‬ك ل ‪/‬‬
‫ت ح ظ ت ‪ /‬و ت ذ هـ ب ‪ /‬و ع ذ ب ‪ /‬ب ي ت هـ م و‪ /‬ش ب ع ن ‪ /‬و هـ ج ر هـ‬
‫وذهب وجصا كل ما لزم‬
‫م و ‪ /‬ق ن أ ت ‪ ،].. /‬وتفسريها‪( :‬وأصل ووشى ا‬
‫لقرصهم شبعان ومدينتهم قانية من توشية وتذهيب وزخرفة)‪ ،‬والتذهيب‪ :‬هو‬
‫التمويه بالذهب(‪.)4‬‬

‫[ط ي ب = ‪( ]ṬYB‬طيب)‪:‬‬

‫وهو لفظ للداللة عه‪ :‬ذهب خالا‪ ،‬ذهب ط ّيب (‪ ،)5‬ورد هذا اللفظ يف‬
‫النقوش اليمنية القديمة للداللة عه املعنى السابق(‪.)6‬‬

‫‪ - 1‬لالستزاد حول ‪.‬ثاا ذمار عيل وابنه‪( .‬انبر)‪ :‬اإلرياين‪ ،‬مطهر بن عيل‪ :‬ذمار عيل وابنه ثاران يعودان إىل‬
‫صنعاء ‪ ،‬جملة اإلكليل‪ ،‬وزار اإلعالم والثقافة‪ -‬صنعاء‪ ،‬ع (‪ ،)3 ،2‬س (‪1403 ،)2‬هـ‪1983 /‬م‪ ،‬ص‬
‫‪266 – 248‬ل الربهيي‪ ،‬إبراهيم‪ :‬احلرف والصناعات‪ ،‬ص ‪.275 – 274‬‬
‫‪ - 2‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪38‬ل األغربي‪ ،‬فهمي‪ :‬معجم األلفاظ املعامرية‪ ،‬ص ‪.80 - 79‬‬
‫‪( - 3‬انبر)‪ :‬النقوش التالية التي تناولت هذا اللفظ‪)YMN 10/4; CIH 338/29; Gl 456/1( :‬ل (انبر‬
‫كذل )‪Sima, Alexander: Tiere, Pflanzen, Steine, P. 325- 324. :‬‬
‫‪ - 4‬عبدالله‪ ،‬يوسف‪ :‬مدونة النقوش ‪ ،‬جملة دراسات يمنية‪ ،‬ع (‪ ،)3‬ص ‪40 ،38 – 37‬ل وقد أوض ذل الدكتور‬
‫الصلوي يف أطروحته (انبر)‪Al-Selwi, Ibrahim: Jemenitische Wörter in den Werken :‬‬
‫‪141von al-Hâmdāni.., P.‬‬
‫‪ - 5‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪ .154‬كذل (انبر)‪ :‬اهلمداين‪ ،‬احلسن‪ :‬اجلوهرتي العتيقتي‪.132 ،‬‬
‫‪( - 6‬انبر)‪ :‬النقوش التالية التي تناولت هذا اللفظ‪BS- Ġirās 10/3; CIH 308/3; Ja 635/2; ( :‬‬
‫‪)762/2‬ل (كذل انبر)‪Sima, Alexander: Tiere, Pflanzen, Steine, P. 336- 339. :‬‬
‫‪369‬‬
‫والذهب‪ :‬من أوائل هذه املعادن النافعة للزينة وللتامئم‪ ،‬وهو من املعادن‬
‫الثمينة التي استخرجت منذ العصور القديمة(‪ ،)1‬وهو واحد من أوائل املعادن التي‬
‫عرفها اإلنسان‪ ،‬وكان لربيقة األصفر الذي ال يعتم‪ ،‬وندرته وخواصه الطبيعية‪،‬‬
‫التصدر يف أن جيعل منه ملكا عه كل املعادن‪ ،‬والذهب يف األصل معدن رخو‬
‫بدرجه ال يمكن استعامله إال بعد سبكه مع فلزات أخرى(‪ ،)2‬ويتميز بانه معدن غري‬
‫قابل للصدأ(‪ ،)3‬ووجد الذهب عه هيئة عروق‪ ،‬بمعنى أنه وجد كحبيبات خالصة‬
‫ضمن الصخور الربكانية التي تعود للزمن الثالث(‪.)4‬‬

‫وجاء عن ذهب سبا يف العهد القديم (سفر التورا )‪ ،‬ان النبي حزقائيل قال‬
‫بافنل طيب وبكل حجر كريم وبالذهب‬ ‫فاطبا صور‪ :‬بار شبا‪ ،‬متاجرون مع‬
‫(‪.)5‬‬ ‫أقاموا أسواق‬

‫وتتفق املصادر الرومانية واليونانية وأينا العربية عه أن اليمن موطنا‬


‫للذهب(‪ ،)6‬حيث أكّد الك اتاب اإلغريق والرومان عه وجوده كامد خام وكامد‬
‫مصنعة‪ ،‬فتحدث أغاثارخيدس وديدوروس وغريمها عن ذهب اجلزير العربية‬
‫وصفاته ووفرته ّا جعل شعوهبا يقاينون مع معادن أخرى أقل قيمة منه(‪ ،)7‬وأن‬
‫ذهب اليمن خيتلف عن غريه يف جودته‪ ،‬إذ يوجد عه هيئة بلورات منها صغري‬

‫‪ - 1‬سليم‪ ،‬أمحد‪ :‬جوانب من تاريخ وحنار العرب‪ ،‬ص ‪28‬ل هنديل والعولقي‪ :‬املوارد االقتصادية‪،‬‬
‫ص‪.275‬‬
‫‪ - 2‬عوض اهلل‪ ،‬حممد‪ :‬اإلنسان والثروات املعدنية‪ ،‬ص ‪.173 ،113‬‬
‫‪ - 3‬هنديل والعولقي‪ :‬املوارد االقتصادية‪ ،‬ص ‪.275‬‬
‫‪ - 4‬عيل‪ ،‬جواد‪ :‬املفصل يف تاريخ العرب‪ ،‬ج (‪ ،)7‬ص ‪512‬ل احلفيان‪ ،‬عوض‪ :‬اجلغرافيا العامة‪ ،‬ص ‪.369‬‬
‫‪ - 5‬ترسييس‪ ،‬عدنان‪ :‬بالد سبا‪ ،‬ص ‪.64‬‬
‫‪6 - Wissmann,V: Himyar Ancient history, P. 441.‬‬
‫‪ - 7‬معطي‪ ،‬عيل‪ :‬تاريخ العرب االقتصادي‪ ،‬ص ‪.66‬‬
‫‪370‬‬
‫بحجم حبة البندق أو متوسطة بحجم ثمر شجر املشملة(‪ ،)1‬وأكربها بحجم‬
‫اجلوز ل فهو كام يقول (ديودوروس الصقيل‪ 30 -80 -‬ق‪.‬م)‪( :‬غري منصهر)(‪،)2‬‬
‫وال حيتاج إىل صهر من معدنه اخلام كام هو احلال لدى كل الشعوب األخرى‪ ،‬وإنام‬
‫حيفر له بشكل مبارش يف األرض ويتم العثور عليه وهو كتل صلبة بحجم (حبة‬
‫الكستناء)(‪ ... )3‬بل أنه (ذهب بكر) وغري مشوب بالغبار وحبات الرتاب‪ ...‬وهو‬
‫ذو لون أمحر ناري(‪ )4‬بالغ التالق بحيث أنه إذا تم تشكيل قطعه بواسطة صنااع مهر‬
‫ما ورد عند‬ ‫ويطعم باألحجار الكريمة‪ ،‬فةنه أكثر احليل مجاال‪ . ...‬ويؤكد ذل‬
‫(اسرتابو ‪ 64‬ق‪.‬م‪19 -‬م)(‪ .)5‬ويذكر (بليني الصغري ‪79 – 24 /23‬م) يف وصف‬
‫قبائل سبا قائال‪ :‬أن الـ (ساباي) أعبم القبائل ثرو بسبب غابا ا الغنية باألشجار‬
‫املنتجة للعطور‪ ،‬وبام ‪.‬تل من مناجم الذهب ‪.)6( ...‬‬

‫‪ - 1‬املشملة (‪ :)Medlar‬شجر من الفصيلة الوردية أو ثمر ‪( .‬انبر)‪ :‬البعلبكي‪ ،‬روحي‪ :‬قاموس‬


‫املورد‪ ،‬دار العلم للماليي‪ -‬بريوت‪ ،‬ط (‪ ،1995 ،)7‬ص ‪.1049‬‬
‫‪ - 2‬غري منصهر (‪ :)Fireless‬أي (الذهب املتحجر)‪،‬الذي ذكره (أرتيمدوروس) فذهب اليمن خيتلف‬
‫عن غري من البلدان األخرى‪ .‬حيث يوجد عه شكل حبوب بلورية فتلفة األحجام‪ ،‬وهو يف‬
‫ذل ذهب خالا‪ .‬وليس شذرات صغري فتلطة مع األتربة والغبار‪ .‬لالستزاد حول استخراج‬
‫الذهب من معدنه وطبخه بالنار‪( .‬انبر)‪ :‬اهلمداين‪ ،‬احلسن‪ :‬اجلوهرتي العتيقتي‪،‬‬
‫ص ‪.143 – 129‬‬
‫‪ - 3‬حبة الكستناء‪ :‬الكست أو القسط بالقاف نبات القسط‪ ،‬وهو عود يتبخر به‪ .‬واملراد هنا حبة القسط‪.‬‬
‫(انبر)‪ :‬دياب‪ ،‬كوكب‪ :‬املعجم املفصل يف األشجار والنباتات‪ ،‬ص ‪.208‬‬
‫‪ - 4‬الذهب األمحر‪ :‬يرشحه اهلمداين بقوله‪.. :‬يكون الذهب أول ما ينشا أبيض ثم تطبخه األرض‬
‫البخارات املتجدد عليه فياخذ اللون يف أدوار من الزمان كثري فكيف ما عتق كان أكثر‬ ‫وتل‬
‫حلمرته وأقل لفنته‪( . ..‬انبر)‪ :‬اهلمداين‪ ،‬احلسن‪ :‬اجلوهرتي العتيقتي‪ ،‬ص ‪.121‬‬
‫‪ - 5‬الشيبة‪ ،‬عبدالله‪ :‬ترمجات يامنية‪ ،‬ص ‪.50‬‬
‫‪ - 6‬العبادي‪ ،‬أمحد‪ :‬اليمن يف املصادر القديمة‪ ،‬ص ‪.208 ،166 ،146‬‬
‫‪371‬‬
‫وقد ذكر اجلغرافيون العرب واملسلمون أسامء ومواضع عرفت بوجود خام‬
‫الذهب هبا(‪ ،)1‬مثل‪ :‬موضع يبعد عن نجران مسافة (‪ 183‬ميال) عه آثار ال اترب(‪،)2‬‬
‫وذكر اهلمداين أماكن تواجد معدن الذهب يف اليمن يف عد مواضع منها‪ :‬أرض‬
‫حجور من أرض مهدان‪ ،‬وأرض بني سابقة باحلدّ ما بي صعد ونجران‪ ...‬إلخ(‪.)3‬‬
‫ورد عدد من األلفاظ الدالة عه استخدام اإلنسان اليمني القديم للذهب يف‬
‫حياته اليومية منها‪:‬‬
‫القديمة(‪)4‬‬ ‫[ط ن ف = ‪( ]ṬNF‬طنف)‪ :‬ورد هذا اللفظ يف النقوش اليمنية‬
‫منه اإلنسان اليمني‬ ‫بمعنى‪ :‬مقدار‪ /‬يشء من الذهب (‪ ،)5‬ونبرا لقيمته فقد س‬
‫القديم نقوده(‪ ،)6‬إضافة إىل عدد من النقود املسكوكة من املعادن األخرى(‪،)7‬‬

‫‪ - 1‬لالستزاد حول مواقع مناجم الذهب يف اجلزير العربية (انبر)‪ :‬عيل‪ ،‬جواد‪ :‬املفصل يف تاريخ العرب‪ ،‬ج‬
‫(‪ ،)7‬ص ‪514 – 512‬ل سليم‪ ،‬أمحد‪ :‬جوانب من تاريخ وحنار العرب‪ ،‬ص ‪28‬ل الصمد‪ ،‬واض ‪:‬‬
‫الصناعات واحلرف‪ ،‬ص ‪.197 -195‬‬
‫‪ - 2‬سليم‪ ،‬أمحد‪ :‬جوانب من تاريخ وحنار العرب‪ ،‬ص ‪28‬ل [الت ِّْرب]‪ :‬الذهب والفنة قبل أن يصاغا ويعمال‪،‬‬
‫احلمريي‪ ،‬نشوان‪ :‬شمس العلوم‪ ،‬ج (‪ ،)2‬ص ‪.713‬‬
‫‪ - 3‬اهلمداين‪ ،‬احلسن‪ :‬اجلوهرتي العتيقتي‪ ،‬ص ‪123‬ل لالستزاد حول معدن الذهب وتواجده يف اليمن (انبر)‪:‬‬
‫جرومان‪ ،‬إدولف‪ :‬الثرو املعدنية واملناجم يف بالد اليمن ‪ ،‬ص ‪.11 – 8‬‬
‫‪( - 4‬انبر)‪ :‬النقوش التالية التي تناولت هذا اللفظ‪)CIH 529/4; Ja 635/4; 755/11( :‬ل (انبر كذل )‪:‬‬
‫‪Sima, Alexander: Tiere, Pflanzen, Steine, P. 339- 340.‬‬
‫‪ - 5‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪.153‬‬
‫‪ - 6‬املفلحي‪ ،‬حييى‪ :‬املعادن ‪ ،‬ص ‪.2737‬‬
‫‪ - 7‬لالستزاد حول النقود املعدنية يف اليمن القديم (انبر)‪ :‬اجلرو‪ ،‬أسمهان‪ :‬دراسات يف التاريخ احلناري‪ ،‬ص‬
‫‪116 – 97‬ل قائد‪ ،‬صادق عبده عيل قائد‪ :‬اهلوية السياسية واحلنارية لليمن يف التاريخ القديم وعرص‬
‫االسالم – دراسة يف تطور اهلوية السياسية واحلنارية يف اليمن منذ العصور القديمة وحتى أواخر العصور‬
‫الوسطى‪ ،‬ج (‪ ،)1‬وزار الثقافة والسياحة – صنعاء‪ ،2004 ،‬ص ‪ ،88 – 87‬سيدوف‪ ،‬الكسندر‪ ،‬دافيدا‪،‬‬
‫بربارا‪ :‬س النقود واملسكوكات ‪ ،‬ضمن كتاب (النقود يف اليمن عرب العصور)‪ ،‬البن املركزي اليمني‪،‬‬
‫اجلمهورية اليمنية‪2004 ،‬م‪ ،‬ص ‪17 – 15‬ل الصمد‪ ،‬واض ‪ :‬الصناعات واحلرف‪ ،‬ص ‪.230 -225‬‬
‫‪372‬‬
‫وأطلق لفظ [و ر ق = ‪( ]WRQ‬ورق)(‪ ،)1‬عليها‪ ،‬ليميز بينها وبي املسكوكات‬
‫األخرى‪ ،‬وألهنا األعه قيمة من بينها‪ ،‬وقد ورد هذا اللفظ يف النقوش اليمنية‬
‫القديمة(‪ ،)2‬كام ورد هذا اللفظ يف القرآن الكريم للداللة عه انه عملة نقدية‬
‫استخدمت قديام يقول تعاىل‪َ ﴿ :‬فا ْب َعثوا َأ َحدَ كم ب َورقك ْم َهذه إ َىل ا ْملَدينَة َفلْ َينب ْر َأ ُّ َهيا‬
‫ف َو َال يشْ ع َر ان بك ْم َأ َحدا﴾(‪ ،)3‬ووضحه‬ ‫َأ ْزكَى َط َعاما َفلْ َياْتكم بر ْز نق ِّمن ْه َو ْل َيتَ َل اط ْ‬
‫املفرسون بانه عملة فنية(‪ ،)4‬ويذكر اهلمداين‪ :‬أن الفنة ال ُّلجي ‪ ...‬وهو الورق‬
‫‪ ...‬اسم يقع عه الدراهم (‪.)5‬‬

‫وتعترب صناعة العملة املعدنية يف سبا من أهم الصناعات التي دخلت فيها‬
‫املعادن‪ ،‬ونبرا لالزدهار التجاري الذي شهدته لكة سبا‪ ،‬فقد دعت احلاجة إىل‬
‫قيام مثل هذه الصناعة‪ ،‬وقد أطلقوا عددا من التسميات عليها بحسب نوع املعدن‬
‫–كام ذكر سابقا‪ -‬أو باسامء اشخاص مثل‪[ :‬ح ي ا ل ي م = ‪]ḤYƆLYM‬‬
‫(حيئليم)‪ :‬وهي ربام منسوبة إىل شخا أسمه (حي إيل)(‪ ،)6‬وقد وردت هذه‬
‫التسمية يف النقوش اليمنية القديمة التالية‪CIH 548; 376; Gl 1573; YM ( :‬‬
‫‪ ،)11730/1‬كام وردت بعض املسميات األخرى للنقود يف اليمن القديم مثل‪[ :‬ب‬

‫‪ - 1‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪.162‬‬


‫‪( - 2‬انبر)‪ :‬النقوش التالية التي تناولت هذا اللفظ‪.)Gr 14/1; YM 11730/3( :‬‬
‫‪ - 3‬القرآن الكريم‪ :‬سور الكهف‪ ،‬اآلية ‪.19‬‬
‫‪ - 4‬ابن كثري‪ :‬تفسري القرآن العبيم‪ ،‬مج (‪ ،)9‬ص ‪.118‬‬
‫الدكتور الصلوي يف أطروحته‬ ‫‪ - 5‬اهلمداين‪ ،‬احلسن‪ :‬اجلوهرتي العتيقتي‪ ،‬ص ‪93‬ل وقد أوض ذل‬
‫(انبر)‪Al-Selwi, Ibrahim: Jemenitische Wörter in den Werken von al- :‬‬
‫‪.Hâmdāni.., P. 219- 220.‬‬
‫‪ - 6‬احلمد‪ ،‬جواد‪ :‬األحوال االجتامعية واالقتصادية‪ ،‬ص ‪.519‬‬
‫‪373‬‬
‫ل ط – م = ‪( ]BLṬ-M‬بلطم)(‪ ،)1‬يف النقش (‪ ،)YM 11743/1‬وكذل اللفظ‬
‫[ق ر ف = ‪( ]QRF‬قرف)(‪ ،)2‬الوارد ذكره يف النقش (‪.)CIH 416/2‬‬

‫كشفت الدراسات احلديثة أربعة مواقع‪ ،‬ثالثة منها مناجم قديمة بي وادي‬
‫الغمري جنوب وادي النيوق وتقع شامل رشق جبل اللوذ‪ ،‬وقد استخرج اليمنيون‬
‫القدماء املواد اخلام وطحنوها بالقرب من املناجم‪ ،‬حيث توجد حتى اآلن أدوات‬
‫املطاحن وبقايا املرو وآثار املنازل‪ ،‬ومل يعرف مدى االستخراج وعمق االعامل‬
‫القديمة بسبب التهدمات يف املناجم‪ ،‬كام تم اكتشاف سبعة مواقع شامل صعد ‪،‬‬
‫أحدها منجم قديم يدعى (املحفر) يف منطقة لودية(‪ ،)3‬وعثر عه معدن الذهب‬
‫أينا يف موقع يدعى البهر جنوب غريب مدينة مارب(‪ ،)4‬وذكر الرحالة (جوزيف‬
‫هاليفي) الذي زار اليمن يف عام (‪1869‬م)‪ ،‬أنه وجد يف رصواح مغسلة ذهب‬
‫قديمة ال تزال قيد العمل‪ ،‬ويدث الرحالة (إدوارد جالز)‪ ،‬الذي زار اليمن يف عام‬
‫(‪1882‬م)‪ ،‬عندما قام بعمل حرص بعدد املشتغلي باحلرف اليدويةل فوجد أحدهم‬
‫يعمل بغسل الذهب(‪.)5‬‬

‫وجاء يف فطوطة مكتبة جامعة القدس‪ ،‬وفطوط (شوكي)‪ ،‬ضمن مذكرات‬


‫(حييم بن حبشوش) املواطن اليمني‪ ،‬دليل وترمجان الرحالة هاليفي يف رحلته إىل‬

‫‪ - 1‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪.29‬‬


‫‪ - 2‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪.106‬‬
‫‪ - 3‬ملزيد من التفاصيل عن مواقع معدن ومناجم الذهب والتعدين يف اليمن القديم (انبر)‪ :‬املفلحي‪،‬‬
‫حييى‪ :‬املعادن ‪ ،‬ص ‪2738 – 2737‬ل الرشجبي‪ ،‬رضوان‪ :‬مقدمة تارخيية عن التعدين‪ ،‬ص ‪– 6‬‬
‫‪.88 - 66 ،21‬‬
‫‪ - 4‬بركات‪ ،‬أمحد‪ :‬املعادن يف اليمن‪ ،‬ص ‪.104‬‬
‫‪ - 5‬جرومان‪ ،‬إدولف‪ :‬الثرو املعدنية واملناجم يف بالد اليمن ‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪374‬‬
‫اليمن‪ ،‬النا التاا‪ :‬أما املعادن الذي شاهد م‪ ،‬فاألول الذي اطلعت عليه يف‬
‫رحييل هو الذي يف حريب القراميش يف غايبه‪ ،‬واسم املحل الذي فيه معدن‬
‫األكب وقليل من الورق صلب‪ .‬وإىل يومنا هذا املحالت الذي استخرجوا منهن‬
‫األقدمون هذه االجساد فهن حفاير عميقات يف صدف اجلبل‪ ،‬يسموهنن القبايل‬
‫السايلة قدر قبنة من النيس حق املكان هذا وهو‬ ‫املدناات‪ .‬وأنا اخذت من تل‬
‫شبه الباروت يف لونه وهو رزين‪ ،‬فاستخرجت منه االكب‪ .‬وذل املكان مشهور‬
‫إىل يومنا هذا‪ ،‬يسموه الناس رصاص ثايب‪ .‬واملحل الثاين وهو يف مارب إىل يومنا‬
‫هذا‪ ،‬يستخرجوا البدو من بعض املحالت من الذهب عن كل وقت حبوب سغار‬
‫مصوغ‪ ،‬فال بد أن به هناك معدن الذهب‬
‫ا‬ ‫مثل الشذر وجدت مع بعض من الذهب‬
‫وهو مشاهد إىل اليوم ‪ ...‬واألكثر الذي يستخرجوه شذر‪ ،)1( ...‬وهذا دليل عه‬
‫صحة ما تناقلته روايات الكتااب الكالسيكيي عن الذهب يف بالد سبا‪.‬‬

‫(رصيفن)‪:‬‬
‫[ص ر ف ن = ‪َ ]ṢRFN‬‬
‫جاء هذا اللفظ يف النقوش اليمنية القديمة(‪ ،)2‬بمعنى فنة خالصة (‪ .)3‬وقد‬
‫عرفها السبئيون منذ زمن طويل‪ ،‬ونستدل بذل من خالل وجود العديد من اللقى‬
‫األثرية كالعمالت الفنية السبئية(‪ ،)4‬والفنة معروفة من قديم الزمان‪ ،‬وهي الفلز‬

‫‪ - 1‬حبشوش‪ ،‬حييم‪ :‬ر ية اليمن بي هاليفي وحبشوش‪ ،‬ص ‪.137‬‬


‫‪( - 2‬انبر)‪ :‬النقوش التالية التي تناولت هذا اللفظ‪BS- Ġirās 10/3; CIH 291/1; 308/3, 4; ( :‬‬
‫;‪400/1 = RES 4178 = Ja 534; CIH 407/5; 411/3; 607/1; Ir 13; Ja 572/3‬‬
‫;‪574/2; 576/1; 608/4; 609/3; 669/4,9; 693/3; 700/3; 703/2; 716/3‬‬
‫‪)720/2; 755/2, 4; RES 3902/3; 4191 + Ja 624/5; RES 4790/2‬ل (انبر)‪:‬‬
‫‪Sima, Alexander: Tiere, Pflanzen, Steine, P. 332- 336.‬‬
‫‪ - 3‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪144‬ل مكياش‪ ،‬عبدالله‪ :‬نقوش عربية جنوبية‪ ،‬ص‪.384‬‬
‫‪ - 4‬جرومان‪ ،‬إدولف‪ :‬الثرو املعدنية واملناجم يف بالد اليمن ‪ ،‬ص ‪.8‬‬
‫‪375‬‬
‫املفنل للزينة بعد الذهب بشكل عام‪ ،‬ولقد جاء عه اإلنسان حي من الدهر‬
‫تساوت فيه الفنة مع الذهب يف القيمة(‪ ،)1‬وهي من املعادن املعروفة يف اليمن‬
‫القديم(‪ ،)2‬حيث كانت سوقا ومصدرا هلذا املعدن منذ القدم وهبا الكثري من‬
‫املواضع‪ ،‬وقد اقرتنت يف بعض املناطق بالذهب ومثلها مثل الذهب(‪ ،)3‬فقد أورد‬
‫الرباض‬
‫كالرباض‪ ،‬وإليه ينسب معدن ا‬
‫اهلمداين العديد من مناطق استخراجها ا‬
‫وثم قرية املعدن معدن الفنة وهو معدن ال نبري له يف الغزر(‪.)4‬‬
‫ا‬
‫وتوجد مناجم الفنة يف هنم‪ ،‬وعه جبل الصلب يف ثعيبة يف وادعة‪ ،‬ويف بالد‬
‫سارع‪ ،‬ويف خرشان التي تقع يف جهران‪ ،‬ويف األرض السوداء عه جبل البلق يف‬
‫مارب‪ ،‬ويف بالد برط(‪.)5‬‬

‫وأكدت األبحاث احلديثة وجود مناجم الفنة التي ذكرها اهلمداين مثل‪:‬‬
‫جبل َص َلب هنم‪ ،‬شامل رشق صنعاء‪ ،‬واملعروف بـ (موقع الرباض)‪ ،‬الذي عثر‬
‫عليه يف هناية عام (‪1980‬م)‪ ،‬وأظهرت دالئل التمعدنات عه السط بقايا تعدينية‬
‫قديمة كثري االنتشار‪ ،‬ووجود مداخل متعدد للمناجم ذات أعامق وامتدادات‬
‫فتلفة تصل حتى (‪20‬م) عمقا‪ ،‬و (‪170‬م) امتدادا(‪.)6‬‬

‫‪ - 1‬عوض اهلل‪ ،‬حممد‪ :‬اإلنسان والثروات املعدنية‪ ،‬ص ‪.174‬‬


‫‪ - 2‬عيل‪ ،‬جواد‪ :‬املفصل يف تاريخ العرب‪ ،‬ج (‪ ،)7‬ص ‪.514‬‬
‫‪ - 3‬النعيم‪ ،‬نوره‪ :‬الوضع االقتصادي‪ ،‬ص ‪.89‬‬
‫‪ - 4‬اهلمداين‪ ،‬احلسن‪ :‬صفة جزير العرب‪ ،‬ص ‪154‬ل لالستزاد حول مواقع مناجم الفنة يف اجلزير العربية‬
‫(انبر)‪ :‬عيل‪ ،‬جواد‪ :‬املفصل يف تاريخ العرب‪ ،‬ج (‪ ،)7‬ص ‪515 – 514‬ل سليم‪ ،‬أمحد‪ :‬جوانب من تاريخ‬
‫وحنار العرب‪ ،‬ص ‪.29‬‬
‫‪ - 5‬جرومان‪ ،‬إدولف‪ :‬الثرو املعدنية واملناجم يف بالد اليمن ‪ ،‬ص ‪.7‬‬
‫‪ - 6‬املفلحي‪ ،‬حييى‪ :‬املعادن ‪ ،‬ص ‪2736‬ل بركات‪ ،‬أمحد‪ :‬املعادن يف اليمن‪ ،‬ص ‪105 – 104‬ل لالستزاد حول‬
‫مناجم الفنة القديمة يف اليمن (انبر)‪ :‬الرشجبي‪ ،‬رضوان‪ :‬مقدمة تارخيية عن التعدين‪ ،‬ص ‪102 – 90‬ل‬
‫روبان‪ ،‬كربستيان‪ :‬منجم الرباض‪ :‬اهلمداين والفنة اليمنية ‪ ،‬ترمجة‪ :‬حممود قاسم الشعبي‪ ،‬جملة‬
‫اإلكليل‪ ،‬وزار الثقافة – صنعاء‪ ،‬ع (‪ ،)36 - 35‬يناير – يونيو ‪2010‬م‪ ،‬ص ‪.116 - 107‬‬
‫‪376‬‬
‫[ف ر ز ن‪ -‬م = ‪( ]FRZN-M‬فرزن‪ -‬م)‪:‬‬

‫ورد هذا اللفظ يف النقوش اليمنية القديمة(‪ ،)1‬بمعنى‪ :‬حديد (‪ ،)2‬حيث جاء‬
‫هذا اللفظ يف النقش (‪ )CIH 450/12‬كالتاا‪[ :‬م ب ر أ م ‪ /‬ج ر ب م ‪ /‬و ل ب‬
‫ت م ‪ /‬و أ ز ي ي م‪ /‬ف ر ز ن م ]‪ ،‬وتفسريها‪ :‬بناء حجر جروب وحجر لبات‬
‫وقوامط حديد ‪.‬‬

‫لقد عرف اإلنسان احلديد منذ أكثر من ثالثة آالف سنة‪ ،‬حيث بدأ اإلنسان‬
‫استخدام خامات احلديد‪ ،‬بطرق بسيطة‪ ،‬يف صناعة أدوات إنتاجية وخدمية‪ ،‬منزلية‬
‫أو حقلية‪ ،‬ذل ألن احلديد مطواع أكثر من احلجر يف صناعة األدوات(‪.)3‬‬

‫وكانت متطلبات التجميل والزينة هي أينا أول ما شد اإلنسان القديم‬


‫للحديد‪ ،‬فاملواد األولية للتلوين حصلوا عليها من ماد املغر احلمراء‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫(اهليامتايت‪ ،‬معدن من معادن احلديد)(‪ ،)4‬حيث كانت متوفر يف الصحراء بلوهنا‬
‫األمحر‪ ،‬وكانت خامات املنغنيز هي مصدر اللون األسود‪ ،‬ويعزى لعنرص احلديد‬
‫غالبية األلوان يف الطفل والرمل والصخر حتى قيل إن احلديد هو اللون الرئييس يف‬
‫علبة ألوان الطبيعة‪.‬‬

‫ولعل احلديد يف خاماته قد عرف قبل النحاس عند اإلنسان القديم‪ ،‬إال أنه مل‬
‫يستخدمه إال بعد فرت طويلة من اكتشاف النحاس وسبائكه‪ ،‬ألن احلديد النقي‬
‫طري لدرجة أنه مل يمكن استخدامه كادوات لإلنسان األول‪ ،‬ثم كيفية ضبط‬

‫‪( - 1‬انبر)‪ :‬النقوش التالية التي تناولت هذا اللفظ‪BS- Ġirās 10/3; C 40/2, 4; 540/10, ( :‬‬
‫‪.)12,75; Gr 3/5; Gl 554/12.76‬‬
‫‪ - 2‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪46‬ل األغربي‪ ،‬فهمي‪ :‬معجم األلفاظ املعامرية‪ ،‬ص‪.154‬‬
‫‪ - 3‬سعيد‪ ،‬إبراهيم‪ :‬أسس اجلغرافيا‪ ،‬ص ‪.177‬‬
‫‪ - 4‬احلفيان‪ ،‬عوض‪ :‬اجلغرافيا العامة‪ ،‬ص ‪.268‬‬
‫‪377‬‬
‫كميات الكربون يف احلديد جلعله أصلب عودا وأقوى مقاومة‪ ،‬ومعدن احلديد أكثر‬
‫وفر من النحاس والقصدير(‪.)1‬‬

‫ونعجب لذكر (ار‪.‬يدورس) عدم توافر احلديد باليمن!! رغم أن املصادر‬


‫العربية تؤكد وجوده بكثر (‪ ،)2‬فاهلمداين ذكر أن باليمن معادن حديد غري معمولة‬
‫بنقم وغمدان(‪ ،)3‬كام ذكره األصفهاين‪ ،‬وقد وجدت الكثري من املصنوعات‬
‫احلديدية املحلية ا يدل عه وجوده واستخراجه‪ ،‬وإن مل يكن بقدر املعادن‬
‫السابقة(‪ ،)4‬وذكر أنه يوجد منجم للحديد يف رعافة بالقرب من صعد شامل اليمن‪،‬‬
‫عه مسافة حواا (‪ 160‬كلم) من صنعاء(‪ ،)5‬وقد أثبتت الدراسات اآلثارية‬
‫واألدبية جمتمعة أن اجلزير العربية وخاصة جنوهبا صنعت األسلحة املعدنية‪ ،‬وأن‬
‫من‬ ‫النسبة الشائعة منها يف السيوف واخلناجر والسكاكي والنبال‪ ،‬كام يتن‬
‫بقاياها‪ ،‬ومن أشكاهلا التي تتقلدها التامثيل(‪ ،)6‬كام دخلت املعادن يف صناعة األواين‬

‫‪ - 1‬عوض اهلل‪ ،‬حممد‪ :‬اإلنسان والثروات املعدنية‪ ،‬ص ‪.115 ،182 -181‬‬
‫‪ - 2‬العبادي‪ ،‬أمحد‪ :‬اليمن يف املصادر القديمة‪ ،‬ص ‪146‬ل لالستزاد حول معدن احلديد واحلداد‬
‫وأماكن تواجده يف اليمن واجلزير العربية (انبر)‪ :‬جرومان‪ ،‬إدولف‪ :‬الثرو املعدنية واملناجم يف‬
‫بالد اليمن ‪ ،‬ص ‪6 -4‬ل الصمد‪ ،‬واض ‪ :‬الصناعات واحلرف‪ ،‬ص ‪176 -109‬ل الربهيي‪،‬‬
‫إبراهيم‪ :‬احلرف والصناعات‪ ،‬ص ‪272 – 263‬ل الرشجبي‪ ،‬رضوان‪ :‬مقدمة تارخيية عن التعدين‪،‬‬
‫ص ‪.127 – 117‬‬
‫‪ - 3‬اهلمداين‪ ،‬احلسن‪ :‬صفة جزير العرب‪ ،‬ص ‪.321‬‬
‫‪ - 4‬معطي‪ ،‬عيل‪ :‬تاريخ العرب االقتصادي‪ ،‬ص ‪66‬ل النعيم‪ ،‬نوره‪ :‬الوضع االقتصادي‪ ،‬ص ‪.89‬‬
‫‪ - 5‬عيل‪ ،‬جواد‪ :‬املفصل يف تاريخ العرب‪ ،‬ج (‪ ،)7‬ص ‪516‬ل كذل ‪ :‬املرجع نفسه‪ ،‬ج (‪ ،)1‬ص‬
‫‪160 -195‬ل رسول‪ ،‬أمحد‪ :‬دراسات يف اجلغرافية االقتصادية‪ ،‬ص ‪147‬‬
‫‪6- Cleveland, Ray: "The American Archaeology Expedition", BASOR,‬‬
‫‪1960, NO. 159, p. 21, 23.‬‬
‫‪378‬‬
‫أدوات الزراعة والبناء والنحت والتعدين(‪ ،)1‬ويتن‬ ‫املنزلية واألثاث وكذل‬
‫ذل من خالل وجود كميات من فلفات بقايا خبث املعادن يف مدينة نشق‪ ،‬وأهنا‬
‫إحدى مراكز تصنيع األسلحة باإلضافة إىل كوهنا قاعد عسكرية سبئية(‪.)2‬‬

‫ويرد ذكر استخراج معدن احلديد يف العهود اإلسالمية يف اليمن ضمن‬


‫مذكرات املؤيد باهلل حممد بن اسامعيل(‪ )3‬حيث يقول‪ :‬أنه يف سنة (‪ 1083‬هـ) يف‬
‫عز اإلسالم حممد بن اإلمام بجبل ثايبة من بالد هنم‬
‫رمنان يف هذا الشهر استخرج ا‬
‫معدنا من احلديد اإال أن فيه قساو مفرطة وأعامل يصيله عسري ولام َج ّربه‬
‫احلدادون بصنعاء مل حيصل للعمل بل تكرس عند ص املطارق واضمحل فرتك بعد‬
‫ذل ولعلة من معادن الفنة لكنه فا م صفة عقد (‪.)4‬‬

‫كام أكدت الدراسات احلديثة وجود مناجم ومعدن احلديد حول مدينة‬
‫صعد مثل‪ :‬الامئد – جبل أحسن – قدامى – ثرو – جبل املعدن عكوان ‪ ..‬إلخ‪،‬‬
‫ويوجد خام احلديد يف منطقة البيناء‪ ،‬ومنطقة مكرياس‪ ،‬وهو عه هيئة أجسام‬
‫عدسية‪ ،‬ويوجد أينا يف عتق والامجل والراي يف حمافبة شبو (‪.)5‬‬

‫‪1- Cleveland, Ray: "An Ancient South Arabia Necropolis", the Johns Hopkins‬‬
‫‪Press, Baltimore, 1965, p. 121 - 122.‬‬
‫‪2- Beeston A.F.I: "Warfare in Ancient South Arabia", p. 18.‬‬
‫‪ - 3‬هو العالمة الزاهد اإلمام املؤيد باهلل حممد بن إسامعيل بن القاسم بن حممد‪ .‬كان مولده سنة‬
‫‪1044‬هـ‪.‬‬
‫الساسة‬
‫‪ - 4‬ابن اسامعيل‪ ،‬حممد‪ :‬مذكرات املؤيد باهلل حممد بن اسامعيل‪ -‬أول مذكرات شخصية ألحد ا‬
‫يف الرتاث اإلسالمي‪ ،‬يقيق‪ :‬عبدالله حممد احلبيش‪ ،‬املؤسسة اجلامعية للدراسات والنرش‬
‫والتوزيع‪ -‬بريوت‪ ،‬ط (‪1411 ،)1‬هـ‪1991 /‬م‪ ،‬ص ‪.9‬‬
‫‪ - 5‬املفلحي‪ ،‬حييى‪ :‬املعادن ‪ ،‬ص ‪2739 – 2738‬ل رسول‪ ،‬أمحد‪ :‬دراسات يف اجلغرافية االقتصادية‪،‬‬
‫ص ‪148 -147‬ل بركات‪ ،‬أمحد‪ :‬املعادن يف اليمن‪ ،‬ص ‪.110 – 109‬‬
‫‪379‬‬
‫[ص ه ر ‪ -‬م = ‪( ]ṢHR-M‬صهر‪ -‬م)‪:‬‬

‫جاء هذا اللفظ يف النقوش اليمنية القديمة التالية‪CIH 541/55, 60; ( :‬‬
‫‪ ،)Fa 90/2; RES 4761/1 = Gl 431, 541/2; 618/ 60‬بمعنى‪:‬‬
‫الرصاص املصهور‪ ،‬أو ماده أخرى لربط األحجار(‪ ،)1‬وال يوجد الرصاص يف‬
‫الطبيعة كفلز ولكن يتم احلصول عليه من خامات‪ ،‬وهو ماد رخو سهلة التشكيل‪،‬‬
‫وتوجد خاماته ضمن الصخور الكربونية للزمن الثالث (الباليوسي)(‪ .)2‬وكان من‬
‫أوائل املعادن التي استخدمها اإلنسان(‪ ،)3‬وكثر وجوده يف اليمن القديم‪ ،‬وقد‬
‫استخدمه اإلنسان اليمني القديم يف أعامل البناء مثل‪ :‬صناعة املسامري املستخدمة يف‬
‫تثبيت القطع احلجرية يف أساسات األعمد (‪ ،)4‬وبي مواضع اتصال احلجار لربطها‬
‫ببعنها البعض(‪.)5‬‬

‫ويعد معدن الرصاص من أكثر املعادن ارتباطا بمعدن الفنة‪ ،‬وقد تم تعدينه‬
‫يف الغالب يف نفس مواقع تعدين الفنة(‪ ،)6‬وعثر املنقبون عه بقايا منه يف مواضع‬
‫متعدد من األماكن األثرية باليمن(‪ ،)7‬وقد ورد ذكره يف نقش اهنيار وترميم السد‬
‫(‪ ،) CIH 451/60‬حيث يرد فيه التاا‪[ :‬و ن هـ م ت ‪ /‬و ص هـ ر م ‪ /‬ل ع ذ ب ن‬

‫‪ - 1‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪140‬ل األغربي‪ ،‬فهمي‪ :‬معجم األلفاظ املعامرية‪ ،‬ص‬
‫‪120 – 119‬ل لالستزاد (انبر)‪Sima, Alexander: Tiere, Pflanzen, Steine, P. :‬‬
‫‪330- 332.‬‬
‫‪ - 2‬احلفيان‪ ،‬عوض‪ :‬اجلغرافيا العامة‪ ،‬ص ‪.370‬‬
‫‪ - 3‬عوض اهلل‪ ،‬حممد‪ :‬اإلنسان والثروات املعدنية‪ ،‬ص ‪.177‬‬
‫‪ - 4‬النعيم‪ ،‬نوره‪ :‬الوضع االقتصادي‪ ،‬ص ‪90‬ل معطي‪ ،‬عيل‪ :‬تاريخ العرب االقتصادي‪ ،‬ص ‪.66‬‬
‫‪ - 5‬الربهيي‪ ،‬إبراهيم‪ :‬احلرف والصناعات‪ ،‬ص ‪.273 - 272‬‬
‫‪ - 6‬الرشجبي‪ ،‬رضوان‪ :‬مقدمة تارخيية عن التعدين‪ ،‬ص ‪.113‬‬
‫‪ - 7‬عيل‪ ،‬جواد‪ :‬املفصل يف تاريخ العرب‪ ،‬ج (‪ ،)7‬ص ‪.516‬‬
‫‪380‬‬
‫‪ /‬ع ر م ن]‪ ،‬وتفسريها‪ :‬وصقل احلجار وصهر (املعدن) لرتميم السد ‪ ،‬ووجد‬
‫فعال يف مربعات السد خطوط رصاصية تربط بعنها ببعض‪ ،‬ومن مواطن‬
‫الرصاص يف اليمن َجرشة َعنس إىل الرشق من ذمار وعه أسفل أو عتبة جبل‬
‫ال اليس‪ ،‬ويف هنم‪ ،‬وبالد برط‪ ،‬ويف َشعب يف عدن‪ .‬ويشري املقده إىل أن الرصاص‬
‫كان يصدا ر إىل عامن(‪.)1‬‬

‫والرصاص عه نوعي‪ :‬أسود‪ :‬وهو األكب واألبار‪ ،‬وأبيض‪ :‬وهو القلعي‬


‫واألكب(‪ ،)2‬واألكف‪ ،‬والرصفان‪ ،‬ويشء مرصا مطيل به‪،‬‬ ‫وقد عرف باألن‬
‫وكانت تطه به األواين ويرشبون هبا(‪.)3‬‬

‫وأكدت الدراسات العلمية احلديثة‪ ،‬وجود عدد من مناجم الرصاص القديمة‬


‫يف وادي املسيلة‪ -‬بمحافبة حرضموت‪ ،‬إىل اجلنوب الرشقي من قرية القلعنة(‪.)4‬‬

‫[م ل ح= ‪( ]MLH‬مل )‪:‬‬

‫ورد هذا اللفظ يف النقش (‪ )YM 11729/8‬للداللة عه معدن املل ‪ ،‬وهو‬


‫من أكثر املعادن شيوعا(‪ ،)5‬وقد لعب املل دورا كبريا وبارزا يف حيا اليمنيي‬

‫‪ - 1‬جرومان‪ ،‬إدولف‪ :‬الثرو املعدنية واملناجم يف بالد اليمن ‪ ،‬ص ‪.3‬‬


‫‪ - 2‬اآلن ‪ :‬األ ْك ُّب وهو الرصاص القلعي‪ ،‬وقال كراع‪ :‬هو القزدير‪ ..‬ويف احلديث من استمع إىل قينة‬
‫يف أذنيه يوم القيامة‪ ..‬وقيل‪ :‬هو الرصاص األبيض‪ ،‬وقيل األسود‪ ،‬وقيل هو‬ ‫صب اهلل اآلن‬
‫اخلالا منه‪( ،‬انبر)‪ :‬الصمد‪ ،‬واض ‪ :‬الصناعات واحلرف‪ ،‬ص ‪.183 ،182‬‬
‫‪ - 3‬الزبيدي‪ ،‬حممد مرتىض احلسيني‪ :‬تاج العروس من جواهر القاموس‪ ،‬ج (‪ ،)17‬يقيق‪ :‬مصطفى‬
‫حجازي‪ ،‬وزار اإلعالم‪ -‬الكويت‪1397 ،‬هـ‪1977 /‬م‪ ،‬ماد [ر ص ص]‪ ،‬ص ‪.597‬‬
‫‪ - 4‬ملزيد من التفاصيل عن مواقع معدن ومناجم الرصاص والتعدين يف اليمن (انبر)‪ :‬الرشجبي‪،‬‬
‫رضوان‪ :‬مقدمة تارخيية عن التعدين‪ ،‬ص ‪.116 – 113‬‬
‫‪ - 5‬ملز يد من التفاصيل عن مواقع معدن ومناجم املل والتعدين يف اليمن القديم (انبر)‪ :‬الرشجبي‪،‬‬
‫رضوان‪ :‬مقدمة تارخيية عن التعدين‪ ،‬ص ‪.132 – 130‬‬
‫‪381‬‬
‫كسلعة بارية سواء كانت مستخرجة من الصخر أو مياه البحر(‪ ،)1‬وتوفرت معادنه‬
‫يف أنحاء فتلفة من اليمن القديم‪ ،‬ويوجد عه هيئة مناجم مطمور يف األرض‪ ،‬كام‬
‫يف مناجم املل يف شبو – حرضموت(‪ ،)2‬حيث يذكر (بوسيدوينوس األبامي‪ -‬ت‬
‫‪ 50‬ق‪.‬م)‪ :‬أن يف بالد العرب ملحا ذا رائحة شذية (‪ ،)3‬ويقول اهلمداين‪ :‬أن م‬
‫الصري ‪ ،‬وحيدد أينا مواضع مل‬
‫املل من املعجر واملعرام من جبل رشعب وجبل ِّ‬
‫اليمن من جبل املل بامرب الذي ال نبري له(‪ ،)4‬ومل بالقمة من امة بناحية مور‬
‫واملهجم –هو ما يسمى اليوم بمل الصليف وهو مل حجري يشابه مل مارب‬
‫إال أن مل مارب أجود منه نصاعة‪ -‬وكثري من مياه امة أمالح فمنها املعجر‬
‫وجوحيل وكل ما قارب الساحل مجيعا أمالح إال اليسري (‪.)5‬‬
‫واجلبال واحلويتية ّ‬
‫ويقع واحد من اجلبال امللحية الكبري عه مسافة ثالث مراحل سفرية إىل‬
‫الرشق من مارب يف منطقة صافر‪ ،‬وإىل جانبه يوجد مل صخري(‪ )6‬مائل إىل السواد‬
‫يف منطقة األياديم إىل الرشق من حريب‪ ،‬ومل يكن خينع استخراج املل هناك ألية‬
‫قيود فهو متاح ألي انسان‪ ،‬ذل الن اجلبل ليس ملكا ألحد(‪ ،)7‬ويعد مل صافر من‬

‫‪ - 1‬الوزير‪ ،‬عيل عبداللهل و امليتمي‪ ،‬حممد عبدالواحد‪ :‬املل ‪ ،‬املوسوعة اليمنية‪ ،‬مؤسسة العفيف الثقافية‬
‫‪ -‬صنعاء‪ ،‬مج (‪ ،)4‬ط (‪1423 ،)2‬هـ‪2003 /‬م‪ ،‬ص ‪.2830‬‬
‫‪ - 2‬النعيم‪ ،‬نوره‪ :‬الوضع االقتصادي‪ ،‬ص ‪89‬ل معطي‪ ،‬عيل‪ :‬تاريخ العرب االقتصادي‪ ،‬ص ‪.67‬‬
‫‪ - 3‬العبادي‪ ،‬أمحد‪ :‬اليمن يف املصادر القديمة‪ ،‬ص ‪.153‬‬
‫‪ - 4‬اهلمداين‪ ،‬احلسن‪ :‬صفة جزير العرب‪ ،‬ص ‪320‬ل الدمشقي‪ ،‬إيب بكر‪ :‬جزير العرب يف كتاب فترص‬
‫اجلغرافيا‪ ،‬ص ‪121‬ل عيل‪ ،‬جواد‪ :‬املفصل يف تاريخ العرب‪ ،‬ج (‪ ،)7‬ص ‪.522‬‬
‫‪ - 5‬اهلمداين‪ ،‬احلسن‪ :‬صفة جزير العرب‪ ،‬ص ‪.269 ،140‬‬
‫‪ - 6‬بركات‪ ،‬امحد قائد‪ :‬املل (جبل) ‪ ،‬املوسوعة اليمنية‪ ،‬مؤسسة العفيف الثقافية ‪ -‬صنعاء‪ ،‬مج (‪ ،)4‬ط‬
‫(‪1423 ،)2‬هـ‪2003 /‬م‪ ،‬ص ‪2837‬ل رسول‪ ،‬أمحد‪ :‬دراسات يف اجلغرافية االقتصادية‪ ،‬ص ‪.151 - 150‬‬

‫‪ - 7‬جرومان‪ ،‬إدولف‪ :‬الثرو املعدنية واملناجم يف بالد اليمن ‪ ،‬ص ‪.17 - 16‬‬
‫‪382‬‬
‫املحاجر التارخيية‪ ،‬حيث كان يستخرج منه املل قبل آالف السني ويصدر إىل‬
‫البلدان الواقعة شامل اجلزير العربية(‪.)1‬‬

‫ويذكر (باسالمة – رمحه اهلل) نقال عن أحد املعمرين من ساكني (شبام‬


‫الغراس) ن هلم دراية بطريق القوافل التجارية بي مارب وصنعاء قوله‪ :‬أن قوافل‬
‫بار املل (الامريب) كانت تا من مارب عرب وادي الرس ثم بني احلارث واجلراف‬
‫وشعوب لتصل صنعاء وما جاورها من مناطق‪.)2( ..‬‬

