You are on page 1of 54

‫الجمهوریة الجزائریة الدیمقراطیة الشعبیة وزارة التعلیم والبحث‬

‫العلمي‬
‫جامعة محمد بوضیاف بالمسیلة‬
‫کلیة العلوم اإلنسانیة واالجتماعیة‬
‫قسم علم النفس‬

‫محاضرات مقیاس مدخل لعلم النفس‬


‫التنظیمي‬

‫لطلبة السنة الثانية نظام ‪ LMD‬شعبة علم النفس‬


‫إعداد الدكتور‪/‬‬
‫مجاهدي الطاهر‬
‫الموسم الجامعي ‪ 2013/2014:‬و ‪ 2014/2015‬و ‪2015/2016‬‬

‫فهرس الموضوعات‬
‫مقدمة ‪01............................................................................. ..................................................................................... .....................‬‬

‫‪ -1‬نشأة علم النفس العمل و التنظیم ‪03................................................................................................‬‬


‫تقدم علم النفس العمل التنظیم‪09 ..........................‬‬ ‫‪ -2‬العوامل التي أسهمت‬
‫علم النفس العمل والتنظیم ‪12..................................‬‬ ‫‪ -3‬أهم المفاهیم األساسیة‬
‫حیاة اإلنسان ‪15 ...................................................... ......................................... ............‬‬ ‫‪ -4‬أهمیة العمل‬
‫‪ -5‬تعاریف علم النفس العمل و التنظیم‪17 .................................................................. ............‬‬
‫‪ -6‬أهداف و أهمیة علم النفس العمل والتنظیم‪20....................................................................‬‬
‫‪...................................................‬‬ ‫‪ -7‬موضوعات و مجاالت علم النفس العمل و التنظیم‬ ‫‪24‬‬
‫‪ -8‬مشکالت علم النفس العمل و التنظیم‪26 .....................................................................................‬‬
‫‪ -9‬علم النفس العمل والتنظیم علما أو ممارسة‪28......................................................................‬‬
‫‪ -10‬عالقة علم النفس العمل والتنظیم بفروع علم النفس األخرى‪29.....................‬‬
‫علم النفس العمل والتنظیم‪ 30...................................................‬خاتمة‬ ‫المدارس الفکریة‬ ‫‪-11‬‬
‫‪69........................................................................................................................................................................................‬‬

‫‪....................................................................................................................................................................‬‬ ‫المراجع‬ ‫قائمة‬

‫‪71‬‬
‫مقدمة‬

‫یحت ل علم النفس مكان ة ب ارزة بین مختل ف العل وم ویحظى باھتم ام معظم فئ ات‬
‫المجتمع حتى أصبح یطلق علیھ الیوم "علم المھمات الصعبة" وق د امت د لیش مل می ادین‬
‫الحیاة كافة بحكم مجاالتھ المتعددة التي تدرس أنماط سلوك اإلنسان في البیت ‪،‬المدرسة‪،‬‬
‫الشارع‪ ،‬المصنع والمتجر‪ ،‬واستناده إلى القوانین والمبادئ األساسیة ال تي تحكم الس لوك‬
‫اإلنساني وتنظیمھ واستعانتھ بالمنھج العلمي التجریبي وأدوات القی اس المتقن ة ك ل ذل ك‬
‫في إطار فھم الظاھرة النفسیة والتنبؤ بھا والسیطرة علیھا والتوجیھ فیھا‪.‬‬
‫ل ذلك تع ددت ف روعھ وتش عبت مج االتھ واختصاص اتھ تبع ا لتع دد المواض یع‬
‫والمشاكل القائمة في المجتمع وب النظر لتع دد المواق ف یمكن أن ی درس من خاللھ ا علم‬
‫النفس سلوك الكائن الحي سواء كان إنسانا أم حیوانا‪ ،‬صغیرا أو كب یرا‪ ،‬الس لوك فطری ا‬
‫أو مكتس با‪ ،‬فردی ا أو اجتماعی ا‪ ،‬س لیما أو مرض یا‪ ،‬س ویا أو ش اذا‪ ،‬ظاھری ا أو‬
‫باطنیا ‪،‬شعوریا أو ال شعوریا‪ ،‬فان ھذا العلم ق د ف رض على المختص ین أن یقس موا علم‬
‫النفس إلى مجاالت أو میادین یختص كل منھا بقطاع محدد من السلوك‪.‬‬
‫وتنقس م ف روع علم النفس إلى ن وعین األول نظ ري‪ Theoritical‬والث اني تط بیقي‬
‫‪ Applied‬حیث یحدد األول األسس التي تفسر السلوك بینم ا یس تخدم الن وع الث اني م ا‬
‫انتھت إلیھ الف روع النظری ة س واء في الموض وع أو المنھج قص د ح ل مش اكل واقعی ة‬
‫تخص الفرد والمجتمع‪.‬‬
‫فالفروع النظریة (البحتة) تستھدف لزیادة المعرفة السیكولوجیة عن طریق الكشف‬
‫عن الحقائق األساسیة واألسس النظریة للسلوك بجوانبھ المتعددة‪ ،‬كم ا تختص باكتش اف‬
‫القوانین واألسس التي تحكم س لوك الك ائن الحي والتوص ل إلى المب ادئ ال تي یمكن من‬
‫خاللھ ا تفس یر الس لوك‪ .‬وتش مل الف روع النظری ة إض افة لعلم النفس الع ام‪ ،‬علم نفس‬
‫الحی وان‪ ،‬علم النفس االجتم اعي‪ ،‬علم النفس الف ارق‪ ،‬علم النفس التكوی ني وعلم نفس‬
‫الشخصیة وعلم نفس الش واذ وعلم النفس الف یزیولوجي وغیرھا‪ .‬أم ا الف روع التطبیقی ة‬
‫(العلمی ة) فتھ دف إلى تحقی ق أغ راض علمی ة تطبیقی ة عن طری ق إخض اع النظری ات‬
‫واألسس والحقائق التي توصلت إلیھا الفروع النظریة واستثمارھا في حل المشاكل ال تي‬
‫تواجھ األفراد والمجتمع‪ .‬فھي فروع تطبق القوانین والمبادئ ال تي یتوص ل إلیھ ا علم اء‬
‫النفس والمختصین بالدراس ات اإلنس انیة لتحس ین نوعی ة الحی اة وترجمتھ ا إلى مواق ف‬
‫علمی ة كم ا ھو الح ال بالنس بة للعالج النفس ي والكش ف عن الجریم ة وتع دیل الس لوك‬
‫وزیادة اإلنتاجیة‪( .‬بدیع محمود قاسم ‪ ،2001،‬ص ‪)20- 19‬‬
‫ویأتي علم النفس العمل والتنظیم في مقدم ة الف روع التطبیقی ة في علم النفس ال ذي‬
‫ساعد كثیرا في تحدید المنظمات الوظیفیة‪ ،‬وف رض التق دم وال رقي في العم ل بم ا یتف ق‬
‫وق درات العم ال وتحقی ق عالق ات عم ل ودی ة ومس تمرة‪ ،‬إض افة إلى التوص ل لفھم‬
‫عمیقلدوافع العمال وحاجاتھم وأنم اط س لوكھم وذل ك في إط ار تس ییر س بل إش باع ھذه‬
‫الدوافع والحاجات والتغلب على المشاكل التي تواجھھا‪.‬‬
‫إن تط ور الفك ر اإلداري خالل س نوات طویل ة من الممارس ات في المؤسس ات‬
‫والمنظمات المختلفة وكذلك أسھمت دراسات و بحوث ع دد من المفك رین و العلم اء في‬
‫إث راء المعرف ة اإلداری ة ووض ع نم اذج و نظری ات و مب ادئ تفس یر اإلدارة كظ اھرة‬
‫اجتماعیة وأثناء ھذا التطور اتس م الفك ر اإلداري بس یمات م یزت ك ل مرحل ة من حیث‬
‫المداخل و االتجاھات التي وجھ إلیھا ھؤالء العلماء اھتماماتھم وھو ما نتج عنھ أكثر من‬
‫رافد فكري‪ ،‬وتتمثل في أكثر من مدرسة من مدارس اإلدارة ولكل مدرسة نظریاتھا التي‬
‫أثرت على الفكر اإلداري و الزالت تحظى حتى وقتنا ھذا باھتمام الباحثین والدارسین و‬
‫الممارسین لإلدارة لما تقدمھ ھذه النظریات من مفاھیم ومبادئ وقواعد وأسالیب منظم ة‬
‫لألنشطة واألعمال الھادفة ‪.‬‬

‫‪ -1‬نشأة علم النفس العمل و التنظیم ‪:‬‬


‫أح دثت الث ورة الص ناعیة (‪ )1830-1760‬انقالب ا عظیم ا في حی اة الن اس وط رق‬
‫معیشتھم وج وھر نش اطھم وأس الیب عملھم‪ ،‬فبع د أن ك ان اإلنت اج الص ناعي یتم داخ ل‬
‫ال بیوت ویش ترك فیھ أعض اء العائل ة مع ا‪ ،‬أص بح في معظمھ ینتج داخ ل مص انع و‬
‫مؤسسات متخصصة ‪ ،‬و ك ان نتیج ة ھذه الث ورة ب روز مش كالت ال حص ر لھ ا داخ ل‬
‫المؤسسات الصناعیة ‪ ،‬منھا ما یتعل ق باإلنت اج و بتس ویقھ و منھ ا م ا یتعل ق بالعم ال و‬
‫ظروف العمل الطبیعیة و النفسیة و االجتماعیة ‪ ،‬و نظرا لكون الثورة الص ناعیة أث رت‬
‫على حی اة الن اس و المجتمع ات فق د تس ابقت مختل ف العل وم واالختصاص ات لخدم ة‬
‫الصناعة و اإلنتاج و العمال ( العایب رابح ‪ ،2006 ،‬ص ‪)10‬‬

‫وقد كان لعلم النفس خالل الربع األخیر من القرن التاسع عش ر الفض ل في‬
‫االھتمام بالجوانب النفسیة إال انھ لم یستطع أن یدخل مج ال الص ناعة ومنظم ات العم ل‬
‫مقدما لھما ما یستطیع من إسھام إال من خالل‪:‬‬
‫ولیم فندت ‪ :‬و ھو مؤسس علم النفس التجریبي و أول من افتتح معم ل لعلم النفس‬
‫في الع الم كلھ في جامع ة لی بزج بألمانی ا س نة ‪ 1879‬حیث أت اح ھذا دراس ة الس لوك‬
‫اإلنساني دراس ة تجریبی ة ملموس ة النت ائج‪ ،‬وبع د انتش ار معام ل علم النفس في الع الم‪،‬‬
‫وش یوع الدراس ة التجریبی ة للس لوك اإلنس اني أمكن لعلم النفس أن ی دخل بدراس اتھ‬
‫وتطبیقاتھ المباشرة إلى مجال الصناعة واإلنتاج مع أوائل القرن‪( .‬فرج عبد القادر طھ ‪،‬‬
‫‪ ،1988‬ص‪)20‬‬
‫فك ان یھتم في مخ بره ببعض األجھ زة واألدوات ال تي تقیس بعض‬
‫الوظائفالفیزیولوجی ة والس یكولوجیة‪ ،‬واھتم ببح وث اإلحس اس واإلدراك وق ام بدراس ة‬
‫اإلبص ار والس مع وزمن الرج ع وزمن الرج ع البص ري وزمن الرج ع التمی یزي‬
‫كاالستجابة لضوء معین دون غیره‪ .‬وق د س اعد إنش اء ھذا المعم ل على تق دیم خ دمات‬
‫التوجیھ واالختیار والتكیف المھني وإس ناده إلى أس س موض وعیة وتجریبی ة واس تثمار‬
‫أدوات القیاس النفسي فیھا‪ .‬ثم انتشرت المخابر في بالد عدی دة وأج ریت تج ارب ك انت‬
‫لھا تطبیقات واسعة في مجاالت علم النفس الصناعي استفاد منھا استفادة كبیرة‪( .‬الع ایب‬
‫رابح ‪ ،2006،‬ص ‪. )11‬‬

‫ھوجو منستربرج ‪ : Hugo Munsterberg‬و ھو احد تالمیذ ف ونت ‪ ،‬و ك انت‬


‫البدایة الحقیقیة لعلم النفس الص ناعي راجع ة إلیھ ‪ ،‬و ق د نش ر ع ام ‪ 1913‬كت اب ( علم‬
‫النفس و الكفای ة اإلنتاجی ة ‪ Psychology and Industrial Efficiencey‬و ال ذي یص فھ‬
‫ملتزر ‪ Maltzrt 1978‬بم دخل علم النفس التط بیقي في الص ناعة ‪ ،‬مم ا یؤی د العالق ة‬
‫الوثیقة بین نشأة معمل علم النفس و تأثیره المباشر في تطبیقاتھ و دخولھ مجال الصناعة‬
‫و العمل ‪ ،‬حیث كان مھتما بدراسة اإلنس ان في می دان العم ل و برف ع الكفای ة اإلنتاجی ة‬
‫لدى العاملین في العمل‪( .‬عوید سلطان المشعان ‪ ، 1994 ،‬ص‪)22‬‬

‫فردریك تایلور ‪ : Fredrick Taylor‬یعتبر المھندس األمریكي فردریك تایلور‬


‫أول من بدأ باستخدام المبادئ العلمیة لدراسة سلوك العمل من اجل زیادة إنتاجیة العامل‬
‫و كفاءتھ بالرغم من انھ لم یكن أخصائیا نفسیا ‪،‬فكان یساوره ش عور ق وي باس تمرار أن‬
‫ھناك طریقة واح دة نموذجی ة ألداء ك ل مھن ة ‪ ،‬و اعتق د أن بإمك انھ تص میم أو تط ویر‬
‫أسرع و أكف ا طریق ة ألداء أي واجب باس تخدام األس لوب العلمي لتحلی ل الوظ ائف إلى‬
‫حركات أو أجزاء أو عناص ر یمكن قیاس ھا م ع تس جیل ال وقت الالزم ألداء ك ل حرك ة‬
‫على حدة ‪.‬‬
‫وكان نجاح تایلور باھرا في تطبیقھ ألسالیبھ التي أصبحت معروفة باس م دراس ات‬
‫الحركة و الزمن ‪ Time –and-motion studies‬التي تھدف إلى تطویر أسالیب أكثر كفاءة‬
‫ألداء الواجبات عن طریق تحلیل و تصنیف واجب ات العم ل إلى الحرك ات التفص یلیة و‬
‫معرفة مقدار الوقت الذي یستغرقھ أداء كل واجب أو حركة على ح دة ‪ ،‬فكث یرا م ا أدت‬
‫ھذه األسالیب إلى مض اعفة إنتاجی ة العم ل م رتین أو ثالث م رات أو أرب ع م رات ‪ ،‬و‬
‫اكتسب أسلوب تایلور في تطبیق المبادئ من اجل زیادة إنتاجیة العمل كفاءتھ – ت دریجیا‬
‫– اسم اإلدارة العلمیة‪ ،‬لكن تایلور أضاف إلى أسلوبھ ( دراسة الحركة و الزمن ) مبادئ‬
‫أخرى مھمة مثل‪ :‬ضرورة اختیار الع املین على أس اس ق دراتھم ‪،‬و ض رورة اس تخدام‬
‫أدوات عمل مناسبة‪.‬‬
‫ویلخص تایلور مبادئ اإلدارة العلمیة من وجھة نظره على النحو التالي ‪:‬‬
‫‪ - 1‬ضرورة دراسة الوظائف بطریقة علمیة من اجل الوصول إلى األسلوب األفضل‬
‫في تنفیذ أو أداء كل واجب‪.‬‬
‫‪ - 2‬التأكید على ضرورة أن تكون قدرات الفرد و مھاراتھ مناسبة لطبیعة العمل‬
‫الذي یؤدیھ ‪ ،‬فتایلور من أوائل من رفع شعار ( الفرد المناسب للوظیفة المناسبة ) وذل ك‬
‫بعد إبرازه ألھمیة المواءمة المھنیة ‪.‬‬
‫‪ - 3‬ضرورة استخدام الحوافز المالیة‪ ،‬فالمرتب ھو الدافع لحمل الع املین على زی ادة‬
‫اإلنتاجیة‪ ،‬أو لتبني أسالیب جدیدة في العمل أو الستخدام أدوات جدیدة‪.‬‬
‫‪ - 4‬ض رورة تص میم أدوات العم ل و أس الیبھ و أنظمتھ بطریق ة ت واءم متطلب ات‬
‫واجبات المھنة و خصائص العمال الذین یؤدونھا ‪ ،‬فمثال ‪ :‬حرص تایلور على أن یك ون‬
‫ط ول عص ا المع ول أط ول من المعت اد من اج ل تخفی ف آالم الظھ ر ل دى الع املین ‪.‬‬
‫( رونالد‪-‬ي ‪ -‬ریجیو ‪ ،1999 ،‬ص ص ‪ )20-19‬نقد نظریة تایلور ‪:‬‬
‫اعتبر الحوافز المادیة ھي الدافع الوحید للعمل و زیادة اإلنتاجیة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫أھمل العامل و اھتم بالعمل یحللھ تحلیال دقیقا‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬نقص ع دد العم ال یھ دد برف ع مس توى البطال ة بینھم‪ ،‬و من األفض ل‬
‫توزیعھم إلى أقسام أخرى أو في أعمال أخرى تناسبھم‪.‬‬
‫‪ -‬أھمل العوامل النفسیة و التي تلعب دورا كبیرا في زیادة الكفایة اإلنتاجی ة‬
‫أو خفضھا ‪.‬‬
‫‪ -‬أخط ا حین جع ل أقص ى إنت اج ألكف اء العم ال‪ ،‬و اعت بره اإلنت اج‬
‫النموذجي ‪،‬و لم یراعي الفوارق في القدرة و القوة و درج ة االحتم ال في حین‬
‫یقضي العدل أن یكون العامل المتوسط ھو اإلنتاج النموذجي ‪.‬‬
‫‪ -‬یفرض على العامل ( طریقة مثلى واحدة ) ك أن یك ون العم ال یتش ابھون‬
‫جمیعا في تكوینھم النفس ي و الجس مي وس رعتھم في العم ل ‪ ،‬و ق درتھم على‬
‫التعلم ‪ .‬و لكن مع ھذا فقد كان ت ایلور فاتح ة الطری ق إلى حرك ات ( االختی ار‬
‫المھني‪ ،‬التوجیھ المھني‪ ،‬التدریب المھني و دراسة الحركة و ال زمن ) (عوی د‬
‫سلطان المشعان ‪ ،1994،‬ص ‪)24‬‬

‫دراس ة جل برت ‪ Gilberth‬و زوجتھ الس یكولوجیة ‪ :‬الل ذین تابع ا نفس اتج اه‬
‫دراسات تایلور إلى وضع أسس ما عرف فیما بعد بدراسات الحركة و الزمن –‪Time-‬‬
‫‪ Motion Study‬و ال تي تس تھدف أساس ا وض ع أفض ل و أس رع و أدق الط رق و‬
‫الحركات الالزمة النجاز العمل الذي یتطلب النشاط و الحركة لإلنسان ‪ .‬و قد وضعا في‬
‫االعتبار أن العمل یجب أن یكیف للعامل فیما یلي ‪:‬‬
‫حذف الحركات الطائشة التي تؤدي بالعامل إلى التعب ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تعدیل وضع العامل و تسھیل حصولھ على أدوات العمل‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تقسیم العمل بحیث یقوم مساعد بمساعدة البناء في العمل‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫حركة القیاس الس یكولوجي ‪ :‬في مطل ع ھذا الق رن خ رج الفرنس یان ‪Simon ,‬‬
‫‪ Binet‬بأول مقیاس الختبار الذكاء في عام ‪ 1905‬وھو اختبار یستطیع تق دیر مس توى‬
‫الذكاء بین تالمیذ الصف الواحد‪ ،‬أو عم ال المص نع الواح د أو جن ود الكتیب ة الواح دة و‬
‫سرعان ماترجم ھذا االختبار إلى عدة لغ ات وطب ق في بالد كث یرة‪ .‬وال ش ك أن ال ذكاء‬
‫ضروري للنجاح في كثیر من المھن لكنھ ال یكفي وحده للنجاح في أخرى ‪.‬‬

‫وق د أف اد علم النفس الص ناعي الناش ئ من حرك ة القی اس ھذه خاص ة في مس ائل‬
‫""المواءمة المھنیة "" التي تتضمن التوجیھ المھني‪ ،‬التأھی ل المھ ني‪ ،‬االختی ار المھ ني‬
‫والتدریب المھني‬
‫الحرب العالمیة األولى‪ :‬وجاءت الح رب العالمی ة األولى وأك دت للم رة الثانی ة أن‬
‫المح رك اإلنس اني ال یمكن أن یعام ل ك المحرك اآللي‪ ،‬فلكي تس تغل ق وة اإلنس ان إلى‬
‫أقصى حد البد من مراعاة العوامل الجسمیة والنفس یة ال تي تھیمن على نش اطھ من ذل ك‬
‫أن س اعات العم ل ق د زادت في بعض البالد المحارب ة ح تى بلغت ‪ 15‬س اعة في الی وم‬
‫بدافع من وطنیة العمال لكن اإلنتاج لم یزد بل قل إلى درجة أفزعت السلطات ‪ ،‬كما زاد‬
‫تغیب العم ال من ج راء الم رض والتعب وك ثرت الح وادث واكتظت المستش فیات‬
‫بالمرضى‪ ،‬فھرعت السلطات إلى األطباء و علماء النفس ووظ ائف األعض اء و عق دت‬
‫اللجان لدراسة ھذه الكارثة ‪ ،‬فأسفرت نتائجھم جمیعا عن أن ھناك سوء اس تغالل للق وى‬
‫اإلنس انیة ب ل أن تنظیم العم ل نفس ھ ك ان معیب ا لم ی راع "العام ل " اإلنس اني‪ ( .‬عوی د‬
‫سلطان المشعان ‪ ، 1994،‬ص ص ‪)26- 24‬‬

‫فقد ك انت الدراس ات الخاص ة بعلم النفس الص ناعي عب ارة عن دراس ات س طحیة‬
‫تتن اول دراس ة اآلالت و األج ور والعوام ل الفیزیقی ة للعم ل و ال تي تعم ل على زی ادة‬
‫اإلنت اج‪ ،‬و لم یھتم ھؤالء باإلنس ان أو العام ل بالمص نع‪ ،‬فھن اك اھم من األج ر ال ذي‬
‫یحصل علیھ فھو لیس آلة ‪ ،‬والبیئة الفیزیقیة بالمصنع وحدھا ال تجعلھ یشعر بالرضا‪.‬‬
‫دراسات التون مایو ‪ :‬فقد توصل الت ون م ایو بع د البح وث ال تي أجراھا بمص نع‬
‫ھوثرون ( ‪ )1932- 1924‬إلى أن العامل لیس آل ة منفص لة تأتین ا بنت ائج تختل ف تبع ا‬
‫لحالتھ الصحیة أو ظروفھ الفیزیقیة المناسبة و غیر المناسبة‪ ،‬ب ل انھ إنس ان وعض و في‬
‫جماع ة ح تى انھ ل و تم اختی ار ھذا العام ل بأح دث الط رق أو أفض ل الوس ائل الفنی ة‬
‫صالحیة فلن تكون ھناك فائدة مرج وة من ھذا العام ل‪ ،‬إذا ك انت العالق ات بین العم ال‬
‫واإلدارة غیر مرضیة‪ ،‬أو إذا كان ھذا العامل ال یس تطیع التعام ل م ع زمالئھ في العم ل‬
‫كما أن العوامل الفیزیقیة للعمل رغم أھمیتھا تكون ج دواھا قلیل ة في ھذه الحالة‪ (.‬كام ل‬
‫محمد محمد عویضة ‪ ،1996 ،‬ص ‪.)6‬‬

‫إس ھامات الفك ر اإلس المي‪ :‬أم ا فیم ا یخص إس ھامات الفك ر الع ربي ف ترجع‬
‫البدایةاألولى لجذور علم النفس المھني للمفكر ابن خلدون الذي ع اش في أواخ ر الق رن‬
‫الرابععشر المیالدي ووضع أسس علم العمران البشري‪ ،‬حیث تض منت المقدم ة(مقدم ة‬
‫ابنخل دون) أن واع المھن وخصائص ھا الب ارزة‪ .‬إذ تح دث في مق دمتھ عن خص ائص‬
‫العاملینبالتج ارة وعن الت دریب المھ ني‪ ،‬وعن تص نیف وتحلی ل المھن ب ل ورب ط بین‬
‫صناعةالخط وبین خصائص أصحابھ أو البالد الشھیرة بھ‪.‬‬
‫ویؤكد ابن خلدون عن قیمة العمل وأبرز شأن المصانع ووضعھا في قم ة األعم ال‬
‫الشریفة وھي عنده مركبة وعلمیة تصرف فیھا األفكار واألنظار‪ ،‬لھذا ال توجد غالبا إال‬
‫عند أھل الحضر ویرى أن تق دم األمم یق اس بتق دم الص ناعات فیھ ا‪ .‬وأك د أن الص ناعة‬
‫تحت اج إلى مع ارف نظری ة وت دریب علمي‪ ،‬ویعتم د الج انب العلمي على الت دریب‬
‫والممارسة حتى یتم اإلتقان‪.‬‬
‫كما أسھم الفیلسوف العربي أبو الحسن الماوردي الذي اشتھر في العصر العباسي‬
‫في التراث ال تربوي وأك د على تحلی ل المھن وتوص یفھا وتحلی ل الف رد‪( .‬ب دیع محم ود‬
‫قاسم ‪ ،2001،‬ص‪)22‬‬

‫وكان یشغل وظیف ة قاض ي القض اة في بغ داد في العص ر العباس ي وق د جم ع أب و‬


‫الحسن فیما ق دمھ من إس ھامات ت دخل الی وم في إط ار علم النفس الص ناعي بین تحلی ل‬
‫وتوص یف المھن‪ ،‬وبین تحلی ل الف رد فیم ا یختص بوظیف ة القاض ي وذل ك على النح و‬
‫اآلتي‪:‬‬

