You are on page 1of 16

‫السكان ‪-‬الديـمغرافي ـ ــا ‪ -‬في فكـ ـ ـ ـ ــر بن خـ ــلدون ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ أ‪ .

‬الكاملة فرحات ‪ /‬ميلود حميداتو‬


‫علم ّ‬

‫السكان ‪ -‬الديـمغرافي ـ ــا ‪ -‬في فكـ ـ ـ ـ ــر بن خـ ــلدون‬


‫علم ّ‬
‫أ ‪.‬الكاملة فرحات‬
‫‪rimalfarhat@gmail.com.‬‬
‫أ ‪ .‬ميلود حميداتو‬
‫‪miloud.hmdt@gmail.com‬‬
‫حمة لخض بالوادي‪.‬‬
‫شهيد ّ‬
‫جامعة ال ّ‬

‫الملخص ‪:‬‬
‫ال يعد العالمة عبد الرمحان بن خلدون رحالة كباقي الرحالة الذين اشتهروا يف عصره‬
‫فقط‪ ،‬بل يعترب مفكرا ورائدا أراد بلورة واقع ما عاشه ورآه من خالل اجملتمعات اليت سرب‬
‫أغوارها وفق منهج تارخيي طبقه بشكل فريد‪ ،‬وإذا نظرنا ملفهوم الدميغرافيا الذي ظهر‬
‫الحقا فإنه ميكن القول أن العالمة بن خلدون يعد من أبرز املفكرين الذين أدركوا‬
‫احلقائق األوىل للعمران أو االجتماع البشري يف تاريخ االنسانية ‪.‬‬
‫فقد ركز ابن خلدون يف مقدمته على أمهية العنصر السكاين واعتربه من املقدمات‬
‫األساسية يف ازدهار األمم وهنضتها االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬فازدهار خمتلف العلوم‬
‫والصناعات وكذلك توفر اخلريات املادية والثقافية مرتبطة ارتباطا وثيقا بالعنصر السكاين‬
‫وكثافته‪ ،‬ويعترب بن خلدون أنه مثة عالقة طردية بني التدهور االقتصادي واالجتماعي‬
‫والثقايف والفوضى السياسية وبني النقص السكاين‪.‬‬
‫لذلك ستسعى املداخلة إىل حبث وايضاح إسهامات بن خلدون يف علم‬
‫السكان مستندين على بعض املفاهيم اليت ميكن اعتبارها مفاتيح ميكن أن تشكل بداية‬

‫‪57‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،01‬العدد ‪ ، 02‬ص ص ‪ ، 72 - 57‬ديسمبر ‪2017‬‬
‫ ميلود حميداتو‬/ ‫ الكاملة فرحات‬.‫ في فكـ ـ ـ ـ ــر بن خـ ــلدون ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ أ‬- ‫الديـمغرافي ـ ــا‬- ‫السكان‬
ّ ‫علم‬

‫بلورة لفكر سكاين كان من املمكن أن يتطور لو تواصلت الدراسات وتعمقت بعد ابن‬
. ‫خلدون‬
The abstract
Ibn khaldoun was not just an Arabic traveler like the other ones who
were famous in his time , but he is considered as a pioneer thinker who
had explored his surviving period to write about the communities via an
applied historical approach .
If we observe the notion of “ demography “ that appeared later, we
can say that Ibn khaldoun was among those who recognized the initial
realities related to urbanism or human sociology in the history of
humanities .
In his presentation , Ibn khaldoun focuses on the importance of the
human being considering him as the most important element that
contributed in the prosperity of nations and in the development of their
economics , mentioning the different sciences and industries relating
strongly with the quality of inhabitants and their density .
According to his theory, Ibn khaldoun believes that there are positive
relationships between the economic , social , cultural deterioration and
the political clutter .
Our article is seeking to clarify the contribution of Ibn khaldoun in the
“ demography “ standing on some concepts which can be considered as
keys that can be the starting point which has the possibility to be
developed , if these studies had been continued after him .
Résumé
Ibn Khaldoun n'était pas simplement un voyageur arabe célèbre
comme autres, mais il est considéré comme un penseur pionnier qui a
exploré sa période de survie pour écrire sur les communautés par le biais
d'une approche historique appliquée.
Si nous observons la notion de «démographie» apparue plus tard, nous
pouvons dire qu'Ibn Khaldoun était parmi ceux qui ont reconnu les
réalités initiales liées à l'urbanisme ou à la sociologie humaine dans
l'histoire des sciences humaines.
Dans sa présentation, Ibn Khaldoun a insisté sur l'importance de l'être
humain en lui considérant comme l'élément le plus important ayant
contribué à la prospérité des nations et au développement de leurs
économies, en mentionnant les différentes sciences et industries liées à la
qualité des habitants et leurs densités.

58 2017 ‫ ديسمبر‬، 72 - 57 ‫ ص ص‬، 02 ‫ العدد‬،01 ‫ المجلد‬، ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية‬
‫السكان ‪-‬الديـمغرافي ـ ــا ‪ -‬في فكـ ـ ـ ـ ــر بن خـ ــلدون ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ أ‪ .‬الكاملة فرحات ‪ /‬ميلود حميداتو‬
‫علم ّ‬
‫‪Selon sa théorie, Ibn Khaldoun estime qu'il existe une relation de‬‬
‫‪corrélation directe entre la détérioration économique, social, culturel et‬‬
‫‪le fouillis politique .‬‬
‫‪Notre article cherche à clarifier la contribution d'Ibn khaldoun dans la‬‬
‫‪«démographie» reposant sur des concepts pouvant être considérés‬‬
‫‪comme des clés pouvant être le noyau initial qui aurait pu se développer,‬‬
‫‪si ces études avaient été poursuivies après lui.‬‬

