You are on page 1of 106

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫‪Ministry of Higher Education and‬‬


‫‪Scientific Research‬‬ ‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬
‫‪UNIVERSITY - SETIF 1‬‬ ‫جامعة سطيف‪2‬‬
‫‪Faculty‬‬
‫‪of Economics.Commerce‬‬ ‫كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم‬
‫‪and Management‬‬ ‫التسيير‬

‫قسم‪ :‬علوم التسيير‬

‫دروس في حفظ الصحة واألمن‬


‫مدعمة بأسئلة ونماذج تطبيقية‬
‫مطبوعة بيداغوجية موجهة لطلبة السنة الثالثة ليسانس تخصص إدارة الموارد البشرية‬

‫إعداد الدكتور‪:‬رق ــام لينـ ــدة‬

‫الخبراء المقيمين للمطبوعة‪:‬‬

‫د‪ .‬خرخاش سامية‬


‫د‪ .‬واسع حمزة‬
‫تاريخ اعتماد المطبوعة‪....................... :‬‬

‫السنة الجامعية ‪0200/0202‬‬


‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬
‫‪Ministry of Higher Education and‬‬
‫‪Scientific Research‬‬ ‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬
‫‪UNIVERSITY - SETIF 1‬‬ ‫جامعة سطيف‪2‬‬
‫‪Faculty‬‬
‫‪of Economics.Commerce‬‬ ‫كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم‬
‫‪and Management‬‬ ‫التسيير‬

‫قسم‪ :‬علوم التسيير‬

‫دروس في حفظ الصحة واألمن‬


‫مدعمة بأسئلة ونماذج تطبيقية‬
‫مطبوعة بيداغوجية موجهة لطلبة السنة الثالثة ليسانس تخصص إدارة الموارد البشرية‬

‫إعداد الدكتور‪ :‬رق ــام لينـ ــدة‬

‫الخبراء المقيمين للمطبوعة‪:‬‬

‫د‪ .‬خرخاش سامية‬


‫د‪ .‬واسع حمزة‬
‫تاريخ اعتماد المطبوعة‪....................... :‬‬

‫السنة الجامعية ‪0200/0202‬‬


‫د‪ .‬رقام ليندة‬ ‫دروس في حفظ الصحة واألمن مدعمة بأسئلة تطبيقية‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫يعود االهتمام بنشاط الصحة واألمن المهني إلى بداية قيام اإلنسان بالنشاط اإلنتاجي‪ ،‬لكن تطوره كان‬
‫بعد الثورة الصناعية وما صاحبها من أخطار صناعية‪ ،‬إذ تسارعت الدول في إصدار القوانين والتشريعات‬
‫واجتهد الباحثون والمفكرون في دراسته وتحليله‪ .‬وتشترك العديد من األطراف في الحفاظ على صحة وأمن‬
‫العاملين في المؤسسات‪ .‬سواء كان هؤالء األطراف من داخل المؤسسة (مسؤول الوقاية‪ ،‬لجنة حفظ الصحة ‪،‬‬
‫ممثلي العمال) أو من خارجها كالدولة من خالل التشريعات والقوانين والهيآت التابعة لها (طب العمل‪،‬‬
‫مفتشية العمل‪ ،‬الضمان االجتماعي) وكذا المنظمات الدولية كالمنظمة الدولية للعمل ‪ ،‬كل هؤالء يسهرون‬
‫على توفير محيط عمل آمن لإلنسان ‪.‬‬

‫ونعني بالصحة واألمن في العمل كل الظروف الفيزيولوجية والنفسية واالجتماعية التي تخضع لها العمالة‬
‫في منظمة ما وفي محيط عمل معين‪ .‬هذا المصطلح يثير ردود أفعال متنوعة من قبل المؤسسات لكنه في‬
‫األساس يمثل أحد مواضيع مسؤوليتها االجتماعية واإلنسانية‪ .‬وتسيير هذا النشاط معقدا كونه يتطلب تدخل‬
‫العديد من الخبراء ومن تخصصات متنوعة كطب العمل‪ ،‬والبيئة‪ ،‬وهندسة العمل‪ ،‬وعلم النفس ‪ ...‬أيضا‬
‫تسيير الصحة واألمن ال يعني الظروف المادية السائدة في محيط العمل فحسب‪ ،‬بل أيضا الصحة العقلية‬
‫للعمال وراحتهم النفسية وكذا حمايتهم من المخاطر الصحية سواء كانت حوادث أو أمراض‪ .‬مع العلم أن هذه‬
‫المخاطر تتسبب في تكاليف سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة يتحملها كل من العامل والمؤسسة ويتأثر بها‬
‫هؤالء كل على حسب عالقته بهذه الظاهرة‪.‬‬

‫لماذا نتناول في تخصص إدارة الموارد البشرية موضوع الصحة واألمن المهني؟‬

‫يرتبط موضوع الصحة واألمن وبالدرجة األولى باإلنسان في مواقع العمل‪ .‬وبما أن هذا اإلنسان هو‬
‫موضوع إدارة الموارد البشرية‪ .‬لهذا نجد أخصائي الموارد البشرية معني أكثر من غيره في المؤسسة بتحمل‬
‫مسؤولية إدارة الصحة واألمن المهني في مؤسساتهم‪ .‬فهناك العديد من أنشطة إدارة الموارد البشرية مرتبطة‬
‫بالصحة واألمن في العمل‪ ،‬وعدم أخذها بعين االعتبار يمكن أن يكون له عواقب وخيمة على المؤسسة وعلى‬
‫مستوى اإلنسان والممتلكات المادية‪ .‬يجب على المنظمات وبكل أنوعها وخاصة المؤسسات الصناعية ترقية‬
‫الصحة واألمن في محيط عملهم وكذا تحقيق راحة ورضا العاملين لديهم والسهر على إعداد استراتيجيات‬
‫لتحسين جودة الحياة في العمل‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫د‪ .‬رقام ليندة‬ ‫دروس في حفظ الصحة واألمن مدعمة بأسئلة تطبيقية‬

‫نتناول من خالل هذه المطبوعة "دروس في حفظ الصحة واألمن مدعمة بأسئلة تطبيقية" المحتوى الذي‬
‫صادقت عليه اللجنة البيداغوجية الوطنية لميدان التكوين في العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير والعلوم‬
‫التجارية للسنة الجامعية ‪ ،6102 /6102‬فرع علوم التسيير تخصص إدارة الموارد البشرية‪ .‬كما أضفنا مواضيع‬
‫نراها ذات العالقة‪ ،‬وهذا بهدف إثراء المادة وزيادة في معارفك عزيزي الطالب مدعمين هذا المحتوى بأسئلة‬
‫تحليلية تستثير روح التحليل والنقد واالستنتاج لديك‪ .‬فهذه المادة محورها المورد البشري ولهذا فهي أحد أهم مواد‬
‫تخصصك‪ .‬مادة مصنفة ضمن الوحدات المنهجية تتناولها خالل السداسي السادس (الثاني في تخصص إدارة‬
‫الموارد البشرية) في مشوارك الجامعي لنيل شهادة الليسانس‪.‬‬

‫وتسعى مادة حفظ الصحة واألمن عزيزي الطالب إلى تحقيق أهداف تعلمية من خالل مضمون نستعرضه‬
‫الحقا‪ .‬كما تتطلب منك اكتساب معارف مسبقة تمكنك من استيعابها وفهمها جيدا ‪.‬‬

‫‪ )1‬األهداف التعلمية‪:‬‬
‫بعد نجاحك عزيزي الطالب في هذه المادة ستتمكن من اكتساب المهارات اآلتية‪:‬‬
‫‪ .0‬تتعرف ماهية نشاط الصحة واألمن في المؤسسة وعالقته ببقية أنشطة إدارة الموارد البشرية؛‬
‫‪ .6‬تميز بين المخاطر المهنية لتبين الحادث منها والمرض؛‬
‫‪ .3‬تستطيع تحديد مكونات تكاليف المخاطر المهنية سواء كانت المباشرة أو غير المباشرة؛‬
‫‪ .4‬تدرك أهمية وجود نظام أمن لحفظ صحة وأمن العاملين في أماكن العمل؛‬
‫‪ .5‬تتعرف على المسؤولين عن تسيير وظيفة الصحة واألمن في المؤسسة؛‬
‫‪ .6‬تتعرف على المنشغلين والمهتمين بحفظ الصحة واألمن من خارج المؤسسة ‪.‬‬

‫‪ )2‬المعارف السابقة ‪:‬‬


‫حتى تتمكن عزيزي الطالب من مواصلة الدراسة في هذه المادة والتحكم فيها‪ ،‬فإنه مطلوب منك أن‬
‫تكون قد تناولت خالل مسارك الجامعي المواد األساسية اآلتية‪:‬‬
‫‪ .1‬تسيير مؤسسة‪.‬‬
‫‪ .6‬علم اجتماع المنظمات‪.‬‬
‫‪ .3‬أسس إدارة الموارد البشرية‪.‬‬
‫‪ .4‬اليقظة االجتماعية وصراعات العمل‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫د‪ .‬رقام ليندة‬ ‫دروس في حفظ الصحة واألمن مدعمة بأسئلة تطبيقية‬

‫‪ )3‬مضمون المطبوعة‪:‬‬
‫شملت المطبوعة ثماني فصول‪ ،‬تعرض الفصل األول منها إلى ماهية حفظ الصحة واألمن‪ ،‬في حين جاءت‬
‫بقية الفصول السبع للتناول المخاطر المهنية وتكاليفها‪ ،‬ونظام األمن في المؤسسة ومكوناته ووسائله‪ ،‬وتسيير‬
‫وظيفة الصحة واألمن ومن المسؤول عنها‪ ،‬مع التعريج على نظام إيزو الصحة واألمن‪ ،‬وكذا التعريف بالهيئات‬
‫الوطنية والدولية للصحة واألمن‪ ،‬ومن أجل التوضيح أكثر جاء الفصل األخير ليعطي أمثلة تمثل مزيج عن‬
‫مخاطر مهنية جسدية ونفسية ( الحرائق‪ ،‬الصعقات الكهربائية‪ ،‬ضغوط العمل) ‪ .‬مع العلم أن كل فصل من‬
‫هذه الفصول كان متبوعا بأسئلة تحليلية بهدف تعميق معارفك عزيزي الطالب وتنمية قدراتك لممارسة هذا‬
‫النشاط في الحياة العملية‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫د‪ .‬رقام ليندة‬ ‫دروس في حفظ الصحة واألمن مدعمة بأسئلة تطبيقية‬

‫البرنامج الرسمي لمادة حفظ الصحة واألمن‬

‫‪ -1‬المخاطر المهنية في المؤسسة حوادث العمل ‪:‬المفاهيم‪ ،‬األسباب و األنواع‪.‬‬


‫‪ -‬األمراض المهنية ‪:‬المفاهيم‪ ،‬األسباب واألنواع ‪.‬‬
‫‪ -‬التكاليف المباشرة وغير المباشرة للمخاطر المهنية‪.‬‬
‫‪ -‬حوادث العمل والتكاليف الخفية‪.‬‬

‫‪ -2‬المخاطر المهنية و نظام األمن‪.‬‬


‫‪ -‬الوسائل البشرية و نظام األمن ‪.‬‬
‫‪ -‬الوسائل التقنية و نظام األمن‪.‬‬
‫‪ -‬األسس التنظيمية لنظام األمن‪.‬‬
‫‪ -‬الشروط التكاملية لضمان فعالية نظام األمن الشامل‪.‬‬

‫‪ -3‬تسيير وظيفة األمن في المؤسسة‪.‬‬


‫‪ -‬نظام الوقاية من المخاطر المهنية في المؤسسة‪.‬‬
‫سياسات الوقاية من المخاطر المهنية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫استراتيجيات حفظ الصحة واألمن‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪4‬‬
‫د‪ .‬رقام ليندة‬ ‫دروس في حفظ الصحة واألمن مدعمة بأسئلة تطبيقية‬

‫البرنامج المقترح والمعدل لمادة حفظ الصحة واألمن‬


‫الفصل األول‪ :‬ماهية حفظ الصحة واألمن‬
‫تعريف حفظ الصحة واألمن‬ ‫‪0-0‬‬
‫خصائص نشاط حفظ الصحة واألمن‬ ‫‪6-0‬‬
‫أهمية حفظ الصحة واألمن‬ ‫‪3-0‬‬
‫أهداف حفظ الصحة واألمن‬ ‫‪4-0‬‬
‫عالقة حفظ الصحة واألمن ببعض أنشطة إدارة الموارد البشرية‬ ‫‪5-0‬‬
‫مكانة نشاط حفظ الصحة واألمن في التشريع الجزائري‬ ‫‪2-0‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬ظروف العمل والمخاطر المهنية في المؤسسة‬


‫ماهية ظروف العمل‬ ‫‪0-6‬‬
‫تعريف المخاطر المهنية‬ ‫‪6-6‬‬
‫‪ 0-6-6‬حوادث العمل‬
‫‪ 6-6-6‬األمراض المهنية‬

‫الفصل الثالث ‪ :‬تكاليف المخاطر المهنية‬


‫التكاليف المباشرة للمخاطر المهنية‬ ‫‪0-3‬‬
‫التكاليف غير المباشرة (الخفية) للمخاطر المهنية‬ ‫‪6-3‬‬
‫التكاليف التي يتحملها العامل‬ ‫‪3-3‬‬
‫‪ 4-3‬قياس معدل تكرار اإلصابات وشدة خطورتها‬

‫الفصل الرابع ‪ :‬المخاطر المهنية ونظام األمن‬


‫‪ 0-4‬تعريف نظام األمن ومكوناته‬
‫‪ 6-4‬وسائل نظام األمن‬
‫‪ 3-4‬األسس التنظيمية لنظام األمن‬
‫‪ 4-4‬شروط نجاح نظام األمن الشامل‬

‫الفصل الخامس‪ :‬تسيير وظيفة األمن في المؤسسة‬


‫قسم الصحة واألمن‬ ‫‪0-5‬‬
‫‪ 6-5‬مشرف الصحة واألمن‬
‫لجنة الصحة واألمن‬ ‫‪3-5‬‬

‫‪5‬‬
‫د‪ .‬رقام ليندة‬ ‫دروس في حفظ الصحة واألمن مدعمة بأسئلة تطبيقية‬

‫مسؤولية العامل في حفظ الصحة واألمن‬ ‫‪4-5‬‬


‫مسؤولية النقابة والدولة‬ ‫‪5-5‬‬
‫سياسات الوقاية من المخاطر المهنية‬ ‫‪2-5‬‬
‫استراتيجيات حفظ الصحة واألمن‬ ‫‪2-5‬‬

‫الفصل السادس ‪ :‬أنظمة اإليزو وحفظ الصحة واألمن‬


‫‪ 0-2‬تعريف منظمة اإليزو وشهاداتها وأهمية الحصول عليها‬
‫تعريف نظام إدارة الصحة والسالمة المهنية‪ ISO‬وأهميته وأهدافه‬ ‫‪6-2‬‬
‫‪ 3-2‬المواصفات القياسية ل‪ ISO45001‬وعوامل نجاحه‬

‫الفصل السابع‪ :‬الهيئات الوطنية والدولية لحفظ الصحة واألمن‬


‫‪ 0-2‬طب العمل‬
‫‪ 6-2‬مفتشية العمل‬
‫‪ 3-2‬الضمان االجتماعي‬
‫‪ 4-2‬المجلس الوطني للوقاية الصحية واألمن‬
‫‪ 5-2‬المنظمة الدولية للعمل‬

‫الفصل الثامن‪ :‬أنواع من المخاطر المهنية ‪ :‬الحرائق والصعقات الكهربائية وضغوطات العمل‬
‫‪ 0-‬الحرائق ومعالجتها‬
‫‪ 6-8‬الصعقات الكهربائية‬
‫‪ 3-8‬ضغوط العمل‬

‫‪6‬‬
‫د‪ .‬رقام ليندة‬ ‫دروس في حفظ الصحة واألمن مدعمة بأسئلة تطبيقية‬

‫الفصل األول‪ :‬ماهية حفظ الصحة واألمن‬

‫األهداف التعلمية ‪:‬‬

‫‪ .0‬التعرف على ماهية حفظ الصحة واألمن؛‬


‫‪ .6‬الكشف عن أهمية حفظ الصحة واألمن ؛‬
‫‪ .3‬تحديد عالقة نشاط حفظ الصحة واألمن ببقية أنشطة إدارة الموارد البشرية ومكانته في التشريع الجزائري‪.‬‬

‫محتوى الفصل‪:‬‬
‫تمهيد‬

‫تعريف حفظ الصحة واألمن‬ ‫‪2-0‬‬


‫خصائص نشاط حفظ الصحة واألمن‬ ‫‪8-0‬‬
‫أهمية حفظ الصحة واألمن‬ ‫‪9-0‬‬
‫‪ 01-0‬أهداف حفظ الصحة واألمن‬
‫‪ 00-0‬عالقة حفظ الصحة واألمن ببعض أنشطة إدارة الموارد البشرية‬
‫‪ 06-0‬مكانة نشاط حفظ الصحة واألمن في التشريع الجزائري‬

‫اختبر معارفك‬

‫‪7‬‬
‫د‪ .‬رقام ليندة‬ ‫دروس في حفظ الصحة واألمن مدعمة بأسئلة تطبيقية‬

‫تمهيد‪:‬‬
‫في بدايات الثورة الصناعية انتقل الفالحون إلى المدن حيث الصناعة هربا من االستعباد الذي واجهوه من‬
‫اإلقطاع‪ .‬وهناك بدأت تظهر حوادث عمل عديدة تعرض لها هؤالء العاملون الذين ليست لهم معرفة بالصناعة‬
‫وأخطارها‪ .‬وكان الرأي السائد آن ذاك أن المصاب هو السبب فيها وصاحب العمل غير ملزم بأية مسؤولية‪.‬‬

‫حينما زادت شدة الحوادث بشكل خطير وأصبح الجميع يتحدث عنها سنت قوانين وتشريعات تلزم أصحاب‬
‫المصانع تعويض المصابين حتى ولو كانوا هم سببا في حدوثها‪ .‬وأول قانون سن في فرنسا سنة ‪ 0898‬حول‬
‫حوادث العمل‪ .‬اهتم عندئذ أصحاب المصانع بتحسين ظروف العمل تقليال للتعويضات مما قلل من اإلصابات‪.‬‬
‫إال أن نسبة الحوادث عادة مرة ثانية لالرتفاع بسبب كثرة استعمال المواد العضوية والكيميائية في العمليات‬
‫الصناعية‪ ،‬وأصبح االهتمام ال يقتصر على حوادث العمل فحسب بل باألمراض المهنية أيضا‪.‬‬

‫ترى المنظمة العالمية للعمل أن " كثي ار ما نعطي أهمية أقل للمسائل المتعلقة بصحة العاملين وأمنهم‪ ،‬ألنه‬
‫من الصعب عموما معالجتها‪ .‬إال أنه إذا تم االهتمام بالصحة فإنه سيتم االهتمام أيضا باألمن‪ ،‬ألن محيط‬
‫عمل صحي هو بالضرورة محيط آمن‪ ،‬لكن العكس غير صحيح دائما‪ .‬فيمكن أن يكون منصب العمل آمن‬
‫دون أن يكون صحي‪ ،‬لهذا من الضروري أن يكون االهتمام بالصحة وكذا األمن بالتوازي وفي كل مواقع‬
‫العمل"‪.‬‬

‫‪ 0-0‬تعريف حفظ الصحة واألمن ‪:‬‬


‫يثير مصطلح حفظ الصحة واألمن الكثير من ردود األفعال المختلفة والمتنوعة من قبل المنظمات‪ ،‬ألنه‬
‫ينبه إلى المسؤولية االجتماعية التي يجب أن تتحملها هذه المنظمات‪.‬‬

‫األمن بوجه عام هو العلم الذي يسعى لحماية اإلنسان وتجنيبه المخاطر في أي مجال كان‪ ،‬ومنع الخسائر‬
‫في األرواح والممتلكات كلما أمكن ذلك‪.‬‬

‫أما األمن المهني فهو العلم الذي يهتم بالحفاظ على صحة وسالمة اإلنسان من المخاطر التي قد يتعرض‬
‫لها بسبب أداء العمل‪ ،‬وهذا بتوفير بيئة عمل آمنة خالية من مسببات الحوادث أو األمراض المهنية (قتيبة‬
‫أحمد الطراونة؛ ‪.)6102‬‬

‫‪8‬‬
‫د‪ .‬رقام ليندة‬ ‫دروس في حفظ الصحة واألمن مدعمة بأسئلة تطبيقية‬

‫كما يعرف حفظ الصحة واألمن على أنه يعني الظروف والعوامل التي تؤثر أو يمكن أن تؤثر على صحة‬
‫وأمن العاملين (بما فيها العاملين المؤقتين أو العاملين المنتدبين من قبل المقاولين ) أو زوار المؤسسة ‪ ،‬أو‬
‫كل شخص متواجد في مكان العمل (‪.)British Standards BSI ; 2008‬‬

‫فهو نشاط يهدف إلى حماية مختلف فئات العمال من التأثيرات الصحية الخطيرة‪ ،‬الفورية أو البعيدة المدى‪،‬‬
‫من خالل معالجة المصادر الشخصية والتقنية والبيئية المؤدية إلى هذه المخاطر‪ ،‬بشكل يسمح للعمال بالتمتع‬
‫بصحة بدنية ونفسية واجتماعية مناسبة ( محمود ذياب العقابلة ‪ ،‬اإلدارة الحديثة للسالمة المهنية ‪ ،‬دار‬
‫الصفاء‪ ،‬عمان ‪ ، 6116‬ص ‪.)064‬‬

‫يشير مصطلح حفظ الصحة واألمن إلى ضرورة تحقيق سالمة العاملين من الناحية الفيزيولوجية والنفسية‬
‫ووقايتهم من أخطار المهنة‪ .‬فهو كل إجراء يتخذ لمنع أو التقليل من حوادث العمل واألمراض المهنية وتقديم‬
‫وسائل الوقاية واإلسعاف والعالج مع توفير الظروف المناسبة للعمل‪.‬‬

‫‪ 2-1‬خصائص نشاط حفظ الصحة واألمن‪:‬‬


‫‪ ‬يعمل على حماية المورد البشري بالدرجة األولى‪ ،‬بالرغم من اهتمامه أيضا بحماية بقية عناصر‬
‫اإلنتاج من مختلف المخاطر‪.‬‬
‫‪ ‬هو علم حديث النشأة يعنى بالعالقة بين المكونات األساسية للمؤسسة والمتمثلة في ‪:‬اإلنسان‪،‬‬
‫المادة‪ ،‬محيط العمل‪ .‬و ينسق هذه العالقة خدمة للعامل‪ ،‬والمؤسسة والمجتمع‪.‬‬
‫‪ ‬يتطلب تدخل العديد من العلوم‪ ،‬كالعلوم الطبية وعلوم الهندسة والعلوم االجتماعية والنفسية‬
‫والسلوكية وغيرها‪.‬‬
‫‪ ‬يبحث في األسباب الحقيقية لحوادث العمل واألمراض المهنية سواء كانت إنسانية أو مادية‪ ،‬ويعمل‬
‫على معالجتها ومنع تكرارها‪.‬‬
‫هو نشاط ال يتواجد في المؤسسات الصناعية فحسب‪ ،‬بل يكون في جميع أنواع المنظمات‪ ،‬فحيثما‬ ‫‪‬‬

‫يتواجد العامل يتواجد النشاط‪.‬‬

‫‪ 3-0‬أهمية حفظ الصحة واألمن‬


‫توضح المنظمة العالمية للعمل أهمية حفظ الصحة واألمن في المؤسسة في ما يأتي‪:‬‬
‫‪ ‬ترقية وحماية أكبر للسالمة الفيزيولوجية والعقلية واالجتماعية للعاملين في كل المهن؛‬
‫‪ ‬الوقاية من اآلثار السلبية الناتجة عن ظروف العمل على صحة العاملين؛‬

‫‪9‬‬
‫د‪ .‬رقام ليندة‬ ‫دروس في حفظ الصحة واألمن مدعمة بأسئلة تطبيقية‬

‫‪ ‬حماية العاملين من األخطار التي تهدد صحتهم؛‬


‫‪ ‬الحفاظ على العمال ووضعهم في محيط عمل يالءم حاجاتهم الفيزيولوجية والنفسية؛‬
‫‪ ‬تكييف العمل مع اإلنسان ‪.‬‬
‫‪ ‬زيادة العمر إلنتاجي لآلالت والمعدات‪.‬‬
‫‪ ‬منع الحوادث قبل ووقوعها والمحافظة على األصول‬
‫‪ ‬منع توقفات العمل الناتجة عن األعطال بسبب الحوادث‪.‬‬
‫‪ ‬هو أحد شروط منظمة اإليزو للحصول على شهادات الجودة‪.‬‬

‫‪ 4-0‬أهداف حفظ الصحة واألمن ‪:‬‬

‫وضع نظام فعال لحفظ الصحة واألمن يعني السعي لتحقيق كل أبعاد الراحة ‪ Le bien-être‬الفيزيولوجية‬
‫والنفسية واالجتماعية للعامل في العمل‪ ،‬ومن ثم القضاء على ظروف عمل خطيرة تتسبب في الحوادث‬
‫واألمراض المهنية‪ .‬كما يحقق هذا النظام األهداف اآلتية‪:‬‬
‫‪ ‬الرفع من إنتاجية العاملين وتخفيض عدد أيام االنقطاع عن العمل‪.‬‬
‫‪ ‬زيادة فعالية العاملين‪ ،‬فهم أكثر التزاما في عملهم ‪.‬‬
‫‪ ‬تخفيض المصاريف الصحية وتكاليف التأمين‪.‬‬
‫‪ ‬تخفيض معدالت التعويض عن حوادث العمل‪.‬‬
‫‪ ‬شعور العامل باالنتماء نتيجة الهتمام المؤسسة بصحته وأمنه‪.‬‬
‫‪ ‬جذب أفضل المتقدمين للتوظيف كون المؤسسة توفر محيط عمل صحي وآمن‪.‬‬

‫‪ 5-0‬عالقة نشاط حفظ الصحة واألمن ببعض أنشطة إدارة الموارد البشرية‪:‬‬

‫مختصي الموارد البشرية مدعوون أكثر فأكثر إلى إدارة وبفعالية التكاليف المرتبطة بتسيير الموارد البشرية‬
‫والمشاركة الحيوية في هذا التسيير‪ .‬هم مسؤولون عن تسيير صحة وأمن العاملين في منظماتهم‪ .‬وهذا من‬
‫خالل األنشطة التي تدخل ضمن تخصصهم والمرتبطة ارتباطا وثيقا بالحفاظ على صحة وأمن العاملين ‪.‬‬
‫منها( ‪.)Dolan SH,L ; 2002 ; P554‬‬

‫‪10‬‬
‫د‪ .‬رقام ليندة‬ ‫دروس في حفظ الصحة واألمن مدعمة بأسئلة تطبيقية‬

‫أ) الصحة واألمن ونشاط تحليل مناصب العمل‪:‬‬

‫يمكن أن يكون لتصميم مناصب العمل آثا ار هامة على أداء األفراد في العمل‪ .‬فقد يغيب االنسجام بين‬
‫األفراد واآلالت المستعملة في العمل مما يتسبب في عدد كبير من الحوادث التي تحدث في مواقع العمل‪.‬‬
‫لهذا فالقيام بالتنسيق بين القدرات الفيزيولوجية للعاملين مع متطلبات المناصب قد تتطلب إعادة هيكلة‬
‫األعمال لتحقيق السالمة المهنية‪.‬‬

‫ب) الصحة واألمن ونشاط التوظيف‪:‬‬


‫حينما تكون المنظمة قادرة على توفير محيط عمل آمن وصحي للعاملين هذا يزيد في حظوظها‬
‫لتوظيف األفراد األكثر كفاءة‪ .‬في حين يحدث العكس عندما تسجل معدالت مرتفعة من حوادث العمل‪،‬‬
‫حيث يمس هذا بسمعتها كون محيط عملها يعتبر خطي ار ويكون من الصعب عليها توفير الكفاءات‬
‫الضرورية‪.‬‬

‫ج) الصحة واألمن ونشاط التكوين‪:‬‬


‫أصبح التكوين في الصحة واألمن وظيفة هامة تقوم بها إدارة الموارد البشرية من خالل تنظيمها لدورات‬
‫تكوينية في هذا المجال‪ .‬فالطبيعة المعقدة لقوانين الصحة واألمن تفرض على المنظمات برمجة دروسا‬
‫تكوينية لعمالها لتشجيعهم على االلتزام بتطبيق هذه القوانين‪.‬‬

‫كما تنظم عدة مؤسسات تمارين عن األمن بهدف زيادة اهتمام أعضاءها بهذا النوع من األنشطة وتوعيتهم‬
‫بخطورة الحوادث واألمراض المهنية ‪.‬‬

‫وتنظم بعض المؤسسات ورشا في أماكن العمل تتناول القلق بهدف مساعدة العاملين لديها على التأقلم أكثر‬
‫مع الضغوط النفسية واالجتماعية لمحيط العمل‪.‬‬

‫د) الصحة واألمن وعالقات العمل‪:‬‬

‫تعتبر الحفاظ على صحة وأمن العاملين من االنشغاالت الرئيسية لدى النقابات العمالية لذا تحتوي العديد‬
‫من االتفاقيات الجماعية مواد تكمل قوانين الدولة تؤكد من خاللها النقابات على هذا األمر‪ .‬بعض هذه المواد‬
‫تنص على رفض القيام باألعمال الخطيرة‪ ،‬وبعضها تؤكد على تعاون النقابة وصاحب العمل والتزامهما‬
‫بتصميم وتنفيذ برامج لحفظ الصحة واألمن‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫د‪ .‬رقام ليندة‬ ‫دروس في حفظ الصحة واألمن مدعمة بأسئلة تطبيقية‬

‫تؤكد بعض هذه المواد على ما يلي‪ :‬حق الشكوى في حالة خطورة ظروف العمل‪ ،‬حق تطبيق إجراءات‬
‫تأديبية على العاملين الذين ال يطبقون قواعد األمن‪ ،‬حق اإلعالن عن قواعد األمن‪ ،‬حق التفتيش الذي تقوم‬
‫به لجنة متساوية األعضاء أو لجنة نقابية لألمن‪.‬‬

‫‪ 6-1‬مكانة نشاط حفظ الصحة واألمن في التشريع الجزائري‪:‬‬

‫حدد المشرع الجزائري في قانون العمل رقم ‪ 12-88‬والمعدل والمتمم بقانون ‪ ،00-02‬الطرق والوسائل‬
‫التي تضمن للعامل أحسن الشروط في مجال الوقاية الصحية واألمن وطب العمل‪ ،‬وتعيين األشخاص‬
‫المسؤولة والمؤسسات المستخدمة المكلفة بتنفيذ اإلجراءات المقررة‪ .‬مع العلم أن أحكام هذا القانون تطبق على‬
‫كل مؤسسة مستخدمة مهما كان قطاع النشاط الذي تنتمي إليه‪ .‬والتي يتعين عليها ضمان الوقاية الصحية‬
‫واألمن للعمال‪ ،‬مع ضرورة توفر شروط الوقاية الصحية للحفاظ على صحتهم في أماكن العمل‪.‬‬

‫كما أوجب القانون على هيئات خارج المؤسسة مثل طب العمل ومفتشية العمل وكذا الضمان االجتماعي‬
‫المتابعة والحرص على الحفاظ على صحة وأمن العاملين فيها‪.‬‬

‫اختبر معارفك‪:‬‬
‫السؤال األول‪ :‬لماذا تهتم مختلف أنواع المنظمات بنشاط حفظ الصحة واألمن؟‬

‫السؤال الثاني‪ :‬حدد عالقة إدارة الموارد البشرية ونشاط حفظ الصحة واألمن؟‬

‫‪12‬‬
‫د‪ .‬رقام ليندة‬ ‫دروس في حفظ الصحة واألمن مدعمة بأسئلة تطبيقية‬

‫الفصل الثاني ‪ :‬ظروف العمل والمخاطر المهنية في المؤسسة‬

‫األهداف التعلمية‪:‬‬
‫‪ .0‬يتعرف الطالب على ماهية األخطار المهنية؛‬
‫‪ .6‬يميز الطالب بين أنواع المخاطر المهنية ؛‬
‫‪ .3‬يكشف عن أسباب المخاطر سواء كان حادثا أم مرضا؛‬
‫‪ .4‬يتعرف على أنواع ونماذج للمخاطر المهنية‪.‬‬

‫محتوى الفصل‪:‬‬
‫تمهيد‬

‫‪ 0-6‬ماهية ظروف العمل‬

‫تعريف المخاطر المهنية‬ ‫‪3-6‬‬


‫‪ 0-6-6‬حوادث العمل‬
‫‪ .0‬تعريف حادث العمل‬
‫‪ .6‬نظريات حوادث العمل‬
‫‪ .3‬أسباب حوادث العمل‬
‫‪ .4‬أنواع حوادث العمل‬

‫‪ 6-6-6‬األمراض المهنية‬
‫‪ .0‬تعريف األمراض المهنية‬
‫‪ .6‬خصائص األمراض المهنية‬
‫‪ .3‬أسباب األمراض المهنية‬
‫‪ .4‬إثبات وتسجيل األمراض المهنية‬
‫‪ .5‬نماذج من األمراض المهنية‬

‫اختبر معارفك‬

‫‪13‬‬
‫د‪ .‬رقام ليندة‬ ‫دروس في حفظ الصحة واألمن مدعمة بأسئلة تطبيقية‬

‫تمهيد‪:‬‬
‫عموما تحسنت ظروف النظافة واألمن في أماكن العمل في أغلب البلدان الصناعية المتطورة خالل ‪61‬‬
‫إلى ‪ 31‬سنة األخيرة‪ ،‬إال أن األمر ال يزال سيئ في الدول النامية‪ ،‬حيث ال يتم االعتراف بالحوادث‬
‫واألمراض المهنية كما ال تسجل وتدون في األرشيف إال قليال وبطريقة تقليدية‪ ،‬وال يصرح بها دائما‪ .‬وحسب‬
‫المنظمة العالمية للعمل‪ ،‬تقدر عدد الحوادث في العالم ب ‪ 061‬مليون حادث على األقل في السنة‪،‬‬
‫‪ 611111‬منها مميتة‪ .‬وهذه األخيرة هي أكثر ارتفاعا في الدول النامية‪ ،‬ويرجع السبب في ذلك إلى فعالية‬
‫برامج الصحة واألمن وحسن اإلسعافات األولية واألدوات الطبية وكذا المشاركة الحيوية للعمال في سيرورة‬
‫اتخاذ الق اررات المتعلقة بالصحة واألمن في الدول الصناعية المتطورة على عكس ما يحدث في الدول النامية‪.‬‬

‫‪ 1-2‬ماهية ظروف العمل‪:‬‬


‫مصطلح ظروف العمل قريب من مصطلح "جودة الحياة في العمل " و يقصد به كل ما يحيط ببيئة العمل‬
‫والذي يؤثر على الصحة البدنية والنفسية واالجتماعية للعامل‪ ،‬وتشمل كل ما هو مادي وانساني‪ .‬باإلضافة‬
‫إلى الظروف التنظيمية التي تتعلق بتنظيم مكان العمل وكذا تنظيم وقت العمل ‪.‬‬
‫كما تعرف ظروف العمل على أنها مختلف العوامل المرتبطة بشكل مباشر أو غير مباشر بالعمل‪ ،‬والتي‬
‫يجب االهتمام بها لمعرفة إن كان العمل مقبول أو غير مقبول من قبل العامل والمجتمع ككل‪.‬‬
‫عمليا ال يوجد اتفاق حول مكونات ظروف العمل‪ ،‬ويمكن ايجازها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ .1‬ظروف العمل المادية‪:‬‬