‫وباإلضافة إىل هذه املعادن يوجد يف معبم أرجاء لكة سبا العديد من‬
‫املعادن‪ ،‬واألحجار الكريمة‪ ،‬أو ما يسمى بمعادن الزينة(‪ ،)3‬وهي من املعادن‬
‫الالفلزية(‪ ،)4‬التي صدا رها اليمنيون إىل اخلارج وكانت جزءا من بار ا‬
‫اخلارجية(‪ ،)5‬ومن العجيب أن النقوش مل ختربنا إىل يومنا هذا بمثل هذه األحجار‬
‫واجلواهر‪ ،‬رغم غنى اليمن هبا! يف حي أن ذكرها ورد لدى الك اتاب الكالسيكيي‪،‬‬
‫حيث يذكر (ديدوروس الصقيل – ‪ 30 – 80‬ق‪.‬م)‪ :‬أن األحجار الكريمة توجد‬
‫يف بالد السبئيي‪ ،‬وأهنا ثمينة وغري اعتيادية يف اللون والربيق (‪ .)6‬ومن املعلوم أن‬
‫اإلنسان قد َعبد األحجار قديام‪ ،‬واختذ منها آهلة أصناما‪ ،‬وظل يقدس بعض‬
‫الصخور واجلواهر وألزمه ذل دفع الكثري ثمنا لبعض فتات الصخر واحلجر‪،‬‬
‫أخاذ‪ ،‬ويستخرج احلجر‬ ‫ن ن‬
‫والتي ال يميزها عن غريها إال يشء من لون زاه أو بريق ّ‬

‫‪ - 1‬بركات‪ ،‬أمحد‪ :‬املعادن يف اليمن‪ ،‬ص ‪.116‬‬


‫‪ - 2‬باسالمة‪ :‬شبام الغراس‪ ،‬ص ‪.201 - 200‬‬
‫‪ - 3‬عوض اهلل‪ ،‬حممد‪ :‬اإلنسان والثروات املعدنية‪ ،‬ص ‪.226‬‬
‫‪ - 4‬هنديل والعولقي‪ :‬املوارد االقتصادية‪ ،‬ص ‪.37‬‬
‫‪ - 5‬معطي‪ ،‬عيل‪ :‬تاريخ العرب االقتصادي‪ ،‬ص ‪.67‬‬
‫‪ - 6‬العبادي‪ ،‬أمحد‪ :‬اليمن يف املصادر القديمة‪ ،‬ص ‪.160‬‬
‫‪383‬‬
‫الكريم عاد من معدنه (غشيام) غري ذي وجاهة أو شكل مجيل‪ .‬ثم يتناوله اإلنسان‬
‫بالفحا والقطع والصقل والتلميع والتشكيل قبل أن يصل إىل أنامل الغري‪،‬‬
‫ورقاب احلسان(‪ ،)1‬ودخلت هذه األحجار العديد من الصناعات خاصة الصناعة‬
‫املحلية‪ ،‬ومن أشهر هذه األحجار‪ :‬العقيق(‪ ،)2‬البقران(‪ ،)3‬السعواين‪ ،‬العشاري‪،‬‬
‫العرواين‪ ،‬الدهنج‪ ،‬الزمرد‪ ،‬الزبرجد‪ ،‬اجلر ‪ ،‬اجلَ َمشت‪ ،‬اجلَزع‪ ،‬الياقوت‪،‬‬
‫والشب(‪.)4‬‬

‫‪ - 1‬عوض اهلل‪ ،‬حممد‪ :‬اإلنسان والثروات املعدنية‪ ،‬ص ‪.227 ،226‬‬


‫‪ - 2‬العقيق‪ :‬يتكون من طبقات رقيقة ن‬
‫لكل منها لوهنا اخلاص‪ ،‬وقد تنعف األلوان‪ ،‬فيغمس العقيق يف العسل‪ ،‬ثم يف‬
‫املركز فتبي طبقاته مجيلة واضحة‪ .‬ويسميه العرب حجر سيالن‪ ،‬وهو متعدد األلوان حتى‬ ‫حامض الكربيتي‬
‫ليشبه الياقوت األمحر‪( .‬عوض اهلل‪ ،‬حممد‪ :‬اإلنسان والثروات املعدنية‪ ،‬ص ‪)228 ،227‬ل وقد أورده بلينوس‬
‫يف تارخيه الطبيعي (‪ ،)Pliny: Natural history, BK6,P237.‬واشتهرت به مواضع عديد يف اليمن‪،‬‬
‫ويستخرج من جبل شبام‪ ،‬واهلان‪ ،‬وشهاره‪ ،‬والشحر‪ ،‬ومن قساس (عيل‪ ،‬جواد‪ :‬املفصل يف تاريخ العرب‪ ،‬ج‬
‫(‪ ،)7‬ص ‪ ،).519 ،518‬ومن أنواعه‪ :‬األصفر واألمحر‪ ،‬وأجودها الشديد احلمر الذي يرى عه سطحه شبه‬
‫اخليوط (اهلمداين‪ ،‬احلسن‪ :‬اإلكليل‪ ،‬ج (‪ ،)8‬ص ‪58‬ل النعيم‪ ،‬نوره‪ :‬الوضع االقتصادي‪ ،‬ص ‪91‬ل عثامن‪،‬‬
‫عبداحلكيم أمحد‪ :‬العقيق اليامين ‪ ،‬املوسوعة اليمنية‪ ،‬مؤسسة العفيف الثقافية‪ -‬صنعاء‪ ،‬مج (‪ ،)3‬ط (‪،)2‬‬
‫الدكتور الصلوي يف أطروحته (انبر)‪Al-Selwi, :‬‬ ‫‪1423‬هـ‪2003 /‬م‪ ،‬ص ‪)2100‬ل وقد أوض ذل‬
‫‪.Ibrahim: Jemenitische Wörter in den Werken von al-Hâmdāni.., P. 158.‬‬
‫‪ - 3‬البقران ‪ :‬ذكر بلينوس وجوده يف اجلزير العربية‪ ،‬وأنه عه درجة كبري من اجلود ( ‪Pliny: Natural‬‬
‫‪ ،)history, BK, 6, 37, p. 237.‬ويوجد يف جبل آنس من بالد اليمن‪ ،‬وأجود أنواعه ما كان ملونا‬
‫عرق أمحر فوقه عرق أبيض ثم عرق أسود (اهلمداين‪ ،‬احلسن‪ :‬اإلكليل‪ ،‬ج (‪ ،)8‬ص ‪59 ،58‬ل عيل‪ ،‬جواد‪:‬‬
‫املفصل يف تاريخ العرب‪ ،‬ج (‪ ،)7‬ص ‪519‬ل النعيم‪ ،‬نوره‪ :‬الوضع االقتصادي‪ ،‬ص ‪.)91‬‬
‫‪ - 4‬لالستزاد حول األحجار الكريمة وخصائصها ومواطنها‪( .‬انبر)‪ :‬القلقشندي‪ :‬صب األعشى‪ ،‬ج (‪ ،)2‬ص‬
‫‪106‬ل الش امع‪ ،‬عمر بن أمحد‪ :‬ك االكار يف معرفة اجلواهر واالحجار‪ ،‬فطوط‪ ،‬حمفوظ بجامعة املل‬
‫سعود‪ ،‬كتب يف القرن ‪ 13‬هـ تقديرال ابن األكفاين‪ :‬نخب الذخائر يف أحوال اجلواهر‪ ،‬نسخة الكرتونية عن‬
‫موقع مكتبة املصطفى‪)www.al-mostafa.com( ،‬ل عوض اهلل‪ ،‬حممد‪ :‬اإلنسان والثروات املعدنية‪،‬‬
‫ص ‪72‬ل النعيم‪ ،‬نوره‪ :‬الوضع االقتصادي‪ ،‬ص ‪92‬ل معطي‪ ،‬عيل‪ :‬تاريخ العرب االقتصادي‪ ،‬ص ‪– 68‬‬
‫‪69‬ل جرومان‪ ،‬إدولف‪ :‬الثرو املعدنية واملناجم يف بالد اليمن ‪ ،‬ص ‪17‬ل صربي‪ ،‬أمحد حممدل داود‪ ،‬أمحد‬
‫حممود‪ :‬االحجار الكريمة‪ ،‬مؤسسة الكويت للتقدم العلمي – إدار الثقافة العلمية‪ -‬الكويت‪ ،‬ط (‪،)2‬‬
‫‪1989‬م‪ ،‬ص ‪.53 - 30‬‬
‫‪384‬‬
‫األحجار اإلنشائية‪[ :‬خارطة رقم (‪])7‬‬

‫بود طبيعة بالد اليمن القديم بالعديد من األحجار اإلنشائية اجليد خاصة‬
‫اجلرانيت واجلبس واألحجار اجلريية والبازلت(‪ ،)1‬والتي ق ِّطعت واستخدمت يف‬
‫البناء والصناعات األخرى‪ ،‬ويف مجيع املجاالت اإلنشائية(‪ ،)2‬حيث يتواجد فيها‬

‫‪ - 1‬جرومان‪ ،‬أدولف‪ :‬الناحية األثرية لبالد العرب اجلنوبية ‪ ،‬ضمن كتاب (التاريخ العريب القديم)‪،‬‬
‫ترمجة‪ :‬فؤاد حسني عيل‪ ،‬مراجعة‪ :‬زكي حممد حسن‪ ،‬مكتبة النهنة املرصية‪ -‬القاهر ‪1958 ،‬م‪،‬‬
‫ص ‪151‬ل ويؤكد علامء اآلثار عه أن فن العامر يف اليمن القديم كان يف غاية الدقة اإلحكام‪.‬‬
‫حيث يذكر (موسكا ‪ ،‬سبتينو‪ :‬احلنارات السامية‪ ،‬ص ‪ .. :)189‬ومعلوماتنا عن الفن‬
‫املعامري يف اليمن القديم تسم لنا‪ ،‬عه الرغم من نقصاهنا‪ ،‬بوصف بعض خصائصهل فالكتل‬
‫تسوى وتركب بعنها إىل جانب بعض يف دقة بالغة يصعب معها ر ية‬
‫احلجرية الكبري كانت ا‬
‫أماكن الوصل‪ . ..‬ويؤكد هذا (جرومان‪ ،‬أدولف‪ :‬الناحية األثرية لبالد العرب اجلنوبية ‪ ،‬ص‬
‫‪ )152‬حيث قال‪ .. :‬أما املباين العربية فقد استكملت تطورها املعامريل فالصخور الرخامية‬
‫الكبري كانت تنحت نحتا منتبام‪ .‬ويبنى هبا بطريقة ال نكاد نتبي منها تعدد األحجار وإرساءها إىل‬
‫جانب بعنها‪ .‬وكانت تتامس عن طريق بعض األوتاد الرصاصية التي كانت تربط املدامي عن‬
‫طريق ثقوب‪ . ...‬وعن مدى معرفة اإلنسان اليمني القديم لنوع واستخدم األحجار يف عنارص‬
‫وتولد من تراكم اخلربات‬
‫املعامرية يذكر (العريقي‪ ،‬منري‪ :‬الفن املعامري‪ ،‬ص ‪َ ... ،)133 - 132‬‬
‫لدى املعامري اليمني معرفة باستخدامات النوعيات املختلفة من احلجار ‪ ،‬بحيث استخدمت‬
‫نوعيات فصصة لألعمد واألعتاب وهو احلجر اجلريي قليل املسامية‪ ،‬كام استخدمت الصخور‬
‫أينا (حنشور‪ ،‬أمحد‪:‬‬ ‫البازلتية واجلرانيت ككتل يف اساسات املباين‪ ..‬إلخ ‪ .‬ويؤكد ذل‬
‫اخلصائا املعامرية‪ ،‬ص ‪ )75‬بقوله‪ :‬وصل اليمنيون منذ مطلع األلف األول قبل امليالد‪ ،‬إىل‬
‫مستوى ن‬
‫عال من اإلبداع الفني اخلالاق‪ ،‬فقد امتاز فنّهم املعامري بطابع خاص سواء من حيث‬
‫التخطيط اهلنده للمدن ومنش ا‪ ،‬أو من حيث أسلوب البناء املعامري ذاته ‪.‬‬
‫‪ - 2‬املفلحي‪ ،‬عبدالله حييى‪ :‬الصخور اإلنشائية ‪ ،‬املوسوعة اليمنية‪ ،‬مؤسسة العفيف الثقافية‪ -‬صنعاء‪،‬‬
‫مج (‪ ،)3‬ط (‪1423 ،)2‬هـ‪2003 /‬م‪ ،‬ص ‪1847‬ل رسول‪ ،‬أمحد‪ :‬دراسات يف اجلغرافية‬
‫االقتصادية‪ ،‬ص ‪.143‬‬
‫‪385‬‬
‫أغلب الصخور املتحولة والرسوبية والربكانية‪ ،‬ويعد الصخر بالنسبة للمعادن‪،‬‬
‫كالغابة بالنسبة لألشجار(‪ ،)1‬وكانت تقطع من املقالع قطعا بعنها ضخمة‬
‫استخدمت يف بناء القصور واملعابد والسدود وغريها من األبنية املهمة(‪.)2‬‬

‫كام كثر وجود مقالع من األحجار اجليد ‪ -‬ما تسمى حماجر – ومن هذه‬
‫األحجار‪ :‬األحجار الصابونية‪ ،‬واحلجر اجلريي‪ ،‬وحجر املسن‪ ،‬وحجر الكحل‪،‬‬
‫واجلرانيت‪ ،‬والبازلت‪ ،‬واملرو‪ ،‬والديواريت‪ ،‬والربم(‪ ،)3‬واهليصمي وهو حجر‬
‫والنحات اليمني عه إبراز‬
‫ا‬ ‫يشاكل الرخام(‪ ،)4‬ووفر هذه األحجار ساعدت البنااء‬
‫مواهبه وقدراته الفنية اإلبداعية(‪ ،)5‬وأكسبته مهار وخرب يف جمال البناء وابتكار‬
‫اساليب فتلفة لتشييد املباين بمختلف وظائفها(‪.)6‬‬

‫ويف وصف العربية السعيد ‪-‬اليمن‪ -‬عند (ديدوروس الصقيل – ‪30 – 80‬‬
‫ق‪.‬م)‪ ،‬يذكر‪ :‬أنه يف مناطق معينة من بالد العرب‪ ،‬عند حفر األرض يعثر فيها عه‬
‫عروق حجرية ذات رائحة زكية يستخرج العرب منها احلجار التي يشيدون منها‬
‫منازهلم‪ ،‬وعندما طل األمطار فةن قطرات املطر الواقعة عه هذه احلجار تذيب‬
‫جزء منهال فيسيل هذا اجلزء املذاب إىل الفتحات والفواصل التي بي األحجار‬
‫ويتصلب فيها وكانه ماد تثبيت تعمل عه ضم األحجار بعنها ببعض وشد‬

‫‪ - 1‬عوض اهلل‪ ،‬حممد‪ :‬املعادن والصخور واحلفريات‪ ،‬ص ‪.55‬‬


‫‪ - 2‬عيل‪ ،‬جواد‪ :‬املفصل يف تاريخ العرب‪ ،‬ج (‪ ،)7‬ص ‪.523‬‬
‫‪ - 3‬ابن املجاور‪ :‬صفة بالد اليمن‪ ،‬ص ‪.126‬‬
‫‪ - 4‬عيل‪ ،‬جواد‪ :‬املفصل يف تاريخ العرب‪ ،‬ج (‪ ،)7‬ص ‪.523‬‬
‫‪ - 5‬حنشور‪ ،‬أمحد‪ :‬اخلصائا املعامرية‪ ،‬ص ‪.75‬‬
‫‪ - 6‬العريقي‪ ،‬منري‪ :‬الفن املعامري‪ ،‬ص ‪132‬ل لالستزاد حول االحجار واستخداما ا (انبر)‪ :‬الصمد‪،‬‬
‫واض ‪ :‬الصناعات واحلرف‪ ،‬ص ‪.311 – 306‬‬
‫‪386‬‬
‫جدراهنا (‪.)1‬‬

‫و‪.‬يزت العامر يف لكة سبا باستخدام أحجار البازلت كمرتبة أوىل يف مجيع‬
‫أنواع املباين الدينية واملدنية‪ ،‬ومن أمثلة ذل ل معبد (برآن) املكرس للمعبود إملقه‪،‬‬
‫حيث نفذ فيه البناء املصمت الذي يقوم عليه قدس األقداس‪ ،‬وهو الذي يشبه‬
‫استخدم يف اجلهة الداخلية من اجلدران‪ ،‬إىل جانب‬ ‫املنصة املرتفعة‪ ،‬وكذل‬
‫املدامي السفل ية جلدران أروقة الفناء الذي أضيف يف فرت الحقة للمبنى القديم أو‬
‫(احلجر املقدسة) قدس األقداس‪ ،‬وظهرت مناطق التقاء البنائَي القديم واملتاخر‬
‫عه شكل مدامي من البازلت املحدب الشكل(‪.)2‬‬

‫وأثبتت الدراسات واالكتشافات اآلثارية اجلديد يف مقابر املعبود (إل مقه‬


‫أوام) يف مارب استخدام البازلت بشكل مكثف يف اجلدران التي عه شكل صفيي‬
‫خارجيي من حجار جريية مشذبة يتوسطها جدران البازلت‪ ،‬أما يف العامر املدنية‬
‫يف لكة سبا(‪ ،)3‬فقد استخدم البازلت كاساسات للمباين كام هو احلال يف مدينة‬
‫جفينة التي تبعد حواا (‪200‬م) رشق سد مارب‪ ،‬حيث عثر فيها عه مباين مربعة‬
‫الشكل أساسا ا من البازلت(‪.)4‬‬

‫أبدى الفكر املعامري اليمني القديم قدر فائقة يف استغالل املواد اخلام‬
‫املتوفر يف املحيط البيئي‪ ،‬فاستخدموا يف إقامة املنش ت املعامرية‪ ،‬األحجار اجلريية‬
‫واجلرانيتية واجلبس والبازلت الربكاين والرخام كامد أساسية للبناء(‪ ،)5‬كام‬
‫استخدموا مواد اللبن واألخشاب والتبن والقناض بجانبها‪.‬‬

‫‪ - 1‬العبادي‪ ،‬أمحد‪ :‬اليمن يف املصادر القديمة‪ ،‬ص ‪.157‬‬


‫‪ - 2‬العريقي‪ ،‬منري‪ :‬الفن املعامري‪ ،‬ص ‪.137‬‬
‫‪ - 3‬لالستزاد حول العامر يف لكة سبا (انبر)‪ :‬حنشور‪ ،‬أمحد‪ :‬نشوء وتطور العامر ‪ ،‬ص ‪.40 - 27‬‬
‫‪ - 4‬العريقي‪ ،‬منري‪ :‬الفن املعامري‪ ،‬ص ‪.137‬‬
‫‪ - 5‬اجلرو‪ ،‬أسمهان‪ :‬دراسات يف التاريخ احلناري‪ ،‬ص ‪.195‬‬
‫‪387‬‬
‫استطاع الفنان املعامري اليمني أن يوظف تنوع ألوان احلجار يف الذوق‬
‫الفني العام للمبنى‪ ،‬ونستشهد عه ذل بوصف اهلمداين لقرص غمدان بانه يتكون‬
‫من أربعة جدران‪ ،‬بني اجلدار األول بحجار بيناء‪ ،‬والثاين بحجار سوداء‪،‬‬
‫والثالث بحجار خرضاء‪ ،‬والرابع بحجار محراء(‪.)1‬‬

‫ويف اليمن القديم‪ ،‬وبالنبر إىل الطبيعة القاسية لتناريسها‪ ،‬يمكن القول بان‬
‫اهلندسة انبثقت من بورات أشد تعقيدا من تل ‪ ،‬و‪.‬يزت يف جمالي رئيسي من‬
‫جماال ا‪ ،‬ومها‪ :‬اهلندسة الزراعية واهلندسة املعامرية(‪.)2‬‬

‫ألفاظ األحجار الوارد ذكرها يف النقوش اليمنية القديمة‪( :‬انبر اجلدول رقم [‪)]8‬‬

‫استفاد البنااء اليمني القديم من املواد املحيطة ببيئته واملتوفر يف إنشاء فتلف‬
‫املباين السكنية واخلدمية‪ ،‬ومن هذه املواد األحجار فقد استخدمت بمختلف‬
‫أنواعها وأحجامها يف عملية البناء بشكل واسع(‪.)3‬‬

‫وقد ورد يف كثري من النقوش اليمنية القديمة العديد من األلفاظ واملسميات‬


‫الدالة عه املحاجر احلجرية التي نستطيع القول بان اإلنسان أو املعامري اليمني‬
‫القديم استطاع استغالهلا وتوظيفها خلدمته سواء يف قطع أحجارها أو البناء عليها‪،‬‬
‫األحجار وأنواعها ومقاسا ا واستخداما ا يف اليمن القديم وبوفر هائلة‬ ‫وكذل‬
‫ال يستهان هبا‪ ،‬سواء يف العامر أو الصناعات الفنية األخرى كاألواين والتامثيل ‪...‬‬
‫األحجار بحسب النوع‬ ‫إلخ(‪ ،)4‬وقد م ايزت النقوش اليمنية القديمة بي أنواع تل‬

‫‪ - 1‬اهلمداين‪ ،‬احلسن‪ :‬اإلكليل‪ ،‬ج (‪ ،)8‬ص ‪.46‬‬


‫‪ - 2‬السقاف‪ ،‬عبدالرمحن‪ :‬تطور احليا الفكرية‪ ،‬ص ‪.147‬‬
‫‪ - 3‬بركات‪ ،‬أبو العيون‪ :‬ملحة عامة عن الفن اليمني القديم ‪ ،‬جملة اإلكليل‪ ،‬وزار اإلعالم والثقافة ‪ -‬صنعاء‪ ،‬ع‬
‫(‪ ،)1‬س (‪1408 ،)6‬هـ‪1988 /‬م‪ ،‬ص ‪78‬ل حنشور‪ ،‬أمحد‪ :‬اخلصائا املعامرية‪ ،‬ص ‪.76‬‬
‫‪ - 4‬لالستزاد حول الصناعات احلجرية يف اليمن القديم (انبر)‪ :‬الربهيي‪ ،‬إبراهيم‪ :‬احلرف والصناعات‪،‬‬
‫ص ‪.299 - 291‬‬
‫‪388‬‬
‫مثل‪ :‬بلق‪ ،‬مرت (حجر كليس)‪ ،‬موجل (رخام)(‪ .)1‬ومن هذه األلفاظ ما ييل‪:‬‬

‫[ا ب ن = ‪( ]ƆBN‬أبن)‪:‬‬

‫ورد هذا اللفظ يف النقشي (‪ ،)CIH 448; 540/30, 74, 92‬كاآل ‪[ :‬و‬
‫ش ص ن م ‪ /‬ي أ أ ب ن م] بمعنى‪ :‬وعامر باحجار (‪ ،)2‬ويرد اللفظ يف املعجم‬
‫السبئي بنفس املعنى(‪ .)3‬وهي كلمة سامية قديمة وتعني األحجار عامة‪.‬‬

‫[ع ر = ‪( ] CR‬عر)‪:‬‬

‫ورد هذا اللفظ يف النقشي التاليي‪،)CIH 540/21,27; 541/69,102( :‬‬


‫وترجم أساتذ اللغة اليمنية القديمة معناه بـ (صفا‪ ،‬وصخر صلد راسخ يف األرض‪،‬‬
‫جبل)(‪.)4‬‬

‫[ح ص م = ‪( ] ḤṢM‬حصم)‪:‬‬

‫جاء اللفظ يف النقش (‪ ،)CIH 325/1‬بمعنى‪ :‬حجر [صخر] ‪ ،‬حيث يرد‬


‫كاآل ‪[ :‬ث ل ث ت ‪ /‬ف ل س‪ 3‬ت م ‪ /‬ع ل و هـ ‪ /‬و ق ص ع و ‪ /‬ح ص م هـ و]‪،‬‬
‫وترمجتها‪ :‬ثالث فتحات علوه وقطعوا حجره (صخره) (‪.)5‬‬

‫[ظ ب ر = ‪( ] ẒBR‬ظرب)‪:‬‬

‫ورد هذا اللفظ يف النقش (‪ ،)CIH 608/8‬كاآل ‪[ :‬و ف ج ‪ /‬ظ ب ر هـ و‬

‫‪ - 1‬األغربي‪ ،‬فهمي‪ :‬معجم األلفاظ املعامرية‪ ،‬ص ‪.15‬‬


‫‪ - 2‬األغربي‪ ،‬فهمي‪ :‬معجم األلفاظ املعامرية‪ ،‬ص ‪.17‬‬
‫‪ - 3‬بيستونل و(آخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪.1‬‬
‫‪ - 4‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪20‬ل بافقيه‪ ،‬حممدل (وآخرون)‪ :‬فتارات‪ ،‬ص ‪288‬ل‬
‫اسامعيل‪ ،‬فاروق‪ :‬اللغة اليمنية القديمة‪ ،‬ص ‪.236‬‬
‫‪ - 5‬األغربي‪ ،‬فهمي‪ :‬معجم األلفاظ املعامرية‪ ،‬ص ‪.57‬‬
‫‪389‬‬
‫‪ /‬س و ن ‪ /‬م ش ر ق ن]‪ ،‬وترمجتها‪ :‬و ر صخر باه املرشق ‪ ،‬وقد فرسه‬
‫األغربي بانه (صخر ~ ربو صخرية)(‪ ،)1‬بينام فرسه الصلوي بانه‪ :‬احلجر األسود‬
‫الذي يوضع يف زاوية البناء ويسمى اليوم (ركن)(‪.)2‬‬

‫وذكر اهلمداين هذا اللفظ عند حديثه عن قرص غمدان‪ ،‬وفرسه املحقق‬
‫(األكوع) بانه الركن الذي يوضع لألساس‪ ،‬وأنه ال يزال مستعمال هلذه الغاية(‪،)3‬‬
‫وفرس اإلرياين لفظ ال ُّب ْرب بانه‪ :‬الصخر املنفصلة‪ ،..‬وانه يطلق عه احلجر الكبري‬
‫الطويل الذي يدخل (ربعا) يف أركان البيوت‪ ،‬وعه الصخر املتوسطة التي تدخل‬
‫يف بناء األساسات‪ ، ..‬وهو تاكيدا لقول اهلمداين(‪.)4‬‬

‫وقد تكمن اإلنسان اليمني القديم من التفريق بي أنواع األحجار املختلفة‪،‬‬


‫واستطاع يديد أمكانية استخدام كل نوع عه حد ‪ ،‬وتوظيفها ضمن عنارص البناء‬
‫بشكل ينمن سالمة ومتانة وطول أجل ومجالية البناء‪ ،‬وأورد العديد من األلفاظ‬
‫الدالة عه ذل مسجلة عه النقوش اليمنية القديمة‪ ،‬منها ما ييل‪:‬‬

‫[ب ل ق = ‪( ]BLQ‬بلق)‪:‬‬

‫يطلق اسم ال َب َل ْق(‪ )5‬عه نوع من احلجر اجلريي ذي اللون األبيض الامئل إىل‬

‫‪ - 1‬األغربي‪ ،‬فهمي‪ :‬معجم األلفاظ املعامرية‪ ،‬ص ‪.126‬‬


‫‪2 - Al- Selwi: Jemenitische Wörter, p.134.‬‬
‫‪ - 3‬اهلمداين‪ ،‬احلسن‪ :‬اإلكليل‪ ،‬ج (‪ ،)8‬ص ‪ ،27‬هامش رقم (‪ ،)1‬ص ‪.28‬‬
‫‪ - 4‬اإلرياين‪ ،‬مطهر‪ :‬املعجم اليمني‪ ،‬ص ‪.598 ،597‬‬
‫‪ - 5‬البلق‪ :‬صخر رسويب من األحجار الكلسية (‪ ،)Lime Stone‬يعد األكثر انتشارا يف اليمن‪( .‬انبر)‪:‬‬
‫خطاب‪ ،‬حممد عبداملقصود‪ :‬الصخور من املنشا والتكوين إىل احلنار والعامر والفنون‪ ،‬اهليئة املرصية‬
‫العامة للكتاب‪ -‬القاهر ‪2007 ،‬م‪ ،‬ص ‪22‬ل رسول‪ ،‬أمحد‪ :‬دراسات يف اجلغرافية االقتصادية‪،‬‬
‫ص‪144‬‬
‫‪390‬‬
‫الصفر (كريمي اللون)‪ ،‬وعه نوع آخر أبيض مشوب باللون األسود(‪ ،)1‬والتسمية‬
‫قديمة‪ ،‬وردت يف النقوش اليمنية القديمة(‪ ،)2‬ويرد بنفس املعنى يف املعاجم‬
‫اللغوية(‪ ،)3‬حيث ورد يف النقش (‪ )RES 3943/4‬اجلملة التالية‪[ :‬و ج ن أ ‪ /‬م ر‬
‫ي ب ‪ /‬م ح ف ح د ت ‪ /‬ب ل ق م]‪ ،‬وترمجتها‪ :‬وسور (مدينة) مريب أبراج‬
‫حجر بلق (‪ .)4‬واليزال اللفظ مستخدم حتى يومنا هذا‪ ،‬كام ورد يف النقوش اليمنية‬
‫القديمة اللفظ [م ر ت = ‪( ]MRT‬مرت)(‪:)5‬وقد ف ِّرس معناه يف املعجم السبئي بانه‬
‫أينا حجر جريي(‪.)6‬‬

‫واحلجر اجلريي بمختلف أنواعه‪ ،‬ماد البناء الرئيسة املستخدمة يف العامر‬


‫بسبب‬ ‫القديمة(‪)7‬‬ ‫اليمنية‬ ‫بشكل واسع عه امتداد النطاق املزدهر فيه املامل‬
‫تواجده بكثر فهو يغطي أكثر من (‪ )%60‬من مساحة اليمن‪ ،‬وخاصة حمافبات‬

‫‪ - 1‬بركات‪ ،‬أمحد قائد‪ :‬ال َب َل ْق ‪ ،‬املوسوعة اليمنية‪ ،‬مؤسسة العفيف الثقافية‪ -‬صنعاء‪ ،‬مج (‪ ،)1‬ط (‪،)2‬‬
‫‪1423‬هـ‪2003 /‬م‪ ،‬ص ‪.542‬‬
‫‪( - 2‬انبر) النقوش التالية‪CIH 622/2 = RES 2650; CIH 623/2 = RES 2651; Ja ( :‬‬
‫‪557/1; RES 3943/5 = Gl 418 + 419 = Fa 7; RES 4085/1,3; 4392/1 = Gl‬‬
‫‪.)463; Sh 5/2 = Gl 1662‬‬
‫‪ - 3‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪29‬ل لالستزاد (انبر)‪ :‬األغربي‪ ،‬فهمي‪ :‬معجم األلفاظ‬
‫املعامرية‪ ،‬ص ‪31‬ل بافقيه‪ ،‬حممدل (وآخرون)‪ :‬فتارات‪ ،‬ص ‪358‬ل اسامعيل‪ ،‬فاروق‪ :‬اللغة اليمنية‬
‫القديمة‪ ،‬ص ‪.216‬‬
‫‪4 - Sima, Alexander: Tiere, Pflanzen, Steine, P 289- 298.‬‬
‫‪( - 5‬انبر) النقشي‪)Fa 90/2; RES 3880/6( :‬ل (انبر)‪Sima, Alexander: Tiere, :‬‬
‫‪Pflanzen, Steine, P. 297- 301.‬‬
‫‪ - 6‬بيستونل (وآخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪87‬ل لالستزاد (انبر)‪ :‬األغربي‪ ،‬فهمي‪ :‬معجم األلفاظ‬
‫املعامرية‪ ،‬ص ‪.178 - 177‬‬
‫‪ - 7‬حنشور‪ ،‬أمحد‪ :‬اخلصائا املعامرية‪ ،‬ص ‪.76‬‬
‫‪391‬‬
‫مارب واجلوف وحرضموت وشبو وعمران وصعد وغرب حمافبة تعز(‪،)1‬‬
‫ويوجد يف مارب جبل ال َب َل ْق الشاما‪ ،‬وجبل ال َب َل ْق اجلنويب‪ ،‬الواقعان عه طريق السد‬
‫‪ -‬حاليا‪ -‬ومها من الصخور اجلريية‪ ،‬وتستعمل حجار البلق منذ القدم يف البناء عه‬
‫مستويات مرتفعة عن سط األرض‪ ،‬حيث يكون البناء يتها بحجر البازلت‬
‫املقاوم لألمالح والرطوبة‪ ،‬واستخدمت أحجار البلق يف أعامل نحت األعمد‬
‫والتامثيل‪ ،‬ويف أشكال معامرية فتلفة بام فيها األشكال الزخرفية‪ ،‬واستخدمت أينا‬
‫يف كتابة النقوش عليها(‪.)2‬‬

‫[ج ي ر = ‪( ]GYR‬جري)‪:‬‬

‫ذكر هذا اللفظ يف النقوش اليمنية القديمة(‪ ،)3‬ليفيد أكثر من معنى متقارب‪،‬‬
‫مثل‪( :‬جري‪ ،‬وكلس‪ ،‬وقناض)(‪ ،)4‬وقد ناقش (األغربي) هذا اللفظ وداللته يف‬
‫النقوش بالتفصيل(‪.)5‬‬

‫وهو صخر رسويب صلب نوعا ما‪ ،‬سهل التشغيل‪ ،‬تعود رواسبه إىل العرص‬
‫اجلوراه األعه(‪ ،)6‬وعند تسخينه إىل درجة حرار تصل إىل (‪o170‬م) يتفتت‬
‫ويتحول إىل مسحوق أبيض يسمى اجلا واملشهور يف اليمن القديم‪ ،‬ويتميز‬

‫‪ - 1‬املفلحي‪ ،‬عبدالله‪ :‬الصخور اإلنشائية ‪ ،‬ص ‪.1849‬‬


‫‪ - 2‬بركات‪ ،‬أمحد‪ :‬ال َب َل ْق ‪ ،‬ص ‪.542‬‬
‫‪( - 3‬انبر) النقوش التالية‪.)CIH 540/25,79; RES 5085/7; YMN 1/4; 10/4( :‬‬
‫‪ - 4‬بيستونل و(آخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪.52‬‬
‫‪ - 5‬األغربي‪ ،‬فهمي‪ :‬معجم األلفاظ املعامرية‪ ،‬ص ‪.48 - 47‬‬
‫‪ - 6‬احلفيان‪ ،‬عوض‪ :‬اجلغرافيا العامة‪ ،‬ص ‪371‬ل رسول‪ ،‬أمحد‪ :‬دراسات يف اجلغرافية االقتصادية‪ ،‬ص‬
‫‪145‬ل (انبر كذل )‪ :‬هيئة املساحة اجليولوجيا‪ :‬اجلبس يف اليمن‪ ،‬نرشات تصدرها اهليئة‪،‬‬
‫‪2002‬م‪.‬‬
‫‪392‬‬
‫برشاهته للامء وسهولة قولبته وتشكيله وتصلده الرسيع‪ ،‬واستخدم يف البناء كامد‬
‫ربط وماد تكسيه‪ ،‬ويف الزخرفة والتشكيل(‪.)1‬‬

‫ويتواجد يف مناطق متفرقة من اليمن أمهها‪ :‬منطقة بني حشيش شامل رشق‬
‫صنعاء‪ ،‬وشبام سخيم (الغراس)(‪ ،)2‬وقد ذكرها اهلمداين بقوله‪ :‬ومن شبام هذه‬
‫يمل القصة إىل صنعاء (‪ ،)3‬ويتواجد يف تعز‪ ،‬وحيس‪ ،‬وعه طول الطريق بي‬
‫صنعاء ومارب تنترش حماجر اجلبس(‪.)4‬‬

‫[و ج ل = ‪( ]WGL‬وجل)‪:‬‬

‫ورد هذا اللفظ يف العديد من النقوش اليمنية القديمة(‪ ،)5‬وقد فرسه اللغويون‬
‫(بالرخام)(‪ ،)6‬فقد جاء يف النقش (‪ )CIH 660/2‬كالتاا‪[ :‬و ص ل ل و ‪ /‬ب ن و‬
‫ت هـ م و ‪ /‬م و ج ل م]‪ ،‬وترمجتها‪ :‬ورصفوا بنايتهم رخام ‪.‬‬

‫يتكون املرمر والرخام من الصخر اجلريي املتحول بفعل العوامل الطبيعية‬


‫واحلرار والنغط‪ ،‬وتوجد أنواع كثري منه يف بقاع متفرقة وبدرجات متفاوتة من‬

‫‪ - 1‬حنشور‪ ،‬أمحد‪ :‬اخلصائا املعامرية‪ ،‬ص ‪.79‬‬


‫‪ - 2‬باسالمة‪ ،‬حممد‪ :‬شبام الغراس‪ ،‬ص ‪.199‬‬
‫‪ - 3‬اهلمداين‪ ،‬احلسن‪ :‬اإلكليل‪ ،‬ج (‪ ،)8‬ص ‪118‬ل والقا يف هلجة أهل اليمن هو اجلا‪ ،‬اجلبس‬
‫(اجلري)‪.‬‬
‫‪ - 4‬بركات‪ ،‬أمحد‪ :‬املعادن يف اليمن‪ ،‬ص ‪.115‬‬
‫‪( - 5‬انبر) النقوش التالية‪CIH 325/1; 660/2 = Ja 411; Fa 77/2; Ga 1 A/4; RES ( :‬‬
‫‪)3966/1, 3- 4; 4170; ZI 75/2‬ل لالستزاد (انبر)‪Sima, Alexander: Tiere, :‬‬
‫‪Pflanzen, Steine, P. 302- 304.‬‬
‫‪ - 6‬بيستونل و(آخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪158‬ل األغربي‪ ،‬فهمي‪ :‬معجم األلفاظ املعامرية‪،‬‬
‫ص‪.206‬‬
‫‪393‬‬
‫التبلور واجلود وبالوان متعدد (‪ ،)1‬وساعدت وفر الرخام بانواعه املعامري‬
‫والنحات اليمني عه إقامة األعمد ‪ ،‬ويقيق سائر أغراضه(‪ .)2‬وقد ترافق استخدام‬
‫الرخام (‪ )marble‬مع املرمر (‪ )Alabaster‬الذي كان يستخدم يف أجزاء ظاهر‬
‫ومعينه من املباين‪ ،‬اإال أن استخدام املرمر بشكل مكثف برز يف الفنون الصغرى‬
‫التطبيقية مثل‪ :‬التامثيل وموائد القرابي‪ ،‬واألدوات اجلنائزية والنذور والتقدمات‬
‫التي يكرسها املتعبدون لآلهلة(‪ ،)3‬إىل جانب املنحوتات املعامرية التي تزين مباين‬
‫املعابد‪.‬‬

‫استخدم الرخام يف أغلب املعابد اليمنية عه شكل بالطات حجرية وعنارص‬


‫زخرفية لتغطية الواجهات الداخلية جلدران الفناء‪ ،‬إىل جانب استخدامه يف بعض‬
‫ورودها يف‬ ‫العنارص املعامرية املنحوتة يف املعابد والقصور امللكية(‪ .)4‬ويؤكد ذل‬
‫نقش حمفوظ يف متحف اللوفر يف عبار ‪[ :‬ش م ر ي ‪ /‬م و ج ل م]‪ ،‬وهي عبار تدل‬
‫عه تقدمه لإلله من الرخام كرضيبة عينية مفروضة عه مقدمها(‪.)5‬‬

‫واقترص استخدامه يف العامر اليمنية القديمة عه أجزاء من املباين إلظهار‬


‫مكانتها وأمهيتها‪ ،‬وتدل اإلشارات التارخيية عه ذل ‪ ،‬حيث أورد اهلمداين يف‬
‫وصف قرص غمدان بيتي من الشعر يذكران بان الرخام كان من املواد التي‬

‫‪ - 1‬رسول‪ ،‬أمحد‪ :‬دراسات يف اجلغرافية االقتصادية‪ ،‬ص ‪146‬ل العريقي‪ ،‬منري‪ :‬الفن املعامري‪ ،‬ص‬
‫‪138‬ل بركات‪ ،‬أمحد‪ :‬املعادن يف اليمن‪ ،‬ص ‪.122 - 121 ،115‬‬
‫‪ - 2‬جرومان‪ ،‬أدولف‪ :‬الناحية األثرية لبالد العرب اجلنوبية ‪ ،‬ص ‪151‬‬
‫‪ - 3‬عيل‪ ،‬جواد‪ :‬املفصل يف تاريخ العرب‪ ،‬ج (‪ ،)8‬ص ‪ 69‬وما بعدهال باسالمة‪ ،‬حممد‪ :‬النحت والنقش‬
‫يف اليمن القديم‪ ،‬ص ‪150‬ل االنصاري‪ ،‬عبدالرمحن‪ :‬قرية الفاو‪ ،‬ص ‪.27‬‬
‫‪ - 4‬حنشور‪ ،‬أمحد‪ :‬اخلصائا املعامرية‪ ،‬ص ‪.78‬‬
‫‪ - 5‬العريقي‪ ،‬منري‪ :‬الفن املعامري‪ ،‬ص ‪.138‬‬
‫‪394‬‬
‫استخدمت يف البناء‪:‬‬

‫ومن الرخ ــام منط ــق ومــؤزر‬ ‫ومن السحاب معصب بعاممة‬

‫واجلزع بي رصوحه واملرمــر (‪.)1‬‬ ‫متالحكا بالقط ــر منه صخــر‬

‫واشتهرت منطقة شبام سخيم بمنجم (جبل مفتاح) قرب الغراس وبني‬
‫حشيش‪ ،‬الواقعة شامل رشق مدينة صنعاء‪ ،‬ومن منطقة احلر ‪ ،‬يستخرج منه ألواح‬
‫املرمر(‪ ،)2‬كام يتواجد الرخام أينا يف جبل هيالن بالقرب من رصواح ومارب‪ ،‬ويف‬
‫منطقة اجلوف‪ ،‬وحجة وصعد ‪ ،‬واستخدامه يف العامر يكاد يكون نادرا بالنسبة‬
‫ملواد البناء األخرى(‪.)3‬‬

‫ويتواجد الرخام األبيض يف واديي عيان‪ ،‬ورشس بمنطقة حجة‪ ،‬وجبيل‬


‫ش َبان‪ ،‬وظراف بمحافبة تعز‪ ،‬أما اللون الرمادي فيوجد يف وادي مقصب‪ ،‬ويوجد‬
‫الرخام الصلب املتعدد األلوان يف جبل ال اثنَية‪ ،‬كام يوجد الرخام األبيض املتبلور يف‬
‫منطقة الر ايان شامل (أبو كعب)(‪ ،)4‬ويالحظ أن مناطق تواجد الرخام كانت بالقرب‬
‫اليمنية القديمة‪ ،‬األمر الذي أدى إىل‬ ‫من املدن واملراكز التي ازدهرت فيها املامل‬
‫استغالله بكثر (‪.)5‬‬

‫وجاء يف نقوش املسند ما خيربنا عن مدى معرفة اإلنسان اليمني القديم‬


‫ن‬
‫شكل منه مصطل خاص‬ ‫بمختلف األشكال اخلاصة باألحجار‪ ،‬حيث أورد لكل‬

‫‪ - 1‬اهلمداين‪ ،‬احلسن‪ :‬اإلكليل‪ ،‬ج (‪ ،)8‬ص ‪.38‬‬


‫‪ - 2‬احلر ‪ :‬منطقة تبعد حواا (‪ 10‬كم) إىل الشامل الرشقي من شبام الغراس‪ .‬باسالمة‪ ،‬حممد‪ :‬شبام الغراس‪،‬‬
‫ص ‪.199‬‬
‫‪ - 3‬العريقي‪ ،‬منري‪ :‬الفن املعامري‪ ،‬ص ‪.140 ،139 ،138‬‬
‫‪ - 4‬املفلحي‪ ،‬عبدالله‪ :‬الصخور اإلنشائية ‪ ،‬ص ‪.1848‬‬
‫‪ - 5‬العريقي‪ ،‬منري‪ :‬الفن املعامري‪ ،‬ص ‪.138‬‬
‫‪395‬‬
‫يفهم للداللة عه شكل احلجر وحجمه‪ ،‬ومن هذه املصطلحات ما ييل‪:‬‬

‫[ج ر ب = ‪َ ( ]GRB‬ج ْرب)‪:‬‬

‫هذا اللفظ يف نقوش املسند بمعنى‪ :‬حجر أسود كبري (منحوت‪،‬‬ ‫يا‬
‫منجور) ‪ ،‬يبتى هبا األجزاء السفلية من البناءل ألنه صلب ومقاوم للرطوبة(‪ ،)1‬وقد‬
‫ورد يف النقش (‪ )2()CIH 540/11‬ما ييل‪[ :‬م ب ر أ م ‪ /‬ج ر ب م ‪ /‬و ل ب ت‬
‫م]‪ ،‬وترمجتها‪ :‬بناء بحجر جروب وحجر رابط (ل ّبة) (‪.)3‬‬

‫وأشار اهلمداين إىل هذا اللفظ يف حديثة عن بقايا قرص غمدان بقوله‪... :‬‬
‫وبقى من حد غمدان القديم قطعة ذات جروب متالح عجيب فهي قبالة الباب‬
‫أي متداخل أو‬ ‫األول والثاين من أبواب اجلامع الرشقية‪ ،)4( ..‬ومعنى متالح‬
‫متالصق‪ ،‬وذل ال يكون اإال إذا كانت األحجار موقصة ومنحوتة جيدا(‪ ،)5‬وبذل‬
‫يفيد نفس املعنى السابق‪.‬‬
‫[ح ة ة= ‪( ]ḤS3S3‬حس‪3‬س‪:)3‬‬
‫ومعناه يف اللغة اليمنية القديمة‪( :‬حجر صغري)‪ ،‬حيث ورد هذا اللفظ يف‬
‫النقش (‪ )CIH 448/2‬كاآل ‪[ :‬م ب ر أ م ‪ /‬ح س‪ 3‬س‪ 3‬م ‪ /‬و أ ب ن م]‪،‬‬
‫وترمجتها‪ :‬بناء حجر صغري وحجر (عادي) ‪ ،‬وقد أوض األغربي ترمجة هذا‬
‫اللفظ وأكد معناه(‪.)6‬‬

‫‪ - 1‬أوض ذل الدكتور الصلوي يف أطروحته (انبر)‪Al-Selwi, Ibrahim: Jemenitische Wörter :‬‬


‫‪in den Werken von al-Hâmdāni.., P. 58.‬‬
‫‪ - 2‬ورد هذا اللفظ كذل يف النقش‪.)CIH 325/1, 9( :‬‬
‫‪ - 3‬لالستزاد (انبر)‪ :‬األغربي‪ ،‬فهمي‪ :‬معجم األلفاظ املعامرية‪ ،‬ص ‪.44 – 41‬‬
‫‪ - 4‬اهلمداين‪ ،‬احلسن‪ :‬اإلكليل‪ ،‬ج (‪ ،)8‬ص ‪.37‬‬
‫‪ - 5‬األغربي‪ ،‬فهمي‪ :‬معجم األلفاظ املعامرية‪ ،‬ص ‪.43‬‬
‫‪ - 6‬لالستزاد (انبر)‪ :‬األغربي‪ ،‬فهمي‪ :‬معجم األلفاظ املعامرية‪ ،‬ص ‪.57 - 56‬‬
‫‪396‬‬
‫[ر ب ع = ‪( ]RBC‬ربع)‪:‬‬

‫وهذا اللفظ جذر السم [ر ب ع ت م = ‪( ]RBCTM‬ربعتم)‪ ،‬أي (حجر‬


‫مربع)(‪ .)1‬ورد هذا اللفظ يف النقش (‪ )CIH 325/1‬كاآل ‪[ :‬ج) ر ب م ‪ /‬و ر ب‬
‫ع ت م ‪ /‬م و ج ل م]‪ ،‬وترمجتها‪ :‬حجر جروب وحجر مربع رخام ‪.‬‬

‫ومن األلفاظ الدالة عه أشكال األحجار‪ .‬اللفظ [ل ب ب = ‪َ ( ]LBB‬لبا َ‬


‫ب)‪:‬‬
‫وهو بمعنى حجر عه شكل إسفي (‪ .)2‬حيث ورد يف النقش ( ‪CIH 540/ 11,‬‬
‫‪ ) 13‬كالتاا‪[ :‬م ب ر أ م ‪ /‬ج ر ب م ‪ /‬و ل ب ت م ‪ / ... /‬ب ل ب ت ‪ /‬أ ز ي ي‬
‫ن]‪ ،‬وترمجتها‪ :‬بناء حجر جروب وحجر لبات وقواميط حديد‪ ...‬بحجر لبات‬
‫الروابط ‪.‬‬

‫وورد اللفظ [ف ت خ = ‪( ]FTḪ‬فتخ)‪ ،‬يف النقش (‪ )CIH 325/1‬كاآل ‪:‬‬


‫[ج) ر ب م ‪ /‬و ر ب ع ت م ‪ /‬م و ج ل م ‪ /‬و ف ت خ م]‪ ،‬وترمجتها‪ :‬حجر‬
‫جروب وحجر مربع رخام وحجر مزخرف وهذا اللفظ بمعنى (حجر‬
‫مزخرف)(‪ ،)3‬كام جاء اللفظ [م ع ر ب ت = ‪َ ( ]MCRBT‬مع ْربت)‪ ،‬يف النقوش‬
‫مسوى منحوت (‪ ،)5‬خنم وطويل‪ ،‬وهو ذكر‬
‫بمعنى حجر ّ‬ ‫القديمة(‪)4‬‬ ‫اليمنية‬
‫وأنثى‪.‬‬

‫‪ - 1‬بيستونل و(آخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪114‬ل لالستزاد (انبر)‪ :‬األغربي‪ ،‬فهمي‪ :‬معجم‬
‫األلفاظ املعامرية‪ ،‬ص ‪.82‬‬
‫‪ - 2‬لالستزاد (انبر)‪ :‬األغربي‪ ،‬فهمي‪ :‬معجم األلفاظ املعامرية‪ ،‬ص ‪.175 - 174‬‬
‫‪ - 3‬بيستونل و(آخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪47‬ل كذل ‪ :‬األغربي‪ ،‬فهمي‪ :‬معجم األلفاظ املعامرية‪،‬‬
‫ص ‪.153‬‬
‫‪( - 4‬انبر) النقشي‪.)CIH 540/77; RES 4069/7( :‬‬
‫‪ - 5‬بيستونل و(آخرون)‪ :‬املعجم السبئي‪ ،‬ص ‪.19‬‬
‫‪397‬‬
‫ويدثت النقوش اليمنية القديمة عن أعامل احلجار كالتقطيع والنحت‬
‫صفات العاملي يف املحاجر والصناعات‬ ‫وصناعة مقاييس البناء‪ ،...‬وكذل‬
‫األعامل‪ ،‬وقد اكتفى‬ ‫احلجرية(‪ ،)1‬حيث وردت العديد من األلفاظ الدالة عه تل‬
‫الباحث بةيرادها يف اجلدول رقم [‪.)2(]8‬‬

