Professional Documents
Culture Documents
تحليل منظومة التكوين في الإدارة العمومية الجزائرية - ج1
تحليل منظومة التكوين في الإدارة العمومية الجزائرية - ج1
ملخص:
إن الدولة ال تستطيع القيام بالمهام واألدوار المنوطة بها في إشباع الحاجات العامة لمواطنيها ،والتي
هي م برر ش رعيتها وض رورة وجوده ا ،إال من خالل الم وظفين العموم يين ،ال ذين تتزاي د أع دادهم تبع ا
لتزايد واتساع األعباء الملقاة على كاهل الدولة ،وتبعا لتطور حاجات المجتمع.
ومن أجل التسيير الحسن ألداء مجموع الموظفين ،يحظى هؤالء باالهتمام البالغ والمستمر ،ويتجلى
ذل ك في ت واتر المنظوم ات القانوني ة المختلف ة والمتع ددة ،وال تي تص در في ش أنهم ،ومن ض منها األحك ام
القانونية والتنظيمية المتعلقة بالتكوين.
لهذا سنحاول في هذه الورقة التعرف على منظومة التكوين في اإلدارة العمومية الجزائري ة من خالل
استعراض اإلطار القانوني للتكوين ثم يليه إطاره التنظيمي وأخيرا إطاره المؤسساتي والبيداغوجي.
مقدمة:
كما هو معلوم فإن الدولة هي الشخص المعنوي األول في المجتمع ،وهو ما يجعلها تسعى من خالل
فرض سلطتها العامة إلى ممارسة دورها الهام في إشباع الحاجات العامة للمواطنين ،كون هذا الدور هو
م برر ش رعيتها وض رورة وجوده ا ،فت ؤدي ك ل عم ل من ش أنه تحقي ق س عادة مجتمعه ا ،أي ا ك انت طبيع ة
النشاط المحقق لهذا الغرض.
إن الدولة ال تستطيع أن تقوم بالدور المنوط بها إال بواسطة األشخاص الطبيعيين ،الذين هم وسيلتها
لتحقي ق إش باع الحاج ات العام ة لألف راد ،بحيث يمثل ون الدول ة (اإلدارة العام ة) في مختل ف تعامالته ا م ع
أفراد المجتمع ،ويسمون بالموظفين العموميين(*) ،وهؤالء األشخاص الطبيعيون الذين هم وسيلة الدولة
لتحقي ق مختل ف سياس اتها يطل ق عليهم تس مية "أع وان الدول ة " ،وق د أك د ذل ك الفقي ه "هوري و" حين ق ال:
"أعوان الدولة هم ممثلوها")1(.
1
وفي نط اق األعب اء المتزاي دة على كاه ل الدول ة ،تض طر ه ذه األخ يرة إلى اس تخدام أع داد هائل ة
ومتزاي دة من األع وان العموم يين ،من أج ل إدارة المراف ق العام ة ال تي هي أيض ا في تزاي د مس تمر تبع ا
لتط ور حاج ات المجتم ع ،ومن أج ل التس يير الحس ن ألداء مجم وع الم وظفين ،وخل ق التج انس ال وظيفي
عض ويا وموض وعيا ،ونظ را لألهمي ة الكب يرة ألع وان الدول ة ،فهم يحظ ون باالهتم ام الب الغ والمس تمر،
ويتجلى ذل ك في ت واتر المنظوم ات القانوني ة المختلف ة والمتع ددة ،وال تي تص در في ش أنهم ،من أج ل تنظيم
مختلف عالقاتهم مع أفراد المجتمع من جهة ،ومن جهة أخرى من أجل تنظيم حياتهم المهنية والوظيفية،
ابت داء من ي وم التح اقهم بالوظيف ة إلى غاي ة انته اء العالق ة الوظيفي ة ال تي ت ربطهم ب اإلدارة ،ومن بين تل ك
المنظوم ات القانوني ة ال تي تص در بش أن ه ؤالء الم وظفين نج د تل ك األحك ام القانوني ة والتنظيمي ة المتعلق ة
بالتكوين.
لهذا سنحاول في هذه الورقة التعرف على منظومة التكوين في اإلدارة العمومية الجزائري ة من خالل
استعراض اإلطار القانوني للتكوين ثم يليه إطاره التنظيمي وأخيرا إطاره المؤسساتي والبيداغوجي.
2
المطلب األول :التكوين في اإلدارة العمومية في الجزائر قبل االستقالل
لم تكن أب واب اإلدارة العمومي ة ومن خالله ا الوظيف ة العمومي ة في الجزائ ر مفتوح ة أم ام توظي ف
الجزائريين ،فقد كانت هذه األخيرة مفتوحة فقط للفرنسيين والمعمرين األوروبيين.
إال أن ه س جلت بعض االس تثناءات إذ انفتحت اإلدارة العمومي ة في الجزائ ر على بعض الفئ ات من
الجزائ ريين كالمح اربين الق دامى والنخب المتعلم ة ولكن ذل ك ك ان ألس باب اس تعمارية بحث ة ارتبطت
بظروف معينة.
3
وعندما نزلت القوات األمريكية في إفريقيا الشمالية ،وفي الجزائر تحديدا بتاريخ 08نوفمبر،1942
من بين أهم ما تم اتخاذه هو تنظيم ما كان يطلق عليه آنذاك السلك الحر ( )le corps francأو السلك
اإلرس الي الذي ت دخل لط رد األلم ان من ه ذه المنطق ة من أج ل تحري ر فرنس ا ،وبه ذه المناس بة تم توظيف
ع دد كب ير من الجزائ ريين س واء في الجيش أو اإلدارة ،وفي ه ذه األثن اء ش كلت اللجن ة الفرنس ية للتحري ر
الوطني( )C.F.L.Nفي الجزائر في 03جوان ،****1943وفي نفس الوقت تقريبا ظهر بيان الشعب
الجزائري في فيفري ،1943ثم أصدرت السلطات الفرنسية األمر المؤرخ في 07مارس 1944الذي
سمح لعدد معتبر من الجزائريين من الولوج إلى بعض الوظائف التنفيذية ،وحتى بعد إصدار هذا األمر
إال أن الجزائريين وجدوا عدة مشاكل ،إذ لم يتم االلتزام بمضمون هذا األمر)7(.
له ذه األس باب ف إن ع ددا قليال فق ط من الجزائ ريين تمكن من االلتح اق بالوظيف ة العمومي ة قب ل س نة
،1954على النحو التالي:
الجدول رقم ( :)1توزيع تعداد الوظيفة العمومية في الجزائر قبل سنة 1954
4
-األم ر رقم 1017-58الم ؤرخ في 29أكت وبر 1958المم دد للت دابير الموجه ة لتش جيع التح اق
الفرنسيين المسلمين في الجزائر بمناصب اإلطارات الجزائرية والجماعات المحلية بالجزائر،
-المرسوم رقم 1213-59المؤرخ في 27أكتوبر 1959المحدد لقواعد التوظيف والمكافأة لبعض
المستخدمين غير المرسمين في مصالح الدولة بالجزائر ،وفي المصالح والمؤسسات العمومية بالجزائر،
والذي يعدل أحكام المرسوم السابق،
-المرسوم رقم 1048-60المؤرخ في 24سبتمبر ،1960المعدل والمتمم ألحكام المرسوم اآلن ف
ذكره.
ه ذه األحك ام الجدي دة ك ان يف ترض أن ت ؤدي إلى توظي ف أع وان متعاق دين جزائ ريين في الوظ ائف
الشاغرة في الجزائر ،بنسبة % 50للصنف ،Aو % 70للصنفين Bو Cو % 90للصنف )D. (8
إضافة إلى ما سبق ،فقد صدر في 04فيفري )9( 1959قانون أساسي جديد للوظيفة العمومية في
فرنس ا ،وامت د تط بيق ه ذا الق انون إلى الجزائ ر بم وجب مرس وم م ؤرخ في 12أوت ،)10(1960وق د
استمر العمل بهذا القانون في الجزائر حتى االستقالل)11(.
وبفضل هذه اإلجراءات ،بلغ العدد اإلجمالي للجزائريين في الوظيفة العمومية في 31/12/1959
عددا قياسيا بلغ 36518موظفا ،وقد بلغت نسبهم في ماي 1960حسب األصناف ما يلي :
-صنف -A :5,2%صنف -B :11,8%صنف -C :19,4%صنف )D :53,7%.(12
أما فيما يتعلق باألحكام الخاصة بالتكوين خالل هذه الفترة فالمادة 28من القانون رقم 2294 -46
المتض من الق انون األساس ي الع ام للم وظفين الفرنس ي المش ار إلي ه أعاله ،وال ذي ك ان مطبق ا في الجزائ ر،
نصت على ضرورة أن تضمن األنظمة الخاصة بكل إدارة تسهيالت في ميدان التكوين لجميع الموظفين
الذين لديهم المؤهالت الضرورية.