‫تعتبر أول نوع من الظروف الشائعة في مجال العمل وتنظيمه‪ .‬ويقصد بها الظروف الفيزيولوجية‬
‫التي تحيط بتنفيذ العمل‪ .‬ومنها‪:‬‬
‫أ‪ .‬اإلضاءة‪ :‬وتعرف على أنها كمية الضوء الساقط على مساحة معينة‪ ،‬ويمكن أن تكون طبيعية أو‬
‫اصطناعية‪ .‬ومن الخطأ االعتماد على اإلضاءة الطبيعية لوحدها‪ ،‬ألنه في كثير من األحيان ال‬
‫تفي بالشروط الضرورية‪ .‬فقد يصبح الضوء الطبيعي غير كاف في بعض األوقات أو الفصول‪،‬‬
‫مما يدعو إلى ضرورة إقامة نظام جيد لإلضاءة الصناعية‪ ،‬بل من األفضل وجود نظام يعمل‬
‫على تكامل اإلضاءة الطبيعية واإلضاءة الصناعية‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫د‪ .‬رقام ليندة‬ ‫دروس في حفظ الصحة واألمن مدعمة بأسئلة تطبيقية‬

‫ب‪ .‬الضوضاء‪ :‬وتعرف على أنها تلك األصوات غير المرغوب فيها والمزعجة‪ .‬وتقاس الضوضاء‬
‫بجهاز قياس الصوت ويسمى السنومتر ‪ . Sonomètre‬وتسمى وحدة قياسه ديسيبل )‪.)dB‬‬
‫والرقم المتعارف عليه عالميا كحد أعلى للضوضاء دون أن يؤثر على الجهاز السمعي للفرد هو‬
‫‪ 85‬ديسيبل‪ ،‬واذا تجاوزت شدتها هذا الحد يصبح لها تأثيرات ضارة على صحة السمع لدى‬
‫العاملين‪.‬‬
‫الغبار واألتربة‪ :‬عبارة عن جسيمات صلبة ناتجة عن عمليات ميكانيكية كالطحن والغربلة‬ ‫ت‪.‬‬

‫وغيرها‪ .‬وتنتشر تلك األتربة والغبار في الجو‪ ،‬حيث تؤثر على صحة العاملين فتؤدي إلى‬
‫إصابتهم بأمراض جهاز التنفسي وحاالت التسمم نتيجة امتصاص أتربة الرصاص‪ ،‬المنغنيز‪،‬‬
‫الزرنيخ…‬
‫ث‪ .‬الح اررة‪ :‬وهي درجة الدفء أو البرودة السائدة في مكان العمل‪ .‬ويتعرض العاملون في أعمالهم‬
‫المختلفة لدرجات متباينة من الح اررة‪ ،‬فهناك أعمال تتميز بارتفاع درجة ح اررة مكان العمل‬
‫كصناعة الحديد والصلب‪ ،‬األعمال التي تتم تحت سطح األرض مثل استخراج المعادن‪ ،‬العمل‬
‫بالمناجم‪ ،‬إضافة إلى األعمال التي تتم في العراء كشق الطرق‪....‬و كلها أعمال يحتمل أن‬
‫يصاب الفرد فيها بإحدى الحاالت المرضية التالية ‪:‬اضطرابات نفسية وعصبية‪ ،‬تقلصات عضلية‬
‫التهابات الجلد‪ ،‬التهابات العيون‪ ،‬الصدمة الح اررية‪ ،‬اإلجهاد الحراري‪....‬الخ‪.‬‬

‫وبعض األعمال تتطلب درجة ح اررة منخفضة كمخازن التبريد‪ ،‬العمل بأعالي الجبال وغير ذلك من‬
‫األعمال التي يتعرض فيها العمال إلى ‪:‬تقلص األوعية الدموية المنتشرة في الجلد واألطراف‪ ،‬تشقق الجلد‪،‬‬
‫تضرر األعصاب و العضالت‪ ،‬أمراض الجهاز التنفسي‪ ،‬الروماتيزم ا ألنفلون از‪....‬و غيرها من األعراض‬
‫واألمراض التي تؤثر على صحة وأمن العاملين‪.‬‬
‫ج‪ .‬الغازات الضارة‪ :‬وهي كثيرة‪ ،‬منها الخانقة والمهيجة والسامة‪ .‬ولها طرق وقاية للحفاظ على صحة‬
‫العامل‪.‬‬

‫‪ .2‬ظروف العمل االجتماعية‪:‬‬


‫وتتمثل في مجموع العالقات المتواجدة بالمؤسسة‪ ،‬كالعالقة مع اإلدارة والعالقة مع جماعة العمل‪.‬‬
‫أ‪ .‬العالقة مع اإلدارة‪ :‬يتأثر العاملين نفسيا بنوع القيادة السائدة في مؤسستهم‪ ،‬كما يحكمون على ما‬
‫تفعله اإلدارة لتحسين ظروف عملهم‪.‬وكذا مدى اهتمامها برفاهيتهم وتحسين خدماتهم االجتماعية‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫د‪ .‬رقام ليندة‬ ‫دروس في حفظ الصحة واألمن مدعمة بأسئلة تطبيقية‬

‫جماعة العمل‪ :‬ويتعلق بمدى تماسك الجماعة‪ .‬وتلجأ الجماعة إلى المحافظة على مصالح‬ ‫ب‪.‬‬

‫األعضاء الذين يمتثلون ألنماط السلوك السائدة بينهم‪ ،‬وتعاقب األعضاء المنحرفين عن هذه‬
‫األنماط‪ ،‬من خالل عدم مجالستهم‪ ،‬وابالغ المشرفين عن نقائصهم‪ ،‬أو تحطيم وسائل إنتاجهم‬
‫لتوريطهم في المشاكل‪ ،...‬بمعنى أن التفاعل بين أفراد الجماعة الواحدة أو بين الجماعات‪ ،‬من‬
‫شأنه أن يخلق صراعات وضغوطات سلبية‪ ،‬تؤثر سلبا على نفسية وصحة العامل وعلى‬
‫استق ارره‪ .‬وقد تتحول هذه الصراعات أحيانا إلى أعمال عنف‪ ،‬تؤدي إلى وقوع إصابات وقد‬
‫تسبب الوفاة ‪.‬إضافة إلى هذا فإن عدم قدرة العامل على التركيز بسبب هذه الصراعات‬
‫والضغوط‪ ،‬قد يجعله عرضة لحوادث العمل‪.‬‬

‫‪ .3‬ظروف العمل التنظيمية‪:‬‬


‫وتتمثل خاصة في تنظيم العمل وتنظيم أوقات العمل‪.‬‬
‫أ‪ .‬تنظيم العمل‪ :‬من الضروري التخلي عن التنظيم التايلوري للعمل نظ ار لما خلفه من مشاكل‬
‫صحية نفسية وكذا بدنية‪ ،‬والتوجه نحو تنظيم عمل مرن متمثل في إثراء العمل وتوسيعه وتدوير‬
‫لالستفادة من تعدد المهارات وتقليل الضغوط واالكتآب الوظيفي‪ .‬وكذا الحث على تنظيم عمل‬
‫قائم على فرق العمل لما له من فوائد سواء على المستوى اإلنساني‪ ،‬حيث يسمح بتقليل حوادث‬
‫العمل نظ ار لليقظة الجماعية التي تسود الفريق‪ ،‬وأيضا على مستوى المؤسسة من التقليل من‬
‫تكاليف الحوادث وزيادة توليد المعارف واإلبداعات‪.‬‬
‫ب‪ .‬تنظيم أوقات العمل‪ :‬يعرف العصر الحديث تنظيما جديدا ألوقات العمل ويسمى بالعمل التناوبي‬
‫أو نظام الورديات‪ ،‬تتعاقب خالله فرق العمل ليال ونها ار على العمل‪ ،‬مما خلق مشاكل اجتماعية‬
‫ونفسية للعاملين‪ ،‬تعرض بعضهم إلى الحوادث واإلصابات ‪.‬‬

‫‪ 2-2‬تعريف المخاطر المهنية‪:‬‬


‫تتمثل المخاطر المهنية كل الحاالت المؤذية لصحة العامل في العمل والتي تنتج عن الحوادث واألمراض‬
‫المهنية المرتبطة بالعمل أو بسبب ما يتعلق به‪ ،‬بما في ذلك حوادث الطريق (من والى مكان العمل) (محمد‬

‫ذيب العقايلة؛ ‪6116‬؛ ص‪)064‬‬

‫‪16‬‬
‫د‪ .‬رقام ليندة‬ ‫دروس في حفظ الصحة واألمن مدعمة بأسئلة تطبيقية‬

‫سواء كانت حوادث عمل أو أمراض مهنية فهي تشكل خطورة على الصحة الجسدية والنفسية واالجتماعية‬
‫للعامل‪ .‬وتترجم عموما الجوانب النفسية واالجتماعية بارتفاع مستوى االكتئاب عند اإلنسان والذي يشكل‬
‫خطورة على صحته‪.‬‬

‫تقليديا ال تهتم أغلب المنظمات وكذا قوانين الصحة واألمن إال بالمحيط المادي للعمل(الظروف المادية‬
‫للعمل)‪ ،‬إال أن اليوم فقد اختلف األمر وأصبحت المؤسسات تولي أهمية أكثر باألخطار النفسية واالجتماعية‬
‫التي يتعرض لها العمال في العمل (‪.)Dolan SH,L ; 2002 ; P565‬‬

‫ومن ثم فإن المخاطر المهنية هي كل حادث أو مرض تعرض له العامل خالل حياته الوظيفية‪.‬‬

‫‪ 0-6-6‬حوادث العمل‪:‬‬

‫هناك عدة تعاريف لحوادث العمل‪ .‬وجاء هذا التعدد بسبب اختالف اهتمامات األشخاص المعنيين بها‪.‬‬
‫فبالنسبة للطبيب‪ ،‬فاألمر يتعلق بإصابات أو حرائق يجب معالجتها أو حتى وفاة يجب الكشف عنها‪ .‬أما‬
‫بالنسبة لرب العمل‪ ،‬فالحادث يمثل خسارة اقتصادية كونه ينجر عنه وقت إنتاج ضائع ومنتج مبذر وآالت‬
‫معطلة‪...‬الخ‪ .‬في حين بالنسبة للمتنبأ بالحوادث‪ ،‬فالحادث هو موضوع لإلحصاء والدراسة‪ ،‬ويجب البحث‬
‫وبتمعن عن أسبابه بهدف تجنب تك ارره‪ .‬لكن بالنسبة للمصاب‪ ،‬فالحادث يعني له األلم في الجسد والروح‬
‫والتي كل الخدمات ال تكفي للتخفيف عنه ‪.‬‬

‫‪ .1‬تعريف حوادث العمل‪:‬‬

‫يمثل حادث العمل النتيجة الملموسة لظروف عمل متدهورة‪ .‬ويعرف حادث العمل على كونه يقع في‬
‫العمل ويتسبب في إصابة العامل فيزيولوجيا أثناء أداءه لعمله‪ .‬وحتى حوادث الطريق بين بيته وعمله تؤخذ‬
‫بعين االعتبار (‪.)Dayan A et autre ; 2000 ; P497‬‬

‫يعتبر حادث عمل كل حادث يقع في أماكن العمل أو أثناء ممارسة العمل أو القيام بمهمة خارج المؤسسة‬
‫تسند للعامل‪ ،‬أو حينما يحدث له وهو ذاهب إلى عمله أو عائد منه على أن يسلك الطريق المباشر في ذهابه‬
‫وايابه دون توقف أو انعطاف‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫د‪ .‬رقام ليندة‬ ‫دروس في حفظ الصحة واألمن مدعمة بأسئلة تطبيقية‬

‫كما يعرف حادث العمل على أنه كل طارئ مفاجئ وغير متوقع أو مخطط له‪ ،‬يقع خالل العمل أو بسبب‬
‫ما يتصل به‪ .‬ويشمل ذلك أي تعرض مفرط لعوامل فيزيائية أو كيميائية أو بيولوجية أو إجهاد حاد‪ .‬مما قد‬
‫يؤدي إلى الوفاة أو اإلصابات البدنية أو المرض الحاد للعامل المصاب‪.‬‬

‫‪ .2‬نظريات حوادث العمل‪:‬‬


‫هناك عدة نظريات تفسر ظاهرة حوادث العمل في المنظمات ومن أهمها‪:‬‬

‫أ) نظرية االستهداف للحوادث‪:‬‬


‫تعد هذه النظرية من أقدم النظريات التي فسرت حوادث العمل من الناحية السيكولوجية‪ .‬فهي تفترض وجود‬
‫صفات وراثية شخصية وبدنية ونفسية وعقلية وضعف الذكاء وضعف البصر والحالة االنفعالية‪ ...‬لدى‬
‫العاملين تجعلهم يرتكبون الحوادث بصفة متكررة أكثر من غيرهم من العمال الذين يعملون في الظروف‬
‫نفسها‪ .‬إذ يطلق على هؤالء اسم " مستهدفي الحوادث"‪.‬‬

‫وقد أجريت عدة دراسات لمعرفة مميزات المستهدفين للحوادث‪ ،‬أهمها الدراسة التي قام بها‬
‫‪ Tomas.N.Jenkins‬والتي استخلص منها عدة مميزات أهمها‪ :‬عدم االنتباه‪ ،‬قلة اإلدراك بالخطر‪ ،‬االنفرادية‪،‬‬
‫العدوانية‪ ،‬مخالفة عادات وتقاليد الجماعة‪ ،‬األوضاع االجتماعية‪ ،‬الميل إلى إيذاء وعقاب النفس‪ ،‬االعتزاز‬
‫بالنفس‪ ،...‬و أشار الباحث إلى أن هذه الصفات مالزمة لألفراد المستهدفين للحوادث مهما اختلفت‬
‫الصناعات‪ .‬وأن أفضل وسيلة للوقاية هي الكشف عنهم واستبعادهم خاصة أثناء القيام بعملية اختيار العمال‪.‬‬

‫على الرغم من شيوع هذه النظرية‪ ،‬إال أن األدلة العلمية على صحتها متعارضة‪ .‬فالكثير يرى أن تركيز‬
‫غالبية الحوادث في يد قلة من العمال‪ ،‬ليس إال ضرورة رياضية‪ .‬على ذلك فالدليل الوحيد لتأييد هذه‬
‫النظرية‪ ،‬هو األمثلة التي تكررت في الحوادث‪ ،‬بما يزيد عن الصدفة‪.‬‬

‫ب) نظرية الحرية واألهداف واليقظة‪:‬‬


‫طبقا لهذه النظرية يعد الحادث سلوكا رديئا‪ ،‬أي ناتج عن بعض السلوك السيئ الذي يحدث في بيئة‬
‫سيكولوجية غير مواتية أو غير مشجعة‪ ،‬حيث ال يتلقى العامل المكافأة على عمله وال يشعر بالعدالة‬

‫‪18‬‬
‫د‪ .‬رقام ليندة‬ ‫دروس في حفظ الصحة واألمن مدعمة بأسئلة تطبيقية‬

‫والرضا ‪...‬فكلما وفر المناخ الصناعي الفرص السيكولوجية واالقتصادية للعامل‪ ،‬كلما كان سلوك العامل‬
‫خاليا من الحوادث‪.‬‬
‫إن المناخ الصحي الذي يوفر للعامل كالمكافأة والجزاء على ما يبذله من جهد‪ ،‬يجب أن يوفر فرصة‬
‫وضع األهداف البعيدة والقريبة المدى‪ ،‬فمثل هذه الفرص تقود إلى تكوين عادة التيقظ وجودة اإلنتاج‪ ،‬ألن‬
‫الظروف السيكولوجية واالقتصادية المواتية تشجع العامل على اليقظة واالنتباه والحيطة‪ .‬والدراسات التي‬
‫أجريت على المناخ السيكولوجي والحوادث تعطي الكثير من األدلة التي تأيد هذه النظرية وأثرها في الوقاية‬
‫من حوادث العمل‪.‬‬

‫ج) نظرية الضغط و التكيف‪:‬‬


‫تؤكد هذه النظرية على أهمية طبيعة بيئة العمل ومناخ العمل‪ ،‬كعامل محدد أساسي للحوادث‪ .‬إذ؛ تعد‬
‫نظرية مناخية‪ .‬فهي تقسم البيئة إلى بيئة داخلية وأخرى خارجية‪ .‬ويتعرض العامل لضغوط سلبية متعددة‬
‫سواء من بيئته الداخلية (سمات الشخصية ‪ ،‬مرض األعضاء‪ ،‬تناول الكحوليات ‪ )...‬أو من البيئة الخارجية‬
‫( تزايد اإلضاءة‪ ،‬مستوى الضوضاء‪ ،‬زيادة عبء العمل الجسدي ‪ .)...‬والعامل الذي يقع تحت ظروف‬
‫الضغط من قبل البيئتين يكون أكثر عرضة للحوادث من العامل المتحرر من الضغط والتوترات‪.‬‬

‫د) النظرية االجتماعية‪:‬‬


‫تعد النظرية االجتماعية من النظريات التي ربطت حوادث العمل بالعامل‪ ،‬وخاصة بظروفه االجتماعية‬
‫غير المالئمة‪ .‬فالحالة االجتماعية الصعبة للعامل المتعلقة بالسكن‪ ،‬األسرة‪ ،‬المحيط االجتماعي‪ ،..‬تولد‬
‫حالة من االنفعال واالضطراب المستمر لديه‪ ،‬وبتفاعلها مع ظروف العمل المادية السيئة‪ ،‬تكون سببا في‬
‫وقوع الحوادث‪ ،.‬حيث تجعل العامل أسير االنفعاالت واالضطرابات النفسية المستمرة وبالتالي الوقوع في‬
‫شبح حوادث العمل‪ .‬ولمعالجة هذه األسباب يتطلب األمر تحسين الحالة االجتماعية واالقتصادية للعمال‬
‫ومعالجة مختلف المشاكل المرتبطة بهذا المجال‪.‬‬

‫ه) النظرية الوظيفية‬


‫تتسم هذه النظرية بخالف سابقاتها‪ ،‬بالشمول والتكامل في تفسيرها لظاهرة حوادث العمل‪ .‬فجميع النظريات‬
‫السابقة أرجعت سبب هذه الحوادث إلى عامل واحد‪ ،‬في حين ترى هذه النظرية أن حادث العمل‪ ،‬ظاهرة لها‬

‫‪19‬‬
‫د‪ .‬رقام ليندة‬ ‫دروس في حفظ الصحة واألمن مدعمة بأسئلة تطبيقية‬

‫أسبابها المتعددة والمترابطة فيما بينها‪ ،‬إذ ال يمكن إرجاعها إلى عامل واحد بل إلى مجموعة من العوامل‬
‫المادية واإلنسانية‪ .‬فحادث العمل يمثل ظاهرة معقدة لتعدد وتداخل أسبابها‪.‬‬
‫ومن أهم الدراسات التي تعزز رأي هذه النظرية نجد الدراسة التي قام بها هنريش ‪ ،‬والذي توصل إلى أن ‪:‬‬
‫‪ %88 -‬من الحوادث يرجع السبب فيها إلى عوامل إنسانية‬
‫‪ %06 -‬منها تسبب فيها الظروف البيئية‪.‬‬
‫إضافة إلى ذلك فهناك دراسة قام بها"مجلس األمن القومي بالواليات المتحدة األمريكية"‪ ،‬والتي توصلت إلى‬
‫ما يلي‪:‬‬
‫‪%18 -‬من الحوادث ترجع إلى ظروف تقنية غير مأمونة‪.‬‬
‫‪%19 -‬من الحوادث ترجع إلى عوامل إنسانية غير مأمونة‪.‬‬
‫‪%63 -‬من الحوادث ترجع إلى خليط من العوامل التقنية واإلنسانية غير مأمونة‪.‬‬

‫إن هذه النظرة الجديدة ألسباب الحوادث أدت إلى تطور كبير في ميدان الوقاية منها‪ ،‬ذلك أن تحديد‬
‫األسباب المباشرة وغير المباشرة للحادث من شأنه المساهمة بشكل فعال في التحكم فيها ومنع تكرارها‬
‫خاصة في المؤسسات الصناعية‪.‬‬

‫‪ .3‬أسباب حوادث العمل‪:‬‬


‫تسجل في بعض المنظمات وحتى في بعض المصالح واألقسام معدالت حوادث أعلى من غيرها‪،‬‬
‫وهناك مجموعة من األسباب أو العوامل التي تفسر مثل هذه االختالفات نذكر منها‪:‬‬

‫أ) خصائص المنظمة‪:‬‬


‫تختلف معدالت حوادث العمل وبدرجة عالية حسب القطاع الصناعي‪ ،‬حيث نجدها مرتفعة لدى‬
‫مؤسسات البناء والصناعة أكثر من المؤسسات التي تعمل في مجال الخدمات والمالية والتأمينات‬
‫وغيرها‪.‬‬
‫تسجل المؤسسات الصغيرة والكبيرة معدالت حوادث عمل أقل من المؤسسات المتوسطة‪ ،‬حيث يكون‬
‫المشرفون في المؤسسات الصغيرة أكثر يقظة لخطر الحوادث ويتعرفون عليها بسهولة ويعالجوها في‬
‫حينها‪ ،‬كما لهم القدرة على التنبؤ بها نظ ار لقلة األعمال هناك ووضوحها‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫د‪ .‬رقام ليندة‬ ‫دروس في حفظ الصحة واألمن مدعمة بأسئلة تطبيقية‬

‫وتمتلك المؤسسات الكبيرة موارد تسمح لها بتعيين مختصين يعملون على الوقاية من الحوادث‬
‫والحفاظ على األمن في العمل‪ ،‬في حين ال تمتلك المؤسسات المتوسطة الموارد الالزمة للقيام بذلك‪.‬‬

‫ب) برامج األمن في العمل‪:‬‬


‫التقنيات والبرامج واألنشطة التي تهدف إلى ترقية وتحسين الوقاية من حوادث العمل وتحقيق األمن‬
‫تختلف من منظمة إلى أخرى‪ .‬وتتوقف فعاليتها حسب نوع الصناعة وحجم المنظمة‪.‬‬
‫ففي المؤسسات الكبيرة الحجم وفي قطاع الصناعات الكيمائية تخصص أموال ضخمة لألمن سواء‬
‫في مجال التجهيزات أو أعمال التطبيب وفي التكوين حول مخطط األمن‪ ،‬وكذا في اإلشراف الدقيق‬
‫مما يساهم في تخفيض تكاليف حوادث العمل‪.‬‬
‫إال أن هذه التكاليف قد ترتفع إذا خصصت مصاريف بطريقة غير فعالة بهدف القضاء على ظروف‬
‫عمل خطيرة‪ ،‬ومدى التزام األفراد المسؤولين عن األمن‪ ،‬وكذا توجيهات العاملين ومسك بطاقات‬
‫األمن‪ .‬فيمكن لمنظمات من نفس الصناعة يواجهوا تكاليف مرتفعة لكل عامل مقارنة باألخرى التي‬
‫لديها برنامج أمن فعال‪.‬‬
‫عموما المنظمات التي ترتفع لديها التكاليف هي تلك التي ليس لديها برامج لألمن‪.‬‬

‫ج) السلوكيات الخطرة‪:‬‬


‫رغم أن العوامل التنظيمية لها دو ار مهما في التأثير على أمن العمل إال أن عدد كبير من المختصين من‬
‫يرى أن المسؤولين الرئيسيين عن حوادث العمل هم العاملون أنفسهم‪ .‬فالحادث يتوقف على سلوك األفراد‬
‫واألخطار المرتبطة بمحيط العمل وكذا الصدفة‪.‬‬

‫فجزء من المسؤولية يتحملها الشخص الذي وقع له الحادث وينظر له في هذه الحالة على أن لديه مؤشر‬
‫على استعداده المسبق للحوادث‪.‬‬

‫هذا االستعداد ال يمكن اعتباره كمجموعة ثابتة من الخصائص والتي تؤدي دون شك إلى وقوع الحادث‪.‬‬
‫ورغم ذلك فإنه توجد بعض السمات النفسية والفيزيولوجية تجعل بعض األشخاص أكثر عرضة من غيرهم‬
‫لتعرضهم للحوادث‪.‬‬

‫مثال‪:‬‬

‫‪21‬‬
‫د‪ .‬رقام ليندة‬ ‫دروس في حفظ الصحة واألمن مدعمة بأسئلة تطبيقية‬

‫‪ ‬الذين يكونون أكثر ضعفا عاطفيا‪.‬‬


‫‪ ‬العاملون الذين يعانون من قلق متزايد عموما هم أكثر عرضة للحوادث من غيرهم األقل قلقا‪.‬‬
‫‪ ‬العاملين األكثر تفاؤال وأكثر ثقة من المتوسط ويهتموا أكثر باآلخرين يتعرضون لحوادث أقل‪.‬‬
‫‪ ‬الذين يتمتعون بحدة البصيرة يتعرضون لحوادث أقل‪.‬‬
‫‪ ‬العمال المسنين يتعرضون لحوادث واصابات أقل من الشباب ‪.‬‬
‫‪ ‬األفراد الذين لديهم القدرة على معالجة االختالالت من خالل المالحظة هم أقل عرضة من الذين‬
‫يعالجون األمر بالممارسة والجهد العضلي‪.‬‬

‫يجب أن تتوفر شروط نفسية معينة حتى نتكلم عن االستعداد المسبق للحوادث‪ ،‬فالعداء وغياب النضج ما‬
‫هي إال حاالت مؤقتة‪ ،‬لهذا من الصعب تحديد االستعداد المسبق للحوادث عند شخص معين قبل أن يحدث‬
‫له على األقل حادث واحد‪.‬‬

‫ومن الصعب رفض المتقدمين لشغل المناصب الشاغرة على أساس استعدادهم المسبق للحوادث‪.‬‬

‫وتبقى األسباب التنظيمية مثل الحجم التكنولوجية المستعملة وسلوكيات اإلدارة وبرامج األمن ونوعية‬
‫اإلشراف هي أسباب هامة يمكن أن تؤدي إلى الحوادث‪.‬‬

‫‪ .4‬تصنيف حوادث العمل‪:‬‬


‫هناك تصنيفات عديدة لحوادث العمل ومن بين الشائعة منها نذكر ما يلي‪:‬‬

‫التصنيف األول‪ :‬ويتمثل في ‪:‬‬

‫أ‪.‬حوادث يمكن تجنبها‪ :‬وهي تلك الحوادث المتعلقة بدرجة كبير بالوقاية والصيانة ودرجة الوعي لدى العمال‪.‬‬
‫ب‪ .‬حوادث ال يمكن تجنبها‪ :‬وهي تلك الحوادث الخارجة عن نطاق سيطرة العامل أي خارجة على إطار‬
‫قدراته الجسمية والعقلية والتنظيمية ودرجة التوعية الوقائية‪.‬‬
‫ج‪ .‬حوادث يترتب عنها ضرر‪ :‬وهي تلك الحوادث التي تخلف عند وقوعها أضرار قد تلحق بالعامل أو‬
‫وسائل اإلنتاج‪ ،‬وبالتالي تخلف خسارة للمؤسسة‪.‬‬
‫د‪ .‬حوادث ال يترتب عنها ضرر ‪:‬وهي تلك الحوادث التي تقع وال تخلف أض ار ار ال بشرية وال مادية‪ ،‬ما عدا‬
‫ضياع للوقت أو تعطل في اإلنتاج‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫د‪ .‬رقام ليندة‬ ‫دروس في حفظ الصحة واألمن مدعمة بأسئلة تطبيقية‬

‫التصنيف الثاني‪ :‬وهو‪:‬‬


‫أ‪ .‬من حيث نوعيتها ‪:‬تسمم‪ ،‬نقل‪...‬‬
‫ب‪ .‬من حيث خطورتها ‪:‬خطيرة ‪ ،‬خطيرة جدا‪.‬‬
‫ج‪.‬من حيث نتائجها ‪:‬تؤدي إلى إصابات‪ ،‬مشوهة‪ ،‬قاتلة‪... ،‬‬
‫د‪.‬من حيث سببها ‪:‬إهمال سقوط‪ ،‬تزحلق‪ ،‬توقف مفاجئ لبعض اآلالت ‪...‬‬

‫‪ .5‬أنواع حوادث العمل‪:‬‬

‫يمكن حصر أغلب حوادث العمل في ما يلي‪:‬‬

‫‪ )0‬االصطدام بأجسام ثابتة‪ :‬أثناء تحرك العامل في المصانع وانتقاله من مكان إلى آخر ألداء عمله فقد‬
‫يصطدم ببعض اآلالت والمعدات والمحركات‪ ،‬مما ينتج عنه حدوث إصابات‪ ،‬كحدوث كدمات‬
‫والقطع والخلع والتمزق والكسور‪.‬‬

‫‪ )6‬االصطدام بأجسام متحركة أو حرة الحركة‪ :‬كثي ار ما تمثل األجسام المتحركة واألجزاء المنفصلة أو‬
‫األجسام المرنة في الحركة مصد ار للحوادث وتسبب فيما تتسبب فيه األجسام الثابتة الصلبة ‪،‬‬
‫باإلضافة إلى تسببها في حدوث إصابات أخرى للعين بدخول أجسام صلبة متحركة فيها وخاصة من‬
‫معدات وآالت التي تستعمل في البرادة والخراطة وغيرها‪.‬‬
‫‪ )3‬االنحشار في أو بين المعدات‪ :‬نتيجة السقوط أو االنزالق قد يتعرض العامل أو أجزاء من جسمه إلى‬
‫االنحشار بين بعض المعدات واآلالت في المصنع مما يسبب إصابات مختلفة‪ .‬كمعدات قطع الحديد‬
‫والبالستيك‪ ،‬واآلالت التي تعتمد على الحركة الدائرية وآالت األصابع‪...‬‬

‫‪ )4‬االصطدام أثناء الحركة‪ :‬تحدث للعامل أثناء السير أو الجري بين المعدات واآلالت حوادث نتيجة‬
‫لضعف أو تعذر رؤية هذه األجسام أو عدم توقع وجودها أو حركتها‪ ،‬وكذا التوقف المفاجئ لآللة‬
‫المتحركة مما يسبب االصطدام بها‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫د‪ .‬رقام ليندة‬ ‫دروس في حفظ الصحة واألمن مدعمة بأسئلة تطبيقية‬

‫‪ )5‬السقوط على نفس المستوى‪ :‬تعثر العامل وسقوطه خاصة في األماكن الضيقة التي تتكدس فيها‬
‫اآلالت مما يسبب إصابات كالقطع والكسر والجروح والكدمات‪ .‬وفي خالة ما ال تكون األجسام حادة‬
‫أومسننة تكون الحوادث سطحية ‪.‬‬

‫‪ )2‬السقوط من والى مستويات مختلفة‪ :‬غياب موانع السقوط كتسوير الساللم قد يعرض العامل للسقوط‬
‫بقوة وسرعة مما قد يتسبب في وفاته أو تعرضه إلصابة خطرة‪.‬‬

‫‪ )2‬اصابات الجهد الذاتي‪ :‬كأن يحمل العامل آالت ثقيلة أو يدحرجها مما قد يعرض نفسه للسقوط ومن‬
‫ثم يصاب باإلجهاد والتمزق وآالم الظهر والفتاق والتواء المفاصل‪ .‬وتتوقف مدى خطورة اإلصابات‬
‫على المجهود البدني أو العضلي الذي يبذله العامل أو عدم التزامه بقواعد وطرق النقل أو حمل‬
‫المواد المستخدمة‪.‬‬

‫‪ )8‬حوادث تؤثر على أجهزة الجسم البشري‪ :‬كاالستنشاق أو امتصاص وابتالع مواد كيمياوية خطرة‬
‫تؤدي إلى هدم خاليا وأنسجة الجسم‪ ،‬مثل اآلمونياك والكلور وحامض الهيدروسانيك وغازات‬
‫الكبريتيك الهيدروجيني‪ .‬وتكمن خطورتها أثناء النقل والتخزين والتصنيع‪ .‬وكذا الصعقة الكهربائية‬
‫والتعرض لضربات الشمس والموجات اإلشعاعية والمواد المشعة‪...‬وغيرها ‪.‬‬

‫‪ 2- 2-2‬األمراض المهنية ‪:‬‬


‫في عصر العبيد وصف" أبوقراط" العبيد عند قيامهم بالعمل وبين أنهم كانوا يبتلعون الحصى‬
‫ويتوجعون ألما‪ .‬كما وصف األمراض المهنية التي كانت تصيب عمال الصباغة‪ ،‬وكذا الذين يعملون‬
‫في إسطبالت الخيول وما لوحظ عنهم من قروح في أيديهم‪.‬‬
‫وبعد الميالد وصف "تيليني" نوعا من األقنعة الواقية التي يلبسها العمال لمنع أخطار التسمم بالزنك‬
‫والكبريت‪.‬‬
‫وفي ‪ 6110 -030‬ق م زار " جالينوس" منجم النحاس بجزيرة قبرص وكاد أن يفقد حياته من شدة‬
‫أبخرة النحاس وأدخنته المتطايرة ‪ ،‬كما أشار في تقريره ألدخنة الشموع الدهنية التي يتعرض لها‬
‫الطالب أثناء مراجعتهم على ضوءها ليال ‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫د‪ .‬رقام ليندة‬ ‫دروس في حفظ الصحة واألمن مدعمة بأسئلة تطبيقية‬

‫ومرت السنوات وظهر علماء آخرون اهتموا بدراسة األمراض المهنية من بينهم "جورج أمبريكوال"‬
‫الطبيب األلماني الذي مارس الطب في مناطق المناجم واستطاع وصف األخطار التي يتعرض لها‬
‫عمال المناجم وعمال استخراج المعادن وتنقيتها من الشوائب ‪.‬‬

‫وفي أواخر القرن ‪ 09‬اشتهر الطبيب اإليطالي " رامازيني " نظ ار لقيمة ما كتب عن األمراض‬
‫المهنية الناتجة عن ممارسة التجارة والزراعة والصناعة ‪ ،‬حيث لقب بأبوقراط الطب المهني‪ .‬وظل‬
‫كتابه المنهل الوحيد لحوالي قرن يهتد به األطباء الممتهنين وذلك لدقة أبحاثه ووفرتها‪ .‬فقد بحث في‬
‫حوالي ‪011‬نوع من األمراض المهنية‪ ،‬وتطرق إلى أساليب الوقاية منها وعالجها( نادية محمد؛‬
‫‪6113‬؛ ص ‪.)691‬‬

‫‪ .1‬تعريف األمراض المهنية ‪:‬‬


‫تختلف اإلصابة باألمراض المهنية كثي ار عن حوادث العمل‪ .‬ففي الوقت الذي يؤدي الحادث إلى الضرر‬
‫المفاجئ لصحة العمل‪ ،‬نجد المرض المهني يصيب العامل بطريقة بطيئة وخفية لدرجة أنه يمكن مرور‬
‫سنوات حتى يكتشف اإلصابة به فعليا‪.‬‬

‫عرفت منظمة العمل الدولية األمراض المهنية على أنها كل مرض تكثر اإلصابة به بين العاملين في مهنة‬
‫معينة أو مجموعة مهن‪ .‬يصاب بها أحد العاملين في تلك المهنة أو المهن (محمد عبد السميع علي؛‬
‫‪0923‬؛ ص‪.)05‬‬

‫وعرف المشرع الجزائري المرض المهني على أنه التسمم واألضرار التي تتسبب فيها أصال المهنة‪.‬‬