‫إن االهتمام بدراسة الظواهر السكانية أمر قدمي قدم اجملتمعات اإلنسانية‪ ،‬ولكن هذا‬
‫السكانية بصورة علمية وإمنا تطرق إىل دراستها‬
‫األمر مل يكن يتطرق إىل دراسة الظواهر ّ‬
‫بصورة بسيطة‪ ،‬وهذه ال ميكن أن نسميها دراسة بل ميكننا القول بأهنا أفكار‪ ،‬وأصحاب‬
‫هذه األفكار القدمية اليت تناولت السكان مل يكن هدفهم اجلانب العلمي وإمنا كان‬
‫هدفهم دراسة واقع موجود يف اجملتمع من اجل حتقيق أهداف معينة‪.‬‬
‫واحلقيقة اليت ال ميكن إنكارها أن احملاوالت األوىل اليت قام هبا املفكرون القدامى‬
‫كانت ال ترتقي إىل مستوى الدراسة العلمية أو إىل مستوي التفكري العلمي احلديث؛‬
‫وذلك الن التفكري العلمي احلديث له شروطه وضوابطه‪ ،‬لكن علينا أن نعرتف أن‬
‫التفكري السكاين القدمي كان هو املمهد األساسي لظهور الفكر السكاين احلديث أو ما‬
‫يسمي ‪ -‬بالدميغرافيا ‪. -‬‬
‫من أهم املفكرين القدامى الذين كان هلم قصب السبق يف احلديث عن االجتماع‬
‫البشري العالمة بن خلدون‪ ،‬إذ ال يعد بن خلدون رحالة كباقي الرحالة الذين اشتهروا يف‬
‫عصره فقط‪ ،‬بل يعترب مفكرا ورائدا أراد بلورة واقع ما عاشه ورآه من خالل اجملتمعات اليت‬
‫سرب أغوارها وفق منهج تارخيي طبقه بشكل فريد‪ ،‬فإذا نظرنا ملفهوم الدميغرافيا الذي ظهر‬
‫الحقا فإنه ميكننا القول أن العالمة بن خلدون كان من أبرز املفكرين الذين أدركوا‬
‫حقائقها األوىل وكانت آراؤه حبق منطلقا أساسيا للنظريات السكانية احلديثة ‪.‬‬
‫رّكز ابن خلدون يف مقدمته على أمهية العنصر السكاين واعتربه من املقدمات‬
‫األساسية يف ازدهار األمم وهنضتها االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬فازدهار خمتلف العلوم‬
‫‪59‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،01‬العدد ‪ ، 02‬ص ص ‪ ، 72 - 57‬ديسمبر ‪2017‬‬
‫السكان ‪-‬الديـمغرافي ـ ــا ‪ -‬في فكـ ـ ـ ـ ــر بن خـ ــلدون ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ أ‪ .‬الكاملة فرحات ‪ /‬ميلود حميداتو‬
‫علم ّ‬

‫والصناعات وكذلك توفر اخلريات املادية والثقافية مرتبطة ارتباطا وثيقا بالعنصر السكاين‬
‫وكثافته‪ ،‬ويعترب بن خلدون أنه مثة عالقة طردية بني التدهور االقتصادي واالجتماعي‬
‫والثقايف والفوضى السياسية وبني النقص السكاين‪.‬‬
‫وعليه فإننا هنا سنسعى إىل حبث وإيضاح إسهامات بن خلدون يف علم السكان‬
‫مستندين على بعض املفاهيم اليت ميكن اعتبارها مفاتيح ميكن أن تشكل بداية بلورة‬
‫لفكر سكاين كان من املمكن أن يتطور لو تواصلت الدراسات وتعمقت بعد ابن‬
‫خلدون‪.‬‬
‫وسنحاول اإلجابة على التساؤالت التالية ‪:‬‬
‫• كيف يرى بن خلدون املتغريات السكانية ؟‬
‫• كيف ينظر بن خلدون للنمو السكاين ؟‬
‫• ما هي أسس ومعايري البداوة واحلضارة يف منظور بن خلدون ؟‬
‫•ـ كيف تؤثر البيئة – الوسط اجلغرايف – على منو السكان حسب اعتقاد بن خلدون؟‬

‫‪ - 1‬مفهوم علم السكان ‪ :‬علم السكان أو ما يعرف بالدميغرافيا‪ ،‬هو عبارة عن‬
‫دراسة جملموعة من خصائص الس ّكان‪ ،‬وهي اخلصائص الكميّة‪ ،‬ومنها الكثافة السكانيّة‪،‬‬
‫النمو‪ ،‬واحلجم‪ ،‬وهيكليّة الس ّكان‪ ،‬باإلضافة إىل اخلصائص النوعيّة‪ ،‬ومنها‬ ‫والتّوزيع‪ ،‬و ّ‬
‫العوامل االجتماعيّة‪ ،‬مثل‪ :‬التّنمية‪ ،‬والتّعليم‪ ،‬والتّغذية‪ ،‬والثّروة‪ .‬ويعىن علم السكان أو‬
‫الدميغرافيا كذلك باإلحصاءات اليت تشمل ال ّدخل‪ ،‬واملواليد‪ ،‬والوفيات‪ ،‬وغريها ممّا يُساهم‬
‫التغريات البشريّة ‪. 1‬‬
‫يف توضيح ر‬

‫املتغريات السكانية ( احلجم‪ ،‬التوزيع‪ ،‬اخلصائص ) ‪:‬‬


‫‪ – 2‬بن خلدون و ّ‬

‫‪60‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،01‬العدد ‪ ، 02‬ص ص ‪ ، 72 - 57‬ديسمبر ‪2017‬‬
‫السكان ‪-‬الديـمغرافي ـ ــا ‪ -‬في فكـ ـ ـ ـ ــر بن خـ ــلدون ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ أ‪ .‬الكاملة فرحات ‪ /‬ميلود حميداتو‬
‫علم ّ‬

‫يرى ابن خلدون أن العنصر البشري هو العنصر الفعال واألساسي يف إقامة التجمعات‬
‫اإلنسانية‪ 2‬ولذا اعتربت املتغريات السكانية هي أوىل الظواهر االجتماعية‪ .‬والسكان يف أي‬
‫مكان هم األفراد الذين جيمعهم اجملتمع ويلم مشلهم ويعيشون ويعملون فيه معا ويتزاوجون إذ‬
‫هم خليط من ذكور وإناث ومن خمتلف الفئات العمرية‪ ،‬ويعملون يف مهن خمتلفة كما أهنم‬
‫يف حالة حركة ديناميكية مستمرة وهم ميثلون الثروة احلقيقية للمجتمع‪ ،3‬فلوال العنصر البشرى‬
‫على وجه األرض ما انتشر العمران وما قامت مدينة أو حضارة‪ ،‬كما أهنم القوة الفاعلة اليت‬
‫تدافع عن الوطن‪ ،‬فالسكان يؤثرون على كافة النظم االجتماعية عن طريق التأثري يف جمرى‬
‫التغريات اإلجتماعية‪. 4‬‬
‫ونظراً لتلك العالقة الوثيقة بني اإلنسان واألرض اليت يعيش عليها واألمهية اليت ميثلها‬
‫العنصر البشري يف اجملتمع‪ ،‬فقد خصص عبد الرمحن بن خلدون حيزاً أساسيا يبحث يف‬
‫املسائل املتصلة بالسكان من حيث عددهم توزيعهم ومهنهم وكثافتهم وتنقالهتم وارتباط هذه‬
‫األمور بالظروف الطبيعية واجملتمعية‪ ،‬واهلدف من هذا هو الوصول للحقائق املتصلة بالسكان‬
‫واليت من شأهنا أن تعني السياسي واالقتصادي واالجتماعي على فهم وضع سكان اجملتمع‬
‫ووضع اخلطط الالزمة حلل مشاكلهم واليت تستهدف االرتقاء بالعنصر البشري وهتيئة سبل‬
‫العيش الكرمي الالئق به وأن انتشار وتوزيع السكان على الكرة األرضية ال حتدده العوامل‬
‫الطبيعة وحدها وإمنا يعتمد تأثري ذلك على طرق حياة الناس واخلصائص الطبيعية لألرض اليت‬
‫يعيش عليها اإلنسان‪ ،‬إذ يتفق اغلب اجلغرافيون على أن العوامل اجلغرافية حترز مكانه‬
‫الصدارة من حيث أمهيتها وتأثريها‪ ،‬كما أن لألنشطة االقتصادية اليت ميارسها الناس‪ ،‬دور هام‬
‫يف توزيع السكان مث إن النّمط السائد لتوزيع سكان الريف‪ 5‬خيتلف كليا عن نظرية لدى‬
‫السكان العاملني بصورة رئيسية يف الصناعة والتجارة وقد يتغري السكان كثرياً مع مرور الزمن‬
‫بسبب التغري يف األمهية ملختلف أنواع األنشطة اليت ميارسها السكان وان املتغريات السكانية‬
‫‪. 6‬‬
‫هلا صلة وثيقة بأساليب اإلنتاج‬