المطلب الثاني :اإلطار القانوني للتكوين في اإلدارة العمومية الجزائرية بعد االستقالل
وج دت الجزائ ر نفس ها غ داة االس تقالل في وض عية اس تثنائية ،إذ تحتم عليه ا إيج اد وس ائل وط رق
اس تثنائية لح ل مش اكلها .في مقاب ل ه ذه الوض عية الكارثي ة تأك د المس ؤولون من أن ه من المس تحيل تلبي ة
احتياج ات البالد من اإلط ارات باالكتف اء فق ط بتل ك الوس ائل والط رق الموروث ة عن االس تعمار الفرنس ي،
وأم ام ض خامة مه امهم ال واجب أداؤه ا وض رورة االس تجابة لتل ك االحتياج ات من اإلط ارات ك ان من
الواجب عليهم خالل السنوات األولى لالستقالل تلبية المستعجل منها ،فقد أحدثت الثورة الجزائرية دمارا
بأتم معنى الكلمة في كل القطاعات والمستويات ،كما كانت اإلمكانيات التي تتوفر عليها الجزائر بين أيدي
المعمرين األوروبيين وفي فائدتهم منذ تاريخ احتالل الجزائر في 05جويلية .1830
فغداة االستقالل تملكت هؤالء األوربيون الذين كانت بأيديهم كل الس لطات واألمالك حالة من الجنون
الهس تيري ،مم ا دفعهم إلى مغ ادرة البالد وت رك األمالك والمنش آت والهياك ل ليلحقه ا الخ راب وال دمار
5
ليخلف وا وراءهم م ا يس ميه البعض األرض المحروق ة ،الش يء ال ذي تس بب في ح دوث فوض ى في ك ل
اإلدارات وفي كل القطاعات)13(.
6
ته دف إلى تس هيل التح اق الجزائ ريين بالوظيف ة العمومي ة ،س يما منه ا تل ك ال تي تنظم عملي ة التوظي ف
والترسيم)17(.
مع إعالن استقالل الجزائر كانت اإلشكالية األساسية تتمحور حول كيفية سد الوظائف الشاغرة أو
ب األحرى المتخلى عنه ا ،ففي قط اع الوظي ف العم ومي مثال غ ادر ح والي 100.000مائ ة أل ف أوروبي
الجزائ ر وتخل وا عن مناص بهم( ،)18ل ذلك ك انت الهيئ ة التنفيذي ة المؤقت ة أم ام حتمي ة اتخ اذ مجموع ة من
اإلجراءات االستعجالية للحفاظ على ما تبقى من اإلدارة ،إذ كان يجب عليها إسناد مهام التصور والتنش يط
واإلدارة إلى جزائ ريين ال يمتلك ون الم ؤهالت الالزم ة وك انت تس ند إليهم ح تى وقت ق ريب مه ام تنفيذي ة
متواضعة .وقد كان من أهم اإلجراءات والتدابير التي تم اتخاذها بصفة مستعجلة ما يلي:
أ -فيما يخص تنظيم الوظيفة العمومية:
عمدت الهيئة التنفيذية المؤقتة إلى إنشاء المديرية العامة للوظيفة العمومية وهذا بموجب المرسوم رقم
526-62الم ؤرخ في 18س بتمبر ،)19(1962ومن ذ ه ذا الت اريخ احتلت الوظيف ة العمومي ة على ال دوام
مكان ة مم يزة في التش كيلة المؤسس اتية للدول ة ،وك انت م دعوة لممارس ة ص الحيات ج د حساس ة وذات أث ر
حاسم على تنظيم وسير اإلدارة العمومية .وقد كلفت بما يلي:
-إعداد عناصر سياسة شاملة للوظيفة العمومية،
-متابعة تنفيذ القانون األساسي العام للوظيفة العمومية والقواعد النظامية الخاصة لمختلف موظفي
الدولة والجماعات العمومية األخرى ودراسة مختلف مشاريع األنظمة األساسية للموظفين،
-دراسة االقتراحات التي تهدف إلى تعديل مبادئ األجور ونظام االحتياط لمختلف موظفي الدولة
والجماعات العمومية األخرى،
-ضمان مراقبة تسيير موظفي اإلدارات المركزية،
-إع داد عناص ر لسياس ة تع اون تق ني وتنس يق تط بيق اتفاقي ات المس اعدة التقني ة وتوظي ف الم وظفين
األجانب في اإلدارات العمومية،
-ضمان تكوين الموظفين اإلداريين لإلدارات العمومية،
-إعداد أو العمل على إعداد رصيد وثائقي وإ حصائيات شاملة حول الوظيفة العمومية،
-دراسة كل التدابير التي من شأنها تحسين تنظيم وسير المصالح العمومية.
ب -فيما يخص التوظيف:
-إدماج وإ عادة إدماج الموظفين القدامى:
أول إج راء خص في البدء الموظفين الجزائريين المط رودين من مناصب عملهم بس بب أفعال قاموا
به ا ب دوافع وطني ة قب ل 20م ارس ،1962حيث تم إع ادة إدم اجهم في اإلدارة وتم تس وية وض عياتهم
اإلدارية بالكامل لتعويض الضرر الذي ذهبوا ضحيته ،وهذا بموجب األمر رقم 1-62المؤرخ في 06
جويلي ة 1962المتعل ق بإع ادة إدم اج بعض الم وظفين واألع وان وإ ع ادة النظ ر في وض عياتهم اإلداري ة(
7
،)20كم ا اس تفاد من ه ذا اإلج راء ص نف آخ ر من الم وظفين وهم اإلط ارات الجزائري ون ال ذين ك انوا
يعمل ون في اإلدارات الفرنس ية والمغربي ة والتونس ية حيث تم إدم اجهم بم وجب األم ر رقم 040-62
المؤرخ في 18سبتمبر )21(.1962
لكن قبل اتخاذ ه ذه القرارات ،تم إص دار مجموعة من النص وص من طرف الهيئ ة التنفيذي ة المؤقتة
من أجل تسهيل وتخفيف أكثر لشروط التوظيف.
-التوظيف عن طريق التعيين:
إذا ك انت النص وص الس ابقة المنظم ة للتوظي ف تنص على أن التوظي ف الخ ارجي يتم عن طري ق
المس ابقة على أس اس االختب ارات ف إن الس لطات المؤقت ة اتخ ذت مجموع ة من اإلج راءات ،ن ذكر منه ا
المرسوم رقم 502-62المؤرخ في 19جويلية 1962المحدد لشروط تعيين بعض الموظفين السامين،
والمرس وم رقم 503-62الم ؤرخ في 19جويلي ة 1962المتض من الت دابير ال تي ت رمي إلى تس هيل
االلتحاق بالوظيفة العمومية( )22والذي سوف يشكل األساس القانوني للتوظيف إلى غاية صدور القانون
األساس ي الع ام للوظيف ة العمومي ة ،حيث س مح ب التوظيف على أس اس الش هادة عوض ا عن التوظي ف عن
طري ق المس ابقة على أس اس االختب ارات ،كم ا نص على إج راءات تس هيلية إض افية فيم ا يخص المس توى
المطلوب حسب الجدول أدناه:
الجدول رقم ( :)2المستويات المطلوبة للتوظيف في أصناف الوظيفة العمومية
المستوى المطلوب الصنف
شهادة ليسانس أو شهادة معادلة A1
شهادة البكالوريا في التعليم الثانوي أو شهادة معادلة A2
الجزء األول من البكالوريا أو شهادة معادلة B
شهادة الدراسات أو مستوى السنة الخامسة C
بدون شرط الشهادة D
.SOURCE : JOEA N° 3 du 20/07/1962,P.26
كم ا ص در المنش ور الم ؤرخ في 06س بتمبر 1962ال ذي نص على ت دابير في فائ دة المش اركين في
الث ورة وح دد ش روط ت وظيفهم ( ،)23إذ خص ص لهم حص ريا الص نف ،Dأم ا بالنس بة للمناص ب المنتمي ة
إلى األصناف العليا الثالث األخرى ( )A,B,Cفقد نص على أولوية هؤالء في التوظيف والتعيين وأحكام
أخرى استثنائية.