‫فالمرض المهني هو ذلك المرض الذي يحدث بين األفراد في مهنة معينة‪ ،‬أو مجموعة من المهن‪ ،‬أو‬
‫المرض الناتج عن القيام بعمل ما‪ ،‬أو قد يكون المرض كامنا في الجسم ويظهر نتيجة القيام بعمل يؤدي إلى‬
‫ظهوره‪ ،‬أو كل حالة تسمم قد تنشأ من مادة تستخدم في مهنة معينة أو في مجموعة مهن ‪.‬‬

‫يسمى مرض مهني ذلك المسجل ضمن قائمة األمراض المهنية المعروفة والتي يمكن البرهنة على أن‬
‫العامل أصيب بها أثناء العمل‪ ،‬وتدخل في إطار التعويض واألمن الصحي للعامل الذي يسيرها صندوق‬
‫التأمينات مثلها مثل حوادث العمل‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫د‪ .‬رقام ليندة‬ ‫دروس في حفظ الصحة واألمن مدعمة بأسئلة تطبيقية‬

‫‪ .2‬خصائص األمراض المهنية‪:‬‬


‫تتمثل هذه الخصائص فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ ‬تحصل للعامل في مهنة معينة حيث يتوفر مسبب المرض‪ ،‬ويتم التعرض له أثناء الممارسة في حين‬
‫تصيب األمراض العادية الشخص مهما كان موقعه أو مهنته‪.‬‬
‫‪ ‬تظهر لدى أشخاص لديهم القابلية أكثر من غيرهم ممن يعملون في نفس الظروف ‪.‬‬
‫‪ ‬تظهر بعد مدة زمنية قد تصل إلى سنوات لذا تصعب معالجتها أو شفاؤها التام‪.‬‬
‫‪ ‬تشخيص المرض المهني ليس باألمر السهل‪ ،‬خاصة إذا لم ترافقه عوارض مرضية واضحة ولهذا‬
‫يجب القيام بالفحوصات الطبية األولية والدورية‪.‬‬
‫‪ ‬لألمراض المهنية تبعات مالية كبيرة مقارنة باألمراض العادية بسبب طول مدة العالج ومن ثم‬
‫االنقطاع الطويل عن العمل وخدمات التأهيل المهني والتدريب والتعويض عن العجز الناتج عن‬
‫المرض أو الوفاة إن حصلت ‪.‬‬

‫‪ .3‬أسباب األمراض المهنية‪:‬‬


‫هناك العديد من األسباب المتنوعة والمتطورة لألمراض المهنية نذكر منها‪:‬‬
‫‪ )0‬األخطار الكيماوية‪ :‬يتعرض العاملين إلى عدد مهم من األخطار ذات الطبيعة الكيماوية في عملهم‬
‫من بينها‪ :‬أول أوكسيد الكربون‪ ،‬الرصاص‪ ،‬الغبار والمواد الكيماوية الخطيرة‪.‬‬
‫يجب اإلشارة إلى أن كميات متزايدة تتواجد في المدن من أول أكسيد الكربون والرصاص والغبار‪.‬‬

‫‪ )6‬األخطار المادية ( الفيزيولوجية) للعمل‪ :‬كالضجيج والح اررة والبرودة‪ .‬ويعتبر الضجيج من أخطر‬
‫هذه العوامل لهذا تتوفر أجهزة المتصاصه‪.‬‬
‫‪ )3‬األخطار البيولوجية‪ :‬يتعرض لها العاملون الذين يتعاملون بشكل مباشر مع الجمهور‪ ،‬والذي من‬
‫الممكن أن يكون من بينهم مصابين بأمراض كااليدز والتهاب الكبد ‪. L’hépatite B‬‬
‫يتعرض لهذه األخطار أكثر الذين يعملون في قطاع الصحة والشرطة حينما يساعدون المرضى‬
‫المصابين فيصابون بالعدوى‪ ،‬لذا هناك لقاح ضد التهاب الكبد ‪ L’hépatite B‬لهذه الفئة من‬
‫العاملين‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫د‪ .‬رقام ليندة‬ ‫دروس في حفظ الصحة واألمن مدعمة بأسئلة تطبيقية‬

‫‪ )4‬أخطار الهندسة البشرية ‪ :‬تعني تكييف العمل مع اإلنسان وتحسين أدوات العمل (الظروف المادية‬
‫للعمل) ووسائل األمن الصناعي والسالمة المهنية بالمنظمات‪.‬‬
‫باستثناء الجروح في الظهر والتي هي األكثر تك ار ار عند العمال تشكل المشاكل التنفسية فئة‬
‫األمراض األكثر تزايدا وسرعة‪.‬‬
‫كما يعتبر مرض السرطان السبب الثاني للوفاة بعد أمراض القلب‪ .‬بعض أسباب السرطان معروفة‬
‫ناتجة عن جزيئات مادية وكيميائية موجود في محيط العمل‪ .‬لذا تبذل مجهودات للقضاء عليها‪.‬‬
‫أيضا أوجاع الظهر هي أيضا من المشاكل األكثر أهمية يعاني منها العاملين وسببها هذه‬
‫المخاطر‪.‬‬

‫‪ )5‬مجموعات العمل األكثر عرضة لألخطار‪ :‬منهم ‪:‬‬


‫‪ ‬عمال المناجم والبناء وعمال الصناعة والمشرفين عليهم ‪.‬‬
‫رجال المطافئ والمناجم والشرطة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬عمال الصناعت البتروكيماوية والمصافي والصباغة وعمال النسيج والصناعات البالستيكية والطالء‪.‬‬
‫‪ ‬العمل المكتبي يتضمن أيضا مخاطر صحية جسدية ونفسية‪ .‬واألمراض األكثر تك ار ار لدى هذه الفئة‬
‫هي‪ :‬مرض الدوالي‪ ،‬أوجاع أسفل الظهر‪ ،‬تراجع الرؤية‪ ،‬أوجاع الرأس والصداع النصفي‪ ،‬ارتفاع‬
‫ضغط الدم‪ ،‬أمراض القلب‪ ،‬المشاكل التنفسية والهضمية ‪ .‬والعوامل المسببة لهذه األمراض تكمن في‪:‬‬
‫‪ -‬الضجيج‬
‫‪ -‬التلوث بسبب التدخين والبخار الكيميائي الناتج عن آلة الطباعة‪.‬‬
‫‪ -‬الكراسي غير المريحة‪.‬‬
‫‪ -‬التصميم السيئ لتهوية مكان العمل‪.‬‬
‫‪ -‬الورق المعالج كيميائيا‪.‬‬
‫األجهزة والمعدات التكنولوجية الحديثة التي تحتوي شاشات تحوي أشعة الكاثود‪Cathodique‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ )2‬األفراد الخطرون ‪ :‬يقدر العلماء والباحثون أن ‪ 0211‬مرض سببه عوامل وراثية‪ ،‬فبعض األفراد‬
‫يكونون أكثر عرضة من غيرهم إلى عدد متنوع من األمراض بسبب خصائصهم الوراثية ‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫د‪ .‬رقام ليندة‬ ‫دروس في حفظ الصحة واألمن مدعمة بأسئلة تطبيقية‬

‫هذه الفرضية‪ ،‬والتي من الصعب التحقق منها‪ ،‬تثير جدال حول الدور المستقبلي إلدارة الموارد‬
‫البشرية في الفحص األولي والمراقبة الجينية لألفراد التخاذ قرار التوظيف خاصة في المؤسسات‬
‫التي تستعمل المواد الكيماوية ‪.‬‬
‫وينطلق عمل إدارة الموارد البشرية بمعرفة المواد الكيماوية المستعملة في المؤسسة‪ ،‬مما يسمح‬
‫بتحديد تلك التي تسبب أمراض مثل السرطان‪ .‬وبعد تحديد إمكانية تعرض الفرد المترشح للمنصب‬
‫(والتي تبين من خالل التحاليل الجينية أن لديه استعداد لإلصابة) للمرض‪ ،‬يمكن للمؤسسة أن‪:‬‬
‫أ‪ .‬ترفض المترشح؛‬
‫ب‪ .‬تعيينه في مكان بعيد عن المخاطر الصحية؛‬
‫ت‪ .‬اتخاذ إجراءات خاصة (كفرض لباس الحماية) لتخفيض أخطار اإلصابة‪.‬‬
‫بالرغم من أن هذا الفحص الجيني ليس إجباري قانونا لكن تفكر العديد من المنظمات الكبيرة القيام به‪.‬‬

‫‪ .4‬إثبات وتسجيل األمراض المهنية‪:‬‬


‫إلثبات أن المرض هو مرض مهني البد من توفر الشروط اآلتية ‪:‬‬
‫‪ -0‬إثبات أن مكان العمل به مخاطر يمكن أن تسبب المرض المهني‪.‬‬
‫‪-2‬إثبات أن الحالة المرضية ناتجة عن مخاطر مكان العمل‪ ،‬وهذا من خالل مقارنة الفحوص الطبية‬
‫االبتدائية والدورية‪.‬‬
‫‪-3‬أن تكون مدة التعرض للخطر كافية لحدوث المرض‪.‬‬
‫‪-4‬أن يكون المرض مدرجا بجدول األمراض المهنية الخاصة بالبلد‪.‬‬

‫إذا تحققت الشروط من ‪ 1‬إلى ‪ 3‬و لم يكن المرض مدرجا بجداول األمراض المهنية للبلد‪ ،‬فإنه ال يعد‬
‫مرضا مهنيا‪ ،‬بل مرض ذو طابع مهني‪ ،‬وال يحق للعامل التعويض عنه في حالة اإلصابة به‪.‬‬

‫وفيما يلي نركز على الفحوص الطبية االبتدائية والدورية‪ .‬فإلثبات أن المرض سببه المهنة البد من الرجوع‬
‫إلى سجالت الفحوص الخاصة بالعمال‪ ،‬والمتمثلة في الفحوص االبتدائية والدورية المتعلقة بهم‪.‬‬
‫يقوم بالفحص االبتدائي طبيب العمل لكل عامل يريد االلتحاق بالمؤسسة ألول مرة‪ ،‬حيث يجري له فحص‬
‫شامل‪ .‬يفيد هذا الفحص‪ ،‬في معرفة ما إذا كان العامل مصابا بمرض ما‪ ،‬قد يكون تشغيله في المؤسسة‬

‫‪28‬‬
‫د‪ .‬رقام ليندة‬ ‫دروس في حفظ الصحة واألمن مدعمة بأسئلة تطبيقية‬

‫سببا في حدوث مضاعفات لهذا المرض أو وفاة العامل‪ ،‬وبالتالي رفض تشغيله‪ .‬كما أن تسجيل نتائج هذا‬
‫الفحص في بطاقة صحية خاصة بالعامل الجديد‪ ،‬يفيد في المستقبل في إثبات‪ ،‬فيما إذا كان المرض الذي‬
‫يعاني منه العامل‪ ،‬سببه العمل أو أسباب أخرى‪.‬‬
‫الفحوص الدورية‪ ،‬هي فحوص تتم كل ستة أشهر أو سنة‪ ،‬بهدف معرفة الحالة الصحية للعمال‪ ،‬كما تفيد‬
‫في معرفة درجة التزامهم باستعمال أدوات الوقاية‪ ،‬وكذا تشخيص األفراد الذين يجب نقلهم إلى أقسام أخرى‪.‬‬
‫بمقارنة نتائج الفحوص االبتدائية والفحوص الدورية‪ ،‬يتم تحديد ما إذا كان المرض الذي يعاني منه العامل‬
‫مرضا مهنيا‪ .‬بعد ذلك يتم التحقق من المرض‪ ،‬إذا كان مسجال في جداول األمراض المهنية الخاصة بالبلد‬
‫الذي يعمل به العامل‪ ،‬فإذا ثبت وجود المرض يعلم الطبيب أو مسؤول الصحة واألمن المهني المريض‪،‬‬
‫لتقديم طلب التعويض لهيئة التأمين االجتماعي‪ ،‬كما يصرح بهذا المرض إلى هيئة الضمان االجتماعي‪،‬‬
‫ويقوم بإعداد تقرير للحالة‪ ،‬ويسجلها في سجل األمراض المهنية ليكون مرجعا لإلدارة ولهيئة التأمين‬
‫االجتماعي‪ ،‬أو إلعداد اإلحصاءات‪.‬‬

‫‪ .5‬نماذج من األمراض المهنية‪:‬‬


‫‪ ‬أمراض الجهاز التنفسي‪ :‬يعتبر من أولى األمراض التي اعترف به كمرض مهني‪.‬‬
‫‪ ‬أمراض الجلد‪ :‬أسبابها ‪ :‬كيماوية‪ ،‬ميكانيكية‪ ،‬مادية‪ ،‬النباتات البيولوجية ( بكتيريا والفطريات‬
‫والحشرات)‪.‬‬
‫‪ ‬أمراض السرطان المهني‪ :‬عرفت العالقة بين السرطان والمهنة في ‪0225‬م‪ .‬فهو يظهر بعد مدة‬
‫طويلة من التعرض للمواد المسرطنة ( بين ‪ 01‬إلى ‪ 35‬سنة) ‪ .‬نذكر بعض هذه المواد‪ :‬غاز الفحم‬
‫‪ ،‬زيت البترول‪ ،‬الزفت‪ ،‬النيكل‪ ،‬البنزين‪ ،‬األشعة‪ .‬فهو يشكل ‪ %0‬من مجموع السرطانات التي‬
‫تصيب اإلنسان‪ .‬يأتي في مقدمتها سرطان الرئة (‪.)%01‬‬
‫‪ ‬األمراض النفسية‪ :‬لم يتم االهتمام بها إال مؤخرا‪ ،‬نذكر منها‪ :‬مظاهر سلوكية ذات خلفية نفسية‪،‬‬
‫مظاهر مرض جسمية ذات بعد نفسي ‪ ،‬مظاهر مرض عقلي‪.‬‬
‫‪ ‬األمراض المهنية المعدية‪ :‬هي أمراض تنتقل بين األفراد تسببها الكائنات الحية مثل البكتريا‪،‬‬
‫الفيروسات‪ ،‬الفطريات‪ ،‬الطفيليات‪ ،‬الطحالب‪..‬‬
‫‪ ‬أمراض القلب المهني ‪.‬‬
‫‪ ‬أمراض الجهازين الحركي والعصبي‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫د‪ .‬رقام ليندة‬ ‫دروس في حفظ الصحة واألمن مدعمة بأسئلة تطبيقية‬

‫‪ ‬أمراض الجهازين الهضمي والبولي‪ :‬كأمراض الفم ( التسمم بالرصاص)‪ ،‬المعدة ( ابتالع أحماض‪،‬‬
‫رصاص)‪ ،‬أمراض الكبد ( رابع كلوريد الكربون)‪ ،‬تسمم الكلى (معادن الزئبق‪ ،‬اليورانيوم‪ ،‬الرصاص‪،‬‬
‫صناعة الشمع والحبروالمطاط)‪.‬‬
‫‪ ‬أمراض العين المهنية‪ :‬التعرض لمواد كيماوية ‪ ،‬عوامل فيزيولوجية ( الح اررة‪ ،‬سوء اإلضاءة‪،‬‬
‫األشعة)‪ ،‬وأمراض العصب البصري ( تسمم بالرصاص والزئبق والزرنيخ) قد يحدث العمي ‪.‬‬
‫‪ ‬أمراض األنف واألذن والحنجرة ‪ :‬منها‪:‬‬
‫أمراض أنفية كأمراض الحساسية ( استنشاق الغبار أو أي مثيرات للحساسية في مكان العمل)‪.‬‬
‫أمراض التهابية ( صناعة الجلود والفراء)‪ ،‬أورام األنف نتيجة التعرض لمواد مسرطنة ( الكروم‪،‬‬
‫النيكل)‪.‬‬
‫أمراض األذن وخاصة نقص السمع بسبب التعرض للضجيج لفترة طويلة ( أكثر من ‪ 85‬ديسبل)‪.‬‬
‫أمراض الحنجرة والتي قد تكون تحسسية أو جرثومية أو سرطانية خاصة في األحبال الصوتية‪.‬‬
‫اختبر معارفك‪:‬‬
‫السؤال األول‪ :‬ضع عالمة (‪ )X‬أمام اإلجابة الصحيحة (الواحدة) الموجودة رفقة العبارات اآلتية‪:‬‬
‫‪ )0‬يعاني قطاع البناء من انتشار‪ :‬األمراض المهنية ( )‪ ،‬حوادث العمل ( )‪ ،‬كليهما ( )‪.‬‬
‫‪ )6‬يعتبر حادث عمل كل حادث يقع‪ :‬أثناء ممارسة المهنة ( )‪ ،‬في مهمة للمؤسسة ( )‪ ،‬كليهما ( )‪.‬‬
‫‪ )3‬تزداد معدالت حوادث العمل في المؤسسات‪:‬الصغيرة ( )‪ ،‬المتوسطة ( )‪ ،‬الكبيرة ( )‪.‬‬
‫‪ )4‬الفئات الوظيفية األكثر عرضة لألمراض البيولوجية‪ :‬األساتذة ( )‪ ،‬رجال المطافئ ( )‪ ،‬التجار ( )‪.‬‬
‫‪ )5‬العمال األكثر عرضة لحوادث العمل هم‪ :‬المسنون ( )‪ ،‬الضعفاء نفسيا ( )‪ ،‬المتفائلون ( )‪.‬‬
‫‪ )2‬المرض المهني األكثر تسببا في وقوع الوفيات في مواقع العمل هو‪ :‬السرطان المهني ( )‪ ،‬القلب ( )‪،‬‬
‫كليهما ( )‪.‬‬
‫‪ )2‬المتفائلون في العمل هم‪ :‬األكثر عرضة لحوادثه ( )‪ ،‬األقل عرضة لحوادثه ( )‪،‬ال يصابون بحوادث‬
‫العمل ( )‪.‬‬
‫‪ )8‬يعتبر الفحص الطبي عن المورثات المسببة لألمراض عند المتقدم لشغل الوظيفة الشاغرة‪ ،‬إجراءا‪:‬‬
‫إجباريا لدى المؤسسات ( )‪ ،‬اختياريا لدى المؤسسات ( )‪ ،‬ال داعي له ( )‪.‬‬
‫السؤال الثاني‪ :‬صنف قطاعات النشاط االقتصادي حسب المخاطر المهنية (حوادث‪ ،‬أمراض) التي تحدث‬
‫فيها‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫د‪ .‬رقام ليندة‬ ‫دروس في حفظ الصحة واألمن مدعمة بأسئلة تطبيقية‬

‫الفصل الثالث ‪ :‬تكاليف المخاطر المهنية‬

‫األهداف التعلمية‪:‬‬
‫‪ .0‬يتعرف الطالب على مكونات التكاليف المباشرة لألخطار المهنية وغير المباشرة؛‬
‫‪ .6‬يميز الطالب بين التكاليف المباشرة وغير المباشرة (الخفية) للمخاطر المهنية؛‬
‫‪ . 3‬يكتسب مهارة قياس معدل تكرار اإلصابات وشدة خطورتها‪.‬‬

‫محتوى الفصل‬
‫تمهيد‬
‫التكاليف المباشرة للمخاطر المهنية‬ ‫‪5-3‬‬
‫التكاليف غير المباشرة (الخفية) للمخاطر المهنية‬ ‫‪2-3‬‬
‫التكاليف التي يتحملها العامل‬ ‫‪2-3‬‬
‫‪ 8-3‬قياس معدل تكرار اإلصابات وشدة خطورتها‬

‫اختبر معارفك‬

‫‪31‬‬
‫د‪ .‬رقام ليندة‬ ‫دروس في حفظ الصحة واألمن مدعمة بأسئلة تطبيقية‬

‫تمهيد‪:‬‬
‫الحوادث واألمراض المهنية مكلفة جدا وتكون مباشرة وغير مباشر (خفية)‪ ،‬ويمكن أن يكون لها آثار خطيرة‬
‫مباشرة وغير مباشرة على حياة العامل وعائلته والمؤسسة ككل‪ .‬كما يجب إحصاء الحوادث التي تقع في‬
‫أماكن العمل للبحث عن أسباب حدوثها والوقاية منها‪.‬‬
‫مع العلم أن التكاليف المترتبة عن حوادث العمل هي في أغلبها تكاليف مشابهة لتكاليف األمراض المهنية‪،‬‬
‫لهذا نتكلم عن تكاليف للمخاطر المهنية بصفة عامة‪.‬‬

‫‪ 1-3‬التكاليف المباشرة‪:‬‬
‫تتمثل التكاليف المباشرة في األقساط المدفوعة من طرف المؤسسة إلى شركة التأمين المتعاقدة معها‪ .‬إذ‬
‫فرض أغلب التشريعات المؤسسات بضرورة تأمين جميع مستخدميها ضد حوادث العمل‪ ،‬حيث تلتزم‬
‫المؤسسة بدفع أقساط مالية منتظمة إلى هذه الشركة‪ ،‬تضم نسبة تقتطع من أجر العامل ونسبة تدفعها‬
‫المؤسسة نيابة عن عمالها‪ .‬وفي المقابل تلتزم شركة التأمين بما يلي‪:‬‬

‫‪ .0‬دفع تعويضات نقدية للعمال المصابين بسبب حوادث العمل خالل مدة توقفهم عن العمل؛‬
‫‪ .6‬تغطية المصاريف الطبية للعامل المصاب‪ :‬مستشفى‪ ،‬عالج‪ ،‬أدوية‪....‬‬
‫و تختلف نسبة التعويض التي تقدمها شركة التأمين للعمال بحسب نسبة العجز ومدة التوقف عن العمل‪.‬‬
‫وهذه األقساط المدفوعة من طرف المؤسسة لشركة التأمين‪ ،‬تعد تكلفة مباشرة للحادث تتحملها المؤسسة‪.‬‬
‫ويتخذ نظام التأمين ضد حوادث العمل شكلين هما‪:‬‬

‫‪ )1‬التأمين التعاقدي‪:‬‬
‫يتم هذا التأمين بالتعاقد مع شركة أو هيئة تأمينية متخصصة‪ ،‬تتلقى من المؤسسة أقساطا دورية‪ ،‬على أن‬
‫تقوم بتقديم التعويضات حسب النسب المتفق عليها‪ .‬ونميز بين حالتين‪:‬‬

‫أ) األقساط المتغيرة‪:‬‬


‫في هذه الحالة ترتبط نسبة األقساط التأمينية المدفوعة من طرف المؤسسة بمجموعة من العوامل منها‪:‬‬

‫‪32‬‬
‫د‪ .‬رقام ليندة‬ ‫دروس في حفظ الصحة واألمن مدعمة بأسئلة تطبيقية‬

‫مدى توفر أجهزة الوقاية‪ ،‬معدل تكرار وشدة الحوادث بالمؤسسة‪ .‬أي إذا تبين أن نظام حفظ الصحة واألمن‬
‫بالمؤسسة سيئ فإن األقساط التأمينية التي تدفعها سترتفع‪ ،‬والعكس صحيح‪.‬‬
‫هذا النوع من األقساط‪ ،‬يحفز المؤسسة على تحسين نظام حفظ الصحة واألمن لديه‪ ،‬ومن ثم تخفيض‬
‫معدالت حوادث العمل ومنه تخفيض تكاليفها المباشرة‪.‬‬

‫ب)األقساط الثابتة‪:‬‬
‫بمعنى تدفع المؤسسة لشركة التأمين أقساطا ثابتة وهذا في غالب األحيان‪ .‬ومن ثم تتحمل المؤسسة تكلفة‬
‫مباشرة ثابتة لحوادث العمل‪ .‬ويرى الكثير من المهتمين بحفظ الصحة واألمن أن هذه الطريقة ال تشجع على‬
‫ترقية الوقاية من المخاطر المهنية في المؤسسة‪ ،‬كون أن ارتفاع معدل الحوادث أو انخفاضها ال يغير من‬
‫قيمة األقساط الثابتة‪ .‬مع العلم أن هذا األسلوب في التأمين تعمل به الجزائر‪.‬‬

‫‪ )2‬التأمين الذاتي ‪:‬‬


‫ترى بعض المؤسسات أن من األفضل لها تأمين عناصر إنتاجها من أضرار حوادث العمل بنفسها‪ ،‬بحيث‬
‫تقوم بحساب االقتطاعات‪ ،‬التي تبقى ادخا ار تتصرف فيه وتستثمره حين الحاجة‪ ،‬على أن تقوم في حالة‬
‫إصابة العامل بدفع التعويضات الالزمة‪.‬‬
‫يسمح هذا النوع من التأمين للمؤسسة باستثمار مدخراتها‪ ،‬ورفع االعتمادات المخصصة للوقاية‪ ،‬وتحسين‬
‫ظروف العمل فيها‪ .‬غير أن هذا الشكل من التأمين غير مرغوب فيه من قبل العمال ونقاباتهم‪ .‬وهذا بسبب‬
‫عدم ثقتهم في وفاء مؤسستهم بالتزاماتها‪ ،‬نتيجة الظروف التي يمكنها مواجهتها‪.‬‬

‫‪ 6-3‬التكاليف غير المباشرة ‪:‬‬


‫التكاليف غير المباشرة أو الخفية لحوادث العمل‪ ،‬هي جميع التكاليف الناتجة عن الحادث باستثناء‬
‫التكاليف المباشرة‪ ،‬ومنها ما يمكن تقييمه ماديا ومنها ما ال يمكن تقييمه‪ .‬وتتلخص التكاليف غير المباشرة‬
‫عموما فيما يلي ‪:‬‬

‫‪ .0‬تكاليف مرتبطة بالعامل المصاب‪ :‬وتتمثل في‪:‬‬


‫‪ -‬األجر المدفوع للعامل خالل فترة إصابته وتلقيه اإلسعافات األولية أو توجهه للمستشفى‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫د‪ .‬رقام ليندة‬ ‫دروس في حفظ الصحة واألمن مدعمة بأسئلة تطبيقية‬

‫‪ -‬األجر الذي يتحصل عليه العامل المصاب رغم انخفاض إنتاجيته بعد عودته للعمل مقارنة بإنتاجيته‬
‫قبل اإلصابة‪ .‬و من ثم يعد األجر المقابل للفارق في اإلنتاجية تكلفة غير مباشرة للحادث‪ ،‬خاصة إذا‬
‫كان نظام األجر المعتمد مبنيا على وحدة الزمن‪.‬‬
‫‪ -‬المصاريف الطبية غير المؤمن عليها والتي تتطلب توفير اإلسعافات األولية‪ ،‬والرعاية الطبية بالقسم‬
‫الطبي داخل المؤسسة‪ .‬وتعد هذه التكلفة تكلفة متغيرة‪ ،‬فكلما ارتفع عدد الحوادث واإلصابات ارتفعت‬
‫هذه المصاريف التي تتحملها المؤسسة‪.‬‬
‫‪ -‬تكلفة دوران العمل‪ ،‬فقد يتسبب حادث العمل في وفاة العامل أو عجزه الدائم‪ ،‬و بالتالي يترك العمل‬
‫نهائيا‪ ،‬و يمكن أن يتركه بإرادته‪ ،‬تخوفا من تعرضه إلصابة جديدة‪ ،‬أو تخوف العامل الذي لم يصب‬
‫من اإلصابة‪ .‬تتمثل هذه التكلفة أساسا في ‪ :‬مصاريف التوظيف‪ ،‬مصاريف التكوين واإلدماج للعامل‬
‫الجديد‪.‬‬

‫‪ .6‬التكاليف المرتبطة بالعمال اآلخرين‪ :‬و تضم ما يلي‪:‬‬


‫‪ -‬تكلفة الوقت الضائع لبقية العمال في مكان الحادث‪ ،‬وقوع حادث عمل غالبا ما يدفع بقية العمال إلى‬
‫ترك مواقع عملهم لمعرفة ما حدث‪ .‬كما يتوقف العمال نتيجة توقف اآلالت وتعطلها أو عدم وصول‬
‫المواد األولية أو تلفها بسبب حوادث العمل‪.‬و األجور التي يتقاضاها هؤالء في األوقات الضائعة تمثل‬
‫تكلفة غير مباشرة لحوادث العمل‪.‬‬
‫‪ -‬تكلفة األجور اإلضافية بسبب العمل اإلضافي إذا تطلب األمر العمل لوقت إضافي لتعويض النقص‬
‫بفعل الحادث‪ ،‬حيث تتحمل المؤسسة بسببه تكاليف إضافية‪ ،‬تتمثل في األجور اإلضافية المدفوعة‬
‫للعمال والمشرفين‪ ،‬باإلضافة إلى تكاليف اإلضاءة الكهرباء‪ ،‬والتهوية‪ ،‬والح اررة ‪...‬إذا كان تعويض‬
‫النقص في اإلنتاج خارج فترات العمل العادية‪.‬‬
‫‪ -‬تكلفة توظيف وتكوين عامل أو نقل عامل قديم نتيجة مغادرة الفرد المصاب وتغيبه عن عمله‪ ،‬حيث‬
‫تتحمل المؤسسة تكاليف توظيف العامل الجديد وتكاليف تكوينه وادماجه‪ ،‬وتكاليف تكوين العامل‬
‫المنقول‪ .‬وهي كلها تكاليف خفية غير مباشرة‪.‬‬
‫‪ -‬تكلفة الوقت المستغرق في االستقصاء والتحقيق حول الحادث‪ ،‬بهدف معرفة أسبابه لمعالجته والعودة‬
‫للوضع الطبيعي السليم منها‪ :‬تكلفة الوقت المبذول من المشرفين والمكلفين بالتحقيق‪ ،‬تكلفة وقت‬
‫العمال الخاضعين للتحقيق‪ ،‬المصاريف اإلدارية التي يتطلبها التحقيق وكتابة التقارير‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫د‪ .‬رقام ليندة‬ ‫دروس في حفظ الصحة واألمن مدعمة بأسئلة تطبيقية‬

‫‪ .3‬تكاليف مرتبطة بانخفاض اإلنتاج ‪:‬‬


‫تتسبب حوادث العمل في انخفاض إنتاجية العمال واآلالت والمواد وبالتالي انخفاض اإلنتاج‪ ،‬الذي‬
‫تترتب عليه عدة تكاليف تتحملها المؤسسة‪ .‬وأهم مصادر انخفاض اإلنتاج ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬انخفاض إنتاج العامل المصاب بعجز مؤقت يؤدي إلى تعطل العمل وخسارة إنتاجه حتى عودته‪ ،‬إذا لم‬
‫يتم تعويضه بعامل آخر‪.‬‬
‫‪ -‬انخفاض إنتاجية العاملين الجدد‪ ،‬ألن وقوع حادث ما في المؤسسة يؤدي إلى وفاة العامل‪ ،‬أو إصابته‬
‫بعجز دائم‪ ،‬أو عجز مؤقت مما يتطلب تعويضه بعنصر بشري آخر يحل محله‪ .‬ويحتاج هذا األخير إلى‬
‫تكوين على العمل الجديد و لفترة زمنية‪ ،‬ليصل مستوى أدائه إلى مستوى أداء العنصر المصاب‪.‬‬
‫وهذا الفارق بين إنتاجية العنصرين يتسبب في انخفاض إنتاج المؤسسة‪.‬‬
‫‪ -‬انخفاض إنتاجية زمالء العمل‪ ،‬فعند وقوع الحادث يتوقف العمال عن اإلنتاج فترة زمنية مما يؤدي إلى‬
‫انخفاض معدل إنتاجهم بسبب‪ :‬إسعاف زميلهم المصاب‪ ،‬خوفهم من اإلصابة‪ ،‬انخفاض معنوياتهم‪،‬‬
‫خروجهم عن خط اإلنتاج إلجراء التحقيقات‪...‬‬
‫‪ -‬انخفاض إنتاجية اآلالت‪ ،‬فحوادث العمل ال تؤثر على إنتاجية العامل فقط‪ ،‬بل تؤثر سلبا على إنتاجية‬
‫اآلالت ‪.‬فيمكن أن يؤدي الحادث إلى تعطل اآللة نهائيا أو أحد أجزائها‪ ،‬و توقفها فترة زمنية عن‬
‫اإلنتاج المقرر‪.‬‬

‫‪ .4‬تكاليف الخسائر المادية‪:‬‬


‫تترتب على حوادث العمل‪ -‬إضافة إلى اإلصابات المتفاوتة التي تلحق بالعامل ‪-‬خسائر‬
‫مادية هامة‪ ،‬تتمثل أساسا في الخسائر التي تلحق باآلالت والتجهيزات‪ ،‬والمواد األولية والمنتجات‪.‬‬
‫‪ -‬إن تعطل اآلالت والتجهي ازت أو توقفها بسبب حوادث العمل يحمل المؤسسة تكاليف غير متوقعة‪،‬‬
‫تؤثر على تكاليف اإلنتاج منها‪ :‬تكلفة اآللة التالفة التي توقفت نهائيا عن العمل‪ ،‬تكلفة شراء آلة جديدة‬
‫تعوض اآللة التالفة‪ ،‬تكلفة قطع الغيار المستبدلة في حالة تضرر أجزاء معينة‪ ،‬تكلفة الصيانة واصالح‬
‫األعطاب‪.‬‬
‫‪ -‬تكاليف المواد والمنتجات التالف‪ ،‬والتي تكون غالبا في حالة نقل من المورد إلى المخازن إلى موقع‬
‫العملية اإلنتاجية‪ ،‬األمر الذي يمكن أن يعرضها للحوادث سواء أثناء شحنها‪ ،‬نقلها‪ ،‬تفريغها‬
‫تخزينها‪ ،‬أو عند إدخالها في العميلة اإلنتاجية‪ .‬و بالتالي تتحمل المؤسسة تكاليف بقيمة المواد‬

‫‪35‬‬
‫د‪ .‬رقام ليندة‬ ‫دروس في حفظ الصحة واألمن مدعمة بأسئلة تطبيقية‬

‫المتضررة و قيمة شراء مواد جديدة‪.‬‬


‫‪ -‬في حالة تضرر المنتج النهائي‪ ،‬سواء بحادث في موقع العملية اإلنتاجية‪ ،‬أو حادث طريق عند نقل‬
‫المنتجات لنقاط البيع‪ ،‬فإن المؤسسة تتحمل تكلفة كبيرة‪ ،‬تضم تكاليف اإلنتاج المباشرة وغير المباشرة ‪.‬‬
‫كما تتأثر قيمة مبيعاتها و ربحيها وسمعتها السوقية‪.‬‬

‫‪ 3-3‬التكاليف التي يتحملها العامل‪:‬‬


‫يتحمل العامل مثله مثل مؤسسته في حالة تعرضه لخطر مهني ‪ ،‬تكاليف مباشرة تتمثل في األلم الذي تسببه‬
‫اإلصابة‪ ،‬وامكانية فقدان الدخل لمدة طويلة نسبيا‪ ،‬وحتى احتمال فقدان منصب العمل‪ ،‬وكذا تكاليف العالج‪.‬‬
‫أما التكاليف غير المباشرة أو الخفية والتي يتسبب فيها مرض أو حادث فمن الصعب في بعض األحيان‬
‫تقديرها‪ ،‬ومنها خصوصا وبديهيا األلم وحتى الحزن الذي يصيب عائالت العمال والتي ال يعوض بثمن‪.‬‬

‫وعموما من الصعب تقدير التكاليف غير المباشرة بالنسبة للعمال‪ .‬وعمليا ال يمكن معرفة بدقة حقيقة‬
‫التكلفة الكلية للحوادث واألمراض المهنية بسبب تعدد التكاليف غير المباشرة والتي يصعب قياسها‪.‬‬

‫‪ 4-3‬قياس معدل تكرار اإلصابات وشدة خطورتها‪:‬‬


‫إن حساب هذه اإلصابات لن يتم إن لم تكن هناك سجالت تدون فيها الحوادث واإلصابات‪ ،‬فالسجالت‬
‫توفر البيانات والمعلومات المطلوبة والتي على أساسها تحسب هذه المعدالت‪.‬‬
‫ساهمت منظمة العمل الدولية بقسط كبير في بلورة المؤشرات الكمية لإلصابات والحوادث‪ ،‬وألزمت الدول‬
‫والمنظمات العامة والخاصة بوجوب تطبيقها ونشر نتائجها‪ .‬وقد تمت صياغة معدالن يحسبان للحكم على‬
‫واقع وكذا تطور حوادث العمل في المؤسسة‪ ،‬وهما‪)Citeau JP ; 2000 ; p159( :‬‬