‫وهناك أنواع أخرى من احلجار الربكانية التي استخدمت كامد بناء ولكن‬
‫بكميات أقل من السابقة‪ ،‬ومنها (النايس الصواين)‪ ،‬وظهر ذل جليا يف معبد املعبود‬
‫(ود) يف لكة سبا‪ ،‬حيث نفذت به أجزاء كبري من جدران املعبد اخلارجية‪ ،‬وكان‬
‫مصدره اجلبال املجاور للمعبد‪ ،‬كام اتن أثناء احلفر يف منطقة (احلجر املقدسة)‬
‫النوع من احلجار‬ ‫السفلية للجدران مبنية من ذل‬ ‫قدس األقداس أن املدامي‬
‫الصوانية‪ ،‬واستخدم عه نطاق واسع يف منطقة (القرن) الواقعة بالقرب من سد مارب‬
‫اجلديد وغمر ا بحري السد بعد إنشائه‪ ،‬وما زالت أجزاء منها ظاهر عه شكل جزير‬
‫صغري (‪.)3‬‬

‫وتكمن األمهية االقتصادية للصخور يف كوهنا يتوي عه ترسبات اخلامات‬


‫املعدنية‪ ،‬ومن أمثلة ذل خام احلديد والنحاس والذهب والفنة ‪...‬إلخ‪ ،‬إضافة إىل‬
‫ذل أن بغض انواع الصخور تعد أحد أهم الركائز األساسية يف اإلنشاءات والعامر‬
‫كاجلرانيت والبازلت واحلجر اجلريي والرخام ‪..‬إلخ‪ ،‬كام أن بعض أنواع الصخور‬
‫الرسوبية كصخور وجيد الرملية‪ ،‬تكمن أمهيتها االقتصادية يف كوهنا تعد كخزان‬
‫للمياه اجلوفية‪ ،‬بجوار وجود بعض انواع املعادن كالذهب والقصدير والتي مل تتوفر‬

‫‪ - 1‬الربهيي‪ ،‬إبراهيم‪ :‬احلرف والصناعات‪ ،‬ص ‪.183 – 174‬‬


‫‪ - 2‬لالستزاد حول الفاظ البناء (انبر)‪ :‬األغربي‪ ،‬فهمي‪ :‬معجم األلفاظ املعامرية‪.‬‬
‫‪ - 3‬العريقي‪ ،‬منري‪ :‬الفن املعامري‪ ،‬ص ‪.138 - 137‬‬
‫‪398‬‬
‫البروف الستغالهلا(‪.)1‬‬

‫مل يتوقف جهد اإلنسان عند حد استغالله من الطبيعة بل تعداه إىل إثراء هذه‬
‫املوارد املعدنية التي ال يستطيع اإلنسان تنميتها‬ ‫املوارد الطبيعية – يستثنى من ذل‬
‫ألهنا ال تتجدد‪ -‬فاستطاع توسيع املساحات املزروعة من خالل توظيف اجلبال‬
‫والتالل وعمل مدرجات زراعية عليها‪ ،‬كام استطاع بناء السدود واحلواجز يف الوديان‬
‫حاجة األرايض الزراعية من الامء عه مدار العام ومن ثم زياد منسوب‬ ‫ليوفر بذل‬
‫املياه اجلوفية ‪ ،...‬وأخريا‪ ،‬فةن سد احتياجات اإلنسان ويقيق رغباته املتعدد يف احليا‬
‫ال يتحقق بدون تطوير وظائفه وتعدد قدراته يف استغالل عنارص البيئة الطبيعية‪ ،‬وهذا‬
‫يتوقف أساسا عه مستواه احلناري واملعريف‪.‬‬

‫ويعتقد أن النبم االجتامعية تؤثر بشكل كبري يف أسلوب استغالل املوارد‬


‫الطبيعية ويف نوعية اإلنتاج وكميته‪ ،‬ففي املجتمعات التي يسودها النبام القبيل تعترب‬
‫ا ألك أو البيت أو العشري هي وحد اإلنتاج األساسية إذ يقوم كل منها باستغالل‬
‫املوارد الطبيعية املتاحة لتوفري احتياجا ا املحدود البسيطة‪ ،‬لذا ختتفي هنا امللكية‬
‫تسود امللكية الفردية‬ ‫الفردية بينام تسود امللكية املشاعة‪ ،‬وعه العكس من ذل‬
‫لألرايض الزراعية يف املجتمعات الزراعية األكثر تقدما‪ ،‬ويدد األنبمة االجتامعية‬
‫نبر املجتمعات التي تسود فيها‬ ‫السائد نوع العمل اإلنتاجي السائد‪ ،‬مثال ذل‬
‫حرفة الرعي إىل العمل الزراعي ويقريها له وللعاملي به‪ ،‬ورفض الرعا يف الغالب‬
‫حيا االستقرار واحرتاف الزراعة‪.‬‬

‫يتن من العرض السابق أن تقدم اإلنسان وتطوره إنام يتوقف أساسا عه‬
‫املوارد الطبيعية االقتصادية‪ ،‬وعه املصادر الكامنة يف الطبيعة التي يتوقف اكتشافها‬

‫‪ - 1‬لالستزاد حول األمهية االقتصادية لصخور اليمن (انبر)‪ :‬القده‪ ،‬حممدل (وآخرون)‪ :‬جيولوجية‬
‫اليمن ‪ ،‬ص ‪.958 - 953‬‬
‫‪399‬‬
‫واستغالهلا عه قدرته العقلية وامتيازه الطبيعي يف تطوير أنشطته اإلنتاجية‪ ،‬بحيث‬
‫مكنته من استغالل من الطبيعة من صخور ومعادن وطاقة وتربة وماء وحيوان ونبات‬
‫إىل موارد وثرو اقتصادية ليزيد‬ ‫طبيعي إلشباع حاجياته املتعدد ‪ ،‬ويويلها بعد ذل‬
‫من مدخوله الاما‪.‬‬

‫لقد أ اثرت الطبيعة أذن يف تكييف اقتصاد السبئيي ويف تعيي مواردهم‪ ،‬ويف‬
‫توجيههم توجيها باريا يف املواضع التي قل فيها الزرع‪ ،‬مثل مستوطنات األطراف‬
‫حيث نجد أهلها يميلون إىل التجار ‪ ،‬ويرون فيها مهنة من أرشف املهن‪ ،‬وتوجيها‬
‫زراعيا يف املواضع التي توفرت فيها رشوط الزراعة‪ ،‬وتوجيها رعويا يف املواضع‬
‫األخرى‪ ،‬ال سيام بي األعراب‪ .‬وقد استعراضنا هذا التوجيه من خالل دراسة املوارد‬
‫الطبيعية حلنار السبئيي‪ ،‬ويف دراسة كيفية تعاملهم معها وكيف أحسنوا استغالهلا‪.‬‬

‫ا‬
‫ولعل املزيد من النقوش املكتشفة أو تل التي ستكتشف يف املستقبل ستا بام‬
‫يؤيد معرفة اإلنسان اليمني القديم للموارد الطبيعية يف اليمن القديم‪ ،‬وإفراده العديد‬
‫من املصطلحات اخلاصة للداللة عليها‪ ،‬وكيفية استغالهلا والتعامل معها‪ .‬حيث‬
‫أوردت العديد من التقارير اخلاصة بالبعثات األثرية التي عملت يف عدد من املواقع‬
‫األثرية اليمنية‪ ،‬اكتشافها لكثري من النقوش التي مل تدرس بعد‪ ،‬وأن هذه النقوش‬
‫يتوي عه معلومات هامة عن احليا االقتصادية واالجتامعية والسياسية وقانونية‬
‫احليا اخلاصة يف اليمن القديم‪ ،‬وأن معبم هذه النقوش الزالت بي أيدي‬ ‫وكذل‬
‫علامء النقوش اليمنية القديمة لدراستها(‪.)1‬‬

‫‪ - 1‬مرقطن‪ ،‬حممد‪ :‬نقوش سبئية جديد من حمرم بلقيس (معبد أوام) تقرير أوا عن االكتشافات‬
‫النقشية التي قامت هبا املؤسسة االمريكية لدراسة اإلنسان يف حمرم بلقيس‪ /‬مارب ‪ ،‬ضمن كتاب‬
‫(صنعاء احلنار والتاريخ)‪ ،‬مج (‪ ،)1‬املؤ‪.‬ر الدوا اخلامس للحنار اليمنية‪ -‬جامعة صنعاء‪،‬‬
‫‪2005‬م‪ .‬ص ‪.355‬‬
‫‪400‬‬
‫تربهن الشواهد الامدية والنقشية‪ ،‬عه مدى التقدم الذي حققه اإلنسان‬
‫اليمني القديم يف معرفته للموارد الطبيعية من حوله‪ ،‬وقيامه بالعديد من التجارب‬
‫العملية‪ ،‬األمر الذي انعكس إجيابا عه توفري الرشوط الالزمة إلنشاء احلنار ‪،‬‬
‫التقييامت العلمية للمنجزات الامدية عه صعيد اإلنتاج الامدي‪ ،‬تكشف لنا‬ ‫وتل‬
‫عن دور املعارف العملية لدى اإلنسان اليمني القديمل فقد كانت هلا أمهية خاصة‬
‫يف تطويع الطبيعة القاسية وإخناعها إلراد اإلنسان‪ ،‬وهي تتبوأ موقعا بارزا يف بنية‬
‫احليا الفكرية لديه‪.‬‬

‫أما قيمتها العملية واحلنارية فتبهر يف طبيعة احللول التي قدمتها –املوارد‬
‫الطبيعية‪ -‬ملشكال م احلنارية‪ ،‬فقد كانت كام يبدو من خالل املنجزات الامدية‪،‬‬
‫الوسيلة األساسية التي بواسطتها تصدى اإلنسان اليمني القديم ألنواع التحديات‬
‫املختلفة التي واجهته جراء قسو الطبيعة وصعوبة تناريسها‪ ،‬وشحة املحيط‬
‫البيئي من حيث اخلصوبة وفقر املجاالت احليوية‪ ،‬وطبيعة الرشوط التي فرضتها‬
‫تل املحددات إلنتاج اخلريات الامدية وبناء وتطوير احلنار ‪.‬‬

‫وقد خلصت هذه الدراسة إىل عدد من النقاط اهلامة يمكن إجيازها فيام ييل‪:‬‬

‫أوال‪ :‬ما يتعلق باملناخ‪ :‬اتن أن اهلناب واجلبال الغربية تتمتع بافنل أنواع‬
‫املناخ‪ ،‬نبرا الرتفاعها الذي حيميها من رطوبة الساحل وشد حرارته‪ ،‬كام أن‬
‫أمطارها الغزير يوهلا إىل مناطق خرضاء‪ ،‬ونبرا لتباين مناخ اليمن يف اإلقليم‬

‫‪401‬‬
‫الواحد بسبب تنوع التناريسل فةن اليمنيي القدماء توصلوا إىل ن‬
‫عدد من الثوابت‬
‫يف البواهر الطبيعية يف أقاليمهم من حيث حدوثها‪ ،‬وذل عن طريق ضبط بارهبم‬
‫املتكرر معها وتدوينها‪ ،‬وبناء عه ذل ‪.‬كنوا من يديد العالمات واملعامل الفلكية‬
‫ألوقات حدوث التغريات املناخية وتقلبات الطقس وما يوافقها من ظواهر‪،‬‬
‫وكونوا معرفة بالعوامل املتحكمة بالنشاط الزراعي‪ ،‬ا سهل عليهم التعامل مع‬
‫ا‬
‫هذه املتغريات املناخية‪.‬‬

‫واستطاعوا من خالل التكيف مع هذا املناخ تنويع انتاجا م النباتية والتي‬


‫صدِّ َرت إىل بالد اليونان والرومان‪ ،‬وبالد الرافدين ومرص‪ ،‬واهلند‪ ،‬والتي انعكست‬
‫إجيابا عه اقتصاد سبا‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬ما يتعلق باملياه‪ :‬خلصت الدراسة املتعلقة هبذه اجلزئية إىل أن اإلنسان‬
‫اليمني القديم استطاع التعرف عه موارد املياه املختلفة –سطحية وجوفية‪ -‬يف‬
‫حميطه البيئي‪ ،‬وقام بابتكار التقنيات واألساليب املتقدمة للمنش ت الامئية التي ال‬
‫تزال آثارها باقية حتى وقتنا احلاب‪ ،‬حيث ساعدت كثريا يف تطور الزراعة التي تعد‬
‫من أهم ركائز االقتصاد يف اليمن القديم‪ ،‬ونتج عن تنوع وكمية املوارد الامئية وسن‬
‫الترشيع الصارم للمياهل ازدهار املناطق احلنارية القريبة من القيعان والوديان نبرا‬
‫ما دفع بعجلة االقتصاد يف اليمن القديم إىل‬ ‫لتوفر املياه وخصوبة الرتبة‪ ،‬وذل‬
‫األمام‪ ،‬وخلق قو اقتصادية وسياسية وعسكرية هائلة‪.‬‬

‫ويول جماري املياه اجلوفية العذبة من‬


‫ّ‬ ‫كام أن هدم اآلبار وانحباس املطر‪،‬‬
‫مكان آلخر تسبب يف ننوب ماء اآلبار والعيون التي كانت عه املجاري القديمة‪،‬‬
‫وأدى إىل انخفاض كميا ا الامئية‪ ،‬فبهرت ملوحة الرتبة‪ ،‬وأثرت سلبا عه الامء‬
‫فاصب ماحلا‪ ،‬ما أدى إىل هجر السكان ملستوطنا م ومدهنم‪.‬‬

‫‪402‬‬
‫ثالثا‪ :‬ما يتعلق بالرتبة‪ :‬توصلت الدراسة إىل أن للرتبة عند اليمني القدماء‬
‫سجلوا هذه األلفاظ يف نقوش‬
‫ا‬ ‫أسامء كثري ‪ ،‬نتيجة أمهيتها الكبري يف حيا م‪ ،‬لذل‬
‫املسند‪ ،‬وهذا الثراء يف التسميات يعكس مستوى ما توصل إليه الفكر لدى قدماء‬
‫اليمنيي يف تصنيف أنواع الرتبة يف بالدهم‪ ،‬وهذا التصنيف يعكس مدى املامرسة‬
‫العملية املتنوعة التي قام هبا اإلنسان اليمني القديم‪ ،‬من خالل تعامله مع األرضل‬
‫فقد فهم الطبيعة التي يعيشها‪ ،‬وفهم واقع بلده اجلبيل‪ ،‬قليل املساحة اخلصبة بي‬
‫املرتفعات‪ ،‬الفقري باألرايض الزراعيةل فلجا منذ آالف السني إىل التغلب عه‬
‫انجراف الرتبة وضياعها‪ ،‬دون االستفاد منها‪ ،‬إىل ابتكار املدرجات الزراعية‬
‫خصوصا يف املرتفعات الغربية واجلنوبية املطلة عه السهول الساحلية‪ ،‬بدءا باعاا‬
‫تعد أهم إنجاز‬ ‫اجلبال الشاهقة ونزوال إىل ضفاف األودية والسهول‪ ،‬وبذل‬
‫زراعي حناري قدمه اإلنسان اليمني‪.‬‬

‫كام استطاع االستفاد من األمطار املتساقطة‪ ،‬من خالل إنشاء شبكة كبري‬
‫من منش ت الري والسقاية املختلفة‪ ،‬كانت منترش يف انحاء اليمن القديم تقريبا‪،‬‬
‫وغري‬
‫ا‬ ‫ويعد سد مارب العبيم ومصارفه أهم شاهد عه ذل ‪ ،‬فهو الذي من‬
‫األرايض الزراعية التي يسقيها من خالل وفر الرتبة الغرينية اخلصبة اآلتية من‬
‫املرتفعات والوديان‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬أما ما يتعلق بالنباتات‪ :‬فقد توصلت الدراسة إىل أن الغطاء النبا كان‬
‫يف اليمن القديم أفنل كثريا ا هو اآلن‪ ،‬حسب وصف الك اتاب الكالسيكيي‪،‬‬
‫واملؤرخي املسلمي جلنوب اجلزير العربية‪ ،‬والتي أكد ا النقوش اليمنية القديمة‪،‬‬
‫ونتائج املسوحات والتنقيبات والدراسات األثرية‪ ،‬ولكن اجلفاف املستمر وسوء‬
‫–سواء البرش أو احليوانات‪ -‬قىض عه‬ ‫االستعامل دون زراعة بديل لام يستهل‬
‫‪403‬‬
‫معبم الثرو النباتية فيها‪ ،‬كام أن احلشائش تعد موردا مهام من املوارد الطبيعية وإن‬
‫كانت فائد اإلنسان منها حمدود وليست مبارش ‪ ،‬ألن اعتامده عليها يكاد يقترص‬
‫عه ا ستخدام البعض منها يف أمور االستطباب أو عه ما يعيش عليها من ثرو‬
‫حيوانية أو إنتاج زراعي‪ ،‬أما الغابات فتعد أهم مصدر من مصادر الثرو النباتية‬
‫العتامد اإلنسان عليها يف كثري من مباهر حياتهل فهي املورد األساه الذي يغطي‬
‫حاجة اإلنسان من األخشاب لالستفاد منها يف إقامة املساكن وصنع األثاث وغري‬
‫ذل من متطلبات احليا ‪.‬‬

‫وتوصلت الدراسة إىل أن البيئة اليمنية ‪.‬يزت بالتنوع التنارييس واملناخي‬


‫الذي كان مناسبا لنمو أنواع عديد من النباتات الطبيعية والنادر ‪ ،‬وأن االنسان‬
‫اليمني استطاع التغلب عه البيئة من خالل تدجي وزراعة العديد من النباتات‬
‫الطبيعية‪ ،‬ويويلها من مورد طبيعي إىل مورد اقتصادي لتلبية رغباته‪ ،‬وعمل عه‬
‫احلبوب‬ ‫توفري أكرب قدر منها‪ ،‬وباألخا النباتات العطرية كاللبان واملر‪ ،‬وكذل‬
‫كالقم والشعري‪ ،‬واهتم بشؤون الزراعة واملحافبة عه الغطاء النبا ‪ ،‬وحاول‬
‫جاهدا يف إجياد حل ول مناسبة للعمل عه زياد املحاصيل النباتية املتنوعة‪ ،‬من‬
‫خالل التفكر يف البواهر الطبيعة املحيطة به‪ ،‬والتعرف عن كثب عه طبوغرافية‬
‫املوقع الذي يسكن فيه‪ ،‬والبروف املناخية التي تالئم منطقته عه مدار العام‪.‬‬

‫واستطاع معرفة املواسم واملعامل الزراعية‪ ،‬ومعرفة األماكن والرتب املناسبة‬


‫لزراعة املحاصيل‪ ،‬وهو ما جعل الزراعة يف اليمن القديم تشكّل القاعد األساسية‬
‫للبناء االقتصادي‪ ،‬الذي نشا منذ املراحل األوىل للتطور احلناري‪ ،‬واستطاعت‬
‫السلطة القوية يف اليمن القديم أن تس ّن الترشيعات وتطبق القواني املتعلقة بانبمة‬
‫الري‪ ،‬واستئجار وتوزيع األرايض الزراعية واملياه‪ ،‬إضافة إىل إجياد أسواق منبمة‬
‫‪404‬‬
‫لتسويق املنتجات الزراعية املتنوعة‪ ،‬سواء كانت يف األسواق املحلية أو األسواق‬
‫اخلارجية‪.‬‬

‫وقد تبوأت الزراعة املرتبة األوىل يف اقتصاد اليمن القديم‪ ،‬وسامهت يف‬
‫استقرار وقو حنار سبا منذ األلف األول قبل امليالد‪ ،‬والتي ‪.‬يز نطاقها اجلغرايف‬
‫بوفر الزراعة‪ ،‬وبالتاا أصب نفوذها قويا وواسعا يف شتى بقاع اجلزير العربية‪،‬‬
‫ووصلت بار السبئيي إىل اهلند ومرص‪ ،‬وجزير ديلوس‪ ،‬كام وصلت إىل بالد‬
‫الرومان‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬أما ما يتعلق باحليوانات‪ :‬فقد خلصت الدراسة إىل أن اإلنسان اليمني‬
‫القديم استطاع التكيف مع معبم احليوانات التي كانت تعيش يف بيئته‪ ،‬فاستطاع‬
‫عه ثقافة اإلنسان‬ ‫تدجي الكثري منها‪ ،‬وتطورت العالقة بينهامل فانعكس ذل‬
‫اليمني وفكره الديني واالجتامعي واللغوي‪ ،‬وشكلت لديه أينا ر ية اقتصادية‬
‫كبري نبرا ألمهية هذا املورد الطبيعي‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬ما يتعلق باملعادن واألحجار‪ :‬توصلت الدراسة يف هذا اجلانب إىل أن‬
‫تقدم اإلنسان وتطوره إنام يتوقف أساسا عه املوارد الطبيعية االقتصادية‪ ،‬وعه‬
‫املصادر الكامنة يف الطبيعة التي يتوقف اكتشافها واستغالهلا عه قدرته العقلية‬
‫وامتيازه الطبيعي يف تطوير أنشطته اإلنتاجية‪ ،‬بحيث مكنته من استغالل من‬
‫الطبيعة من صخور ومعادن وطاقة وتربة وماء وحيوان ونبات طبيعي إلشباع‬
‫حاجياته املتعدد ‪ ،‬ويويلها بعد ذل إىل موارد وثرو اقتصادية ليزيد من مدخوله‬
‫الاما‪ ،‬وقد سجل اإلنسان اليمني القديم العديد من األلفاظ ذات العالقة باملعادن‬
‫واألحجار وكيفية استخداما ا وأنواعها وخالف ذل ‪.‬‬

‫‪405‬‬
‫ا‬
‫ولعل املزيد من النقوش املكتشفة أو تل التي ستكتشف يف املستقبل ستا‬
‫بام يؤيد معرفة اإلنسان اليمني القديم للموارد الطبيعية يف اليمن القديم‪ ،‬وإفراده‬
‫العديد من املصطلحات اخلاصة للداللة عليها‪ ،‬وكيفية استغالهلا والتعامل معها‪.‬‬
‫حيث أوردت العديد من التقارير اخلاصة بالبعثات األثرية التي عملت يف عدد من‬
‫املواقع األثرية اليمنية‪ ،‬اكتشافها لكثري من النقوش التي مل تدرس بعد‪ ،‬وأن هذه‬
‫النقوش يتوي عه معلومات هامة عن احليا االقتصادية واالجتامعية والسياسية‬
‫والقانو نية وكذل احليا اخلاصة يف اليمن القديم‪ ،‬وأن معبم هذه النقوش الزالت‬
‫بي أيدي علامء النقوش اليمنية القديمة لدراستها‪.‬‬

‫التوصيات واملقرتحات‪:‬‬

‫يف ختام هذه الدراسة يويص الباحث بام ييل‪:‬‬

‫نبرا ألن أغلب أرض بالد اجلزير العربية أرضا صحراوية وجافة‪ ،‬فةن‬
‫ن‬
‫جزء منها باستخدام الوسائل احلديثة التي‬ ‫الزراعة فيها معدومة‪ ،‬ويمكن إحياء‬
‫استنبطها العقل يف سبيل استخراج الامء واصالح الرتبة‪ ،‬فمن الواجب االهتامم‬
‫ن‬
‫خصبة‬ ‫بزراعة هذه األرض‪ ،‬فقد يا يوما تتحول فيه هذه األرايض إىل مروجن‬
‫منتجة‪ ،‬ويف ذل حماولة ملناها احلنار التي صنعها اليمنيون القدماء يف ظل عدم‬
‫وجود اآلالت والامكينات والتكنولوجيا والعلوم احلديثة‪.‬‬

‫احلث الدائم عه ترشيد املياه يف كافة املجاالت املنزلية والزراعية والصناعية‪،‬‬


‫والقيام ببناء املزيد من السدود واحلواجز الامئية لتغذية األحواض باملياه اجلوفية‪،‬‬
‫للتعويض عن االنخفاض احلاصل ملستوي املياه اجلوفية‪ ،‬وحماولة استدامة الزراعة‬
‫عه مدار العام من خالل صناعة شبكات ري متطور متفرعة من هذه السدود‪،‬‬
‫ووضع ترشيعات صارمة للحفاظ عه امليه وحسن تقسيمها بي املنتفعي هبا‪ ،‬وكذل‬
‫‪406‬‬
‫العمل عه تسخري بعض الربامج والنبم اإلعالمية واملعلوماتية من إذاعة وتلفاز‬
‫ووسائل االتصال اجلامهريية‪ ،‬للتوعية باملشكالت البيئية وبور احلفاظ عه هذه‬
‫املوارد‪.‬‬

‫من الواجب أينا إقامة حمميات طبيعية للحفاظ عه احليوانات الربية والغطاء‬
‫النبا الطبيعي واألشجار والشجريات املتميز ‪ ،‬وعدم إهدار وهدم الثرو الطبيعية‪،‬‬
‫وإجياد سياسة حمدد تسهم يف استزراع األشجار واحلشائش وتكاثر احليوانات الربية‬
‫والثرو‬ ‫واملستانسة بنفس املعدالت االستهالكية ضامن الستمرار الغطاء النبا‬
‫احليوانية‪.‬‬

‫سن القواني والترشيعات الرادعة للحد من الصيد والرعي اجلائر للحيوانات‬


‫وتفعيلها‪ ،‬وخصوصا ما يتعلق باحليوانات املتواجد ضمن املحميات‪ ،‬وكذل القطع‬
‫واالستهالك غري املنبم لألحراج واألشجار‪ ،‬واالهتامم بالنباتات الطبيعية كوهنا‬
‫مصدرا مهام لصناعة الكثري من املستحرضات الطبية والعالجية‪.‬‬

‫االهتامم بالتنقيب عن املعادن‪ ،‬وإعاد تاهيل املناجم املعدنية التي كانت تدعم‬
‫ما يكسب الدولة‬ ‫اقتصاد الدول التي قامت يف بالد اليمن عه مر العصور‪ ،‬وذل‬
‫املعارص ثرو طائلة واقتصادا مهام‪ ،‬يرفد نمو البلد وجيعلها مكتفية ذاتيا‪.‬‬

‫إعاد النبر يف مسالة االنتاج املحيل للحبوب واملواد النباتية التي تنتجها بالد‬
‫اليمن‪ ،‬ففي حماولة حلرص أنواع النباتات الطبية يف اليمن‪ ،‬اتن وجود (‪ )186‬نباتا‬
‫طيبا مهام‪ ،‬نامل من اجلهات ذات العالقة االهتامم هبذا اجلانب‪ ،‬كام نامل من الدراسات‬
‫األثرية الكشف عن املزيد من املسميات واأللفاظ التي تدل عه املوارد الطبيعية‬
‫كالنباتات واحليوانات واملعادن من خالل النقوش اليمنية القديمة‪ ،‬وخاصة نقوش‬
‫الزبور والتي تصف أغلبها ارسات احليا اليومية‪.‬‬

‫وحيث الباحث الدراسي واهليئة العامة لآلثار بتكثيف عمليات البحث‬

‫‪407‬‬
‫والتنقيب األثري للكشف عن النقوش واآلثار املدفونة وتسجيلها ملحاولة اإلجابة‬
‫عه العديد من التسا الت والشكوك التي الزلت يري الكثري من الدارسي واملهتمي‬
‫باحلنار السبئية واليمن القديم‪.‬‬
‫واهلل وا التوفيق‪،،،‬‬

‫‪408‬‬
‫املالحق‬

‫‪409‬‬
410
‫أوال‪ :‬اخلرائط‪:‬‬

‫خارطة رقم (‪ )1‬خارطة طبوغرافية توض موقع اجلزير العربية بي احلنارات‬


‫املجاور ‪ .‬باالعتامد عه برنامج ‪( – GIS‬عمل الباحث بترصف)‪.‬‬

‫‪411‬‬
‫خارطة رقم (‪ )2‬توض احلدود الشاملية للجزير العربية عند املؤرخي واجلغرافيي العرب‪.‬‬
‫باالعتامد عه برنامج ‪ – GIS‬وكتابات املؤرخي ‪( -‬عمل الباحث بترصف)‪.‬‬

‫‪412‬‬
‫خارطة رقم (‪ )3‬توض احلدود الشاملية جلنوب اجلزير العربية (اليمن) كام أوردها‬
‫اهلمداين يف كتابه صفة جزير العرب‪ .‬باالعتامد عه برنامج ‪( – GIS‬عمل الباحث‬
‫بترصف)‪.‬‬

‫‪413‬‬
‫خارطة رقم (‪ )4‬توض احلمالت العسكرية يف اجلزير العربية وما جاورها لبسط نفوذ‬
‫لكة سبا كام أورد ا النقوش اليمنية القديمة‪ .‬باالعتامد عه برنامج ‪( – GIS‬عمل‬
‫الباحث بترصف)‪.‬‬

‫‪414‬‬
‫خارطة رقم (‪ )5‬توض األحواض واملساقط الامئية وأهم األودية‪.‬‬

‫عن‪ :‬اهليئة العام للبحوث واإلرشاد الزراعي‬

‫‪415‬‬
‫خارطة رقم (‪ )6‬توض الغطاء النبا يف اجلمهورية اليمنية‪.‬‬

‫عن‪ :‬اهليئة العامة للبحوث واإلرشاد الزراعي‬

‫‪416‬‬
‫خارطة رقم (‪ )7‬توض األماكن التقريبية ملواقع املناجم القديمة للمعادن‪ ،‬وأنواع‬
‫األحجار‪ .‬باالعتامد عه برنامج ‪ – GIS‬والكتابات التارخيية واجلغرافية حسب ما‬
‫ورد يف متن الرسالة ‪( -‬عمل الباحث بترصف)‪.‬‬

‫‪417‬‬
‫ثانيا‪ :‬اجلداول‪:‬‬

‫جدول رقم (‪ :)1‬يوض أنواع املوارد الطبيعية غري االقتصادية وما يتعلق هبا من‬
‫الفاظ وأرقام النقوش الوارد فيها وذكر جذر اللفظ يف النقوش اليمنية القديمة‪:‬‬

‫أوال‪ -‬املنـ ــاخ‪-:‬‬

‫املصــدر‬ ‫املعنــى‬ ‫اللفــظ‬


‫‪CL-N‬‬

‫;‪GR 11/3; Ir 29‬‬ ‫أسم فصل ماطر من‬


‫عالان‬
‫‪70/21‬‬ ‫فصول السنة‬
‫(ذو عالان‪ ،‬شهر سبتمرب)‬
‫‪Ɔ‬‬
‫‪ZL, S1TƆZL‬‬
‫‪Ir 7/2‬‬ ‫ش ‪ ،‬احتبس [املطر]‬
‫أزل‪ ،‬ستازل‬

‫‪BRDM‬‬
‫‪Ja 610/7,8‬‬ ‫الربد أو الصقيع‬
‫بردم‬

‫برقت السامء‪ ،‬مطر‬


‫‪Ja 735/6;Ir‬‬ ‫‪BRQ, ƆBRQ‬‬
‫موسمي‪ ،‬املوسم‪،‬‬
‫‪70/12;40/13‬‬ ‫برق‪ ،‬أبرق‬
‫عاصفة موسمية‬

‫‪C 343/13‬‬
‫شهر يناير‪،‬‬
‫‪Ir 70/12, 20; Ja‬‬ ‫‪DṮƆ, ḎDṮƆ‬‬
‫;‪661/7;650/12,13‬‬ ‫فصل من فصول السنة‬
‫دثا‪ ،‬ذو الدثا‬
‫;‪623/15‬‬ ‫الصيف‬
‫‪617/8;615/17,18‬‬

‫‪418‬‬
‫املصــدر‬ ‫املعنــى‬ ‫اللفــظ‬

‫‪ḎƆL-N‬‬
‫‪C 540/98- 100‬‬ ‫ذو اآلل‪ ،‬شهر ديسمرب‬
‫ذ آلن‬

‫ذو اخلراف‪ ،‬شهر‬ ‫‪ḎḪRF‬‬


‫‪C 606/2; 6/4‬‬
‫أغسطس‬ ‫ذ خرف‬

‫‪ḎḤLT-N‬‬
‫‪C 644/13,12‬‬ ‫شهر فرباير ذو احللة‪،‬‬
‫ذ حلتن‬

‫‪ḎMCN‬‬
‫‪C 541/134‬‬ ‫ذو معون‪ ،‬شهر مارس‬
‫ذ معن‬

‫ذو مبكر‪ ،‬شهر مايو‪،‬‬ ‫‪MBKRNḎ‬‬


‫‪C 448/6‬‬
‫اسم لشهر‬ ‫ذ مبكرن‬

‫‪ḎMḎRƆN‬‬
‫‪Ry 507/10‬‬ ‫ذو مذرأن‪ ،‬شهر يوليو‬
‫ذ مذرأن‬

‫‪ḎMHLT-N‬‬
‫‪Ja 545/1,2; Ir 43/3‬‬ ‫ذو املهلة‪ ،‬شهر نوفمرب‬
‫ذ مهلتن‬

‫‪C 540; 547; Ja‬‬


‫‪ḎNM, ḎNMM‬‬
‫‪651/17; 735/12;; Ir‬‬ ‫مطر‬
‫ذنم‪ ،‬ذنمم‬
‫‪19/3; N 75/14‬‬

‫;‪C 448/6; Ry 508/9‬‬ ‫ذو القياظ‪ ،‬شهر يونيو‬ ‫‪ḎQYẒ‬‬

‫‪419‬‬
‫املصــدر‬ ‫املعنــى‬ ‫اللفــظ‬

‫‪Ja 655/17‬‬ ‫ذ قيظ‬

‫‪C 541/62; R‬‬ ‫‪ḎṢRB‬‬


‫ذو الرصاب‪،‬شهر اكتوبر‬
‫‪5085/10- 12‬‬ ‫ذ رصب‬

‫‪ḎṮBT-N‬‬
‫‪C 540/60‬‬ ‫ذو الثابة‪ ،‬شهر إبريل‬
‫ذ ثبتن‬

‫العرش األوائل من‬ ‫‪FRC, ḎFRC‬‬


‫‪SD.P 46‬‬
‫الشهر‬ ‫فرع‪ ،‬ذ فرع‬

‫العرش األواخر من‬ ‫‪GBY, ḎƆGBY‬‬


‫‪SD.P 48‬‬
‫الشهر‬ ‫جبي‪ ،‬ذ أجبي‬

‫;‪Gl 1533/13‬‬ ‫مد ~ فرت [فصل أو‬ ‫‪GYL‬‬


‫‪1572/10; R 4646/19‬‬ ‫موسم]‬ ‫جيل‬

‫أغاث‪ ،‬ارسل الغيث‬ ‫‪ĠYṮ, HĠṮN‬‬


‫‪Ja 735/10‬‬
‫مدرارا‬ ‫غيث‪ ،‬هغثن‬

‫‪HḪB, HḪBT‬‬
‫‪Ja 735/5; 653/5‬‬ ‫امتنع‪ ،‬احتبس [املطر]‬
‫هخب‪ ،‬هخبت‬

‫برد شديد‪ ،‬طقس شديد‬ ‫‪HRY‬‬


‫‪Ja 751/6‬‬
‫الربود‬ ‫هري‬

‫‪Ir 19; 70/20; Ja‬‬ ‫فصل اخلريف‪ ،‬مطر‬ ‫‪ḪRF‬‬

‫‪420‬‬
‫املصــدر‬ ‫املعنــى‬ ‫اللفــظ‬

‫;‪661/7; 650/12,13‬‬ ‫اخلريف‬ ‫خرف‬


‫;‪623/15; 617/8‬‬
‫‪615/17,18‬‬

‫‪ḪRF, ḪRYF‬‬
‫‪Ir 70/12; Ry 520/11‬‬ ‫سنة‬
‫خرف‪ ،‬خريف‬

‫‪TḪYB‬‬
‫‪C 174/4‬‬ ‫جفاف‬
‫ختيب‬

‫‪ḤMM‬‬
‫‪ZI 27‬‬ ‫فصل حر‬
‫محم‬

‫‪Ir 70/20-21; Ja‬‬


‫;‪661/7; 650/12,13‬‬ ‫‪MLY‬‬
‫فصل الربيع‬
‫;‪623/15; 617/8‬‬ ‫ميل‬
‫‪615/17,18‬‬

‫‪NWD, ND-N‬‬
‫‪Ir 28/2‬‬ ‫ري‬
‫نود‪ ،‬ندن‬

‫;‪Ja 594/10; 655/17‬‬ ‫‪QYẒ, QẒ‬‬


‫موسم القيظ‬
‫‪Ir 70/21; R 4230b/4‬‬ ‫قيظ‪ ،‬قظ‬

‫‪RCG, HRCG‬‬
‫‪Ja 735/13‬‬ ‫مأل [بامء املطر]‬
‫رعج‪ ،‬هرعج‬

‫‪421‬‬
‫املصــدر‬ ‫املعنــى‬ ‫اللفــظ‬

‫‪S1CS1C‬‬
‫‪Ir 70/20‬‬ ‫فصل الشتاء‬
‫سعسع‬

‫‪S1LM‬‬
‫‪Sh 31/18‬‬ ‫انتبام [سقوط املطر]‬
‫سلم‬

‫‪S2HR‬‬
‫‪Ja 651/19; C 83/3‬‬ ‫هالل‪ ،‬مطلع شهر‬
‫شهر‬

‫‪S2MS1‬‬
‫‪Ja 649/33‬‬ ‫الشمس‬
‫شمس‬

‫مطلع الصب ‪[ ،‬نجم‬ ‫‪ṢBḤ‬‬


‫‪C 625/4; Ja 649/34‬‬
‫الصب ]‬ ‫صب‬
‫‪ṢMƆ‬‬
‫‪Ja 735/7‬‬ ‫جفاف‬
‫صام‬
‫;‪Ja 655/17; Ir 70/21‬‬ ‫‪ṢRB‬‬
‫رصاب‪ ،‬موسم احلصاد‬
‫‪R 4230b/4; ZI 71‬‬ ‫رصب‬
‫‪WRD‬‬
‫‪SD.P 162‬‬ ‫نزول [مطر]‬
‫ورد‬
‫‪WRḪ, ƆWRḪ‬‬
‫‪SD.P 162‬‬ ‫شهر‬
‫ورخ‪ ،‬أورخ‬
‫‪WTN, MHWTN-M‬‬
‫‪Ja 627/12; 628/13‬‬ ‫[مطر] دائم ~ واتن‬
‫وتن‪ ،‬مهوتنم‬

‫‪422‬‬
‫جدول رقم (‪ :)2‬يوض التوزيع الفصيل لألمطار يف اليمن*‬
‫اخلريف‬ ‫الصيف‬ ‫الربيع‬ ‫الشتاء‬

‫كمية‬ ‫كمية‬ ‫كمية‬ ‫كمية‬ ‫املحطة‬


‫املعدل‬ ‫املعدل‬ ‫املعدل‬ ‫املعدل‬
‫املطر‪/‬‬ ‫املطر‪/‬‬ ‫املطر‪/‬‬ ‫املطر‪/‬‬
‫السنوي‬ ‫السنوي‬ ‫السنوي‬ ‫السنوي‬
‫ملم‬ ‫ملم‬ ‫ملم‬ ‫ملم‬

‫‪%2.6‬‬ ‫‪1.7‬‬ ‫‪%30.5‬‬ ‫‪19.8‬‬ ‫‪%54‬‬ ‫‪35.1‬‬ ‫‪%12.8‬‬ ‫‪8.3‬‬ ‫سيئون‬


‫‪%10.6‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪%37.2‬‬ ‫‪136.1‬‬ ‫‪%54‬‬ ‫‪166‬‬ ‫‪%7.1‬‬ ‫‪26‬‬ ‫حجة‬

‫‪%6.9‬‬ ‫‪14.9‬‬ ‫‪%46.5‬‬ ‫‪101‬‬ ‫‪%41.1‬‬ ‫‪89.4‬‬ ‫‪%5.2‬‬ ‫‪11.2‬‬ ‫صنعاء‬


‫‪%18.8‬‬ ‫‪21.8‬‬ ‫‪%29.4‬‬ ‫‪34.1‬‬ ‫‪%19.8‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪%32‬‬ ‫‪37.1‬‬ ‫احلديد‬

‫‪%17.5‬‬ ‫‪12.1‬‬ ‫‪%808‬‬ ‫‪6.1‬‬ ‫‪%45.5‬‬ ‫‪31.4‬‬ ‫‪%28‬‬ ‫‪19.3‬‬ ‫الريان‬


‫‪%19.7 259.9‬‬ ‫‪%50.1‬‬ ‫‪659.7‬‬ ‫‪%27‬‬ ‫‪359.3‬‬ ‫‪%1.7‬‬ ‫‪23.6‬‬ ‫إب‬
‫‪%11.8‬‬ ‫‪46.8‬‬ ‫‪%49.8‬‬ ‫‪196.7‬‬ ‫‪%30.3‬‬ ‫‪119.8‬‬ ‫‪%15.8‬‬ ‫‪12‬‬ ‫مكرياس‬

‫‪%22.8‬‬ ‫‪46.8‬‬ ‫‪%49.8‬‬ ‫‪169.7‬‬ ‫‪%30.3‬‬ ‫‪119.8‬‬ ‫‪%8‬‬ ‫‪31.6‬‬ ‫النالع‬

‫‪%26.5 149.7‬‬ ‫‪%41.2‬‬ ‫‪233‬‬ ‫‪%40.4‬‬ ‫‪177.2‬‬ ‫‪%404‬‬ ‫‪25.2‬‬ ‫تعز‬

‫‪%303‬‬ ‫‪1.3‬‬ ‫‪%9‬‬ ‫‪13.3‬‬ ‫‪%20.6‬‬ ‫‪7.4‬‬ ‫‪%51‬‬ ‫‪18.6‬‬ ‫املخا‬


‫‪%25‬‬ ‫‪31.9‬‬ ‫‪%18.4‬‬ ‫‪10.1‬‬ ‫‪%40.4‬‬ ‫‪22.2‬‬ ‫‪%16.5‬‬ ‫‪9.1‬‬ ‫حلج‬

‫‪%14.5‬‬ ‫‪13.3‬‬ ‫‪%6‬‬ ‫‪505‬‬ ‫‪%50.4‬‬ ‫‪45.9‬‬ ‫‪%29‬‬ ‫‪26.4‬‬ ‫عدن‬


‫‪%40.3‬‬ ‫‪63‬‬ ‫‪%9.6‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪%14‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪%37.2‬‬ ‫‪58‬‬ ‫سقطرى‬

‫* نقال عن اهلاتف‪ ،‬لطف عه نارص عمر‪ :‬املوارد الامئية وأثرها يف زراعة يف اليمن قبل‬
‫اإلسالم‪ ،‬رسالة ماجستري‪ ،‬قسم التاريخ‪ -‬كلية الرتبية األوىل – ابن رشد‪ ،‬جامعة‬
‫بغداد‪1424 ،‬هـ‪2003 /‬م‪ ،‬ص ‪.35‬‬
‫‪423‬‬
‫جدول رقم‪ )3( :‬يوض أنواع املوارد الطبيعية غري االقتصادية وما يتعلق هبا من‬
‫الفاظ وأرقام النقوش الوارد فيها وذكر جذر اللفظ يف النقوش اليمنية القديمة‪:‬‬

‫ثــاني ــا‪ -‬املي ــاه‪-:‬‬

‫املصــدر‬ ‫املعنــى‬ ‫اللفــظ‬ ‫القسم‬


‫‪Ɔ‬‬
‫‪C 107/2; 621/7; Ja‬‬ ‫‪GL‬‬
‫بركة‪ ،‬ماجل‬
‫‪1818/3; 2233/2- 6‬‬ ‫أجل‬
‫‪Ɔ‬‬
‫‪ḪḎ, MƆḪḎ‬‬
‫‪Ja 618/17; R 4775/2‬‬ ‫سد يوييل‬
‫أخذ‪ ،‬ماخذ‬
‫‪Ɔ‬‬
‫‪HL, ƆHLN,‬‬
‫خزان مياه‪ ،‬صهريج‬ ‫‪Ɔ‬‬
‫‪Gr 3/2; R 4085/5‬‬ ‫‪HLM‬‬
‫مغطى‬
‫أهل‪ ،‬أهلن‪ ،‬اهلم‬
‫‪Ɔ‬‬
‫‪HWL‬‬ ‫س ـ ـط ـح ـ ـي ـ ـ ـ ـ ــة‬
‫‪N 60/2‬‬ ‫صهريج‪ ،‬حوض‬
‫أهول‬
‫‪Ɔ‬‬
‫‪TW, MƆT,‬‬
‫‪C 338/11; YMN 3/4‬‬ ‫جمرى ماء‪ ،‬ساقية‬ ‫‪MƆTT‬‬

‫أتو‪ ،‬مات‪ ،‬ماتت‬


‫‪Ɔ‬‬
‫‪ZL, S1TƆZL‬‬
‫‪Ir 7/2‬‬ ‫ش ‪ ،‬احتبس [املطر]‬
‫أزل‪ ،‬ستازل‬
‫‪CḎB‬‬
‫‪R 3945/15‬‬ ‫سدّ ‪ ،‬مسنّا‬
‫عذب‬

‫‪424‬‬
‫املصــدر‬ ‫املعنــى‬ ‫اللفــظ‬ ‫القسم‬
‫‪CḌD‬‬

‫‪R 4781/5‬‬ ‫سدّ يويل (مرصف)‬


‫عند‬
‫‪CGLM,‬‬

‫مرد‪ ،‬مصد لتحويل‬ ‫‪CGLMN‬‬


‫‪C 540/75‬‬
‫السيول‬
‫عجلم‪ ،‬عجلمن‬
‫‪CQM, MCQMN‬‬

‫‪C 540/15-16‬‬ ‫حاجز مرصف ماء‬


‫عقم‪ ،‬معقمن‬
‫‪CRM, ƆCRM‬‬
‫‪C 432/4; Ja 788+‬‬ ‫سدّ حلفظ مياه‬
‫‪671/11‬‬ ‫األمطار والسيول‬ ‫عرم‪ ،‬أعرم‬
‫‪CS1N‬‬

‫‪C 338/12,13‬‬ ‫حفر‪ ،‬شق‬


‫عسن‬

‫القنا الرئيسية‬ ‫‪CWD‬‬


‫;‪C 540/22, 25‬‬
‫لترصيف املياه‪،‬‬
‫‪541/70‬‬ ‫عود‬
‫صدف‬

‫ماء جار بال ضابط‪،‬‬ ‫‪BḤR‬‬


‫‪R 3945/2‬‬
‫سائب‬ ‫بحر‬

‫‪M-BḤR‬‬
‫‪C 504/5‬‬ ‫صهريج‪ ،‬بئر‬
‫مبحر‬

‫‪C 197/16; Gl‬‬ ‫بحر أو بحري‬ ‫‪BḤRT,‬‬

‫‪425‬‬
‫املصــدر‬ ‫املعنــى‬ ‫اللفــظ‬ ‫القسم‬

‫‪1666/2, 3‬‬ ‫صغري‬ ‫‪BḤRTN‬‬

‫بحرت‪ ،‬بحرتن‬

‫;‪C 338/12; 380/2‬‬ ‫‪BRK,BRKT‬‬


‫بركة‬
‫‪750/1‬‬ ‫برك‪ ،‬بركة‬

‫صهريج‪ ،‬حوض‬ ‫‪DFN, MDFN‬‬


‫‪C 553+ 554/3‬‬
‫يدفن فيه احلبوب‬ ‫دفن‪ ،‬مدفن‬

‫‪DṮN‬‬
‫‪C 540‬‬ ‫املطر اخلفيف‬
‫دثن‬

‫مرصف قنا كبري‬


‫لترصيف مياه السد‪،‬‬ ‫‪ḎƆB, MḎCB‬‬
‫‪C 540/10; Ir 22‬‬
‫سيل جارف‬ ‫ذأب‪ ،‬مذأبن‬

‫‪ḎƆG‬‬
‫‪Ja 1817/70‬‬ ‫خزان مياه‪ ،‬حوض‬
‫ذأجن‬

‫‪ḎCB, ƆḎCB‬‬
‫‪Ir 22/1, 2‬‬ ‫سيل‪ ،‬سيول جارفة‬
‫ذعب‪ ،‬أذعب‬
‫س ـ ـط ـح ـ ـيـ ـ ـ ـ ــة‬

‫‪ḎWB, MḎB‬‬
‫‪Gl 1442/3‬‬ ‫قنا‬
‫ذوب‪ ،‬مذب‬

‫‪426‬‬
‫املصــدر‬ ‫املعنــى‬ ‫اللفــظ‬ ‫القسم‬

‫‪ḌRF, MḌRF,‬‬
‫;‪C 510/29; 540/29‬‬
‫مقسم‪ ،‬حاجز توزيع‬ ‫‪MḌRFT‬‬
‫;‪541/44; Ja 651/32‬‬
‫[مياه]‬ ‫بف‪ ،‬مرضف‪،‬‬
‫‪671/12‬‬
‫مرضفت‬

‫‪FGG‬‬
‫‪C 608/7‬‬ ‫قنا ‪ ،‬ر‪ ،‬فج‬
‫فجج‬

‫فجر‪ ،‬أجرى [قنا ]‬


‫ا‬ ‫‪FGR‬‬
‫‪C 547/8‬‬
‫بالامء‬ ‫فجر‬

‫‪FLG‬‬
‫‪C 11/2‬‬ ‫شق~ فلج [قنا ماء]‬
‫فلج‬

‫قنا خروج الامء~‬ ‫‪MFLG‬‬


‫‪C 540/18,19‬‬
‫فرج الامء [من سد]‬ ‫مفلج‬

‫;‪C 540/18,19‬‬ ‫توزيع الامء بـ[فت‬ ‫‪FLQ, MFLQ‬‬


‫‪541/114‬‬ ‫السد]‬ ‫فلق‪ ،‬مفلق‬

‫‪C 329/2,4; 657/3; R‬‬ ‫قنا فرعية‪ ،‬ساقية‬ ‫‪FNW, FNWY‬‬


‫‪3967/2‬‬ ‫فرعية‬ ‫فنو‪ ،‬فنوي‬

‫;‪Ja 618/17,18‬‬ ‫‪ĠYL, ƆĠYL‬‬


‫سال‪ ،‬جرى‬
‫‪670/29‬‬ ‫غيل‪ ،‬أغيل‬

‫‪427‬‬
‫املصــدر‬ ‫املعنــى‬ ‫اللفــظ‬ ‫القسم‬

‫‪HDR, ƆHDR‬‬
‫‪C 308/7, 9‬‬ ‫ساقية ماء‪ ،‬جمرى ماء‬
‫هدر‪ ،‬أهدر‬

‫‪HWR, HWRT‬‬
‫‪C 540/17, 19‬‬ ‫بركة‪ ،‬حوض‬
‫هور‪ ،‬هورت‬

‫‪ḪDG‬‬
‫‪Ja 628/8‬‬ ‫سيل جارف‬
‫خدج‬

‫;‪C 652/4; Fa 70/2, 3‬‬ ‫ري بالسواقي‪ ،‬نبام‬ ‫‪MḤMT‬‬


‫‪R 4626/1, 2‬‬ ‫ري‬ ‫حممت‬

‫‪ḤRR, ḤRWR,‬‬
‫;‪C 80/8; R 3911/3‬‬ ‫‪ḤRT, ƆḤRR‬‬
‫ساقية‪ ،‬سواقي‬
‫‪4085/5; YMN 4/1‬‬ ‫حرر‪ ،‬حرور‪ ،‬حرت‪،‬‬
‫أحرر‬

