Professional Documents
Culture Documents
المطبوعة النهائية لتحليل الوثائق111
المطبوعة النهائية لتحليل الوثائق111
التعريف بالمقياس
المحاضرة االولى :االطار المفاهيمي للوثيقة و الوثيقة السياسية
المحاضرة الثانية :منهجية تحليل الوثائق السياسية
المحاضرة الثالثة :تحليل وثيقة الفصل السابع من ميثاق االمم المتحدة
المحاضرة الرابعة :تحليل وثيقة االعالن العالمي لحقوق االنسان.
المحاضرة الخامسة :تحليل وثيقة اتفاقية فيينا للعالقات الدبلوماسية .1961
المحاضرة السادسة :تحليل وثيقة مراكش النشاء اتخاد المغرب العربي.
المحاضرة السابعة :تحليل وثيقة بيان اول نوفمبر 1954
خاتمة
التعريف بالمقياس:
مقياس تحليل الوثائق السياسية و المواثيق الدولية عبارة عن وحدوة منهجية يقدم على شكل
محاضرات خالل السداسي الرابع لطابة السنة الثانية جذع مشترك علوم سياسيةـ تكمن اهمية
هذا المقياس العلمية النه يوضح للطلبة المنهجية الواسعة لدراسة و تحليل مضامين مختلف
الخطابات السياسية والق اررات الدولية و الوثائق الرسمية على مستوى الدولة و االمستوى
االقليمي و الدولي باعتماد خطوات منهجية و تقنية تحليل المضمون .
مقياس تحليل الوثائق السياسية و المواثيق الدولية الغرض منه هو تحديد الظروف المحيطة
بصدور الوثيقة و دراسة االوضاع العامة اثناء صدورها و بعدها كذلك و االهداف التي تسعى
الوثيقة الى بلوغها و االشكاليات التي تريد االجابة عليها ،كما ان فقرة انتقاد الوثيقة تساعد
على تطوير البحث و الكشف عن النقائص مما يعتبر رسالة مهمة للشلطات الرسمية التي
تصدر الوثائق ان تدارك النقائص و التعلم منها حتى تكون النتائج مفيدة و مؤثرة على مستوى
الدولة و المواطنين فيما يخص الوثيقة الصادرة عن الدولة اما على المستوى الداقاليمي و
الدولي تحليل الوثائق يساهم في خدمة االنسانية و االمن الشامل و المجتمع الدولي.
من اهداف تدريس المقياس االكاديمية هو تمكين الطالب من التعرف و اعتماد المنهجية
الخاصة بتحليل الوثائق و اكذى اعتماد تقنية تحليل المضمون و جدوتها في التحليل السياسي.
1
المحاضرة االولى:
االطار المفاهيمي للوثيقة و الوثيقة السياسية
https://www.academia.edu/50458982/1معيار_التمييز_بين...
3
طابعا سريا أو شفهيا أو صفة عابرة فيكون اتفاقا مؤقتا أو طويل األجل أو ثنائيا أو متعددا أو
يكون محددا كأن يكون اتفاقا تجاريا أو بحريا أو ثقافيا ..الخ .واالتفاق أقل شأنا من المعاهدة
واالتفاقية .ويجري التوصل إلى االتفاق بعد مفاوضات ويتم التوقيع ويخضع لإلبرام والنشر.
واالتفاق مصطلح قانوني التفاق بين دولتين أو أكثر على موضوع معين له صفة قانونية
ملزمة ،ويأتي ترتيبه في األهمية في الدرجة الثالثة بعد المعاهدة واالتفاقية.
2
4ـ البروتوكول Protocol :
تستعمل كلمة بروتوكول للداللة على مجموعة من الق اررات والوسائل والمذكرات الحكومية كما
تدل أيضا على الق اررات الصادرة عن مؤتمر أو جمعية ما .أما في القانون الدولي فهي تدل
على مجموع اإلجراءات واالستعدادات المتخذة على أثر التوقيع على معاهدة ما تمهيدا للتصديق
عليها دون استبعاد بعض التعديالت المتعلقة عادة بالخطوات اإلجرائية .وقد يتم البروتوكول
بمعنى تعديل التفاقية قائمة ومعقودة بين دولتين أو أكثر وتأتي في الدرجة الرابعة بعد المعاهدة
واالتفاقية واالتفاق.
5ـ الميثاق Charter :
اتفاق دولي إلنشاء منظمة دولية مثل ميثاق األمم المتحدة وميثاق منظمة المؤتمر اإلسالمي.
6ـ مذكرة التفاهم Memorandum of under standing :
اتفاق مبدئي للعالقات بين الدول في موضوع معين حتى يتبلور ،وتشمل عدة موضوعات
وهي إطار للعالقات في جوانب ثم يصاغ فيما بعد ليصبح اتفاقية أو معاهدة للعالقات الدولية
في جوانب عديدة.
7ـ اتفاق على إيضاح قانوني Accord :
يستعمل مصطلح Accordعادة على االتفاقيات التي تنظم المسائل السياسية في حالة االتفاق
المتعلق بالمصطلحات السياسية والوفاقية بين الدول واألطراف المتخاصمة أي اتفاق إيضاحي
2 )دبلوماسية(_بروتوكولhttps://ar.wikipedia.org/wiki/
4
لتعريف وتفسير وشرح المصطلحات الواردة في المعاهدات واالتفاقيات واالتفاقات الدولية.
• 8ـ الدولة أكثر رعاية Most favored Nation Clause :
مصطلح يرد في اتفاقيات التجارة بين الدول تتعهد بموجبه كل دولة موقعة على منح الدولة
األخرى حق التمتع باالمتيازات والتخفيضات الجمركية التي قد تمنحها في المستقبل لدولة ثالثة.
وكثي ار ما تعكس مثل هذه االتفاقيات درجة متقدمة من الصداقة وحسن العالقة بين الدول.
• 9ـ المعاملة بالمثل Reciprocity :
مبدأ دبلوماسي يعنى توحيد أو وحدة شروط االتفاقات التي تتم بين مواطنين تابعين لبلدين أو
أكثر ،ترتبط دولهم ،وفي مجال محدد ،بمعاهدة .وفي القانون الدولي العام ،تعني المعاملة
بالمثل تجانس أو وحدة شروط االتفاقيات التي تتم بين مواطنين تابعين لدولتين أو أكثر في
ضوء القوانين الداخلية في كل دولة .وهناك معاملة بالمثل بين عرضين ،وتنص المادة 55
من الدستور الفرنسي للعام 1958م على حاالت المعاملة بالمثل وهذه الحاالت تشتمل على
االتفاقيات والمعاهدات المعقودة والمصدقة والتي تصبح سارية المفعول من تاريخ نشرها.
10ـ وثيقة تعهد Lettre of documentation :
هي الوثيقة الدبلوماسية التي تتعهد بموجبها إحدى الدول بأحد أمرين 1 :ـ إما أن ال تخرق
االتفاقات المعقودة سابقا بينها وبين دولة أخرى2 .ـ أو بأن االمتياز الخاص الذي منحتها إياه
دولة أخرى ال يؤثر على حقوق وامتيازات كل منهما11 .ـ مستوى التمثيل الدبلوماسي Level :
of representationللتمثيل الدبلوماسي ثالث مستويات 1 :ـ السفارات التي يرأسها سفير.
2ـ المفوضات التي يرأسها وزير مفوض3 .ـ السفارات أو المفوضيات التي يرأسها قائم باألعمال
(أصيل أو وكيل) .وقد نصت المادة ( )15من اتفاقية فينا للعالقات الدبلوماسية على ما يلي:
تتفق الدول على تحديد الفئة التي ينتمي إليها رؤساء البعثات.
5
3
12ـ التحفظ Resentment :
هو القيد الخطي الذي تسجله إحدى الدول لدى توقيعها معاهدة ،أو عند إبرامها أو االنضمام
إليها ،وهو ينطوي في الغالب على رغبتها في عدم الخضوع إلى بعض أحكامها أو التحلل
من بعض االلتزامات الناشئة عنها ،أو تحديد تفسيرها لبعض النصوص الواردة فيها .والتحفظ
كثير االستعمال في المعاهدات الجماعية أو المتعددة األطراف ،وقد أجازته محكمة العدل
الدولية في الرأي االستشاري الذي أصدرته بتاريخ 28آيار (مايو) 1948م الخاص بمكافحة
جريمة إبادة العنصر ،وانما اشترطت أال يتعارض مع أهداف المعاهدة األساسية ،وأال تتضمن
هذه الوثيقة ما يحظر استعماله .ويجوز إبداء التحفظ في وثائق أخرى كالمذكرات الدبلوماسية
أو اتفاقيات االحتكام أو وثائق االعتراف .. ،الخ .وال يجوز استعماله في المعاهدات الثنائية،
ألن تعديل أي نص يقتضي استئناف المفاوضات بغية تعديل النصوص التي يراد التحفظ
بشأنها.
مراحل عقد المعاهدة أو االتفاقية :
يمر عقد المعاهدة أو االتفاقية بعدة مراحل هي :
1ـ مرحلة المفاوضات ويشترك فيها ممثلون عن الدول المتعاقدة مفوضون بذلك من جميع
التخصصات ومن جميع الجهات المعنية.
2ـ -مرحلة التوقيع على المعاهدة أو االتفاقية بالنيابة عن الحكومات.
o 3ـ مرحلة التصديق على المعاهدة االتفاقية من جانب رئيس الدولة .بعد أخذ موافقة السلطة
التشريعية (السلطة التنفيذية) بحسب أحكام الدساتير واألنظمة الوطنية المختلفة.
وعندما يتم التصديق تصبح المعاهدة نافذة المفعول ،غير أن ضروريات العالقات الدولية قد
تقتضي أحيانا تنشيط إجراءات عقد المعاهدات أو االستغناء عن شروط التصديق.
https://www.atheer.om/archives/521677/3ما-المقصود-بـ-التحفظ-في...
6
انقضاء المعاهدة :
وتنقضي المعاهدات بانقضاء األجل المحدد لها .أو باتفاق أطرافها .كما أن إخالل طرف فيها
بالتزاماته يخول الطرف اآلخر إلغاء المعاهدة وتنقض المعاهدة بأسباب أخرى ،منها تغير
الظروف التي عقدت فيها ،وقد أثار هذا السبب األخير خالفات بين الدول.
وأصبحت هذه المصطلحات القانونية دولية ومتعارفا عليها .وقد تكون االتفاقيات إطارية أو
عامة ،وقد تكون متخصصة .وبإيجاز فإن تعريف المصطلحات التالية تعني الدالالت التي
أمامها :المعاهدة :يطلق لفظ معاهدة في معناه الخاص على االتفاقات الدولية ذات الصبغة
السياسية كمعاهدات الصداقة والتحالف .االتفاقية :يطلق لفظ اتفاقية على االتفاقيات المتعددة
األطراف التي تنظم التعاون بين الدول .االتفاق :يطلق لفظ اتفاق على المعاهدات الثنائية ذات
الصيغة الفنية .التصريح :يطلق لفظ التصريح على االتفاقات التي يكون موضوعها تأكيد
مبادئ قانوني أو سياسة مشتركة .الميثاق :يطلق لفظ ميثاق على االتفاقات الدولية ذات
الطابع الدستوري التنظيمي ،كميثاق األمم المتحدة ،وميثاق جامعة الدول العربية.
البروتوكول :يطلق لفظ بروتوكول على االتفاق التكميلي ،كما يطلق أحيانا على المحاضر
الرسمية لمؤتمر دولي.
انواع الوثائق:
الوثيقة الرسمية :هي الوثائق الصادرة عن االجهزة الحكومية الرسمية الكاملة المصداقية النها
تمثل النظرة الرسمية للدولة نظ ار التسامها بالتنظيم و فعالية التنفيذ.
الوثائق الغير رسمية :هي الوثائق الصادرة عن االفراد تسمى بالغير رسمية النها تحصل على
االعتماد من طرف الجهات الرسمية بالتصديق عليها مثل اوراق البيع والشراء المتداولة بين
االفراد او المواطنين.
ق تقدمه السلطة السيادية للدولة إلى فرٍد أو
الوثائق السياسية الوثائق السياسية عبارة عن ميثا ٍ
عد
وي ّ ٍ
مؤسسة أو مدينة ،حيث تمنح حقوقاً ،أو صالحيات ،أو امتيازات ،أو وظائف معينةُ ،
الميثاق العظيم الماجنا كارتا من أكثر الوثائق شهرةً ،وهو اتفاق بين الملك اإلنجليزي جون
7
وباروناته ،يحدد فيه بعض الحريات التي منحها الملك للشعب اإلنجليزي ،وفي القرون الوسطى
عدة مواثيق للمدن ،والبلديات ،والنقابات ،والرابطات التجارية،
أصدر الملوك األوروبيون ّ
والجامعات ،والمؤسسات الدينية؛ وتكفل هذه المواثيق بعض االمتيازات والحصانات لتلك
ولكنها تحدد مهام وترتيبات شؤونها الداخلية.
المنظماتّ ،
الماجنا كارتا :هو اتفاق الملك االنجليزي " جون" يبين فيها الحريات التي منحها الملك للشعب
االنجليزي.
يمكن ان تكون وثائق رسمية :نذكر اهمها دستور او خطاب سياسي ،و كذلك مواثيق دولية
تتمثل في اتفاقيات و معاهدات ـ عالنات ،بروتوكوالت...
8
المحاضرة الثانية:
منهجية تحليل وثيقة سياسية:
بما ان الوثيقة الرسمية تحتوي على مجموعة من االفكار الهامة التي تطرحها مؤسسة رسمية
فان درايتها و تحليلها يتطلب نظام او منهجية خاصة في مراحل واضحة ندسها كالتالي:
مرحلة فهم الوثيقة: -
في هته المرحلة على الباحث جمع المعلومات الكافية عن الوثيقة ويمكن تلخيصها كالتالي:
الدراسة الوصفية:
يعمل الباحث على تقسيم النص وتسطير المصطلحات و العبارات المهمة او التي لديها
معنى موسه او ثقل في الوثيقة.
ومنه يمكن ابراز او استخراج التالي في هته المرحلة:
9
البنية الطباعية للوثيقة:
اي تحديد عدد الفقرات او المقاطع التي يتكون منها الوثيقة.
البنية االصطالحية:
بمعنى تحديد المعاني او المصطلحات الهامة او المركزية في الوثيقة و تحديد نوعيتها ان
كانت اقتصادية او سياسية او امنية او اجتماعبة او ثقافية...
وكذا تحديد عدد اللغات الصادرة بها الوثيقة.
واستخراج الكلمات المفاتيح مما تسهل على المحلل تحديد مضمون النص بشكل محكم.
البنية الخارجية للوثيقة:
اي دراسة الظروف التي تم فيها كتابة الوثيقة و دراسة الظروف التي سبقت الوثيقة و
كانت سبب في ايجادها و دراسة الظروف اثناء كتابة الوثيقة و حتى بعد اصدارها.
مرحلة التحليل: -
تحديد نوع الوثيقة ان كانت اعالن او اتفاقية او دستور او معاهدة بمعنى تجديد اطاره
الشكلي او تسمية الوثيقة بالشكل الواضح.
تقسيم الوثيقة بتحديد عدد النصوص و المواد او اللغة للنص.
تحديد االطار الزمني و المكاني للوثيقة: -
حيث يتم في هذا العنصر من الدراسة تحديد ان كانت الوثيقة صادرة من دولة واحدة او
لها طابع اقليمي او عالمي .
باإلضافة الى تحديد ان كانت ثنائية او جماعية.
التركيز على اسباب اصدار الوثيقة و الظروف التي تم فيها اصدار هاته الوثيقة .
االشارة الى نوع النص ان كان خاص او عام.
التطرق الى الوثائق المشابهة للوثيقة المعروضة .
طرح االشكالية .
االعالن عن الخطة.
العرض: -
في هذا الجزء من الدراسة يتم دراسة االحكام االساسية و االفكار الخاصة بالوثيقة حيث
يتم التركيز على:
تحديد الموضوع الذي تركز عليه الوثيقة .
تحليل المواد او البنود التي تتكون منها الوثيقة.
استنتاج االفكار و االحكام من الوثيقة.
تقييم الوثيقة:
تحليل على مدى مالئمة االفكار التي تحتويها الوثيقة مع الظروف المحيطة سواء اكانت
اجتماعية او سياسية او امنية او اقتصادية او سياسية ...و مدى تأثيرها على المستوى
الداخلي للدولة او على المستوى االقليمي و الدولي.
مقارنة او قياس الوثيقة محل الدراسة مع الوثائق االخرى المشابهة مع تحديد النقائص التي
جاءت في الوثيقة .
11
الخاتمة:
تحتوي على االستنتاجات التي يتوصل لها المحلل من خالل تحليله للوثيقة من خالل
المراحل ال سابقة للدراسة و العمل على طرح مقترحات و صيغ بديلة تزيد من قوة و فائدة
الوثيقة .
12
كابالن :1943 ،4تحليل المحتوى هو المعنى اإلحصائي Statistical Semantics -1
4 https://student.alafdal.net/t309-topic
13
تهدف دراسات أخرى إلى دراسة بعض القضايا و الظواهر في الدول الحديثة مثل الديمقراطية
حقوق اإلنسان ,المشكالت االجتماعية .
خصائص منهج تحليل المضمون
يسعى تحليل المضمون عن طريق تصنيف البيانات وتبويبها إلى وصف المضمون -1
المحتوى الظاهر والصريح للمادة قيد التحليل .و ال يقتصر على الجوانب الموضوعية ،
وانما الشكلية أيضاً .
يعتمد على تك اررات وردت أو ظهور جمل أو كلمات أو مصطلحات أو رموز أو أشكال -2
األداة وللمادة ( قيد التحليل ) ،لضمان ثبات النتائج -االتساق عبر الزمن -أو عبر
تطبيقها واقتراب نتائجها من قبل محللين آخرين ( التحكيم الخارجي ) .
ترتبط نتائج تحليل المضمون مع ما ورد من نتائج وصفية وتحليلية ونظرية ،بإطار عام -5
وشامل ،ليتم وفقها تفسير الظاهرة أو المشكلة،أي انه في هذه الحالة يعد مكمالً إلجراءات
منهجية أخرى تسبقه،أو تلحقه في إطار الدراسة الشاملة .
14
المبحث الثاني :الميزات العامة للمنهج التحليلي
5
المطلب األول :خطوات تحليل المضمون
-1تحديد مشكلة البحث أو موضوعه.
-2صياغ الفروض (:افتراض وجود عالقة بين المتغيرات ).
-3ت حديد مجتمع البحث :المادة أو المواد التي سوف تخضع للبحث و الدراسة فقد يتضمن
مجتمع البحث مقاالت األعمدة الصحفية المنشورة .
-4اختيار العينة :موقف الصحافة من االنتخابات .
-5تحديد رمز التحليل للعينة (جريدة الخبر،الشعب ،المجاهد).
المطلب الثاني :وحدات تحليل المضمون :
هي وحدات المحتوى التي يمكن إخضاعها للعد و القياس و يعطي وجودها أو غيابها و
تكرارها دالالت تفيد الباحث في تفسير النتائج الكمية هناك خمسة وحدات رئيسية هي :
- 1وحدة الكلمة :تعبر عن رمز أو مفهوم أو مدلول .
- 2وحدة الموضوع الفكرة :عبارة عن جملة أو عبارة عن فكرة يدور حولها موضوع التحليل
- 3وحدة الشخصية :تشير إلى األشخاص أو الشخص محور االهتمام .
- 4ا لوحدة الطبيعة للمادة اإلعالمية :قد تكون خطاب أو كتاب أو برنامج تلفزيوني و
ي ستطيع الباحث أن يصنف البرنامج التلفزيوني إلى برامج سياسية ،اقتصادية ،ثقافية .
- 5مقاييس المس احة و الزمن :المقاييس المادية التي يتبعها الباحث للتعرف علي المساحة
التي تشغلها المادة المنشورة في الكتب أو الصحف المطبوعة أو المدة الزمنية التي استغرقتها
المادة في اإلعالم كما تقدم لنا النتائج المتحصل عليها من استخدام هذا األسلوب كما هائال
في كثير من األحيان .
https://mawdoo3.com/5خطوات_تحليل_المضمون
15
المطلب الثالث :التحليل الكمي و التحليل الكيفي .
*التحليل الكمي :هو ترجمة المحتوي إلى أرقام و نسب و إعداد و إحصائيات و معدالت ثم
حساب التكرار لتحديد مواقع التركيز و االهتمام أو تهميش فحضور المصطلح أو غيابه في
المضمون يعطي تفسيرات و دالالت تفيد الباحث .
*التحليل الكيفي :هو تفسير و تحليل نتائج و كشف أسبابها و خلفياتها لماذا كان االهتمام
وما القصد من ذلك.
المبحث الثالث :تطبيقات منهج تحليل المضمون.
المطلب األول :مجاالت استخدام المنهج التحليلي
-1الكشف عن اتجاهات األفراد والجماعات إزاء موضوعات مختلفة .