‫‪ -‬في تحلی ل وتوص یف مھن ة القاضي‪ :‬یق ول أب و الحس ن یق وم القاض ي بفص ل‬


‫المنازعات والنظر في العقود من زواج وغیرھا‪ ،‬وفصل التشاجر‪ ،‬وإقامة الحدود‪.‬‬
‫‪ -‬وفي تحلیل الفرد‪ :‬یقول فیمن یتولى وظیفة القاضي ضرورة توفر الرزانة والنزاھة‬
‫وكمال الحكم‪( .‬عوید سلطان المشعان ‪ ،1994،‬ص‪)21‬‬

‫أما ابن القیم فقد أكد أن مھمة المربي ھي مس اعدة الف رد على اكتش اف واس تخدام‬
‫إمكاناتھ وقدراتھ وتعلیمھ م ا یمكنھ أن یعیش بھ اس عد ح ال ممكن بالنس بة لھ وللمجتم ع‬
‫الذي یعیش فیھ عن طرق فھم وتحلیل استعداداتھ ومیولھ‪.‬‬
‫ویقول في مراعاة االستعدادات والمیول في عملیة التوجیھ ال تربوي والمھ ني " أن‬
‫على المربي أن یعتمد حال الصبي وما ھو مستعد لھ من األعمال ومھیأ لھ منھا فیعلم انھ‬
‫مخلوق لھ فال یحمل على غیره ما كان مأذونا فیھ شرعا‪ ،‬فانھ أن حمل على غیر ما ھو‬
‫مستعد لھ لم یفلح‪ ،‬وفاتھ ما ھو مھیأ لھ‪ ،‬فإن رآه حسن الفھم صحیح اإلدراك جی د الحف ظ‬
‫واعیا‪ ،‬فھذه من عالمات قبولھ وتھیؤه للعلم لینقشھ في لوح قلبھ ما دام خالی ا ف إنھ یتمكن‬
‫منھ ویستقر ویزكو معھ"‪.‬‬
‫وأكد ابن سینا أھمیة مساعدة الف رد في اختی ار المھن ة المناس بة وض رورة وض ع‬
‫كلف رد في المك ان المناس ب لھ ولمجتمعھ ومس اعدتھ في تحقی ق الت وازن م ع الحی اة‪،‬‬
‫وق دأعطى للمی ول وظیف ة أساس یة في عملی ة التعلم ویجب االعتم اد علیھ ا وعلى‬
‫قدراتالش خص في عملی ات الت وجیھ والتربی ة بص ورة عام ة فق ال ینبغي أن یعلم م دیر‬
‫الصبي أنلیس كل صناعة یرومھا الصبي ممكنة ومواتیة‪( .‬بدیع محم ود قاس م ‪،2001،‬‬
‫ص‪)22‬‬

‫مع مالحظة التسمیات لھذا االسم فمنھم من یسمونھ علم النفس الصناعي ومنھم من‬
‫یسمونھ علم النفس العمل والتنظیم‪.‬‬

‫‪ -2‬العوامل التي أسھمت في تقدم علم النفس العمل والتنظیم‪:‬‬


‫سیش ھد المس تقل متغ یرات تختل ف تمام ا عن تل ك ال تي س ادت في الث ورتین‬
‫الصناعیتین األولى والثانی ة‪ .‬فبینم ا ك انت الث ورة الص ناعیة األولى تعتم د على البخ ار‬
‫والمیكانیكا والحدید والفحم و رأس الم ال‪ ،‬وك انت الث ورة الص ناعیة الثانی ة تعتم د على‬
‫طاقة الكھرباء والنفط والطاقة النوویة وفن اإلدارة الحدیث والش ركات المس اھمة‪ ،‬ف ان‬
‫س یناریو المس تقبل في الق رن الح ادي و العش رین سیش ھد اعتم ادا أساس یا على العق ل‬
‫البش ري وااللكترونی ات الدقیق ة وتولی د المعلوم ات و اختزالھ ا و اس تخدامھا بس رعة‬
‫متناھیة‪.‬‬
‫ومن أھم العوامل التي أسھمت في تقدم علم النفس المھني ( العمل و التنظیم ) ‪:‬‬
‫‪ 1- 2‬التق دم العلمي والتكنول وجي ‪ :‬إن التغ یرات الناجم ة عن التق دم العلمي و‬
‫التكنول وجي ت ؤثر بص ورة مباش رة أو غ یر مباش رة على العم ل واإلنت اج واإلدارة و‬
‫تختزل الكثیر من العملیات التقلیدیة التي ك انت س ائدة فیھ ا و ت ؤدي إلى تغ یر ب ارز في‬
‫ت ركیب المھن والوظ ائف ال تي تص بح أك ثر تخصص ا و ت ؤدي إلى تق ادم المع ارف و‬
‫المھارات بسرعة مطردة إضافة إلى إحالل اآلالت لتقوم بكثیر من األعمال و الوظ ائف‬
‫التي كان یقوم بھا اإلنسان ‪ .‬و تفرض تلك التغیرات من الفرد و المجتمع أن یكون سریع‬
‫التكیف و التأقلم مع كل تحول مرتقب‪.‬‬
‫‪ 2- 2‬مفھوم التربیة كاستثمار بشري ‪ :‬یتمیز المجتم ع اإلنس اني في ال وقت الحاض ر‬
‫بتعقد حی اتھ وتن وع مؤسس اتھ التعلیمی ة والتدریبی ة‪ ،‬حیث زاد اإلقب ال على التعلیم وزاد‬
‫الطلب االجتماعي علیھ وأصبح المجتمع یسعى الستثمار التربیة في اتجاه تحقیق التن وع‬
‫و الشمول و التوازن و الربط و التكامل بین مجاالت التنمیة لتحقیق االستفادة الكاملة من‬
‫الموارد المتاحة و أصبحت النظ رة للعملی ة التربوی ة على إنھ ا عملی ة إنتاجی ة و لیس ت‬
‫اس تھالكیة و لھ ا وظیف ة اقتص ادیة ب ارزة ‪ .‬و نجم عن تغ یر مفھ وم التربی ة من مج رد‬
‫عملیة تلقین إلى عملیة استثمار كبرى عدة نتائج ش ملت األھداف التربوی ة و المن اھج و‬
‫األسالیب و المحتوى ‪ ،‬فجمی ع ھذه النت ائج أس ھمت بش كل أو ب أخر في تق دم علم النفس‬
‫العمل والتنظیم والتأكید على توجیھ الطلبة وإرشادھم نحو التخصصات والوظائف ال تي‬
‫تفیدھم وتخدم مجتمعھم‪.‬‬
‫‪ 3- 2‬تع دد المھن والتخصص ات الدقیقة‪ :‬یش ھد ع الم الی وم ث ورة علمی ة وص ناعیة‬
‫وتكنولوجی ة انعكس ت أثارھا بص ورة جلی ة في دنی ا العم ل والحی اة‪ ،‬فمجتمعن ا‬
‫المعاصریتمیز بالتقدم و التقنیة وأخذه بأسالیب العلم الحدیث ودخ ولھ مض مار الص ناعة‬
‫المتطورةوما یفرضھ ذلك من تنوع في فرص العمل ح تى أص بح الف رد یج د أم امھ من‬
‫المھنوالوظ ائف واألعم ال والص ناعات والح رف م ا لم یس مع بھ من قب ل‪ ،‬وھذا یزی د‬
‫الحاجةلخدمات علم النفس المھني لتلبیة مط الب تغ یر البن اء ال وظیفي و المھ ني بس بب‬
‫ظھور مھن جدیدة واختفاء مھن قدیم ة‪ .‬ك ل ذل ك یف رض المزی د من عملی ات االختی ار‬
‫واإلعداد والتدریب والتوجیھ والتقویم المھني من جھة ویعزز الحاجة إلى تطبیق مب ادئ‬
‫علم النفس ونظریاتھ في المجاالت المھنیة المختلفة ‪ ،‬و ھك ذا فالتخص ص ال دقیق یل زم‬
‫الحاجة إلى التنوع في فرص العمل وفي تقسیم العمل وبروز قیمة العمل‪.‬‬
‫‪ 4- 2‬مطالب التنمیة و سوق العمل‪ :‬یساھم التعلیم بتحقیق مطالب التنمیة وسوق العمل‬
‫باعتب اره ن وع من اإلنف اق االس تثماري ال ذي ی ترتب علیھ زی ادة مھ ارات األف راد‬
‫ومعلوماتھم وقدراتھم و بالتالي االرتفاع بمستوى اإلنتاج القومي‪.‬‬

‫وقد أكد فری دریك ھاریس ون أن الم وارد البش ریة تمث ل األس اس ل ثروة األمم وأن‬
‫رأس المال والموارد الطبیعیة ھي عناصر إنتاج سلبیة‪ ،‬وأن العنصر البشري ھو عام ل‬
‫اإلنت اج النش یط والفع ال‪ ،‬إذ انھ ھو ال ذي یق وم بتك وین رأس الم ال الم ادي واس تغالل‬
‫الم وارد الطبیعی ة وبن اء التنظیم ات والمؤسس ات السیاس یة واالقتص ادیة واالجتماعی ة‬
‫ویدفع عملیة تنمیة المجتمع إلى األمام‪.‬‬

‫‪ 5- 2‬معطیات الدراسات النفسیة واالجتماعیة‪ :‬یتمیز عصرنا الحالي بتقدم الدراسات‬


‫النفس یة و االجتماعی ة وتش عب اختصاص اتھا وحقولھ ا واعتمادھا على منھج البحث‬
‫العلمي وأدواتھ الدقیقة‪ ،‬وتسعى العلوم اإلنسانیة إلى تفسیر الظواھر االجتماعیة كم ا ھو‬
‫متبع في العلوم الطبیعیة وذلك بقص د الت أثیر الفاع ل على الظ اھرة االجتماعی ة وتغی یر‬
‫مسارھا في االتجاه المطلوب‪.‬‬

‫و یمكن تحدید ابرز النتائج و المتغ یرات ال تي توص لت إلیھ ا الدراس ات االجتماعی ة و‬
‫النفسیة ذات الصلة الوثیقة بعلم النفس المھني أو العمل و التنظیم بما یأتي‪:‬‬

‫خروج المرأة للعمل لدعم األسرة اقتصادیا‪ ،‬وما أدى ذلك من تغ یر العالق ات م ع‬ ‫‪‬‬
‫الزوج واألبناء واألقارب وأفراد المجتمع ‪.‬‬
‫التوسع في تعلیم المرأة وتقلدھا وظائف متقدمة ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تغ یر النظ ام األس ري وأس الیب التنش ئة االجتماعی ة وظھ ور األس رة الص غیرة‬ ‫‪‬‬
‫المستقلة وانتشارھا‪.‬‬
‫بروز ظاھرة التزاوج بین الثقافات ونمو الوعي االجتماعي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫انتشار االضطرابات النفس یة واالجتماعی ة وب روز أس الیب العالج المناس بة لھ ا‬ ‫‪‬‬
‫نتیجة التقدم في میادین الصحة النفسیة واإلرشاد النفسي‪.‬‬
‫تغیر االتجاھات و األخالقیات و أسالیب الحیاة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫بروز ظاھرة صراع األجیال وزیادة الفروق في قیم األفراد والفروق الثقافیة‬ ‫‪‬‬
‫والفكریة وخاصة بین الشباب والكبار‪ ( .‬بدیع محمود مبارك القاسم ‪ ،2001 ،‬ص ص‬
‫‪31‬‬
‫– ‪(35‬‬

‫‪ -03‬أھم المفاھیم األساسیة في علم النفس العمل والتنظیم‪:‬‬


‫‪ 1- 3‬علم النفس‪:‬‬
‫‪ -‬یطل ق على ھذا العلم في اللغ ات األجنبی ة ‪ psychology‬وك انوا یس مونھ في‬
‫الق رون الوس طى" بعلم األرواح" وھو عن دھم علم البحث في جمی ع الموج ودات‬
‫الروحانیة‪ (.‬أنس شكشك ‪ ،2008،‬ص ‪)173‬‬
‫‪ -‬وھو كلمة یونانیة مكونة من مقطعین ‪ psykhe‬وتعني في اللغ ة العربی ة ال روح أو‬
‫النفس أو العقل و‪ logos‬وتعني العلم ولذلك فان الترجمة العربیة احتفظت باإلشارة إلى‬
‫أن ھذا العلم بعلم النفس لتك ون النفس ھي من اط دراس تھ ولیس ال روح ال تي لیس ت من‬
‫ق ْلُْ ال رُّ‬ ‫ك َْع ْن ال رُّ ِو ِ‬
‫ح ُ‬ ‫كَ َ‬ ‫ُون َ َ‬‫وی ْس أ َل َ‬ ‫یس أ ل ونَ َ‬‫اختصاص اإلنسان لقولھ تعالى‪َ ":‬و َْ‬
‫الیِال ً‪ (".‬س ورة‬ ‫یت ْ ْم ْم ِْم ْن ْال ِْعلِ ِم ِإال َّ قلقَلِی ِ‬
‫ُو ُح ِْم ْن أ مْأ َ ْم ِِر ِر َ َرب ِّي َو َم ا أ وتیت أ ُوتِ ُ‬
‫اإلسراء ‪ ،‬اآلیة ‪(.)85‬عبد الرحمان الوافي ‪ ،2008 ،‬ص ‪)15‬‬
‫‪ -‬وعند المستحدثین علم النفس یدل على دراسة المسائل النفسیة دراسة علمیة وضعیة‬
‫مجردة من كل طابع فلسفي للوصول على علم الظواھر النفسیة ‪.‬‬
‫وقد قدمت لعلم النفس تعاریف عدیدة ویرجع تعددھا إلى تط ور علم النفس وتق دم‬
‫دراساتھ ومنھا ‪:‬‬
‫‪ -‬العلم ال ذي ی درس الحی اة النفس یة وم ا تتض منھ من أفك ار ومش اعر وإحساس ات‬
‫ورغبات ومیول وذكریات وانفعاالت‪.‬‬
‫أنھ العلم الذي یدرس أوجھ نشاط اإلنسان وھو یتفاعل مع بیئتھ ویتكیف لھا‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬ھو العلم الذي ینظر لإلنسان نظ رة علمی ة بقص د الوص ول إلى الق وانین والمب ادئ‬
‫األساسیة التي تحكم سلوكھ وتنظمھ‪ .‬ویشمل مفھوم السلوك كل أوجھ النش اط ال تي یق وم‬
‫بھا اإلنسان والتي یمكن مالحظتھا بالعین المجردة أو األدوات واألجھ زة العلمی ة س واء‬
‫ك ان ذل ك الس لوك ظاھری ا مث ل المش ي واألك ل والبك اء أو باطنی ا ك التفكیر واإلدراك‬
‫والتصور‪.‬كما یعني بتحدید سبل توظیف المعرفة السیكولوجیة لتنمی ة شخص یة اإلنس ان‬
‫وتفادي المشكالت واالضطرابات النفسیة والعصبیة واالجتماعیة ال تي تواجھھ ا وكیفی ة‬
‫التغلب علیھا‪( .‬بدیع محمود قاسم ‪ ،2001،‬ص‪.)18‬‬
‫‪ -‬و یعرف بعلم السلوك ‪ ،‬أي العلم الذي یدرس السلوك دراسة موضوعیة و یتخذ منھ‬
‫وسیلة لدراسة الحیاة النفس یة الش عوریة و الالش عوریة ‪ ،‬و یس تدل من الس لوك الظ اھر‬
‫للناس على ما یحف زھم من دواف ع و م ا یش عرون بھ من انفع االت و م ا یحتض نونھ من‬
‫عواطف و معتقدات وما یتسمون بمن ق درات و م واھب و اس تعدادات ‪(.‬عب د الرحم ان‬
‫الوافي ‪ ،2008 ،‬ص ‪)15‬‬
‫‪ -‬العلم الذي یدرس سلوك اإلنسان‪ :‬أي كل ما یصدر عنھ من أفعال وأقوال وحرك ات‬
‫ظاھرة‪.‬‬
‫‪ -‬ھو العلم الذي یبحث في أس الیب التكی ف الكلي للك ائن الحي م ع البیئ ة ال تي یعیش‬
‫فیھا ‪.‬‬

‫و‬ ‫‪ -‬ھو العلم الذي یبحث دوافع السلوك و مظ اھر الحی اة العقلی ة الش عوریة‬
‫الالشعوریة و یساعد على إفساح المجال للق وى و الم واھب النفس یة كي تنم و و تس تقل‬
‫و یس اھم في التك ییف الن اجح م ع البیئ ة و ی ؤدي لتحس ین الص حة النفس یة لألف راد و‬
‫الجماعات ‪ (.‬انس شكشك ‪ ،2008 ،‬ص ‪)175‬‬
‫وانطالقا من ھذه التعاریف نستطیع القول أن علم النفس یدرس‪:‬‬
‫• كل م ا یفعلھ اإلنس ان ویق ولھ‪ ،‬أي ك ل م ا یص در عنھ من س لوك ح ركي أو لفظي‬
‫كالمشي والجري واألكل والكتابة والكالم والضحك‪.‬‬
‫• ك ل م ا یص در عنھ من نش اط عقلي ك اإلدراك والت ذكر والتخی ل والتفك یر والتعلم‬
‫واالبتكار‪.‬‬
‫• كل ما یستشعره من تأثیرات وجدانیة وانفعالیة كاإلحس اس بالل ذة واأللم وكالش عور‬
‫بالضیق واالرتیاح‪ ،‬بالحزن أو الفرح‪ ،‬بالخوف والغضب‪ ،‬أو كل م ا یری ده وی رغب فیھ‬
‫أو ما ینفر منھ وینبذه‪( .‬عبد الرحمان الوافي ‪ ،2008،‬ص‪.)29‬‬
‫إذا كان علم النفس الحدیث ھو علم الس لوك كم ا اش رنا س ابقا ف ان لھ أھدافا یری د‬
‫الوصول إلیھا و تحقیقھا كما ھو الحال بالنسبة للعلوم األخرى في ضوء المنھج العلمي‪،‬‬
‫و نذكر منھا ما یأتي‪:‬‬
‫فھم السلوك وتفسیره‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫التنبؤ بالسلوك على أساس الموقف الحاضر‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ضبط السلوك والتحكم بھ بقصد توجیھھ‪( .‬بدیع محمود قاسم ‪ ،2001،‬ص‬ ‫‪-‬‬
‫‪)18‬‬
‫• فالھدف األساسي و النظ ري لعلم النفس یكمن في جم ع الوق ائع و ص یاغة المب ادئ‬
‫العامة و القوانین التي یمكن بھا فھم السلوك و تفسیره تفسیرا علمیا ‪ ،‬فھ و یس اعدنا على‬
‫فھم أنفس نا و فھم من نعاش رھم و نتعام ل و نتفاع ل معھم من الن اس ‪ (.‬عب د الرحم ان‬
‫الوافي ‪ ،2008،‬ص‪.)31‬‬

‫‪ 2- 3‬العمل‪:‬‬
‫یحتل العمل مكانة ھام ة في حی اة األف راد والمجتمع ات فھ و می دان نش اطھ المنتج‬
‫الذي یظھر فیھ ما لدیھ من ق درات وكف اءات‪ ،‬كم ا یس ھم في تك وین أنم اط س لوك وقیم‬
‫واتجاھات لدى الفرد‪ ،‬وما یزید من أھمیة العمل في حی اة اإلنس ان انھ ق د یك ون مص در‬
‫لتوافقھ أو سوء توافقھ‪ ،‬فإذا ك ان ن وع العم ل مناس با م ع ق دراتھ ومی ولھ المختلف ة ك ان‬
‫الغالب فیھ أن یكون مصدرا لرض اه‪ .‬ویبقى العم ل ض رورة حتمی ة یش بع اإلنس ان بھ ا‬
‫حاجاتھ النفسیة واالجتماعیة سواء منھا شعوریة أو ال ش عوریة‪( .‬الع ایب رابح ‪،2006،‬‬
‫ص ‪)45‬‬
‫العمل لغة ‪:‬ھو ما یبذلھ اإلنسان من جھد عضلي أو فكري إلنتاج شيء نافع ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬و تطلق كلمة العمل عادة في میدان الحیاة العملیة ‪ ،‬على ذلك الس لوك أو النش اط أو‬
‫ص رف الطاق ة ‪ ،‬ال ذي یس یر طب ق خط ة منظم ة و یقتض ي القی ام بوظ ائف معین ة و‬
‫یستھدف تحقیق غرض إنتاجي معین ‪( .‬العایب رابح ‪ ،2006،‬ص ‪)49‬‬

‫‪ -‬فالعم ل ھو ذل ك النش اط المفی د ال ذي ی ؤدیھ البش ر‪ ،‬بھ دف الحف اظ على‬


‫الحیاةواستمرارھا‪ ،‬موضوعھ ینصب على تغی یر بعض خص ائص المحی ط‪( .‬ب وحفص‬
‫مباركي ‪ ،2004،‬ص‪)21‬‬
‫‪ -‬فالعم ل كمفھ وم یتش كل من ع دة عناص ر‪ ،‬أول عنص ر ھو المجھ ود الفك ري‬
‫والعضلي الذي یبذلھ الفرد‪ ،‬وثاني عنصر ھو أثر ھذا المجھود الذي ھو في واق ع األم ر‬
‫تلك العملیة التغیریة التي یحدثھا الفعل على مواد الطبیعة (كم واد محسوس ة أو مج ردة)‬
‫ویحولھا إلى مواد ص الحة لالس تعمال واالس تھالك أو االس تخدام أو االس تنفاع من قب ل‬
‫كائنات أخرى‪ .‬وثالث عنصر ھو أن العم ل یتم في ظ روف زمنی ة ومكانی ة یل تزم فیھ ا‬
‫العامل بمحض إرادتھ‪.‬‬
‫‪ -‬فالعمل بھذه العناصر الثالثة‪ ،‬یمكن تعریفھ تعریفا ش امال فھ و ذل ك الجھ د البش ري‬
‫الموجھ نحو إنتاج أثر نافع‪ ،‬سواء كان ھذا األثر مادیا محسوسا أو معنویا مجردا‪.‬‬

‫ومن ذلك نجد أن القرآن الكریم یحث على العمل حیث جعل اإلس الم العم ل واجب ا‬
‫وكرم العاملین ونھاھم على أن یمدوا أیدیھم؛ وح تى أك رم خلقھ تع الى عن ده وھم رس لھ‬
‫جعلھم جمیعا یعملون‪ ،‬ولنا في القرآن الكریم نماذج رائدة یقتدى بھ ا فن وح علیھ الص الة‬
‫والسالم أمره ربھ بصنع السفینة التي حملت الحی اة وحفظت بقائھ ا واس تمرارھا إذ ق ال‬
‫ك ب أ َْعینُنب ِأ َ ْعیُنِنَاَاَ َو َوحْ ی نَو َو ْحی ِنَ اَاَ َ َوال ت َخ ِ‬
‫اطب ُ‬
‫ْنت َخ ا ِط‬ ‫الف ْ‬
‫ْصْ نُْلَ َ‬ ‫تعالى‪ْ " :‬ع َو َْا ْ‬
‫ْبنِيِي فِي ال َّ ِذیَ َن ظلظَ َل ُمواُ ُموا ِإنھَّ ُ ْ ُْم ُم ْغ َرق ُو ْمغ َرقُو َنَ َن ‪".‬‬
‫فس َی ََرى َّﷲَّ ﷲُ‬ ‫ق ْْللْ ا ْع َمل ُوا َ‬ ‫(سورة ھود‪ ،‬اآلیة ‪ ) 37‬و قال سبحانھ وتعالى‪َ " :‬وقَو ُ‬
‫َع َمل ُْك َْمع َم َل ُ ْكم‬
‫ب‬ ‫َست ََر َر ُّد َو َن إ لَىَِإلَى َعالَعالِ ِم ِم ْال َغی اْل ْ‬
‫َغی ِبِ ِ‬ ‫َو َرسُول ھَو َر ُسول ُھُ َو ْال ُم ِن ِْْؤ ُم َو َن َو َستَو ُ‬
‫وت ْع َمل ُو َنَ َن ‪".‬‬ ‫َ َوالشَّ ھا َ َِد ِة فیَنَُبَِّئ ُْك ْمُئ ُ ْكم بب ِ َما َ َما ُكنتُ ُ‬
‫كنت ْ ْم ْم ت َْع َمل َ‬
‫(سورة التوبة‪ ،‬اآلیة ‪)105‬‬

‫‪ ‬أھمیة العمل في حیاة اإلنسان ‪:‬‬


‫لم یعد العمل وسیلة كسب الرزق فقط و لكنھ ف وق ذل ك وس یلة إلرض اء كث یر من‬
‫الحاجات و دوافع الفرد مثل الحاجة إلى األمن و الحاجة إلى التقدیر االجتم اعي وللعم ل‬
‫أھمیة كبرى في حیاة اإلنسان لألسباب اآلتیة‪:‬‬
‫‪ -‬یحدد نوع النشاط الذي یقضي فیھ الفرد معظم وقتھ و یبذل فیھ معظم جھده‪.‬‬
‫‪ -‬الوسیلة التي یعبر بھا اإلنسان عن طموحھ و میولھ و ذكائھ و قدراتھ‪.‬‬
‫‪ -‬یحدد المستوى االجتماعي و االقتصادي للفرد ‪ (.‬محمد شحاتة ربیع ‪ ،2010 ،‬ص‬
‫‪)42‬‬
‫‪ 3- 3‬التنظیم ‪:‬‬
‫‪ ‬التنظیم كوظیفة ‪ :‬إن العمل في المؤسسة ال یسیر بشكل آلي بل ھناك تنظیم للجھد‬
‫البشري وقد بدأ ھذا مع العالم فریدیك تایلور حیث ألح على ضرورة تقسیم العمل بین‬
‫المھندسین والمنفذین‪ ،‬ثم جاءت حركة العالقات اإلنسانیة (مایو وزمالؤھا) والتي‬
‫ركزت على البعد اإلنساني واالجتماعي في المنظمة ‪(،‬من خالل تنظیم عالقات‬
‫العمل ‪،‬ضوضاء‪-‬حرارة ‪...‬الخ)‪.‬‬