-التوظيف عن طريق االنتداب:
نص المرس وم رقم 502-62الم ؤرخ في 19جويلي ة 1962الم ذكور س ابقا على تع يين بعض
الم وظفين عن طري ق االنت داب ،فإض افة إلى الح االت الخاص ة المتعلق ة بالوظ ائف الس امية أو المناص ب
8
النوعية و التي يتم انتقاء المستفيدين منها وتعيينهم من طرف السلطة السياسية و يمكن عزلهم بحرية ،تم
اتخاذ أحكام أخرى لصالح إطارات المصالح الخارجية و بعض األسالك المنتمية لمختلف الوزارات.
-2مرحلة ما بعد تشكيل أول حكومة في الجزائر المستقلة:
غداة االستقالل وخصوصا بعد تشكيل أول حكومة في عهد الجزائر المستقلة في 27سبتمبر
،1962ونتيجة لما كانت تشهده الجزائر من فراغ قانوني وتنظيمي في مختلف المجاالت ،ظهر اتجاهان
مختلف ان ح ول مس ألة التش ريعات والق وانين ال تي تس ير ع الم المؤسس ات العمومي ة ،اتج اه ي رى بض رورة
اإلبقاء على النظام الفرنسي بما يتميز به من دقة ويترتب عنه انقسام عالم الشغل إلى قسمين:
قطاع يسيره قانون الوظيفة العمومية وآخر يحكمه قانون العمل ،أما االتجاه اآلخر فيرى بوجوب مقاطعة
التشريع الفرنسي كلية وإ يجاد نظام آخر يتماشى وفلسفة الدولة المستقلة ويعزز مبدأ السيادة الوطنية.
وتفادي ا لتعطي ل وتجمي د الحي اة االقتص ادية واالجتماعي ة في انتظ ار س ن التش ريعات والق وانين
الجزائرية ،حسمت الحكومة الجزائرية األمر وبادرت إلى إصدار قانون يرمي إلى تمديد سريان مفعول
التشريع الفرنسي بالجزائر باستثناء مقتضياته المخالفة للسيادة الوطنية(.)24
غ ير أن له ذا الموق ف م ا ي برره حيث أن األوض اع االقتص ادية واالجتماعي ة ك انت في غاي ة من
التدهور ولم يكن بإمكان الدولة عمليا االستغناء كلية على التشريع الفرنسي كأداة تنظيم مختلف المؤسسات
والقطاع ات ،فض ال على أن عملي ة االس تغناء الكلي عن التش ريع الفرنس ي ك انت بالمقاب ل تحتم اق تراح
تش ريع ب ديل يحكم ش ؤون الدول ة في ش تى نش اطاتها اإلداري ة واالقتص ادية واالجتماعي ة وه و م ا لم يكن
ممكنا في حينه.
انطالقا مما سبق وبموجب القانون المذكور سابقا ،كان من المفروض أن يستأنف العمل باألمر رقم
244-59المؤرخ في 04فيفري 1959المتعلق بالقانون األساسي العام للموظفين ومجموع النصوص
المتخذة لتطبيقه في الجزائر ،في انتظار إصدار قانون أساسي جزائري للوظيفة العمومية ،غير أن هذا لم
يحص ل إذ أن الوظيف ة العمومي ة الجزائري ة عاش ت تحت نظ ام خ اص إلى غاي ة 01ج انفي 1967ت اريخ
دخ ول الق انون األساس ي الع ام للوظيف ة العمومي ة الجدي د (األم ر رقم )133-66ح يز التنفي ذ ،فق د ك ان
الموظفون واألعوان طيلة هذه الفترة محكومين بعدد من النصوص التي أصدرت بعد 1جويلية ،1962
وقد تم اللجوء بصفة استثنائية في تطبيق هذه النصوص إلى التشريع الفرنسي ،كما أن اإلدارة بقيت طوال
الفترة السابقة إلصدار القانون الجديد منشغلة بالحصول على الموظفين الضروريين لضمان سير عادي
ومنتظم للمصالح العمومية)25( .
أما فيما يتعلق بوضع نصوص تنظم و تسير عمليات التكوين في الفترة التي سبقت سريان مفعول
القانون األساسي الع ام للوظيفة العمومي ة المتض من في األمر رقم 133-66فإن ه يمكننا القول أن مس ألة
التك وين لم تط رح على بس اط البحث من ط رف الس لطات الجزائري ة ،ذل ك أن ه ذه األخ يرة ك ان ج ل
اهتمامها منصبا حول إعادة الحياة إلى المؤسسات المختلفة للمجتمع الجزائري ،باعتبار أن تلك المؤسسات
9
خ رجت من الث ورة التحريري ة منه ارة ومليئ ة بالمش اكل ،ف اإلدارة العمومي ة وج دت نفس ها ،بفع ل مغ ادرة
الم وظفين األوروب يين للبالد وتخليهم عن مناص ب عملهم نظ را للظ روف السياس ية المس تجدة المتمثل ة في
اس تقالل الجزائ ر وفي ظ ل إلزامي ة اس تمرار أدائه ا لخ دماتها ،أم ام حتمي ة االس تنجاد ب المواطنين ال ذين
يت وفرون على مس تويات تعليمي ة متواض عة وب دون أدنى تك وين مس بق وتم ت وظيفهم في مناص ب العم ل
الشاغرة التي تتطلب في األصل مستويات أعلى وتكوينا متخصصا ،لذلك تم تهميش وإ همال التكوين في
ظل تلك الظروف الصعبة.
10
" وتثبت التجربة مدى الضرر الذي يلحق سلطة الدولة وفي نفس الوقت باألموال العمومية من جراء ترك
تب اين محس وس ق ائم بين النظم الخاص ة ب القوانين األساس ية والمرتب ات والتقاع د والفوائ د االجتماعي ة
للموظفين التابعين لطبقتين من المصالح العمومية .وإ ن إعالء المزايدات بشأن الفوائد المالية التي تجرى
حاليا ضد اإلدارات هي التي سببت في أكبر جزء من عدم االستقرار الحقوقي وعدم االستقرار الوظيفي
اللذين تعانيهما الوظيفة العمومية منذ االستقالل ".
ل ذلك ك ان الب د له ذا الوض ع من تغي ير ،خاص ة أم ام تط ور وظيف ة الدول ة لتمس القط اعين اإلداري
واالقتصادي وتزايد عدد العاملين بالقطاع العام ،مما فرض ضرورة إعادة ترتيب عام في النسق القانوني
المطبق في كل من المؤسسات اإلدارية واالقتصادية ،وبهذا صدر األمر رقم 133-66المتضمن القانون
األساسي العام للوظيفة العمومية.
والج دير بال ذكر بخص وص ه ذا النص أن ه لم يس تبعد الع املين بالمؤسس ات الص ناعية والتجاري ة من
مج ال تطبيق ه ،إذ ورد في بي ان األس باب م ا يلي " :إذا ظه ر أن إخض اع رج ال القض اء وأف راد الجيش
الوطني الشعبي للقانون األساسي للوظيفة العمومية غير مرغوب فيه لالعتبارات المتقدمة ،فإن األمر ال
يكون كذلك بالنسبة للمؤسسات والهيئات العمومية ،)30( ".ومن خالل هذه الفقرة ندرك مبدأ التوحيد الذي
يهدف هذا األمر لتحقيقه.
ل ذلك ج اءت أحك ام المرس وم رقم 134 -66الم ؤرخ في 2ج وان 1966المح دد لكيفي ات تط بيق
األم ر رقم )31(133-66لتق رر توس يع س ريان ق انون الوظيف ة العمومي ة على المؤسس ات الص ناعية
والتجارية ضمن شروط تحدد بمرسوم بعد أخذ رأي لجنة كانت تتكون وقتها من الوزير المكلف بالوظيفة
العمومي ة ووزي ر المالي ة ووزي ر الوص اية على القط اع المع ني أو ممثلين عنهم ،غ ير أن ه ذا المرس وم لم
يصدر ،وبالتالي لم يكن من الممكن اعتبار العاملين بالمؤسسات الصناعية والتجارية م وظفين ،ألن توسيع
تطبيق القانون األساسي العام للوظيفة العمومية على هؤالء العمال توقف على مرسوم لم يصدر ،وهذا ما
يعني استمرار التفرقة في القواعد المطبقة بين المؤسسات اإلدارية والمؤسسات االقتصادية)32(.