‫‪ .0‬قياس معدل تكرار (وقوع) اإلصابات‪ :‬تحسب كما يلي‪:‬‬

‫معدل الوقوع = عدد اإلصابات المسجلة بين العمال والتي نتج عنها أضرار ‪0111111 x‬‬
‫عدد ساعات العمل الفعلية‬

‫عدد ساعات العمل الفعلية لمدة سنة = عدد العمال‪x‬عدد ساعات العمل األسبوعية‪x‬عدد ساعات العمل في‬
‫السنة‬

‫‪36‬‬
‫د‪ .‬رقام ليندة‬ ‫دروس في حفظ الصحة واألمن مدعمة بأسئلة تطبيقية‬

‫‪ .6‬قياس شدة خطورة حوادث العمل‪ :‬تقيس حجم األضرار وجسامتها وتحسب كما يلي‪:‬‬

‫عدد األيام المفقودة ‪0111 x‬‬ ‫معدل الخطورة =‬


‫عدد ساعات العمل الفعلية‬
‫هذه المعدالت هي مؤشرات بسيطة‪ ،‬إال أن قيمها وتغيراتها تدل على واقع ظروف العمل ومدى سوءها‪،‬‬
‫لهذا يجب تحليل أسبابها بجدية وبدقة بهدف القضاء على هذه المخاطر وتحسين ظروف العمل في‬
‫المؤسسات ‪.‬‬

‫اختبر معارفك‪:‬‬

‫السؤال األول‪ :‬اختر اإلجابة الصحيحة الموجودة رفقة العبارات اآلتية ‪:‬‬

‫‪ .0‬مبلغ التكاليف المباشرة للمخاطر المهنية في المؤسسات يكون‪:‬‬


‫أقل من التكاليف الخفية ( )‪ ،‬يساوي التكاليف الخفية ( )‪ ،‬أكبر من التكاليف الخفية ( )‪.‬‬
‫‪ .6‬تكلفة حادث عمل واحد تكون كارثية بالنسبة للمؤسسات‪ :‬الصغيرة( )‪ ،‬المتوسطة ( )‪ ،‬الكبيرة ( )‪.‬‬
‫‪ .3‬شدة حوادث العمل تعني‪ :‬حجم األضرار ( )‪ ،‬تكرار الحوادث ( )‪ ،‬كليهما ( )‪.‬‬
‫‪ .4‬مبلغ التكاليف الخفية للمخاطر المهنية في المؤسسات يكون‪:‬‬
‫أقل من التكاليف المباشرة ( )‪ ،‬يساوي التكاليف المباشرة ( )‪ ،‬أكبر من التكاليف المباشرة ( )‪.‬‬
‫‪ .5‬تكلفة األمراض المهنية بالنسبة لألمراض العادية تكون‪ :‬مرتفعة ( )‪ ،‬منخفضة ( )‪ ،‬مساوية ( )‪.‬‬
‫‪ .6‬يتسبب تكوين عامل ليعوض آخر مصاب في تكاليف‪ :‬مباشرة ( )‪ ،‬غير مباشرة ( )‪ ،‬كليهما ( )‪.‬‬
‫‪ .2‬تزداد معدالت حوادث العمل في المؤسسات‪:‬الصغيرة ( )‪ ،‬المتوسطة ( )‪ ،‬الكبيرة ( )‪.‬‬
‫‪ .8‬ترتفع تكاليف المخاطر المهنية لدى المؤسسات التي ‪:‬‬
‫ليس لديها برنامج لألمن ( )‪ ،‬لديها برنامج غير فعال ( )‪ ،‬كليهما ( )‪.‬‬

‫السؤال الثاني‪ :‬عرف كل من التأمين التعاقدي والتأمين الذاتي للمخاطر المهنية‪ ،‬وأيهما تعمل به المؤسسة‬
‫الجزائرية؟‬

‫‪37‬‬
‫د‪ .‬رقام ليندة‬ ‫دروس في حفظ الصحة واألمن مدعمة بأسئلة تطبيقية‬

‫الفصل الرابع ‪ :‬المخاطر المهنية ونظام األمن‬

‫األهداف التعلمية‪:‬‬

‫‪ .0‬التعرف على نظام األمن ومكوناته؛‬


‫‪ .6‬الكشف عن أهم الوسائل المستعملة في نظام األمن؛‬
‫‪ .3‬التعرف على كيفية عمل نظام األمن الشامل وشروط نجاحه‪.‬‬

‫محتوى الفصل‪:‬‬

‫تمهيد‬

‫‪ 0-4‬تعريف نظام األمن ومكوناته‬

‫‪ 6-4‬وسائل نظام األمن‬

‫‪ 3-4‬األسس التنظيمية لنظام األمن‬

‫‪ 4-4‬شروط نجاح نظام األمن الشامل‬

‫اختبر معارفك‬

‫‪38‬‬
‫د‪ .‬رقام ليندة‬ ‫دروس في حفظ الصحة واألمن مدعمة بأسئلة تطبيقية‬

‫تمهيد ‪:‬‬
‫على المنظمات أن تدمج في تشغيلها نظاما فعاال لألمن حتى تتمكن من الوقاية من الحوادث واألمراض‬
‫المهنية‪ .‬وتستجيب بالتالي للشروط الصحية للعمل كما تقضي على مصدر الخطر الذي يمس صحة وسالمة‬
‫وأمن العامل‪ .‬ويتم هذا من خالل إشراك جميع المستويات من اإلدارة إلى العاملين‪.‬‬

‫‪ 1-4‬تعريف نظام األمن ومكوناته‪:‬‬


‫تتبنى المؤسسة نظاما لألمن لتحافظ على مواردها المختلفة وخاصة منها البشرية‪ ،‬لهذا يجب تحديد ماهية‬
‫هذا النظام ومكوناته‪.‬‬

‫‪ .1‬تعريف نظام األمن‪:‬‬


‫هو نظام يعمل على تحسين أداء المؤسسة فيما يتعلق بالصحة والسالمة المهنية‪ ،‬من خالل الدمج بين‬
‫السياسة الوقائية والوسائل والموارد البشرية في إطار عملية للتحسين المستمر‪ .‬ويعني أيضا‪ ،‬أن كل مؤسسة‬
‫ترغب في تحسين األداء في مجال الصحة والسالمة في العمل أن تتبنى نظام لألمن يقوم على المشاركة‬
‫القوية من قبل اإلدارة وجميع العاملين‪.‬‬

‫نظام إدارة الصحة والسالمة المهنية هو نظام إدارة يجمع بين األشخاص والسياسات والموارد ويهدف إلى‬
‫تحسين أداء المؤسسة فيما يتعلق بالصحة والسالمة المهنية‪ .‬إنه أداة تسمح بتحكم أفضل في تنظيم المؤسسة‬
‫وتطويرها من خالل دمج الصحة واألمن في جميع وظائفها‪.‬‬

‫‪ .6‬مكونات نظام األمن ‪ :‬يتكون نظام األمن من ثالث مراحل هي ‪:‬‬

‫أ) المرحلة األولى ‪ :‬التعرف على المخاطر‬


‫يتم باستعمال وسائل الوقاية اآلتية‪ :‬التحقيقات‪ ،‬تحليالت الحوادث‪ ،‬مسك سجل اإلسعافات األولية‪،‬‬
‫وضع برنامج للصحة والتفتيش‪.‬‬
‫ويقع على عاتق إدارة المؤسسة للتعرف على المخاطر المهنية القيام بما يلي‪:‬‬
‫تحميل مسؤولية التعرف على المخاطر لشخص أو هيئة متخصصة على مستوى المؤسسة والكشف‬ ‫‪‬‬
‫عن أسباب التي تؤدي إلى وقوع الحوادث واألمراض المهنية‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫د‪ .‬رقام ليندة‬ ‫دروس في حفظ الصحة واألمن مدعمة بأسئلة تطبيقية‬

‫‪ ‬يجب أن ال يمس أي تغيير على مكان وظروف موقع حوادث العمل واألمراض المهنية قبل إجراء‬
‫التحقيق المطلوب‪.‬‬
‫‪ ‬على صاحب العمل التشاور مع العمال‪ /‬ممثليهم حول اإلجراءات المتصلة بالتحقيقات في حوادث‬
‫العمل واألمراض المهنية التي تحدث في المؤسسة‪ ،‬مع ضمان إطالعهم على نتائج هذه التحقيقات‪.‬‬
‫‪ ‬يجب أن ينتج عن التعرف على المخاطر المهنية وضع قائمة بأنواعها في المؤسسة‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة االلتزام بالتحليل المنطقي والموضوعي للمخاطر المهنية بهدف التحديد الدقيق ألسبابها‬
‫لتحقيق المعالجة الفعالة لها‪.‬‬

‫ب) المرحلة الثانية ‪ :‬معالجة المخاطر‬

‫تتمثل هذه المرحلة في تنفيذ حلول لتحسين الوضعية الحالية‪ .‬يتعلق األمر بوضع طرق للتحسين التي‬
‫تأخذ بعين االعتبار طبيعة المنظمة‪ ،‬هيكلتها ومخاطرها المحتملة‪ .‬تترجم هذه الطرق في برامج مثل‬
‫برنامج التكوين واإلعالم للعمال‪ ،‬وبرنامج للمقابالت الوقائية‪ ،‬برنامج مراقبة جودة محيط العمل‪ ،‬برنامج‬
‫تكييف المعايير والقوانين‪ ،‬برنامج متابعة صحة العمال‪ ،‬وضع سياسة للشراء تتجنب إدخال مصادر‬
‫األخطار في أماكن العمل‪...‬الخ‪ .‬ويستعان أيضا خالل هذه المرحلة بوسائل تقنية التي تضمن أمن أكثر‬
‫للعاملين مثل وسائل وأجهزة الحماية الفردية التي تتماشى مع مختلف مناصب العمل‪ .‬والهدف دائما هو‬
‫معالجة المخاطر والمشاكل الضارة بسالمة وصحة العامل في العمل قبل وقوعها‪ ،‬والقضاء على‬
‫األخطار الموجودة في محيط العمل‪.‬‬

‫ت) المرحلة الثالثة‪ :‬الرقابة‬

‫يتم خالل هذه المرحلة مراقبة وتقييم الحلول المختارة ومدى فعاليتها‪ ،‬مما يتطلب وقت للتقييم وتغذية راجعة‬
‫للتصحيح إذا كانت النتائج سلبية‪ .‬فهي مرحلة تهدف إلى ضمان دوام المعالجة والتصحيح‪ .‬وتستعمل وسائل‬
‫الوقاية اآلتية ‪ :‬التفتيش‪ ،‬التكوين‪ ،‬برامج الصيانة الوقائية‪ ،‬سياسة الشراء‪.‬‬
‫لتضمن توفير الشروط الصحية واآلمنة في أماكن العمل‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫د‪ .‬رقام ليندة‬ ‫دروس في حفظ الصحة واألمن مدعمة بأسئلة تطبيقية‬

‫‪ 2-4‬وسائل نظام األمن ‪:‬‬


‫يوجد عدة وسائل تلجأ لها المؤسسات للوقاية من المخاطر المهنية ‪ ،‬سوف نتناول كل وسيلة من حيث‬
‫أهدافها واجراءاتها كاآلتي‪:‬‬

‫إجراءات نظام األمن‬ ‫الهدف‬ ‫وسائل نظام األمن‬


‫‪ -‬تحليل سياسة شراء المنتجات واألجهزة أو كرائها‪.‬‬
‫‪ -‬اختيار إجراءات وتقنيات العمل‬ ‫تجنب إدخال مصادر الخطر‬ ‫سياسة الشراء والهندسة‬
‫‪ -‬عقود المقاولة من الباطن‬ ‫في محيط العمل‬
‫‪ -‬أشغال تغيير المعدات والتجهيزات‬
‫‪ -‬استعمال بطاقات تقنية للصيانة الوقائية‬
‫‪ -‬إعداد رزنامة أنشطة‬ ‫تجنب األعطاب التقنية لألجهزة‬ ‫الصيانة الوقائية‬
‫‪ -‬مسك سجل للصيانة الوقائية‬ ‫واآلالت‬
‫‪ -‬إعداد قائمة للملوثات والمواد الخطيرة الموجودة في‬
‫محيط العمل‬ ‫تحسين محيط العمل‬ ‫رقابة جودة المحيط‬
‫‪ -‬وضع مخطط للرقابة والصيانة جودة المحيط العمل‬
‫(قياس الملوثات)‬
‫‪ -‬جمع معلومات ضرورية في بطاقة منبهة‬
‫‪ -‬وضع قائمة لمناصب العمل التي يجب مراقبتها‬
‫‪ -‬مسك سجل للرقابة‬
‫‪ -‬القيام بتفتيش عام ألماكن العمل‬
‫‪ -‬القيام بتفتيش األجهزة واألنظمة‪...‬إلخ‬ ‫الكشف عن األخطار الممكنة‬
‫‪ -‬االعتماد على قوائم والدليل التقني للتفتيش‬ ‫والحفاظ على ظروف عمل آمنة‬ ‫التفتيش‬
‫‪ -‬كتابة تقارير التفتيش ومسك السجالت‬
‫‪ -‬العمل بالتعاون مع لجنة الصحة واألمن‬
‫‪ -‬الترقية الصحية من خالل القيام بحمالت توعية‬
‫‪ -‬إعداد برنامج للصحة في العمل‬ ‫متابعة ورقابة صحية‬

‫‪41‬‬
‫د‪ .‬رقام ليندة‬ ‫دروس في حفظ الصحة واألمن مدعمة بأسئلة تطبيقية‬

‫‪ -‬االستعانة بمصالح الصحة المتوفرة‬ ‫الكشف وبسرعة عن المخاطر‬


‫‪ -‬العمل بالتعاون من لجنة الصحة واألمن في العمل‬ ‫الصحية‬
‫‪ -‬إعداد وتصحيح يومي لطرق العمل حتى تكون‬
‫آمنة‬ ‫تبني العمل بطرق وتقنيات آمنة‬ ‫طرق عمل آمنة‬
‫‪ -‬مالحظة وتحليل المهام‬
‫‪ -‬دمج في الوظائف والمهام طرق وتقنيات عمل آمنة‬
‫‪ -‬العمل بالتعاون مع العاملين ولجنة الصحة واألمن‬
‫‪ -‬اختيار أجهزة الحماية‬
‫‪ -‬تسيير أجهزة الحماية‬
‫‪ -‬الحصول على بطاقات إعالمية عن أجهزة الحماية‬ ‫حماية العاملين من األخطار‬ ‫أجهزة الحماية‬
‫لالطالع والتوزيع‬ ‫التي ال يمكن القضاء عليها‬
‫‪ -‬العمل بالتعاون مع لجنة الصحة واألمن‬
‫‪ -‬وضع قائمة من القوانين التي يجب احترامها‬
‫‪ -‬إعداد قوانين داخلية والمصادقة عليها من قبل‬
‫اإلدارة العليا وضرورة تحيينها‬ ‫تحديد متطلبات حفظ الصحة‬ ‫لوائح وقوانين حول‬
‫‪ -‬التعريف بالقوانين المطبقة وفرض احترامها وكذا‬ ‫واألمن وربطها بخصائص‬ ‫الصحة واألمن‬
‫بالنسبة للقوانين الداخلية‬ ‫المؤسسة‬
‫‪ -‬تزويد زوار وموردي وكل شخص يدخل للمؤسسة‬
‫بمعلومات حول القوانين األمنية المعمول بها‬
‫‪ -‬توفير وسائل اإلعالم مثل‪ :‬لوحة العرض‬
‫‪ ،Tableau d’affichage‬لقاءات في مجموعات‪،‬‬
‫ترقية الوقاية‬
‫‪ -‬نشر معلومات عن القوانين الداخلية والدولية في‬ ‫تقديم معلومات للعاملين عن‬ ‫اإلعالم حول الصحة‬
‫المؤسسة‬ ‫محيط عملهم‬ ‫موردين واألمن في‬
‫‪ -‬تسهيل حصول العاملين على وثائق حول الصحة‬ ‫العمل‬
‫واألمن‬

‫‪42‬‬
‫د‪ .‬رقام ليندة‬ ‫دروس في حفظ الصحة واألمن مدعمة بأسئلة تطبيقية‬

‫‪ -‬التنبؤ باآلليات الضرورية إلعالم الزوار أو‬


‫الموردين وأشخاص آخرين يدخلون المؤسسة‬
‫‪ -‬العمل بالتعاون مع لجنة الصحة واألمن‬
‫‪ -‬تكوين وتدريب العاملين حتى ينفذ العاملون مهامهم‬
‫بطريقة آمنة‬
‫‪ -‬التكوين في الوقاية كطرق التفتيش وتقنيات‬ ‫اكتساب العاملين معارف‬ ‫التكوين في الصحة‬
‫التحقيقات في الحوادث‬ ‫ومهارات في مجال الصحة‬ ‫واألمن‬
‫‪ -‬تجديد ملف التكوين في الصحة واألمن‬ ‫واألمن وكذا السلوكيات األمنية‬
‫‪ -‬العمل بالتعاون مع لجنة الصحة واألمن‬
‫‪ -‬تحديد نوع الوضعيات المستهدفة‬
‫‪ -‬العمل بطريقة التحقيقات وتحليل الحوادث‬
‫تصحيح الوضعية التي أدت إلى ‪ -‬مسك سجالت الحوادث‬ ‫التحقيقات وتحليل‬
‫الحادث والتنبؤ بوضعيات أخرى ‪ -‬جمع إحصائيات حول الحوادث وتحليلها‬ ‫حوادث العمل‬
‫‪-‬وضع آليات متابعة‬ ‫مماثلة بغرض الوقاية‬
‫‪ -‬العمل بالتعاون مع لجنة الصحة واألمن‬
‫‪ -‬تعيين مسؤولين عن الصحة واألمن وتحديد كيفية‬
‫العمل في حالة الوضعيات االستعجالية‬ ‫تقليص آثار خطورة الوقائع‬ ‫إجراءات استعجالية‬
‫‪ -‬القيام بإجراءات الحماية ومقاومة الحرائق‬
‫‪ -‬تبني مخطط إخالء أماكن العمل‬
‫‪ -‬التنبؤ بإجراءات التصرف في حالة غير الحرائق‬
‫‪ -‬تكوين وتدريب مسؤولي الصحة واألمن ومجموع‬
‫العاملين‬
‫‪ -‬التنبؤ بطرق االتصال التي يجب استعمالها في‬
‫الحاالت االستعجالية‬
‫تقييم اإلجراءات االستعجالية‬

‫‪43‬‬
‫د‪ .‬رقام ليندة‬ ‫دروس في حفظ الصحة واألمن مدعمة بأسئلة تطبيقية‬

‫‪ 3-4‬األسس التنظيمية لنظام األمن ‪:‬‬


‫يعد نظام الصحة والسالمة المهنية (‪ )SMS‬جزًءا من نظام اإلدارة العام للمؤسسة‪ .‬إن تبني مثل هذا النظام‬
‫هو تعبير عن مدخل شامل واداري للوقاية من المخاطر المهنية‪ .‬يعتمد هذا المدخل على مرجعية ويتبع منهج‬
‫للتغيير يجب تنشيطه ودعمه‪.‬‬

‫يبدو أن هيكل أنظمة إدارة الصحة واألمن المهني تشابه تلك المقترحة ألنظمة الجودة أو البيئة‪ .‬مما يعني أن‬
‫تسيير الصحة واألمن يشابه إجراءات هذان النظامان‪ ،‬لكن رهان الصحة واألمن‪ ،‬والذي يمس مباشرة‬
‫وشخصيا كل طرف في المؤسسة‪ ،‬يجعل من نظام األمن يكون مختلفا عن نظامي الجودة والبيئة‪.‬‬

‫يتكون هيكل نظام الصحة واألمن من ‪ :‬سياسة الوقاية‪ ،‬التنظيم‪ ،‬المخطط التشغيلي‪ ،‬التنفيذ‪ ،‬قياس األداء‬
‫والتصحيح‪ ،‬تحسين النظام‪ .‬ويمكن أن يأخذ الشكل اآلتي‪:‬‬

‫شكل يوضح هيكل نظام الصحة واألمن‬

‫تحليل أولي‬

‫سياسة الوقاية‬

‫تحسين النظام‬ ‫التنظيم‬

‫قياس األداء‬ ‫المخطط‬


‫والتصحيح‬ ‫التشغيلي‬
‫تنفيذ وتشغيل‬

‫تقييم المخاطر‬

‫‪44‬‬
‫د‪ .‬رقام ليندة‬ ‫دروس في حفظ الصحة واألمن مدعمة بأسئلة تطبيقية‬

‫أ) سياسة الوقاية ‪:‬‬


‫وتعني تحديد سياسة للصحة واألمن المهني في المؤسسة‪ ،‬والتي تسمح بوضع إطار لألجهزة اإلدارية‪.‬‬
‫كما يجب أن تعتمد هذه السياسة على إرادة حقيقية لمدير المؤسسة بااللتزام بهذا المدخل‪ .‬وهذا يتطلب‬
‫تنفيذ ما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬صياغة أهداف منسجمة مع بقية السياسات للمؤسسة؛‬


‫‪ ‬توضيح مسؤولية الرؤساء؛‬
‫‪ ‬التزام الموارد؛‬
‫‪ ‬وضع أجهزة االستشارة والمشاركة لألفراد وممثليهم؛‬
‫‪ ‬اختيار مرجعية لنظام الصحة واألمن؛‬
‫‪ ‬تصميم لوحة قيادة تسمح بقياس مدى التقدم في اإلنجاز؛‬
‫‪ ‬االتصال واإلعالم حول األهداف‪.‬‬

‫تترجم سياسة وقاية سليمة من خالل دمج شروط الصحة واألمن في جميع وظائف المؤسسة‪ .‬فكل المصالح‬
‫معنية ويجب أن تسير الصحة واألمن كمكون هام وأساسي في سيرورة التسيير لوحدتهم‪ .‬وهذه السياسة يجب‬
‫أن يعلم بها الجميع ومكتوبة في وثيقة (على شكل رسالة) تبين التزام اإلدارة العليا بتطبيقها‪.‬‬

‫ب) التنظيم‪:‬‬
‫يجب أن يكون دور مختلف الفاعلين في المؤسسة واضح في نظام الصحة واألمن‪ ،‬من حيث المهام‬
‫والمسؤوليات والسلطات والعالقات‪ ...‬من الضروري أن يستشار األفراد وممثليهم‪ ،‬ويعلموا ويتكونوا بهدف‬
‫تملك هذا المدخل‪ .‬وهذا يتطلب توفير مراجع وبرامج تكوين واجراءات االتصال الداخلي‪.‬‬

‫ت) المخطط التشغيلي الوقاية‪:‬‬


‫تقييم المخاطر المهنية هو في قلب البحث عن التحسين المستمر للصحة واألمن في المؤسسة‪ .‬ونجاح‬
‫هذا المدخل يتوقف غالبا على سالمة تحليل وضعيات العمل الفعلية‪ .‬يجب أن تسجل نتائج تقييم‬
‫المخاطر في وثيقة موحدة‪ ،‬والتي ينتج عنها مخطط تشغيلي يحدد اإلجراءات الوقائية المناسبة من‬
‫المخاطر المتعرف عليها‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫د‪ .‬رقام ليندة‬ ‫دروس في حفظ الصحة واألمن مدعمة بأسئلة تطبيقية‬

‫ث) التنفيذ‪:‬‬
‫يجب أن يدمج تنفيذ المخطط التشغيلي مع قواعد وممارسات المهن وكذا مع اإلجراءات السارية‪ .‬مما‬
‫يفترض التشاور مع جميع المنفذين المعنيين‪ ،‬ووضع أجهزة مشاركة قائمة على تحليل األنشطة ومنح‬
‫الحرية للمنفذين لإليجاد حلول مبتكرة‪ .‬إال أن هذا يتطلب برامج تكوين وحوار اجتماعي واتصال وتوثيق‬
‫واستباق الطوارئ‪ .‬لهذا يجب وضع نظام لإلبالغ منتظم يعلم بالتقدم المحقق في اإلجراءات‪.‬‬

‫ج) قياس األداء والتصحيح‪:‬‬

‫يجب التأكد من فعالية التصرف حين اكتشاف خطر جديد أو إختالل ما‪...‬يجب أن تنشر وتحلل عدة‬
‫تدقيقات الختيار التصرف التصحيحي المناسب‪ .‬يمكن أن تحتوي لوحة قيادة الصحة واألمن مؤشرات متنوعة‬
‫كمية ونوعية‪ ،‬كمؤشرات المخاطر‪ ،‬ومؤشرات الوسائل‪ ،‬ومؤشرات النتائج‪ .‬والمؤشرات التقليدية المستعملة‬
‫كمعدل تكرار الحوادث ومعدل الخطورة ومعدل التأمين ‪ ...‬ليست سوى مؤشرات نتائج وبينت محدوديتها‪.‬‬
‫فقياس األداء يضم تحليل حوادث العمل واألمراض المهنية التي حدثت دون أن تقتصر على األسباب الحالية‬
‫والملموسة المباشرة‪ ،‬بل هذا المدخل الغني‪ ،‬يرجع إلى األسباب البعيدة من أجل مضاعفة آثار التدابير‬
‫الوقائية‪.‬‬

‫يجب أن ال يتضمن هذا التحليل الحوادث التي تقع في أماكن العمل أو أثناء ممارسة العمل أو القيام بمهمة‬
‫خارج المؤسسة أو خالل الذهاب إلى العمل أو العودة منه فحسب‪ ،‬بل األحداث أو تقريبا الحوادث التي تقع‬
‫للعامل‪ .‬أيضا ال ينبغي أن ننتظر االعتراف بمرض مهني لدراسة مستويات التعرض النبعاثات خطيرة‪.‬‬

‫ح) تحسين نظام اإلدارة ‪:‬‬

‫تستعمل مجالت اإلدارة العليا لتحسين النظام وتطوير السياسة واعداد برامج عمل جديدة‪ ،‬وهذا وفقا لتطور‬
‫المؤشرات المرصودة‪ .‬ويسمح تقييم السياسة بالتساؤل عن االختالالت المرتبطة بالتصميم والتنظيم العام‬
‫للنظام‪ ،‬أي عن مدى صحة وسالمة استراتيجيات العمل‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫د‪ .‬رقام ليندة‬ ‫دروس في حفظ الصحة واألمن مدعمة بأسئلة تطبيقية‬

‫‪ 4-4‬شروط نجاح نظام األمن الشامل‪:‬‬

‫‪ ‬وضع أهداف يمكن الوصول إليها وقابلة للقياس؛‬


‫‪ ‬النجاح في اجتياز التقييم األولي للمخاطر األولي الخاص بك؛‬
‫‪ ‬ضمان اليقظة القانونية ؛‬
‫‪ ‬إيجاد التآزر الالزم مع المجاالت األخرى لإلدارة؛‬
‫‪ ‬تبني مدخل المشروع وقيادته؛‬
‫‪ ‬دمج كل فاعلي الصحة واألمن الموجودين بالمؤسسة‪ :‬الطبيب‪ ،‬الممرض‪ ،‬لجنة المؤسسة‪...‬؛‬
‫‪ ‬اإلعالم المنتظم وتحفيز العاملين وتكثيف برامج التكوين في األمن؛‬
‫‪ ‬العمل بشفافية ؛‬
‫‪ ‬اختيار مؤشرات صحيحة وسليمة؛‬
‫‪ ‬معرفة التصرف حين وقوع مشاكل أو اختالالت؛‬
‫‪ ‬القيام بالتقييم المنتظم للمدخل؛‬
‫‪ ‬االعتراف بمساهمة كل طرف‪.‬‬

‫اختبر معارفك‪:‬‬

‫وقع حادث ألحد العاملين بورشة النجارة وهو يعمل على منشار ميكانيكي أدى إلى قطع في أصبع إبهامه‪.‬‬
‫وحادث آخر تسبب في إصابة قدم عامل أثناء قيامه بمناولة جسم معدني‪ .‬لتحليل هذين الحدثين يجب علينا‬
‫اإلجابة على األسئلة التالية والتي منها يمكننا تحديد سبب اإلصابة واالقتراحات التي يجب تنفيذها لمنع‬
‫تكرارها مستقبال‪.‬‬
‫سؤال‪ :‬انطالقا من هذا النموذج‪ ،‬قم بتحليل حادث عمل وقع لعاملة وهي تخيط ألبسة عمال المستشفيات‪،‬‬
‫حيث دخلت إبرة الخياطة في يدها اليمنى وأصيبت بجروح بالغة ‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫د‪ .‬رقام ليندة‬ ‫دروس في حفظ الصحة واألمن مدعمة بأسئلة تطبيقية‬

‫نموذج تحليل حادث‬

‫إصابة بقدم عامل أثناء قيامه‬ ‫قطع إصبع اإلبهام لعامل أثناء‬ ‫نوع الحادث‬
‫بمناولة جسم معدني‬ ‫العمل على منشار ميكانيكي‬
‫تحميل جسم معدني ثقيل على‬ ‫قطع لوح خشب على منشار آلي‬ ‫ما العمل الذي كان يقوم به‬
‫عربة ذات أربع أرجل‬ ‫العامل المصاب و اآلالت‬
‫المستعملة عند اإلصابة ؟‬
‫أفلت الجسم المعدني من قبضته‬ ‫اصطدام اإلبهام بسالح المنشار‬ ‫كيف أصيب العامل ؟‬
‫ووقع على أصابع قدمه اليمنى‬ ‫أثناء دورانه‬
‫لقد قام العامل بدفع لوح الخشب‬ ‫ما التصرف غير المأمون الذي‬
‫حمل أثقال فوق طاقته‬ ‫قام به العامل و أدى إلى إصابته؟ بإصبعه اإلبهام متخطيا الحاجز‬
‫الواقي و في اتجاه سالح المنشار‬
‫عدم االستعانة بغيره لمساعدته‬ ‫ما هي أوجه القصور التي كانت الحجز الواقي كان أقصر من‬
‫في تحميل الجسم المعدني‬ ‫الالزم أو غير موجود‬ ‫موجودة سواء في وسيلة العمل‬
‫أو‬
‫طريقة أداء العمل أو في محيط‬
‫العمل ؟‬
‫لبس األحذية الواقية‬ ‫تركيب حاجز واقي يمنع مرور‬ ‫ما هي طريقة الوقاية المناسبة‬
‫أصابع اليد تحته عند العمل‬ ‫التي يجب أن تستعمل لمنع‬
‫اإلصابة ؟‬
‫‪-‬توجيه العامل إلى ضرورة‬ ‫‪ -‬تدريب العمال على تنفيذ العمل‬
‫طلب المعونة و المساعدة في‬ ‫بطريقة صحيحة‪.‬‬
‫األعمال التي تطلب ذلك‪،‬‬ ‫‪-‬عدم السماح للعامل غير‬ ‫ما هي اإلجراءات الواجب‬
‫استعمال أحذية وقائية‬ ‫المدرب بالعمل على المنشار‬ ‫اتخاذها لمنع تكرار الحادث‬
‫‪-‬التأكد من ارتداء األحذية‬ ‫‪-‬تعديل حواجز الوقاية‬ ‫مستقبال ؟‬
‫الوقائية‪.‬‬ ‫‪-‬مراجعة حواجز الوقاية‬
‫‪-‬استعمال الرافعة الميكانيكية‬ ‫بمختلف اآلالت المماثلة‬
‫اآللية في مثل هذه األعمال‪.‬‬ ‫‪-‬التفتيش الدوري على اآلالت‬
‫للتأكد من وجود حواجز الوقاية‬
‫بصفة مستمرة‬
‫‪http://adamelbarbary.com/page/95‬‬

‫‪48‬‬
‫د‪ .‬رقام ليندة‬ ‫دروس في حفظ الصحة واألمن مدعمة بأسئلة تطبيقية‬

‫الفصل الخامس‪ :‬تسيير وظيفة األمن في المؤسسة‬

‫األهداف التعلمية‪:‬‬

‫‪ .0‬يتعرف الطالب على أهم الهيئات التي تسهر على حفظ الصحة واألمن بالمؤسسة الجزائرية؛‬
‫‪ .6‬يميز بين سياسات الوقاية من المخاطر المهنية؛‬
‫‪ .3‬يدرك الطالب أن هناك العديد من استراتيجيات حفظ الصحة واألمن وعلى المؤسسة العمل بها ‪.‬‬

‫محتوى الفصل‪:‬‬
‫تمهيد‬
‫قسم الصحة واألمن‬ ‫‪8-5‬‬
‫‪ 9-5‬مشرف الصحة واألمن‬
‫‪ 01-5‬لجنة الصحة واألمن‬
‫‪ 00-5‬مسؤولية العامل في حفظ الصحة واألمن‬
‫‪ 06-5‬مسؤولية النقابة والدولة‬
‫‪ 03-5‬سياسات الوقاية من المخاطر المهنية‬
‫‪ 04-5‬استراتيجيات حفظ الصحة واألمن‬

‫اختبر معارفك‬

‫‪49‬‬
‫د‪ .‬رقام ليندة‬ ‫دروس في حفظ الصحة واألمن مدعمة بأسئلة تطبيقية‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫وظيفة األمن موجودة في كل المؤسسات وهي من مهام إدارة المؤسسة والعامل وحتى الدولة والهيئات‬
‫الدولية‪ .‬ومن ثم كل قوانين العمل تؤكد على ضرورة إنشاء جهاز خاص بالصحة واألمن في المؤسسة‪ ،‬غير‬
‫أن تنظيمه يختلف من مؤسسة إلى أخرى وهذا حسب حجم المؤسسة وطبيعة نشاطها‪..‬‬

‫فقد يقوم صاحب العمل نفسه باإلشراف على صحة وأمن العاملين في المؤسسة الصغيرة‪ .‬أما المؤسسات‬
‫المتوسطة والكبيرة فيوجد بها وحدة تنظيمية تتحمل مسؤولية المهمة تكون في شكل قسم أو مصلحة تابعة‬
‫إلدارة معينة‪ ،‬وقد يعهد بالمهمة إلى لجنة خاصة تعمل بالتنسيق مع مختلف الجهات والوحدات التنظيمية في‬
‫المؤسسة‪.‬‬

‫وفي الجزائر هناك قانون ‪ 12-88‬المتعلق بالوقاية الصحية واألمن وطب العمل وكذا قانون ‪ 00-91‬في‬
‫مادته ‪ 5‬الذي اعترف بحق العامل األساسي في الوقاية الصحية واألمن (مادة ‪ 65‬إلى ‪ )22‬والمادة ‪ 22‬من‬
‫نفس القانون (‪ )00-91‬الذي فرض على المؤسسة االهتمام بهذا الجانب في النظام الداخلي لها‪ .‬إال أن هذه‬
‫القوانين غير كافية دون هيئات وأجهزة رقابية داخلية تسهر على تطبيق هذه القوانين وأخرى خارجية متمثلة‬
‫في‪ :‬مفتشية العمل‪ ،‬الضمان االجتماعي‪ ،‬المرصد الوطني للوقاية من األخطار المهنية‪ ،‬المجلس الوطني‬
‫للوقاية الصحية‪ .‬ومن الهيئات الداخلية والمعنية بتسيير الصحة واألمن في المؤسسة ‪ :‬قسم الصحة واألمن‪،‬‬
‫مشرف الصحة واألمن‪ ،‬لجان الوقاية الصحية واألمن‪ ،‬مسؤولية العامل‪.‬‬