‫‪MḤRT‬‬
‫‪YMN 16/3‬‬ ‫نبام سقي‪ ،‬نبام ري‬
‫حمرت‬

‫‪MḤWL‬‬
‫‪C 352/6‬‬ ‫حمول ماء‬
‫حمول‬
‫ّ‬

‫فتحة توزيع ماء‪،‬‬ ‫‪KFR, ƆKFR‬‬


‫‪C 308/9‬‬
‫صهريج‪ ،‬بركة‬ ‫كفر‪ ،‬اكفر‬

‫‪428‬‬
‫املصــدر‬ ‫املعنــى‬ ‫اللفــظ‬ ‫القسم‬

‫موزّ ع ماء‪ ،‬حاجز‬ ‫‪KLW, KLY‬‬


‫‪SD.P 78‬‬
‫مائي‬ ‫كلو‪ ،‬كيل‬

‫‪KRF, KRYFT,‬‬

‫;‪C 40/3; 107/2‬‬ ‫‪KRYF-M‬‬


‫كريف‪ ،‬صهريج‪،‬‬
‫‪230/2; 291/6; Ir‬‬ ‫كرف‪ ،‬كريفت‪،‬‬
‫حوض‬
‫‪49/3; Ja 2867/3‬‬ ‫كريفم‬

‫‪LKD, MLKD‬‬
‫‪Ist 7632/2‬‬ ‫صهريج‪ ،‬حوض‬
‫لكد‪ ،‬ملكد‬

‫‪MW, ƆMWH,‬‬
‫‪Gl 1138/6; Ja‬‬ ‫ماء‪ ،‬مياهل جمرى ماءل‬
‫‪MWY‬‬
‫‪635/37; YMN 5/3‬‬ ‫نبام سقاية‪ ،‬نبام ري‬
‫مو‪ ،‬أموه‪ ،‬موي‬

‫منبثق ماء‪ ،‬مصب‬ ‫‪MNFS1,‬‬


‫‪Fa 70/2; Ja 735/15‬‬ ‫ماء‪ ،‬مصفا ~ حوض‬ ‫‪MNS1FT‬‬
‫تنقية الامء‬ ‫منفس‪ ،‬منفست‬
‫س ـ ـط ـح ـ ـيـ ـ ـ ـ ــة‬

‫‪NFḪ, MNFḪT‬‬
‫‪C 570/4‬‬ ‫مقسم ماء‪ ،‬موزع ماء‬
‫ّ‬
‫نفخ‪ ،‬منفخت‬

‫‪NHR, ƆNHR‬‬
‫‪C 308/6; R 3967/2‬‬ ‫هنر‪ ،‬ساقية‪ ،‬قنا ري‬
‫هنر‪ ،‬أهنر‬

‫‪429‬‬
‫املصــدر‬ ‫املعنــى‬ ‫اللفــظ‬ ‫القسم‬

‫‪NHY,‬‬
‫‪MNHYT,‬‬
‫‪R 3945/4, 18‬‬ ‫حوض ري‪ ،‬مسقاه‬
‫‪MNHY‬‬
‫هني‪ ،‬منهيت‪ ،‬منهي‬
‫ساقية بر الامء [إىل‬ ‫‪MNḪY‬‬
‫‪SD.P 95‬‬
‫منطقة ري]‬ ‫منخي‬

‫;‪C 518/2; R 4069/8‬‬ ‫شق‬ ‫َنقب ~ َ‬


‫حفر~ ا‬ ‫‪NQB, ƆNQB‬‬
‫‪3967/2; YMN 5/3‬‬ ‫[قنا أو ساقية]‬ ‫نقب‪ ،‬أنقب‬

‫‪C 338/11; 652/2; R‬‬ ‫‪QLD, MQLD‬‬


‫حوض‬
‫‪4197 bis/2‬‬ ‫قلد‪ ،‬مقلد‬

‫‪QLḤ‬‬
‫‪C 518/2‬‬ ‫ساقية ماء مرفوعة‬
‫قل‬

‫حوض دود مستطيل‬


‫إىل جنب حوض ضخم‬ ‫‪QRW, QRWT‬‬
‫‪R 4194/4,3‬‬
‫يفرغ فيه من احلوض‬ ‫قرو‪ ،‬قروت‬
‫النخم‬

‫‪RWY, HRWY,‬‬
‫روى‪ ،‬سقى‪،‬‬
‫استقى‪ّ ،‬‬
‫‪MRW‬‬
‫زود بامء‪ ،‬ساقية‬
‫ّ‬
‫‪R 4513/3; 4781/3‬‬ ‫‪YHRWY-N‬‬
‫مروى‪ ،‬نبام ري‪،‬‬
‫روي‪ ،‬هروي‪ ،‬مرو‪،‬‬
‫نبام سقايه‬
‫هيروين‬

‫‪430‬‬
‫املصــدر‬ ‫املعنــى‬ ‫اللفــظ‬ ‫القسم‬

‫‪RWY-M‬‬
‫‪Gl 773ab + 798/2‬‬ ‫حوض‪ ،‬صهريج‬
‫رويم‬

‫‪S1RR, MS1RT‬‬
‫‪C 645/6; R 4788/2‬‬ ‫جمرى‪ ،‬قنا‬
‫كر‪ ،‬مرست‬

‫َمسيل‪ ،‬جمرى واد‪،‬‬ ‫‪S1YL, MS1LT‬‬


‫‪Ja 649/17‬‬
‫بطن واد‬ ‫سيل‪ ،‬مسيلت‬

‫بركة‪ ،‬حوض‪،‬‬ ‫‪S1YṬ, ƆS1YṬ‬‬


‫‪Ja 735/14‬‬
‫صهريج [ماء مطر]‬ ‫سيط‪ ،‬أسيط‬

‫‪S2RC, S2RCT‬‬
‫‪C 308/9; 11/2‬‬ ‫سقاية‪ ،‬ساقية‪ ،‬رشعة‬
‫رشع‪ ،‬رشعت‬

‫‪S2RG‬‬
‫‪C 547/9‬‬ ‫جمرى ماء‪ ،‬مسيل ماء‬
‫رشج‬
‫‪S3WR,‬‬
‫‪R 4781/1‬‬ ‫ساقية‬ ‫‪MS3WR‬‬
‫شور‪ ،‬مشور‬
‫‪ṢRY, MṢRY‬‬
‫‪Ra 14/3, 4‬‬ ‫صهريج‪ ،‬حوض‬
‫رصي‪ ،‬مرصي‬

‫‪TWRT‬‬
‫‪Gl 1330/9‬‬ ‫نوع من منش ت الري‬
‫تورت‬

‫‪431‬‬
‫املصــدر‬ ‫املعنــى‬ ‫اللفــظ‬ ‫القسم‬

‫فتحة و را ملرور الامء‬ ‫‪ṮC R‬‬


‫‪Gl 1000 A/2‬‬
‫منه‬ ‫ثعر‬

‫‪ṮBT‬‬
‫‪Gl 1367‬‬ ‫حوض‪ ،‬صهريج‬
‫ثبت‬

‫بوابة ساقية لتوزيع‬ ‫‪ṮRM, ƆṮRM‬‬


‫‪Gl 1526/3‬‬
‫الامء‬ ‫ثرم‪ ،‬أثرم‬

‫أقام حواجز لري‬ ‫‪WDN‬‬


‫‪R 3958/2‬‬
‫احلقول غمرا بالامء‬ ‫ودن‬

‫‪WDY-N,‬‬
‫‪Ɔ‬‬
‫‪WDYT,‬‬
‫‪C 563+ 956/2; Ja‬‬ ‫ن‬
‫واد‪ ،‬أودية‬ ‫‪Ɔ‬‬
‫‪616‬‬ ‫‪WDW‬‬

‫ودين‪ ،‬أودين‪ ،‬أودو‬


‫س ـطـح ـي ـ ــة‬

‫‪MWQRN‬‬
‫‪R 3943/5,6‬‬ ‫حوض صخري‬
‫موقرن‬

‫‪ZFF, MZF,‬‬
‫جمرى الامء اخلارج‬
‫‪R 3943/5; 3946/6‬‬ ‫‪MZFF‬‬
‫[من سدّ ]‬
‫زفف‪ ،‬مزف‪ ،‬مزفف‬

‫‪ẒBB‬‬
‫‪YM 544/3‬‬ ‫منطقة مسايل أمطار‬
‫ظبب‬

‫‪432‬‬
‫املصــدر‬ ‫املعنــى‬ ‫اللفــظ‬ ‫القسم‬

‫بوابة ساقية لتوزيع‬ ‫‪ẒKK, MẒKKT‬‬


‫‪Fa 61/2; R 4085/2‬‬
‫ماء‬ ‫ظك ‪ ،‬مبككت‬

‫‪CRF‬‬

‫‪SD.P 19‬‬ ‫بئر‪ ،‬بئر قريب ما ها‬


‫عرف‬
‫‪CS2Q‬‬

‫‪YM 544/1‬‬ ‫حفر [بئرا]‬


‫عشق‬
‫‪CYN, MCYNT‬‬
‫;‪Ja 706/7; 665/28‬‬
‫عي‪ ،‬نبع ماء‪ ،‬بنبوع‬
‫‪2867/3‬‬ ‫عي‪ ،‬معينت‬

‫‪C 230/2; 338/7; R‬‬ ‫‪BƆR, ƆBƆR‬‬


‫بئر‪ ،‬حفر بئر‪ ،‬آبار‬
‫‪4194/2; 4198/2‬‬ ‫بئر‪ ،‬أبار‬

‫‪B CL, TB CL,‬‬


‫ج ـ ــوفيـ ـ ـ ــة‬
‫شق [يف‬
‫حفر‪ ،‬ا‬
‫‪C 541/69, 102, 21‬‬ ‫‪TB CLT‬‬
‫الصخر]‬
‫َ‬
‫بعل‪ ،‬تبعل‪ ،‬تبعلت‬
‫‪BḤR, HBḤR‬‬
‫‪R 4198/2‬‬ ‫وسع‬
‫حفر‪ ،‬ا‬
‫َب َحر‪ ،‬هبحر‬
‫‪S1-BḤR‬‬
‫‪N 16‬‬ ‫تعميق البئر‬
‫سبحر‬
‫‪BQR‬‬
‫‪C 658/30‬‬ ‫حفر [بئرا]‬
‫َب َقر‬

‫‪433‬‬
‫املصــدر‬ ‫املعنــى‬ ‫اللفــظ‬ ‫القسم‬

‫‪ḌFR‬‬
‫‪R 4700/3‬‬ ‫طوى بحجار [بئرا]‬
‫ضفر‬

‫‪ḌLC‬‬
‫‪R 4069/10‬‬ ‫منلع‪ ،‬مسنا‬
‫ضلع‬

‫‪ḤFR, ḤFRW‬‬
‫‪C 541/68; N 149/3‬‬ ‫َح َفر [بئرا]‬
‫حفر‪ ،‬حفرو‬

‫‪ḤS3Y‬‬
‫‪YM 390/7‬‬ ‫بئر قريبة القعر‬
‫حيس‬

‫;‪Lu 26/3‬‬ ‫أنبط‪ ،‬حفر [بئرا]‬ ‫‪NBṬ‬‬

‫‪YMN 4/3- 4‬‬ ‫حتى الامء‬ ‫نبط‬

‫‪NZḤ, YHZḤ‬‬
‫‪R 4197/2‬‬ ‫أروى‪ ،‬أسقى‬
‫نزح‪ ،‬ينزح‬

‫‪QYḤ, QWḤ‬‬
‫‪C 560/2‬‬ ‫جصا [بئرا]‬
‫قي ‪ ،‬قوح‬

‫نقي‪ ،‬نبيف [جمرى‬ ‫‪FLṮ‬‬


‫‪YMN 9/2‬‬
‫ماء]‬ ‫ثفل‬

‫تعليق يشء فوق البئر‬ ‫‪QL, ṮQWLṮ‬‬


‫ج ـ ــوفي ـ ــة‬

‫‪R 3856/2‬‬
‫أو إنشاء سقف فوقها‬ ‫ثقل‪ ،‬ثقول‬

‫‪434‬‬
‫املصــدر‬ ‫املعنــى‬ ‫اللفــظ‬ ‫القسم‬

‫َطو ّية‪ ،‬بئر مطو ّية‬ ‫‪ṬWY, ṬYT‬‬


‫‪C 308/7‬‬
‫بحجار‬ ‫طوي‪ ،‬طيت‬

‫موضع ترسيب ماء‬ ‫‪WDṮ, WDṮT‬‬


‫‪SD.P 156‬‬
‫ظهر يف [البئر]‬ ‫ودث‪ ،‬ودثت‬

‫عمق حفر [بئر]‪ ،‬حفر‬


‫ّ‬ ‫‪WRD‬‬
‫‪Gl 1658/3‬‬
‫[بئرا] عميقة‬ ‫ورد‬

‫نشفت‪ ،‬ننبت‬ ‫‪YBS1‬‬


‫‪Ja 735/6,7‬‬
‫[البئر]‬ ‫يبس‬

‫موارد مائية‪ ،‬ماء‬ ‫‪ZMM, ZM‬‬


‫‪R 3945/2,3‬‬
‫متوفر‬ ‫زمم‪ ،‬زم‬

‫جدول رقم (‪:)4‬موجز باهم األودية ومواقعها‪:‬‬

‫الوادي‬ ‫الوادي‬ ‫الوادي‬


‫املوقع‬

‫املوقع‬

‫املوقع‬

‫وادي الربوع‪-‬‬
‫علوجة‪-‬‬
‫احلامم‪ -‬صيمم‪-‬‬ ‫سناد‪ -‬القاهة‪-‬‬
‫كالبة‪ -‬احلامم‪-‬‬
‫احليمة‬

‫املهر‬
‫ريمة‬

‫قبا‪ -‬مرحب‪-‬‬ ‫جناب‪ -‬خرض‬


‫(جحاف)‬
‫مفحق‬

‫‪435‬‬
‫املوقع‬ ‫الوادي‬ ‫الوادي‬ ‫الوادي‬

‫املوقع‬

‫املوقع‬
‫ساقي‪ -‬ليه‪-‬‬
‫خلب‪ -‬بدر‪-‬‬
‫ضمد‪-‬‬
‫عالف‪-‬‬
‫املهادر‪-‬‬ ‫املسلة‪-‬‬
‫وادي عمران‪-‬‬ ‫الصحن‪-‬‬ ‫القطن‪-‬‬
‫ريد ‪ -‬مرهبة‪-‬‬ ‫غراز‪ -‬رحيان‪-‬‬ ‫سيئون‪ -‬تريم‪-‬‬
‫ورور‪ -‬بني‬ ‫دماج‪-‬‬ ‫قري‪ -‬هود‪-‬‬
‫رصيم‪-‬‬ ‫العبدين‪-‬‬ ‫دوعن‪ -‬عمد‪-‬‬
‫جاو ‪ -‬خيان‪-‬‬ ‫عكوان‪-‬‬ ‫املهجرين‪-‬‬
‫حرضموت‬
‫عمران‬

‫صعد‬

‫السود‬ ‫نشور‪ -‬صرب‪-‬‬ ‫عرم‪ -‬آل كثري‪-‬‬


‫(عصامن)‪-‬‬ ‫ربيع‪ -‬العشة‪-‬‬ ‫الشحر‪ -‬غيل‬
‫غرب‬ ‫حجز‪ -‬كوم‪-‬‬ ‫باوزير‪ -‬حجر‪-‬‬
‫األشحور‪-‬‬ ‫اللصقي‪-‬‬ ‫ميفعة‪ -‬شبو ‪-‬‬
‫جبل يزيد‪.‬‬ ‫نعقة‪ -‬قذاب‪-‬‬ ‫العنرب‪-‬‬
‫آل عامر‬ ‫الصحري‪.‬‬
‫اجلنوبية‪-‬‬
‫اجلوف‪ -‬أمل ‪-‬‬
‫العقيق‪-‬‬
‫العشاش‪.‬‬

‫‪436‬‬
‫املوقع‬ ‫الوادي‬ ‫الوادي‬ ‫الوادي‬

‫املوقع‬

‫املوقع‬
‫وادي اجلوف‪-‬‬ ‫احلامم‪ -‬دايان‪-‬‬
‫اخلارد‪ -‬شوابه‪-‬‬ ‫القصبة‪-‬‬ ‫نعامن‪ -‬قينة‪-‬‬

‫الواحدي‬
‫حوت‬

‫حراز‬
‫هران‪ -‬خبش‪-‬‬ ‫احلجيلة‪-‬‬ ‫سمر‬
‫مداب‪ -‬املراه‬ ‫مفحق‬

‫سمع‪ -‬عيان‬ ‫أحور‪-‬‬


‫(احلامنة)‪-‬‬ ‫املحفد‪-‬‬
‫وادي زبيد‪-‬‬
‫املحويت‬

‫حجة‪ -‬سارع‪-‬‬ ‫الفيقة‪-‬‬

‫العوالق‬
‫زبيد‬

‫نخلة‪ -‬الكدحة‬
‫هوار‪ -‬بور‪-‬‬ ‫أنصاب‪-‬‬
‫احلوض‪ -‬تباب‬ ‫مذم ‪ -‬النيق‬

‫العه‪-‬‬
‫وادي رمع‪-‬‬ ‫األهجر‪-‬‬
‫بيت الفقية‬

‫بيحان‬
‫كوكبان‬

‫بيحان‬

‫االوية‬ ‫الامعز‪ -‬لغوان‪-‬‬


‫شبام‬

‫وادي‬
‫جاجف‪ -‬املر‪-‬‬
‫نعامن‪-‬‬
‫سبت‪-‬‬ ‫حبابة‪ -‬العي‬
‫العواذل‬
‫احلديد‬

‫ثال‬

‫مكراس‪ -‬ابي‬
‫احلريبة‪ -‬بره‪-‬‬
‫سهام‪ -‬السخنة‬

‫‪437‬‬
‫املوقع‬ ‫الوادي‬ ‫الوادي‬ ‫الوادي‬

‫املوقع‬

‫املوقع‬
‫كدود‪-‬‬ ‫بني قوس‪-‬‬
‫ميتم‬

‫النالع‬
‫باجل‬

‫احلدا‬
‫سهام‪ -‬عزان‬ ‫بينون‪ -‬الكميم‬

‫وادي كدود‪-‬‬
‫خوالن (العالية الطيال)‬
‫وادي مسور‪-‬‬ ‫تبن‪ -‬الدار‪-‬‬
‫احلوض‪-‬‬

‫الصبيحة‬
‫حباب‪ -‬حريب‬ ‫شاهر‪ -‬اهليجة‪-‬‬
‫الزيدية‬

‫القناوص‬
‫القراميش‬ ‫األبثية‬
‫(تباب)‬

‫وادي نخلة‪-‬‬
‫الزراعي‪-‬‬
‫وادي الرس‪-‬‬
‫بني حشيش وهنم‬

‫وادي مور‪-‬‬ ‫رسيان‪-‬‬


‫رحام‪-‬‬
‫اللحية‬

‫تعز‬

‫اخلميس‬ ‫موزع‪-‬‬
‫سعوان‪ -‬املديد‬
‫الزريقة‪-‬‬
‫املغاليس‬

‫وادي العة‪-‬‬
‫الساريب‪-‬‬
‫عطوه‪ -‬بني‬
‫وادي اخلارد‪-‬‬ ‫ميتم‪ -‬نخلة‬
‫العوام‬
‫أرحب‬
‫حجة‬

‫إب‬

‫شعب‪ -‬مران‬ ‫عنه‪ -‬زيب‪ -‬بنا‬


‫الشغاد ‪-‬‬
‫رشس‪ -‬عيان‪-‬‬
‫الشعافل‬

‫‪438‬‬
‫املوقع‬ ‫الوادي‬ ‫الوادي‬ ‫الوادي‬

‫املوقع‬

‫املوقع‬
‫محر ‪ -‬بيحان‪-‬‬
‫وادي عي‬
‫وادي ضهر‪-‬‬ ‫آل عواض‬
‫جبل حجة‬

‫بني احلارث‬
‫عيل‪ -‬بني‬

‫البيناء‬
‫النلع‪ -‬لولوه‬ ‫حريب‪ -‬رداع‪-‬‬
‫عكاب‬
‫مرخة‬

‫صدان‪ -‬هبة‪-‬‬ ‫وادي صب ‪-‬‬


‫الغارب‪ -‬ظليمة‬ ‫اجلار‪ -‬يقالن‪-‬‬ ‫احلار‪ -‬مغرب‬
‫جبال كحالن‬

‫بني مطر‬

‫اجلنوبية‪ -‬حبور‪-‬‬ ‫حده‪ -‬سناع‪-‬‬ ‫عنس‪-‬‬

‫ذمار‬
‫نيسة‪ -‬البيطاح‪-‬‬ ‫ريعان‪ -‬بوعان‪-‬‬ ‫املواهب‬
‫اجلميمة‬ ‫بازل‬

‫اجلامعي‪-‬‬
‫سيان‪ -‬سام ‪-‬‬ ‫رماع‪ -‬سهام‪-‬‬
‫جبال الرشفي‬

‫اليامين‪ -‬عاهم‪-‬‬
‫سنحان‬

‫آنس‬

‫األجيار‪ -‬جزيز‬ ‫جهران‬


‫بوحل‪ -‬القور‬

‫سام ‪ -‬غيامن‪-‬‬
‫بالد الروس وبني‬
‫جبال وشحة‬

‫عاهم‪ -‬حرض‬ ‫بني سواد‬


‫وصابي‬

‫أعشار‪-‬‬
‫هيلول‬

‫العبس‪ -‬عافش‬

‫وادي حبل‪-‬‬ ‫وادي قور‪-‬‬


‫منطقة عبس‬
‫منطقة‬
‫ميدي‬

‫جريان‬ ‫بوحل‬

‫املصدر‪ :‬احلفيان‪ ،‬عوض إبراهيم عبدالرمحن‪ :‬اجلغرافيا العامة للجمهورية اليمنية‪ ،‬جامعة‬
‫صنعاء‪2004،‬م‪ ،‬ص ‪.168 ،167‬‬

‫‪439‬‬
‫جدول رقم (‪ :)5‬يوض أنواع املوارد الطبيعية غري االقتصادية وما يتعلق هبا من‬
‫الفاظ وأرقام النقوش الوارد فيها وذكر جذر اللفظ يف النقوش اليمنية القديمة‪:‬‬

‫ثــالث ــا‪ -‬التــرب ــة‪-:‬‬

‫املصــدر‬ ‫املعنــى‬ ‫اللفــظ‬


‫‪Ɔ‬‬
‫‪RḌ‬‬
‫‪Ir 19/3, 31/4‬‬ ‫أرض‬
‫أرض‬
‫‪CFR‬‬

‫‪Bafaqih- BatayiC 8/3‬‬ ‫تراب‬


‫عفر‬

‫أرض عالية‪ ،‬ارض‬


‫‪CLY, CLT‬‬

‫‪DS.P 16‬‬
‫مرتفعة‪ ،‬نجد‬ ‫عيل‪ ،‬علت‬
‫‪CMN‬‬
‫‪R 4085/5‬‬ ‫أرض سهلة‬
‫عمن‬
‫‪CQR, MCQR‬‬

‫‪R 4069/10; Ir 12‬‬ ‫أرض يسقيها املطر‬


‫عقر‬
‫‪CRN, CRWN‬‬
‫‪YMN 13/7‬‬ ‫أرض عرين ذات شجر‬
‫عرن‪ ،‬أعرون‬
‫‪CRQ‬‬

‫‪Ry 510/ 4‬‬ ‫أرض منخفنة‪ ،‬سهل‬


‫عرق‬
‫‪CYS2, CYS2T‬‬

‫‪Sh 18; Fa 63/2‬‬ ‫أرض زرع‬


‫عيش‪ ،‬عيشت‬

‫‪440‬‬
‫املصــدر‬ ‫املعنــى‬ ‫اللفــظ‬

‫أرض تسقى باملطر‪،‬‬ ‫‪BCL‬‬


‫‪Gl 1520/5‬‬
‫ألرض بعلية‬ ‫بعل‬

‫‪BḤR, ƆBḤR‬‬
‫‪R 3945/10‬‬ ‫أرض منبسطة‪ ،‬سهل‬
‫بحر‪ ،‬أبحر‬

‫‪BQY, YBQY‬‬
‫‪R 4351/3‬‬ ‫أبقى دون سقاية‪ ،‬عطش‬
‫بقى‪ ،‬يبقى‬

‫‪BRR, BR‬‬
‫‪C 541/97‬‬ ‫َب ّر‪ ،‬أرض خالء‪ ،‬سهل‬
‫برر‪ ،‬بر‬

‫‪DYN‬‬
‫‪Ist 7626/7‬‬ ‫أرض سقاية‬
‫دين‬
‫مسوا ‪ ،‬أرض‬
‫أرض ا‬ ‫‪DYṮ‬‬
‫‪SD.P 37‬‬
‫مطمئنة‬ ‫ديث‬
‫‪ḎBR‬‬
‫‪Ja 2152/1‬‬ ‫أرض مفلوحة‬
‫ذبر‬
‫‪ḎHB, ƆḎHB‬‬
‫‪R 3945/5, 7; R 3950‬‬ ‫ن‬
‫واد غريني‬
‫ذهب‪ ،‬أذهب‬

‫حقل مزروع‪ ،‬أرض‬ ‫‪ḎRƆ, MḎRƆT,‬‬


‫‪Gl 1519/12; C 604/2‬‬ ‫مزروعة‪ ،‬يرمي البذور‬ ‫‪MḎRƆ‬‬
‫يف احلقل‬ ‫ذرأ‪ ،‬مذرأت‪ ،‬مذرأ‬

‫‪441‬‬
‫املصــدر‬ ‫املعنــى‬ ‫اللفــظ‬

‫حقل غريني‪ ،‬أرض‬ ‫‪ḎYR‬‬


‫‪R 3945/2‬‬
‫يغطيها طي السيل‬ ‫ذير‬

‫آجر [قوالب الطي‬ ‫‪FTL- M‬‬


‫‪R 2640/1‬‬
‫املحروق]‬ ‫فتل‪-‬م‬

‫أرض زراعية [حول‬


‫‪GBL‬‬
‫‪SD.P 48‬‬ ‫قرية أو مسكن]‬
‫جبل‬

‫‪HYR, HRT‬‬
‫‪C 378/4; R 4085/5‬‬ ‫أرض زراعية منخفنة‬
‫هري‪ ،‬هر‬

‫هيا أرضا للزرع‪ ،‬ختدم‬ ‫‪ḪDM‬‬


‫‪Ir 24/2; N 56/1‬‬
‫[األرض]‬ ‫خدم‬

‫‪ḪQL‬‬
‫‪Gl 1209/7‬‬ ‫حقل‬
‫خقل‬

‫أرض مزروعة‪ ،‬أرض‬ ‫‪ḪTM‬‬


‫‪Ja 655/17‬‬
‫مفلوحة‬ ‫ختم‬

‫‪ḪṬT‬‬
‫‪N 29‬‬ ‫أرض بكر‬
‫خطت‬

‫‪C 37/3‬‬ ‫حقل‬ ‫‪ḤQL‬‬

‫‪442‬‬
‫املصــدر‬ ‫املعنــى‬ ‫اللفــظ‬

‫حقل‬

‫حول‪ ،‬حقل‪ ،‬مدرج‬ ‫‪ḤRR; ḤRT‬‬


‫‪R 3958/20‬‬
‫زراعي‬ ‫حرر‪ ،‬حرت‬

‫‪ḤRRTM; ḤRRW‬‬
‫‪C 541/110, 57‬‬ ‫حر وجرف الرتاب‬
‫حررتم‪ ،‬حررو‬

‫‪ḤRṮ‬‬
‫‪R 3945/11‬‬ ‫َحرث‪ ،‬أرض حراثة‬
‫حرث‬

‫طوب‪ ،‬لبن‪ /‬طي‬ ‫‪ḤS3S3‬‬


‫‪C 448‬‬
‫[ماد بناء]‬ ‫حس‪3‬س‪3‬‬

‫‪ḤẒR‬‬
‫‪C 542/3; 4646/10‬‬ ‫أرض مزروعة مسور‬
‫حبر‬

‫‪LCB, MLCB‬‬
‫‪C 37/7; C 356‬‬ ‫أرض تسقى [بساقية]‬
‫لعب‪ ،‬ملعب‬
‫‪MḎHBT‬‬
‫‪Ja 618/16‬‬ ‫أرض غرينية‬
‫مذهبت‬
‫أرض تنبت حمصوالت‬ ‫‪MQYẒ‬‬
‫‪Ir 26‬‬
‫[موسم] القيظ‬ ‫مقيظ‬
‫طي السيل‪ ،‬طمي [وراء‬
‫‪C 540/8, 72; 541/58; Ja‬‬ ‫‪MS1R‬‬
‫السد]‪ ،‬أزال الطي‪ ،‬رفع‬
‫‪547/4‬‬ ‫مرس‬
‫الطمي‬

‫‪443‬‬
‫املصــدر‬ ‫املعنــى‬ ‫اللفــظ‬

‫‪MS2M, MS2YM‬‬
‫‪Gl 1537/6‬‬ ‫أرض زراعية‪ ،‬حقل‬
‫مشم‪ ،‬مشيم‬
‫‪MṬR‬‬
‫‪YMN 3/3; 4/4‬‬ ‫أرض يسقيها املطر‬
‫مطر‬
‫أرض زراعية تابعة‬ ‫‪MWFR‬‬
‫‪R 2789/5‬‬
‫ملدينة‬ ‫موفر‬
‫‪RḤḌ, MRḤḌ,‬‬
‫‪WṮM, WṮMT‬‬
‫‪Ja 576/9; Gl 1142/7‬‬ ‫أرض خالء‬
‫رحض‪ ،‬مرحض‪ ،‬وثم‪،‬‬
‫وثمت‬
‫‪S1FL, S1FLT,‬‬
‫أرض‪ ،‬سفل‪ ،‬حقل‬
‫‪R 3966/10; Ja 585/14‬‬ ‫‪S1FYLT‬‬
‫منخفض‬
‫سفل‪ ،‬سفلت‪ ،‬سفيلت‬
‫‪S1HL‬‬
‫‪C 405/13; Ry 508/4‬‬ ‫َسهل‬
‫سهل‬

‫‪S1QY‬‬
‫‪Ja 670/26‬‬ ‫[أرض‪ ،‬غالل] جيد‬
‫سقي‬
‫السقيا‬
‫بطن الوادي‪ ،‬أرض‬
‫مزروعة عند جمرى‬
‫‪S1RR, S1R, ƆS1RR‬‬
‫‪Sh 8/3; Ja 735/13‬‬ ‫الوادي‪ ،‬سقيت األرض‬
‫كر‪ ،‬ك‪ ،‬أكر‬
‫إىل حد االمتالء أو‬
‫السقاية‬

‫‪444‬‬
‫املصــدر‬ ‫املعنــى‬ ‫اللفــظ‬

‫‪S3CC, HS3CC‬‬
‫‪N 19/4‬‬ ‫أخصب‬
‫سعع‪ ،‬هسعع‬
‫أرض زراعية‪ ،‬رقعة‬ ‫‪S3CD‬‬
‫‪Ja 576/9, 10‬‬
‫مزروعة‬ ‫سعد‬
‫‪ṢNCWY‬‬
‫‪Ir 22‬‬ ‫أرض تسقى بنبام الري‬
‫صنعوي‬
‫‪ṢWC, ṢCT‬‬
‫‪R 4626/2‬‬ ‫نوع من األرض املسقية‬
‫صوع‪ ،‬صعت‬
‫عمر‬
‫استصل للفالحة‪ّ ،‬‬ ‫‪ṢYR‬‬
‫‪R 3945/7‬‬
‫للزراعة‬ ‫صري‬
‫‪ṮYL‬‬
‫‪C 323/3‬‬ ‫سيل محم بركانية‬
‫ثيل‬
‫‪WHT‬‬
‫‪SD.P 159‬‬ ‫حقل منخفض‬
‫وهت‬
‫‪WṮR, ƆWṮR‬‬
‫‪R 4351/3‬‬ ‫أرض منخفنة‬
‫وثر‪ ،‬أوثر‬
‫أرض جافة‪ ،‬أرض‬ ‫‪YBS1‬‬
‫‪SD.P 167‬‬
‫قاحلة‪ ،‬اليابسة‬ ‫يبس‬
‫بنى بقوالب الطي النيئ‬ ‫‪ZBR-N‬‬
‫‪C 782/1‬‬
‫الكبري‪ ،‬زابور‬ ‫زبرن‬
‫حقل مزروع‪ ،‬أرض‬ ‫‪RƆẒ‬‬
‫‪C 604/2‬‬
‫مزروعة‬ ‫ظرأ‬

‫‪445‬‬
‫جدول رقم (‪ :)6‬يوض أنواع النباتات وما يتعلق هبا من الفاظ وأرقام النقوش‬
‫الوارد فيها وذكر جذر اللفظ الوارد يف النقوش اليمنية‪:‬‬

‫أوال‪ -‬األشج ــار‪-:‬‬

‫املصــدر‬ ‫املعنــى‬ ‫اللفــظ‬


‫‪Ɔ‬‬
‫‪RK‬‬
‫‪C 570/9‬‬ ‫شجر األراك‬
‫أرك‬
‫‪Ɔ‬‬
‫‪ṮL‬‬
‫‪C 605/ bis 6; R 4646/9, 13‬‬ ‫شجر األثل‬
‫أثل‬
‫‪CAbadān 1/36; C 611/4d; Gl‬‬

‫‪1520/1; Ra 98/1= R 2865= C‬‬


‫‪CLB‬‬
‫‪610/3; R 852/6; R 3958/4 = Gl‬‬ ‫شجر العلب‬
‫علب‬
‫;‪1430 = Gl 1619; R 4085/1‬‬
‫‪4369/2; 4815/4b = Gl 739‬‬
‫‪Abadān 1/36; R 3958/4 = Gl‬‬ ‫‪BN, BWN‬‬
‫شجر البان‪ ،‬بانة‬
‫‪1430 = Gl 1619‬‬ ‫بن‪ ،‬بون‬
‫الكتان‪ ،‬نبات ينمو يف‬ ‫‪BWṢ‬‬
‫‪R 3427/2‬‬
‫املستنقعات عه هيئة القصب‬ ‫بوص‬
‫‪ḤMR‬‬
‫ح‪ .‬ص ‪2/5893‬‬ ‫محَر‪. ،‬ر هندي‬
‫محر‬
‫‪LBB‬‬
‫‪C 548/13‬‬ ‫لباب النخل‪ ،‬مجّار‬
‫لبب‬

‫‪LBḪ‬‬
‫‪C 325/8‬‬ ‫شجر اللبخ‬
‫لبخ‬

‫‪446‬‬
‫املصــدر‬ ‫املعنــى‬ ‫اللفــظ‬

Bāfaqih- BāṭāyiC 8/3; C


398/14= Gl 891; C 399/3; 403/3;
4141/2; 544/10; 570/3,5,6,7;
584/2; 609/2= Gl 1548+ 1549; C
611/3d, 2d, 4c; 613/2; 615/7;
616/2; 652/[2]; 654/3; 657/2;
975/7; 982/2; Fa 32/2 = Gl 1095;
Fa 61/3; Ga 36/4; Gl 10931/2;
1100/2; 1352 + 1354 + 1353/1 = R
4626; Gl 1355 + 1356/1; 1563/2;
1664/2; 1694/1; 1725/5; 1742; Ist NḪL, ƆNḪL
‫ بستان نخيل‬،‫ نخيل‬،‫نخل‬
7632/2; Ja 541/9-10; 550/1; ‫ أنخل‬،‫نخل‬
555/2; 735/14; 2834/2; Lu 26/4;
M 6/8; NNAG 4/4; R 2759/2 = C
893; R 2876/1-2 = C 604; R 3889/2;
3893/2; 3902 bis/2-3; 3911/4;
3913/3; 3915/2; 3946/6, 18; 4085/4;
4172/3-4; 4194/4; 4627/3 = Gl 423
= Gl 1006; R 4774/1 = Gl 546; R
4781/1, 2, 3 = Gl 620; R 4801/1 = Gl
702; R 4815/2c, 4a = Gl 739; Ry
366/3c, 3d, 4a, 5d, 6b, 7d; YM 6/2=
Ga 27

TWL, TL
C 605/6, bis/4 ‫صغار النخل‬
‫ تل‬،‫تول‬

447
‫ثانيا‪ -‬النباتات العطرية والطبية‪-:‬‬

‫املصــدر‬ ‫املعنــى‬ ‫اللفــظ‬


‫‪Ɔ‬‬
‫‪C 681; 684; USM A-20-‬‬ ‫نوع من النباتات الطيبة‬ ‫‪ḌM‬‬
‫‪628‬‬ ‫والعطرية‬ ‫أضم‬

‫بخور ~ مواد صمغية‬ ‫‪BḪR, ƆBḪR‬‬


‫‪C 582 bic/2‬‬
‫وبالسم طيبة الرائحة‬ ‫بخر‪ ،‬أبخر‬

‫الذهب‪ -‬نوع من أنواع‬ ‫‪ḎHB‬‬


‫‪C 683‬‬
‫البخور‬ ‫ذهب‬

‫‪C 681; 682 = R 2839; C‬‬


‫;‪683; 684; 685; 686; 687‬‬
‫‪688; 689; 690; 691; Ja‬‬
‫‪ḌRW‬‬
‫‪371; 384; 385; 397; Ra‬‬ ‫نوع من شجر الطيب‬
‫بو‬
‫;‪101; R 3853; 3902; 4249‬‬
‫‪4255; 4681 = Ra 100; YM‬‬
‫‪467; 2225; 2312‬‬

‫;‪C 681; 684; 688; 689; 690‬‬


‫;‪691; Ja 370; 384; 385; 397‬‬ ‫نوع من املحاصيل الطيبة‬ ‫‪ḤḎK‬‬
‫‪Ra 101; R 4249; 4681 = Ra‬‬ ‫والعطرية‬ ‫حذك‬
‫‪100; YM 2225‬‬

‫نوع من الطيب ~ دهن‬


‫‪KMKM‬‬
‫‪C 682‬‬ ‫املرو‪،‬إحدى املحاصيل‬
‫كمكام‬
‫الطبية والعطرية‬

‫‪448‬‬
‫املصــدر‬ ‫املعنــى‬ ‫اللفــظ‬

‫‪LBNY‬‬
‫‪R 4255; YM 467‬‬ ‫اللبان‬
‫لبني‬

‫;‪C 685; 686; 687; 689‬‬


‫الدن ‪ -‬نوع من املحاصيل‬ ‫‪LDN‬‬
‫‪690; Ja 385; Ra 101; R‬‬
‫العطرية و الطبية‬ ‫لدن‬
‫‪4255; 4681 = Ra 100‬‬

‫نبات املر‪ -‬نوع من‬


‫‪MRR- ƆMRRN‬‬
‫‪R 3427/1‬‬ ‫املحاصيل العطرية و‬
‫مرر‪ -‬أمررن‬
‫الطبية‬

‫نوع من املحاصيل العطرية‬ ‫‪NCM‬‬


‫‪C 683; Lu 29‬‬
‫والطبية‬ ‫نعم‬

‫قبل‪ -‬نوع من املحاصيل‬ ‫‪QBL‬‬


‫‪C 439/2‬‬
‫الطبية والعطرية‬ ‫قبل‬

‫‪QLM, QLYMTN‬‬
‫‪R 3853; 3427; 3902; 4249‬‬ ‫القلم نوع من الطيب‬
‫قلم‪ ،‬قلمتن‬

‫;‪C 682; 683; 684; 685; 687‬‬


‫‪QS1Ṭ‬‬
‫;‪689; Ja 397; R 3853; 4255‬‬ ‫القسط عود~ طيب‬
‫‪Ra 101; YM 467; 2225‬‬
‫قسط‬

‫قطر (العود الذي يتبخر‬


‫‪QṬR, MQṬR‬‬
‫‪C 354; USM A- 20- 628‬‬ ‫به)‪ -‬نوع من املحاصيل‬
‫قطر‪ ،‬مقطر‬
‫العطرية‬

‫‪449‬‬
‫املصــدر‬ ‫املعنــى‬ ‫اللفــظ‬

‫;‪C 681; 682; 683; 684‬‬


‫‪685; 686; 687; 690; Ja‬‬
‫‪RND‬‬
‫;‪385; 397; R 3853; 4249‬‬ ‫رند نوع من الطيب‬
‫رند‬
‫‪4255; 4681 = Ra 100; YM‬‬
‫‪467; 2225‬‬

‫سليخة‪ ،‬قرفة حطبية‪ ،‬نوع‬ ‫‪S1LḪT‬‬


‫‪YM 467‬‬
‫من الطيب‬ ‫سلخت‬

‫‪C 308/5; 400/1 = R 4178‬‬ ‫‪ṢRFM‬‬


‫الرصف‪ -‬نوع من البخور‬
‫‪=Ja 534‬‬ ‫رصفم‬

‫‪ṬNF‬‬
‫‪Ja 635/4‬‬ ‫نوع من الطيب‪ ،‬شجر أمحر‬
‫طنف‬
‫‪C 681; 686; Ja 635/5; USM‬‬ ‫‪ṬYB‬‬
‫طيب‬
‫‪A- 20- 271; YMN 17‬‬ ‫طيب‬

‫ثالثا‪ -‬الف ــواك ــه‪-:‬‬

‫املصــدر‬ ‫املعنــى‬ ‫اللفــظ‬

‫= ‪C 308/6; 610/3 = R 2865‬‬

‫كرم العنب ~ نبيذ‬


‫;‪Ra 98; C 611/6a; Ga 25/4-5‬‬ ‫‪CMD‬‬

‫;‪Gl 1520/7; 1694/1; Ir 32/34‬‬


‫;‪Ja 577/15; 735/7; R 4085/2‬‬
‫العنب‬ ‫عمد‬

‫‪4815/5c = Gl 739; Sh7/4‬‬

‫‪450‬‬
‫املصــدر‬ ‫املعنــى‬ ‫اللفــظ‬

‫‪C 11/3; 342/11-12; Gl‬‬


‫‪1441/3; 1442/3; 1694/1-‬‬ ‫‪CNB‬‬

‫;‪2; Ir 25/2; 26/2; Ja 730/7‬‬ ‫عنب‪ ،‬بساتي عنب‬


‫عنب‬
‫;‪620/12; NNAG 8/18-19‬‬
‫‪R 2876/2, 4 = C 604‬‬

‫;‪C 342/7-8; Gl 1096/1‬‬


‫(نوع) عنب ~ بوع‪،‬‬ ‫‪ḌRC‬‬
‫‪1694/1; R 4626/2 = Gl‬‬
‫عنب أبيض كبار احلب‬ ‫بع‬
‫‪1352 + 1354 + 1353‬‬

‫;‪C 540/48, 94= Sh 41‬‬ ‫‪FṢY‬‬


‫نوع من النبيذ (الزبيب)‬
‫‪541/128‬‬ ‫فيص‬

‫;‪C 540/48, 94= Sh 41‬‬ ‫‪ĠRBB‬‬


‫نبيذ العنب األسود‬
‫‪541/128‬‬ ‫غربب‬

‫‪C 308/23; 343/5; Gl‬‬ ‫‪ḤBL‬‬


‫مدرج‬
‫مدرج‪ ،‬كرم ّ‬
‫حقل ّ‬
‫‪1441/3‬‬ ‫حبل‬

‫‪MZR‬‬
‫‪C 540/50= Sh 41‬‬ ‫نبيذ ‪.‬ر‬
‫مزر‬

‫= ‪C 540/40- 41, 50-51, 88‬‬


‫;‪Sh 41; C 541/121, 130‬‬ ‫‪TMRM‬‬
‫‪.‬ر‬
‫‪544/7; 548/1; X.BSB‬‬ ‫‪.‬رم‬
‫‪24/1; 25/2, 4; 143/7‬‬

‫‪451‬‬
‫املصــدر‬ ‫املعنــى‬ ‫اللفــظ‬
‫;‪CAbadān 1/3,36; C 11/3‬‬

‫;‪228/2; 276/3; 403/2‬‬


‫‪440/3b; Ga 10/2; Ir 29; Ist‬‬
‫;‪7630/5; Ja 1093/1- 2‬‬ ‫‪WYN, YYN‬‬
‫عنب‪ ،‬كرم العنب‬
‫‪1819/9, 10; NNAG 13+‬‬ ‫وين‪ ،‬يي‬
‫;‪14/3; R 4057C/2; 4194/3‬‬
‫‪4196/2; 4230 C/1; Ry‬‬
‫‪404/2; YMN 9/3; 14/5‬‬

‫رابعا‪ -‬احلبــوب‪-:‬‬

‫املصــدر‬ ‫املعنــى‬ ‫اللفــظ‬


‫‪CLṢ, MCLṢT,‬‬

‫غالل (بب من القم )‪،‬‬ ‫‪MCLṢ‬‬


‫‪C 197/5; 352/7; 408/5, 11‬‬
‫زرع ~ أرض مزروعة‬ ‫علا‪ ،‬معلصت‪،‬‬
‫معلا‬
‫‪C 73/8; 540/40,8 = Sh 41; Ir‬‬
‫‪28; Sh 41/8; 26/4; Ja‬‬ ‫‪BR, BRR,‬‬
‫;‪670/26,27; X.BSB 29/1‬‬ ‫ب ّر‪ ،‬حنطة‪ ،‬القم‬ ‫‪BRM‬‬
‫;‪146/4; 149/4,5,7,9; 167B/2‬‬ ‫بر‪ ،‬برر‪ ،‬برم‬
‫‪YM 11731/1‬‬

‫‪GḎḎ, GḎḎT‬‬
‫‪C 540/39, 87‬‬ ‫ذ َر‬
‫جذذ‪ ،‬جذذت‬

‫‪452‬‬
‫املصــدر‬ ‫املعنــى‬ ‫اللفــظ‬

‫‪X.BSB 112/8; YM‬‬ ‫‪GLGLN‬‬


‫جلجالن ~ سمسم‬
‫‪11729/5; 11738/6‬‬ ‫جلجالن‬

‫;‪Ir 24/3; X.BSB 11/8; 13/2‬‬ ‫‪ḤBB; ḤBT‬‬


‫حب‪ ،‬حبوب‬
‫‪ZI 71/3‬‬ ‫حبب‪ ،‬حبت‬

‫‪C 540/7-8 = Sh 41; Ir 28; Ja‬‬


‫‪S2CR‬‬
‫‪670/26- 27 - 28; X.BSB‬‬ ‫شعري‬
‫شعر‬
‫‪120/1; 136/10; 143/8‬‬

‫‪ṬHF‬‬
‫‪YM 23283/1-2‬‬ ‫طهف‬
‫طهف‬

‫خامسا‪ -‬البقول واخلرضوات‪-:‬‬

‫املصــدر‬ ‫املعنــى‬ ‫اللفــظ‬


‫‪CTR‬‬

‫نقش خشبي قيد النرش‬ ‫العترت (البازيالء)‬


‫عرت‬

‫‪BLS3N‬‬
‫‪YM 11729/8‬ح‪ .‬ص ‪2/5893‬ل‬ ‫بلسن (عدس)‬
‫بلسن‬

‫‪BṢL‬‬
‫‪Ja 720/9- 10‬‬ ‫بصل‬
‫بصل‬

‫‪453‬‬
‫املصــدر‬ ‫املعنــى‬ ‫اللفــظ‬

‫‪ḎFRƆ‬‬
‫‪Ja 720/9‬‬ ‫الثوم‪ ،‬نبات كريه الرائحة‬
‫ذفرا‬

‫‪ḤLF‬‬
‫نقش خشبي قيد النرش‬ ‫حلف (حب الرشاد)‬
‫حلف‬

‫سادسا‪ -‬ألفاظ مشرتكة بي النباتات‪-:‬‬

‫املصــدر‬ ‫املعنــى‬ ‫اللفــظ‬


‫‪Ɔ‬‬
‫‪C 548/12; 563 ~ 956/2; Gl‬‬ ‫‪KL, ƆKYL‬‬
‫غالل الزرع‪ ،‬حبوب‬
‫‪1537/7‬‬ ‫أكل‬
‫‪Ɔ‬‬
‫‪MR, ƆMRT,‬‬
‫حمصول~ غالل~ حصاد‬
‫‪Ja 615/18; 627/5‬‬ ‫‪MYR‬‬
‫[حبوب]‬
‫أمر‪ ،‬أمرت‪ ،‬مري‬
‫‪Ɔ‬‬
‫‪TW‬‬
‫‪C 352/6‬‬ ‫غ ّلة زرع‪ ،‬حمصول‬
‫اتو‬
‫‪ƆC‬‬
‫‪RS3‬‬
‫‪C 308/6‬‬ ‫مزرعة‪ ،‬غرس‪ ،‬مغرس‬
‫أعرس‬
‫‪C 308/6; Gl 1537/7; R‬‬ ‫‪BQL, BQLT‬‬
‫(غراس‪ ،‬مزرعة)‬
‫‪3958/4‬‬ ‫بقل‬
‫‪DQQ‬‬
‫‪C 541/120‬‬ ‫دقيق‪ ،‬طحي‬
‫دقق‬
‫‪FDFD‬‬
‫‪R 4781‬‬ ‫مثمر‬
‫فدفد‬