‫‪61‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،01‬العدد ‪ ، 02‬ص ص ‪ ، 72 - 57‬ديسمبر ‪2017‬‬
‫السكان ‪-‬الديـمغرافي ـ ــا ‪ -‬في فكـ ـ ـ ـ ــر بن خـ ــلدون ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ أ‪ .‬الكاملة فرحات ‪ /‬ميلود حميداتو‬
‫علم ّ‬

‫مارس اإلنسان نشاطه االقتصادي منذ أن وجد على هذه األرض وذلك من أجل كسب‬
‫قوت عيشه‪ ،‬إذ بدأ جبمع القوت ومارس الصيد‪ ،‬وتعترب حرفيت مجع القوت وصيد احليوانات‬
‫من أوىل احلرف االقتصادية اليت مارسها اإلنسان األول ومازالت متارس بنفس األساليب يف‬
‫الوقت احلاضر عند اجلماعات والشعوب البدائية وكانت تتميز يف بيئتها الطبيعية ويف سلوكها‬
‫ونشاطها العام فهي تتميز حبياهتا البسيطة اليت اقتضتها ظروف البيئة القاسية واليت عزلتها عن‬
‫جمرى التقدم والتطور العاملة على تغيري أحوال الناس ‪ 7‬كما يرى ابن خلدون ‪. 8‬‬
‫إن البدو هم سكان الصحارى واليت متيزت حياهتم بالزراعة ورعي احليوانات وعاشوا حتت‬
‫بيئة قاسية عزلتهم عن حياة اجملتمع املتطور‪ ،‬وبال ريب فان وجود السكان بالنسبة للجغرافيني‬
‫الذين يبحثون يف علم اجلغرافية مهم إال أهنم قلما حيددون حيزاً كافياً لتأثري العوامل اجلغرافية‬
‫يف املتغريات السكانية من خالل الظواهر اجلوية ‪ ،9‬ودرجات احلرارة‪ ،‬واإلمطار‪ ،‬وإشكال‬
‫سطح األرض والرتبة‪ ،‬وهذه املتغريات حتد من توزيع السكان والبناء االجتماعي يف حني يرى‬
‫ابن خلدون بان البيئة اجلغرافية تتحكم يف كثري من الظواهر االجتماعية فهي تؤثر يف اختالف‬
‫ألوان البشر وأجسامهم وميوهلم وأنشطتهم العامة وكثرياً من صفاهتم اجلسمية واخللقية‪ ،‬وللبيئة‬
‫اجلغرافية يف نظره دخل كبري فيما مييز اجملتمعات بعضها عن البعض ارخخر فيما خيص‬
‫العادات والتقاليد واألعراف وحىت النظم السياسية والعقائد ‪. 10‬‬

‫واحلق أن للحركة تأثري كبري على النّمو السكاين‪ ،‬أو املتغريات األساسية لنمو السكان‬
‫ونقصد باحلركة هنا‪ ،‬كل من احلركة الطبيعية واحلركة املكانية‪ ،‬ولرمبا كان للعامل األخري تأثري‬
‫اشد واقوي على التغري السكاين الذي حيصل عند السكان بسبب اهلجرة إىل خارج القطر‬
‫وتأثريه تأثرياً كبرياً وسلبياً على زيادة احلركة املكانية للسكان‪ ،‬مث ان الزيادة السكانية مل تكن‬
‫ظاهرة دميوغرافية اجيابية لكافة أحناء اجملتمع البشري ‪ ،11‬وذلك الن الصفة االجيابية تتوقف‬
‫على ميزان العالقة بني حجم السكان وحجم املوارد واإلمكانات االقتصادية فان كان ذلك‬

‫‪62‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،01‬العدد ‪ ، 02‬ص ص ‪ ، 72 - 57‬ديسمبر ‪2017‬‬
‫السكان ‪-‬الديـمغرافي ـ ــا ‪ -‬في فكـ ـ ـ ـ ــر بن خـ ــلدون ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ أ‪ .‬الكاملة فرحات ‪ /‬ميلود حميداتو‬
‫علم ّ‬

‫بعكس حالة الضغط السكاين على املوارد فعند ذلك تعترب الزيادة مشكلة سكانية كما‬
‫ستكون إحدى ابرز املعوقات اليت تعرقل مشاريع التنمية االقتصادية يف ذلك اجملتمع‪. 12‬‬

‫السكاين عند بن خلدون ‪:‬‬


‫‪ - 3‬ظاهرة النمو ّ‬
‫تعد ظاهرة النمو السكاين من الظواهر ذات األمهية البالغة يف كل اجملتمعات بدوها‬
‫وحضرها‪ ،‬ذلك الن املعدل الذي يتغري مبوجبه عدد السكان ال يؤثر على حجم الزيادة‬
‫العددية فقط‪ ،‬وإمنا يؤثر على الرتكيبة السكانية وما فيها من فوارق وتداخالت ذات تأثري‬
‫كثري ومتعدد‪ ،‬بعيد املدى وقريبة وان زيادة أو قلة سكان جمتمع ما حتدده خالل حقبة‬
‫زمنية معينة تعتمد على التوازن احلاصل بني الزيادة فيما إذا كانت مفرطة أم معتدلة‪ ،‬اليت‬
‫تسببها الوالدات واهلجرة‪ ،‬او النقص الناجم عن الوفيات اليت هي األخرى قد تكون كبرية‬
‫أو معتدلة‪ .‬لذا فأن النمو السكاين يتضمن أربعة عناصر رئيسية‪ :‬هي الوالدات والوفيات‬
‫واهلجرة داخل القطر واهلجرة منه ‪.‬‬
‫وذكر ابن خلدون‪ 13‬أن طبيعة سكان احلضر ينمو مبعدالت متفاوتة يف خمتلف بقاع‬
‫العامل إذ توجد هناك مؤثرات يف هذا النمو وان النمو يرجع إىل الزيادة الطبيعية واهلجرة‬
‫وتوسع املستوطنات احلضرية على حساب املستوطنات الريفية والبدوية وتغري مكانتها من‬
‫ريفية أو بدوية إىل حضرية ويطلق عليها املستوطنات البشرية‪ .‬وان الرتكيب السكاين يعين‬
‫مجيع اخلصائص السكانية اليت ميكن قياسها رقميا حسب العمر والنوع ومنط املعيشة يف‬
‫املناطق البدوية الريفية أو احلضرية كل هذه اخلصائص ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بعدد املواليد‬
‫والوفيات يف منطقة معينة‪ ،‬وبعدد من يهاجر اىل املنطقة ومن ينزحون عنها فالسكان ال‬
‫يدرس فقط تركيب السكاين فحسب‪ ،‬بل يتناول التغريات اليت تطرأ أو حتدث يف هذا‬
‫الرتكيب وتأثريها على حياة اجملتمع ‪. 14‬‬