-2المقارنة بين وسائل اإلعالم الجماهيري من حيث موضوعاتها واتجاهاتها وأهدافها
-3قياس مدى تطبيق وسائل االتصال للمعايير واألسس اإلعالمية والثقافية والفنية .
-4تشخيص خصائص األسلوب األدبي أو الصحفي من خالل تحليل الرسائل المختلفة .
-5التعرف على الوضع النفسي واالجتماعي لألفراد والجماعات في األوضاع الطارئة
واالعتيادية من خالل تحليل الرسائل التي يعبرون بها عن أنفسهم بأي شكل من األشكال
-6الحصول على افتراضات حول تأثير وسائل االتصال على الجمهور .
-7تعرف الدولة على معلومات ونوايا الدول األخرى وأهدافها وخاصة في حاالت الصراع
والحروب ،اذ يسعى كل طرف إلى تحليل الوثائق والتصريحات والخطب وما تنشره وسائل
اإلعالم حول الطرف اآلخر .
إضافة إلى ذلك ،يمكن استخدامه للتعرف على المعارف والقيم ومديات تحقيق األهداف
واآلثار التي تحملها الكتب ،والمناهج ،واألدبيات التربوية والثقافية وغيرها ...
16
المحاضرة الثالثة:
تحليل وثيقة الفصل السابع من ميثاق االمم المتحدة
6
وثيقة الفصل السابع من ميثاق االمم المتحدة:
الفصل السابع :فيما يتخذ من األعمال في حاالت تهديد السلم واإلخالل به ووقوع العدوان
المادة 39
يقرر مجلس األمن ما إذا كان قد وقع تهديد للسلم أو إخالل به أو كان ما وقع عمالا اً من
أعمال العدوان ،ويقدم في ذلك توصياته أو يقرر ما يجب اتخاذه من التدابير طبقا ألحكام المادتين
41و 42لحفظ السلم واألمن الدولي أو إعادته إلى نصابه.
المادة 40
منعا لتفاقم الموقف ،لمجلس األمن ،قبل أن يقوم توصياته أو يتخذ التدابير المنصوص عليها
في المادة ،39أن يدعو المتنازعين لألخذ بما يراه ضروري ا أو مستحسن ا من تدابير مؤقتة ،وال
تخل هذه التدابير المؤقتة بحقوق المتنازعين ومطالبهم أو بمركزهم ،وعلى مجلس األمن أن
يحسب لعدم أخذ المتنازعين بهذه التدابير المؤقتة حسابه.
المادة 41
لمجلس األمن أن يقرر ما يجب اتخاذه من التدابير التي ال تتطلب استخدام القوات المسلحة
لتنفيذ ق ارراته ،وله أن يطلب إلى أعضاء "األمم المتحدة" تطبيق هذه التدابير ،ويجوز أن يكون
من بينها وقف الصالت االقتصادية والمواصالت الحديدية والبحرية والجوية والبريدية والبرقية
والالسلكية وغيرها من وسائل المواصالت وقفا جزئي ا أو كليا وقطع العالقات الدبلوماسية.
6
. https://www.un.org/ar/about-us/un-charter/chapter-7الفصل السابع من ميثاق االمم المتخدة
17
المادة 42
إذا رأى مجلس األمن أن التدابير المنصوص عليها في المادة 41ال تفي بالغرض أو ثبت أنها
لم تف به ،جاز له أن يتخذ بطريق القوات الجوية والبحرية والبرية من األعمال ما يلزم لحفظ
السلم واألمن الدولي أو إلعادته إلى نصابه .ويجوز أن تتناول هذه األعمال المظاهرات والحصر
والعمليات األخرى بطريق القوات الجوية أو البحرية أو البرية التابعة ألعضاء "األمم المتحدة".
المادة 43
يتعهد جميع أعضاء "األمم المتحدة" في سبيل المساهمة في حفظ السلم واألمن .1
الدولي ،أن يضعوا تحت تصرف مجلس األمن بناء على طلبه وطبقا التفاق أو
اتفاقات خاصة ما يلزم من القوات المسلحة والمساعدات والتسهيالت الضرورية لحفظ
السلم واألمن الدولي ومن ذلك حق المرور.
يجب أن يحدد ذلك االتفاق أو تلك االتفاقات عدد هذه القوات وأنواعها ومدى .2
م جلس األمن ،وتبرم بين مجلس األمن وبين أعضاء "األمم المتحدة" أو بينه وبين
مجموعات من أعضاء "األمم المتحدة" ،وتصدق عليها الدول الموقعة وفق مقتضيات
أوضاعها الدستورية.
المادة 44
إذا قرر مجلس األمن استخدام القوة ،فإنه قبل أن يطلب من عضو غير ممثل فيه تقديم القوات
وفاء بااللتزامات المنصوص عليها في المادة ،43ينبغي له أن يدعو هذا العضو إلى
المسلحة ا
أن يشترك إذا شاء في الق اررات التي يصدرها فيما يختص باستخدام وحدات من قوات هذا العضو
المسلحة.
18
المادة 45
رغبة في تمكين األمم المتحدة من اتخاذ التدابير الحربية العاجلة يكون لدى األعضاء وحدات
جوية أهلية يمكن استخدامها فو ار ألعمال القمع الدولية المشتركة .ويحدد مجلس األمن قوى
هذه الوحدات ومدى استعدادها والخطط ألعمالها المشتركة ،وذلك بمساعدة لجنة أركان الحرب
وفي الحدود الواردة في االتفاق أو االتفاقات الخاصة المشار إليها في المادة .43
المادة 46
الخطط الالزمة الستخدام القوة المسلحة يضعها مجلس األمن بمساعدة لجنة أركان الحرب.
المادة 47
تشكل لجنة من أركان الحرب تكون مهمتها أن تسدي المشورة والمعونة إلى مجلس .1
األمن وتعاونه في جميع المسائل المتصلة بما يلزمه من حاجات حربية لحفظ السلم
واألمن الدولي والستخدام القوات الموضوعة تحت تصرفه وقيادتها ولتنظيم التسليح
ونزع السالح بالقدر المستطاع.
تشكل لجنة أركان الحرب من رؤساء أركان حرب األعضاء الدائمين في مجلس األمن .2
أو من يقوم مقامهم ،وعلى اللجنة أن تدعو أي عضو في "األمم المتحدة" من
األعضاء غير الممثلين فيها بصفة دائمة لإلشراف في عملها إذا اقتضى حسن قيام
اللجنة بمسؤولياتها أن يساهم هذا العضو في عملها.
لجنة أركان الحرب مسؤولة تحت إشراف مجلس األمن عن التوجيه االستراتيجي ألية .3
قوات مسلحة موضوعة تحت تصرف المجلس .أما المسائل المرتبطة بقيادة هذه
القوات فستبحث فيما بعد.
خولها ذلك مجلس األمن وبعد
للجنة أركان الحرب أن تنشئ لجانا فرعية إقليمية إذا ّ .4
19
المادة 48
األعمال الالزمة لتنفيذ ق اررات مجلس األمن لحفظ السلم واألمن الدولي يقوم بها جميع .1
أعضاء "األمم المتحدة" أو بعض هؤالء األعضاء وذلك حسبما يقرره المجلس.
يقوم أعضاء "األمم المتحدة" بتنفيذ الق اررات المتقدمة مباشرة وبطريق العمل في .2
20
الفصل السادس :في حل المنازعات حال سلميا
المادة 33
-1يجب على أطراف أي نزاع من شأن استمراره أن يعرض حفظ السلم واألمن الدولي
للخطر أن يلتمسوا حله بادئ ذي بدء بطريق المفاوضة والتحقيق والوساطة والتوفيق
والتحكيم والتسوية القضائية ،أو أن يلجأوا إلى الوكاالت والتنظيمات اإلقليمية أو غيرها من
الوسائل السلمية التي يقع عليها اختيارها.
-2ويدعو مجلس األمن أطراف النزاع إلى أن يسووا ما بينهم من النزاع بتلك الطرق إذا
رأى ضرورة ذلك.
المادة 34
لمجلس األمن أن يفحص أي نزاع أو أي موقف قد يؤدي إلى احتكاك دولي أو قد يثير نزاعا
لكي يقرر ما إذا كان استمرار هذا النزاع أو الموقف من شأنه أن يعرض للخطر حفظ السلم
واألمن الدولي.
المادة 35
-1لكل عضو من "األمم المتحدة" أن ينبه مجلس األمن أو الجمعية العامة إلى أي نزاع
أو موقف من النوع المشار إليه في المادة الرابعة والثالثين.
-2لكل دولة ليست عضوا في "األمم المتحدة" أن تنبه مجلس األمن أو الجمعية العامة إلى
أي نزاع تكون طرفا فيه إذا كانت تقبل مقدما في خصوص هذا النزاع التزامات الحل السلمي
المنصوص عليها في هذا الميثاق.
-3تجرى أحكام المادتين 11و 12على الطريقة التي تعالج بها الجمعية العامة المسائل
التي تنبه إليها وفقا لهذه المادة.
المادة 36
-1لمجلس األمن في أية مرحلة من مراحل نزاع من النوع المشار إليه في المادة 33أو
موقف شبيه به أن يوصي بما يراه مالئما من اإلجراءات وطرق التسوية.
21
-2على مجلس األمن أن يراعي ما اتخذه المتنازعون من إجراءات سابقة لحل الن ازع القائم
بينهم.
-3ع لى مجلس األمن وهو يقدم توصياته وفقا لهذه المادة أن يراعي أيضا أن المنازعات
القانونية يجب على أطراف النزاع -بصفة عامة -أن يعرضوها على محكمة العدل الدولية
وفقا ألحكام النظام األساسي لهذه المحكمة.
المادة 37
-1إذا أخفقت الدول التي يقوم بينها نزاع من النوع المشار إليه في المادة 33في حله
بالوسائل المبينة في تلك المادة وجب عليها أن تعرضه على مجلس األمن.
-2إ ذا رأى مجلس األمن أن استمرار هذا النزاع من شأنه في الواقع ،أن يعرض للخطر
حفظ السلم واألمن الدولي قرر ما إذا كان يقوم بعمل وفقا للمادة 36أو يوصي بما يراه
مالئما من شروط حل النزاع.
المادة 38
لمجلس األمن -إذا طلب إليه جميع المتنازعين ذلك -أن يقدم إليهم توصياته بقصد حل
7
النزاع حال سلميا ،وذلك بدون إخالل بأحكام المواد من 33إلى .37
7المتحدة ,الجمعية العامة لالمم" . 1945.الفصل السابع من ميثاق االمم المتحدة ".اعالن ,سان فرانسيسكو https://www.un.org/ar/about-
us/un-charter/full-text.
22
التحليل:
وثيقة الفصل السابع من ميثاق االمم المتحدة هو معاهدة دولية تم وضعها من طرف 51دولة.
سميت المعاهدة بسان فرانسيسكو النها تم توقيعها في هته المنطقة بتاريخ 24اكتوبر .1945
الوثيقة هي اهم فصل في ميثاق االمم المتحدة تبدا من المادة 39الى .51
الوثيقة هي الفصل رقم 7الميثاق يبين دور مجلس االمن و اختصاصه في حفظ السلم و
االمن الدوليين.
تتمثل مهامه في استخدام االليات سواء سلمية او استخدام القوة.
تمثل كل من المواد 39و 41و 42صلب الفصل و اعمقها من ناحية مهام مجلس االمن
من خالل استخدام القوة سواء من خالل فرض عقوبات اقتصادية او الحصار او استخدام القوة
العسكرية ضد كل دولة تشكل تهديدا على للسلم و االمن الدوليين.
الوثيقة مكتوبة باللغات الستة هي العربية و الصينية و االنجليزية و الفرنسية و الوروسية و
االسبانية.
كانت الحرب العالمية الثانية من االسباب الرئيسية لتاسيس الميثاق بفصوله نظ ار للخسائر
البشرية الكبيرة التي عرفتها البشرية نتيجة الحرب و التصادم لذا تم العمل على ايجاد ميثاق
ينظم عالقات الدول مع بعضها البعض و يضبطها .
لتحليل وثيقة الفصل السابع نطرح االشكالية التالية:
هل فعال يساهم ق اررات مجلس االمن في ضبط او التقليل من الفوضى العالقات الدولية؟
ميثاق األمم المتحدة بأبوابه التسعة عشر وبنوده المئة واألحد عشر بنداً ،ثم التوقيع عليه يوم
26حزيران (يونيو) ،1945وأصبح نافذاً في 24تشرين األول (أكتوبر) ،1945ويعتبر
النظام األساسي لمحكمة العدل الدولية جزءاً متمماً للميثاق وفي 17كانون األول (ديسمبر)
،1963تم إدخال تعديالت على عدد من بنود الميثاق ،كتوسيع عدد أعضاء مجلس األمن
من أحد عشر عضواً إلى خمسة عشر عضواً بتعديل المادة .23كما تم تعديل المادة 61
لتسمح بزيادة عدد أعضاء المجلس االقتصادي واالجتماعي من ثمانية عشر عضواً إلى سبعة
23
وعشرين عضواً ،وتعديل المادة ذاتها في 24أيلول (سبتمبر) 1973بزيادة عدد أعضاء
المجلس المذكور إلى أربعة وخمسين عضواً وفي 20كانون األول (ديسمبر) ،1965جرى
التعديل األهم ،من وجهة نظر بعض القانونيين ،حيث أدخلت الجمعية العامة لألمم المتحدة
تعديالت على المادة 109من الميثاق وتقضي بجواز عقد مؤتمر عام ألعضاء األمم المتحدة
إلعادة النظر في الميثاق في الزمان والمكان اللذين تحددهما الجمعية العامة بأغلبية ثلثي
أعضائها ،وبموافقة تسعة من أعضاء مجلس األمن (دائمين أم غير دائمين) ،أما الفقرة الثالثة
من المادة نفسها ،والتي تتناول مسألة النظر في إمكانية الدعوة إلى عقد هذا المؤتمر ،فقد
بقيت في صيغتها األصلية بإشارتها إلى «موافقة سبعة من أعضاء مجلس األمن» وسمح
الفصل السابع من الميثاق ،بشن عمليات عسكرية لقوات تحالف دولي في الحرب الكورية
( 1950ـ ،)1953وفي حرب الخليج الثانية في العام ،1991كما لعب دو اًر في التمهيد لغزو
العراق في العام ،2003وتشكلت بموجبه قوات «حفظ السالم» في كوسوفو ،وتيمور الشرقية،
سيراليون ،الكونغو ..وغيرها.
يختص الفصل السابع من ميثاق االمم المتحدة( :فيما يتخذ من اعمال في حاالت تهديد السلم
واالخالل به ووقوع العدوان) .كما ورد في عنوان الفصل السابع وهو يتكون من ثالثة عشر
( )13مادة تبدأ بالمادة ( )39وتنتهي بالمادة ( .)51وقد تعلق امر العراق بالفصل السابع بعد
قرار مجلس االمن رقم ( )678لسنة ( )1990على اثر دخول القوات العراقية دولة الكويت
باوامر من صدام حسين باعتباره قائدا اعلى للقوات المسلحة في حينها ،حيث سمح القرار
الدولي باستخدام القوة المسلحة الخراج العراق من الكويت وفقا لما ورد من نصوص في الفصل
السابع من ميثاق االمم المتحدة .مع مالحظة ان المسوغ القانوني لبقاء العراق تحت الفصل
السابع قد سقط بسقوط النظام السابق لكن المجتمع الدولي يرفض هذا التفسير ويحتج ان
الشكل القانوني يقضي بعدم الغاء نص او قرار ،إال بنص أو قرار جديدين ،وهو ترتيب قانوني
ال خالف عليه ،غير أن الشكل القانوني الذي يتعلق بالحالة قد تبدل ،وتبدل الحالة وانتفائها
سيعني تبدل الحجة القانونية وفق ذلك
24
وسمح الفصل عينه لمجلس األمن باتخاذ «إجراءات عقابية» إذا ما ارتأى أن هناك ما يهدد
«السالم واألمن الدوليين» ،وهو ما يدعم اتجاهاً قانونياً يدعو إلى تضييق وتحديد مجال التدخل،
ليقتصر على العمل الجماعي في إطار األمم المتحدة ،ويرفض استخدام القوة من قبل دولة
ذات سيادة ،على دولة أخرى ذات سيادة دون ٍ
تبن واضح لألمم المتحدة وبقرار وفق البند
السابع ،ودون تقديم بينة واضحة حول «أهلية» و«الصالحية الحصرية» التي تضطلع بها
الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس األمن (الواليات المتحدة ـ فرنسا ـ بريطانيا ـ روسيا
والصين) التي من المفترض بها أن تحاجج بكون واقعة ما تشكل دون سواها «تهديداً لألمن
والسالم الدوليين» ،ودون تعريف واضح لـ«السالم واألمن الدوليين» .وهو ما يدفع بدول «العالم
الثالث» والدول الصغيرة إلى التخوف من إمكانية استغالل هذه النقطة للتدخل في شؤونها
الداخلية ،تحت عناوين ومسميات عدة ال تعريف واضحاً ومحدداً ومتفقاً عليه دولياً لها،
كـ«اإلرهاب» و«السالم واألمن الدوليين» و«القانون الدولي» و«الشرعية الدولية»وأسفرت
ق اررات مجلس األمن وفق الفصل السابع في العراق ،عن نتائج كارثية أدت إلى موت ماليين
األطفال العراقيين نتيجة للحصار الذي طبق عليه على امتداد عقد ونيف من الزمن .كما
واجهت ق اررات المجلس نفسه فشالً كبي اًر في تطبيقها على امتداد عقود من الزمن ،على األرض
بإنهاء االحتالل اإلسرائيلي لألراضي الفلسطينية والعربية ويناقض الفصل السابع في مضمونه
المادة 4من ميثاق األمم المتحدة ،التي تدعو جميع الدول إلى «االمتناع عن استخدام القوة
أو التلويح باستخدامها ضد دولة أخرى بما يمس إقليمها أو استقاللها ( .»)..وهذا بحد ذاته
سالح تلجأ إليه الدول الفقيرة والمحايدة في وجه التدخالت الخارجية بغطاء دولي.
مقارنة بين الفصلين السادس والسابع من ميثاق األمم المتحدة:
إن المقارنة بين الفصلين السادس والسابع من ميثاق األمم المتحدة هو موضوع يطرح نفسه
بإلحاح عند تن اول أي مسألة تدخل ضمن اختصاص مجلس األمن ،ذلك أن تداخل القانوني
بالسياسي في عمل هذا الجهاز الدولي ،من شأنه أن يؤثر على عملية تصنيف المشاكل الدولية
المطروحة عليه وادخالها ضمن الفصل السادس أو الفصل السابع من الميثاق ،حيث ال تعتمد
25
في ذلك في أغلب األحيان نفس المقاييس ،بسبب خضوع مجلس األمن لمصالح الدول الكبرى،
خاصة تلك المتمتعة باستعمال حق النقض الفيتو .سنحاول تجنب الخوض هنا في البعد
السياسي لعمل المجلس وسنكتفي بإيضاح الفرق من الناحية القانونية بين أن تقع مسألة ما
ضمن الفصل السادس أو أن تقع ضمن الفصل السابع من ميثاق األمم المتحدة .سيقودنا ذلك
تدريجيا للبحث في المسائل التالية:
-1موقع مجلس األمن داخل المنظمة الدولية:
على خالف الجمعية العامة التي تضم كل الدول األعضاء في األمم المتحدة فإن مجلس األمن
ال يضم سوى خمسة عشر عضوا منها خمسة أعضاء فقط دائمة العضوية وهي تتمثل بالدول
الكبرى أي الواليات المتحدة األميركية وفرنسا وبريطانية وروسيا والصين باإلضافة إلى عشرة
أعضاء غير دائمين ينتخبون كل سنتين من بين الدول الباقية من قبل الجمعية العامة التي
تأخذ بعين االعتبار مدى مساهمة الدول في المحافظة على األمن والسلم الدوليين وغير ذلك
من أهداف األمم المتحدة باإلضافة إلى التوزيع الجغرافي العادل .واذا كان ميثاق األمم المتحدة
خصص الفصل الخامس منه لمجلس األمن فهو في الحقيقة يحدد صالحياته في الفصول:
قد ّ
السادس والسابع والثامن والثاني عشر المتعلقة بمسائل السلم واألمن الدوليين ووسائل حل
النزاعات الدولية.
-2المهمة الموكلة إلى المجلس:
أوكلت المنظمة إلى مجلس األمن المسؤولية األساسية في الحفاظ على األمن والسلم الدوليين.
ويعتبر وهو يمارس مهامه أنه يقوم بذلك باسم أعضاء األمم المتحدة جميعا.
واذ حدد الميثاق أن مجلس األمن يجب أن يراعي في ممارسة صالحياته أهداف ومبادئ األمم
المتحدة فإن انتهاكا كبي ار قد أصاب هذه المهمة السامية لمجلس األمن حين أعطيت الدول
الكبرى حق النقض الفيتو في الوقت الذي ال تراعي هذه الدول جانب الحق والمساواة والعدالة
بين الشعوب وهي تنظر في المشاكل التي تحصل وتدخل ضمن اختصاص المجلس .