لق د تم يزت س نة ،1966باإلع داد لالنطالق في مخطط ات التنمي ة ابت داء من س نة ( 1967المخط ط
الثالثي األول )1969-1967في إط ار إس تراتيجية تنموي ة ته دف إلى إنش اء قاع دة لنهض ة اقتص ادية
واجتماعية وثقافية ،وهو ما يتطلب أيدي عاملة مؤهلة وإ دارة عمومية في مستوى التحديات المطروحة،
وكان ذلك نتيجة لتبني السلطة في الجزائر للخيار االشتراكي ،الذي يتضح من خالل أحكام المادة 10من
دستور سنة ،1963حيث ورد فيها ":تتمثل األهداف األساسية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية
في....:
-تشييد ديمقراطية اشتراكية ،ومقاومة استغالل اإلنسان في جميع أشكاله ،وضمان حق العمل
ومجانية التعليم ،وتصفية جميع بقايا االستعمار)33(." ...
11
ألج ل ذل ك ،ك ان ال ب د من إيالء التك وين المكان ة المس تحقة من خالل إيج اد الوس ائل القانوني ة ال تي
تسمح بإعداد وتكوين اإلطارات التي ستواكب مخططات التنمية ،وهذا هو المعنى الذي ذهبت إليه الفقرة
الواردة في بيان أسباب سن هذا القانون حيث جاء فيها" :إن المادتين 22و 23من القانون األساسي ،إذ
تسترعيان النظر إلى األهمية الممنوحة لتكوين اإلطارات ،تقران أهمية دور اإلدارة في التنمية المتوازنة
للهياكل االجتماعية واالقتصادية لبلدنا." ...
وفي ه ذا الص دد نج د أن الق انون األساس ي الع ام للوظيف ة العمومي ة ق د نص في مادت ه 22على أن:
"تتخ ذ الدول ة والجماع ات المحلي ة والمؤسس ات والهيئ ات العمومي ة المش ار إليه ا في الم ادة األولى أعاله،
الت دابير الالزم ة لض مان تك وين المرش حين لوظيف ة عمومي ة ،وك ذلك تحس ين مع ارف الم وظفين الع املين
وترقيتهم.". ..
وبحسب مفهوم هذا األمر فإن الدولة والجماعات المحلية والهيئات العمومية ملزمة بضمان التكوين
للموظف الجديد و تحسين معارف الموظف القديم ،فقد وضع هذا األمر كقاعدة عامة المبدأ الذي تتحمل
بموجبه الدولة تكوين الموظفين ،من خالل اتخاذ اإلجراءات الضرورية الكفيلة لضمان ذلك.
وق د ج اء في بي ان أس باب س ن ه ذا الق انون س بب إدراج أحك ام تتعل ق ب التكوين في ه ذا الق انون كم ا
يلي":وله ذا فق د وض ع ،كقاع دة عام ة ،المب دأ ال ذي تتحم ل الدول ة بموجب ه إقام ة تك وين تخصص ي يتعين
إتمامه قبل ممارسة أي عمل تابع للوظيفة العمومية.ولو أن هذا الحل كان باهظ التكاليف إذا تم في أجل
قص ير ،إال أن ه يمكن اإلدارة من مراقب ة مباش رة على تك وين الم وظفين وعلى توجي ه المهن المتع ددة ال تي
تعرض ها عليهم في مختل ف قطاع ات الحي اة االقتص ادية للبل د .وعالوة على ذل ك يت أتى ه ذا الح ل بض مانة
إض افية لالس تقرار حيث أن اإلدارة يك ون له ا الح ق في أن تطلب من الم وظفين ال ذين تق وم بتك وينهم أن
يلتزموا بخدمة اإلدارة طيلة مدة معينة وذلك مقابل التسهيالت الممنوحة لهم)34(." .
لق د ج اء في أواخ ر الفق رة أعاله أن ه ذا األم ر تض من من جه ة أخ رى إلتزام ات مقابل ة تق ع على
المس تفيد من التك وين ،إذ نص ت الم ادة 23من ه على" :تك ون للمترش حين لوظيف ة عمومي ة ،ال ذين يت ابعون
دورة تكويني ة في إدارة أو مدرس ة للتك وين ،ص فة الموظ ف المتم رن .ويتقاض ون به ذه الص فة مرتب ا كم ا
يجب عليهم أن يتعه دوا بالبق اء في خدم ة الدول ة أو الجماع ات المحلي ة والمؤسس ات والهيئ ات العمومي ة
المش ار إليه ا في الم ادة األولى أعاله م دة معين ة ،"....وق د أح الت ه ذه الم ادة تحدي د طبيع ة وم دة التعه د
المنصوص عليه إلى مرسوم.
وهك ذا ص در المرس وم رقم 151-66الم ؤرخ في 2ج وان 1966المح دد لألحك ام المطبق ة على
الم وظفين المتم رنين( ،)35ال ذي أل زم في الم ادة 7من ه المس تفيدين من التك وين أن يبق وا لزوم ا في خدم ة
اإلدارة طيل ة م دة مس اوية لثالث س نوات عن ك ل س نة من التك وين على أن ال يق ل مجم وع الم دة الكلي ة
س نتين وال يتجاوز 10سنوات ،أو نصف هذه المدة عن كل سنة من التكوين إذا تم استبعادهم في نهاية
التكوين ،و إال فإنهم ملزمون برد المرتبات التي تلقوها أثناء تكوينهم إضافة إلى مصاريف التكوين ،وهو
12
نفس األمر الذي يطبق على طالب المدارس الذين يتكونون لاللتحاق بأحد أسالك الوظيفة العمومية ألول
مرة.
13
النظ ام اإلقط اعي واالمبري الي ن ولك ل المجموع ات القوي ة الرأس مالية األجنبي ة والمتع املين معه ا من
األه الي ،)41( "...وه ذا م ا يتف ق م ع م ا ذهب إلي ه دس تور س نة ،1976حيث ج اء في مادت ه " : 10
االشتراكية اختيار الشعب الذي ال رجعة فيه ،كما عبر عن ذلك بكامل السيادة في الميثاق الوطني وهي
الس بيل الوحي د الكفي ل باس تكمال االس تقالل الوط ني مفه وم االش تراكية ،طبق ا لم ا ورد في الميث اق الوطني
نصا وروحا ،هو تعميق لثورة فاتح نوفمبر 1954و نتيجة منطقية لها)42(."...
أما فيما يتعلق بالتكوين في القانون رقم 12-78المتضمن القانون األساسي العام للعامل ،فقد تعرض
له في البداية دون أن يسميه صراحة ،فقد جاء في المادة 11منه ما يفيد ذلك ":لكل عامل الحق في تنمية
شخص يته ب دنيا ومعنوي ا وثقافي ا ومهني ا" ،إذ ال يمكن تص ور تنمي ة شخص ية العام ل معنوي ا وثقافي ا ومهني ا
ب دون تك وين ،ولع ل ذل ك م ا يتن اغم م ع م ا ورد في الميث اق الوط ني لس نة ،1976إذ ج اء في فق رة
منه...":إن االشتراكية في الجزائر ترمي أساسا لتحقيق أهداف ثالثة -3....:ترقية اإلنسان وتوفير أسباب
تفتح شخصيته وازدهارها ،)43( . "...وهي نفس العبارات التي وردت في في المادة 12من دستور سنة
.1976
باإلضافة إلى المادة 11فقد خصص القانون رقم 12-78وأفرد للتكوين فصال كامال مكونا من تسع
مواد تضمنت النقاط التالية:
-العمل التكويني أحد عوامل الترقية االجتماعية و المهنية للعمال وضمان للتنمية االقتصادية للبالد،
-العمل التكويني التزام ذو فائدة وطنية يفرض على العامل والمؤسسة والدولة،
-استفادة المتكون لعمل مستقبلي من أجر مسبق ،
-المؤسس ة المس تخدمة ملزم ة ب أن تنظم نفس ها باالش تراك م ع ممثلي العم ال لترقي ة نش اط التك وين
والتحس ين ،الض روري الحتياج ات المؤسس ة ،وإ نج ازه وت أمين التك وين المس تمر لجمي ع المس تخدمين بغي ة
تطورهم وتفتحهم،
-التكوين يهدف إلى تحقيق التنمية المستمرة للقوى البشرية من خالل:
* تكوين المستخدمين الذين تحتاجهم المؤسسة،
* ضمان التكوين الدائم مما يسمح للعمال بتحديث معارفهم وتنميتها وبترقيتهم،
* القيام بأعمال تدريبية لفائدة الشبان ،ابتداء من 15سنة ،إلكسابهم معارف نظرية وتطبيقية الزمة
لممارسة مهنة ما،
* تعليم القراءة والكتابة باللغة الوطنية لجميع عمال المؤسسة لتمكينهم من المهنة،
* تقديم المساعدة للعمال المتمكنين من اللغة العربية لتعلم لغة أجنبية تفيدهم في مهنتهم،
* ضرورة تعليم اللغة الوطنية لكل عامل يعرف لغة أجنبية لتسود اللغة الوطنية.