‫‪63‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،01‬العدد ‪ ، 02‬ص ص ‪ ، 72 - 57‬ديسمبر ‪2017‬‬
‫السكان ‪-‬الديـمغرافي ـ ــا ‪ -‬في فكـ ـ ـ ـ ــر بن خـ ــلدون ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ أ‪ .‬الكاملة فرحات ‪ /‬ميلود حميداتو‬
‫علم ّ‬
‫‪15‬‬
‫وكان البن خلدون الريادة يف طرح نظريته عن التغريات الدورية للسكان‪ ،‬وتأثر هذه‬
‫التغريات على األحوال السياسية واالقتصادية واالجتماعية إذ كان يرى أن أي زيادة عدد‬
‫السكان من شأهنا أن تسيغ خرياً للمجتمع‪ ،‬إذ يرتتب على الزيادة السكانية أن تزدهر‬
‫الصناعة والتجارة مما يؤدي إىل كثرة ظهور األيدي العاملة وزيادة اإلنتاجية‪ ،‬وكلما زاد‬
‫السكان تقدم اجملتمع وتعددت وحداته البنائية‪ ،‬وارتقت حضارته‪ ،‬وتنوعت عالقات‬
‫أفراده‪ ،‬حيث يتكاثف الناس يف معيشتهم‪ ،‬ويقيمون يف وحدات سكنية‪ ،‬وهذا من شأنه‬
‫أن يؤدي باجملتمع إىل الرتابط والتضامن احليوي‪.‬‬
‫إن السكان يف عالقتهم باملوارد الطبيعية حالة متحركة متغرية وليست ثابته‪ ،‬فكثافة‬
‫السكان نفسها تؤثر على املوارد الطبيعية ذلك أن كثافة السكان ميكن أن تغري املوارد‬
‫الطبيعية وإنتاجها‪ ،‬حبيث تغري يف قدرهتا على حتمل عدد اكرب من السكان أو العكس‬
‫حيث تكون كثافة السكان من عبئاً على املوارد الطبيعية‪ ،‬إذا مل تستطع هذه املوارد الوفاء‬
‫حباجات السكان منها ‪ ،16‬وهكذا يكون السكان يف حد ذاهتم عامال اقتصاديا يساعد‬
‫على تنمية أو عرقلة النمو االقتصادي وان التغري يف كثافة السكان يف جمتمع ما يؤدي‬
‫بالزيادة أو بالنقص ترجع إىل عوامل كثرية منها ما كان متعلقا بالطبيعة نفسها‪ ،‬كاألرض‬
‫واملناخ ومنها ما كان متعلقا بعوامل اجتماعية متنوعة كاهلجرة واختالف معدالت املواليد‬
‫والوفيات‪ ،‬ويعترب تغري معدالت املواليد من أهم اإلحصاءات احليوية اليت تساعد على‬
‫التعرف على اإلمكانات االقتصادية للمجتمع‪ ،‬فيما يتصل بالقدرة اإلنتاجية ألفراده‬
‫‪17‬‬
‫الذين يدخلون يف قوة العمل‪ ،‬والتنبؤ مبدى توافر األيدي العاملة مستقبالً يف اجملتمع‬
‫كما أن الزيادة الطبيعية للسكان‪ ،‬ال ميكن حساهبا إال مبعرفة معدالت املواليد ومعدالت‬
‫الوفيات حيث أن معدل منو السكان يتجدد بالبنية البيولوجية وذلك الن الكتلة السكانية‬
‫مبرور الزمن تتأثر بتغري هذه البنية ‪.18‬‬
‫وان كانت هناك عوامل تتسبب يف النمو السكاين فتنحصر يف ثالثة عوامل كما‬
‫حددها احد الباحثني هي‪ :‬املواليد‪ ،‬والوفيات‪ ،‬واهلجرة‪ .‬وهذه العوامل ال تؤدي إىل تغري‬
‫‪64‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،01‬العدد ‪ ، 02‬ص ص ‪ ، 72 - 57‬ديسمبر ‪2017‬‬
‫السكان ‪-‬الديـمغرافي ـ ــا ‪ -‬في فكـ ـ ـ ـ ــر بن خـ ــلدون ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ أ‪ .‬الكاملة فرحات ‪ /‬ميلود حميداتو‬
‫علم ّ‬

‫حجم اجملتمع فحسب‪ ،‬بل قد تؤدي إىل تغري تركيبه اجملتمع‪ ،‬وكانت الوفيات واهلجرة‬
‫الدور الرئيسي يف التغري السكاين ‪ ،19‬واهلجرة هي انتقال اإلنسان من موطنه األصلي أو‬
‫من بيئته احمللية إىل موطن آخر لالرتزاق وكسب وسائل العيش‪ ،‬أو ألي سبب آخر‪.‬‬
‫وقد تكون اهلجرة داخلية‪ ،‬ال تؤثر على النمو السكاين يف جمتمع ما‪ ،‬ألهنا تعين انتقال‬
‫السكان داخل حدود اجملتمع الواحد وقد تكون خارجية‪ ،‬ويقصد هبا هجرة األفراد إىل‬
‫خارج موطنهم‪ ،‬فان اهلجرة ترتك أثارها‪ ،‬سواء أكان بالنسبة للمنطقة اليت متت اهلجرة‬
‫منها‪ ،‬أو اليت متت اهلجرة إليها فهجرة السكان من الريف إىل املدن تؤدي إىل مشكالت‬
‫اجتماعية عديدة تنعكس آثارها على أمناط احلياة‪ ،‬سواء يف اجملتمع الريفي أو اجملتمع‬
‫املدين ومن آثار اهلجرة اخلارجية اصطدام النماذج الثقافية اليت ألفها املهاجرون يف وطنهم‬
‫األصلي بالنماذج الثقافية اليت يواجهوهنا يف اجملتمعات اجلديدة ‪ ،20‬وقد حاول ابن‬
‫خلدون‪ 21‬أن يستظهر حتمية تارخيية يف تغري أساليب احلصول على العيش حني اقر‬
‫حبتمية االنتقال من املرحلة الدنيا (البداوة) إىل املرحلة العليا يف تطور اجملتمع (حياة‬
‫املدن)‪ ،‬وان هذا االنتقال ال يتحقق إال عن طريق منو وجتمع الثروات‪ ،‬إذ أن عرقلة‬
‫الظروف اجلغرافية من جهة‪ ،‬وعدم كفاية األرض الصاحلة للزراعة واالستثمار من جهة‬
‫أخرى‪ ،‬وانتقال جزء من البدو إىل حياة االستقرار‪.‬‬
‫ويرى ابن خلدون‪ 22‬أن زيادة إنتاجية العمل ومن خالل دراسة آراءه ‪ -‬جند إن هناك‬
‫عالقة تتناسب تناسبا طرديا مع زيادة السكان وكثرة األيادي العاملة‪ ،‬السيما العاملني يف‬
‫احلرف على تنوعها‪ ،‬فكلما زاد سكان املدينة كثرت وازداد عرض السلع يف أسواقها‪،‬‬
‫وكلما قل سكاهنا نقصت خرياهتا وقل عرض البضائع يف أسواقها‪ ،‬األمر الذي يؤدي إىل‬
‫زيادة أسعار البضائع املعروضة‪ ،‬ويف الوقت نفسه تعد زيادة السكان ذات تأثري مزدوج‬
‫فهي تسهل من جهة تقسيم العمل وختصصه بني أعضاء اجملتمع‪ ،‬وعندئذ يكتسب هؤالء‬
‫املتخصصون مهارة يف العمل الذي يزاولونه وعندئذ تصبح السلع املنتجة بني أيديهم أكثر‬

