You are on page 1of 110

‫جمهورية السنغال‬

‫وزارة التربية الوطنية‬


‫التعليم العربي اإلسالمي‬

‫التاريخ والجغرافيا‬
‫للسنة األول الثانوية‬

‫إعداد ‪ /‬لجنة السهر عل التعليم العربي اإلسالمي‬

‫الطبعة ‪ /‬أكتوبر ‪5102‬‬

‫جميع الحقوق محفوظة للجنة السهر‬

‫‪1‬‬
‫مقدمة الكتاب‬
‫عاش التعليم العربي اإلسالمي في السنغال فترة من الزمن تشتت وتفرق شمل العااملين‬
‫فيه‪ ،‬فكان لكل جمعية ومؤسسة برنامجها وشهاداتها التعليمية الخاصة بها‪.‬‬
‫سبب هذا التشاتت والتفارق فاعل ال اوة وكنهاا جسام هاذا التعلايم العتيا‪ ،‬الترا اي‪ ،‬بال‬
‫تفرر منه معظم الدارسين خاصة عند ما يريدون االنت ال من مؤسسة كلى أخرى‪.‬‬
‫شاء ال در أن يفات بتااري ‪ 92‬ماايو ‪ 9109‬صافةة جديادة لهاذا التعلايم‪ ،‬ف ناار ال لاوب‬
‫وأزال كل الةساسيات االنتمائية‪ ،‬فاتةد الجميع ةول المصلةة العامة‪.‬‬
‫هااذا اإلرادة اإللهيااة هااي التااي ذللاات كاال الصااعوبات علااى المسااتوى الرساامي و ياار‬
‫الرسمي‪ ،‬ةتى وقع سعادة رئيس الجمهورياة السايد مااكي ساال مرساوم رقام ‪– 9102‬‬
‫‪ 202‬الصااادر بتاااري ‪ 0‬يوليااو ‪ 9102‬المؤسااس والماانظم للشااهادة بكالوريااا العربيااة‬
‫الرسمية‪.‬‬
‫تواكبااا مااع الركااب تااواترت التفااةيات ماان الجميااع وباادون اساات ناء لص اال المصاالةة‬
‫العامااة‪ ،‬فااتم كيجاااد كتاااب التاااريخ والجغرافيااا للساانة الولااى ال انويااة بناااء علااى‬
‫البرنامج الرسمي للتعليم العربي اإلسالمي ال انوي‪.‬‬
‫لجنة السهر على التعليم العرباي اإلساالمي صااةبة هاذا المباادرة‪ ،‬ت ادم الشاكر الجزيال‬
‫والعرفااان الخاااى كلااى المشاااي الكاارام لمساااندتهم الدائمااة للجنااة‪ ،‬والااى فخامااة رئاايس‬
‫الجمهورية الذي يعتبر أول مان وقاع مرساوما مان هاذا الناوي فاي ارب كفري ياا‪ ،‬والاى‬
‫وزير التعليم العالي الستاذ ماري تاو نيان‪ ،‬ومدير مصلةة بكالوريا السايد باابو جاخاام‬
‫ومساعديه‪.‬‬
‫وكذل كلى المؤسسات التعليمية وكلى المدرساين فيهاا للمسااهمات الكبيارة التاي قادموها‬
‫للوصول كلى هذا الن طة‪.‬‬
‫لجنة السهر‬

‫‪2‬‬
3
‫برنامج‬

‫الكفاءات الواجب أداؤها‬ ‫الدروس‬

‫‪Première partie : LA PREHISTOIRE AFRCAINE‬‬


‫الجزء األول‪ :‬عصور ما قبل التاريخ في افريقيا‬

‫معرفة غرض وأهمية التاريخ‬ ‫الدرس األول‪ :‬ساعتان‬


‫التاريخ‪ :‬تعريفه ـ الغرض من دراسته ـ أهميته‬
‫الدرس الثاني‪ :‬ثالث ساعات‬
‫أفريقيا‪ :‬مهد البشرية‬

‫الدرس الثالث ‪ :‬ثالث ساعات‬


‫معرفة دور ومكانة أفريقيا في تاريخ البشرية‬
‫حضارة مصر الفرعونية‬

‫الدرس الرابع‪ :‬ساعتان‬


‫تمارين حول تقنية التحرير االدبي‬

‫الجزء الثاني ‪ :‬اإلسالم ‪Deuxième partie : L’islam‬‬

‫تحلياال الممارسااات الثقافيااة والدينيااة للعاارب قباال اإلسااالم‪،‬‬ ‫الدرس الخامس‪ :‬ساعتان‬
‫ومكانة مكة المكرمة لدى العرب‬
‫اإلسالم‪ ،‬من بداية نزول الاوحي حتا وفااة علاي فاي‬
‫شرح مبادي االسالم مع التركز عل القارنن‪ ،‬وشارح اركاان‬ ‫سنة ‪:666‬‬
‫االيمان‪ ،‬وأركان االسالم‪ ،‬واألحاديث النبوية (ص)‪ ،‬الخ‬
‫• الجزيرة العربية قبل االسالم‬
‫شاارح مشاااكل خالفااة النبااي (ص)‪ ،‬وكااكل األحااداث الكباارى‬
‫التي ميزت عهد كل من الخلفاء األربعة‪.‬‬ ‫• النبي وأسس اإلسالم‬
‫• عهد الخلفاء األربعة‬

‫تحلياال انتشااار اإلسااالم مااع بيااان األراضااي المفتوحااة‪ ،‬مااع‬ ‫الدرس السادس ‪ :‬ثالث ساعات‬
‫التعيين لكل دولة‪:‬‬
‫انتشار اإلسالم في نسيا‪:‬‬
‫‪-‬االستراتيجيات والوسائل العسكرية المستخدمة؛‬
‫• في العهد األموي‬
‫‪-‬التنظايم السياساي واالقتصاادي والحيااة الثقافياة للمنااط‬
‫المفتوحة‬ ‫• في العهد العباسي‬

‫‪ -‬معرفة تجارة الرقي عند العرب‬ ‫• في العهد األيوبي‬

‫الدرس السابع‪ :‬ثالث ساعات‬


‫انتشار اإلسالم في باقي اجزاء العالم‪:‬‬

‫‪ ‬في أفريقيا (التركيز عل حركة المرابطين)‬


‫• في أوروبا (التركيز عل األترا )‬

‫‪Troisième partie : Les civilisations du Soudan Médiéval‬‬


‫الجزء الثالث ‪ :‬حضارات السودان في العصور الوسط‬

‫الدرس الثامن‪ :‬ساعتان‬

‫‪4‬‬
‫إمبراطورية غانا‬

‫•األصول والتوسع‬

‫•التنظيم االجتماعي والسياسي واالقتصادي‬

‫• الحياة الثقافية والدينية‬


‫بيان الموقع الجغرافي لإلمبراطوريات‪.‬‬ ‫الدرس التاسع‪ :‬ساعتان‬
‫تحليااال الساااياقات التاااي أدت إلااا نشاااكة كااال اإلمبراطورياااة‪،‬‬ ‫إمبراطورية مالي‬
‫تنظيمها االجتماعي والسياسي واالقتصادي والحياة الثقافياة‬
‫والدينية‪.‬‬ ‫• األصول والتوسع‬

‫شرح عوامل انهيارها‪.‬‬ ‫• التنظيم االجتماعي والسياسي واالقتصادي‬


‫• الحياة الثقافية والدينية‬

‫الدرس العاشر‪ :‬ساعتان‬

‫اإلمبراطورية سونغاي‬

‫•األصول والتوسع‬

‫•التنظيم االجتماعي والسياسي واالقتصادي‬

‫• الحياة الثقافية والدينية‬

‫‪quatrième partie : La Sénégambie du XIe au milieu du XVIème siècle‬‬


‫الجزء الرابع‪ :‬منطقة سنغامبيا من القرن الحادي عشر ال منتصف القرن السادس عشر‬

‫الدرس الحادي عشر‪ :‬ساعتان‬


‫تحديد المناط الجغرافية لسنغامبيا والممال التاي تكونات‬ ‫بالد تكرور ‪ :‬النشكة والتطور‬
‫منها‪.‬‬
‫الدرس الثاني عشر‪ :‬ساعتان‬
‫تحديد الظروف التي ادت ال انهيار إمبراطورية جولوف‪.‬‬
‫امبراطورية جولوف‪ :‬النشكة والتطور‬
‫وصف التنظايم السياساي واالجتمااعي واالقتصاادي للممالا‬
‫التي نشكت من إمبراطورية جولوف‪.‬‬ ‫الدرس الثالث عشر‪ :‬ساعتان‬
‫الممال التي نشكت من تفك مملكة جولوف ‪ :‬والو‬
‫ـ كاجور ـ باوول ـ سين ـ سالوم‬
‫الدرس الرابع عشر‪ :‬ساعتان‬

‫إمبراطورية غابو‪ :‬النشكة والتطور‬

‫‪5‬‬
‫عصور ما قبل التاريخ في إفريقيا‬
‫التاريخ‪ :‬تعريفه‪ ،‬موضوعه وأهميته‪:‬‬
‫تعريف التاريخ‪:‬‬
‫في اللغة‪ :‬التاري والت ري والتوري يعناي اإلعاالم بالوقات‪ ،‬ويادل تااري الشايء علاى‬
‫ايته ووقته الذي ينتهي كليه زمنه‪ ،‬وهو فن يبةث عن وقائع الزمان من ناةية التعياين‬
‫والتوقيت‪.‬‬
‫في االصطالح‪ :‬التاري يشمل على المعلومات التي يمكن معرفتها عن نش ة الكون كلاه‬
‫بما يةويه من أجرام وكواكب ومن بينها الرض وما جرى علاى ساطةها مان ةاوادث‬
‫اإلنسان‪ ،‬فهو يبةث في‪:‬‬

‫أ‪ .‬دراسااة نش ا ة الكااون والرض ومااا ظهاار علااى سااطةها ماان مظاااهر الةياااة المختلفااة‬
‫والمؤرخ يفعل كما يفعل المصور الذي يعمد كلى تشري جسم اإلنسان أو الةيوان‪.‬‬

‫ب‪ .‬عاارض تااواري الشااعوب والماام والةفااارات المختلفااة منااذ نش ا تها ةتااى العصاار‬
‫الةاااديث معبااارا ل فاااي ذلااا عااان وةااادة البشااارية علاااى الااار م مااان جزيئاااات تواريخهاااا‬
‫وتفصيالتها ويمكن أن ت ول في تعريفه‪ :‬كنه علم يبةث فيه عن الزمان وأةواله‪ ،‬وعان‬
‫أةوال ما يتعل‪ ،‬به من ةيث تعيين ذل وتوقيتاه ‪ .‬وياذهب بعفاهم كلاى أن التااري فاي‬
‫المكان والزمان من المل والدول‪ ،‬ومراتبها‪ ،‬وما ينتةله البشر ب عمالهم ومساعيهم من‬
‫الكسب والمعاش‪ ،‬والعلم والصنائع‪ ،‬وسائر ما يةدث في ذل العمران بطبيعة الةوال‪.‬‬

‫وموضوعه‪ :‬اإلنسان والزمان‬


‫فوائد دراسة التاريخ‪:‬‬
‫كن للتاري أهمية قصوى في ةياة المم والشعوب‪ ،‬لذل نجادها أولتاه رعايتهاا البالغاة‪،‬‬ ‫ّ‬
‫وساااعت كلاااى جمعاااه فاااي شاااكل مااادونات عااان ساااير الجاااداد‪ ،‬أو عبااار المةافظاااة علاااى‬
‫المورو ااات‪ ،‬أو ماان خااالل ال صااى الشااعبي‪ ،‬ليااؤدي دورا ل مهمااا ل فااي تعبئااة وجاادان‬
‫الناشئة‪ ،‬ةتى ينشب الشبل ناسجا على منوال أجدادا‪ ،‬مةافظا ل على قيم شاعبه المورو اة‬
‫كابرا ل عن كابر‪.‬‬
‫وفوائد دراسة التاري ك يرة ومنافعها جمة زيارة فعلام التااري لايس ةشادا ل للةاوادث‬
‫والمرويات وترديدا ل لها فةسب باالر م مان أهمياة ذلا وكوناه اللبناة الولاى لهاذا العلام‬
‫ولكن يتبعه أمر آخر جد خطير أال وهو تعليل هذا الةوادث وكيجاد الخيط الرفياع الاذي‬
‫‪6‬‬
‫يربط بين هذا الةداث على امتداد الزمان الستخراج ُمعينات على فهم مجرى التااري‬
‫والةوادث المؤ رة فيه‪.‬‬
‫وازدادت أهمية التاري ودراسته في العصر الةاديث بال واساتُخدكم كا داة ماؤ رة لتربياة‬
‫الشعوب وزيادة النعرة ال ومية فيها‪ ،‬فطف‪ ،‬ال وم ينبشون الرض لشاعوبهم ويةياون ماا‬
‫اندرس من و نيات قديمة‪.‬‬
‫مما يدل على أهمياة التااري كاذل أن أصاةاب الماذاهب الفكرياة اساتعانوا باه يطلباون‬
‫الغوث في ت ييد فلسفة مذاهبهم‪ ،‬وكيجاد الشاواهد لهاا والساند التااريخي فكاارل مااركس‬
‫ما الل ياارى أن التاااري البشااري كلااه ي ااوم علااى الصااراي وأن وسااائل اإلنتاااج هااي التااي‬
‫تااتةكم فااي أخالقااه وقيمااه باال ةتااى دينااه‪ ،‬و نتيجااة الساات راء ناااقى للتاااري ‪ ،‬رأى أن‬
‫المجتمع البشري ابتدأ بالشيوعية البدائياة ام بسابب اكتشاال وساائل اإلنتااج تةاول كلاى‬
‫نظام الطب اات ال اديم ساادة وعبياد ام بفعال تطاور جدياد فاي وساائل اإلنتااج تةاول كلاى‬
‫مرةلة اإلقطاي م انت ل منها كلى الرأسمالية رأسماليين وعمال ام انت ال كلاى الشايوعية‬
‫ةيث تنعدم الطب ات‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫أصل االنسان من وجهة نظر اإلسالم‬
‫بين ال رآن الكريم بان آدم عليه السالم هو أب البشر جميعا‪ ،‬وقد ورد في ال رآن الكريم‬
‫خمس كلمات ةول الصال الاذي خلا‪ ،‬مناه آدم ( الرض ـ التاراب ـ الطاين ـ الةما ـ‬
‫الصلصال) ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫اون‬
‫ط ِ‬ ‫ض و ِإ ْك أ ْنات ُ ْم أ ِجنَّاة فِاي بُ ُ‬
‫األرض‪ :‬ي ول تعالى ‪ُ (:‬هو أعْلا ُم ِبكُا ْم ِإ ْك أ ْنشاك ُك ْم ِمان ْاأل ْر ِ‬
‫أ ُ َّمهاتِ ُك ْم فال تُزكُّوا أ ْنفُس ُك ْم ُهو أعْل ُم بِم ِن اتَّق )‪.‬النجم ‪.29‬‬

‫ان تُاراب ثُا َّم قاال لاهُ‬ ‫التراب ‪ :‬ي ول تعالى ‪ِ ( :‬إ َّن مثل ِعيس ِع ْناد َّ ِ‬
‫اّلل كمثا ِل ندم خلقاهُ ِم ْ‬
‫ك ُْن فيكُو ُن) ‪ ،‬جاء في المعجم الوسيط‪ :‬التراب‪ :‬ما نعم من أديم الرض‪ :‬والتربة‪ :‬جازء‬
‫الرض الساااطةي الصاااال لن يكاااون مهااادا ل للنباااات‪ ،‬وجااااء فاااي لساااان العااارب‪ :‬ترباااة‬
‫الرض‪ :‬طاهرها‪.‬‬
‫ب)‬ ‫اين ال كز َل‬ ‫الطين‪ :‬ي ول تعالى ‪( :‬فاستف كت كهم أ ُهم أشدُّ خل لا أم من خل نا ۚ ككنَّا خل نا ُهم كمان كط َل‬
‫ساااللة ِ {ماان ِطااين ‪ }05‬ث ُا َّم‬ ‫الصااافات ‪ ،00‬وي ااول أيف اا ل ‪( :‬ولق ا ْد خل ْقنااا ْ ِ‬
‫اإلنسااان ِماان ُ‬
‫ضاغةً فخل ْقناا‬ ‫جع ْلناهُ نُ ْطفةً فِي قرار َّم ِكين ‪ }01‬ث ُ َّم خل ْقنا النُّ ْطفة علقةً فخل ْقناا ا ْلعلقاة ُم ْ‬
‫ضغة ِعظا ًما فكس ْونا ا ْل ِعظام لحْ ًما ث ُ َّم أنشكْناهُ خ ْلقًا نخر فتبار َّ‬
‫اّللُ أحْ سا ُن ا ْلخاا ِل ِقين‬ ‫ا ْل ُم ْ‬
‫{المؤمنون‪ ، 01‬جاء في المعجم الوسيط‪ :‬الطاين‪ :‬التاراب المخاتلط بالمااء‪ ،‬وقاد يسامى‬
‫بااذل وكن زالاات عنااه رطوبااة الماااء‪ ،‬وجاااء فااي لسااان العاارب‪ :‬الطااين‪ :‬الوةاال‪ ،‬والطااي‬
‫الالزب‪ :‬الطين اللزج أو الالص‪ ،،‬أما قوله تعاالى( ‪:‬سااللة مان طاين)ف اال قتاادة‪ :‬اساتل‬
‫آدم من طين فسمي ساللة‪.‬‬
‫اإلنسان ِمن ص ْلصال كا ْلف َّخار) الرةمن‪ .01‬والصلصال‬
‫الصلصال‪ :‬ي ول تعالى‪ (:‬خل ْ ِ‬
‫كما جاء في لسان العارب‪ :‬هاو الطاين الياابس الاذي يصال مان يبساه أي يصاوت وجااء‬
‫أيفال‪ :‬الصلصال من الطين ما لم يجعل خزفال‪ ،‬وقال الجوهري‪ :‬الصلصال الطين الةار‬
‫خلط برمل فصار يتصلصل كذا جل فإذا طب بالنار فهو الفخار‪.‬‬
‫س انُون ) الةجاار‬ ‫ان ص ْلصااال ِما ْ‬
‫ان حم ا م ْ‬ ‫الحمااك‪ :‬ي ااول تعااالى‪ ( :‬ولق ا ْد خل ْقنااا ْ ِ‬
‫اإل ْنسااان ِما ْ‬
‫‪ .92‬جاء في مادة الةم ‪ :‬والةم والةم ‪ :‬الطين السود المنتن‪ ،‬وجاء فاي ماادة سانن‪:‬‬
‫المساانون‪ :‬المصااور‪ ،‬أو المملااس أو المنااتن‪ ،‬وقولااه تعااالى( ‪:‬ماان ةما مساانون )قااال أبااو‬
‫عماارو‪ :‬أي متغياار منااتن‪ ،‬وقااال باان عباااس‪ :‬هااو الرطااب‪ ،‬وقااال أبااو عبياادة‪ :‬المساانون‬
‫المصوب‪ ،‬وي ال‪ :‬المسنون المصوب‪ ،‬وي ال‪ :‬المسنون المصبوب على صورة‪ ،‬وسننت‬
‫التراب صببته صبا ل سهالل‪.‬‬
‫من خالل اآليات والنصوى التي أوردناها نستطيع ال ول ب ن المادة الترابية التي خلا‪،‬‬
‫منها اإلنسان قد مرت ب الث مراةل هي‪ :‬المرةلة الطينية ـ المرةلة الةمئية ـ المرةلاة‬
‫الصلصالية‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫وبعد خلق آدم اسكنه هللا في الجنة‪ :‬يقول تعالى‪:‬‬

‫ت َوزَ ْو ُج َك ْال َجنَّةَ َو ُك َل ِم ْن َها َر َغدًا ﴿‪ ٥٣‬البقرة﴾‬


‫‪َ ‬وقُ ْلنَا يَا آدَ ُم ا ْس ُك ْن أ َ ْن َ‬

‫ت َوزَ ْو ُج َك ْال َجنَّةَ فَ ُك َل ِم ْن َحي ُ‬


‫ْث ِشئْت ُ َما ﴿‪ ٩١‬األعراف﴾‬ ‫‪َ ‬ويَا آدَ ُم ا ْس ُك ْن أ َ ْن َ‬

‫‪ ‬فَقُ ْلنَا يَا آدَ ُم إِ َّن َٰ َهذَا َعدُو لَ َك َو ِلزَ ْو ِج َك فَ َل ي ُْخ ِر َجنَّ ُك َما ﴿‪ ٩٩١‬طه﴾‬

‫وقد خرج آدم من الجنة بسبب ابليس اللعين‪ :‬يقول تعالى‪:‬‬

‫ش َج َر ِة ْال ُخ ْل ِد َو ُم ْلك َل َي ْبلَ َٰى ﴿‪ ٩٢١‬طه﴾‬


‫‪ ‬قَا َل َيا آدَ ُم ه َْل أَدُلُّ َك َعلَ َٰى َ‬

‫ص َٰى آدَ ُم َربَّهُ فَغ ََو َٰى ﴿‪ ٩٢٩‬طه﴾‬


‫‪َ ‬و َع َ‬

‫ِي َولَ ْم ن َِج ْد لَهُ َع ْز ًما ﴿‪ ٩٩٣‬طه﴾‬


‫‪َ ‬ولَقَ ْد َع ِه ْدنَا ِإلَ َٰى آدَ َم ِم ْن قَ ْب ُل فَنَس َ‬

‫الر ِحي ُم ﴿‪ ٥١‬البقرة﴾‬


‫اب َّ‬ ‫‪ ‬فَت َلَقَّ َٰى آدَ ُم ِم ْن َربِ ِه َك ِل َمات فَت َ َ‬
‫اب َعلَ ْي ِه إِنَّهُ ُه َو الت َّ َّو ُ‬

‫ان َك َما أ َ ْخ َر َج أَبَ َو ْي ُك ْم ِمنَ ْال َجنَّ ِة ﴿‪ ٢١‬األعراف﴾‬


‫ط ُ‬‫ش ْي َ‬
‫‪ ‬يَا بَنِي آدَ َم َل يَ ْفتِنَنَّ ُك ُم ال َّ‬

‫هبوط آدم على األرض بعد أن خرج من الجنة‪ :‬يقول تعالى‪:‬‬

‫َعادُو َولَ ُكا ْم فِاي ْاأل َ ْر ِ‬


‫ض ُمسْاتَقَر َو َمتَاا ِإلَ َٰاى ِحاين ﴿‪٢٢‬‬ ‫ضا ُك ْم ِلا َب ْع‬ ‫‪ ‬قَاا َل ا ْه ِب ُ‬
‫طاوا َب ْع ُ‬
‫األعراف﴾‬

‫َعدُو ﴿‪ ٥٣‬البقرة﴾‬ ‫ض ُك ْم ِل َب ْع‬ ‫‪َ ‬وقُ ْلنَا ا ْه ِب ُ‬


‫طوا َب ْع ُ‬

‫‪ ‬قُ ْلنَا ا ْه ِب ُ‬
‫طوا ِم ْن َها َج ِميعًا ﴿‪ ٥٣‬البقرة﴾‬

‫َعدُو ﴿‪ ٩٢٥‬طه﴾‬ ‫ض ُك ْم ِلبَ ْع‬ ‫‪ ‬قَا َل ا ْه ِب َ‬


‫طا ِم ْن َها َج ِميعًا بَ ْع ُ‬

‫‪10‬‬
‫آدم أبو البشر جميعا‪ :‬يقول تعالى‪:‬‬

‫‪َ ‬و ِإ ْذ قَا َل َرب َُّك ِل ْل َم َلئِ َك ِة ِإنِي َجا ِعل فِي ْاأل َ ْر ِ‬
‫ض َخ ِليفَةً ﴿‪ ٥١‬البقرة﴾‬

‫اث ِم ْن ُه َماا‬ ‫احدَة َو َخلَاََ ِم ْن َهاا زَ ْو َج َهاا َوبَ َّ‬ ‫اس اتَّقُوا َربَّ ُك ُم الَّذِي َخلَقَ ُك ْم ِم ْن نَ ْفس َو ِ‬
‫‪ ‬يَا أَيُّ َها النَّ ُ‬
‫اَِ َكااانَ َع َلاا ْي ُك ْم‬
‫ااام َّ ِإ َّن َّ‬ ‫اَِ الَّااذِي ت َ َ‬
‫سااا ََلُونَ ِباا ِه َو ْاأل َ ْر َح َ‬ ‫سااا ًَ َّ َواتَّقُااوا َّ‬ ‫ِر َج ً‬
‫ااال َكيِ ً‬
‫ياارا َونِ َ‬
‫َرقِيبًا (سورة النساَ‪)1‬‬

‫بناَ على النصوص القرآنية السابقة يلزم على المؤمن أن يعتنَ بأن آدم عليه السلم هو‬
‫أب البشرية جميعا‪ ،‬ويحرم عليه أن يعتنَ الدراسات والنظريات التي ترد أصل النسان‬
‫الى القرد (النظرية الدراونية)‪.‬‬

‫أما ما أقرته دراسات جينية على أن البشر مختلفون ولكنهم متشابهون في آن واحد‪ ،‬فهي‬
‫تأكيد لما وردت في القرآن الكريم بأن آدم عليه السلم هو أب البشرية ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫أبو البشر الثاني‬
‫ساايدنا نااوي عليااه الساالم هااو أب البشاار الياااني‪ ،‬ألن جمياام ماان علااى األرض أغرقااوا‬
‫بالطوفان‪ ،‬ولم ينج من البشار ول مان الحياوان إل َمان حملاه ناوي علياه السالم معاه فاي‬
‫السفينة‪ .‬وعمرت األرض بعد ذلك من نسل ذرية نوي عليه السلم فقط ‪ ،‬وأما المؤمنون‬
‫الذين نجوا معه في السفينة فلم تبَ لهم ذرية ‪ ،‬فجميام أهال األرض ا ن مان ذرياة ناوي‬
‫عليه السلم ولهذا سمي باب البشر الياني‪ .‬يقول تعالى ‪:‬‬
‫صاا ِدقِينَ ه دهاود‪:‬‬ ‫ت ِجادَالَنَا فَأْتِنَاا بِ َماا ت َ ِعادُنَا ِإ ْن ُك ْن َ‬
‫ات ِمانَ ال َّ‬ ‫{قَالُوا يَا نُو ُي قَ ْد َجادَ ْلتَنَا فَأ َ ْكي َ ْر َ‬
‫‪]23‬‬
‫ي ِإلَى نُوي أَنَّهُ لَ ْن يُؤْ ِمنَ ِم ْن قَ ْو ِم َك ِإ َّل َم ْن قَا ْد آ َمانَ فَ َال ت َ ْبتَائِ ْ‬
‫س ِب َماا َكاانُوا يَ ْف َعلُاونَ ه‬ ‫{وأ ُ ِ‬
‫وح َ‬ ‫َ‬
‫دهود ‪]23 :‬‬

‫ض ِمنَ ْال َكافِ ِرينَ دَي ً‬


‫َّاراه دنوي ‪]33 :‬‬ ‫ب َل تَذَ ْر َعلَى ْاأل َ ْر ِ‬
‫{وقَا َل نُوي َر ِ‬
‫َ‬
‫ان‬‫ور ۙ فَا ْسلُ ْك ِفي َها ِم ْ‬ ‫صنَمِ ْالفُ ْل َك ِبأ َ ْعيُ ِننَا َو َو ْح ِينَا فَإِذَا َجا ََ أ َ ْم ُرنَا َوفَ َ‬
‫ار التَّنُّ ُ‬ ‫{فَأ َ ْو َح ْينَا ِإلَ ْي ِه أ َ ِن ا ْ‬
‫َااط ْبنِي فِاي الَّاذِينَ َ‬
‫ُلَ ُماوا و‬ ‫سبَََ َعلَ ْي ِه ْالقَ ْاو ُل ِما ْن ُه ْم و َو َل تُخ ِ‬ ‫ُكل زَ ْو َجي ِْن اثْنَي ِْن َوأ َ ْهلَ َك ِإ َّل َم ْن َ‬
‫إِنَّ ُه ْم ُم ْغ َرقُونَ‬
‫ان‬ ‫ان ُكال زَ ْو َجاي ِْن اثْنَاي ِْن َوأ َ ْهلَ َ‬
‫اك ِإ َّل َم ْ‬ ‫ال فِي َهاا ِم ْ‬ ‫اور قُ ْلنَاا ْ‬
‫اح ِم ْ‬ ‫{ َحتَّى ِإذَا َجا ََ أ َ ْم ُرنَا َوفَ َ‬
‫اار التَّنُّ ُ‬
‫سبَََ َعلَ ْي ِه ْالقَ ْو ُل َو َم ْن آ َمنَ َو َما آ َمنَ َمعَهُ إِ َّل قَ ِليله هود‪.04/‬‬‫َ‬
‫ااس آيَاةً َوأ َ ْعت َا ْدنَا ِل َّ‬
‫لظااا ِل ِمينَ َعاذَابًا‬ ‫سا َل أ َ ْغ َر ْقنَااا ُه ْم َو َج َع ْلنَااا ُه ْم ِللنَّا ِ‬ ‫{وقَا ْاو َم نُااوي لَ َّمااا َكاذَّبُوا ُّ‬
‫الر ُ‬ ‫َ‬
‫أ َ ِلي ًماه دالفرقان ‪]23 :‬‬
‫ار َكاْْ َم َعنَاا‬ ‫ي ْ‬‫ي ت َ ْج ِري ِب ِه ْم فِي َم ْوج َك ْال ِجبَا ِل َونَادَى نُوي ا ْب َنهُ َو َكانَ فِي َم ْع ِزل يَا بُ َن َّ‬ ‫{و ِه َ‬‫َ‬
‫ان أ َ ْه ِلاي َو ِإ َّن‬
‫ب ِإ َّن ا ْبنِاي ِم ْ‬ ‫َو َل ت َ ُك ْن َم َم ْال َكافِ ِرينَ ه دهود ‪َ ]03 :‬‬
‫{ونَادَى نُوي َربَّهُ فَقَا َل َر ِ‬
‫ت أ َ ْح َك ُم ْال َحا ِك ِمينَ ه دهود ‪04 :‬‬
‫َو ْعدَ َك ْال َح َُّ َوأ َ ْن َ‬
‫اك ِبا ِه ِع ْلام ِإنِاي‬ ‫صا ِلح فَ َل تَسْاأ َ ْل ِن َماا لَاي َ‬
‫ْس لَ َ‬ ‫ْس ِم ْن أ َ ْه ِل َك ِإنَّهُ َع َمل َغي ُْر َ‬
‫{قَا َل يَا نُو ُي ِإنَّهُ لَي َ‬
‫ظ َك أ َ ْن ت َ ُكونَ ِمنَ ْال َجا ِه ِلينَ ه دهود ‪]03 :‬‬ ‫أ َ ِع ُ‬

‫اك َوأ ُ َمام َ‬


‫سانُ َمتِعُ ُه ْم ثُا َّم‬ ‫ْاك َو َعلَاى أ ُ َمام ِم َّم ْ‬
‫ان َم َع َ‬ ‫س َالم ِمنَّاا َو َب َر َكاات َعلَي َ‬ ‫{قِي َل َياا نُاو ُي ا ْها ِب ْ‬
‫ط ِب َ‬
‫س ُه ْم ِمنَّا َعذَاب أ َ ِليمه دهود ‪]04 :‬‬ ‫يَ َم ُّ‬

‫‪12‬‬
‫ون ‪ .‬ث ُ َّم أ َ ْغ َر ْقنَا َب ْعدُ ْال َبا ِقينَ ه الشعراَ‪134-111/‬‬
‫{فَأ َ ْن َج ْينَاهُ َو َم ْن َم َعهُ ِفي ْالفُ ْل ِك ْال َم ْش ُح ِ‬
‫{ فَ َكذَّبُوهُ فَنَ َّج ْينَاهُ َو َم ْن َمعَهُ فِي ْالفُ ْل ِك َو َجعَ ْلنَا ُه ْم خ ََلئِ َ‬
‫ف َوأ َ ْغ َر ْقنَا الَّذِينَ َكذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَا ْن ُ‬
‫ظ ْر‬
‫ْف َكانَ َعا ِق َبةُ ْال ُم ْنذَ ِرينَ ه يونس‪. 32/‬‬ ‫َكي َ‬
‫ب ْالعَ ِظ ِيم ‪َ .‬و َجعَ ْلنَا ذُ ِريَّتَاهُ ُها ُم‬ ‫{ َولَقَ ْد نَادَانَا نُوي فَلَنِ ْع َم ْال ُم ِجيبُونَ ‪َ .‬و َن َّج ْينَاهُ َوأ َ ْهلَهُ ِمنَ ْال َك ْر ِ‬
‫سا َالم َعلَااى نُااوي فِااي ْال َعااالَ ِمينَ ‪ِ .‬إنَّااا َكاذَ ِل َك ن َْجا ِازي‬ ‫ْال َباااقِينَ ‪َ .‬وت َ َر ْكنَااا َعلَ ْيا ِه فِااي ا ْ ِخا ِارينَ ‪َ .‬‬
‫ْال ُم ْح ِسنِينَ ‪ِ .‬إنَّهُ ِم ْن ِع َبا ِدنَا ْال ُمؤْ ِمنِينَ ‪ .‬ث ُ َّم أ َ ْغ َر ْقنَا ا ْ خ َِرينَ ه الصافات‪.41-33/‬‬
‫فعندما استقرت السفينة بعد الطوفان ذهاْ ولاده ساام وأهلاه فاي طريقاه يتياامن أي أخاذ‬
‫جهة يمينه حتاى وصال الايمن وقاد ساميت باذلك‪ ،‬وذهاْ حاام وأهلاه الجهاة القبلياة جهاة‬
‫أفريقيا‪ ،‬وذهْ يافث وأهله الجهة الشرقية‪.‬‬
‫ولما قرب أجل سيدنا نوي عليه السلم ولي سام علاى الايمن والحجااز‪ ،‬وولاي حاام علاى‬
‫منطقاة أفريقياا وماا حولهاا‪ ،‬وولاي يافااث علاى الجهاة الشارقية مان تركيااا والصاين ومااا‬
‫حولهما‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫مهد البشرية من وجهة نظر االسالم‬