‫‪ -‬ھو عب ارة عن جم ع الن اس في المنظم ة‪ ،‬وتقس یم العم ل فیم ا بینھم‪،‬‬


‫وتوزیعاألدوار علیھم حس ب ق دراتھم ورغب اتھم والتنس یق بین جھ ودھم وإنش اء‬
‫شبكة متناسقة مناالتصاالت بینھم تمكنھم من تحقیق أھداف محددة ومعروفة ل دى‬
‫الجمیع‪( .‬لوكیا الھاشمي ‪ ،2006،‬ص‪)14‬‬
‫‪ -‬ھو العملیة التي تحدد النھج اإلداري المتبع ألداء األعم ال في إط ار تنظیمي‬
‫تتض ح فیھ األھداف و تت وزع فیھ االختصاص ات و المس ؤولیات و الس لطات‬
‫المعادل ة لھ ا ‪ ،‬و من ثم ینبغي أن نح دد دور التنظیم اإلداري في الوس یلة ال تي‬
‫یستطیع األفراد العمل‬
‫بمقتضاھا لتحقیق تلك األھداف‪( .‬فاروق عبده فلیھ و محمد عبد المجید ‪ ، 2005 ،‬ص‬
‫‪.(70‬‬
‫‪ ‬التنظیم كمنظمة أو مؤسسة ‪:‬‬
‫‪ -‬ھو جماع ة منظم ة على مس توى ع ال تتمت ع بأھداف واض حة و قواع د و‬
‫لوائح مقررة رسمیا و نسق األدوار المحددة ‪ ،‬و تضم التنظیمات المعقدة و تشمل‬
‫المؤسسات و الشركات و النقاب ات و الجامع ات و المنظم ات المھنی ة و الھیئ ات‬
‫الحكومیة ‪...‬الخ ‪.‬‬
‫‪ -‬و یع رف ش ین ‪ Chyne‬التنظیم ( المؤسس ة – المنظم ة)‪ :‬ھو عب ارة عن‬
‫تنسیق عقالني لنشاط یقوم بھ عدد من األشخاص لتحقیق أھداف مش تركة مح ددة‬
‫و ذلك بواسطة نظام لتقس یم العم ل و ھیكل ة للس لطة‪ ( .‬م راد زعیمي ‪،2008 ،‬‬
‫ص‪)65‬‬
‫‪ -‬و یش مل ھذا التعری ف مختل ف عناص ر التنظیم ( األف راد – التنس یق –‬
‫األھدافتقسیم العمل – ھیكل السلطة ‪.‬‬
‫‪ -‬یطل ق على ك ل مؤسس ة أو ھیئ ة س واء ص ناعیة أو فالحیھ أو إداری ة أو‬
‫مصلحة خدمات أو ‪...‬الخ شریطة أن یكون ھن اك تنس یق بین عناص رھا لتحقی ق‬
‫أھداف مشتركة ولكي یتم تحقیق أھداف التنظیم الب د أن یأخ ذ ھذا األخ یر ط ابع‬
‫بنائي یالءم تحقیق ھذه األھداف ویتبنى تنظیم مجموعة من األبعاد التنظیمیة التي‬
‫تضمن تحقیق األھداف‪ ،‬حیث ینظم نش اطاتھ على أس اس من التخص ص وتقس یم‬
‫العم ل وتسلس ل الس لطة ونظ ام االتص االت وھذا م ا یجع ل التنظیم یق ترب من‬
‫البیروقراطیة على اعتبار أن ھذه األبعاد ما ھي إال تعبیر عن المفھوم الرسمي‪.‬‬
‫إن ھذه األبع اد البنائی ة تغف ل التنظیم الالرس مي ال ذي یتمث ل في مجموع ة من‬
‫الممارسات التي تظھ ر ك رد فع ل للتنظیم الرس مي والقواع د البیروقراطی ة وك ذلك من‬
‫خالل العالقات اإلنسانیة الطبیعیة التي تساھم في تكوین الجماعات األولیة‪.‬‬
‫‪ -4‬تعاریف في علم النفس العمل و التنظیم‪:‬‬
‫عندما تتصفح مج ال علم النفس والعم ل تص ادفك مجموع ة متباین ة من التس میات‬
‫التي أطلقھا البعض في ھذا المجال‪ .‬فعلماء النفس االنجلوساكسونییین یفض لون اس تخدام‬
‫مصطلح علم النفس الصناعي للدالل ة على جھ ودھم في دراس ة ظ واھر العم ل وعملی ة‬
‫التصنیع والمجتمع الصناعي من مختلف جوانبھ خاصة خالل النص ف األول من الق رن‬
‫العشرین‪( .‬عبد الفتاح محمد دویدار ‪ ،1995،‬ص ‪.)59‬‬
‫أم ا علم اء النفس الفرنكوفونی ون فق د فض لوا اس تخدام مص طلح علم النفس‬
‫العملوالتنظیم لإلشارة إلى جھ ودھم في ذل ك المی دان من الدراس ات الس یكولوجیة ال ذي‬
‫یھتمبتحلی ل العوام ل النفس یة –االجتماعی ة في موق ف العم ل‪ .‬وأی دھم في اس تخدام ھذا‬
‫المص طلح بعض العلم اء األمریك یین خاص ة دیل برت میل ر وولی ام ف ورم ‪-‬‬
‫‪ W.FORMD.MILLER‬لیدال على أحدث ما انتھى إلیھ البحث في علم النفس الصناعي‬
‫خاصة خالل النصف الثاني من القرن العشرین‪( .‬العایب رابح ‪ ،2006،‬ص ‪)12‬‬
‫فاس تخدام مص طلح علم النفس العم ل اعم وأدق واش مل من مج ال علم النفس‬
‫الص ناعي التنظیمي‪ ،‬ذل ك الن مج ال العم ل واس ع ویتك ون من أج زاء متباین ة تمث ل‬
‫الصناعة واحد منھا‪ ،‬كما أن مفھوم المصنع أضیق من مفھوم الصناعة‪ ،‬وعلیھ ف التطور‬
‫الذي وصل إلیھ علم النفس الصناعي واقتحامھ لجمی ع المی ادین ھو ال ذي جعلھ یتح ول‬
‫إلى تسمیة علم النفس العمل والتنظیم‪.‬‬
‫وھناك عدة تعاریف لعلم النفس الصناعي وال ذي أص بح یع رف بعلم النفس العم ل‬
‫والتنظیم ونذكر منھا‪:‬‬
‫‪ -‬محم د عب د الفت اح دوی دار‪ ":‬یع رفھ ب أنھ المی دان ال ذي یع نى بدراس ة العم ل عن‬
‫مختلف جوانبھ باعتباره نشاطا إنسانیا مع االھتمام بالتنظیمات التي تنشأ لھذا الغرض‪.‬‬
‫(عبد الفتاح محمد دویدار‪ ،2003،‬ص‪.)5‬‬
‫‪ -‬ویع رفھ ب وحفص مب اركي ب أنھ‪ :‬ف رع من ف روع علم النفس ال ذي ی درس س لوك‬
‫اإلنسان في مواق ع العم ل‪ ،‬مس تعمال الط رق والتقنی ات العلمی ة‪ ،‬في فھم س لوك األف راد‬
‫والتنبؤ بھ‪ ،‬بھدف توجیھھ الوجھة المالئمة‪( .‬بوحفص مباركي ‪ ،2008،‬ص ‪)11‬‬
‫أم ا فری زر (‪ )1969‬فیع رفھ تعریف ا م وجزا لعلم النفس الص ناعي بق ولھ‪ :‬إن علم‬ ‫‪-‬‬
‫النفس الصناعي ھو دراسة اإلنسان في حالة العمل‪.‬‬
‫‪ -‬یع رفھ انجلش وانجلش (‪ )1958‬علم النفس الص ناعي ب أنھ‪ :‬الدراس ة العلمی ة‬
‫للمش كالت الص ناعیة باس تخدام من اھج وط رق البحث في علم النفس ومف اھیمھ‬
‫ومبادئھ ‪،‬واستخدام نتائج تلك الدراسات لزیادة الكفایة اإلنتاجیة (محم ود فتحي عكاش ة‪،‬‬
‫‪ ،1999‬ص ‪)5‬‬
‫‪ -‬ھو ذلك المجال الذي یھتم بدراسة الس لوك اإلنس اني في بیئ ة العم ل و یرك ز علیھ‪.‬‬
‫( رونالد ‪-‬ي‪ -‬ریجیو ‪ ،1999،‬ص‪)13‬‬
‫‪ -‬تعریفھ دریفر‪" :‬فیرى أن علم النفس الصناعي فرع من فروع علم النفس التط بیقي‬
‫ال ذي یھتم بتط بیق من اھج البحث في علم النفس ونت ائجھ في المش كالت ال تي تنش أ في‬
‫المجال الصناعي أو االقتصادي بما فیھا اختیار العمال وتدریبھم‪ ( .‬فرج عبد القادر طھ‪،‬‬
‫‪ ،2001‬ص‪)19‬‬
‫‪ -‬ھو العلم الذي یستھدف رفع مستوى الكفای ة اإلنتاجی ة للعام ل و للجماع ة ‪ ،‬و ذل ك‬
‫عن طریق حل المش كالت المختلف ة ال تي تغش ى می دان الص ناعة و اإلنت اج حال علمی ا‬
‫إنس انیا یق وم على مب ادئ علم النفس و مف اھیمھ و یح رص من جھ ة أخ رى على‬
‫راح ةالعامل وك رامتھ بغی ة ارتف اع و تحس ین إنت اجیتھ و ی رمي إلى تھیئ ة جمی ع‬
‫الظروفالمادیة واالجتماعیة ال تي تكف ل اك بر مق دار من أج ود ن وع ‪ ،‬في اقص ر وقت و‬
‫بأقل مجھود و اكبر قدر من رضا العامل و ارتیاحھ ‪ ( .‬عب د الرحم ان ال وافي ‪،2008،‬‬
‫ص‪.)35‬‬

‫‪ -‬ھو العلم الذي یھتم بتطبیق مبادئ علم النفس في حل المشكالت المتعلقة بالعم ل و‬
‫اإلدارة و اإلنتاجیة و التع یین و الفص ل ‪ ( .‬مج دي احم د محم د عب دﷲ ‪ ، 2007 ،‬ص‬
‫‪ - )22‬ھو العلم الذي یدرس العالقات المتبادلة بین العاملین بما في ذلك عملیات التفاعل‬
‫بین جماع ات العم ل و أس الیبھ ‪ ،‬و العالق ات القائم ة بین المش رفین ( الرؤس اء) و‬
‫المرؤوسین ‪ ،‬و كذلك بناء ادوار العمل و تنظیمھا ‪ ،‬و تداخلھا ‪ ،‬و اعتمادھا على بعضھا‬
‫( رونالد‪-‬ي‪ -‬ریجیو ‪ ،1999 ،‬ص‪)14‬‬ ‫البعض ‪.‬‬
‫‪ -‬ھو العلم الذي یبحث في دراسة العالقة بین الفرد أیا كان موقفھ و خصائص ھ و‬
‫أبعاد بیئة العمل المختلفة ‪ ،‬و ذلك لغرض تحقیق أھداف الف رد و المجتم ع ‪ ،‬و أن یك ون‬
‫ذلك على أس اس علمي منھجي بحیث یمكنن ا فھم س لوك الف رد اإلنت اجي و االس تھالكي‬
‫و التنبؤ بھ و العمل على ضبطھ ‪( .‬الع ایب رابح ‪ ،2006،‬ص ‪ - )111‬ھو دراس ة‬
‫األفراد في مواقع العمل ‪ ،‬و یدرس كال من العامل و العم ل باعتبارھم ا ط رفي العالق ة‬
‫في العملیة اإلنتاجیة و باعتبار العمل نشاط إنساني ‪ ،‬و كذلك تحلیل العوام ل المھم ة في‬
‫زیادة اإلنتاج و تحقیق المواءمة المھنیة و تنمیة العالقات اإلنسانیة في العمل و معالجة‬
‫المشكالت التي تتخللھ مث ل التعب و اإلھم ال و المل ل و ح وادث العم ل ‪ ،‬و یھ دف علم‬
‫النفس العمل و التنظیم إلى تحقیق تكامل شخصیة العامل و مس اعدتھ على أن یفھم نفس ھ‬
‫و یحل مشاكلھ في محیط العمل و تحقیق التعاون مع اآلخ رین ‪ ( .‬ب دیع محم ود مب ارك‬
‫القاسم ‪ ،2001 ،‬ص ‪) 36‬‬
‫ومن خالل التحلیل لمختلف التعاریف نجد عدة محاور أساسیة تدور علیھا وھي‪:‬‬
‫‪ ‬أن علم النفس العمل والتنظیم فرع تطبیقي من فروع علم النفس‪ ،‬والفروع التطبیقیة‬
‫بطبیعة مداخلھا تھدف إلى حل مشاكل المجتمع في مجاالتھ المختلفة – مصنع‬
‫–وحدة إنتاجیة – مدرسة – جامعة – مستشفى – عیادة نفسیة ‪...‬الخ‬
‫‪ ‬یالحظ أن مشكالت العمل تتلخص في مشكالت المنظم ة‪ ،‬مش كالت اإلنتاجی ة كم ا‬
‫ونوعا وجودة‪ ،‬مشكالت العالقات اإلنسانیة التي تسود بین العم ال والعم ال واإلدارة‪ ،‬ثم‬
‫مشكالت ضرورة توافق إلمكانیات العامل وقدراتھ‪.‬‬
‫‪ ‬یستخدم في حالة تلك المشكالت المتعددة للعامل وكذلك المصنع‪ ،‬الوحدة اإلنتاجی ة‪،‬‬
‫المنھج العلمي والذي یتبع بدراسة السلوك اإلنساني وفھمھ وتفسیره‪.‬‬
‫‪ -5‬أھداف و أھمیة علم النفس العمل والتنظیم‪:‬‬
‫‪ 1- 5‬أھداف علم النفس العمل والتنظیم‪:‬‬
‫یح دد فیتلس أھداف علم النفس الص ناعي (أو المھ ني) بش كل واض ح ومرك ز‬
‫ومباشر ھي‪:‬‬
‫‪ - 1‬زیادة الكفایة الصناعیة‪.‬‬
‫‪ - 2‬زیادة توافق العامل في عملھ‪.‬‬
‫‪ - 3‬تحقیق نوع من االستقرار الصناعي إلزالة مصادر الشكوى والمنازعات‬
‫بینالعمال وأصحاب العمل‪.‬‬
‫‪ - 4‬تھیئة الظروف المادیة والمعنویة التي تجعل العامل أكثر ارتیاحا لعملھ‪.‬‬
‫(أشرف محمد عبد الغني ‪ ،2001،‬ص‪)15‬‬

‫أما فریزر فإنھ یكاد یتفق مع فیتلس في الخطوط العریضة الكامن ة وراء األھداف‬
‫السابقة‪ ،‬حیث یجمل ھدف علم النفس الصناعي في تحس ین الموق ف في العم ل‪ ،‬وھن اك‬
‫محكات لمعرفة ھذا التحسن منھا‪ :‬أن یص بح عم ل اإلنس ان أك ثر إنتاج ا وأق ل خط ورة‬
‫وأقل إتعابا وأقل بغضا وأك ثر إرض اء‪ ،‬وأن تك ون اتجاھات العم ال وروحھم المعنوی ة‬
‫مساعدة على تحقیق أھداف العمل الرسمیة‪ .‬ولھذا ی ذكر فری زر أن أخص ائي علم النفس‬
‫الصناعي یحاول حل المشكالت التي تقع في نطاق موض وع أو أك ثر من الموض وعات‬
‫التالیة‪:‬‬
‫‪ - 1‬زیادة إنتاجیة اإلنسان عن طریق تحسین طرق العمل وتطویر اآلالت والمعدات‬
‫وتحسین وسائل التدریب وغیر ذلك مما یتعلق بالعامل وواجباتھ‪.‬‬
‫‪ - 2‬إزالة األخطار التي یحتمل أن یتعرض لھا العامل والتخفیف من ضغط العوام ل‬
‫الفیزیقیة في مجال العمل‪ ،‬وتقلی ل التعب والمل ل وغ یر ذل ك مم ا یجع ل العم ل خط یرا‬
‫وبغیضا‪.‬‬
‫‪ - 3‬معرفة متطلبات العمل من الخصائص الشخصیة‪ ،‬وقی اس م دى امتالك األف راد‬
‫لتلك الخصائص حتى یمكن استخدام ذلك كأساس لوضع الشخص في العمل المناس ب لھ‬
‫أكثر من غیره‪.‬‬
‫‪ - 4‬زیادة اإلشباعات غیر المادیة في مجال العمل حتى ال یصبح العمل مجرد روتین‬
‫خال من المعنى یجبر الفرد على تحملھ لیكسب عیشھ‪.‬‬
‫‪ - 5‬فھم النمط الثقافي لجامعة العمل أو االتجاھات والمع اییر المقبول ة بص فة عام ة‬
‫والتي ینبغي على الفرد أن ینصاع لھا حتى یصبح عضوا مقبوال في جماعة العمل‪.‬‬
‫أما شولتز‪ Schultz‬ف یرى أن علم النفس الص ناعي یق وم بخدم ة س یدین‪ :‬العام ل‬
‫والمنظمة التي یعمل فیھا‪ ،‬وأن تأثیر علم النفس الصناعي نجده في كل مظاھر العالق ات‬
‫بین العامل وبیئة عملھ‪ .‬فاألخصائیون النفسیون في ھذا المجال ینشغلون باختبار الرج ل‬
‫المناسب للعم ل المناس ب"" ‪، Selecting the right man for the right job‬‬
‫وبالمواءمة بین‬
‫خص ائص الش خص ومتطلب ات العم ل ح تى نحص ل على مس توى المناس ب من رض ا‬
‫العام ل ومن اإلنت اج في نفس ال وقت‪ .‬كم ا یص بح دور األخص ائي النفس ي بع د وض ع‬
‫الشخص المناسب في المكان المناسب دورا أكثر أھمیة فالعام ل ینبغي أن ی درب لینج ز‬
‫العمل بشكل أكثر كفاءة وأك ثر أمان ا‪ ،‬كم ا ینبغي أن یك ون رؤس اء العم ال والمش رفون‬
‫علیھم والمسئولون عن ت وجیھھم على وعي كب یر ومعرف ة كث یرة بالعوام ل ال تي ت ؤثر‬
‫على العامل وعلى عملھ‪( .‬فرج عبد القادر طھ ‪ ،1988،‬ص ص ‪)12،13‬‬
‫إن الھدف الذي یرمي إلى تحقیقھ علم النفس العمل والتنظیم كفرع تطبیقي منفروع‬
‫علم النفس ھو زیادة إنتاجیة العامل كما ونوعا وجودة وتط ویر ال برامج المھنیةالمختلف ة‬
‫التي تكفل زی ادة الكفای ة اإلنتاجی ة م ع توف یر الش عور بالرض ا والس عادة ورف ع ال روح‬
‫المعنویة لھا‪.‬‬
‫یمكن تلخیص أھداف علم النفس في المجال الصناعي في النواحي اآلتي‪:‬‬
‫االختی ار الس لیم للعم ال عن طری ق االختب ارات لوض ع العام ل المناس ب في‬ ‫‪‬‬
‫المكان المناسب تبعا لمیولھ وقدراتھ‪.‬‬
‫تعریف العمال وتدریبھم علي أصول المھنة المناسبة إلمكانیتھم‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫دراسة وعالج االضطرابات النفسیة بین العمال‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫دراسة حوادث العمل وأسبابھا‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫دراسة وتحسین العالقات اإلنسانیة بین الرؤس اء والمرءوس ین والعم ال لتف ادي‬ ‫‪‬‬
‫المشكالت التي تعوق اإلنتاج وتقدم العمل‪.‬‬
‫التأھیل المھني لذوي العاھات والعاجزین‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تحلیل أنواع األعمال والمھن المختلفة بقصد االقتص اد في الجھ د وتقلی ل المل ل‬ ‫‪‬‬
‫والتعب مما یزید من اإلنتاج وتحقق الراحة النفسیة‪.‬‬
‫الوصول إلى أفضل انسجام أو مواءمة بین الف رد العام ل و اآلل ة و بیئ ة العم ل‬ ‫‪‬‬
‫لبلوغ أفضل إنتاجیة ممكنة‬
‫النھوض بإنتاجیة العام ل أو إنتاجی ة الوح دة كك ل مم ا ینعكس على المجتم ع و‬ ‫‪‬‬
‫العامل معا‪.‬‬
‫‪ 2- 5‬أھمیة علم النفس العمل والتنظیم ‪:‬‬
‫إن فاعلیة الجماعة و مستوى أدائھا و انجازھا و درجة إنتاجیتھا و جودتھا و م دى‬
‫تحقیقھ ا ألھدافھا أم را في غای ة األھمی ة ‪ ،‬و ال ش ك أن المص نع ینھض في مجتم ع لھ‬
‫مقوم اتھ و ظ روفھ من خالل التع اون و توف یر الدیمقراطی ة الص ناعیة للع املین على‬
‫اختالف فئ اتھم و ذل ك بتجنب الع املین القی ود و اس تفزازات ال تي تنقص من اح ترامھم‬
‫لذاتھم وان تزی د إحساس ھم بالمس ؤولیة و رغبتھم في العم ل ك ذلك من ال واجب أن نھتم‬
‫بتھیئة جمیع الظروف المادیة و النفسیة و االجتماعیة التي تكف ل تحقی ق غ ایتھ كم ا نھتم‬
‫بدراسة العوامل اإلنسانیة في الصناعة و الكش ف عن الظ روف اإلنس انیة للعم ل و ك ذا‬
‫حل المشكالت الصناعیة بطریقة علمیة حرصا على راحة العامل و كرامتھ كحرص نا‬
‫على زیادة إنتاجیتھ إذ تتوقف ھذه األخیرة على مدى االستعداد الف ني للعام ل و اإلع داد‬
‫المھني ما یحیط بالعامل من بیئة مریحة ‪،‬و عوامل نفسیة ش تى و منھ ا اس تمتاع العام ل‬
‫بعملھ و فھمھ لیتمھ ‪ ،‬و إدراكھ و ش عوره ب ان المص نع یھتم بھ كإنس ان و یعم ل على‬
‫إرضاء حاجاتھ المادیة و النفسیة و یشركھ في الرأي و األرب اح ( مج دي احم د محم د‬
‫عبدا ‪ ، 2007 ،‬ص‪)25‬‬
‫و تتلخص أھمیة علم النفس العمل و التنظیم في المحاور التالیة ‪:‬‬
‫‪ - 1‬تكییف العامل لمھنتھ وفقا لما ینتظم شخصیتھ من إمكانات ‪ ،‬تكییف المھنةللعامل‬
‫‪ - 2‬العالق ات اإلنس انیة یمكن أن یك ف ص حة نفس یة و جس میة س لیمة و متوافق ة‬
‫للعامل ‪ ،‬فھذه األم ور إنم ا تك ف الحف اظ على التواف ق النفس ي و االجتم اعي و المھ ني‬
‫للعامل مما ینعكس أثرھا على صحتھ النفسیة و ینعكس أثرھا على التقلی ل من المش اكل‬
‫التي یمكن أن تظھ ر في بیئ ة العم ل كش طب الع املین أو اض طرابھم أو ك ثرة ح دوث‬
‫إصابات العمل أو تمارضھم ‪...‬الخ (مجدي أحمد عبد ﷲ ‪ ،2005،‬ص ‪) 28‬‬
‫كما یھتم علم النفس العمل و التنظیم بالمشكالت البسیكولوجیة ال تي تظھ ر في ك ل‬
‫المنظمات ‪.‬‬
‫‪ -6‬موضوعات و مجاالت علم النفس العمل و التنظیم ‪:‬‬
‫‪ 1- 6‬موضوعات علم النفس العمل و التنظیم ‪:‬‬
‫یدرس علم النفس العمل التنظیم عددا من الموضوعات المستقلة عن بعضھا البعض‪:‬‬
‫‪1- 1- 6‬تحلی ل العم ل ‪ : Job Analysis‬یتن اول ھذا الموض وع تحدی د الواجب ات‬
‫المتنوعة التي یؤدیھا الناس أثناء عملھم و كیفی ة أدائھم لھ ا ‪ ،‬و یفی د في تحدی د مس توى‬
‫الرواتب التي یجب أن یتقاضاھا من یقومون بعمل معین ‪ ،‬كما یش كل خط وة ض روریة‬
‫لتقییم األداء بطریقة ناجعة ‪.‬‬
‫‪ 2- 1- 6‬اختیار العاملین ‪ : Personnel Selection‬یھتم ھذا الموضوع بالطریق ة‬
‫التي تتبعھا مؤسسات العمل في اختیار عاملیھا و تعیینھم ‪ ،‬و بإمكان الشركات االس تفادة‬
‫من قدرات االختصاصي النفسي في اختیار الفرد األكثر مالئمة للعم ل و ذل ك من خالل‬
‫قیامھ بتطویر أدوات تساعد على فحص طالبي االلتحاق بالشركة ‪.‬‬
‫‪ 3- 1- 6‬تدریب العاملین ‪ : Employees Training‬یشارك االختصاصي النفسي في‬
‫تطویر أسالیب تدریب العاملین و تطبیقھا ‪ ،‬فالتقدم السریع و المتواص ل في مج ال آالت‬
‫العمل المعقدة و أنظمة الكمبیوتر یف رض على ك ل مؤسس ة تح دیث مھ ارات عاملیھ ا ‪،‬‬
‫بھدف تمكینھم من التعامل مع آالت الجدیدة و تشغلیھا ‪.‬‬
‫‪ 4- 1- 6‬دوافع العمل ‪ : Work Motivation‬تحاول نظریات عدیدة تقدیم تفسیرات‬
‫لعمل اإلنسان األمر الذي مكن االختصاصي النفسي الصناعي من تطویر أسالیب معین ة‬
‫بھدف زیادة دافعیة العاملین و بالتالي زیادة اإلنتاجیة الرضا المھني و ضغط العمل ‪Job‬‬
‫‪ : Satisfaction and Work Stress‬یعتبر قی اس م ا ل دى الع املین من رض ا أو‬
‫ضغط من صمیم واجب ات االختصاص ي النفس ي الص ناعي ‪ ،‬األم ر ال ذي ق د ی ؤثر في‬
‫مستوى أداء العاملین و معدالت تغیبھم عن العمل و درجة استقاللیتھم ‪.‬‬
‫‪ 5- 1- 6‬االتص ال و جماع ات العم ل ‪Communication and Work Group‬‬
‫‪ Processes‬یدرس االختصاصي النفس ي الص ناعي العالق ات الشخص یة القائم ة بین‬
‫الع املین في إط ار مؤسس ة العم ل ‪ ،‬و یب دو أن ھذه العالق ات مھم ة ج دا ‪ ،‬الن الن اس‬
‫یعملون في جماعات تتفاعل مع بعضھا البعض ‪.‬‬
‫‪ 6- 1- 6‬القیادة اإلداریة و السلطة ‪ : Leadership and Power‬یتناول ھذا‬
‫المجالعملی ات الض بط و التحكم و النف وذ في مؤسس ة العم ل ‪ ،‬إذ یھتم االختصاص ي‬
‫النفسيالص ناعي بفحص كیفی ة ت أثیر بن اء المؤسس ة ( المنظم ة) في س لوك العم ل و‬
‫اإلنتاجیة ‪.‬‬
‫‪ 7- 1- 6‬علم النفس العوامل اإلنسانیة ( علم النفس الھندسي ) ‪Human Factors‬‬
‫‪ Psychology‬یتناول ھذا المجال العالقة بین اإلنسان و اآللة و كیفیة تأثیر ظروف‬
‫( بیئة) العمل النفسیة و الفیزیقیة على س لوك العام ل ‪ (.‬رونال د‪-‬ي‪ -‬ریجی و ‪،1999 ،‬‬
‫ص ص ‪)16-15‬‬
‫‪ 8- 1- 6‬القیاس النفسي في مجال الصناعة ‪ :‬و ھو عملیة تقوم على التحدید الكمي و‬
‫الكیفي لم ا یتمت ع بھ األف راد من ذك اء و ق درات و س مات شخص یة و ذل ك عن طری ق‬
‫االختبارات النفسیة أو المقابالت ‪.‬‬
‫‪ 9- 1- 6‬حوادث العمل و األمن الصناعي ‪ :‬و تلك من اخطر موض وعات علم النفس‬
‫الصناعي الن الحوادث و ما یتبعھا من إصابات و تعویضات تمثل خسارة في األف راد و‬
‫في األموال ‪ ،‬و األمن الصناعي ھو أحسن الوسائل التي یمكن عن طریقھا تفادي وق وع‬
‫الحوادث‬
‫‪ 10- 1- 6‬التأھیل المھني للمعوقین ‪ :‬و ھي عملیة إنسانیة تستھدف تدریب األشخاص‬
‫من المع وقین على ح رف تتناس ب م ع عج زھم بحیث یس تفاد من الطاق ات المح دودة‬
‫الموجودة لدیھم و یشعرھم في نفس الوقت بأنھم یؤدون عمال نافع ا و لیس وا عال ة على‬
‫المجتمع ‪ (.‬محمد شحاتة ربیع ‪ ،2010 ،‬ص ‪)28‬‬