-إلزام العمال بمتابعة نشاطات التكوين المختلفة التي تنظمها المؤسسة المستخدمة،
14
-يمكن للمؤسس ة المس تخدمة أن تف رض على العم ال ال ذين تس مح م ؤهالتهم واختصاص اتهم أن
يساهموا بشكل فعال في أعمال التكوين و التأهيل التي تقوم بها)44(.
وتع بر النق اط الس ابقة عن تن اغم م ع م ا ك ان يص بو إلي ه الميث اق الوط ني لس نة ،1976حيث ع برت
فقرة منه عن ذلك حيث ورد فيها...":ثم إن الثورة من ناحية أخرى ما فتئت تعمل على توفير مزيد من
المكاس ب االجتماعي ة للعم ال ،وتمنحهم فرص ة الحص ول على العلم والتقان ة الحديث ة وذل ك بفض ل تن وع
مج االت االقتص اد و نم وه المس تمر ،واالعتم اد ال دائم على األس اليب التقني ة الجدي دة .وال يخفى أن تعميم
التكوين المهني بصفة خاصة يسهل التكيف مع العمل ويتيح للعامل تحسين مستواه الحياتي كما يجعله في
مأمن من البطالة التقنية)45(."...
أم ا بخص وص األحك ام المتعلق ة ب التكوين في المرس وم رقم ،59-85ف إن ه ذا األخ ير تع رض بداي ة
إلى التكوين باعتباره حقا من الحقوق المكفولة قانونا ،إذ جاء في المادة 16منه ما يلي:
" يتمتع العمال في ،إطار التشريع والتنظيم المعمول بهما ،بالحق فيما يأتي خاصة.....:
-التكوين و تحسين المستوى." ...
كما حدد هذا المرسوم مجموع األعمال واإللتزامات التي تقع على عاتق اإلدارة لضمان هذا الحق،
إذ نصت المادة 52منه على ما يلي:
" عمال بالم ادة 172من الق انون رقم 12-78الم ؤرخ في 5أوت ،1978يتعين على المؤسس ات
واإلدارات العمومية ،بغية تحسين مردود المصالح العمومية وضمان الترقية الداخلية للموظفين ،أن تقوم
بما يأتي:
-تت ولى أعم ال التك وين وتحس ين المس توى وتجدي د المعلوم ات لتحس ين تأهي ل العم ال تحس ينا دائم ا
وذلك بالتناسق مع متطلبات التنمية،
-تضمن ترقية العمال حسب استعداداتهم و الجهود التي يبذلونها،
-تنج ز أو تش ارك في انج از األعم ال المخصص ة لض مان تك ييف المترش حين م ع الوظيف ة
العمومية."..
كما أشارت المادة 53منه إلى أولوية بعض الفئات ،المشاركة في الثورة التحريرية ،في القبول في
دورات التكوين وتحسين المستوى وتجديد المعلومات.
وبعد مراجعة كامل األحكام الواردة في المرسوم رقم 59-85يمكننا الخروج بالعديد من النقائص
التي تضمنها هذا المرسوم فيما يتعلق بالتكوين:
-لم يعط الحق للموظف في اإلحالة على االستيداع أو االستفادة من عطل من أجل متابعة دورات
تكوينية،
-قصر المبادرة إلى التكوين على اإلدارة وأغفل حصول ذلك من طرف الموظفين ،مما من شأنه
أن يقضي على رغبة الموظفين في تحسين مستوياتهم،
15
-تجاهل التكوين المتخصص ما بعد التدرج والتكوين المتوسط والقصير المدى ،في حين ركز على
التكوين العالي،
-لم يأخذ بعين االعتبار التكوين لتحضير المسابقات واالمتحانات المهنية وحتى التكوين المتواصل
وترك أمر تقدير ذلك لإلدارة،
-ضيق المجال الذي يكون فيه للتكوين فائدة تعود على المسار المهني للموظف ،حيث أن المادتين
55و 56من ه نص تا على أن الترقي ة تك ون إم ا عن طري ق االختي ار من بين الم وظفين ال ذين تت وفر فيهم
األقدمي ة ،وإ م ا على أس اس الش هادة من بين ال ذين أح رزوا الم ؤهالت والش هادات المطلوب ة ،وأيض ا عن
طري ق المس ابقات أو االمتحان ات المهني ة ،إن اقتض ى الح ال عقب ت دريب للتك وين أو لتحس ين المس توى،
وغالبا ال تأخذ اإلدارة بعين االعتبار هذا النوع من التكوين ( ،)46في الحين الذي توجد فيه نصوص تمنح
مزايا فيما يتعلق بالترقية للموظفين الذين يتابعون تكوينا طويل المدى ،فالمادة 11من المرسوم رقم -81
115الم ؤرخ في 6ج وان ،1981المتض من إع ادة تنظيم بعض القواع د المتعلق ة بتع يين الم وظفين
واألعوان العموميين( ،)47تنص على استفادة الموظفين المنتمين لألسالك المصنفة في الساللم من 1إلى
11من تخفيض في األقدمية المطلوبة للترقية بسنة واحدة عن كل سنة من التكوين العام أو المتخصص
ال ذي ل ه عالق ة ب الفرع المه ني دون أن يتج اوز المجم وع س نتين ،وبالنس بة للم وظفين المنتمين لألس الك
المصنفة في الساللم من 12إلى 14بسنة عن كل سداسي من التعليم العالي.
-نص ه ذا المرس وم من جه ة على إلتزام ات اإلدارة في مي دان التك وين ،غ ير أن ه أغف ل بالمقاب ل
اإلشارة إلى اإللتزامات التي تقع على عاتق المستفيد من التكوين ،عكس األمر رقم 133-66المتضمن
الق انون األساس ي الع ام للوظيف ة العمومي ة ال ذي نص على ه ذه اإللتزام ات في مادت ه 23وأح ال إلى
المرسوم رقم 151-66تحديد طبيعة ومدة هذه اإللتزامات ،كما سبقت اإلشارة إليه.
وعموم ا يمكنن ا الق ول أن النص وص األساس ية المنظم ة للتك وين في قط اع الوظيف ة العمومي ة تعطي
انطباعا عاما بأنها تحرص على إلزام المؤسسات واإلدارات العمومية ،بدرجات متفاوتة ،بضمان تكوين
مستخدميها ،غير أنه وعند تمعننا لمجمل هذه النصوص فإننا نستخلص بأنها لم تتضمن القواعد والتدابير
التي من شأنها ضمان تحقيق ذلك اإللزام.
فعند تحليل اإلطار القانوني للمنظومة التكوينية ،نستخلص أنه بدال من االنتقال من مرحلة اإلصالح
بص دور األم ر رقم 133-66ومختلف الق وانين األساس ية الخاص ة الص ادرة في ع ام 1968إلى مرحل ة
االهتم ام بالمنظوم ة التكويني ة ب دءا من ص دور المرس وم رقم 52-69الم ؤرخ في 12م اي 1969
المتض من الت دابير المخصص ة لتس يير التك وين واإلتق ان للم وظفين وأع وان الدول ة والجماع ات المحلي ة
والمؤسسات والهيئات العمومية( ،)48وبدال من إعطاء نفس جديد للمنظومة التكوينية وتكيفها مع متطلبات
ع الم الش غل ،ال ذي ك ان ي رمي إلي ه الق انون رقم ،12-78ومختل ف النص وص المتخ ذة لتطبيق ه ومنه ا
المرسوم رقم 59-85السالف الذكر ،إال أن ال شيء من هذا تحقق وبقي الموظف في صراع بين فلسفة
16
الوظيف ة العمومي ة بايجابياته ا وس لبياتها ،وفلس فة عالم الش غل الجدي د الموح د ،ال ذي لم يأخ ذ بعين االعتب ار
خصوصيات كل قطاع من قطاعات النشاط ومقتضياته)49(.