‫إن أول مكان عاش فيه اإلنسان ( آدم وحواَ) على ساطح األرض‪ ،‬عناد هبوطهماا علاى‬
‫األرض من الجنة فلم يرد ذكره في القرآن الكريم؛ وقد وردت رواياات كييارة حاول هاذا‬
‫الموضو ‪ ،‬فمنها‪:‬‬
‫القول باان آدم نازل فاي الهناد وحاواَ فاي جادة بالحجااز وإبلايس اللعاين باالعرا ‪ .‬ثام بادأ‬
‫البحث من قبل آدم عن حواَ وتعارفا ألول مرة بعد إخراجهما من الجنة بجبل عرفاات‪،‬‬
‫ولااذلك ساامى بعرفااات وصااارت شااعيرة إكرامااا ماان هللا لنبيااه آدم عليااه الساالم وتوالاادا‬
‫وعاشا في المنطقة (وأخذ آدم بالتنقل بين الهند والحجاز)‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫أصل البشرية حسب نظريات الدروانية‬

‫منذ أن ألّل داروين كتابه (أصال الخالئا‪ )،‬وكتاباه ال ااني (ظهاور اإلنساان) ُ‬
‫سا ك ّمي هاذا‬
‫المعت د (بنظرية داروين) ومجمال النظرياة ت اوم علاى أن الوجاود قاام بادون خاال‪ ،‬وأن‬
‫اإلنسااان قااد تطااور ماان ال اارد وأن هنااا تسلس االل فااي الجناااس البشاارية ةيااث تاادعي‬
‫النظرية المور التالية‪:‬‬
‫‪ ‬أن المخلوقات جميعها كانت بدايتها من خلية واةدة وهي (الميبا) ‪.‬‬
‫‪ ‬أن هااذا الخليااة تكوناات ماان الةساااء العفااوي نتيجااة لتجمااع مجموعااة ماان جزيئااات‬
‫البروتين وبينها ب ياة العناصار الخارى ةياث أدت عوامال بيئياة ومناخياة (ةارارة‪،‬‬
‫أمطار‪ ،‬رعد‪ ،‬صواع‪ )،‬كلى تجميع هذا الجزيئات في خلية واةدة هي الميبا ‪.‬‬
‫‪ ‬أن جزيء البروتين تكون نتيجة لتجمع مجموعاة مان الةمااض المينياة وترابطهاا‬
‫بااروابط أمينيااة وكبريتيااة وهيدروجينيااة مختلفااة كااذل نتيجااة لعواماال بيئيااة ومناخيااة‬
‫مختلفة ‪.‬‬
‫‪ ‬أن الةماض المينية تكونات بادورها نتيجاة التةااد عناصار الكرباون والنتاروجين‬
‫والهيدروجين والكسجين ‪.‬‬
‫‪ ‬أن الخلية الولاى أخاذت تن سام وتتطاور كلاى مخلوقاات ذات خليتاين ام كلاى متعاددة‬
‫الخاليا وهكذا ةتاى ظهارت الةشارات والةيواناات والطياور والزواةال وال ادييات‬
‫ومن فمنها اإلنسان‪ ،‬كماا أن جاز لءا آخار مان الخلياة ان سام وتطاور كلاى أناواي مان‬
‫الخمائر‪ ،‬والطةالب‪ ،‬والعشاب‪ ،‬والنباتات الزهرية والالزهرية ‪.‬‬
‫‪ ‬أن معظم البشر الذين ي طنون العالم والذين هم مان أصال ال ارود يتسلسالون بةساب‬
‫قربهم لصلهم الةيواني ةيث كنهم يتدرجون في ست عشارة مرتباة‪ ،‬يا تي الزناوج‪،‬‬
‫م الهنود‪ ،‬م الماويون م العرب في أسفل السلسلة‪ ،‬واآلريون في المرتباة العاشارة‪،‬‬
‫بينما يم ل الوربيون (البيض) أعلى المراتب (الخامسة عشرة والسادسة عشرة) ‪.‬‬
‫‪ ‬أنه بعد المرتبة السادسة عشرة هنا مرةلة أكبر وأعلى قفزت في التطور البشاري‬
‫بدرجة عالية وتميزت بتفوقها وكبداعاتها في كل ما يتعل‪ ،‬بشؤون البشر من تخطيط‬
‫وترتياااب وتنظااايم ومدنياااة وتةفااار وتصااانيع وتجاااارة واقتصااااد وسياساااة وتسااالي‬
‫وعسااكرية‪ ،‬و افيااة وفنيااة واجتماعيااة وتعاارل هااذا المجموعااة (بااالجنس الخااارق)‬
‫وتتم ل صفات هذا الجنس في اليهود ـ على ةسب زعم داروين وأنصارا ‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫حكم اإليمان بنظرية الدروينية‬
‫اإليمان باهلل وبما جاء منه‪ ،‬واإليمان برسوله الكريم مةمد بن عبد هللا وبما جاء مناه‪،‬‬
‫واجب على كل مسلم فمن هنا كان ال بادّ مان اإلعاراض عان كال ماا يُخاالل ديان هللا‬
‫عز وجل‪.‬‬‫ّ‬

‫كالم وسوله مةمد صلى هللا عليه وسالم يجاب نباذا‪،‬‬ ‫كالم فيه تكذيب لل رءان أو َل‬
‫فكل َل‬
‫ومن ذل ما يُسمى بنظرياة النشاوء واإلرت ااء والتطاور التاي جااء بهاا دارويان والتاي‬
‫كن اإلنسان أصلهُ قردٌ م ترقى ةتى صار هذا اإلنسان‪.‬‬ ‫ي و ُل فيها ّ‬

‫مكذب لدين هللا وخارج عن ملة المسالمين‪ .‬فالمسالم يعت ادُ‬ ‫ٌ‬ ‫فمن اعت د هذا النظرية فهو‬
‫سااالم‪ ،‬وكااان جمياال‬ ‫سااالم هااو أول البشاار‪ ،‬وهااو أول النبياااء علاايهم ال ّ‬ ‫أن آدم عليااه ال ّ‬
‫الشااكل وجميااال الصااوت كساااائر النبيااااء‪ ،‬ومنااه خلااا‪ ،‬هللا تعاااالى سااائر البشااار‪ .‬قاااال‬
‫تعالى{ يا أيها الناس ات وا ربكم الذي خل كم من نفس واةدة و خل‪ ،‬منها زوجها و َّ‬
‫باث‬
‫منهما رجاالل ك ل‬
‫يرا و نساء‪.‬‬

‫سالم الذي هو أول البشر قوله تعاالى{كن هللا اصاطفى آدم‬


‫والدليل على نبوة آدم عليه ال ّ‬
‫ونوح وآل كبراهيم وآل عمران على العالمين‬

‫وتخاالل ماا جااء فاي‬


‫ُ‬ ‫تخاالل ع يادة المسالمين‬
‫ُ‬ ‫فنظرية داروين الماذكورة باطلاة فاسادة‬
‫ال رءان‪.‬‬
‫وكذل يجب الةاذر بماا ذكارا بعاض البااة ين مان ّ‬
‫أن الفين ياين هام أول مان اختاري‬
‫الةرل (صوت)‪ ،‬وقبل ذل كان الناس يُشيرون كلى الشياء ل فاء ةاجاتهم‪.‬‬

‫فهذا كال ٌم باط ٌل ماردود‪ ،‬فالمسالمين ياؤمن بماا ورد فاي ال ارءان وبماا جااء عان النبا ّ‬
‫ي‬
‫ُعاارض ال ارءان وكاالم الرساول صالّى هللا‬
‫ُ‬ ‫كاالم ي‬
‫َل‬ ‫صلّى هللا علياه وسالّم وال ي با ُل با ي‬
‫عليه وسلّم‪ .‬فاهلل تعالى ي ول‪( :‬وعلّم آدم السماء كله) ل د علّم هللا تعالى آدم أساماء كال‬
‫شيء وكان يعل ُم اللغات وياتكل ُم‪ ،‬فااهلل تعاالى أرسال النبيااء فاي اياة الكماال يُةسانون‬
‫ينفار النااس مانهم‬
‫ُ‬ ‫التعبير ليُبلغوا الرسالة التي أمرهم هللا بتبليغها وفي اياة الجماال ال‬
‫وال يشمئز به‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫مهد البشرية عند بعض العلمانيين‬

‫دراسة جينية تؤكد أن أفري يا هي مهد البشارية جمعااء‪ ،‬أكادت دراساة ةدي اة نتاائج‬
‫دراسات ساب ة أن اإلنسانية أتت جميعها من ال اارة الفري ياة‪ ،‬ف اد جمعات الدراساة‬
‫عينااات الةمااض النااووي (دي أن أي) ماان ‪ 229‬شخص اا ل ماان ‪ 51‬منط ااة ةااول‬
‫العالم‪ ،‬وجدت أن البشر مختلفون لكنهم متشابهون في آن واةد ‪.‬‬

‫ف اد درس بااة ون االختالفاات فاي ‪ 650‬ألال جاناب مان جواناب عيناات (دي أن‬
‫أي) ‪ .‬وطالما اعت د العلماء أن أصل البشرية ظهرت فاي أفري ياا‪ ،‬ومان أدياس أباباا‬
‫ك يوبيا بالتةديد قبل ‪ 011‬ألل عام ت ريبال‪ ،‬م انتشرت في أنةاء العاالم‪ ،‬وقاد أكادت‬
‫الدراسة الجديدة هذا النظرية ‪.‬‬

‫وقد وجدت الدراسة أن ك يرا ل من المجموعات العرقية التي يعت د أنها ت تي من قارة‬
‫معينااة لهااا جااذور فااي عاادد ماان ال ااارات الخاارى‪ .‬فالباادو فااي الشاارق الوسااط لهاام‬
‫جااذور فااي كاال ماان أوروبااا وباكسااتان‪ ،‬كمااا أن سااكان الياااكوت فااي شاارق ساايبيريا‬
‫يشااتركون فااي خصائصااهم الجينيااة مااع سااكان شاارق آساايا والوروبيااين‪ ،‬أك اار ممااا‬
‫يتشااابهون جيني اا ل مااع سااكان آساايا الوسااطى الااذين هاام أقاارب ماانهم جغرافي اال‪ ،‬كمااا‬
‫يتشابهون جينيا ل مع الهنود الميركيين الذين يعت د أنهم ساروا كلاى ال اارة الميركياة‬
‫عن طري‪ ،‬جسر أرفي كان يربطها مع سيبريا ةين كان مستوى البةر منخففا‪.‬‬

‫وهذا الدراسة تشير كلى أننا كلنا أقارب لبعفنا الابعض‪ ،‬بال كنناا أةياناا ل أقارب كلاى‬
‫سكان ال ارات الخرى منا كلى الشخاى ةولنا‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫حضارة مصر الفرعونية‬
‫بدأت الحضارة في مصر منذ عصور ما قبل التاريخ بنحو مائاه ألاف سانة‪ ،‬واعتبار‬
‫المصريون القدماَ منذ أواخر العصر الحجاري القاديم (‪ 14‬آلف عاام قبال المايلد)‬
‫بأنهم أمة قائمة بذاتها وأطلقوا على أنفسهم أهل مصر أو ناس األرض‪.‬‬

‫وكانت بداية الدولة في مصر حين توحدت مقاطعاتها في مملكتين‪ :‬مملكة الشمال في‬
‫الوجه البحري عاصمتها بوتاو فاي غارب الادلتا وشاعارها الباردى وتعباد اإللاه حاور‬
‫ورمزها اليعبان‪ .‬أما مملكة الجنوب فكانت عاصمتها نخن أو الكاب الحالية وشعارها‬
‫اللوتس وتعبد اإلله ست وقد قامت عدة محاولت فاي عصار ماا قبال التااريخ لتوحياد‬
‫مملكتااي الشاامال والجنااوب ولكنهااا لاام تيماار‪ ،‬حتااى ترباام علااى مملكااة الجنااوب ساانه‬
‫‪ 2344‬م الملااك مينااا الااذى يعااد عهااده فاتحااة العص ار التاااريخي وبدايااة عصاار‬
‫األسرات التي بلغ عددها ‪ 24‬أسرة‬

‫عصر الدولة القديمة ‪ 0892‬ق م ـ ‪ 0742‬ق م‬


‫تطورت الحضارة المصرية وتبلورت مبادئ الحكومة المركزية‪ ،‬وسمي الملاك ميناا‬
‫بألقاب‪ :‬ملك األرضين وصاحْ التاجين‪ .‬وكانت هذه الوحدة عاامل هاماا فاي نهضاة‬
‫مصر في شتى نواحي الحياة‪ ،‬حيث توصل المصريون إلاى الكتاباة الهيروغليفياة أي‬
‫النقش المقدس‪ ،‬واهتم الملوك بتأمين حدود البلد ونشطت حركة التجاارة باين مصار‬
‫والسودان واستقبلت مصر عصرا مجدا في تاريخها عرف باسم عصر بناة األهرام‪،‬‬
‫وشهدت هذه الدولاة بنااَ أول هارم ‪ ،‬هارم ساقارة ‪ ،‬ومام تطاور الزراعاة والصاناعة‬
‫والتجارة استخدم المصريون أول أسطول نهري‪.‬‬
‫عصر الدولة الوسطى ‪ 0612‬ق م و ‪ 6292‬ق م‪:‬‬
‫اهتم ملوك الدولة الوسطى بالمشروعات األكير نفعا للشعْ ‪ ،‬فااهتموا بمشاروعات‬
‫الااري والزراعااة والتجااارة ‪ ،‬وحفاارت قناااة بااين النياال والبحاار األحماار ‪ ،‬وباادأ تشااغيل‬
‫المناااجم والمحاااجر ‪ ،‬فتقاادمت الفنااون والعمااارة ولكاان نهايااة حكاام هااذه الدولااة شااهدت‬
‫غزو الهكسوس واحتللهم لمصر حوالى عام ‪ 1343‬م ‪ ،‬وُلاوا يحكماون الابلد‬
‫نحو ‪ 144‬عاما‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫عصر الدولة الحديثة ‪ 6292‬ق م الى ‪ 6622‬ق م‪:‬‬
‫بعد أن تم للملك أحمس األول القضاَ على الهكسوس وطردهم خارج حادود مصار‬
‫الشرقية‪ ،‬عاد األمن والستقرار إلى ربو البلد ‪ ،‬وبدأت مصر عهدا جديدا هو عهد‬
‫الدولة الحديية ‪ ،‬وأدركت مصر أهمية القوة العسكرية لحماية البلد فاتم إنشااَ جايش‬
‫قاوى‪ ،‬مهااد لتكااوين امبراطوريااة عظيمااة امتاادت مان نهاار الفاارات شاارقا إلااى الشاالل‬
‫الرابم على نهر النيل جنوبا وشهد هذا العصر أيضا ثورة أخناتون الدينية حيث دعاا‬
‫إلااي عبااادة إلااه واحااد ورمااز لااه بقاارص الشاامس وأنشااأ عاصاامة جدياادة للاابلد سااماها‬
‫أخناااتون‪ .‬وتعرضاات مصاار منااذ حكاام األساارة ‪ 31‬وحتااى ‪ 34‬لحااتلل كاال ماان‬
‫ا شوريين عام ‪ 334‬م ‪ ،‬ثم الفرس حتى انتهى حكم الفراعنة مام األسار الا ‪24‬‬
‫ودخول اإلسكندر األكبر مصر‪.‬‬

‫فنون الحضارة الفرعونية‪:‬‬


‫استحدث المصريون نظام الحكام والسالطات المختلفاة الموجاودة إلدارة شائون الابلد‬
‫ونشأ منصْ الوزير لمساعدة الفرعون في إدارة شئون البلد بجانْ كبار الموُفين‬
‫لمعاونة الوزير في إدارة اإلدارات العامة وعرفت مصر كذلك نظاام اإلدارة المحلياة‬
‫تأثرت حضارة مصر الفرعونية بالدين تاأثرا كبيارا وقاد توصال المصاريون القادماَ‬
‫إلى بع األفكار الدينية التي تدرجت من تعدد ا لهة إلى التوصل إلاى فكارة وجاود‬
‫إلااه واحااد الااذي نااادى بهااا امنحوتااْ الراباام أخناااتون الااذى احتاال مكانااا بااارزا لفكااره‬
‫الفلسفي وثورته الدينية‪.‬‬
‫بر المصريون في فن العمارة‪ ،‬وآثارهم الخالادة خيار شااهد علاى ذلاك‪ ،‬ففاي الدولاة‬
‫القديمة شيدت المصاطْ واألهرام وهي تميل العمائر الجنائزية‪ .‬وأول هرم بناي فاي‬
‫مصر هو هرم زوسار ثام هارم ميادوم ‪ ،‬إل أن أشاهرها جميعاا أهارام الجيازة اليلثاة‬
‫وتميال أبو الهول الذي شيد في عهاد األسارة الرابعاة‪ .‬وبلاغ عادد األهارام التاي بنيات‬
‫لتكون ميوى للفراعنة ‪ 13‬هرما‪.‬‬
‫واهتم ملوك األسرة ال ‪ 13‬بمنطقة الفيوم وأعمال الري فيها ‪ ،‬وأشهر معابد أنشاأها‬
‫ملااوك هااذه األساارة معبااد اللبراناات أو قصاار التيااه كمااا سااماه اإلغريااَ والااذى شاايده‬
‫الملك أمنمحات اليالث في هوارة ‪ ،‬كما شيد القل والحصون واألساوار علاى حادود‬
‫مصر الشرقية‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫يعد عصر الدولة الحديية أزهى فترة شهدتها فنون العمارة حيث نقشت الصور علاى‬
‫الجاادران وعرفاات الحاارف والفنااون الدقيقااة علااى جاادران المعابااد الضااخمة وأهمهااا‬
‫الكرنك واألقصر وأبو سمبل ‪ ،‬وقاد أقيمات المسالت الفرعونياة أماام ماداخل المعاباد‬
‫وهااي منحوتااة ماان الجرانياات‪ ،‬وتعتباار معابااد آمااون بالكرنااك واألقصاار والرمساايوم‬
‫وحتشبسوت بالدير البحري والمعابد المنحوتة في الصخر ميل أبو سمبل الكبير وأبو‬
‫سمبل الصغير من أجمل أميلة عمائر عصر اإلمبراطورياة المصارية القديماة‪ .‬تؤكاد‬
‫آثاااار المصاااريين القااادماَ باااراعتهم فاااي الكتاباااة واألدب‪ ،‬ويظهااار ذلاااك فيماااا تركاااه‬
‫المصريون من آثار‪.‬‬
‫ولن ينس التااريخ فضال المصاريين علاى اإلنساانية فاي اختارا الكتاباة التاي ساماها‬
‫اإلغريَ بالخط الهيروغليفي‪ ،‬وكان عدد حروفهاا ‪ 30‬حرفاا واهتماوا بالكتاباة علاى‬
‫أورا البردى والجدران وبرعاوا بصافة خاصاة فاي األدب الاديني‪ ،‬ومان أقادم أميلاة‬
‫األدب الديني نصوص األهرام‪ ،‬وكذلك كتاب الموتى وهاو عباارة عان كتاباات دينياه‬
‫على أورا البردى ويتم وضعها مم الميت لتقيه مخاطر ما بعد الموت‪.‬‬
‫و قاد اهاتم قادماَ المصاارين بالكتاباة والتعلايم‪ ،‬وفاي وصااية أحاد الحكمااَ لبناه كتااْ‬
‫يقول‪« :‬وسم صدرك للكتابة وأحبها حبك ألمك فليس في الحياة ما هو أثمن منها» ‪.‬‬
‫كما بر األديْ المصري القديم في كتابه القصص‪ :‬و قاد كانات القصاص المصارية‬
‫الشااعبية القديمااة متطااورة إلااى درجااة أن بع ا األنماااط القصصااية التااي عرفاات و‬
‫انتشااااارت فاااااي جميااااام أنحااااااَ العاااااالم كاااااان مصااااادرها القصاااااص المصااااارية‪.‬‬
‫وأحْ المصري الموسايقى والغنااَ وأقبال المصاريون علاى الموسايقى واساتخدموها‬
‫فااي تربيااة الاانشَ وفااى الحتفااالت العامااة والخاصااة‪ ،‬وخاصااة فااي الجاايش‪ ،‬وكااذلك‬
‫استخدموها في الصلوات ودفن الموتى‪.‬‬
‫عرف المصريون التزين بالحلى‪ ،‬وتميزت مصنوعاتهم بالدقاة الفنياة العالياة وجماال‬
‫التشااكيل‪ ،‬واسااتمدت العناصاار الزخرفيااة ماان الطبيعااة مياال نبااات البااردى والنخياال‬
‫وزهرة اللوتس واألحجار الكريمة‪ ،‬واستخدموا التمائم التي اعتقدوا أنهاا تحمايهم مان‬
‫قوى الشر‪ ،‬وحرصت المرأة بصفة خاصة على الهتمام بزينتها‪ ،‬واستخدمت الكحل‬
‫واألساور والعقود والخواتم والقلئد و الحنة‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫اإلسالم‬
‫من نزول الوحي إل وفاة سيدنا علي رضي هللا عنه سنة ‪660‬م‬
‫الجزيرة العربية قبل اإلسالم‬
‫أـ موقع الجزيرة العربية الجغرافي‪ :‬ت ع شبه جزيرة العرب‪ ،‬والتي تُسا ّمى أيفاا ل جزيارة‬
‫قارة آسيا‪ ،‬وهي أكبر شبه جزيرة في العالم‪ .‬ويةدُّها من‬ ‫ي من ّ‬ ‫العرب ‪ ،‬في الجنوب الغرب ّ‬
‫عمااان‪ ،‬وماان الغاارب البةاار الةماار‪ ،‬وماان‬
‫ي وبةاار ُ‬ ‫الجنااوب خلاايج عاادن والمةاايط الهنااد ّ‬
‫ي والعااراق‪ ،‬وتُتاخمهااا ماان الشاامال صااةراء واسااعة‬
‫عمااان والخلاايج الفارسا ّ‬‫الشاارق خلاايج ُ‬
‫تنتهي بسهل الفرات‪.‬‬
‫جال‪ ،‬وليس في طول البالد وعرفها مياا ‪ -‬عدا القسام الجنوبية‬ ‫ّ‬ ‫قاس‪ ،‬وهواءها‬‫مناخها َل‬
‫ي‬
‫‪ -‬وال أنهااار صااالةة للمالةااة فيهااا‪ ،‬والساابب فااي جفافهااا هااو كونهااا مةاطااة بجاادار جبل ا ّ‬
‫شاه‪ ،‬من الث جهات‪ .‬وهذا الجدار هو الذي يصدّ رطوبة البةار ويمنعهاا مان الوصاول‬
‫كلى هذا المنط ة‪.‬‬

‫ب ـ أحوال العرب الثقافية ‪ :‬كان العرب قبل اإلسالم أمة أمية‪ ،‬ال تعرل ال راءة والكتابة‬
‫كال في نطاق فاي‪ ،،‬ولام يكان الاذين يعرفونهاا فاي مكاة ‪ -‬ما الل‪ -‬يزيادون علاى عشارين‬
‫قدرا من المعرفاة‪ ،‬واتصالوا بالعاالم الخاارجي مان خاالل‬ ‫صا‪ ،‬ومع ذل فإنهم امتلكوا ل‬ ‫شخ ل‬
‫رةالتهم التجارية‪ ،‬فعرفوا ال افة الفارسية عن طريا‪ ،‬كماارة الةيارة العربياة‪ ،‬وال افاة‬
‫كبيرا من‬
‫ل‬ ‫قدرا‬
‫فا ل‬ ‫اليونانية عن طري‪ ،‬اإلمارات العربية في الشام ‪ ،‬واكتسب العرب أي ل‬
‫المعاارل العلميااة بااالخبرة وباادافع الةاجااة‪ ،‬كالمعلومااات الفلكيااة والجغرافيااة‪ ،‬دفعهاام كلااى‬
‫معرفتها تان التهم الك يارة‪ ،‬وارتةاالهم مان مكاان كلاى آخار‪ ،‬وةااجتهم كلاى معرفاة مواسام‬
‫نزول المطار وهبوب الرياح‪.‬‬
‫وتفوق العرب على يرهم من المم في مجال علم النساب وذل العتزازهم بانتساابهم‬
‫كلى قبائلهم‪ ،‬وبلغ من شدة اهتمامهم بعلم النساب أن اعتنوا ب نسااب الخيال يار مكتفاين‬
‫ب نساب البشر ‪.‬‬
‫أما الميدان ال افي الذي بري فياه العارب فهاو البال اة والفصااةة‪ ،‬فاالعربي كاان فصاي لةا‬
‫بطبعه بليغا ل بفطرته‪ ،‬ودليل ذل فهمهم لل رآن الكريم الذي نزل بلغتهم وهو ذروة البال ة‬
‫والفصاةة ‪.‬‬
‫وباري العارب فاي ميادان الشاعر براعاة وافاةة فهاو دياوان ةيااتهم‪ ،‬وشاعراؤهم يعادون‬
‫بالمئات‪ .‬والشعر العربي‪ -‬كلى جاناب كوناه لونلاا راقيلاا مان ألاوان الدب‪ -‬يعاد بعاد ال ارآن‬

‫‪21‬‬
‫مصدرا من مصادر معرفة الةياة العربية بكل خصائصها ومظاهرها‬
‫ل‬ ‫الكريم‬
‫ج ـ أحوال العرب الدينية ‪ :‬عرفت بالد العرب التوةيد قبل اإلسالم بزمن طويل‪ ،‬ف اد نزلات‬
‫فيها رساالت سماوية‪ ،‬كرسالة هاود ‪ -‬علياه الساالم‪ -‬فاي جناوبي شارقي الجزيارة العربياة‪،‬‬
‫ورسااالة صااال ‪ -‬عليااه السااالم‪ -‬فااي شااماليها الغربااي ‪ ،‬كمااا عرفااوا التوةيااد ماان رسااالة‬
‫كسااماعيل‪ -‬عليااه السااالم‪ ، -‬ولكاان بماارور الاازمن نسااوا هااذا الرساااالت وتةولااوا كلااى الو نيااة‬
‫وعبادة الصنام‪ ،‬وأصب لهم آلهة ك يرة م ل ُهبل و الالت و ا كلعَّزى ‪.‬‬
‫انتشارا واسعلا في بالد العرب‪ ،‬فإن هنا ماا يادل‬ ‫ل‬ ‫وعلى الر م من انتشار عبادة الصنام‬
‫على أنهم لم يكونوا يعت دون اعت ادلا ة ي ًّيا فيها‪ .‬كاان ممان رفاض عباادة الصانام رففاا ل‬
‫قاطع اا ل‪ ،‬وهاام الااذين سااموا بالةنفاااء كورقااة باان نوفاال ‪ ،‬و زيااد باان عماارو باان نفياال ‪،‬‬
‫و ع مان بن الةويرث ‪ ،‬و عبيد هللا بن جةش ‪ ،‬و قس بن ساعدة ‪ ،‬وهؤالء لام ت بال‬
‫أذهانهم عبادة الصنام‪ ،‬فاعتن‪ ،‬بعفاهم المسايةية‪ ،‬وترقاب بعفاهم اآلخار ظهاور الادين‬
‫الة‪،‬‬
‫وكذا كاناات الو نيااة قااد سااادت بااالد العاارب‪ ،‬فااإن اليهوديااة والمساايةية عرفاات طري هااا كليهااا‪،‬‬
‫فتركزت المسايةية فاي نجاران التاي كانات وقتئاذ مان أرض الايمن ‪ ،‬فاي ةاين اسات رت‬
‫اليهودية شمال الةجاز في ي رب و خيبر ووادي الري و تيماء ‪.‬‬
‫ومن العجيب أن اليهودية والنصرانية لم تنتشر على نطاق واسع فاي باالد العارب‪ ،‬ولعال‬
‫ذل راجع كلى أن اليهودية تعد ديانة مغل ة‪ ،‬ف هلها كانوا يعتبرونها ديانة خاصة بهم‬

‫‪22‬‬
‫مكة المكرمة‬
‫الموقع الجغرافي‪:‬‬
‫ت ع مدينة مكة المكرمة على السفوح الدنيا لجبال السروات‪ ،‬فهاي تم ال ن طاة الت ااء باين‬
‫تهامة وجبال السروات‪ ،‬وبذل فهي ت ع في رب شبه الجزيارة العربياة ارب المملكاة‬
‫العربية الساعودية وت اع علاى بعاد ‪ 57‬كام شارق البةار الةمار‪ ،‬كماا ت اع بجوارهاا كلاى‬
‫الجنوب الشرقي على بعد ‪ 91‬كم ت ريبا ل مدينة الطائل‪.‬‬
‫فضائلها ومكانتها الدينيَّة والتاريخيَّة ‪:‬‬
‫المكرماة كانات عناد العارب قبال اإلساالم مان أبارز المااكن ال َّ افيَّاة‬‫َّ‬ ‫أن م َّكاة‬
‫ال رو فاي َّ‬
‫جانس ولاون‪،‬‬ ‫َل‬ ‫وال كت ّجاريَّة‪ ،‬وأهم مدنهم قداسةل وعراقةل‪ ،‬وهاي الياوم عناد المسالمين مان كا كّل‬
‫المنورة والمسجد القصى ال ُمبار بال دس ‪ -‬الث المساجد في اإلسالم‬ ‫َّ‬ ‫كلى جانب المدينة‬
‫من ةيث ال داسة ـ أعظم مدينة وأهم الديار قدسيَّة في أرجاء المعمورة كافَّة‪.‬‬
‫مكة المكرمة هي أشرل البلدان وخير الماكن‪ ،‬والبلد الةرام هو اختيار هللا سبةانه‬
‫وتعالى‪ ،‬اختارا لنبيه عليه الصالة والسالم‪ ،‬وجعل فيه العديد من المناس لعبادا‪ ،‬فكانت‬
‫سماء‬ ‫الكعبة المشرفة قبلة الصالة لكل المسلمين‪ ،‬قال تعالى‪﴿ :‬قد نرى ت لُّب وج كه فكي ال َّ‬
‫ث ما ُكنتُم فولُّوا ُو ُج كوه ُكم‬
‫فلنُو كلّينَّ قكبلةل ترفاها فو كّل وجه شطر المس كج كد الةر كام وةي ُ‬
‫شطراُ وكك َّن الَّذكين أُوتُوا ال ككتاب ليعل ُمون أنَّهُ الة ُّ‪ ،‬كمن َّر كبّ كهم وما ّ‬
‫اّللُ بكغافك َلل ع َّما‬
‫يعملُون﴾ [الب رة‪.]011 :‬‬
‫وأوجب على عبادا المؤمنين اإلتيان كلى بيته الةرام من كل فج عمي‪ ،،‬فيدخلوا‬
‫متوافعين خاشعين متذللين‪ ،‬كاشفين رؤوسهم متجردين عن كل لباس كال من لباس‬
‫واةد هو لباس المةرم البيض ف يرا ل كان أو نيال‪.‬‬
‫وجعلها هللا تعالى ةرما ل آمنا ال يسف فيه دم وال تعفد به شجرة وال ينفر صيدا وال‬
‫يختلى خالا وال تلت ط ل طته للتملي بل للتعريل ليس كال‪ ،‬وجعل قصدا مكفرا ل لما سلل‬
‫من الذنوب‪ ،‬ماةيا ل لألوزار‪ ،‬ةاطا ل للخطايا‪ ،‬فعن أبي هريرة رفي هللا عنه قال‪ :‬قال‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪« :‬من أتى هذا البيت فلم يرفث ولم يفس‪ ،‬رجع كما ولدته‬
‫أمه»(‪.)0‬‬
‫ولم يرض ل اصدا من ال واب دون الجنة‪ ،‬ف د جاء عن أبي هريرة رفي هللا عنه‪ :‬أن‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال‪« :‬العمرة كلى العمرة كفارة لما بينهما‪ ،‬والةج‬
‫المبرور ليس له جزاء كال الجنة»(‪.)9‬‬
‫الةكم التشريعية‪ ،‬ولعل منها ما‬
‫وفي اختصاى مكة المكرمة بهذا الةكام العديد من ك‬