‫وعلیھ یمكن الق ول أن علم النفس العم ل و التنظیم ی درس ك ل م ا یص در عن‬


‫اإلنسان من سلوك أو تفكیر أو عملیات عقلی ة أخ رى أثن اء وج وده في بیئ ة العم ل‪ .‬أم ا‬
‫نتائجھ فھي ضخمة و مدھش ة فھ ذا العلم س اعدنا على الوص ول إلى فھم أفض ل بكث یر‬
‫لسلوك العم ل ‪ ،‬و أدى إلى إدخ ال تحس ینات كب یرة ج دا على طرائ ق أداء األعم ال و‬
‫على تصمیم األدوات و اآلالت و طرائق تشغیلھا و حسن إلى حد كبیر طبیع ة الحی اة‬
‫العملیة‬
‫‪ 2- 6‬مجاالت علم النفس العمل و التنظیم ‪:‬‬
‫یعرف احمد زكي صالح مجال علم النفس الصناعي ‪ :‬ھو دراس ة العم ل من حیث‬
‫انھ مجموع ة معین ة من أس الیب األداء المتكامل ة و ذل ك بقص د الكش ف عن المكون ات‬
‫األساسیة لكل عمل على حدة و تحدید الفروق الفردیة الفاص لة الدقیق ة بین عم ل و آخ ر‬
‫حتى یمكن تحدید الشروط الكفیلة بانجاز ھذا العمل بأحسن طریق ممكن و بأق ل مجھ ود‬
‫ممكن في اقل وقت ممكن ‪ .‬و الھدف ھو تبی ان األس س العام ة و الط رق ال تي تتب ع في‬
‫مماثلة األفراد و المھن من حیث أن ھذه المماثلة ھي خیر الوسائل في االحتف اظ بفاعلی ة‬
‫األفراد و كفایتھم في أعمالھم و تحقیق السعادة لھم فیما یمتھنون من مھن ‪.‬‬
‫و تتلخص مجاالت علم النفس العمل و التنظیم فیما یلي ‪:‬‬
‫‪ -‬المجال األول المواءمة المھنی ة ( تحلی ل العم ل) ‪ :‬و ھي تك ییف العام ل لمھنتھ أو‬
‫وضع الرجل المناسب في المكان المناسب بما یتناس ب م ع إمكان اتھ و ق دراتھ و س ماتھ‬
‫الشخص یة كم ا یس فر عن ذل ك نت ائج االختب ارات المختلف ة ال تي تطب ق على العام ل‬
‫عندالتحاقھ بمھنتھ أو عملھ ألول مرة ‪.‬‬

‫المجال الثاني الھندسة البشریة ‪ :‬و تتضمن تكییف اآللة للعامل ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬المج ال الث الث العالق ات اإلنس انیة ‪ :‬العالقات بین العم ال بعض ھم ببعض و بینھم‬
‫و بین المش رفین و اإلدارة العلی ا ك ذلك ‪( .‬مج دي أحم د عب د ﷲ ‪ ،2005،‬ص ص‪-23‬‬
‫‪)25‬‬

‫‪ -7‬مشكالت علم النفس العمل و التنظیم ‪:‬‬


‫علم النفس العم ل و التنظیم ھو علم دراس ة اإلنس ان و العم ل و یس تھدف تحس ین‬
‫ظروف العمل سواء ك انت ظروف ا فیزیقی ة أو میكانیكی ة ‪ ،‬اجتماعی ة أو نفس یة ‪ ،‬ك ذلك‬
‫تحسین المعاییر التي یمكن الحكم بھا على جودة اإلنتاج و زیادتھ و معدالت تلك الزی ادة‬
‫في الكفایة اإلنتاجیة أو معدالت الخطورة و اإلرھاق ‪.‬‬
‫و یمكن أن نخلص إلى أن األفراد یجب أن یتم توزیعھم على أعم ال تتناس ب و م ا‬
‫ینتظم شخصیتھم من إمكانات مختلفة تتناسب و مواصفات األعم ال ال تي س یلحقون بھ ا‬
‫و مراعاة االتجاھات الس ائدة في الجماع ة و م ا یس ودھا من روح معنوی ة تس اعد على‬
‫انجاز الھدف الرسمي للجماعة و تحقیق الھدف المشترك لھا بین أعضائھا ‪.‬‬
‫و في الوقت الذي یمكن تحلیل موق ف عم ل یل بي ك ل ھذه األم ور ف ان ع الم علم‬
‫النفس الصناعي یجب أن یعمل على حل المشكالت و التي یمكن أن تتمثل فیما یلي ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬مشكلة زیادة إنتاجیة الجھد اإلنساني و تحسین طرق العمل و تصمیم أدوات‬
‫و معدات و طرق تدریب أو أي شيء آخر یضمن للعامل تسھیل أدائھ لمھنتھ ‪.‬‬
‫ثانیا ‪ :‬مش كلة إزال ة المخ اطر الص حیة و اآلم ان و تخفیض الت وتر الجس مي و‬
‫النفسي و التعب و الملل أو أي شيء آخر یجعل العمل خطرا أو غیر مقبول ‪.‬‬
‫ثالث ا ‪ :‬مش كلة توص یف الوظ ائف و األعم ال من حیث م ا تتطلبھ من ص فات‬
‫شخصیة و عقلیة و أن یكون تقدیر األفراد بالنسبة لھ ذه الص فات تق دیرا علمی ا ص حیحا‬
‫مس تعملین في ذل ك أدوات القی اس المقنن ة و ب ذلك تض من وض ع الرج ل المناس ب في‬
‫المكان المناسب ‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬مشكلة زیادة اإلرضاء غیر المادي في العم ل بحیث تص بح ش یئا أك ثر من‬
‫روتین بال معنى یتعین على الفرد تحملھ لكسب قوتھ الیومي ‪.‬‬
‫خامسا ‪ :‬مشكلة ما ینطوي علیھ النم ط الثن ائي للجماع ة العامل ة و م ا یس ودھا من‬
‫اتجاھات و قبولھ و ما یشیع فیھ ا من روح معنوی ة تعم ل على تحقی ق أھداف الجماع ة‬
‫العامة من زی ادة إنتاجیتھ ا و تحاف ظ على تماس كھا و ازدھارھا و انجازھا و ك ذلك م ا‬
‫یسود في داخل الجماعة من معاییر یجب أن ینصاع لھا األف راد الع املون ‪ ( .‬رونال د‪-‬‬
‫ي ‪ -‬ریجیو ‪ ،1999 ،‬ص ص ‪. )42- 41‬‬

‫‪ -8‬علم النفس العمل والتنظیم علما أو ممارسة ‪:‬‬


‫عن دما یب دأ االختصاص ي النفس ي الص ناعي في تط بیق المب ادئ النفس یة على‬
‫م وقعحقیقي للعم ل ‪ ،‬ف انھ یتب ع نموذج ا یمكن أن یطل ق علیھ اس م خط وات التط بیق‬
‫النموذجیةالتي تكون مماثل ة تمام ا لخط وات الط بیب و خط وات االختصاص ي النفس ي‬
‫اإلكلینیكي و غیرھم من الذین یقدمون الخدمات الصحیة ‪ ،‬و إذا كان الطبیب یتعامل م ع‬
‫مرضاه فرادى فان االختصاصي النفسي الصناعي قد یتعام ل م ع مؤسس ة بأكملھ ا ‪ ،‬أو‬
‫قسم ‪ ،‬أو مجموعة معینة في إطار مؤسسة كبیرة ‪.‬‬
‫و یشمل النموذج التطبیقي الخطوات التالیة ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬التشخیص ‪ :‬إذ یق وم االختصاص ي النفس ي بجم ع المعلوم ات الموض وعیة‬
‫و التفصیلیة للمؤسسة لتحدید طبیعة المشكلة و یستخدم في التش خیص ع ددا من أس الیب‬
‫القی اس و أدواتھ ‪ ،‬و ن ذكر منھ ا على س بیل المث ال ال الحص ر ‪ ،‬المالحظ ة المنظم ة ‪،‬‬
‫االختبارات ‪ ،‬الدراسات المسحیة ‪.‬‬
‫ثانی ا‪ :‬الت دخل ‪ :‬و نع ني بھ اتخ اذ الق رار بش ان البرن امج العالجي ‪ ،‬أم ا اختی ار‬
‫البرنامج العالجي (أي برن امج الت دخل ) المالئم للعم ل على تط بیقھ في المؤسس ة ف انھ‬
‫یعتم د على تش خیص المش كلة و المعلوم ات المت وافرة ل دى االختصاص ي النفس ي‬
‫الصناعي عن البرامج العالجیة األخرى ‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬التقییم ‪ :‬إذ یقوم االختصاصي الصناعي بتقییم اآلثار الناجم ة عن البرن امج‬
‫العالجي ( برن امج الت دخل ) على المؤسس ة ‪ ،‬و ق د یس تخدم االختصاص ي ع ددا من‬
‫األدوات لمعرفة ما إذا كانت النتائج المتوقعة ق د تم تحقیقھ ا و لكنھ أیض ا یبحث عن أی ة‬
‫أث ار س لبیة لتط بیق البرن امج ‪ .‬و لنف رض أن النت ائج المتوقع ة و المرغ وب فیھ ا لم‬
‫تتحقق ‪.‬في ھذه الحالة یعید االختصاصي النفسي الصناعي تقییم الموق ف و ق د یلج ا إلى‬
‫تغییر أو تعدیل برنامج الت دخل ( البرن امج العالجي) و في حال ة إدخ ال أي تغی یر على‬
‫البرن امج العالجي تع اد عملی ة تق ییم النت ائج على المؤسس ة ‪ ( .‬رونال د ‪-‬ي‪ -‬ریجی و ‪،‬‬
‫‪ ،1999‬ص ص‬
‫‪(18-17‬‬

‫‪ -9‬عالقة علم النفس العمل والتنظیم بفروع علم النفس األخرى‪:‬‬


‫إنھ ال یوج د علم مس تقل ب ذاتھ عن العل وم األخ رى حیث أن ج ل العل وم مكمل ة‬
‫بعضھا لبعض أخذا أو عط اء وعلیھ ف إن لعلم النفس العم ل و التنظیم عالق ة م ع ف روع‬
‫علم النفس األخرى‪:‬‬
‫‪ - 1‬یستفید علم النفس التنظیم والعمل من علم النفس الفارق في التعرف على الفروق‬
‫الفردی ة الموج ودة بین األف راد والجماع ات من ف وارق في ال ذكاء واالس تعدادات‬
‫الشخصیة‪.‬‬
‫‪ - 2‬یس تفید علم النفس الص ناعي من علم النفس التعلیمي في عملی ة الت دریب ب وجھ‬
‫خاص سواء كان ھذا التدریب صناعي أم ی دویا أو اجتماعی ا أو إداری ا وذل ك أن عملی ة‬
‫التدریب ھي عملیة تعلم وتعلیم ‪.‬‬
‫‪ - 3‬كم ا یس تفید علم النفس الص ناعي من علم النفس االجتم اعي العالقاتاإلنس انیة‬
‫داخل بیئة العمل والتي تبین لن ا العوام ل ال تي تس ھل العم ل الجم اعي وتعطلھ‪ .‬وط رق‬
‫تحسین العالقات اإلنسانیة بین العمال بما یزید تماسكھم ویرفع من روحھم المعنویة‪.‬‬
‫‪ - 4‬یس تفید علم النفس الص ناعي من علم النفس العی ادي وعلم النفس الش واذ الل ذان‬
‫یشخصان مختلف االضطرابات النفسیة والسلوكیة في مجال الصناعة‪.‬‬
‫‪ - 5‬كما أن األخصائي النفسي الصناعي في حاجة ماسة إلى استخدام مق اییس و‬
‫اختب ارات س یكولوجیة ثابت ة و ص ادقة في تق دیر ال ذكاء و الق درات الخاص ة والمی ول‬
‫واالتزان االنفعالي و الكفایة اإلنتاجیة ضروریة لعملیات االختی ار و الت وجیھ والت دریب‬
‫والتأھیل المھني (أشرف محمد عبد الغني‪ ، 2001 ،‬ص ‪)49- 47‬‬

‫‪ -10‬المدارس الفكریة في علم النفس العمل والتنظیم‬

‫لقد تطورت المفاھیم الفكریة والنظریات التنظیمیة عبر سلسلة من التطورات ال تي‬
‫تجسدت بجھود عدد من الباحثین والمفكرین في دراسة وتحلیل السلوك اإلنساني عموم ا‬
‫والسلوك التنظیمي بشكل خاص من خالل التطورات الفكری ة والفلس فیة ال تي تمخض ت‬
‫عبر تطورات تدریجیة من الدراسة والتحلیل وق د ب دأت تأخ ذ اإلط ار العلمي في البحث‬
‫والتفكیر منذ العقد األول من القرن العشرین‪.‬‬
‫وسوف نبرز ھذه النظریات وما جاءت بھ كل نظری ة من خالل أص حابھا بھ دف‬
‫تط ور المنظم ات وكیفی ة إدارتھ ا ح تى یتس نى فھم المراح ل ال تي فس رت التنظیم‬
‫والتطورات المتوالیة للفكر التنظیمي‪.‬‬
‫‪ -10-1‬المدرسة الكالسیكیة‪:‬‬
‫تعتبر المدرس ة الكالس یكیة أق دم الم دارس الفكری ة ال تي تن اولت اإلدارة والعملی ة‬
‫اإلداریة من جوانب متعددة‪ ،‬وتتح دد ف ترة المدرس ة الكالس یكیة بین ‪.1930 – 1880‬‬
‫فھي أول مدرسة إداریة تكلمت ح ول الس لوك اإلنس اني وكیفی ة الس یطرة علیھ بطریق ة‬
‫علمیة حدیثة كما تم یزت بوض ع األس س األولى والقواع د التقلیدی ة العریق ة في اإلدارة‬
‫ومن أسباب ظھورھا االقتصاد الرأسمالي القائم على المشروع الحر والمنافسة واالتج اه‬
‫والتفكیر المنطقي وتفسیر السلوك اإلنساني والسلوك التنظیمي‪ .‬وقد افترض ت المدرس ة‬
‫الكالس یكیة أن األف راد كس الى وغ یر ق ادرین على تنظیم وتخطی ط العم ل وأنھم غ یر‬
‫عقالنیین وانفعالیین‪ ،‬ولھذه األسباب ھم غیر قادرین على أداء أعمالھم بطریقة ص حیحة‬
‫وفعالة‪ ،‬وبالتالي ال بد من الس یطرة على ھذا الس لوك‪ .‬ل ذا رك زت على ف رض نم وذج‬
‫عقالني ورشید وقوي على العاملین وذلك كمحاولة للسیطرة على سلوكھم داخاللمنظمة‪.‬‬
‫اھتمت ھذه المدرسة بالطرق و األدوات العلمیة لتحدید أسالیب أداء العم ل و ل ذلك‬
‫كان اھتمام روادھا منصبا على تحدید المفاھیم ووضع المبادئ الخاصة بدراسة الحرك ة‬
‫و الزمن و تخطیط مكان العمل ‪ ،‬و الرقابة على اإلنتاج ‪ ،‬و تحدی د ط رق األج ور مم ا‬
‫جعل البعض یطلق علیھا اس م مدرس ة الھندس ة البش ریة ألنھ ا اھتمت بالعم ل و أعطت‬
‫العامل البشري مرتبة ثانویة من االھتمام ‪ (.‬لوكیا الھاشمي ‪ ،2004 ،‬ص‪)41‬‬

‫فالمدرسة الكالسیكیة مرتبطة بالمھندس فریدریك تایلور " من أمریكا ‪ ،‬والمھندس‬


‫" ھنري ف ایول " من فرنس ا ‪ .‬ب د أ " ت ایلور " أبح اثھ في أواخ ر الق رن التاس ع عش ر‬
‫المیالدي‪ ،‬وك ان من أوائ ل الب احثین في نظری ة اإلدارة بحكم عملھ كب یرا للمھندس ین‬
‫بمص انع الص لب في فیالدلفی ا س نة ‪ 1878‬م‪ .‬وق د ق ام خالل ھذه الف ترة بإنج از ثالث ة‬
‫مؤلف ات ‪،‬آخرھا كت ابھ الش ھیر (مب ادئ التنظیم العلمي للمؤسس ات) ال ذي ص در ع ام‬
‫‪ 1911‬م‪ ،‬والذي تضمن أبحاثاأبحاثا ً ودراسات تعتبر المبادئ األساسیة لإلدارة العلمیة‪.‬‬

‫‪ ‬نشأة المدرسة الكالسیكیة‪:‬‬


‫ظھرت ھذه المدرسة في أواخر القرن الثامن عشر‪ ،‬وتعتبر نتاج التفاع ل بین ع دة‬
‫تیارات كانت سائدة خالل ھذه الفترة ‪ ،‬وھي أولى المدارس التي أض فت الط ابع العلمي‬
‫على التسییر ووجھت اھتمام المسیرین نحو كفاءة استخدام الموارد لرف ع مس توى األداء‬
‫عوض ما كان سائدا من قب ل من االعتق اد أن كف اءة المؤسس ة و فعالیتھ ا ت زداد بتوس ع‬
‫حجمھا ‪ .‬ومن أھم المراحل التاریخیة التي مرت بھا ھذه المدرسة‪.‬‬
‫‪‬مرحلة ظھور الثورة الصناعیة‪ :‬ابرز ما تمیزت بھ ھذه الف ترة ن درجھ من خالل النق اط‬
‫التالیة‪:‬‬
‫‪ -‬التوسع في استخدام اآلالت وإحاللھا محل العمال‪.‬‬
‫‪ -‬ظھور مبدأ التخصص والتقسیم العملي للعمل‪.‬‬
‫‪ -‬تجم ع ع دد كب یر من العم ال في مك ان العم ل‬
‫(المصنع)‪.‬‬
‫‪ -‬إنش اء المص انع الك برى ال تي تس توعب اآلالت‬
‫الجدیدة والطاقة العاملة‪.‬‬

‫‪‬مرحلة ظھور حركة اإلدارة‪ :‬كان من أبرز مھندسي ھذه المرحل ة المھن دس األم ریكي‬
‫فریدرك ت ایلور بعرض ھ لفك رة التقس یم المنھجي للعم ل والمب ادئ األربع ة لإلدارة إلى‬
‫جانبھ ''فرنك جلبرت'' و''وھنري ج انت'' و 'ھنري ف ایول'' و''م اكس وی بر'' من خالل‬
‫بعض اإلض افات إلى أفك ار ت ایلور حیث ك انت الب وادر األولى لمیالد المدرس ة‬
‫الكالسیكیة‪.‬‬
‫‪‬مرحلة نمو المنظمات العمالیة والوعي القومي‪ :‬كان ظھور ونمو النقاب ات والمنظم ات‬
‫العالمی ة نتیج ة حتمی ة لل رد على ممارس ات اإلدارة وب دأ اإلنس ان یتخلى عن أفك اره‬
‫العشوائیة في التسییر اإلداري‪.‬‬
‫ومن بین أس باب االھتم ام المتزای د بنش أة المدرس ة الكالس یكیة كوظیف ة‬
‫إداریةمتخصصة وكفرع من فروع علم اإلدارة فیما یلي‪:‬‬
‫‪ -‬التوسع الصناعي الذي تم في العصر الحدیث‬
‫‪ -‬زیادة التدخل الحكومي في عالقات العمل بین العمال ورجال األعمال عن طریق‬
‫إصدار القوانین‪.‬‬
‫• مبادئ المدرسة الكالسیكیة‪:‬‬
‫توجد عدة مبادئ وافتراضات اعتم دت علیھ ا المدرس ة الكالس یكیة نوجزھا فیم ا‬
‫یلي‪:‬‬
‫‪ - 1‬التخصص وتقسیم العمل‬
‫‪ - 2‬وحدة األمر والتوجیھ‬
‫‪ - 3‬مركزیة اتخاذ القرارات‬
‫‪ - 4‬توحید الوظائف ومنع االزدواجیة‬
‫‪ - 5‬الھیكل التنظیمي والتسلسل الرئاسي الھرمي‬
‫‪ - 6‬تطبیق نطاق اإلشراف (انس شكشك ‪ ،2009،‬ص‪)52‬‬

‫‪ - 1‬التخصص وتقسیم العمل‪ :‬ترى ھذه النظریات أن للتخصص أثر كبیر على‬
‫اإلنتاج وكفاءتھ إلى جانب انھ یؤدي إلى ضمان سیر العملیة اإلنتاجیة أي البد من تقس یم‬
‫العمل إلى خطوت متعددة بحیث یتولى كل شخص مھمة معینة األم ر ال ذي یس اعد على‬
‫إتقانھا أكثر مما لو تم توزیعھا على مھمات عدیدة‪ ،‬وان ھناك فائدة كبیرة في التخصص‪.‬‬
‫‪ - 2‬وح دة األم ر والت وجیھ‪ :‬إن الفرد العام ل یتلقى أوام ره من واح د فق ط وانھ ال‬
‫یستطیع احتمال ازدواجیة المس ؤولیة إذا تع ددت مص ادر إص دار األوام ر وخاص ة إذا‬
‫كانت المصادر متعارضة‪.‬‬
‫‪ - 3‬مركزیة اتخاذ القرارات‪ :‬تؤكد ھذه النظریات على المفاھیم السلطویة كأساس‬
‫لإلدارة وعلى حق من ھم في قمة التنظیم اإلداري بإصدار األوامر كأساس لس یر العم ل‬
‫اإلداري‪.‬‬
‫‪ - 4‬النظرة األحادیة لإلنسان‪ :‬نظرت لإلنسان نظرة محدودة والنموذج الذي تضعھ‬
‫لإلنسان ھو نموذج آلة واعتبرتھ ك ائن اقتص ادي أي یمكن الت أثیر على س لوكھ وأفع الھ‬
‫عن طریق األجور والحوافز المادیة األخرى‪.‬‬
‫‪ - 5‬نظرت للمنظمة على أنھا تعمل في محیط مغلق وال تتفاعل مع البیئة الخارجی ة‬
‫التي تعمل فیھا وأن ھذه البیئة مستقرة نسبیا‪.‬‬