باإلض افة إلى االختالالت الس ابقة ،فق د ص درت ع دة نص وص وأحك ام قانوني ة أس اءت للتك وين ولم
تخدمه رغم االهتمام به ،من أهمها)50(:
-المرسوم رقم 205-79المؤرخ في 10نوفمبر )51( 1979الذي سمح بإدماج ما يقدر ب 100
أل ف أي ح والي % 90من األع وان المؤق تين والمتعاق دين في قط اع الوظيف ة العمومي ة ،وجلهم يفتق دون
للتأهيل والتكوين اإلداري المتخصص.
-الب اب التاس ع الخ اص باألحك ام االنتقالي ة المتك ون من الم واد من 137إلى 145من المرس وم رقم
59-85الم ؤرخ في 23م ارس 1985وال ذي نص في على مب دأ اإلدم اج الع ام لألع وان الع املين في
الوظيفة العمومية ،وفقا لشروط تنظيمية محددة.
-المرس وم التنفي ذي رقم 83-93الم ؤرخ 23م ارس )52( 1993ال ذي تم بموجب ه إدم اج كاف ة
األعوان المؤقتين والمتعاقدين في قطاع التعليم األساسي والثانوي والبالغ عددهم 21000عونا.
-المرسوم رقم 115-81المؤرخ في 6جوان )53(1981الذي قضى على التكوين كمبدأ مفضل
لتولية الوظائف العمومية و فتح مجال التوظيف المباشر ،العتبارات قد تكون موضوعية منها تارة لسد
الحاجات المستعجلة للمؤسسات اإلدارية المنشأة حديثة سيما في األسالك التقنية وتارة أخرى بدافع تبجيل
حملة الشهادات العليا.
وأخ يرا ،فإن ه على ال رغم من المس عى التوحي دي للق انون رقم 12-78ف إن الق وانين األساس ية
النموذجي ة المطبق ة على عم ال مختل ف قطاع ات النش اط ،ومنه ا المرس وم رقم ،59-85لم تتخلص من
النظرة التقليدية القائمة أساسا على التمييز بين قطاع الوظيفة العمومية والقطاع العام االقتصادي ،ما أدى
إلى استمرار مظاهر االختالف والتباين بين العاملين في القطاعين ،وما عزز مثل هذا التباين أن أحكام
هذا القانون لم تشر صراحة إلى إلغاء ما سبقها من أوامر ومراسيم تخص قطاع الوظيفة العمومية وعلى
رأسها األمر رقم ،133 -66رغم أن المرسوم رقم 59-85نص على إلغاء العديد من المراسيم المتخذة
لتط بيق األم ر رقم ،)54(133-66ل ذلك ظه رت ح دود ه ذا الق انون وم ا تبع ه من مراس يم عموم ا ومنه ا
المرسوم رقم 59-85خصوصا ،فكان ال بد من سن قانون آخر يحل محل هذا األخير.
17
والتس يير االقتص ادي لمختل ف المؤسس ات واعتم اد مب دأ العالق ات التعاقدي ة ،وتع ويض الق وانين األساس ية
النموذجية باالتفاقيات الجماعية ،وحصر دور الدولة في ضمان التطبيق السليم للتشريع والتنظيم المعمول
بهما.
ونتيجة لذلك عرفت سنة 1990صدور نصوص قانونية عديدة متعلقة بعالم الشغل من بينها القانون
رقم 02-90المتعل ق بالوقاي ة من النزاع ات الجماعي ة في العم ل وتس ويتها وممارس ة ح ق اإلض راب،
والق انون رقم 03-90المتعل ق بمفتش ية العم ل ،والق انون رقم 04-90المتعل ق بتس وية النزاع ات الفردي ة
في العمل المؤرخ في 6فيفري ،)55(1990والقانون رقم 14-90المؤرخ في 2جوان 1990المتعلق
بكيفي ات ممارس ة الح ق النق ابي( ،)56وك ذا الق انون رقم 11-90الم ؤرخ في 21أفري ل 1990المتعل ق
بعالقات العمل ( )57الذي يرمي إلى تنظيم عالقات العمل على أساس مبدأ التعاقد ،أي اعتماد االتفاقيات
الجماعي ة للعم ل في مج ال عالق ات العم ل في الق انون الخ اص كإط ار تنظيمي جدي د ب دال من النص وص
التنظيمي ة بم ا يتماش ى م ع طبيع ة الدول ة ودوره ا الجدي د وينس جم م ع التح والت الدس تورية الحاص لة من ذ
،1989أما في مجال عالقات العمل في القانون العام أي مجال الوظيفة العمومية ،فقد كان لزاما تجاوز
المرسوم رقم 59-85المتضمن القانون األساسي النموذجي لعمال المؤسسات واإلدارات العمومية.
لذلك نص القانون رقم 11-90في مادته 157على إلغاء العديد من القوانين المخالفة له ،كما نص
على إلغ اء الم واد من 1إلى 179ومن 199إلى 216من الق انون رقم 12-78المتعل ق بالق انون
األساس ي الع ام للعام ل ،أي أن ه اس تثنى من ه ذا اإللغ اء الم واد من 180إلى 198من ه ذا الق انون وهي
الم واد ال تي تتعل ق بالفص ل الث اني :الخ دمات االجتماعي ة والفص ل الث الث :الحماي ة االجتماعي ة من الب اب
الخامس :الترقية والحماية االجتماعية ،كما نص في مادته 3على خضوع مستخدمي العديد من القطاعات
ومن بينها قطاع المؤسسات واإلدارات العمومية ألحكام تشريعية وتنظيمية خاصة.
غ ير أن المرس وم رقم 59-85بقي مطبق ا على م وظفي المؤسس ات واإلدارات العمومي ة إلى غاي ة
15جويلي ة ،2006وأق ل م ا يق ال عن ه ذه الوض عية أنه ا غ ير طبيعي ة بحكم أن ه ذا المرس وم تم إق راره
تطبيقا ألحكام المادة 2من القانون رقم 12-78الملغاة بموجب المادة 157من القانون رقم 11-90كما
أسلفنا ،هذا من جهة ،ومن جهة أخرى فإن المادة – 122بند 26من دستور سنة 1996نصت صراحة
على أن الض مانات األساس ية للم وظفين والق انون األساس ي الع ام للوظي ف العم ومي ت دخل ض من المج ال
التشريعي ،وهو ما حتم سن قانون أساسي لتسيير الوظيفة العمومية.
ل ذلك وفي س بيل تص حيح الوض عية الس ابقة ،تماش يا م ع أحك ام الم ادة 3من الق انون رقم 11-90
والمادة 122من دستور سنة 1996صدر األمر رقم 03-06المؤرخ في 15جويلية 2006المتضمن
القانون األساسي العام للوظيفة العمومية( ،)58والذي يشكل إطارا قانونيا شامال يسمح بتكريس مرجعيات
وأسس تأخذ بعين االعتبار الحقائق الجديدة السائدة في اإلدارة العمومية من جهة ،والتحوالت العميقة التي
ميزت النظامين السياسي واالقتصادي للبالد من جهة ثانية ،كما أن أحكامه تضمنت مبادئ إدارة عصرية
18
مؤهلة ومتكيفة مع محيطها السياسي واالقتصادي واالجتماعي بما يكفل إعادة االعتبار للوظيفة العمومية
ودورها في المجتمع ،ويضمن بالتالي مواكبة المسار الشامل إلصالح هياكل ومهام الدولة ،بغية تكريس
مبادئ وقواعد الحكم الراشد ،الذي تبنته السلطات العمومية .وعلى العموم فإن هذا األمر يهدف في آفاقه
الكبيرة إلى ما يأتي)59(:
-تكييف مهام الوظيفة العمومية مع الدور الجديد للدولة،
-ضمان وحدوية قطاع الوظيفة العمومية وهويته وانسجامه باعتباره تجسيدا للدولة،
-التش جيع على قي ام إدارة محاي دة وناجع ة وق ادرة على االس تجابة لتطلع ات المواط نين والتط ور م ع
محيطها،
-تطوير عملية تسيير الموارد البشرية في الوظيفة العمومية ووضع منظومة تكوين مندمجة،
-تعزيز التشاور والحوار داخل الوظيفة العمومية،
-ضمان المساواة في الحقوق والواجبات وتسيير الحياة المهنية لمجموع الموظفين مهما تكن اإلدارة
التي ينتمون إليها ،ومهما يكن مكان ممارسة مهامهم.