‫‪23‬‬
‫كشل عنه العلم الةديث وهو أن مكة المكرمة تتوسط العالم‪ ،‬وهي مس لة تتناسب مع‬
‫اختيار مكة من بين كل البلدان لتكون مبعث خاتم النبياء والمرسلين‪ ،‬والمكان الذي‬
‫اب أنزلنااُ ُمبار ٌ‬
‫تنطل‪ ،‬منه الدعوة المةمدية كلى كل العالم‪ ،‬ي ول تعالى‪﴿ :‬وهـذا ككت ٌ‬
‫كق الَّذكي بين يدي كه و كلتُنذكر أ ُ َّم ال ُرى ومن ةولها﴾ [النعام‪.]29 :‬‬
‫ُّمصدّ ُ‬

‫وي ول تعالى‪﴿ :‬وكذ كل أوةينا ككلي قُرآنا ل عر كبيّا ل كلّتُنذكر أ ُ َّم ال ُرى ومن ةولها﴾ [الشورى‪:‬‬
‫‪ ،]5‬وقد تم اختيار مكة المكرمة لتكون المكان الذي يتجمع فيه المسلمون لداء فريفة‬
‫الةج‪ ،‬وجعلت الكعبة المشرفة بها قبلة لجميع المصلين على وجه الرض‪.‬‬
‫مكة المكرمة تتوسط العالم عند علماء المسلمين‪:‬‬
‫ذهب عدد من علماء اللغة كلى أن سبب تسمية مكة بهذا االسم هو أنها وسط الرض‪،‬‬
‫ي ول الزبيدي‪ :‬وقيل‪ :‬كك َّن مكة م خوذة من ال ُمكاك كة وهي اللّبُّ وال ُم ُّ الذي في وس كط‬
‫صها (‪،)2‬‬ ‫العظ كم‪ ،‬س ك ّميت بها لنَّها وس ُ‬
‫ط الدُّنيا ولُبُّها وخا كل ُ‬
‫والمسجد الةرام بمكة المكرمة هو أول مسجد وفع للعبادة على وجه الرض‪ ،‬قال‬
‫اس للَّذكي بكب َّكة ُمباركا ل و ُهدلى كلّلعال كمين﴾ [آل عمران‪.]22 :‬‬
‫فع كللنَّ ك‬ ‫تعالى‪ ﴿ :‬كك َّن أ َّول بي َل‬
‫ت ُو ك‬
‫وبالنسبة لتوسط مكة المكرمة ليابسة العالم الجديد ف د تم ةساب المسافة بين مكة‬
‫المكرمة والمدن اآلتية‪:‬‬
‫‪ -0‬مدينة ويلنجتون ت ع في نيوزيلندة بشرق قارة استراليا‪ :‬وجد أن المسافة بينها وبين‬
‫مكة المكرمة ‪ 02111‬كم‪.‬‬
‫‪ -9‬كورن هورن أبعد ن طة في أمريكا الجنوبية‪ :‬وجد أن المسافة بينها وبين مكة‬
‫المكرمة ‪ 02091‬كم‪.‬‬
‫‪ -2‬شمال أالسكا أبعد ن طة في شمال أمريكا‪ :‬وجد أن المسافة بينها وبين مكة المكرمة‬
‫‪ 02211‬كم‪.‬‬
‫وعلى ذل فإن المسافة المتوسطة بين أبعد ن اط العالم الجديد وبين مكة المكرمة هي‬
‫ت ريبا ل ‪ 02972‬كم‪ ،‬مما يعنى أيفا ل أن مكة المكرمة ت ع في مركز دائرة تمر بةدود‬
‫قارات العالم الجديد‪ ،‬وهذا الدائرة تمر أيفا ل بالةدود الشرقية والةدود الغربية لل طب‬
‫الجنوبي‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫موقع مكة المكرمة في العالم‬

‫‪25‬‬
‫النبي الكريم محمد صل هللا عليه وسلم‬

‫هو مةمد بن عبد هللا بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد منال بن قصي بن كالب بن مرة‬
‫بن كعب بن لؤي بن الب بن فهر بن مال بن النفار بان كناناة بان خزيماة بان مدركاة‬
‫بن كلياس بن مفر بن نزار بن معد بن عدنان الذي يصل نسبه كلى كسماعيل بن كبراهيم‬
‫‪-‬عليهما الصالة والسالم‪.‬‬

‫أبوه عبدهللا وزواجه المبار من السيدة نمنة‪:‬‬

‫منظارا‪ ،‬وأراد والاادا عباد المطلااب أن‬


‫ل‬ ‫كاان عباد هللا أكاارم شاباب قااريش أخالقلاا‪ ،‬وأجملهاام‬
‫يزوجه‪ ،‬فاختار له زوجة صالةة‪ ،‬هي السايدة آمناة بنات وهاب بان عباد مناال بان زهارة‬
‫أطهر نساء بني زهرة‪ ،‬وسيدة نسائهم‪ ،‬والسيدة آمنة تلت ي في نسبها مع عبدهللا والد النبي‬
‫صاالى هللا عليااه وساالم فااي كااالب باان ماارة‪ ،‬وتماار اليااام‪ ،‬ويخاارج عباادهللا فااي تجااارة كلااى‬
‫الشام‪ ،‬بعاد أن تار زوجتاه آمناة ةاامال ولةكماة يعلمهاا هللا‪ ،‬ماات عباد هللا قبال أن يارى‬
‫وليدا‪.‬‬

‫مولده صل هللا عليه وسلم‪:‬‬

‫في يوم اال نين ال اني عشر من شهر ربيع الول الذي يواف‪ ،‬عام (‪751‬م) ولادت السايدة‬
‫آمنة بنت وهب زوجة عبد هللا بان عباد المطلاب ال لماا جمايال‪ ،‬مشارق الوجاه‪ ،‬وخرجات‬
‫ويبة السلمية خادمة أبي لهب ‪-‬عم النبي صلى هللا علياه وسالم‪ -‬تهارول كلاى سايدها أباي‬
‫لهب‪ ،‬ووجهها ينطا‪ ،‬بالساعادة‪ ،‬وماا كاادت تصال كلياه ةتاى همسات لاه بالبشارى‪ ،‬فتهلال‬
‫وجهه‪ ،‬وقال لها من فرط سرورا »اذهبي ف نت ةرة! » وأساري عباد المطلاب كلاى بيات‬
‫مسرورا ك نه يةمل على يدياه‬
‫ل‬ ‫ابنه عبد هللا م خرج ةامال الوليد الجديد‪ ،‬ودخل به الكعبة‬
‫ك َّل نعيم الدنيا‪ ،‬وأخذ يفمه كلى صدرا وي بله في ةنان بالغ‪ ،‬ويشكر هللا ويدعوا‪ ،‬وألهمه‬
‫هللا أن يطل‪ ،‬على ةفيدا اسم مةمد‪.‬‬

‫حكاية مرضعة الرسول صل هللا عليه وسلم‪:‬‬


‫الرفَّع كلى البادياة ةتاى‬‫جاءت المرفعات من قبيلة بني سعد كلى مكة لي خذن الطفال ُّ‬
‫ينشائوا هناا أقويااء فصاةاء‪ ،‬قاادرين علاى مواجهاة أعبااء الةيااة‪ ،‬وكانات كال مرفاعة‬
‫يارا‪ ،‬لاذل رففات كال‬ ‫تبةث عان رفايع مان أسارة نياة ووالادا ةاي ليعطيهاا مااالل ك ل‬
‫المرفااعات أن ي خااذن مةم ادلا صاالى هللا عليااه وساالم لنااه يتاايم‪ ،‬وأخذتااه الساايدة ةليمااة‬
‫السعدية لنهاا لام تجاد رفايعلا يارا‪ ،‬وعااش مةماد صالى هللا علياه وسالم فاي قبيلاة بناي‬
‫اخفاارت أرفااهم بعااد الجاادب‬
‫َّ‬ ‫ياارا وبركااة علااى ةليمااة وأهلهااا‪ ،‬ةيااث‬
‫سااعد‪ ،‬فكااان خ ل‬

‫‪26‬‬
‫والجفال‪ ،‬وجرى اللبن في فروي اإلبل‪.‬‬
‫حكاية ش الصدر‪:‬‬
‫وفي بادية بني سعد وقعت ةاد ة ريبة‪ ،‬ف د خرج مةمد صالى هللا علياه وسالم ذات ياوم‬
‫ليلعب مع أخيه من الرفاعة ابن ةليمة السعدية‪ ،‬وفاي أ نااء لعبهماا ظهار رجاالن فجا ة‪،‬‬
‫واتجها نةو مةمد صلى هللا عليه وسلم ف مسكاا‪ ،‬وأفجعاا على الرض م شا َّا صادرا‪،‬‬
‫وكان أخوا من الرفاعة يشاهد عن قرب ما يةدث لاه‪ ،‬ف ساري نةاو أماه وهاو يصارخ‪،‬‬
‫ويةكااى لهااا مااا ةاادث ‪.‬ف ساارعت ةليمااة السااعدية وهااي مااذعورة كلااى ةيااث يوجااد الغااالم‬
‫ال رشي فهو أمانة عندها‪ ،‬وتخشى عليه أن يصاب بسوء‪ ،‬لكنها على عكس ما تصورت‪،‬‬
‫وجدتااه واقفلااا وةاادا‪ ،‬قااد تا ر بمااا ةاادث‪ ،‬فاصاافر لونااه‪ ،‬ففاامته فااي ةنااان كلااى صاادرها‪،‬‬
‫وعادت به كلى البيت‪ ،‬فس لته ةليمة‪ :‬ماذا ةدث ل يا مةمد؟ ف خذ ي ى عليها ما ةادث‪،‬‬
‫ل د كان هذان الرجالن ملكين من السماء أرسلهما هللا تعالى ليطهرا قلبه ويغساالا‪ ،‬ةتاى‬
‫يتهي للرسالة العظيمة التي سيكلفه هللا بها‪ .‬خافت ةليمة على مةمد‪ ،‬فةملته كلاى أماه فاي‬
‫ت علياه الشايطان؟‬ ‫مكة‪ ،‬وأخبرتها بما ةدث البنها‪ ،‬ف الت لها السيدة آمنة فاي اة‪ :‬أتخوفا ك‬
‫ف جابتهااا ةليمااة‪ :‬نعاام‪ ،‬ف الاات الساايدة آمنااة‪ :‬كااال وهللا مااا للشاايطان عليااه ماان ساابيل‪ ،‬وكن‬
‫البني لش نلا ل د رأيت ةين ةملت باه أناه خارج مناي ناور‪ ،‬أفااء لاي باه قصاور الشاام‪،‬‬
‫يسايرا‪ ،‬فرجعات باه ةليماة كلاى قومهاا بعاد أن زال الخاول مان قلبهاا‪ ،‬وظال‬ ‫ل‬ ‫وكان ةملُاه‬
‫عندها ةتى بلغ عمرا خمس سنوات‪ ،‬م عاد كلى أمه في مكة‪.‬‬

‫رحلة محمد صل هللا عليه وسلم مع أمه إل يثرب‪:‬‬


‫وذات يوم‪ ،‬خرجت السيدة آمنة ومعها طفلهاا مةماد وخادمتهاا أم أيمان مان مكاة متوجهاة‬
‫كلاااااى ي ااااارب لزياااااارة قبااااار زوجهاااااا عباااااد هللا‪ ،‬وفااااااء لاااااه‪ ،‬وليعااااارل ولااااادها قبااااار‬
‫أبيه‪ ،‬ويزور أخاوال جادا مان بناي النجاار‪ ،‬وكاان الجاو شاديد الةار‪ ،‬وتةملات أعبااء هاذا‬
‫هرا فااي المدينااة‪ ،‬وأ ناااء عودتهااا مرفاات‬ ‫الرةلااة الطويلااة الشاااقة‪ ،‬وظلاات الساايدة آمنااة شا ل‬
‫وماتاااات وهااااي فااااي الطرياااا‪ ،،‬فااااي مكااااان يساااامى البااااواء‪ ،‬فاااادفنت فيااااه‪ ،‬وعااااادت‬
‫أم أيمن كلاى مكاة بالطفال مةماد يتي لماا وةيادلا‪ ،‬فعااش ماع جادا عباد المطلاب‪ ،‬وكاان عمار‬
‫مةمد آنذا ست سنوات‪ .‬ولكن عبد المطلب فارق الةياة ومةماد فاي ال امناة مان عمارا‪،‬‬
‫فتكفَّل به عمه أبو طالب‪ ،‬ف ام بتربيته ورعايته هو وزوجته فاطمة بنت أسد‪ ،‬فزاد عطفاه‬
‫على مةمد صلى هللا عليه وسلم ةتى كنه كان ال يجلس في مجلس كال وهو معاه‪ ،‬وينادياه‬
‫بابنه من شدة ةبه له‪.‬‬

‫رحلة إل الشام‪:‬‬
‫خرج مةماد صالى هللا علياه وسالم ماع عماه أباو طالاب فاي رةلاة كلاى الشاام ماع ال وافال‬
‫التجارية وعمرا ا نا عشار عا لماا‪ ،‬وتةركات ال افلاة‪ ،‬ومفات فاي طري هاا ةتاى وصالت‬
‫كلى بلدة اسمها (بصرى) وأ نااء سايرها مارت بكاوخ يساكنه راهاب اسامه (بُةيارى) فلماا‬
‫رأى ال افلة خرج كليها‪ ،‬ودق‪ ،‬النظر في وجه مةمد صلى هللا عليه وسالم طاويال‪ ،‬ام قاال‬

‫‪27‬‬
‫لبي طالب‪ :‬ما قرابة هذا الغالم من ؟ ف ال أبوطالاب‪ :‬هاو ابناي ‪-‬وكاان يادعوا بابناه ةبًّاا‬
‫له‪ -‬قال بةيرى‪ :‬ما هو بابن ‪ ،‬وما ينبغي أن يكون هذا الغاالم أباوا ةيًّاا‪ ،‬قاال أباو طالاب‪:‬‬
‫هو ابن أخي‪ ،‬فس له بةيرى‪ :‬فما فعل أبوا؟ قال أبو طالب‪ :‬مات وأمه ةبلاى باه؟ ف اال لاه‬
‫بةيرى‪ :‬صدقت! فارجع به كلى بلادا واةاذر علياه اليهاود فاوهللا لائن رأوا هناا لياوقعُ َّن باه‬
‫شرا‪ ،‬فإنه سيكون البن أخي هذا ش ن عظايم‪ ،‬ف ساري أباو طالاب باالعودة كلاى مكاة وفاي‬ ‫ًّ‬
‫صةبته ابن أخيه مةمد‪.‬‬
‫كاان الشاباب فاي مكاة يلهااون ويعب اون‪ ،‬أماا مةماد صاالى هللا علياه وسالم فكاان يعماال وال‬
‫يتكاسل يرعى ال نام طوال النهار‪ ،‬ويت مال الكاون ويفكار فاي خلا‪ ،‬هللا‪ .‬وعنادما كانات‬
‫قااريش تجاادد بناااء الكعبااة‪ ،‬كااان مةمااد صاالى هللا عليااه وساالم ين اال معهاام الةجااارة للكعبااة‬
‫وعليه كزارا‪.‬‬

‫التاجر األمين‪:‬‬
‫وةين جاوز النبي صلى هللا عليه وسلم العشرين مان عمارا أُتيةات لاه فرصاة السافر ماع‬
‫قافلة التجارة كلى الشام‪ ،‬فكانت السيدة خديجة بنت خويلد ‪-‬وهي من أشرل نسااء قاريش‪،‬‬
‫وأكرمهن أخالقلا‪ ،‬وأك رهن ماال‪ -‬تبةث عن رجل أماين يتااجر لهاا فاي مالهاا ويخارج باه‬
‫ماااع ال اااوم‪ ،‬فسااامعت عااان مةماااد وأخالقاااه العظيماااة‪ ،‬ومكانتاااه عناااد أهااال مكاااة جميعلاااا ‪،‬‬
‫واةترامهم له لنه صادق أمين‪ ،‬فاتف ت معه أن يتاجر لها م ابل مبلغ من الماال‪ ،‬فخارج‬
‫مع الم لها اسمه ميسرة كلى الشام‪.‬‬
‫وعند رجوعه من الشام ةكى ميسرة لسيدته خديجة ما رأى مان أمار مةماد‪ ،‬ف اد أخبرهاا‬
‫بما قاله الراهب‪ ،‬ب ن الشاجرة التاي نازل بهاا مةماد ماا نازل بهاا كال نباي‪ ،‬والغماماة التاي‬
‫كانااااات تظااااال مةمااااادلا فاااااي الطريااااا‪ ،‬لت ياااااه مااااان الةااااار دون ساااااائر أفاااااراد ال افلاااااة‪.‬‬

‫زواج محمد صل هللا عليه وسلم من السيدة خديجة‪:‬‬


‫استمعت السيدة خديجة كلى ميسرة في دهشة‪ ،‬وقد ت كدت من أمانة مةماد صالى هللا علياه‬
‫وسالم وةسان أخالقاه‪ ،‬فتمنات أن تتزوجاه‪ ،‬فوافا‪ ،‬مةماد صالى هللا علياه وسالم وتزوجهااا‬
‫صاالى هللا عليااه وساالم الساايدة وعاشااا معلااا ةياااة طيبااة موف ااة‪ ،‬ورزقهمااا هللا تعااالى البنااين‬
‫والبناااات‪ ،‬ف نجبااات لاااه ساااتة أوالد هااام‪ :‬زيناااب‪ ،‬ورقياااة‪ ،‬وأم كل اااوم‪ ،‬وفاطماااة‪ ،‬وعبااادهللا‪،‬‬
‫وال اسم‪ ،‬وبه يكنى الرسول في ال‪ :‬أبو ال اسم‪.‬‬
‫بناء الكعبة وقصة الحجر األسود‪:‬‬
‫م كن قريشا لما اختلفوا أ ناء كعادة بناء الكعبة فيمن ينال شرل وفع الةجر السود في‬
‫مكانااه‪ ،‬واشااتد الخااالل بياانهم‪ ،‬وكاااد أن يتةااول كلااى ةاارب بااين قبائاال قااريش‪ ،‬تااداركوا‬
‫أمرهم‪ ،‬وارتفوا أن يُة ك ّكموا أول داخل عليهم‪ .‬وفج ة تهللت وجوههم بالفرةاة والسارور‬
‫عندما رأوا مةمدلا ي بال علايهم‪ ،‬فكال واةا َلد مانهم يةباه وي ا‪ ،‬فاي عدلاه وأمانتاه ورجاةاة‬

‫‪28‬‬
‫ع له وسداد رأيه‪ ،‬فهتفوا‪ :‬هاذا الماين قاد رفايناا ةكماا‪ ،‬وعرفاوا علياه المار وطلباوا‬
‫منه أن يةكم بينهم‪ ،‬فخلع الرساول صالى هللا علياه وسالم رداءا ووفاع الةجار علياه‪ ،‬ام‬
‫أمر رؤساء ال بائل فرفعوا ال وب ةتى أوصلوا الةجر كلى مكانه من الكعبة‪ ،‬عندئذ ةملاه‬
‫الرسول صلى هللا عليه وسلم بيدا الشريفة ووفعه مكانه‪ ،‬وهكذا كفاهم هللا شر ال تال‪.‬‬
‫حكاية ورقة بن نوفل‪:‬‬
‫وكان للسيدة خديجة ابن عم‪ ،‬اسمه (ورقة بن نوفال) علاى علام بالدياناة المسايةية فاذهبت‬
‫كليه ومعها زوجها ليس الا عماا ةادث‪ ،‬ف الات خديجاة لورقاة‪ :‬ياا ابان عام اسامع مان ابان‬
‫أخي ‪ ،‬ف ال ورقة‪ :‬يا ابن أخي ماذا ترى؟ ف خبرا النبي صلى هللا عليه وسلم بالاذي ةادث‬
‫فاي اار ةاراء‪ ،‬فلماا سامعه ورقاة قاال‪ :‬هااذا النااموس الاذي كاان ينازل علاى موساى‪ ،‬اام‬
‫أخباارا (ورقااة) أنااه يتمنااى أن يعاايش ةتااى ينصاارا‪ ،‬ويكااون معااه عناادما يةاربااه قومااه‪،‬‬
‫ويُخرجونه مان مكاة‪ ،‬فلماا سامع الرساول صالى هللا علياه وسالم ذلا تعجاب وسا ل ورقاة‬
‫عاودكي‪ ،‬ومناذ ذلا‬
‫ت أةد بم ل ما جئات باه كال ُ‬ ‫ي هم؟ ف ال له‪ :‬نعم‪ ،‬لم ي ك‬ ‫قائال‪ :‬أو ُمخرج َّ‬
‫اليوم والرسول صلى هللا عليه وسلم يزداد شوقلا لوةي السماء الذي ت خر نزوله عليه بعد‬
‫هذا المرة‪.‬‬
‫عودة الوحي‪:‬‬
‫وبعد فترة‪ ،‬وبينما كان النبي صلى هللا عليه وسلم يمشي كذا به يسمع صوتلا‪ ،‬فرفاع وجهاه‬
‫سااا علااى كرسااي بااين السااماء‬ ‫كلااى السااماء‪ ،‬فاارأى المل ا الااذي جاااءا فااي ااار ةااراء جال ل‬
‫والرض‪ ،‬فارتعد الرسول صلى هللا عليه وسلم مان هاول المنظار‪ ،‬وأساري كلاى المنازل‪،‬‬
‫وطلااب ماان زوجتااه أن تغطيااه‪ ،‬قااائال‪ :‬د رونااى ‪ .‬د رونااى‪ ،‬وكذا بجبرياال يناازل كليااه بهااذا‬
‫اآليات التي يوجهها هللا كليه‪{ :‬يا أيهاا الماد ر ‪ .‬قام ف ناذر ‪ .‬وربا فكبار ‪ .‬و يابا فطهار ‪.‬‬
‫والرجز فاهجر} _[المد ر‪ ]7-0 :‬وفي هذا اآليات تكليل مان هللا سابةانه لرساوله صالى‬
‫هللا عليه وسلم أن يدعو الناس‪.‬‬

‫سرا‪:‬‬
‫الدعوة إل اإلسالم َّ‬
‫كااان الناااس فااي مكااة يعباادون الصاانام منااذ زماان بعيااد‪ ،‬وقااد ور ااوا عبادتهااا عاان آبااائهم‬
‫وأجاادادهم فباادأ الرسااول صاالى هللا عليااه وساالم بالاادعوة كلااى اإلسااالم سا َّارا‪ ،‬وباادأ با قرب‬
‫فاا ابان عماه علاي بان أباي‬ ‫الناس كليه‪ ،‬فآمنت به زوجته خديجة بنت خويلد‪ ،‬وآمان باه أي ل‬
‫طالب‪ ،‬وكان ال لما فاي العاشارة مان عمارا‪ ،‬وكاان رساول هللا صالى هللا علياه وسالم هاو‬
‫الذي ي وم بتربيته‪ ،‬وكان صدي ه أبو بكر أول الذين آمنوا به من الرجاال‪ ،‬وكاان ذا مكاناة‬
‫عظيمة بين قوماه‪ ،‬يا تي النااس كلياه ويجلساون معاه‪ ،‬فاساتغل أباو بكار مكانتاه هاذا وأخاذ‬
‫ياادعو ماان ي ا تي كليااه وي اا‪ ،‬فيااه كلااى اإلسااالم‪ ،‬ف ساالم علااى يديااه عباادالرةمن باان عااول‪،‬‬
‫وع مان بن عفان‪ ،‬والزبير ابن العوام‪ ،‬وطلةة بن عبيد هللا ‪ ..‬و يرهم‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫بداية انتشار اإلسالم‬
‫‪ )0‬الهجرة إل المدينة وبداية تنظيم المجتمع اإلسالمي‪:‬‬
‫‪ -‬ل ّمااا تااوفي عمااه أبااو طالااب الااذي كااان يةميااه‪ ،‬تعا ّارض الرسااول مةمااد ى كلااى‬
‫قرر الهجرة كلى ي رب (المدينة المنورة‪ ).‬بة ا عان مناصارين‬ ‫ّ‬ ‫مفاي ات شديدة‪ ،‬لذل‬
‫لدعوته‪.‬‬
‫‪ -‬سنة ‪ 299‬م الموفا‪0 ،‬هاـ‪ :‬هااجر الرساول مان م ّكاة كلاى ي ارب (المديناة) ولةا‪ ،‬باه‬
‫المؤمنون (المهاجرون جاؤوا من مكة) واست ر جميعهم هنا ‪.‬‬
‫‪ -‬ر ّةااب (سااكان المدينااة) بالرسااول وناصااروا الاادعوة اإلسااالمية (النصااار) واةتفاانوا‬
‫المكرمة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫المهاجرين الذين جاؤوا معه من مكة‬
‫‪ -‬اتخذ الرسول من المدينة م ّرا له‪ ،‬وفيها قام بصيا ة دستور المدينة الصةيفة‬
‫و بموجبه‪:‬‬
‫نظم العالقة بين س ّكانها على أسس التعايش السلمي والتعاون بين المسلمين واليهود‪.‬‬ ‫‪ّ -‬‬
‫‪ -‬نظم العالقة بين المسلمين (المهاجرين والنصار) على أساس الخوة اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ -‬ومنها انطل‪ ،‬لنشر الدعوة اإلسالمية‪.‬‬
‫المكرمة‪:‬‬
‫{‬ ‫‪ )5‬الغزوات وفتح مك{ة‬
‫الغزوات‪ :‬هي عمليات عسكرية قادها الرسول صلى هللا عليه وسلم فد قاريش المعادياة‬
‫للدعوة اإلسالمية‪ ،‬وفد اليهود الذين نك وا العهد معه هدفها نشر اإلسالم‪.‬‬
‫أبرزها‪ :‬زوة بدر و أةد و الخندق‪...‬‬
‫توجت الغزوات بــ‪:‬‬
‫‪ -‬انتصار الرسول وأجبرت قريش على توقيع صل الةديبية سنة ‪2‬هـ المواف‪295،‬م‬
‫‪ -‬كي ال ال تال بين الرسول صلى هللا عليه وسلم وقريش (لمدة ‪ 01‬سنوات)‬
‫‪ -‬عدم قبول كل طرل لشباب الطرل الم ابل دون كذن وليه طيلة مدة الصل‬
‫‪ -‬ت جيل ةج الرسول كلى مكة كلى السنة الموالية ودون سالح ‪)...‬‬
‫مالحظة‪ :‬ن فات قاريش صال الةديبياة سانة ‪ 9‬هاـ (بداياة سانة ‪ 221‬م) وهاي سانة فات‬
‫مكة‪.‬‬
‫‪ -‬سنة ‪ 9‬هـ تم فت مكة والنتيجة‪:‬‬
‫أ ـ سارعت كل ال بائل في كامل شبه جزيرة العرب كلى اعتناق الدين اإلسالمي‪.‬‬
‫ب ـ بدأ الرسول ى في وفع أسس الدولة اإلسالمية وعاصمتها المدينة المنورة‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫أركان اإلسالم الخمس‬

‫يرتكز اإلسالم على أركان خمس‪ ،‬ت وم عليها ع يدة المسلم وتبرز من خاللها طاعتاه هلل‪،‬‬
‫بةيااث يشاامل اإلسااالم كاال جوانااب ةياااة المساالم ‪ -‬ماان أخالقياتااه وساالوكه وةتااى م كلااه‬
‫وملبسه‪ .‬بُني اإلسالم على خمسة أركان‪ ،‬تم ل أساس الةياة اليومية للمسلم الة‪:،‬‬
‫ـ النط بالشهادتين‪ :‬وهي شهادة أن ال كله كال هللا وأن مةمدا ل رسول هللا‬
‫‪ -‬إقامة الصالة ‪:‬المواظبة على كقامة الصلوات خمس مرات في اليوم والليلة‪.‬‬
‫‪ -‬إيتاء الزكاة ‪:‬كخراج الزكاة للف راء والمساكين‬
‫‪ -‬الصوم ‪:‬صوم شهر رمفان‬
‫‪ -‬الحج ‪:‬ةج البيت لمن استطاي كليه سبيالل‪ ،‬مرة واةدة على القل في العمر‬
‫تعمل أركان اإلسالم على تعزيز ع يدة المسالم وعوناه علاى طاعاة هللا‪ ،‬كذ تشامل فاي كال‬
‫جوانب ةياة المسلم ‪ -‬من أخالقياته وعالقاته وسلوكه وةتى م كله وملبسه‪.‬‬

‫أسس السياسة الشرعية‪ :‬الكتاب والسنة واإلجماع والقياس‬


‫أسس السياسة الشرعية ومستنداتها الشرعية ‪ ،‬هي أسس ب ية المسائل الشارعية يار أناه‬
‫يك ر استناد مسائلها على االستدالل (طرق االستنباط ) ولماا كاان المار كاذل فيةسان‬
‫المرور على الدلة الشرعية الرئيساة ام بياان أهام طرائا‪ ،‬االساتنباط (ماا يعارل مجاازا ل‬
‫بالدلااة المختلاال فيهااا )‪ ،‬علااى نةااو تطبي ااي مااوجز يبااين كيفيااة اإلفااادة منهااا فااي مسااائل‬
‫السياسية الشرعية العملية كن شاء هللا تعالى ‪ .‬وبيان ذل كله على النةو اآلتي ‪:‬‬
‫أسس السياسة الشرعية الرئيسة ‪:‬‬
‫الول ‪ :‬الكتـاب ( ال اران الكاريم ) وهاـو ‪ :‬كاالم هللا تعاالى ة اا ل ‪ ،‬لفظاا ل ومعناى ‪ ،‬نازل باه‬
‫جبريل على مةماد صالى هللا علياه وسالم بلساان عرباي مباين ‪ ،‬المعجاز بنفساه ‪ ،‬المتعباد‬
‫الاارو ُح ال كم ُ‬
‫ااين‬ ‫نزياا ُل ربّ ك العااال كمين (‪ )029‬ناازل بكاا كه ُّ‬ ‫بتالوتااه ‪ .‬قااال هللا تعااالى ‪{ :‬وككنَّااهُ لت ك‬
‫ين (‪[ )027‬الشعراء ] ‪.‬‬ ‫ي َل ُّم كب َل‬ ‫(‪ )022‬على قل كب كلت ُكون كمن ال ُمنذ ككرين (‪ )021‬كب كلس َل‬
‫ان عر كب ّ‬
‫ال اني ‪ :‬السنّـة النبويـة ‪ .‬وهي في اصطالح علماء أصول الف ه ‪ :‬ما صدر عن النبي صلى‬
‫هللا عليه وسلم‪ ،‬ير ال رآن‪ ،‬من قاول‪ ،‬أو فعال‪ ،‬أو ت ريار وكن شائت ف ال هاي ‪ :‬ماا شارعه‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم_ ‪ ،‬بيانا ل أو ت كيدا ل لما جاء في ال رآن الكاريم ‪ ،‬أو ت سيساا ل لماا لام‬
‫يرد فيه ‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫حكم الرد إل الكتاب والسن{ة ‪:‬‬
‫سنَّة في ت صيل الةكام ‪ ،‬مان ال ُمسالَّمات بال هاو مان مساتلزمات‬ ‫والـردُّ كلى الكتاب وال ُّ‬
‫َّ‬
‫اإليمان ‪ ،‬التي اتف‪ ،‬على وجوبها أه ُل اإلسالم‪.‬‬

‫الثالث ‪ :‬اإلجمــاع ‪:‬‬


‫عصر‪ ،‬من أ َّمة مةمد صلى هللا علياه‬ ‫َل‬ ‫وهو في االصطالح الصولي ‪ :‬اتفاق مجتهدي‬
‫ي‪ .‬وقااولهم ‪ :‬علاى أما َلار ديناي ‪ :‬المااراد باه أن يتعلاا‪،‬‬ ‫وسالم بعاد وفاتااه‪ ،‬علاى أما َلار دينا ّ‬
‫ي مجاااال مااان المجااااالت ‪ :‬عباااادات أو معاااامالت أو‬ ‫اإلجمااااي بمسااا لة شااارعيّة‪ ،‬فاااي أ ّ‬
‫سانَّة يُكتفاى باذكر‬ ‫ع وبات‪ ،‬أو ير ذل من المور وة ك ّجيَّة اإلجمااي ابتاة بالكتااب‪ ،‬وال ّ‬
‫دليل واةد منها‪ ،‬وهو قول هللا سابةانه وتعاالى‪{ :‬فاإكن تناازعتُم فكاي شايءَل ف ُاردُّواُ ككلاى ّ ك‬
‫اّلل‬
‫ان تا كويالل} [النسااء‪] 72:‬‬ ‫اآلخ كر ذ كلا خي ٌار وأةس ُ‬
‫اّلل واليو كم ك‬ ‫سو كل ككن ُكنتُم تُؤ كمنُون كب ّ ك‬
‫الر ُ‬
‫و َّ‬
‫أن دليال الةكام‬ ‫لنَّه تعالى شرط في الرد كلى الكتاب والسنة وجاود التناازي فاد َّل علاى َّ‬
‫أن رد الةكم كلى اإلجماي ردٌّ كلى الكتااب والسانة‬ ‫عند عدم التنازي هو اإلجماي ‪ ،‬وعلى َّ‬
‫‪ .‬ذكرا أبو المظفر في قواطع الدلة ‪.‬‬