26
وقد تم تحديد مهام مجلس األمن في الفصول السادس والسابع والثامن والثاني عشر لكن
الفصالن السادس والسابع يثيران الجدل أكثر من غيرهما من ناحية لتداخلهما ومن ناحية
ثانية ألهمية أن يكون الموضوع المطروح على بساط البحث داخال ضمن نطاق الفصل
السادس وليس السابع أو العكس ألن ذلك من شأنه أن ينقل تدخل مجلس األمن من الصيغة
السلمية إلى الصيغة الردعية مع ما يحتمله ذلك من عقوبات يمكن أن تمارس ضد الدولة
المعنية.
الفصل السادس والحلول الدبلوماسية للنزاعات الدولية: -3
يتعلق الفصل السادس بموضوع تسوية الخالفات بشكل سلمي وهو يتضمن ثمانية مواد (-33
) 38حيث تنص المادة 33على ما يلي :يتعهد األطراف الذين تنشأ بينهم خالفات من شأنها
أن تشكل تهديداً لألمن والسلم الدوليين باللجوء لحلها إلى الطرق السلمية أي :التفاوض،
التحقيق ،الوساطة ،التسوية ،التحكيم بالوسائل القانونية أو باللجوء إلى المنظمات واالتفاقات
اإلقليمية أو إلى أي وسيلة سلمية يتم اختيارها من قبلهم ( فقرة .)1كما يمكن لمجلس األمن
إذا ارتأى ذلك ضرورياً أن يدعو األطراف إلى حل خالفاتهم بهذه الوسائل(فقرة .)2
يحق لمجلس األمن إجراء التحقيق للتأكد إذا كان خالف ما أو وضع ما ناشئ بين األمم يشكل
إذا ما استمر تهديداً لألمن والسلم الدوليين (المادة .) 34
يحق ألي دولة عضو في األمم المتحدة (المادة ،35فقرة ) 1أو غير عضو(فقرة 2من
نفس المادة) أن تلفت انتباه المجلس إلى كون خالف ما أو وضع ما هو ذو طبيعة مماثلة لما
ذكر في المادة 34أي من شأنه إذا استمر أن يهدد األمن والسلم الدوليين.
بإمكان المجلس في أي لحظة من تطور النزاع الموصوف في المادة 33أو أي وضع مماثل،
أن يوصي بتدابير أو بوسائل لتسوية هذا الوضع أو النزاع بالطريقة المناسبة (المادة ،36فقرة
.)1
يأخذ مجلس األمن بعين االعتبار في ممارسته لمهمته هذه كل التدابير المعتمدة من قبل
األطراف لتسوية النزاع المذكور(فقرة .)2
27
بإمكان الفرقاء في نزاع معين إذا فشلوا في تسوية خالفاتهم أن يلجئوا بأنفسهم إلى مجلس
األمن بغية إيجاد حل لهذه الخالفات (المادة ،37فقرة ،)1حينها يقرر المجلس إذا كان
استمرار الوضع من شأنه أن يهدد األمن والسلم الدوليين ومن ثم يلجأ إلى تطبيق المادة 36
أو يتخذ أي إجراء آخر يراه مناسبا.
حين يكون النزاع ذو طبيعة قانونية يحال من قبل الدول األطراف فيه إلى محكمة العدل الدولية
إما بمحض إرادتهم إما بماء على توصية من قيل مجلس األمن (المادة ،36فقرة .)3ويكون
النزاع قانونيا إذا تعلق األمر بتفسير اتفاقية أو نقطة قانونية أو انتهاك واجب دولي حيث تنظر
المحكمة بطبيعة االنتهاك وتحدد التعويض عنه ،والمحكمة هي التي تقرر ما إذا كانت المسألة
أو الخالف المرفوع أمامها يدخل ضمن صالحياتها أم ال (المادة 36من نظام محكمة العدل
الدولية)(.)1
نستنتج مما تقدم أنه حسب الفصل السادس يتم تسوية الخالفات الدولية بالطرق السلمية.
الفصل السابع والتدبير في حال تهديد السلم أو تخريبه وفي حال العدوان أو الحلول -4
الردعية.
تحدد المادة 39وهي المادة األولى من الفصل السابع المذكور مهمة مجلس األمن الرامية إلى
التثبت من وجود تهديد أو اضطراب للسلم الدولي أو حلة اعتداء وفي حال اإليجاب يتخذ
المجلس توصيات أو يقرر أي تدابير يجب أن تتخذ وفقا للمادتين 41و 42من أجل تثبيت
أو است تباب السلم واألمن الدوليين .غير أن المجلس يعمد قبل اتخاذ أية توصية أو إقرار أي
تدابير عمال بالمادة الذكورة بإمكانه دعوة األطراف المعنية لكي تلتزم بتدابير استباقية يراها
مناسبة أو مستحبة .هذه التدابير االحتياطية ال تمس أبدا حقوق األطراف المعنية أو ادعاءاتها
أو مواقفها .ويأخذ المجلس بعين االعتبار اإلخفاق المترتب على عدم التقيد بهذه التدابير(المادة
.)40
ولكن ما هي التدابير التي يمكن أن يوصي بها أو يقررها مجلس األمن وفقا للمادتين 41
و.42
28
التدابير التي تنص عليها المادة :41 -5
يحدد مجلس األمن نوع التدابير التي ال تشكل لجوءا إلى القوة والتي يمكن اللجوء إليها لفرض
تنفيذ هذه الق اررات ويدعو األطراف للتقيد بها .هذه التدابير تشمل قطع العالقات االقتصادية
التام أو الجزئي ،أو قطع المواصالت البرية أو البحرية أو الجوية أو البريدية أو التلغرافية أو
الراديو ألكتريكية أو أية وسيلة اتصاالت أخرى ،باإلضافة إلى قطع العالقات الدبلوماسية.
التدابير التي تنص عليها المادة :42 -6
لحسن الحظ أن هناك مخارج قانونية تمكن من التصدي الستبداد الدول الكبرى وتحكمها
بمصير العالم عن طريق استعمال القوة ولجوئها الدائم تقريبا إلى مجلس األمن لكي تعطي
30
غطاء شرعيا للتدابير غير الشرعية التي تقدم عليها في شتى أنحاء العالم تحت شعارات
مختلفة .هذه المخارج القانونية تتمثل :من ناحية بوجوب التزام مجلس األمن بأهداف وغايات
األمم المتحدة في ممارسته لمهمته المتمثلة أساسا في الحفاظ على األمن والسلم الدوليين بشكل
صحيح وحيادي ،ومن ناحية ثانية بحق الدولة ضحية التدابير الدولية المتخذة بأن تحتج على
الظلم الذي يلحق بها من جراء التدابير غير المنصفة كما في نص المادة 50من الميثاق:
للدولة التي تستهدفها تدابير مجلس األمن الوقائية أو الهجومية والتي هي في وضع اقتصادي
صعب أن تطلب من المجلس إعفاءها من هذه العقوبات؛ كما بإمكانها أن تدفع بحق الدفاع
المشروع عن النفس كما في المادة 51والتي جاء فيها :أن أي من التدابير المذكورة في الميثاق
ال يمكن أن ينت هك الحق الطبيعي في الدفاع عن النفس الفردي أو الجماعي ،في حال كان
أحد أعضاء األمم المتحدة موضع اعتداء مسلح إلى حين يتخذ مجلس األمن التدابير الالزمة
لتثبيت األمن والسلم الدوليين .التدابير المتخذة من قبل األعضاء في سبيل الدفاع عن النفس
ترفع إلى مجلس األمن وهذا ال يمس بقدرة وواجب المجلس من التصرف في أي وقت كان
وبالطريقة التي يراها مناسبة لتثبيت األمن والسلم الدوليين.
مجلس األمن والعمل اإلقليمي -8
من خالل ممارسته لمهامه في ميدان المحافظة على األمن والسلم الدوليين ترك المجال أمام
المنظمات اإلقليمية كي تمارس واجباتها المنصوص عليها في اتفاقيات الدول األطراف فيها
طالما أن العمل يهدف إلى معالجة وضع إقليمي يهدد األمن والسلم الدوليين وطالما أن نشاط
هذه المنظمات يحترم أهداف ومبادئ األمم المتحدة(المادة ، 52فقرة .)1
إن ميثاق األمم المتحدة يجعل من المعالجة اإلقليمية لألوضاع المتأزمة والتي تمس باألمن
والسلم الدوليين واجبا على الدول األعضاء في المعاهدة اإلقليمية حيث يطلب منها بذل أقس
جهدها إليجاد الحلول بالطرق السلمية قبل إحالة األمر إلى مجلس األمن سواء اتخذت هذه
الدول المبادرة من تلقاء نفسها أو بناء على دعوة من مجلس األمن ذاته.
31
إن هذا االمتياز اإلقليمي ال يتعارض مع نص المادتين 34و 35واللتان تعطيان الحق
لمجلس األمن لتتحقق مما إذا كان وضع ما يشكل تهديدا لألمن والسلم الدوليين يقوم بذلك من
تلقاء نفسه (مادة )34أو بناء على طلب أحد الدول األعضاء أو حتى غير األعضاء(المادة
)35في لفت ا نتباه المجلس إلى ذلك أو حتى لفت انتباه الجمعية العامة(المادة ،35فقرة 2
و.)3
إن الميثاق يمنح الدول التي تربطها معاهدات إقليمية الحق باللجوء إلى القوة لوضع حد العتداء
تتعرض له أحد الدول األطراف في المعاهدة اإلقليمية أو لمعالجة أي وضع يشكل أو من شأنه
إذا است مر أن يشكل تهديدا لألمن والسلم الدوليين .أي يعطيها الحق بأن تتصرف بمقتضى
الفصل السابع غير أن ذلك العمل مشروط بموافقة مجلس األمن.
يستثنى الميثاق من موافقة مجلس األمن العمل الردعي اإلقليمي الموجه ضد "دولة عدوة"
والمقصود بها الدول التي كانت تعتبر كذلك من قبل الدول الحليفة خالل الحرب العالمية الثانية
(المادة 53فقرة 1و 2والمادة ،)107وفي ذلك ما فيه من ثغرات ومن انحياز في بعض
نصوص ميثاق األمم المتحدة لصالح الدول الحليفة التي انتصرت خالل الحرب العالمية الثانية
والتي جاء الميثاق كثمرة مباشرة لها.
دور الجمعية العامة لألمم المتحدة في عمليات السالم الدولي: -9
وان كان مجلس األمن هو المسؤول الرئيسي عن عمليات حفظ السالم واألمن الدوليين فإن
الميثاق قد خول الجمعية العامة لألمم المتحدة الحق أيضا في المساهمة في مثل تلك العمليات
ولكن ضمن شروط معينة .لقد وضعت المادة 35فقرة 2مجلس األمن والجمعية العامة على
قدم المساواة حين ذكرت أنه يحق أيضا لدولة غير عضو في المنظمة "لفت انتباه المجلس أو
الجمعية العامة" إلى أي خالف تكون طرفاً فيه شرط أن تقبل مسبقاً الحلول السلمية المبينة في
الميثاق لوضع حد لهذا الخالف .وبينت الفقرة 3من المادة ذاتها أن األفعال المرفوعة أمام
الجمعية العامة وفقاً لهذه المادة تخضع للتدابير المبينة في المادتين 11و ، 12فعلى ماذا
تنص هاتان المادتان؟
32
لقد ذكرت المادة 11أن بإمكان الجمعية العامة دراسة المبادئ العامة للتعاون من أجل تثبيت
األمن والسلم الدوليين ،بما فيها المبادئ المتعلقة بنزع السالح وتنظيم التسلح ،واعطاء توصيات
بهذا الخصوص ألعضاء األمم المتحدة أو لمجلس األمن أو للجهتين معا .كما ذكرت في
الفقرة الثانية أن الجمعية العامة تستطيع مناقشة المسائل المتعلقة بتثبيت األمن والسلم الدوليين
المرفوعة إليها من أح د أعضاء األمم المتحدة أو من مجلس األمن أو من دولة غير عضو
في المنظمة وفقاً للفقرة 2من المادة 35وفي ظل المادة 12وتعطي توصيات حول مسائل
من هذا النوع إلى الدولة أو الدولة المعنية أو إلى مجلس األمن أو إلى الجهتين معاً .كل مسألة
من هذا النوع تتطلب عمال ما ترفع إلى مجلس األمن من قبل الجمعية قبل أو بعد مناقشتها.
أما الفقرة الثالثة فأعطت الحق للجمعية العامة بلفت انتباه المجلس إلى األوضاع التي من
شأنها تهديد األمن والسلم الدوليين .إن الدور الذي يمكن للجمعية العامة أن تلعبه في ميدان
األمن والسلم الدوليين يتم التأكيد عليه في الفقرة الثانية من المادة 12حيث تشير إلى أن
باستطاعة األمين العام بموافقة مجلس األمن أن يرفع إلى الجمعية العامة في كل دورة كل
المواضيع المتعلقة باألمن والسلم الدوليين والتي تشغل مجلس األمن ،ويتوجه إلى الجمعية أو
إلى الدول األعضاء إذا لم تكن الجمعية في حال انعقاد حين يتوقف مجلس األمن عن معالجة
المسائل المذكورة.
والجدير بالذكر أن صالحيات الجمعية العامة لألمم المتحدة في ميدان األمن والسلم الدوليين
تستمد بشكل طبيعي من كون الجمعية تتمتع بصالحيات واسعة بمقتضى ميثاق األمم المتحدة
حيث باستطاعتها مناقشة كل المسائل أو األمور التي تدخل في نطاق الميثاق المذكور أو
تعود إلى صالحيات ومهمات أي عضو من أعضاء المنظمة وفق ما هو محدد في الميثاق
ذاته وأن تعطي توصيات ألعضاء المنظمة أو للمجلس أو للجهتين معاً (المادة
.)10القرار.377
أنه رغم كل ما ذكر يبقى لمجلس األمن األولوية في مجال األمن والسلم الدوليين حيث ال
تستطيع الجمعية أن تعطي أية توصيات في المسائل المذكورة سابقاً طالما أن مجلس األمن
33
ينظر فيها إال أذا طلب منها مجلس األمن ذاته ذلك حسب ما ورد في الفقرة األولى من المادة
12من الميثاق.
« ليس في هذا الميثاق ما يسوغ « لألمم المتحدة » أن تتدخل في الشؤون التي تكون من
صميم السلطان الداخلي لدولة ما .وليس فيه ما يقتضي ألعضاء أن يعرضوا مثل هذه المسائل
ألن تحل بحكم هذا الميثاق ،على أن هذا المبدأ ال يدخل بتطبيق تدابير القمع الواردة في
الفصل السابع» .وهذا يعني انه ال يمكن ألية دولة ان تتنصل من الق اررات ،التي تصدر
باالستناد الى الفصل السابع بشأن تدابير القمع ،بحجة سلطانها الداخلي أو سيادتها في الشؤون
الداخلية
رابعاً :في اآلثار والمفاعيل التي تترتب على إصدار القرار :ان المادة /25/من ميثاق االمم
المتحدة نصت على انه « يتعهد أعضاء األمم المتحدة بقبول ق اررات مجلس األمن وتنفيذها
وفقاً لبنود الميثاق» .ومن ثم هناك التزام بموجب الميثاق على كل الدول بالتنفيذ ،ولكن الق اررات
الصادرة باالستناد إلى الفصل السادس يمكن أن تقتصر مفاعيلها على الدول المعنية بها ،مثالً
إذا وضعت اتفاقية فانها تلزم أطرافها فقط ،وهذا مبدأ معروف في القانون ـ نسبية العقود أو
نسبية االتفاقيات والمعاهدات ـ
كما أن الفصل السادس لم يتضمن النص على تدابير إكراه أو قمع يمكن اللجوء
إليها للتنفيذ في حين أن الفصل السابع تضمن مثل تلك التدابير وفرض على الدول األعضاء
االلتزام بوضع ما يلزم من قبلها بتصرف مجلس األمن لتنفيذ ق ارراته ،مثالً نصت المادة /43/
على التزام األعضاء بوضع ما يلزم من قوات تحت تصرف مجلس األمن ،كما ان المادة
2/48نصت أيضاً على التزام أعضاء األمم المتحدة بتنفيذ ق اررات مجلس األمن
وهذا يعني أن القرار الذي يصدر باالستناد إلى الفصل السابع يسري على جميع الدول وال
يمكن ألية دولة أن تتنصل منه بحجة أنها لم تكن فريقاً أو شريكاً في االتفاقية أو أنها لم تكن
موافقة على القرار.
34
المحاضرة الرابعة:
االعالن العالمي لحقوق االنسان.
8
الديباجة
لما كان االعتراف بالكرامة المتأصلة في جميع أعضاء األسرة البشرية وبحقوقهم المتساوية
الثابتة هو أساس الحرية والعدل والسالم في العالم.
ولما كان تناسي حقوق اإلنسان وازدراؤها قد أفضيا إلى أعمال همجية آذت الضمير
اإلنساني ،وكان غاية ما يرنو إليه عامة البشر انبثاق عالم يتمتع فيه الفرد بحرية القول
والعقيدة ويتحرر من الفزع والفاقة.
ولما كان من الضروري أن يتولى القانون حماية حقوق اإلنسان لكيال يضطر المرء آخر
األمر إلى التمرد على االستبداد والظلم.
ولما كان من الجوهري تعزيز تنمية العالقات الودية بين الدول،
ولما كانت شعوب األمم المتحدة قد أكدت في الميثاق من جديد إيمانها بحقوق اإلنسان
األساسية وبكرامة الفرد وقدره وبما للرجال والنساء من حقوق متساوية وحزمت أمرها على
أن تدفع بالرقي االجتماعي قدما وأن ترفع مستوى الحياة في جو من الحرية أفسح.
ولما كانت الدول األعضاء قد تعهدت بالتعاون مع األمم المتحدة على ضمان اطراد مراعاة
حقوق اإلنسان والحريات األساسية واحترامها.
ولما كان لإلدراك العام لهذه الحقوق والحريات األهمية الكبرى للوفاء التام بهذا التعهد.
فإن الجمعية العامة تنادي بهذا اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان على أنه المستوى المشترك
الذي ينبغي أن تستهدفه كافة الشعوب واألمم حتى يسعى كل فرد وهيئة في المجتمع،
واضعين على الدوام هذا اإلعالن نصب أعينهم ،إلى توطيد احترام هذه الحقوق والحريات
8
https://www.un.org/ar/about-us/universal-declaration-of-human-rightsاالعالن العالمي لحقوق االنسان,
35
عن طريق التعليم والتربية واتخاذ إجراءات مطردة ،قومية وعالمية ،لضمان االعتراف بها
ومراعاتها بصورة عالمية فعالة بين الدول األعضاء ذاتها وشعوب البقاع الخاضعة لسلطانها.
المادة .1
يولد جميع الناس أح اررا ومتساوين في الكرامة والحقوق .وهم قد وهبوا العقل والوجدان
وعليهم أن يعاملوا بعضهم بعض ا بروح اإلخاء.
المادة .2
36
المادة .7
حق التمتُّع بحماية القانون دونما تمييز،
اء أمام القانون ،وهم يتساوون في ِّ
جميعا سو ٌ
ا الناس
ُ
أي تحريض
اإلعالن ومن ِّ
َ حق التمتُّع بالحماية من ِّ
أي تمييز ينتهك هذا كما يتساوون في ِّ
على مثل هذا التمييز.
المادة .8
المختصة إلنصافه الفعلي من أيَّة أعمال تَنتهك
َّ حق اللجوء إلى المحاكم الوطنية ِّ
لكل شخص ُّ
القانون.
ُ الدستور أو
ُ الحقوق األساسي َة التي يمنحها إيَّاه
َ
المادة .9
تعسفاا.
نفيه ُّ
حجزه أو ُ
أي إنسان أو ُ
ال يجوز اعتقا ُل ِّ
المادة .10
الحق في أن تَنظر قضيتَه محكم ٌة مستقلَّ ٌة
ُّ ِّ
لكل إنسان ،على قدم المساواة التامة مع اآلخرين،
نظر ُمنصفاا وعلنيًّا ،للفصل في حقوقه والتزاماته وفى أيَّة تهمة جزائية تُوجَّه إليه.
ومحايدةٌ ،اا
المادة .11
ارتكابه لها قانوانا في محاكمة علنية
ُ بريئا إلى أن يثبت كل شخص متَّهم بجريمة ُي َ
عتبر ا ُّ
37
المادة .13
محل إقامته داخل حدود الدولة. حرية ُّ
التنقل وفي اختيار ِّ ِّ
لكل فرد ٌّ
حق في ِّ
أي بلد ،بما في ذلك بلده ،وفي العودة إلى بلده.
حق في مغادرة ِّ ِّ
لكل فرد ٌّ
المادة .14
خالصا من االضطهاد.
ا حق التماس ملجأ في بلدان أخرى والتمتُّع به ِّ
لكل فرد ُّ
الحق إذا كانت هناك مالحق ٌة ناشئ ٌة بالفعل عن جريمة غير سياسية أو
ِّ التذرعُ بهذا
ال يمكن ُّ
مقاصد األمم المتحدة ومبادئها.