‫‪454‬‬
‫املصــدر‬ ‫املعنــى‬ ‫اللفــظ‬

‫;‪C 80/10; Ja 561/21b‬‬


‫;‪581/17; 601/16; 615/10‬‬ ‫حصد زرعا‪ ،‬حصد غلة‪،‬‬ ‫‪FQL‬‬
‫;‪730/8; 272/10; 2112/9-10‬‬ ‫غالل‬ ‫فقل‬
‫‪R 4176/10; Ir 19/7= Nam 15‬‬
‫‪FRC‬‬
‫‪R 4930‬‬ ‫باكور غلة‪ ،‬باكور ثمر‬
‫فرع‬
‫‪FYD,‬‬
‫‪C 610/3‬‬ ‫غرس‬
‫زرع‪َ ،‬‬
‫َ‬ ‫‪YHWFD‬‬

‫فيد‪ ،‬هيوفد‬

‫‪GMS1T‬‬
‫‪R 2861/1‬‬ ‫احلشائش عند جفافها‬
‫مجست‬
‫‪GNN, TGN,‬‬
‫‪GTNN,‬‬
‫جنى‪ ،‬اجتنى‪ ،‬مجع غلة أو‬
‫‪Ja 570/3, 8, 9; C 74/13‬‬ ‫‪GTNNN‬‬
‫ثمرا‬
‫جنن‪ ،‬بن‪ ،‬جتنن‪،‬‬
‫جتننن‬

‫‪GNT, ƆGNN‬‬
‫‪Ja 2152/4‬‬ ‫جنة‪ ،‬بستان‬
‫جنت‪ ،‬أجنن‬
‫‪GNW; GNY‬‬
‫‪Ja 650/6‬‬ ‫غلة بستان‪ ،‬ثمر بستان‬
‫جنو‪ ،‬جني‬
‫‪Ɔ‬‬
‫‪GNW‬‬
‫‪Ja 574/6‬‬ ‫مساحة مزروعة‪ ،‬بستان‬
‫أجنو‬

‫‪455‬‬
‫املصــدر‬ ‫املعنــى‬ ‫اللفــظ‬

‫بنى [احلقول] عه هيئة‬ ‫‪GRB‬‬


‫‪R 5094/2‬‬
‫مدرجات‬ ‫جرب‬
‫‪GRN‬‬
‫‪Ja 514; Gr 3/3‬‬ ‫بيدر‪ ،‬جرن‬
‫جرن‪ ،‬جرنن‬
‫‪ḪRF‬‬
‫‪SD.P 62‬‬ ‫غالل اخلريف‬
‫خرف‬
‫‪ḤRṮ,‬‬
‫‪R 3945/11‬‬ ‫َحرث‪ ،‬أرض حراثة‬ ‫‪MḤRṮT‬‬
‫حرث‪ ،‬حمرثت‬
‫أرض مزروعة مسور ‪،‬‬ ‫‪ḤṢR, ḤṢWR‬‬
‫‪C 542/3; Gl 1537/7‬‬
‫حديقة‬ ‫حرص‪ ،‬حصور‬
‫‪ḤYF‬‬
‫‪R 3958/2‬‬ ‫أقام حقال مدرجا‬
‫حيف‬
‫‪MḤYR‬‬
‫‪Ja 2867/6‬‬ ‫أرض روضة‪ ،‬حديقة‬
‫حمري‬
‫وسع~ زاد [الغالل‪،‬‬
‫ّ‬ ‫‪KBR‬‬
‫‪C 343/11; Ja 627/5‬‬
‫األرض]‬ ‫كرب‬
‫‪KBR‬‬
‫‪Ir 6‬‬ ‫حمصول وافر‬
‫كرب‬
‫‪KWN‬‬
‫‪Ir 22/1‬‬ ‫أمالك زراعية‬
‫كون‬
‫أول البقل‪ ،‬املسلوق من‬ ‫‪LS1S1N, LS1S1‬‬
‫‪R 2861/1‬‬
‫احلبوب‬ ‫لسسن‪ ،‬لسس‬

‫‪456‬‬
‫املصــدر‬ ‫املعنــى‬ ‫اللفــظ‬

‫حمصول‪ ،‬غلة [حبوب أو‬ ‫‪MCD‬‬


‫‪Ja 647/29‬‬
‫ثمر]‬ ‫معد‬
‫أرض زراعية [تابعة‬ ‫‪MFR‬‬
‫‪C546/2; Gl 1142/5‬‬
‫ملدينة]‪ ،‬ريف [مدينة]‬ ‫مفر‬
‫‪MKNT‬‬
‫‪Ir 22‬‬ ‫ضيعة‪ ،‬أمالك زراعية‬
‫مكنت‬
‫‪NGR‬‬
‫‪R 3967/2‬‬ ‫أرض مزروعة‬
‫نجر‬
‫‪QS2M,‬‬
‫موضع زراعة بقول أو‬
‫‪C 308/9; X.BSB 90/5‬‬ ‫‪QS2MT‬‬
‫خنار‬
‫قشم‪ ،‬قشمت‬
‫‪QWM,‬‬
‫قام~ استوى [الزرع]‪،‬‬
‫‪Gl 1520/4; Ja 633/7‬‬ ‫‪YQWM‬‬
‫غر َس‪ ،‬زر َع‬
‫قوم‪ ،‬يقوم‬
‫‪QYẒ, QẒ‬‬
‫‪Ja 594/10‬‬ ‫غالل موسم القيظ‬
‫قيظ‪ ،‬قظ‬
‫‪RBW,‬‬
‫‪R 464/18‬‬ ‫ازدرع ~ افتل [أرضا]‬ ‫‪YRBWN‬‬
‫ربو‪ ،‬يربون‬
‫‪S3CC, HS3CC‬‬
‫‪N 19/4‬‬ ‫زاد غلة‬
‫سعع‪ ،‬هسعع‬
‫‪S3WC‬‬
‫‪R 4194/2, 3‬‬ ‫زرع أرضا‬
‫سوع‬

‫‪457‬‬
‫املصــدر‬ ‫املعنــى‬ ‫اللفــظ‬

‫فنلة منتوجات زراعة‬ ‫‪TFṮ‬‬


‫‪C 563+ 956/2‬‬
‫كالقش‬ ‫تفث‬
‫;‪C 610/3; 611/5; Ja 581/17‬‬ ‫أثمرت األرض‪ ،‬أثمر‬
‫‪ṮMR, HṮMR‬‬
‫;‪616/38; 658/33; R 4815/5‬‬ ‫املحصول حمصول وافر~‬
‫ثمر‪ ،‬هثمر‬
‫‪N 19/4‬‬ ‫خصب~ َثمر‬
‫‪ṬḤN‬‬
‫‪C 540/39= Sh 41; R 3951/3‬‬ ‫طحي‪ ،‬دقيق‬
‫طحن‬
‫زروع تنبت بدون سقاية‪،‬‬ ‫‪WDC, DCT‬‬
‫‪Ir 70/11; Ja 615/9‬‬
‫زروع بعلية‬ ‫ودع‪ ،‬دعت‬
‫‪WFD, YFD‬‬
‫‪R 4781/2‬‬ ‫فل ‪ ،‬زرع‬
‫وفد‪ ،‬يفد‬
‫‪WFR, TFRN,‬‬
‫‪Ry 522/2; C 506/3‬‬ ‫َف َل ‪ ،‬زَ َرع‪ /‬فل ‪ ،‬زرع‬ ‫‪MWFR‬‬
‫وفر‪ ،‬تفرن‪ ،‬موفر‬
‫‪WKB,‬‬
‫‪C 308/5‬‬ ‫مزرعة‪ ،‬مغرس‬ ‫‪MHWKB‬‬
‫وكب‪ ،‬مهوكب‬
‫‪WRQ‬‬
‫‪Ra 69/3‬‬ ‫ثامر بقولل مغرس بقول‬
‫ورق‬

‫‪458‬‬
‫جدول رقم (‪ :)7‬يوض أنواع احليوانات وما يتعلق هبا من الفاظ وأرقام النقوش‬
‫الوارد فيها وذكر جذر اللفظ الوارد يف النقوش اليمنية‪:‬‬

‫أوال‪ -‬الب ــري ــة‪-:‬‬

‫املصــدر‬ ‫املعنــى‬ ‫اللفــظ‬


‫‪Ɔ‬‬
‫‪RWY‬‬
‫‪R 4176/6‬‬ ‫أنثى الوعل‬
‫أروي‬
‫‪Ɔ‬‬
‫‪YL‬‬
‫‪ZI 11/2‬‬ ‫أيل‪ ،‬وعل‬
‫أيل‬

‫‪BQR‬‬
‫‪CAbadān 1/39; Ja 949/2.‬‬ ‫حيوان بري – املها؟‬
‫بقر‬

‫‪FRƆ‬‬
‫‪CAbadān 1/39‬‬ ‫محار وحيش‬
‫فرأ‬

‫‪ḤMR‬‬
‫‪BR- Yanbuq 47/7.‬‬ ‫محار وحيش‬
‫محر‬

‫‪KLB‬‬
‫‪CAbadān 1/38‬‬ ‫كلب‬
‫كلب‬
‫‪ṢBY‬‬
‫‪Ry 544/6; C 907/3‬‬ ‫ظبي‪ ،‬ظباء [مجع ظبي]‬
‫صبي‬
‫‪TRḤ‬‬
‫‪SD .P 148‬‬ ‫وعل‬
‫ترح‬

‫‪459‬‬
‫املصــدر‬ ‫املعنــى‬ ‫اللفــظ‬

‫;‪C 155/5; 398/19= Gl 891‬‬


‫‪C 409/2; 581/3; Ir 9; Ja‬‬
‫‪ṮWR‬‬
‫;‪563/18; 564/27; 733/3‬‬ ‫ثور وحيش‪ ،‬بري‬
‫ثور‬
‫;‪820/3; R 3929/4; 3929/6‬‬
‫‪4138/12.‬‬
‫‪CAbadān 1/37; BS- Ġirās‬‬

‫‪22/1; 25/3; Ry 544/3; C‬‬


‫‪397/3, 4; 579/2; Fa 9/2; Gl‬‬
‫‪WCL, ƆWCL‬‬
‫‪891/1= C 398; Gl‬‬ ‫وعل‬
‫;‪934+933/2; 1572/1; 1638/2‬‬
‫وعل‪ ،‬أوعل‬

‫‪1639/2 = 1574= R 4964; Gl‬‬


‫‪1655/19,29; Ry 576/3.‬‬

‫ثانيا‪ -‬املتــوحشــة‪-:‬‬

‫املصــدر‬ ‫املعنــى‬ ‫اللفــظ‬

‫‪ḎƆYBM‬‬
‫‪Ja 918/1‬‬ ‫ذئاب‬
‫ذأيبم‬
‫‪FHD‬‬
‫‪Ja 949/2‬‬ ‫فهد‬
‫فهد‬
‫‪C 299/1; 312/4; 338/8; Fa‬‬
‫‪LBƆ, LBƆN‬‬
‫‪74/2 Gl 1209/6, 8; Ir‬‬ ‫أسد‪ ،‬لبؤ‬
‫لبا‪ ،‬لبان‬
‫‪21/1; Ry 538/20, 24, 28‬‬

‫‪460‬‬
‫املصــدر‬ ‫املعنــى‬ ‫اللفــظ‬
‫;‪CAbadān 1/37; C 350/10‬‬

‫;‪429/6; Ir 32/41; Ja 662/1‬‬ ‫‪NMR‬‬


‫نمر‬
‫‪M 7/4= Ja 2862; Ry‬‬ ‫نمر‬
‫‪538/24,28; Sh 32/2,7‬‬

‫ثالثا‪ -‬املستـانسـة‪-:‬‬

‫املصــدر‬ ‫املعنــى‬ ‫اللفــظ‬

‫‪ƆAbadān 1/9, 15‬ح‪ .‬ص ‪1/5651‬ل‬


‫;‪,20, 23, 27, 31; C 521; 527/3‬‬
‫;‪535/3; 536/4; 540/32; Fa 120/6‬‬
‫‪Gl 1000/19; 16281/1; 1638/2; Ir‬‬
‫;‪12; 39/25, 26; Ja 513/4; 535/1‬‬
‫;‪576/14; 619/5; 643bis/2‬‬
‫‪Ɔ‬‬
‫;‪665/24; 745/11; 767/5; 1028/4‬‬ ‫‪BL, ƆBLM‬‬
‫إب ــل‬
‫= ‪2856/2; R 3902bis; 3910/2,4‬‬ ‫ابل‪ ،‬أبلم‬
‫;‪Gl 542; R3943/1= Gl 418+ 419‬‬
‫;‪R3945/19; 4142/3; 4143/1‬‬
‫;‪4145/2; 4147/1; 4160/3‬‬
‫‪4229/2; 4315/1; 4386/1 = Gl‬‬
‫‪457; Ry 439/2; 508/4; 548/1 = Ist‬‬
‫;‪7627; YM 617/2 = Ja 2956‬‬

‫‪CNZM‬‬

‫‪Ry 507/8, 9; 508/4,6.‬‬ ‫ماعز‬


‫عنزم‬

‫‪461‬‬
‫املصــدر‬ ‫املعنــى‬ ‫اللفــظ‬

‫;‪C 392; 535/3; 536/4; 544/7‬‬


‫‪563+956/1; 572/4; 617/1; Gl‬‬
‫;‪1000/19; 1126/3=Gl 937‬‬
‫;‪1574/20=R 4964; Gl 1628/1‬‬
‫;‪Ja 535/1; 644/19‬‬ ‫مجل‪ ،‬ماشية‪ ،‬أنعام‪،‬‬ ‫‪BCR‬‬
‫;‪709/4;752/12; 762/6; 2112‬‬ ‫بعري‬ ‫بعر‬
‫;‪NNAG 18/3; R 3910/2‬‬
‫;‪3910/3-5; 3945/13‬‬
‫;‪3945/18,19; 4143/1; 4144/1‬‬
‫‪4119/2; 4229/5.‬‬

‫‪BĠL‬‬
‫‪R 4146/2, 5‬‬ ‫بغل‬
‫بغل‬

‫البكر‪ ،‬اجلمل‬ ‫‪BKR‬‬


‫‪C 521/2, 4; 579/2‬‬
‫الفتي‪ ،‬قعود‬ ‫بكر‬
‫;‪CAbadān 1/25; 26; C 540/36‬‬

‫;‪541/114, 123,124; Gl 1000/3‬‬


‫‪1361/4; 1628/1; Ir 12/6; 39/25,‬‬
‫بقر‪ ،‬ماشية‪ ،‬رأس‬ ‫‪BQR‬‬
‫;‪26; Ja 649/40; 665/24; 1028/4‬‬
‫من البقر‬ ‫بقر‬
‫;‪R 3943/1 = Gl 418+419‬‬
‫;‪3945/3, 19; 4040/4; Ry 507/8‬‬
‫‪508/4; Sh 20/4.‬‬

‫‪462‬‬
‫املصــدر‬ ‫املعنــى‬ ‫اللفــظ‬
CAbadān 1/23, 31; Ist 7630/6

= Gl 1544; Ja 649/40, 41; ḌƆN


‫ضان‬
665/24, 26; 1028/4; R ‫ضان‬
3945/19; Ir 39/25, 26.
CAbadān 1/15,19,21,28,31,39;

5/1; C 306/1=Gl 826; C


350/10; Gl 1177/4= Ja 213= Ry
502; Ir 13; 19/4; 21; 31/15; Ja
489 A12; 574/8;
576/2,4,6,7,8,10,11,12,14;
577/1,4,8,10,15,17; 584/1;
FRS1; ƆFRS1M
616/21,28; 635/28, 31; 643/24; ‫فرس‬
643 bis/2; 644/19, 24;
‫ أفرسم‬،‫فرس‬

649/20,26;
665/14,17,29,35,37,41; 666/3;
745/2, 4; 752/5; 1817/1; M
2/5,10; 3/12; 6/3,11; R
3336/2= C 929= Gl 346; R
4149/1; Sh 32/11; ZI 22.

GBHT
C 404; 405 bis/1 ‫ أنثى اخليل‬-‫فرس‬
‫جبهت‬

CAbadān 1/6; Ja 576/3; Ja GML


‫مجل‬
649/40; Ry 507/9; ZI 7/22 ‫مجل‬

463
‫املصــدر‬ ‫املعنــى‬ ‫اللفــظ‬

‫جواد‪ ،‬ركوبة‬ ‫‪GWD, GWDM‬‬


‫‪Ja 665/44; 667‬‬
‫كيعة‬ ‫جود‪ ،‬جودم‬

‫‪ĠNMM‬‬
‫‪Ja 635/31‬‬ ‫االغنام‬
‫غنمم‬

‫‪ḪLF‬‬
‫‪R 4176/6; 3945/1‬‬ ‫ناقة‪ ،‬ناقة حامل‬
‫خلف‬

‫‪ḪRF‬‬
‫‪SD.P 62‬‬ ‫خراف‬
‫خرف‬

‫;‪C 540/32; Ja 643 bis/2‬‬


‫‪ḤMR, ḤMRT,‬‬
‫‪2856/2; R 3943/1= Gl‬‬ ‫‪Ɔ‬‬
‫‪ḤMR‬‬
‫محار‪ ،‬محري‬
‫‪418+419; R 3945/19; Ja‬‬
‫محر‪ ،‬محرت‪ ،‬أمحر‬
‫‪643/3; Ir 12; Gl 1000/19.‬‬

‫حوار الناقة‪ ،‬ولد‬ ‫‪ḤWRW‬‬


‫‪CAbadān 1/39; Ja 949/3‬‬
‫الناقة حي والدته‬ ‫حورو‬

‫حبري ‪ ،‬أرض‬ ‫‪ḤẒR‬‬


‫‪R 4646/10‬‬
‫حماطة بسور‬ ‫حبر‬

‫;‪C 111/3; 492/1; Gl 1636/4‬‬ ‫‪MHR, MHRT‬‬


‫مهر‬
‫‪716 A/1; Ja 752/5, 9, 10‬‬ ‫مهر‪ ،‬مهرت‬

‫‪464‬‬
‫املصــدر‬ ‫املعنــى‬ ‫اللفــظ‬

‫مجل احلمل‬
‫‪MṢR, ƆMṢR‬‬
‫‪Ja 512/5, 8‬‬ ‫[املستخدم يف‬
‫مرص‪ ،‬أمرص‬
‫القوافل التجارية]‬

‫‪NḤR, ƆNḤR‬‬
‫‪Ja 576/15‬‬ ‫مدرب‬
‫حصان قتال ّ‬
‫نحر‪ ،‬أنحر‬

‫‪NWQ, NQT‬‬
‫‪Ja 665/42, 44‬‬ ‫ناقة‬
‫نوق‪ ،‬نقت‬

‫‪Gl 1628/6; Ja 844/4; R‬‬


‫‪QNY‬‬
‫‪3943/1= Gl 418+419; R‬‬ ‫ماشية‬
‫قني‬
‫‪3945/19; 4176/1,3,11.‬‬

‫كبش‪ ،‬رأس ضان‪،‬‬ ‫‪QRṢ‬‬


‫‪C 540/43‬‬
‫ذكر النان‬ ‫قرص‬

‫;‪C 541/114; Gl 1142/1‬‬ ‫‪QṬNT-M‬‬


‫شياه‪ ،‬ضان‪ ،‬ماعز‬
‫‪1143/1; Ir 12/6‬‬ ‫قطنت‪ -‬م‬

‫‪C 306/3= Gl 863; 441/1; Ir‬‬


‫;‪32/15; Ja 489 A/2; Ja 513/4‬‬
‫;‪560/13; 570/1; 576/2‬‬ ‫‪RKB‬‬
‫ناقة ركوب‪ ،‬بعري‬
‫;‪577/15; 586/22; 644/19‬‬ ‫ركب‬
‫;‪649/36‬‬
‫‪665/14,17,18,22,29,32,37,41‬‬

‫‪465‬‬
‫املصــدر‬ ‫املعنــى‬ ‫اللفــظ‬

‫‪; 666/3; 715/1; 745/1; Ry‬‬


‫;‪548/1= Ist 7627; Sh 32/1‬‬
‫‪YM 11729/4.‬‬

‫‪S1FR, S1FRT‬‬
‫‪R 3945/3‬‬ ‫صغار األنعام‬
‫سفر‪ ،‬سفرت‬

‫‪S2H, S2HN, S2HW‬‬


‫‪C 694/1; Ja 720/16‬‬ ‫شا‬
‫شه‪ ،‬شهن‪ ،‬شهو‬

‫=‪C 26/6= Gl 281; C 80 b/1‬‬


‫;‪C80/9; C 81/1; 82/3‬‬
‫;‪320/2;333/11; 343/2; 405/3‬‬
‫;‪408/3; 521/4; 548/10; 562/5‬‬
‫;‪563+956/1; Gl 1628/6;Ir 12‬‬
‫;‪27; 36/1; 39/25,26; Ja 567/7‬‬ ‫‪ṮWR, ṮR, ƆṮWR‬‬
‫;‪580/3; 581/3; 621/3; 632/2‬‬ ‫ثور‪ ،‬ثريان‬
‫ثور‪ ،‬ثر‪ ،‬اثور‬
‫;‪665/24, 29; 669/9,22; 695/3‬‬
‫;‪696/2; 713/5; 750/3; 2856/2‬‬
‫‪2115/4= CIAS п 123-126; Ja‬‬
‫;‪723/2= CIAS п 69-70; R 3104/1‬‬
‫;‪3910/2,4; 4193/3; YM 350/3‬‬
‫‪358/2; 363/2; 392/1; ZI 11; 75.‬‬

‫‪ṬLY, ṬLYN‬‬
‫‪C 464/8, 9‬‬ ‫َطيل ~ خروف‬
‫طيل‪ ،‬طلي‬

‫‪466‬‬
‫املصــدر‬ ‫املعنــى‬ ‫اللفــظ‬

‫مجل‪ ،‬اجلمل‬
‫املستخدم يف‬ ‫‪ṬM‬‬
‫‪YM 11733/5‬‬
‫القوافل التي يمل‬ ‫طم‬
‫الطيب والقامش‬

‫فرس طراد‪ ،‬فرس‬ ‫‪ṬRYD‬‬


‫‪Ja 576/16‬‬
‫كيع اجلري‬ ‫طريد‬

‫‪ẒBY‬‬
‫‪Ry 544/3‬‬ ‫ناقة (فتية)‬
‫ظبي‬

‫رابعا‪ -‬الطيور واحلرشات‪-:‬‬

‫املصــدر‬ ‫املعنــى‬ ‫اللفــظ‬


‫‪Ɔ‬‬
‫‪RBY‬‬
‫‪Ja 610/8‬‬ ‫جراد‬
‫أريب‬
‫‪CRGL‬‬

‫‪Ja 610/7‬‬ ‫نوع من اجلراد‬


‫عرجل‬

‫‪ḤMM‬‬
‫‪R 2819/5; R 5046‬‬ ‫محام (اسم انسان)‬
‫محم‬
‫‪NS3R‬‬
‫‪Ry 169‬‬ ‫نرس‬
‫نرس‬

‫‪467‬‬
‫املصــدر‬ ‫املعنــى‬ ‫اللفــظ‬

‫‪C 74/18; 174/4; 352/16; Ir‬‬


‫‪QLM, QML‬‬
‫;‪22; 24; Ja 567/26; 610/7‬‬ ‫جراد‪ ،‬حرش مؤذية‬
‫قلم‪ ،‬قمل‬
‫‪703/6; R 4230 C/2; Sh 8/4‬‬

‫‪C 156, 208, 527/1-2; Ja‬‬ ‫‪S1QR, S1QRN‬‬


‫صقر‬
‫‪683/1, 771‬‬ ‫سقر‪ ،‬سقرن‬

‫‪ṬYR‬‬
‫ح‪ .‬ص ‪2 /5651‬‬ ‫نوع من الطيور الداجنة‬
‫طري‬

‫خامسا ‪ -‬ألفاظ مشرتكة بي احليوانات ومنتجا ا‪-:‬‬

‫املصــدر‬ ‫املعنــى‬ ‫اللفــظ‬


‫‪Ɔ‬‬
‫‪KLƆ, KLƆ‬‬
‫‪Ja 635/9‬‬ ‫مرعى‪ ،‬أرض براح‬
‫أكأل‪ ،‬كأل‬
‫‪CS2BT‬‬
‫‪C 544/10; R 419/4; Gl‬‬
‫مرعى‬
‫‪1537/6‬‬ ‫عشبت‬

‫‪BS2R‬‬
‫‪C 563 + 956/3‬‬ ‫حلم‬
‫برش‬

‫;‪C 540/83, 96; 548/10,12‬‬ ‫‪DBS1‬‬


‫عسل‬
‫‪Ir 70/8‬‬ ‫دبس‬

‫‪468‬‬
‫املصــدر‬ ‫املعنــى‬ ‫اللفــظ‬

‫‪ḎBḤM‬‬
‫‪Sh 41/8, 9‬‬ ‫ذبيحة‬
‫ذبحم‬

‫‪ḎWD‬‬
‫‪C 376/8‬‬ ‫مرعى‬
‫ذود‬

‫‪ḪBT‬‬
‫‪ZI 6/1‬‬ ‫مرعى خاص باخليول‬
‫خبت‬

‫‪ḪMƆ, ḪMƆT‬‬
‫‪C 540/96‬‬ ‫لبن رائب‪ ،‬زبد‪ ،‬سمن‬
‫مخا‪ ،‬مخات‬

‫‪NS1L‬‬
‫‪R 4176/6‬‬ ‫نسل~ ذرية‬
‫نسل‬

‫‪MḤGRT‬‬
‫‪SD. P 67‬‬ ‫بساتي‬
‫حمجرت‬

‫‪RCY,‬‬
‫‪YRTCNN,‬‬
‫‪Ja 745/10; R 3945/8; C‬‬ ‫رعى‪ ،‬إرتعى (هبائم)‪ ،‬مرعى‪،‬‬ ‫‪MRCYT,‬‬
‫‪546/11; Gl 1142/8‬‬ ‫مراعي‬ ‫‪MRCY‬‬
‫رعى‪ ،‬يرعتنن‪،‬‬
‫مرعيت‪ ،‬مرعى‬
‫أرعى‪ ،‬من حقوق الرعي‪،‬‬ ‫‪RBḌ, MRBḌ‬‬
‫‪Gl 1142/7, 10, 12.‬‬
‫ارض مرعى‬ ‫ربض‪ ،‬مربض‬

‫‪469‬‬
‫املصــدر‬ ‫املعنــى‬ ‫اللفــظ‬

‫‪S2NN‬‬
‫‪C 548/12‬‬ ‫لبن‪ ،‬لبن حقي‬
‫شنن‬

‫‪ṢYD, ṢD‬‬
‫‪R 4176/7; Ry 544/3‬‬ ‫صيد‪ ،‬طريد‬
‫صيد‪ ،‬صد‬
‫‪Ɔ‬‬
‫‪TLW, TLY‬‬
‫‪ZI 22/1; 12/6; 6/1.‬‬ ‫مروض اخليل‬
‫تيل‪ ،‬أتلوت‬

‫‪ẒLF‬‬
‫‪R 4176/2‬‬ ‫رعى‪ ،‬أرعى [ماشية]‬
‫ظلف‬

‫جدول رقم (‪ :)8‬يوض أنواع املعادن واألحجار وما يتعلق هبام من الفاظ وأرقام‬
‫النقوش الوارد فيها وذكر جذر اللفظ الوارد يف النقوش اليمنية القديمة‪:‬‬

‫أوال ‪ -‬املعـ ــادن‪-:‬‬

‫املصــدر‬ ‫املعنــى‬ ‫اللفــظ‬

‫قطعة نقدية‬ ‫‪BLṬM‬‬


‫‪YM 11743/1‬‬
‫معدنية‬ ‫بلطم‬

‫نحاس أو معدن‬ ‫‪BRR, BRRM‬‬


‫‪C 540/12‬‬
‫غري احلديد‬ ‫برر‪ ،‬بررم‬

‫‪470‬‬
‫املصــدر‬ ‫املعنــى‬ ‫اللفــظ‬

Arbach 2/2; BS- Ġirās 10/3; C


73/3; 310 + 954; 343/2; 352/3;
353/2; 407/5; 410/3; 423/1; 436/5;
521/2; 534/3; 535/3; 536/4; 544/2;
558/3; 572/2; 579/2; 581/3; 660/3
= Ja 411; Lu 23; Fa 9/2; 74/1,2;
102/1; 120/3; Ga 1 A/5,10; 52/2; Gl
1209/6; 1574/2 = Gl 1639; Gl
1638/2; Gl A 788/2; Gr 3/5; Ir 3; 5;
9 = NNAG 15/2; Ir 12; 13; 14; 15;
16; 18; 19; 20; 21; 23; 24; 25; 26; 27;
28; 29; 30 = Ja 657/1; Ir 31/1; 32/4; ḎHB
33/2; 36/1; 69/5; 70/8; Ja 400 B/3 = ‫برونز‬
‫ذهب‬
YM 262; Ja 401/2 = YM 263; Ja
512/2; 513/4; 535/1; 558/1; 559/2;
561/2; 567/3; 567/8; 578/4; 579/4;
580/3; 581/3; 583/4; 584/1,7;
585/1; 587/1; 588/2; 589/4; 590/2;
591/4; 592/1; 600/1; 610/3; 611/4;
612/5; 613/5; 614/5; 615/8; 616/6;
617/3; 618/3; 619/3; 620/3; 621/3;
629/2; 632/2; 633/2; 635/2; 637/2;
644/1; 645/2; 646/4; 648/2; 649/5;
650/3; 651/7; 652/6; 653/1; 654/3;
655/2; 656/5; 658/3; 660/5; 662/4;

471
‫املصــدر‬ ‫املعنــى‬ ‫اللفــظ‬

664/2; 665/4; 666/3; 667 A/2; Ja


669/9; 670/5; 671/5; 684/4; 688/1;
690/3; 691/3; 692/2; 693/3; 694/2;
695/3; 698/3; 699/1; 700/3; 703/2;
705/2; 706/2; 707/5; 708/4; 709/2;
711/2; 712; 713/5; 715/3 = 513; Ja
717/2; 722/3; 723/2; 727/8; 729/3;
733/3; 735/2; 736/3; 738/3; 739/4;
740 A/3; Ja 741/3; 744/2; 745/3;
750/3; 751/1; 752/5; 755/2; 756/3;
757/1; 758/4; 815/2; 817/1; 818/1;
840/3; 844/2; 877/4; 2106/2;
2107/3; 2109/1 = CIAS п 49-53; Ja
2110/4; 2111/2 = CIAS п 109-110;
Ja 2112/2; 2113/3 = CIAS п 37-39;
2114/4; 2115/4 = CIAS п 123-126;
Ja 2116/2; 2117/3; Ja 2118/2;
2119/5; 2120/1; N 20/3; NNAG 53;
8/6; R 3884/1 = Ja 115; R 3902 bis;
4052/2; 484/2; 4142/3; 4143/1;
4144/1; 4145/2; 4149/1; 4151/3;
4188/4; 4189/2; 4191 + Ja 624/5; R
4233/2; 4315/1; 4669/2; 4962/3;
Ry 375/2 = CIAS п 75-77; Ry
538/8; 542/3; Ry 543/3; 548/1 = Ist

472
‫املصــدر‬ ‫املعنــى‬ ‫اللفــظ‬

‫;‪7627; Sh 712; 812; 16/1; 18/1; 19/1‬‬


‫;‪31/1; 32/1; 32/1; 33/2; 34/1; 35/1‬‬
‫‪YM 350/3; 358/2 = Fa 119; YM‬‬
‫;‪363/2 = NNAG 19; YM 392/1‬‬
‫‪392/1; 394/2; 438/3; 440/1; 617/2‬‬
‫;‪= Ja 2956; 2.403/2; 11.125/3; ZI 11‬‬
‫‪24; 28; 75.‬‬

‫تذهيب‪ ،‬تلبيس‬
‫‪ḎHB, TḎHB‬‬
‫‪YMN 10/4; C 338/29; Gl 456/1‬‬ ‫بذهب (التمويه‬
‫ذهب‪ ،‬تذهب‬
‫بالذهب)‬

‫;‪BS- Ġirās 10/3; C 40/2, 4‬‬


‫‪FRZN- M‬‬
‫‪540/10, 12,75; Gr 3/5; Gl‬‬ ‫حديد‬
‫فرزن‪ -‬م‬
‫‪554/12.76‬‬

‫قطعة نقدية‬
‫‪C 548; 376; Gl 1573; YM‬‬ ‫معدنية؟ منسوبة‬ ‫‪ḤYƆLYM‬‬
‫‪11730/1‬‬ ‫إىل شخا أسمه‬ ‫حيئليم‬
‫حي إيل‬

‫رصائع‪ ،‬لوحات‬
‫‪KYL, ƆKYL‬‬
‫‪Gr 3/5‬‬ ‫[من معدن‬
‫كيل‪ ،‬أكيل‬
‫للزينة]‬

‫‪MLḤ‬‬
‫‪8YM 11729/‬‬ ‫مل [الطعام]‬
‫مل‬

‫‪473‬‬
‫املصــدر‬ ‫املعنــى‬ ‫اللفــظ‬

‫‪QRF‬‬
‫‪C 416/2‬‬ ‫نوع من النقد‬
‫قرف‬

‫ماد بناء قد تكون‬


‫‪C 541/55, 60; Fa 90/2; R 4761/1‬‬ ‫معدن‬ ‫‪ṢHR- M‬‬
‫‪= Gl 431, 541/2; 618/ 60‬‬ ‫الرصاص؟ل‬ ‫صهرم‬
‫َور ؟‬
‫ن َ‬
‫;‪BS- Ġirās 10/3; C 291/1; 308/3, 4‬‬
‫;‪400/1 = R 4178 = Ja 534; C 407/5‬‬
‫;‪411/3; 607/1; Ir 13; Ja 572/3‬‬
‫‪ṢRFN‬‬
‫;‪574/2; 576/1; 608/4; 609/3‬‬ ‫فنة خالصة‬
‫;‪669/4,9; 693/3; 700/3; 703/2‬‬
‫رصفن‬

‫;‪716/3; 720/2; 755/2, 4; R 3902/3‬‬


‫‪4191 + Ja 624/5; R 4790/2.‬‬

‫مقدار‪ /‬يشء من‬ ‫‪ṬNF‬‬


‫‪C 529/4; Ja 635/4; 755/11‬‬
‫الذهب‬ ‫طنف‬

‫‪BS- Ġirās 10/3; C 308/3; Ja‬‬ ‫ذهب خالا‪،‬‬ ‫‪ṬYB‬‬


‫‪635/2; 762/2.‬‬ ‫ذهب ط ّيب‬ ‫طيب‬
‫قطعة نقدية من‬ ‫‪WRQ‬‬
‫‪Gr 14/1; YM 11730/3‬‬
‫ذهب‪ ،‬أو فنية‬ ‫ورق‬
‫قوامط‪ ،‬مالزم‪،‬‬
‫‪ZYY, ƆZYYM‬‬
‫‪C 540/ 12-13, 76; Gr 3/5‬‬ ‫روابط [من‬
‫زيي‪ ،‬أزييم‬
‫معدن]‬

‫‪474‬‬
‫ثاني ــا ‪ -‬األحج ــار‪-:‬‬

‫املصــدر‬ ‫املعنــى‬ ‫اللفــظ‬


‫‪Ɔ‬‬
‫‪BN‬‬
‫‪C 448; 540/30, 74, 92‬‬ ‫حجر‬
‫ابن‬

‫صفا‪ ،‬صخر صلد‬


‫‪CR‬‬
‫;‪C 540/21,27‬‬
‫‪541/69,102‬‬ ‫راسخ يف األرض‪ ،‬جبل‬ ‫عر‬

‫‪C 622/2 = R 2650; C‬‬


‫‪623/2 = R 2651; Ja‬‬
‫‪557/1; R 3943/5 = Gl‬‬ ‫‪BLQ, LQM‬‬
‫حجر كليس‪ ،‬بلق‬
‫‪418 + 419 = Fa 7; R‬‬ ‫بلق‪ ،‬بلقم‬
‫‪4085/1,3; 4392/1 = Gl‬‬
‫‪463; Sh 5/2 = Gl 1662.‬‬

‫‪FTḪ‬‬
‫‪C 325/1‬‬ ‫حجر مزخرف‬
‫فتخ‬

‫حجر كبري [منحوت‪،‬‬ ‫‪GRB, GRBT‬‬


‫‪C 540/11; 325/1, 9‬‬
‫منجور]‬ ‫جرب‪ ،‬جربت‬

‫;‪C 540/25,79; R 5085/7‬‬ ‫‪GYR‬‬


‫كلس‪ ،‬جري‪ ،‬قناض‬
‫‪YMN 1/4; 10/4‬‬ ‫جري‬

‫‪ḤS3S3, ḤS3S3M‬‬
‫‪C 448/2‬‬ ‫حجر صغري‬
‫حسس‪ ،‬حسسم‬

‫‪475‬‬
‫املصــدر‬ ‫املعنــى‬ ‫اللفــظ‬

‫‪ḤṢM‬‬
‫‪C 325/8‬‬ ‫حجر [صخر]‬
‫حصم‬

‫‪LBB, LBT‬‬
‫‪C 540/11,13,76‬‬ ‫حجر عه شكل إسفي‬
‫لبب‪ ،‬لبتم‬

‫‪MCRBT‬‬
‫‪C 540/77; R 4069/7‬‬ ‫مسوى منحوت‬
‫حجر ّ‬
‫معربت‬

‫‪R 2774/4; 2650 = C‬‬ ‫قطع~ شق~ حفر‬ ‫‪MḪḌ‬‬


‫‪622/2‬‬ ‫[صخر]‬ ‫فض‬

‫‪MRT‬‬
‫‪Fa 90/2; R 3880/6‬‬ ‫حجر جريي‬
‫مرت‬

‫‪C 325/9; 541/59; R‬‬ ‫‪NHM, NHMT‬‬


‫صقل~ تسوية أحجار‬
‫‪2687/3‬‬ ‫هنم‪ ،‬هنمت‬

‫ا‪ ،‬كلس‪،‬‬
‫قا‪ ،‬ج ّ‬ ‫‪QṢṢ, QṢ‬‬
‫‪R 5085/7‬‬
‫نور‬ ‫قصا‪ ،‬قا‬

‫‪NQL‬‬
‫‪R 4635/4; 4228/7‬‬ ‫قلع حجار‬
‫نقل‬

‫‪NKL‬‬
‫‪C 648/4‬‬ ‫صنع ~ عمل باحلجر‬
‫نكل‬

‫‪476‬‬
‫املصــدر‬ ‫املعنــى‬ ‫اللفــظ‬

‫‪RBC, RBCTM‬‬
‫‪C 325/1‬‬ ‫حجر مربع‬
‫ربع‪ ،‬ربعتم‬
‫‪S3LC‬‬
‫‪C 211/2; Ja 2920/3‬‬ ‫قلع [حجار ]‬
‫سلع‬
‫‪ṢLL, ṢLLW‬‬
‫‪C 660/2, 3‬‬ ‫رصفوا [بحجر صلل]‬
‫صلل‪ ،‬صللو‬
‫‪ṢLWT‬‬
‫‪C 553+ 554/1,2‬‬ ‫حجر حدّ أو واجهة‬
‫صلوت‬
‫قطع ~ قلع ~ شق‬ ‫‪ṢRW‬‬
‫‪YMN 13/3, 30‬‬
‫[صخرا]‬ ‫رصو‬
‫‪TQR‬‬
‫‪R 2774/2‬‬ ‫حجر بناء‬
‫تقر‬
‫‪ṮKḤ‬‬
‫‪Ja 708/5‬‬ ‫لوح‪ ،‬صفيحة من حجر‬
‫ثك‬
‫;‪C 325/1; 660/2 = Ja 411‬‬
‫رخام طري‬ ‫‪WGL‬‬
‫‪Fa 77/2; Ga 1 A/4; R‬‬
‫(االلبسرت)‬ ‫وجل‬
‫‪3966/1, 3-4; 4170; ZI 75/2‬‬
‫حجر‪ ،‬ثقب صخر‪،‬‬
‫;‪C 438/1; 601/14; 947/4‬‬ ‫‪WQR; MWQRT‬‬
‫مدخل مثقوب يف جبل‬
‫‪YMN 13/5‬‬
‫صخري‪ ،‬حجر فيه نقش‬
‫وقر‪ ،‬موقرت‬

‫‪ẒBR‬‬
‫‪C 608/8‬‬ ‫صخر~ ربو صخرية‬
‫ظرب‬

‫‪477‬‬
‫قائمة املصادر واملراجع العربية واألجنبية‬

‫أوال‪ -‬املصادر الدينية‪:‬‬

‫‪ -1‬القرآن الكريم‬
‫‪ -2‬اإلنجيل‬
‫‪ -3‬التورا‬

‫ثانيا‪ -‬املصادر واملراجع العربية‪:‬‬

‫‪ -4‬ابن اسامعيل‪ ،‬حممد‪ :‬مذكرات املؤيد باهلل حممد بن اسامعيل‪ -‬أول مذكرات‬
‫الساسة يف الرتاث اإلسالمي‪ ،‬يقيق‪ :‬عبدالله حممد احلبيش‪،‬‬
‫شخصية ألحد ا‬
‫املؤسسة اجلامعية للدراسات والنرش والتوزيع‪ -‬بريوت‪ ،‬ط (‪1411 ،)1‬هـ‪/‬‬
‫‪1991‬م‪.‬‬
‫‪ -5‬ابن األكفاين‪ :‬نخب الذخائر يف أحوال اجلواهر‪ ،‬نسخة الكرتونية عن موقع‬
‫مكتبة املصطفى‪.)www.al-mostafa.com( ،‬‬
‫‪ -6‬ابن املجاور‪ ،‬يوسف بن يعقوب بن حممد‪ :‬صفة بالد اليمن ومكة وبعض‬
‫احلجاز‪ ،‬تصحي ‪ :‬أوسكر لوففرين‪ ،‬رشكة دار التنوير ‪ -‬بريوت‪ ،‬ط (‪،)2‬‬
‫‪1986‬م‪.‬‬
‫‪ -7‬ابن حوقل‪ ،‬أبو القاسم النصيبي‪ :‬صور األرض‪ ،‬دار مكتبة احليا ‪ -‬بريوت‪،‬‬
‫‪1992‬م‪.‬‬
‫‪ -8‬ابن خالويه‪ ،‬احلسي بن أمحد (ت ‪ 370‬هـ)‪ :‬أسامء األسد‪ ،‬يقيق‪ :‬حممود‬
‫جاسم الدرويش‪ ،‬مؤسسة الرسالة ‪ -‬بريوت‪ ،‬ط (‪1409 ،)2‬هـ‪1989 /‬م‪.‬‬
‫‪478‬‬
‫واملامل ‪ ،‬مطبعة بريل‪ -‬ليدن‪،‬‬ ‫‪ -9‬ابن خرداذبة‪ ،‬عبيد اهلل بن عبدالله‪ :‬املسال‬
‫‪1889‬م‪.‬‬

‫‪ -10‬ابن خلدون‪ ،‬عبدالرمحن (‪808 -732‬هـ)‪ :‬تاريخ ابن خلدون املسمى‬


‫ديوان املبتدأ واخلرب يف تاريخ العرب والرببر ومن عارصهم من ذوي الشان‬
‫األكرب‪ ،‬دار الفكر‪ -‬بريوت‪1421،‬هـ‪2000 /‬م‪.‬‬

‫‪ -11‬ابن قتيبة‪ ،‬حممد بن عبدالله بن مسلم الدينوري (ت ‪276‬هـ‪879 /‬م)‪:‬‬


‫األنواء يف مواسم العرب‪ ،‬مطبعة جملس دائر املعارف العثامنية حيدر آباد‬
‫الدا كن‪ -‬اهلند‪ ،‬ط (‪1375 ،)1‬هـ‪1956 /‬م‪.‬‬

‫‪ -12‬ابن كثري‪ ،‬عامد الدين إسامعيل بن عمر‪ :‬تفسري القرآن العبيم‪ ،‬يقيق‪:‬‬
‫مصطفى السيد حممود‪ ،‬وآخرون‪ ،‬مؤسسة قرطبة للطبع والنرش والتوزيع‪-‬‬
‫جيز ‪ ،‬ط (‪1421 ،)1‬هـ‪2000 /‬م‪.‬‬

‫‪ -13‬ابن منبه‪ ،‬وهب‪ :‬التيجان يف ملوك محري‪ ،‬يقيق ونرش‪ :‬مركز الدراسات‬
‫واألبحاث اليمنية‪ -‬صنعاء‪ ،‬ط (‪( ،)2‬د‪.‬ت)‪.‬‬

‫‪ -14‬ابن منبور‪ ،‬مجال الدين أبو الفنل حممد (ت ‪711‬هـ‪1311 /‬م)‪ :‬لسان‬
‫العرب‪ ،‬يقيق‪ :‬عبدالله عيل الكبري‪ ،‬وحممد أمحد حسب اهلل‪ ،‬وهاشم حممد‬
‫الشاذا‪ ،‬دار املعارف‪ -‬القاهر ‪( ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬

‫‪ -15‬أبو العال‪ ،‬حممود طه‪ :‬جغرافية شبه جزير العرب‪ ،‬مكتبة األنجلو‬
‫املرصية‪ -‬القاهر ‪ ،‬ج (‪ ،)2‬ط (‪1979 ،)4‬م‪.‬‬

‫‪ -16‬أبو العال‪ ،‬حممود طه‪ :‬جغرافية شبه جزير العرب‪ ،‬مكتبة األنجلو‬
‫املرصية‪ -‬القاهر ‪ ،‬ج (‪ ،)4‬ط (‪1989 ،)2‬م‪.‬‬

‫‪479‬‬
‫‪ -17‬أبو العالء‪ ،‬حممود طه‪ :‬جغرافية شبه جزير العرب‪ ،‬مكتبة األنجلو‬
‫املرصية‪ -‬القاهر ‪ ،‬ج (‪( ،)1‬د‪.‬ت)‪.‬‬

‫‪ -18‬أبو العيد‪ ،‬عبدالفتاحل والصهبي‪ ،‬حممد عبدالقادرل و(آخرون)‪:‬‬


‫املصطلحات الفنية ‪ ،‬ضمن كتاب (الكود املرصي مليكانيكا الرتبة وتصميم‬
‫األساسات)‪ ،‬ج (‪ ،)10‬التحديث الثاين‪ ،‬ط (‪ ،)6‬مطابع األهرام التجارية –‬
‫قليوب‪ -‬مرص‪2001 ،‬م‪.‬‬

‫‪ -19‬أبو الغيث‪ ،‬عبد اهلل‪ :‬العالقات السياسية بي جنوب اجلزير العربية وشامهلا‬
‫من القرن الثالث حتى القرن السادس امليالدي‪ ،‬وزار الثقافة والسياحة‪-‬‬
‫صنعاء‪1425 ،‬هـ‪2004 /‬م‪.‬‬

‫‪ -20‬أبو زيد‪ ،‬بكر بن عبدالله‪ :‬خصائا جزير العرب‪ ،‬مطابع أضواء البيان‪-‬‬
‫الرياض‪ ،‬ط (‪1421 ،)3‬هـ‪.‬‬

‫‪ -21‬أبو سمور‪ ،‬حسنل و اخلطيب‪ ،‬حامد‪ :‬جغرافية املوارد الامئية‪ ،‬دار صفاء‬
‫للنرش والتوزيع‪َ -‬ع اامن‪ -‬األردن‪ ،‬ط (‪1420 ،)1‬هـ‪1999 /‬م‪.‬‬

‫‪ -22‬أبو عيانة‪ ،‬فتحي حممد‪ :‬دراسات يف جغرافية شبه جزير العرب‪ ،‬دار‬
‫املعرفة اجلامعية‪ -‬مرص‪1994 ،‬م‪.‬‬

‫‪ -23‬أمحد‪ ،‬عبدالله حممد‪ :‬جغرافية اليمن الطبيعية‪ ،‬املنتدى اجلامعي للنرش‬


‫والتوزيع‪ ،‬صنعاء‪ ،‬ط (‪2001 ،)1‬م‪.‬‬

‫‪-24‬أمحد‪ ،‬مهيوب غالب‪ :‬نقش جديد من سامع‪ -‬معلومات تارخيية جديد‬


‫(دراسة يليلية يف داللته والتارخيية) ‪ ،‬ضمن كتاب (صنعاء احلنار والتاريخ)‪،‬‬
‫مج (‪ ،)1‬املؤ‪.‬ر الدوا اخلامس للحنار اليمنية‪ -‬جامعة صنعاء‪2005 ،‬م‪.‬‬

‫‪480‬‬
‫‪ -25‬اإلرياين‪ ،‬مطهر بن عيل‪ :‬ذمار عيل وابنه ثاران يعودان إىل صنعاء ‪ ،‬جملة‬
‫اإلكليل‪ ،‬وزار اإلعالم والثقافة‪ -‬صنعاء‪ ،‬ع (‪ ،)3 ،2‬س (‪1403 ،)2‬هـ‪/‬‬
‫‪1983‬م‪.‬‬

‫‪ -26‬اإلرياين‪ ،‬مطهر بن عيل‪ :‬يف تاريخ اليمن‪ ،‬رشح وتعليق عه النقوش مل تنرش‬
‫(‪ 34‬نقشا من جمموعة القايض عيل عبدالوا الكهاا)‪ ،‬مركز الدراسات‬
‫والبحوث اليمنية‪( ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬

‫امل جل ‪ ،‬املوسوعة اليمنية‪،‬‬ ‫‪:--------------------- -27‬‬


‫مؤسسة العفيف الثقافية ‪ -‬صنعاء‪ ،‬مج (‪ ،)4‬ط (‪1423 ،)2‬هـ‪2003 /‬م‪.‬‬

‫امل خذ ‪ ،‬املوسوعة اليمنية‪،‬‬ ‫‪:--------------------- -28‬‬


‫مؤسسة العفيف الثقافية ‪ -‬صنعاء‪ ،‬مج (‪ ،)4‬ط (‪1423 ،)2‬هـ‪2003 /‬م‪.‬‬

‫الوعل ‪ ،‬املوسوعة اليمنية‪،‬‬ ‫‪:--------------------- -29‬‬


‫مؤسسة العفيف الثقافية ‪ -‬صنعاء‪ ،‬مج (‪ ،)4‬ط (‪1423 ،)2‬هـ‪2003 /‬م‪.‬‬
‫‪ :--------------------- -30‬املعجم اليمني (أ) يف اللغة‬
‫والرتاث‪ ،‬املطبعة العلمية‪ -‬دمشق‪ ،‬ط (‪1996 ،)1‬م‪.‬‬
‫‪ :--------------------- -31‬نقوش مسندية وتعليقات‪ ،‬مركز‬
‫الدراسات والبحوث اليمني ‪ -‬صنعاء‪ ،‬ط (‪1990 ،)2‬م‪.‬‬
‫‪-32‬إسامعيل‪ ،‬حلمي حمروس‪ :‬الرشق العريب وحناراته ما بي بالد النهرين والشام‬
‫واجلزير العربية القديمة‪ ،‬مؤسسة شباب اجلامعة‪ -‬اإلسكندرية‪1997 ،‬م‪.‬‬