‫‪ - 6‬تطبیق نطاق اإلشراف‪ :‬اعتبرت أن كل اتصال وتنظیم خارج القنوات الرسمیةال‬


‫یخدم المنظمة ویضر باإلنتاج‪.‬‬

‫• نقائص و عیوب الفكر الكالسیكي ‪:‬‬


‫لق د تعرض ت أفك ار ھذه المدرس ة لنق د ش دید من أص حاب المدرس ة الس لوكیة –‬
‫القائمة على التركیز على العنصر البشري أك ثر من المھ ام و األعم ال و أن المنظم ات‬
‫في حركتھا تنبثق تلقائیا من التعاون بین العنصر البشري و أن ھناك حس ابات ت ؤثر في‬
‫سلوك األف راد في المنظم ة أھم من البن اء التنظیمي و تحدی د االختصاص ات و الھیاك ل‬
‫التنظیمیة ‪.‬‬
‫لھذا فان العدید من الدراسات قد تعرضت للجوانب السلبیة التي ترتبت عن تط بیق‬
‫المدرسة الكالسیكیة و من أھم االنتقادات ما یلي ‪:‬‬
‫‪ -‬تفترض ھذه المدرس ة الرش د و المثالی ة في الق رارات لكن في الواق ع من الص عب‬
‫التمسك بالمثالیة و الرش د في كاف ة األوق ات كم ا أن الق رارات حس ب الكالس یك تك ون‬
‫بطیئة ‪.‬‬
‫‪ -‬أن ھذه المدرسة اعتبرت اإلنسان آلة منتجة‪ ،‬كما استغل ھذا الن وع من التنظیم في‬
‫رفع أرباح أرباب األعمال على حساب العمال ‪ ،‬و أجبرھم على االلتزام الشدید بالقواعد‬
‫و اإلجراءات الصارمة ‪.‬‬
‫‪ -‬إن التقسیم الدقیق للعمل قد أدى إلى نتائج س لبیة مس توى الس لوك التنظیمي و ذل ك‬
‫نتیجة اض طرار العم ال خاص ة في وح دات اإلنت اج وف ق العم ل المتسلس ل إلى تك رار‬
‫حركات معینة محدودة كل یوم طوال السنة ‪ ،‬و ھذه الحركات الروتینیة أدت بالعمال إلى‬
‫اإلحس اس بالمل ل و بتفاھة األعم ال ال تي یقوم ون بھ ا ‪ ،‬و بالت الي اإلحس اس بتفاھة‬
‫مس تواھم االجتم اعي ‪ ،‬و ق د اث ر ھذا اإلحس اس على أداء العم ل مم ا أدى إلى ح دوث‬
‫مشاكل سلوكیة عدیدة ‪ ،‬مما اخ ل بكمی ة و نوعی ة اإلنت اج و ق د بینت ع دة دراس ات في‬
‫الوالیات المتحدة األمریكیة ارتفاع نسبة التغیب و تسرب العمال و االس تقاللیة و الت ذمر‬
‫في أوساط العمل ‪.‬‬
‫‪ -‬أھملت ھذه المدرسة التفاعل الذي یحدث بین التنظیم الصناعي و محیطھ الخ ارجي‬
‫( نظام مغلق) ‪.‬‬

‫لقد فقدت ھذه المدرسة فعالیتھا في التسییر مما أدى إلى ظھور عدة نظریات أخرى‬
‫محاولة تدارك سلبیات ھذه المدرسة القائمة على ال روح الفردی ة و تعویض ھا بمب ادئ ال‬
‫تھمل الجوانب النفسیة االجتماعیة كسالح جدید لتحقیق مكاسب اكبر‬
‫أھم نظریات المدرسة الكالسیكیة ‪:‬‬
‫ساھمت النھضة الصناعیة في بریطانیا في الق رن الث امن عش ر (‪ )18‬و انتش ارھا‬
‫في كل من فرنسا و ألمانیا و الوالیات المتحدة األمریكیة و ما نتج عنھا من إقامة مصانع‬
‫كب یرة الحجم و نم و الق وى العامل ة و زی ادة حجم اإلنت اج الص ناعي و تعق د العالق ات‬
‫الص ناعیة بین الق وى العامل ة الجدی دة و إدارات المص انع و احت دام المنافس ة بین‬
‫مختلفالمنظم ات و غیرھا من العوام ل في ظھ ور ع دة أبح اث و دراس ات لع دد من‬
‫الباحثین ‪.‬‬

‫تعتبر المدرسة الكالسیكیة من أوائل نظریات اإلدارة‪ ،‬و مجمل فكرھا و نظریاتھ ا‬
‫تدور حول تقسیم العمل بین الع املین (تخص ص في العم ل) في المنظم ة لتحقی ق كفای ة‬
‫إنتاجیة عالیة و تشمل ھذه المدرسة ثالث نظریات ھي‪:‬‬
‫‪ - 1‬نظریة اإلدارة العلمیة – فریدریك تیلور‬ ‫‪-‬‬
‫‪ - 2‬نظریة التقسیم اإلداري – ھنري فایول‬ ‫‪-‬‬
‫‪ - 3‬نظریة البیروقراطیة – ماكس فیبر‬ ‫‪-‬‬

‫‪ -10-1-1‬نظریة اإلدارة العلمیة‪:‬‬


‫تعریف اإلدارة ‪:‬‬
‫لقد اختلفت تعاریف اإلدارة اختالفا واضحا و یرجع ذل ك إلى تب این وجھ ات نظ ر‬
‫المفكرین من جھة و اختالف العصور التي تم فیھا تقدیم ھذه التع اریف ‪ .‬إذ أن تعری ف‬
‫اإلدارة في العصور القدیمة لیس نفسھ في العصر الحدیث و ھذا لم ا ش ھدتھ اإلدارة من‬
‫تطور سواء من حیث الفكر اإلداري أو من حیث تطور التكنولوجیا المستخدمة‬
‫‪ -‬فقد عرف فریدریك تایلور ‪ Fredrick Taylor‬اإلدارة في كتابھ ""مبادئ اإلدارة‬
‫العلمی ة ‪ "":‬بأنھ ا المعرف ة الدقیق ة لم ا تری د من الرج ال أن یعمل وه ثم التأك د من أنھم‬
‫یقومون بعملھم بأحسن طریقة وأرخصھا‪ ( .‬كسنة أمحمد ‪ ،2009 ،‬ص‪)13‬‬
‫‪ -‬أما ھنري فایول عرفھا‪ :‬أن یتنبأ المدیر بالمستقبل و یخطط بن اءا علیھ ‪ ،‬و ینظم و‬
‫یصدر األوامر و ینسق و یراقب‬
‫‪ -‬أم ا ولیم ھویت یعرفھا‪ :‬بأنھا فن ینحص ر في ت وجیھ و تنس یق و رقاب ة ع دد من‬
‫األشخاص النجاز عملیة محددة أو تحقیق ھدف معلوم ‪.‬‬
‫‪ -‬و في المجاالت اإلسالمیة تعني اإلدارة ‪ :‬الوالیة أو الرعایة أو األمان ة كلھ ا تحم ل‬
‫مع نى المس ؤولیة و أداء ال واجب ‪ ،‬ق ال علیھ الص الة و الس الم ‪ (( :‬كلكم راع و كلكم‬
‫مسئول عن رعیتھ ))‪ ( .‬بن حمود سكینة ‪ ، 2012 ،‬ص ص ‪) 10 - 9‬‬
‫‪ -‬و علیھ فاإلدارة ھي االستخدام الفع ال والكفء للم وارد البش ریة والمادی ة والمالی ة‬
‫والمعلوم ات واألفك ار وال وقت من خالل العملی ات اإلداری ة المتمثل ة في‬
‫التخطیط ‪،‬والتنظیم والتوجیھ والرقابة بغرض تحقیق األھداف "‬
‫تعریف اإلدارة العلمیة‪:‬‬
‫قام تایلور بعدد من الدراسات واألبح اث والتج ارب وق د اثبت في تج ربتھ األولى‬
‫جھل اإلدارة بكمیة العمل الواجب أن یقدمھ الفرد‪ ،‬وفي تجربتھ الثانیة قام بدراسة الوقت‬
‫الالزم النج از العم ل المطل وب‪ ،‬وھدفت تج ربتھ الثالث ة إلى تحس ین األدوات واآلالت‬
‫المستخدمة في العمل‪ .‬ونشر تایلور نتائج أبحاثة ودراساتھ في كتاب (إدارة الورش) عام‬
‫‪ 1903‬كم ا ق ام ت ایلور بع دد آخ ر من الدراس ات ك ان یھ دف منھ ا إلى فلس فة جدی دة‬
‫فياإلدارة وأطلق علیھا لفظ اإلدارة العلمیة حتى یمیزھا عن اإلدارة التقلیدی ة ال تي ك انت‬
‫متبعة في ذلك الوقت وال تي أس ماھا ت ایلور إدارة البص مة والتخمین في كت ابھ (أص ول‬
‫اإلدارة العلمیة)‪.‬‬
‫ویق ول (ت ایلور) أن اإلدارة العلمی ة أك بر من أن تك ون طریق ة بحث وتخطی ط‬
‫ورقابة‪ .‬إنھا ثورة فكریة أو فلسفة إداری ة جدی دة تن ادي بتغی یر ش امل في تفك یر اإلدارة‬
‫نحو العاملین‪ ،‬وفي تفكیر العاملین نحو اإلدارة‪ ،‬وفي تفكیر العاملین نحو بعضھم البعض‬
‫‪.‬‬
‫وفي معجم مص طلحات العل وم اإلداریة‪ ،‬ع رفت اإلدارة العلمیة بأنھا ‪:‬حركة فنیة‬
‫وإداریة ظھرت في الوالی ات المتح دة في العقد األخ یر من الق رن التاسع عشر المیالدي‬
‫ورسم خطوطھا األساسیة العالم األمریكي " فریدریك تایلور ‪ ".‬وقد اھتمت ھذه النظریة‬
‫بدراسات الوقت والحركة‪ ،‬ووضعت مبادئ تسترشد بھا اإلدارة في تحقیق زیادة اإلنت اج‬
‫عن طریق االختی ار العلمي للعم ال والت دریب الص حیح‪ ،‬والمالحظة الفعالة‬
‫ألعمالھم ‪،‬وتشجیع العمال عن طریق حوافز اإلنتاج‪.‬‬
‫رواد نظریة اإلدارة العلمیة‪:‬‬
‫ظھرت ھذه النظریة في أمریكا عن طریق رائدھا "فریدریك تایلور" ال ذي أص بح‬
‫فیما بعد ملقبا بأبي اإلدارة العلمیة‪ .‬إال انھ ال یمكن إھمال الكالم عن أولئ ك ال ذین مھ دوا‬
‫لظھور ھذه النظریة بأفكارھم وكتاباتھم‪.‬‬

‫‪ - 1‬شارلس بابیج ‪ : Charles Babbage‬أكد على ضوء االھتمام بالوقت الضائع‬


‫ودراستھ باستخدام الساعة وھو األسلوب الذي اعتمده تایلور فیما بعد في دراس ة ال وقت‬
‫والحركة‪ ،‬كما أشار إلى أھمیة العالقة اإلنسانیة وتقلیص أوجھ اإلھمال أو التخریب التي‬
‫یتعرض لھا العامل عند تجاھل عالقات الف رد بالمنظم ة والرقاب ة المحكم ة على تحقی ق‬
‫األھداف‪ .‬وھذا في كتابھ اقتص ادیات اآلالت والمص انع س نة ‪ 1830‬وال ذي وض ح فیھ‬
‫بعض األفكار ذات العالقة باإلدارة ومشاكلھا‪( .‬لوكیا الھاشمي ‪ ،2006،‬ص ‪)42‬‬

‫‪ - 2‬ھنري میتاكالف ‪ : Henry Met calf‬احد كبار ضباطا الجیش األمریكي ‪ ،‬و‬
‫عمل مدیرا لمصنع العتاد الح ربي خالل الم دة ‪ 1893- 1880‬ألقى محاض رة اق ترح‬
‫فیھا خطة للتنظیم مبنیة على تقسیم العمل بین اإلدارة و األفراد ‪ ،‬و قد اش ترك فری دریك‬
‫تایلور في المناقشة التي حدثت بعد إلقاء ھذه المحاضرة و صرح بأنھ یجري بح وث و‬
‫دراسات حول مشاكل اإلدارة بشركة ""میدفیل "" للحدی د و الص لب ‪ ( .‬رابح الع ایب ‪،‬‬
‫‪ ،2006‬ص‪)20‬‬

‫‪- 3‬ھنري ت اون‪ :‬ھو أح د المخ ترعین وص احب المنش اة الص ناعیة ال تي ع رفت‬
‫باسمھخالل أواخر الق رن التاس ع عش ر‪ ،‬وھو أول من اس تخدم األس الیب المنھجی ة في‬
‫اإلدارة باعتم اد الط رق العلمی ة الحدیث ة في تحس ین األداء اإلنت اجي في المنظم ات‬
‫الصناعیة‪.‬‬

‫‪ -‬إدارة ورقابة العمل من طرف خبراء وفنیین لتطویره‬


‫‪ -‬ضرورة تبادل الخبرات والمعارف بین اإلطارات عن طریق المالحظ ة والتس جیل‬
‫والتحلیل‪.‬‬
‫‪ -‬العمل على ربط األجر باإلنتاجیة للحصول على كفاءة أداء عالیة من قبل الع املین‪.‬‬
‫(لوكیا الھاشمي ‪ ،2006،‬ص ‪)42‬‬

‫في سنة ‪ 1886‬ق دم ھنري بحث ا بعن وان (المھن دس كرج ل اقتص اد) تن اول فیھ‬
‫أھمیة دراسة وإدارة الورش ة وكی ف ممارس ة اإلدارة بالورش ة‪ .‬ومن مس اھماتھ اق ترح‬
‫نظاما لألجور یقضي بمنح العامل أجرا محددا ثم منحھ نصیبھ من الكس ب المحق ق بع د‬
‫اقتسامھ بالتساوي بین العمال وأصحاب العمل‪ .‬وتعت بر أفك ار ت اون ومالحظ اتھ بمثاب ة‬
‫تمھید لحركة اإلدارة العلمیة والتي قام بھا فریدریك تایلور‪.‬‬
‫‪ - 4‬فرانك ولیلیان جیلبرت ‪ : Frank & Liliane Gilbreth‬كان من بین الذین‬
‫قدموا لإلدارة العلمیة إسھاما مباشرا و عملوا على تق دم اإلدارة الص ناعیة على مس توى‬
‫العام ل ففي س نة ‪ 1885‬التح ق بالعم ل في حرف ة البن اء الح ظ جل برت أن الحرك ات‬
‫المتبعة في العمل من قبل العمال كانت تختلف من عامل آلخر ‪ ،‬و أن العمال غالبا م ا ال‬
‫یتبع ون توص یات المش رفین و ط رقھم ال تي ی ذكرونھا لھم في العم ل ‪.‬و نتیج ة لھ ذا‬
‫االختالف في حركات العمل و إلیج اد الوس یلة األفض ل لألداء ق ام جل برت بتحلی ل و‬
‫تنمی ط الحرك ات ال تي یس تخدمھا العم ال بالنس بة للعم ل و األدوات المس تخدمة بھ دف‬
‫الوصول إلى اق ل الحرك ات الممكن ة و أكثرھا راح ة للعام ل أثن اء العم ل و إلغ اء‬
‫الحركات غیر الضروریة و إعادة ترتیب الحركات و األدوات و المواد الالزمة للعمل ‪.‬‬
‫و قد كان لھذه الدراسة نتائج ایجابیة على أداء العمال ‪.‬‬
‫‪ - 5‬ھنري لورانس جانت ‪ : Henry Lawrence Gantt‬یعتبر ھنري جانت من‬
‫الذین عاصروا تایلور و انظموا إلیھ في تج اربھ بش ركة می دفیل للحدی د و الص لب ع ام‬
‫‪ 1887‬و قد تأثر بأعمال تایلور ‪ ،‬لكنھ قدم عدة إسھامات لإلدارة مازال بعضھا یس تخدم‬
‫في اآلالت منھا ‪:‬‬

‫‪ -‬خرائ ط ج انت ‪ :‬و ھي عبارة عن ج دول بین و یقیس نش اط العام ل ‪ ،‬إذ من خاللھ‬
‫تظھ ر العالق ة بین م ا تم و م ا یجب أن یتم انج ازه في ال وقت المح دد‪.‬و ھذا الج دول‬
‫یس تخدم ك أداة للتخطی ط و الرقاب ة في المنظم ات الص ناعیة ح تى الی وم ‪ .‬و من بین‬
‫أنواعھذه الخرائط‪:‬‬

‫خریطة سجل اآللة – خریطة س جل العام ل – خریط ة التص میم –خریط ة مق دار‬
‫العمل – خریطة تقدم العمل‬

‫‪ -‬نظام األجور ‪ :‬قدم جانت نظاما خاصا باألجور و المكافآت یختلف عن نظام ت ایلور‬
‫‪ .‬فبمقتض ھذا النظام یتم تقدیم مكافآت إضافیة إلى ج انب مع دل األج ر الی ومي للعم ال‬
‫الذین ینتجون أك ثر من المع دل المطل وب ‪ ،‬أم ا العم ال ال ذین ینتج ون اق ل من المع دل‬
‫المطلوب فقد كانوا یعطوا اجر الیوم العادي فقط ‪ ،‬و بھذا ق دم ج انت نوع ا من الض مان‬
‫المادي للعمال بالرغم من مستوى اإلنتاج ‪ ،‬و قد كان لھذا النظام اكبر األثر في تضاعف‬
‫اإلنتاج و رفع معنویات العمال ‪.‬‬

‫‪ - 6‬ھارنغتون امیرسون ‪ : Harington Emerson‬كان امیرسون من دعاة‬


‫تایلور و المتحمسین لإلدارة العلمیة و لكن أھم إس ھاماتھ ك انت ت دور ح ول الكف اءة ‪ .‬و‬
‫قدم عام ‪ 1919‬عددا من المبادئ أطل ق علیھ ا اس م مب ادئ الكف اءة االثن ا عش ر ‪ .‬ت دور‬
‫الخمسة األولى منھا حلول العالقات بین العم ال و أص حاب العم ل ‪ .‬أم ا الس بعة الباقی ة‬
‫فتدور حول أسالیب و نظم اإلدارة ‪ (.‬لوكیا الھاشمي ‪ ، 2006 ،‬ص ص ‪)46- 43‬‬
‫فری دریك ت ایلور(‪ :)1915- 1856‬فری دریك ونس لو ت ایلور ‪Frédéric‬‬
‫‪ Winslow Taylor‬مؤسس ھذه النظریة (نظریة اإلدارة العلمیة) مھندس واقتصادي‬
‫ولد سنة ‪ 1856‬بجرمان تاون ‪ German Town‬بوالیة فیالدلفیا بأمریكا‪.‬‬

‫فبعد بدئھ في العم ل كعام ل ی دوي ‪ Manœuvre‬بمؤسس ة ‪،Midwale Steel‬‬


‫أص بح بع دھا مھن دس ویكتش ف الف والذ والتقطی ع الس ریع ( ‪Les Aciers à Coupe‬‬
‫‪ )Rapide‬سنة ‪ 1898‬كما وضع طریقة تنظیم عقلیة للعمل والتي حملت اسمھ فیما بعد‪.‬‬
‫(العایب رابح ‪ ،2006،‬ص‪)21‬‬

‫تدرج (تایلور) في جمیع الوظائف في تلك الشركة من عام ل بس یط إلى میك انیكي‬
‫(فني) إلى مھندس الش ركة‪ .‬أت اح لھ فرص ة فھم ش ؤون اإلنت اج ونفس یة العم ال وس بب‬
‫تذمرھم وانخفاض كفایتھم اإلنتاجیة‪ .‬وحین جاءتھ الفرص ة وعین كبیراكب یراً لمھندس ي‬
‫الشركة بدأ بدراساتھ وتجاربھ وناد بأھمیة مب ادئھ وداف ع عنھ ا وعن أھمی ة تطبیقھ ا في‬
‫الحیاة العملیة‪.‬‬
‫وذاع صیتھ حتى أصبح عالماعالما ً من علماء اإلدارة‪ ،‬وانتش رت مب ادئھ وأفك اره‬
‫في اإلدارة في معظم البلدان الصناعیة كأمریكا وروسیا وانجلترا وفرنس ا وألمانی ا خالل‬
‫ثلث قرن‪ ،‬كما ترجم كت ابھ ال ذي نش ر فیھ فلس فتھ في اإلدارة العلمی ة ع ام ‪ 1911‬وھو‬
‫كت اب (مب ادئ التنظیم العلمي للمؤسس ات) ش رح فیھ بأس لوب مبس ط مع نى اإلدارة‬
‫العلمیةوالغرض منھا ‪.‬‬
‫ولتایلور مجموعة من الكتب باللغة الفرنسیة منھا‪:‬‬
‫دراسة حول تنظیم العمل في )‪Etude sur l’organisation du travail (1903‬‬
‫‪ * dans les usines Principes de la direction scientifique‬المصانع سنة‬
‫‪ * entreprises Principes‬مبادئ اإلدارة العلمیة للمؤسسات سنة )‪des (1909‬‬
‫مبادئ التنظیم العلمي للمؤسسات )‪d’organisation scientifique des (1911‬‬
‫‪ * usines‬سنة‬

‫ویتف ق كث یر من علم اء النفس على أن أولى تطبیق ات علم النفس في المج ال‬
‫الصناعي بدأت على ید فریدریك تایلور فقد كان أول من وجھ األنظار بصورة علمیة‬
‫تجریبیة للعنصر اإلنساني كعامل رئیسي في اإلنتاج‪( .‬الع ایب رابح ‪ ،2006،‬ص‬
‫‪)21‬‬

‫نظریة اإلدارة العلمیة‪:‬‬


‫النظریة التایلوریة أو العقالنیة التي تسكنھا تجعل منھا نظریة وظیفی ة بمع نى أنھ ا‬
‫ترمي إلى تحقیق أھداف المؤسسة االقتصادیة‪ :‬زیادة اإلنتاج ومن ثم األرباح‪ .‬وذل ك عن‬
‫طریق تطبیق األسالیب العلمی ة في تس ییر وتنظیم عملیاتھ ا أو في عالقاتھ ا االجتماعی ة‬
‫اإلنس انیة‪ ،‬وللتعری ف ب الخطوط العریض ة لھ ذه الفلس فة‪ ،‬یمكنن ا اس تعراض التجرب ة‬
‫الكالسیكیة‪ ،‬لزیادة إنتاجیة العامل سمیث ‪ Smith‬وفقا لمجموعة من األسس‪:‬‬

‫‪ -1‬دراسة علمیة للعمل وأجزائھ ‪ ...‬میدانیا عن طریق المالحظة‪.‬‬


‫‪ -2‬تدریب العامل بعد اختیاره للقیام بھذه الوظیفة‪.‬‬
‫‪ -3‬تقسیم األدوار و المھمات بین العمال المنفذین و عمال اإلدارة بحیث تحدد‬
‫مسؤولیة كل منھما‪ ،‬وفقا لذلك في العملیة اإلنتاجیة‪.‬‬
‫‪ -4‬تطبیق حوافز مادیة مالئمة ‪ ،‬عن كمیة اإلنتاج المحققة ‪.‬‬
‫ولتحقیق ھذه الغایة قام فردریك تایلور في شركة بتلھایم لصناعة الحدید بانتقاء أحد‬
‫العمال األكفاء من أصل ھولندي اسمھ سمیث ‪ Smith‬وال ذي یتمت ع باإلض افة إلى ذل ك‬
‫بصحة وقوة بدنیة ‪( .‬مراد زعیمي ‪ ،2008،‬ص‪ )24‬وحبھ الشدید للمال ورغبتھ القویة‬
‫في االدخار وساوه مغریا إیاه برف ع أج ره من ‪ 15.1‬دوالر یومی ا إلى ‪ 85.1‬دوالر (أي‬
‫بزیادة ‪ % 61‬تقریبا في أجره الیومي) ودربھ على الخطوات العلمیة للعم ل انطالق ا من‬
‫رفع سبائك الحدید ونقلھا إلى المكان المخصص لذلك باختصار علیھ أن ینف ذ م ا ی ؤمر‬
‫بھ دون زی ادة أو نقص ان ط وال الی وم دون ت ردد أو مراجع ة أو ج دال‪ ،‬وھك ذا عم ل‬
‫سمیث طول الیوم عندما كان یؤمر بالعمل وبالكیفی ة ال تي ك ان ی ؤمر بإتباعھ ا وأدائھ ا‪،‬‬
‫ویسترحعندما كان ی ؤمر باالس تراحة‪ .‬وفي نھای ة الی وم ك ان ق د حم ل ‪ 47.5‬طن ا على‬
‫الشاحنة ولم بفشل أبدا في أن یحق ق المع دل الی ومي خالل األع وام الثالث ال تي قض اھا‬
‫تیلور في شركة بتلھم‪( .‬فرج عبد القادر طھ ‪ ،1983،‬ص ‪)22‬‬

‫وعندما قام تایلور بتعمیم نتائج تجربتھ ھذه على ش حن الحدی د بالش ركة أدى ذل ك‬
‫إلى زی ادة ض خمة في اإلنت اج دون زی ادة في الجھ د المب ذول في العم ل أو الزی ادة في‬
‫التعب ‪،‬والجدول التالي یوضح نتائج تطبیقات تجربة تایلور وطریقتھ‪:‬‬
‫الطریقة الحدیثة‬ ‫الطریقة القدیمة‬
‫إلى حوالي ‪ 140‬عامال‬ ‫‪600 -400‬‬ ‫نقص عدد العمال من‬
‫متوسط عدد األطنان التي یشحنھا‬
‫‪ 70‬طنا‬ ‫‪ 16‬طنا‬
‫العامل یومیا‬
‫‪ 1.8‬دوالرا‬ ‫‪ 05.1‬دوالرا‬ ‫متوسط دخل العامل یومیا (أجره)‬
‫‪ 33‬من الدوالر‬ ‫‪ 72‬من الدوالر‬ ‫متوسط تكلفة شحن الطن‬
‫و توض ح ھذه النت ائج أن طریق ة ت ایلور ق د أدت إلى ارتف اع إنتاجی ة العام ل بم ا‬
‫یقترب من أربعة أمثالھا في حین أدت إلى ارتفاع أجره بحوالي ‪ %63‬فق ط إال أنھ ا أدت‬
‫في نفس الوقت إلى ظاھرة سلبیة من وجھة نظر العمال ھي إنقاص عدد العمال للش حن‬
‫من ‪ 600- 400‬إلى حوالي ‪ 140‬عام ل أي إنق اص ع دد العم ال الالزمین إلى ح والي‬
‫الثلث فقط ‪ ،‬مما یھدد برفع مستوى البطالة بین ھؤالء العمال في تلك السوق الحرة ال تي‬
‫یحكمھا بصفة شبھ كاملة قانون العرض و الطلب و حریة تص رف أص حاب العم ل في‬
‫تسریح العمال و تعیینھم األمر الذي جع ل نت ائج ت ایلور غ یر إنس انیة تحكمھ ا مص لحة‬
‫رأس المال على حساب العامل ورضاه و راحتھ ‪( .‬العایب رابح ‪ ،2006،‬ص‪)26‬‬