َ عن أعمال تناقض
المادة .15
لكل فرد حق التمتع بجنسية ما.
أي شخص من جنسيته وال من حقِّه في تغيير جنسيته.
حرمان ِّ
ُ تعسفاا،
ال يجوزُّ ،
المادة .16
أي قيد بسبب ِ
العرق التزوج وتأسيس أسرة ،دون ِّ
حق ُّ سن البلوغُّ ،
للرجل والمرأة ،متى أدركا َّ
التزوج وخالل قيام الزواج ولدى
ُّ أو الجنسية أو الدِّين .وهما متساويان في الحقوق لدى
انحالله.
رضاء كام ال ال إكراهَ فيه.
ا اج إالَّ برضا الطرفين المزمع زواجهما
ال ُيعقَد الزو ُ
حق التمتُّع بحماية المجتمع
األسرةُ هي الخلي ُة الطبيعي ُة واألساسي ُة في المجتمع ،ولها ُّ
والدولة.
المادة .17
حق في التملُّك ،بمفرده أو باالشتراك مع غيره. ِّ
لكل فرد ٌّ
تعسفاا. تجريد ٍ
أحد من ُملكه ُّ ُ ال يجوز
38
المادة .18
حريته في تغيير دينه ُّ
الحق ِّ حرية الفكر والوجدان والدِّين ،ويشمل هذا
حق في ِّ ِّ
لكل شخص ٌّ
وحريته في إظهار دينه أو معتقده بالتعبُّد واقامة الشعائر والممارسة والتعليم،
أو معتقدهِّ ،
بمفرده أو مع جماعة ،وأمام المأل أو على حدة.
المادة .19
حريته في اعتناق اآلراء ُّ
الحق ِّ حق التمتُّع ِّ
بحرية الرأي والتعبير ،ويشمل هذا ِّ
لكل شخص ُّ
دون مضايقة ،وفي التماس األنباء واألفكار وتلقِّيها ونقلها إلى اآلخرين ،بأيَّة وسيلة ودونما
اعتبار للحدود.
المادة .20
حرية االشتراك في االجتماعات والجمعيات السلمية.
حق في ِّ ِّ
لكل شخص ٌّ
ال يجوز إرغام ٍ
أحد على االنتماء إلى جمعية ما. ُ
المادة .21
إما مباشرةا وا َّما بواسطة ممثِّلين ِّ
لكل شخص ُّ
حق المشاركة في إدارة الشؤون العامة لبلدهَّ ،
حرية.
ُيختارون في ِّ
العامة في بلده.
َّ حق تقلُّد الوظائف ِّ
لكل شخص ،بالتساوي مع اآلخرينُّ ،
تتجلى هذه اإلرادة من خالل انتخابات نزيهة
َّ إرادةُ الشعب هي مناطُ سلطة الحكم ،ويجب أن
السري أو بإجراء
تجرى دوريًّا باالقتراع العام وعلى قدم المساواة بين الناخبين وبالتصويت ِّ
حرية التصويت.
مكافئ من حيث ضمان ِّ
المادة .22
حق في الضمان االجتماعي ،ومن حقِّه أن تُوفَّر عضوا في المجتمعٌّ ،
ا لكل شخص ،بوصفهِّ
كل دولة ومواردها، له ،من خالل المجهود القومي والتعاون الدولي ،وبما يتَّفق مع هيكل ِّ
الحقوق االقتصادي ُة واالجتماعي ُة والثقافي ُة التي ال غنى عنها لكرامته ولتنامي شخصيته في
ُ
حرية.
ِّ
39
المادة .23
ومرضية ،وفي
حرية اختيار عمله ،وفي شروط عمل عادلة ُ
حق العمل ،وفي ِّ ِّ
لكل شخص ُّ
الحماية من البطالة.
ٍ
متساو على العمل المتساوي. الحق في أ ٍجر
ُّ أي تمييز،
لجميع األفراد ،دون ِّ
ومرضية تكفل له وألسرته عيش اة الئق اة بالكرامة البشرية،
حق في مكافأة عادلة ُ ِّ
لكل فرد يعمل ٌّ
ستكمل ،عند االقتضاء ،بوسائل أخرى للحماية االجتماعية.
وتُ َ
لكل شخص ُّ
حق إنشاء النقابات مع آخرين واالنضمام إليها من أجل حماية مصالحه. ِّ
المادة .24
وخصوصا في تحديد معقول لساعات العمل وفي
ا حق في الراحة وأوقات الفراغ، ِّ
لكل شخص ٌّ
إجازات دورية مأجورة.
المادة .25
وخاص اة
َّ حق في مستوى معيشة يكفي لضمان الصحة والرفاهة له وألسرته، ِّ
لكل شخص ٌّ
على صعيد المأكل والملبس والمسكن والعناية الطبية وصعيد الخدمات االجتماعية
ُّ
الحق في ما يأمن به الغوائل في حاالت البطالة أو المرض أو العجز أو الضرورية ،وله
الترمل أو الشيخوخة أو غير ذلك من الظروف الخارجة عن إرادته والتي تفقده أسباب عيشه.
ُّ
حق التمتُّع
خاصتين .ولجميع األطفال ُّ
َّ ( ) 2لألمومة والطفولة ٌّ
حق في رعاية ومساعدة
بذات الحماية االجتماعية سواء ُولِدوا في إطار الزواج أو خارج هذا اإلطار.
المادة .26
التعليم مجَّا انا ،على األقل في مرحلتيه
ُ حق في التعليم .ويجب أن ُيوفَّر
لكل شخص ٌّ ( ِّ ) 1
متاحا
ا التعليم ِّ
الفني والمهني ُ االبتدائي إلزاميًّا .ويكون
ُّ التعليم
ُ االبتدائية واألساسية .ويكون
تبعا لكفاءتهم.
تاحا للجميع ا
التعليم العالي ُم ا
ُ للعموم .ويكون
التعليم التنمي َة الكامل َة لشخصية اإلنسان وتعزيز احترام حقوق اإلنسان
ُ يجب أن يستهدف
التسامح والصداق َة بين جميع األمم وجميع
َ التفاهم و
َ والحريات األساسية .كما يجب أن ِّ
يعزز
40
األمم المتحدةُ لحفظ السالم.
يؤيد األنشط َة التي تضطلع بها ُ
الفئات العنصرية أو الدينية ،وأن ِّ
لآلباء ،على سبيل األولويةُّ ،
حق اختيار نوع التعليم الذي ُيعطى ألوالدهم.
المادة .27
الحرة في حياة المجتمع الثقافية ،وفي االستمتاع بالفنون،
ق المشاركة َّ ِّ
لكل شخص ح ُّ
واإلسهام في التقدُّم العلمي وفي الفوائد التي تنجم عنه.
41
مقدمة :
في قصر شايو في باريس /1948ديسمبر 10اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان.
"يقصد بمصطلح الشرعة الدولية مجموعة الصكوك التي تم إعدادها من قبل لجنة حقوق
اإلنسان" وقد استقر الفقه الدولي في مجال حقوق اإلنسان على استخدام مصطلح "الشرعة
الدولية لحقوق اإلنسان للداللة على ثالثة من أهم وثائق حقوق اإلنسان وهي( :اإلعالن العالمي
لحقوق اإلنسان ،والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية ،والعهد الدولي الخاص
بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية) .والذي أطلقته لجنة حقوق اإلنسان في دورتها
الثانية التي عقدت في جنيف في الفترة من 3إلى .1947/12/17
أثناء انعقاد مؤتمر سان فرانسيسكو إلعداد ميثاق األمم المتحدة ،تم اقتراح وضع إعالن
ملحق بالميثاق حول حقوق اإلنسان األساسية من قبل بعض الوفود آنذاك .ولكن هذا االقتراح
لم ينل قبول المؤتمرين .وأعيد االقتراح من قبل (بنما) في الدورة األولى للجمعية العامة التي
عقدت في لندن عام ،1946ومن ثم كلفت لجنة حقوق اإلنسان المنشأة حديثاً بإعداد الشرعة
الدولية لحقوق اإلنسان.
لقد رأت اللجنة أن تكرس جهودها في المرحلة األولى من عملها إلعداد إعالن دولي
له صفة برنامج عام غير ملزم ،على أن يعقب ذلك اتفاقية أو أكثر تتضمن التزامات قانونية
محددة لحماية حقوق اإلنسان .وفعالً أسفرت جهودها عن إعداد اإلعالن
واضحة وتدابير ّ
العالمي لحقوق اإلنسان الذي أقرته الجمعية العامة لألمم المتحدة في .1948/12/10
وفي عام 1966اعتمدت األمم المتحدة وثيقتين دوليتين ارتكزتا على الحقوق التي
نادى بها اإلعالن العالمي ،وهما العهد الدولي الخاص بالحقوق االقتصادية واالجتماعية
والثقافية والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية ،فضالً عن البروتوكول االختياري
األول الملحق بالعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية والذي يتعلق بحق األفراد في
التظلم إلى الهيئة التي تراقب تنفيذ العهد ،وهي لجنة حقوق اإلنسان إذا انتهكت حقوقهم من
جانب حكوماتهم ،والتي تشمل فقط الدول المصدقة على العهد وموافقتها أيضاً على البروتوكول.
42
وفي عام ،1990اعتمدت الجمعية العامة بروتوكوالً اختيارياً ثانياً للعهد الدولي الخاص
بالحقوق المدنية والسياسية ويتعلق بإلغاء عقوبة اإلعدام.
تعد الشرعة الدولية لحقوق اإلنسان األساس األخالقي والقانوني لكافة أنشطة األمم
المتحدة ذات الصلة بحقوق اإلنسان وبأنها حجر األساس للنظام الدولي المتعلق بحماية
وبت شجيع حقوق اإلنسان .كما تعد بمثابة "ماجناكارتا" تدلل على ما وصل إليه العقل البشري
في مجال حماية الكرامة اإلنسانية وحقوق اإلنسان وهو طموح قادر على االستجابة إلى تحديات
عصرنا األساسية .ولم يبق إال أن تصل مبادئها إلى المعنيين مباشرة ،وأن يتم احترام هذه
المبادئ من قبل حكامنا ،أو من قبل من يعد نفسه للحكم ،عندها فقط تسقط األطروحات
الضيقة واأليديولوجيات الباعثة على التعصب والكراهية بين اإلنسان وأخيه اإلنسان
كما تعد هذه الوثائق الثالثة األساس الذي اشتقت منه مختلف األعمال والوثائق
القانونية الدولية األخرى الصادرة عن األمم المتحدة( كما تتضمن أيضاً مبادئ وقواعد عامة
.
تتعلق أغلب حقوق اإلنسان وأنها المصدر الرئيسي ألفكار حقوق اإلنسان في العالم الحديث
لذلك فإن دراسة مكونات هذه الشرعية والوقوف على مضمونها وآثارها مسألة أساسية
وال بد منها في مجال حقوق اإلنسان.
االشكالية المطروحة حول الوثيقة كالتالي:
ما فائدة االعالن العالمي لحقوق االنسان لالنسان في العالم و القانون الدولي؟
المطلب األول
ماهية االعالن ومضمونه
أوال :تعريف اإلعالن
منذ تأسيس األمم المتحدة عام 1945باشرت الجمعية العامة باألعمال التحضيرية
إلصدار اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان ،والتي أسفرت عنها إصدار اإلعالن بقرارها رقم
( )217في الدورة الثالثة للجمعية التي عقدت في قصر شايو بباريس بتاريخ 1948/12/10
بمبادرة من اللجنة الخماسية التي كان أبرز أعضائها من الدول الغربية ورئيستها هي أرملة
43
الرئيس األمريكي "روزفلت" إليانور وعضوية الفرنسي "كاسان" الذي حرر مسودة المشروع ،أما
األعضاء الثالثة الباقين غير الغربيين وهم "تشانج" الصيني و"هانسامهتا" الهندية و"شارل
مالك" اللبناني الذين كانوا من أصحاب النزعة الغربية الليبرالية أيضا
وقد تبنت الجمعية العامة هذا اإلعالن عندما كان عدد أعضائها آنذاك ال يتجاوز
( )58عضواً ومعظمهم من الدول الغربية ،وقد صدر بأغلبية 48صوتاً ،من بينهم أربعة دول
عربية هي (مصر والعراق وسوريا ولبنان) وامتناع ثماني دول عن التصويت وغياب دولتان
شكلت الدول الشيوعية أغلبية الدول الممتنعة عن التصويت .وقد ارتكزت في مواقفها
على :إن اإلعالن لم يقم بمعالجة واجبات الفرد نحو المجتمع ،وانه رجح كفة الحريات
الرأسمالية ،اضافة إلى عدم تطرق اإلعالن إلى الوسائل التي ينبغي على الدول اتخاذها بغية
إعمال هذه الحقوق .وقد انتقدت الدول الشيوعية موقف الدول الغربية لرفضها إدانة ظاهرة
الفاشية بصراحة في اإلعالن ،بحجة استحالة وضع تعريف جامع مانع لهذه الظاهرة التي
كانت وراء اندالع الحرب العالمية الثانية .وتعكس هذه التبريرات خشية هذه الدول من تدخل
األمم المتحدة في شؤونها الداخلية بحجة حقوق اإلنسان.
أما بخصوص امتناع السعودية فمرده تضمين اإلعالن عدداً من الحقوق والحريات
في بعض نصوصه التي ال تتفق مع مبادئ وخصائص المجتمع اإلسالمي .فقد جاء في المادة
( )16من اإلعالن بأن للرجل والمرأة متى بلغا سن الزواج الحق في الزواج وتأسيس أسرة دون
قيد بسبب الجنسية أو الدين ،ولهما بموجب هذه المادة ذاتها حقوق متساوية عند الزواج وأثناء
قيام الزواج وانحالله.
كما جاء في المادة ( )18من اإلعالن إقرار حرية إبدال الدين أو المعتقد .فموقف
السعودية هذا يندرج ضمن جدلية الخصوصية /العالمية ،وهذه مسألة ال يبدو أن الصكوك
الدولية لحقوق اإلنسان تتنكر لها ،فمن المستحيل تخيل وجاهة حجج النسبية الثقافية أو
الخصوصية للتحلل من حق اإلنسان في الحياة أو من حرمة الجسم والسالمة البدنية والعقلية
44
أو من تحريم الرق واالعتقال أو النفي التعسفيين .فهذه الحقوق تتصل اتصاالً وثيقاً بالركائز
األساسية للكرامة اإلنسانية ،بصرف النظر عن منظومة القيم التي يرتبط بها الفرد.
أما بخصوص امتناع جنوب إفريقيا عن التصويت ،فمرده إلى السياسة التي كان
ينتهجها وهي سياسة التمييز العنصري آنذاك ،والتي تناقض أبسط حقوق اإلنسان فضالً على
أنها عارضت وجود نصوص تعالج الحقوق االقتصادية واالجتماعية في اإلعالن"
كانت هذه المبادرة بداية اهتمام المجتمع الدولي لرعاية حقوق اإلنسان عندما خطت
األمم المتحدة في هذا المجال خطوتها األولى بوضع قواعد متكاملة تتعلق بحقوق اإلنسان.
إن نقطة اإلنطالق األساسية لصياغة اإلعالن ،كانت من باب القناعة التامة بأن ما
جاء في الميثاق لم يكن كافياً .لذلك كان ال بد من أن تبادر المنظمة إلى إظهار مدى اهتمامها
بموضوع حقوق اإلنسان عن طريق صياغة وثيقة خاصة تطال هذا الموضوع ،وليس اعتباره
مجرد هدف من بين عدة أهداف تسمى المنظمة لتحقيقها .إضافة إلى أن االعتقاد السائد في
الجمعية العامة لألمم المتحدة وفي أوساط هذه المنظمة العالمية آنذاك ،ان حقوق اإلنسان
ٍ
ومرض ،يجب أن تصاغ أوالً بشكل وحرياته األساسية ،لكي يتوفر لها االحترام بشكل و ٍ
اف
واضح ومبسط حتى تكون في متناول الجميع حكاماً ومحكومين ،أفراداً وهيئات ...وقد أشير
إلى ذلك في ديباجة اإلعالن العالمي
كما أن الدافع األساسي إلصدار هذا اإلعالن هو ازدياد اهتمام الشعوب واستمرار
نضالها من أجل حقوقها وحرياتها من جانب ،واهتمام المجتمع الدولي بحقوق اإلنسان وتوفير
الضمانات لها ،للمساهمة في تماسك المجتمع الدولي وفي إقرار السلم واالستقرار العالمي من
جانب آخر وكذلك لعدم معالجة ميثاق األمم المتحدة لحقوق اإلنسان وحرياته بصورة متكاملة
ومتناسبة مع ما لحقوق اإلنسان من شأن في ترسيخ السالم والتضامن واالستقرار بين الشعوب
واألمم .وانطالقاً من إدراك واستيعاب هذه الحقيقة من قبل المجتمع الدولي فقد اتجه إلى إصدار
هذه الشرعة الدولية لتحقيق التضامن الدولي في الدفاع عن حقوق اإلنسان وبالتالي لتحقيق
األمن واالستقرار يشار الى أن هذا اإلعالن ،صدر في الواقع بشكل مغاير لكل البيانات
45
التقليدية المتعلقة بحقوق اإلنسان والتي درجت الدساتير والقوانين األساسية على التطرق إليها
والسيما في القرون الماضية ألنه يعالج كافة حقوق اإلنسان األساسية بصورة متكاملة .إذ لم
يقتصر على الحقوق المدنية والسياسية فقط ،وانما تناول أيضاً الحقوق االقتصادية واالجتماعية
والثقافية.
لقد أخرج اإلعالن حقوق اإلنسان من شتات الدساتير والتشريعات الوطنية إلى نطاق
المجتمع الدولي ومن خالله أصبح اإلنسان في ذاته موضع اهتمام األسرة الدولية وليس الدول
بالنسبة للحقوق التي يتمتع بها.
ثانيا :مضمون اإلعالن العالمي لحقوق االنسان
يتألف اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان من مقدمة وثالثين مادةُ ،كرس فيها حقوق
المساواة والحرية والسالمة البدنية .ففي المقدمة ُذكرت األسباب التي دفعت الدول األعضاء
إلصدار مثل هذا اإلعالن ،وذلك باإلشارة إلى أن االعتراف بالكرامة المتأصلة بين جميع
أعضاء األسرة البشرية وبحقوقهم المتساوية والثابتة هو أساس الحرية والعدل والسالمة في
العالم "وان تناسي هذه الحقوق وازدراؤها قد أفضيا إلى أعمال همجية أذت الضمير اإلنساني"،
إذ ال بد من أن يتولى القانون حماية حقوق اإلنسان لكي ال يضطر المرء ،آخر األمر إلى
التمرد على االستبداد والظلم .كما إن الجمعية العامة تنادي كل فرد وهيئة في المجتمع إلى
تعزيز احترام هذه الحقوق والحريات عن طريق التعليم والتربية واتخاذ إجراءات قومية وعالمية
لضمان االعتراف بها ومراعاتها بين الدول األعضاء ذاتها والشعوب الخاضعة لسلطانها
وبالنظر إلى الحقوق والحريات المذكورة في اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان فقد قام
البعض بتقسيمه إلى قسمين :الحقوق المدنية والسياسية التقليدية التي بدأت باالزدهار في القرن
الثامن عشرة ،والحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية التي أصبحت محل إقرار الدساتير
الحديثة .وقام آخرون بتقسيمها حسب وجهات نظر مختلفة .أما التقسيم المالئم واألكثر دقة
ال ووضوحاً هو ما قام به الدكتور محمد المجذوب الذي قسمه إلى أربع فئات كما يلي
وتفصي ً
46
فئة الحقوق الشخصية التي تتضمن حياة اإلنسان وحريته وكرامته ومساواته أمام القانون .1
وتحريم الرق والتعذيب واالضطهاد التي نصت عليها المواد ( 3إلى .)13
فئة الحقوق االجتماعية التي تشمل الحقوق العائدة لألفراد في عالقاتهم مع الدولة كحق .2
الجنسية وحق الزواج وحق الملكية وحق اللجوء الذي نصت عليها المواد ( 14إلى .)17
فئة الحريات العامة والسياسية المتمثلة بحرية المعتقد والتعبير واالجتماع واالنتخاب .3
وتكوين الجمعيات والحق بتقليد الوظائف العامة واالشتراك في إدارة الشؤون العامة التي نصت
عليها المواد ( 18إلى .)21
فئة الحقوق االقتصادية والثقافية كالحق في الضمان االجتماعي والحق في العمل .4
والحماية من البطالة والحق بالراحة والحريات النقابية والثقافية وحقه في مستوى من المعيشة
ٍ
كاف للمحافظة على صحته ورفاهيته وحقه في التعليم والحق في التمتع بنظام اجتماعي دولي
تتحقق بمقتضاه الحقوق والحريات المنصوص عليها في اإلعالن تحققاً تاماً .كما تبرز الواجبات
والتبعات التي تقع على عاتق الفرد حيال المجتمع .والتي نصت عليها المواد (.)30-22
فهذه الحقوق تتصل اتصاالً وثيقاً بالركائز األساسية للكرامة اإلنسانية بصرف النظر
عن منظومة القيم التي يرتبط بها الفرد ،كما صيغت بصورة عامة بشكل تسمح للدول مهما
تقرها وتتقبلها.