‫‪ 0-5‬قسم الصحة واألمن ‪:‬‬


‫نص المشرع الجزائري في المادة ‪ 62‬من القانون رقم ‪ 2-88‬على إنشاء مصلحة للوقاية الصحية واألمن‬
‫إجباريا كلما اقتضت ذلك الهيئة المستخدمة ( المؤسسة) أو طبيعة نشاطها‪ .‬وتعتبر هيكال تابعا للتنظيم في‬
‫المؤسسة ‪ .‬ويجب إنشاء هذه المصلحة في المؤسسات التي تشغل أكثر من ‪ 51‬عامال‪.‬‬

‫‪ .0‬موقع قسم الصحة واألمن في التنظيم ‪:‬‬


‫تختلف الجهة اإلدارية التي يتبعها قسم أو مصلحة الصحة واألمن في المؤسسة‪ ،‬لكن عموما يمكن أن يتبع‬
‫إلى إحدى الجهات اآلتية‪ :‬اإلدارة العليا‪ ،‬إدارة الموارد البشرية‪ ،‬إدارة اإلنتاج‪.‬‬

‫أ) اإلدارة العليا‪ :‬يكون تابعا لها بهدف تدعيم جهوده في المؤسسة‪ ،‬ومن ثم يكون إدارة رئيسية‬
‫كباقي إدارات المؤسسة‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫د‪ .‬رقام ليندة‬ ‫دروس في حفظ الصحة واألمن مدعمة بأسئلة تطبيقية‬

‫ب) إدارة الموارد البشرية‪ :‬ترى بعض المؤسسات أنه من األفضل أن يتبع قسم الصحة واألمن إلدارة‬
‫الموارد البشرية كون المخاطر المهنية مرتبطة بالعامل ومن مهام هذه اإلدارة اختيار وتكوين‬
‫وتوعية العمال للتقليل من هذه المخاطر‪.‬‬

‫ت) إدارة اإلنتاج‪ :‬قد يتبع أحيانا قسم الصحة واألمن إلدارة اإلنتاج والتي تعتم بتفتيش وصيانة‬
‫معدات اإلنتاج وتوفير الظروف المادية المالئمة للعمل في المؤسسة‪.‬‬

‫‪ .2‬مهام قسم الصحة واألمن ‪:‬‬


‫تتمثل مهام هذا القسم بالتكفل بوظيفة الصحة واألمن كاآلتي‪ :‬مهمة البحث‪ ،‬مهمة عملية‪ ،‬مهمة وظيفية‪،‬‬
‫مهمة تنسيقية‪.‬‬

‫أ) مهمة البحث‪ :‬تعد أهم مهمة يقوم بها هذا القسم‪ .‬تهدف إلى جمع المعلومات الضرورية عن واقع الصحو‬
‫واألمن في المؤسسة‪ ،‬إذ يقوم بتحليل أسباب الحوادث واألمراض واعداد إحصاءات خاصة بها‪ ،‬واعداد‬
‫البرامج‪ ،‬وتحرير وثائق تقنية وتنظيمية‪...‬‬

‫ب) مهمة عملية‪ :‬يقوم هذا القسم بالتفتيش والمراقبة والتحقق من سالمة مكان العمل وآالت اإلنتاج‪ .‬وتنظيم‬
‫وتنشيط حمالت توعية الوقائية لدى العمال‪ ،‬و العناية باالختيار المهني للعمال‪ ،‬وتكوين وتدريب العمال‬
‫ومشرفيهم‪.‬‬

‫ت) مهمة وظيفية‪ :‬يعمل القسم على تحسين ظروف العمل وتوفير تجهيزات الوقاية الفردية والجماعية‪ ،‬دراسة‬
‫مناصب العمل والمساهمة في دراسة تصميم المباني وتغيير طرق اإلنتاج وأساليب الصيانة‪...‬‬

‫ث) مهمة تنسيقية‪ :‬التنسيق مع لجنة الصحة واألمن وطبيب العمل ومختلف إدارات المؤسسة والنقابة وممثلي‬
‫العمال والتنظيمات الخارجية المهنية بهذا المجال كهيئة الضمان االجتماعي ومفتشية العمل ‪...‬‬

‫‪51‬‬
‫د‪ .‬رقام ليندة‬ ‫دروس في حفظ الصحة واألمن مدعمة بأسئلة تطبيقية‬

‫وهناك من الباحثين من يفصل في هذه المهام كما يلي‪( :‬حسان زيدان العمايرة؛ ‪6105‬؛ ص ‪)09‬‬

‫‪ ‬إدارة برنامج األمن المهني من حيث تحديد الميزانية المخصصة‪ ،‬وأهداف البرنامج وتقديم خدمات‬
‫الوقاية والعالج‪ ،‬والتنسيق بينها وبين األنشطة اإلنتاجية والتشغيلية المختلفة وتدريب العاملين‬
‫المتخصصين وقياس إنتاجيتهم‪.‬‬
‫‪ ‬تحليل وقياس المتغيرات األساسية والمؤثرة في درجات السالمة ومعدالت الحوادث وتحديد مصادرها‬
‫الداخلية والخارجية من البيئة المحيطة‪.‬‬
‫‪ ‬قياس النتائج الملموسة والغير ملموسة والتوعية لبرامج السالمة والصحة المهنية والحوادث بأنواعها‪.‬‬
‫‪ ‬االختيار الدقيق لمعدات السالمة والصحة المهنية والتعرف على الوسائل والتشغيلية لها وصيانتها‬
‫وضمان استم ارريتها‪.‬‬
‫‪ ‬تحليل نوعية المواد الداخلة في العمليات الصناعية‪ ،‬وتحليل النتائج حتى يتم وضع المقاييس الالزمة‬
‫للتحكم اآللي واليدوي والزام العاملين بها‪.‬‬
‫‪ ‬دراسة أسباب ومصادر الحوادث والوقوف على كيفية التشغيل السليم للمعدات‪ ،‬وااللتزام باإلرشادات‬
‫الهندسية والفنية المطلوبة‪.‬‬
‫‪ ‬دراسة أثر الرياح والهواء على المواد واألجهزة‪ ،‬وعالقتهم بمعدالت الحوادث ومن ثم تأثيرهم على‬
‫اإلنتاج‪.‬‬
‫‪ ‬مساندة اإلدارة العليا لوظائف السالمة والصحة المهنية أمر أساسي إللزام القوى العاملة لتنفيذ برامج‬
‫السالمة ومتابعتها‪ ،‬وتوفير اإلمكانيات الالزمة بصفة دائمة‪.‬‬
‫‪ ‬احتفاظ إدارة السالمة بالمعلومات الالزمة وبأسلوب علمي سليم‪.‬‬
‫‪ ‬اتخاذ الق اررات المانعة والمصححة بشكل تكاملي وبأسلوب اقتصادي وانساني يراعي قيم العنصر‬
‫البشري في محيط العمل‪ ،‬باعتباره أصال من أصول نظم اإلنتاج‪.‬‬
‫‪ ‬الربط بين أساليب السالمة المهنية ونظم إدارة اإلنتاج والخدمات والعمليات التكنولوجية المطبقة‪.‬‬

‫‪ 2-5‬مشرف الصحة واألمن‪:‬‬


‫يتولى كل رئيس وحدة تنظيمية في المؤسسة مهمة اإلشراف على الصحة واألمن على مستوى وحدته‪ ،‬إال‬
‫أنه عادة ما ينصح بوجود مشرف متخصص توكل له جميع المهام وخاصة في المؤسسات الصغيرة‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫د‪ .‬رقام ليندة‬ ‫دروس في حفظ الصحة واألمن مدعمة بأسئلة تطبيقية‬

‫أما المؤسسات التي تحتوي على قسم أو مصلحة للصحة واألمن فإن المشرف يتولى رئاستها ويقوم بالعديد‬
‫من المهام ( سبق ذكرها) ويتوقف عليه والى حد كبير نجاح أو فشل هذه المهام‪ .‬لهذا هناك شروط يجب أن‬
‫تتوفر في مشرف الصحة واألمن حتى يؤدي مهامه بكفاءة منها‪:‬‬

‫‪ ‬تمتعه بخبرة سابقة عن العمل وطرق األداء السليمة‪.‬‬


‫‪ ‬دائم الحركة داخل المؤسسة‪.‬‬
‫‪ ‬قدرة إقناع العاملين وتحفيزهم على احترام القواعد والتعليمات‪.‬‬
‫‪ ‬يجب أن يكون ملما باألساليب الفنية وبمبادئ الصحة واألمن في البيئة‪.‬‬
‫‪ ‬المواظبة على حضور المحاضرات المتخصصة واالطالع على المراجع وحضور المؤتمرات‪.‬‬
‫‪ ‬معرفة الجوانب الهندسية وقراءة الرسومات والتصميمات وكذا المعلومات السلوكية التي تمكنه من‬
‫تحليل وتفسير سلوكيات العمال‪.‬‬
‫‪ ‬ملما بالمبادئ اإلدارية والتنظيمية والمحاسبية وعمليات المؤسسة وتوظيفها في عالقاته واتصاالته‬
‫بمختلف أقسام اإلدارة‪.‬‬

‫‪ 3-5‬لجنة الصحة واألمن المهنية‪:‬‬


‫تعد لجنة الصحة واألمن المهنية هي إحدى األدوات الرئيسية والفعالة التي تعمل من خاللها المؤسسة على‬
‫ترقية مستوى الصحة واألمن‪ .‬غالبا ما يكون إنشاؤها إجباريا بمقتضى القانون الذي يؤكد على تأسيسها على‬
‫مستوى كل مؤسسة يعمل بها أكثر من ‪ 51‬عامال‪.‬‬

‫أوجب المشرع الجزائري تأسيس هذه اللجان في المؤسسة التي تشغل أكثر من ‪ 9‬عمال دائمين طبقا للمادة‬
‫‪ 63‬من القانون ‪ ،12-88‬وأكد عليها في المرسوم التنفيذي رقم ‪ 19/15‬المتعلق بهذه اللجان وسماها " لجنة‬
‫المؤسسة" ‪.‬‬

‫أما إذا كانت المؤسسة مكونة من عدة وحدات تؤسس ضمن كل وحدة منها لجنة متساوية األعضاء للوقاية‬
‫الصحية واألمن تدعى "لجنة الوحدة"‪ ،‬وتعتبر المديرية العامة بمثابة المقر‪.‬‬

‫أما بالنسبة للمؤسسات التي تشغل ‪ 9‬عمال أو أقل يعين مسؤولها مندوبا للوقاية الصحية واألمن للقيام بمهام‬
‫لجنة الوقاية وهو يتمتع بنفس وسائلها‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫د‪ .‬رقام ليندة‬ ‫دروس في حفظ الصحة واألمن مدعمة بأسئلة تطبيقية‬

‫‪ .1‬تنظيم لجنة الصحة واألمن‪:‬‬


‫يتوقف تنظيم هذه اللجنة على خصائص المؤسسة من حيث‪ :‬حجمها‪ ،‬عدد األقسام اإلنتاجية بها‪ ،‬عدد‬
‫عمالها‪ ،‬عدد وحداتها‪.‬‬

‫أ) على مستوى المؤسسة‪ :‬توجد لجنة رئيسية يرأسها المدير العام أو أحد نوابه‪ .‬وتضم في عضويتها كل‬
‫من‪:‬‬
‫‪ .0‬مشرف الصحة واألمن‪.‬‬

‫‪ .2‬المدير الفني للمؤسسة‪.‬‬


‫‪ .3‬مدير قسم الصيانة‪.‬‬
‫‪ .4‬طبيب المؤسسة (إن وجد)‬
‫‪ .5‬ممثلين عن مختلف إدارات وأقسام اإلنتاج‪.‬‬
‫‪ .6‬ممثلين عن العمال بعدد مساوي لعدد رؤساء األقسام األعضاء في اللجنة‪.‬‬

‫يعين األعضاء الممثلين للعمال من قبل النقابة األكثر تمثيال‪ ،‬وفي حالة عدم وجود نقابة يتم تعيينهم من‬
‫قبل لجنة المشاركة‪ ،‬وان لم يكن لهم هذه اللجنة فيتم انتخابهم من قبل العمال مباشرة‪.‬‬

‫ب) على مستوى قسم اإلنتاج‪ :‬يمكن للمؤسسة التي تحتوي على عدد من األقسام اإلنتاجية أن تنشأ فروعا‬
‫للجنة على مستوى كل قسم‪ ،‬بحيث يضم كل فرع ما يلي‪:‬‬
‫رئيس قسم اإلنتاج الذي يتولى رئاسة اللجنة‪.‬‬
‫مهندس الوقاية بالقسم‪.‬‬
‫مشرف اإلنتاج أو مالحظو العمال‪.‬‬
‫طبيب المؤسسة‪.‬‬
‫ممثلين عن العمال‪.‬‬
‫ج) على مستوى الوحدات التابعة للمؤسسة‪ :‬في حالة ما إذا كانت المؤسسة مكونة من عدة وحدات مستقلة‬
‫أو مختلفة طبيعة العمل يتم إنشاء في كل وحدة من الوحدات لجنة فرعية للصحة واألمن‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫د‪ .‬رقام ليندة‬ ‫دروس في حفظ الصحة واألمن مدعمة بأسئلة تطبيقية‬

‫‪ .2‬مهام لجنة الصحة واألمن‪:‬‬


‫تتمثل في‪:‬‬
‫‪ ‬وضع سياسة بهدف التحكم في األخطار المهنية والوقاية منها‪.‬‬
‫‪ ‬متابعة تنفيذ برامج الصحة واألمن المعتمدة من طرف المؤسسة‪.‬‬
‫‪ ‬إعداد الميزانية الالزمة للوقاية‪ ،‬إضافة إلى ضبط النفقات التي تتطلبها الحوادث واألخطار الطارئة‪.‬‬
‫‪ ‬دراسة وفحص التقارير والتوصيات المرفوعة إليها مع تقديم االقتراحات والتوصيات الالزمة لمنع‬
‫تكرارها‪.‬‬
‫‪ ‬التنسيق مع مختلف الجهات وادارة المؤسسة‪.‬‬
‫‪ ‬اتخاذ قرار التغييرات الجوهرية في التنظيم لقسم الصحة واألمن بالمؤسسة‪.‬‬

‫‪ .3‬عالقة لجنة الصحة واألمن بقسم الصحة واألمن‪:‬‬


‫تتجسد العالقة بين الهيئتين فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬تنفيذ التدابير الوقائية التي تقرها اللجنة‪.‬‬
‫‪ -‬مشاركة مسؤول القسم قانونا وبصفة استشارية في أشغال اللجنة‪.‬‬
‫‪ -‬عرض قسم الصحة واألمن تقري ار سنويا عن حصيلة نشاطات الوقاية وكذا االقتراحات لتحسين تنظيم‬
‫هذه النشاطات على اللجنة وارسالها للمؤسسة ومديرية الصحة ومفتشية العمل المختصة محليا‪.‬‬
‫‪ -‬تفتيش أماكن العمل ومناصب العمل والتحقق من السير الحسن لوسائل الوقاية وكتابة تقارير التفتيش‬
‫ومسك الملفات‪.‬‬
‫‪ -‬إعداد المخططات السنوية للوقاية من األخطار المهنية‪.‬‬
‫‪ -‬المساعدة في التحقيق حول حوادث العمل ‪.‬‬
‫‪ -‬إعداد اإلحصائيات المتعلقة بالحوادث واعالم مفتش العمل المختص محليا‪.‬‬
‫‪ -‬المساهمة في تكوين العمال في مجال الوقاية من المخاطر المهنية‪ ،‬واعداد برامج سنوية للتكوين في‬
‫هذا المجال (خاصة العاملين الجدد)‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫د‪ .‬رقام ليندة‬ ‫دروس في حفظ الصحة واألمن مدعمة بأسئلة تطبيقية‬

‫‪ 4-5‬مسؤولية العامل‪:‬‬
‫هو أول المعنيين بالصحة واألمن المهني ألنها تعني حياته‪ .‬وتتحدد مسؤوليته في هذا المجال من‬
‫خالل واجباته وحقوقه التي نذكرها في الجدول الموالي‪:‬‬

‫حقوق العامل‬ ‫واجبات العامل‬

‫‪ -‬الحق في ظروف عمل صحية وآمنة‪.‬‬ ‫‪ -‬احترام وتطبيق التعليمات والقواعد القانونية‬
‫‪ -‬الحق في خدمات التكوين والنصائح واإلشراف‬ ‫المتعلقة بالصحة واألمن المنصوص عليها في‬
‫المفيد‪.‬‬ ‫المؤسسة‪.‬‬
‫‪ -‬حق االستفادة من طب العمل وتقاضي األجر‬ ‫‪ -‬اتخاذ كافة اإلجراءات الالزمة لحماية صحتهم‬
‫الخاص بفترة الغياب في حال إجراء الفحوص‬ ‫وأمنهم‪.‬‬
‫الطبية‪.‬‬ ‫‪ -‬عدم تعريض صحة وأمن العمال اآلخرين‬
‫‪ -‬حق المشاركة في كل ما يتعلق بمجال الصحة‬ ‫للخطر‪.‬‬
‫واألمن سواء التعرف على األخطار أو الوقاية منها‬ ‫‪ -‬إجراء فحوص طبية دورية المنصوص عليها‬
‫أو تقديم االقتراحات‪...‬‬ ‫قانونا‪.‬‬
‫‪ -‬حق العامل في رفض العمل إن رأى أنه يعرض‬ ‫‪ -‬اإلبالغ عن األخطار المالحظة مهما كان‬
‫صحته وأمنه وأمن اآلخرين للخطر‪.‬‬ ‫نوعها‪.‬‬
‫‪ -‬حقه في التقاعد الوقائي إذا كان االستمرار في‬ ‫‪ -‬التنسيق والتعاون مع مشرف الصحة واألمن‬
‫عمله يشكل خطورة على حياته‪.‬‬ ‫للجنة ومفتش العمل‪.‬‬
‫‪ -‬حقه في العودة لعمله واعادة تأهيله بعد تعرضه‬
‫إلصابات ألحقت أض ار ار بصحته‪.‬‬

‫‪ 5-5‬مسؤولية النقابة والدولة في حفظ الصحة واألمن‪:‬‬


‫في بعض الدول كانت النقابات دائما مهتمة بالنظافة والسالمة في العمل‪ ،‬لكن منذ ‪ 0921‬ضغطت‬
‫أكثر ألجل إصدار تشريعات لصالح القضية العمالية‪ .‬وسعت النقابات إلى تحقيق األهداف األساسية‬
‫اآلتية ‪:‬‬

‫‪56‬‬
‫د‪ .‬رقام ليندة‬ ‫دروس في حفظ الصحة واألمن مدعمة بأسئلة تطبيقية‬

‫‪ )0‬تنظيف وتطهير محيط العمل في ظل أفق عام وشامل؛‬


‫‪ )6‬فصل الصحة واألمن عن قضايا األجور؛‬
‫‪ )3‬القضاء على المشاكل من جذورها حتى ال يقع العاملون في وضعية اختيار بين حمايتهم‬
‫وانتاجهم؛‬
‫‪ )4‬ضرورة التصرف على كل مستويات القرار ألجل التحكم أكثر في محيط العمل؛‬
‫‪ )5‬استعمال‪ ،‬في حالة الحاجة‪ ،‬موازين القوة لمعالجة مسائل الصحة واألمن في العمل‪.‬‬

‫من أجل تحقيق هذه األهداف وضعت النقابات مكاتب النظافة واألمن وتهيكلة في لجان دائمة‪ ،‬كما‬
‫وضعت برامج تكوين في مجال الصحة واألمن‪ .‬واهتمت النقابات أكثر بالوقاية من الحوادث المهنية ‪.‬‬
‫وعموما تتصرف النقابات ويكون لها ردود أفعال قوية حينما تواجه حاالت خطيرة من حوادث العمل أو زيادة‬
‫في األمراض المهنية ‪.‬‬

‫كما للدولة دور كبير في مجال الصحة واألمن‪ .‬فهي التي تقوم بوضع القوانين والتشريعات الخاصة‬
‫بالصحة والسالمة‪ ،‬و كذا القوانين الخاصة بالتعويضات الممنوحة للمتضررين‪ ،‬وهي التي تضع القواعد‬
‫التقنية التي تنظم عمليات بناء المصانع‪ ،‬ومناولة المواد‪ ،‬والصيانة‪...‬الخ ‪.‬وتضع معايير الصحة ومعايير‬
‫بيئة العمل الواجب مراعاتها من إضاءة‪ ،‬وتهوية‪ ،‬وضوضاء‪ ،...‬كما تعمل الدولة على تطبيق ومتابعة‬
‫ومراقبة الضوابط التي تضعها عن طريق هيآتها التنفيذية‪ ،‬كمفشية العمل التي تفوضها عدة صالحيات‬
‫لمتابعة المهام الخاصة بالصحة واألمن المهني‪.‬‬
‫يمكن القول أن مسؤولية الصحة واألمن المهني هي مسؤولية الجميع داخل المؤسسة ومسؤولية عدة أطراف‬
‫خارجها‪.‬‬

‫‪ 6-5‬سياسات الوقاية من المخاطر المهنية‪:‬‬


‫في ظل السياسة العامة‪ ،‬تضع المؤسسة سياسة للوقاية من المخاطر المهنية تسعى من خاللها حماية‬
‫العاملين والممتلكات‪ ،‬والتي تتجسد في السياسات اآلتية‪:‬‬

‫‪ ‬االلتزام التام بالقوانين والتشريعات التي سنتها الدولة حماية لصحة العامل وحفاظا عليه‪.‬‬
‫‪ ‬القيام بعمليات الصيانة الدورية لآلالت والمعدات لضمان صحة وأمن العاملين في ورش اإلنتاج ‪.‬‬
‫‪ ‬تنفيذ األنشطة بطريقة تحمي البيئة وتمنع التلوث وتوفر بيئة عمل آمنة خالية من المخاطر‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫د‪ .‬رقام ليندة‬ ‫دروس في حفظ الصحة واألمن مدعمة بأسئلة تطبيقية‬

‫‪ ‬تنفيذ اإلجراءات الوقائية والعالجية وأساليب العمل الهادفة لتحقيق أعلى مستوى من السالمة المهنية‪.‬‬

‫‪ ‬التأكد من أن اإلجراءات المطبقة تفي بتوفير متطلبات السالمة بحيث تكون المرافق المستهدفة آمنة‬

‫وموثوقة وضمن الحدود الدنيا للمخاطر‪.‬‬

‫‪ ‬تنظيم حمالت توعية وبرامج تكوينية في مجال األمن المهني لزيادة الوعي بأهمية حفظ الصحة‬

‫واألمن ونشر ثقافة أداء تلتزم بشروط ومتطلبات األمن المهني‪.‬‬

‫‪ ‬مواكبة ما يستجد من علوم السالمة ومن أنظمة وقوانين واالستفادة من الخبرات الدولية والمحلية في‬

‫المجاالت التي تحقق أهداف المؤسسة في تأمين سالمة العاملين والممتلكات ‪.‬‬

‫‪ ‬تقديم برامج للعاملين تمس كل أوجه الحياة في العمل‪ ،‬بما فيها الظروف المادية والصحة النفسية‬

‫والتوازن الروحي والرفاه االقتصادي‪ .‬وفي كثير من األحيان تقوم مصالح الموارد البشرية بالتنسيق‬

‫بين مختلف أبعاد هذه البرامج‪.‬‬

‫‪ ‬تصميم مناصب عمل آمنة وهذا لمنع أو تخفيض المخاطر المهنية‪.‬‬

‫‪ ‬خفض المخاطر المهنية من خالل سياسة االختيار‪ ،‬حيث يتم على أساس مواصفات منها المهارة‬

‫المرئية أو البصرية واختبارات االستقرار النفسي والتناسق العضلي ‪.‬‬

‫‪ ‬وضع برامج تشجيعية ألكثر عرضة لألذى من المخاطر المهنية وخاصة حوادث العمل‪ ،‬من خالل‬

‫منحهم مكافآت في حالة تخفيضهم إلصابتهم أو إصابة اآلخرين بسببهم‪ .‬مثال شركة ‪ UPS‬تمنح‬

‫سائقيها مكافآت أو عالوات األمان‪.‬‬

‫‪ 7-5‬استراتيجيات حفظ الصحة واألمن‪:‬‬

‫يعتبر عدة عمال أن الوقاية من المخاطر تعني العمل بأجهزة ووسائل ضخمة ومعرقلة ( مثال‪ :‬نظارات‬
‫ثقيلة‪ ،‬غير جميلة‪ ،‬حارة وصعبة اللباس) أو تعويض طرق العمل البسيطة بطرق معقدة‪ .‬ألجل تغيير‬
‫عقليات العمال حول الوقاية‪ ،‬على المؤسسة القيام بتحسينات بسيطة وقليلة التكلفة وسهلة التطبيق‪ .‬ومن‬

‫‪58‬‬
‫د‪ .‬رقام ليندة‬ ‫دروس في حفظ الصحة واألمن مدعمة بأسئلة تطبيقية‬

‫بين االستراتيجيات التي تشجع على تبني برامج حفظ الصحة واألمن والوقاية من المخاطر المهنية ما‬
‫يلي‪:‬‬
‫أ) إستراتيجية المشاركة‪:‬‬
‫من األولى أن تبرهن اإلدارة العليا على التزامها وتشجيعها للعاملين على تبني سيرورة الوقاية للصحة‬
‫واألمن في العمل‪ .‬من الصعب أن تتحقق أي إستراتيجية إذا كان المشرفين وعمال التسيير غير مقتنعون‬
‫بها‪ .‬لهذا فمنتظر من هؤالء المسيرين تدعيم كل إجراء في مجال الوقاية‪ ،‬من خالل تحديد األهداف‬
‫وتنفيذ البرامج في إطار أفق شامل وعام‪ .‬مشاركة كل األطراف اإلدارية وجميع العمال في تصميم وهيكلة‬
‫اإلستراتيجية تفرض نفسها أيضا‪ .‬يجب أن يكون للمرؤوسين كلمتهم في تشخيص األخطار المرتبطة‬
‫بالطريقة التي تتم بها األشياء ( وليس فقط تلك الموصوفة من قبل القوانين والتعليمات)‪ .‬من جهة أخرى‬
‫حينما يقترح المتخصصون حلوال أو تعديالت للطريقة المتبعة في الوقاية‪ ،‬يجب أن يتأكدوا من إمكانية‬
‫تحقيقها فعليا‪ ،‬وكذا إمكانية قبولها من قبل العاملين‪ .‬وعليهم أيضا‪ ،‬أن يحصلوا على موافقة هؤالء‬
‫العمال قبل تنفيذها الدائم‪.‬‬

‫أيضا‪،‬على المؤسسات تكوين لجان التأمين ليتمكن الرؤساء من تزويدهم بتعليمات واضحة واألهداف‬
‫المرغوب الوصول إليها ومواعيد التنفيذ‪ .‬في هذه الحالة يعلم األعضاء بما عليهم تنفيذه وما تنتظره اإلدارة‬
‫منهم‪ .‬كما يمكن تدعيم هذا التنظيم بآليتي الترقيات والمكافآت الستعمالها كمحفزات تشجع على تبني‬
‫اإلستراتيجية الوقائية للمؤسسة‪.‬‬

‫ب) إستراتيجية التكوين‪:‬‬


‫من بين العديد من االستراتيجيات التي تشجع العاملين على تبني سلوكيات أكثر أمنا وهي التكوين‪.‬‬
‫فهو أساس استراتيجيات حفظ الصحة واألمن المهني‪ .‬فعلية التكوين تبرمج في حالة توظيف عامل جديد‬
‫أو شغل عامل منصب جديد أو تم دمج إجراء جديد في طرق اإلنتاج‪ .‬فكل مهمة تنفذ يجب أن تخضع‬
‫لتحليل المناصب من حيث درجة أمنها‪.‬‬

‫ت) إستراتيجية تصميم بيئة العمل‪:‬‬

‫وتتم خالل تهيئة بيئة عمل سليمة من حيث درجة الح اررة المعتدلة‪ ،‬واإلضاءة الكافية وتوفير النظافة من‬
‫األشياء التي قد تلحق أخطا ار بالعمال‪ .‬كما أن صيانة اآلالت بصفة دورية يؤدي إلى المحافظة على كفاءتها‪،‬‬

‫‪59‬‬
‫د‪ .‬رقام ليندة‬ ‫دروس في حفظ الصحة واألمن مدعمة بأسئلة تطبيقية‬

‫باإلضافة إلى توفير معدات الوقاية كمطافئ الحريق‪ ،‬والتي يجب أن توضع في أماكن معروفة يسهل الوصول‬
‫إليها‪ ،‬ذلك أن الوقت الذي يضيع في البحث عن مطفأة الحريق قد يتسبب في كارثة‪.‬‬

‫ث) اإلستراتيجية الطبية ‪ :‬وتترجم باإلجراءات اآلتية‪:‬‬


‫*الكشف الطبي االبتدائي‪ :‬ومن أهم فوائده وقاية العمال الجدد من توظيفهم في مناصب العمل التي تلقي‬
‫بهم في مواطن الخطر‪ .‬فالكشف الطبي االبتدائي يجنب العامل العمل في منصب يشكل خط ار على صحته‪،‬‬
‫فمثال الشخص المصاب بمرض الرئة يجب أن ال يعمل في األماكن المتربة‪ ،‬وكذا الشخص المصاب بفقر‬
‫الدم ال ينبغي أن يتعرض للبترول حتى ال تزيد حالته سوءا‪.‬‬

‫*الكشف الطبي الدوري ‪ :‬يقع على فترات دورية‪ .‬ومن فوائده أنه يجنب العامل من األخطار التي سوف‬
‫يقع فيها‪ ،‬إضافة إال أنه يساعد على اكتشاف المرض المهني في أولى مراحله قبل أن يستفحل وتعظم‬
‫خطورته‪ ،‬كما يعطي فرصة للعامل لالتصال بالطبيب قصد التدقيق الصحي في حالته‪.‬‬

‫*التثقيف العمالي ‪ :‬يقصد به إلمام العامل واطالعه بطبيعة عمله ومدى خطورة المواد التي يتعرض لها‪،‬‬
‫وكيف تصل هذه المواد إلى جسمه والطرق الكفيلة بحمايته من المخاطر‪.‬‬

‫*الفحص الطبي العام والخاص‪ :‬وهو الفحص الروتيني الذي يكون بين فترة وأخرى‪ ،‬ويهدف إلى الرغبة في‬
‫تكليف شخص بعمل جديد يستدعي التأكد من لياقته البدنية لممارسة ذلك العمل‪.‬‬

‫*الفحص الطبي عند نهاية الخدمة‪ :‬ويكون خاصة في مهن معينة‪ ،‬وذلك قصد التأكد من مدى تأثيرها‬
‫السلبي على العامل‪.‬‬
‫*تأمين وسائل وقائية ‪ :‬ويعني ذلك توفير وسائل وقائية واسعافات أولية وتدريب العمال عليها الستعمالها‬
‫بكفاءة لمعالجة الحاالت الطارئة قبل نقلها للمراكز الطبية‪.‬‬

‫ح) إستراتيجية تحسين ظروف العمل‪:‬‬


‫يتم تصميم بعض اإلستراتجيات لمعالجة مشاكل أعباء العمل الزائدة‪ ،‬والتي تكون سبب رئيسي‬
‫للضغوطات في العديد من المهن‪ .‬تهدف هذه اإلستراتيجية إلى تقديم المساعدة للعاملين بتخفيض الساعات‬
‫اإلضافية‪ ،‬وتقديم تكوين فيما يخص إدارة الوقت وتنظيمه‪ ،‬وحث العاملين على إيجاد اهتمامات أخرى غير‬
‫العمل‪ ،‬وضمان أن العاملين لديهم عطل للترفيه‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫د‪ .‬رقام ليندة‬ ‫دروس في حفظ الصحة واألمن مدعمة بأسئلة تطبيقية‬

‫اختبر معارفك‬
‫سؤال‪ :‬أذكر الهيئات المعنية بحفظ الصحة واألمن في المؤسسات الكبيرة ؟ هل توجد عالقة بين هذه الهيئات‬
‫وما طبيعتها؟ كيف تتجسد عمليا هذه العالقة؟‬
‫السؤال الثاني‪ :‬ميز بين استراتيجيات وسياسات الوقاية من المخاطر المهنية؟‬

‫‪61‬‬
‫د‪ .‬رقام ليندة‬ ‫دروس في حفظ الصحة واألمن مدعمة بأسئلة تطبيقية‬

‫الفصل السادس ‪ :‬نظام اإليزو وحفظ الصحة واألمن‬

‫األهداف التعلمية‪:‬‬

‫‪ .0‬التعرف على نظام إدارة الصحة واألمن المهني ‪ISO45001‬؛‬

‫‪ .6‬التمييز بين مختلف مواصفات هذا النظام‪.‬‬

‫محتوى الفصل‪:‬‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫‪ 0-2‬تعريف منظمة اإليزو وشهاداتها وأهمية الحصول عليها‬


‫تعريف نظام إدارة الصحة والسالمة المهنية ‪ ISO‬وأهميته وأهدافه‬ ‫‪4-2‬‬
‫‪ 5-2‬المواصفات القياسية ل‪ ISO45001‬وعوامل نجاحه‬

‫اختبر معارفك‬

‫‪62‬‬
‫د‪ .‬رقام ليندة‬ ‫دروس في حفظ الصحة واألمن مدعمة بأسئلة تطبيقية‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫من الطبيعي والمتوقع أن تتحمل كل منظمة مسؤولياتها في ضمان سالمة العاملين في مكان العمل‪ ،‬باإلضافة‬
‫إلى الحد من مخاطر حدوث أضرار على األطراف األخرى التي قد تتأثر بها المنظمة‪ .‬بالمقابل فإن المنظمات‬
‫التي ال تتحمل هذه المسؤوليات وتتحقق من مناسبة سالمة مواقع العمل بانتظام‪ ،‬وتواجه توابع هذا اإلهمال من‬
‫األرواح‪.‬‬ ‫في‬ ‫والخسائر‬ ‫واإلصابات‬ ‫األمراض‬ ‫إلى‬ ‫تؤدي‬ ‫التي‬ ‫الجسيمة‬ ‫الحوادث‬
‫ووفقا إلحصاءات منظمة العمل الدولية‪ ،‬يموت أكثر من ‪ 2311‬شخص يوميا وأكثر من ‪ 6.3‬مليون سنويا‬
‫نتيجة لحوادث العمل أو األمراض المرتبطة بالعمل‪ ،‬في حين يقع ‪ 302‬مليون حادث أو موقف يتعلق بالسالمة‬
‫أثناء العمل سنويا‪.‬‬

‫ولذلك تصاعدت المطالب بشكل كبير لوضع مواصفة دولية تهتم بإنشاء برامج لحماية صحة الموظفين‬
‫وسالمتهم‪.‬‬

‫‪ 1-6‬تعريف شهادات اإليزو وأهمية الحصول عليها‪:‬‬

‫اإليزو )‪ (ISO‬أو ‪International Organization for Standardization‬هي منظمة غير حكومية ال تهدف‬
‫للربح تعمل على رفع المستويات القياسية ووضع المعايير واألسس واالختبارات ومنح الشهادات المتعلقة بها‬
‫من أجل تشجيع تجارة السلع والخدمات على مستوى عالمي في شتى المجاالت ماعدا اإللكترونيات حيث‬
‫توجد هيئة خاصة بهذا المجال تسمى ‪ ، IEC‬وتضم هذه المنظمة ممثلين من معظم دول العالم‪.‬‬