وعلى هذا األساس فقد حددت المادة الثانية من هذا األمر مجال تطبيقه فشمل المؤسسات العمومية
واإلدارات المركزي ة في الدول ة والمص الح غ ير الممرك زة التابع ة له ا والجماع ات اإلقليمي ة والمؤسس ات
العمومي ة ذات الط ابع اإلداري ،والمؤسس ات العمومي ة ذات الط ابع العلمي والثق افي والمه ني والمؤسس ات
العمومية ذات الطابع العلمي والتكنولوجي.
إّن تخصيص تشريع متمّي ز يحكم فئة الموظفين العموميين دون سواهم وعدم إخضاع هؤالء لقواعد
ق انون العم ل يحم ل دالل ة واض حة أن المش رع الجزائ ري تب نى نظري ة الق انون اإلداري ،وهك ذا اس تبعد
النص ذكر المؤسسات العمومية االقتصادية والتي ظلت مشمولة إلى اليوم بأحكام القانون التجاري وق انون
العمل ،فإذا كان المشرع الجزائري قد عجز عن تحقيق الوحدة بين القطاعين في مرحلة االشتراكية ،فال
يمكن أن يحققها في ظ ل الحري ة االقتص ادية وتراجع وج ود الدول ة في المج ال االقتص ادي وتوس ع تطبيق
إجراءات الخوصصة)60(.
أما فيما يتعلق بالتكوين فقد تطرق األمر رقم 03-06للتكوين باعتباره حقا من حقوق الموظف في
الب اب الث اني المعن ون الض مانات وحق وق الموظ ف وواجبات ه ،إذ نص في مادت ه 38على أن ":للموظ ف
الحق في التكوين وتحسين المستوى والترقية في الرتبة خالل حياته المهنية " ،وما يمكن مالحظته للوهلة
األولى هو أن المشرع قرن الحق في التكوين بالحق في الترقية.
وإ ذا ك انت الم ادة 38من األم ر رقم 03-06ق د جعلت التك وين حق ا من حق وق الموظ ف ،فإن ه
بالمقاب ل من ذل ك أل زمت الم ادة 104من نفس األم ر اإلدارة بتجس يد ه ذا الح ق ،حيث نص ت على أن ه":
يتعين على اإلدارة تنظيم دورات التك وين وتحس ين المس توى بص فة دائم ة ،قص د ض مان تحس ين تأهي ل
الموظف وترقيته المهنية ،وتأهيله لمهام جديدة".
19
إن أحكام المادة 104تفرض على المؤسسة القيام بعمليات التكوين وتحسين المستوى لفائدة موظفيها
بصورة مستمرة ودائمة لتحقيق ثالث فوائد ،هي:
-الرفع من مؤهالت الموظفين،
-الترقية المهنية للموظفين،
-تأهيل وتحضير الموظفين للقيام بمهام جديدة.
وق د ت رك المش رع للتنظيم تحدي د الكيفي ات والت دابير المتعلق ة بتنظيم دورات التك وين ،حيث ج اء في
المادة ":105تحدد شروط االلتحاق بالتكوين وتحسين المستوى وكيفيات تنظيمه ومدته وواجبات الموظف
وحقوقه المترتبة على ذلك ،عن طريق التنظيم".
وفي هذا الصدد ،فإن المرسوم التنفيذي رقم 92-96المؤرخ في 3مارس 1996المتعلق بتكوين
الم وظفين وتحس ين مس تواهم وتجدي د معلوم اتهم ( ،)61المع دل والمتمم بالمرس وم التنفي ذي رقم 17-04
الم ؤرخ في 22ج انفي )62( 2004يظ ل النص التنظيمي ال ذي ينظم العناص ر المنص وص عليه ا في
المادة السابقة ،إلى غاية صدور نص تنظيمي آخر يعوضه أو على األقل يعدله .
كما تضمن األمر رقم 03-06ضمانات وإ متيازات لصالح الموظف المستفيد من دورة التكوين:
-فيم ا يخص اإلمتي ازات ال تي تع ود على المس ار المه ني للموظ ف المس تفيد من دورات التك وين،
فالمش رع ع ادة م ا يق رن التك وين بالترقي ة ،كم ا أش رنا إلى ذل ك س ابقا ،وعلى ه ذا األس اس اش تملت الم ادة
107على كيفي تين تتمح وران ح ول التك وين تمكن الموظ ف من الترقي ة من بين أرب ع كيفي ات ،حيث ج اء
فيه ا ":تتمث ل الترقي ة في ال رتب في تق دم الموظ ف في مس اره المه ني وذل ك باالنتق ال من رتب ة إلى الرتب ة
األعلى مباشرة في نفس السلك أو في السلك األعلى مباشرة ،حسب الكيفيات اآلتية:
* على أس اس الش هادة من بين الم وظفين ال ذين تحص لوا خالل مس ارهم المه ني على الش هادات
والمؤهالت المطلوبة،
* بعد تكوين متخصص."...،
ونفس األم ر أكدت ه الم ادة 109حيث نص ت على أن ه ":تتوق ف ك ل ترقي ة من ف وج إلى ف وج أعلى
مباشرة كما هو منصوص عليه في المادة 8من هذا األمر ،على متابعة تكوين مسبق منصوص عليه في
القوانين األساسية الخاصة أو الحصول على الشهادة المطلوبة،".
-أبقت الم ادة 129الموظ ف ال ذي يت ابع دورة تحس ين المس توى في وض عية الخدم ة م ا يع ني
استمراره في االستفادة من كامل حقوقه :مرتبه وحقوقه في الترقية واألقدمية وغيرها من الحقوق،
-نصت المادة 134على حق الموظف في االنتداب بقوة القانون في حالة متابعته تكوينا منصوصا
عليه في القوانين األساسية الخاصة وحالة متابعته تكوينا أو دراسات عينته اإلدارة لمتابعتها.
-نصت المادة 208على حق الموظف في االستفادة من رخص التغيب دون فقدان الراتب لمتابعة
دراسات ترتبط بنشاطاته الممارسة ،في حدود أربع ساعات في األسبوع.
20
أم ا فيم ا يتعل ق بتنظيم التك وين في المؤسس ات واإلدارات العمومي ة ،فق د نص ت الم ادة 111على
ض رورة تس يير المس ار المه ني للم وظفين في إط ار سياس ة تقديري ة للم وارد البش رية باالعتم اد على
المخطط ات الس نوية لتس يير الم وارد البش رية والمخطط ات الس نوية والمتع ددة الس نوات للتك وين وتحس ين
المستوى ،وأحالت كيفيات تطبيق ذلك إلى التنظيم.
في ه ذا اإلط ار ،فق د س بق للمرس وم التنفي ذي رقم 92-96المع دل والمتمم أن أل زم المؤسس ات
واإلدارات العمومية بضرورة إعداد مخطط قطاعي سنوي أو متعدد السنوات للتكوين وتحسين المستوى
وتجدي د المعلوم ات بم ا في ه عملي ات التك وين في الخ ارج ،كم ا ألزمه ا ب أن ت درج ه ذا المخط ط في إط ار
التسيير التقديري للموارد البشرية ،وسنرى ذلك بشيء من التفصيل في المبحث الموالي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
:المصادر والمراجع
(*) -عرف " محمد فؤاد مهنا" الموظفين العموميين بقولـه" :هم األشخاص الذين يعهد إليهم بعمل دائم في خدمة المرافق
التي تدار بطريق مباشر بواسطة السلطات اإلدارية المركزية أو المحلية أو المرفقية".أنظر :محمد فؤاد مهنا ،مبادئ
القانون اإلداري ،مؤسسة شباب الجامعة ،اإلسكندرية ،مصر ،1973 ،ص .513
مصطفى الشريف ،أعوان الدولة وتوظيفهم في اإلدارة الجزائرية :دراسة نظرية مقارنة ،بحث للحصول على دبلوم (1)-
.الدراسات العليا في القانون العام ،معهد الحقوق والعلوم الساسية واإلدارية ،جامعة الجزائر ،الجزائر ،1977 ،ص 04
(2)- A.Petit et autres, Gestion stratégique et opérationnelle des Ressources humaines, Editions
Gaëtan Morin Editeur, Boucherville, Canada,1993, P.31.
)3(-سعيد مقدم ،مكانة وإ ستراتيجية الموارد البشرية ،مجلة إدارة ،مجلد ،14عدد ،2000 ،1ص .31
** قانون رقم 2294 -46مؤرخ في 19أكتوبر 1946يتضمن القانون األساسي العام للموظفين ،أنظر:
-Republique Française, Loi N° 46-2294 du 19 Octobre 1946, JORF du 20 Octobre 1946,
P.8910.