كانت ثقافتها أن ّ
وقد أصدرت الجمعية العامة اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان بوصفه "مستوى مشترك ًا
ينبغي تحقيقه لجميع الشعوب وجميع األمم" .وأهابت بجميع الدول األعضاء وجميع الشعوب
أن تدعم وأن تكفل االعتراف بالحقوق والحريات المنصوص عليها في اإلعالن ووضعها موضع
التنفيذ بشكل فاعل
اء الحقوق
وهذا اإلعالن في معظم الحقوق والحريات الواردة فيه إن لم يكن جميعها سو ً
المدنية والسياسية أو الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية ،قد سبق النص عليها في العديد
من الدساتير الديمقراطية أو التوصيات ومشروعات االتفاقيات العديدة الصادرة عن منظمة
العمل الدولية(ذلك يعني أن ال جديد فيه ،لكن الجديد فيه هو أن تدوين حقوق اإلنسان وحرياته
47
قد تم في وثيقة واحدة بصورة واضحة ومبسطة وعلى مستوى العالم كله ؛ وأن الموافقة عليها
فد تم من جميع الدول األعضاء في األمم المتحدة دون أي اعتراض ،رغم أن عدد الدول في
األمم المتحدة قد تضاعف منذ عام 1948حتى يومنا هذا ،إذ وصل إلى ( )192دولة حتى
العام .2013إال أن أياً من الدول التي انضمت إلى المنظمة العالمية لم ِ
تبد اعتراضاً على
اإلعالن ،بل بالعكس أسهمت الدول الجديدة في مراحل مختلفة ،في الجهود المبذولة لتوطيد
هذا اإلعالن وتعزيزه بوثائق أخرى أكثر تحديداً وأبعد أث اًر
وأ همية هذه الوثيقة ال تأتي من المبادئ التي تضمنتها فحسب ،بل تنبع أهميتها كذلك
من أن الذي أصدرها وهي الحكومات ،وبالتالي فإن تلك الوثيقة وضعت المسؤولية المطلقة
عن انتهاكات حقوق اإلنسان على عاتق الحكومات ،وهكذا سقطت المفاهيم العامة لحقوق
وحولتها إلى مفاهيم قانونية تتحدد بموجبها
اإلنسان المرتكزة على مفاهيم خيرية وانسانية عامةّ ،
المسؤولية اإلنسانية للدولة تجاه مواطنيه
ومن قراءتنا المتأنية لبنود هذا اإلعالن واإلحاطة بالظروف والوقائع العملية المحيطة
بتطبيقه يتبين لنا أن هناك بعضا من السمات والخصائص التي تميز بها اإلعالن لجهة الهدف
والمفاهيم.
المطلب الثاني
ميزات االعالن وقيمته القانونية
ثمة بعض التباين في الرأي بين فقهاء القانون حول بعض ميزاته وقيمته القانونية لجهة االلزام
من عدمه.
اوال :ميزات اإلعالن
ثمة العديد من الميزات التي يتمتع بها االعالن ومن بينها:
االبتعاد عن القضايا المثيرة للجدل :إذ جاء اإلعالن العالمي قاص اًر على الموضوعات .1
والمسائل التي كانت محل توافق بين الدول ،واالبتعاد عن معالجة الموضوعات والمسائل المثيرة
للجدل والخالف .فمن المسائل التي اعترت عملية وضع اإلعالن هي صياغة نص يعالج
48
إرضاء
ً الحق في اإلضراب والذي انتهى األمر بواضعي اإلعالن إلى عدم النص عليه ،وذلك
للدول الشيوعية
.2الطابع اإلنساني الشامل والواسع لإلعالن :وهذا الطابع هو الذي جعل منه وثيقة عالمية
تعبر عن تطلعات إنسانية تسمو على التمايزات والفروقات األخرى .فإن عالمية هذا اإلعالن
فرضت في بعض المواضيع التوفيق بين المذهب الليبرالي والمذهب الماركسي ،مما دفع
واضعي اإلعالن إلى إدراج نصوص تدمج بين المفهومين ،وهذا ما يبدو واضحاً في مقدمة
اإلعالن عندما تتحدث عن "انبثاق عالم يتمتع فيه الفرد فعلياً وليس نظرياً ،بحرية القول
والعق يدة ،ويتحرر من الخوف والفاقة" .ومثل هذه الصياغة تتفق بطبيعة الحال مع المذهب
االشتراكي .وتتميز بالشمولية لسعة القضايا التي تطرقت إليها.
.3جاء مفهوم حقوق اإلنسان في اإلعالن مرتك اًز على أساس إن هذه الحقوق نابعة من الكرامة
األصلية والمالزمة لإلنسان .وهذا م ا تم تأكيده في ديباجة الميثاق األممي من إنقاذ األجيال
القادمة من ويالت الحروب ،وتأكيد إيمانها بالحقوق األساسية لإلنسان وبكرامته.
.4تحول اإلعالن إلى مرجعية عالمية تتعلق بحقوق اإلنسان على الرغم من أنه صدر بقرار
من الجمعية العامة واعتبار الكثيرين إن ق ار ارتها تعتبر مجرد توصيات ،إال أن صدوره بموافقة
األغلبية الساحقة من األصوات .واإلشادة به في كل مناسبة ،واعالن االلتزام به في كثير من
التشريعات والدساتير الوطنية يضفي عليه صفة اإللزام.
-5قيام نظام مؤسسي لحماية حقوق اإلنسان في إطار األمم المتحدة ،واإلقرار العالمي بأن
اإلعالن هو الذي د ّشن في إطار األمم المتحدة هذا النظام والذي أصبح بموجبه من أعمدة
هذا النظام الذي يضم أهم عناصر ما يسمى بالشرعة الدولية لحقوق اإلنسان (العهدان الدوليان
المذكوران والبروتوكوالن االختياريان للعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية ،وعشرات
االتفاقيات المتعلقة بمختلف حقوق اإلنسان وباآلليات والمؤسسات الخاصة بمراقبة انتهاكها.
هذا ما امتاز به اإلعالن من الناحية الموضوعية .أما من الناحية الشكلية فقد أخذ اإلعالن -6
بالمنهج الفرنسي وذلك إلق ارره المبادئ العامة واألسس دون الخوض في تفاصيل وحيثيات
49
الحق ومضمونه في معظم النصوص المدرجة فيه .وهذا ما نالحظه بوضوح في ديباجة
اإلعالن على سبيل المثال ،فعباراته غير محددة وتحتمل أكثر من تفسير وتأويل .وعلى
العكس من ذلك فإنه في بعض الحاالت أخذ بالنهج األنكلوسكسوني ،إذ لم يكتف بذكر
الحق فقط بل َّ
حدد مضمونه بشيء من التفصيل .ومن بين هذه النصوص التي انتهجت
هذا األسلوب هو نص المادة ( )2والمتعلقة بالمساواة وعدم التمييز .والمادة ( )18المتعلقة
بحرية التفكير والضمير والدين .والمادة ( )25المخصصة للحق في مستوى من المعيشة
كاف للمحافظة على صحته ورفاهيته ،وانه ركز على الحقوق والحريات الفردية ولم
يخصص سوى مكاناً متواضعاً للحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية ،إذ أن من بين
مواده الثالثين ثمة ( )6مواد للحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية وهي المواد (22
الى.)27
ثانيا :القيمة القانونية لإلعالن
ُيعد اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان من أكثر االعالنات الصادرة عن األمم المتحدة
شهرة وأهمية ،فهو من أكثرها إثارة للجدل والنقاش لما يتمتع به من قيمة قانونية ،ورغم تباين
اآلراء حوله ،إال ان المتفق عليه صدوره بشكل توصية عن الجمعية العامة لألمم المتحدة ،ولم
يصدر في صورة معاهدة دولية محددة بالتزامات واضحة تقيد الدول األعضاء في األمم المتحدة
أو شعوب العالم التي اتفقت عليه .لذلك نرى عدداً من االتجاهات حول قيمته القانونية من
بينها:
الفريق األول من الفقهاء :يجرده من أية قيمة قانونية باعتباره مجموعة من المبادئ
العامة التي صدرت على شكل توصية من أكبر عدد من الدول ،وبالتالي ال يتمتع بقوة قانونية
ملزمة ،فهو عبارة عن وثيقة ذات سمة كونية صادرة عن الجمعية العامة لألمم المتحدة توصي
شعوب العالم باحترامها.
50
وهو ما نادى به االتحاد السوفيتي من إن اإلعالن العالمي يعد مخالفاً لمبدأ سيادة
الدول وخرقاً للحكم الوارد في الفقرة السابعة من المادة الثانية من ميثاق األمم المتحدة والتي
تخرج من اختصاص األمم المتحدة المسائل التي تدخل في صميم السلطان الداخلي لكل دولة
لذا فإن اإلعالن ال يتصف بأية صفة إلزامية وال يأخذ صفة المعاهدة المحددة بالتزامات
قانونية واضحة .مقارنة مع ميثاق األمم المتحدة والذي هو من قبيل المعاهدات الشارعة التي
تفرض على األطراف المتعاقدة االلتزام بنصوصها ،وتُحتم تفوقها على قواعد القانون الوطني
ألية دولة متعاقدة ،بما في ذلك القواعد الدستورية.
هذه الصفة غير اإللزامية لإلعالن جعلت من الصعب جداً إجبار الدول على التقيد
بنصوصه ،مثلما حرمت المنظمة الدولية أي األمم المتحدة من حق اإلشراف على تطبيق بنوده
تطبيقاً كامالً.
والقول بالصفة غير اإللزامية لإلعالن ال يعني إنكا اًر ألهميته ،فهو يمثل مرك اًز مرموقاً
في تاريخ تطور الحريات العامة عبر األجيال .وهو أول وثيقة عالمية تتضافر حولها وفيها
إرادات معظم دول العالم بغية تحقيق كرامة اإلنسان أينما كان.
وذهب الفريق اآلخر :إلى أن اإلعالن يتضمن تفسي اًر رسمياً أو تحديثاً لمضمون حقوق
اإلنسان والحريات التي أشارت إليها نصوص ميثاق األمم المتحدة وباألخص ما جاء في المادة
( ) 56منه .وهذا ما يجعلنا نعترف بأن لإلعالن القيمة القانونية ذاتها التي للميثاق .فبموجب
هذه المادة" ،يتعهد أعضاء األمم المتحدة بأن يقوموا منفردين أو مجتمعين بما يجب عليهم من
عمل بالتعاون مع الهيئة إلدراك المقاصد المنصوص عليها في المادة ( ،")55والتي من أهمها
احترام حقوق اإلنسان وحرياته األساسية للجميع .ولقد عزز االعالن من عمل األمم المتحدة
عبر الصفة القانونية للمبادئ التي احتوى عليها ،كما ساعد على بلورتها وتحديدها ودخولها
في هيكل القواعد الدولية الملزمة .كما تظهر العديد من المناقشات التي تدور في الجمعية
العامة أن مصطلحات حقوق اإلنسان تستخدم كما لو كانت قانوناً قائماً بالفعل
51
والرأي األرجح هو ما ذهب إليه الفريق الثالث :الذي أخذ به الفقه الحديث والذي يعتبر
ان نصوص اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان أصبح ينظر إليه كجزء ال يتج أز من القانون
الدولي العرفي ،واعتياد الدول على اعتماد ما ورد فيه من قواعد ،جعله كجزء من القانون
الدولي العرفي ،وبالتالي فهي قواعد ملزمة .كما نجد ان محكمة النقض الفرنسية قد استندت
في عام 1972إلى اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان ،على اعتبار أن المبادئ التي تضمنها
قد تحولت مع الزمن إلى قواعد عرفية.
أما بالنسبة للقضاء الدولي ،فإن موقف محكمة العدل الدولية بهذا الخصوص لم يكن
واضحاً كما يجب ،وان كانت قد استندت إليه في بعض األحكام واآلراء االستشارية.
ومن الجدير بالذكر أن القاضي اللبناني (فؤاد عمون) ،وهو أحد قضاة محكمة العدل
الدولية في حينه ،أشار في رأيه المستقل في (قضية ناميبيا) أن أحكام اإلعالن قد تلزم الدول
بوصفها أعرافاً دولية ،ألنها عبارة عن تقنين للقانون الدولي العرفي ،أو ألنها أصبحت كذلك
من خالل سلوكية دولية عمومية معتبرة قانوناً.
وبما أن هذا اإلعالن يعبر عن الرأي العام العالمي في بعض المسائل القانونية،
وخاصة أن دولة واحدة لم تعارضه ،فال شك أنه يختلف عن التوصية في أنه يؤكد مبادئ
قانونية قائمة أو ينشئ مبادئ قانونية جديدة .لذا فإن الفقه يتفق على أن مثل هذه القواعد
ملزمة على األقل على اعتبار أنها قانون لين ". "Soft Law
وهكذا فإن القوة القانونية لإلعالن قد تزايدت إلى الحد الذي يمكن القول بأنه يجعل
عدم تنفيذه تهديداً للسلم ،ومبر اًر للتدخل من مجلس األمن لتنفيذ تدابير األمن الجماعي ،سواء
التدابير العسكرية أم غير العسكرية.
وعند الوقوف على ما جرى عليه العمل بشأن اإلعالن العالمي يتبين لنا بكل وضوح
أن مضمونه قد تأكد من الناحية العملية ،على المستويين الوطني والدولي.
فعلى المستوى الدولي فإن ما جاء في مضمون اإلعالن العالمي ،كان السند في إدانة
العديد من تصرفات الدول المنافية لحقوق اإلنسان ،باعتبار أن هذه التصرفات تعتبر انتهاكاً
52
للقانون الدولي .كما أن كثي اًر من المعاهدات الدولية قد فصلت القواعد الواردة في اإلعالن
العالمي ورددتها في ديباجتها وجعلت منها أساساً للتنظيم التشريعي الذي أرسته
أما على المستوى الوطني فقد أشارت الغالبية العظمى من الدول في دساتيرها الوطنية
وتشريعاتها على درجاتها المختلفة للمبادئ والقواعد التي جاء بها اإلعالن العالمي
أما بخصوص القضاء فكثي اًر ما يجري االستشهاد باإلعالن في الكثير من القضايا
التي تطرح أمام المحاكم الوطنية والدولية ،السيما في قضايا التعذيب وانتهاك الحريات من
جانب الحكومات في الدول ذات األنظمة الدكتاتورية أو العنصرية .
وبغض النظر عن الظروف التي رافقت إصدار اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان ،وانعدام
الصفة اإللزامية فيه ،إال أنه يعد خطوة هامة في تاريخ البشرية ،لجمعه الدول كافة بمختلف
اتجاهاتها اإليديولوجية والفكرية في أن تتبنى مبادئ محددة شكلت اللبنة األولى لوثائق قانونية
دولية أخرى تلتزم بها الدول وتطبقها على شعوبها بشكل منصف وعادل.
وقد أصبح هذا اإلعالن مصد اًر إللهام الدول في مجال حقوق اإلنسان ،وبات مرجعية أساسية
لتفسير وفهم نصوص الميثاق المتعلقة بحقوق اإلنسان ،ويشكل مرجعاً يستطيع الرأي العام أن
يحكم انطالقاً منه على تصرف ما ،وعلى مدى احترامه لحقوق اإلنسان األساسية.
وكان االعالن بمثابة الخطوة األولى في طريق التنظيم الدولي الفعال لحماية حقوق اإلنسان
كرست األمم
على الصعيدين الدولي والداخلي .أما الخطوة الثانية فقد تحققت فعالً عندما ّ
المتحدة جهودها بعد هذا اإلعالن لتحويل المبادئ التي جاء بها إلى أحكام معاهدات دولية
تفرض التزامات على الدول المصدقة عليه .وتمثل ذلك بإقرار الجمعية العامة عام 1966
للعهدين الدوليين والعديد من االتفاقيات الدولية المعنية بحقوق اإلنسان.
كما يمكن القول بان اإلعالن يضيف أبعادا دولية إلى الوثائق الوطنية لحقوق اإلنسان،
إذ ال يمكن لهذه األخيرة تأمينها بمفردها.
نستخلص من كل ذلك ،أن المنظمة الدولية ومن خالل إصدارها لهذا اإلعالن،
استطاعت أن تنتزع ت عهدا من الدول األعضاء للتعاون معها من أجل "ضمان إطراد مراعاة
53
حقوق اإلنسان والحريات األساسية واحترامها" كما ورد في الديباجة .وهذا التعهد يمنح اإلعالن
سلطة أدبية وأخالقية للتنديد بالدول التي ال تحترم حقوق اإلنسان ،وله أبعاد مؤثرة يقتدى بها
في الدساتير الداخلية ،ويمكن تطبيقه بصورة نسبية في العالم .وأن هذا اإلعالن قد أدى إلى
نشأة قانون دولي جديد خارج الحدود القومية للدول ،له قوته الملزمة بالنسبة للجميع.
54
المحاضرة الخامسة:
تحليل اتفاقية فينا للعالقات الدبلوماسية 1961
اتفاقية-فيينا-للعالقات-الدبلوماسية 9
https://diplomatic.ac/
55
دولية عن العالقات واالمتيازات والحصانات الدبلوماسية ستساعد على تحسين عالقات الصداقة
بين البلدان مهما تباينت نظمها الدستورية واالجتماعية.
وهي على يقين بأن الغرض من هذه المزايا والحصانات ليس تمييز أفراد بل تأمين أداء البعثات
الدبلوماسية ألعمالها على أفضل وجه كممثلة لدولها ،وتؤكد أنه يجب أن يستمر تطبيق
قواعد القانون الدولي التقليدي في المسائل التي لم تفصل فيها نصوص هذه االتفاقية صراحة
واتفقت على ما يأتي:
مادة 1
ألغراض هذه االتفاقية يكون مدلول العبارات اال تية وفقا للتحديد اآلتي:
أ -اصطالح (رئيس البعثة) هو الشخص الذي كلفته الدولة المعتمدة بالعمل بهذه الصفة.
ب -اصطالح (أعضاء البعثة) يشمل رئيس البعثة وأعضاء طاقم البعثة.
ج ـ اصطالح (أعضاء طاقم البعثة) يشمل أعضاء الطاقم الدبلوماسي وطاقم اإلداريين
والفنيين وطاقم خدمة البعثة.
د -اصطالح (أعضاء الطاقم الدبلوماسي) يشمل أعضاء طاقم البعثة الذين لهم الصفة
الدبلوماسية.
هـ -اصطالح (الممثل الدبلوماسي) يشمل رئيس البعثة أو أي عضو من الطاقم
الدبلوماسي للبعثة.
و -اصطالح (الطاقم اإلداري والفني) يشمل أعضاء طاقم البعثة الذين يقومون بأعمال
إدارية أو فنية في البعثة.
ز -اصطالح (طاقم الخدم) أعضاء طاقم البعثة الذين يؤدون أعمال الخدمة فيها.
حـ -اصطالح (الخادم الخاص) يشمل من يعمل في أعمال الخدمة لدى أحد أعضاء البعثة
وليس مستخدما لدى الحكومة المعتمدة.
ط -اصطالح (مباني البعثة) يشمل المباني وأجزاء المباني واألراضي الملحقة بها التي
تستعملها البعثة أيا كان المالك ،كما تشمل مقر إقامة رئيس البعثة.
56
مادة 2
تنشأ العالقات الدبلوماسية بين الدول وتوفد البعثات الدبلوماسية الدائمة بناء على االتفاق
المتبادل بينها.
مادة 3
تشمل أعمال البعثة الدبلوماسية ما يأتي:
تمثيل الدولة المعتمدة لدى الدولة المعتمد لديها.
ب -حماية مصالح الدولة المعتمدة وكذلك مصالح رعاياها لدى الدولة المعتمد لديها في
الحدود المقررة في القانون الدولي.
جـ -التفاوض مع حكومة الدولة المعتمد لديها.
د -التعرف بكل الوسائل المشروعة على ظروف وتطور األحداث في الدولة المعتمد لديها
وعمل التقارير عن ذلك لحكومة الدول المعتمدة.
هـ -تهيئة عالقات الصداقة وتنمية العالقات االقتصادية والثقافية والعلمية بين الدولة
المعتمدة والدولة المعتمد لديها.
و -ال يفسر أي نص من نصوص هذه االتفاقية بأنه يحرم البعثة الدبلوماسية من مباشرة
األعمال القنصلية.
مادة 4
يجب على الدولة المعتمدة أن تتأكد من الحصول على موافقة الدولة المعتمد لديها قبل أن
تعتمد مرشحها رئيسا لبعثتها لدى الدولة الثانية.
ليست الدولة المعتمد لديها مضطرة ألن تذكر للدولة المعتمد أسباب رفضها قبول الممثل
المقترح.