‫مبادئ نظریة اإلدارة العلمیة‪:‬‬


‫وقد استخلص تایلور عقب ھذه التجارب‪ ،‬أن المب ادئ و األس س العلمی ة الوظیفی ة‬
‫التي تمكن المؤسسة من تحقیق أھدافھا اإلنتاجیة یمكن تلخیصھا فیما یلي‪:‬‬
‫‪ )1‬توزیع المسؤولیات بین طرفي التنظیم (العمال واإلدارة)‪.‬‬
‫‪ )2‬توفیر األدوات الالزمة لممارسة العمل‪.‬‬
‫‪ )3‬إنشاء أقسام خاصة بتخطیط أو تصمیم العمل لتالفي العراقیل‪.‬‬
‫‪ )4‬وضع قوائم بمتطلبات كل وظیفة‪.‬‬
‫‪ )5‬استعمال األدوات المتطورة لالقتصاد في الوقت والجھد‬
‫‪ )6‬تحفیز العامل مادیا كلما أنجز شطرا من عملھ‪.‬‬
‫یتجلى بوضوح أن المبادئ العلمیة والعقالنیة التي صاغھا تایلور في نظریتھتعتم د‬
‫على التجرب ة والمالحظ ة العلمی ة والقی اس‪ ،‬ویتمث ل طابعھ ا ال وظیفي في أن النظری ة‬
‫تستھدف تحقیق زیادة اإلنتاج في المقام األول‪.‬‬
‫وق د اس تخلص من تج ربتھ ومعایش تھ للعم ال أن العام ل ال دخ ل لھ في ذل ك وانھ‬
‫باإلمكان تحقیق تكیف العام ل ورف ع اإلنت اج وتحس ینھ وھو الغای ة القص وى للمؤسس ة‬
‫والعمال واإلدارة وبذلك یتم تحقیق الرفاھیة للجمیع‪.‬‬
‫لكن ھذه المقارب ة التقلیدی ة ال ت رى في التنظیم العلمي في العم ل الص ناعي س وى‬
‫إشكالیة توافقات بین المواد والعتاد أساسا واإلنسان (العامل) بصفتھ عنصرا ثالثا‪ ،‬ی دمج‬
‫ال كقطب جوھري في ھذا التالوث ولكن كمكمل (ضروري حتى ال یس تغنى عنھ منط ق‬
‫النظام الصناعي) وكإضافة قابلة للتكیف‪.‬‬
‫أما العوامل األخرى فإنھا تعطى مس بقا وتح دد اعتم ادا على مق اییس الم رد ودی ة‬
‫فحسب‪ .‬وإحدى التعابیر التي تصنف المفھوم التایلوي عن العام ل ھي‪ " :‬أن المم یزات‬
‫األولى للعامل ال ذي باس تطاعتھ القی ام بمھن ة نق ل س بائك الحدی د ھي انھ بلی د وكس ول‬
‫یقارب الثور من ناحیة االستعداد الذھني‪( ".‬زعیمي مراد ‪ ،2008،‬ص‪)25‬‬

‫أھداف اإلدارة العلمیة ‪:‬‬


‫و بھذه المبادئ التي سمیت باسمھ كان تایلور یھدف إلى ‪:‬‬
‫‪ -‬توثیق العالقة بین اإلدارة والعمال وإشاعة الثقة المتبادلة بینھما‪.‬‬
‫‪ -‬ترسیخ العدالة في توزیع العائد بین اإلدارة والعم ال وذل ك بتط بیق اإلدارة العلمی ة‬
‫مما یزید من اإلنتاج وبالتالي العائد الذي یعود علیھ بالمنفعة على الجمیع بالمنظمة‪.‬‬
‫‪ -‬دراسة العمل والتخطیط لھ بوضع قواعد معینة ألدائھ یمكن اختبارھا وتحدیدھا‪.‬‬
‫‪ -‬الرفع من إنتاجیة العام ل بت دریبھ وتحف یزه لرف ع معنوی اتھ وإش عاره ب أنھ عنص ر‬
‫أساسي بالمنظمة ال یمكن االستغناء عنھ بسھولة‪.‬‬
‫أسالیب اإلدارة العلمیة‪:‬‬
‫لتحقیق إنتاجیة مرتفعة وتخفیض التكلفة والح د من اإلس راف وال وقت الض ائع في‬
‫العمل نتبع األسالیب التالیة ‪:‬‬
‫‪ )1‬استخدام أسلوب البحث العلمي في الوصول إلى حل ول للمش كالت اإلداری ة واتخ اذ‬
‫القرارات‪.‬‬
‫‪ )2‬اس تخدام الح وافز المادی ة لخل ق الرغب ة ل دى العام ل في تأدی ة العم ل بالطریق ة‬
‫المطلوبة وبالسرعة أو المعدل المطلوب‪.‬‬
‫‪ )3‬استخدام طرق دراسة الوقت والحركة لتحدید أحسن طریقة ألداء األعمال‪.‬‬
‫‪ )4‬تحدید معاییر للعمل واألداء‪.‬‬
‫‪ )5‬استخدام الخبراء والمتخصصین لتحدید الشروط المناسبة المحیطة بالعمل‪.‬‬
‫‪ )6‬اختیار اآلالت والمواد والعمال بطریقة علمیة سلیمة‪.‬‬
‫‪ )7‬اختیار العاملین بشكل سلیم وتدریبھم جیدا ‪.‬‬
‫‪ )8‬توفیر اإلرشادات والتعلیمات المتعلقة بكیفی ة األداء األمث ل للعم ل‪( .‬انس شكش ك ‪،‬‬
‫‪ ، 2009‬ص‪)51‬‬

‫االنتقادات التي وجھت إلى اإلدارة العلمیة‪:‬‬


‫نجحت اإلدارة العلمیة في زیادة اإلنتاج وھو الھدف األساسي الذي سعت إلیھ وم ع‬
‫ذلك تعرضت للنقد العنیف من طرف العلماء في ذلك ال وقت بحیث ع ابوا علیھ ا النظ ر‬
‫إلى اإلنسان بوصفھ آلة تقوم بانجاز ما خطط لھ بدون مراعاة لظروف أخ رى كالنفس یة‬
‫واالجتماعیة التي ربما یكون لھا دور في أداء العمال زیادة أو نقصان وعموم ا یمكن أن‬
‫نلخص أھم االنتقادات التي تعرضت لھا ھذه النظریة في النقاط التالیة‪:‬‬
‫‪-‬إن ھذه المدرسة حللت العمل تحلیال میكانیكیا واعتبرت اإلنسان آلة منتجة‪.‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪-‬إن التقسیم الشبھ ذري للعمل قد أدى إلى نتائج س لبیة على مس توى الس لوك‬ ‫‪2‬‬
‫التنظیمي و ذلك نتیجة اضطرار العمال إلى تكرار حركات معینة محدودة كل یوم طوال‬
‫السنة و ھذه الحركات الروتینیة أدت بالعم ال إلى اإلحس اس بتفاھة مس تواھم و ق د أدى‬
‫ھذا إلى حدوث مشاكل سلوكیة عدی دة مم ا اخ ل بكمی ة و نوعی ة اإلنت اج (ارتف اع نس بة‬
‫التغیب و دوران العمال‪ ،‬و تسرب العمال‪ ،‬االس تقالة‪ ،‬ك ثرة ح وادث العم ل‪ ،‬الت ذمر في‬
‫أوساط العمال)‪.‬‬
‫‪-‬أھملت اإلطار الخارجي للمنظم ة الص ناعیة واعت برت ھذه األخ یرة نس قا‬ ‫‪3‬‬
‫مغلقا على نفسھ‪.‬‬
‫‪-‬لم تراع ھذه المدرس ة العالق ات الالرس میة كاالتص ال والتنظیم الالرس مي‬ ‫‪4‬‬
‫بین العم ال أنفس ھم من جھ ة وبین اإلدارة من جھ ة أخ رى‪ ،‬ب العكس فق د اھتمت ھذه‬
‫المدرسة بالتنظیم الھرمي للسلطة وباالتصال العمودي الرسمي كوسیلة لتنفی ذ الق رارات‬
‫وتطبیق اإلجراءات المتعلقة بالعمل‪.‬‬
‫‪-‬لقد كان تایلور ظالما حین جعل أقصى إنتاج ألكفأ عامل‪ ،‬اإلنتاج النموذجي‬ ‫‪5‬‬
‫الذي یجب أن یصل إلیھ جمی ع العم ال‪ ،‬وھذا تج اھال ص ریحا ألھم مب ادئ علم النفس‪،‬‬
‫مبدأ الفروق الفردیة بین العمال من حیث القدرة والقوة ودرجة التحم ل‪ ،‬في حین یقض ي‬
‫العدل أن یكون إنتاج العامل المتوسط ھو اإلنتاج النموذجي‪.‬‬

‫‪-‬كان یف رض على الجمی ع " طریق ة مثلى واح دة " ك ان العم ال یتش ابھون‬ ‫‪6‬‬
‫جمیعا في تكوینھم النفسي والجسمي وسرعتھم على التعلم وإیقاعھم الطبیعي‪.‬‬

‫‪-‬لقد أھمل الجوانب النفسیة التي ت ؤدي إلى تكی ف العام ل لعملھ‪ ،‬كم ا أھم ل‬ ‫‪7‬‬
‫اآلثار‬
‫النفسیة التي تترتب على ما یفرضھ على العامل من شروط ص ارمة وقی ود‪ ،‬كم ا أغف ل‬
‫عن الفروق الفردیة بین العمال كأن العامل یستطیع تكییف نفسھ كم ا یری د ف ان لم یفع ل‬
‫فالسبب ھو كسلھ أو إھمالھ أو فتور ھمتھ أو تمرده أو سوء نیتھ‪( .‬العایب رابح ‪،2006،‬‬
‫ص‪ .‬ص ‪)28- 27‬‬

‫ویتلخص نقد نظریة تایلور‪:‬‬


‫‪- 1‬اعتبرت اإلنسان آلة منتجة‬
‫‪- 2‬اعتبر الحوافز المادیة ھي الدافع الوحید للعمل وزیادة اإلنتاج‬
‫‪- 3‬أھمل العامل واھتم بالعمل وحللھ تحلیال دقیقا التقسیم الشبھ ذري للعمل‬
‫‪- 4‬نقص عدد العمال یھ دد برف ع مس توى البطال ة بینھم‪ ،‬ومن األفض ل ت وزیعھم إل‬
‫أقسام أخرى أو في أعمال أخرى تناسبھم‪.‬‬
‫‪- 5‬إھمال العوامل النفسیة والتي تلعب دورا كبیرا في الكفاءة اإلنتاجیة أو خفضھا‪.‬‬
‫‪- 6‬أخطأ حین جعل أقصى إنتاج ألكفاء العمال‪ ،‬واعتبره إنتاج النم وذجي‪ ،‬ولم ی راع‬
‫الفوارق في الق درة والق وة ودرج ة االحتم ال في حین یقض ي الع دل أن یك ون العام ل‬
‫المتوسط ھو اإلنتاج النموذجي‪.‬‬
‫‪ -7‬یفرض على العام ل (طریق ة مثلى واح دة) ك أن العم ال یتش ابھون جمیع ا في‬
‫تكوینھم النفسي والجسمي وسرعتھم في العم ل‪ ،‬وق درتھم على التعلم ولكن م ع ھذا فق د‬
‫ك ان نظ ام ت ایلور فاتح ة الطری ق إلى حرك ات (االختی ار المھ ني والت وجیھ‬
‫المھني ‪،‬والتدریب المھني‪ ،‬ودراسة الحركة والزمن)‪( .‬عوید سلطان المشعان ‪،1994،‬‬
‫ص‪)24‬‬

‫محاسن اإلدارة العلمیة‪:‬‬


‫ولكن مھما قیل عن النظریة فلھا محاسن تتمثل في أنھا‪:‬‬
‫• تصدت للمشاكل بسالح العلم والمعرفة واألسالیب العلمیة واتخ ذت من العلم منھج ا‬
‫فأب دعت في دراس ة ال وقت والحرك ة وھي أدوات التحلی ل الح دیث وأس اس التنظیم‬
‫واألسالیب‪.‬‬
‫• لم تكتفي ھذه النظریة بأحكام الماضي بل أخض عتھا للتجرب ة والتمحیص ووض عت‬
‫بناءا على ذلك نظریات ومبادئ تحكم العمل‪.‬‬
‫• ثبت بشكل مادي أن المؤسسات والدول التي تأخذ باألفك ار وال تي طرحتھ ا نظری ة‬
‫اإلدارة العلمیة تحقق نتائج أفضل من االعتماد على أسلوب التجربة والخطأ‪.‬‬
‫ملخص لنظریة اإلدارة العلمیة‪:‬‬
‫رائ دھا فری دریك ت ایلور ونش أتھا في الوالی ات المتح دة األمریكی ة‪ ،‬وملخص ھا‪:‬‬
‫التحدید الدقیق لكل عنص ر في عم ل األف راد الع املین واس تبعاد غ یر الض روري منھ ا‬
‫وتحدی د الحرك ات الض روریة الدع اء العم ل وال وقت المح دد إلنجازھا‪ ،‬واس تخدام‬
‫الطرقالعملی ة في اختی ار األف راد الع املین‪ ،‬واإلش راف ال دقیق علیھم إلنج از األعم ال‬
‫والقضاءعلى انخفاض اإلنتاجیة‪ ،‬واس تخدام الح وافز المادی ة لحثھم على تحقی ق الكف اءة‬
‫اإلنتاجیة العالیة‪.‬‬
‫أم ا س لبیاتھا‪ :‬إھم ال الج وانب االجتماعی ة واإلنس انیة بین األف راد الع املین في‬
‫المنظمة (التعامل مع الفرد على انھ آلة) وعدم ال دعوة إلى التفاع ل م ع المحی ط والبیئ ة‬
‫الخارجیة للمنظمة‪.‬‬

‫‪ 10-1-2‬نظریة التقسیم اإلداري‪ :‬ھنري فایول (‪:) 1925( )Henry Fayol-1841‬‬


‫في الوقت الذي بدأت فیھ مب ادئ اإلدارة العلمی ة في الوالی ات المتح دة األمریكی ة‬
‫تحتل مكانتھا في الدراسات واألعمال اإلداریة ھنري فایول في فرنسا یقدم إس ھاماتھ في‬
‫اإلدارة عن طریق مبادئ اإلدارة‪ ،‬وھو ب ذلك ك ان األول في الكتاب ة عن نظری ة اإلدارة‬
‫التنظیمیة التي تھتم باإلعمال اإلداریة من ناحیة وصف وتحلیل الوظ ائف وس رد مب ادئ‬
‫التنظیم‪.‬‬
‫ھنري فایول فرنسي األصل‪ ،‬بدأ حیاتھ المھنیة كمھن دس متخ رج وش غل مناص ب‬
‫إداریة عالیة منھا على وجھ الخصوص منصب مدیر الع ام لم دة ثالثین س تة لمجموع ة‬
‫شركات التعدین المعروفة باسم (ش ركة كومن تري) الفرنس یة‪ ،‬ومن خاللھ ا ن ال خ برتھ‬
‫العملیة التي قادتھ إلى النجاح في مجال اإلدارة الص ناعیة‪ ،‬وعم ل على تط ویر منھجی ة‬
‫النظریة اإلداریة‪ ،‬ووثق ذلك في كتابھ المشھور اإلدارة العامة والص ناعیة ع ام ‪1916‬م‬
‫(لوكیا الھاشمي ‪ ،2006‬صص‪)55- 54،‬‬

‫وتنص ھذه النظریة على إعداد الھیكل التنظیمي بموجب أعمال مح ددة ھي عب ارة‬
‫عن خطوات متسلسلة ومتالحقة ومرتبطة مع بعضھا‪ ،‬حیث كل خطوة تقوم على أس اس‬
‫نتائج الخطوة التي تسبقھا وھذه الخطوات ھي‪:‬‬

‫تحدید األنشطة واألعمال التي یتطلبھا تحقیق الھدف‪.‬‬ ‫‪- 1‬‬


‫‪ - 2‬تحدید الوظائف وذلك عن طریق تجمیع األنشطة واألعمال المتشابھة والمتكاملة‪.‬‬
‫‪ - 3‬تحدید وحدات إداریة رئیسة تكون مسؤولة عن تنفیذ كل وظیفة من الوظائف‬
‫‪ - 4‬تقسیم كل وحدات إداریة رئیسة إلى تقس یمات فرعی ة تت ولى ك ل منھ ا مس ؤولیة‬
‫تنفیذ جزء من مھام الوظیفة بشكل متكامل ومتناسق مع باقي التقسیمات الفرعیة‪.‬‬

‫وتفی دنا ھذه النظری ة ب ان إح داث وظ ائف إداری ة رئیس یة في المنظم ة (أف راد‪،‬‬
‫تمویل ‪،‬إنتاج ‪...‬الخ) أمر مھم وذلك لتحقیق التنسیقات في العالق ات بین الرج ل واآلالت‬
‫واألعمال‪.‬‬

‫نموذج ھنري فایول‪ :‬قسم التنظیم إلى ستة أنشطة على النحو التالي‪:‬‬
‫‪ - 1‬النشاط الفني‪ :‬ویشمل اإلنتاج‪.‬‬
‫‪ - 2‬النشاط التجاري‪ :‬ویشمل الشراء والبیع‬
‫‪ - 3‬النشاط المالي‪ :‬ویشمل تدبیر احتیاجات المنشاة من رأس المال واستخدامھ‬
‫‪ - 4‬النشاط األمني‪ :‬ویشمل حمایة ممتلكات المنشاة والید العاملة فیھا‪.‬‬
‫‪ - 5‬النش اط المحاس بي‪ :‬ویش مل الج رد وحس اب األرب اح والخس ائر والتك الیف‬
‫واإلحصاء‬
‫‪ - 6‬النشاط اإلداري‪ :‬ویشمل التخطیط والتنظیم واإلشراف والتنسیق والرقابة‬
‫(انس شكشك ‪ ،2009،‬ص ‪)51‬‬

‫المبادئ اإلداریة لھنري فایول‪:‬‬


‫من خالل دراس تھ و مالحظتھ ح اول ف ایول أن یس تنبط القواع د األساس یة لإلدارة‬
‫الناجحة لجمیع ھذه األنشطة في المؤسسة ‪ ،‬و لم یدع أنھا حتمیة في جمیع المؤسسات أو‬
‫في جمیع الحاالت ‪ ،‬و إنما كان یرى أنھا قابلة للتغییر و تتضمن قدرا ھام ا من المرون ة‬
‫لذلك فانھ لم یسمھا قوانین بل أطلق علیھا " مبادئ اإلدارة " و قد عد منھا أربع ة عش ر‬
‫ھي ‪:‬‬
‫‪ - 1‬تقسیم العمل‪ :‬و یعني توزیع العمل المركب من أج زاء متع ددة بین متخصص ین‬
‫لكل منھم جزء و كلما زاد التخصص كلما كان أكثر اتقانا و كفاءة ‪.‬‬
‫‪ - 2‬السلطة ‪ :‬تعني أن المسئول اإلداري یجب أن یصدر األوام ر ح تى یس تمر أداء‬
‫األعمال و انجاز المھامات ‪ ،‬و یقتض ي ذل ك أن یك ون ل دى اإلداري الص الحیات ال تي‬
‫تمكنھ من إصدار األوامر ‪ ،‬و أن تكون لدیھ شخصیة و خبرة تمكنھ من تنفیذ أوامره ‪.‬‬
‫‪ - 3‬وحدة األم ر‪ :‬تع ني أن یتلقى العام ل التعلیم ات الخاص ة بالقی ام بعم ل معین من‬
‫مسئول واح د فق ط ‪ ،‬الن تع دد المس ئولین على الش خص الواح د ی ؤدي إلى االرتب اك و‬
‫التخبط و یحدث االختالل في العمل‬
‫‪ - 4‬وحدة التوجیھ‪ :‬تعني أن العملی ات المتش ابھة ال تي تش ترك في ھدف بالمؤسس ة‬
‫یجب أن تتم تحت إش راف جھ ة واح دة و ض من خط ة واح دة ك ذلك ‪ ،‬ك التعیین في‬
‫المؤسسة الذي یتم عادة من خالل دائرة أو قس م التوظی ف فیھ ا ‪ ،‬فال یص ح أن یك ون لھ‬
‫رئیسان أو مدیران لكل منھما سیاسة تختلف عن سیاسة اآلخر‪.‬‬
‫‪ - 5‬مركزیة اتخاذ القرار ‪ :‬و ذلك الن القرارات الھامة الرئیس یة یجب أن تك ون بی د‬
‫اإلدارة و ال یع ني ذل ك تجری د الع املین من جمی ع الص الحیات ب ل یجب أن یمنح لك ل‬
‫عامل من الصالحیات ما یمكنھ من أداء عملھ في نطاق الصالحیة الممنوحة لھ ‪.‬‬
‫‪ - 6‬المحافظة على التسلسل الھرمي للس لطة‪ :‬و ذل ك بمراع اة م راتب الس لطة من‬
‫األعلى إلى األدنى كما ھي في الھیكل التنظیمي للمؤسسة ‪ ،‬أي أن الس لطة تتسلس ل من‬
‫األعلى إلى األسفل‪.‬‬
‫‪ - 7‬االنتظام ‪ :‬یعني ضرورة وجود كل شخص و كل شيء بالمؤسسة في المكانال ذي‬
‫یجب أن یكون فیھ و أن یعتني بشكل خاص بوضع كل عام ل في العم ل الذيیص لح لھ و‬
‫یلزم كافة العاملین بالقوانین واألنظمة والتعلیم ات المعم ول بھ ا‪( .‬ف اروق عب ده فلیھ و‬
‫محمد عبد المجید ‪ . 2005 ،‬ص ‪)55،‬‬
‫‪ - 8‬خض وع المص لحة الفردی ة للمص لحة العامة‪ :‬أال تتع دى المص الح الشخص یة‬
‫للمرؤوسین مصالح المنظمة‪ ،‬والوسیلة التي یتحقق بھا ذلك ھي العدال ة والق دوة الحس نة‬
‫من جانب المشرفین‪ ،‬واالتفاقات العادلة كلما أمكن واإلشراف المستمر‪.‬‬
‫‪ - 9‬مكافأة العاملین نتیجة الخدمات التي یقدمونھا إلى المنظمة‪ :‬بحیث تك ون ھذه‬
‫المكافأة عادلة كلما أمكن ویرضي كل من المرؤوسین والمنظمة‪.‬‬
‫‪ -10‬ال ترتیب والتنظیم‪ :‬یجب أن تقس م الحی اة في المنظمة‪ ،‬وأن یك ون ھنال ك أم اكن‬
‫مخصصة لكل شيء‪ ،‬مكان لكل فرد یمیزه عن غیره وھكذا‪.‬‬
‫‪ -11‬المس اواة والع دل‪ :‬أي أن یق وم الرؤس اء بمعامل ة مرؤوس یھم بالع دل واإلنص اف‬
‫بغرض جذبھم للعمل ورفع الروح المعنویة لدیھم‪.‬‬
‫‪ -12‬مبدأ ثبات العاملین‪ :‬أھمیة االستمرار العاملین بالعمل وع دم ت ركھم ألعم الھم ‪،‬الن‬
‫تركھم ألعمالھم یلحق الضرر بالمنظمة ویفقدھا خبرات وكف اءات تك ون ب أمس الحاج ة‬
‫لھا‪.‬‬
‫‪ -13‬مبدأ المبادرة‪ :‬مبادرة الع املین بط رح أفك ارھم‪ ،‬ومن ثم وض عھا موض ع التنفی ذ‪،‬‬
‫وقیام الرؤساء بتشجیع لھذا االتجاه یمكن أن یخدم المنظمة ویؤدي إلى رضا المرؤوسین‬
‫وإشباع رغبات الشخص الكفء المقتدر‪.‬‬
‫‪ -14‬مبدأ التعاون والعمل الجماعي‪ :‬إن سیادة روح التعاون بین العاملین وقیام الرؤس اء‬
‫بتشجیع العمل الجماعي المشترك والتأكید على أھمیة االتصاالت وتعاملھم مع العاملین‪،‬‬
‫كلھا أمور بإمكانھا أن تسھم في رفع كف اءة العام ل وزی ادة اإلنت اج‪( .‬لوكی ا الھاش مي ‪،‬‬
‫‪ ،2006‬ص‪)59‬‬

‫ملخص لنظریة التقسیم اإلداري‬


‫رائدھا‪ :‬ھنري فایول‪ ،‬نش أتھا‪ :‬فرنسا و ملخص ھا‪ :‬یرى ھنري ف ایول إن مب ادئ‬
‫اإلدارة ھي تقس یم العم ل و اس تخدام األمث ل للق وى العامل ة‪ ،‬تناس ب الس لطة م ع‬
‫المسؤولیة ‪،‬التزام بالقواعد و التعلیمات‪ ،‬وحدة األمر و التوجیھ (مصدرھا رئیس واح د)‬
‫مراع اة المص لحة العام ة‪ ،‬ال رواتب و المكاف آت‪ ،‬المركزی ة (م دى ترك یز الس لطة و‬
‫توزیعھا) تسلسل القی ادة‪ ،‬النظ ام (وض ع ك ل ش يء و ك ل ش خص في مك انھ) العدال ة‪،‬‬
‫االستقرار الوظیفي المبادأة و االبتك ار‪ ،‬العم ل ب روح الفری ق الواح د)‪ .‬أم ا س لبیاتھا ‪:‬‬
‫إھم ال الج وانب النفس یة و االجتماعی ة لألف راد الع املین في المنظم ة و ع دم االھتم ام‬
‫بالعالقات اإلنسانیة فیما بینھم ‪.‬‬

