You are on page 1of 4

‫)المبحث األول‪ :‬تعريف التصوف) تعريف لغة‪ ،‬أصل اللغة‪ ،‬اصطالحا‪.

‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف التصوف‪:‬‬

‫‪-‬تعددت داللة كلمة التصوف واختلف معانيها بني الكثريين ‪ ،‬فالتصوف يعد من ابرز املواضيع اليت أثارت‬

‫اجلدل بني الكثري‪.‬‬

‫‪-‬العلماء والفقهاء وذلك ا رجع إيل تعدد التعريفات حوله ‪،‬وسنحاول عرض بعضها لضبط مفهومها ‪.‬‬

‫‪ 1.‬التعريف اللغوي ‪:‬‬

‫‪-‬نسب التصوف لغويا إيل صوف الشاة كذلك كبش صاف أو صوف الكبش أي مبعين كثري الصوف ‪،‬‬

‫وأيضا نقول صاف السهم عن هدفه أي مال أو عدل عن موضعه ومبعين أخر صاف عن شر فالن وصاف اهلل‬

‫عين أي أبعده وصرفه عين ‪.‬‬

‫‪-‬وقد جاء يف املعجم أن التصوف هو تصفية القلب من موافقة الربية ومفارقة األخالق الطبيعية ‪ ،‬وامخاد‬

‫الصفات البشرية ومنازلة الصفات الروحانية والتعلق بالعلوم احلقيقية ‪.‬‬

‫‪-‬كما ورد يف الرسالة القشريية أن كلمة الصوفية كلمة مولودة ال يشهد هلا قياس وال اشتقاق يف اللغة العربية‬

‫وعليه فإن كلمة التصوف مبتدعة وحمدثة وغري معروفة عند أوائل العرب وال يف عصر الرسول صلي اهلل عليه‬

‫وسلم‪.‬‬

‫أصل الكلمة ‪:‬‬


‫ظهرت كلمة التصوف يف القرن األول هجري بدليل ما روي عن حسن البصري * الذي يعد من كبار أئمة‬

‫اإلسالم ‪ ،‬حيث قال ‪ :‬ا رءيت صوفيا يف طوائف فأعطيته شيئا فلم يأخذه ‪ ،‬وقال ‪ :‬معي أربعة دوانيق‬

‫*فيكفيين ما معي وقال أيضا ‪:‬أدركت سبعني بدريا كان لباسهم الصوف ‪.‬‬

‫كما روي عن سفيان الثوري وهو إمام يف احلديث والتفسري ) ‪ 97‬ه – ‪ 161‬ه‪ 778 - 715 /‬م( أنه‬

‫قال‪ :‬لوال أبو هاشم الصويف *ما عرفت دقيق ال رباء ‪.‬فضال عن قول أيب موسي األشعري ) ‪ 42‬ه‪622 /‬‬

‫م( يف وصفه الرسول صلي اهلل عليه وسلم ‪ :‬كان يلبس الصوف ويركب احلمار ‪،‬وقال أيضا ‪ :‬يا بين لو أ ريتنا‬

‫وحنن مع نبينا صلي اهلل عليه صلي اهلل عليه وسلم إذا أصابتنا السماء وحدث مناريح الضمان من لباسنا‬

‫الصوف ‪.‬‬

‫‪-‬وقد اختلفوا يف اشتقاق لفضة التصوف فمنهم من يرجعها ايل الصوف نسبة إيل عادة الصوفية يف ارتداء‬

‫اخلرف‬

‫الصوفية* البيضاء ومتيزهم هبا‪.‬‬

‫‪-‬هناك من يري أهنا تنسب إىل أصل الصفة وهم فرق من النساك كانوا جيلسون فوق دكة املسجد باملدينة‬

‫لعهد النيب صلي اهلل عليه وسلم أو اهنا من الصف االول من صفوف املسلمني يف الصالة أو من بين صوفة‬

‫وهي قبيلة يف اجلاهلية كانت ختدم الكعبة ‪ ،‬وقيل أهنا من صوفة القفا ‪.‬‬

‫‪-‬كما يري آخرون أهنا مأخوذة من الصفاء والصفاء هو ‪:‬خلوص الباطن من الشهوات والكد ا رت ‪.‬‬

‫‪-‬الصفاء يؤدي إىل الصف ‪ ،‬فمن صفت قلوهبم هلل تعاىل يكرمهم ويصطفيهم فيصبحون يف الصف األول عنده‬

‫يقدمهم على سواهم ‪.‬‬

‫‪ 3.‬التعريف االصطالحي ‪:‬‬


‫‪ -‬لتصوف الكثري والعديد من التعريفات ‪ ،‬حيث ذكر السهروردي* أن أقوال املشايخ يف ماهية التصوف تزيد‬

‫عن ألف قول ‪ ،‬ويرجع سبب ذلك إىل الصوفية يف حد ذاهتم الن كل واحد منهم يعرب مبا وقع له‪ ،‬فهناك من‬

‫عرب عن‬

‫التصوف باألحوال وهناك من عرب عنه باملقامات واألخر بالبدايات و األخر عرب اجملاهدات أو املذاقات ‪،‬‬

‫وكذلك‬

‫بالنظر إىل أهم اجلوانب اليت يرتكز عليها التصوف سواء إىل طريقة أو اخللق أو الغاية‪.‬‬

‫‪-‬وعلى األرجح أن أغلب هذه التعريفات اتفقت على أن التصوف هو عزوف النفس عن الدنيا و العكوف‬

‫على العبادة و االنقطاع إىل اهلل تعاىل و األع ا رض عن زخرف احلياة الدنيا وزينتها ‪ ،‬و الزهد فيما يقبل عليه‬

‫الناس من مال وجاه و االنف ا رد عن اخللق و اخللوة للعبادة‪.‬‬


Rujukan

1. Abi Hassan Ahmad Bin Faris Bin Zakaria (1979). Mukjam Muqayyis al-Lughah.
Damsyiq : Dar al- Fikri..
2. Ismail Bin Hammad al-Jauhari Abu Nasir (1990). as-Sihah Taj al-Lughah al-Arabiyyah.
Beirut : Dar al-Ilmi Lilmalayin.
3. Ahmad Abu Haqah (2007). Mukjam an-Nafais al-Kabir. Amman : Dar al-Nafais.
4. Abu Qassim al-Qushairi (1991). Risalah Qusyairiyyah. Beirut : Dar al-Khair.
5. Lamia Izzuddin Al-Sabagh (2013). as-Sufiyyun Wa at-Tasawwuf Fil Maghrib al-Arabi
Hatta Qurun al-Rubu’. Baghdad : Majalah Kuliyyat Ulum al-Islamiyyah.
6. Hazri Kurba (1998). Tarikh Falsafah al-Islamiyyah. Beirut.
7. Masnius dan Mustafa Abdul Razak (1984). at-Tasawwuf. Beirut : Dar al-Kitab al-Banani.
8. Amru Furuq (1922). Atalisuf Fil Islam. Beirut.
9. Abdullah Bin Ghallib Bin Ahmad Isa (1922). Mafhum Tasawwuf. Beirut : Dar al-Jail.
10. Asád as-Sahamrani (1987). Tasawwuf Mansyuahu Wal Mustalahi. Beirut : Dar al-Nafais.
11. Muhammad Aqil Bin Ali. Madkhal Ila Tasawwuf Islami. Kaherat : Dar al-Hadis.
12. Abdul Rahman Bin Khaldun (2004). al-Muqaddimah. Beirut : Dar al-Fikri.

You might also like