مادة 5
للدولة المعتمدة -بعد إعالمها الدول المعنية األخرى المعتمد لديها -أن تعتمد رئيس هيئة
57
أو تعين عضوا من الطاقم الدبلوماسي تبعا للظروف -في عدة دول -إال إذا اعترضت إحدى
الدول المعتمد لديها صراحة على ذلك.
إذا اعتمدت الدولة المعتمدة رئيس بعثة لدى دولة أو أكثر فلها أن تنشئ بعثة دبلوماسية
يديرها قائم باألعمال بالنيابة في كل دولة ال يقيم فيها رئيس البعثة إقامة دائمة.
يصح أن يمثل رئيس البعثة أو أحد أعضاء طاقمها الدبلوماسي دولته لدى أي منظمة دولية.
مادة 6
تستطيع عدة دول أن تعتمد نفس الشخص رئيسا لبعثتها لدى دولة أخرى إال إذا اعترضت
الدولة المعتمد لديها على ذلك.
مادة 7
مع مراعاة نصوص المواد 11 ،9 ،8للدولة المعتمدة أن تعين كما تشاء أعضاء طاقم
بعثتها ،وبالنسبة للملحقين العسكريين والبحريين والجويين فللدولة المعتمد لديها أن توجب
إبالغها أسمائهم كي تنظر في قبول تعيينهم.
مادة 8
من حيث المبدأ يكون أعضاء طاقم البعثة الدبلوماسي من جنسية الدولة المعتمدة.
ال يمكن اختيار أعضاء طاقم البعثة الدبلوماسي من مواطني الدولة المعتمد لديها إال بموافقة
هذه الدولة التي يجوز لها سحب موافقتها على ذلك في أي وقت ،وللدولة المعتمد لديها أن
تستعمل نفس الحق بالنسبة لمواطني دولة ثالثة ليسوا من مواطني الدولة المعتمدة.
مادة 9
للدولة المعتمد لديها في أي وقت وبدون ذكر األسباب أن تبلغ الدولة المعتمدة أن رئيس أو
أي عضو من طاقم بعثتها الدبلوماسي أصبح شخصا غير مقبول أو أن أي عضو من طاقم
بعثتها (من غير الدبلوماسيين) أصبح غير مرغوب فيه ،وعلى الدولة المعتمدة أن تستدعي
الشخص المعني أو تنهي أعماله لدى البعثة وفقا للظروف ،ويمكن أن يصبح الشخص غير
مقبول أو غير مرغوب فيه قبل أن يصل إلى أراضي الدولة المعتمد لديها فإذا رفضت الدولة
58
المعتمدة التنفيذ أو لم تنفذ في فترة معقولة االلتزامات المفروضة عليها في الفقرة األولى
من هذه المادة فللدولة المعتمد لديها أن ترفض االعتراف للشخص المعني بوصفه عضوا
في البعثة.
مادة 10
تبلغ وزارة خارجية الدولة المعتمد لديها أو أي وزارة أخرى اتفق عليها:
أ -تعيين أعضاء البعثة بوصولهم وبسفرهم النهائي أو بانتهاء أعمالهم في البعثة.
ب -بالوصول وبالرحيل النهائي لشخص يتبع أسرة عضو البعثة ،كذلك عن حالة الشخص
الذي أصبح أو لم يمس عضوا في أسرة عضو البعثة.
جـ -بالوصول وبالرحيل النهائي للخدم الخصوصيين الذين يعملون في خدمة األشخاص
المنوه عنهم في الفقرة (أ) وفي حالة تركهم خدمة هؤالء األشخاص.
د -عن تشغيل وتسريح األشخاص المقيمين في الدولة المعتمد لديها سواء كانوا أعضاء
في البعثة أو خدما خاصين يتمتعون بالمزايا والحصانات.
-2يكون التبليغ مقدما بالنسبة للوصول والرحيل النهائي في كل الحاالت إذا أمكن ذلك.
مادة 11
في حالة عدم وجود اتفاق خاص بحجم البعثة فللدولة المعتمد لديها أن تحتم أن يكون العدد
محددا في نطاق ما تعتبره معقوال وعاديا ،مع مالحظة الظروف والمالبسات القائمة في هذه
الدولة ،ومع األخذ باالعتبار حاجة البعثة المعنية.
للدولة المعتمد لديها في نفس الحدود وبدون تفرقة أن ترفض تعيين موظفين من فئة معينة.
مادة 12
ليس للدولة المعتمدة -بدون الحصول مقدما على موافقة الدولة المعتمد لديها -أن تنشئ
اح أخرى غير التي توجد فيها البعثة.
مكاتب تابعة لبعثتها في نو ٍ
مادة 13
يعتبر رئيس البعثة أنه تسلم مهام منصبه لدى الدولة المعتمد لديها إذا ما قدم أوراق اعتماده
59
أو إذا ما أخطر وزارة الخارجية بوصوله وقدم إليها صورة من أوراق اعتماده أو قام بعمل
ذلك لدى وزارة أخرى تبعا للمتفق عليه ،ووفقا لما يجري عليه العمل في الدولة المعتمد
لديها ،على أن يطبق ذلك بشكل موحد.
ويتوقف موعد تقديم أوراق االعتماد أو صورة تلك األوراق على تاريخ وساعة وصول رئيس
البعثة.
مادة 14
رؤساء البعثة ثالث طبقات:
طبقة السفراء وسفراء البابا المعتمدين لدى رؤساء الدول ورؤساء البعثات اآلخرين الذين
من نفس الطبقة.
ب -طبقة المبعوثين والوزراء ووزراء البابا المفوضين المعتمدين لدى رؤساء الدول.
جـ -طبقة القائمين باألعمال المعتمدين لدى و ازرات الخارجية.
وليست هناك أي تفرقة بين رؤساء البعثات من حيث طبقاتهم سوى ما يتصل بأسبقيتهم
وبالمراسم.
مادة 15
تتفق الدول فيما بينها على الطبقة التي يتبعها رؤساء بعثاتها.
مادة 16
تكون أسبقية رؤساء البعثات لكل طبقة تبعا لتاريخ وساعة تسلمهم لمهام مناصبهم وفقا
لما جاء بالمادة .13
التعديالت التي تستحدث في أوراق اعتماد رئيس البعثة وال تغير في طبقته ال تؤثر في
أسبقيته.
ال تؤثر هذه المادة في العرف الجاري أو الذي قد تقبله الدولة المعتمد لديها بالنسبة ألسبقية
ممثل الكرسي البابوي.
60
مادة 17
يبلغ رئيس البعثة وزراء الخارجية أو الوزارة األخرى المتفق عليها بأسبقية أعضاء الطاقم
الدبلوماسي لبعثته.
مادة 18
تتبع في كل دولة إجراءات موحدة الستقبال رؤساء البعثات كل وفقا للطبقة التي ينتمي
إليها.
مادة 19
إذا ما خال منصب رئيس البعثة أو إذا حدث ما يمنع رئيس البعثة من مباشرة أعماله قام
مكانه قائم باألعمال بالنيابة بصفة وقتية ،ويبلغ رئيس البعثة اسم القائم باألعمال بالنيابة،
أما إذا حدث ما يمنعه من ذلك تبلغ وزارة خارجية الدولة المعتمدة وزارة خارجية الدولة
المعتمد لديها أو الوزارة المتفق عليها.
وفي حالة عدم وجود عضو من الطاقم الدبلوماسي للبعثة يجوز للدولة المعتمدة بموافقة
الدولة المعتمد لديها أن تعين شخصا من الطاقم اإلداري أو الفني قائما باألعمال اإلدارية
الجارية.
مادة 20
للبعثة ولرئيسها الحق في رفع العلم الوطني وشعار الدولة المعتمدة على مباني البعثة،
ومنها مقر رئيس البعثة وكذلك على وسائل تنقالته.
مادة 21
على الدولة المعتمد لديها -وفي حدود ما تسمح به تشريعاتها -أن تيسر للدولة المعتمدة
أن تحوز في أراضيها المباني الالزمة لبعثتها أو أن تسهل لها العثور على ٍ
مبان بطريقة
أخرى ،كما يجب عليها إذا ما استدعى األمر مساعدة البعثات للحصول على مساكن مالئمة
ألعضائها.
61
مادة 22
تتمتع مباني البعثة بالحرمة ،وليس لممثلي الحكومة المعتمدين لديها الحق في دخول مباني
البعثة إال إذا وافق على ذلك رئيس البعثة.
على الدولة المعتمد لديها التزام خاص باتخاذ كافة الوسائل الالزمة لمنع اقتحام أو اإلضرار
بمباني البعثة وبصيانة أمن البعثة من االضطراب أو من الحط من كرامتها.
ال يجوز أن تكون مباني البعثة أو مفروشاتها أو كل ما يوجد فيها من أشياء أو كافة وسائل
النقل عرضة لالستيالء أو التفتيش أو الحجز ألي إجراء تنفيذي.
مادة 23
تعفي الدولة المعتمدة ورئيس البعثة من كل الضرائب والعوائد العامة واإلقليمية والبلدية
بالنسبة لمباني البعثة التي تمتلكها أو تستأجرها على شرط أال تكون هذه الضرائب أو العوائد
مفروضة مقابل خدمات خاصة.
واإلعفاء الضريبي المذكور في هذه المادة ال يطبق الضرائب والعوائد إذا ما كان تشريع
ال دولة المعتمدة لديها يفرضها على الشخص الذي يتعامل مع الدولة المعتمد أو مع رئيس
البعثة.
مادة 24
لمحفوظات ووثائق البعثة حرمتها في كل وقت وأينما كانت.
مادة 25
تمنح الدولة المعتمد لديها كافة التسهيالت كي تتمكن البعثة من القيام بأعمالها.
مادة 26
ومع ما تقضي به القوانين والتعليمات من المناطق المحرمة أو المحدد دخولها ألسباب
تتعلق باألمن الوطني على الدولة المعتمد لديها أن تمكن لكل أعضاء البعثة الحرية في
التنقل والمرور في أراضيها.
62
مادة 27
تسمح الدولة وتحافظ على حرية مراسالت البعثة في كل ما يتعلق بأعمالها الرسمية ،وللبعثة
كي تتصل بحكومتها وببقية البعثات وبقنصليات دولتها أينما وجدت أن تستعمل كافة وسائل
االتصاالت الالزمة ،ومنها حاملو الحقائب الدبلوماسية والمراسالت بالرمز بنوعيه ،ومع ذلك
فال يجوز للبعثة تركيب أو استعمال محطة إرسال بالراديو إال بموافقة حكومة الدولة المعتمد
لديها.
مراسالت البعثة الرسمية ذات حرمة ،فاصطالح المراسالت الرسمية يعني كل المراسالت
المتعلقة بأعمال البعثة.
ال يجوز فتح أو حجز الحقيبة الدبلوماسية.
يجب أن تحمل الربطات التي تكون الحقيبة الدبلوماسية عالمات خارجية ظاهرة تبين
طبيعتها ،ويجب أال تشمل إال المستندات الدبلوماسية واألشياء المرسلة لالستعمال الرسمي.
يجب أن يكون لدى حامل الحقيبة الدبلوماسية مستند رسمي يثبت صفته وعدد الربطات
التي تكون الحقيبة الدبلوماسية وتحميه أثناء قيامه بمهمته في الدولة الموفد إليها ويتمتع
بالحصانة الشخصية ،وال يجوز إخضاعه ألي نوع من أنواع القبض أو الحجز.
يجوز للدولة المعتمدة أو لبعثتها أن تعين حامل حقيبة في مهمة خاصة ،وفي هذه الحالة
تطبق أحكام الفقرة الخامسة من هذه المادة أيضا ،مع مالحظة أن الحصانات المذكورة ينتهي
العمل بها من وقت أن يسلم حامل الحقيبة إلى الهيئة المرسلة إليها.
يجوز تسليم الحقيبة الدبلوماسية لقائد طائرة تجارية مرخص لها بالهبوط في مطار ٍ
تال،
ويجب أن يحمل القائد وثيقة رسمية تبين عدد الربطات التي تتكون منها الحقيبة ،وال يعتبر
هذا القائد حامل حقيبة دبلوماسية ،وللبعثة أن ترسل أحد أعضائها ليتسلم مباشرة وبحرية
الحقيبة الدبلوماسية من قائد الطائرة.
63
مادة 28
تعفى الرسوم والضرائب التي تحصلها البعثة في أعمالها الرسمية من أي رسم أو ضريبة.
مادة 29
لشخص الممثل الدبلوماسي حرمة ،فال يجوز بأي شكل القبض عليه أو حجزه ،وعلى الدولة
المعتمد لديها أن تعامله باالحترام الالزم له ،وعليها أن تتخذ كافة الوسائل المعقولة لمنع
االعتداء على شخصه أو على حريته أو على اعتباره.
مادة 30
يتمتع المسكن الخاص للمثل الدبلوماسي بنفس الحرمة والحماية اللتين تتمتع بهما مباني
البعثة.
وتشمل الحرمة مستنداته ومراسالته ،وكذلك أيضا متعلقات الممثل الدبلوماسي مع مراعاة
ما جاء بالبند ( )3من المادة .31
مادة 31
-1يتمتع الممثل الدبلوماسي بالحصانة القضائية الجنائية في الدولة المعتمد لديها ،ويتمتع
أيضا بالحصانة القضائية المدنية واإلدارية إال إذا كان األمر يتعلق بما يأتي:
أ -إذا كانت دعوى عينية منصبة على عقار خاص كائن في أراضي الدولة المعتمد لديها
إال إذا شغله الممثل الدبلوماسي لحساب دولته في خصوص أعمال البعثة.
ب -إذا كانت دعوى خاصة بميراث ويكون الممثل الدبلوماسي منفذا للوصية أو مدي ار للتركة
أو وارثا فيها أو موصى له بصفته الشخصية ال باسم الدولة المعتمدة.
جـ -إذا كانت دعوى متعلقة بمهنة حرة أو نشاط تجاري -أيا كان -يقوم به الممثل
الدبلوماسي في الدولة المعتمد لديها خارج نطاق أعماله الرسمية.
-2ال يجوز إجبار الممثل الدبلوماسي على اإلدالء بالشهادة.
64
-3ال يجوز اتخاذ أي إجراء تنفيذي ضد الممثل الدبلوماسي إال في الحاالت المذكورة في
الفقرات أ ،ب ،ج من البند 1من هذه المادة ،وعلى شرط إمكان إجراء التنفيذ بدون المساس
بحرمة شخص الممثل أو بحرمة مسكنه.
-4عدم خضوع الممثل الدبلوماسي الختصاص قضاء الدولة المعتمد لديها ال يعفيه من
الخضوع لقضاء الدولة المعتمدة.
مادة 32
للدولة المعتمدة أن تتنازل عن الحصانة القضائية عن ممثليها الدبلوماسيين وعن األشخاص
الذين يتمتعون بالحصانة بمقتضى المادة .37
يجب أن يكون التنازل صريحا.
إذا رفع الممثل الدبلوماسي أو الشخص الذي يتمتع باإلعفاء من القضاء المحلي دعوى
وفقا للمادة 37فال يجوز له بعد ذلك أن يستند إلى الحصانة القضائية بالنسبة ألي طلب
يترتب مباشرة على دعواه األصلية.
إن التنازل عن الحصانة القضائية في الدعاوى المدنية أو اإلدارية ال يعني التنازل عن
الحصانة بالنسبة إلجراءات تنفيذ األحكام التي يجب الحصول لها على تنازل مستقل.
مادة 33
مع اتباع ما جاء بنص البند الثالث من هذه المادة وللخدمات التي يؤديها للدولة الموفدة
يعفى الممثل الدبلوماسي من أحكام قوانين التأمين االجتماعي القائمة في الدولة المعتمد
لديها.
ويسري أيضا اإلعفاء المذكور بالبند األول من هذه المادة على الخدم الخصوصيين الذين
يعملون فقط للممثل الدبلوماسي بشرط:
أن ال يكونوا من مواطني الدولة المعتمد لديها أو أن تكون إقامتهم الدائمة في تلك الدولة.
أن يكونوا خاضعين لقوانين التأمينات االجتماعية القائمة في الدول المعتمدة في الدولة
الثالثة.
65
على الممثل الدبلوماسي الذي يستخدم أفرادا ال ينطبق عليهم اإلعفاء المذكور بالبند الثاني
من هذه المادة أن يحترم التزامات نصوص تشريع التأمين االجتماعي الواجبة على رب العمل
في الدولة المعتمد لديها.
اإلعفاء المذكور في البندين 1و 2من هذه المادة ال يمنع من االشتراك االختياري في نظام
التأمين االجتماعي للدولة المعتمد لديها إذا ما سمح بذلك تشريعها.
ال تؤث ر أحكام هذه المادة على االتفاقات الثنائية أو الجماعية الخاصة بالتأمين االجتماعي
التي عقدت في الماضي وكذلك تلك التي قد تعقد في المستقبل.
مادة 34
يعفى الممثل الدبلوماسي من كافة الضرائب والرسوم الشخصية والعينية العامة أو الخاصة
بالمناطق أو النواحي مع استثناء:
الضرائب غير المباشرة التي تتداخل بطبيعتها عادة في أثمان البضائع أو الخدمات.
ب -الضرائب والرسوم المفروضة على العقارات الخاصة الواقعة في أراضي الدول المعتمد
لديها إال إذا كان الممثل الدبلوماسي يحوزها لحساب الدولة المعتمدة في شؤون أعمال
البعثة.
جـ -ضرائب التركات التي تحصلها الدولة المعتمد لديها مع مالحظة سريان أحكام البند 4
من المادة .39
د -الضرائب والرسوم على الدخل الخاص النابع في الدولة المعتمد لديها والضرائب المفروضة
على رأس المال المركز في االستثمار في مشروعات تجارية في الدولة المعتمد لديها.
تحصل نتيجة لخدمات خاصة.
ّ هـ -الضرائب والرسوم التي
و -رسوم التسجيل والمقاضاة والرهون ورسوم الدفعة الخاصة باألمالك الثابتة بشرط مراعاة
أحكام المادة .23
66
مادة 35
على الدولة المعتمد لديها إعفاء الممثلين الدبلوماسيين من كل مساهمة شخصية ومن كل
الخدمات العامة مهما كانت طبيعتها ،ومن كل التزام عسكري مثل عمليات االستيالء ،أو
المشاركة في أعمال أو في إيواء العسكريين.
مادة 36
ومع تطبيق النصوص التشريعية والتعليمات التي تستطيع وضعها تمنح الدولة المعتمد لديها
اإلدخال واإلعفاء من الرسوم الجمركية ومن العوائد والرسوم األخرى مع استثناء رسوم
التخزين والنقل والمصاريف المختلفة الناتجة عن الخدمات المماثلة عما يلي:
األشياء الواردة لالستعمال الرسمي للبعثة.
األشياء الواردة لالستعمال الشخصي للممثل الدبلوماسي أو ألعضاء أسرته الذين يعيشون
معه ،وتدخل فيها األصناف المعدة إلقامته.
ويعفى الممثل الدبلوماسي من تفتيش أمتعته الشخصية إال إذا وجدت أسباب قوية تدعو
إلى االعتقاد بأنها تحوي أشياء ال تمنح عنها اإلعفاءات المذكورة في البند ( )1من هذه
المادة أو أصنافا محظورا استيرادها أو تصديرها بمقتضى التشريع أو تكون خاضعة لتعليمات
الحجر الصحي للدولة المعتمد لديها ،وفي هذه الحالة ال يجوز إجراء الكشف إال بحضور
الممثل الدبلوماسي أو من ينتدبه.
مادة 37
يتمتع أعضاء أسرة الممثل الدبلوماسي الذين يعيشون معه في نفس المسكن بالمزايا
والحصانات المذكورة في المواد من 29إلى 36على شرط أال يكونوا من رعايا الدولة
المعتمد لديها.
أعضاء ا لطاقم اإلداري والطاقم الفني للبعثة وكذلك أعضاء أسرهم الذين يعيشون معهم في
نفس المسكن بالنسبة لكل منهم وعلى شرط أال يكونوا من رعايا الدولة المعتمد لديها أو أن
تكون إقامتهم الدائمة في أراضيها يتمتعون بالمزايا و الحصانات المذكورة في المواد من
67
29إلى ،35مع اس تثناء الحصانة في عدم الخضوع القضائي لالختصاص المدني أو
اإلداري للدولة المعتمدين لديها الوارد ذكرها في البند ( )1من المادة 31في التصرفات
الخارجة عن نطاق أعمالهم الرسمية ،ويتمتعون بالمزايا المذكورة في البند (أ) من المادة
36بالنسبة لألشياء المستوردة بسبب إقامتهم األولى (أول توطن).