‫الرابع ‪ :‬القيــاس (الميـزان) كما يعبر بعض العلماء ‪:‬‬


‫ناى علاى ةكمهاا ‪ ،‬بواقعاة ورد‬
‫ّ‬ ‫وال ياس في االصطالح الصولي ‪ :‬كلةاق واقعة ال‬
‫ى بةكمها ‪ ،‬في الةكم الشتراكهما في علّة ذل الةكم ‪.‬‬ ‫النّ ُّ‬

‫ةدود الدولة اإلسالمية عند وفاة الرسول الكريم‬

‫‪32‬‬
‫الخلفاء الراشدون‬

‫هم الخلفاء الربعة الول الذين تعاقبوا على كمرة المسلمين بعد وفاة النبي مةمد‪.‬‬

‫أبو بكر الصدي ‪:‬‬

‫هااو صااةابي مماان راف ااوا النبااي مةمااد صاالى هللا عليااه وساالم منااذ باادء اإلسااالم‪ ،‬ويعتباار‬
‫الصدي‪ ،‬الم رب له ‪.‬أول الخلفاء الراشدين وأةد العشرة المبشارين بالجناة يعارل با بي‬
‫بكر الصدي‪ ،‬لنه صدق مةمد صلى هللا عليه وسلم في قصة اإلساراء والمعاراج‪ ،‬وقيال‬
‫لناااه كاااان يصااادق النباااي صااالى هللا علياااه وسااالم فاااي كااال خبااار ي تياااه‪ .‬وفاااي أ نااااء‬
‫مااارض الرساااول مةماااد صاااالى هللا علياااه وسااالم أماااارا أن يصااالي بالمسااالمين‪ ،‬وبعااااد‬
‫وفاة الرسول صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬
‫تولي الخالفة‪:‬‬

‫بعد وفاة النبي مةمد صلى هللا علياه وسالم اجتماع المهااجرون والنصاار‪ ،‬واتف اوا علاى‬
‫أن تكااون الخالفااة فااي المهاااجرين وكااان اجتماعاااا ل تسااودا المااودة والةااب فبااايعوا أباااا‬
‫بكاااار رفااااي هللا عنااااه فاااااي ساااا يفة بنااااي ساااااعدة‪ ،‬فكانااااات توليتااااه خليفااااة لرساااااول‬
‫هللا شورى بين المسلمين‪ ،‬وكان يل ب بخليفة رسول هللا‪.‬‬

‫أعماله‪:‬‬
‫‪ :‬بعاااد وفااااة مةماااد صااالى هللا علياااه وسااالم ارتااادت بعاااض ال بائااال‬ ‫حاااروب الاااردة‬
‫ع ان اإلسااالم ومنعاات الزكاااة ف ااام أبااو بكاار الصاادي‪ ،‬بمةاربتهااا وشااار فااي ةااروب‬
‫الردة هذا معاوية بن أبي سفيان‪.‬‬
‫بعااث جاايش أسااامة باان زيااد ‪ :‬كااان الرسااول صاالى هللا عليااه وساالم قااد جهااز جيشااا ل‬
‫ل تال الروم وأمر عليه أسامة بن زياد‪ ،‬وعنادما قابض رساول هللا صالى هللا علياه وسالم‪،‬‬
‫واصااال أباااو بكااار الصااادي‪ ،‬مهماااة كرساااال الجااايش و بااار م اعتاااراض الصاااةابة علاااى‬

‫‪33‬‬
‫كون أسامة بن زيد هو قائد الجيش بسبب صغر سنه كال أنه أصر على بعث الجيش كما‬
‫أصر على كون قائدا أسامة بن زيد ةتى ال يخالل أمر الرسول صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬

‫جمع القرنن ‪ :‬قتل الك ير من ةفااظ ال ارآن فاي ةاروب الاردة ف شاار عمار بان الخطااب‬
‫علاااي اباااي بكااار الصااادي‪ ،‬بجماااع ال ااارآن فاااي مصاااةل واةاااد و قاااام بتجمياااع ال ااارآن‬
‫الكريم بعدما كتب على أشياء متفرقة‪.‬‬

‫الفتوحات اإلسالمية ‪ :‬واصل أبو بكر الصدي‪ ،‬فت البالد‪ ،‬وكانت أهم فتوةاته فت باالد‬
‫الشام وفت العراق ‪ .‬ف رسل جيش خالد بن الوليد كلى الكوفة بالعراق ‪ ،‬واساتطاي خاالل‬
‫بفعة أشهر فت أك ر مان نصال العاراق و لام يجبار أةادا ل علاى الادخول فاي اإلساالم ‪.‬‬
‫وأرساال جااايش أباااي عبيااادة بااان الجاااراح كلاااى ةمااى ‪.‬وأرسااال جااايش يزياااد بااان أباااي‬
‫سفيان كلى دمش‪ ،‬وأرسل جيش شارةبيل بان ةسانة كلاى الردن ‪.‬وأرسال جايش عمارو‬
‫بن العاى كلى ال دس‪.‬‬

‫عمر بن الخطاب‬

‫هو أةد العشرة المبشرين بالجنة وثاني الخلفااء الراشادين تاولي الخالفاة بعهاد مان أباي‬
‫‪.‬اتسااااام عهااااادا باتسااااااي رقعاااااة الدولاااااة اإلساااااالمية‪،‬‬ ‫بكااااار وبمبايعاااااة الصاااااةابة‬
‫ففتةت مصر والشاام وفاارس وأرمينياة ‪.‬يتمياز عهادا بعصار الفتوةاات وأةاد العصاور‬
‫الذهبياة للدولاة اإلسااالمية وقاد أسااس دياوان المظاالم‪ ،‬قتاال عمار ساانة ‪ 644‬م فاي صااالة‬
‫الفجر مطعونا بخنجر مسموم على يد أبي لؤلؤة المجوسي‪.‬‬

‫عثمان بن عفان‪:‬‬

‫الث الخلفاء الراشدين‪ ،‬ولي ع مان الةكم بعد عمر بن الخطاب وعمارا ‪ 29‬عا لماا‪ ،‬فاي‬
‫عهاادا س ا طت الدولااة الساسااانية وفاات المساالمون قباارى‪ ،‬وأماار بإنشاااء أول سااطول‬
‫كسالمي للةد من سيطرة البيزنطيين علاى ميااا البةار المتوساط ‪.‬ماات م تاوال فاي الفتناة‬

‫‪34‬‬
‫الكبرى وهو جالس في منزله ي رأ ال رآن ‪.‬ومن أهم أعماله نس ال رآن الكاريم وكرساال‬
‫نس منه كلى مختلل البالد اإلسالمية‪.‬‬

‫علي بن أبي طالب‪:‬‬

‫ابن عم النبي مةمد صلي هللا عليه وسلم ورابع الخلفااء الراشادين‪ ،‬بايعاه المسالمون بعاد‬
‫م تل ع مان بن عفان‪ ،‬قاام فاور تولياه الخالفاة بعازل والة الدولاة السااب ين وتعياين والة‬
‫آخاارين ي اا‪ ،‬بهاام‪ .‬وتخللاات فتاارة ةكمااه الفااتن والمعااار التااي أ اارت ك ياارا فااي مساات بل‬
‫تاااااري العااااالم اإلسااااالمي كمعركااااة الجماااال فااااد طلةااااة باااان عبيااااد هللا والزبياااار باااان‬
‫العوام ومعهما عائشاة بنات أباي بكار الاذين طاالبوا بال صااى مان قتلاة ع ماان وانتهات‬
‫بم تل طلةة والزبير وانتصار علي ‪.‬ومعركة صافين فاد معاوياة بان أباي سافيان الاذي‬
‫طالااب كااذل باادم ع مااان‪ ،‬وكن كااان بعااض المااؤرخين يرجعااون ذلا ل ااراض سياسااية‬
‫ولتعارض المصاال وقُتكال علاي علاى ياد عباد الارةمن بان ملجام الخاارجي وبوياع ولادا‬
‫الكبر الةسن بعد موته‪.‬‬

‫ةدود الدولة اإلسالمية عند نهاية الخالفة الراشدة‬

‫‪35‬‬
‫انتشار اإلسالم في نسيا في العهد األموي والعباسي واأليوبي‬

‫الدولة األموية ‪ 41 – 132 ( :‬هـ ‪ / 662 - 750‬م)‬

‫هي اني خالفة في تاري اإلسالم‪ ،‬وأكبر دولة في تااري اإلساالم‪ .‬كاان بناو أمياة أولاى‬
‫السر المسلمة الةاكمة‪ ،‬كذ ةكموا مان سانة ‪ 10‬هاـ (‪ 229‬م) كلاى ‪ 029‬هاـ (‪ 571‬م)‪،‬‬
‫وكانت عاصمة الدولة في مديناة دمشا‪. ،‬يرجاع الموياون فاي نسابهم كلاى أميَّاة بان عباد‬
‫شاامس ماان قبيلااة قااريش يرجااع المويااون فااي نساابهم كلااى أميَّااة باان عبااد شاامس ماان‬
‫قبيلة قريش بلغت الدولة الموية ذروة اتسااعها فاي عهاد الخليفاة العاشار هشاام بان عباد‬
‫المل ‪ ،‬كذ امتدت ةدودها من أطرال الصين شارقا ل ةتاى جناوب فرنساا رباال‪ ،‬وتمكنات‬
‫من فت كفري ية والمغرب والندلس وجنوب الغال والسند وما وراء النهر‪.‬‬

‫نظام الحكم األموي‪:‬‬

‫أسلم معاوية بن أبي سفيان في عهد الرسول مةمد‪ ،‬وت سسات الدولاة الموياة علاى يادا‪،‬‬
‫وكااان قاابالل واليلااا علااى الشااام فااي عهااد الخليفااة عماار باان الخطاااب‪ ،‬اام نشااب ناازاي بينااه‬
‫وبين علي بن أبي طالاب بعاد فتناة م تال ع ماان‪ ،‬ةتاى تناازل ابناه الةسان عان الخالفاة‬
‫لمعاوية بعد م تل أبيه‪ ،‬فت سست الدولة بذل ‪ .‬أخذ معاوية عن البيزنطيين بعض مظااهر‬
‫الةكاام واإلدارة كذ جعاال الخالفااة ورا يَّااة عناادما عهااد البنااه يزيااد بواليااة العهااد‪ ،‬واتخااذ‬
‫صاة فاي المساجد‪ ،‬كماا‬ ‫سا وأةاط نفساه ب بَّهاة الملا ‪ ،‬وبناى لاه م صاورة خا َّ‬ ‫شا وةرا ل‬ ‫عر ل‬
‫أنشااا دياااوان الخااااتم ونظاااام البرياااد‪ .‬بعاااد وفااااة يزياااد افاااطربت الماااور‪ ،‬فطالاااب ابااان‬
‫الزبير بالخالفة‪ ،‬م تمكن عبد المل بن مروان بن الةكم من هزمه وقتلاه فاي مكاة سانة‬
‫‪ 52‬هـ‪ ،‬فاست رت الدولة مجددا ل‪.‬‬

‫الفتوحات األموية‪:‬‬

‫جرت أكبر الفتوةات الموية في عهد الوليد بن عباد الملا ‪ ،‬فاساتكمل فات المغارب‪ ،‬وفتةات‬
‫الندلس بكاملها‪ ،‬وفتةت السند ب يادة مةمد بن ال اسم ال في وبالد ما وراء النهار ب ياادة قتيباة‬
‫بن مسلم ‪.‬خلفه سليمان بن عباد الملا الاذي تاوفي علاى أرض المعركاة خاالل قيادتاه ةصاار‬
‫ال سطنطينية‪ ،‬م الخليفة الزاهد عمر بن عباد العزياز‪ ،‬الاذي يعاد مان أففال الخلفااء الماويين‬
‫سيرة‪ .‬وخلفه بعدا ابن عمه يزيد‪ ،‬م هشاام‪ ،‬الاذي فات فاي عهادا جناوب فرنساا‪ ،‬وكاان عهادا‬
‫طويالل وك ير االست رار‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫االقتصاد في عهد الدولة األموية‪:‬‬
‫ي كبيااااارا ل ومزدهااااارال‪ ،‬ةياااااث ذتاااااه ك يااااارا ل الفتوةاااااات‬
‫قاااااد كاااااان االقتصااااااد الماااااو ّ‬
‫اإلسااالمية الواسااعة‪ ،‬ف صاابةت الدولااة المويااة مساايطرة علااى أ لااب الطاارق التجاريااة‬
‫الساسية في العالم ال ديم‪ ،‬وسيطرت من َّم على الةركاة التجارياة فيهاا‪ ،‬ففاالل عان أن‬
‫ربوعهااا شااملت الك ياار ماان المراكااز الزراعيااة والصااناعية الهامااة التااي أ ناات وأ اارت‬
‫اقتصادها‪ ،‬كما أن توسعها أتاح نمو ةركة تجارياة فاخمة باين والياتهاا بادون عوائا‪،،‬‬
‫جعلت ن ل البفائع والمتاجرة بها سهالل ويسيرال‪ ،‬فازدهرت الةركة التجارية في الدولة‪.‬‬

‫نهاية الدولة األموية‬

‫بعد موت هشام دخلت الدولة في ةالة من االفطراب الشاديد‪ ،‬ةتاى سايطر ماروان بان‬
‫مةمد على الخالفة‪ ،‬ف خذ يتن ل بين القاليم وي مع ال ورات واالفطرابات‪ ،‬م الت ى مع‬
‫العباسيين في معركة الزاب فهزم وقتل‪ ،‬وكانت نهاية الدولة الموية‪.‬‬

‫الدولة الموية‬

‫‪37‬‬
‫الدولة العباسية‬
‫تكسيسها‪ ،‬أهم خلفائها‪ ،‬أسباب ضعفها‪ ،‬نهايتها‬
‫ينتسب خلفاء «بنى العباس» كلى «العباس بن عبد المطلب» عم النبي ‪ -‬صلى هللا علياه‬
‫وسالم ‪ .‬الدولااة العباسااية التااي هاي الااث خالفااة كسااالمية فاي التاااري اإلسااالمي و اااني‬
‫السالالت الةاكمة اإلسالمية‪ ،‬ت سست وقامت بعد كزاةة المويين م استمرت من الفترة‬
‫ما بين ‪ 272/ 029‬هــ ‪ 572/‬كلى ‪ 0979‬بس وط الدولة على يد التتاار ب ياادة هوالكاو‬
‫خان ‪.‬‬

‫بدأت الدولة العباسية بالسارية والكتماان ام مارت بمراةال ‪ ،‬وقاد تهيا للادعوة العباساية‬
‫أسباب النجاح منها‪:‬‬

‫‪ .0‬بداية الدعوة في خراسان وكسنادها كلى أبي مسلم الخراساني‬


‫‪ .9‬الدعوة الدائباة والمنظماة التاي اساتمرت ماا ي ارب مان ال اين سانة علاى أيادى دعااة‬
‫مدربين‪.‬‬
‫‪ .2‬ك رة الجيوش العباسية واندفاعها الكتساح ال وات الموية‪.‬‬
‫‪ .1‬ال يادة الةكيمة التي استطاعت تنظيم أنصار الادعوة العباساية‪ ،‬وتساليةهم وتاوجيههم‬
‫كلى ميادين ال تال المختلفة تمزق صفول الجيوش الموية بسبب العصبية ال بلية‪.‬‬
‫‪ .7‬نجاح العباسيين في جذب مجموعاة مان ال اادة الكفااء الاذين أداروا المعركاة باقتادار‬
‫فد المويين‪ ،‬ومنهم «أبو مسلم الخراساني»‪ ،‬و «أباو سالمة الخاالل» كبيار الادعاة‬
‫العباسيين بالكوفة‪ ،‬و «ابن شبيب الطائي» الذى قااد الجياوش العباساية المتجهاة كلاى‬
‫«العراق»‪.‬‬
‫يمكاان ت ساايم الدولااة العباسااية الااى عصاارين متمياازين ‪ :‬عصاار عباسااي أول ويعاارل‬
‫بالعصاار الااذهبي ‪ ،‬ويمتااد ماان نش ا ة الدولااة عااام ‪029‬هااـ ةتااى أيااام الخليفااة الوا اا‪ ،‬باان‬
‫المعتصم سنة ‪929‬هـ‬
‫وعصر ان هو عصر التدهور واالنةالل ‪ ،‬ابتدأ بخالفة المتوكل على هللا سنة ‪929‬هاـ‬
‫وانتهى بس وط الدولة العباسية على أيدي التتار سنة ‪272‬هـ‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫العصر العباسي األول (‪515 - 015‬هـ = ‪719 - 917‬م)‪:‬‬
‫يمتد العصار العباساي الول قرنلاا مان الزماان‪ ،‬ويعاد العصار الاذهبي للخالفاة العباساية‬
‫ةيث تمتّع الخلفاء بسلطتهم الدينية والدنيوية‪ .‬ومن أشهر خلفاء هذا العصر‪:‬‬
‫‪ - 0‬أبو العباس عبدهللا (‪022 - 029‬هـ= ‪572 - 512‬م)‪.‬‬
‫‪ - 9‬المنصور (‪079 - 022‬هـ= ‪557 - 572‬م)‪.‬‬
‫‪ - 2‬المهدى (‪022 - 079‬هـ= ‪597 - 557‬م)‪.‬‬
‫‪ - 1‬الهادى (‪051 - 022‬هـ= ‪592 - 597‬م)‪.‬‬
‫‪ - 7‬الرشيد (‪022 - 051‬هـ= ‪912 - 592‬م)‪.‬‬
‫‪ - 2‬المين (‪029 - 022‬هـ= ‪902 - 912‬م)‪.‬‬
‫‪ - 5‬الم مون (‪909 - 029‬هـ= ‪922 - 902‬م)‪.‬‬
‫‪ - 9‬المعتصم (‪995 - 909‬هـ= ‪919 - 922‬م)‪.‬‬
‫‪ - 2‬الوا ‪929 - 995( :،‬هـ= ‪915 - 919‬م)‪.‬‬

‫ويمكن ت سيم هذا العصر كلى ال ة عهود رئيسية‪:‬‬

‫‪ - 0‬عهد الت سايس مان سانة‪029( :‬هاـ=‪512‬م) كلاى سانة (‪079‬هاـ= ‪557‬م)‪ ،‬ويشامل‬
‫خالفة «أبى العباس» و «المنصور»‪.‬‬
‫‪ - 9‬عهد االست رار‪ :‬من سنة (‪079‬هـ= ‪557‬م) كلى سنة (‪909‬هـ= ‪922‬م)‪،‬‬
‫ويشمل خالفة «المهدى» و «الهادي» و «الرشيد» و «المين» و «الم مون»‪.‬‬
‫‪ - 2‬عهاااد ال لااا‪ :،‬مااان سااانة (‪909‬هاااـ=‪922‬م) كلاااى سااانة (‪929‬هاااـ= ‪915‬م)‪،‬ويشااامل‬
‫«المعتصم باهلل» و «الوا ‪ ،‬باهلل»‪.‬‬
‫ويُعدُّ «أبو جعفر المنصور» المؤسس الة ي ي للدولة العباسية‪ ،‬وقد واجه بةزم واقتادار‬
‫العديد من المشاكل وال ورات ةتى نج في السيطرة عليها وال فاء علاى ال اائمين بهاا‪،‬‬
‫ومنها‪ :‬ورة عمه «عبد هللا بن على»‪ ،‬وتمرد «أبى مسلم الخراساني»‪ ،‬و ورة «مةماد‬
‫النفس الزكية»‪ ،‬و ورات الفرس‪ ،‬وةركات الخوارج‪.‬‬
‫وتولّى العباسيين الخالفة انت ل صاراي العلاويين علاى الخالفاة‬
‫ك‬ ‫وب يام «الدولة العباسية»‬
‫من مةاربة المويين كلى مةاربة أبناء عمومتهم العباسيين‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫يتميز العصر العباسي األول بالسمات اآلتية‪:‬‬
‫أوالل‪ :‬ك رة الصراعات‪ :‬ومن ذل ‪:‬‬
‫‪ - 0‬الصااااراي بااااين العاااارب ‪ -‬وماااانهم أساااارة الخالفااااة ‪ -‬والفاااارس ‪ -‬وماااانهم الااااوزراء‬
‫واإلداريون و يرهم‪ -‬م لما ةدث بين «الرشيد» و «البرامكة»‪ ،‬و «الم مون» و «بنى‬
‫سهل»‪.‬‬
‫‪ - 9‬الصااراي بااين فااروي البياات الهاشاامي‪ :‬العباساايين‪ ،‬والعلااويين‪ ،‬م اال مااا ةاادث بااين‬
‫الخليفة «المنصور» و «مةمد النفس الزكية»‪.‬‬
‫‪ - 2‬الصراي باين الخالفاة العباساية والةركاات المعادياة لهاا مان العارب و يارهم‪ ،‬وقاد‬
‫تم ل ذل في ةركات الخوارج‪.‬‬
‫‪ - 1‬الصراي بين اإلسالم ‪ -‬الادين الرسامي للدولاة‪ -‬وباين الع ائاد الخارى التاي ظهارت‬
‫في بالد فارس كال ُخ َّرمية و يرها من الع ائد الفاسدة‪.‬‬
‫انيلا‪ :‬اتساي العالقات الخارجية‪:‬‬
‫ف د بسطت الخالفة العباسية سلطانها علاى باال َلد ك يارة شارقلا و ربلاا‪ ،‬وتعاددت عالقاتهاا‬
‫مع الدول الخرى وفى م دمتها‪:‬‬
‫أ ‪ -‬الدولة البيزنطية‪ :‬وكانت العادو الت ليادي للدولاة اإلساالمية مناذ عهاد الرساول صالى‬
‫هللا عليه وسلم ‪ ،‬وقد اشتد هاذا العاداء بعاد اساتيالء المسالمين علاى بعاض المنااط‪ ،‬التاي‬
‫كانت خافعة للدولة البيزنطية‪ ،‬كالشام و«مصر» و« المغرب »‪.‬‬
‫يمتد العصر العباسي ال اني أك ر من أربعة قرون‪ ،‬وقد قسام المؤرخاون هاذا الفتارة كلاى‬
‫أربعة عصور رئيسية هي‪:‬‬
‫‪ - 0‬عصر نفوذ الترا ‪.‬‬
‫‪ - 9‬عصر البويهيين‪.‬‬
‫‪ - 2‬عصر السالج ة‪.‬‬
‫‪ - 1‬عصر ما بعد السالج ة‪.‬‬

‫يشمل النظام اإلداري والسياسي العباسي ما يلي ‪:‬‬


‫أ ‪ -‬الخالفة‪:‬‬
‫ب ‪ -‬الااوزارة‪ :‬وهااي المنصااب ال اااني بعااد الخالفااة‪ ،‬وهااي نوعااان‪ :‬وزارة التفااويض‬
‫ووزارة التنفيذ‬
‫ج‪ -‬الكتابة‪ :‬وهي مهام تةرير الرسائل الرسمية والسياسية‪.‬‬
‫د ‪ -‬الةجابة‪ :‬وهي منصب الوساطة بين الخليفة والناس‬
‫هـ ‪ -‬والية القاليم‪:‬‬
‫و ـ الدواوين‬
‫ز – ال فاء‬

‫‪40‬‬
‫الفتوحات اإلسالمية في العصر العباسي‬

‫أوال ‪ :‬ميدان أسيا الصغرى‪:‬‬


‫تم لت الةروب في هاذا الميادان باين المسالمين والبيازنطيين بالمعاار ألتاي ةاد ت باين‬
‫الطرفين على طول سلسلة جبال طوروس ذات الةصون المنيعة وألتي تمكن العباسيون‬
‫من فتةها ‪ .‬وبالتالي النفاذ كلى داخل أسيا الصغرى ةتى مفي‪ ،‬البسفور ‪ .‬وفم أجازاء‬
‫كبيرا منها كلى الدولة اإلسالمية ‪ .‬وبعد أن است رت أمور الدولاة العباساية واجاه الخليفاة‬
‫أبو جعفر المنصور من سنة ‪ 022‬كلى ‪ 079‬هجرية الخطر البيزنطي ف ام بعادة أعماال‬
‫منها ‪:‬‬
‫‪ -0‬كعااادة تةصااين ال غااور اإلسااالمية وتنظاايم وسااائل الاادفاي عنهااا ‪ .‬وجعاال لهااا كدارة‬
‫مست لة وةشد فيها أالل الم اتلين والمرابطين ومنةهم المزاري والبياوت وأنفا‪ ،‬علايهم‬
‫الموال‪.‬‬
‫‪ 9‬ـ نظم الصوائل والشواتي وجعلها تسير في اراتها في تنظايم معاين‪ .‬ةياث امتاازت‬
‫ةمالت ال غور الشامية على البيزنطيين ب نهاا كانات برياة وبةرياة فاي أن واةاد ‪ .‬فكاان‬
‫لذل أ را في نجاةهاا ‪ .‬وهكاذا اساتطاي المنصاور بتنظيماه هاذا مان وفاع ةاد لطمااي‬
‫البيزنطيين وتعدياتهم ‪ .‬وجعلهم يعرفون دفع الجزية له م ابل كي ال الغارات عليهم‪.‬‬
‫واصاال الخليفااة المهاادي ماان ساانة ‪ 079‬كلااى ‪022‬هااـ تةصااين ال غااور ووجااه ةمااالت‬
‫متتابعة على بالد الروم فنجةت في اختراق آسيا الصغرى ةتى وصلت كلاى البسافور ‪.‬‬
‫ودماارت الةصااون البيزنطيااة التااي ماارت بهااا ‪ .‬فافااطرت علااى ك رهااا اإلمبراطااورة‬
‫(كيرين ) الوصية على عرش بيزنطة كلى طلب الصل وتعهدت بدفع الجزية سنويا ‪.‬‬
‫وأما الخليفة هارون ألرشيد من سنة ‪ 051‬كلى ‪022‬هـ ف د أقام منط ة دفاعياة ت اع باين‬
‫ال غور الشامية وشامال ساورية أطلا‪ ،‬عليهاا اسام العواصام ليعتصام فيهاا الجناد ‪ .‬وجعال‬
‫قاعدة تل المنط ة ( منبج ) ورتب لها جيشا بشكل دائم كما اهتم بإنشاء ةصاون أخارى‬
‫جديدة ‪ .‬وأسند قيادتها كلى ابنه المؤتمن‪ .‬ولت وية مركز الدولة العسكري بشكل عام اهاتم‬
‫بت وياااة الجااايش ةتاااى أصاااب أقاااوى جياااوش العاااالم فاااي ذلااا الوقااات‪ .‬وقاااام بمةارباااة‬
‫اإلمبراطورة (كيرين) التي ن فات االتفااق وأر مهاا علاى دفاع الجزياة ‪ .‬فاساتمرت فاي‬
‫دفعها ةتى توفيت‪.‬‬
‫ولما تولى اإلمبراطور ( ن فور الول ) العرش البيزنطي سنة ‪095‬هاـ ‪ 919 /‬م ن اض‬

‫‪41‬‬
‫الهدنة وأرسل كلى الرشيد رسالة ملؤها الغرور وطلب فيها أن يرد الجزية التي سب‪ ،‬أن‬
‫دفعتها ( كيرين ) فغفب الرشيد ورد علياه ام خارج لمةاربتاه علاى رأس جايش قواماه‬
‫‪ 027‬ألل م اتل وتو ل في أسيا الصاغرى ةتاى بلاغ مديناة ( هرقلاة ) المساماة الياوم (‬
‫أركاال) فةاصاارها وفتةهااا عااام ‪020‬هااـ ‪ .‬اام تةااول الرشاايد كلااى ( أن اارة ) ةيااث ل ااي‬
‫(ن فور) ودارت بينهما معركة ةامية الوطيس انتهت بانتصار ألرشيد وع اد اتفااق باين‬
‫الطرفين دفع بموجبه ( ن فور ) الجزية ‪ .‬وفي عاام ‪022‬هاـ قتال (ن فاور ) علاى ياد أةاد‬
‫البلغاريين‪ .‬كما توفى الرشيد في العام نفسه‪.‬‬
‫ولما تولى الم مون الخالفة من سنة ‪ 029‬كلى ‪ 909‬هـ واصل ةمالته التي لم يتردد أن‬
‫ي ودها بنفسه على الةصون الرومية فاتةا الةصن تلاو اآلخار‪ .‬ولماا اعتلاى ( ياو فيال)‬
‫عرش قسطنطينية أ ار على ( زبطرة) فاي عاام ‪ 222‬هاـ وأةادث فيهاا مذبةاة رهيباة‪.‬‬
‫وعاد كلى ال سطنطينية ف قيمت له الةفالت‪ .‬فخرج أهل ال غاور كلاى المعتصام مساتغي ين‬
‫فت ر المعتصم ك يرا الستغا ة امرأة مسلمة وقعت في أسار الاروم قائلاة ( وامعتصاماا )‬
‫وأقسم لي ودن هو بنفسه ةملة سار بهاا كلاى (عمورياة ) مسا ط رأس ( ياو فيال ) وينات م‬
‫لةاااادث ( زبطااارة ) فت ااادم المعتصااام عاااام ‪992‬هاااـ نةاااو (أن ااارة ) وفتةهاااا ااام ةاصااار‬
‫(عمورية) واستسلمت له بعد قتال عنيل دكات خاللاه الساوار‪ .‬وخربات المبااني وأسار‬
‫من فيها‪.‬‬
‫وقد دخلات الدولاة العباساية بعاد المعتصام بااهلل فاي دور فاعل فياه الخلفااء ‪ .‬وتكالبات‬
‫علااى الدولااة المشااكالت المختلفااة لاام يااتمكن الخلفاااء أن ي ااودوا الةمااالت الهجوميااة فااد‬
‫الروم ‪ .‬كذا أُل يات مساؤولية قياادة الصاوائل والشاواتي علاى كاهال قاادة ال غاور‪ .‬وةكاام‬
‫القاليم المست لة‪ .‬والسالطين الذين سيطروا على الخالفة نفسها ‪ .‬ةيث قاد هؤالء جميعا‬
‫الةمااالت التااي وصاالت كلااى البةاار السااود وال سااطنطينية نفسااها‪ .‬وماان أبرزهااا دولااة‬
‫(السالج ة ) ف د كانت اإلمبراطورية البيزنطياة قاد اساتغلت فاعل الخلفااء ألعباسايين ‪.‬‬
‫فسيطروا على أسيا الصغرى‪ .‬وهاددوا أطارال الشاام الشامالية‪ .‬فتصادى لهام المسالمون‬
‫ب يادة ( ألب أرسالن)‪ .‬ولما كان جيش ألبيزنطيين يفوق جايش المسالمين بالعادد والعتااد‬
‫وأن ال مفر من وقاوي المعركاة ف اد ةاددت (ألاب أرساالن ) المعركاة واختاار أن يكاون‬
‫الل ااء يااوم جمعااة فااي الوقاات الااذي يكااون فيااه الخطباااء علااى المنااابر ياادعون للمجاهاادين‬
‫بالنصاار‪ .‬كمااا ذ ّكاار جناادا بالجهاااد وأهميتااه لنصاارة المساالمين‪ .‬وقااد وقعاات بااين الطاارفين‬
‫معركة (مالذ كرد) الشهيرة سنة ‪122‬هـ التاي انتصار فيهاا المسالمون علاى البيازنطيين‬
‫وأسروا اإلمبراطور (رومانوس) ولم يُطل‪( ،‬ألب أرسالن) سراةه كلى بعد أن دفع فدية‬