‫‪65‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،01‬العدد ‪ ، 02‬ص ص ‪ ، 72 - 57‬ديسمبر ‪2017‬‬
‫السكان ‪-‬الديـمغرافي ـ ــا ‪ -‬في فكـ ـ ـ ـ ــر بن خـ ــلدون ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ أ‪ .‬الكاملة فرحات ‪ /‬ميلود حميداتو‬
‫علم ّ‬

‫جودة واتقاناً من غريها‪ ،‬كما تؤثر زيادة السكان تأثرياً اجيابياً على زيادة اخلريات املادية‬
‫فان زيادة األخرية ذات مفعول اجيايب على زيادة السكان‪.‬‬
‫وهكذا ينظر ابن خلدون‪ 23‬إىل احلالة املادية للمجتمع وعدد أفراده يف عالقاهتم‬
‫وفعالياهتم املتبادلة ((ومن زاد العمران زادت اإلعمال ثانية مث زاد الرتف تابعا للكسب‪،‬‬
‫وزادت عوائده‪ ،‬وحاجاته واستنبطت الصنائع لتحصيلها‪ ،‬فزادت قيمها وتضاعف‬
‫الكسب يف املدينة‪ ،‬ونفقت سوق األعمال هبا أكثر من األول وكذا يف الزيادة الثانية‬
‫والثالثة ألن األعمال الزائدة كلها ختتص بالرتف والغىن خبالف األعمال األصلية اليت‬
‫ختتص باملعاش‪ ،‬فاملصر إذا فضل بعمران واحد ففضله بزيادة كسب ورفه بعوائد من‬
‫الرتف ال توجد يف األخر‪ ،‬فما كان عمرانه من األمصار أكثر وأوفر كان حال أهله يف‬
‫الرتف ابلغ من حال العصر الذي دونه على وترية واحدة‪ .‬كما خيتلف سكان املدن عن‬
‫سكان الريف من حيث توزيعهم وكثافتهم ومنط حياهتم من حيث البناء االقتصادي‬
‫واالجتماعي ومراحل النمو‪ ،‬هو ارتفاع نسبة الذكور على نسبة اإلناث ويعرف السكان‬
‫املدنيون بأهنم ذلك اجلزء من السكان الذين يعيش يف املدينة ويشتغل غالبا بالصناعة‬
‫والتجارة بعد أن انتقل معظمهم من اجملتمع الزراعي‪ ،‬وترتب على التحول تغري يف القيم‬
‫‪24‬‬
‫والعادات والتقاليد االجتماعية مبا يصحب ذلك من تغري يف معدالت املواليد والوفيات‬
‫‪ ،‬أما سكان الريف فهم اجلزء املتبقي من السكان‪ ،‬الذين يعتمدون على الزراعة‪ ،‬وما‬
‫يرتبط هبا من أعمال‪ ،‬كما أن تركز الصناعة له دور هام‪ ،‬يف توزيع السكان بني الريف‬
‫واملدينة‪ .‬حيث يظهر يف مظهرين‪ ،‬احدمها مباشر ويرتبط بالرتكز السكاين حول األقاليم‬
‫الصناعية يف املدن‪ ،‬وارخخر غري مباشر‪ ،‬ويتمثل يف أن الصناعات اليت غالباً ما تتوطن يف‬
‫املدن‪ ،‬جتذب إليها كثرياً من مهاجري الريف‪ ،25‬كما يعرف التحضر‪ ،‬هو حتول اإلنسان‬
‫من احل ياة الريفية املعتمدة على الزراعة والرعي إىل احلياة داخل املدن‪ ،‬واليت تعتمد على‬
‫ممارسة التجارة والصناعة والرتكيز السكان يف احلضر وارتفاع نسبتهم العددية‪ ،‬وتعىن‬
‫التحضر تضخم املدن على حساب الريف‪ ،‬فبينما تنمو هذه الظاهرة ببطء يف الدول‬
‫‪66‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،01‬العدد ‪ ، 02‬ص ص ‪ ، 72 - 57‬ديسمبر ‪2017‬‬
‫السكان ‪-‬الديـمغرافي ـ ــا ‪ -‬في فكـ ـ ـ ـ ــر بن خـ ــلدون ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ أ‪ .‬الكاملة فرحات ‪ /‬ميلود حميداتو‬
‫علم ّ‬

‫املتقدمة جندها تسري خبطى سريعة يف الدول النامية‪ ،‬وهذا يعين تأثر سكان الريف أيضا‬
‫حبياة احلضر بل أصبح الريف يسكنه من ال يعمل يف الزراعة وان املدن من أهم العوامل‬
‫البشرية اليت منت وتطورت نتيجة لتحور املدينة من التواجد قرب مناجم الفحم وعوامل‬
‫الصناعة والتجارة وتنامي املدن على تزايد عدد سكاهنا بشكل يفوق وان مسة احلضرية‬
‫أخذت يف التزايد واالنتشار مع مرور الزمن‪. 26‬‬