‫أنشئت عام ‪ 1947‬بعضوية هيئات المواصفات والتوحيد القياسي للدول األعضاء ‪ ،‬وتوجد األمانة المركزية‬
‫للمنظمة في جنيف ‪ ،‬سويس ار ‪.‬حيث تسهم كل دولة عضو باشتراك مالي لتمويل أنشطة المنظمة ‪ ،‬وترشح‬
‫كل دولة مندوبيها للمنظمة من الخبراء العاملين في مجاالت النشاط الفني واالقتصادي المتعددة‪ .‬وبعد أن‬
‫تقبل المنظمة ترشيحاتهم يعمل هؤالء الخبراء في العديد من اللجان الفنية المتخصصة في شتى المجاالت‪.‬‬

‫‪ .1‬تعريف شهادة اإليزو‪:‬‬

‫تُعرف شهادة االيزو على أنها مجموعة أو عدداً من الشهادات الدالة على تطبيق نظام تأكيد الجودة في‬
‫المنظمة‪ ،‬أو المؤسسة‪ ،‬أو الجمعية الحاصلة عليها‪ ،‬حيث تمثل ضمان تأكيد لجهة ثالثة بقدرة المنظمة‬
‫تقدمه‪ ،‬إضافةً لذلك‬
‫الحاصلة عليها على تلبية المواصفات والمعايير المطلوبة للجودة بخصوص المنتج الذي ّ‬

‫‪63‬‬
‫د‪ .‬رقام ليندة‬ ‫دروس في حفظ الصحة واألمن مدعمة بأسئلة تطبيقية‬

‫أن هذه الشهادة تقسم إلى‬


‫أن أداءها ونشاطها قد وصل للمستويات التفاوضية‪ ،‬ويجدر بالذكر ّ‬
‫فهي تد ّل على ّ‬
‫ثالثة أنواع‪ ،‬كما تُطبق كل شهادة في نوع محدد من المؤسسات‪.‬‬

‫‪ .6‬أنواع شهادات اإليزو‪:‬‬

‫الوصف‬ ‫البند‬
‫المواصفة األكثر شيوعاً وتتعلق بتطبيق معايير‬ ‫مواصفة إدارة الجودة ‪ QMS‬طبقاً للمواصفة ‪ISO‬‬
‫الجودة في جميع العمليات واألنشطة لرفع قدرة‬ ‫‪9001‬‬
‫المؤسسة على تقديم خدمات ومنتجات بجودة‬
‫عالية‪ ،‬وتطلبها العديد من الشركات الكبرى لتسجيل‬
‫الموردين كشرط أساسي لقبول المورد‪ ،‬كما تطلبها‬
‫العديد من الدول لقبول التصدير إليها‪.‬‬

‫تتعلق بتطبيق معايير سالمة الغذاء وتحليل‬ ‫مواصفة إدارة سالمة الغذاء ‪ FSMS‬طبقاً‬
‫المخاطر ونقاط التحكم وذلك لضمان سالمة الغذاء‬ ‫للمواصفة‪ISO 22000‬‬
‫وخلوه من مسببات األمراض والتلوث ورفع قدرة‬
‫المؤسسة على تقديم غذاء أمن ويتم تطبيقها على‬
‫جميع المؤسسات الواقعة ضمن السلسلة الغذائية‪.‬‬
‫تتعلق بتطبيق متطلبات السالمة والصحة المهنية‬ ‫مواصفة إدارة السالمة والصحة المهنية‬
‫للسيطرة على المخاطر الموجود في المؤسسة والتي‬ ‫‪OH&S‬طبقاً للمواصفة‪ISO 45001‬‬
‫قد تهدد سالمة العاملين والمباني وما يجاورها‬
‫واالستعداد واالستجابة للحاالت الطارئة وكيفية‬
‫التصرف السليم والمنظم في حالة حدوث حاالت‬
‫طارئة‪.‬‬
‫تتعلق بتطبيق متطلبات السالمة والصحة المهنية‬ ‫مواصفة إدارة السالمة والصحة المهنية‬
‫وكانت تصدر عن معهد المواصفات البريطاني‬ ‫‪OH&S‬طبقاً للمواصفة‪OHSAS 18001‬‬
‫‪BSI‬وبعد إصدار ‪ ISO 45001‬قام معهد‬
‫المواصفات ‪ BSI‬بإلغاء ‪OHSAS 18001‬‬
‫وااللتزام ب‪ISO 45001‬‬

‫‪64‬‬
‫د‪ .‬رقام ليندة‬ ‫دروس في حفظ الصحة واألمن مدعمة بأسئلة تطبيقية‬

‫تتعلق بتطبيق متطلبات إدارة وترشيد الطاقة ووضع‬ ‫مواصفة إدارة الطاقة ‪ EnMS‬طبقاً‬
‫اآلليات والبرامج التي تساعد على توفير الطاقة‬ ‫للمواصفة‪ISO 50001‬‬
‫وقياس مدى نجاح تلك البرامج ومتابعة تنفيذها‬
‫وااللتزام بها‪.‬‬
‫تتعلق بمتطلبات أمن وسرية المعلومات والحفاظ‬ ‫مواصفة إدارة أمن المعلومات ‪ ISMS‬طبقاً‬
‫عليها من الضياع أو الضرر أو االختراق ويهتم بها‬ ‫للمواصفة‪ISO 27001‬‬
‫جميع القطاعات التي تمتلك بيانات حساسة وتخشى‬
‫عليها من الضياع وتريد أن تثبت لعمالئها بأن‬
‫بياناتهم آمنة ومحمية‪.‬‬
‫تتعلق بتطبيق متطلبات الجودة في تصنيع األجهزة‬ ‫مواصفة إدارة الجودة للصناعات واألجهزة الطبية‬
‫والمستلزمات الطبية والتي تستخدم في المجال‬ ‫طبقاً للمواصفة‪ISO 13485‬‬
‫الطبي للتأكد من االلتزام بالمتطلبات والتشريعات‬
‫القانونية وضمان خلو األجهزة والمستلزمات من‬
‫مسببات العدوى‪.‬‬
‫تتعلق بتطبيق متطلبات استم اررية األعمال لتهيئة‬ ‫مواصفة إدارة استم اررية األعمال ‪ BCMS‬طبقاً‬
‫المؤسسة إلنشاء وتطبيق وصيانة نظام الستم اررية‬ ‫للمواصفة‪ISO 22301‬‬
‫األعمال يساعدها على االستعداد واالستجابة‬
‫للحاالت الطارئة والتجاوب معها ووضع خطط‬
‫التعافي للخروج من األزمات والكوارث سريعاً‪.‬‬
‫تتعلق بتطبيق متطلبات نظام إدارة وتحديد وتحليل‬ ‫مواصفة إدارة مخاطر األعمال طبقاً‬
‫المخاطر ووضع الخطط واإلجراءات للتعامل مع‬ ‫للمواصفة‪ISO 31000‬‬
‫تلك المخاطر‪.‬‬
‫تتعلق بتطبيق المعايير الدولية حول المسؤولية‬ ‫مواصفة إدارة المسؤولية المجتمعية طبقاً‬
‫االجتماعية بهدف المساهمة في التنمية المستدامة‬ ‫للمواصفة‪ISO 26000‬‬
‫العالمية‪ ،‬من خالل تشجيع رجال األعمال‬
‫والمؤسسات األخرى على ممارسة المسؤولية‬
‫االجتماعية لتحسين آثارها على عمالهم‪ ،‬وبيئاتهم‬
‫الطبيعية ومجتمعاتهم‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫د‪ .‬رقام ليندة‬ ‫دروس في حفظ الصحة واألمن مدعمة بأسئلة تطبيقية‬

‫تتعلق بتطبيق متطلبات المسؤولية االجتماعية‬ ‫مواصفة إدارة المسؤولية االجتماعية طبقاً‬
‫لتشجيع المؤسسات على تطوير ممارسات مقبولة‬ ‫للمواصفة‪SA 8000‬‬
‫اجتماعيا والحفاظ عليها وتطبيقها في مكان العمل‪.‬‬

‫‪.3‬أهمية الحصول على شهادة اإليزو‪:‬‬

‫وتكمن أهمية الحصول على شهادة اإليزو وبجميع أنواعها فيما يلي‪:‬‬

‫العامة للشركة أمام‬


‫‪ ‬زيادة ورفع القدرة التنافسية الخاصة بالشركة‪ ،‬وذلك من خالل تحسين الصورة ّ‬

‫المستهلك‪ ،‬ومساعدتها على توزيع وطرح منتجاتها داخل األسواق العالمية‪ ،‬هذا عدا عن مجاراتها‬

‫الخاصة بمنظّمة التجارة العالمية انجات‪.‬‬


‫ّ‬ ‫ومواكبتها للمتطلّبات‬

‫‪ ‬توفير وتحسين مجموعة مثالية من الوثائق التي يمكن اعتبارها دليالً إرشادياً للمعطيات الفنية‬

‫واإلدارية‪ ،‬واإلجراءات‪ ،‬إضافةً لذلك المساعدة في تحقيق ٍ‬


‫أداء جيداً لجميع العمليات‪.‬‬

‫‪ ‬المساهمة في رفع المستوى األدائي للشركة‪ ،‬إضافة لتحقيق الكفاية والكفاءة المطلوبة‪ ،‬هذا عدا عن‬

‫خفض الفائدة الناجمة عن العمليات اإلنتاجية‪ ،‬ويكون ذلك من خالل خفض المسترجعات أو‬

‫مما يلعب دو اًر كبي اًر في تقليل أسعار الخدمات والسلع التي تعرضها الشركات‪.‬‬
‫العيوب‪ّ ،‬‬

‫‪ ‬تحسين مستوى الروابط والعالقات مع العمالء‪.‬‬

‫‪ ‬تمكين ومساعدة الشركة في القيام بعمل التقييم الذاتي والمراجعة ذاتياً‪.‬‬

‫‪ ‬رفع الروح المعنوية لموظفي الشركة‪ ،‬وتحفيزهم على العمل‪ ،‬إضافةً لتشجيعهم على المساعدة في‬

‫الخاصة بالنظام المطبق‪ ،‬وهذا بدوره يساهم في وصولهم ألفضل‬


‫ّ‬ ‫عمليات المراجعة الداخلية الدورية‬
‫ّ‬

‫تم منحها لهم‪ ،‬هذا عدا عن اطمئنانهم كونهم‬


‫مستوى بحيث يجعلهم يحافظون على الشهادة التي ّ‬

‫التقليدي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫االجتماعي‬
‫ّ‬ ‫يعملون ضمن نظام موثّق يبعد ك ّل البعد عن العمل‬

‫‪ ‬تطوير الجودة وثباتها‪ ،‬وذلك بسبب اهتمام ومتابعة نظام الجودة للمراجعة والتقييم‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫د‪ .‬رقام ليندة‬ ‫دروس في حفظ الصحة واألمن مدعمة بأسئلة تطبيقية‬

‫الخاصة الربحية‪ ،‬وذلك بسبب التقليل من تكلفة‬


‫ّ‬ ‫‪ ‬مساعدة الشركة ومساندتها في تحقيق أهدافها‬

‫اإلنتاج‪ ،‬إضافةً للتقليل من نسبة العيب والتالف‪ ،‬والمساهمة في زيادة المبيعات‪.‬‬

‫‪ 2-6‬تعريف نظام إدارة الصحة والسالمة المهنية‪ ISO‬وأهميته وأهدافه‪:‬‬

‫صدرت المواصفة الجديدة لنظام إدارة السالمة والصحة المهنية ‪ ISO 45001‬في‪ 06‬مارس ‪،6108‬‬
‫وجاءت لتحل محل نظام السالمة والصحة المهنية ‪ ،(ohsas18001)08110‬و كان قد بدا العمل على‬
‫المواصفة القياسية ‪ ISO 45001‬منذ عام ‪ .6104‬وتحدد هذه المواصفة وبعناية متطلبات نظام إدارة‬
‫السالمة والصحة المهنية لتمكن المؤسسات بمختلف صورها من توفير أماكن عمل صحية وآمنة‪ .‬فهي تقدم‬
‫منظومة متكاملة للوقاية من إصابات العمل واألمراض المهنية‪ .‬وتناسب المواصفة ‪ iso 45001‬أي منشاة‬
‫ترغب في إنشاء وتطبيق نظام إدارة السالمة والصحة المهنية ‪ ،‬بهدف تحسين األمن بها بغض النظر عن‬
‫حجمها ونوع نشاطها‪.‬‬

‫كما اهتمت المواصفة القياسية أيزو ‪ 45110‬بعوامل مهمة تتعلق بالمنظمة مثل سياق المنظمة‪ ،‬وعوامل‬
‫تتعلق باحتياجات وتوقعات عمالئها وأي أطراف ذات عالقة معها‪ .‬ودمجت المواصفة القياسية أيزو ‪45110‬‬
‫جوانب أخرى للسالمة والصحة المهنية مثل صحة ورفاهية العمال‪ .‬مع العلم أن المواصفة القياسية أيزو‬
‫‪ 45110‬ال تتعرض لسالمة المنتجات أو تلف ممتلكات العميل التي تغطيها المواصفة القياسية أيزو ‪9110‬‬
‫على سبيل المثل‪ .‬وال تتعرض كذلك لآلثار البيئية التي تغطيها المواصفة القياسية أيزو ‪.04110‬‬

‫‪ .1‬تعريف نظام إدارة الصحة والسالمة المهنية ‪: ISO‬‬

‫لنظام إدارة الصحة واألمن عدة تعاريف‪ .‬فهناك من يرى أنه عبارة عن جزء من النظام العام لإلدارة‪ ،‬يهدف‬
‫لتسهيل تسيير المخاطر والحوادث المرتبطة بنشاطات المؤسسة‪ .‬كما عرف بأنه عبارة عن تقرير رسمي مدعم‬
‫بالقوانين ويتعلق بالحوادث الخطيرة في العمل‪.‬‬

‫‪ .6‬أهمية نظام إدارة الصحة والسالمة المهنية ‪: ISO‬‬

‫تتمثل أهمية نظام إدارة الصحة واألمن المهني فيما يلي‪:‬‬

‫‪67‬‬
‫د‪ .‬رقام ليندة‬ ‫دروس في حفظ الصحة واألمن مدعمة بأسئلة تطبيقية‬

‫‪ )1‬يساهم في تقليل تكاليف العمل‪ ،‬فاإلدارة السليمة لبيئة العمل تجنب المنظمة الكثير من التكاليف‬
‫المادية و المعنوية المتضمنة للتعويضات المدفوعة للعاملين أو لعائالتهم وكذلك تعطل العمل ‪.‬‬
‫‪ )2‬توفير بيئة عمل صحية وقليلة المخاطر‪ ،‬حيث إن اإلدارة مسئولة عن توفير المكان المناسب‬
‫والخالي من المخاطر المؤدية إلى اإلضرار بالعاملين‪.‬‬
‫‪ )3‬توفير نظام العمل المناسب من خالل توفير األجهزة والمعدات الوقائية ‪.‬‬
‫‪ )4‬تدعيم العالقات اإلنسانية بين اإلدارة و العاملين‪.‬‬

‫‪ .3‬أهداف نظام إدارة الصحة والمن المهني ‪:ISO‬‬


‫وتتمثل أهداف هذا النظام فيما يلي‪:‬‬
‫‪ .0‬حماية العامل أو ما يسمى بالبيئة العاملة‪.‬‬
‫‪ .6‬حماية المهارات والخبرات والتخصصات و تنميتها‪.‬‬
‫‪ .3‬ر فع المستوى الفني للعاملين وذلك بالتكوين المستمر‪.‬‬
‫‪ .4‬تحديد طرق األداء وتسييرها بأقل المجهود وأقل المخاطر ‪.‬‬
‫‪ .5‬حماية عناصر اإلنتاج كهدف ملزم لجميع العاملين المباشرين وغير المباشرين ‪.‬‬

‫‪ 3-6‬المواصفات القياسية ل‪ ISO45001‬وعوامل نجاحه‪:‬‬


‫تكمن هذه المواصفات التي تعبر عن نظام شامل متكامل لحفظ الصحة واألمن‪ ،‬والذي يتطلب توفر‬
‫مجموعة من العوامل لنجاحه‪ ،‬فيما يلي‪:‬‬

‫‪ .0‬المواصفة القياسية ‪:ISO45001‬‬


‫تتكون المواصفة القياسية أيزو ‪ 45110‬من عشرة بنود رئيسة هي‪:‬‬
‫‪ .0‬النطاق‬
‫‪ .6‬المرجع المعياري‬
‫‪ .3‬المصطلحات والتعاريف‬
‫‪ .4‬سياق المنظمة‪ :‬حيث يجب في هذا البند فهم تحديات الصحة و السالمة المهنية داخل المنظمة ‪،‬‬

‫والمخاطر الكامنة في النشاط أو مجال عمل المنظمة ‪ ،‬و تحديد البيئة الداخلية والخارجية لتحديد‬
‫القضايا ذات الصلة‪ ،‬وتحديد متطلبات وتوقعات األطراف المعنية ‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫د‪ .‬رقام ليندة‬ ‫دروس في حفظ الصحة واألمن مدعمة بأسئلة تطبيقية‬

‫‪ .5‬القيادة ومشاركة العاملين‪ :‬في هذا البند يتم رسم السياسة واألدوار التنظيمية‪ ،‬وتحديد المسؤوليات‬

‫والصالحيات‪ ،‬واثبات قدرة اإلدارة العليا على القيادة وااللتزام والمسائلة ‪.‬‬

‫‪ .6‬التخطيط ‪ :‬في هذا البند يجب مراعاة المخاطر والفرص سواء بالمنظمة أو األطراف المعنية‬

‫وتحديد كيفية التعامل مع هذه المخاطر‪.‬‬

‫‪ .7‬الدعم ‪ :‬في بند الدعم يجب األخذ بعين االعتبار جميع ما يتعلق بالموارد‪ ،‬والكفاءات‪ ،‬والتوعية‬

‫واالتصال والمعلومات الموثقة (الوثائق والسجالت)‪.‬‬

‫‪.8‬العمليات ‪ :‬تشمل التخطيط والتحكم في التشغيل وادارة التغيير والمصادر الخارجية والمشتريات‬

‫واالستعداد لحاالت الطوارئ‪.‬‬

‫‪ .9‬تقييم األداء ‪ :‬و يتضمن بند تقييم األداء عمليات الرصد والتحليل والتقييم وتقييم االمتثال‬

‫والتدقيق الداخلي ومراجعة اإلدارة‪.‬‬

‫‪ .11‬التحسين‪ :‬ويشمل بند التحسين الحوادث واإلجراءات التصحيحية لحاالت عدم المطابقة وعملية‬

‫وأهداف التحسين المستمر‪.‬‬

‫‪ .2‬عوامل نجاح نظام الصحة واألمن المهني بمواصفة ‪:ISO 45001‬‬


‫يمكن ذكر أهم عوامل النجاح كاآلتي‪:‬‬
‫‪ ‬وضع و تنفيذ سياسة ‪ OHS‬وأهداف الصحة والسالمة المهنية؛‬
‫‪ ‬التزام اإلدارة العليا بمعايير اإليزو وتطبيقها ميدانيا ألجل حفظ صحة وأمن العاملين ؛‬
‫‪ ‬تحديد مخاطر األمن والصحة المهنية المرتبطة بأنشطة المؤسسة للقضاء عليها ووضع الضوابط‬
‫للحد من آثارها المحتملة؛‬
‫‪ ‬تقييم أداء نظام األمن والصحة المهنية والسعي لتحسينه ؛‬
‫‪ ‬دمج نظام إدارة الصحة واألمن المهني في أعمال المنظمة‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫د‪ .‬رقام ليندة‬ ‫دروس في حفظ الصحة واألمن مدعمة بأسئلة تطبيقية‬

‫اختبر معارفك‪:‬‬

‫السؤال األول‪ :‬لماذا تحتاج المؤسسات تطبيق نظام اإليزو في مجال الصحة واألمن؟‬

‫السؤال الثاني‪ :‬عرف نظام الصحة واألمن ‪ 08110‬و‪45110‬؟ وما الفرق بينهما؟‬

‫‪70‬‬
‫د‪ .‬رقام ليندة‬ ‫دروس في حفظ الصحة واألمن مدعمة بأسئلة تطبيقية‬

‫الفصل السابع‪ :‬الهيئات الوطنية والدولية لحفظ الصحة واألمن‬

‫األهداف التعلمية‪:‬‬

‫التعرف على مختلف الهيئات الوطنية والدولية التي تعمل على حماية العاملين من المخاطر المهنية‬
‫والتكفل بهم إن تطلب األمر‪.‬‬

‫محتوى الفصل‪:‬‬

‫تمهيد‬

‫‪ 0-2‬طب العمل‬

‫‪ 6-2‬مفتشية العمل‬

‫‪ 3-2‬الضمان االجتماعي‬

‫‪ 4-2‬المجلس الوطني للوقاية الصحية واألمن‬

‫‪ 5-2‬المنظمة الدولية للعمل‬

‫اختبر معارفك‪:‬‬

‫‪71‬‬
‫د‪ .‬رقام ليندة‬ ‫دروس في حفظ الصحة واألمن مدعمة بأسئلة تطبيقية‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫نظ ار ألهمية نشاط حفظ الصحة واألمن في أماكن العمل فقد تدخلت عدة هيئات وكذا منظمات تعمل كلها‬
‫جاهدة للحفاظ على اإلنسان في مواقع هذا العمل‪ .‬فمنها من توفر له التداوي‪ ،‬وأخرى تضمن له حصوله على‬
‫حقوقه المادية في حالة إصابته سواء بحادث أو مرض‪ ،‬وتساهم أخرى في الدفاع عن حقه‪ ،‬في حين تعمل‬
‫أخرى على التنبيه إلى المخاطر التي يتعرض لها اإلنسان في كل أنواع المنظمات الجزائرية وتنصح‬
‫باالهتمام به وتخفيض األضرار عنه‪ .‬وتتدخل أخرى عالمية لتؤكد على حماية هذا اإلنسان مذكرة في كل مرة‬
‫باألمراض المهنية الجديدة التي يجب االحتياط لها وحمايته منها‪.‬‬

‫‪ 1-7‬طب العمل‪:‬‬

‫ترجع بوادر االهتمام بطب العمل إلى الحضارة الفرعونية‪ ،‬حيث بينت بعض الدالالت على انشغال أطباء‬
‫تلك الفترة بصحة العمالة الرق‪ .‬فقد الحظ هؤالء اآلثار التي تخلفها بيئة العمل على العاملين وعملوا على‬
‫تسجيلها نحو ‪6511‬سنة قبل الميالد‪ .‬وتناولوا وصفا دقيقا لألمراض التي تصيب العمال من األسلحة وأطلقوا‬
‫عليه مرض "تليف الرئة"‪ ،‬والذي ينتج من استنشاق الغبار المتطاير من هذه الصناعة وكذا العديد من‬
‫األمراض األخرى‪.‬‬

‫غير أن االكتشاف الفعلي لطب العمل جاء على يد الطبيب ‪ ،)0204-0233( Ramzzini B‬الذي حاول‬
‫تحسين ظروف العمل وهذا بالتنقل إلى أماكن العمل ومرافقة العمال‪ .‬وقد ألف كتاب "مختصر أمراض‬
‫الحرف" سنة ‪ 0211‬والذي حقق نجاحا باه ار وبقي لفترة مرجعا في مجال األمراض المهنية‪ .‬وبهذا اعتبر هذا‬
‫الطبيب المؤسس األول لطب العمل حتى وان سبقته أعمال أخرى في هذا المجال‪ .‬كما ساهم بعد ذلك‬
‫الطبيب الفرنسي ‪ Patissier‬في تطوير طب العمل فألف كتاب في سنة ‪ 0866‬يعالج ‪ 603‬مهنة‪.‬‬

‫ثم تدخلت الدولة بعد ضغط النقابات والعمال وسنت مجموعة من القوانين لحماية صحة العاملين كان أولها‬
‫في انجلت ار سنة ‪ 0863‬ثم فرنسا ‪ .0840‬وكان أول بروز ميداني لطب العمل خالل الحرب العالمية األولى‬
‫‪ 0904‬في ألمانيا أين تم تأسيس أول معهد يهتم بالفيزيولوجيا المرضية في برلين‪ .‬وقد تأسس إداريا في فرنسا‬
‫سنة ‪ 0946‬ثم عرف فيما بعد انتشا ار في باقي الدول‪ .‬وتعتبر حماية العمال بواسطة طب العمل في جزائر‬
‫جزءا ال يتج أز من السياسة الصحية الوطنية وهذا في إطار التشريع الجاري العمل به‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫د‪ .‬رقام ليندة‬ ‫دروس في حفظ الصحة واألمن مدعمة بأسئلة تطبيقية‬

‫‪ .1‬تعريف طب العمل‪:‬‬
‫هو الطب الذي يهتم بالعامل األجير أو الموظف في مكان عمله‪ ،‬ويشمل الناحية العملية‪ ،‬اإلنتاجية‪،‬‬
‫والصحية للموارد البشرية في المؤسسات‪ .‬ويعرف بمصطلح الصحة المهنية أي خلو العامل من‬
‫األمراض البدنية أو النفسية ذات الصلة بالعمل ( سعاد ناتف برنوطي‪ ،6112 ،‬ص‪.)422‬‬
‫فهو علم يهتم بتشخيص كل العوامل التي تضر بصحة العامل في أماكن العمل وكذا مراقبتها‬
‫والتقليل منها‪.‬‬

‫‪ .2‬شروط ومهام طب العمل‪:‬‬


‫لقد ارتبطت ممارسة طب العمل في الجزائر بتكوين علمي ورخصة و ازرية بعد استيفاء مجموعة من‬
‫الشروط‪ ،‬إضافة إلى إمكانية تأهيل الطبيب العام من طرف و ازرة الصحة‪ .‬وفقا لنصوص المواد‬
‫(‪ 099 ،098 ،092‬من قانون ‪ )15-85‬حماية الصحة وترقيتها‪ ،‬فقد تمحورت هذه الشروط فيما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬أن يكون الطبيب حاصل على شهادة الدكتوراه في الطب مع شهادة اختصاصي في طب العمل أو‬
‫شهادة أجنبية معترف بها‪.‬‬
‫‪ ‬أن ال يكون مصاب بعاهة أوعلة مرضية منافية لممارسة المهنة‪.‬‬
‫‪ ‬أن ال يكون قد تعرض لعقوبة مخلة بالشرف‪.‬‬
‫‪ ‬أن يكون جزائري الجنسية مع إمكانية استثناء هذا الشرط على أساس المعاهدات‪.‬‬
‫‪ ‬يجب على الطبيب الذي استوفى الشروط السابقة وحتى يرخص له بممارسة مهنته أن يسجل لدى‬
‫المجلس الجهوي لآلداب الطبية المختص إقليميا‪ ،‬ويؤدي أمام زمالئه وأعضاء هذا المجلس اليمين‪.‬‬

‫‪ .3‬طب العمل والحفاظ على الصحة واألمن المهني في الجزئر‪:‬‬


‫جاء في قانون رقم ‪ 12-88‬والمتعلق بالوقاية الصحية واألمن وطب العمل والمعدل والمتمم بالقانون‬
‫‪ 00-02‬وفي مواده من ‪ 06‬إلى‪ 08‬أن مهمة طب العمل هي الوقاية أساسا وعالجية أحيانا ويهدف‬
‫إلى‪:‬‬
‫‪ ‬الترقية و الحفاظ على أكبر قدر من راحة العمال البدنية والعقلية في كافة المهن من أجل رفع مستوى‬
‫قدراتهم اإلنتاجية واإلبداعية؛‬

‫‪73‬‬
‫د‪ .‬رقام ليندة‬ ‫دروس في حفظ الصحة واألمن مدعمة بأسئلة تطبيقية‬

‫‪ ‬حماية ووقاية العمال من األخطار التي يمكن أن تنجر عنها الحوادث أو األمراض المهنية وكل‬

‫األضرار الالحقة بصحتهم؛‬

‫‪ ‬تشخيص كل العوامل اللتي تضر بصحة العمال في أماكن العمل وكذا مراقبتها بهدف التقليل منها‬

‫أو القضاء عليها؛‬

‫‪ ‬تعيين وابقاء العمل في عمل يتماشى وقدراتهم البدنية والنفسية وكذا تكييف العمل مع اإلنسان وكل‬

‫إنسان في مهمته؛‬

‫‪ ‬تقييم مستوى صحة العمل في وسط العمل؛‬

‫‪ ‬تنظيم العالج االستعجالي للعمال والتكفل بالعالج المتواصل ومداواة األمراض المهنية واألمراض‬

‫ذات الطابع المهني؛‬

‫‪ ‬يعد طب العمل التزاما يلقى على عاتق المؤسسة المستخدمة ويجب عليها التكفل به من خالل إما‬

‫إنشاء مصلحة لطب العمل أو المساهمة في إنشائها مابين الهيئات إقليميا أو إبرام اتفاق مع قطاع‬

‫صحي أو أي هيكل آخر متخصص أو أي طبيب مؤهل‪ ،‬وهذا بالنظر إلى ظروفها؛‬

‫‪ ‬تتكفل مصالح الصحة بتنظيم مجموع أنشطة طب العمل وتنسيقها وتقييمها ومراجعتها؛‬

‫‪ ‬يخضع وجوبا كل عامل أو متمهن للفحوص الطبية الخاصة بالتوظيف وكذا الفحوص الدورية أو‬
‫التلقائية بناء على طلب العامل نفسه‪ ،‬وعلى المؤسسة أخذ بعين االعتبار آراء طبيب العمل ‪.‬‬

‫‪ 2-7‬مفتشية العمل‪:‬‬

‫بالرجوع إلى قانون رقم ‪ 13-91‬والذي يتعلق بمفتشية العمل والمعدل والمكمل باألمر ‪ 00-92‬والذي يحدد‬
‫مهام واختصاصات مفتشية العمل‪ ،‬حيث تختصر مهمتها في م ارقبة تطبيق األحكام التشريعية والتنظيمية‬
‫المتعلقة بعالقات العمل الفردية والجماعية وظروف العمل والوقاية الصحية وأمن العمال‪ .‬وتسهر مفتشية‬
‫الصحية واألمن من قبل المؤسسة المستخدمة كما تقدم لها االستشارة في هذا‬
‫ّ‬ ‫العمل على تطبيق قواعد الوقاية‬

‫‪74‬‬
‫د‪ .‬رقام ليندة‬ ‫دروس في حفظ الصحة واألمن مدعمة بأسئلة تطبيقية‬

‫الناشطة في‬
‫المحلية ّ‬
‫الوطنية و ّ‬
‫ّ‬ ‫المجال في حالة الحاجة‪ .‬وهي تؤدي هذا الدور بالتّعاون مع مختلف الهيئات‬
‫مجال الوقاية الصحية و األمن ‪.‬‬

‫‪.1‬مهام مفتشية العمل‪:‬‬

‫تختص مفتشية العمل بالمهام المخولة لها بمقتضى القانون ‪ 13-91‬المؤرخ في ‪ 12‬فبراير ‪ ،0991‬و هي‬
‫مكلفة بـ‪:‬‬

‫– مراقبة تطبيق األحكام التشريعية والتنظيمية المتعلقة بعالقات العمل الفردية و الجماعية وظروف العمل‬
‫والوقاية الصحية وأمن العمال‪.‬‬

‫– تقديم المعلومات و اإلرشادات للعمال ولمستخدميهم فيما يخص حقوقهم و واجباتهم والوسائل المالئمة‬
‫القررات التحكيمية‪.‬‬
‫أكثر لتطبيق األحكام القانونية والتنظيمية والتعاقدية و ا‬

‫– مساعدة العمال و مستخدميهم في إعداد االتفاقيات أو العقود الجماعية في العمل‪.‬‬

‫– إجراء المصالحة قصد اتقاء الخالفات الجماعية و تسويتها‪.‬‬

‫– تبليغ و توضيح النصوص التشريعية و التنظيمية المتعلقة بالعمل للعمال و مستخدميهم‪.‬‬

‫– إعالم الجماعات المحلية بظروف العمل داخل المؤسسات التابعة الختصاصها‪.‬‬

‫– إعالم اإلدارة المركزية للعمل بمدى تطبيق النصوص التشريعية والتنظيمية المتعلقة بالعمل و اقتراح‬
‫التدابير الضرورية لتكيفها و تعديلها‪.‬‬

‫يمارس تفتيش العمل في أي مكان عمل يشتغل فيه عمال أجراء أو متمهنون من الجنسين باستثناء بعض‬
‫فئات المستخدمين المشار إليها في قانون العمل‪.‬‬

‫يتمتع مفتشو العمل بسلطة القيام بزيارات إلى أماكن العمل‪ ،‬التابعة لمهامهم ومجال اختصاصهم قصد‬
‫مراقبة تطبيق األحكام القانونية والتنظيمية‪.‬‬

‫‪ .2‬مفتشية العمل وحفظ الصحة واألمن ‪:‬‬

‫تختص مفتشية العمل في مراقبة احترام تطبيق األحكام التشريعية والتنظيمية‪ ،‬السيما المتعلقة بالصحة‬
‫واألمن داخل المؤسسة‪ ،‬كما لها دو ار هاما في الوقاية من األخطار المهنية التي قد تصيب العمال في أماكن‬

‫‪75‬‬
‫د‪ .‬رقام ليندة‬ ‫دروس في حفظ الصحة واألمن مدعمة بأسئلة تطبيقية‬

‫العمل حيث يحق لمفتشي العمل القيام بالزيارات والدخول إلى أماكن العمل في أي ساعة من الليل أو النهار‬
‫من أجل مراقبة تطبيق األحكام المتعلقة بالصحة والسالمة المهنيتين‪ ،‬كما يمكن لهم القيام بالفحص والتحري‬
‫من خالل االطالع على السجالت منها في مجال الوقاية الصحية واألمن وطب العمل‪ ،‬وسجل حوادث‬
‫العمل‪ ،‬وفي حالة مالحظة مفتش العمل تقصي ار أو خرقا للقانون يوجه إعذا ار للمستخدم أو تحرير محضر‬
‫المخالفة‪.‬‬
‫واذا تعرض العمال ألخطار جسيمة سببتها مواقع العمل أو أساليبه العديمة النظافة أو الخطيرة ‪ ،‬يمكن أن‬
‫يحرر مفتش العمل محضر مخالفة ويعذر المستخدم باتخاذ التدابير الوقائية المالئمة لألخطار المطلوب‬
‫تجنبها‪.‬‬

‫‪ 3-7‬الضمان االجتماعي‪:‬‬

‫اختلفت آراء الباحثين المختصين في التأمينات في تحديد المعنى العام للضمان االجتماعي‪ ،‬فيرى بعضهم إذا‬
‫ما توفر مبدأ الضمان االجتماعي في فرع تأمين معين اعتبر تأمينا اجتماعيا‪ ،‬والذي يعني توزيع الخسائر‬
‫التي تصيب الفرد أو الممتلكات أو كليهما‪ .‬ويرى آخرون أن التأمين االجتماعي هو أساسا تأمينا على‬
‫األفراد‪ .‬واذا توفرت العناصر الثالث أو إحداهما أو كالهما في تأمين معين فهو يعتبر اجتماعي‪ .‬وهذه‬
‫العناصر هي‪:‬‬

‫أ‪ .‬عنصر اإللزام في التأمين؛‬


‫ب‪ .‬تحمل الدولة لجزء من تكاليف التأمين؛‬
‫ت‪ .‬قيام الدولة بدور المؤمن ( هيئة التأمين) (إبراهيم علي عبد ربه؛‪0988‬؛ ص‪.)482‬‬