‫‪42‬‬
‫كبيرة ‪ .‬وقد نتج عن هذا االنتصار الةاسم للمسالمين أن ارتفعات روةهام المعنوياة‪ .‬كماا‬
‫أعاااادوا للمسااالمين أمالكهااام فاااي آسااايا الصاااغرى بعاااد أن تو لاااوا ةتاااى وصااالوا ةااادود‬
‫ال سطنطينية عاصمة البيزنطيين وهددوا أوروبا‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬ميدان الهند‪:‬‬
‫ةكاام العباساايون بااالد الهنااد بعااد قفااائهم علااى الخالفااة المويااة ‪ .‬وقااد عماال الخليفااة أبااو‬
‫جعفر المنصور من سنة ‪ 022‬كلى ‪158‬هـ على توسيع رقعة الدولة اإلساالمية فاي تلا‬
‫البالد ‪ .‬فولى هشام بن عمرو التغلبي علاى الساند‪ .‬ففات كشامير والملتاان وقنادهار‪ .‬وقاد‬
‫عناي الخليفااة المهاادي مان ساانة ‪ 079‬كلااى ‪022‬هاـ بنشاار اإلسااالم فاي بااالد السااند عنايااة‬
‫كباارى كال أن الوفاااي الداخليااة للاابالد وان سااام ال بائاال العربيااة الم يمااة هنااا أفااعل‬
‫المركز السياسي للخالفة‪ .‬وفي عهد المعتصام بااهلل تاولى ةكام الهناد عماران بان موساى‬
‫ففاات منط ااة ( ال ي ااان) وبنااى مدينااة سااماها البيفاااء وأسااكنها الجنااد ‪ .‬ممااا ساااعد علااى‬
‫مواصلة الفتوح اإلسالمية وت بيتها‪.‬‬
‫وفي عهد الدولة ( الغزنوية) من سنة ‪ 222‬كلى ‪799‬هـ ظهر الفت اإلسالمي في الهند‬
‫على أوسع نطاق ‪ .‬ةين شري الغزنويون بطرق أبواب ال ارة الهندية يتو لون فيها بعاد‬
‫أن أقاموا لهم دولاة فاي ( زناة ) فامت سجساتان وأ لاب باالد ماا وراء النهار ‪ .‬فكاان‬
‫فاااتةهم هاااذا بداياااة الفااات اإلساااالمي الة ي اااي لهاااذا الااابالد‪ .‬وقاااد بااادأ ذلااا الفااات علاااى‬
‫يد (سبكتكين) مؤسس الدولة الغزنوية‪ .‬م ةمل اللواء السلطان مةمود الغزنوي ‪ .‬فتابع‬
‫الغزوات كلى هذا البالد وتمكن من نشر اإلسالم في ربوعها‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬ميدان صقليه وإيطاليا‪:‬‬


‫است رت المور في كفري ياة ( تاونس ) لبناي ال لاب فاي عهاد الخليفاة العباساي هاارون‬
‫الرشاايد ف خااذوا يتطلعااون كلااى نشاار اإلسااالم فيمااا وراء سااواةلهم ‪ .‬ف اارر زيااادة هللا باان‬
‫كبراهيم بن ال لب فت جزيارة ( صا ليه ) وكاان الاروم فيهاا قاد أ ااروا علاى الساواةل‬
‫اإلفري ية المسلمة وخربوا بعض المنازل وأل وا الرعب في قلوب السكان‬
‫أسباب ضعف الدولة العباسية ونهايتها‪:‬‬
‫مااع مااوت الوا اا‪ ،‬ساانة ‪ 929‬هااـ ان فااى عهااد عظمااة العباساايين‪ ،‬علااى أن اساام الخالفااة‬
‫العباسية استمر ببغداد ةتى سنة ‪ 272‬هـ (‪0979‬م) ةين أ ار عليها هوالكو المغولي‪،‬‬

‫‪43‬‬
‫وقتل المعتصم آخر خليفة عباسي في بغداد‪ ،‬فان فت بذل الدولة العباسية ‪ ..‬أما أسباب‬
‫س وط هذا الدولة فك يرة نجملها بما ي تي‪:‬‬
‫‪ ‬تفوق العناصر ير العربية‪ :‬م ل البرامكة الفارسيين والممالي الترا‬
‫‪ ‬سوء الةالة االقتصادية‬
‫‪ ‬ظهور الدويالت المست لة‪ :‬م ل العلويين والدارسة في المغرب والدولاة الفاطمياة‬
‫ودولة بني بويه في بغداد‬
‫تعدد الجناس والمذاهب‪ :‬كالمجوسية والمانوية والمزدكية‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫حضارة السودان في القرون الوسط‬
‫امبراطورية غانا‪:‬‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫تاااري كمبراطوريااة انااا هااو أول ةل ااات تاااري اارب أفري يااا فهااي أول كمبراطوريااة‬
‫قاماات فااي السااودان الغربااي‪ ،‬ولعلهااا أول تجربااة أو أقاادم مااا عاارل ماان تجااارب الةكاام‬
‫الوطني الناج بتل البالد‪ ،‬وقد دل ازدهارها على قدرة اإلفري يين على تسايير شائونهم‬
‫ب نفسهم‪ .‬وةفاارة هاذا الابالد فاي العصاور الوساطى لام تكان دون ةفاارة البايض بال‬
‫فاقاات ةفااارة بعااض الاابالد الوروبيااة‪ ،‬وقااد بلغاات هااذا اإلمبراطوريااة ذروة مجاادها‬
‫وعظمتهااا فااي ال اارن ال الااث الهجااري كلااى منتصاال ال اارن الخااامس الهجري(التاسااع‪،‬‬
‫الةادي عشر الميالدي)‬
‫الناحية الجغرافية‪:‬‬
‫كاناات انااا ت ااع بااين االنةناااءين المت ااابلين لنهااري الساانغال والنيجاار‪ .‬وكااان الساااةل‬
‫السوداني يتمتع في ذل الوقت بمناخ رطاب يسام بتربياة المواشاي وبالزراعاة أةياناال‪،‬‬
‫ومن جهة أخرى فإن موقعها عند الت اء منط تين كةداهما صةراوية (وبالتاالي مغربياة)‬
‫وال انيااة سااودانية تتمتعااان بمةاصاايل متنوعااة ومتممااة لبعفااها‪ ،‬هااذا الموقااع جعاال هااذا‬
‫المنط ااة بشااكل طبيعااي ت خااذ مكانهااا التجاااري الممتاااز‪ ،‬وكااان يسااكن هااذا المناااط‪ ،‬فااي‬
‫ال اارن التاسااع الماايالدي خلاايط ماان الرعاااة ماان أصاال بربااري وخاصااة صاانهاجي وماان‬
‫مزارعين سود مست رين‪ ،‬كفافة كلى مجموعات أخارى مان الخالسايين‪ ،‬وكانات أ لبياة‬
‫السكان تتكون من البافور (بامبارا أو مانادي‪ ،‬توكولاور‪ ،‬وولاول وسايرير) كفاافة كلاى‬
‫السونغهاي في الشرق‪،‬‬
‫وقااد اختلاال فااي تةديااد ظهااور انااا‪ ،‬فماانهم ماان ي ااول كنهااا ظهاارت فااي ال اارن الول‬
‫الميالدي‪ ،‬ومنهم من ي ول كنها وجدت منذ ال رن الخامس الميالدي‪ ،‬وتبوأت مكاناة ذات‬
‫ش ن منذ ةوالي ال رن ال الث الهجري التاسع الميالدي‪.‬‬
‫األوضاع السياسية‪:‬‬
‫تتف الوفاي السياسية بإمبراطورية انا قبل انتشار اإلسالم من خالل نظاام الةكام‪،‬‬
‫ف ااد كااان النظااام مركزيااا كال فااي بعااض الم اطعااات التااي كااان نظااام الةكاام فيهااا ورا يااا‬
‫م تصاارا علااى أساارة واةاادة تتااوارث ةكاام المنط ااة‪ ،‬وكاناات بعااض هااذا الم اطعااات فااي‬
‫بعض الةيان كن سنةت لها الفرصة تعلن است اللها عن السلطة المركزية في العاصمة‬
‫كااومبي صااال ‪ .‬وأول ةكومااة قاماات فااي انااا ماان الباايض ي ااال أنهااا ترجااع كلااى ةااوالي‬

‫‪45‬‬
‫ال رن الول الميالدي م صارت ذات ب س وقوة خالل ال رن الرابع الميالدي‪.‬‬
‫والمتواتر في بعض المصادر أن جماعة من المهاجرين من البيض الساميين جاءت من‬
‫منط ااة الشاارق أو ماان شاامال أفري يااا واساات رت فااي منط ااة أوكااار وسااط مجموعااة ماان‬
‫الزنوج تتكلم لغة الماندي وأ لب هذا المجموعة السونن ‪ ،‬وكاان نازوح هاذا المجموعاة‬
‫أقرب كلى الهجارة السالمية‪ ،‬واختلطات باالوطنيين مان الساونن ةتاى تغيار لونهاا بطاول‬
‫الازمن‪ .‬وي اال عان ةكاام اناا الوائال‪ :‬كنهاام بيفاان فاي الصال يار أن الشا ياادور‬
‫ةول أصولهم الغامفة هل من اليهود‪ ،‬أم مان البربار؟ ور ام اخاتالل اآلراء فاالمرج‬
‫أنهم من البربر الذين اختلطوا بالزنوج‪.‬‬
‫وفي نهاية ال رن ال اني الهجاري‪ /‬ال اامن المايالدي اساتطاعت أسارة مان الساونن وهاي‬
‫أسرة سيسي‪ ،‬طرد أسرة البيض الةاكمة أو دولة كيمغ‪ ،‬واستئصالهم‪ ،‬وقتل جمياع أوالد‬
‫ملوكهم ةتى ب رت بطون النساء إلخراج الجنة وقتلهم‪.‬‬
‫وكااان الةكااام الجاادد أقااوى ماان أسااالفهم الباايض‪ ،‬ففااموا (أدو ساات) وهااي عاصاامة‬
‫كمبراطوريااة كسااالمية سااادتها ماان البرباار واتخااذوها عاصاامة وفرفااوا الجزيااة علااى‬
‫المغلوبين‪.‬‬
‫وكان نفوذ اإلمبراطورية واسعا بةيث شملت جميع المساةات الواقعاة باين نهار النيجار‬
‫والمةاايط الطلسااي‪ ،‬وصااارت أعظاام قااوة فااي السااودان الغربااي‪ ،‬وامتاادت كلااى الشاامال‬
‫وخفعت لها أ لاب قبائال الصاةراء الجنوبياة‪ ،‬مان الغارب كلاى أعلاى السانغال وةادود‬
‫مملكة التكاررة‪ ،‬ومن الشرق كلى قرب تمبكتو‪.‬‬
‫وقد استمرت أسرة السونن في ةكمها إلمبراطورية انا ةتاى ال ارن الساابع الهجاري‪/‬‬
‫ال الث عشر الميالدي‪ ،‬باست ناء الفترة التي سيطر عليهاا المرابطاون علاى اناا (‪-122‬‬
‫‪191‬هـ‪0195-0152 /‬م)‪.‬‬
‫األحوال االقتصادية‪:‬‬
‫كن عظمااة انااا التاريخيااة وشااهرتها و راءهااا كنمااا يرجااع أساسااا كلااى أرباةهااا التجاريااة‬
‫الطائلة ف د كان لموقعها وعاصمتها كومبي صال (علي ةدود الصةراء الجنوبياة وفاي‬
‫أقصى شمال منط ة الزنوج) أكبر ال ر فاي جعلهاا ةل اة وصال باين الشامال والجناوب‪،‬‬
‫باإلفافة كلى أن تةكمها في طرق ال وافل المؤدية كلى مناجم الذهب الكبرى في جنوبها‬
‫قد أفادها وجعلها نية‪.‬‬
‫وكاناات كمبراطوريااة انااا تصاادر الااذهب والرقياا‪ ،‬والجلااود والعاااج والكااوال‪ ،‬والصاامغ‬
‫والعسل باإلفافة كلى ال طن وال م ‪ ،‬وكانات تساتورد الملا والنةااس الةمار والفواكاه‬
‫المجففة والودي والمساب وأدوات الزينة‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫وكانات تجااارة الااذهب مصادر ربا كبياار إلمبراطورياة انااا‪ ،‬ةيااث تةكمات فااي طاارق‬
‫المناجم باإلفافة كلى أن البالد كانت تفم بعفا من هذا المناجم‪.‬‬
‫ول د قام ملو انا وتجارها بدور الوسيط بين منتجي الذهب في الجناوب وباين العارب‬
‫في الشمال‪ ،‬وهاؤالء بادورهم بااعوا كلاى أوروباا‪ ،‬كماا أن اناا وتجارهاا باإلفاافة كلاى‬
‫التجار المغارباة يةصالون علاى الاذهب مان منتجياه فاي أعاالي السانغال عان طريا‪ ،‬ماا‬
‫اصطل على تسميته بالتجارة الصامتة‪.‬‬
‫وأما تجارة الرقي‪ ،‬ف د راجت كذل ‪ ،‬وةصلت فيهاا اناا علاى أربااح وفيارة‪ ،‬ف اد كانات‬
‫العاصامة كاومبي صااال كةادى السااواق الرابةاة لهاا‪ ،‬تمااون هاذا السااواق بالعبياد عاان‬
‫طري‪ ،‬االقتناى من الةدود الجنوبية‪.‬‬
‫كمااا ةصاالت انااا علااى ااروة طائلااة ماان الفاارائب والتااي كاناات تجمعهااا الةكومااة ماان‬
‫أقاليمها المختلفة‪ ،‬وكانت كل هذا الموال تصب فاي خزاناة الدولاة مماا أكسابها شاهرتها‬
‫التجارية وازدهارها االقتصادي‪.‬‬
‫باإلفافة كلى هذا الفرائب قرر مل انا فرض فريبة قدرها دينار من الاذهب علاى‬
‫كل ةمولة ةمار من المل تدخل بالدا‪ ،‬وديناران عن كل ةمولة تخارج مان باالدا‪ .‬كماا‬
‫مارس الغانيون الزراعة والرعي ف د كانت البساتين تةيط بعاصمة انا وتنتشر في كل‬
‫البالد زراعة ال طن‪.‬‬
‫واهتمت مملكة انا أيفا بال روة الةيوانية والمتم لة في الب ر‪ ،‬واإلبل والغنم والمااعز‪،‬‬
‫كما اهتموا أيفا ل بالزرافات والغزالن والفباي والفيلة والرانب وال نافد‪.‬‬
‫ونظرا ل رب مملكة انا من نهر النيجر‪ ،‬فإنها اهتمت أيفا بال روة الةيوانياة البةرياة‬
‫والمتم لة في السما وفرس النهر والاذي يصاطاد مان النهار‪ ،‬كماا توجاد لادى الغاانيين‬
‫الةيتان الكبيرة والصغيرة‪.‬‬
‫كما اهتم الغنانيون اهتموا بالصناعة‪ ،‬وخاصة صناعة الةديد الذي صنعوا مناه الةاراب‬
‫والرماح والخناجر‪ ،‬كما اهتموا أيفا بمعادن الذهب‪ ،‬وباإلفافة كلاى ذلا كاان لهام دار‬
‫لصناعة المراكب الةربية على جوانب بةيرة كوري‪.‬‬
‫الحياة االجتماعية‪:‬‬
‫أما عن الةياة االجتماعية في كمبراطورية انا ف اد كاان النظاام فيهاا قبلياا‪ ،‬ت اوم أركاناه‬
‫الساسية على ال بيلة‪ ،‬وكانت هذا ال بيلة تتفري كلى عدة عشائر‪.‬‬
‫وفي هذا النظام كان المل الغاني يم ل رئيس ال بيلاة‪ ،‬ويسااعدا فاي ذلا مجلاس يتكاون‬
‫من الوزراء وةكام الم اطعات‪ ،‬ةيث كنه كان يم ل ال مة في الهارم االجتمااعي‪ ،‬وعاماة‬
‫الشعب الغاني كانوا يست بلون ذل المل باالنةناء ووفع التراب على الرؤوس‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫الحياة الدينية‬
‫وكان ملو انا يدينون بالو نية والتي تم لت فاي المجوساية وعباادة الصانام والمتم لاة‬
‫في ت ديس الشجار الفخمة‪ ،‬والةياات‪ ،‬والةيواناات‪ ،‬وكاان أهال دياانتهم ي يماون ةاول‬
‫ال صاار الملكااي ةيااث ال باااب وال بااور‪ ،‬والتااي يةرسااها ةاارس خاااى ال يسااتطيع أةااد‬
‫دخولهااا ماان الغرباااء‪ ،‬كمااا كاناات معاباادهم عبااارة عاان أبنيااة بساايطة مربعااة ذات أبااراج‬
‫اسطوانية مزينة بالصور‪.‬‬
‫وهكااذا تكوناات فااي هااذا المنط ااة الهامااة مااا بااين نهاار الساانغال ونهاار النيجاار ماان اارب‬
‫أفري يا أول مملكة في السودان الغربي‪ ،‬فلم يةن ال رن ال الث الهجري‪ /‬التاسع الميالدي‬
‫ةتااى اكتملاات معالمهااا‪ ،‬وأخااذ اإلسااالم فااي االنتشااار فيهااا عاان طرياا‪ ،‬التجااار والاادعاة‬
‫والمرابطين‪.‬‬

‫خريطة كمبراطورية انا‬

‫‪48‬‬
‫إمبراطورية مالي‬

‫ظهرت مملكة المادن آو مالي في ال رن ال الث عشر ع ب س وط امبراطورية انا في‬

‫المنط ة التي تمتد بين أعالي النيجر والسنغال ودامات ةتاى ال ارن الساابع عشار واصال‬

‫هااذا الدولااة يةاايط بااه ك ياار ماان الغمااوض ولكاان االعت اااد السااائد بااين المتخصصااين فااي‬

‫تاري كفري يا الغربية هو أن هذا المملكة التي بدأت صغيرا قامت على أكتال عادد مان‬

‫رؤساء ال بائل اإلفري ية في المنط ة ومن أهم الرؤساء والزعماء الوائل الذين كاان لهام‬

‫شان في النصل ال اني من ال رن ال اني ((وموسى كايطاا)) الاذي قاام بعادة ةجاات كلاى‬

‫الماكن الم دسة مما يدل على أن اإلسالم تمكن في هذا السرة الملكية التي كانات علاى‬

‫راسها‪.‬‬

‫الحياة االقتصادية‪:‬‬

‫كانت مالي في هذا العصر نيه بال روات التاي ت تيهاا مان ة اول وأبةاار ولكنهاا كانات‬

‫في نفس الوقت بلدا زراعيا كان سوندياتا كيتا يولى عناية خاصه للتنمية الزراعياة وأناه‬

‫هو الذي أدخل زراعة ال طن و يرا من المزروعات كما اهتم بتربياة الةيواناات‪ .‬وبعاد‬

‫عشرين عاما من الةكم ل ى سوندياتا ةتفه سنة ‪ 0977‬م‬

‫الحياة السياسية‪:‬‬

‫كانت اإلمبراطورية متةدة في وقوفها فد امبريالية ( صوصو) وقد كاان ساوندياتا هاو‬

‫الذي يتولى بنفسه قياادة الخيالاة التاي كانات مسالةه بالسايول فاي الوقات الاذي كاان فياه‬

‫‪49‬‬
‫جيش المشاة مسلةا بالفؤوس والساهام والةاراب الطويلاة التاي تبعاث الرعاب فاي قلاوب‬

‫العداء‪.‬‬

‫الحياة االجتماعية‪:‬‬

‫وعلى الصعيد االجتمااعي نظام ساونديتنا مملكتاه علاى أسااس طب اات ال بائال المتةالفاة‬

‫معه فبلغ عدد الطب ات ال ين طب ه منها خمس طب ات للصاناي اليادويين وأرباع طب اات‬

‫للمةاربين وخمس طب ات للعلماء وستة عشر طب ة من الرجاال والنسااء الةارار الاذين‬

‫أطل‪ ،‬عليهم اسم(( عبيد المجتمع)) وهذا الطب ة هي طب ة الفالةين والعمال الاذين ي خاذ‬

‫الجيش منهم ةاجته من المشاة وقت الةرب‬

‫لون الخفر يم ل خريطة امبراطورية مالي‬

‫‪50‬‬
‫إمبراطورية سنغاي‬

‫تنسب هذا المملكة كلى شعب سنغاي لنها نش ت على أيديهم في ال ارن الساابع الهجاري‬
‫‪-‬ال الااث عشاار الم ايالدي‪ -‬ةتااى أصاابةت تل ااب بإمبراطوريااة ساانغاي‪ ،‬وكاناات عاصاامة‬
‫المملكة تسمى اوا التي ت ع على الففة اليسرى للنيجر‪.‬‬
‫وهذا ال بائل الزنجية كانت تعايش فاي رباي نهار النيجار السافل فاي المنط اة الواقعاة‬
‫اليوم بين (الداهومي) و ربي نيجيرية كلى الغارب مان نهار النيجار ام اسات رت ةاوالي‬
‫ال رن السابع الميالدي أو الول الهجري وهاو الياوم فاي ماالي وفاي منط اة ( ااوا علاى‬
‫نهر النيجر)‬

‫اإلسالم في إمبراطورية سنغاي‪:‬‬


‫في منتصل ال رن السابع الميالدي ظهارت بعاض قبائال لمطاة المغربياة‪ ،‬والتاي أخاذت‬
‫تفارض نفاوذلا سياسايًّا علاى المازارعين ماان ساكان سانغاى‪ ،‬الااذين اسات روا علاى الفاافة‬
‫سسوا أُسارة ةاكماة‬ ‫اليسرى لنهر النيجر عند مدينة دندي‪ ،‬واستطاي هؤالء البربر أن يؤ ك ّ‬
‫وأقاموا عالقات تجارية مع انا‪ ،‬وتونس‪ ،‬ومصر‪ ،‬وكانت هذا العالقات ال كت ّجارياة ساببلا‬
‫في دخول هؤالء الملو في اإلسالم في ال رن الةادي عشر الميالدي عن طري‪ ،‬شامال‬
‫كفري يا‪ ،‬ونُ كلت عاصمة هذا البالد كلى اوا عند منةنى النيجر‪ ،‬والتي صاارت مان أها ك ّم‬
‫مراكز ال كت ّجارة في السودان الغربي‪.‬‬
‫وفاااي ال ااارن الةاااادي عشااار‪ ،‬وبالتةدياااد فاااي سااانة ‪0101‬م أساااس أةاااد ملاااو هاااذا‬
‫اإلمبراطورية ‪-‬ويُدعى (كوزي)‪ -‬عاصمة للمملكة وهي مدينة او‪ ،‬واعتنا‪ ،‬هاذا الملا‬
‫الاادين اإلسااالمي‪ ،‬وأصااب ماان المعتاااد أن يكااون ةاااكم قبائاال الساانغاي ماان المساالمين‪،‬‬
‫بالر م من أن ال بائل نفسها لم تعتن‪ ،‬اإلسالم‪ ،‬وظلَّت على دكيانتها ال ديمة‪.‬‬
‫مركازا تجاريًّاا مه ًّماا‪ ،‬وجااء كليهاا التجاار العارب والمسالمين مان مصار‬‫ل‬ ‫وأصبةت جااو‬
‫وماان الاابالد اإلسااالمية فااي شاامال كفري يااا‪ ،‬وأصاابةت هااذا المدينااة مركا لازا للاادعوة كلااى‬
‫اعتناق الديانة اإلسالمية ف د امتألت بمجاالس العلام‪ ،‬ووفاد كليهاا العلمااء المسالمون مان‬
‫الدول اإلسالمية‪ ،‬كما وفد كليها طالب العلم من المناط‪ ،‬الخرى‪.‬‬
‫شاا قويًّاا‬ ‫سعت هذا المملكة في عهد سن علي (‪0129-0121‬م)‪ ،‬الذي أسس جي ل‬ ‫وقد تو َّ‬
‫قاوادا مان الساوننكي‪،‬‬ ‫وصل كلى سهول رب كفري يا‪ ،‬وبعد وفاته انت ل العرش كلى أةد َّ‬
‫نظم شئون الجيش‪ ،‬وةا َّج البيات عاام‬ ‫وأطل‪ ،‬على نفسه اسم األسكيا محمد األول‪ ،‬والذي َّ‬
‫ل‬
‫مركازا‬ ‫‪1495‬م‪ ،‬وازداد في كرمه على منسى موسى‪ ،‬وأعاد لتمبكت هيبتها‪ ،‬وصاارت‬
‫للدراسات اإلسالمية‪.‬‬

‫وبعد عودته من الةج عاام ‪0125‬م َّ‬


‫شان كعادَّة ةماالت لتوسايع رقعاة باالدا‪ ،‬وقاام بنشار‬
‫اإلسالم بين الو نيين مان جيراناه المانادنكو‪ ،‬والفاوالني‪ ،‬والطاوارق‪ ،‬والوساى‪ ،‬والهوساا‬

‫‪51‬‬
‫فااي الشاارق‪ ،‬وامتاادت كمااارات ساانغاى كلااى ةاادود التكاارور‪ ،‬كمااا اازا كمااارات الهوسااا‪،‬‬
‫ازدهارا لم يسب‪ ،‬له م يال‪،‬‬
‫ل‬ ‫س َّكانها على دفع الجزية‪ ،‬وازدهرت تمبكت في عهدا‬ ‫وأجبر ُ‬
‫بل ويُعدُّ عصرا العصر الذهبي للمدينة‪.‬‬
‫م تولَّى كساةاق الول فاي عاام (‪0712-0722‬م)‪ ،‬وهاو الاذي أعااد الماان للابالد بعاد‬
‫توليه الةكم‪ ،‬م خلفه أسيكا داود‪ ،‬وآخرون كلهم سااروا علاى نفاس الانهج لنشار اإلساالم‬
‫وةفارته بين ال بائل الو نية‪ ،‬وكذل ب ية المراء‪.‬‬

‫سقوط مملكة سنغاي‪:‬‬


‫بعد وفات أسيكا داود عام ‪0799‬م ةد ت منازعاات علاى الةكام‪ ،‬وجااءت النهاياة علاى‬
‫يد ساالطين المغارب‪ ،‬الاذين كاانوا يتطلَّعاون مناذ زمان بعياد للسايطرة علاى هاذا الابالد‪،‬‬
‫وظا َّل سااالطين ساانغاى يُع كيّنااون سااالطين المغاارب ةتااى عااام ‪1585‬م‪ ،‬فان ساامت الاابالد‬
‫على نفسها‪ ،‬واتخاذ المغارباة مان ذلا فرصاة لتة يا‪ ،‬أطمااعهم فكاان الغازو المراكشاي‬
‫للبالد‪.‬‬

‫لون الخفر يم ل خريطة امبراطورية سنغاي‬

‫‪52‬‬
‫السنغمبيا من القرن الحادي عشر إل أواسط القرن السادس عشر‬
‫بالد التكرور‬
‫ت ع مملكة التكرور على ففال نهر السنغال‪ ،‬وتمتاز عن يرها من المناط‪ ،‬السنغالية‬
‫ب نهااا عرفاات اإلسااالم قباال سااواها‪ ،‬وقاماات فيهااا أول ةكومااة كسااالمية تطباا‪ ،‬شااريعة هللا‬
‫قامت ةركة مباركة ب يادة ساليمان باال و‬ ‫تعالى‪ .‬فبعد فساد وانةالل نظام سلتي‬
‫عبد ال ادر كان ‪ ،‬ف طاةت بةكم االستبداد‪.‬‬
‫كان من مةاسن نظام اإلمامة أنه قاام بنشار اإلساالم ورعاياة المسااجد وتشاجيع مجاالس‬
‫العلم‪ .‬ويةسن أن يُسجل هنا بكل اعتزاز ما كتبه أةاد المساتعمرين المعاصارين لمماماة‬
‫وهااو بيتيااون ] ‪ " [petion‬بخصااوى تةااريم أئمااة فوتااا ممارسااة النخاسااة فااي‬
‫مملكتهم باعتبار ذل منافيلاا لمباادا اإلساالم متاى اساتعبدتم النااس وقاد ولادتهم أمهااتهم‬
‫أةرارا؟ " ف د كتب بيتيون ‪ :‬رفض اإلمام ـ ملا باول ـ هادايا الشاركة‪ ،‬مةر لماا بياع‬ ‫ل‬
‫رعاياا‪ ،‬ومانعلا مرور قوافل العبيد ‪.‬‬
‫وفاي الة ي ااة ةملاات فوتااا أماناة نشاار اإلسااالم فااي القااليم المجاااورة لهااا‪ ،‬وهااي التااي‬
‫أمدت السنغال كذل ب هم رجاالته الدينية والفكرية منذ منتصل ال رن التاسع عشار كلاى‬
‫الربع الول من ال رن العشرين‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫إمبراطورية جلوف ( النشكة والتطور والتفك )‬

‫نش ت كمبراطورية جلول بيد المل انجاجاان انجااي فاي ال ارن ال الاث عشار‪ ،‬وقيال كن‬
‫اسمه الة ي ي هو مةمد انجاي‪ ،‬وهو الجد الول لبعض الولفيين‪ .‬انت ال انجاجاان انجااي‬
‫من والُو كلى جلل‪ ،‬وهو خليط من أصل عربي من جهة أبيه ويسمى أبو بكر بن عمار‪،‬‬
‫ومن أصل زنجي من جهة أمه فاطمة سل‪ .‬ف بوا من كبار المرابطين الذين قاموا باالفت‬
‫اإلسالمي في موريتانياا و ارب كفري ياا‪ .‬وكاان الملا فاي مملكاة جلال يل اب ب(بُاورب‬
‫ُجلُال)ن وهااو الااذي ي ااوم بتوزيااع الوظااائل وتعيااين الزعماااء كااالمراء والااوالة‪ ،‬وكااان‬
‫(ج ارال) ماان أقاارب الناااس كليااه فهااو الااذي يتوسااط بينااه وبااين شااعبه‪ ،‬ويُبلااغ شااكاوى‬
‫المظلومين كليه‪.‬‬

‫وقد كانت هذا المملكة واسعة النطاق‪ ،‬تدافع عان ملكهاا وكرامتهاا أماام كال قاوى جباار‪.‬‬
‫وقااد ةكمهااا انجاجااان انجاااي برهااة ماان الاازمن كلااى أن مااات‪ .‬فظلاات الساارة النجاجانيااة‬
‫تتوارث الةكم فيما بينها كلى أيام ألبر انجاي أخار ملا جلال‪ .‬وقاد ولاد هاذا الخيار فاي‬
‫تشال قرب دار جلف سنة ‪ 0919‬وتربى عند أخوالاه‪ ،‬وخااض ك يارا مان المعاار ماع‬
‫لتجور‪.‬‬

‫وكان ألبُ كر قد أسلم علاى ياد ماب جا ُخ با ْه سانة ‪ 0921‬وصاار ال يفوتاه وقات صاالة ولاو‬
‫كان في معركة‪ ،‬وكان بينه وبين الةاج مال ساه (‪0977‬ـا‪ )0299‬قراباة‪ ،‬وبيناه وباين‬
‫الشااي أةااد بمااب امبكااي (‪0972‬ـا‪ )0295‬صااداقة‪ .‬وأخياارا هاااجر كلااى أةمااد شااي فااي‬
‫(ساايغو) كجناادي مجاهااد‪ ،‬وكاناات معااه فااي الهجاارة جماعااة ماان أهلااه أزواجااه وأوالدا‬
‫وأصدقاؤا‪ ،‬منهم من وصلوا معه ومنهم من لم يصل كولدا بون انجاي الذي قبض عليه‬
‫المستعمر م أدخله المدرسة الفرنسية في مدينة اندر‪.‬‬

‫بعد وفاء أةمد شي انت ل ألبر كلى النيجر ةيث قتل بسهم مسموم سنة ‪.0219‬‬

‫‪54‬‬
‫كانت (تيينغ) عاصمة اإلمبراطورية أيام ةكم انجاجاي انجااي ‪ ،‬ام ةولات زمان ةكام‬
‫(برم انجيم كمب) كلى (ورخوخ ) م كلى مدينة (يانغ ـ يانغ) أيام الملا ِليلاي فُاول فاا‬
‫)‪ )Leelé Fouli Fak Ndiaye‬بورب جلل ال اني عشر‪ ،‬وب يات هاي العاصامة كلاى أخار‬
‫مل اإلمبراطورية ألبر زينب انجاي‬

‫خريطة كمبراطورية جلل‬

‫‪55‬‬
‫الممال التي تكونت من تفك إمبراطورية جلف‪:‬‬
‫كمبراطوريااة جل اول هااي أقاادم كمبراطوريااة فااي الساانغال‪ ،‬وكاناات تشاامل جميااع البلاادان‬
‫الولفيااة ماان كجااور ووالااو وبااول وسااين وسااالم‪ .‬وفااي عااام ‪ 0712( 0711‬فااي بعااض‬
‫الروايات) تفككت اإلمبراطورية وتكونت منها عدة ممال ‪ ،‬منها‪:‬‬