أفراد طاقم الخدمة للبعثة الذين ليسوا من رعايا الدولة المعتمدين لديها أو من المقيمين فيها
إقامة دائمة يتمتعون بالحصانة بالنسبة للتصرفات التي تحدث منهم أثناء تأدية أعمالهم،
ويعفون من الضرائب والرسوم عن مرتباتهم التي يتقاضونها في وظائفهم ،وكذلك يتمتعون
باإلعفاء الوارد ذكره في المادة .33
الخدم الخصوصيون ألعضاء البعثة الذين ليسوا من رعايا الدولة المعتمد لديها والذين ال
يقيمون فيها إقامة دائمة يتمتعون باإلعفاء من الضرائب والرسوم عن مرتباتهم التي
يتقاضونها عن خدمتهم ،وفي كل الحاالت ال يتمتعون بمزايا أو حصانات إال في الحدود التي
تقررها الدولة المعتمد لديها ،كما أن للدولة المعتمد لديها أن تستعمل حق واليتها على هؤالء
األشخاص على أال يعوق ذلك كثي ار البعثة عن أداء أعمالها.
مادة 38
إذا لم تمنح الدولة المعتمد لديها مزايا وحصانات إضافية فالممثل الدبلوماسي من جنسية
الدولة المعتمد لديها أو الذي تكون إقامته الدائمة فيها ال يتمتع بالحصانة القضائية أو
بحرمة شخصه إال بالنسبة لتصرفاته الرسمية التي يقوم بها أثناء تأدية أعماله.
إن األعضاء اآلخرين لطاقم البعثة والخدم الخصوصيين الذين من جنسية الدولة المعتمد
لد يها أو الذين تكون إقامتهم الدائمة في أراضيها ال يتمتعون بالمزايا والحصانات إال في
الحدود التي تقررها لهم تلك الدولة ،ومع ذلك فللدولة المعتمد لديها أن تستعمل حق واليتها
على هؤالء األفراد بطريقة ال تعوق كثي ار قيام البعثة بأعمالها.
68
مادة 39
كل فرد من الذين لهم الحق في المزايا والحصانات يتمتع بهذه المزايا والحصانات بمجرد
دخوله أراضي الدولة المعتمد لديها بقصد الوصول إلى مقر عمله ،أما إذا وجد في تلك
األراضي فمن وقت تبليغ وزارة الخارجية بتعيينه أو بتبليغ أي وزارة أخرى متفق عليها.
عندما تنقضي مهمة شخص من الذين يتمتعون بالمزايا والحصانات تنتهي عادة هذه المزايا
والحصانات من وقت مغادرة هذا الشخص ألراضي الدولة المعتمد لديها أو عند انتهاء المهلة
المعقولة التي تمنح له لهذا السبب ،ويستمر سريانها لهذا الوقت حتى عند قيام نزاع مسلح،
ومع كل ،تستمر الحصانة بالنسبة لألعمال التي قام بها هذا الفرد كعضو في البعثة.
إذا توفي أحد أفراد البعثة يستمر أعضاء أسرته في التمتع بالمزايا والحصانات التي يتمتعون
بها إلى أن يمر وقت معقول يسمح لهم بمغادرة أراضي الدولة المعتمد لديها.
إذا توفي عضو من البعثة ليس من جنسية الدولة المعتمد لديها أو لم يكن فيها مكان إقامته
الدائمة أو أحد أفراد أسرته المقيمين معه تسمح الدولة المعتمد لديها بتصدير منقوالت
المتوفى مع استثناء تلك التي حازها أثناء معيشته فيها التي تحرم قوانينها تصديرها وقت
الوفاة ،وال تحصل ضرائب ميراث على المنقوالت التي كان سبب وجودها في الدولة المعتمد
لديها هو وجود المتوفى في هذه الدولة كعضو في البعثة أو كفرد من أفراد أسرة عضو
البعثة.
مادة 40
إذا مر الممثل الدبلوماسي أو من وجد في أراضي دولة ثالثة منحته تأشيرة على جواز سفره
إذا كان ذلك ضروريا بغية الذهاب لتولي مهام عمله أو اللحاق بمنصبه أو العودة لبالده
تمنحه الدولة الثالثة الحرمة وكل الحصانات الالزمة التي تمكنه من المرور أو من العودة،
كما تعامل نفس المعاملة أعضاء أسرته المرافقين له الذين يتمتعون بالمزايا والحصانات أو
الذين يسافرون منفردين عنه للحاق به أو للعودة لبالدهم.
69
وفي الحاالت المشابهة المذكورة في البند ( )1من هذه المادة ال يجوز للدولة الثالثة إعاقة
المرور عبر أراضيها بالنسبة ألعضاء الطاقم اإلداري أو الفني أو لطاقم الخدمة للبعثة أو
ألفراد أسرهم.
تمنح الدولة الثالثة المراسالت وكافة أنواع االتصاالت الرسمية المارة -بما فيها المراسالت
الرمزية بنوعيها -نفس الحرية والحماية التي تمنحها الدولة المعتمدة لديها ،وتمنح حاملي
الحقائب الذين حصلوا على التأشيرات الالزمة والحقائب الدبلوماسية المارة نفس الحرمة
والحماية اللتين تلتزم بمنحها الدولة المعتمد لديها.
وتطبق أيضا التزامات الدولة الثالثة وفقا لما جاء في البنود السابقة بالنسبة للممثل
الدبلوماسي ،وكذلك األشخاص المذكورين فيها ,وكذلك على المراسالت والحقائب
الدبلوماسية الرسمية إذا ما وجدت لسبب قاهر في أراضي الدولة الثالثة.
مادة 41
مع عدم المساس بالمزايا والحصانات على األشخاص الذين يتمتعون بها احترام قوانين
ولوائح الدولة المعتمدين لديها ،وعليهم كذلك واجب عدم التدخل في الشؤون الداخلية لتلك
الدولة.
كل المسائل الرسمية المعهود بحثها لبعثة الدولة المعتمدة مع الدولة المعتمد لديها يجب أن
تبحث مع وزارة خارجية الدولة المعتمد لديها عن طريقها أو مع أي وزارة متفق عليها.
ال تستعمل مباني البعثة في أغراض تتنافى مع أعمال تلك البعثة التي ذكرت في هذه االتفاقية
أو مع قواعد القانون الدولي العام أو مع االتفاقيات الخاصة القائمة بين الدولة المعتمدة
والدولة المعتمد لديها.
مادة 42
ال يجوز أن يقوم الممثل الدبلوماسي في الدولة المعتمد لديها بأي نشاط مهني أو تجاري
في سبيل الكسب الخاص.
70
مادة 43
تنتهي مهمة الممثل الدبلوماسي كما يلي:
إذا ما أخطرت الدول المعتمدة الدولة المعتمد لديها بإنهاء أعمال الممثل الدبلوماسي.
إذا ما أخطرت الدولة المعتمد لديها الدولة المعتمدة تطبيقا للبند ( )2من المادة 9بأنها
ترفض االعتراف بالممثل الدبلوماسي كعضو في البعثة.
مادة 44
على الدولة المعتمد لديها -حتى في حالة قيام الحرب -أن تمنح التسهيالت لألشخاص
المتمتعين بالمزايا والحصانات بخالف من هم من رعاياها وكذلك أعضاء أسر هؤالء
األشخاص مهما ك انت جنسياتهم لتيسير لهم مغادرة أراضيها في أسرع وقت ،ويجب عليها
إذا ما استدعى األمر أن تضع تحت تصرفهم وسائل النقل الالزمة ألشخاصهم ولمتعلقاتهم.
مادة 45
في حالة قطع العالقات الدبلوماسية بين دولتين ،أو إذا ما استدعيت بعثة بصفة نهائية أو
بصفة وقتية تلتزم الدولة المعتمد لديها حتى في حالة نزاع مسلح أن تحترم وتحمي مباني
البعثة وكذلك منقوالتها ومحفوظاتها.
ب -يجوز للدولة المعتمدة أن تعهد بحراسة مباني بعثتها وما يوجد فيها من منقوالت
ومحفوظات إلى دولة ثالثة توافق عليها الدولة المعتمد لديها.
جـ -يجوز للدولة المعتمدة أن تعهد بحماية مصالحها ومصالح مواطنيها إلى دولة ثالثة
توافق عليها الدولة المعتمد لديها.
مادة 46
إذا وافقت الدولة المعتمد لديها على طلب دولة ثالثة ليست ممثلة لديها تقوم دولة معتمدة
لدى الدولة األولى بتولي الحماية المؤقتة لمصالح الدولة الثالثة ومصالح مواطنيها.
71
مادة 47
على الدول المعتمد لديها عند تطبيقها نصوص هذه االتفاقية أال تفرق في المعاملة بين
الدول ،وال تعتبر تفرقة في المعاملة:
إذا ضيقت الدولة المعتمد لديها عند تطبيقها أحد النصوص هذه االتفاقية ألن الدولة المعتمدة
تعامل بعثتها نفس المعاملة.
إذا منحت الدولتان بعضهما البعض وفقا للعرف القائم بينهما أو تطبيقا التفاق يقضي
بمعاملة أفضل مما ورد في نصوص مواد هذه االتفاقية.
مادة 48
تظل هذه االتفاقية معروضة للتوقيع عليها من كل الدول األعضاء في هيئة األمم المتحدة
أو في إحدى الهيئات المتخصصة وكذلك من كل دولة منظمة لنظام محكمة العدل
الدولية وأيضا كل دولة أخرى تدعوها الجمعية العامة لهيئة األمم المتحدة لالنضمام إلى هذه
االتفاقية ،ويكون ذلك بالطريقة اآلتية :يوقع على االتفاقية في وزارة خارجية النمسا االتحادية
لغاية 31أكتوبر 1961إفرنجي ثم لدى مقر هيئة األمم المتحدة في نيويورك لغاية 31
مارس 1962إفرنجي.
مادة 49
يصدق على هذه االتفاقية وتودع وثائق التصديق لدى السكرتير العام لهيئة األمم المتحدة.
مادة 50
تظل هذه االتفاقية مفتوحة النضمام كل الدول المذكورة في الفئات األربع من المادة 48
وتودع وثائق التصديق لدى السكرتير العام لهيئة األمم المتحدة.
مادة 51
تصبح هذه االتفاقية نافذة المفعول عند مرور ثالثين يوما من تاريخ إيداع الوثيقة الـ22
للتصديق أو االنضمام لالتفاقية لدى سكرتير عام هيئة األمم المتحدة.
72
أما بالنسبة للدول التي تصدق على االتفاقية أو التي تنضم إليها بعد إيداع أداة التصديق
أو وثيقة االنضمام الـ 22تصبح االتفاقية نافذة المفعول في اليوم الثالثين من إيداع الدولة
وثيقة للتصديق أو االنضمام.
مادة 52
يخطر السكرتير العام لألمم المتحدة كل الدول الداخلة في إحدى الفئات األربع المذكورة في
المادة 48عن:
التوقيعات التي تمت على هذه االتفاقية وايداع أدوات التصديق أو وثائق االنضمام إليها
وفقا لما جاء في المواد (.)50 ،49 ،48
بدء تاريخ العمل بهذه االتفاقية وفقا لما جاء بالمادة (.)51
مادة 53
يودع أصل هذه االتفاقية بنصوصها اإلنجليزية والصينية واإلسبانية والفرنسية والروسية
التي تعتبر كل منها معتمدة لدى السكرتير العام لهيئة األمم المتحدة الذي يستخرج منها
صو ار مطابقة رسمية لكل الدول الداخلة في إحدى الفئات األربع المذكورة في المادة (.)48
وتوكيدا لما تقدم وقع المفوضون الموكلون من حكوماتهم على هذه االتفاقية عمال في فيينا
في اليوم الـ 18من شهر أبريل .1961
73
تحليل الوثيقة:
أ) التحليل الشكلي:
هوية النص: -1
اتفاقية فينا للعالقات الدولية هي نص معاهدة دولية ،تم التوقيع عليها بفييا بتاريخ 18افريل
1961و هي تحدد إطا ار للعالقات الدبلوماسية بين الدول ألمستقلة وتحدد امتيازات البعثة
الدبلوماسية التي تمكن الدبلوماسيين من أداء وظيفتهم دون خوف من اإلكراه أو المضايقات
من قبل البلد المضيف ،وتشكل األساس القانوني للحصانة الدبلوماسية وتعتبر مواده حجر
الزاوية في العالقات الدولية الحديثة
بنية النص : -2
النص مترجم الى اللغة العربية ،حيث أن اصل هذه االتفاقية تم ايداعه باللغة اإلنجليزية
والصينية واإلسبانية والفرنسية والروسية التي كانت وحدها معتمدة انذاك لدى السكرتير العام
لهيئة األمم المتحدة.
74
-3غايات النص ( فائدة النص) :
القواعد القانونية التي يتضمنها نص االتفاقية جاءت لتحديد اإلجراءات والضوابط الخاصة
بالعمل الدبلوماسي بين الدول وكذا الحقوق والواجبات الخاصة بأفراد البعثات الدبلوماسية،
كما تم من خاللها تحديد عدة مفاهيم كالحصانة الدبلوماسية وقطع العالقات الدبلوماسية.
التحليل الموضوعي (تحليل مضمون النص): أ-
اإلشكالية: -1
كيف نظمت اتفاقية فيينا للعالقات الدولية العمل الدبلوماسي بين الدول و لماذا تعتبر من أكثر
النصوص التي تم ابرامها في اطار االمم المتحدة لتدوين القانون الدولي نجاحا؟
خطة المناقشة: -2
الخاتمة
الوسيط التي كانت مقدسة .و لم يكن باإلمكان اقامة أي عالقات دبلوماسية سلمية اال
بعد قبول مبدأ مرور الرسول أو المبعوث بسالم
و مع انعقاد مؤتمر بلسنفاليا سنة 1648تم قبول مفوضيات دائمة باعتبار ذلك السبيل -
المتعلقة بدرجة رؤساء البعثات الدبلوماسية هو الصك الدولي االول الذي دون جانب
من القانون الدولي (االسبقية بين رؤساء البعثات تحدد بناء على تاريخ الوصول الى
مكان العمل)،
و لم يبدأ تدوين حصانات و امتيازات الوكالء الدبلوماسيين بين الدول اال بعد صياغة -
اتفاقية هافانا سنة 1928بين اعضاء اتحاد الدول االمريكية اال ان الممارسة العملية
لم تنعكس عليها بنحو سليم،
وبعها جاء مشروع االتفاقية التي صاغته مؤسسة ابحاث هارفرد سنة 1932أكثر -
تأثي ار.
و يعتبر انشاء لجنة القانون الدولي التابعة لألمم المتحدة المنطلق الرئيسي للتدوين -
10
الشامل لقواعد القانون الدولي.
10آيلين دنزا أستاذة القانون الدولي ،اتفاقية فينا للعالقات الدولية ،1961مكتبة األمم المتحدة السمعية البصرية للقانون الدولي.2012 ، -
76
انعقاد مؤتمر فيينا و الدول المشاركة:
سبق انعقاد مؤثر فيينا عمل تحضيري هام ففي عام 1952اقترحت يوغوسالفيا ان يكون
لموضوع تدوين العمل الدبلوماسي االولوية و بعد مناقشة الموضوع في اللجنة السادسة
(القانونية) لألمم المتحدة طلبن الجمعية العامة ات تقوم لجنة القانون الدولي على سبيل االولوية
بتدوين قانون العالقات و الحصان ات الدبلوماسية ،و عينت اللجنة السيد ساندستروم ممثل
السويد مقر ار خاصا و شكل تقريره اساس لمشاريع المواد الذي اعتمدته اللجنة سنة 1957
وتمت مناقشة تلك المواد خالل اشعال اللجنة السادسة التابعة للجمعية العامة .كما تم ارسالها
الى جميع أعضاء االمم المتحدة و الوكاالت المتخصصة مشفوعة بدعوة الى تقديم مالحظات
و اقتراحات ،و قد اخذت اللجنة التعليقات القادمة من 21حكومة في االعتبار واعدت في
عام 1958مواد منقحة و موسعة و اوصت بان تشكل اساسا لالتفاقية االمر الذي ايدته
الجمعية العامة.
و شاركت 81دولة في المؤتمر الذي عقد في فييا من 02مارس الى 14افريل ،1961وتم
إلى أعضاء مراقبين عن عدة منظمات
التوقيع على االتفاقية في 18افريل ،1961إضافة ّ
دولية.
تفكيك نص االتفاقية :
تتكون االتفاقية من 53مادة لم يتم تفصيلها الى أقسام ،حيث يمكن اقتراح ما يلي :
ديباجة و ضبط المصطلحات المتعلقة بالعمل الدبلوماسي : .المقدمة و المادة االولى، -1
ايفاد البعثات الدبلوماسية بين الدول و تحديد مهامها :الماتين 2و ،3 -2
شرط الموافقة على البعثة الدبلوماسية و اعضاءها و االجراءات المتعلقة بذلك :المواد -3
:12-11-9-8-7-6-5-4
رئيس البعثة الدبلوماسية ،مباشرة مهامه ،مستوى التمثيل واجراءات استقباله :المواد -4
20-19-18-17-16-15-14-13
حرمة و حماية مباني البعثة الدبلوماسية و منقوالتها :المواد،23 --45—22-21 -5
77
حرمة وثائق ومراسالت البعثة الدبلوماسية :المواد 27-24 -6
40-39-38-37-36-35
تسهيالت الدولة المضيفة اتجاه البعثة الدبلوماسية :المواد 44-26-25 -8
واجبات اعضاء البعثة الدبلوماسي اتجاه الدولة المضيفة :المادتين 41و :42 -9
-10اجراءات التوقيع و التصديق على االتفاقية وتاريخ دخولها حيز التنفيذ :المواد -48
52-51-50-49
مقارنة النص مع اتفاقية هافانا 1928
أقر المؤتمر السادس للدول االمريكية الذي عقد في هافانا بكوبا بتاريخ 20فيفري من سنة
،1928حيث تم فيه ٳقرار ميثاق للموظفين الدبلوماسيين من طرف 12دولة أمريكية (يحوي
27مادة) و وقعت عليه الواليات المتحدة االمريكية لكنها لم تصادق عليه بسبب اعتراضها
على النصوص المتعلقة بمنح حق اللجوء لسياسي.
رغم ذلك تعتبر أول اتفاقية عالجت موضوع المبعوثين الدبلوماسيين والقواعد االساسية للتمثيل
الدبلوماسي من البداية إلى النهايةّ ،كما تطرقت إلى موضوع الحصانات و االمتيازات
الدبلوماسية .ومن أبرز ما جاء فيها عدم تدخل الممثلين الدبلوماسيين في الشؤون الداخلية
للدولة المضيفة ،وأن تقتصر عالقاتهم معها على المعامالت الرسمية( .كما اعتمد مؤتمر
هافانا اتفاقية اخرى هي اتفاقية وكالء القنصليات -تحوي 25مادة.)-
نقد النص و أهم االستنتاجات :
تعتبر االتفاقية المرجع الرئيسي في العالقات الدولية الحديثة ،و بدا تنفيذ االتفاقية عندما -
78
نظ ار لتمتع البعثات الدبلوماسية بهذه الحصانات ،فثمة أحوال يتم فيها مخالفة القواعد -
الدبلوماسي بالحصانة المطلقة من القضاء الجنائي للدولة المعتمد لديها والتي تنطبق
على جميع تصرفاته الرسمية والشخصية.
فلما كانت حصانة المبعوث الدبلوماسي من القضاء المدني واإلداري ليست مطلقة، -
فإن األمر ليس كذلك بالنسبة للقضاء الجنائي ،حيث إن إعفاء المبعوث الدبلوماسي
من القضاء الجنائي اإلقليمي للدولة المعتمد لديها تام وال يرد عليه استثناء.
وفي مقابل الحصانة القضائية فإنه يقع على عاتق المبعوث الدبلوماسي واجب احترام
قوانين الدولة المعتمد لديها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية ،وعليه يكون من حق
األخيرة حال ارتكاب المبعوث الدبلوماسي لجريمة أن تبلغ دولته أنه قد أصبح شخصا
غير مرغوب فيه ،وأن تطلب من حكومته سحبه أو إنهاء مهامه ،وفي حال رفض أو
79
تقاعس دولته في ذلك ،فيكون للدولة المعتمد لديها رفض االعتراف بهذا الشخص
بصفته مبعوثا دبلوماسيا.
إن منح الحصانة تجاه القضاء الجنائي لقضاء الدولة المعتمد لديها ،ليس الهدف منه -
وال يعني أبدا اإلفالت من العقاب ،فمن واجب الدولة المعتمدة أن تقوم بمحاكمة المبعوث
أمام محاكمها الوطنية.
اتضح ان النقد الموجه لالتفاقية بشان مبادئها الرئيسية لم يعد قائما خاصة فيما تعلق -
التضارب بين الحصانة و حق االنسان في الحصول على العدالة ،او اعطاء الحصانة
لمنتهكي القانون الجنائي الدولي وهو عمليا االمر غير وارد الن الحصانات المنصوص
عليها في االتفاقية مرتبطة بالقيام بالمهام الدبلوماسية،
وانتقدت ايضا االتفاقية من خالل ظاهرة ضعف الدبلوماسيين واختطافهم حيال الهجمات -
االرهابية من اجل المطالبة بدفع الفدية او االفراج عن السجناء ،وكانت مشكلة خطيرة
تم السيطرة عليها من خالل التقرير الجماعي للحكومات الذي اقر ب"اتخاذ جميع
التدابير المناسبة لحماية الدبلوماسيين ال يعني االستسالم لالبتزاز".