‫‪ - 4‬البداوة واحلضارة يف منظور ابن خلدون ‪:‬‬


‫يقرر ابن خلدون أن اإلنسان اجتماعي بطبعه وجيتمع مع ارخخرين للتعاون فيما بينهم‬
‫للحصول على الضروري يف حياهتم قبل أن يتدرجوا يف الوصول إىل ما هم حباجة إليه‬
‫زائد على الضرورة مث يصلون ملرحلة طلب ما هو كمايل بالنسبة هلم‪ ،‬وهو بذلك يقول أن‬
‫اإلنسان يسعى للحصول على الضروري مث حياول احلصول على ما حيتاجه دون ضرورة‬
‫ملحة مث يتطور للحصول على الكمايل يف املرحلة األخرية‪. 27‬‬
‫قسم التجمعات اإلنسانية إىل قسمني ‪ :‬بدو وحضر مث قسم البدو إىل عدة أقسام‬
‫حسب أعماهلم وما يتوفر بأيديهم‪ ،‬فمنهم من يعمل بالفالحة من غراسه وزراعة وهم‬
‫سكان القرى واجلبال واستقرارهم أكثر من ترحاهلم ( وهم عامة الرببر واألعاجم )‪،‬‬
‫ومنهم من يعمل برعي املواشي من غنم ومعز وبقر وهم رحالة غالبا خلف املاء والكأل‬
‫فالرتحال أصلح حلاهلم من االستقرار ويطلق عليهم ( الشاوية ) حسب لفظ ابن خلدون‬
‫لكنهم رغم ترحاهلم ال يبتعدون كثريا ويتوغلون يف الصحاري لعدم وجود املراعي داخل‬
‫القفار(مثل الرتكمان والرتك واألكراد والصقالبة)‪ ،‬ومنهم من يعمل برعي اإلبل وهم أكثر‬
‫ترحاال وتوغّ ال يف الصحاري والقفار ألن اإلبل ال تستغين عن أشجار الصحاري ونباهتا‬
‫إال أهنم يتقلبون يف الشتاء من وسط الصحاري إىل أطرافها فِرارا من أذى الربد ولذلك هم‬
‫أشد الناس توحشا وهم بالنسبة للحضر مبقام الوحش غري املقدور عليه هؤالء هم العرب‬
‫ومثلهم رحالة الرببر واألكراد والرتكمان والرتك باملشرق)‪ ،‬إال أن العرب أشد بداوة ألهنم‬
‫‪67‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،01‬العدد ‪ ، 02‬ص ص ‪ ، 72 - 57‬ديسمبر ‪2017‬‬
‫السكان ‪-‬الديـمغرافي ـ ــا ‪ -‬في فكـ ـ ـ ـ ــر بن خـ ــلدون ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ أ‪ .‬الكاملة فرحات ‪ /‬ميلود حميداتو‬
‫علم ّ‬

‫خمتصون باإلبل فقط أما البقية من بربر وأكراد وتركمان وترك فهؤالء يرعون املاشية من‬
‫بقر وشياه‪ ،‬كما جتربهم طبيعة أعماهلم أن يكونوا بالبادية التساعها للزراعة والرعي وهو‬
‫ماال تتسع له احلاضرة ‪ ،28‬وهبذا يكون اجتماعهم للتعاون فيما بينهم لتلبية الضروريات ملا‬
‫حيفظ حياهتم ويكفل هلا االستمرارية دون أن حيصل هلم زيادة فوق الضروريات للعجز عن‬
‫ذلك ‪.‬‬
‫ويف مراحل الحقة تتسع فيه أحوال هؤالء البدو وحيصل هلم فوق احلاجة من غىن ورفه‬
‫ودعة وهذا ما يدعوهم للسكون و االستقرار واالستكثار من القوت وامللبس والتأنق‬
‫للتحضر‪ ،‬فإذا زادت أحواهلم يف التحسن‬‫ّ‬ ‫والسعة يف البيوت واختطاط املدن واألمصار‬
‫ينعكس ذلك على املبالغة يف الرتف والتأنق يف املالبس الفاخرة واحلرير والديباج وتتنوع‬
‫األقوات ويتعالون يف البيوت ويصل هبم الرتف إىل غايته يف اختاذ القصور وإجراء املياه‬
‫فيها وإعالء الصروح واملبالغة يف تزيينها وتنجيدها‪ 28‬وهؤالء ‪ :‬هم احلضر وأهل األمصار‬
‫وهم من يعملون يف الصناعة والتجارة ومكاسبهم أمنى وأرقى من أهل البدو ألن عندهم‬
‫ما هو زائد عن الضروري وهذه األجيال طبيعية حسب لفظ ابن خلدون‪.‬‬
‫وعليه فإنه حسب هذا املنطق‪ ،‬فإن أساس الوضع احلضاري ألي أمة يستند على‬
‫وضعها االقتصادي وسلوكها املعيشي مما يتولد عنه اجتماع أفرادها يف تنظيمات‬
‫وتكوينات جمتمعية ‪.‬‬
‫ويرى ابن خلدون بأن البدو أصل للمجتمعات كلها وهم تبعاً لذلك أقدم من احلضر"‬
‫أن اإلنسان يبدأ أوال بالسعي للحصول على ما يسد رمقه‪ ،‬ويكفل له استمرارية حياته‪،‬‬
‫وهذه هي بداية كل التجمعات البشرية‪ ،‬ومنها تأيت كلمة بادية‪ ،‬واليت قد تعين من بني‬
‫معانيها الكثرية البداية‪ ،‬ومبا أن احلضر منشغلون بالرتيف والكمايل يف أحواهلم‪ ،‬فيستحيل‬
‫أن يكونوا حبال من األحوال سابقني على البدو من حيث النشأة ‪ ،29‬ألن االنشغال‬
‫بالضروري أقدم وسابق على االنشغال بالكمايل‪ ،‬ومبا أن الضروري أصل والكمايل فرع‬
‫ناشئ عنه فالبداوة أصل للحضارة وسابق عليه‪ ،‬وخشونة البداوة قبل رقة احلضارة‪،‬‬
‫‪68‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،01‬العدد ‪ ، 02‬ص ص ‪ ، 72 - 57‬ديسمبر ‪2017‬‬
‫السكان ‪-‬الديـمغرافي ـ ــا ‪ -‬في فكـ ـ ـ ـ ــر بن خـ ــلدون ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ أ‪ .‬الكاملة فرحات ‪ /‬ميلود حميداتو‬
‫علم ّ‬