‫مملكة والو‬
‫ت ااع والُ او بااين ماادينتي بااودور وسااان لااويس‪ ،‬تسااكنها قبيلااة ولااول‪ ،‬وهااو مس ا ط رأس‬
‫انجاجان انجاي مؤسس كمبراطورية جلل المترامية الرجاء‪ ،‬م انت ل منهاا كلاى جلال‪.‬‬
‫بعد أن لبث في عرش والو ستة عشر عاما‪.‬‬
‫است لت والو عان كمبراطورياة جلال بزعاماة بار كاابو ابان أم انجاجاان انجااي‪ ،‬وكانات‬
‫العاصاامة تنت اال بااين انجااوروب و جناادير واناادير وأخياارا كلااى مدينااة سااان لااويس‪ ،‬وقااد‬
‫سميت بهذا االسم تخليدا للمل الفرنساي لاويس الراباع عشار‪ ،‬وب يات مديناة ساان لاويس‬
‫عاصمة للسنغال وموريتانيا ةتى قبيل االست الل‪.‬‬
‫وكان المل فيها يةمل ل ب (بر )‪ .‬وكانت ال وافل الموريتانية تجتاز الصةراء الكبارى‬
‫متجهة كلى السنغال لمتجار خاصة قبيلة تراز التي دخلت والو عبر نهر السنغال‪ .‬وكاان‬
‫مةمد الةبياب ملا قبيلاة تاراز قاد تازوج انجمبات امباوج أميارة والاو‪ ،‬ف نجبات لاه ولادا‬
‫سماا يله‪ .‬وكان مةمد الةبيب نفسه يهاجم بجيشه شعب والو ابتغاء الغنائم‪ ،‬ولما اشاتدت‬
‫الجرائم الترازية على والو صمم الشعب على رد العاداوة‪ ،‬فجعلاوا يبيادون الموريتاانيين‬
‫أينما وجادوهم وي تلاونهم أفارادا وجماعاات‪ ،‬ويطااردونهم كلاى ع ار دياارهم‪ ،‬وتام كعادام‬
‫عدد كبير منهم على مختار نار جوب البر المشهور بالفروسية والشاجاعة والعازم فاي‬
‫سبيل ةماية وطنه وعرفه ورفع سمعة بالدا‪.‬‬
‫وفي ةدود ال رن السابع عشر أصب نظام الةكام مزعزعاا بسابب االن الباات المتكاررة‬
‫بين المسؤولين من ذوي السلطة التنفيذية وذوي السلطة التشريعية‪ .‬وكانوا يوقدون الفتن‬
‫فااي الاابالد سااعيا وراء المصاالةة الشخصااية فكاال واةااد ماانهم يطمااع أن يتربااع علااى‬
‫العرش‪ ،‬أو يكون ةاكم واليته فهذا بر امبوج كمب ي تل عمته لنغيار كونادامي طمعاا‬
‫في العرش‪ .‬وبعد مدة قُتكل هو بدورا بخطة من مجوخر‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫مملكة كاجـــور‬

‫است ل كجور عان جلال ب اورة قاام بهاا الكجورياون ب ياادة أمار انغاون سابل‪ ،‬عان ساوء‬
‫التفاهم بين الطرفين ةين ت خرت والية كجور عان أداء جزيتهاا السانوية‪ ،‬كذ كانات هاذا‬
‫الواليات ت دم جزية كلى ةكومة جلل سنويا‪ ،‬وةذت جذوها الوالياات المتب ياة واسات لت‬
‫كلها عن اإلمبراطورية‪.‬‬

‫وتةتل سهالل واسعلا بين المةيط الطلسي وأقاليم تياس و سين و سالوم وكانت‬
‫المباي ‪ [LAMBAYE‬م َّر بعض ملوكها‪.‬‬

‫كاناات تسااكن هااذا المملكااة بصاافة أساسااية جماعااة الولااول وكاناات مساار لةا لمعااار‬
‫عديدة في ال رن التاسع عشر فد االستعمار كلى أن س طت بيدا عام ‪0992‬‬

‫كانت ورا ة المل في كايور من ناةية الم ‪ .‬والمل يجاب ان يكاون مان سااللة السايدة‬
‫ديتي فو انجو و)‪.( Diétié Fou Ndiougou‬‬
‫داميل‪ ،‬وكانت ةفلة تنصيب المل ت ام في امبول ‪.‬‬
‫كان مل كايور يةمل اسم ك‬

‫‪57‬‬
‫مملكة غابو‬
‫التكسيس‪:‬‬
‫س اونجاتا كيتااا مؤسااس كمبراطوريااة‬
‫م كلن كك اي تكيراماك اان ت ار ُاو كري أةااد جنااراالت الجاايش ُ‬
‫مالي‪ ،‬هو الذي أسس مملكة ابو فاي أوائال ال ارن ال الاث عشار‪ .‬قاام ملنكاي تيراماكاان‬
‫باةتالل منط ة ابو التي كانت جزءا من كمبراطورية ماالي‪ .‬وبعاد سا وط كمبراطورياة‬
‫مالي كون فيها مملكة ابو‪.‬‬

‫الحكام ونظام الحكم‪:‬‬


‫قباال اازو مااالينكيين للمنط ااة‪ ،‬كااان يسااكن فااي المنط ااة مختلاال مجموعااات العرقيااة ‪:‬‬
‫الااديوال‪ ،‬الفااوالني‪ ،‬باااينو ‪ ،‬ومانجاناا ‪ ،‬والباااالنتيين ‪ ،‬وقبائاال ماندينكيااة (سوسااي‪،‬‬
‫وسونينكي)‪ ،‬وكانت قبيلة بيانو ةكام الرض قبل ت سيس مملكة ابو‪.‬‬
‫ةكم اابو االث سااللة ينةادرون مان أصاول ماالينكي‪ ،‬وبااينو ‪ ،‬وجاوال‪ ،‬هاي‪ :‬سااللة‬
‫نانكو‪ ،‬وساللة ساني‪ ،‬وماني‪.‬‬
‫كانت ابو م سمة كلى عدة مةافظات‪ ،‬كل مةافظة يديرها مانسا ‪ -‬با ‪ ،‬الذي تم اختيارا‬
‫ماان السااالالت الةاكمااة‪ .‬كااان التنظاايم االجتماااعي لغااابو الهرميااة‪ :‬الناابالء و رجااال ةاارة‬
‫والطوائل و السرى ‪.‬‬
‫و مانسا مةمية ماندنغو الجماعات العرقية و الغابات ( الديوال ‪ ،‬البااالنتيين‪ ،‬وانجاا ) ‪،‬‬
‫في ةين أنها استعبدت الفوالنيون‬

‫الحدود‪:‬‬
‫امتدت مملكة ابو من المناط‪ ،‬الجنوبية لنهر امبيا ‪ -‬كازامانس ةاليا‪ -‬وشمال ينيا ‪-‬‬
‫بيساو‪ ،‬و ينيا كوناكري ‪.‬‬

‫النشاطات االقتصادية‪:‬‬
‫تم لاات النشاااطات االقتصااادية فااي الزراعااة وال ااروة الةيوانيااة و التجااارة مااع ديااوال‬
‫والوروبيين الذين أسسوا عدة مراكز تجارية تسيطر عليها مانسا‪ ،‬وتجارة الرقيا‪ ،‬عبار‬
‫المةيط الطلسي‪.‬‬

‫العالقات الديبلوماسية‪:‬‬
‫كانت لغابو عالقات طيبة مع الملو في سين وسالوم ‪ ،‬ففال عن ذل فاإن ةكاام اابو‬
‫كانت لهام عالقاات عرقياة ماع الطب اة الرسات راطية فاي ساين و ساالوم ‪ ،‬وهكاذا نشا ت‬
‫ترابط بين سيرير و ماندنغو الذين ينةدرون من أصول ابو‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫كما ةافظت ابو على عالقات جيدة مع الممال الولول والدول ماا كلينكي الصاغيرة فاي‬
‫أنجا كني‪ ،‬و ُو كلي ‪ .‬أما فوتا دجالون فكانت لها عالقة طيبة في بداية مع مملكة اابو ولكان‬
‫ةدث نزاي بينها ‪ ،‬في منتصل ال رن التاسع عشر ‪ ،‬ال سيما مع ألفا يايا مولو و ألمامي‬
‫فوتا دجالون ‪ ،‬ألفا و ألفا كبراهيم بوكار ‪.‬‬

‫الديانات‪:‬‬
‫كانت الو نية دينا للمكة ابو على الر م من أن اإلسالم كان موجودا في ابو منذ نش ة‬
‫المملكة ‪ ،‬كما كانت في ابو طوائل مسيةية صغيرة جدا ‪.‬‬
‫سقوط مملكة غابو‪:‬‬
‫نتيجااة ال سااوة واالسااتبداد التااي مارسااها ةكااام ااابو علااى الفااوالنيين‪ ،‬قااام الفوالنيااون‬
‫بانتفافااة كبياارة فااد مملكااة ااابو‪ .‬ور اام الخسااارة البشاارية الكبياارة التااي ةاادث بااين‬
‫صفول الفوالنيين‪ ،‬فإنهم تمكنوا من كس اط مملكة ابة‬
‫وكقامة مملكة فالنية فاي فاوالدو ‪ Fouladou‬ماع ألفاا ياياا كماا الماامى الاذي تاوفي فاي‬
‫عام ‪0990‬‬
‫وقااد اسااتفاد الفااوالني أيفااا الةااروب بااين السااالالت‪ ،‬التااي أفااعفت مملكااة ماان خااالل‬
‫ال ورات بهم‪.‬‬

‫خريطة الممالي في السنغال‬

‫‪59‬‬
60
‫برنامج‬

‫الكفاءات الواجب أداؤها‬ ‫المدة الزمنية‬ ‫المضامين‬ ‫اإلشكاليات‬

‫‪ -‬التعاااارف علاااا موضااااوعات الجغرافيااااا‬ ‫ساعتان‬ ‫الدرس األول‪:‬‬ ‫التقديم‬


‫وفائدتها في فهم العالم‬
‫الجغرافيا‪ :‬التعريف واألهمية‬
‫‪-‬تعااارف علااا عملياااات التكاااون المختلفاااة‬
‫ثالث ساعات‬ ‫الدرس الثاني‪:‬‬ ‫الكون‬
‫لألرض ‪ ،‬ووسائل معرفة الكون‬
‫تشكيل وتكوين الكون‬

‫الدرس الثالث‪ :‬وسائل معرفة الكون ثالث ساعات‬

‫‪-‬التعرف عل شكل وحجم األرض‬ ‫أربع ساعات‬ ‫الدرس الرابع‪:‬‬ ‫كوكب األرض‬

‫‪-‬فهم حركات األرض‬ ‫شكل األرض ‪ ،‬وأبعادها وحركاتها‬

‫وصف أغلفة األرض المختلفة‬ ‫أربع ساعات‬ ‫الدرس الخامس‪:‬‬

‫أغلفااااة األرض‪ :‬الغاااااالف الغاااااازي‪،‬‬


‫الغااالف الصااخري والغااالف المااائي‬
‫والغالف الحيوي‬

‫تعرف عل أنواع تمثيل األرض المختلفة‬ ‫ثالث ساعات‬ ‫الدرس السادس‪:‬‬

‫أشكال التمثيل األرض‬

‫تعرف عل اآلليات العامة للمناخ‬ ‫الظااااااااااااااااااااواهر الااادرس الساااابع‪ :‬مخااااطر المنااااخ‪ :‬أربع ساعات‬
‫ظاااااااااهرة االحتباااااااااس الحااااااااراري‬ ‫الطبيعية‬
‫‪-‬التعااارف علااا المخااااطر المرتبطاااة بتغيااار‬ ‫والفيضانات والتصحر‬
‫المناخ‬

‫‪-‬تعاارف عل ا المخاااطر المتعلقااة بالحركااات‬ ‫ثالث ساعات‬ ‫الدرس الثامن‪:‬‬


‫الداخلية لألرض‬
‫المخاااطر المتعلقااة بتشااكيل االرض‬
‫‪-‬معرفة بنية األرض وحركاتها الداخلية‬ ‫وحركاتهاااااااا الداخلياااااااة (الااااااازالزل‬
‫والثورات البركانية)‬

‫وصف أنواع التعرية المختلفة ونثارها‬ ‫ساعتان‬ ‫الدرس التاسع‪ :‬أنواع التعرية‬

‫استغالل ملفات‬ ‫ساعتان‬ ‫الدرس العاشر‪:‬‬ ‫النشاط التقوية‬

‫اعااداد ملااف حااول الاانظم البيئيااة فااي‬


‫السااااااانغال (الرطاااااااب‪ ،‬السااااااااحلي‪،‬‬
‫الشاطئي‪ ،‬السوداني‪ ،‬الصيد النهري‬
‫والبحيري)‬

‫‪61‬‬
‫الجغرافيا ‪ :‬تعريفها ‪ ،‬أهميتها وأقسامها‬

‫‪ 0‬ـ تعريف الجغرافيا لغة‬

‫كن كلمة الجغرافيا ‪ Geography‬لفاظ ك ري اي هاو فاي الصال ‪، geographica‬‬


‫مؤلل مان شا ين‪ :‬أولهاا ‪ Geo‬ويعناي الرض ‪ ،‬و انيهماا ‪ Graphica‬ويعناي‬
‫الوصل أو الصورة‪.‬‬

‫فالجغرافيا في االصطالح ‪ :‬هي علم يدرس الرض والظواهر الطبيعياة والبشارية‬


‫عليها ‪.‬‬

‫وعلى هذا الساس فالجغرافيا هي وصل الرض وقد كانات كاذل فاي بادايتها‬
‫ةياااث كاااان الرةالاااة يصااافون ويساااجلون مشااااهداتهم عااان الااابالد والقااااليم التاااي‬
‫يزورونها‪.‬‬

‫وكلمة الجغرافية في اللغة العربية تعتبر ةدي ة بعاض الشايء ‪ ،‬ةياث كاان العارب‬
‫والمسلمون يستعملون صورة الرض أو قطاع الرض أو خريطاة العاالم والقااليم‬
‫أو المسال والممال أو ت ويم البلادان أو علام الطارق ويعتبرونهاا جغرافياة‪ .‬كال أن‬
‫هذا الخيرة تطورت وأصبةت علماا قائماا تادرس فاي المادارس ويتخصاى فيهاا‬
‫علماء عبر العالم لما لها من فوائدة في ةياة البشر‪.‬‬

‫‪ 9‬ــ ــ أهمية علم الجغرافيا‬

‫كن الجغرافيا لم تعد علما يهتم بوصل الظواهر وصفا سطةيا بعيدا عن الواقع بال‬
‫أصبةت تخصصا يتماشى والتطور العلمي الةديث المعتمد على التةليال وال يااس‬
‫والربط واستخدام النماذج والنظريات الةدي ة‪ ،‬ومن أهميتها ما يلي ‪:‬‬

‫أنها همزة وصل بين المواد الدراسية‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫تساعد الفرد على معرفة البيئة والظواهر المةيطة به‬ ‫‪‬‬
‫تمكن اإلنسان من تسخير الظواهر الطبيعية‬ ‫‪‬‬
‫تدرس جميع النشطة البشرية وتطوراتها على سط الرض‬ ‫‪‬‬
‫تساعد على تفسير الظواهر الطبيعية والبشرية المةيطة باإلنسان‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪62‬‬
‫‪ ‬تساعد اإلنسان على التنبؤ وتعطيها رؤية شاملة للظواهر الطبيعية والبشرية‬
‫‪ 1‬ـاـ أقساام الجغرافياة‪ :‬اتفاا‪ ،‬علمااء الجغرافياا علاى ت ساايمها عموماا كلاى القسااام‬
‫التالية وهي‪:‬‬

‫أ ــ الجغرافيا الطبيعية وهي التي تهتم بدراسة طبيعاة الرض مان ةياث البنياة‬
‫الجيولوجية ( طب اات الرض ‪ ،‬التفااريس ) والظاواهر الجوياة والنباتـــــاـية‬
‫والةيوانية ‪ .‬ومنها أيفا ل الجغرافياا الفلكياة التاي تهـــاـتم بدراساة شاكل الرض‬
‫وةجمهااا وةركتهااا وكرويتهااا وعالقاتهااا بالكواكااب الخاارى‪.‬ومنهااا‪ :‬جغرافيااة‬
‫المناخ ‪ ،‬الجغرافيا الةياتية ‪ ،‬جغرافية البةار والمةيطات‪.‬‬

‫ب ـ الجغرافياا البشارية وتن سام كلاى جغرافياة الساكان والجغرافياا االقتصاادية‬


‫والجغرافيااا السياسااية ‪ ،‬وجغرافيااة المااادن ‪ ،‬و الجغرافيااا الزراعيااة وجغرافياااة‬
‫الريااال وتتناااول أيفااا النشااطة البشاارية علااى وج اه الرض وعاان الةاادود‬
‫السياسية والمشكالت البيئية والسكانية ‪...‬‬

‫‪63‬‬
‫الكون‬

‫تكوينات الكون (عملية نشكة الكون وتشك{له)‬

‫هنا عدة نظريات تفسر نش ة الكون (المجموعة الشمسية)‪ ،‬منها‪:‬‬

‫‪ .0‬وجهااة نظاار تاارى أن أفااراد المجموعااة الشمسااية ماان أصاال واةااد م اال نظريااة‬
‫البالش وأنصارا‬
‫‪ .9‬نظرية ت ول بتعدد النشا ة واخاتالل الصال للمجموعاة الشمساية ‪ ،‬م ال نظرياة‬
‫سوبرنوفا ‪.‬‬

‫وخالصااة ال ااول كن الرض تكوناات وال نعاارل تةدياادا للطري ااة التااي تكوناات بهااا‬
‫فالرض مختلفة في نش تها عن ب ية الكواكب التي كشفت الرةالت الففائية عنهاا‬
‫وجاءت بمعلومات ةولها ‪ ،‬وةتى ال مار التاابع لاألرض تكويناتاه مختلفاة نوعاا ماا‬
‫عن تكوينات الرض ونش تها ‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫وسائل معرفة الكون‬

‫استخدم اإلنسان عدة وسائل لمعرفة الكون عبر العصور‪ ،‬منها‪:‬‬

‫‪ .0‬ال رآن الكريم م ال قولاه تعاالى‪ ( :‬ياا معشار الجان واإلناس كن اساتطعتم أن‬
‫الارةمن‬ ‫تنفذوا من أقطار السماوات والرض فانفاذوا ال تنفاذوا كال بسالطان )‬
‫سورة النخل اآلية ‪02 :‬‬ ‫آية‪ 92‬وقوله تعالى ‪ ( :‬وعالمات وبالنجم هم يهتدون )‬
‫‪ .9‬االهتداء بالنجوم لمعرفة االتجاهات‬
‫‪ .2‬المتابعة والمالةظة ورصد الظواهر الكونية وتفسيرها‪.‬‬
‫‪ .1‬اسااتخدام اآلالت م اال الم ااراب ( ميكروسااكوب ) ‪ ،‬وبااه اسااتنتج جاااليلو أن‬
‫سكان الرض ال يظهر لهام كال وجاه واةاد مان ال مار وأن الزهارة تادور ‪،‬‬
‫وللمشتري أربعة أقمار تابعة ‪ ،‬وكلها تتبع الشمس ‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫كوكب األرض‬
‫شكل وأبعاد وحركات األرض‬

‫أ ــ شكل األرض‪ :‬أ بت علماء الجغرافية ب ن الرض كروية الشاكل ولكنهاا ليسات‬
‫كاملة االستدارة وهي على شكل بيفاوي مسطةة عند ال طبين ومنتفخة عناد خاط‬
‫االستواء وذل لسرعة دورانها ةول نفسها‪.‬‬

‫ب ـ أبعاد األرض ‪:‬تختلف أبعاد األرض ‪:‬‬


‫‪ ‬ال طر االستوائي أطول من ال طر ال طبي بةوالي ‪ 12.7‬كلم ةياث ال يتعادى‬
‫ال طر ال طبي ‪ 09211‬كلم طوال‬
‫‪ ‬المسافة بين أي من ال طبين والدائرة االساتوائية ت ادر بةاوالي عشارة آالل‬
‫كلم كن مساةة سط الرض عامة هي ‪ 701‬مليون كلم مربع‬
‫‪ ‬المةيط للكرة الرفاية يزياد نوعاا ماا فاي الادائرة االساتوائية عان المةايط‬
‫المار بال طبين بةوالي ‪ 22‬كلم ةيث هو عند ال طبين ‪ 11115‬كلم‬
‫‪ ‬كن المةااور الااوهمي الت اي ت ادور الرض ةولااه ي ااع فااوق ال طااب الشاامالي‬
‫الكوني الذي هو فوق ال طب الشمالي لألرض‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫ج ــ حركات األرض‪:‬‬

‫لألرض ةركتان ‪ :‬كةداهما يومية ةول المةور من الغرب كلى الشرق ويناتج‬
‫عنها تعاقب الليل والنهار ‪ ،‬والةركة ال انياة سانوية تادور ةاول الـاـشمس فاي‬
‫ماادار بيفاااوي يساامى فلا الرض ماارة كاال عااام فااي ماادة ‪ 227‬يااوم وربااع‬
‫يوم وتــنتج عنها ظاهرة الفصول الربعة ‪.‬‬

‫تسمى ةركة الرض السنوية بالدورة السنوية والطري ة الــــتي تـــسلكها‬


‫الرض في دورانها ةول الشمس تسمى فل الرض‪ .‬أما مدار الرض على‬
‫شكل بــــــيفاوي ‪ ،‬فـــليس على شكل دائرة تماما‪.‬‬

‫هذا النتاائج المشاارة كليهاا هاي جوهرياة وأساساية وأساباب فاي ةادوث أناواي‬
‫المناخ وأنماط الةياة وتباينها على ساط الرض وقاال هللا تعاالى ( وجعلــاـنا‬
‫النبإ اآلية ‪ 01‬ـ ‪00‬‬ ‫اللـــيل لباسا وجعلنا النهار معاشا )‬

‫‪67‬‬
‫أغلفة األرض‬

‫تت ا لل الكاارة الرفااية ماان أربعااة أ ـــااـلفة هااي‪ :‬الغــااـالل الصااخري‪ ،‬الغااالل‬
‫المائي‪ ،‬الغالل الجوى‪ ،‬الغالل الةيوي‪.‬‬

‫‪ 0‬ـ الغالف الصخري ‪:‬‬

‫هو من أهام أ لفاة الرض ويم ال تلا الصاخور والمعاادن المختــاـلفة والمتـاـباينة‬
‫التي تكــــ ّون ســـط ( قشرة ) الرض الذي نعيش عــــليه‪.‬‬

‫ويت ـــر الغالل الصخري بجميع ال لفة الخرى‪ .‬ةياث أنهاا تسااهم بشاكل كبيار‬
‫جدا في تكوين معالمه‪ .‬وتةديد أشكال وأنواي صخــــورا ومعـــادنه‬

‫‪ 5‬ـ الغالف المائي‪:‬‬

‫تغطاي الميااا ةاوالي ‪ %51‬مان ساط الرض وتعاـتبر البةاار والمةيطاات أهام‬
‫صور الماء علاى ساط الرض ةاـيث تم ــاـل ةاوالي ‪ %25‬مان الميااا الموجاودة‬
‫وللميااا بشاكل عاام والبةاار والمةيطاات بشكــاـل خااى دور‬ ‫علاى الرض‪،‬‬
‫هام وفـــــعال في عمليات الترسيب والنةت على سط الرض ‪.‬وتــــوجد صاور‬
‫أخرى للمياا على الرض م ل الغيوم والنهاار والجلياد والميااا الجوفــاـية والـاـتي‬
‫لها هي أيفا دور فعال في العمليات الجيولوجية‪ .‬والمياا على سط الرض فاي‬
‫تجـــدد مستمر عن طري‪ ،‬دورة المياا في الطبيعة ‪.‬‬

‫‪ 2‬ــ الغالف الغازي‪:‬‬

‫هااو ذلا الغااالل الااذي يةــااـيط بااالرض ماان جماـيع الجهااات ويبـااـدأ ماان سااط‬
‫الرض‪ ،‬ةيث يم ل سط البةر الةد السفل للغالل الجوي ويرتــــاـفع كلاى مااال‬
‫نهاية في الجو‪.‬‬

‫يت ا لل الغااالل الجااوي ماان عنصاارين رئيسااين يم ا الن ةااوالي ‪ %22‬ماان الهـااـواء‬
‫وهمااا‪ :‬النيتااروجين والكسااجين ‪ ،‬ةيااث يكااون النتــــااـروجين ‪ 78%‬ماان الهااواء‬
‫ويكاون الكساجين ‪ 21%‬مان الهاواء والب ياة عباارة عان اازات مختلفاة وعديادة‬
‫أهمها اني أكسيد الكربون وتزيد كــ افة الغازات في هذا الغـــالل كلماا اقــاـتربنا‬
‫‪68‬‬
‫من سط الرض نظرا لزيادة الفغط‪ ،‬وتـــ ل كــلما ابتعادنا عان ساط الرض‬
‫ةتاااى أنناااا نجاااد فاااي طب اااات الجاااو العلياااا اااازات قليلاااة جااادا ل وخفيفاااة م ااال ااااز‬
‫الهيدروجين والهليوم‪.‬‬

‫‪ 1‬ـــ الغالف الحيوي‬

‫هو الةيز الذي توجد به الةياة ويمتد من أكبر عم‪ ،‬توجد به ةياة في البةاار كلاى‬
‫أعلى ارتفاي توجد عليه الةياة في الجبال‪ .‬سمكه ‪ 01‬كم ت ريبا‬

‫رسم يبين أغلفة األرض‬

‫‪69‬‬
‫أشكال تمثيل األرض ( أنواع اإلسقاطات لألرض )‬

‫إسااقاط الخاارائط ‪ :‬الت نيااة الهندسااية التااي تساااعد علااى ةاال مشااكلة تم ياال الشااكل‬
‫الكروي لألرض على سط مستو للخريطة وتستخدم في علام رسام الخارائط مان‬
‫أجل كظهار السط المنةناي ناائي البعاد لاألرض بشاكل مساتوي ‪.‬كن كلماة كسا اط‬
‫تعناااي أي عمااال موجاااود علاااى ساااط الرض ولاااه قااايم علاااى المساااتوى ولااايس‬
‫بالفرورة أن يكون كس اطا هندسيا ‪.‬‬

‫ابتكر علماء الخرائط الك ير من المساقط وذل لتة ي‪ ،‬الصورة الصةيةة لعنصار‬
‫واةد أو عنصرين من هذا العناصر‪ ،‬اآلتية ‪:‬‬

‫‪ .0‬المساةة الصةيةة‪.‬‬
‫‪ .9‬الشكل الصةي ‪.‬‬
‫‪ .2‬االتجاهات ـ أو االنةرافات ـ الصةيةة‪.‬‬
‫‪ .1‬المسافات ـ أو البعاد ـ الصةيةة‪.‬‬

‫وأهم أنواي المساقط وأك رها استعماال هي ‪:‬‬

‫‪ .0‬المس ط السطواني‪.‬‬
‫‪ .9‬المس ط المخروطي‪.‬‬
‫‪ .2‬المس ط المستوي أو السمتي‪.‬‬

‫ومن هنا نرى أنه من الممكن كدراج درس عن الخريطة وطري ة قراءتها‬

‫‪70‬‬
‫الخريطة‬

‫الخريطة ‪ :‬هي كةدى المطبوعات التي تم ال الرض أو أي جارم ساماوي ‪ ،‬وهاي‬


‫صااورة مصااغرة لااألرض ال تخلااو ماان تشااويه ‪ .‬يعباار معظاام الخاارائط عاان سااط‬
‫الرض كله أو بعفه ‪ .‬أو يم ل الظواهر الطبيعية والبشرية‪.‬‬

‫تم ل المعلومات على الخرائط كما بخطوط وكما ب لوان أو أشكال أو يار ذلا مان‬
‫الرموز لتةل مةل بعض الظاواهر كالنهاار والمادن والطارق للت ليال مان ةجمهاا‬
‫فما ال ‪ :‬خريطاة بسالم ( م يااس ) ‪1 /100 .000‬سانتمتر يم ال فيهاا كال سانتمتر‬
‫واةااد علااى الخريطااة = ‪ 011111‬ساانتمتر علااى سااط الرض أي مااا يعااادل‬
‫كلمترا واةدا في الواقع ‪ .‬وكلما كبر م ام الكسر كان السلم صغيرا‪ ،‬وكلماا صاغر‬
‫م ام الكسر كان السلم كبيرا ‪ ،‬وفي هذا الةالاة الخيارة تبارز الخريطاة بمعلوماات‬
‫دقي ااة ومفصاالة لااذ فااإن اختيااار الساالم ماارتبط بدرجااة الدقااة المتوخاااة كمااا ياارتبط‬
‫بمدى اتساي الرقعة المراد كبرازها على الخريطة‪.‬‬

‫للخريطة فوائد منها ‪:‬‬

‫‪ ‬تةديد الماكن وقياس المسافات‬

‫‪ ‬تخطيط الرةالت وتةديد الطرق‬

‫‪ ‬تزويد معلومات عن المناخ والسكان وطرق المواصالت‬

‫‪ ‬تعريل أنماط توزيع السكان واستخدام الرض‬

‫‪71‬‬
‫أنواع الخرائط ‪:‬‬

‫توجد عدة أنواي من الخرائط ‪ ،‬منها ‪:‬‬

‫‪ o‬الخرائط المرجعية أو العامة ‪ :‬توف المعالم الجغرافية وتةدد ظواهرها‬


‫‪ ،‬م ل التفاريس والمياا والصةاري ‪....‬‬

‫‪ o‬خرائط الةركة ‪ :‬توف الطرق م ل الطرق البةرية والبرية والجوية‬

‫‪ o‬الخرائط الموفوعية ‪ :‬تةدد ك افة السكان وتوزيعهم‪ ،‬والمطار ‪...‬‬

‫‪ o‬الخرائط الت ييمية ‪ :‬تةدد معالم مةددة كالمناط‪ ،‬الزراعية والغابات ‪...‬‬

‫قراءة الخرائط ‪:‬‬

‫تتطلب قراءة الخريطاة خبارة كذ أن الخريطاة عباارة عان صاورة فوقياة ‪ ،‬ول اراءة‬
‫الخريطة فال بد من فهم العناصر التالية ‪:‬‬

‫‪ ‬مفتاح الخريطة وهو عبارة عن قائمة من الرموز الكمية ( الةجاام والم اادير)‬
‫والنوعياااة (طبيعاااة الظااااهرة المم لاااة ) واللــاااـوان فاااي الخــريـاااـطة لبيـاااـان‬
‫الظواهــــر الجغرافية المم لة على الخريطة‬

‫‪ ‬م ياس الخريطة ويستعمل لبيان العالقة بين البعاد على الخريطة وما يناظرها‬
‫‪ 711‬متر‬ ‫على سط الرض م ل ‪ :‬سنتمتر واةد =‬

‫‪ ‬فهااارس الخريطااة ‪ :‬تساعـااـد فااي تةديااد الماااكن وتم ــااـيل الظواهــــااـر علااى‬
‫الخريطة‪ .‬بةرول أبجدية ‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫الظواهر الطبيعيىة‬

‫المناخ‬

‫الفرق بين الطقس والمناخ‪:‬‬

‫لكـل من الط س والمناخ مدلول خاى فيجب عدم الخلط بينهماا عناد التعبيار عان‬
‫ةالة الجو‪ .‬فالط س هو ةالة الجو في لةظة أو يوم معين من ةيث درجة ةرارته‬
‫وم دار فغطه ونوي الرياح التي تهب عليه في ذل الوقات وم ادار الرطوباة فياه‬
‫من ةيث السةب والفباب ودرجة ك افتهما و ير ذل ‪.‬‬

‫أما المناخ فهو أشمل وأوسع من مدلول الط س آلنه يادل علاى ةالاة الجاو فاي مادة‬
‫طويلة قد تكون شهرا أو فصال أو سنة أو عدة سنوات في كقليم من القاليم ‪ ،‬فم ال‬
‫ن ول ‪ :‬الط س الياوم فاي تيااس معتادل و اائم بينماا منااخ تيااس العاام ةاار صايفا‬
‫بارد شتاء والمطار قليلة يس ط صيفا ‪.‬‬

‫عناصر المناخ‪:‬‬

‫من أهم عناصر المنااخ ماا يلاي ‪ :‬الةارارة والفاغط الجاوي ‪ ،‬والريااح والرطوباة‬
‫والمطااار وهااي تااؤ ر فااي بعفااها الاابعض ‪ ،‬فاااختالل درجااة الةاارارة يااؤدي كلااى‬
‫اختالل الفغط الجوي واختالل الفغط الجوي يؤدي كلى هبوب الرياح وس وط‬
‫المطار يتوقل على نوي الرياح والجهة ال ادمة منها ‪ ...‬وهكذا‪.‬‬

‫أوال‪ -0:‬الحرارة‪:‬‬

‫أهم عناصر المنااخ كذ جمياع العناصار الخارى تتا ر بهاا‪ .‬ونظارا لهميتهاا قـاـسم‬
‫علماء الجغرافيا العالم كلى عدة مناط‪ ،‬ةرارية ‪ ،‬فما هي؟‬

‫‪73‬‬
‫المناط الحرارية عل سطح األرض‪:‬‬

‫ين سم المناخ كلى عـــدة مناطــ‪ ،‬ةرارية ‪ ،‬وهي كـــاآلتي ‪:‬‬

‫‪ 0‬ـ المنط ااة الةااارة ‪ :‬وتــااـ ع بـااـين المداريـااـن ( الســااـرطان والجاادي ) ويماار‬
‫بوسطها خط االستواء ‪ ،‬وتـــتميـــز ب نها ممطرة وةارة ورطباة علاى مادار السانة‬
‫تــ ريبا‪.‬‬

‫‪ 9‬ـ المنط تااان المعتاادلتان الشاامالية والجنوبيااة وت عااان بااين كــااـل ماان المداريـااـن‬
‫والاادائرتين ال طبيتااين ( ‪ 2267‬شااماال وجنوبااا ) وت اال فيهمااا درجااة الةاارارة كلمااا‬
‫ابتعـدنا عن المدارين نةو الدائرتين ال طبــيــيـن ‪.‬‬