‫‪ -10-1-2‬نظریة البیروقراطیة ‪:‬‬


‫تعتبر نظریة البیروقراطی ة كم ا وص فھا م اكس وی بر ھي البدای ة لنظری ة التنظیم‬
‫العلمی ة‪ ،‬وق د ھدف فی بر من نظ ریتھ عن البیروقراطی ة إلى وص ف الجھ از‬
‫اإلداريللتنظیمات وكیف یؤثر على األداء والس لوك التنظیمي‪( .‬انس شكش ك ‪،2009،‬‬
‫ص ‪ )49‬ولد ماكس ویمیلیان كارل إمی ل وی بر ‪Maximilian Carl Emil Weber‬‬
‫في ‪ 21‬أفریل‬
‫‪ 1864‬وتوفي في ‪ 14‬جوان ‪ ،1920‬كان عالً ًما ألمانیًا ً في االقتصاد والسیاسة‪ ،‬وأحد‬
‫مؤسسي علم االجتماع الحدیث ودراسة اإلدارة العامة في مؤسسات الدولة‪ .‬وھو من أتى‬
‫بتعریف البیروقراطیة‪ ،‬ومن أكثر أعمالھ شھرة كتاب "األخالق البروتستانتیة وروح‬
‫الرأسمالیة"‪ .‬وكان ویبر یقصد بتعبیر البیروقراطیة أن یصف النموذج المثالي ( ‪Ideal‬‬
‫‪ )Type‬للتنظیم والذي یقوم على أساس التقسیم اإلداري والعمل المكتبي‪.‬‬

‫ویعتبر مفھوم البیروقراطیة من المفاھیم الغامضة نسبیانسبیا ً لما تتضمنھ من معان‬


‫متعددة‪ ،‬وفق الھدف من استعمالھ‪ ،‬وذلك أن مص طلح البیروقراطی ة (‪)Bureaucracy‬‬
‫یتكون من كلمتین ‪ Bureau‬بمعنى مكتب و‪ Cracy‬بمع نى حكم‪ ،‬والكلم ة في مجموعھ ا‬
‫تعني سلطة المكتب أو حكم المكتب‪.‬‬
‫وبعبارة أخرى فإن البیروقراطیة تعني أس لوب ممارس ة العم ل اإلداري من خالل‬
‫التنظیم المكتبي الذي یكتسب سلطتھ من خالل ھذا التنظیم‪ ،‬ومن جھ ة أخ رى ف إن كلم ة‬
‫‪ Bureaucrats‬تع ني الم وظفین المكتب یین‪ ،‬أي ال ذین یعمل ون في الوظ ائف المكتبی ة‬
‫واإلداریة في المكاتب الحكومیة‪.‬‬
‫وھي أیضا مجموعة األسس اإلداریة التي تعكس السیاسة العامة للمنظمة وتض عھا‬
‫موضع التنفیذ الصحیح لتحقیق أھداف المنظم ة‪ ،‬ولیس الش ائع عن د عام ة الن اس بأنھ ا‬
‫تعني التعقید في العمل الروتیني اإلداري‪ ،‬العمل البطيء‪...‬الخ‪.‬‬
‫عرف ھذا االتجاه في اإلدارة في مطلع القرن العشرین على ی د م اكس فی بر ال ذي‬
‫یعتبر احد ال رواد األوائ ل ال ذین ع الجوا موض وع التفك یر اإلداري ‪ ،‬حیث درس فی بر‬
‫التنظیمات اإلداریة من خالل األشكال المختلف ة للس لطة اإلداری ة ‪ ،‬و ق د م یز فی بر بین‬
‫ثالثة أنواع من الس لطة ‪ :‬الس لطة التقلیدی ة المس تمدة من الوض ع االجتم اعي الق ائم ‪ ،‬و‬
‫الس لطة المس تمدة من غم وض شخص یة القائ د و س حرھا و تأثیرھا في الجم اھیر ‪ ،‬و‬
‫أخیرا السلطة العقالنیة القانونیة و ھي السلطة الشرعیة ال تي تس تند إلى ق وة الدس تور و‬
‫القانون ‪.‬‬
‫و ی رى فی بر أن مرك ز الس لطة ص نع الق رارات و إص دار التعلیم ات ال تي تأخ ذ‬
‫طریقھا اتجاه واحد من اعلي الھ رم التنظیمي اإلداري إلى القاع دة أو المس تویات ال دنیا‬
‫التي ال تملك سلطة التقریر بل إمكانی ة التنفی ذ فق ط ‪ (.‬ف اروق عب ده فلیھ و محم د عب د‬
‫المجید ‪ ، 2005 ،‬ص‪.)56‬‬

‫ھدفت النظریة البیروقراطیة إلى وصف الجھاز اإلداري للمنظمات وكیف یؤثرفي‬
‫السلوك المثالي للتنظیم حیث یقول إن نموذجھ ھو أعلى شكل من أشكال اإلدارة منناحی ة‬
‫الدقة واالستمرار واالنضباط وإمكانیة االعتم اد علیھ ‪ ،‬ویتص ف بالكف اءة باإلض افةإلى‬
‫انھ یمكن تطبیقھ في جمیع المجاالت‪.‬‬
‫الھرم الرئاسي‪ :‬إن التنظیم عب ارة عن ھرم تتسلس ل الس لطة وتنس اب األوام ر‬
‫والتعلیمات والتوجیھات فیھ من القمة (رأس السلطة) إلى القاع دة (الع املین) م ارا‬
‫بمستویات رئاسیة (مستویات تنظیمیة)‪ ،‬إن لكل فرد في التنظیم رئیس ا یتبعھ وینف ذ‬
‫أوامره وتعلیماتھ‪ ،‬ویكون مسؤوال أمامھ عن انجازاتھ ویسمح للعاملین المرؤوسین‬
‫التظلم من قرارات رؤسائھم إلى المس توى اإلداري األعلى وت وزع األعم ال بن اء‬
‫على التخصص ‪.‬‬

‫االستقرار الوظیفي‪:‬‬
‫‪ - 1‬یتم التعیین على أساس الكفاءة وفي ظل المنافسة ویجب أن تت وفر ص فات معین ة‬
‫في الفرد‪.‬‬
‫‪ - 2‬یحتفظ العامل بعملھ طوال خدمتھ الوظیفیة طالما أن سلوكھ سلیم‪.‬‬
‫‪ - 3‬وجود ھیكل واضح للرواتب واألجور یتسم بطابع االستقرار ویتضمن العالوات‪.‬‬
‫‪ - 4‬یتدرج الموظف في السلم اإلداري خالل فترات محددة‪.‬‬
‫‪ - 5‬توافر صفة التحدید والوضوح بالنسبة لتقاعد العاملین على أساس راتب ثابت‪.‬‬
‫تقاع دي أي مكاف أة نھای ة الخدم ة بع د أن یك ون الموظ ف تج اوز س نا معین ة‪( .‬انس‬
‫شكشك ‪ ،2009،‬ص ‪)46‬‬

‫مبادئ النظریة البیروقراطیة‪:‬‬


‫و قد اكتسبت مبادئ فیبر البیروقراطیة شھرة واسعة في أنح اء الع الم بع د ترجم ة‬
‫كتبھ في أربعینات إلى اللغة االنجلیزی ة و غیرھا و ق د تض منت البیروقراطی ة المب ادئ‬
‫الرئیسیة التالیة ‪:‬‬
‫‪ - 1‬تقسیم العمل والتخصص‪ :‬ویعني أن مجاالت التخصص بالمنظمة یجب أن‬
‫یك ون واض حا لقواع د وتعلیم ات ول وائح مكتوب ة بحیث ك ل ف رد یك ون مس ؤوال عن‬
‫الوظیفة التي یشغلھا‪.‬‬
‫‪ - 2‬التسلسل الرئاسي ‪ :‬بمعنى أن العمل داخل المنظمة البیروقراطیة یتم على أساس‬
‫الت درج الھ رمي للس لطات بحیث یخض ع ك ل مس توى إداري لإلش راف والرقاب ة تلقي‬
‫األوامر من المستوى األعلى منھ‪.‬‬
‫‪ - 3‬الالشخصیة في اتخاذ القرارات‪ :‬تعني الالشخصیة أن تس ند الق رارات إلىأس س‬
‫موضوعیة ولیس ألسس شخصیة مما یضمن العدالة وعدم المزاجیة‪.‬‬

‫التع یین والترقی ة على أس اس الج دارة‪ :‬یتم التع یین الع املین في‬ ‫‪- 4‬‬
‫المنظمةالبیروقراطی ة من قب ل المس تویات العلی ا بالمنظم ة ویتم على أس اس اعتب ارات‬
‫التأھیل والخبرة والكفاءة ولیس لالعتبارات غیر الموضوعیة مما یكفل األداء الممتاز‪.‬‬
‫‪ - 5‬اعتبار اإلدارة مھنة دائمة ‪ :‬ینظر لإلدارة باعتبارھا مھنة تحتاج للتأھیل‬
‫والتدریب المستمر ولیست ھوایة ومن شأن ذلك تحس ین مھ ارات الع املین مم ا یض من‬
‫األداء الجید ویحقق األھداف التنظیمیة المطلوبة بالنوعیة الجیدة و بأقل التكالیف‪.‬‬
‫‪ - 6‬الفصل بین الحیاة الشخصیة للموظف والحیاة الوظیفیة‪ :‬یؤكد النظام‬
‫البیروقراطي على ضرورة عدم الخلط بین الوظیفة ك دور یق وم بھ الموظ ف وھو دور‬
‫محكوم بالقوانین والتعلیمات وبین الممتلكات الشخصیة وكالھما أمر مختلف‪.‬‬
‫و تتلخص مبادئ النظریة البیروقراطیة فیما یلي‪:‬‬
‫تقسیم العمل و یعتمد على التحدید الوظیفي لكل عامل ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تنظیم السلطة تنظیما ھرمیا محددا ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫وضع مجموعة من القوانین و األنظمة یخضع لھا الجمیع في المؤسسة‬ ‫‪-‬‬
‫وضع نظام للعمل و اإلجراءات اإلداریة الواضحة لتنظیم سیر العمل‬ ‫‪-‬‬
‫بالمؤسسة‪.‬‬
‫یجب أن تقوم العالقات بین العاملین في المؤسسة على أسس موضوعیة‬ ‫‪-‬‬
‫عقلیة ال تتأثر باألمور الشخصیة و العاطفیة ‪ ( .‬فاروق عبده فلیھ و محمد عبد المجید ‪،‬‬
‫‪ ، 2005‬ص‪.)56‬‬

‫مزایا النظریة البیروقراطیة‬


‫وقد أطلق ماكس فیبر على نموذجھ ھذا المثالیة التي تتمیز بالرشد والعقالنی ة‪ ،‬وق د‬
‫حدد المزایا التي یتصف بھا نموذجھ المثالي في‪:‬‬
‫الدقة‬ ‫‪-‬‬
‫الوضوح‬ ‫‪-‬‬
‫السرعة في انجاز األعمال‬ ‫‪-‬‬
‫المعرفة بالوظائف والمستندات‬ ‫‪-‬‬
‫تخفیض حدة االحتكاك بین العاملین‬ ‫‪-‬‬
‫الخضوع التام من المرؤوسین للرؤساء‬ ‫‪-‬‬
‫تخفیض التكلفة اإلنسانیة واالقتصادیة للعمل من خالل التقسیم والتخصص‬ ‫‪-‬‬
‫الوظیفي‪( .‬انس شكشك ‪ ،2009،‬ص ‪)47‬‬

‫ملخص لنظریة البیروقراطیة‪:‬‬


‫رائ دھا م اكس فی بر نش أتھا‪ :‬ألمانی ا ‪،‬ملخص ھا‪ :‬تع ني كلم ة البیروقراطی ة س لطة‬
‫المكتب أو حكم المكتب وتركز على وضع وتنظیم القواعد واللوائح الوظیفی ة (من أعلى‬
‫الھ رم ال وظیفي إلى أدن اه) وتوزی ع المھ ام واألعم ال والواجب ات الرس میة على‬
‫األفرادالعاملین وتوزیع السلطة لكل فرد حسب مكانتھ في الھرم الوظیفي وع دم الس ماح‬
‫للفرد العامل بتجاوز سلطتھ ومھامھ الموكلة لھ‪ ،‬واالعتم اد على المس تندات والخطاب ات‬
‫المكتوبة والرسمیة في االتصال بین مختلف المستویات اإلداری ة‪ .‬أم ا س لبیاتھا‪ :‬ت ؤدي‬
‫إلى الجم ود والثب ات وع دم التجدی د واالبتك ار واإلب داع في العم ل‪ ،‬إھم ال الج وانب‬
‫اإلنسانیة واالجتماعیة لألفراد العاملین في المنظمة‪.‬‬
‫شكل یلخص االتجاه الكالسیكي التقلیدي في اإلدارة‬
‫ھنري فایول ‪ -1821‬ماكس فیبر ‪1920 -1864‬‬ ‫‪-1856‬‬ ‫تایلور‬ ‫فردریك‬
‫ألمانیا‬ ‫‪ 1925‬فرنسا‬ ‫‪1915‬أمریكا‬
‫حدد مبادئ اإلدارة العلمیة فیما وضع مبادئ أساسیة لإلدارة‬
‫وضع معاییر البیروقراطیة ‪:‬‬
‫منھا‬ ‫یلي ‪:‬‬
‫‪ -‬تقسیم العمل‬ ‫‪ ‬تحدید نوع و كمیة‬
‫‪ -‬التسلسل الرئاسي أو الت درج‬ ‫العمل المطلوب‬
‫الھرمي للسلطات‬ ‫‪ -‬تحدید المسئولیة و السلطة‬ ‫لكل فرد‬
‫‪ -‬البناء المنطقي للوظائف‬ ‫‪ -‬االھتمام بمكافآت األفراد‬
‫الرسمیات‬ ‫‪ ‬االختیار العلمي لألفراد حسب‬
‫و یعني بھا القواعد و القرارات‬ ‫الوظائف و متطلباتھا ‪ -‬أھمیة استقرار العمال‬
‫و اإلجراءات التي یجب إتباعھا‬
‫فصل اإلدارة عن‬ ‫‪-‬‬ ‫تغلیب الجماعة على‬ ‫‪-‬‬
‫الملكیة‬ ‫مصلحة الفرد‬ ‫‪ ‬عدالة التنظیم اإلداري و‬
‫احترامھ‬
‫الوظائف لیست ملكا‬ ‫‪-‬‬ ‫العمل بمبدأ تدرج‬ ‫‪-‬‬
‫لمن یشغلھا‬ ‫السلطة‬
‫‪ -‬الكفاءة‬ ‫تحدید عناصر اإلدارة من‬ ‫تقس یم الواجب ات و‬ ‫‪‬‬
‫خالل ‪:‬‬ ‫المسؤولیات بین‬
‫التخطیط –التنظیم –القیادة‬ ‫اإلدارة حیث التخطی ط‬ ‫‪‬‬
‫‪ -‬التدریب للھیئة اإلداریة‬ ‫و العمال حیث التنفیذ‬
‫أو الرئاسة‬
‫اختیار األعضاء على‬ ‫‪-‬‬ ‫التنسیق‬ ‫‪-‬‬
‫أساس الكفاءة و المنافسة‬ ‫الرقابة‬ ‫‪-‬‬
‫التأثیر القانوني ‪ ،‬و عدم‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ ‬االھتمام بالجزئیات و التنفیذ‬
‫التحیز‬ ‫االھتمام باإلدارة العلیا‬ ‫‪-‬‬
‫و تأكید النظرة الموضوعیة‬
‫المصدر ‪ :‬فاروق عبده فلیھ و محمد عبد المجید ‪ ، 2005 ،‬ص ‪57‬‬
‫‪ -10-2‬مدخل عام للعالقات اإلنسانیة‪:‬‬
‫تھتم العالق ات اإلنس انیة بص فة عام ة بدراس ة أح وال الن اس وص التھم‬
‫ببعضھمالبعض‪ ،‬كما تعنى بدراسة انجازاتھم وظروف حیاتھم والظ روف البیئی ة العم ل‬
‫وجھودھم المشتركة من أجل تحقیق األھداف المنشودة‪.‬‬
‫إن دراس ة العالق ات اإلنس انیة لیس بالموض وع الجدی د‪ ،‬فالمتص فح لكتب الت اریخ‬
‫والدراس ات االجتماعی ة والفلس فیة یج د أن كث یرا من الب احثین والم ؤلفین والكت اب ق د‬
‫صنفوا وبحثوا شؤون الروابط اإلنس انیة من ذ زمن س حیق‪ ،‬وإن ك انت بعض اھتمام ات‬
‫تلك الدراسات في الماضي تختلف عن ما یجري في المجتمعات الحدیثة‪.‬‬
‫واإلسالم ھو دین اإلنسانیة في شتى صورھا‪ ،‬فھو یحثنا عن الرحم ة وحس ن المعاش رة‬
‫والعدل في المعاملة ورعایة اآلخرین والصبر والحلم والتعاون‪ ،‬وھو بذلك ق د س بق م ا‬
‫ذكره الفالسفة والباحثون في مجال العالقات اإلنسانیة‪(.‬عبد الحمید مرسي ‪ ،1986،‬ص‬
‫‪.)6‬‬
‫مفاھیم عامة حول العالقات اإلنسانیة‪:‬‬
‫إن العالقات اإلنسانیة تعني جمیع الص فات ال تي یتم یز بھ ا اإلنس ان عن الكائن ات‬
‫الحیة وھي بذلك تعبر عن جملة من التفاعالت بین الناس سواء كانت ایجابیة ك االحترام‬
‫والتواضع والتسامح‪ ،‬أم سلبیة كالتكبر والظلم والجور والقسوة‪.‬‬
‫والعالقات اإلنسانیة ھي المعاملة الطیبة التي ال تي تق وم على الفض ائل األخالقی ة والقیم‬
‫اإلسالمیة السامیة التي تستمد مبادئھا من تعالیم األدیان السماویة‪ ،‬وھي سلوك مثالي من‬
‫القائد أو المشرف مع من تحت اش رافھ من حیث المعامل ة الحس نة مم ا یحق ق األھداف‬
‫المشتركة اإلدارة واألفراد العملین‪( .‬بوقلمون داوود ‪ ،2008 ،‬ص‪.)17‬‬
‫كما یمكن تعریف العالقات اإلنسانیة في مجال العمل على أنھا مج ال من مج االت‬
‫اإلدارة یعنى بإدماج األفراد في موق ف العم ل بطریق ة تحف زھم إلى المعم ل مع ا ب أكبر‬
‫إنتاجیة مع تحقیق التعاون بینھم وإشباع حاجاتھم االقتصادیة والنفسیة واالجتماعیة‪.‬‬
‫(سالطنیة بلقاسم ‪ ،2004،‬ص‪.)24‬‬