‫‪ -33‬إسامعيل‪ ،‬عارف أمحد‪ :‬العالقات بي العراق وشبه اجلزير العربية منذ منتصف‬
‫األلف الثالث قبل امليالد وحتى منتصف األول قبل امليالد‪ ،‬دراسات يف تاريخ‬
‫الرشق القديم [‪ ،]1‬مركز عبادي للنرش‪ -‬صنعاء‪ ،‬ط (‪1418 ،)1‬هـ‪1998 /‬م‪.‬‬

‫‪481‬‬
‫‪ -34‬اسامعيل‪ ،‬فاروق‪ :‬اللغة اليمنية القديمة‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ -‬تعز‪،‬‬
‫اجلمهورية اليمنية‪ ،‬ط (‪2000 ،)1‬م‪.‬‬

‫‪ -35‬األشبط‪ ،‬عيل عبد الرمحن‪ :‬األحباش يف تاريخ اليمن القديم من القرن‬


‫األول حتى القرن السادس امليالدي‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬قسم التاريخ‪ -‬كلية‬
‫اآلداب‪ -‬جامعة صنعاء‪1426 ،‬هـ‪2005 /‬م‪.‬‬

‫‪ -36‬اشميدت‪ ،‬يورغن‪ :‬طرق الري يف مارب ‪ ،‬املوسوعة اليمنية‪ ،‬مؤسسة‬


‫العفيف الثقافية ‪ -‬صنعاء‪ ،‬مج (‪ ،)4‬ط (‪1423 ،)2‬هـ‪2003 /‬م‪.‬‬

‫‪ -37‬األعرايب‪ ،‬أبو عبدالله حممد بن زياد (ت‪231 :‬هـ)‪ :‬كتاب البئر‪ ،‬يقيق‪:‬‬
‫رمنان عبدالتواب‪ ،‬دار النهنة العربية‪ -‬بريوت‪1982 ،‬م‪.‬‬

‫‪ -38‬آغا‪ ،‬شاهر مجال‪ :‬األقاليم الطبيعية يف اليمن ‪ ،‬جملة دراسات يمنية‪ ،‬ع‬
‫(‪ ،)10‬مركز الدراسات والبحوث اليمني‪ -‬صنعاء‪1982 ،‬م‪.‬‬

‫‪ :---------------- -39‬جغرافية اليمن الطبيعية (للشطر الشاما)‪،‬‬


‫مكتبة األنوار – دمشق‪1983 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -40‬األغربي‪ ،‬فهمي عيل بن عيل‪ :‬التحصينات الدفاعية يف اليمن القديم‪ ،‬رسالة‬
‫ماجستري‪ ،‬كلية اآلداب – جامعة بغداد‪1415 ،‬هـ‪1994 /‬م‪.‬‬
‫‪ :--------------------------- -41‬نقش مسندي جديد من‬
‫منطقة ال ّطفة – وادي ّ‬
‫حرير ‪ ،‬جملة اإلكليل‪ ،‬ع (‪ ،)36 -35‬يناير‪ -‬يونيو‪،‬‬
‫وزار الثقافة‪ -‬صنعاء‪2010،‬م‪.‬‬
‫‪ :--------------------------- -42‬معجم األلفاظ املعامرية‬
‫يف نقوش املسند‪ ،‬إصدارات تريم عاصمة الثقافة اإلسالمية‪ ،‬وزار الثقافة‪-‬‬
‫اجلمهورية اليمنية‪1431 ،‬هـ‪2010 /‬م‪.‬‬
‫‪482‬‬
‫‪ -43‬األكوع‪ ،‬اسامعيل بن عيل‪ :‬البلدان اليامنية عند ياقوت احلموي‪ ،‬مؤسسة‬
‫الرسالة ‪ -‬بريوت‪ ،‬ط (‪1988 ،)2‬م‪.‬‬
‫‪ -44‬األكوع‪ ،‬حممد عيل‪ :‬اليمن اخلرضاء‪ ،‬اجليل اجلديد‪ -‬صنعاء‪ ،‬ط (‪،)2‬‬
‫‪1402‬هـ‪1982 /‬م‪.‬‬
‫‪ -45‬آل حييى‪ ،‬سيف الدين سعيد‪ :‬تاريخ البعثة العسكرية العراقية إىل اليمن‪ ،‬ج‬
‫(‪ ،)1‬دائر التدريب‪ ،‬مديرية التطوير القتاا‪ ،‬وزار الدفاع – بغداد‪ ،‬ط (‪،)1‬‬
‫حزيران ‪1986‬م‪.‬‬
‫‪ -46‬األنصاري‪ ،‬عبدالرمحن الطيب‪ :‬قرية الفاو صور للحنار العربية قبل‬
‫اإلسالم يف اململكة العربية السعودية‪ ،‬جامعة الرياض‪1982 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -47‬األنصاري‪ ،‬عبدالقدوس‪ :‬بي التاريخ واآلثار‪ ،‬ط (‪( ،)2‬د‪ .‬ن) ‪-‬‬
‫بريوت‪1971،‬م‪.‬‬
‫‪ -48‬أور‪ ،‬فرنسيس‪ :‬حنارات العرص احلجري القديم‪ ،‬ترمجة‪ :‬سلطان حميسن‪،‬‬
‫مطابع ألف باء – األديب‪ -‬دمشق ط (‪1995 ،)2‬م‪.‬‬
‫‪ -49‬ايدينز‪ ،‬كريستوفر‪ :‬جنوب شبه اجلزير العربية يف العرص اجليولوجي‬
‫احلديث (اهلولوسي)‪ :‬االكتشافات األثرية االخري ‪ ،‬ضمن كتاب (دراسات‬
‫يف اآلثار اليمنية‪ -‬من نتائج بعثات أمريكية وكندية)‪ ،‬ترمجة‪ :‬ياسيم حممود‬
‫اخلاليص‪ ،‬املعهد األمريكي للدراسات اليمنية‪2001 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -50‬البابا‪ ،‬حممد زهري‪ :‬اليمن والفالحة العربية قبل االسالم ‪ ،‬جملة االكليل‬
‫وزار اإلعالم والثقافة‪ -‬صنعاء‪ ، ،‬ع (‪ ،)1‬س (‪ ،)1‬صفر ‪1400‬هـ‪ /‬يناير‬
‫‪1980‬م‪.‬‬
‫‪ -51‬باذيب‪ ،‬عيل سامل‪ :‬النباتات الطبية يف اليمن‪ ،‬مكتبة االرشاد – صنعاء‪ ،‬ط‬
‫(‪1428 ،)4‬هـ‪2007 /‬م‪.‬‬
‫‪483‬‬
‫‪ -52‬البارد‪ ،‬فيصل حممد اسامعيل‪ :‬النقوش املسندية املتعلقة بالامء والري يف‬
‫اليمن القديم‪ ،‬رسالة ماجستري‪ ،‬املعهد الوطني لعلوم اآلثار والرتاث‪ ،‬وزار‬
‫الثقافة‪ -‬اململكة املغربية‪2010-2009 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -53‬باسالمة‪ ،‬حممد عبد اهلل‪ :‬شبام الغراس‪ ،‬مؤسسة العفيف الثقافية‪ ،‬صنعاء‪،‬‬
‫ط (‪1411 ،)1‬هـ‪1990 /‬م‪.‬‬
‫‪ :--------------------- -54‬النحت والنقش يف اليمن القديم‪،‬‬
‫أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية اآلداب‪ -‬جامعة بغداد‪ -‬العراق‪1416 ،‬هـ‪1995 /‬م‪.‬‬
‫‪ :----------------------- -55‬صيد الوعل يف احلنار اليمنية‬
‫القديمة ‪ ،‬جملة كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‪ -‬جامعة صنعاء‪ ،‬مج (‪ ،)33‬ع‬
‫(‪ ،)1‬يناير – يونيو ‪2010‬م‪.‬‬
‫‪ -56‬بارص ‪ ،‬صال عيل‪ :‬حدود اليمن ‪ ،‬املوسوعة اليمنية‪ ،‬مؤسسة العفيف‬
‫الثقافية‪ -‬صنعاء‪ ،‬مج (‪ ،)2‬ط (‪1423 ،)2‬هـ‪2003 /‬م‪.‬‬
‫‪ -57‬باعليان‪ ،‬حممد عوض منصور‪ :‬املالبس يف اليمن القديم (دراسة من خالل‬
‫التامثيل واآلثار)‪ ،‬رسالة ماجستري‪ ،‬قسم التاريخ – كلية اآلداب‪ ،‬جامعة عدن‪،‬‬
‫‪1428‬هـ‪2007 /‬م‪.‬‬
‫‪ -58‬بافقيه‪ ،‬حممد عبدالقادر‪ ،‬الفريد بيستون‪ ،‬كريستيان روبان‪ ،‬حممد الغول‪:‬‬
‫فتارات من النقوش اليمنية القديمة‪ ،‬املنبمة العربية للرتبية والثقافة‬
‫والعلوم‪ -‬تونس‪1985 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -59‬بافقيه‪ ،‬حامد عبدالقادر أمحد‪ :‬تقنية أنبمة الري القديمة يف لكتي قتبان‬
‫وحرضموت يف جنوب اجلزير العربية خالل األلف األول قبل امليالد‪،‬‬
‫أطروحة دكتوراه‪ ،‬بشعبة اآلثار‪ -‬قسم التاريخ‪ -‬كلية العلوم اإلنسانية‬
‫واالجتامعية‪ -‬جامعة تونس‪2008 /2007 ،‬م‪.‬‬
‫‪484‬‬
‫‪ -60‬بافقيه‪ ،‬حممد عبدالقادر‪ :‬ملحات من أعامل الصيانة والرتميم يف اليمن‬
‫القديم ‪ ،‬جملة دراسات يمنية‪ ،‬مركز الدراسات والبحوث اليمني ‪ -‬صنعاء‪ ،‬ع‬
‫(‪ ،)36‬أبريل‪ -‬يونيو‪1989 ،‬م‪.‬‬
‫‪ :---------------------- -61‬توحيد اليمن القديم (الرصاع بي‬
‫سبا ومحري وحرضموت من القرن األول إىل القرن الثالث امليالدي)‪ ،‬ترمجة‪:‬‬
‫عيل حممد زيد‪ ،‬املعهد الفرنيس لآلثار والعلوم االجتامعية بصنعاء‪ ،‬ط (‪،)1‬‬
‫‪1428‬هـ‪2007 /‬م‪.‬‬
‫‪ :---------------------- -62‬يف العربية السعيد [دراسات‬
‫تارخيية قصري ]‪ ،‬مركز الدراسات والبحوث اليمني‪1408 ،‬هـ‪1987 /‬م‪.‬‬
‫‪ -63‬باوير‪ ،‬ج‪.‬مل ولوندين‪ ،‬أ‪ :‬تاريخ اليمن القديم جنوب اجلزير العربية يف‬
‫أقدم العصور‪ ،‬ترمجة‪ :‬أسامة أمحد‪ ،‬دار اهلمداين للطباعة والنرش‪ -‬عدن‪ ،‬ط‬
‫(‪1984 ،)1‬م‪.‬‬
‫‪ -64‬بحرى‪ ،‬حممد عبدالله عبدالرمحن‪ :‬نبم تطور احلكم يف اجلزير العربية منذ‬
‫بداية العصور التارخيية حتى القرن الثالث ق‪.‬م‪ ،‬رسالة ماجستري‪ ،‬بقسم‬
‫التاريخ واالثار املرصية واالسالمية‪ -‬كلية اآلداب‪ -‬جامعة اإلسكندرية‪،‬‬
‫‪1427‬هـ‪2006 /‬م‪.‬‬
‫‪ -65‬بركات‪ ،‬أبو العيون‪ :‬الوعل يف احلنار اليمنية القديمة ‪ ،‬جملة اليمن‬
‫اجلديد‪ ،‬وزار اإلعالم والثقافة‪ -‬اجلمهورية العربية اليمنية (سابقا)‪ ،‬ع (‪،)12‬‬
‫س (‪ ،)15‬ديسمرب ‪1986‬م‪.‬‬
‫‪ :----------------- -66‬بونت بي املصادر املرصية واليمنية ‪ ،‬جملة‬
‫اليمن اجلديد‪ ،‬وزار اإلعالم والثقافة‪ -‬صنعاء‪ ،‬ع (‪ ،)2‬س (‪ ،)15‬يناير‬
‫‪1986‬م‪.‬‬
‫‪485‬‬
‫‪ :----------------- -67‬ملحة عامة عن الفن اليمني القديم ‪ ،‬جملة‬
‫اإلكليل‪ ،‬وزار اإلعالم والثقافة ‪ -‬صنعاء‪ ،‬ع (‪ ،)1‬س (‪1408 ،)6‬هـ‪/‬‬
‫‪1988‬م‪.‬‬

‫‪ :----------------- -68‬بونت بي املصادر املرصية واليمنية ‪ ،‬جملة‬


‫اليمن اجلديد‪ ،‬وزار اإلعالم والثقافة‪ -‬صنعاء‪ ،‬ع (‪ ،)2‬س (‪ ،)15‬يناير‪،‬‬
‫‪1986‬م‪.‬‬

‫‪ -69‬بركات‪ ،‬أمحد قائد‪ :‬ال َب َل ْق ‪ ،‬املوسوعة اليمنية‪ ،‬مؤسسة العفيف الثقافية‪-‬‬


‫صنعاء‪ ،‬مج (‪ ،)1‬ط (‪1423 ،)2‬هـ‪2003 /‬م‪.‬‬

‫الزابور ‪ ،‬املوسوعة اليمنية‪ ،‬مؤسسة‬ ‫‪:---------------- -70‬‬


‫العفيف الثقافية ‪ -‬صنعاء‪ ،‬مج (‪ ،)2‬ط (‪1423 ،)2‬هـ‪2003 /‬م‪.‬‬

‫العنب ‪ ،‬املوسوعة اليمنية‪ ،‬مؤسسة‬ ‫‪:---------------- -71‬‬


‫العفيف الثقافية ‪ -‬صنعاء‪ ،‬مج (‪ ،)3‬ط (‪1423 ،)2‬هـ‪2003 /‬م‪.‬‬

‫‪ :---------------- -72‬ال ِّلبن ‪ ،‬املوسوعة اليمنية‪ ،‬مؤسسة العفيف‬


‫الثقافية‪ -‬صنعاء‪ ،‬مج (‪ ،)4‬ط (‪1423 ،)2‬هـ‪2003 /‬م‪.‬‬

‫املعادن يف اليمن ‪ ،‬مؤسسة العفيف‬ ‫‪:---------------- -73‬‬


‫الثقافية‪ -‬صنعاء‪ ،‬سلسلة الكتاب الثقايف (‪ ،)12‬ط (‪1996 ،)1‬م‪.‬‬

‫‪ :---------------- -74‬املل (جبل) ‪ ،‬املوسوعة اليمنية‪ ،‬مؤسسة‬


‫العفيف الثقافية ‪ -‬صنعاء‪ ،‬مج (‪ ،)4‬ط (‪1423 ،)2‬هـ‪2003 /‬م‪.‬‬

‫‪ -75‬برو‪ ،‬توفيق‪ :‬تاريخ العرب القديم‪ ،‬دار الفكر‪ -‬دمشق‪ ،‬ط (‪1417 ،)2‬هـ‪/‬‬
‫‪1996‬م‪.‬‬
‫‪486‬‬
‫‪ -76‬بروتون‪ ،‬جان فرانسوال و بافقيه‪ ،‬حممد عبدالقادر‪ :‬كنوز وادي باء‬
‫(حفرية إنقاذيه مشرتكة يف موقع أم ذيبية)‪ ،‬املكتبة الرشقية بول غوثنر‪-‬‬
‫باريس‪1993 ،‬م‪.‬‬

‫الري ‪ ،‬ضمن كتاب (اليمن يف بالد ملكة سبا)‪،‬‬


‫‪ -77‬برونر‪ ،‬أوا‪ :‬بدايات ا‬
‫ترمجة‪ :‬بدر الدين عرودكي‪ ،‬دار األهاا‪ -‬دمشق‪1999 ،‬م‪.‬‬

‫‪ :----------- -78‬واحة مارب ‪ ،‬ضمن كتاب (اليمن يف بالد ملكة‬


‫سبا)‪ ،‬ترمجة‪ :‬بدر الدين عرودكي‪ ،‬دار األهاا‪ -‬دمشق‪1999 ،‬م‪.‬‬

‫‪ -79‬بريتون‪ ،‬جان فرانسوال وأودوان‪ ،‬ريميل و بدر‪ ،‬ليهل وسينيي‪ ،‬جاك‪ :‬وادي‬
‫حرضموت‪ ،‬تقرير تنقيبات (‪1979 -1978‬م)‪ ،‬املركز اليمني لألبحاث‬
‫الثقافية واآلثار واملتاحف‪ -‬عدن‪1980 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -80‬الربهيي‪ ،‬ابراهيم بن نارص ابراهيم‪ :‬احلرف والصناعات يف ضوء نقوش‬
‫املسند اجلنويب‪ ،‬وكالة اآلثار واملتاحف‪ -‬الرياض‪ ،‬ط (‪2000 /1421 ،)1‬م‪.‬‬
‫‪ -81‬البعلبكي‪ ،‬روحي‪ :‬قاموس املورد‪ ،‬دار العلم للماليي‪ -‬بريوت‪ ،‬ط (‪،)7‬‬
‫‪ ،1995‬ص ‪.1049‬‬
‫‪ -82‬ب ‪ ،‬أمحد زكي‪ :‬قاموس اجلغرافية القديمة‪ ،‬املطبعة الكربى االمريية‬
‫ببوالق‪ -‬مرص‪ ،‬ط (‪1317 ،)1‬هـ‪1899 /‬م‪.‬‬
‫‪ -83‬البكري‪ ،‬عبد اهلل بن عبد العزيز (ت‪487 :‬هـ)‪ :‬معجم ما استعجم من‬
‫أسامء البالد واملواضع‪ ،‬يقيق‪ :‬مصطفى السقا‪ ،‬عامل الكتب‪ -‬بريوت‪،‬‬
‫(د‪.‬ت)‪.‬‬
‫‪ -84‬بلفقيه‪ ،‬عيدروس علوي‪ :‬جغرافية اجلمهورية اليمنية‪ ،‬دار جامعة عدن‬
‫للطباعة والنرش‪ -‬عدن‪1997 ،‬م‪.‬‬

‫‪487‬‬
‫‪ -85‬بن رسول‪ ،‬عمر بن يوسف بن عمر‪ :‬مل املالحة يف معرفة الفالحة‪،‬‬
‫يقيق‪ :‬عبدالله حممد عيل املجاهد‪ ،‬دار الفكر للطباعة والتوزيع والنرش‪-‬‬
‫دمشق‪ ،‬ط (‪1408 ،)1‬هـ‪1987 /‬م‪.‬‬

‫‪ -86‬بن حييى‪ ،‬عز عيل عقيل‪ :‬الربونز يف اليمن القديم‪ ،‬ج (‪ ،)1‬الصندوق‬
‫االجتامعي للتنمية‪ -‬صنعاء‪ ،‬ط (‪ ،)1‬يونيو ‪2010‬م‪.‬‬

‫‪ -87‬بورتر‪ ،‬هاريف‪ :‬موسوعة فترص التاريخ القديم‪ ،‬مكتبة مدبوا‪ -‬القاهر ‪ ،‬ط‬
‫(‪1411،)1‬هـ‪1991 /‬م‪.‬‬

‫‪ -88‬بريين‪ ،‬جاكلي‪ :‬مسامهة النقوش يف التعريف بمعبد باقطفة ‪ ،‬ريدان‬


‫حولية النقوش واآلثار اليمنية القديمة‪ ،‬ع (‪ ،)2‬املركز اليمني لألبحاث‬
‫الثقافية واآلثار واملتاحف‪ -‬عدن‪1979 ،‬م‪.‬‬

‫‪ -89‬بيستون‪ ،‬ا‪ .‬ف‪ .‬لل وريكامنز‪ ،‬جاكل والغول‪ ،‬حممودل ومولر‪ ،‬والرت‪ :‬املعجم‬
‫السبئي‪( ،‬إنجليزي‪ -‬فرنيس‪ -‬عريب)‪ ،‬منشورات جامعة صنعاء‪ ،‬دار نرشيات‬
‫بيرتز‪ -‬لوفان اجلديد ‪ ،‬مكتبة لبنان‪ -‬بريوت‪1982 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -90‬بيستون‪ ،‬أ‪ :‬دراسة يف لغة النقوش السبئية ‪ ،‬ريدان حولية اآلثار والنقوش‬
‫اليمنية القديمة‪ ،‬املركز اليمني لألبحاث الثقافية واآلثار واملتاحف‪ -‬عدن‪ ،‬ع‬
‫(‪1979 ،)2‬م‪.‬‬
‫‪ -91‬بيناين‪ ،‬إيامن حممد عوض‪ :‬الوضع االقتصادي واحليا االجتامعية يف اليمن‬
‫يف صدر االسالم‪ ،‬دار الفكر العريب‪ -‬مرص‪ ،‬ط (‪1424 ،)1‬هـ‪2004 /‬م‪.‬‬

‫‪ -92‬بيوتروفسكي‪ ،‬م‪.‬ب‪ :‬اليمن قبل االسالم والقرون األوىل للهجر (القرن‬


‫الرابع حتى العارش امليالدي)‪ ،‬ترمجة‪ :‬حممد بن حممد الشعيبي‪ ،‬دار الكتب‬
‫اليمنية ‪ -‬صنعاء‪ ،‬ط (‪1428 ،)2‬هـ‪2007 /‬م‪.‬‬
‫‪488‬‬
‫‪ -93‬ترسييس‪ ،‬عدنان‪ :‬اليمن وحنار العرب‪ ،‬دار مكتبة احليا ‪ ،‬بريوت‪،‬‬
‫(د‪.‬ت)‪.‬‬

‫‪ :--------------- -94‬بالد سبا وحنارات العرب األوىل‪ -‬اليمن‬


‫(العربية السعيد )‪ ،‬دار الفكر املعارص‪ -‬لبنان‪ ،‬دار الفكر‪ -‬سورية‪ ،‬ط (‪،)2‬‬
‫‪1410‬هـ‪1990 /‬م‪.‬‬

‫‪ -95‬التكريتي‪ ،‬رمنانل ورزق‪ ،‬توكلل واحلسن‪ ،‬عباس‪ :‬غدار املراعي‬


‫الطبيعية‪ ،‬وزار التعليم العاا والبحث العلمي‪ -‬العراق‪ ،‬ط (‪1982 ،)1‬م‪.‬‬

‫عينة رداد‪ :‬ألفاظ املطر والسحاب وما يتصل هبا قديام‬ ‫‪ -96‬الثبيتي‪ ،‬عبداملل‬
‫وحديثا‪ ،‬رسالة ماجستري يف علم اللغة‪ ،‬كلية اللغة العربية‪ -‬جامعة أم القرى‬
‫بمكة املكرمة‪1410 ،‬هـ‪1990 /‬م‪.‬‬

‫‪ -97‬الثور‪ ،‬عبدالله أمحد حممد‪ :‬هذه هي اليمن‪ ،‬دار العود ‪ -‬بريوت‪ ،‬ط (‪،)2‬‬
‫‪1979‬م‪.‬‬
‫‪ -98‬اجلاك‪ ،‬محد‪ :‬يف كا غامد وزهران‪ ،‬دار الياممة‪ -‬الرياض‪ ،‬ط (‪،)2‬‬
‫‪1397‬هـ‪1977 /‬م‪.‬‬
‫‪ -99‬جانتيل‪ ،‬بيار‪ :‬نبام الري يف شبو ‪ ،‬ضمن كتاب (شبو عاصمة حرضموت‬
‫القديمة‪ -‬نتائج البعثة األثرية الفرنسية اليمنية)‪ ،‬إعداد‪ :‬عز عقيل‪ ،‬وجان‬
‫فرانسوا بريتون‪ ،‬املركز الفرنيس للدراسات اليمنية‪ ،‬صنعاء‪ ،‬ط (‪،)1‬‬
‫‪1996‬م‪.‬‬

‫‪ :----------------- -100‬السيطر عه الري ‪ ،‬ضمن كتاب (اليمن‬


‫يف بالد ملكة سبا)‪ ،‬ترمجة‪ :‬بدر الدين عرودكي‪ ،‬دار األهاا – دمشق‪،‬‬
‫‪1999‬م‪.‬‬
‫‪489‬‬
‫‪ -101‬جبيل‪ ،‬سعيد عبده‪ :‬املراعي يف اليمن ‪ ،‬املوسوعة اليمنية‪ ،‬مؤسسة العفيف‬
‫الثقافية ‪ -‬صنعاء‪ ،‬مج (‪ ،)4‬ط (‪1423 ،)2‬هـ‪2003 /‬م‪.‬‬

‫‪ -102‬اجلده‪ ،‬حممد عبدالله حمسن‪ :‬أسامء النباتات يف اليمن ‪ ،‬جملة اإلكليل‪،‬‬


‫وزار الثقافة والسياحة‪ -‬صنعاء‪ ،‬ع (‪ ،)23‬رجب ‪1416‬هـ‪ ،‬شتاء (‪1995‬م)‪.‬‬

‫‪ -103‬اجلرو‪ ،‬أسمهان سعيد‪ :‬النهنة الزراعية يف اليمن القديم ‪ ،‬جملة سبا‪ ،‬ع‬
‫(‪ ،)7‬قسم التاريخ‪ ،‬كلية اآلداب‪ ،‬جامعة عدن‪1997 ،‬م‪.‬‬

‫‪ :-------------------- -104‬تاريخ األودية وأثرها يف تطور‬


‫النهنة الزراعية ‪ ،‬جملة سبا‪ ،‬ع (‪ ،)4‬كلية الرتبية‪ ،‬جامعة عدن‪ ،‬أكتوبر‬
‫‪1988‬م‪.‬‬

‫‪ :-------------------- -105‬نامذج من املحاصيل الزراعية يف‬


‫اليمن القديم ‪ ،‬جملة سبا‪ ،‬ع (‪ ،)8‬قسم التاريخ‪ -‬كلية اآلداب‪ ،‬جامعة عدن‪،‬‬
‫ديسمرب ‪1999‬م‪.‬‬
‫‪ :----------------- --- -106‬دراسات يف التاريخ احلناري لليمن‬
‫القديم‪ ،‬دار الكتاب احلديث ‪ -‬القاهر ‪1423 ،‬هـ‪2003 /‬م‪.‬‬
‫‪ :-------------------- -107‬مالم احليا العسكرية يف دولة سبا‬
‫يف الفرت من القرن األول وحتى القرن الثالث امليالدي‪ ،‬أبحاث الريموك‪-‬‬
‫سلسلة العلوم اإلنسانية واالجتامعية‪ ،‬جامعة الريموك‪ ،‬األردن‪ ،‬مج (‪ ،)23‬ع‬
‫(‪ ،)3‬أيلول ‪2007‬م‪.‬‬
‫‪ :-------------------- -108‬موجز التاريخ السياه القديم‬
‫جلنوب شبه اجلزير العربية (اليمن القديم)‪ ،‬دار جامعة عدن للطباعة والنرش‪،‬‬
‫ط (‪2002 ،)1‬م‪.‬‬
‫‪490‬‬
‫‪ -109‬جرومان‪ ،‬إدولف‪ :‬الثرو املعدنية واملناجم يف بالد اليمن ‪ ،‬عن كتاب‪:‬‬
‫(اليمن كةقليم اقتصادي)‪ ،‬ترمجة‪ :‬كامل الرشاحي‪ ،‬كلية اآلداب‪ ،‬جامعة‬
‫صنعاء‪ ،‬مل ينرش‪1995 ،‬م‪.‬‬

‫‪ :---------------- -110‬الناحية األثرية لبالد العرب اجلنوبية ‪،‬‬


‫ضمن كتاب (التاريخ العريب القديم)‪ ،‬ترمجة‪ :‬فؤاد حسني عيل‪ ،‬مراجعة‪ :‬زكي‬
‫حممد حسن‪ ،‬مكتبة النهنة املرصية‪ -‬القاهر ‪1958 ،‬م‪.‬‬

‫‪ -111‬جهيالن‪ ،‬عبداحلكيم عبدالله غالب‪ :‬من ألفاظ اإلبل قديام وحديثا‪ ،‬رسالة‬
‫ماجستري‪ ،‬فرع اللغة‪ -‬قسم الدراسات العليا‪ -‬كلية اللغة العربية‪ -‬جامعة أم‬
‫القرى‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪1988 – 1987 ،‬م‪.‬‬

‫‪ -112‬جورج‪ ،‬بيار‪ :‬معجم املصطلحات اجلغرافية‪ ،‬ترمجة‪ :‬حممد الطفييل‪،‬‬


‫املؤسسة اجلامعية للدراسات والنرش‪ -‬بريوت‪ ،‬ط (‪1422 ،)2‬هـ‪2002 /‬م‪.‬‬

‫‪ -113‬اجلوهري‪ ،‬يرسي عبدالرزاق‪ :‬جغرافية اإلنتاج االقتصادي‪ ،‬منشا‬


‫املعارف‪ -‬اإلسكندرية‪1976 ،‬م‪.‬‬

‫‪ :-------------------- -114‬دراسات يف جغرافية املوارد‪ ،‬اهليئة‬


‫املرصية العامة للكتاب‪ -‬االسكندرية‪1980 ،‬م‪.‬‬

‫‪ -115‬حبشوش‪ ،‬حييم بن حييى بن سامل الفتيحي‪ :‬ر ية اليمن بي هاليفي‬


‫وحبشوش‪ ،‬ترمجة ويقيق‪ :‬ساميه نعيم صنرب‪ ،‬مركز الدراسات والبحوث‬
‫اليمني – صنعاء‪ ،‬ط (‪1412 ،)1‬هـ‪1992 /‬م‪.‬‬

‫‪ -116‬احلبيش‪ ،‬عبدالله حممد‪ :‬أسامء النباتات اليمنية ‪ ،‬جملة اإلكليل‪ ،‬وزار‬


‫اإلعالم والثقافة‪ -‬صنعاء‪ ،‬ع (‪ ،)21 ،20‬س (‪1410 ،)8‬هـ‪1990 /‬م‪.‬‬

‫‪491‬‬
‫‪ -117‬احلجري‪ ،‬حممد بن أمحد‪ :‬جمموع بلدان اليمن وقبائلها‪ ،‬يقيق‪ :‬إسامعيل بن‬
‫عيل األكوع‪ ،‬دار احلكمة اليامنية – صنعاء‪ ،‬ط (‪1416،)2‬هـ‪1996 /‬م‪.‬‬
‫‪ -118‬حجوي‪ ،‬جيالا‪ :‬احليوانات الثديية الرئيسية ‪ ،‬ضمن كتاب‪ :‬فن الرسوم‬
‫الصخرية واستيطان اليمن يف عصور ما قبل التاريخ (جمموعة مؤلفون)‪،‬‬
‫ترمجة‪ :‬مدحية رشاد‪ ،‬وعزيز عيل األقرع‪ ،‬املركز الفرنيس لآلثار والعلوم‬
‫االجتامعية – صنعاء‪.2007 ،‬‬
‫‪ -119‬احلداد‪ ،‬فتحي عبدالعزيز‪ :‬االشكال احليوانية يف الفن اليمني القديم‪ ،‬رسالة‬
‫ماجستري‪ ،‬قسم شبه اجلزير العربية‪ -‬املعهد العاا حلنارات الرشق األدنى‬
‫القديم‪ -‬جامعة الزقازيق‪ -‬مرص‪1991 ،‬م‪1992 -‬م‪.‬‬
‫‪ -120‬احلديثي‪ ،‬نزار عبداللطيف‪ :‬أهل اليمن يف صدر اإلسالم (دورهم‬
‫واستقرارهم يف االمصار)‪ ،‬املؤسسة العربية للدراسات والنرش‪ -‬بريوت‪،‬‬
‫‪1978‬م‪.‬‬
‫‪ -121‬حسن‪ ،‬حسي احلاج‪ :‬حنار العرب يف صدر اإلسالم‪ ،‬املؤسسة اجلامعية‬
‫للدراسة والنرش‪ -‬بريوت‪1992 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -122‬حسي‪ ،‬عدنان السيد‪ :‬اجلغرافيا السياسية واالقتصادية والسكانية للعامل‬
‫املعارص‪ ،‬املؤسسة اجلامعية للدراسات والنرش والتوزيع – بريوت‪ ،‬ط (‪،)2‬‬
‫‪1416‬هـ‪1996 /‬م‪.‬‬
‫‪ -123‬احلسيني‪ ،‬صالح سلطان‪ :‬مواقع العرص الربونزي يف مديرية موزع ‪،‬‬
‫ضمن كتاب‪( :‬تعز عاصمة اليمن الثقافية عه مر العصور)‪ ،‬وثائقيات املؤ‪.‬ر‬
‫العلمي االول لكلية اآلداب جامعة تعز ومؤسسة السعيد للعلوم والثقافة‪( ،‬تعز‬
‫عاصمة اليمن الثقافية عه مر العصور) املنعقد يف مدينة تعز ‪ 27-25‬مايو‬
‫‪ ،2009‬ج (‪ ،)1‬مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة‪ -‬تعز‪.2010 ،‬‬
‫‪492‬‬
‫‪ -124‬احلفيان‪ ،‬عوض إبراهيم عبد الرمحن‪ :‬اجلغرافيا العامة للجمهورية اليمنية‬
‫(عوامل التباين والت لف يف البيئة اليمينة)‪ ،‬جامعة صنعاء‪1425 ،‬هـ ‪/‬‬
‫‪2004‬م‪.‬‬

‫‪ -125‬احلامدي‪ ،‬هزاع حممد عبدالله سيف‪ :‬القرابي والنذور يف الديانة اليمنية‬


‫القديمة‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬قسم اآلثار املرصية – كلية اآلثار‪ -‬جامعة‬
‫القاهر ‪1427 ،‬هـ‪2006 /‬م‪.‬‬

‫‪ :--------------------------- -126‬أنبمة التاريخ يف النقوش‬


‫السبئية‪ ،‬رسالة ماجستري‪ ،‬قسم النقوش‪ -‬معهد اآلثار واألنثروبولوجيا‪،‬‬
‫جامعة الريموك‪ -‬األردن‪1417 ،‬هـ‪1997 /‬م‪.‬‬
‫‪ -127‬احلمد‪ ،‬جواد مطر‪ :‬األحوال االجتامعية واالقتصادية يف اليمن القديم‬
‫خالل األلف األول قبل امليالد حتى عشية الغزو احلبيش ‪525‬م‪ ،‬دار الثقافة‬
‫العربية‪ -‬الشارقة‪ ،‬ط (‪2002 ،)1‬م‪.‬‬

‫‪ -128‬احلموي‪ ،‬ياقوت بن عبد اهلل‪ :‬معجم البلدان‪ ،‬دار صاد‪ -‬بريوت‪،‬‬


‫‪1397‬هـ‪1977 /‬م‪.‬‬

‫‪ -129‬احلمريي‪ ،‬نشوان بن سعيد (ت ‪573‬هـ‪1178 /‬م)‪ :‬شمس العلوم ودواء‬


‫كالم العرب من الكلوم‪ ،‬يقيق‪ :‬حسي بن عبدالله العمري‪ ،‬ومطهر بن عيل‬
‫اإلرياين‪ ،‬ويوسف حممد عبدالله‪ ،‬دار الفكر‪ -‬دمشق‪ ،‬ط (‪1420 ،)1‬هـ‪/‬‬
‫‪1999‬م‪.‬‬

‫‪ -130‬احلمريي‪ ،‬نشوان بن سعيد (ت ‪573‬هـ‪1178 /‬م)‪ :‬منتخبات يف أخبار‬


‫اليمن من كتاب شمس العلوم ودواء كالم العرب من الكلوم‪ ،‬يقيق‬
‫وتصحي ‪ :‬عبيم الدين أمحد‪ ،‬منشورات املدينة‪ -‬صنعاء‪ ،‬ط (‪1986 ،)3‬م‪.‬‬
‫‪493‬‬
‫‪ -131‬حنشور‪ ،‬أمحد إبراهيم بن إبراهيم‪ :‬اخلصائا املعامرية للمدينة اليمنية‬
‫القديمة‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬قسم التاريخ‪ -‬كلية اآلداب‪ -‬جامعة عدن‪،‬‬
‫‪1428‬هـ‪2007 /‬م‪.‬‬

‫‪ :------------------------------ -132‬نشوء وتطور العامر‬


‫اليمنية القديمة‪ ،‬رسالة ماجستري‪ ،‬قسم التاريخ‪ -‬كلية اآلداب‪ -‬جامعة عدن‪،‬‬
‫‪2005‬م‪.‬‬

‫‪ -133‬احلويت‪ ،‬وفاء عباس حسن‪ :‬النخل عند األصمعي وابن سيد قديام‬
‫والنخل حديثا‪ ،‬رسالة ماجستري‪ ،‬كلية اللغة العربية‪ ،‬جامعة أم القرى‪ ،‬مكة‬
‫املكرمة‪1404 ،‬هـ‪1983 /‬م‪.‬‬

‫‪ -134‬حيدر‪ ،‬بادية حسي‪ :‬اخلمر يف احليا اجلاهلية ويف الشعر اجلاهيل‪ ،‬رسالة‬
‫ماجستري‪ ،‬اجلامعة األمريكية‪ -‬بريوت‪1986 ،‬م‪.‬‬

‫‪ -135‬اخلرباش‪ ،‬صالحل واالنبعاوي‪ ،‬حممد إبراهيم‪ :‬جيولوجية اليمن‪ ،‬مركز‬


‫عبادي للدراسات والنرش‪ -‬صنعاء‪ ،‬ط (‪1416 ،)1‬هـ‪1996 /‬م‪.‬‬

‫‪ -136‬خطاب‪ ،‬حممد عبداملقصود‪ :‬الصخور من املنشا والتكوين إىل احلنار‬


‫والعامر والفنون‪ ،‬اهليئة املرصية العامة للكتاب‪ -‬القاهر ‪2007 ،‬م‪.‬‬

‫‪ -137‬اخلطراوي‪ ،‬حممد العيد‪ :‬قراء يف دفاتر بعض احلمري‪ ،‬دار الفت للدراسات‬
‫عامن‪ ،‬ط (‪1430 ،)1‬هـ‪2009 /‬م‪.‬‬
‫والنرش‪ّ -‬‬
‫‪ -138‬داديه‪ ،‬حييى عبدالله حييى‪ :‬ألفاظ الزراعة والري يف هلجة منطقة عتمة‬
‫بمحافبة ذمار (دراسة لغوية مقارنة)‪ ،‬رسالة ماجستري‪ ،‬قسم اللغة العربية‪-‬‬
‫كلية الرتبية‪ ،‬جامعة عدن‪2009 ،‬م‪.‬‬

‫‪494‬‬
‫‪ -139‬داود‪ ،‬هالة سليامن عيل‪ :‬فن النحت يف اجلزير العربية منذ ما قبل التاريخ‬
‫وحتى القرن الثالث قبل امليالد‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬قسم تاريخ الفن‪ -‬كلية‬
‫الفنون اجلميلة‪ -‬جامعة حلوان‪2009 ،‬م‪.‬‬

‫‪ -140‬دائر املعارف االسالمية‪ :‬سبا ‪ ،‬ترمجة‪ :‬الشنتناوي‪ ،‬أمحدل إبراهيم زكي‬


‫خورشيد‪ ،‬عبداحلميد يونس‪ ،‬مج (‪( ،)11‬د‪.‬ن)‪( ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬

‫‪ :----------------------- -141‬سقطرى ‪ ،‬ترمجة‪ :‬الشنتناوي‪،‬‬


‫أمحدل إبراهيم زكي خورشيد‪ ،‬عبداحلميد يونس‪ ، :‬مج (‪( ،)11‬د‪.‬ن)‪،‬‬
‫(د‪.‬ت)‪.‬‬

‫‪ -142‬الدباغ‪ ،‬تقي‪ :‬تدجي احليوان استنادا إىل اآلثار املكتشفة يف املواقع‬


‫األثرية ‪ ،‬جملة كلية اآلداب‪ -‬جامعة بغداد‪ ،‬ع (‪1401 ،)30‬هـ‪1981 /‬م‪ ،‬ص ‪.281‬‬

‫‪ -143‬دغيم‪ ،‬سمي ‪ :‬أديان ومعتقدات العرب قبل اإلسالم‪ ،‬موسوعة األديان‬


‫الساموية والوضعية‪ ،‬دار الفكر اللبناين‪ ،‬ط (‪1995 ،)1‬م‪.‬‬

‫‪ -144‬دماج‪ ،‬ليبيا عبدالله ناجي‪ :‬املحاصيل الزراعية يف اليمن القديم (دراسة‬


‫تارخيية)‪ ،‬رسالة ماجستري‪ ،‬قسم التاريخ‪ -‬كلية اآلداب‪ -‬بجامعة صنعاء‪،‬‬
‫‪1430‬هـ‪2009 /‬م‪.‬‬

‫‪ -145‬الدمشقي‪ ،‬أيب بكر بن هبرام‪ :‬جزير العرب يف كتاب (فترص اجلغرافيا‬


‫الكبري)‪ ،‬يقيق‪ :‬مسعد بن سويلم الشامان‪ ،‬إصدارات مركز محد اجلاك‬
‫الثقايف [‪ - ]7‬الرياض‪ ،‬ط (‪1428 ،)1‬هــ‪2007 /‬م‪.‬‬

‫‪ -146‬الدمياطي‪ ،‬حممود مصطفى‪ :‬معجم أسامء النباتات الوارد يف تاج العروس‬


‫للزبيدي‪ ،‬الدار املرصية للتاليف والرتمجة‪ -‬القاهر ‪1965 ،‬م‪.‬‬

‫‪495‬‬
‫‪ -147‬الدمريي‪ ،‬كامل الدين حممد بن موسى‪ :‬حيا احليوان‪ ،‬كتاب اجلمهورية‪-‬‬
‫القاهر ‪1991 ،‬م‪.‬‬

‫‪ -148‬دي ميجريت‪ ،‬أليساندرو‪ :‬فجر التاريخ يف مناطق اليمن الداخلية ‪ ،‬ضمن‬


‫كتاب (اليمن يف بالد ملكة سبا)‪ ،‬ترمجة‪ :‬بدر الدين عرودكي‪ ،‬دار األهاا‪-‬‬
‫دمشق‪1999 ،‬م‪.‬‬

‫‪ -149‬دي ميجريت‪ ،‬اليساندرول وكريستيان روبان ‪ :‬التنقيبات اإليطالية يف يال‬


‫[اليمن الشاما سابقا‪ :‬معطيات جديد حول التسلسل الزمني للحنار‬
‫العربية اجلنوبية قبل االسالم]‪ ،‬ترمجة‪ :‬منري عربش‪ ،‬املركز الفرنيس للدراسات‬
‫اليمنية‪ ،‬معهد البحوث والدراسات حول العامل العريب واالسالمي‪ -‬صنعاء‪/‬‬
‫إكس – إن – بروفانس‪1999 ،‬م‪.‬‬

‫‪ -150‬دي ميغريه‪ ،‬أليساندرو‪ :‬عرص الربونز يف املرتفعات ضمن كتاب (اليمن‬


‫يف بالد ملكة سبا)‪ ،‬ترمجة‪ :‬بدر الدين عردوكي‪ ،‬دار األهاا‪ -‬دمشق‪1999 ،‬م‪.‬‬

‫‪ :-------------------- -151‬فجر التاريخ يف مناطق اليمن‬


‫الداخلية ضمن كتاب (اليمن يف بالد ملكة سبا)‪ ،‬ترمجة‪ :‬بدر الدين عردوكي‪،‬‬
‫دار األهاا‪ -‬دمشق‪1999 ،‬م‪.‬‬

‫‪ :-------------------- -152‬املجموعة املعامرية األثرية يف وادي‬


‫يال (خوالن الطيال‪ ،‬اجلمهورية العربية اليمنية ‪ -‬سابقا)‪ -‬تقرير أوا‪ ،‬املعهد‬
‫االيطاا لدراسات الرشقي األقىص واألوسط‪ ،‬اسميو‪ -‬روما‪1988 ،‬م‪.‬‬

‫‪ -153‬دياب‪ ،‬كوكب‪ :‬املعجم املفصل يف األشجار والنباتات يف لسان العرب‪ ،‬دار‬


‫الكتب العلمية‪ -‬بريوت‪ ،‬ط (‪1421 ،)1‬هـ‪2001 /‬م‪.‬‬

‫‪496‬‬
‫‪ -154‬الرافعي‪ ،‬مصطفى صادق‪ :‬تاريخ آداب العرب‪ ،‬ج (‪ ،)1‬دار الكتب‬
‫العلمية‪ -‬بريوت‪ ،‬ط (‪1421 ،)1‬هـ‪2000/‬م‪.‬‬
‫‪ -155‬الرحامنة‪ ،‬عادل حسي‪ :‬تاريخ دولة سبا منذ القرن العارش قبل امليالد حتى‬
‫القرن الثاين قبل امليالد‪ ،‬رسالة ماجستري‪ ،‬قسم الدراسات العليا التارخيية‬
‫واحلنارية‪ -‬كلية الرشيعة والدراسات اإلسالمية‪ ،‬جامعة أم القرى‪ -‬مكة‬
‫املكرمة‪1410 ،‬هـ‪1990 /‬م‪.‬‬
‫‪ -156‬رمحاين‪ ،‬بلقاسمل وحرفوش مدين‪ :‬الدور املرصي يف جنوب شبه اجلزير‬
‫العربية والرشق اإلفريقي‪ ،‬سلسلة تراث احلنار (‪ ،)1‬زهراء الرشق‪ -‬مرص‪،‬‬
‫‪1997‬م‪.‬‬
‫‪ -157‬رسول‪ ،‬أمحد حبيب‪ :‬دراسات يف اجلغرافية االقتصادية والبرشية لليمن‬
‫(الشطر الشاما)‪ ،‬دار الكلمة – صنعاء‪ ،‬ط (‪1406 ،)2‬هـ‪1985 /‬م‪.‬‬
‫‪ -158‬رشاد‪ ،‬مدحية‪ :‬التسلسل الزمني وأنامط فن الرسوم الصخرية ‪ ،‬ضمن‬
‫كتاب‪ :‬فن الرسوم الصخرية واستيطان اليمن يف عصور ما قبل التاريخ‬
‫(جمموعة مؤلفون)‪ ،‬ترمجة‪ :‬مدحية رشاد‪ ،‬وعزيز عيل األقرع‪ ،‬املركز الفرنيس‬
‫لآلثار والعلوم االجتامعية – صنعاء‪.2007 ،‬‬
‫‪ :-------------- -159‬مواضيع فن الرسم الصخري ‪ ،‬ضمن كتاب‪:‬‬
‫فن الرسوم الصخرية واستيطان اليمن يف عصور ما قبل التاريخ (جمموعة‬
‫مؤلفون)‪ ،‬ترمجة‪ :‬مدحية رشاد‪ ،‬وعزيز عيل األقرع‪ ،‬املركز الفرنيس لآلثار‬
‫والعلوم االجتامعية – صنعاء‪.2007 ،‬‬
‫العرب الشاملية (البرتاء ‪-‬‬ ‫‪ -160‬الرعيني‪ ،‬جميل محود‪ :‬النشاط التجاري يف ال‬
‫تدمر ‪ -‬احلرض)‪ ،‬رسالة ماجستري‪ ،‬قسم التاريخ ‪ -‬كلية اآلداب‪ ،‬جامعة‬
‫صنعاء‪2008 ،‬م‪.‬‬
‫‪497‬‬
‫‪ -161‬روبان‪ ،‬كريستيان‪ :‬منجم الرباض‪ :‬اهلمداين والفنة اليمنية ‪ ،‬ترمجة‪:‬‬
‫حممود قاسم الشعبي‪ ،‬جملة اإلكليل‪ ،‬وزار الثقافة – صنعاء‪ ،‬ع (‪،)36 - 35‬‬
‫يناير – يونيو ‪2010‬م‪.‬‬

‫‪ :---------------- -162‬أوسان ‪ ،‬ترمجة‪ :‬عيل حممد زيد‪ ،‬املوسوعة‬


‫اليمنية‪ ،‬مؤسسة العفيف الثقافية‪ -‬صنعاء‪ ،‬مج (‪ ،)1‬ط (‪1423 ،)2‬هـ‪/‬‬
‫‪2003‬م‪.‬‬

‫‪ :---------------- -163‬تاسيس إمرباطورية‪ .‬السيطر السبئية عه‬


‫املامل األوىل (القرن الثامن – القرن السادس ق‪.‬م) ‪ ،‬ضمن كتاب (اليمن يف‬
‫بالد ملكة سبا)‪ ،‬ترمجة‪ :‬بدر الدين عرودكي‪ ،‬دار األهاا‪ -‬دمشق‪1999 ،‬م‪.‬‬

‫‪ -164‬رودوكاناكيس‪ ،‬لينكولوس‪ :‬احليا العامة للدول العربية اجلنوبية ‪ ،‬ضمن‬


‫كتاب (التاريخ العريب القديم)‪ ،‬ترمجة‪ :‬فؤاد حسني عيل‪ ،‬مراجعة‪ :‬زكي حممد‬
‫حسن‪ ،‬مكتبة النهنة املرصية‪ -‬القاهر ‪1958 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -165‬رودونسون‪ ،‬ماكسيم‪ :‬بالد اليمن يف املصادر الكالسيكية‪ ،‬ترمجة‪ :‬محيد‬
‫العوايض‪ ،‬عبداللطيف األدهم‪ ،‬كتاب ثقايف شهري ‪ ،1‬وزار الثقافة‬
‫والسياحة‪ -‬صنعاء‪2001 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -166‬ريكمنز‪ ،‬جاكل ومولر‪ ،‬ولرتل وعبدالله‪ ،‬يوسف حممد‪ :‬نقوش خشبية قديمة‬
‫من اليمن‪ ،‬جامعة لوفان الكاثوليكية‪ -‬املعهد الرشقي‪ ،‬لوفان اجلديد ‪،‬‬
‫‪1994‬م‪.‬‬