) -(4في الواقع فإن أول ظهور ألحكام قانونية مشتركة بين جميع الموظفين كان في عهد حكومة فيشي " "Vichyبموجب
القانون المؤرخ في 14سبتمبر 1941غير أنها لم تطبق أبدا وتم إلغاؤها باألمر المؤرخ في 09أوت 1944المتضمن
استعادة المساواة الجمهورية ،أنظر:
http://www.ladocumentationfrancaise.fr/dossiers/fonction-publique/
-----chronologie.shtml
visité le 22/09/2011
(5)- M.Sbih, La fonction publique, Librairie Hachette, Paris, France,1968, P.14.
*** أمر مؤرخ في 07مارس 1944يتعلق بالقانون األساسي للفرنسيين المسلمين بالجزائر ،والذي أصدرته في
الجزائر اللجنة الفرنسية للتحرير الوطني بقيادة شارل ديغول ،أنظر:
- République Française, Ordonnance du 7 Mars 1944, JORF du 17 Mars 1944, P.217.
(6)- S.Taouti, La formation des cadres pour le développement, O.P.U, Ben-Aknoun ,
Alger,sans date,P.69.
**** تحولت في 03جوان 1944إلى الحكومة المؤقتة للجمهورية الفرنسية والتي استقرت في باريس بعد تحريرها في
25أوت .1944
(.S.Taouti, op.cit,P.70 -)7
21
(.Ibid, P.91 -)8
( -)9أمر رقم 244-59مؤرخ في 04فيفري 1959يتعلق بالقانون األساسي العام للموظفين.
( -)10مرسوم رقم 668-60مؤرخ في 12أوت 1960يتضمن تطبيق األمر المؤرخ في 04فيفري 1959المتعلق
بالقانون األساسي العام للموظفين على الموظفين بالجزائر.
( -)11محمد أنس قاسم ،مذكرات في الوظيفة العامة ،ديوان المطبوعات الجامعية ،بن عكنون ،الجزائر،1974 ،
ص .146
(12)- S.Taouti, op.cit, P.92.
(13)- Ibid, P.98.
(14)-RADP, Transmission des pouvoirs de l’Exécutif provisoire de l’Etat algérien, JORA
N°1 du 26/10/1962,P.3.
(15)-RADP, Décret N°62-1 du 27/09/1962 portant nomination des membres du
gouvernement, JORA N° 1, op.cit, P.13.
( -)16ج.ج.د.ش ،األمر رقم 133-66المؤرخ في 2جوان 1966المتضمن القانون األساسي العام للوظيفة
العمومية ،ج.ر عدد ،46بتاريخ ،8/06/1966ص .542
(17)-M.Sbih, op.cit, P.15.
(18)-S.Taouti, op.cit,P.99.
(19)-Etat Algerien, Décret N° 62-526 du 18/09/1962 portant création de la direction générale
de la fonction publique, JOEA N° 15 du 18/09/1962,P.203.
(.E.A, JOEA N° 1 du 6/07/1962,P.6 -)20
(.E.A, JOEA N° 15 ,op.cit,P.202 -)21
22
( -)34ج.ج.د.ش ،بيان أسباب األمر رقم 133-66المؤرخ في 2جوان ،1966مرجع سابق ،ص .547
( -)35ج.ج.د.ش ،المرسوم رقم ، 151-66ج.ر عدد ،46بتاريخ ،8/06/1966مرجع سابق ،ص .577
( -)36ج.ج.د.ش ،المرسوم رقم 59-85المؤرخ في 23مارس 1985المتضمن القانون األساسي النموذجي لعمال
المؤسسات واإلدارات العمومية ،ج.ر عدد ،13بتاريخ ،24/03/1985ص.333
( -)37ج.ج.د.ش ،القانون رقم 12-78المؤرخ في 5أوت 1978المتضمن القانون األساسي العام للعامل ،ج.ر عدد
،32بتاريخ 8أوت ،1978ص .724
( -)38ج.ج.د.ش ،أمر رقم 57-76مؤرخ في 5/07/1976يتضمن نشر الميثاق الوطني،ج.ر عدد ، 61بتاريخ
،30/07/1976ص .890
( -)39المادة األولى من األمر ، 57-76نفس المرجع.
( -)40ج.ج.د.ش ،أمر رقم 97-76مؤرخ في 22نوفمبر 1976يتضمن إصدار دستور الجمهورية الجزائرية
الديمقراطية الشعبية ،ج.ر عدد ، 94بتاريخ ، 24/11/1976ص .1294
( -)41ج.ج.د.ش ،ج.ر عدد ،61بتاريخ ،30/07/1976مرجع سابق ،ص.894
( -)42ج.ج.د.ش ،ج.ر عدد ،94بتاريخ ،24/11/1976مرجع سابق ،ص .1295
( -)43ج.ج.د.ش ،ج.ر عدد ، ، 61بتاريخ ،30/07/1976مرجع سابق ،ص.896
( -)44أنظر المواد من 179-171من القانون رقم 12-78المتضمن القانون األساسي العام للعامل.
( -)45ج.ج.د.ش ،ج.ر عدد ، ،61بتاريخ ،30/07/1976مرجع سابق ،ص.896
(46) -A.Rahmani, Quelle politique de formation pour la fonction publique ,Revue IDARA , V
6,N°1, ENA, Alger,1996,P.12.
( -)47ج.ج.د.ش ،ج.ر عدد ،23بتاريخ 9جوان ،1981ص .765
( -)48ج.ج.د.ش ،ج.ر عدد ،43بتاريخ ،20/05/1969ص.496
( -)49سعيد مقدم ،أخالقيات الوظيفة العمومية ،دار األمة للطباعة والنشر ،الجزائر ،ط ،1،1997ص .110-109
( -)50سعيد مقدم ،تكوين الموظفين ،مجلة اإلدارة ،المجلد ،3العدد ،2المدرسة الوطنية لإلدارة ،الجزائر.1993 ،
( -)51ج.ج.د.ش ،المرسوم رقم 205-79المؤرخ في 10/11/1979المتعلق بكيفيات اإلدماج االستثنائي لبعض
األعوان المتعاقدين والمؤقتين العاملين في اإلدارات العمومية ،ج.ر عدد ،46بتاريخ .13/11/1979
( -)52ج.ج.د.ش ،المرسوم التنفيذي رقم 83-93المؤرخ في 23/03/1993المتعلق بإدماج األعوان المتعاقدين
والمؤقتين لدى هياكل التعليم األساسي والثانوي ومؤسساتهما ،ج.ر عدد ،20بتاريخ ،28/03/1993ص .8
( -)53ج.ج.د.ش ،المرسوم رقم 115-81المؤرخ في 6/06/1981المتضمن إعادة تنظيم بعض القواعد المتعلقة
بتعيين الموظفين واألعوان العموميين،ج.ر عدد ،23بتاريخ ،9/06/1981ص .765
( -)54أنظر المادة 148من المرسوم رقم ، 59-85مرجع سابق.
( -)55ج.ج.د.ش ،ج.ر عدد ،6بتاريخ ،7/02/1990ص 231و 237و .240
( -)56ج.ج.د.ش ،ج.ر عدد ،23بتاريخ ،6/06/1990ص .764
( -)57ج.ج.د.ش ،ج.ر عدد ،17بتاريخ ،25/04/1990ص .562
( -)58ج.ج.د.ش ،األم[[[ر رقم 03-06الم[[[ؤرخ في 15جويلي[[[ة 2006المتض[[[من الق[[[انون األساس[[[ي الع[[[ام للوظيف[[[ة
العمومية ،ج.ر عدد ،46بتاريخ ،16/07/2006ص .3
( -)59ج.ج.د.ش ،الجريدة الرسمية للمداوالت ،المجلس الشعبي الوطني ،عدد ،204بتاريخ ،6/11/2006ص .10
( -)60عمار بوضياف ،مرجع سابق ،ص . 26
23
( -)61ج.ج.د.ش ،المرس[[وم التنفي[[ذي رقم 92-96الم[[ؤرخ في 3م[[ارس 1996المتعل[[ق بتك[[وين الم[[وظفين وتحس[[ين
مستواهم وتجديد معلوماتهم ،ج.ر عدد ،16بتاريخ ،6/03/1996ص.5
( -)62ج.ج.د.ش ،المرسوم التنفيذي رقم ،17-04ج.ر عدد ،6بتاريخ ،25/01/2004ص.17
24