‫واملدنية غاية للبدوي جيري إليها‪ ،‬ومىت ما حصل على الدعة فيها وصل إىل قيادة املدينة‪،‬‬
‫وهذا شأن القبائل البدوية كلها‪ ،‬أما احلضري فال يعود للبادية إال لضرورة تدعوه إليها‪.‬‬
‫تطور اجملتمع عند ابن خلدون ‪:‬‬
‫‪ – 5‬الوسط اجلغرايف ودوره يف ّ‬
‫حتدث بن خلدون عن عالقة اجلغرافيا باإلنسان‪ ،‬وذكر بأن هناك سبعة أقاليم يف‬
‫العامل متمايزة عن بعضها‪ ،‬فاإلنسان عند بن خلدون يتأثر باإلقليم الذي يعيش فيه من‬
‫ناحية طبيعة حياته ومعاشه وعاداته وتقاليده وصنائعه‪ ،‬كما خصص ابن خلدون بعد‬
‫ذلك جزءاً للحديث عن أثر اهلواء يف اختالف البشر ويذكر أن احلَّر يُولّد اخلفة والطيش‬
‫وكثرة الطّرب والولع بالرقص والغفلة عن العواقب‪ ،‬على عكس املناطق الباردة اليت ترى‬
‫أهلها مييلون إىل احلزن ومفرطني يف النّظر إىل العواقب‪ ،‬ويؤيده من املتأخرين اليازجي‬
‫بقوله ‪ " :‬أما اثر املناخ يف األخالق فظاه ر على ما بدا له يف ميل أهل األقاليم احلادة إىل‬
‫التبلد واخلفة وحب اللهو‪ ،‬وترك املباالة يف األمور‪ ،‬ويف اتصاف أهل األقاليم الباردة‬
‫بالنشاط واالنقباض واملغاالة يف التخوف والتحسب للطوارئ "‪ ،‬فاملناخ اكرب متحكم يف‬
‫مصري اإلنسان فرداًكان ام جمتمعا يف سلوكه وطباعه ‪. 30‬‬
‫مثّ يتحدث عن اختالف أحوال العمران يف اخلصب واجلوع وما ينشأ عن ذلك من‬
‫ارخثار يف أبدان البشر وأخالقهم‪ ،‬ويذكر أن املتقشفني من أهل البادية واحلضر ممن يأخذ‬
‫الرتف واخلصب‬
‫نفسه باجلوع والتّجايف عن املالذ أحسن ديناً وإقباالً على العبادة من أهل ّ‬
‫“ألواهنم أصفى‪ ،‬وأبداهنم أنقى‪ ،‬وأشكاهلم أمت وأحسن‪ ،‬وأخالقهم أبعد من االحنراف‬
‫الصرب هي‬
‫التحمل واجللد و ّ‬
‫وآذاهنم أثقب يف املعارف واإلدراكات”‪ .‬كما ذهب إىل أن ّ‬
‫من مسات أهل اجلوع‪ ،‬قال ابن خلدون ‪ " :‬اعلم أن هذه األقاليم ليس كلها يوجد هبا‬
‫اخلصب وال كل سكاهنا يف رغد من العيش بل فيها ما يوجد ألهله خصب العيش من‬
‫احلبوب واألدم واحلنطة ووفور العمران وفيها األرض احلرة اليت ال تنبت زرعا وال عشبا‬
‫فسكاهنا يف شطف من العيش "‪. 31‬‬

‫‪69‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،01‬العدد ‪ ، 02‬ص ص ‪ ، 72 - 57‬ديسمبر ‪2017‬‬
‫السكان ‪-‬الديـمغرافي ـ ــا ‪ -‬في فكـ ـ ـ ـ ــر بن خـ ــلدون ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ أ‪ .‬الكاملة فرحات ‪ /‬ميلود حميداتو‬
‫علم ّ‬

‫وعليه فيمكننا القول بأن ابن خلدون يرى أن للبيئة اجلغرافية دخل كبري فيما مييز‬
‫بعضها عن بعض من مقومات يف التقاليد والعادات واألفكار وإهنا ذات آثار يف حياة‬
‫اجملتمع ومظاهر نشاطه ومقدار إنتاجه واستثماره للموارد املوجودة يف البيئة كما تؤثر البيئة‬
‫يف اجملتمع ويؤثر اجملتمع نفسه يف بيئته وحياول أن يكيّفها وخيضعها لرغباته ومتطلباته‬
‫فكثري ما استطاع اجملتمع‪ ،‬والسيما يف املنظور القريب‪ ،‬أن يغري طبيعة البيئة اجلغرافية‬
‫ويذللها إلرادته‪ ،‬فقد استطاع اإلنسان أن جيعل اجلبال وديانا‪ ،‬ويشق فيها طرقاً‪ ،‬ويشق‬
‫فيها إنفاقا‪ ،‬وجيفف البحريات‪ ،‬وجيعل من الصحارى مزارعاً‪ ،‬وحقوالً ومن الغابات مدنا‬
‫مزدهرة العمران ‪.‬‬

‫كما يرى بن خلدون أن األخالق تلعب دوراً مميزاً يف اثر التطور على اجملتمع وذلك‬
‫من خالل الوسط اجلغرايف الذي يعيش فيه اإلنسان كما جند أخالقه تتأثر بالظروف وال‬
‫يؤثر فيها‪ ،‬وان اإلنسان ال خيتلف عن الشجر والنبات‪ ،‬وانه جزء من الكون‪ ،‬فإذا أردنا‬
‫أن نغريه جيب أن نغري حميطه أوال‪ ،‬أما إمهال ظروف بيئته والعناية هبا منقطعا عن ظروفه‬
‫فهو عبث ال طائل ورائه ‪.‬‬

‫يعد ابن خلدون من أعظم املفكرين يف العامل العريب واإلسالمي‪ ،‬وقد جاءت شهرته‬
‫كونه أول من درس اجملتمع البشري بطريقة واقعية‪ ،‬وعلى الرغم من مشولية آراءه وعمقها‬
‫يف أحايني كثرية‪ ،‬إال أهنا مل تصل إىل مستوى النظرية السكانية ألهنا مل تعتمد على‬
‫البيانات السكانية اليت تستند على الدراسات اإلحصائية ذات الطابع العملي‪ ،‬إال أهنا‬
‫ويف الوقت ذاته شكلت أرضية صلبة قامت عليها النظريات احلديثة يف علم السكان ‪.‬‬
‫وقد توصلت الدراسة إىل ما يلي ‪:‬‬

‫‪70‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،01‬العدد ‪ ، 02‬ص ص ‪ ، 72 - 57‬ديسمبر ‪2017‬‬
‫السكان ‪-‬الديـمغرافي ـ ــا ‪ -‬في فكـ ـ ـ ـ ــر بن خـ ــلدون ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ أ‪ .‬الكاملة فرحات ‪ /‬ميلود حميداتو‬
‫علم ّ‬

‫‪ -‬علم السكان أو ما يعرف بالدميغرافيا له جذور يف فكر بن خلدون ظهرت‬


‫إرهاصاته بشكل جلي يف املقدمة ‪.‬‬
‫‪ -‬أكدت الدراسة أثر املتغريات السكانية على مراحل أدوار احلضارة اإلنسانية‬
‫‪.‬‬
‫‪ -‬أوضحت الدراسة ظاهرة النمو السكاين وأثرها على التنمية االقتصادية من‬
‫خالل آراء ابن خلدون ‪.‬‬
‫‪ -‬أظهرت الدراسة العوامل اليت تؤثر يف احلجم السكاين من خالل ارخراء الواردة‬
‫يف مقدمة ابن خلدون‪.‬‬
‫‪ -‬بينت الدراسة أهم املعايري واألسس اليت اعتمد عليها بن خلدون يف تصنيف‬
‫البدو واحلضر ‪.‬‬
‫‪ -‬أكدت الدراسة أثر الوسط اجلغرايف يف تطور اجملتمع اإلنساين‪.‬‬