‫‪ -167‬ريكمنس‪ ،‬جاك‪ :‬حنار اليمن قبل اإلسالم ‪ ،‬ترمجة‪ :‬عيل حممد زيد‪،‬‬
‫جملة دراسات يمنية‪ ،‬مركز الدراسات والبحوث اليمني‪ -‬صنعاء‪ ،‬ع (‪،)28‬‬
‫‪1407‬هـ‪1987 /‬م‪.‬‬
‫‪498‬‬
‫‪ -168‬زارنس‪ ،‬يورس‪ :‬أرض اللبان – دراسة ميدانية أثرية يف حمافبة ظفار‬
‫بسلطنة عامن (مرشوع اللجنة الوطنية لإلرشاف عه مس اآلثار يف السلطنة –‬
‫وزار اإلعالم ‪1995 -1990‬م)‪ ،‬مج (‪،)1‬ترمجة‪ :‬معاوية إبراهيم‪ ،‬وعيل‬
‫التجاين الامحي‪ ،‬منشورات جامعة السلطان قابوس‪.‬‬
‫‪ -169‬الزبيدي‪ ،‬حممد مرتىض احلسيني‪ :‬تاج العروس من جواهر القاموس‪ ،‬ج‬
‫(‪ ،)1‬يقيق‪ :‬عبدالستار أمحد فراج‪ ،‬وزار االرشاد واألنباء‪ -‬الكويت‪،‬‬
‫‪1385‬هـ‪1965 /‬م‪.‬‬
‫‪ :------------------------------ -170‬تاج العروس من‬
‫جواهر القاموس‪ ،‬ج (‪ ،)11‬يقيق‪ :‬عبدالكريم العزباوي‪ ،‬وزار اإلعالم‪-‬‬
‫الكويت‪1392 ،‬هـ‪1972 /‬م‪.‬‬
‫‪ :------------------------------ -171‬تاج العروس من‬
‫جواهر القاموس‪ ،‬ج (‪ ،)14‬يقيق‪ :‬عبدالعليم الطحاوي‪ ،‬وزار اإلعالم‪-‬‬
‫الكويت‪1394 ،‬هـ‪1974 /‬م‪.‬‬
‫‪ :------------------------------ -172‬تاج العروس من‬
‫جواهر القاموس‪ ،‬ج (‪ ،)17‬يقيق‪ :‬مصطفى حجازي‪ ،‬وزار اإلعالم‪-‬‬
‫الكويت‪1397 ،‬هـ‪1977 /‬م‪.‬‬
‫‪ :------------------------------ -173‬تاج العروس من‬
‫جواهر القاموس‪ ،‬ج (‪ ،)18‬يقيق‪ :‬عبدالكريم العزباوي‪ ،‬وزار اإلعالم‪-‬‬
‫الكويت‪1399 ،‬هـ‪1979 /‬م‪.‬‬
‫‪ :------------------------------ -174‬تاج العروس من‬
‫جواهر القاموس‪ ،‬ج (‪ ،)24‬يقيق‪ :‬مصطفى حجازي‪ ،‬وزار اإلعالم‪-‬‬
‫الكويت‪1408 ،‬هـ‪1987 /‬م‪.‬‬
‫‪499‬‬
‫‪ :------------------------------ -175‬تاج العروس من‬
‫جواهر القاموس‪ ،‬ج (‪ ،)27‬يقيق‪ :‬مصطفى حجازي‪ ،‬وزار اإلعالم‪-‬‬
‫الكويت‪1313 ،‬هـ‪1993 /‬م‪.‬‬

‫‪ :------------------------------ -176‬تاج العروس من‬


‫جواهر القاموس‪ ،‬ج (‪ ،)28‬يقيق‪ :‬حممود حممد الطناجي‪ ،‬وزار اإلعالم‪-‬‬
‫الكويت‪1413 ،‬هـ‪1993 /‬م‪.‬‬

‫‪ :------------------------------ -177‬تاج العروس من‬


‫جواهر القاموس‪ ،‬ج (‪ ،)3‬يقيق‪ :‬عبدالكريم العزباوي‪ ،‬وزار اإلعالم‪-‬‬
‫الكويت‪ ،‬ط (‪1407 ،)2‬هـ‪1987 /‬م‪.،‬‬

‫‪ :------------------------------ -178‬تاج العروس من‬


‫جواهر القاموس‪ ،‬ج (‪ ،)30‬يقيق‪ :‬مصطفى حجازي‪ ،‬املجلس الوطني‬
‫للثقافة والفنون‪ -‬الكويت‪1419 ،‬هـ‪1998 /‬م‪.‬‬

‫‪ :------------------------------ -179‬تاج العروس من‬


‫جواهر القاموس‪ ،‬ج (‪ ،)31‬يقيق‪ :‬عبدالعليم الطحاوي‪ ،‬املجلس الوطني‬
‫للثقافة والفنون واآلداب‪ -‬الكويت‪ ،‬ط (‪1421 ،)1‬هـ‪2000 /‬م‪.‬‬

‫‪ :------------------------------ -180‬تاج العروس من‬


‫جواهر القاموس‪ ،‬ج (‪ ،)32‬يقيق‪ :‬عبدالكريم العزباوي‪ ،‬املجلس الوطني‬
‫للثقافة والفنون‪ -‬الكويت‪1421 ،‬هـ‪2000 /‬م‪.‬‬
‫‪ :------------------------------ -181‬تاج العروس من‬
‫جواهر القاموس‪ ،‬ج (‪ ،)34‬يقيق‪ :‬عيل هالا‪ ،‬املجلس الوطني للثقافة‬
‫والفنون‪ -‬الكويت‪ ،‬ط (‪1421 ،)1‬هـ‪2001 /‬م‪.‬‬
‫‪500‬‬
‫‪ :------------------------------ -182‬تاج العروس من‬
‫جواهر القاموس‪ ،‬ج (‪ ،)36‬يقيق‪ :‬عبدالكريم العزباوي‪ ،‬املجلس الوطني‬
‫للثقافة والفنون واألدب‪ -‬الكويت‪ ،‬ط (‪1422 ،)1‬هـ‪2001 /‬م‪.‬‬

‫‪ :------------------------------ -183‬تاج العروس من‬


‫جواهر القاموس‪ ،‬ج (‪ ،)38‬يقيق‪ :‬عبدالصبور شاهي‪ ،‬املجلس الوطني‬
‫للثقافة والفنون‪ -‬الكويت‪ ،‬ط (‪1422 ،)1‬هـ‪2001 /‬م‪.‬‬

‫‪ :------------------------------ -184‬تاج العروس من‬


‫جواهر القاموس‪ ،‬ج (‪ ،)39‬يقيق‪ :‬عبداملجيد قطامش‪ ،‬املجلس الوطني‬
‫للثقافة والفنون واآلداب‪ -‬الكويت‪ ،‬ط (‪1422 ،)1‬هـ‪2001 /‬م‪.‬‬

‫‪ :------------------------------ -185‬تاج العروس من‬


‫جواهر القاموس‪ ،‬ج (‪ ،)5‬يقيق‪ :‬مصطفى حجازي‪ ،‬وزار االرشاد‬
‫واألنباء‪ -‬الكويت‪1389 ،‬هـ‪1969 /‬م‪.‬‬

‫‪ :----------------------------- - -186‬تاج العروس من‬


‫جواهر القاموس‪ ،‬ج (‪ ،)7‬يقيق‪ :‬عبدالسالم حممد هارون‪ ،‬وزار االرشاد‬
‫واألنباء‪ -‬الكويت‪ ،‬ط (‪1415 ،)2‬هـ‪1994 /‬م‪.‬‬

‫‪ :------------------------------ -187‬تاج العروس من‬


‫جواهر القاموس‪ ،‬ج (‪ ،)8‬يقيق‪ :‬عبدالعزيز مطر‪ ،‬وزار االرشاد واألنباء‪-‬‬
‫الكويت‪ ،‬ط (‪1414 ،)2‬هـ‪1995 /‬م‪.‬‬
‫‪ -188‬الزبريي‪ ،‬خليل وائل حممد‪ :‬اإلله عثرت يف ديانة سبا (دراسة من خالل‬
‫النقوش واآلثار)‪ ،‬رسالة ماجستري‪ ،‬قسم التاريخ واآلثار‪ -‬كلية اآلداب ‪-‬‬
‫جامعة عدن‪1421 ،‬هـ‪2000 /‬م‪.‬‬
‫‪501‬‬
‫‪ -189‬زكريا‪ ،‬أمحد وصفي‪ :‬رحلتي إىل اليمن‪ ،‬دار الفكر – دمشق‪ ،‬ط (‪،)1‬‬
‫‪1406‬هـ‪1986 ،‬م‪.‬‬

‫‪ -190‬الزوكه‪ ،‬حممد مخيس‪ :‬اجلغرافيا االقتصادية‪ ،‬دار املعرفة اجلامعية‪-‬‬


‫اإلسكندرية‪ ،‬ط (‪( ،)10‬د‪.‬ت)‪.‬‬
‫‪ -191‬زياد ‪ ،‬نقوال‪ :‬دليل البحر اإلرثريي وبار اجلزير العربية البحرية ‪،‬‬
‫دراسات تاريخ اجلزير العربية‪ ،‬الكتاب الثاين‪ ،‬اجلزير العربية قبل اإلسالم‪،‬‬
‫جامعة املل سعود‪ -‬الرياض‪1979 ،‬م‪.‬‬
‫‪ :------------ -192‬عربيات حنار ولغة شبه اجلزير ‪( ،‬د‪.‬ن)‪ ،‬ط (‪،)1‬‬
‫‪1994‬م‪.‬‬
‫‪ -193‬زيدان‪ ،‬جرجي‪ :‬العرب قبل اإلسالم‪ ،‬ج (‪ ،)1‬مطبعة اهلالل‪ -‬مرص‪ ،‬ط‬
‫(‪1922 ،)2‬م‪.‬‬

‫‪ -194‬الزيلعي‪ ،‬أمحد بن عمرل اخلليفة‪ ،‬خليفة بن عبداللهل الشارخ‪ ،‬عبدالله بن‬


‫حممدل الزهراين‪ ،‬عبدالله بن ساملل الرتكي‪ ،‬شاكر بن جاسم‪ :‬آثار منطقة‬
‫جازان‪ ،‬ج (‪ ،)10‬سلسلة آثار اململكة العربية السعودية‪ ،‬وكالة اآلثار‬
‫واملتاحف‪ -‬الرياض‪1423 ،‬هـ‪2003 /‬م‪.‬‬

‫‪ -195‬سامل‪ ،‬عبدالفتاح حممد سعد‪ :‬املناخ ‪ ،‬املوسوعة اليمنية‪ ،‬مؤسسة العفيف‬


‫الثقافية‪ -‬صنعاء‪ ،‬مج (‪ ،)4‬ط (‪1423 ،)2‬هـ‪2003 /‬م‪.‬‬

‫‪ -196‬السباعي‪ ،‬خالد أمحد‪ :‬الامء يف اليمن ‪ ،‬املوسوعة اليمنية‪ ،‬مؤسسة العفيف‬


‫الثقافية ‪ -‬صنعاء‪ ،‬مج (‪،)4‬ط (‪1423 ،)2‬هـ‪2003 /‬م‪.‬‬

‫سحاب‪ ،‬فكتور‪ :‬إيالف قريش رحلة الشتاء والصيف‪ ،‬كومبيونرش واملركز‬


‫‪ -197‬ا‬
‫الثقايف العريب‪ -‬بريوت‪ ،‬ط (‪1992 ،)1‬م‪.‬‬
‫‪502‬‬
‫‪ -198‬الرسوري‪ ،‬نبيل عبدالوهاب عبدالغني‪ :‬احليا العسكرية يف دولة سبا‬
‫(دراسة من خالل نقوش حمرم بلقيس)‪ ،‬إصدارات جامعة صنعاء (‪،)6‬‬
‫‪1425‬هـ‪2004 /‬م‪.‬‬

‫‪ -199‬سعيد‪ ،‬إبراهيم أمحد‪ :‬أسس اجلغرافيا البرشية واالقتصادية‪ ،‬مديرية الكتب‬


‫واملطبوعات اجلامعية‪ -‬منشورات كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية ‪ -‬جامعة‬
‫حلب‪1418 ،‬هـ‪1997 /‬م‪.‬‬

‫‪ :------------------ -200‬أسس اجلغرافيا البرشية واالقتصادية‪،‬‬


‫مديرية الكتب واملطبوعات اجلامعية‪ -‬منشورات كلية اآلداب والعلوم‬
‫اإلنسانية ‪ -‬جامعة حلب‪1418 ،‬هـ‪1997 /‬م‪.‬‬

‫‪ -201‬سعيد‪ ،‬عبدالغني عيل‪ :‬جزير سقطرى ‪ ،‬جملة اإلكليل‪ ،‬وزار الثقافة‪-‬‬


‫صنعاء‪ ،‬ع (‪2002 ،)26‬م‪.‬‬

‫‪ -202‬سعيد‪ ،‬نعامن أمحد‪ :‬القواني العربية القديمة يف لكتي قتبان واحلرض‬


‫(دراسة مقارنة)‪ ،‬املكتب اجلامعي احلديث‪ -‬االسكندرية‪2004 ،‬م‪.‬‬

‫‪ -203‬سعيد‪ ،‬هيثم خورشيد‪ :‬العامر الطينية يف وادي حرضموت ‪ ،‬املوسوعة‬


‫اليمنية‪ ،‬مؤسسة العفيف الثقافية‪ -‬صنعاء‪ ،‬مج (‪ ،)3‬ط (‪1423 ،)2‬هـ‪/‬‬
‫‪2003‬م‪.‬‬
‫‪ -204‬السقاف‪ ،‬محود جعفر‪ :‬أضواء جديد عه التاريخ تبابعة وملوك اليمن‬
‫(ملوك سبا وذي ريدان وحرضموت ويمنة وأعراهبم يف الطود ‪ /‬نجد و مة)‬
‫تاريخ اليمن من أسعد اكامل وحتى أبرهة األرشم (‪ -378‬حواا ‪571‬م)‬
‫دراسة يليلية تارخييو ولغوية‪ ،‬مركز عبادي للدراسات والنرش‪ -‬صنعاء‪ ،‬ط‬
‫(‪1425 ،)1‬هـ‪2004 /‬م‪.‬‬
‫‪503‬‬
‫‪ :----------------- ---- -205‬ملوك سبا وذي ريدان وحرضموت‬
‫ويمنت تاريخ اليمن من شمر يرعش وحتى حسان ملكيكرب حواا ‪– 270‬‬
‫حواا ‪378‬م‪ ،‬مركز عبادي للدراسات والنرش‪ -‬صنعاء‪ ،‬ط (‪1426 ،)1‬هـ‪/‬‬
‫‪2005‬م‪.‬‬
‫‪ -206‬السقاف‪ ،‬عبدالرمحن عمر عبدالرمحن‪ :‬تطور احليا الفكرية لليمنيي‬
‫القدماء‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬قسم التاريخ‪ -‬كلية اآلداب‪ -‬بجامعة صنعاء‪،‬‬
‫‪1428‬هـ‪2007 /‬م‪.‬‬
‫‪ -207‬سقال‪ ،‬ديزيره‪ :‬العرب يف العرص اجلاهيل‪ ،‬دار الصداقة العربية‪ -‬بريوت‪ ،‬ط‬
‫(‪1995 ،)1‬م‪.‬‬
‫‪ -208‬سليم‪ ،‬أمحد أمي‪ :‬العصور احلجرية ما قبل األكات يف مرص والرشق‬
‫األدنى القديم‪ ،‬دار املعرفة اجلامعية‪ -‬السويس‪2000 ،‬م‪.‬‬
‫‪ :------------ -- -209‬جوانب من تاريخ وحنار العرب يف العصور‬
‫القديمة‪ ،‬دار املعرفة اجلامعية‪ -‬مرص‪1997 ،‬م‪.‬‬
‫‪ :------------- -210‬معامل تاريخ العرب قبل اإلسالم‪ ،‬مكتب كريدية‬
‫إخوان‪ -‬بريوت‪( ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬
‫‪ -211‬سليامن‪ ،‬مصطفى حممود‪ :‬رحلة يف أرض سبا‪ ،‬اهليئة املرصية العامة‬
‫للكتاب‪2002 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -212‬سوسة‪ ،‬أمحد‪ :‬حنار العرب ومراحل تطورها عرب العصور‪ ،‬وزار‬
‫اإلعالم‪ ،‬اجلمهورية العراقية‪( ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬
‫‪ -213‬سيد‪ ،‬عبداملنعم عبداحلليم‪ :‬اجلزير العربية ومناطقها وسكاهنا يف النقوش‬
‫القديمة يف مرص ‪ ،‬ضمن كتاب (دراسات يف تاريخ اجلزير )‪ ،‬ج (‪ ،)1‬مطابع‬
‫جامعة الرياض‪ ،‬ط (‪1399 ،)1‬هـ‪1979 /‬م‪.‬‬
‫‪504‬‬
‫‪ :----------------------- -214‬البحر األمحر وظهري يف العصور‬
‫القديمة‪ ،‬يف جمموعة بحوث نرشت يف الدوريات العربية واألوربية‪ ،‬دار‬
‫املعرفة اجلامعية ‪ -‬االسكندرية‪1993 ،‬م‪.‬‬

‫النقود واملسكوكات ‪ ،‬ضمن‬ ‫‪ -215‬سيدوف‪ ،‬الكسندر‪ ،‬دافيدا‪ ،‬بربارا‪ :‬س‬


‫املركزي اليمني‪ ،‬اجلمهورية‬ ‫كتاب (النقود يف اليمن عرب العصور)‪ ،‬البن‬
‫اليمنية‪2004 ،‬م‪.‬‬

‫‪ -216‬سيمونز‪ ،‬إيان ج‪ :‬البيئة واإلنسان عرب العصور‪ ،‬ترمجة‪ :‬السيد حممد عثامن‪،‬‬
‫سلسلة عامل املعرفة‪ ،‬املجلس الوطني للثقافة والفنون واآلداب‪ ،‬الكويت‪ ،‬ع‬
‫(‪ ،)222‬يونيو ‪1997‬م‪.‬‬

‫‪ -217‬شاربونيه‪ ،‬جوليان‪ :‬الري يف اليمن ما قبل اإلسالم (حالة األبحاث‬


‫اجلارية يف الكتابات الغربية) ‪ ،‬جملة حوليات يمنية‪ ،‬املعهد الفرنيس لآلثار‬
‫والعلوم االجتامعية بصنعاء‪ ،‬ع (‪2009 ،)4‬م‪.‬‬

‫‪ -218‬الشارخ‪ ،‬عبدالله حممد‪ :‬عصور ما قبل التاريخ يف اجلزير العربية ‪ ،‬ضمن‬


‫كتاب (الكتاب املرجع يف تاريخ األمة العربية)‪ ،‬مج (‪ )1‬اجلذور والبدايات ‪،‬‬
‫املنبمة العربية للرتبية والثقافة والعلوم ‪ -‬تونس‪2005 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -219‬شاكر‪ ،‬حممود‪ :‬شبه جزير العرب ‪ -1-‬عسري‪ ،‬املكتب اإلسالمي‪-‬‬
‫بريوت‪ ،‬ط (‪1401 ،)3‬هـ‪1981 /‬م‪.‬‬
‫‪ -220‬شاهي‪ ،‬عالء الدين عبد املحسن‪ :‬تاريخ اخلليج واجلزير العربية القديم‪،‬‬
‫ذات السالسل للنرش‪ -‬الكويت‪ ،‬ط (‪1418 ،)1‬هـ‪1997 /‬م‪.‬‬

‫‪ -221‬الشتلة‪ ،‬إبراهيم يوسف أمحد‪ :‬محالت الرومان عه اجلزير العربية ‪ ،‬جملة‬


‫الدار ‪ ،‬ع (‪ ،)3‬دار املل عبدالعزيز‪ -‬الرياض‪1404 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪505‬‬
‫‪ -222‬الرشجبي‪ ،‬مجال عبدالواسع‪ :‬اليمن يف عهد املكرب السبئي كرب إل وتر‬
‫بن ذمر عيل القرن السابع قبل امليالد‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬جامعة بغداد ‪-‬‬
‫العراق‪1998 ،‬م‪.‬‬

‫‪ -223‬الرشجبي‪ ،‬رضوان عبدالواحد‪ :‬مقدمة تارخيية عن التعدين واملناجم‬


‫القديمة يف اليمن‪ ،‬هيئة املساحة اجليولوجية والثروات املعدنية‪ ،‬اجلمهورية‬
‫اليمنية‪2001 ،‬م‪.‬‬

‫‪ -224‬الرشعبي‪ ،‬عبدالغني عيل سعيد‪ :‬العالقات اليمنية املرصية من خالل‬


‫الشواهد األثرية واألدلة التارخيية منذ القرن الثامن قبل امليالد وحتى القرن‬
‫السادس امليالدي‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية اآلثار‪ -‬جامعة القاهر ‪1995 ،‬م‪.‬‬

‫‪ -225‬الرشعبي‪ ،‬فوزية محود‪ :‬أهم النباتات الطبية يف اليمن ‪ ،‬جملة اليمن‪ ،‬ع‬
‫(‪ ،)6‬س (‪ ،)5‬مركز البحوث والدراسات اليمنية – جامعة عدن‪1996 ،‬م‪.‬‬

‫القوافل التجارية يف شامل اجلزير‬ ‫‪ -226‬رشف الدين‪ ،‬أمحد حسي‪ :‬مسال‬


‫العربية وجنوهبا ‪ ،‬دراسات يف تاريخ اجلزير العربية‪ ،‬الكتاب الثاين‪ ،‬اجلزير‬
‫العربية‪ ،‬مطابع جامعة املل سعود‪ ،‬ط (‪1404 ،)1‬هـ‪1984 /‬م‪.‬‬

‫‪ -227‬رشف الدين‪ ،‬أمحد حسي‪ :‬اليمن عرب التاريخ من القرن الرابع عرش قبل‬
‫امليالد وحتى القرن العرشين‪ ،‬مطبعة السنة املحمدية‪ -‬القاهر ‪ ،‬ط (‪،)2‬‬
‫‪1384‬هـ‪1964 /‬م‪.‬‬
‫‪ :----------------------- -228‬تاريخ اليمن الثقايف‪ ،‬إصدارات‬
‫جامعة صنعاء‪2004 ،‬م‪.‬‬
‫‪ :----------------------- -229‬تاريخ اليمن الثقايف‪ ،‬ج (‪ ،)3‬دار‬
‫النهنة العربية‪ -‬القاهر ‪1967 ،‬م‪.‬‬
‫‪506‬‬
‫‪ -230‬شعيب‪ ،‬مروان بن غازي صال ‪ :‬دولة كند نشا ا وتطورها وعالقا ا‬
‫داخل شبه اجلزير العربية وخارجها يف عرص ما قبل االسالم‪ ،‬رسالة‬
‫ماجستري‪ ،‬قسم الدراسات العليا التارخيية واحلنارية‪ -‬كلية الرشيعة‬
‫والدراسات االسالمية‪ -‬جامعة أم القرى‪ -‬مكة املكرمة‪1426 ،‬هـ‪2005 /‬م‪.‬‬

‫‪ -231‬الشامحي‪ ،‬عبدالله بن عبدالوهاب املجاهد‪ :‬اليمن اإلنسان واحلنار ‪،‬‬


‫إصدارات وزار الثقافة والسياحة‪ -‬صنعاء‪2004 ،‬م‪.‬‬

‫‪ -232‬الشامع‪ ،‬عمر بن أمحد‪ :‬ك االكار يف معرفة اجلواهر واالحجار‪ ،‬فطوط‪،‬‬


‫حمفوظ بجامعة املل سعود‪ ،‬كتب يف القرن ‪ 13‬هـ تقديرا‬

‫‪ -233‬الشمريي‪ ،‬كامل عبدالفتاح‪ :‬النباتات الطبية يف اليمن ‪ ،‬املوسوعة اليمنية‪،‬‬


‫مؤسسة العفيف الثقافية‪ -‬صنعاء‪ ،‬مج (‪ ،)4‬ط (‪1423 ،)2‬هـ‪2003 /‬م‪.‬‬

‫‪ -234‬شهاب‪ ،‬حسن صال ‪ :‬أضواء عه تاريخ اليمن البحري‪ ،‬دار العود ‪-‬‬
‫بريوت‪ ،‬ط (‪1981 ،)2‬م‪.‬‬

‫‪ -235‬الشيبة‪ ،‬عبد اهلل حسن‪ :‬ترمجات يامنية‪ ،‬سلسلة دراسات يف تاريخ اليمن‬
‫القديم [‪ ،]2‬دار الكتاب اجلامعي‪ -‬صنعاء‪ ،‬ط (‪2008 ،)1‬م‪.‬‬

‫‪( :------------------- -236‬ي م ن ت) يف النقوش اليمنية‬


‫القديمة املعنى والداللة ‪ ،‬دراسات سبئية – دراسات يف اآلثار والنقوش‬
‫والتاريخ مهدا إىل يوسف حممد عبدالله‪ ،‬ألساندرو دي ميجريه‪ ،‬كريستيان‬
‫روبان بمناسبة بلوغهم الستي عاما‪ ،‬صنعاء‪ -‬نابوا‪2005 ،‬م‪.‬‬

‫‪ :------------------- -237‬كدد ‪ ،‬املوسوعة اليمنية‪ ،‬مؤسسة‬


‫العفيف الثقافية ‪ -‬صنعاء‪ ،‬مج (‪ ،)3‬ط (‪1423 ،)2‬هـ‪2003 /‬م‪.‬‬

‫‪507‬‬
‫‪ :------------------- -238‬دراسات يف تاريخ اليمن القديم‪ ،‬مكتبة‬
‫الوعي الثوري للطباعة والنرش‪ -‬تعز‪ ،‬اجلمهورية اليمنية‪ ،‬ط (‪1999 ،)1‬م‪-‬‬
‫‪2000‬م‪.‬‬

‫‪ :------------------- -239‬دور اهلمداين يف اجلغرافية التارخيية‬


‫لليمن القديم ‪ ،‬جملة دراسات يمنية‪ ،‬ع (‪ ،)33‬مركز الدراسات والبحوث‪-‬‬
‫صنعاء‪1988 ،‬م‪.‬‬

‫القديمة يف جنويب اجلزير العربية‪ ،‬ترمجة‪:‬‬ ‫‪ -240‬شيبامن‪ ،‬كالوس‪ :‬تاريخ املامل‬


‫فاروق إسامعيل‪2001 ،‬م‪.‬‬

‫‪ -241‬الشيخ‪ ،‬حسي‪ :‬العرب قبل اإلسالم‪ ،‬سلسلة دراسات يف تاريخ احلنارات‬


‫القديمة‪ ،‬سلسلة رقم (‪ ،)4‬دار املعرفة اجلامعية‪ -‬اإلسكندرية‪1993 ،‬م‪.‬‬

‫‪ -242‬صال ‪ ،‬عبدالعزيز‪ :‬تاريخ شبه اجلزير العربية يف عصورها القديمة‪ ،‬مكتبة‬


‫األنجلو املرصية‪1992 ،‬م‪.‬‬

‫‪ -243‬الصايدي‪ ،‬أمحد قايد‪ :‬اليمن الشعب واألرض واحلنار ‪ ،‬جملة دراسات‬


‫يمنية‪ ،‬مركز الدراسات والبحوث اليمني‪ ،‬ع (‪1411 ،)42‬هـ‪1990 /‬م‪.‬‬

‫‪ -244‬صربي‪ ،‬أمحد حممدل داود‪ ،‬أمحد حممود‪ :‬االحجار الكريمة‪ ،‬مؤسسة‬


‫الكويت للتقدم العلمي – إدار الثقافة العلمية‪ -‬الكويت‪ ،‬ط (‪1989 ،)2‬م‪.‬‬

‫‪ -245‬الصدر‪ ،‬حممد باقر‪ :‬اقتصادنا‪ ،‬دار الكتاب اللبناين‪ -‬بريوت‪ ،‬ط (‪،)1‬‬
‫‪1982‬م‪.‬‬

‫‪ -246‬صدقه‪ ،‬إبراهيم صال عامر‪ :‬آهلة سبا كام ترد يف نقوش حمرم بلقيس‪ ،‬رسالة‬
‫ماجستري‪ ،‬جامعة الريموك‪ -‬األردن‪1994 ،‬م‪.‬‬
‫‪508‬‬
‫‪ -247‬الصلوي‪ ،‬إبراهيم حممد‪ :‬أعالم يامنية قديمة مركبة ‪ ،‬ريدان حولية‬
‫النقوش واآلثار اليمنية القديمة‪ ،‬ع (‪ ،)6‬مطابع معهد البحوث والدراسات‬
‫حول العامل العريب واالسالمي (‪ ،)I.R.E.M.A.M‬ومؤسسة ريدان‬
‫للدراسات األثرية‪ -‬عدن‪1994 ،‬م‪.‬‬

‫‪ :---------------------- -248‬نقش سبئي جديد من نقوش‬


‫إشهار ملكية أرض زراعية من قرية سوآت بمديرية خارف دراسة يف دالالته‬
‫اللغوية واالجتامعية والدينية (الصلوي ‪ ، )4‬جملة كلية اآلداب‪ -‬جامعة‬
‫صنعاء‪ ،‬مج (‪ ،)32‬ع (‪ ،)2‬يوليو – ديسمرب‪2009 ،‬م‪.‬‬

‫‪ -249‬الصمد‪ ،‬واض ‪ :‬الصناعات واحلرف عند العرب يف العرص اجلاهيل‪،‬‬


‫املؤسسة اجلامعية للدراسات والنرش والتوزيع‪ -‬بريوت‪ ،‬ط (‪1402 ،)1‬هـ‪/‬‬
‫‪1981‬م‪.‬‬

‫‪ -250‬العبادي‪ ،‬أمحد صال حممد‪ :‬اليمن يف املصادر القديمة اليونانية والرومانية‬


‫‪ 485‬ق‪.‬م – ‪100‬م‪ ،‬وزار الثقافة والسياحة – صنعاء‪1425 ،‬هـ‪2004 /‬م‪.‬‬

‫‪ -251‬عبادي‪ ،‬نبيل عبداللطيف‪ :‬اإلنسان والبيئة الطبيعية يف اليمن‪ ،‬مركز عبادي‬


‫للدراسات‪ ،‬دار الكتب العربية‪ ،‬اجلمهورية اليمنية‪ ،‬ط (‪1414 ،)1‬هـ‪/‬‬
‫‪1993‬م‪.‬‬

‫‪ -252‬عباس‪ ،‬شهاب حمسن‪ :‬جغرافية الرتبة يف اليمن‪ ،‬مركز عبادي للدراسات‬


‫والنرش‪ -‬صنعاء‪ ،‬ط (‪1416 ،)1‬هـ‪1996 /‬م‪.‬‬

‫‪ :------------------- -253‬جغرافية اليمن الطبيعية‪ ،‬مؤسسة‬


‫الزهريي التعليمية ‪ -‬صنعاء‪1994 ،‬م‪.‬‬

‫‪509‬‬
‫‪ -254‬عباس‪ ،‬شهاب حمسن‪ ،‬و جابر عيل السنباين‪ :‬مدخل إىل جيومورفولوجية‬
‫اليمن‪ ،‬مركز عبادي للطباعة والنرش‪ -‬صنعاء‪ ،‬ط (‪1999 ،)1‬م‪.‬‬
‫‪ -255‬عبد احلميد‪ ،‬سعد زغلول‪ :‬يف تاريخ العرب قبل اإلسالم‪ ،‬دار النهنة‬
‫العربية‪ -‬بريوت‪1976 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -256‬عبدالعليم‪ ،‬مصطفى كامل‪ :‬بار اجلزير العربية مع مرص يف املواد‬
‫العطرية يف العرصين اليوناين والروماين ‪ ،‬دراسات يف تاريخ اجلزير العربية‪،‬‬
‫الكتاب الثاين‪ ،‬اجلزير العربية‪ ،‬مطابع جامعة املل سعود‪ ،‬ط (‪1404 ،)1‬هـ‪/‬‬
‫‪1984‬م‪.‬‬
‫‪ -257‬عبدالله‪ ،‬قيس يوسف حممد‪ :‬العلب (السدر) ‪ ،‬املوسوعة اليمنية‪،‬‬
‫مؤسسة العفيف الثقافية‪ -‬صنعاء‪ ،‬مج (‪ ،)3‬ط (‪1423 ،)2‬هـ‪2003 /‬م‪.‬‬
‫‪ -258‬عبدالله‪ ،‬السيد حممد السعيد‪ :‬النشاط التجاري لشعوب شبه اجلزير‬
‫العربية خالهلا الفرت املمتد من بداية األلف األول ق‪.‬م حتى منتصف القرن‬
‫السادس امليالدي‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬قسم شبه اجلزير – املعهد العاا‬
‫حلنارات الرشق القديم – جامعة الزقازيق‪ ،‬مرص‪1999 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -259‬عبدالله‪ ،‬يوسف حممد‪. :‬نع ‪ ،‬املوسوعة اليمنية‪ ،‬مؤسسة العفيف‬
‫الثقافية‪ -‬صنعاء‪ ،‬مج (‪ ،)1‬ط (‪1423،)2‬هـ‪2003 /‬م‪.‬‬
‫‪ :----------------- -260‬خط الزبور اليامين والنقوش اخلشبية ‪،‬‬
‫ضمن كتاب‪( :‬نقوش خشبية قديمة من اليمن)‪ ،‬جمموعة مؤلفي‪ ،‬جامعة لوفان‬
‫الكاثوليكية‪ -‬املعهد الرشقي‪ ،‬لوفان اجلديد ‪1994 ،‬م‪.‬‬
‫‪ :----------------- -261‬خط املسند والنقوش اليمنية القديمة –‬
‫دراسة لكتابة يمنية قديمة منقوشة عه اخلشب (احللقة الثانية) ‪ ،‬جملة اليمن‬
‫اجلديد‪ ،‬وزار اإلعالم والثقافة‪ -‬صنعاء‪ ،‬ع (‪ ،)6‬س (‪ ،)15‬يونيو ‪1986‬م‪.‬‬
‫‪510‬‬
‫‪ :----------------- -262‬سبا ‪ ،‬املوسوعة اليمنية‪ ،‬مؤسسة العفيف‬
‫الثقافية – صنعاء‪ ،‬مج (‪ ،)3‬ط (‪1423 ،)2‬هـ‪2003 /‬م‪.‬‬
‫‪ :----------------- -263‬سقطرى ‪ ،‬املوسوعة اليمنية‪ ،‬مؤسسة‬
‫العفيف الثقافية‪ -‬صنعاء‪ ،‬مج (‪ ،)3‬ط (‪1423 ،)2‬هـ‪2003 /‬م‪.‬‬
‫‪ :----------------- -264‬طريق اللبان التجاري ‪ ،‬جملة اليمن‬
‫اجلديد‪ ،‬وزار اإلعالم والثقافة – صنعاء‪ ،‬س (‪ ،)15‬مجادي الثاين ‪ 1406‬هـ‪/‬‬
‫فرباير ‪1976‬م‪.‬‬
‫عم تتحدث النقوش اليمنية؟ (احللقة‬
‫ا‬ ‫‪:----------------- -265‬‬
‫األوىل)‪ ،‬جملة اليمن اجلديد‪ ،‬وزار االعالم والثقافة‪ ،‬اجلمهورية العربية اليمنية‬
‫– سابقا‪ -‬صنعاء‪ ،‬ع (‪ ،)3‬س (‪.)9‬‬
‫‪ :----------------- -266‬مدونة النقوش اليمنية القديمة ‪ ،‬جملة‬
‫اإلكليل‪ ،‬ع (‪ ،)4 -3‬وزار اإلعالم والثقافة – صنعاء‪1409 ،‬هـ‪1988 /‬م‪.‬‬
‫‪ :----------------- -267‬مدونة النقوش اليمنية القديمة ‪ ،‬جملة‬
‫دراسات يمنية‪ ،‬ع (‪ ،)2‬مركز الدراسات والبحوث اليمني‪ -‬صنعاء‪ ،‬مارس‬
‫‪1979‬م‪.‬‬
‫‪ :----------------- -268‬مدونة النقوش اليمنية القديمة ‪ ،‬جملة‬
‫دراسات يمنية‪ ،‬ع (‪ ،)3‬مركز الدراسات والبحوث اليمني‪ -‬صنعاء‪ ،‬أكتوبر‬
‫‪1979‬م‪.‬‬
‫‪ :----------------- -269‬نقش القصيد احلمريية أو ترنيمة الشمس‬
‫(صور من األدب الديني يف اليمن القديم) ‪ ،‬ريدان حولية النقوش واآلثار‬
‫اليمنية القديمة‪ ،‬ع (‪ ،)5‬املركز اليمني لألبحاث الثقافية واآلثار واملتاحف –‬
‫عدن‪1988 ،‬م‪.‬‬
‫‪511‬‬
‫‪ :----------------- -270‬أوراق يف تاريخ اليمن القديم وآثاره‪ ،‬دار‬
‫الفكر املعارص‪ -‬بريوت‪ ،‬ط (‪1411 ،)2‬هـ‪1990 /‬م‪.‬‬

‫‪ -271‬العبودي‪ ،‬حممد بن نارص‪ :‬معجم احليوان عند العامة‪ ،‬ج (‪ ،)2 ،1‬مكتبة‬
‫املل فهد الوطنية‪ -‬الرياض‪1432 ،‬هـ‪2011 /‬م‪.‬‬

‫‪ -272‬عبودي‪ ،‬هنري س‪ :‬معجم احلنارات السامية‪ ،‬جروس برس‪ -‬لبنان‪ ،‬ط‬


‫(‪1411 ،)2‬هـ‪1991 /‬م‪.‬‬

‫‪ -273‬العتيبي‪ ،‬حممد بن سلطان‪ :‬التنبيامت واملعارك احلربية يف سبا (من خالل‬


‫النصوص منذ القرن السادس ق‪.‬م حتى القرن السادس امليالدي)‪ ،‬وزار‬
‫الرتبية والتعليم‪ ،‬وكالة اآلثار واملتاحف – الرياض‪ ،‬ط (‪1427 ،)1‬هـ‪/‬‬
‫‪2006‬م‪.‬‬

‫‪ -274‬عثامن‪ ،‬عبداحلكيم أمحد‪ :‬العقيق اليامين ‪ ،‬املوسوعة اليمنية‪ ،‬مؤسسة‬


‫العفيف الثقافية‪ -‬صنعاء‪ ،‬مج (‪ ،)3‬ط (‪1423 ،)2‬هـ‪2003 /‬م‪.‬‬

‫‪ -275‬عربش‪ ،‬منري‪ :‬إل رشح حينب ‪ ،‬املوسوعة اليمنية‪ ،‬مؤسسة العفيف‬


‫الثقافية ‪ -‬صنعاء‪ ،‬مج (‪ ،)3‬ط (‪1423 ،)2‬هـ‪2003 /‬م‪.‬‬

‫‪ -276‬عربش‪ ،‬منريل و فونتي‪ ،‬أوج‪ :‬حواب ال وادي اجلوف ‪ ،‬ضمن كتاب‬


‫(اليمن مدن الكتابات املسندية)‪ ،‬املعهد الفرنيس لآلثار والعلوم االجتامعية‬
‫بصنعاء‪( ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬

‫‪ -277‬عربش‪ ،‬منريل وأودوان‪ ،‬ريمي‪ :‬املتحف الوطني بصنعاء جمموعة القطع‬


‫النقشية األثرية من مواقع اجلوف‪ ،‬ج (‪ ،)2‬منبمة اليونيسكو‪ ،‬والصندوق‬
‫االجتامعي للتنمية‪ ،‬مطابع برنت آرت – صنعاء‪2007 ،‬م‪.‬‬

‫‪512‬‬
‫‪ -278‬عربش‪ ،‬منريل وشيتيكات‪ ،‬جرييمي‪ :‬جمموعة القطع األثرية من حمافبة‬
‫اجلوف يف املتحف الوطني بصنعاء‪ ،‬إصدارات املعهد الفرنيس لآلثار والعلوم‬
‫االجتامعية – صنعاء‪2006 ،‬م‪.‬‬

‫اخلتام يف من‬ ‫‪ -279‬العريش‪ ،‬حسي بن أمحد‪ :‬كتاب بلوغ املرام يف رشح مس‬
‫وإمام‪ ،‬عنى بنرش األب أنستاس ماري الكرميل‪،‬‬ ‫اليمن من َمل‬ ‫توىل مل‬
‫دار إحياء الرتاث العريب‪ -‬بريوت‪( ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬

‫‪ -280‬العروه‪ ،‬حممد عيل‪ :‬أثافت ‪ ،‬املوسوعة اليمنية‪ ،‬مؤسسة العفيف‬


‫الثقافية‪ -‬صنعاء‪ ،‬مج (‪ ،)1‬ط (‪1423 ،)2‬هـ‪2003 /‬م‪.‬‬

‫‪ -281‬العروه‪ ،‬حممد عيلل و املقحفي‪ ،‬ابراهيم أمحد‪َ :‬م ْو َزع ‪ ،‬املوسوعة‬


‫اليمنية‪ ،‬مؤسسة العفيف الثقافية‪ -‬صنعاء‪ ،‬مج (‪ ،)4‬ط (‪1423 ،)2‬هـ‪/‬‬
‫‪2003‬م‪.‬‬

‫‪ -282‬العريقي‪ ،‬منري عبد اجلليل‪ :‬الفن املعامري والفكر الديني يف اليمن القديم‬
‫(من ‪1500‬ق‪.‬م حتى ‪ 600‬م)‪ ،‬مكتبة مدبوا‪ -‬القاهر ‪2002 ،‬م‪.‬‬

‫‪ -283‬عسالن‪ ،‬عبدالوهاب حممد‪ :‬غيول صنعاء (دراسة تارخيية أثرية وثائقية)‪،‬‬


‫دار الفكر‪ -‬دمشق‪ ،‬ط (‪1421 ،)1‬هـ‪2000 /‬م‪.‬‬

‫‪ -284‬عطبوش‪ ،‬عبدالله عيل الفيش‪ :‬الرصاع بي املامل اليمنية القديمة (أسبابة‬


‫ونتائجه من القرن ‪ 2 – 7‬ق‪.‬م)‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬قسم التاريخ‪ -‬كلية‬
‫اآلداب والعلوم اإلنسانية‪ -‬جامعة دمشق‪ ،‬ربيع أول ‪1429‬هـ‪ /‬مارس‬
‫‪2008‬م‪.‬‬

‫‪ -285‬العالمات‪ ،‬حممود جالل‪ :‬السبئيون وسد مارب‪ ،‬جد ‪ ،‬ط (‪1404 ،)1‬هـ‪.‬‬

‫‪513‬‬
‫‪ -286‬علوي‪ ،‬نارص خرسو‪ :‬سفر نامة‪ ،‬ترمجة‪ :‬حييى اخلشاب‪ ،‬اهليئة املرصية‬
‫العامة للكتاب‪ ،‬ط (‪1993 ،)2‬م‪.‬‬

‫‪ -287‬عيل‪ ،‬جواد‪ :‬مصطلحات الزراعة والري يف كتابات املسند ‪ ،‬جملة االكليل‪،‬‬


‫وزار اإلعالم والثقاف‪ -‬صنعاء‪ ،‬ع (‪ ،)1‬س (‪1408 ،)6‬هـ‪1988 /‬م‪.‬‬

‫‪ :--------- -288‬املفصل يف تاريخ العرب يف تاريخ العرب قبل اإلسالم‪،‬‬


‫جامعة بغداد‪ ،‬ط (‪1413 ،)2‬هـ‪1993 /‬م‪.‬‬

‫‪ -289‬عيل‪ ،‬عباس سيد أمحد حممد‪ :‬األرض والسكان واحلنار يف جزير‬


‫العرب ‪ ،‬ضمن كتاب (الكتاب املرجع يف تاريخ األمة العربية)‪ ،‬مج (‪)1‬‬
‫اجلذور والبدايات ‪ ،‬املنبمة العربية للرتبية والثقافة والعلوم ‪ -‬تونس‪،‬‬
‫‪2005‬م‪.‬‬

‫‪ -290‬العمروي‪ ،‬عمر بن غرامة‪ :‬منطقة تثليث وما حوهلا عرب العصور‪ ،‬دار‬
‫الطحاوي للنرش ‪ -‬الرياض‪1424 ،‬هـ‪.‬‬

‫‪ -291‬العمري‪ ،‬حسي عبد اهللل والبعداين‪ ،‬مجيل‪ :‬الطيـور يف اليمـن ‪ ،‬املوسوعة‬


‫اليمنية‪ ،‬مؤسسة العفيف الثقافية‪ -‬صنعاء‪ ،‬مج (‪ ،)3‬ط (‪1423 ،)2‬هـ‪/‬‬
‫‪2003‬م‪.‬‬
‫‪ -292‬العمري‪ ،‬هادي صال نارص‪ :‬طريق البخور القديم من نجران إىل البرتاء‬
‫وآثار اليمن االقتصادية عليه‪ ،‬وزار الثقافة والسياحة‪ -‬صنعاء‪1425 ،‬هـ‪/‬‬
‫‪2004‬م‪.‬‬
‫األمصار‬ ‫األبصار يف ال‬ ‫‪ -293‬العمري‪ ،‬ابن فنل اهلل (ت ‪749‬هـ)‪ :‬مسال‬
‫يف احليوان والنبات واملعادن‪ ،‬يقيق‪ :‬عبداحلميد صال محدان‪ ،‬مكتبة مدبوا‬
‫– مرص‪ ،‬ط (‪1996 ،)2‬م‪.‬‬
‫‪514‬‬
‫‪ -294‬العمري‪ ،‬حسي عبدالله‪ :‬كمران ‪ ،‬املوسوعة اليمنية‪ ،‬املوسوعة اليمنية‪،‬‬
‫مؤسسة العفيف الثقافية‪ -‬صنعاء‪ ،‬مج (‪ ،)4‬ط (‪1423 ،)2‬هـ‪2003 /‬م‪.‬‬

‫الرس ‪ ،‬املوسوعة‬
‫‪ -295‬العمري‪ ،‬حسي عبداللهل املقحفي‪ ،‬إبراهيم أمحد‪ِّ :‬‬
‫اليمنية‪ ،‬مؤسسة العفيف الثقافية ‪ -‬صنعاء‪ ،‬مج (‪ ،)3‬ط (‪1423 ،)2‬هـ‪/‬‬
‫‪2003‬م‪.‬‬

‫‪ -296‬العمري‪ ،‬حسي‪ ،‬ومطهر اإلرياين‪ ،‬ويوسف حممد عبدالله‪ :‬يف صفة بالد‬
‫اليمن عرب العصور(من القرن السابع قبل امليالد إىل هناية القرن التاسع عرش)‪،‬‬
‫دار الفكر املعارص‪ -‬بريوت‪ ،‬ط (‪1990 ،)1‬م‪.‬‬

‫‪ -297‬العمييس‪ ،‬فنل حممد حمسن‪ :‬الزخارف واملنحوتات احلجرية يف الفرت‬


‫احلمريية (‪ 115‬ق‪.‬م – ‪525‬م) حمافبة ذمار‪ -‬اليمن‪ ،‬رسالة ماجستري‪ ،‬آثار ما‬
‫قبل اإلسالم – املعهد الوطني لعلوم اآلثار والرتاث‪ -‬اململكة املغربية‪،‬‬
‫‪2008 -2007‬م‪.‬‬

‫‪ -298‬عنان‪ ،‬زيد بن عيل‪ :‬تاريخ حنار اليمن القديم‪ ،‬املطبعة السلفية‪ ،‬ط (‪،)1‬‬
‫‪1396‬هـ‪.‬‬

‫‪ -299‬العودي‪ ،‬محود‪ :‬البيئة اليمنية ‪ ،‬املوسوعة اليمنية‪ ،‬مؤسسة العفيف‬


‫الثقافية‪ -‬صنعاء‪ ،‬مج (‪ ،)1‬ط (‪1423 ،)2‬هـ‪2003 /‬م‪.‬‬

‫‪ :----------- -300‬املوقف االجتامعي باه الغابات واألشجار احلراجية‬


‫يف اليمن ‪ ،‬جملة كلية اآلداب‪ ،‬جامعة صنعاء‪ ،‬ع (‪1994 ،)16‬م‪.‬‬

‫‪ :---------- -301‬املجتمع اليمني (بحث يف التكوين االجتامعي‬


‫االقتصادي القديم ومتغرياته املختلفة)‪ ،‬جامعة عدن‪ ،‬ط (‪1986 ،)1‬م‪.‬‬

‫‪515‬‬
‫‪ -302‬عوض اهلل‪ :‬حممد فتحي‪ :‬اإلنسان والثروات املعدنية‪ ،‬سلسة عامل املعرفة‪،‬‬
‫املجلس الوطني للثقافة والفنون واآلداب‪ -‬الكويت‪ ،‬ع (‪ ،)33‬سبتمرب‬
‫‪1980‬م‪.،‬‬

‫‪ :-------------------- -303‬املعادن والصخور واحلفريات‪ ،‬اهليئة‬


‫املرصية العامة للكتاب‪1994 ،‬م‪.‬‬

‫‪ -304‬غالب‪ ،‬عبده عثامن‪ :‬العصور الربونزية ‪ ،‬املوسوعة اليمنية‪ ،‬مؤسسة‬


‫العفيف الثقافية‪ -‬صنعاء‪ ،‬مج (‪ ،)3‬ط (‪1423 ،)2‬هـ‪2003 /‬م‪.‬‬

‫‪ :---------------- -305‬عصور ما قبل التاريخ ‪ ،‬املوسوعة اليمنية‪،‬‬


‫مؤسسة العفيف الثقافية‪ -‬صنعاء‪ ،‬مج (‪ ،)3‬ط (‪1423 ،)2‬هـ‪2003 /‬م‪.‬‬

‫‪ -306‬الغريري‪ ،‬عبد العباس فنيخل و الصاحلي‪ ،‬سعدية عاكول‪ :‬جغرافية‬


‫الغالف احليوي (النبات واحليوان)‪ ،‬دار صفاء للنرش والتوزيع – َع اامن‪ ،‬ط‬
‫(‪1419 ،)1‬هـ‪1998 /‬م‪.‬‬