‫‪ .1‬تعريف الصندوق الوطني للضمان االجتماعي‪:‬‬


‫هو مؤسسة عمومية ذات طابع اجتماعي واداري وتتمتع بالشخصية المعنوية واإلستقاللية المالية‬
‫مسيرة من قبل القوانين والتنظيمات الخاصة بها‪ ،‬وكذا إجراءات المرسوم رقم ‪ 663-61‬بتاريخ‬
‫‪ 0985/18/61‬الذي يوضح التنظيم اإلداري للصندوق‪.‬‬
‫ويقوم صندوق الضمان االجتماعي بعدة مهام منها بالخصوص‪ :‬المساهمة في سياسة الوقاية من‬
‫حوادث العمل واألمراض المهنية‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫د‪ .‬رقام ليندة‬ ‫دروس في حفظ الصحة واألمن مدعمة بأسئلة تطبيقية‬

‫‪ .2‬إجراءات التصريح للصندوق الوطني للضمان االجتماعي‪:‬‬


‫التصريح بحوادث العمل يتم وفق اإلجراءات اآلتية‪:‬‬
‫‪ ‬يعتبر حادث عمل إذا انجر عنه ضرر جسدي ووقع في مكان مزاولة العمل وأثناء الفترة المحددة له‪.‬‬
‫‪ ‬يقع حادث العمل خالل المسافة التي يقطعها العامل ذهابا وايابا إلى العمل (من مكان اإلقامة إلى‬
‫مكان العمل والعكس)‪ .‬وأثناء مهمة العمل‪.‬‬
‫‪ ‬يصرح بحادث العمل خالل ‪ 64‬ساعة لدى صاحب العمل من قبل المصاب أو أحد ممثليه‪.‬‬
‫‪ ‬يتم التصريح لهيئة الضمان االجتماعي خالل ‪ 48‬ساعة من قبل أرباب العمل‪ .‬وفي حالة لم يقم رب‬
‫العمل بذلك يمكن للعامل المصاب التصريح به لهذه الهيئة‪.‬‬
‫‪ ‬يجب أن يتضمن ملف اإلصابة ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬وثيقة التصريح بحادث العمل ‪.‬‬
‫‪ -‬شهادة طبية أولية‪.‬‬
‫‪ -‬محضر محرر من قبل مصالح الشرطة أو الدرك الوطني ‪.‬‬
‫‪ ‬تعوض األضرار العينية بنسبة ‪ %011‬من التسعيرات التنظيمية ( العالج‪ ،‬األدوية‪ ،‬األجهزة‬
‫االصطناعية)‪.‬‬

‫‪ .3‬معايير تصنيف التعويضات‪:‬‬


‫اعتمد المشرع الجزائري في تحديد التعويضات على عدة معايير وكذا نسبة العجز كلي أو جزئي‬
‫ومدته‪.‬‬
‫أ) التعويضات العينية ‪:‬‬
‫هي خدمات يضمنها الضمان االجتماعي بعد إثبات حادث العمل إلزالة الضرر‪ ،‬وتتمثل في‬
‫تقديم الرعاية الطبية واألدوية‪...‬‬
‫ب) التعويضات النقدية‪:‬‬
‫هي الحقوق المالية التي أقرها المشرع الجزائري للتكفل بالعامل المصاب‪ ،‬حيث يلتزم الضمان‬
‫االجتماعي بتقديم تعويض مالي يتناسب والعجز الذي أصاب العامل(دائم أو مؤقت)‪ .‬وتتعدد‬
‫هذه التعويضات النقدية كما يلي‪:‬‬

‫‪77‬‬
‫د‪ .‬رقام ليندة‬ ‫دروس في حفظ الصحة واألمن مدعمة بأسئلة تطبيقية‬

‫‪ ‬التعويضات اليومية‪ :‬عبارة عن مبلغ نقدي يدفع للعامل المصاب عن األيام التي لم يستطع فيها‬
‫مزاولة عمله إلى حين شفائه‪.‬‬
‫‪ ‬التعويض في حالة ثبوت العجز الدائم‪ :‬ويختلف حسب اختالف صور العجز الدائم (كامل‪ /‬جزئي)‪،‬‬
‫ولهذا تحسب نسبة التعويض من خالل نسبة العجز‪.‬‬
‫‪ ‬ريع الوفاة‪ :‬نصت المادة ‪ 41‬من قانون ‪ 00-83‬أنه يستفيد ذوي الحقوق من المعاش المنقول إليهم‪.‬‬
‫ويتعلق األمر بكل من الزوجة واألوالد واألصول‪ ،‬وهذا بنفس أحكام معاش التقاعد ذوي الحقوق‪.‬‬
‫‪ ‬رأس مال الوفاة‪ :‬هو مبلغ يدفع لذوي حقوق المؤمن عليه دفعة واحدة‪ .‬وتدعى منحة الوفاة‪.‬‬

‫وتكون إجراءات التصريح عن المرض المهني كما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬يجب أن يكون المرض قد تم التقاطه من محيط العمل ويندرج ضمن أحد جداول األمراض المهنية‬
‫المحددة بموجب التنظيم‪.‬‬
‫‪ ‬يجب التصريح بالمرض المهني في أجل أقصاه ثالث أشهر ابتداء من تاريخ المعاينة الطبية‬
‫للمرض‪.‬‬
‫‪ ‬يجب أن يحتوي ملف المرض المهني والذي يقدم لهيئة الضمان على ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬وثيقة التصريح بالمرض المهني‪.‬‬
‫‪ -‬شهادة طبية أولية يتم ملؤها من قبل صاحب العمل‪ ،‬وهذا بالنسبة لمناصب العمل المشغولة بصفة‬
‫فعلية من قبل الضحية‪.‬‬
‫‪ ‬يتم تكوين وتصفية ملف المرض المهني وفق نفس الشروط المتعلقة بحوادث العمل‪.‬‬

‫‪ 4-7‬المجلس الوطني للوقاية الصحية واألمن‪:‬‬

‫يسعى المجلس الوطني للوقاية الصحية واألمن وكذا الجنة الوطنية لألمراض المهنية إلى توفير مناخ‬
‫العمل المناسب‪ ،‬و التصدي للمخاطر المهنية و توفير بيئة عمل آمنة و مستقرة‪ .‬ويضطلع المجلس الوطني‬
‫للوقاية الصحية واألمن وطب العمل حسب ما نصت عليه أحكام القانون رقم ‪ 12-88‬المتعلق بالوقاية‪ ،‬األمن‬
‫وطب العمل في مادته الـ ‪ ،62‬بمهمة تحديد السياسة الوطنية للوقاية من األخطار المهنية‪ ،‬من خالل‬
‫التوصيات واآلراء التي يبديها‪ ،‬أما اللجنة الوطنية المكلفة باألمراض المهنية فيؤخذ برأيها في تحديد قائمة‬
‫األمراض والمصدر المهني وقائمة األشغال التي من شأنها أن تتسبب فيها‪ ،‬وكذا مدة التعرض للمخاطر‬

‫‪78‬‬
‫د‪ .‬رقام ليندة‬ ‫دروس في حفظ الصحة واألمن مدعمة بأسئلة تطبيقية‬

‫المناسبة لكل مدة األعمال‪ ،‬وتضم خبراء ممثلين عن المؤسسات المعنية وكذا ممثلون عن العمال‬
‫والمستخدمين‪ ،‬وذلك حسب أحكام القانون رقم‪ 03-83 :‬المتعلق بحوادث العمل واألمراض المهنية‪.‬‬

‫‪ .0‬أسباب تأسيس المجلس الوطني للوقاية الصحية واألمن‪ :‬وأهمها‪:‬‬


‫‪ ‬من أجل فهم أكثر وأفضل للمخاطر المهنية وتكييف وسائل الوقاية من الحوادث واألمراض المهنية‪.‬‬
‫‪ ‬تخفيض تكاليف المخاطر المهنية‪.‬‬
‫‪ ‬توعية العمال وأصحاب العمل بثقافة الوقاية من المخاطر المهنية‪.‬‬
‫‪ ‬تنظيم وتمويل الوقاية‪.‬‬
‫‪ ‬تقديم المشورة للمؤسسات والهيئات المحلية بهدف تحسين ظروف العمل وتقليل المخاطر‪.‬‬

‫‪ .6‬مهام المجلس الوطني للوقاية الصحية واألمن‪ :‬وتتمثل في‪:‬‬


‫‪ ‬دراسة واقتراح ومواكبة وتنسيق اإلجراءات الهادفة لتحسين ظروف الحياة المهنية للعمال الجزائريين‪.‬‬

‫‪ ‬تقديم الخبرة والمساعدة لكل الهيئات المهتمة بمجال الوقاية من األخطار المهنية‪.‬‬

‫‪ ‬إبداء الرأي بخصوص النصوص التشريعية والتنظيمية والمعايير المعتمدة في مجال الوقاية من‬

‫األخطار المهنية‪.‬‬

‫‪ ‬تجميع وتحليل واستغالل المعطيات المتعلقة بحوادث العمل واألمراض المهنية لتوجيه إجراءات‬

‫الوقاية‪.‬‬

‫‪ ‬تطوير كفاءات الصحة العمومية والشبه عمومية والخاصة ولجان السالمة المهنية ‪.‬‬

‫‪ ‬بلورة أنشطة للتواصل ونشر وتوزيع المعلومات حول المخاطر المهنية‪.‬‬

‫‪ ‬التعاون مع الهيئات والمنظمات المهنية الدولية لتحسين ظروف الحياة المهنية‪.‬‬

‫‪ ‬تقديم المشورة والمساعدة للسلطات العمومية والهيئات التمثيلية للعمال وكل الهيئات المهتمة بالنهوض‬

‫بالصحة واألمن المهني‪.‬‬

‫‪ ‬القيام بالعمليات التحسيس والتوعية والتكوين لفائدة الفاعلين في مجال الصحة واألمن‪.‬‬
‫‪79‬‬
‫د‪ .‬رقام ليندة‬ ‫دروس في حفظ الصحة واألمن مدعمة بأسئلة تطبيقية‬

‫‪ 5-7‬المنظمة الدولية للعمل‪:‬‬


‫هي هيئة دولية غير حكومية تابعة لمنظمة األمم المتحدة‪ .‬وقد أنشئت في مؤتمر السالم في باريس سنة‬
‫‪ ،1919‬عملت منظمة العمل الدولية (واألطراف المكونة من الحكومات وأصحاب العمل والعمال) في ما‬
‫يتعلق بالصحة والسالمة على تطوير أكثر من معيار ‪( 41‬اتفاقية‪ /‬توصية) و‪ 41‬مدونة ممارسة تتضمن‬
‫المبادئ والحقوق األساسية في العمل‪.‬‬

‫كما كلفت هيئات إشرافية لمراقبة تطبيق معايير العمل الدولية ومدونات الممارسة‪ .‬وتتألف هذه الهيئات من‬
‫"لجنة الخبراء حول تطبيق االتفاقيات‪ ،‬والتوصيات‪ ،‬ولجنة المؤتمر حول تطبيق المعايير"‪ .‬كما تقوم منظمة‬
‫العمل الدولية بتنظيم عدة اجتماعات إقليمية في فترات مختلفة من أجل إبالغ البلدان حول جوانب الصحة‬
‫والسالمة المهنية في العالم‪ ،‬وتقديم المشورة لها من أجل مساعدتها في تحسين وضع الصحة واألمن المهني‪.‬‬

‫وتعتمد المنظمة على مجموعة من االتفاقيات التي تخص العمل والعمال من ناحية الصحة واألمن منها‪:‬‬

‫‪ -‬االتفاقية رقم ‪ ،06‬والتي تخص التعويض عن حوادث العمل في مجال الزراعة في سنة ‪.0960‬‬
‫‪ -‬االتفاقية رقم ‪ ،04‬اتفاقية بشأن الراحة األسبوعية والتي تمت في ‪.0960‬‬
‫‪ -‬االتفاقية رقم ‪ ،02‬والتي تعني الفحص األحداث المجبرين على العمل في عام ‪.0960‬‬
‫‪ -‬االتفاقية ‪ ،46‬والتي تلزم التعويض عن األمراض المهنية في سنة ‪.0934‬‬
‫‪ -‬االتفاقية رقم ‪ ،080‬تعني الحوادث الصناعية الكبرى في سنة ‪.0993‬‬
‫‪ -‬االتفاقية ‪ ،083‬الخاصة بالسالم المهنية لعمال المناجم في سنة ‪.0995‬‬

‫أهداف المنظمة الدولية للعمل‪:‬‬


‫تهدف المنظمة الدولية للعمل إلى تحقيق ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬تحقيق العدالة االجتماعية والقضاء على الفقر وعمل الئق للجميع ‪.‬‬
‫‪ ‬حماية مصالح العمال وتحسين ظروف معيشتهم وتأكيد العدالة في منح األجور‪.‬‬
‫‪ ‬حث الدول على تطوير تشريعات لتمنح المزيد من االمتيازات للعمال وحماية حقوقهم‪.‬‬
‫‪ ‬تحث على توفير ظروف عمل إنسانية وآمنة ‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫د‪ .‬رقام ليندة‬ ‫دروس في حفظ الصحة واألمن مدعمة بأسئلة تطبيقية‬

‫اختبر معارفك‪:‬‬
‫وضح العالقة (المهام) التي تربط كل من مفتشية العمل والضمان االجتماعي والمنظمة العالمية للعمل‬
‫بالمؤسسة ؟‬

‫المؤسسة‬ ‫الهيئات‬

‫مفتشية العمل‬

‫الضمان االجتماعي‬

‫المنظمة العالمية‬
‫للعمل‬

‫‪81‬‬
‫د‪ .‬رقام ليندة‬ ‫دروس في حفظ الصحة واألمن مدعمة بأسئلة تطبيقية‬

‫الفصل الثامن‪ :‬أنواع من المخاطر المهنية ‪ :‬الحرائق والصعقات الكهربائية وضغوطات العمل‬

‫األهداف التعلمية‪:‬‬

‫‪ .0‬التعرف على الحرائق في أماكن العمل وكيفية القضاء عليها‪.‬‬


‫‪ .6‬التعرف على كيفية حدوث الصعقات الكهربائية وكيفية تجنبها‪.‬‬
‫‪ .3‬تحديد أسباب ضغوط العمل واآلثار الناجمة عنها وكيفية التقليل منها‪.‬‬

‫محتوى الفصل‬

‫تمهيد‬

‫‪ 0-8‬الحرائق ومعالجتها‬

‫‪ 6-8‬الصعقات الكهربائية‬

‫‪ 3-8‬ضغوط العمل‬

‫‪82‬‬
‫د‪ .‬رقام ليندة‬ ‫دروس في حفظ الصحة واألمن مدعمة بأسئلة تطبيقية‬

‫تمهيد‪:‬‬
‫توفير ظروف عمل آمنة تعتبر من أهم واجبات نظام فعال لحفظ الصحة واألمن وهذا لمنع حدوث الحرائق‬
‫وكذا تجنب الصعقات الكهربائية للحفاظ على الصحة الجسدية والفيزيولوجية للعاملين‪ ،‬كما وللحفاظ أيضا‬
‫على الصحة النفسية والعقلية للعاملين والتخفيف من الضغوط المهنية التي يتعرضون لها‪ .‬فاألضرار التي‬
‫تسببها هذا النوع بالذات من المخاطر تجعل المؤسسات ليس لها خيار إال توفير وسائل الوقاية الالزمة مع‬
‫وضع إستراتيجية فاعلة للتقليل من آثارها وحتى حدوثها‪ ،‬كون أن هذا النوع من المخاطر يهدد سمعة‬
‫المؤسسة ويهز صورتها في نظر المجتمع‪ ،‬حيث سينظر لها على أنها مصدر شؤم فيه‪.‬‬

‫‪ 1-8‬الحرائق ومعالجتها‬

‫يتحمل كل المعنيون بالصحة واألمن المهني مسؤولية منع حدوث الحرائق التي تصيب بالضرر كل من‬
‫العاملين والممتلكات‪ .‬فهي الركيزة األولى في بناء نظام صحة وأمن فعال‪ ،‬لهذا كان لتوفير الظروف اآلمنة‬
‫أفضل من االكتفاء بشعارات تنبه إلى اليقظة والحذر‪ ،‬بالرغم من أهميتها للوقاية‪.‬‬

‫ومن الضروري تكوين وتدريب العاملين على تفادي الحرائق‪ .‬فهي ظاهرة لديها مسبباتها وكذا طرق للوقاية‬
‫منها‪ .‬فالحرائق أكثر المصادر خط ار على حياة اإلنسان‪ ،‬لهذا من الضروري معرفة كيفية حدوثها ومسبباتها‬
‫وأنواعها وكيفية الحد من انتشارها‪.‬‬

‫‪ .0‬تعريف االحتراق‪:‬‬

‫هو تفاعل معقد يحدث نتيجة أكسدة المادة مع األوكسجين‪ ،‬ويتم على مرحلتين‪ ،‬تمثل األولى مرحلة التحضير‬
‫ويرافقها نشر الش اررة والثانية مرحلة االحتراق ويرافقها لهب ونشر الضوء‪.‬‬

‫وهناك ثالث عناصر تساهم مجتمعة في حدوث الحرائق وهي‪:‬‬

‫أ‪ .‬وجود مواد مشتعلة أو مواد قابلة لالحتراق؛‬


‫ب‪ .‬وجود األكسجين ( مادة مؤكسدة)؛‬
‫ت‪ .‬بلوغ درجة الح اررة حد االشتعال‪.‬‬

‫يجب أن يكون العنصران األول والثاني ذات نسب معروفة‪ ،‬فاحتراق معظم المواد تبدأ عند احتواء الهواء من‬
‫‪ 04‬إلى ‪ %08‬من األكسجين‪ .‬ومن ثم فإن إبعاد أحد هذه العناصر كفيل بمنع حدوث الحرائق ‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫د‪ .‬رقام ليندة‬ ‫دروس في حفظ الصحة واألمن مدعمة بأسئلة تطبيقية‬

‫‪ .6‬تصنيف الحرائق‪:‬‬
‫يمكن تصنيف الحرائق إلى أربعة أنواع وهي‪:‬‬

‫‪ )0‬حرائق النوع األول‪ :‬وهي الحرائق التي تحدث غالبا في المواد الصلبة القابلة لالشتعال كالورق واألخشاب‬
‫واأللياف‪ ،‬ويستخدم الماء إلخمادها‪.‬‬

‫‪ )6‬حرائق النوع الثاني‪ :‬هي الحرائق التي تحدث بالسوائل‪ ،‬ويمكن مقارنتها بالماء بالنسبة للغازات التي تذوب‬
‫أو تمتزج مع الماء أو باستخدام المواد الرغوية أو ثاني أكسيد الكربون أو المادة اإلطفائية المناسبة إذا كانت‬
‫السوائل غير قابلة للذوبان مع الماء‪.‬‬

‫‪ )3‬حرائق النوع الثالث‪ :‬وهي الحرائق التي تحدث من الغازات القابلة لالشتعال‪ ،‬وقد تحدث في المعدات‬
‫واألجهزة الكهربائية‪ ،‬ويسبب استخدام الماء إلطفائها خط ار حقيقيا‪ ،‬وتستخدم الرغويات الكيماوية والمساحيق‬
‫الجافة لمواجهتها‪.‬‬

‫‪ )4‬حرائق النوع الرابع‪ :‬وهي الحرائق التي تحدث للمعادن وال تفلح الوسائط اإلطفائية العادية في مقاومتها‪،‬‬
‫ويستخدم الرمل الجاف ومسحوق الج ارفيت للتغلب عليها‪ ،‬وهذا باإلضافة إلى أنواع أخرى تتوقف على نوع‬
‫وخاصية المعادن‪.‬‬

‫‪ .3‬أسباب الحرائق‪:‬‬

‫يرجع سبب الحريق عادة إلى المصادر التالية‪:‬‬

‫‪ )0‬السوائل القابلة لاللتهاب‪ :‬تعتبر السوائل القابلة لاللتهاب أكثر المصادر المسببة لحوادث الحريق خطرا‪،‬‬
‫لهذا يجب مراقبتها والكشف عنها والتأكد من إبعادها ألنها قد تحترق ذاتيا وفي درجات ح اررة منخفضة‪ .‬مع‬
‫مراعاة اإلجراءات اآلتية عند استخدام هذه الوسائل‪:‬‬

‫* أن يتم تجنب قدر اإلمكان استخدام السوائل الملتهبة بدرجة كبيرة؛‬


‫* حفظ السوائل المشتعلة في أوعية محكمة اإلغالق وآمنة؛‬
‫* استخدام هذه السوائل بكميات محدودة وحسب الحاجة دون اإلشراف‪.‬‬
‫* تطبيق خطوات واضحة عند استخدام هذه السوائل لكل عملية من العمليات المطلوبة؛‬

‫‪84‬‬
‫د‪ .‬رقام ليندة‬ ‫دروس في حفظ الصحة واألمن مدعمة بأسئلة تطبيقية‬

‫* ضرورة منع التدخين أو استخدام األجهزة الكهربائية أو األجهزة التي ينتج عنها شرر متطاير بالقرب من‬
‫هذه السوائل؛‬
‫* تخزين هذه السوائل بعيدا عن مصادر الح اررة؛‬
‫* توفير التهوية المناسبة للعمليات التي تتطلب استخدام هذه السوائل وكذلك مراعاة ذلك أثناء التخزين‪.‬‬

‫‪ )6‬المصادر الكهربائية‪ :‬تكون المصادر الكهربائية (كالمحركات والمولدات الكهربائية وأجهزة التدفئة‬
‫واإلضاءة)‪ ،‬مصد ار للحرائق إذا استخدمت بصورة خاطئة أو تعرضت ألعطال كهربائية‪ .‬ويكمن مصدر‬
‫الخطر في حدوث تالمس األسالك الكهربائية أو ارتفاع درجة ح اررة الموصالت نتيجة لكثافة العمل‪ ،‬أو‬
‫استخدام هذه المصادر الكهربائية بالقرب من المواد المشتعلة أو القابلة لالشتعال‪.‬‬

‫لهذا‪ ،‬يجب أن تكون األجهزة والتركيبات الكهربائية مطابقة لألسس الفنية والعملية ومعتمدة من جهات‬
‫الترخيص المسؤولة‪ ،‬مع ضرورة توفير التهوية المناسبة لألجهزة الكهربائية لمنع ارتفاع درجة ح اررتها‪.‬‬

‫كما تساهم الصيانة الدورية والمستمرة لهذه األجهزة‪ ،‬وتشغيلها بإشراف خبرات فنية متخصصة ومدربة في‬
‫خفض ومنع حدوث الحرائق الناجمة عن المصادر الكهربائية‪.‬‬

‫‪ )3‬االحتكاك‪ :‬يساهم االحتكاك الميكانيكي بين األجهزة في توليد ش اررة الحرائق خاصة إذا توفرت بعض‬
‫المواد القابلة لالشتعال أو السوائل القابلة لاللتهاب‪ .‬ويرجع ذلك إلى قلة الصيانة‪ .‬لهذا يجب استخدام هذه‬
‫المواد بحذر شديد أثناء مداولتها أو تصنيفها أو أثناء التخزين‪.‬‬

‫‪ )4‬توفر الوقود‪ :‬عندما يتوفر الوقود مع وجود األكسجين في الجو بدرجة ح اررة معينة تكتمل عناصر أسباب‬
‫الحريق‪ ،‬وتكون المواد الصلبة سهلة االشتعال عندما تكون على شكل ذرات أو دقائق والتي تحتاج إلى درجة‬
‫ح اررة عالية حتى تشتعل‪ ،‬أما المواد السائلة فإنها تختلف فيما بينها‪ ،‬ويحدد ذلك االختالف نقطة الوميض لكل‬
‫مادة‪ .‬وبعض هذه المواد تكون نقطة الوميض أقل من درجة الح اررة المتوفرة في الغرفة العادية مما يساعد‬
‫على سهولة اشتعالها‪.‬‬

‫‪ )5‬انفجار الغبار‪ :‬عندما تتوفر الدقائق والغبار في الجو‪ ،‬فإن حدوث حرائق يكون متوقعا إذا توفرت درجة‬
‫الح اررة المناسبة أو وجود ش اررة بالقرب من هذه الدقائق واألتربة الناتجة عن المواد الصلبة خاصة أثناء عملية‬
‫تصغير حجمها‪ .‬وتجاهل هذه الحقائق يؤدي إلى نتائج مؤلمة‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫د‪ .‬رقام ليندة‬ ‫دروس في حفظ الصحة واألمن مدعمة بأسئلة تطبيقية‬

‫ولمنع هذه االنفجارات يجب الحرص على‪:‬‬

‫‪ -‬عدم تراكم هذه الدقائق على األعمدة واألسقف ومحاولة إزالتها بين فترة وأخرى؛‬
‫‪ -‬التحكم في األجهزة التي انبعث منها الدقائق؛‬
‫‪ -‬التهوية تحد من حدوث االنفجارات خاصة إذا تم التفريغ في الهواء الطلق الذي ال يسمح بحدوثها؛‬
‫‪ -‬عدم استخدام الهواء المضغوط لطردها أو تجميعها ألنه يساعد على تشكيل سحب من هذه الدقائق مما‬
‫يجعلها أكثر خطورة؛‬
‫‪ -‬الحرص على إبعاد كل من اللهب واألدخنة وأعمال قطع المعادن أو جلخها وأعمال التلحيم‪.‬‬

‫‪ )2‬التدخين وأعواد الثقاب‪ :‬لتفادي الحرائق التي يكون التدخين ورمي أعواد الثقاب المشتعلة سببا مباشرا‪،‬‬
‫ينصح بإتباع اإلرشادات اآلتية‪:‬‬

‫‪ -‬يمنع التدخين في مناطق وجود المواد الملتهبة والقابلة لالشتعال؛‬


‫‪ -‬تحديد أماكن مخصصة للتدخين واإلرشاد إليها بإشارات خاصة؛‬
‫‪ -‬استخدام لوحات منع التدخين في أماكن الخطر؛‬
‫‪ -‬توفير صناديق وأوعية خاصة توضع فيها علب السجائر وعلب أعواد الثقاب عند مداخل المناطق الخطرة‪.‬‬

‫‪ )2‬التسخين الزائد‪ :‬عندما تتجاوز درجة الح اررة الحد المسموح به‪ ،‬فإنها تشكل مصد ار للخطورة واندالع‬
‫الحرائق والمساهمة في االنفجار‪ .‬لهذا ينصح باستخدام أجهزة التحكم األوتوماتيكية للمحافظة على درجة‬
‫الح اررة المطلوبة مع المراقبة المستمرة‪.‬‬

‫‪ )8‬المخلفات‪ :‬إن الحرص على نظافة المكان وابعاد المخلفات الورقية أو الزيوت وعدم ترك الفرصة لتراكمها‬
‫يؤدي إلى تقليل نسبة حدوث الحرائق الناجمة عنها‪ .‬ولتحقيق نظافة المكان يجب إتباع اإلرشادات اآلتية‪:‬‬

‫‪ -‬تنظيف أماكن العمل بشكل مستمر ومنسق؛‬


‫‪ -‬تجميع النفايات والمخلفات في أماكن مناسبة ومعدة لذلك وعدم السماح بتراكمها؛‬
‫‪ -‬توزيع صناديق النفايات والقمامة في جميع أنحاء المصنع وبطريقة يصعب الوصول إليها في حالة‬
‫الحرائق؛‬

‫‪86‬‬
‫د‪ .‬رقام ليندة‬ ‫دروس في حفظ الصحة واألمن مدعمة بأسئلة تطبيقية‬

‫‪ )9‬الشرر‪ :‬يساهم الشرر المتطاير من األجهزة الميكانيكية أثناء تشغيلها في حدوث الحرائق‪ ،‬لهذا يجب‬
‫مراقبة هذه األجهزة وتزييتها والتأكد من دورانها أو سهولة احتكاكها مع بعضها البعض‪ .‬وتعتبر المواقد‬
‫ومصابيح اإلضاءة والغاليات من المصادر الرئيسية لحدوث الشرر‪.‬‬

‫وعليه يمكن تصنيف نشوء الحرائق بالمؤشرات األساسية اآلتية‪:‬‬

‫أ‪ .‬مجموعة الحرائق التي تنتج عن التخطيط السيئ ألماكن العمل؛‬


‫ب‪ .‬مجموعة الحرائق التي تنتج عن أعمال التركيب ذات الكفاءة المتدنية؛‬
‫ت‪ .‬مجموعة الحرائق التي تنتج عن مخالفة القواعد التكنولوجية؛‬
‫ث‪ .‬مجموعة الحرائق التي تنتج عن العمليات اإلنتاجية السيئة؛‬
‫ج‪ .‬مجموعة الحرائق التي تنتج عن مخالفات السالمة المهنية‪.‬‬

‫‪ .4‬مخاطر الحرائق‪:‬‬
‫عديدة نذكر منها‪:‬‬

‫أ‪ .‬الخطر الشخصي‪:‬‬


‫وهي المخاطر التي تعرض حياة األفراد لإلصابات مما يتطلب توفير تدابير للنجاة عند حدوث‬
‫الحريق‪.‬‬

‫الخطر التدميري‪:‬‬
‫ويعني ما يحدث من دمار في المباني والمنشآت نتيجة للحريق‪ .‬وتختلف شدة هذا التدمير باختالف‬
‫ما يحويه المبنى نفسه من مواد قابلة لالنتشار‪ .‬فالخطر الناتج في المبنى المخصص للتخزين يكون‬
‫غير المنتظر في حالة المباني المستخدمة كمكاتب أو للسكن‪ .‬هذا باإلضافة إلى أن المباني‬
‫المخصصة لغرض معين يختلف درجة تأثير الحريق فيها نتيجة عوامل كثيرة منها نوع المواد‬
‫الموجودة بها ومدى قابليتها لالحتراق وطريقة توزيعها في داخل المبنى إلى جانب قيمتها االقتصادية‪.‬‬
‫أي أن كمية وطبيعة مكونات المبنى هي التي تتحكم في مدى خطورة الحريق واستم ارره واألثر‬
‫التدميري الذي ينتج عنه‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫د‪ .‬رقام ليندة‬ ‫دروس في حفظ الصحة واألمن مدعمة بأسئلة تطبيقية‬

‫ث) الخطر التعرضي‪:‬‬


‫وهي المخاطر التي تهدد المواقع القريبة لمكان الحريق ولذلك يطلق عليه الخطر الخارجي‪ ،‬أي ال‬
‫يشترط أن يكون هناك اتصال مباشر بين الحريق والمبنى المعرض للخطر لإلصابة بالحريق‪ .‬وتنشأ‬
‫هذه الخطورة عادة نتيجة لتعرض المواد القابلة لالحتراق‪ ،‬التي يتكون منها المبنى أو يحويها‪ ،‬لح اررة‬
‫ولهب الحريق الخارجي‪ .‬لهذا عند التخطيط إلنشاء محطة وقود من الضروري إنشاءها في منطقة‬
‫غير سكنية أو يراعى أن تكون المباني السكنية على بعد مسافة معينة‪ ،‬حيث يفترض تعرض هذه‬
‫المباني لخطر كبير في حالة ما إذا وقع حريق ما بهذه المحطة‪.‬‬

‫‪ .5‬طرق مكافحة الحرائق‪:‬‬


‫تعتمد نظرية إطفاء الحرائق على ابعاد عنصر أو أكثر من العناصر الثالثة المحدثة للحرائق‪ ،‬أي‬
‫كسر مثلث االشتعال بإزالة أحد أضالعه أو كل أضالعه‪ ،‬ولهذا تخضع عمليات اإلطفاء لثالث‬
‫وسائل هي‪:‬‬
‫أ‪ .‬تبريد الحريق‪:‬‬
‫ويقصد به تخفيض درجة ح اررة المادة المشتعلة‪ ،‬باستخدام المياه‪ .‬ويالقي الماء عند استخدامه‬
‫نوعين من التغيرات‪ ،‬حيث ترتفع درجة ح اررته إلى درجة الغليان وتحوله إلى بخار يعلو سطح‬
‫الحريق‪ ،‬ويفيد هذا في كتم النيران بتخفيض نسبة األكسجين في الهواء‪.‬‬

‫ب‪ .‬خنق الحريق‪:‬‬


‫يتم بمنع وصول األكسجين إليه كما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬غلق منافذ وفتحات التهوية بمكان الحريق حتى ال يستمر في االشتعال؛‬
‫‪ -‬تغطية المادة المشتعلة بالرغاوي الكيماوية؛‬
‫‪ -‬إحالل األكسجين ببخار الماء أو ثاني أوكسيد الكربون أو المساحيق الكيماوية الجافة أو أبخرة‬
‫الهالوجينات؛‬
‫‪ -‬يمكن إطفاء الحريق بفصل اللهب عن المادة المشتعلة وهذا عن طريق نسف مكان الحريق باستعمال‬
‫مواد ناسفة كالديناميت‪ .‬وتتبع هذه الطريقة عادة في إطفاء حرائق آبار البترول‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫د‪ .‬رقام ليندة‬ ‫دروس في حفظ الصحة واألمن مدعمة بأسئلة تطبيقية‬

‫ت) تجويع الحريق‪:‬‬


‫ويتم تجويع الحريق بالحد من كمية المواد القابلة لالشتعال بالوسائل اآلتية‪:‬‬

‫‪ -‬نقل البضائع والمواد الموجودة بمكان الحريق بعيدا عن تأثير الح اررة واللهب مثل سحب السوائل القابلة‬
‫لالشتعال من الصهاريج الموجود بها الحريق‪ ،‬أو نقل البضائع من داخل المخازن المعرضة لخطر‬
‫وح اررة الحريق‪ ،‬أو إزالة النباتات واألشجار باألراضي الزراعية لوقف انتشار الحريق؛‬
‫‪ -‬إزاحة وازالة المواد المشتعلة بعيدا عن المجاورات القابلة لالشتعال لخطر الح اررة واللهب كسحب باالت‬
‫القطن المشتعلة من داخل مكان التخزين إلى مكان آخر ال يعرض المجاورات لألخطار؛‬
‫‪ -‬غلق محابس الغازات القابلة لالشتعال؛‬
‫‪ -‬تقسيم المواد المحترقة إلى أجزاء صغيرة لتصبح مجموعة حرائق صغيرة يمكن السيطرة عليها‪ .‬مثل‬
‫الطرق على األخشاب المشتعلة لتفتيتها إلى أجزاء صغيرة أو مزج جزيئات الماء بسطح السوائل القابلة‬
‫لاللتهاب‪.‬‬

‫‪ .6‬المواد واألجهزة المستخدمة في إطفاء الحرائق‪:‬‬


‫يستخدم الماء والمواد الرغوية والمساحيق الكيماوية الجافة وكذا الغازات الخاملة وأبخرة بعض‬
‫السوائل‪ .‬ولكل نوع من الحرائق وسيط إطفائي مناسب‪ .‬وتنقسم أجهزة اإلطفاء إلى نوعين رئيسيين‬
‫هما‪:‬‬

‫أ‪ .‬أجهزة ثابتة‪ :‬وهي األجهزة الموزعة بشكل دائم ومستمر في كافة أنحاء المصنع وهي‪ :‬فوهات‬
‫الحريق‪ ،‬خراطيم المياه‪.‬‬
‫ب‪ .‬أجهزة متنقلة‪ :‬يمكن حملها بسهولة واستخدامها في أماكن متفرقة‪ .‬وهي كما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬طفايات الماء‪ :‬تستخدم إلطفاء الحرائق الصغيرة من النوع األول‪ ،‬ويجب عدم استخدامها في إطفاء‬
‫الحريق الناتج عن مصادر كهربائية‪.‬‬
‫‪ ‬الطفايات الرغوية‪ :‬تستخدم إلطفاء حرائق النوعين األول والثاني‪.‬‬
‫‪ ‬طفايات المساحيق الجافة ( الكيماوية)‪ :‬تستخدم ألغراض متعددة‪ ،‬ويمكن إزالة هذه المساحيق‬
‫بسهولة بعد إطفاء الحريق‪ .‬ويمكن استخدامها في إطفاء الحرائق الكهربائية‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫د‪ .‬رقام ليندة‬ ‫دروس في حفظ الصحة واألمن مدعمة بأسئلة تطبيقية‬