‫الهوامش ‪:‬‬
‫‪ -1‬غالب‪ ،‬حممد السيد وعبد احلكيم‪ ،‬حممد صبحي ‪ :‬السكان دميغرافيا وجغرافيا‪ ،‬مطبعة االجنلو املصرية‪ ،‬ط ‪،4‬‬
‫القاهرة‪ 1978 ،‬م‪ ،‬ص ‪. 3‬‬
‫‪ -2‬ابن خلدون ‪ :‬مقدمة بن خلدون ‪ ،‬تح ‪ :‬عبد اهلل حممد الدرويش‪ ،‬دار يعرب‪ ،‬ط ‪ ،1‬دمشق‪ 2004 ،‬م‪ ،‬ص‬
‫‪ 319‬م ‪.‬‬
‫‪ -3‬ابن خلدون ‪ :‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 320‬‬
‫‪ -4‬نفسه ‪.‬‬
‫‪ -5‬لنتون‪ ،‬رالف‪ ،‬دراسة اإلنسان‪ ،‬ترمجة‪ :‬عبد امللك الناشف‪ ،‬مطبعة املكتبة العصرية (بريوت‪1936 ،‬م)‪ ،‬ص‪.39‬‬
‫‪ -6‬علي‪ ،‬يونس محادي‪ ،‬مبادئ علم الدميغرافية‪ ،‬املطبعة الوطنية‪( ،‬بغداد‪1985 ،‬م)‪ ،‬ص ‪. 238‬‬
‫‪ -7‬جنم الدين‪ ،‬امحد وحسني‪ ،‬غزال عباس‪ ،‬اجلغرافية البشرية‪ ،‬مطبعة بغداد‪( ،‬بغداد‪ ،)1979 ،‬ص‪. 73‬‬
‫‪ -8‬ابن خلدون ‪ :‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 312‬‬
‫‪ -9‬ابن عيانه‪ ،‬فتحي حممد‪ ،‬جغرافية السكان‪ ،‬مطبعة دار النهضة العربية‪ ،‬ط‪( ،5‬بريوت‪2000 ،‬م)‪ ،‬ص ‪-16‬‬
‫‪.17‬‬

‫‪71‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،01‬العدد ‪ ، 02‬ص ص ‪ ، 72 - 57‬ديسمبر ‪2017‬‬
‫السكان ‪-‬الديـمغرافي ـ ــا ‪ -‬في فكـ ـ ـ ـ ــر بن خـ ــلدون ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ أ‪ .‬الكاملة فرحات ‪ /‬ميلود حميداتو‬
‫علم ّ‬
‫‪ -11‬ابن خلدون ‪ :‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 124‬‬
‫‪ -11‬القطيفي‪ ،‬عبد العزيز عبد اهلل ال فارس‪ ،‬النمو االقتصادي‪ ،‬مطبعة دار املعارف‪( ،‬بغداد‪1999،‬م)‪ ،‬ص ‪.117‬‬
‫‪ -12‬الرحياين‪ ،‬عبد خمور‪ ،‬جغرافية السكان‪ ،‬مطبعة البصرة‪( ،‬بغداد‪1986 ،‬م)‪ ،‬ص‪.189‬‬
‫‪ -13‬ابن خلدون ‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪. 168‬‬
‫‪ -14‬الراوي‪ ،‬منصور‪ ،‬التكامل االقتصادي‪ ،‬بيت احلكمة‪( ،‬بغداد‪1991 ،‬م)‪ ،‬ص ‪.219‬‬
‫محود‪ ،‬كامل‪ ،‬تاريخ العلوم عند العرب‪ ،‬مطبعة دار الفكر اللبناين‪( ،‬بريوت‪1999 ،‬م)‪،‬ص‪.165‬‬ ‫‪-15‬‬
‫‪ -16‬اشتور‪ ،‬التاريخ االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬ترمجة ‪ :‬عبد اهلادي عيله‪ ،‬مطبعة دار قتيبة‪( ،‬دمشق‪1985،‬م)‪،‬‬
‫ص‪. 24‬‬
‫‪ -17‬علي‪ ،‬يونس محادي‪ ،‬مبادئ علم الدميغرافية‪ ،‬املطبعة الوطنية‪( ،‬بغداد‪1985 ،‬م)‪ ،‬ص‪. 238‬‬
‫‪ -18‬نفسه ‪.‬‬
‫‪ -19‬وايف‪ ،‬علي عبد الواحد‪ ،‬اعالم العرب‪ ،‬عبد الرمحن حياته واثاره وعبقريته‪ ،‬وزارة الثقافة واإلرشاد القومي‪( ،‬القاهرة‬
‫بال‪ .‬ت)‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪. 214-212‬‬
‫‪ -21‬باتاي‪ ،‬رفائيل‪ ،‬العقل العريب‪ ،‬ترمجة‪ :‬وليد خالد امحد حسن‪ ،‬مطبعة مصر‪( ،‬القاهرة‪2009 ،‬م)‪ ،‬ص‪-131‬‬
‫‪.132‬‬
‫‪ : -21‬الساعايت‪ ،‬حسن‪ ،‬علم االجتماع اخللدوين‪ ،‬مطبعة دار املعارف‪ ،‬ط‪( 3‬القاهرة‪1975 ،‬م)‪ ،‬ص‪. 183‬‬
‫‪ -22‬بوتول‪ ،‬غاستون‪ ،‬ابن خلدون فلسفته االجتماعية‪ ،‬ترمجة‪ :‬عادل زعيرت‪ ،‬مطبعة املؤسسة العربية‪ ،‬ط‪( 2‬بريوت‪،‬‬
‫‪1984‬م)‪ ،‬ص ‪.59‬‬
‫‪ -23‬نفسه ‪.‬‬
‫‪ -24‬رونج‪ ،‬دنيس‪ ،‬علم السكان‪ ،‬ترمجة‪ :‬حممد صبحي عبد احلكيم‪ ،‬مطبعة مصر‪(،‬القاهرة‪1963 ،‬م)‪ ،‬ص‪.7 -5‬‬
‫‪ -25‬زيدان‪ ،‬عبد الباقي‪ ،‬أسس علم السكان‪ ،‬مطبعة النهضة املصرية‪( ،‬القاهرة‪1976 ،‬م)‪ ،‬ص‪.13‬‬
‫‪ -26‬نفسه ‪.‬‬
‫‪ -27‬الشواوره‪ ،‬سامل علي واحلبيس‪ ،‬حممود عبد اهلل‪ ،‬جغرافية السكان ومدخل اىل علم السكان مطبعة دار الصفاء‪،‬‬
‫(عمان‪2001 ،‬م)‪ ،،‬ص‪.14-13‬‬
‫‪ -28‬ابن خلدون ‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.177‬‬
‫‪ -29‬نفسه ‪.‬‬
‫‪ -31‬عبد احلي‪ ،‬عبد املنعم‪ ،‬علم السكان واالسس النظرية واالبعاد االجتماعية‪ ،‬مطبعة اجلامعة احلديثة‪( ،‬القاهرة‪،،‬‬
‫‪1984‬م)‪ ،‬ص‪. 13‬‬
‫‪ -31‬ابن خلدون ‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪. 166‬‬
‫‪ -32‬عبد الوهاب‪ ،‬عبد املنعم واهلييت‪ ،‬صربي فارس‪ ،‬اجلغرافية السياسية‪ ،‬مطبعة بيت احلكمة (بغداد‪ ،)1989 ،‬ص‬
‫‪.26‬‬

‫‪72‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،01‬العدد ‪ ، 02‬ص ص ‪ ، 72 - 57‬ديسمبر ‪2017‬‬

You might also like