‫‪ -307‬الغريري‪ ،‬عبد العباس فنيخل والقييس‪ ،‬عيل مصطفىل وعاكول‪ ،‬سعديةل‬


‫والعشاوي‪ ،‬عبد احلكيمل واجلمر ‪ ،‬قائد‪ :‬جغرافية اليمن‪ ،‬املكتبة املركزية ‪-‬‬
‫تعز‪ ،‬ط (‪2000 ،)1‬م‪.‬‬
‫‪ -308‬غالب‪ ،‬حممد السيد‪ :‬التجار يف عرص ما قبل اإلسالم ‪ ،‬دراسات يف‬
‫تاريخ اجلزير العربية‪ ،‬الكتاب الثاين‪ ،‬اجلزير العربية‪ ،‬مطابع جامعة املل‬
‫سعود‪ ،‬ط (‪1404 ،)1‬هـ‪19884 /‬م‪.‬‬
‫‪ -309‬الغنيم‪ ،‬عبد اهلل يوسف‪ :‬أقاليم اجلزير العربية بي الكتابات العربية‬
‫القديمة والدراسات املعارص ‪ ،‬جامعة الكويت‪ -‬الكويت‪1401 ،‬هـ‪/‬‬
‫‪1981‬م‪.‬‬
‫‪516‬‬
‫‪ -310‬غويدي‪ ،‬اغناطيوس‪ :‬حمابات يف تاريخ اليمن واجلزير العربية قبل‬
‫اإلسالم‪ ،‬ترمجة‪ :‬ابراهيم السامرائي‪ ،‬دار احلداثة للطباعة والنرش والتوزيع –‬
‫بريوت‪ ،‬ط (‪1986 ،)1‬م‪.‬‬
‫‪ -311‬الفاه‪ ،‬هتون أجواد‪ :‬األوضاع السياسية واالجتامعية واالقتصادية‬
‫والثقافية يف جزير العرب ‪ ،‬ضمن كتاب (الكتاب املرجع يف تاريخ األمة‬
‫العربية)‪ ،‬مج (‪ )1‬اجلذور والبدايات ‪ ،‬املنبمة العربية للرتبية والثقافة‬
‫والعلوم ‪ -‬تونس‪2005 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -312‬الفتالوي‪ ،‬سهيل حسي‪ :‬تاريخ قانون اليمن القديم قبل االسالم‪ ،‬دار‬
‫الفكر املعارص‪ -‬بريوت‪ ،‬منشورات جامعة صنعاء‪ ،‬ط (‪/1992 ،)1‬‬
‫‪1993‬م‪.‬‬
‫‪ -313‬فخري‪ ،‬أمحد‪ :‬دراسات يف تاريخ الرشق القديم (مرص والعراق‪ -‬سوريا‪-‬‬
‫اليمن ‪ -‬إيران)‪ ،‬مكتبة األنجلو املرصية‪ ،‬ط (‪( ،)2‬د‪.‬ت)‪.‬‬
‫‪ :------------ -314‬رحلة أثرية إىل اليمن‪ ،‬ترمجة‪ :‬هنري رياض ويوسف‬
‫حممد عبدالله‪ ،‬مراجعة‪ :‬عبداحلليم نور الدين‪ ،‬وزار االعالم والثقافة‪،‬‬
‫اجلمهورية العربية اليمنية ‪-‬سابقا‪ ،‬ط (‪1988 ،)1‬م‪.‬‬
‫‪ -315‬فوكت‪ ،‬بوركهاردل وروبان‪ ،‬كريستيان جوليان‪ :‬الوحد الثقافية لبالد‬
‫اليمن ‪ ،‬ضمن كتاب (اليمن يف بالد ملكة سبا)‪ ،‬ترمجة‪ :‬بدر الدين عردوكي‪،‬‬
‫دار األهاا‪ -‬دمشق‪1999 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -316‬فياض‪ ،‬عيل أكرب‪ :‬تاريخ اجلزير العربية واإلسالم‪ ،‬ترمجة‪ :‬عبدالوهاب‬
‫علوب‪ ،‬مركز النرش بجامعة القاهر ‪ ،‬ط (‪1414 ،)1‬هـ‪1993 /‬م‪.‬‬
‫‪ -317‬فيليبس‪ ،‬ويندل‪ :‬كنوز مدينة بلقيس (قصة اكتشاف مدينة سبا األثرية يف‬
‫اليمن)‪ ،‬ترمجة‪ :‬عمر الديراوي‪ ،‬دار الكلمة ‪ -‬صنعاء‪ ،‬ط (‪( ،)2‬د‪.‬ت)‪.‬‬
‫‪517‬‬
‫‪ -318‬قائد‪ ،‬صادق عبده عيل قائد‪ :‬اهلوية السياسية واحلنارية لليمن يف التاريخ‬
‫القديم وعرص االسالم – دراسة يف تطور اهلوية السياسية واحلنارية يف اليمن‬
‫منذ العصور القديمة وحتى أواخر العصور الوسطى‪ ،‬ج (‪ ،)1‬وزار الثقافة‬
‫والسياحة – صنعاء‪2004 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -319‬القحطاين‪ ،‬حممد سعد عبده حسن‪ :‬آهلة اليمن القديم الرئيسية ورموزها‬
‫حت ى القرن الرابع امليالدي (دراسة آثارية تارخيية)‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬قسم‬
‫اآلثار‪ -‬كلية اآلداب‪ -‬جامعة صنعاء‪1418 ،‬هـ‪1997 /‬م‪.‬‬
‫تقدمات مباخر‬ ‫‪:------------------------------ -320‬‬
‫ومسارج للمعبودات يف اليمن القديم (دراسة من خالل النقوش واآلثار) ‪،‬‬
‫جملة (كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية)‪ ،‬جامعة صنعاء‪ ،‬مج (‪ ،)33‬ع (‪،)1‬‬
‫يناير – يونيو ‪2010‬م‪.‬‬
‫‪ :---------------------------- -321‬آهلة العرب قبل‬
‫اإلسـالم‪ ،‬رسالة ماجستري‪ ،‬جامعة وارسو‪ ،‬بولندا‪1991،‬م‪.‬‬
‫‪ -322‬القده‪ ،‬حممد عبد الباري‪ ،‬وآخرون‪ :‬جيولوجية اليمن ‪ ،‬املوسوعة‬
‫اليمنية‪ ،‬مؤسسة العفيف الثقافية‪ -‬صنعاء‪ ،‬مج (‪ ،)2‬ط (‪1423 ،)2‬هـ‪/‬‬
‫‪2003‬م‪.‬‬
‫‪ -323‬القلقشندي‪ ،‬أمحد بن عيل‪ :‬صب األعشى يف كتابة اإلنشاء‪ ،‬دار الكتب‬
‫اخلديوية‪ ،‬املطبعة األمريية‪ -‬القاهر ‪1333 ،‬هـ‪1915 /‬م‪.‬‬
‫‪ -324‬الكرخي‪ ،‬حممد بن احلسن احلاسب‪ :‬إنباط املياه اخلفية ‪ ،‬حيدر آباد‪ ،‬دائر‬
‫املعارف العثامنية‪1359 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ -325‬كشار‪ ،‬عزالدين‪ :‬ملحات من التاريخ اليمني القديم‪ ،‬سلسلة آفاق املعرفة‪،‬‬
‫دار اهلمداين للطباعة والنرش‪ -‬عدن‪1984 ،‬م‪.‬‬
‫‪518‬‬
‫‪ -326‬كفايف‪ ،‬زيدان‪ :‬العالقات بي احلنارات يف شامل وشامل غرب اجلزير‬
‫العربية وبي بالد الرافدين وبالد الشام يف العصور القديمة‪ ،‬اجلوبة‪ ،‬إصدار‬
‫ثقايف‪ ،‬مؤسسة عبدالرمحن السديري اخلريية‪ -‬الرياض‪1418 ،‬هـ‪1997 /‬م‪.‬‬

‫‪ -327‬كامل الدين‪ ،‬حازم عيل‪ :‬مفردات املشرتك السامي يف اللغة العربية‪ ،‬مكتبة‬
‫اآلداب‪ -‬القاهر ‪ ،‬ط (‪1429 ،)1‬هـ‪2008 /‬م‪.‬‬

‫‪ -328‬كوفيني‪ ،‬هيلي‪ :‬اليمن السعيد لدى الكالسيكيي والد أسطور ‪ ،‬ضمن‬


‫كتاب (اليمن يف بالد ملكة سبا)‪ ،‬ترمجة‪ :‬بدر الدين عرودكي‪ ،‬دار األهاا‪-‬‬
‫دمشق‪1999 ،‬م‪.‬‬

‫‪ -329‬كول‪ ،‬سونيا‪ :‬ثور العرص احلجري احلديث‪ ،‬ترمجة‪ :‬تقي الدباغ‪ ،‬ونادية‬
‫سعدي الدبوين‪ ،‬كلية اآلداب ‪ -‬جامعة بغداد‪ ،‬ط (‪1965 ،)3‬م‪.‬‬

‫‪ -330‬لطفي‪ ،‬عبدالوهاب‪ :‬العرب يف العصور القديمة‪ ،‬دار النهنة العربية ‪-‬‬


‫بريوت‪1978 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -331‬لوبون‪ ،‬غوستاف‪ :‬حنار العرب‪ ،‬ترمجة‪ :‬حممد عادل زعيرت‪ ،‬دار إحياء‬
‫الكتب العربية‪1364 ،‬هـ‪1945 /‬م‪.‬‬
‫‪ -332‬لوندن‪ ،‬أ‪.‬غ‪ :‬العالقات الزراعية يف سبا ‪ ،‬ترمجة‪ :‬أبو بكر الس اقاف‪ ،‬جملة‬
‫دراسات يمنية‪ ،‬مركز الدراسات والبحوث اليمني‪ -‬صنعاء ع (‪ ،)2‬ربيع‬
‫الثاين ‪1399‬هـ‪ /‬مارس ‪1979‬م‪.‬‬
‫‪ :---------- -333‬املوظف والدبلوماه السبئي ‪ ،‬جملة اإلكليل‪ ،‬وزار‬
‫اإلعالم والثقافة – صنعاء‪ ،‬ع (‪ ،)2‬س (‪ ،)6‬صيف ‪1988‬م‪.‬‬
‫‪ :---------- -334‬دولة مكريب سبا احلاكم الكاهن السبئي‪ ،‬ترمجة‪ :‬قائد‬
‫حممد طربوش‪ ،‬دار جامعة عدن للطباعة والنرش‪ -‬عدن‪ ،‬ط (‪2004 ،)1‬م‪.‬‬
‫‪519‬‬
‫‪ -335‬لويد‪ ،‬سيتون‪ :‬آثار بالد الرافدين من العرص احلجري القديم حتى الغزو‬
‫الفاره‪ ،‬ترمجة‪ :‬حممد طلب‪ ،‬دار دمشق‪ -‬سوريا‪ ،‬ط (‪1993 -1992 ،)1‬م‪.‬‬
‫‪ -336‬لويز‪ ،‬ماري إينيزان‪ :‬االستيطان يف عرص اهلولوسي ‪ ،‬ضمن كتاب‪ :‬فن‬
‫الرسوم الصخرية واستيطان اليمن يف عصور ما قبل التاريخ (جمموعة‬
‫مؤلفي)‪ ،‬ترمجة‪ :‬مدحية رشاد‪ ،‬وعزيز عيل األقرع‪ ،‬املركز الفرنيس لآلثار‬
‫والعلوم االجتامعية – صنعاء‪.2007 ،‬‬
‫‪ -337‬ماركولونغو‪ ،‬برونو‪ :‬أنبمة الري يف براقش ‪ ،‬ضمن كتاب (اليمن يف بالد‬
‫ملكة سبا)‪ ،‬ترمجة‪ :‬بدر الدين عرودكي‪ ،‬دار األهاا‪ ،‬دمشق‪1999 ،‬م‪.‬‬

‫‪ -338‬املتوكل‪ ،‬إسامعيل حممدل والغشم‪ ،‬حممد حييىل واملجاهد‪ ،‬عبدالله‪:‬‬


‫الزراعة واملحاصيل يف اليمـن ‪ ،‬املوسوعة اليمنية‪ ،‬مؤسسة العفيف الثقافية‪-‬‬
‫صنعاء‪ ،‬مج (‪ ،)2‬ط (‪1423 ،)2‬هـ‪2003 /‬م‪.‬‬
‫‪ -339‬املتوكل‪ ،‬إسامعيل حممد‪ :‬األودية يف اليمن ‪ ،‬املوسوعة اليمنية‪ ،‬مؤسسة‬
‫العفيف الثقافية ‪ -‬صنعاء‪ ،‬مج (‪ ،)1‬ط (‪1423 ،)2‬هـ‪2003 /‬م‪.‬‬
‫‪ -340‬متوا‪ ،‬حممدل أبو العال حممود‪ :‬املوارد االقتصادية‪ ،‬مكتبة األنجلو‬
‫املرصية‪ -‬القاهر ‪1977 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -341‬حمرم‪ ،‬حممد رضا‪ :‬الثور املعدنية العربية‪ ،‬مركز دراسات الوحد العربية‪-‬‬
‫بريوت‪1984 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -342‬حممد‪ ،‬عبداحلكيم شايف‪ :‬بار اللبان واملر يف اليمن القديم ‪ ،‬جملة‬
‫جامعة صنعاء للعلوم االجتامعية واإلنسانية‪ ،‬ع (‪2008 ،)4‬م‪.‬‬
‫‪ -343‬حممود‪ ،‬حممود عرفة‪ :‬العرب قبل اإلسالم ‪ -‬أحواهلم السياسية والدينية وأهم‬
‫مباهر حنار م‪ ،‬عينن للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتامعية‪ ،‬ط (‪،)1‬‬
‫‪1995‬م‪.‬‬
‫‪520‬‬
‫‪ -344‬مرقطن‪ ،‬حممد‪ :‬العاصمة السبئية مارب (دراسة يف تارخيها وبنيتها‬
‫االدارية واالجتامعية يف ضوء النقوش السبئية)‪ ،‬ضمن كتاب أبحاث ندو‬
‫(املدينة يف الوطن العريب‪ -‬يف ضوء االكتشافات االثارية‪ :‬النشا والتطور)‪،‬‬
‫مؤسسة عبدالرمحن السديري اخلريية‪ ،‬ادوماتو الرياض‪ ،‬ط (‪1429 ،)1‬هـ‪/‬‬
‫‪2008‬م‪.‬‬

‫‪ :--------------- -345‬نقوش سبئية جديد من حمرم بلقيس (معبد‬


‫أوام) تقرير أوا عن االكتشافات النقشية التي قامت هبا املؤسسة االمريكية‬
‫لدراسة اإلنسان يف حمرم بلقيس‪ /‬مارب ‪ ،‬ضمن كتاب (صنعاء احلنار‬
‫والتاريخ)‪ ،‬مج (‪ ،)1‬املؤ‪.‬ر الدوا اخلامس للحنار اليمنية‪ -‬جامعة صنعاء‪،‬‬
‫‪2005‬م‪.‬‬
‫‪ -346‬املسعودي‪ ،‬راشد بن محدان األحيوي‪ :‬النقوش السبئية يف نجد ‪ ،‬جملة‬
‫العرب‪ ،‬دار الياممة للبحث والرتمجة والنرش – الرياض‪ ،‬س (‪ ،)25‬ع (‪،)2 ،1‬‬
‫فرباير‪ /‬مارس‪1990 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -347‬املسعودي‪ ،‬عيل بن احلسي (ت ‪346‬هـ)‪ :‬مروج الذهب ومعادن اجلوهر‪،‬‬
‫تقديم‪ :‬قاسم وهب‪ ،‬وزار الثقافة‪ -‬دمشق‪1998 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -348‬معطي‪ ،‬عيل حممد‪ :‬تاريخ العرب االقتصادي قبل اإلسالم‪ ،‬دار املنهل‬
‫اللبناين‪ -‬مكتبة رأس النبع‪ -‬بريوت‪ ،‬ط (‪1423 ،)1‬هـ‪2003 /‬م‪.‬‬

‫‪ -349‬املعمري‪ ،‬عبدالرزاق بن راشد‪ :‬موروث العصور احلجرية ودور يف تشكل‬


‫قرى ومدن حنار جنويب اجلزير العربية املبكر ‪ ،‬جملة أدوماتو‪( ،‬أبحاث ندو ‪:‬‬
‫املدينة يف الوطن العريب يف ضوء االكتشافات اآلثارية‪ :‬النشا والتطور اجلوف –‬
‫اململكة العربية السعودية‪ 5 -3 /‬ذو القعد ‪1426‬هـ [‪ 7 -5‬ديسمرب ‪2005‬م])‪،‬‬
‫مؤسسة عبدالرمحن السديري اخلريية‪ ،‬ط (‪1429 ،)1‬هـ‪2008 /‬م‪.‬‬
‫‪521‬‬
‫‪ :---------------------- -350‬العصور احلجرية وموروثا ا يف‬
‫اليمن ‪ ،‬املوسوعة اليمنية‪ ،‬مؤسسة العفيف الثقافية‪ -‬صنعاء‪ ،‬مج (‪ ،)3‬ط‬
‫(‪1423 ،)2‬هـ‪2003 /‬م‪.‬‬

‫‪ -351‬املفلحي‪ ،‬حييى عبدالله‪ :‬الصخور اإلنشائية ‪ ،‬املوسوعة اليمنية‪ ،‬مؤسسة‬


‫العفيف الثقافية‪ -‬صنعاء‪ ،‬مج (‪ ،)3‬ط (‪1423 ،)2‬هـ‪2003 /‬م‪.‬‬

‫‪ :----------------- -352‬املعادن ‪ ،‬املوسوعة اليمنية‪ ،‬مؤسسة‬


‫العفيف الثقافية‪ -‬صنعاء‪ ،‬مج (‪ ،)4‬ط (‪1423 ،)2‬هـ‪2003 /‬م‪.‬‬

‫‪ -353‬املقحفي‪ ،‬إبراهيم أمحد‪ :‬معجم البلدان والقبائل اليمنية‪ ،‬ج (‪ ،)1‬دار‬


‫الكلمة‪ -‬صنعاء‪ ،‬ط (‪1422،)1‬هـ‪2002 /‬م‪.‬‬

‫َبرهوت ‪ ،‬املوسوعة اليمنية‪،‬‬ ‫‪:-------------------- -354‬‬


‫مؤسسة العفيف الثقافية ‪ -‬صنعاء‪ ،‬مج (‪ ،)1‬ط (‪1423 ،)2‬هـ‪2003 /‬م‪.‬‬

‫‪ :------------------- -355‬معجم املدن والقبائل اليمنية‪ ،‬دار‬


‫الكلمة – صنعاء‪1985 ،‬م‪.‬‬

‫‪ -356‬املقحفي‪ ،‬إبراهيم أمحدل عسالن‪ ،‬عبدالوهاب‪ :‬الغيل ‪ ،‬املوسوعة اليمنية‪،‬‬


‫مؤسسة العفيف الثقافية ‪ -‬صنعاء‪ ،‬مج (‪ ،)3‬ط (‪1423 ،)2‬هـ‪2003 /‬م‪.‬‬

‫‪ -357‬املقده‪ ،‬حممد بن أمحد بن أيب بكر‪ :‬أحسن التقاسيم يف معرفة األقاليم‪،‬‬


‫مطبعة بريل‪ -‬ليدن‪1877 ،‬م‪.‬‬

‫‪ -358‬مكياش‪ ،‬عبدالله أمحد عبدالله‪ :‬نقوش عربية جنوبية من اليمن‪ -‬دراسة‬


‫مقارنة‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬قسم اللغة العربية – كلية اللغات‪ -‬جامعة‬
‫بغداد‪1423،‬هـ‪2002 /‬م‪.‬‬
‫‪522‬‬
‫‪ -359‬املهندس‪ ،‬أمحد عبد القادر‪ :‬الرواسب الطينية االقتصادية باململكة العربية‬
‫السعودية –الرتكيب املعدين والتوزيع اجلغرايف ‪ ،‬جملة الدار ‪ ،‬دار املل‬
‫عبدالعزيز‪ -‬الرياض‪ ،‬ع (‪ ،)4‬س (‪ ،)8‬رجب ‪1403‬هـ‪ /‬إبريل ‪1983‬م‪.‬‬

‫‪ -360‬موسكا ‪ ،‬سبتينو‪ :‬احلنارات السامية القديمة‪ ،‬ترمجة‪ :‬السيد يعقوب بكر‪،‬‬


‫دار الكتاب العريب‪ -‬القاهر ‪( ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬

‫‪ -361‬املوسوعة العربية العاملية‪ :‬ماد [األرض]‪ ،‬ماد [التعرية]‪ ،‬حرف (أ‪ /‬اآل)‪،‬‬
‫مكتبة املوسوعة الشاملة اإللكرتونية‪ ،‬اإلصدار الثالث‪.‬‬

‫‪ -362‬مولر‪ ،‬والرت‪ :‬شبو عاصمة حرضموت ‪ ،‬ترمجة‪ :‬يوسف حممد عبدالله‪،‬‬


‫ضمن كتاب (أوراق يف تاريخ اليمن وآثاره)‪ ،‬دار الفكر املعارص‪ -‬بريوت‪ ،‬ط‬
‫(‪1990 ،)2‬م‪.‬‬

‫‪ -363‬موللر‪ ،‬ولرت و‪ :‬ال ُّلبان ‪ ،‬املوسوعة اليمنية‪ ،‬مؤسسة العفيف الثقافية‪-‬‬


‫صنعاء‪ ،‬مج (‪ ،)4‬ط (‪1423 ،)2‬هـ‪2003 /‬م‪.‬‬

‫‪ -364‬ناديف‪ ،‬سيد مبفر الدين‪ :‬التاريخ اجلغرايف للقرآن (‪ ،)67‬ترمجة‪ :‬عبد‬


‫الشايف غنيم عبدالقادر‪ ،‬مرشوع األلف كتاب‪ ،‬جلنة البيان العريب‪ -‬مرص‪،‬‬
‫‪1956‬م‪.‬‬
‫‪ -365‬نارش‪ ،‬هشام عبد العزيز‪ :‬التجار بي شبه اجلزير العربية وسورية يف األلف‬
‫األول قبل امليالد‪ ،‬رسالة ماجستري‪ ،‬قسم التاريخ‪ -‬كلية اآلداب‪ -‬جامعة‬
‫عدن‪2003 ،‬م‪1424 /‬هـ‪.‬‬
‫اليمن‬ ‫‪ :----------------- -366‬التجار وأثرها يف تطور ال‬
‫القديمة‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬قسم التاريخ‪ -‬كلية اآلداب‪ ،‬جامعة عدن‪،‬‬
‫‪1430‬هـ‪2009 /‬م‪.‬‬
‫‪523‬‬
‫‪ -367‬النارشي‪ ،‬محز بن عبدالله حممد بن عيل (ت ‪926‬هـ)‪ :‬إنتهاز الفرص يف‬
‫الصيد والقنا‪ ،‬يقيق‪ :‬عبدالله حممد احلبيش‪ ،‬الدار اليمنية للنرش والتوزيع‪،‬‬
‫‪1405‬هـ‪1985 /‬م‪.‬‬

‫‪ -368‬نامي‪ ،‬خليل حييى‪ :‬العرب قبل اإلسالم‪ ،‬دار املعارف‪ ،‬القاهر ‪( ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬

‫‪ -369‬نامي‪ ،‬خليل حييى‪ :‬نقوش خربة معي‪ ،‬مطبعة املعهد العلمي الفرنيس‬
‫لآلثار الرشقية ‪ -‬القاهر ‪1952 ،‬م‪.‬‬

‫‪ -370‬نامي‪ ،‬حييى خليل‪ :‬نقوش عربية جنوبية املجموعة الثانية‪ ،‬جملة كلية‬
‫اآلداب بجامعة القاهر ‪ ،‬ع (‪ ،)1‬مج (‪1954 ،)16‬م‪.‬‬

‫‪ -371‬نجيم‪ ،‬أدهم عبدالله حممد‪ :‬أشكال الطيور يف الفن اليمني القديم‪ -‬دراسة‬
‫اثرية فنية مقارنة‪ ،‬رسالة ماجستري‪ ،‬قسم اآلثار‪ -‬كلية اآلداب والعلوم‬
‫اإلنسانية‪ -‬جامعة صنعاء‪1432 ،‬هـ‪2011 /‬م‪.‬‬

‫‪ -372‬نبري‪ ،‬وليم‪ :‬الثرو النباتية عند املرصيي القدماء‪ ،‬اهليئة املرصية العامة‬
‫للتاليف والنرش‪1970 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -373‬نعامن‪ ،‬خلدون هزاع عبده‪ :‬األوضاع السياسية واالجتامعية يف عهد املل‬
‫شمر َهيرعش‪ ،‬وزار الثقافة والسياحة‪ -‬صنعاء‪1425 ،‬هـ‪2004/‬م‪.‬‬
‫ا‬
‫‪ -374‬النعيم‪ ،‬نوره بنت عبدالله‪ :‬الترشيعات يف جنوب غرب اجلزير العربية‬
‫فهد الوطنية – الرياض‪1420 ،‬هـ‪/‬‬ ‫حتى هناية دولة محري‪ ،‬مكتبة املل‬
‫‪2000‬م‪.‬‬
‫‪ -375‬النعيم‪ ،‬نوره عبد اهلل‪ :‬الوضع االقتصادي يف اجلزير العربية يف الفرت من‬
‫القرن الثالث قبل امليالد وحتى القرن الثالث امليالدي‪ ،‬دار الشواف‪-‬‬
‫الرياض‪ ،‬ط (‪1412 ،)1‬هـ‪1992 /‬م‪.‬‬
‫‪524‬‬
‫‪ -376‬نفتش‪ ،‬بطرس جريازل وبن عقيل‪ ،‬عبدالعزيز‪ :‬الكرس عرض تارخيي ‪-‬‬
‫جغرايف‪ -‬اجتامعي ‪ ،‬نتائج أعامل البعثة اليمنية السوفيتية‪ ،‬املركز اليمني‬
‫لألبحاث الثقافة‪ -‬سيئون‪1986 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -377‬نورالدين‪ ،‬عبداحلليم‪ :‬مقدمة يف اآلثار واملتاحف اليمنية‪ ،‬مومياوات شبام‬
‫الغراس – كشف أثري مثري ‪ ،‬تقديم‪ :‬زاهي حواس‪ ،‬مطابع املجلس األعه‬
‫لآلثار ‪ -‬القاهر ‪2008 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -378‬نيبس‪ ،‬نوربرت‪ :‬كرب إيل وتار أول موحد لليمن ‪ ،‬ضمن كتاب اليمن‬
‫يف بالد ملكة سبا‪ ،‬ترمجة‪ :‬بدر الدين عرودكي‪ ،‬دار األهاا‪ -‬دمشق‪1999 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -379‬اهلاتف‪ ،‬لطف عه نارص عمر‪ :‬املوارد الامئية وأثرها يف زراعة يف اليمن قبل‬
‫اإلسالم‪ ،‬رسالة ماجستري‪ ،‬قسم التاريخ‪ -‬كلية الرتبية األوىل – ابن رشد‪،‬‬
‫جامعة بغداد‪1424 ،‬هـ‪2003 /‬م‪.‬‬
‫‪ -380‬اهلاشمي‪ ،‬رضا جواد‪ :‬البيئة الطبيعية يف تاريخ اجلزير العربية القديم ‪،‬‬
‫جملة كلية اآلداب‪ -‬جامعة بغداد‪ ،‬ع (‪1401 ،)30‬هـ‪1981 /‬م‪.‬‬
‫‪ :------------ ----- -381‬تاريخ اإلبل يف ضوء املخلفات اآلثارية‬
‫والكتابات القديمة ‪ ،‬جملة كلية اآلداب‪ -‬جامعة بغداد‪ ،‬ع (‪1978 ،)23‬م‪.‬‬
‫‪ :----------------- -382‬بار القوافل يف التاريخ العريب القديم‪،‬‬
‫املنبمة العربية للرتبية والثقافة والعلوم‪ -‬بغداد‪1984 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -383‬اهلمداين‪ ،‬احلسن بن أمحد بن يعقوب‪ :‬ملحق املقالة العارش من كائر‬
‫احلكمة‪ ،‬نرش حممد بن عيل االكوع‪ ،‬ص ‪.135‬‬
‫‪ :--------------------------------- -384‬صفة جزير‬
‫العرب‪ ،‬يقيق‪ :‬حممد بن عه األكوع احلواا‪ ،‬مكتبة اإلرشاد ‪ -‬صنعاء‪ ،‬ط‬
‫(‪1410 ،)1‬هـ‪1990 /‬م‪.‬‬
‫‪525‬‬
‫‪:--------------------------------- -385‬كتاب اإلكليل‪،‬‬
‫يقيق‪ :‬حممد بن عيل بن حسي األكوع احلواا‪ ،‬إصدارات تريم عاصمة‬
‫الثقافة اإلسالمية ‪2010‬م‪ ،‬وزار الثقافة ‪ -‬صنعاء‪1431 ،‬هـ‪2010 /‬م‪.‬‬
‫‪:----------------------------- -386‬اجلوهرتي العتيقتي‬
‫الامئعتي من الصفراء والبيناء‪ ،‬ط (‪ ،)2‬يقيق‪ :‬كريستوفر تول‪ ،‬ترمجة يوسف‬
‫حممد عبد اهلل‪ ،‬وزار اإلعالم والثقافة‪ ،‬صنعاء‪1985 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -387‬هندي‪ ،‬عادلل ونارص العولقي‪ :‬املوارد االقتصادية‪ ،‬دار الكتب القومية‪-‬‬
‫القاهر ‪1986 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -388‬هريودوت‪ :‬تاريخ هريودوت‪ ،‬ترمجة‪ :‬عبد اإلله املالح‪ ،‬املجمع الثقايف‪-‬‬
‫أبو ظبي‪1422 ،‬هـ‪2001 /‬م‪.‬‬
‫‪ -389‬هيئة املساحة اجليولوجيا‪ :‬اجلبس يف اليمن‪ ،‬نرشات تصدرها اهليئة‪،‬‬
‫‪2002‬م‪.‬‬
‫‪ -390‬الواسعي‪ ،‬عبدالواسع بن حييى اليامين‪ :‬تاريخ اليمن املسمى فرجة اهلموم‬
‫واحلزن يف حوادث وتاريخ اليمن‪ ،‬دار اليمن الكربى‪ -‬صنعاء‪ ،‬ط (‪،)2‬‬
‫‪1991-1990‬م‪.‬‬
‫‪ :--------------------------------- -391‬تاريخ اليمن‬
‫املسمى فرجة اهلموم واحلزن يف حوادث وتاريخ اليمن‪ ،‬املطبعة السلفية‪-‬‬
‫القاهر ‪1346 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ -392‬وجدي‪ ،‬حممد فريد‪ :‬دائر معارف القرن العرشون‪ ،‬مج (‪ ،)6‬دار الفكر‪-‬‬
‫بريوت‪( ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬
‫‪ -393‬وزار الزراعة والري‪ :‬مرشوع تطوير الري‪ ،‬تقرير باإلنجاز حتى يونيو ‪2006‬م‪،‬‬
‫وحد إدار املرشوع‪ ،‬قرض هيئة التنمية الدولية رقم (‪ -3412‬يمن)‪2006 ،‬م‪.‬‬

‫‪526‬‬
‫ املوسوعة‬، ‫ املل‬:‫ حممد عبدالواحد‬،‫ عيل عبداللهل و امليتمي‬،‫ الوزير‬-394
/‫هـ‬1423 ،)2( ‫ ط‬،)4( ‫ مج‬،‫ صنعاء‬- ‫ مؤسسة العفيف الثقافية‬،‫اليمنية‬
.2830 ‫ ص‬،‫م‬2003

‫ ج‬،‫ كتاب جغرايف جيولوجي تارخيي‬،‫ اليمن الكربى‬:‫ حسي عيل‬،‫ الوييس‬-395
.‫م‬1991 /‫هـ‬1412 ،)2( ‫ ط‬، ،‫ صنعاء‬-‫ مكتبة اإلرشاد‬،)1(

‫ آثار املرتفعات اليمنية تسلسل‬:‫ ايدينز و م‬،‫ جل و غيبسن‬.‫ ت‬،‫ ويلكنسن‬-396


‫ من نتائج بعثات‬-‫ ضمن كتاب (دراسات يف اآلثار اليمنية‬، ‫هيدي‬. ‫زمني‬
‫ املعهد األمريكي للدراسات‬،‫ ياسي حممود اخلاليص‬:‫ ترمجة‬،)‫أمريكية وكندية‬
.‫م‬2001 ،‫اليمنية‬

:‫ املراجــع واملصادر األجنبيــة‬-‫ثالثا‬

397-Al - Sakaf, A.A: La Geographie Trible Du Yemen


Antique, THESE, Pour Doctcrat De L’universite De La
Sorbonne Nouvelle, PARIS.lll, 1985.
398-Al-Selwi, Ibrahim: Jemenititsche Wörter in den Werken
von al-Hâmdāni und Našwān und Ihre paralellen in den
Semitischen Sprachen, Brelin, 1987.
399-AL-Sheiba, Abdallah Hassan: Die Ortsnamen in den
altsüdarabischen Inschriften, Morburg, Lahn, 1982.
400-Alster, Bendt: "Dilmun, Bahrain, and the Alleged paradise
in Sumerian Myth and literature" In Dilmun, New Studies in
the Archaeology and early history of Bahrin ed by, p. Potts
Berlin, Dietrich Reimer Verlage, 1983.
527
401-Bafaqih M: "The Enigmatic Rock Drawings of Yatuf in
Wadi Jordan" PSAS, London, IA Vol. 8, 1978.

402-Beeston A. F. L:"Hadramaut" In Encyclopidia of Islam,


Leiden, J . Brill 1971. Vol.3.

403-------------- -----: "Miscellaneous Epigraphic Notes


II", Raydan, 5, 1988.

404-------------- -----: "Old south Arabian


Lexicography", Lemuseon, Louvain, Publi'ee par L'As-
sociation Sans But Lu Cralif, Vol 86,1973.

405-------------- -----: "Riutal Hunt", Le Muse'on,


Louvain. Publiée Par L'Association Sans But Lu Cralif,
1948.

406------------- ------: "Warfare in Ancint South Arabia",


Qahtan Studies in Old South Arabian Epigraph: Fasc 3
London. Luzac Co. 1976.
407-------------- -----: "The Lap Lord of Pasturies Texst",
BSOAS, Londn, SOASM 1955.
408-------------- -----: "East and West in Sabaean
Inscription", JARS, London, 1948.
409-Berthoud, T and Cleazion: "Farming Community of the
Oman Penninsula" JOS, Oman, The Min- stry of
Information and Culture, Part 2, Vol 6, 1983.

528
410-Bibliothéque Historique de Diodore de Sicile, Trad. Par A.
F. Miot, (Paris L'imprimerie Royale, tome, 1, 1834).

411-Biella, J C: Dictionary of old South Arabic, Sabaean


Dealect. (Harvard Semitic Museum, Harvard Semitic
Studies, 25), Chico, CA, Scholars Press,1982.

412-Cleveland, Ray: "An Ancient South Arabia Necropolis"


Baltimore, The Johns Hopkins Press, 1965.

413-------------- -----: "The American Archaeological


Expedition", BASOR, New Haven, ASOR 1960 NO. 159.

414-Corpus des Inscriptions et antiquites Sud-Arabas: Tom I,


II, Louvain, (1977.1986).

415-Corpus Inscriptionum Semiticarum: pars Quarta,


Inscriptions Himyariticas et Sabaeas Countinens,1889-
1929.

416-Diodrous S: Library of History, Trans, by Russel M, Geer


and C.H old Leob classical library, London 1979.

417-Géographie de Strabo, Trad. Par Amédée Tardiu, (Paris:


Librairie Hachette et Cie, tome 3, 1880).

418- Groom, Nigel: "Frankincense and Myrrh", Astudy of The


Arbian Trade, Longmann London and New York, Librairie
du Leban, 1981.

529
419-Historiens Grecs 1, Hérodote et Thucydid, Trad. Par A.
Barguet, Denis Roussel, ParisGallimard, 1964.

420-Jamme, Albert. W. F: Sabaean Inscriptions from Mahram


Bilqis (Marib) the Johns Hopkins press , Baltimore, 1962.

421-Lundin , A.G: Die Eponymenliste von Saba (aus dem


stamme Halil), S.E.G. V, Osterreichische Akademie der
Wissenschaften, philosphisch- historische klasse,
Sitzungsberichte,248.Band,1. Abhandlung), Vienne,
Hermann Bohlaus, 1965.

422---------------: Eponymat Sabeen et chronologie


Sabeene. Dans, Conferences presentees par la delegation de
L'URSS , XXXVI eme congres international des Orientaliste
, MOSCOU, 1963, (Polycopie).

423---------------: Gosudarstvo Mukarribov Saba’,


(Sabejskij Eponimat), (In Russian), Akademija Nauk
SSSR, Institut Voskovedenija , MOSKVA , 1971.

424---------------: "The Liste of Sabean Eponyms


Again", Jornal Oriental Society.89,1969.
425- Miller, J. lnnes: The Spice Trade of The Roman Empire
29 B.C. to A.D. 641, Oxford, The Clarendon Press, 1969.

426-Mordtman, J. H: Mittwoch, E; Sabaische Inschriften,


Hamburg 1931.
530
427-Muller, W.W: "Zwei Sabaische Voyivinschriften an die
Sonnengottin": Nami 74 und Yemen Museum 1965. Dans,
Sayhadica , 1987.
428-Naval Intelligence Division "Western Arabia and the Red
Sea" Naval Intelligence Division Admiralty, London, 1946.
429-Philby H. St. John: "The Land of Sheba" dans Geographical
Journal, vol XCII July, 1938.
430-Pirenne, J: Corpus. Des inscriptions Et. Antiquites Sud
Arabes. Le Musee d’Aden, (Tome II, Fascicule: 1)
Inscriptions, Louvain, 1986.
431- ------------: "Prospéction historique dans la région du
royaume de Awsān", dans Raydān, vol (3), Louvain, 1980.
432- Pliny: Natural History, London, Lob classical library, 1945 BK
6.
433- Rhodokanakis, N: Studien Zur Lexikographic Grammatik des
Altsudarabischen. Komission bei Alfred Holder, Vol. II, 1915.
434---------------- -----: Studin Zur Lexikographic
Grammatik des Altsudarabischen. Komission bie Alfred
Holder, Vols I, 1919.
435- Robin , C: L’inscription Ir. 40 de Bayt Dab’an et la Tribu
DMRY ,dans Sauhdica, Recherches sur les inscriptions de
L’Arabie preislamique offertes par ses collegues au Pr. A.F.L
Beeston, ed. Chr. Robin et Muhammad Bafaqih (L’Arabie
preislamique,1),Sana’a (Centre Francais d’Etudes Yemenites –
Centre Yemenite d’Etudes et de Recherches),1987.

531
436- ------------ -----: "SHEBA, dans les inscritions d’arabie du
Sud". Dans. Supplement Au Dictionnaire de la Bible,
Letouzey & Ane’ , PARIS, 1996.
437- ------------ -----: Inventaire des Inscriptons sud Arabi
Ques ،Tome 7, Paris, 2002.
438- Robin. C - Bafaih. M: "Deux novelles inscriptions de
Radman da ll ‘Siecle de L’e’re Chre’tienne", dans.
Raydan. 4, 1981.
439- Robin. C et Ryckmans.J: "Les inscriptions de al – Asahil
, ad – Durayb et Hirbat Sa’ud ", Dans ,Raydan ,3, 1980.
440-Rpértoire dépigraphie sémitique, publie par la commission
du Corpus inscriptionum semiticarum, Tom, V, VI, VII,
VIII. Paris. 1929, 1935, 1950, 1968.

441-Ryckmans , J: Formal inertia in the South – Arabian


inscriptions, “Ma’in and Saba’ , PSAS.4 , 1974.

442-----------------: Ritual meals in the ancient South –


Arabian Religion , PSAS.3, 1973.

443-----------------: La chasse rituelle dans L’arabie du


Sud – Ancienne, Dans al- Bahit, Festschrift J.Henninger
(Studia instituti Anthropos,28), St. Augutin. bei Bonn,
Verlag des Anthropos – Instituts, 1976.

444-------------- -----: Le pantheon Sud – Semitique ,


dans Le Museon.44 , 1931.

532
445-------------- -----: Formad inertia in South Arabian
Inscriptions (Main and Saba). PSAS, vol (4), 1974.

446-------------- -----: Sud – Arabe MDBHT = Hebreu.


MZBH et terms apparentes. Dans Festschriften werner
Caskel, zum Siebzigsten Gebartstag 5. Marz. 1966.

447-------------- -----: Some Technical Aspects of the


Inscribed Arabian Bronze Inscription Cast in Relied.
PSAS.8, 1978.
448-------------- -----: Les noms propres Sud Semitiques
(Bibliotheque du Museon, 2), III, Concordance general des
inscriptions Sud-Semitiques, Louvain, Le Museon,1935.
449-------------- -----: Les Religions Arabes pre-
Islamiques, Universte de Louvain, Institut Orientaliste,
Bibliotheque du museon vol.26, (deuxieme Edition),
Louvain, 1951.
450-------------- -----: Notes Epigraphiques, Cinquiem
Serie, Le Museon.71, 1958.
451-------------- -----: A propos du M’MR Sud- Arabe,
RES.3884 bis., Le Museon.66, 1953.

452-------------- -----: The old South Arabian Religion ,


Yemen 3000 Years of Art and Civilisation in Arabia Felix,
Pinguin- verlag, Innsbruck & Umschau- Verlag, Frankfurt /
Main. 1988.
533
453-------------- -----: "Les fouilles du Hurayda
(Hadramaut)" Museon LVII. 1944.
454-Sharafaddin, A.H: Yemen "Arabia Felix". Taiz, 1961.
455- Sima, Alexander: Tiere, Pflanzen, Steine und Metalle in
den altsüdarabischen Inschriften. Eine lexikalische und
realienkundliche Untersuchung, Wiesbaden 2000,
(Akademie der Wissenschaften und der Literatur. Mainz.
Veröffentlichungen der Orientalischen Kommission, Bd. 46).
456-Stein, Peter: Die altsüdarabischen Minuskelinschriften auf
Holzstäbchen aus der Bayerischen Staatsbibliothek in
München. Bd. 1: Die Inschriften der mittel- und
spätsabäischen Periode. Tübingen/Berlin: Wasmuth, 2010.
457-Van Beek, Gus: "Frankincense and Myrrh in Ancient South
Arabia", JOAS, new Haven ASOR, Vol 78, 1958.
458-Van Beek, GW: "The Rise and Fall of Arabia Felix"
Scientific American, San Francisco, 1969.
459-------------- -----: Hajr Bin Humaid, Baltimor. Johns
Hobkins, 1967.
460-Vogt , B: Les temples de Ma’rib. Dans , Yemen au pays de
la rein de Saba , Institut du Mond Arab, PARIS, 1997.
461-W., Muller, "Arabian Frankincense in Antiquity According
to Classical Sources", Studies in the History of Arabia, vol.1,
Riyadh, 1997.

534
462-Wissmann, H. V: Zur Archaologic und Antiken
Geographie Von Sud Arabin. Neder Land Historiseh –
Archaeologisch, Nabije osten, 1987.

463-------------- -----: Die Mauer der Sabaerchauptstadt


Maryab, Nederlands Historisch – Archaeologisch Instituut,
te Istanbul, 1976.

464-------------- -----: Die Geschichte Der saba’, Das


grossreich Der Sabaer BisZu Seinem Ende Im Fruhen
4.JH.v.CHR., WIEN, 1982.

465-------------- -----: Himyar Ancient history,in Le


Musēon, 77, 1964.

466-Yaseen, G. T., A study of the Old Babylonian Pottery from


the Hamrin Basin Iraq, with special reference to 2. Tell
Halawa. Ph. D. unpublished thesis. England, 1987.

535
‫‪7‬‬ ‫قائمة الرموز واملخترصات‪...........................................‬‬
‫‪11‬‬ ‫ترتيب احلروف ومقابلتها‪.............................................‬‬
‫‪13‬‬ ‫تقديم‪..................................................................‬‬
‫‪19‬‬ ‫تقديم‪..................................................................‬‬
‫‪21‬‬ ‫املقدمة‪...............................................................‬‬
‫‪33‬‬ ‫الفصل األول – اإلطار اجلغرايف‪.......................................‬‬
‫‪35‬‬ ‫املبحث األول (اجلزير العربية) ‪......................................‬‬
‫‪35‬‬ ‫املوقع واحلدود‪.......................................................‬‬
‫‪38‬‬ ‫أمهية املوقع‪..........................................................‬‬
‫‪40‬‬ ‫تقسيامت اجلزير العربية‪..............................................‬‬
‫‪40‬‬ ‫تقسيامت اجلزير العربية عند املؤرخي والكتاب الكالسيكيي‪.........‬‬
‫‪46‬‬ ‫تقسيامت اجلزير العربية يف املصادر العربية‪............................‬‬
‫‪52‬‬ ‫املبحث الثاين (جنوب اجلزير العربية)‪.................................‬‬
‫‪52‬‬ ‫املوقع واحلدود‪.......................................................‬‬
‫‪59‬‬ ‫أمهية املوقع‪..........................................................‬‬
‫‪64‬‬ ‫أقسام جنوب اجلزير العربية‪..........................................‬‬
‫‪64‬‬ ‫تقسيامت جنوب اجلزير العربية عند الكتاب واملؤرخي الكالسيكيي‪....‬‬
‫‪66‬‬ ‫تقسيامت جنوب اجلزير العربية عند الكتاب واملؤرخي واجلغرافيي العرب‪...‬‬

‫‪536‬‬
‫‪68‬‬ ‫أثر اخلصائا اجلغرافية يف اقتصاد اليمن‪..............................‬‬
‫‪69‬‬ ‫السهول الساحلية‪....................................................‬‬
‫‪71‬‬ ‫املرتفعات اجلبلية‪.....................................................‬‬
‫‪73‬‬ ‫اهلناب‪..............................................................‬‬
‫‪74‬‬ ‫الصحراء اليمنية ‪....................................................‬‬
‫‪79‬‬ ‫املبحث الثالث (حنار سبا) ‪........................................‬‬

‫‪79‬‬ ‫املوقع واحلدود‪.......................................................‬‬

‫‪89‬‬ ‫الفصل الثاين (املوارد الطبيعية غري االقتصادية) ‪.......................‬‬


‫‪91‬‬ ‫مدخل‪...............................................................‬‬
‫‪98‬‬ ‫املبحث األول (املناخ) ‪...............................................‬‬
‫‪99‬‬ ‫املوقع الفلكي‪.......................................................‬‬
‫‪100‬‬ ‫التناريس‪...........................................................‬‬
‫‪101‬‬ ‫املسطحات الامئية‪....................................................‬‬
‫‪101‬‬ ‫الرياح (النغط اجلوي) ‪.............................................‬‬
‫‪105‬‬ ‫احلرار ‪...............................................................‬‬
‫‪106‬‬ ‫املطر‪.................................................................‬‬
‫‪116‬‬ ‫الرطوبة النسبية‪.......................................................‬‬
‫‪117‬‬ ‫األقاليم املناخية‪.....................................................‬‬
‫‪128‬‬ ‫املبحث الثاين (املياه) ‪.................................................‬‬
‫‪133‬‬ ‫املياه السطحية‪.......................................................‬‬
‫‪133‬‬ ‫األمطار‪.............................................................‬‬
‫‪134‬‬ ‫األلفاظ التي تصف األمطار‪..........................................‬‬
‫‪140‬‬ ‫املياه اجلارية‪.........................................................‬‬

‫‪537‬‬
‫‪144‬‬ ‫األودية‪...............................................................‬‬
‫‪146‬‬ ‫أودية الغرب (حوض البحر األمحر) ‪.................................‬‬
‫‪153‬‬ ‫أودية اجلنوب (حوض خليج عدن) ‪..................................‬‬
‫‪155‬‬ ‫أودية الرشق (حوض البحر العريب) ‪..................................‬‬
‫‪159‬‬ ‫األودية ذات الترصيف الداخيل (حوض اجلوف والربع اخلاا)‪........‬‬
‫‪171‬‬ ‫املياه اجلوفية‪..........................................................‬‬
‫‪173‬‬ ‫جمموعة األحواض الكبري ‪............................................‬‬
‫‪174‬‬ ‫جمموعة األحواض الصغري ‪..........................................‬‬
‫‪188‬‬ ‫املبحث الثالث (الرتبة) ‪..............................................‬‬
‫‪194‬‬ ‫إقليم سهل امة‪.....................................................‬‬
‫‪195‬‬ ‫واديي بنا وتبن‪.......................................................‬‬
‫‪195‬‬ ‫وادي حرضموت‪....................................................‬‬
‫‪196‬‬ ‫وادي بيحان‪..........................................................‬‬
‫‪196‬‬ ‫الواجهة الغربية هلنبة اليمن‪..........................................‬‬
‫‪196‬‬ ‫إقليم املنخفنات الوسطى أو (القيعان املنبسطة)‪.....................‬‬
‫‪197‬‬ ‫اإلقليم الرشقي‪.......................................................‬‬
‫‪197‬‬ ‫األلفاظ التي تصف الرتبة‪............................................‬‬
‫‪205‬‬ ‫الفصل الثالث (املوارد الطبيعية االقتصادية)‪...........................‬‬
‫‪207‬‬ ‫مدخل‪...............................................................‬‬
‫‪214‬‬ ‫املبحث األول (النباتات) ‪............................................‬‬
‫‪222‬‬ ‫األشجار‪..............................................................‬‬
‫‪234‬‬ ‫النباتات العطرية والطبية‪..............................................‬‬
‫‪253‬‬ ‫الفواكه‪...............................................................‬‬

‫‪538‬‬
‫‪262‬‬ ‫احلبوب‪..............................................................‬‬
‫‪271‬‬ ‫البقول واخلرضوات‪.................................................‬‬
‫‪282‬‬ ‫املبحث الثاين (احليوانات) ‪............................................‬‬
‫‪286‬‬ ‫األمهية االقتصادية للحيوانات‪.........................................‬‬
‫‪290‬‬ ‫الثدييات‪..............................................................‬‬
‫‪346‬‬ ‫الطيور‪................................................................‬‬
‫‪352‬‬ ‫املبحث الثالث (املعادن واألحجار) ‪..................................‬‬
‫‪358‬‬ ‫مراحل االنتاج املعدين‪................................................‬‬
‫‪365‬‬ ‫ألفاظ املعادن الوارد ذكرها يف النقوش اليمنية القديمة‪.................‬‬
‫‪385‬‬ ‫االحجار االنشائية‪....................................................‬‬
‫‪388‬‬ ‫ألفاظ األحجار الوارد ذكرها يف النقوش اليمنية القديمة‪...............‬‬
‫‪401‬‬ ‫اخلا‪.‬ة‪.................................................................‬‬
‫‪409‬‬ ‫املالحق‪...............................................................‬‬
‫‪411‬‬ ‫اخلرائط‪...............................................................‬‬
‫‪418‬‬ ‫اجلداول‪...............................................................‬‬
‫‪478‬‬ ‫قائمة املصادر واملراجع العربية واألجنبية‪...............................‬‬

‫‪539‬‬

You might also like