‫‪ ‬طفايات أبخرة السوائل‪ :‬ال يفضل استخدام هذا النوع ألن األبخرة الناتجة سامة وتؤثر على‬
‫مستخدميها وخاصة في األماكن المغلقة‪ ،‬إال أنها مطفأة جيدة تفيد في كل أنواع الحرائق‪.‬‬
‫‪ ‬طفايات ثاني أكسيد الكربون‪ :‬يعمل على خنق اللهب وتبريد درجة الح اررة‪ .‬وهي عبارة عن أسطوانة‬
‫من الصلب تحتوي على غاز ثاني أكسيد الكربون الذي تم ضغطه لدرجة اإلسالة‪ .‬هذه الطفايات‬
‫ضعيفة التأثير في الهواء الطلق كونها تتبدد بفعل الريح ‪.‬‬

‫‪ .7‬كاشفات الحريق‪:‬‬
‫يوجد عدة أنواع من كاشفات الحريق‪ ،‬تعمل على أسس معينة مختلفة‪ ،‬فمنها ما يعمل على اختالف‬
‫درجة الح اررة في المكان‪ ،‬ومنها ما يعمل بتأثير وجود األدخنة أو اللهب ومنها ما يعمل بالتأثيرات‬
‫اإلشعاعية المختلفة‪ .‬ومن هذه األجهزة ما يلي‪:‬‬
‫أ‪ .‬كاشفات الحريق التي تعمل بالتأثير الحراري‪.‬‬
‫ب‪ .‬كاشفات الحريق التي تعمل بالتأثير اإلشعاعي‪.‬‬
‫ت‪ .‬كاشفات الحريق التي تعمل بتأثير األدخنة‪.‬‬
‫ث‪ .‬كاشفات الحريق التي تعمل بتأثير الغازات الملتهبة‪.‬‬

‫‪ .8‬عملية اإلخالء في الحاالت الطارئة‪:‬‬


‫إن الوقاية من الحرائق ال تعني فقط مكافحتها بوسائل اإلطفاء المختلفة وانما يتعدى ذلك إلى‬
‫إخالء المكان من األفراد للمحافظة على سالمتهم والتاحة الفرصة أمام رجال اإلطفاء القيام بمهامهم‬
‫بشكل سليم‪ .‬لهذا اتباع اإلجراءات التالية يزيد من فعالية عملية اإلخالء ‪:‬‬
‫أ‪ .‬يجب تزويد جميع أماكن العمل بمخارج خاصة للخروج أثناء اإلخالء؛‬
‫ب‪ .‬يجب أن تتميز مخارج الطوارئ بالوضوح وسهولة االستعمال؛‬
‫ت‪ .‬ضرورة اإلشارة إلى أماكن تواجد مخارج الطوارئ؛‬
‫ث‪ .‬تزويد مخارج اإلخالء والساللم المستعملة أثناء العملية بجدران مقاومة للحريق؛‬
‫ج‪ .‬تدريب كافة العاملين على استخدام مخارج الطوارئ؛‬

‫‪90‬‬
‫د‪ .‬رقام ليندة‬ ‫دروس في حفظ الصحة واألمن مدعمة بأسئلة تطبيقية‬

‫ح‪ .‬القيام بخطة إخالء وهمية وبصورة دورية مع تسجيل كافة المالحظات حول عملية اإلخالء‬
‫(التدريبية) ( الفترة الزمنية المستغرقة‪ ،‬طريقة خروج األفراد واتخاذ اإلجراءات الصحيحة إذا دعت‬
‫الحاجة إلى ذلك)؛‬
‫خ‪ .‬توزيع أجهزة اإلنذار الخاصة بضرورة اإلخالء وتدريب العاملين على سماع هذه األصوات‬
‫وتمييزها عن األصوات األخرى؛‬
‫د‪ .‬اتخاذ اإلجراءات المناسبة لمساعدة المعاقين في حاالت اإلخالء‪.‬‬

‫‪ 2-8‬الصعقات الكهربائية‪:‬‬
‫تأتي الصدمة الكهربائية على رأس المخاطر التي تؤدي إلى الوفاة عموما أو إتالف أنسجة وخاليا جسم‬
‫اإلنسان‪ .‬وهناك ثالث عناصر تحدد قوة التيار وبالتالي معرفة خطورته وهي‪:‬‬

‫أ‪ .‬كمية التيار الكهربائي التي تمر في وقت معين‪ ،‬وتقاس هذه الكمية باألمبير‪ ،‬وتقاس شدة التيار بالنسبة‬
‫للجسم بالملي أمبير؛‬
‫ب‪ .‬القوة الدافعة الكهربائية‪ ،‬وحدة القياس المستخدمة الفولت؛‬
‫ت‪ .‬المقاومة الكهربائية وهي المعوقات لمرور التيار الكهربائي وتقاس باألوم‪.‬‬

‫‪ .1‬الكهرباء ومخاطرها على اإلنسان‪:‬‬


‫بالرغم من التأكيد على الوقاية من الحوادث الكهربائية إال أنه تحدث صدمات كهربائية مختلفة‬
‫يتوجب معرفة أثرها على جسم اإلنسان‪ ،‬وما يتطلبه من إسعافات أولية للمصاب‪ .‬وتتوقف خطورة‬
‫اإلصابة الناتجة عن مرور التيار الكهربائي في جسم اإلنسان على العوامل اآلتية‪:‬‬
‫‪ ‬كمية الكهرباء المارة في جسم اإلنسان‪.‬‬
‫‪ ‬نوع التيار الكهربائي‪.‬‬
‫‪ ‬ارتفاع أو انخفاض السعة الكهربائية إذا كان التيار مترددا‪.‬‬
‫‪ ‬مسار التيار الكهربائي وقرب مروره من أعضاء الجسم الحساسة كالقلب واألعصاب الرئيسية‪.‬‬
‫‪ ‬الوقت الذي يستغرقه مرور التيار الكهربائي في الجسم‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫د‪ .‬رقام ليندة‬ ‫دروس في حفظ الصحة واألمن مدعمة بأسئلة تطبيقية‬

‫وأهم المخاطر الكهربائية على اإلنسان هي الصدمة الكهربائية والتي من خاللها تحصل الوفاة عن‬
‫الصعقة الكهربائية الشديدة‪ .‬أما إذا لم تكن شديدة أو كانت فترة التعرض قصيرة فيحتمل اإلصابة‬
‫بإحدى الحاالت اآلتية‪:‬‬
‫‪ ‬االختناق الناتج عن مالمسة التيار الكهربائي لعضالت وأنسجة الصدر خاصة إذا كان التعرض لفترة‬
‫طويلة نسبيا‪.‬‬
‫‪ ‬الفشل أو العطل الجزئي لمركز األعصاب الناتج عن ضعف التنفس‪.‬‬
‫‪ ‬اضطراب بضربات القلب والتي تسبب انقباضا عضليا للبطينين‪.‬‬
‫‪ ‬توقف عمل القلب إذا تعرض لصعقة تيار شديدة‪.‬‬
‫‪ ‬حدوث نزيف وتلف لألنسجة واألعصاب والعضالت الخارجة من القلب إلى الجسم عن طريق الدورة‬
‫الدموية المعتادة‪.‬‬
‫‪ ‬حدوث حروق مختلفة الدرجات للجلد ‪.‬‬
‫‪ ‬تهتك الغشاء المغطي للعظام ‪.‬‬
‫‪ ‬انبهار العين إثر الصدمة مما ينتج عنه إصابتها بااللتهابات نتيجة قلة مقاومتها للجراثيم اثر‬
‫الصدمة‪.‬‬

‫وعموما يبقى الوقت الذي يتعرض إليه اإلنسان إلى التيار الكهربائي وشدة هذا التيار‪ ،‬هما اللذان يحددان‬
‫حجم المأساة التي قد تؤدي إلى الوفاة مباشرة إذا بلغ التيار ‪011‬ميللي أمبير‪.‬‬

‫‪ .2‬الكهرباء ومخاطرها على اإلنتاج‪:‬‬


‫إن الخطر الذي يصيب اإلنتاج جراء االستخدام الخاطئ للطاقة الكهربائية ال يقل أهمية عن‬
‫خطورته على اإلنسان‪ .‬وكما ارتفعت المخاطر على اإلنسان زادت أيضا على اإلنتاج نتيجة‬
‫االستخدام الكثيف لهذه الطاقة في مختلف قطاعات الصناعة‪ .‬وتتمثل هذه األخطار في‪:‬‬
‫أ‪ .‬حوادث الحرائق التي تسببها الكهرباء‪:‬‬
‫تتعرض لها األبنية والمستودعات‪ ،‬وتحدث الحرائق بسبب ارتفاع درجة ح اررة المولدات‬
‫الكهربائية أو حدوث تماس كهربائي بين المولدات مما يؤدي إلى ش اررة كهربائية تتسبب في‬
‫اشتعال مواد قريبة من مصدر الشرر ‪ .‬إال أن نسبة كبيرة من الحوادث كانت نتيجة قصر الدارة‬
‫الكهربائية في الموصالت نتيجة اإلهمال في الصيانة‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫د‪ .‬رقام ليندة‬ ‫دروس في حفظ الصحة واألمن مدعمة بأسئلة تطبيقية‬

‫ب‪ .‬حوادث االنفجار التي تسببها الكهرباء‪:‬‬


‫من المعروف أن نسبة عالية من االنفجارات التي تحدث في المصانع سببها الكهرباء وهذا‬
‫نتيجة االستعمال الخاطئ لألجهزة الكهربائية والتوصيالت الكهربائية‪ ،‬والتي كلها تؤدي إلى رفع‬
‫درجة الح اررة لبعض المواد لدرجة االنفجار‪ ،‬أو صدور ش اررة كهربائية من أحد هذه العناصر‪.‬‬
‫وللحد من مخاطر االنفجارات التي تسببها الكهرباء يجب التقيد بالتعليمات الخاصة بذلك‪.‬‬

‫ث) تأثير الكهرباء على بعض المواد واألجهزة‪:‬‬


‫تؤثر الكهرباء على بعض مواد التخزين نتيجة توليد الكهرباء لغاز األوزون المنطلق نتيجة حدوث الش اررة‬
‫الكهربائية في المولدات والمحركات التي تعمل بالكهرباء‪ .‬يؤثر غاز األزون على المادة المطاطية إن كانت‬
‫بقرب الش اررة مما يتسبب في حوادث غير متوقعة وخسائر مادية‪.‬‬

‫كما يؤثر الكهرباء على أجهزة القياس الدقيقة بسبب القراءات غير الصحيحة للمؤشرات المعدة لقياس‬
‫الضغط أو الح اررة أو اإلشعاع مما يسبب خط ار على الجهاز واإلنسان واإلنتاج‪.‬‬

‫‪ .3‬اإلسعافات األولية في حالة التعرض للمخاطر الكهربائية‪:‬‬


‫حياة المصاب بالصعقة الكهربائية تتوقف على عاملين هما‪:‬‬
‫أ‪ .‬الطريقة الصحيحة التي يجب إتباعها عند قطع التيار الكهربائي عن المصاب‪.‬‬
‫ب‪ .‬إتباع الطريقة الصحيحة عند القيام بالتنفس االصطناعي‪.‬‬
‫الخطوات الصحيحة التي يجب اتباعها تكون كما يلي‪:‬‬
‫أ‪ .‬يعزل المصاب عن الدائرة الكهربائية بفصل التيار الكهربائي ‪.‬‬
‫ب‪ .‬يستدعى الطبيب حاال إلى مكان الحادث‪ ،‬وال يترك المصاب لوحده نظ ار لحاجته إلى إجراء‬
‫التنفس االصطناعي‪ ،‬كما ال ينقل إلى مكان تواجد الطبيب‪.‬‬
‫ت‪ .‬تسهيل عملية التنفس بفتح مالبس المصاب إذا كان مستم ار في التنفس‪.‬‬
‫ث‪ .‬تدفئة المصاب ‪.‬‬
‫ج‪ .‬االمتناع عن إعطاء المصاب أي سوائل أو المشي وهذا حتى يستعيد وعيه تماما‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫د‪ .‬رقام ليندة‬ ‫دروس في حفظ الصحة واألمن مدعمة بأسئلة تطبيقية‬

‫ح‪ .‬إجراء تدليك لألطراف في اتجاه القلب حتى يساعد على وصول أكبر كمية من الدم إليه‬
‫لتنشيط الدورة الدموية‪.‬‬
‫خ‪ .‬إعطاء المصاب خليط من األكسجين وثاني أكسيد الفحم إما بإدخال أنبوب في القصبة‬
‫الهوائية إذا لم يستطع المصاب التنفس واذا لم يتوفر األنبوب القيام بالتنفس االصطناعي‬
‫الذي يكون بطريقتين (يدوية‪ ،‬النفخ) ‪.‬‬

‫‪ 3-8‬ضغوط العمل‬
‫يعطي مختصي المواد البشرية أهمية أكثر اليوم إلى ضغوط العمل والتعب المهني نظ ار ألثرهم السيئ على‬
‫اإلنتاجية والراحة الجسدية والعقلية للعاملين‪.‬‬

‫‪ .1‬تعريف ضغوط العمل‪:‬‬


‫يعرف ‪ Hans Selye‬والذي يعتبر " أبو ضغوط العمل" كونه أول من تناول هذا الموضوع بالدراسة‬
‫في سنوات الثالثينات‪ ،‬ورأى أن ضغوط العمل هي ردة فعل للتكيف‪ .‬فهو يؤدي إلى تعب واهتالك‬
‫للجسد‪ .‬أما اليوم فينظر لضغوط العمل كظاهرة معقدة وهو عملية كاملة لتصور وتفسير البيئة والتي‬
‫لها عالقة بقدرة االستجابة لهذه البيئة‪ .‬بمعنى يوجد ضغوط حينما يشكل محيط العمل تهديدا على‬
‫الفرد أو ينظر إليه على هذا األساس من قبل هذا الفرد‪ .‬ويتجلى هذا من خالل متطلبات كثيرة أو‬
‫عمل قليل التحفيز يمكن أن يتسببا في الضغوط ‪ .‬نتكلم أكثر فأكثر عن غياب التكيف للفرد مع‬
‫عمله‪.‬‬
‫‪ .2‬آثار ضغوط العمل‪:‬‬
‫عدة مؤشرات تستعمل لتوضيح األثر السلبي لضغوط العمل على صحة العاملين‪ .‬نذكر منها‪:‬‬
‫أ‪ .‬نوع من الضغوط تظهر حينما ال يسيطر األفراد على نوعية عملهم لكن يشعرون أنهم مسؤولين‬
‫على نجاح أو فشل هذا العمل‪.‬‬
‫ب‪ .‬التعب المهني هو سبب الضغوط التي يتعرض لها الفرد ولفترة طويلة مثل حالة تعب كبير ناتج‬
‫عن ضغوط فكرية وشعورية متواصلة ومستمرة‪.‬‬
‫ت‪ .‬تعب جسدي وعقلي وشعوري الذي يمنع العامل من القيام بعمله كما يجب‪ .‬األفراد المعرضين‬
‫لهذه الظاهرة هم أوالئك الملتزمين كثي ار في عملهم‪ .‬يعملون لفترات طويلة وبكثافة‪.‬‬
‫ث‪ .‬التعب المهني يمس كل أنواع األعمال وكل الفئات المهنية ‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫د‪ .‬رقام ليندة‬ ‫دروس في حفظ الصحة واألمن مدعمة بأسئلة تطبيقية‬

‫ج‪ .‬االكتآب والقلق والحساسية ومشاكل النوم هي كلها تعبر عن ضغوط العمل ‪.‬‬
‫ح‪ .‬أثر الضغوط على الناحية النفسية للعامل تنتج عنها أمراض القلب وقرحة المعدة وارتفاع ضغط‬
‫الدم‪.‬‬

‫لكن السؤال المطروح هنا هل ضغوط العمل تعوض من قبل التأمينات االجتماعية؟ في الدول‬
‫المتطورة عدد الذين يستفيدون من تعويضات نتيجة هذا النوع من المرض يزداد يوما بعد يوم‪.‬‬

‫وعموما يرى أرباب العمل أن سبب ضغوط العمل هم العاملون أنفسهم (تفسير تقليدي) وشخصيتهم‬
‫الضعيفة أو أسباب أخرى مرتبطة بهم‪ .‬في حين ترى النقابات ترى العكس‪ ،‬فبالنسبة لها هذا راجع‬
‫للظروف النفسية والشعورية السائدة في محيط العمل‪ .‬أما الباحثين المهتمين بدراسة ضغوط العمل‬
‫فيحاولون إيجاد إيجابة لهذه الظاهرة التي تمس بصحة وسالمة العاملين في المؤسسات‪.‬‬

‫‪.3‬طرق معالجة ضغوط العمل‪:‬‬


‫من الطرق التي ينصح بها لمعالجة ضغوط العمل ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬بناء عالقات طيبة وتعاونية مع الزمالء ‪.‬‬
‫‪ ‬بناء عالقة فعالة ومتعاونة مع الرئيس المباشر‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة فهم المرؤوس لمشكالت الرئيس ومساعدته على فهم مشكالته‪.‬‬
‫‪ ‬أخذ وقت لالسترخاء واالنفراد ‪.‬‬
‫‪ ‬القيام بنزهة في مكان العمل حتى ينتعش الجسد وينشط‪.‬‬
‫‪ ‬السماح للعاملين بالتحدث بحرية مع بعضهم البعض فيما يخص شؤون العمل‪.‬‬
‫‪ ‬خفض النزاعات الشخصية في العمل‪.‬‬
‫‪ ‬االتصال المفتوح بين اإلدارة والعاملين‪.‬‬
‫‪ ‬دعم جهود العاملين بالسؤال عن أحولهم‪.‬‬
‫‪ ‬توفير اإلجازات الشخصية واإلجازات العامة‪.‬‬
‫‪ ‬الحفاظ على مستويات المنافع الوظيفية ألن المنافع والمزايا المنخفضة تؤدي إلى التوتر‪.‬‬
‫‪ ‬خفض حجم الروتين الحكومي للموظفين‪.‬‬
‫‪ ‬إدراك وفهم ومكافأة العاملين على انجازاتهم ومساهماتهم‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫د‪ .‬رقام ليندة‬ ‫دروس في حفظ الصحة واألمن مدعمة بأسئلة تطبيقية‬

‫‪ ‬ضمان المالئمة الوظيفية‪ ،‬ألن قد تحدث الضغوط نتيجة عدم مالئمة العمال مع وظائفهم‪ ،‬وتحكم‬
‫العاملين والسيطرة على وظائفهم قد يقلل من تأثيرات ضغوط العمل‪.‬‬
‫‪ ‬تزويد العاملين ببرامج المساعدة في النصح والمشورة المهنية‪.‬‬
‫االحتراق النفسي ‪: Burnout‬‬

‫وهو ظاهرة مرتبطة بضغوط العمل‪ ،‬ويعرف على أنه االستنزاف الكلي للموارد الجسدية والعقلية التي‬
‫يحدثها الصراع من أجل الوصول لهدف غير واقعي مرتبط بالعمل‪(.‬جاري دسلر؛ ‪ 6113‬؛ ص‪. )553‬‬
‫ومن عالمات االحتراق النفسي ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬يكون العامل غير قادر على االسترخاء‪.‬‬
‫‪ ‬يتعرف العامل على أنشطته ويؤديها حتى وان كان غير مطالب بها حاليا‪.‬‬
‫‪ ‬ال يريد العامل التعرف على آراء اآلخرين في أعمال قام بها بجد‪.‬‬
‫‪ ‬يصنف العامل نفسه على أنه مدمن عمل ‪.‬‬

‫من أجل زيادة المعرفة ‪ :‬إليك عزيزي الطالب نموذج من قائمة أسئلة تطرح على المسؤول في‬
‫المؤسسة للتأكد من اتخاذه اإلجراءات الوقائية الالزمة لحماية وحفظ صحة وأمن العاملين في‬
‫وظائفهم‪:‬‬
‫نموذج عن قائمة الفحص الذاتي للصحة واألمن المهني‬

‫ال‬ ‫نعم‬ ‫نظام األمن‬


‫هل جميع ملصقات األمان واضحة ويراها جميع العاملين بالمؤسسة؟‬
‫هل لديك علم بضرورة التقرير عن أية حوادث خطيرة أو حاالت وفاة في‬
‫مكان العمل؟‬
‫هل تحتفظ المؤسسة بسجالت لحاالت المرض واإلصابة ‪،‬‬
‫هل أنت على علم بضرورة إرسال نسخة من سجالت المرض والحوادث‬
‫إلى اإلدارة؟‬
‫هل اتخذت إجراء فعلي نحو الحفاظ على صحة وأمن العاملين؟‬
‫هل سمحت لألفراد بالمشاركة في أنشطة حفظ الصحة واألمن؟‬
‫هل تلتزم لجنة حفظ الصحة واألمن بالنواحي القانونية عند تسجيلها‬
‫للحوادث واإلصابات؟‬

‫‪96‬‬
‫د‪ .‬رقام ليندة‬ ‫دروس في حفظ الصحة واألمن مدعمة بأسئلة تطبيقية‬

‫هل قمت ببعض البرامج التكوينية التي تهدف إلى تنمية معارف العاملين‬
‫حول التعامل مع قضايا الصحة واألمن الوظيفي؟‬
‫هل يحتاج الفرد ألنشطة الصحة واألمن الوظيفي؟‬
‫هل يعلم العاملون بما يجب القيام به في حالة الطوارئ؟‬
‫هل أعلنت عن أرقام هواتف الطوارئ؟‬
‫هل اتخذت إجراء ما بصدد التعامل مع شكاوى العاملين بخصوص‬
‫قضايا الصحة واألمن ؟‬
‫ال‬ ‫نعم‬ ‫األمن والسالمة داخل مكان العمل‬
‫هل جميع العاملين لديك على علم بمتطلبات الكود الكهربائي للدولة؟‬
‫هل تتوافق أعمالك مع الكهربائية مع متطلبات الكود الكهربائي للدولة؟‬
‫هل جميع الوصالت الكهربائية قوية وال تتدلى على المسامير أو‬
‫الخطاطيف؟‬
‫هل جميع التوصيالت الكهربائية محكمة ومثبتة بإحكام بمصدر التيار؟‬
‫هل ال يوجد دليل على إمكانية حدوث تقاطع بين األحبال الكهربائية؟‬
‫هل جميع األحبال المطاطة بعيدة عن الشحم والزيت والمواد الكيمائية؟‬
‫هل تم تغطية الكابل المعدني جيدا؟‬
‫هل جميع التوصيالت األرضية نظيفة ومحكمة؟‬
‫هل تم شراء الدوائر الكهربائية والفيوزات من أفضل األنواع؟‬
‫هل جميع الفيوزات خالية من استخدام األجسام المعدنية؟‬
‫هل تبرز مفاتيح التشغيل أية مؤشرات عن ارتفاع درجة الح اررة؟‬
‫هل وضعت لوح مفاتيح التشغيل في لوحة نظيفة ومغلقة بإحكام؟‬
‫هل يوضح كل مفتاح الهدف منه؟‬
‫هل تستخدم محركات نظيفة وبعيدة عن مصادر التشحم والزيوت؟‬
‫هل تجرى صيانة دورية للمحركات ؟‬
‫هل تستخدم وسائل الحماية أثناء استخدام وسائل اإلضاءة؟‬
‫هل تحتفظ اللمبات الكهربائية بعيدة عن المواد القابلة لالشتعال؟‬
‫هل تجري صيانة دورية لنظامك الكهربائي من قبل متخصصين‬
‫بالمؤسسة الكهربائية الوطنية؟‬

‫‪97‬‬
‫د‪ .‬رقام ليندة‬ ‫دروس في حفظ الصحة واألمن مدعمة بأسئلة تطبيقية‬

‫الخالصة‪:‬‬

‫نظام حفظ الصحة واألمن من األنظمة الهامة في المؤسسة كونه له عالقة بجودة محيط العمل كما يعبر‬
‫عن المسؤولية االجتماعية التي تتحملها المؤسسة‪ ،‬وهذا من خالل توفير وسائل ورسم استراتجيات وسياسات‬
‫للمحافظة على المورد البشري مصدر القيمة والتفوق فيها‪ .‬فتعرض هذا األخير لمخاطر في عمله يسبب‬
‫للمؤسسة تكاليف سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة تجلعها تدخل ومن خالل مسؤول هذه الوظيفة في‬
‫عالقات وحسابات مع هيئات وطنية‪ ،‬التي تفرض عليها وباسم القوانين والتشريعات ضرورة الحفاظ على‬
‫الصحة الجسدية والنفسية واالجتماعية لهذا المورد‪.‬‬

‫‪98‬‬
‫د‪ .‬رقام ليندة‬ ‫دروس في حفظ الصحة واألمن مدعمة بأسئلة تطبيقية‬

‫قائمة المراجع ‪:‬‬


‫قائمة المراجع باللغة العربية‪:‬‬
‫‪ .0‬ابراهيم علي عبد ربه (‪ :)0988‬مبادئ التأمين التجاري واالجتماعي؛ دار النهضة‬
‫العربية للطباعة؛ بيروت ‪.‬‬
‫‪ .6‬بلعروسي أحمد تيجاني (‪ :)6112‬قانون الضمان االجتماعي؛ دار هومة للطباعة‬
‫والنشر الجزائر‪.‬‬
‫‪ .3‬جاري دسلر( ‪ :)6113‬إدارة الموارد البشرية؛ دار المريخ ؛ الرياض‪.‬‬
‫‪ .4‬حمدي ياسين وآخرون (‪ :)0999‬علم النفس الصناعي والتنظيمي بين النظرية والتطبيق؛‬
‫دار الكتاب الحديث ‪.‬‬
‫‪ .5‬حسان زيدان العمايرة (‪ :)6105‬أنظمة اإليزو في السالمة والبيئة ؛ دار الكتاب‬
‫لجامعي؛ اإلمارات المتحدة‪.‬‬
‫‪ .2‬سعاد ناتف برنوطي (‪ :)6112‬إدارة الموارد البشري؛ دار وائل للطباعة والنشر والتوزيع‪،‬‬
‫األردن‪.‬‬
‫‪ .2‬عتيقة حرايرية (‪ :)6102‬الصحة والسالمة المهنية في الجزائر من التشريع إلى التثقيف؛‬
‫مجلة اآلداب والعلوم االجتماعية؛ العدد ‪.12/02‬‬
‫‪ .8‬قتيبة أحمد الطراونة ( ‪ :)6102‬أهمية األمن والسالمة للحد من إصابة العمل في‬
‫المنشآت الصناعية؛ مجلة بحوث التربية النوعية؛ في ‪. journals.ekb.eg‬‬
‫‪ .9‬قانون العمل (‪)6161-6109‬؛ دار بلقيس ‪ ،‬دار البيضاء الجزائر‪.‬‬
‫محمود ذيب العقايلة(‪ :)6116‬اإلدارة الحديثة للسالمة المهنية؛ دار صفاء للنشر‬ ‫‪.01‬‬
‫والتوزيع؛ عمان؛‬
‫محمد عبد السميع علي(‪ :)0923‬األمن الصناعي‪ ،‬عرض تحليلي لمفهومه‬ ‫‪.00‬‬
‫ونشاطه؛ مطبعة القاهرة ‪.‬‬
‫محمد عبد المتولي (‪ :)0984‬علم االجتماع في ميدان العمل الصناعي؛ الدار‬ ‫‪.06‬‬
‫العربية للكتاب؛ طرابلس ‪.‬‬
‫مصطفى يوسف كافي ( ‪ :)6103‬إدارة أنظمة األمن والسالمة المهنية والصحية؛‬ ‫‪.03‬‬
‫مكتبة المجتمع العربي للنشر والتوزيع؛ عمان ‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫ رقام ليندة‬.‫د‬ ‫دروس في حفظ الصحة واألمن مدعمة بأسئلة تطبيقية‬

‫ علم االجتماع الطبي " المفهوم والمجاالت"؛ دار‬:)6113 ( ‫نادية محمد السيد عمر‬ .04
. ‫المعرفة الجامعية ؛ اإلسكندرية‬

:‫المراجع بالغة األجنبية‬


1. British Standards BSI( 2008) : Systéme de management de la santé et de sécurité
au travail ; 3e tirage 2008 ; Norme OHSAS18001.
2. Citeau JP(2000) : Gestion des ressources humaines , principes généraux et
cas pratiques ; Ed° Armand Colin ; paris.

3. Dolan SH L et Saba T et Autres(2002): La gestion des ressources humaines: Tendances,


enjeux et pratiques actuelles; Ed° Pearson Education.

4. Dayan A et autres (2000) : Manuel de gestion ; Volime2 ; Ed°Ellipses ;


paris .
5. Gillet-Goinard F et Monar CH ( 2010) : La boite à outils en santé – sécurité
environnement ; Ed° DUNOD ; Paris.
6. Peretti JM (1995) : Ressources humaines ; Ed° Vuibert ; paris
7.Petit et Bélanger et Autres (1995) : Gestion stratégique et opérationnelle des
Ressources humaines ; Ed° Gaetan Morin ; Canada.
8. Romelaer P ( 1993) : Gestion des Ressources humaines ; Ed° ARMAND
COLIN ; Paris.
9. Sekiou L et Blondin et Autres ( 1993) : Gestion des Ressources humaines ;
Ed° De Boeck Université.canada.
10. Seriak L (1998) : L’organisation de la sécurité dans l’entreprise, tout ce
qu’il faut savoir ; Ed° ENAG ; Alger.

‫االيزو‬-‫شهادات‬-‫ أنواع‬www.arab-academy.com/ .0
www.belge.com/ar/belgelendirme/sistem/iso-4500 .2
/‫نظام إدارة السالمة والصحة املهنية ايز‬/-www.iso-tec.com .3

100
‫د‪ .‬رقام ليندة‬ ‫دروس في حفظ الصحة واألمن مدعمة بأسئلة تطبيقية‬

‫فهرس المـحتـــــــــويــــــــات‬

‫الصفحـــــــــة‬ ‫المحتـويـات‬
‫‪1‬‬ ‫مقـــــدمــــة‬
‫‪7‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬ماهية حفظ الصحة واألمن‬
‫‪8‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪8‬‬ ‫تعريف حفظ الصحة واألمن‬ ‫‪0-0‬‬
‫‪9‬‬ ‫خصائص حفظ الصحة واألمن‬ ‫‪6-0‬‬
‫‪9‬‬ ‫أهمية حفظ الصحة واألمن‬ ‫‪3-0‬‬
‫‪01‬‬ ‫‪ 4-0‬أهداف حفظ الصحة واألمن‬
‫‪01‬‬ ‫‪ 5-0‬عالقة حفظ الصحة واألمن ببعض أنشطة إدارة الموارد البشرية‬
‫‪06‬‬ ‫‪ 2-0‬مكانة حفظ الصحة واألمن في التشريع الجزائري‬
‫‪12‬‬ ‫اختبر معارفك‬
‫‪13‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬ظروف العمل والمخاطر المهنية‬
‫‪04‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪04‬‬ ‫‪ 0-6‬ماهية ظروف العمل‬
‫‪02‬‬ ‫‪ 6-6‬تعريف المخاطر المهنية‬
‫‪02‬‬ ‫‪ 0-6-6‬حوادث العمل‬
‫‪64‬‬ ‫‪ 6-6-6‬األمراض المهنية‬
‫‪33‬‬ ‫اختبر معارفك‬
‫‪31‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬تكاليف المخاطر المهنية‬
‫‪36‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪36‬‬ ‫‪ 0-3‬التكاليف المباشرة‬
‫‪33‬‬ ‫‪ 6-3‬التكاليف غير المباشرة‬
‫‪32‬‬ ‫‪ 3-3‬التكاليف التي يتحملها العامل‬
‫‪32‬‬ ‫‪ 4-3‬قياس معدل تكرار اإلصابات وشدة خطورتها‬
‫‪37‬‬ ‫اختبر معارفك‬
‫‪38‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬المخاطر المهنية ونظام األمن‬
‫‪39‬‬ ‫تمهيد‬

‫‪101‬‬
‫د‪ .‬رقام ليندة‬ ‫دروس في حفظ الصحة واألمن مدعمة بأسئلة تطبيقية‬

‫‪39‬‬ ‫‪ 0-4‬تعريف نظام األمن ومكوناته‬


‫‪40‬‬ ‫‪ 6-4‬وسائل نظام األمن‬
‫‪44‬‬ ‫‪ 3-4‬األسس التنظيمية لنظام األمن‬
‫‪42‬‬ ‫‪ 4-4‬شروط نجاح نظام األمن الشامل‬
‫‪47‬‬ ‫اختبر معارفك‬
‫‪44‬‬ ‫الفصل الخامس‪ :‬تسيير وظيفة األمن في المؤسسة‬
‫‪51‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪51‬‬ ‫‪ 0-5‬قسم الصحة واألمن‬
‫‪56‬‬ ‫‪ 6-5‬مشرف الصحة واألمن‬
‫‪53‬‬ ‫‪ 3-5‬لجنة الصحة واألمن‬
‫‪52‬‬ ‫‪ 4-5‬مسؤولية العامل‬
‫‪52‬‬ ‫‪ 5-5‬مسؤولية النقابة والدولة فيحفظ الصحة واألمن‬
‫‪52‬‬ ‫‪ 2-5‬سياسات الوقاية من المخاطر المهنية‬
‫‪58‬‬ ‫‪ 2-5‬استراتيجيات الوقاية من المخاطر المهنية‬
‫‪61‬‬ ‫اختبر معارفك‬
‫‪62‬‬ ‫الفصل السادس‪ :‬نظام اإليزو وحفظ الصحة واألمن‬
‫‪23‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪23‬‬ ‫‪ 0-2‬تعريف شهادة اإليزو وأهمية الحصول عليها‬
‫‪22‬‬ ‫‪ 6-2‬تعريف نظام إدارة الصحة واألمن المهني وأهميته وأهدافه‬
‫‪28‬‬ ‫‪ 3-2‬المواصفات القياسية ل ‪ISO 45001‬‬
‫‪73‬‬ ‫اختبر معارفك‬
‫‪71‬‬ ‫الفصل السابع‪ :‬الهيئات الوطنية والدولية لحفظ الصحة واألمن‬
‫‪26‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪26‬‬ ‫‪ 0-2‬طب العمل‬
‫‪24‬‬ ‫‪ 6-2‬مفتشية العمل‬
‫‪22‬‬ ‫‪ 3-2‬الضمان االجتماعي‬
‫‪28‬‬ ‫‪ 4-2‬المجلس الوطني للوقاية الصحية واألمن‬
‫‪81‬‬ ‫‪ 5-2‬المنظمة الدولية للعمل‬
‫‪81‬‬ ‫اختبر معارفك‬

‫‪102‬‬
‫د‪ .‬رقام ليندة‬ ‫دروس في حفظ الصحة واألمن مدعمة بأسئلة تطبيقية‬

‫‪82‬‬ ‫الفصل الثامن‪ :‬أنواع المخاطر المهنية‪ :‬الحرائق‪ ،‬الصعقات الكهربائية‪ ،‬ضغوط‬
‫العمل‬
‫‪83‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪83‬‬ ‫‪ 0-8‬الحرائق ومعالجتها‬
‫‪90‬‬ ‫‪ 6-8‬الصعقات الكهربائية‬
‫‪94‬‬ ‫‪ 3-8‬ضغوط العمل‬
‫‪46‬‬ ‫للمزيد من المعرفة‪ :‬نموذج قائمة فحص الصحة واألمن‬
‫‪98‬‬ ‫الخالصة‬
‫‪133‬‬ ‫قائمة المراجع‬

‫‪103‬‬

You might also like