‫ويمكن ت سيم كل منهما كلى منط ــتيــن متميزتـيـن ‪:‬‬

‫أ ـ منط ة معتدلة دفيئة ت ع بين خطي عرض ‪ 9267‬و‪ 11‬شماال وجنوبا ‪ ،‬وتتمياز‬
‫ب نها ةارة صيفا ودفيئة شتاء ‪.‬‬

‫ب ـااـ منط ااة معتدلااة باااردة ت ااع بااين خطااي عاارض ‪ 11‬و‪ 22.7‬شااماال وجنوبااا‪،‬‬
‫وتـــتميز ب نها معـتـــدلة صيفا وباردة شتاء ‪.‬‬

‫‪ – 2‬المنطـ ـااـتان الـ ـطبـي اـتان الشاامالية والجنوبيااة ‪ ":‬وت عااان بااين الاادائرتين‬
‫ال طبيتااين وال طبااين الشاامالي والجنااوبي ‪ ،‬وتتمياازان بشاادة الباارودة وتااراكم ال لااوج‬
‫طوال العام ت ريبا ل ت اس درجة الةرارة بآلة تعرل باسم الترمومتر‬

‫‪74‬‬
‫رسم للكرة األرضية يوضح المناط الحرارية عل سطح األرض‬

‫‪75‬‬
‫ثانيا‪ :‬الضغط الجوي‪.‬‬

‫يعرل الفاغط الجاوي ب ناه وزن عــــاـمود الهاواء الممتاد مان ساط الاـبةر كلاى‬
‫نــــهاية الغالل الغازي ويةيط بالكرة الرفاية مان جمياع جهاتهاا االل اازي‬
‫م فااوق سااط البةاار‪ ،‬ويتكااون هااذا‬ ‫‪271‬‬ ‫يعــااـرل بااالهواء وي اادر ارتفاعااه بنةااو‬
‫الغااالل ماان عاادة ااازات أهمهااا النتااروجين (الزوت) ونساابته ‪ %59‬ماان ةجاام‬
‫الغااالل والُكسااجين وتبلااغ نساابته ‪ %90‬والباااقي وهـااـو ‪ %0‬خلاايط ماان ااازات‬
‫أخرى ومن مواد عالــاـ ة باه م ــاـل بخاار المااء والغــاـبار‪ ،‬وهاذا الغاالل الجاوي‬
‫فروري لةياة اإلنسان والةيوان والنبات على سط الرض ‪.‬‬
‫وللغالل الجوي ــ ــل يولد فغ ل‬
‫طا يساوي هذا ال ل م ل سائر الجسام الخرى‪،‬‬
‫والدليل على ذل أنناا ما ال كذا فر ناا أي وعااء مان الهاواء بواساطة آالت التفرياغ‬
‫فإن ل الفغط الجوي يهشم جدرانه كذا كانت رقي ة ‪.‬‬
‫ويختلل ل الغالل الجوي وبالتالي فغطه تبعلا لةرارته أو برودته أو رطوبتاه‪،‬‬
‫فااالمعرول أن الهااواء كذا سااخن زاد ةجمااه وبااذل ت اال ك افتااه ويخاال فااغطه ‪،‬‬
‫ويةدث العكس كذا انخففت درجة ةرارته في ل بذل ةجمه وتزداد ك افتاه فيشاتد‬
‫فغطه ‪ .‬وي اس الفغط الجوي ب ةد الجهزة التالية المبينة‬
‫‪ )0‬البارومتر العادي (الزئب ي )‬
‫‪ )9‬البارومتر المعدني المعرول باسم( "‪ " Aneroid‬أنرويد‪.‬‬
‫‪ )2‬الباروجرال‪.‬‬

‫ونظرا الختالل ةالة الفغط الجوي على سط الكرة الرفاية بالنسابة للةارارة‬
‫ل‬
‫والرطوبااة ‪ ،‬ف ااد أمكاان ت ساايم سااط الرض كلااى مناااط‪ ،‬ذات فااغط ماانخفض‬
‫وأخرى ذات فغط مرتفع كـما ي تي‪:‬‬

‫‪76‬‬
‫‪ 0‬ـ منط ااة فااغط ماانخفض علااى جااانبي خااط االسااتواء لشاادة الةاارارة وك اارة‬
‫البخرة وتصاعد الهواء كلى الطب ات العليا ‪.‬‬

‫‪ 9‬ــ منط تا فغط مرتفع ةول خطي عارض ‪ 21‬شاماالل وجنوبلاا ل لاة بخاار المااء‬
‫بهما‪ ،‬ولن الهواء بهما هابط من أعلى كلى أسفل‪ ،‬والهواء الهابط يكون عادة أ ال‬
‫من الهواء الصاعد ‪.‬‬

‫‪2‬ـ منط تا فغط منخفض ةول خطي عرض ‪ 21‬شماالل وجنوبلا لتصاعد الهواء‬
‫وك رة البخرة بهما‪.‬‬

‫‪ 1‬ــ منط تا فغط مرتفع عند ال طبين لشدة البارودة وقلاة البخارة وهباوط الهاواء‬
‫بهما ‪.‬‬

‫(خريطة تبين االختالل في الفغط الجوي على سط الرض )‬

‫‪77‬‬
‫ثالثا‪ :‬الرياح‬
‫هااي تيااارات هوائيااة تتةاار مندفعااة ماان جهااة كلااى أخاارى فااوق سااط الكاارة‬
‫الرفية‪ ،‬لوجود مناط‪ ،‬ذات فغط مرتفع بجواري مناط‪ ،‬ذات فاغط مانخفض‬
‫‪ ،‬فالهواء الموجود فوق منااط‪ ،‬الفاغط المرتفاع يكاون يال الاوزن‪ .‬بينماا الهاواء‬
‫الموجود فوق مناط‪ ،‬الفغط المنخفض يكون خفيل الوزن‪ .‬لاذل يتةار الهاواء‬
‫ال يل الوزن مان منط اة الفاغط المرتفاع نةاو منط اة الفاغط المانخفض ليمألهاا‬
‫ةتى يتساوى الفغط في المنط تين‪ ،‬ولو كان الفغط الجوي متسااويلا علاى جمياع‬
‫جهااات الكاارة الرفااية لمااا تةاار الهااواء ولب ااي ساااكنا ل فااي مكانااه‪ .‬ويمكاان تشاابيه‬
‫ةركة الرياح من مناط‪ ،‬الفغط المرتفع كلى منااط‪ ،‬الفاغط المانخفض بانساياب‬
‫الماء تل ائيّا من المرتفعات كلى المنخففات لكي يةصل التوازن في المستوى ‪.‬‬

‫ويمكان قياااس سارعة الرياااح بواساطة جهاااز النيماومتر ‪ Anemometer‬كمااا‬


‫يمكن معرفاة اتجااا هباوب الريااح بواساطة دوارة الريااح ‪ Wind vane‬وتسامى‬
‫الرياح باسم الجهاة التاي تا تي منهاا‪ .‬ما ال ن اول الريااح الشارقية كذا أتات مان جهاة‬
‫الشرق‪..‬وهي أنواي‪.‬‬

‫أنواع الرياح‪:‬‬

‫‪ - 0‬الرياح الدائمة‪ :‬وهاي ريااح تاـهب باساتمرار وانتظاام طاوال السانة وتنةصار‬
‫في طب ات الجو السافلى‪ ،‬وتسامى عاادة ب ساماء الجهاات الصالية أو الفرعياة التاي‬
‫تهااب منهااا وتشاامل الرياااح الدائمااة ‪ ،‬الرياااح التجاريااة ‪ ،‬الرياااح العكسااية والرياااح‬
‫ال طبية‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫أنواع الرياح الدائمة‪:‬‬
‫أ ـ الرياح التجارية ‪ :‬وتـهب هذا الريااح مان منط تاي الفاغط المرتفاع الماداريتين‬
‫نةو منط ة الفغط المنخفض االستوائي ‪ ،‬وتكون شمالية شرقية في نصال الكارة‬
‫الشمالي‪ ،‬وجنوبية شرقية في نصل الكرة الجنوبي ‪ ،‬وتمتاز الرياح التجارية ب نها‬
‫جافة و ير ممطرة ‪ ،‬لنها ت تي من جهات دافئة كلى جهات ةارة ‪.‬‬

‫ب ــ الرياح العكسية ‪ :‬تـهب الرياح العكسية من منط ة الفاغط المرتفاع الموجاود‬


‫ةول دائرتي ‪ 21‬شماال وجنوبلا كلى الدائرين ال طبيتاين ‪ ،‬وتهاب عاادة مان الجناوب‬
‫الغربي في نصل الكرة الشمالي ‪ ،‬ومن الشمال الغربي في نصل الكرة الجنوبي‪،‬‬
‫وهي ممطرة بإذن هللا ودافئة ‪ ،‬وسبب ذل أنها تا تي مان جهاات دافئاة كلاى جهاات‬
‫اارا ماااا تصاااةب الريااااح العكساااية معهاااا العاصاااير وهاااي‬
‫عاااا ماااا ‪ ،‬وك يا ل‬
‫بااااردة نو ل‬
‫عواصل شديدة الهبوب ك يارة الرعاد والبارق ماع ت لباات ساريعة يفاطرب معهاا‬
‫يرا ‪.‬‬
‫الجو ك ل‬

‫ج ــااـ الرياااح ال طبيااة ‪ :‬تااـهب الرياااح ال طبياة ماان ال طااب الشاامالي نةااو الاادائرة‬
‫ال طبية الشمالية ‪ ،‬وت تي من الشامال الشارقي كماا تهاب مان ال طاب الجناوبي نةاو‬
‫الدائرة ال طبية الجنوبية وتكون جنوبية شرقية وهي رياح باردة جافة ‪.‬‬

‫الرياح األخرى‪:‬‬
‫ير الرياح الدائمة رياح أخرى م ل‪ :‬الرياح الموسمية ‪ ،‬والرياح المةلية ‪،‬‬ ‫وهنا‬
‫ونسيم البر ‪ ،‬ونسيم البةر‪:‬‬

‫‪ -0‬الرياح الموسمية ‪ :‬تـهب الرياح الموسمية في فصول معينة من السنة ‪ ،‬وسبب‬


‫هبوبها هو أنه في فصل الصيل تكاون الجهاات الوساطى لل اارات شاديدة الةارارة‬

‫‪79‬‬
‫يرا ويخل وترتفع ‪ ،‬ويةال مةلاه‬
‫لبعدها عن ت ير المةيطات فيسخن الهواء بها ك ل‬
‫رياح رطبة آتية من المناط‪ ،‬المرتفعة الفغط من البةار المجاورة فتسابب سا وط‬
‫أمطار الغزيرة بإذن هللا تعالى‪.‬‬
‫وفكى فصل الشتاء ينعكس الةال وتصاب الجهاات الداخلياة بال اارات أبارد مان جاو‬
‫البةار المةيطة بها ‪ ،‬ولذا تهب الرياح من وساط ال اارة كلاى المةيطاات المجااورة‬
‫وتكون جافة باردة ‪ ،‬وأك ر ماا تهاب هاذا الريااح الموسامية بصاورة منتظماة علاى‬
‫جهات آسيا الجنوبياة الشارقية وأواساط كفري ياا والةبشاة وشامال أُساتراليا وجناوب‬
‫رب الجزيرة العربية ‪.‬‬

‫‪ 9‬ـــ الريااح المةلياة ‪ :‬تاـهب الريااح المةلياة فاي منااط‪ ،‬معيناة صاغيرة المسااةة‬
‫لماادة قصاايرة فااي فتاارات مت طعااة وتنشا عاان عواماال خاصااة بالتفاااريس ‪ ،‬وهااي‬
‫تختلل عان الريااح الموسامية فاي أنهاا ال تشامل فصاالل بكاملاه ‪ ،‬وال تهاب بانتظاام‬
‫م لهااا ‪.‬الرياااح المةليااة توجااد فااي أ لااب جهااات العااالم ولكنهااا تختلاال فااي شاادتها‬
‫وت يرها من جهة كلى أخرى ومن أم لتها رياح السموم التاي تهاب مان جناوب‬
‫الجزيرة العربية كلى شمالها ورياح الخماسين الةارة التي تهاب مان الصاةراء‬
‫الكبرى بإفري يا وتنتشر في القطار المجاورة ‪.‬‬

‫‪ 2‬ـــ نسيم البر ونسيم البةر‪ :‬هما من الظااهرات الجوياة التاي تةادث فاي الجهاات‬
‫الساةلية التي يعظم فيها الفرق اليومي بين درجات ةرارة كل من الياابس والمااء‪،‬‬
‫وذل ا الخااتالل طبيعااة كاال منهمااا فااي امتصاااى الةاارارة ‪ ،‬وف اادانها ‪ ،‬فاليااابس‬
‫يماتى الةارارة بسارعة ويف اادها بسارعة ‪ ،‬أماا المااء فإنااه يمتصاها بابطء ويف اادها‬
‫ببطء ‪ ،‬ولذل تختلال الةارارة علاى الياابس والمااء المتجااورين وباـالتالي يختلال‬
‫الفغط عليها وينت ل الهواء من أةدهما كلى اآلخر‪ ،‬ففي أ ناء النهار عنادما تساطع‬

‫‪80‬‬
‫أشعة الشامس علاى الياابس والمااء ترتفاع درجاة ةارارة الهاواء المالماس لاألرض‬
‫فيخل ويرتفع ويةل مةله هواء بارد يهب من ناةياة البةار‪ ،‬فيشاعر النااس بنسايم‬
‫نهارا يسمى نسيم البةر ‪.‬‬
‫بارد عليل ل‬

‫وفي أ ناء الليل بعدما تغيب أشعة الشمس يكون الهواء فاوق ساط البةار أدفا مان‬
‫هواء اليابس ةيث يكون الهواء فوق البةر ليالل دافئلا فيخال ويرتفاع‪ ،‬ويهاب نةاوا‬
‫هواء بارد يل من ناةية البر يسمى نسيم البر ‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬الـرطوبة‬
‫وي صد بالرطوبة هنا بخار الماء الموجود في الجو وال يكون رطبا ل كالَّ كذا اةتوى‬
‫على بخار الماء‪ ،‬وال تخلو الطب ات السفلى من الغالل الجوي من بخار الماء ب ي‬
‫ةال من الةوال ‪.‬‬

‫وبخار الماء هو ذرات صاغيرة جادلا مان المااء متطاايرة فاي الهاواء‪ ،‬ويتعاذر علاى‬
‫العين المجردة رؤيتها‪ ،‬والمصدر الرئيسي لهذا البخار هو المسطةات المائية التاي‬
‫تغطي أك ر من ل ي سط الكرة الرفية ‪.‬‬

‫وكذا زاد بخار الماء في الهواء صار ك ير الرطوبة وكذا قل صار جافلا‪ ،‬و التكا ل‬
‫هو عملية تةول بخار الماء كلى قطرات مائية كذا انخففت درجة ةرارته‪ ،‬أما كذا‬
‫ارتفعاااااااااات ةرارتااااااااااه فااااااااااإن قابليتااااااااااه لت باااااااااال بخااااااااااار الماااااااااااء تاااااااااازداد ‪.‬‬
‫قياس الرطوبة ‪ :‬ت اس درجة رطوبة الجو بواسطة جهاز يعرل باسم الهيجرومتر‬
‫‪Hygromere‬‬

‫‪81‬‬
‫خامسا‪ :‬المطـــــر ‪:‬‬
‫من أهم مظاهر التكا ل الذي يتةول بم تفاا بخار الماء كلى قطارات مان المااء‬
‫ال يسااتطيع الهااواء ةملهااا فتسا ط علااى هيئااة مطاار فااي الجهااات الدافئااة أو لااج فااي‬
‫الجهات الباردة‪ .‬وتتكون من المطار المتساقطة بك رة النهار والبةيرات العذبة ‪،‬‬
‫كـما أن جز لءا من مياهها يتسرب في مسام الرض مكونا ل العيون واآلبار‪ ،‬وجاز لءا‬
‫منه يتبخر ويصعد كلى الجو‪ .‬والمطار هي مصدر الماء العذب الالزم للةياة على‬
‫الرض‪.‬‬

‫صورة تبين المتوسط السنوي للتساقط‬

‫‪82‬‬
‫العوامل المؤثرة في المناخ‪:‬‬
‫يتوقل مناخ اإلقليم على عوامل رئيسية تؤ ر فيه أهمها ‪:‬‬
‫‪ 0‬ــ خط عرض اإلقليم‪ :‬وهاو موقعاه بالنسابة لخاط االساتواء ‪ ،‬فالجهاات ال ريباة‬
‫منه تك ر فيهاا الةارارة ‪ ،‬والجهاـات البعيادة عناه ت ال فيـاـها الةارارة ‪ ،‬وذلا تبعلاا‬
‫لتعامد أشعة الشمس علاى الجهاات ال ريباة مناه وميلهاا عان الجهاات البعيادة عناه ‪.‬‬
‫‪ 9‬ـــ ارتفاي اإلقليم أو انخفافه عان ساط البةار ‪ :‬ت ال ةارارة المكاان كذا ارتفاع‬
‫عن سط البةر وتزداد ةرارته كلما انخفض ‪ ،‬وذل لن أشعة الشمس ال تساخن‬
‫الهواء بمرورها فيه ‪ ،‬وكنما تسخن سط الرض ‪ ،‬م تنعكس الةارارة مان ساط‬
‫الرض كلى طب ات الجو‪ ،‬وتكون الطب ات السفلى من الهواء أشد ةرارة مان التاي‬
‫فوقهااا ‪ ،‬ولااذل نجااد أن الجبااال شااديدة الباارودة يتجمااد ماؤهااا وتكسااوها ال لااوج ‪.‬‬
‫ومما يساعد على قلة الةارارة فاي الجهاات العالياة أن فاغطها الجاوي مانخفض‪،‬‬
‫والهااواء فيهااا مخلخاال ال يمس ا الةاارارة أو يةفظهااا وذل ا ّ علااى عكااس الطب ااات‬
‫الهوائية السفلى فإنها عالية الفاغط ‪ ،‬وتفاغط جزيئاات الهاواء فيهاا بعفاها علاى‬
‫بعض فترتفع درجة ةرارتها ‪.‬‬
‫وتنخفض الةرارة بم ادار درجاة مئوياة واةادة كلماا ارتفعناا ‪ 071‬متارا ل عان ساط‬
‫يرا وقلت الةرارة ووصلت كلاى درجاة (صافر) تةاول‬
‫البةر‪ ،‬فإذا زاد االرتفاي ك ل‬
‫البخار كلى لج وبرد ‪ ،‬والماء كلى جليد ‪.‬‬

‫‪ 2‬ـــ قرب المكان أو بعدا من البةر (توزيع اليابس والماء)‪:‬تتمتع الجهات ال ريباة‬
‫من البةر أو المةاطة به بمناخ معتادل لطيال يعارل بالمنااخ البةاري (الجازري)‬
‫ويكون شتاؤها دافئا ل وصيفها معتدال وهواؤهاا رطبلاا‪ .‬أماا الجهاات الداخلياة البعيادة‬
‫عاان ت ا ير البةااار فـااـشتاؤها قااارس الباارد ‪ ،‬وصاايفها شااديد الةاارارة ‪ ،‬وت اال بهااا‬
‫المطااار البلااا ويكااون مناخهااا قارياا ل (أي متطرفلااا ‪).‬وهااذا هااو الساابب فااي أن أهاال‬

‫‪83‬‬
‫الجهات الداخلية ياذهبون كلاى شاواطل البةاار لتمفاية فصال الصايل ةياث نسايم‬
‫البةر العليل ‪.‬‬

‫‪ 1‬ـــ نوي الرياح التي يك ار هبوبهاا علاى المكاان واتجاههاا ‪ :‬يتا ر منااخ اإلقــاـليم‬
‫بنوي الرياح التي تهب عليه ت لرا واف لةا‪ ،‬فإذا كانت الريااح التاي تهاب علياه آتياة‬
‫من جهات باردة جعلت مناخه باردلا ‪ ،‬وكذا كانت آتية من جهاات ةاارة فإنهاا ترفاع‬
‫درجة ةرارته‪.‬‬
‫اام كن الرياااح الرطبااة التااي تهااب ماان جهااة البةاار كلااى اليااابس تجلااب لااه المطااار‬
‫والاادلء عااادة ‪ ،‬والرياااح التااي تهااب مان ناةيااة اليااابس أو الصااةاري أو الجــااـبال‬
‫يارا ماا تةمال الغباار والرماال وترفاع الةارارة أو تخفـاـفها‬
‫تكـــون جافــاـة ‪ ،‬وك ل‬
‫تبعلا للفـــصل الذي تهب خالله ‪.‬‬

‫‪ 7‬ـــ التيارات البةرية ‪ :‬تتةار فاي البةاار والمةيطاات ميااا علاى شاكل تياارات‬
‫مائيااة تسااير كااـما تسااير النهااار فااي اتجاهااات معينااة ‪ ،‬فااإذا وصاالت كلااى سااواةل‬
‫ال اااارات ان سااامت وتـــشعـاااـبت وساااارت بمةــاااـاذاة الساااواةل وأ ااارت بةرارتهاااا‬
‫المرتفعة أو المنخفــفة في المناط‪ ،‬التي تمر بجوارها ‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫االحتباس الحراري‪ :‬الفيضانات والتصحر‬

‫‪ 0‬ــ االحتباس الحراري‪ :‬هو ظاهرة ارتفاي درجة الةرارة عن معدلها الطبيعاي‬
‫في بيئة ما نتيجة تغــييــر في سيالن الطاقة الةرارية من البيئة وكليها‪.‬‬

‫أساااباب االحتبااااس الحاااراري ‪ :‬اختلااال الجغرافياااون عااان مساااببات االنةــــاااـباس‬


‫الةراري ةسب القــــوال التالية‪:‬‬

‫‪ ‬أنااه ظاااهرة طبيعيااة لن المناااخ يشااهد طبيعيااا فتاارات ساااخنة وأخاارى باااردة‬
‫والدليل في ذل ‪ :‬الفترات الجليدية والباردة نوعا ما بين ال ارنين ‪ 05‬و‪ 09‬فاي‬
‫أوروبا‬
‫‪ ‬أن مصاادرا هااو التلااوث البيئااي الناتــااـج عاان الغااازات ‪ :‬اااني أكساايد الكربااون‬
‫واآلزوت المنبع ة من المصانع و يرها‬
‫‪ ‬أن مصدرا هو الشعة الشمسية التي تخترق الغالل الجوي‬

‫نثار االنحباس الحراري ومخاطره‪ :‬من آ ار االنةباس الةراري ما يلي ‪:‬‬

‫‪ ‬ذوبان الجليد عند ال طبين الذي قد يؤدي كلاى ك اراق الجازر و المادن السااةلية‬
‫والتصةر‪.‬‬
‫‪ ‬ارتفاي المتوسط العالمي لةرارة الهواء على سط الرض والمةيطات‪.‬‬
‫‪ ‬توقع العلماء ارتفااي مساتوى ساط البةار ‪ 19‬سام مماا يهادد المبااني والطارق‬
‫وخطوط الكهرباء في مناط‪ ،‬ذات الةساسية المناخية‪.‬‬
‫‪ ‬ةاااادوث الفيفااااانات والجفااااال والتصااااةر والمجاعااااات والمااااراض المعديااااة‬
‫وةرائ‪ ،‬الغابات ‪.‬‬
‫‪ ‬زيادة عدد وشدة العواصل والعاصير‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫‪ ‬ةدوث كوارث زراعية وف دان بعض المةاصيل ‪.‬‬
‫‪ ‬ان راض العديد من الكائنات الةية‪.‬‬
‫‪ ‬اةتماالت متطرل بوقوي أةداث متطرفة في الط س ‪.‬‬

‫هااذا مااا جعاال العلماااء وزعماااء العااالم يع اادون المااؤتمرات للةااد ماان هااذا الظاااهرة‬
‫تؤرق الفمير العالمي ‪.‬‬
‫االةترارية التي باتت ّ‬

‫صورة توف ظاهرة االةتباس الةراري‬

‫‪86‬‬
‫‪ -9‬الفـيـضـانــات‪:‬‬

‫الفيضانات‪ :‬هي تراكم أو تزايد المياا التي تغمر الرض ‪ .‬ت تي الفيفاانات الباا ل‬
‫بسبب هطول المطار الغزيرة وقد تنجم عن زيادة ةجام الميااا فاي مجارى ماائي‪،‬‬
‫م ل النهر أو البةيرة‪ .‬وأ لبها تكون فارة‪ ،‬لنها تتلال المناازل‪ ،‬وقاد تتسابب فاي‬
‫جرل الطب ة العليا للتربة‪ ،‬وتفيض النهار والبةار على الشواطل‬

‫ويمكن أيفا أن تةدث فيفانات في النهار‪ ،‬عنادما تكاون قاوة جرياان النهار كلاى‬
‫درجااة كبياارة يتدفــااـ‪ ،‬النهاار خااارج ال ناااة ‪ ،‬والساايما فااي انعطافااات أو تعرجااات‬
‫ويسبب فررا عــلى المنازل والمتاجر على طول هذا النهار‪.‬‬

‫األنواع الرئيسية للفيضانات‬

‫‪ ‬مياا الفيفانات الناجمة عن عاصفة رعدية‪.‬‬


‫‪ ‬الفيفانات النهرية ‪ ،‬وهي نوعان ‪:‬‬
‫أ) أنواع بطيئة ‪ :‬تتكون من هطول المطار المستمر‪ ،‬أو ذوبان ال لوج بسرعة‬
‫تتجاااااوز قاااادرة قناااااة النهاااار‪ .‬وتتم اااال أساااابابها فااااي المطااااار الغــااااـزيرة‬
‫الموســــاااـمية‪ ،‬والعاصاااير االساااتوائية والباااراكين ‪ ،‬والـاااـرياح والمطاااار‬
‫الةارة التي تؤ ر على تجمع ال لوج ‪ ،‬الع بات ير المتوقعة للصرل ‪ ،‬م ل‬
‫انهيار أرفي‪ ،‬أو لجي‪ ،‬أو من الةطام يمكن أن يسبب بطء الفيفانات ‪..‬‬
‫ب) أناواع ساريعة ‪ :‬تشامل الفيفاانات الناجماة عان هطاول المطار(ك افاة‬
‫العواصال الرعدياة) أو اإلفاراج المفااجل مان المنباع وراء مصاادرا خلال‬
‫السد‪ ،‬واالنهيارات الرفية ‪ ،‬أو الجليدية‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫‪ ‬الفيضانات الساحلية وكلا ‪ :‬بسابب العواصال الشاديدة البةرياة ‪ ،‬أو نـتــاـيجة‬
‫لخطااار آخااار ( م ااال تشاااونامي أو كعصاااار ‪.‬انااادفاي العواصااال ‪ ،‬وكماااا مااان‬
‫العاصيـااـر المداريااة أو اإلعصااار خااارج الماادار‪ ،‬ويناادرج فاامن هااذا الفئااة‬
‫فيفااانات كار ي اـ ّة ناجمااة عاان ة ادوث انهيااار سااد أو نتيجااة ة ادوث زلاازال أو‬
‫انفجاااار بركااااني ‪ ،‬وأخااارى السااايول الموةـاااـلة نتـياااـجة ةااادوث فيفاااانات فاااي‬
‫الرافي الزراعية ‪.‬‬

‫نثار الفيضانات‬

‫اآلثار األولية‬

‫الفرار المادية‪ :‬يمكن أن تتراوح بين أي مكاان مان الجساور‪ ،‬والسايارات‬ ‫‪‬‬

‫والمباني والصارل الصاةي والطارق‪ ،‬ال ناوات وأي ناوي آخار مان الهيكال‬
‫البنائي‬
‫اإلصابات بالناس وموت المواشاي بسابب الغارق‪ .‬كماا يمكان أن ياؤدي كلاى‬ ‫‪‬‬

‫انتشار الوبئة والمراض التي تن لها المياا‪.‬‬

‫اآلثار الثانوية‬

‫كمدادات المياا‪ :‬تلوث المياا ‪.‬مياا الشرب النظيفة تصب نادرة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫المااراض‪ :‬ظاارول ياار صااةية‪ .‬انتشااار المااراض المن ولااة عاان طرياا‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫المياا‪.‬‬
‫المةاصاايل واإلماادادات الغذائيااة‪ :‬ن ااى فااي المةاصاايل الغذائيااة ويمكاان أن‬ ‫‪‬‬

‫تكااون خسااارة المةصااول ب كملااه‪ .‬ولكاان المناااط‪ ،‬المنخففااة ال ريبااة ماان‬

‫‪88‬‬
‫النهار تعتمد على نهر الطماي أودعتهاا الفـاـيفانات لكاي تــاـفيل الماواد‬
‫المغذية كلى التربة المةلية‪.‬‬
‫الشجار‪ :‬النواي الغــــير متـــكيفة يمكـــن أن تموت اختــناقا‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫اآلثار الطويلة األجل‬

‫االقتصادية‪ :‬الصعوبات االقتصادية ‪ ،‬وذل بسبب ‪ :‬االنخفااض المؤقات فاي‬ ‫‪‬‬

‫مجااال السااياةة ‪ ،‬وتكاااليل كعااادة البناااء ‪ ،‬ن ااى فااي الغااذاء‪ .‬ممااا أدى كلااى‬
‫ارتــفاي السعار وما كلى ذل ‪.‬‬

‫للسيطرة عل الفيضانات‪:‬‬

‫‪ ‬بناء السدود والخزانات لمنع اندفـــــاي النهار‬


‫‪ ‬استخدام تدابيــــر للطوارا م ــل‪ :‬أكياس الرمل أو النابيب المةمولة‬

‫( صورة تبين ظاهرة الفيفانات)‬

‫‪89‬‬
‫‪ 1‬ـــ ظاهرة التصحر‬

‫تعريف التصحر‪ :‬يعتبر التصةر مشكلة عالمية تعانى منها العــديد مان البلادان فاي‬
‫كافة أنةاء العالم‪ .‬ويعرل على أنه عملية تةول ترباة خـــاـصبة صاالةة للزراعاة‬
‫كلااى أرض جاادب فاقااـدة للمااواد العفااوية‪ .‬أو هااو تناقــااـى فااي قـــااـدرة اإلنتاااج‬
‫البيولااوجي لااألرض أو تاادهور خصااوبة الرافااي المنتجااة بالمعاادل الااذي يكساابها‬
‫ظااارول تشااابه الةاااوال المناخياااة الصاااةراوية‪ .‬لاااذل فاااإن التصاااةر ياااؤدى كلاااي‬
‫انخفاااض كنتاااج الةياااة الـنـباتــااـية ‪ ،‬ول ـااـد بلااغ مجمااوي المساااةات المتصااةرة فااي‬
‫العالم ةوالي ‪ 12‬مليون كلم مربع‪.‬‬

‫أنواع التصحر‪ :‬وهنا أربع درجات أو فئاات لةااالت التصاةر ةساب تصنيــاـل‬
‫المم المتةدة للتصةر‪:‬‬

‫أ‪ -‬تصااحر خفيااف‪ :‬وهااو ةاادوث تلاال أو تاادمير طفياال جاادا فااي الغطاااء النباااتي‬
‫والتربة وال يؤ ر على ال درة البيولوجية للبيئة‪.‬‬

‫ب‪ -‬تصحر معتدل‪ :‬وهو تلل بدرجة متوسطة للغطاء النباتي وتكوين ك بان رملياة‬
‫بنسابة ‪-01‬‬ ‫صغيرة أو أخاديد صغيرة في التربة وكذل تمل للتربة مما ي لل اإلنتاج‬
‫‪% 07‬‬

‫ج‪ -‬تصحر شديد‪ :‬وهو انتشار الةشائش والشجيرات ــير المر وبة في المرعاى‬
‫على ةساب النواي المر وبة والمستةبة وكاذل بزياادة نشااط التعرياة مماا ياؤ ر‬
‫على الغطاء النباتي وت لل من اإلنتاج بنسبة ‪.%71‬‬

‫د‪ -‬تصااحر ش اديد جاادا‪ :‬وهااو تكااوين ك بااان رمليااة كبياارة عاريااة ون اـشطة وتكااوين‬
‫العديد من الخاديد والودية وتمل التربة ‪.‬‬
‫‪90‬‬
‫‪ -‬أسااباب التصااحر‪ :‬باإلفااافة كلااى تا ير عواماال ط ااس علااى عمليااة التصااةر فااإن‬
‫فا تؤدي كلى‪:‬‬
‫الكــ يـر من العوامل البشرية أي ل‬

‫االستغالل المفرط والزائد أو ير مناسب لألرافي الذي يؤدي كلى اسـتـنزال‬ ‫‪‬‬

‫التربة‪.‬‬
‫كزالة الغابات التي تعمل على تماس تربة الرض‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫الرعي الجائر يؤدي كلى ةرمان الرافي من ةشائشها‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫فا كل‬
‫ي الرديئة باإلفافة كلى الف ـر ‪ ،‬وعدم االست رار السياسي أي ل‬
‫أساليب الر ّ‬ ‫‪‬‬

‫هذا يؤ ر سلبلا على الرافي الزراعية ويسبب مخاطر‪.‬‬

‫اآلثار والمخاطر‬

‫فعلاااى الصاااعيد العاااالمي ‪ ،‬يتعااارض ةاااوالي ‪ %21‬مااان ساااط الرض لخطااار‬ ‫‪‬‬