‫أھمیة العالقات اإلنسانیة‪:‬‬


‫‪ -‬تركز على الفرد أكثر من تركیزھا على العوامل االقتصادیة والمیكانیكیة‪.‬‬
‫‪ -‬البیئة التي یكون فیھا األفراد بیئة منظمة یوجد بینھم اتصال اجتماعي‪.‬‬
‫‪ -‬نشاط العالقات اإلنسانیة یمثل إثارة دافعیة للناس‪ ،‬فاإلنسان ھو الذي یستطیع أن ینتج‬
‫من خالل الدافعیة الخالقة‪.‬‬
‫‪ -‬إن العالقات اإلنسانیة تسعى ألن تكون المنظمة والشخص یسیران بأقل جھد وأكثر‬
‫إنتاجیة‪( .‬بوقلمون داوود ‪ ،2008،‬ص‪.)17‬‬
‫أھداف العالقات اإلنسانیة‪:‬‬
‫ویتضح من خالل ھذا التعریف أن للعالقات اإلنسانیة أھدافا ثالثة ھي‪:‬‬
‫‪ - 1‬تحقیق التعاون بین العاملین‪.‬‬
‫‪ - 2‬اإلنتاج‪.‬‬
‫‪ - 3‬إشباع حاجات األفراد االقتصادیة والنفسیة واالجتماعیة‪.‬‬
‫وعن دما تتحق ق األھداف الثالث ة الس ابقة تك ون النتیج ة نج اح الجھ د‬
‫الجماعي ‪،‬فاألفراد یعملون معا لھدف مشترك ودافع مشترك‪ ،‬ومن ھن ا تظھ ر أھمی ة‬
‫العالقات اإلنسانیة في نجاح المشروعات‪( .‬سالطنیة بلقاسم ‪ ،2004،‬ص‪.)24‬‬
‫‪ ‬مدرسة العالقات اإلنسانیة لـ (التون مایو)‪:‬‬
‫اشتھرت البحوث التي قام بھا إلتون مایو ورفقاؤه ببح وث ھاوثورن‪ ،‬وق د أج ریت‬
‫بالش ركة الغربی ة للكھرب اء (‪ ، )western electric company‬وال تي دامت ‪05‬‬
‫سنوات (‪( )1932-1927‬بوفلج ة غی ات‪ ،‬ص‪.)22‬حیث أحدثت ھذه التج ارب انقالب ا‬
‫وثورة في المفھوم والتصور" التایلوري "لذلك الوقت لقد كانت أبحاثھ موجھة في البدایة‬
‫الختبار فرضیات اإلدارة العلمیة حیث عم ل على قی اس ت أثیر عوام ل البیئ ة والمحی ط‬
‫على اإلنتاج وكذا توضیح تأثیر العوامل النفسیة على اإلنتاجیة ‪.‬‬
‫لقد أضحت المؤسسة مرة أخرى ‪،‬كما قلنا سابقا‪ ،‬لیست فقط مجموعة من األف راد‪ ،‬ولكن‬
‫أیضا مجموعة من العالقات التي عبرنا عنھا "بالتبادلیة" أین ی برز مفھ وم الجماع ة أو‬
‫المجموعة‪.‬‬
‫االتجاھات المساھمة في تطور أعمال مایو‪:‬‬
‫لقد ظھرت اتجاھات ثالثة طورت أعمال "ھاوثورن" و"مــایو" ھي‪:‬‬
‫أوال الً‪ :‬أعم ال "لیفین ‪ 1930LEWIN‬في دینامی ة الجماع ة‪ ،‬و أعم ال ب افیالس‬
‫‪ >BAVILAS‬في سیكولوجیة القی ادة و أعم ال ل بیت ‪ Lippitt‬و ھوایت ‪ white‬في ج و‬
‫الجماعات‪.‬‬
‫ثاني ‪:‬أعمال مورینو(‪ )MORENO‬في القیاس االجتم اعي و لھ أث ر ب الغ من الن احیتین‬
‫النظریة و األسالیب التطبیقیة‬
‫ثالثا‪ :‬و أخیرا خالل الحرب العالمیة الثانیة‪ ،‬بعدھا مباشرة ظھرت زیادة سریعة في میل‬
‫الصناعة وغیرھا من المؤسسات لطلب المساعدة لحل مشاكلھا الداخلی ة المتنوع ة أدرك‬
‫رج ال الص ناعة أھمی ة العوام ل االجتماعی ة واإلنس انیة في ظ روف العم ل‪ ،‬مثال في‬
‫انجلترا فقد أدى ھذا التطور إلى إنشاء معھد(تافتستوك – ‪ )T I H R‬للعالقات اإلنسانیة‬
‫فضال عن قیام السیكولوجیین بدور الموجھ للتنظیمات االجتماعیة‪.‬‬
‫وفي الوالیات المتحدة األمریكیة حدث نفس الشيء فضال عن ظھ ور لقی اس االتجاھات‬
‫و المق اییس االجتماعی ة واالتجاھات التجریبی ة و نتیج ة ك ل ھذه البح وث وال دور‬
‫االستش اري لمــــــعھد تافس توك بلن دن تكـــــون أس اس ض خم من العم ال النظری ة‬
‫والتجریبیة حول مشكالت ( عمل الجماعة ) ونتیجة لذلك ظھر االھتمام بما یلي‪:‬‬
‫حوافز العمل و البواعث المادیة واالجتماعیة‬ ‫‪-‬‬
‫الجو االجتماعي والروح المعنویة بالمصنع‬ ‫‪-‬‬
‫سیكولوجیة اإلدارة‬ ‫‪-‬‬
‫اختیار رؤساء العمل ألثرھم البالغ في العالقات اإلنسانیة بالمصنع فھم حلقة‬ ‫‪-‬‬
‫االتصال بین العمال و اإلدارة‪(.‬شفیق رضوان‪ ، 2002،‬ص‪.)49‬‬
‫لقد أشار أولیفار ش یلدون‪ O. Sheldon‬في س نة ‪ 1923‬في كت ابھ فلس فة اإلدارة‪ ،‬إلى‬
‫ع دماھتمام المدرس ة التایلوری ة بالعنص ر اإلنس اني حیث ق ال‪" :‬إنن ا یجب أن نحق ق‬
‫توازناع ادال في دراس تنا بین آلی ات اإلنت اج من أدوات وع دد وم واد وغ یر ذل ك‪ ،‬وبین‬
‫العوامل اإلنسانیة المرتبطة بالعملی ة اإلنتاجی ة‪ ،‬ذل ك أن المش كلة الحقیقی ة في الص ناعة‬
‫أنھا لیست تنظیما مادیا معقدا فحسب‪ ،‬ولكنھا تتضمن تنظیما إنس انیا بالض رورة‪ ،‬طالم ا‬
‫أنھت تعمد على الطاقة اإلنسانیة في أداء وظیفتھا"‪( .‬رابح العایب ‪، 2006 ،‬ص ‪.)29‬‬
‫وقد شرح الباحثون ھذه النتائج بأنھ من الممكن أن یكون وجود وت دخل الب احث أو‬
‫المالحظ وس ط الحی اة العادی ة للعم ال أثن اء العم ل ق د تس بب في ح د ذاتھ إلى تغی یر ال‬
‫شعوري في سلوك ھؤالء العمال‪ ،‬فقد استمتع العمال بأن یكونوا موضع دراسة‪.‬‬
‫وزی ادة على ھذا فق د رك ز الب احثون على ع املین رئیس ین یمكن أن ی ؤثرا على‬
‫اإلنتاجیة‪( :‬رابح العایب ‪، 2006 ،‬ص ‪.)30‬‬
‫زیادة األجور التشجیعیة‪ :‬تم اختیار مجموعة من خمس عامالت ووضعن في‬ ‫‪-‬‬
‫غرفة اختبار خاصة‪ ،‬تستطیع أي عاملة أن ترى بوضوح العالقة بین خطة اإلنتاج‬
‫واألجور‪ ،‬وقد طبق علیھن نظام اإلنتاج الجماعي للمجموعة‪ ،‬بحیث یحسب رصید‬
‫الفرد من الوحدات المنتجة على أساس متوسط ما أنتجھ األفراد الخمس الالتي یكونّ ّن‬
‫ھاتھ المجموعة‪ ،‬ومن ثم یحصلن على أجورھن على ھذا األساس أي أن كل منھن‬
‫تتحصل على نفس الدخل‪.‬‬
‫نظام اإلشراف‪:‬فقد روعي أن یأخذ اإلشراف طابعا غیر رسمي ال یعتمد على‬ ‫‪-‬‬
‫السلطة الرسمیة وأن یأخذ في حساباتھم االعتبارات اإلنسانیة وأن مثل ھذا النمط‬
‫اإلشرافي سوف یقلل من مخاوف العمال إلى الحد األدنى ویزید من درجة الرضا‬
‫بالعمل ومن ثم تزید اإلنتاجیة‪.‬‬
‫وفي إح دى مراح ل التجرب ة ق ام الب احثون بتغی یر نظ ام األج ور فق ط‪ ،‬فق د وض عوا‬
‫نظامانظاما ً للدفع التشجیعي على أساس إنتاج المجموعة یختلف عن النظ ام الس اري في‬
‫المصنع‪ .‬والنتیجة كانت ارتفاع في اإلنتاجیة بنسبة ‪ .%12‬بعد ذلك تم تك وین مجموع ة‬
‫جدیدة من خمس عامالت وضعن في غرفة االختبار وطب ق علیھن نظ ام ال دفع الس اري‬
‫في المص نع‪ ،‬ولكن تم تغی یر نم ط اإلش راف الجدی د إلى ذل ك ال ذي یأخ ذ االتج اه غ یر‬
‫الرسمي والعوامل السلوكیة والعالقات اإلنسانیة في االعتبار‪ ،‬وبم ا یس مح للع امالت أن‬
‫یتخ ذن ألنفس ھن ع ددا من الق رارات ال تي تتعل ق بنظ ام عملھن وع دد أوق ات الراح ة‬
‫ومدتھا‪...‬ألخ ‪،‬والنتیجة أن ارتفعت النسبة إلى ‪.%16‬‬
‫وفي المرحلة األخ یرة من دراس ة ھاوثورن رك ز الب احثون اھتمام اتھم على العالق ات‬
‫االجتماعیة لمجموع ة العم ل و لھ ذا الغ رض ق اموا بوض ع أح د المالحظین في غرف ة‬
‫تجربة بھا ‪ 22‬عامال وكانت مھمتھ أن یالحظ سلوك العمال ویسجل إنتاجھم‪ .‬وقد نوصل‬
‫إلى بعض النتائج الرئیسیة‪( :‬رابح العایب ‪، 2006 ،‬ص ‪.)32‬‬
‫‪ - 1‬لوحظ أنا العمال حددوا ألنفسھم معدل إنتاجیة یقل عن المعدل الذي یمكنھم بالفعل‬
‫تحقیقھ‪.‬‬
‫‪ - 2‬مارس العمال في ما بینھم نوعا من الرقابة أو االلتزام االجتماعي المتشددلضمان‬
‫عدم تخطي أحدھم المعدالت األقل التي حددوھا ألنفسھم‪ ،‬وقد أخذت ھاتھالرقابة ع ددا‬
‫من األشكال منھا السخریة و اإلھانة بل أحیانا الضرب أو االعتداء فص دإجبار العام ل‬
‫لتحقیق ھذه المعدالت المنخفضة من اإلنتاج‪ .‬وضعت لنفسھا أفكار أو ش عارات معین ة‬
‫تحكم أسلوب عملھم و من ھذه األفكار العامل ال یجب أن یعمل كثیرا وقي الوقت نفسھ‬
‫ال یجب أن یعم ل قلیال و أن العام ل ال یجب أن ینق ل أي معلوم ات إلى اإلدارة من‬
‫شأنھا أن تضر أي زمیل آخر‪ .‬ومن ثم فإن النتائج التي توصل إلیھا الباحثون ھو تأثیر‬
‫العالقات غبر الرسمیة داخل مجموعة العمل على اتجاھات ھاتھ المجموعة و أفرادھا‬
‫و التي بالتالي توثر على معدالت ومستویات أتناج األفراد ‪ - 3‬أن تك وین الجماع ات‬
‫غیر الرسمیة في المنظمات أمرا طبیعیا وذلك لألسباب التالیة‪:‬‬
‫‪ -‬المصلحة المشتركة‪ :‬عندما یكونون في جماعة یك ون أعض اء المجموع ة في موق ف‬
‫أقوى و یستطیعون الدفاع عن أنفسھم أكثر مما لو كانوا أقرادا متفرقین‪.‬‬
‫‪ -‬تعتبر الجماعة اإلطار األمث ل لتلبی ة بعض الحاج ات غ یر المادی ة فمثال الحاج ة إلى‬
‫االختالط واالنتم اء إلى الجماع ة ھي قوی ة عن د الكث یر من األف راد‪ ،‬ك ون الف رد في‬
‫لجماعة یجعلھ یشعر باألمن أك ثر في عملھ و أن المطالب ة ب الحقوق ھي أك ثر فعالی ة‬
‫كجماعة منھ كأفراد‪.‬‬
‫‪ -‬المكان‪ :‬و یعتبر من العوامل الھامة في تكوین الجماعة كون األفراد یعمل ون في نفس‬
‫الموق ع و یلتق ون بش كل منتظم في نفس المق ر یج ل االتص ال بینھم أس ھل و تك وین‬
‫روابط قد تتعدى اعتبارات العمل العادیة‬
‫‪ - 4‬الرغبة الدائمة في حف اظ الجماع ة على نفس ھا‪ ،‬ل ذلك نج د الجماع ات تص در أو‬
‫تطور أنماطا على األفراد االمتثال بھا كثمن النتمائھم للمجموعة‪ ،‬قواعد السلوك ھاتھ‬
‫یكون لھا معنى فقط عندما یتوفر لدى الجماعة الحد األدنى من التماسك‬
‫‪ - 5‬م دى تحقی ق األھداف‪ :‬المجموع ات ال تي تحق ق أھدافھا بثق ة مس تمرة تك ون‬
‫متماسكة أكثر نجاحھا في تحقیق أھدافھا یعكس التعاون والتفاھم المتبادل بین األفراد‪.‬‬
‫‪ - 6‬حجم الجماعة‪ :‬في الجماعات ذات الحجم الكب یر یك ون االحتم ال ص غیرا في أن‬
‫یتعرف كل األفراد على بعضھم البعض‪ ،‬من المنطقي االعتقاد بأن سھولة تكون أك ثر‬
‫في المجموعات الصغیرة وبتالي تماسك ھذه األخیرة یكون أكبر منھ في المجموع ات‬
‫الكبیرة‪.‬‬
‫‪ - 7‬التعدیالت الخارجیة‪ :‬كثرة التعرض للتھدیدات الخارجیة عن الجماع ة یق وي من‬
‫الحاجة للتماسك لمواجھة األخطار‪ ،‬ومن ھنا تكمن أھمیة الحاجات االجتماعیة للعمال‬
‫إذ ھذه الدراس ات بینت بأنھ ا أھم من الحاج ات المادی ة ( االقتص ادیة ) وال تي ك انت‬
‫تطغى على المدرسة التیلوریة‪ .‬وھكذا فإن االھتمام تح ول من تمجی د ال روح الفردی ة‬
‫إلى التركیز على الناحیة االجتماعیة ‪.‬‬
‫و كخالصة نستطیع القول أن مدرس ة العالق ات اإلنس انیة تمث ل االتج اه الس لوكي ال ذي‬
‫یؤك د على العملی ات الس لوكیة و االعتب ارات اإلنس انیة حیث أن احتیاج ات وأنم اط‬
‫واتجاھات العمال تؤثر على س لوكھم وعلى مس توى إنت اجیتھم و بالت الي ف إن العالق ات‬
‫غیر الرسمیة داخل مجموع ة العم ل یمكن أن تح دد االتجاھات ال تي یمارس ھا أعض اء‬
‫ھذهالمجموع ة كم ا أن كال من االتج اه الكالس یكي و مدرس ة العالق ات اإلنس انیة في‬
‫التنظیم قدأعطیا تقریبا نفس الدرج ة من االھتم ام بالھیك ل التنظیمي و اتخ اذ الق رارات‪.‬‬
‫(رابح العایب ‪،2006 ،‬ص ص ‪.)34-32‬‬
‫‪ 3- 2‬االنتقادات الموجھة لنظریة العالقات اإلنسانیة‪:‬‬
‫ما یعاب على مدرسة العالقات اإلنسانیة أنھا حاولت كما فعلت سابقتھا أن تتوص ل‬
‫إلى أحسن طریقة ألداء األعمال‪ ،‬وقد اكتشف الباحثون أن ھذه الطریق ة لم تحق ق دائم ا‬
‫زی ادة اإلنتاجی ة‪ ،‬ولم ت ؤد بالض رورة إلى إقام ة عالق ات س لیمة بین اإلدارة والع املین‬
‫قوامھا التعاون الفعال والتوافق واالنس جام‪ ،‬ویرج ع ذل ك في المح ل األول إلى أن م ایو‬
‫صب اھتم امھ كلھ على دراس ة الج انب اإلنس اني في العم ل ولم ی وجھ اھتمام ا مم اثال‬
‫للظروف األخرى المحیطة بالمؤسسة من الداخل والخارج‪ ،‬وھذا الخطأ ھو نفس ھ ال ذي‬
‫وقع فیھ تایلور حین وجھ ك ل اھتم امھ لدراس ة الج انب الم ادي للعم ل وإغف ال الج انب‬
‫اإلنساني وغیره من العوامل والظروف األخرى التي لھا من دون شك ت أثیر كب یر على‬
‫فعالیة المؤسسة‪.‬‬
‫ومن ھذا المنطلق فإن العالقات اإلنسانیة لم تفلح إلى حد كبیر في محاولتھا لتطویع‬
‫العمال لخدمة أھدافھا نظ یر إعط ائھم الش عور باالنتم اء وتوف یر العالق ات االجتماعی ة‬
‫والرضا الوظیفي‪ ،‬متجاھلة االختالفات والفروق الفردیة والجماعیة ووجود النزاع حول‬
‫المراكز والمصالح‪.‬‬
‫وباختصار یمكن إیجاز أھم ما أشار إلیھ الباحثون من انتق ادات لمدرس ة العالق ات‬
‫اإلنسانیة‪ ،‬والتي من بینھا‪:‬‬
‫‪ -‬إن الدراسات التي أجریت ضمنھا اكتفت بالمستویات السفلى للھرم مما یجعل الناس‬
‫یفترضون ضمنیا وجود قاعدة قائمة بذاتھا من أجل أن تك ون عالق ات حس نة في العم ل‬
‫باإلض افة إلى نت ائج تج ارب أثبتت فیم ا بع د دم وج ود عالق ة مباش رة بین اإلنتاجی ة و‬
‫الحوافز المعنویة للعمال‪.‬‬
‫‪ -‬اعتبرت المنظمة نظاما مغلقا كسابقاتھا‪ ،‬متجاھلة الظروف الخارجیة و البیئیة ال تي‬
‫توثر تأثیرا مباشرا على ما یجري داخل المنظمة‪.‬‬
‫‪ -‬أخذت العنصر البشري مج اال للدراس ة دون العناص ر األخ رى للتنظیم و اعت برت‬
‫الجماعات االجتماعیة متماثلة ومتحدة الھدف و الغایة‪ ،‬لكن إذا كانت للجماع ات أھداف‬
‫و غایات مشتركة فإن لھا كذلك أھداف وغایات مختلفة متنافس ة ومتعارض ة فیم ا بینھ ا‬
‫من الصعب تخلیھا وحدة واحدة منصھرة‪ ،‬تناقضات بین المستویات الھرمیة فیم ا ببینھ ا‬
‫وتناقضات بین عمال المستوى الواحد بعب ارة أخ رى إذا ك ان اإلنس ان اجتم اعي بطبعھ‬
‫فھ و أن اني ك ذلك‪ ،‬طم وح‪ ،‬من افس وراغب في الس یطرة و التس لط‪( .‬رابح الع ایب ‪،‬‬
‫‪، 2006‬ص ‪.)34‬‬
‫إن إسھامات ھذه التجارب تكمن فیم ا أظھ رتھ من ت أثیرات ش دة اإلض اءة وغیرھا من‬
‫العوامل ولكن فیما كش فت عنھ بطریق ة غ یر مباش رة عن أھمی ة الحاج ات اإلنس انیة و‬
‫االتجاھات وعالقات العمل‪ ،‬تھدف بالوصول بالعم ل إلى حال ة من الرض ا و التواف ق و‬
‫حب العم ل بم ا ینعس أث ر ذل ك اإلنت اج من حیث الكم و الكی ف و ذل ك بخل ق من اخ‬
‫جی دللعالقات اإلنس انیة داخ ل المنظم ة من أج ل إح داث الت وازن بین متطلب ات العم ل‬
‫واحتیاج اتھ ومتطلب ات الع املین و حاج اتھم أین النظ ر إلى اإلنس ان العام ل دون‬
‫حجمالرویة عن العمل و المنظمة‪( .‬رابح العایب ‪، 2006،‬ص ‪.)35‬‬
‫وخالصة ما یمكن قولھ عن مدرسة العالقات اإلنسانیة‪ ،‬أن كان لھا الدور البالغ في‬
‫االھتمام بالجانب اإلنساني والسلوكي في العمل‪،‬من خالل لفت االنتباه للعالقات اإلنسانیة‬
‫واھتمامھا بسیكولوجیة اإلدارة والمشكالت االجتماعیة للجماعة في العمل وكذا اھتمامھا‬
‫بدراسة اتجاھات العمال وضغوط الجماعة وأثر ونوع القیادة أو اإلدارة في تشكیل الج و‬
‫االجتماعي والروح المعنویة وكل ما لھ عالقة بتحقیق الرضا والراح ة للعام ل من جھ ة‬
‫ویساھم في تحقیق الفعالیة التنظیمیة للمؤسسة من جھة أخرى‪.‬‬

‫‪ -10-3‬مدرسة األنساق التقنیة‪:‬‬


‫تعد مدرسة األنساق التقنیة من االتجاھات النظریة األك ثر ت أثیرا في الفك ر العلمي‬
‫المعاص ر‪ ،‬ویمكن تحدی د ف ترة ظھ ور ھذا التن اول خالل النص ف الث اني من الق رن‬
‫العشرین في الوالیات المتحدة األمریكیة‪ ،‬إال أن ھذه النظریة لم تتأسس كمنھج قائم بذاتھ‬
‫في البحث وكطریق ة متم یزة في فھم الظ واھر إال بفع ل الت أثیر الحاس م ال ذي مارس تھ‬
‫األحداث المرافقة للحرب العالمیة الثانی ة وم ا ص احب تل ك األح داث من تح والت على‬
‫صعید المعرفة العلمی ة و تطبیقاتھ ا التكنولوجی ة وك ذلك نتیج ة لالنتق ادات ال تي وجھت‬
‫للمدرسة الكالسیكیة‬

‫ونم وذج النس ق كإط ار فك ري ع ادة م ا ینس ب إلى الع الم ‪ludwing von‬‬
‫‪ bertalanfy‬الذي لخص األسباب التي أدت إلى تطور األنساق التقنیة فیما یلي‪:‬‬

‫‪ - 1‬تعق د التكنولوجی ا والمجتمع ات المعاص رة أدى إلى عج ز الم دارس‬


‫الكالسیكیة خاص ة التایلوری ة ومدرس ة العالق ات اإلنس انیة‪ ،‬وع دم كفایتھ ا في‬
‫معالجة المشاكل المترتبة عن ذلك‪ ،‬وھذا ما استدعى إلى تطور األنس اق التقنی ة‬
‫التي تتیح إمكانیة مواجھة المشكالت االجتماعیة والنفسیة واالقتصادیة‬
‫‪ - 2‬تطور المعرفة اإلنسانیة ذاتھا ساھم في ظھور وتطور ھذا التن اول‪ ،‬ذل ك‬
‫أن االتجاه الذي أصبح یفرض نفسھ على العلوم االجتماعیة والطبیعیة ھو النظر‬
‫إلى موض وعاتھا باعتبارھا مجموع ة من العناص ر المنظم ة والمتفاعل ة فیم ا‬
‫بینھا‪.‬‬

‫‪ 1- 3‬تحدید مفھوم األنساق‪:‬‬


‫یالح ظ أن المفھ وم المرك زي ال ذي تق وم علیھ ھذه المدرس ة وال ذي تس تمد منھ‬
‫ھومفھوم النسق الذي یعرفھ كل من عبد اللطیف الفرابي وعب د العزی ز الغرض اف ع ل‬
‫أنھ"مجموع ة من العناص ر والمكون ات المترابط ة والمتفاعل ة فیم ا بینھ ا تخض ع‬
‫لتحوالتوسیرورات تطرأ داخلھ وتحكمھا قوانین وقواعد تشكل النظام الضابط للنسق من‬
‫أجل بلوغ غایة"‬
‫إذا كان النسق جملة من العناصر المتفاعلة فیما بینھا‪ ،‬والتي تسیر نحو تحقیق غایة‬
‫معینة فإن ذلك یتحدد من خالل مظھرین‪:‬‬

‫المظھر البنائي‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫إن النظر إلى النسق كمجموعة من العناص ر‪ ،‬یع ني أن ك ل عنص ر یش غل موقع ا‬
‫محددا داخلھ وفق تنظیم معین‪ ،‬وجملة ھذه المواقع ھي التي تكون بنیة النسق حیث تحدد‬
‫مایلي‪:‬‬
‫ـ العالق ات بین العناص ر ـ‬
‫تراتب العناصر‬
‫ـ شبكة التواصالت بین العناصر ـ حدود‬
‫النسق التي تفصلھ عما یحیط بھ‬

‫المظھر الوظیفي‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫إذا كان المظھر البنائي یحدد بنی ة العناص ر داخ ل النس ق‪ ،‬ف إن المظھ ر ال وظیفي‬
‫یحدد الوظائف التي تؤدیھا العناصر داخل النسق ویؤدیھ ا النس ق كك ل‪ ،‬والوظ ائف ھي‬
‫األدوار والعملیات واألفعال التي یقوم بھا كل عنصر داخ النسق وتجدر اإلش ارة إلى أن‬
‫ھناك ارتباط بین المظھرین البنائي والمظھر الوظیفي إذ غالبا ما تك ون وظیف ة عنص ر‬
‫ما محددة بموقعھ داخل النسق والعكس صحیح‪.‬‬

‫المقاربة النسقیة كإطار لتحلیل المنظمات‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫یع رف ك ل من عب د ﷲ الف رابي وعب د العزی ز الغرض اف المقارب ة النس قیة على‬
‫أنھا‪":‬نظرة شمولیة لظواھر ترتكز في دراستھا لھ ا على طابعھ ا الكلي وعلى العالق ات‬
‫والتفاعالت التي تحكمھا من خالل التركیز على عناصرھا الداخلیة وعالقتھا بالمحیط"‬
‫أما السعید أوكیل وآخ رون فیع رف المقارب ة النس قیة أو المنظ ور النظ ام المفت وح‬
‫على أنھ‪":‬نم وذج من بین م ا یمت از بھ ھو تفتحھ على المحی ط واالعتم اد كلی ة علیھ‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك ینظر إلى النظام على أنھ مجموعة من أجزاء مترابطة فیما بینھ ا وأن‬
‫العالقات الموجودة بین أجزاء ھذا النظام ھي أھم من األجزاء نفسھا"‬
‫ومم ا س بق یمكن تعری ف المقارب ة النس قیة باختص ار على أنھ ا‪":‬نظ رة تعت بر‬
‫الظواھر كنظام یعتمد كلیة على المحی ط ویتك ون من مجموع ة من العناص ر المرتبط ة‬
‫ببعضھا البعض والمتفاعلة فیما بینھا حیث ال یمكن داستھا إال من بعدھا الشمولي"‬
‫إن الفكرة الرئیسیة التي انتقلت منھ ا األنس اق التقنی ة ھو أنھ ال نس تطیع أن نف رق‬
‫بینالنس ق التق ني أو تقنی ة المنظم ة أي ھیكلھ ا الش كلي وبیئتھ ا الفیزیقی ة ونوعی ة‬
‫إنتاجھاوالتكنولوجیا المستخدمة وتحدید المھام ونظام مناصب العمل ونسقھا االجتماعي‪،‬‬
‫اظافةإلى ھذا فان النسق الشامل ھو نسق مفتوح وال نستطیع أن ننسى التأثیرات المتبادلة‬
‫بین الجانب التقني والمحیط ألن طبیعة ھذه العالقات ھي التي تحدد اس تقرار ونم و بق اء‬
‫المنظمات االقتصادیة‬
‫وھذا م ا ح اول الترك یز علیھ علم النفس العم ل و التنظیم حین ب دأ یھتم باألنس اق‬
‫الداخلیة والخارجیة للمنظمة ‪.‬وھذا یتطلب إدراك بعدین ھامین لك ل منظم ة أو مؤسس ة‬
‫إنتاجی ة‪ :‬البع د التكنول وجي(اآلالت والم واد الخ ام) والبع د االجتم اعي (العالق ات بین‬
‫األفراد الذین ینجزون العمل)‪ .‬ورغم القی ود ال تي یض عھا البع د التكنول وجي على البع د‬
‫االجتم اعي ف إن لھ ذا األخ یر خص ائص نفس یة واجتماعی ة مس تقلة تمام ا عن البع د‬
‫التكنولوجي‪ .‬ومھما یكن فإن ھذین البعدین في تفاعل مستمر وكل منھما یؤثر في األخ ر‬
‫وإلى جانب تفاعل ھذین البعدین مع بعض‪ ،‬فإن المنظمة تتفاعل مع المحی ط س واء ك ان‬
‫ذلك عن طریق استیراد المعلومات والمواد الخام أو بواسطة تصدیر المنتج ات أو تق دیم‬
‫الخدمات ‪،‬وھكذا نالحظ بأن حل المشكالت التنظیمیة یتطلب معرفة البعدین المشار لھما‬
‫س ابقا باإلض افة إلى مراع اة البع د الث الث المتمث ل في تفتح المنظم ة على المحی ط مم ا‬
‫یستدعي دراسة ھذا المحی ط بأبع اده وح االتھ المختلف ة ح تى یض من اس تمراریة نش اط‬
‫وفعالیة المنظمة (العایب رابح‪،2006،‬ص ص‪) 38- 36‬‬
‫خاتمة‬
‫علم النفس العم ل والتنظیم ھو علم مس تقل عن االتجاھات والم ذاھب‬
‫السیاسیة ‪،‬یھتم بدراسة العالقات المتبادلة بین األفراد والجماع ات أثن اء العم ل واإلنت اج‬
‫ویشمل عالقات العمال فیما بینھم وعالقاتھم باإلدارة والمشرفین والرؤساء والمرؤوسین‬
‫‪،‬وی درس مختل ف المتغ یرات النفس یة واالجتماعی ة عن د الع املین ذات العالق ة بالعم ل‬
‫واإلدارة واإلنتاج‪.‬‬
‫فھو العلم الذي یھتم بالعامل في مصنعھ‪ ،‬والموظ ف في مكتبھ والمعلم في مدرس تھ‬
‫واإلعالمي في مؤسستھ إلى غ یر ذل ك من المھن المختلف ة والمتباین ة في طبیعتھ ا‪ .‬كم ا‬
‫یعني بحل مشاكل الص ناعة وم ا یع ترض بیئ ة المص نع من مش كالت فیزیقی ة ونفس یة‬
‫واجتماعیة أي انھ یبحث باألسلوب العلمي عن أسباب المشكـالت وتشخیص ھا للوص ول‬
‫إلى الحلول قبل أن یوصـي بالعالج‪.‬‬
‫و یشمل جمیع المجاالت المھنية و التنظیمی ة س واء ك انت ص ناعیة أو تجاری ة أو‬
‫خدماتیة أو إداریة أو حكومیة أو خاصة ‪ ،‬فقد شھد تطورا كبیرا أرسى خاللھ العدی د من‬
‫األسس واالتجاھات الحدیثة ال تي أث رت على مس یرتھ و دفعتھ ق دما لألم ام و زادت في‬
‫أھمیتھ ‪.‬‬
‫وإن تطور الفكر االقتصادي مر بعدة مراحل و في كل مرحلة نجد ظھ ور مدرس ة‬
‫اقتصادیة أثرى روادھا الفك ر االقتص ادي و ق اموا بنق د المدرس ة ال تي قبلھم و الن ك ل‬
‫مدرس ة ظھ رت في زمن و بیئ ة معین ة و اھتمام ات مختلف ة أي ك ل مدرس ة اس تمدت‬
‫أفكارھا و نظریاتھا في وضع االقتصاد الذي ظھرت في فترتھ و من بین ھذه الم دارس‬
‫نجد النظریة العلمیة خاصة و الكالسیكیة عامة التي أتت مفاھیم جدی دة و العالق ة بین‬
‫العامل و اإلدارة و وضعت مناھج جدیدة متمثلة في التص دي لمختل ف المش اكل بس الح‬
‫العلم و على الرغم من أن ھذه النظریة قد تعرضت لعدة انتقادات و كذلك اتساع الھوة‬
‫بین اإلدارة و النقابات العمالیة إال أنھا قد نجحت في تحقی ق ع دة مبتغی ات ك انت تھ دف‬
‫إلى بروز مدارس أخرى ‪.‬‬

You might also like