‫التصةر مؤ لرا على ةياة مليار شخى في العالم‪.‬‬


‫أما لث الرافي الجافة في العالم قد ف ادت بالفعال أك ار مان ‪ %97‬مان قادرتها‬ ‫‪‬‬

‫اإلنتاجية‪.‬‬
‫ماليين هكتاار مان الرافاي للتصاةر‪( .‬الهكتاار = ‪01‬‬ ‫‪01‬‬ ‫كل عام يف د العالم‬ ‫‪‬‬

‫آالل متر مربع )‪.‬‬


‫في عام ‪ 0299‬ف ط كان هنا ‪ 01‬ماليين الجل بيئي في العالم‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ويكلل التصةر العالم ‪ 19‬مليار دوالر سنويًّا ‪ ،‬في ةين ت در المم المتةدة أن‬ ‫‪‬‬

‫التكاااليل العالميااة ماان أجاال النشااطة المفااادة للتصااةر ماان وقايااة وكصااالح‬
‫‪99.1 - 01‬‬ ‫وكعادة ت هيل لألرافي لن تتكلل سوى نصل هاذا المبلاغ (ماا باين‬
‫مليار دوالر سنويًّا )‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫وكذا كان هذا هو وفع المشكلة عالميًّا ‪ ،‬فإن كفري يا ت تي في م دماة قاارات العاالم‬
‫من ةيث الت ر بالمشكلة ةيث أن‪:‬‬

‫‪ %29‬من أرافي العالم الجافة موجودة بال ارة الفري ية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ %52‬مان الرافاي الجافاة ب فري ياا المساتخدمة ل اراض زراعياة قاد أصاابها‬ ‫‪‬‬

‫التآكل أو التعرية‪.‬‬
‫في بعض المناط‪ ،‬بال ارة الفري ية تف د أك ر من ‪ 71‬طنًّا من التربة لكل هكتار‬ ‫‪‬‬

‫من الرض سنويًّا‪ .‬هذا يساوي ف دان ‪ 91‬مليار طن من النيتروجين‪ ،‬و‪ 9‬ملياار‬
‫طن من الفوسفور‪ ،‬و‪ 10‬مليار طن من البوتاسيوم سنويًّا‪.‬‬
‫أك اار الرافااي ت ا لرا فااي ال ااارة الفري يااة موجااودة فااي ساايراليون ‪ ،‬ليبيريااا‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫ينيا‪ ،‬انا‪ ،‬نيجيريا‪ ،‬زائير‪ ،‬جمهورية أفري يا الوساطى ‪ ،‬ك يوبياا‪ ،‬وموريتانياا‪،‬‬
‫النيجر‪ ،‬السودان‪ ،‬والصومال‪.‬‬

‫الحلول وأساليب الحد من التصحر‪:‬‬

‫من أساليب الةد من ظاهرة التصةر توفير ما يلي‪:‬‬

‫أساليب لتةسين مستوى قدرات البالد من ةيث علوم الرصاد والط س والمياا‬ ‫‪‬‬

‫ومن ةيث التنبؤ بجفال قادم‪.‬‬


‫برامج لت وية استعداد البالد لمواجهة وكدارة كصابة البالد بالجفال‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ت سيس نظم لت مين الغذاء بما في ذل التخزين والتسوي‪.،‬‬ ‫‪‬‬

‫مشاريع بديلة لكسب الرزق مما قد يوفـــر لصةاب الرافي وسائــــل بديلاة‬ ‫‪‬‬

‫لمصادر دخولهم في ةالة كصابة أرافيهم بالجفال‪.‬‬


‫برامج الري المستدام من أجل المةاصيل والمواشي معلا‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫برامج لمدارة المستدامة للموارد الطبيعية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪92‬‬
‫برامج لتعليم الساليب المالئمة للزراعة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫تطوير مصادر مختلفة للطاقة وةسن استغاللها‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ت وياااة كمكاناااات البةاااث العلماااي والتااادريب فاااي الااابالد فاااي مجااااالت التصاااةر‬ ‫‪‬‬

‫والجفال‪.‬‬
‫برامج تدريب للةفاظ على الموارد الطبيعية واالستغالل المستدام لها‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫توفير التدريب المناسب والتكنولوجيا المناسبة الستغالل مصادر الطاقاة البديلاة‬ ‫‪‬‬

‫‪ ،‬خاصاااة المصاااادر المتجاااددة منهاااا بهااادل التــ ـلاااـيل مااان اسـتاااـخدام الخشاااب‬
‫كمصدر للوقود‪.‬‬
‫تنظيم ةمالت توعية للمجتمع العام‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫تطوير مناهج الدراسة وزيادة توعية الكبار ةاول الةاـفاظ واالساـتغالل المالئام‬ ‫‪‬‬

‫وةسن كدارة الموارد الطبيعية في المناط‪ ،‬المصابة‪.‬‬


‫تشجير بعض المناط‪ ،‬الجبلية من مساهمة الفراد‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫خريطة توف المناط‪ ،‬الصةراوية في العالم‬

‫‪93‬‬
‫الزالزل والبراكين‬

‫‪ -0‬الزالزل‪:‬‬

‫هي ظاهرة طبيعياة ناتجاة عان اهتازاز أرفاي ساريع و تصاادم للصافائ ويسامى‬
‫مركز الزلزال البؤرة ‪ .‬تؤدي الزالزل كلى تشا ‪ ،‬الرض ونفاوب الـيـنابـيــاـع‬
‫أو ةاادوث ارتفاعااات وانخفافااات فااي ال ـــااـشرة الرفااية وأيفااا ةاادوث أمااواج‬
‫عالياااة تةااات ساااط البةااار (تشاااونامي) ففاااال عااان آ ارهاااا التخريبياااة للمبااااني‬
‫والمواصالت والمنــــشآت تةدد درجة الزلزال بمؤشر وت يسه من ‪ 0‬كلى ‪:01‬من‬
‫‪ 0‬كلى‪ 1‬زالزل قـــد ال تةـــدث أيـــة أفرار أي يمكن اإلةساس باه ف اط ‪ ،‬مان‪1‬‬
‫كلااى ‪ 2‬زالزل‪ .‬متوسااطة الفاارار قااد تةاادث فااررا للمنااازل والتجهياازات ‪ ،‬أمااا‬
‫الدرجااة ال ص اوى أي ماان ‪ 5‬كلااى‪ 01‬فيسااتطيع الزلاازال تدميـااـر المديــااـنة بكاملهااا‬
‫وةفـــرها تةــت الرض ةتى تختفي مع أفرار لدى المدن المجاورة لها‪.‬‬

‫خريطة توف أماكن الزالزل في العالم‬

‫‪94‬‬
‫كيف تتكون الزالزل‪:‬‬

‫تتكاون الازالزل أ نااء عملياة االهتازاز التاي تصايب ال شارة الرفاية تتولاد ساتة‬
‫أنواي من موجات الصدمات ‪ ،‬من بينها ا نتان تتعل ان بجسم الرض ةيث تؤ ران‬
‫على الجزء الداخلي من الرض‪ .‬بينما الربعة الموجاات الخارى تكاون موجاات‬
‫سطةية‪ ،‬ويمكن التفرقة بين هذا الموجاات أيفاا مان خاالل أناواي الةركاات التاي‬
‫تااؤ ر فيهااا علااى جزيئااات الصااخور‪ ،‬ةيااث ترساال الموجااات الوليااة أو موجااات‬
‫الفغط جزيئات تتذبذب جيئة وذهابا في نفس اتجاا سير هذا المواج ‪ ،‬بينما تن ال‬
‫المواج ال انوياة أو المستعرفاة اهتازازات عمودياة علاى اتجااا سايرا‪ .‬وعاادة ماا‬
‫تنت ل الموجات الولية بسرعة أكبر من الموجات ال انوية ‪ ،‬ومن م فعنادما يةادث‬
‫زلزال‪ ،‬فإن أول موجات تصل وتساجل فاي مةطاات البةاث الجيوفيزي ياة فاي كال‬
‫أنةاء العالم هي الموجات الولية وال انوية‪.‬‬

‫أسباب الزالزل‪ :‬ذكر العلماء عدة عوامل ‪ ،‬وأهمها‪:‬‬

‫‪ .0‬االنفجار البركاني الذي يراف ه زلزال‪.‬‬


‫‪ .9‬الصدي وانزالق الصخور عليه والذي يعرل بالزالزل الـتـكـتـونيّة‪.‬‬

‫أنواع الزالزل‪ :‬تصنل الزالزل ةسب عم‪ ،‬البؤرة ‪ ،‬و هي الث‪:‬‬

‫‪51‬كم‪.‬‬ ‫‪ .0‬الزالزل الفةلة وتنش على عم‪،‬‬


‫بين ‪ 211-51‬كم‪.‬‬ ‫‪ .9‬الزالزل المتوسطة وتنش على عم‪،‬‬
‫‪511-211‬كم‪.‬‬ ‫‪ .2‬الزالزل العمي ة وتنش على عم‪،‬‬

‫‪95‬‬
‫نثااار الاازالزل ‪ :‬للاازالزل آ ااار ماادمرة تختلاال ت يراتهااا ةسااب قوتهااا ف ااد تساابب‬
‫الزالزل‪:‬‬

‫‪ ‬خسائر كبيرة في الرواح‪.‬‬


‫تدمير المباني وال ناطر والسدود والطرق العا ّمة ‪....‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬انهيارات صخرية مدمرة‪.‬‬
‫‪ ‬ومااان باااين اآل اااار المااادمرة الخااارى للااازالزل أنهاااا تتسااابب فاااي ماااا يسـاااـمى‬
‫بمــــوجات المد والجزر‪ .‬وةيث أن م ل هذا المواج ال تــتعل‪ ،‬باالجزر‪ ،‬فإنهاا‬
‫تسمى أمواج بةرية زلزالية‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫نصائح عامة عند حدوث زالزل‪:‬‬

‫‪ ‬ةافظ على هدوئ أ ناء الدقائ‪ ،‬الولى للهزة وطمئن اآلخرين‪.‬‬

‫‪ ‬توقع وقـــوي هزات الة ة‪.‬‬

‫ةرر الةيوانات الليفة ةتى ال تــتسبب في م ـتــلها‪ ،‬دعها تــدبر أمورها‪.‬‬


‫‪ّ ‬‬
‫‪ ‬تابع نصائ وكرشادات وسائــل اإلعالم ونفــذّها‪.‬‬

‫‪ ‬كذا تعاارض منزلاا لفاارار جساايمة ةاااول الةصااول علااى الشااياء ال ميناااة‬
‫والدوية والو ائ‪ ،‬الشخصية الهامة‪.‬‬

‫‪ ‬ال تعود كلى منزل الذي أصابه الزلزال‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫‪ -5‬البراكــيــــن‬

‫الباراكين وهااي عباارة عاان تفاااريس برياة أو بةريااة تخارج أو تــــنبعـــااـث منهااا‬
‫مـااـواد منصااهرة ةااارة مااع أبخاارة و ااازات مصاااةبة لهااا ماان أعماااق ال ـااـشرة‬
‫الرفية ويةدث ذل من خالل فــوهات أو ش وق‪ .‬وتـــاـتراكم الماواد المنصاهرة‬
‫أو تنساب ةسب نوعها لتشكل أشاكاال أرفاية مختلفاة منهاا الاتالل المخروطياة أو‬
‫الجبال البركانية العالية كالــتي في متـــنزا يلوستون الوطني ب مريكا الشمالية‪.‬‬

‫صورة توف بركانا في ةالة نشاط‬

‫‪98‬‬
‫األجزاء الرئيسية للبركان أربعة وهي ‪:‬‬

‫المخروط البركاني ‪ :‬عبارة عن جوانب منةدرة مكونة من الةمـــم البركانـــية‬ ‫‪‬‬


‫الفـااـوهة ‪ :‬فُ َّوهااة البُركااان منخففااة علااى شااكل قُمااع أو قصااعة علااى أسااط‬ ‫‪‬‬
‫الكواكب أو يرها من الجسام الخرى في المجموعة الشمسية‪.‬‬
‫المدخناااة ‪ :‬وهاااي النباااوب الاااذي يصااال باااين خااازان الصاااهارة تةااات الرض‬ ‫‪‬‬
‫والفوهاة والااذي تصااعد منااه الصااهارة‪ .‬وتـــااـندفع خاـاللها المااواد البركانيااة كلااى‬
‫الفوهة‪ .‬وتعرل أةيانا بعن‪ ،‬البركان‪ .‬وبجانب المدخنة الرئـــيسية ‪ ،‬قـــد يكون‬
‫للبركان عدة مداخن تـــتصل بالفـــوهات الــــ انوية‪.‬‬
‫اللوافظ الغازية ‪ :‬وهي سةابة البخـــرة والغازات والرماد البركاني‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الحطام الصخري‪ :‬ينب ـــ‪ ،‬نــتيجة لالنفجارات البركانية ةطاام صاخري صالب‬ ‫‪‬‬
‫مختلل النواي والةجام عادة في الفترة الولى من ال وران البركاني‪.‬‬
‫الغازات‪ :‬تخرج من البراكين أ ناء نـــشاطها ازات بخار الماء‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الالفا‪ :‬هي كتل سائلة تلــفظها البراكيــــن وهي نوعان‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫أ ـ الفا خفيفة فاتةة اللون ب ــ الفا ــــ يلة داكنة اللون‬

‫خريطة توضح التوزيع الجغرافي للبراكين‬

‫‪99‬‬
‫تنتشار البااراكين فااي نااواةي متعااددة علاى سااط الرض ‪ ،‬وهااي تـااـتبع فااي معظام‬
‫الةاااالت خطوطااا معينااة تفصاال بااين الصاافائ التكــااـتونية ( الةركااات ) العظيمااة‬
‫وأظهرها‪:‬‬

‫‪ .0‬النطاق الذي يةيط بسواةل المةايط الهاادي والاذي يعارل أةياناا بةل اة الناار‪،‬‬
‫فهو يمتد على السواةل الشرقية من ذل المةيط فاوق مرتفعاات النديــاـز كلاى‬
‫أمريكا الوسطى والمكساي ‪ ،‬وفاوق مرتفعاات رباي أمريكاا الـــشماليــاـة كلاى‬
‫جزر الوشيان ومنها كلى سواةل شرق قارة آسيا كلى جزر الياباان والفليباين ام‬
‫كلى جزر كندونيسيا ونيوزيلندا‪.‬‬
‫‪ .9‬يوجد الك ير من البراكين في المةـــيط الهادي وبعــفها فخم عظايم نشا فاي‬
‫قاعه وظهر شامخا فوق مستوى مياهه‪ .‬ومنها براكين جزر هاواي التي ترتكز‬
‫م‪ ،‬وترتفع فوق ساط مياهاه أكـاـ ر‬ ‫‪7111‬‬ ‫قواعدها في المةيط على عم‪ ،‬نةو‬
‫‪2111‬‬ ‫م وبذل يصل ارتفاعها الكلي من قاي المةيط كلى قممها نةاو‬ ‫‪1111‬‬ ‫من‬
‫م‪.‬‬
‫‪ .2‬جنااوب أوروبااا المطاال علااى البةاار المتوسااط والجاازر المتاخمااة لااه‪ .‬وأشااهر‬
‫البراكــــين النشطة فيها بركان فيازول باال رب مان ناابولي بإيطالياا ‪ ،‬وبركاان‬
‫كتنا بجزيرة ص لية وأسترو مبولي (منارة البةر المتوسط) في جزر ليباري‪.‬‬
‫‪ .1‬مرتفعات ربي آسيا وأشهر براكينها أرارات واليوزنز‪.‬‬
‫‪ .7‬النطاق الشرقي من أفري يا وأشهر براكينه كلمنجارو‪.‬‬

‫‪100‬‬
‫مقطع خالل بركان طبقي‪:‬‬

‫‪9.‬طب ات من الصخور والفةم‬ ‫‪1.‬مخزن الصهارة‬


‫‪10.‬عن‪،‬‬ ‫‪2.‬طب ة أرفية‬
‫‪11.‬مخروط طفيلي‬ ‫‪3.‬المدخنة‬
‫‪12.‬سيل الصهارة‬ ‫‪4.‬سط الرض‬
‫‪13.‬مدخنة‬ ‫‪5.‬جيب بركاني‬
‫‪14.‬فوهة‬ ‫‪6.‬جيب نافذ‬
‫‪7.‬طب ات من الرماد ‪15.‬لوافظ ازية وبخار و بار بركاني رماد‪.‬‬
‫‪8.‬جانب‬

‫‪101‬‬
‫نثار البراكين ‪:‬‬

‫لااـيس صااعبا ل علااى ماان رأى بركان اا ل ااائرا أن يتصااور ماادى الاادمار والهااال الااذي‬
‫تةد ااه الةماام البركانيااة كذا مااا أصااـابت المناااط‪ ،‬العمرانيااة‪ .‬وال تـ ــتصااـر آ ااـار‬
‫البراكيــن على منط ة البركان فةسب ‪ ،‬بال قاد تــاـتعداها كلاى منااط‪ ،‬مجاـاورة أو‬
‫ةتى بعــيدة جدا ل منها‪ .‬بعض الم لة على آ ار البراكين ‪:‬‬

‫‪ -0‬عشـرات آالل من الفةايا م ل بركان كراكاتو ‪ ،‬ما بين جاوة ساومطرة‪ ،‬بماا‬
‫يزيد على ‪ 22111‬نسمة‪.‬‬

‫‪ -9‬تاادمير العمااران‪ .‬وماان الم لااـة علااى ذل ا بركااـان فياازول الااذي طماار مدينااة‬
‫بومبي في كيطاليا سنة ‪ 52‬م ودمرها بكاملها‪.‬‬

‫‪07‬‬ ‫‪ -2‬تغ اـيير معااالم الطبيعااة ‪ :‬ل ااد كااون فيفااان الالبااة ( الةماام )‪ ،‬قباال ةااوالي‬
‫مليـــــون سنة ‪ ،‬في منط ة كولومبيا ‪ ،‬شـمال رب أمريـــكا الجـــنوبـية ‪ ،‬هفابة‬
‫بازلتيـة تزيد‬

‫مساةتها على ‪ 711111‬كم مربع وتكونت هفبة مما لة لها في الهند‪.‬‬

‫‪ -1‬افطراب المناخ ‪ :‬دلت البــــةاث عـــــلى أن المناخ يفطرب بشكــل باارز‬


‫من‬

‫جراء النشاط البركاني ‪ ،‬لن الغبار والرماد الذي ينف اه البركاان‪ ،‬كماـا أناـه يةجاب‬
‫أشااعة الشاامس‪ ،‬أو أنااه يمااتى نساابة منهااا ‪ ،‬ممااا يااؤدي كلااى باارودة فااي الجو‪.‬وقااد‬
‫عـــــزي الط س البارد الذي ساد ال ارة المريكية فاي العاـام ‪0591 - 0592‬كلاى‬
‫النـــشاط البركاني في كل من اليابان وأيسلندة في العام ‪ 0592‬م‪.‬‬

‫‪102‬‬
‫هل للبراكين تكثيرات نافعة ؟‬

‫للبااراكين بعااض المنااافع فااي بعااض الةيااان ‪ ،‬ياار أن الفاارار الرهيبااة التااي‬
‫تةد هـا‪ ،‬تجعل منافعها مةدودة بالم ارناة‪ .‬ومان أهام اآل اار اإليجابياة للباراكين ماا‬
‫يلي ‪:‬‬
‫‪ -0‬كن المااااواد البركانيااااة نيااااة بالمعااااادن المفياااادة للصااااناعة والزراعااااة م اااال‪:‬‬
‫البوتاسيــــوم والةديد والكبريت‪.‬‬
‫‪ -9‬تساااتخدم ميااااا اليناااابيع الةاااارة ‪ ،‬التاااي تنفجااار نتيجاااة النشااااط البركااااني فاااي‬
‫الـــــتطبيب‬
‫و االستـــااااـشفاء ماااان المااااراض الجلديااااة والروماتـــــااااـيزم‪ .‬م اااال‪( :‬عااااين نجاااام‬
‫باإلةساء)‪.‬‬
‫‪ -2‬تستخدم المياا الةارة المنب ة من جوانب البركان كمصدر للطاقة أةيانـا ل‬
‫وقااد اسااتخدمت م اال هااذا المياااا فااي أيساالندة فااي ال ـــااـراض الزراعيااـة‪ ،‬وذلااـ‬
‫بإيصاااالها داخااال أنابياااب كلاااى مااازاري خاصاااة مكيفاااة للةصاااول علاااـى النبـاتـاااـات‬
‫االستـــــــوائية‪ .‬وفي كيطاليا استعمل الادخان الساود النااتج مان الفتةاـات الغاـائرة‬
‫تةــــت سط الرض في تشغيل المولدات الكهـربائية‪.‬‬
‫‪ -1‬تكــــون فوهات البراكين بةيرات مياا قد يزياد قطرهاا علاى ‪ 2‬كيلومتــاـرات‪،‬‬
‫أو بةيرات ماواد كيميائياة كالةمااض التاي تعاـتبر ــاـروة طبـــيعـــــاـية فاي ةاـد‬
‫ذاتـها‪.‬‬
‫‪ -7‬بناااء أجاازاء شاسااعة ماان الرض م ــــااـل هــااـفبة الدكـــــاـن بالهنااـد وهفاابة‬
‫نهـر كولومبيا ب مريكا الجنوبية‪.‬‬
‫‪ -2‬من مخرجات البراكين الهامة الكـــــبريت والذي ينـــتج من تكـ ـــل ـم تجمد‬
‫الغازات الكبريتية المتصاعدة في الغازات البركانية‪.‬‬

‫‪103‬‬
‫أساليب الوقاية من البركان‪:‬‬

‫إن أهم ما تختى به البراكين عند انبعا ها أو ةدوث ال اوران البركااني ياتلخى‬
‫في ال ة عناصر رئيسة‪:‬‬

‫الشااعور بهااا ‪ :‬عاان طرياا‪ ،‬االهتاازازات الرفااية الناتجااة عاان مةاولااة الصااهير‬
‫البركاني النفاث كلى خارج سط الرض‪.‬‬

‫سااماعها ‪ :‬عاان طرياا‪ ،‬االنبعا ااات البركانيااة (صااوت ماادوي مصاااةب فااي بعااض‬
‫الةاااالت باااهتزازات نتيجااة تةاارر الصااهير الجااوفي ماان الفااغط وكااذل تةاارر‬
‫الغازات الذائبة)‪.‬‬

‫رائةتهااا ‪ :‬عاان طرياا‪ ،‬استـااـنشاق أو شـااـم رائةااة نفاااذا هااي عبااارة عاان مركبااات‬
‫عنصااااااااار الكبريااااااااات الاااااااااذي يصااااااااااةب االنبعا اااااااااات البركانياااااااااة ‪.‬‬
‫لذل عندما تستــاـشعر أةاد أو كـــاـل هاذا العناصار عليا أن تتاي ن أن هاذا كناذار‬
‫فوري باةتمال ةدوث انفجار بركاني وعلي كتباي التعليمات التالية‪:‬‬

‫‪ 0‬ـ ادر منزل فورا أو مكان عمل أيا كـــــانت طبيعته عندما تشاعر بااالهتزاز‬
‫أو تسااااااااااااقط ال ااااااااااااث فهاااااااااااذا م دماااااااااااة ل اااااااااااوران البركاااااااااااان ‪.‬‬
‫‪ 9‬ـ ال تةمل أيا من أ راف أو م ـــتنياتـــ الشخصية أو العائلياة الن الوقات ال‬
‫يتساااع كطالقاااا لاااذل وابتعاااد ةتاااى عااان ةاااوال المبااااني والعمااادة والجساااور‪.‬‬
‫‪ 2‬ـاـ انظار كلاى الففااء فاي مساتوى نظار أو أعـــاـلى قلايالل لكاي تالةاظ ساةابة‬
‫الاادخان أو الرماااد والغبااار المنبعااث ماان موقااع البركااان وال تتجااه كليهااا كطالقااا‪.‬‬
‫‪ 1‬ـ ساري في االبتعاد عن المكان كذا كـــنت قـــــريبا من مصدر البركان أو كنات‬
‫في االتجاا الذي يمتد كليه الرماد والغبار البركااني بفعال الريااح (واساتخدم وساائل‬
‫الن ل لن عامل الوقت مهم)‪.‬‬

‫‪104‬‬
‫‪ 7‬ـ اةاام جهاااز الـااـتنفسي ماان الغبااار البركاااني (لنااه دقياا‪ ،‬ويعلاا‪ ،‬فااي الهااواء‬
‫ويمكن أن يصل كلى أماكن أبعد) باستخدام أي وسيلة أو قناي واقي مان ال مااش‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ اتبااع تعليمااات الاادفاي الماادني عنااد سااماي نغمااات اإلنااذار أو مكــــــااـبرات‬
‫التـــوجيه الصوتي التي تطلب من اإلخالء واتجه كلى مواقع اإليواء وال تــترد أو‬
‫تت خر لةماية نفس وأسرت ‪.‬‬

‫‪ 5‬ـ كن منزلا ومتجاار وم تنياتا هااي فاي ما من فااال ت لاا‪ ،‬وسااتعود كليهااا فااور‬
‫است رار الوفع لذا ال تبدد الوقت في هذا اللةظات‪.‬‬

‫كن هذا التعليمات هامة جدا ومبسطة في ذات الوقت وهي تعليمات اةترازية‬

‫‪105‬‬
‫التعرية‬

‫التعرية ‪:‬عملية طبيعية تؤدي كلى انفصاال الصاخور أو الترباة عان ساط الرض‬
‫في ب عة ما وانت الها كلى ب عة آخري‪ .‬وهي تشمل االث عملياات مبدئياة‪ :‬التجوياة‬
‫والتآكل والن ل‪.‬‬

‫وتمتد عملية التعرية عادة على امتداد آالل بل ماليين السنين ومع ذل فإن بعض‬
‫النشطة البشرية م ال التعادين يمكان أن تاؤدي كلاى اإلساراي بةادو ها وقاد يساتفيد‬
‫اإلنسان من هذا العملية ‪ ،‬عن طري‪ ،‬يد المساعدة التي ت دمها في بناء تربة جديادة‬
‫مااان الصاااخور المفتــاااـتة‪ .‬ول اااد أدت عملياااة التعرياااة أيفاااا ل كلاااى نشاااوء تكويناااات‬
‫جيولوجيااة تخلااب البصااار‪ ،‬م اال الااوادي الكباار (جرانااد كااانيون) فااي الواليااات‬
‫المتةاادة المريكيااة‪ .‬ومااع ذلا ‪ ،‬فالتعريااة تساالب الرافااي الزراعيااة طب تهااا العليااا‬
‫الخصبة والمنتجة ‪ ،‬وتةمل مواد كيماوية فارة كلى البةيرات والنهار‪ ،‬كماا أنهاا‬
‫تسد المجاري المائية‪.‬‬

‫وي اوم الفالةون هذا التعرية ‪ ،‬عن طريا‪ ،‬اساتزراي أةزماة كاملاة مان الرافاي‬
‫الزراعية و رس الشجار فيهاا وبعاض النباتاات الخارى التاي تعمال علاى ت بيات‬
‫التربة وةمايتها من الرياح والمطار‪.‬‬

‫أنواع التعرية ‪ :‬وللتعرية أنواي منها‪:‬‬

‫‪ -0‬التعرياااة الهوائياااة وهاااي ظااااهرة تةااادث فاااوق مختلااال منااااط‪ ،‬ساااط الكااارة‬
‫الرفية بدرجات متفاوتة واتجاهات مختلفة تعتمد على توزيع الفغط الجاوي‬
‫العااام والمةلااي وهااي عمليااة ن اال فتااات التربااة بواسااطة الرياااح ماان مكااان كلااى‬
‫أخرى وال يظهر ت يرها جليا كال في المناطـــ‪ ،‬المتصفــة بالجــــفال‪.‬‬

‫‪106‬‬
‫‪ -9‬التعريااة النهريااة‪ :‬هااي عمليااة ت ااوم بهااا النهاار أ ناااء جريانااه ماان نةاات ون اال‬
‫وكرساب للتربة والمواد التي تةملها كلى أماكن عـــــبر مسافات طويلة‪.‬‬
‫‪ -2‬التعرية البحرية تتم ل فيما تفعله الماواج مان نةات ون ال وكرسااب لألرافاي‬
‫المةيطة بالسواةل‪.‬‬
‫‪ -1‬التعريااة الجليديااة‪ :‬يعااد الجليااد ماان عواماال كذ أنااه يعماال علااى تفتياات الصااخور‬
‫المتجمدة ب اي وجوانب الوادي الجليدي ‪ ،‬ون لها وكرساابها تةات الفاغط ال ال‬
‫الجليدي ونتيجة اةتكا بعفها ببعض أ ناء الةركة‪.‬‬

‫أثار التعرية‪ :‬للتعرية آ اار طبيعياة وبشارية واقتصاادية منهاا سالب الخصاوبة مان‬
‫الرافي الزراعية وبالتالي ت لل من ال درة اإلنتاجية ويمكن أن يؤدي كلى تصةر‬
‫التربة الخصبة نتيجة ف دان الماواد العفاوية وعادم تماسا جزئياات الترباة نازوح‬
‫الفراد من المناط‪ ،‬الزراعية كلى المدن أو كلى أرافي الخصبة البديلاة باإلفاافة‬
‫كلى آ ار أخرى ك يرة‪.‬‬

‫صورة تبين ظاهرة التعرية الهوائية‬


‫‪107‬‬
‫ِِ صور من آ ار التعرية النهرية‬

‫نشاط التقوية والتدعيم‬

‫كعداد ملل ةول النظم البيئية في السنغال ‪ :‬الرطبة ‪ ،‬الساةلية ‪ ،‬الشاطئية ‪،‬‬
‫السودانية ‪ ،‬الصيد النهري والبةيري ي وم بها التالميذ ب يادة مدرس المادة‪.‬‬

‫‪108‬‬
‫الفهرس‬

‫مادة التاريخ‬
‫‪4‬‬ ‫الم رر‬
‫‪6‬‬ ‫عصور ما قبل التاري في كفري يا‬
‫‪6‬‬ ‫التاري ‪ :‬تعريفه‪ ،‬موفوعه وأهميته‬
‫‪8‬‬ ‫أصل االنسان من وجهة نظر اإلسالم‬
‫‪21‬‬ ‫أبو البشر ال اني‬
‫‪24‬‬ ‫مهد البشرية من وجهة نظر االسالم‬
‫‪21‬‬ ‫أصل البشرية ةسب نظريات الدروانية‬
‫‪26‬‬ ‫ةكم اإليمان بنظرية الدروينية‬
‫‪21‬‬ ‫مهد البشرية عند بعض العلميين‬
‫‪28‬‬ ‫ةفارة مصر الفرعونية‬
‫‪11‬‬ ‫اإلسالم من نزول الوةي كلى وفاة سيدنا علي‬
‫‪12‬‬ ‫الجزيرة العربية قبل اإلسالم‬
‫‪12‬‬ ‫مكة المكرمة‬
‫‪16‬‬ ‫النبي الكريم مةمد صلى هللا عليه وسلم‬
‫‪23‬‬ ‫بداية انتشار اإلسالم‬
‫‪22‬‬ ‫أركان اإلسالم الخمس‬
‫‪22‬‬ ‫الخلفاء الراشدون‬
‫‪26‬‬ ‫الدولة الموية‬

‫‪28‬‬ ‫الدولة العباسية‬

‫‪109‬‬
‫‪42‬‬ ‫الفتوةات اإلسالمية في العصر العباسي‬

‫‪41‬‬ ‫امبراطورية انا‬


‫‪44‬‬ ‫امبراطورية مالي‬
‫‪12‬‬ ‫امبراطورية سنغاي‬
‫‪12‬‬ ‫بالد التكرور‬
‫‪14‬‬ ‫كمبراطورية جلل‬
‫‪16‬‬ ‫مملكة والو‬
‫‪11‬‬ ‫مملكة كاجـــور‬
‫‪18‬‬ ‫مملكة ابو‬
‫مادة الجغرافية‬
‫‪20‬‬ ‫الم رر‬
‫‪29‬‬ ‫الجغرافيا ‪ :‬تعريفها ‪ ،‬أهميتها وأقسامها‬
‫‪21‬‬ ‫الكون تكوينات الكون (عملية نش ة الكون وتش ّكله)‬
‫‪27‬‬ ‫وسائل معرفة الكون‬
‫‪22‬‬ ‫كوكب الرض شكل وأبعاد وةركات الرض‬
‫‪29‬‬ ‫أ لفة الرض‬
‫‪51‬‬ ‫أشكال تم يل الرض ( أنواي اإلس اطات لألرض )‬
‫‪50‬‬ ‫الخريطة‬
‫‪52‬‬ ‫الظواهر الطبيعيىة ( المناخ)‬
‫‪91‬‬ ‫المناخ االةتباس الةراري‪ :‬الفيفانات والتصةر‬
‫‪21‬‬ ‫الزالزل والبراكين‬
‫‪012‬‬ ‫التعرية‬

‫‪110‬‬

You might also like