كما اعتمدت المعاهدات الالحقة التي تنظم الحصانات واالمتيازات ايضا على -
االتفاقية اعتمادا كبيران فقد تم اللجوء الى احكام االتفاقية كنقطة بداية في صياغة
اتفاقية فيينا للعالقات القنصلية لسنة ،1963واتفاقية نيويورك للبعثات الخاصة لسنة
،1969واتفاقية االمم المتحدة المتعلقة بحصانات الدول و ممتلكاتها من الوالية
القضائية لسنة .2004
(وصل عدد
َ ِ
الدول األعضاء في منظمة األمم المتحدة اطراف في اتفاقية فيينا جميع -
الدول األطراف إلى 192دولة في عام ،)2018استثناء عدد من الدول وهي :جزر
أيضا دولة فلسطين والكرسي
سليمان ،جنوب السودان ،باالو .ومن أطراف االتفاقية ً
أن كالهما له صفة مراقب في األمم المتحدة .كما َّ
أن الواليات غم َّ
الرسولي في روما ،ر َ
المتحدة األمريكية ُّ
تعد من الدول غير األطراف في اتفاقية فيينا؛ حيث أنها من الدول
80
التي وافقت على االتفاقية لكن دون أن ِّ
تصدق على الوثيقة .ويجدر الذكر أن الواليات
كثير من أجزاء االتفاقية
المتحدة األمريكية تتبع تعليمات وثيقة اتفاقية فيينا ،وتعتبر ًا
أحكاما عرفية عامة يجب االلتزام بها ،وقد وقعت الواليات المتحدة عام 1970على
ً
َّ
االتفاقية لكن مجلس الشيوخ األمريكي لم ِ
يبد موافقته أو تأييده لها ،وتنطبق االتفاقية َّ
على المعاهدات التي جاءت بعدها أو التي أ ِ
ُبرمت بين الدول ،ولذلك هي ال تحكم بين
المنظمات الدولية والدول أو فيما بين المنظمات الدولية.11
العديد من الدول التي تحصلت على استقاللها الحقا بعد التوقيع على االتفاقية سنة -
،1961انضمت اليها على غرار الجزائر التي صادقت عليها بتاريخ 14افريل
،1964بموجب المرسوم 74/64المؤرخ في 02مارس .1964
الخاتمة:
يمكن اعتبار اتفاقية فيينا للعالقات الدبلوماسية لسنة 1961من اكثر النصوص نجاحا نظ ار
للمشاركة الشبه العالمية فيها من قبل دول ذات سيادة و الدرجة العالية من التقيد بها بين
الدول االطراف و التأثير التي احدثته على النظام القانوني الدولي .و يعود الفضل في نجاحها
ليس فقط الى العمل التحضيري الجيد الذي قامت به لجنة القانون الدولي و المهارات التفاوضية
لممثلي الدول في المؤتمر ،و لكن الى االستقرار الطويل للقواعد االساسية للقانون الدبلوماسي
السيما فعالية مبدأ المعاملة بالمثل كجزاء لعدم االمتثال.
11آيلين دنزا أستاذة القانون الدولي ،اتفاقية فينا للعالقات الدولية ،1961مكتبة األمم المتحدة السمعية البصرية للقانون الدولي.2012 ، -
81
المحاضرة السادسة:
تحليل وثيقة مراكش إلنشاء اتحاد المغرب العربي
12
وثيقة :معاهدة انشاء اتحاد المغرب العربي
إن صاحب الجاللة الحسن الثاني ملك المملكة المغربية ,وفخامة السيد زين العابدين بن
على رئيس الجمهورية التونسية ,وفخامة السيد الشاذلي بن جديد رئيس الجمهورية
الجزائرية الديمقراطية الشعبية ,وقائد ثورة الفاتح العظيم العقيد معمر القذافي ،الجماهيرية
العربية الليبية الشعبية االشتراكية العظمى ,وفخامة العقيد معاوية ولد سيدي الطايع رئيس
اللجنة العسكرية للخالص الوطني ،رئيس الدولة للجمهورية اإلسالمية الموريتانية .
إيمان ا منهم بما يجمع شعوب المغرب العربي من أواصر متينة قوامها االشتراك في التاريخ
والدين واللغة ,واستجابة لما لهذه الشعوب وقادتها من تطلع عميق ثابت إلى إقامة اتحاد
بينها يعزز ما يربطها من عالقات ويتيح لها السبل المالئمة لتسير تدريجي ا نحو تحقيق
اندماج أشمل فيما بينها ,ووعي ا منها بما سيترتب على هذا االندماج من أثار تتيح التحاد
المغرب العربي أن يكتسب وزنا نوعيا يسمح له بالمساهمة الفعالة في التوازن العالمي
وتثبيت ال عالقات السلمية داخل المجتمع الدولي واستتباب األمن واالستقرار في العالم ,
وادراك ا منهم أن إقامة اتحاد المغرب العربي تتطلب تحقيق انجازات ملموسة ووضع قواعد
مشتركة تجسم التضامن الفعلي بين أقطاره وتؤمن تمنيتها االقتصادية واالجتماعية ,وتعبي ار
عن عزمهم الصادق على العمل من أجل أن يكون اتحاد المغرب العربي سبيالا لبناء الوحدة
العربية الشاملة ومنطلق ا نحو اتحاد أوسع يشمل دوالُ أخر عربية وأفريقية.
https://maghrebarabe.org/12اتحاد-المغرب-العربي/اعالن-مراكش
82
اتفقــــوا علـــى مـــا يلــــي -:
المادة األولى
ينشأ بمقتضى هذه المعاهدة اتحاد يسمى اتحاد المغرب العربي .
المادة الثانية
يهدف االتحاد إلى:
تمتين أواصر األخوة التي تربط الدول األعضاء وشعوبها بعضها ببعض .
المادة الرابعة
• يكون لالتحاد مجلس رئاسة يتألف من رؤساء الدول األعضاء وهو أعلى جهاز فيه.
• تكون رئاسة المجلس لمدة ستة أشهر بالتناوب بين رؤساء الدول األعضاء.
المادة الخامسة
يعقد مجلس رئاسة االتحاد دوراته العادية كل ستة أشهر وله أن يعقد دورات استثنائية كلما
دعت الحاجة إلى ذلك .
المادة السادسة
لمجلس الرئاسة وحده سلطة اتخاذ القرار وتصدر ق ارراته بإجماع أعضائه .
المادة السابعة
للوزراء األول للدول األعضاء أو من يقوم مقامهم أن يجتمعوا كلما دعت الضرورة إلى
ذلك.
المادة الثامنة
يكون لالتحاد مجلس لوزراء الخارجية يحضر دورات مجلس الرئاسة وينظر فيما تعرضه
عليه لجنة المتابعة واللجان الوزارية المتخصصة من أعمال.
المادة التاسعة
تعين كل دولة عضوا في مجلس وزرائها أو لجنتها الشعبية العامة يختص بشئون
84
االتحاد ،تتكون منهم لجنة لمتابعة قضايا االتحاد تقدم نتائج أعمالها إلى مجلس وزراء
الخارجية .
المادة العاشرة
يكون لالتحاد لجان وزارية متخصصة ينشئها مجلس الرئاسة ويحدد مهامها .
المادة الحادية عشرة
يكون لالتحاد أمانة عامة تتركب من ممثل عن كل دولة عضو ،وتمارس األمانة العامة
مهامها في الدولة التي تتولى رئاسة دورة مجلس الرؤساء وتحت إشراف رئيس الدورة
الذي تتكفل دولته بتغطية نفقاتها .
المادة الثانية عشرة
• يكون لالتحاد مجلس شورى يتألف من عشرة أعضاء عن كل دولة يقع اختيارهم من قبل
الهيئات النيابية للدول األعضاء أو وفقا للنظم الداخلية لكل دولة.
• يعقد مجلس الشورى دورة عادية كل سنة كما يعقد دورات استثنائية بطلب من مجلس
الرئاسة.
• يبدى مجلس الشورى رأيه فيما يحيله عليه مجلس الرئاسة من مشاريع ق اررات كما له
أن يرفع لمجلس الرئاسة ما يراه من توصيات لتعزيز عمل االتحاد وتحقيق أهدافه.
• يعد مجلس الشورى نظامه الداخلي ويعرضه على مجلس الرئاسة للمصادقة.
حرر بمدينة مراكش يوم الجمعة األبرك عاشر رجب الفرد 1398و.ر 1409هـ
الموافق 17النوار /فبراير 1989م .
• عن الجماهيرية العربية الليبية الشعبية االشتراكية العظمى معمر القذافي
• عن المملكة المغربية الحسن الثاني
• عن الجمهورية التونسية زين العابدين بن علي
• عن الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية الشاذلي بن جديد
• عن الجمهورية اإلسالمية الموريتانية معاوية ولد سيدي الطايع
إعالن عن قيام اتحاد المغرب العربي
إن صاحب الجاللة الحسن الثاني ملك المملكة المغربية ,وفخامة السيد زين العابدين بن
على رئيس الجمهورية التونسية ,وفخامة السيد الشاذلي بن جديد رئيس الجمهورية
الجزائرية الديمقراطية الشعبية ,وقائد ثورة الفاتح العظيم العقيد معمر القذافي ،الجماهيرية
العربية الليبية الشعبية االشتراكية العظمى ,وفخامة العقيد معاوية ولد سيدي أحمد الطايع،
رئيس اللجنة العسكرية للخالص الوطني ،رئيس الدولة للجمهورية اإلسالمية الموريتانية .
87
انطالق ا مما يجمع شعوبنا من وحدة الدين واللغة والتاريخ ووحدة األماني والتطلعات
والمصير.
واستلهاما من أمجاد إسالفنا الذين ساهموا في إشعاع الحضارة العربية اإلسالمية واثراء
نهضة ثقافية وفكرية كان خير سند للكفاح المشترك من أجل الحرية والكرامة .
وتجسيد ا إلرادتنا المشتركة التي عبرنا عنها في قمة زرالدة بالجزائر والتي شكلت انطالقة
جديدة للبحث عن أفضل السبل والوسائل المؤدية إلى بناء صرح المغرب العربي .
ووعي ا منا أن تحقيق أماني شعوبنا وتطلعاتها إلى الوحدة ،يستلزم تظافر الجهود واقامة
تعاون فعال بين دولنا وتكامل مضطرد في مختلف المجاالت .
ونظ ار ألن ما يحدث من تحوالت وما يتم من ترابط وتكامل على الصعيد الدولي ،بصفة
عامة ،وما تواجهه دولنا وشعوبنا من تحديات في الميادين السياسية واالقتصادية والثقافية
واالجتماعية بصفة خاصة ،يتطلب منا المزيد من التآزر والتضامن وتكثيف الجهود من أجل
الوصول إلى الهدف المنشود .
ونظرا لما نلمسه من ملح الحاجة إلى تضافر جهود دولنا في جميع المجاالت ،والى توفير
تنسيق كامل في سياساتنا ومواقفنا واختياراتنا االقتصادية واالجتماعية.
ولكون تجمعنا سيجعل من منطقتنا موطن سالم ومرفأ أمن ،مما سيسكنها من المزيد من
اإلسهام في تقوية أواصر التعاون والسلم الدوليين.
واذ نعلن عن أرادتنا الراسخة في توطيد أسس العدل والكرامة لشعوبنا واحقاق الحقوق
الفردية والجماعية في أوطاننا ،استلهام ا من أصالتنا الحضارية وقيمنا الروحية .
وسي ار على النهج الذي سارت عليه مشاريع الوحدات الجهوية عبر العالم وما تميزت به
من تدرج على خطوات رصينة متأنية ،وما طبع تخطيطها من عقالنية .
واعتبار ألن ما تتوفر عليه بلدان المغرب العربي من إمكانيات بشرية وطبيعية واستراتيجية
تؤهلها لمواجهة هذه التحديات ومواكبة التطورات المرتقبة في العقود المقبلة .
وايمانا منا بأن مغربا عربيا موحدا يشكل مرحلة أساسية في طريق الوحدة العربية.
88
واعتقاد ا منا بأن قيام اتحاد المغرب العربي سيعزز كفاح الشعب العربي الفلسطيني من أجل
التحرير واستعادة كافة حقوقه الوطنية الثابتة.
واقتناعا منا بأن كيانا مغاربيا متطو ار سيمكن دولنا من دعم العمل المشترك مع باقي الدول
األفريقية الشقيقة من أجل تقدم قارتنا األفريقية وازدهارها .
واعتبارا لكون اتحاد المغرب العربي هو اإلطار األمثل لتحقيق إرادة شعوبنا في توثيق الروابط
مع كافة الشعوب الصديقة ودعم المنظمات والتجمعات الدولية التي تنتمي إليها دولنا .
وألن بناء التعاون الدولي ودعم السالم العالمي يفرضان قيام وحدات جهوية يرتكزان عليها
لتمتين صرحهما وتحصينه.
واستجابة لتطلعات شعوبنا وادراكنا لدقة ا لمرحلة الحاضرة ووعيا منا بالمسئولية التاريخية
الملقاء على عاتقنا.
واذ نؤكد تشبثنا بمقوماتنا الروحية وأصالتنا التاريخية ،واالنفتاح على الغير وتعلقنا بمبادئ
الفضيلة الدولية.
نعلن بمعونة اهلل وباسم شعوبنا عن قيام اتحاد المغرب العربي مجموعة متكاملة متضافرة
اإلرادات متعاونة مع مثيالتها الجهوية وكتلة متراصة للمساهمة في إثراء الحوار الدولي
مصممة على مناصرة المبادئ الخيرة ،ومعبئة شعوبها بمالها من إمكانات لتعزيز استقالل
أقطار اتحاد المغرب العربي وصيانة مكتسباتها ،وللعمل مع المجموعة الدولية إلقامة نظام
عالمي تسود فيه العدالة والكرامة والحرية وحقوق اإلنسان ويطبع التعاون الصادق واالحترام
المتبادل عالقاته ,وتحقيق ا لهذه األهداف أبرمنا المعاهدة التي تحدد مبادئ االتحاد وأهدافه
وتضع هياكله وأجهزته.
نشيد اتحاد المغرب العربي
89
واهتفوا يحيى اتحاد المغرب
90
تحليل الوثيقة:
اتحاد المغرب العربي ا م ع ( ،)UMAاتحاد إقليمي تأسس بتاريخ 17فبراير/فيفري 1989م
بمدينة مراكش بالمغرب ،ويتألف من خمس دول تمثل في مجملها الجزء الغربي من العالم
العربي وهي :موريتانيا ،المغرب ،الجزائر ،تونس وليبيا .وذلك من خالل التوقيع على ما ُس ّمي
بمعاهدة إنشاء اتحاد المغرب العربي ،تبلغ مساحة دول هذا االتحاد مجتمعة 6,041,261
مليون كيلومت ار مربعا ،وهي مساحة تفوق مساحة االتحاد األوروبي .يبلغ عدد سكان اتحاد
المغرب العربي حوالي 100مليون نسمة ٪80منهم يعيش في المغرب والجزائر كما أن
البلدان يملكان أقوى اقتصادين في هذا االتحاد ،حيث أن مجموع اقتصاد البلدين يساوي 75٪
من االقتصاد اإلجمالي لدول االتحاد .عاصمة االتحاد هي مدينة الرباط في المغرب .تونس
هي الدولة الوحيدة من بين األعضاء الخمس التي قامت بدسترة االتحاد في دستورها .
اما االشكالية المطروحة في تخليل وثيقة اتخاد المغرب العربي كالتالي :ما مدى فعالية الوثيقة
في توحيد ابعاد االمن لدول المغرب العربي؟
91
األهداف لالتفاقية:
نصت معاهدة إنشاء االتحاد المغاربي على األهداف التالية:
توثيق أواصر األخوة التي تربط األعضاء وشعوبهم بعضهم ببعض. .1
العمل تدريجيا على تحقيق حرية تنقل األشخاص وانتقال الخدمات والسلع ورؤوس .5
االتحاد.
المساهمة في إعداد الخطط التنفيذية لبرنامج عمل االتحاد بالتعاون مع لجنة المتابعة. .2
إعداد البحوث والدراسات وتوفير المعلومات والوثائق ،وابداء الرأي المتخصص مع .3
االضطالع بأعمال السكرتارية لمجلس الرئاسة ومجلس وزراء الخارجية ولجنة المتابعة .5
واللجان الو ازرية المتخصصة بالتعاون مع البلد المضيف وتوثيق هذه األعمال.
حفظ وثائق ومستندات الرئاسة ومجلس وزراء الخارجية ولجنة المتابعة واللجان الو ازرية .6
المتخصصة ومجلس الشورى والهيئة القضائية وكل مستند رسمي لالتحاد بما فيها
وثائق المصادقة على االتفاقيات الجماعية المبرمة في إطار االتحاد.
94
العمل على التنسيق بين األجهزة االتحادية المتخصصة في المجاالت اإلعالمية .7
لتحديد ميادين التعاون تعزي از للعمل العربي المشترك ,والتعاون مع التجمعات المماثلة
األفريقية والتجمعات والمنظمات الدولية األخرى وذلك بالتنسيق مع أجهزة االتحاد.
ربط الصلة بالجمعيات الشعبية والمنظمات غير الحكومية لدعم مسيرة االتحاد. .9
مجلس الشورى
ويمثل مجلس الشورى الجهاز التشريعي لالتحاد ,ويتألف من عشرين عضوا عن كل دولة
عضو في االتحاد يقع اختيارهم من الهيئات النيابية للدول األعضاء أو وفقا للنظم الداخلية
لكل دولة .ويبدي مجلس الشورى رأيه فيما يحيله عليه مجلس الرئاسة من مشاريع وق اررات،
كما له أن يرفع لمجلس الرئاسة ما يراه من توصيات لتعزيز عمل االتحاد وتحقيق أهدافه.
ويتكون المجلس من اللجان الو ازرية المتخصصة
الهيئة القضائية
تعينهما الدولة المعنية لمدة ست سنوات ،ويتم تجديد نصف
تتألف من قاضيين عن كل دولة ّ
الهيئة كل ثالث سنوات ,ورئيس الهيئة ينتخب من بين أعضائها لمدة عام ومقرها نواكشوط.
وهي تختص بالنظر في النزاعات المتعلقة بتفسير وتطبيق المعاهدات واالتفاقيات المبرمة في
إطار االتحاد التي يحيلها إليها مجلس الرئاسة أو إحدى دول األطراف في النزاع ,وتكون
أحكام الهيئة ملزمة ونهائية ,وتقوم كذلك بتقديم اآلراء االستشارية في المسائل القانونية التي
يعرضها عليها مجلس الرئاسة.
95
األكاديمية المغاربية للعلوم
تم تأسيس األكاديمية المغاربية للعلوم في طرابلس إلقامة إطار للتعاون بين مؤسسات البحث
العلمي والتكوين العالي في بلدان االتحاد وبينها وبين المؤسسات المماثلة بالوطن العربي
والبلدان األجنبية ,وتطبيق سياسة بحث علمي وتكنولوجي مركزة على الجوانب التنموية
المشتركة بين أقطار االتحاد باعتبار الوسائل واإلمكانيات المتوافرة ,وتهدف كذلك إلى تمكين
الباحثين في االتحاد من المشاركة في تطوير العلوم واستيعاب التقنية وتوظيفها بطريقة مؤثرة
في األوساط العلمية والتقنية.
جامعة المغرب العربي
تتكون الجامعة من وحدات جامعية مغاربية موزعة على دول اتحاد المغرب العربي حسب
مقتضيات مهمتها واإلمكانيات المتوفرة في كل منها ,ومقرها طرابلس .وتهدف الجامعة المغاربية
إلى تكوين طلبة السلك الثالث والباحثين في المجاالت ذات األولوية التي يقرها مجلس إدارة
الجامعة.
المصرف المغاربي لالستثمار والتجارة الخارجية
تم توقيع اتفاقية إنشاء المصرف المغاربي لالستثمار والتجارة الخارجية بين دول اتحاد المغرب
العربي بتاريخ 1991/3/10م ,ومقره تونس .يهدف المصرف إلى المساهمة في إقامة اقتصاد
مغاربي مترابط ومندمج ،ومن ذلك إعداد وانجاز وتمويل المشاريع ذات المصلحة المشتركة
الفالحية والصناعية وغيرها في البلدان المغاربية ،وكذلك في تشجيع انسياب رؤوس األموال
وتوظيفها في المشاريع ذات الجدوى االقتصادية والمردود المالي ،وتنمية المبادالت التجارية
والمدفوعات الجارية المترتبة عنها.
في السابع من فبراير من عام ،1989و بالضبط في مدينة مراكش المغربية ،وفي القصر
الملكي وقف الرئيس بن علي و العقيد القذافي و الملك الحسن الثاني و العقيد ولد الطايع و
الرئيس بن جديد ،متشابكي األيدي ليردوا على هتاف الجماهير التي احتشدت منذ الصباح
أمام الشرفة الملكية ،و أعلن القادة الخمسة وثيقة انشاء اتحاد المغرب العربي ،و ذكرت
96
الوثيقة األسس التي تم عليها إقامة االتحاد بأنها (وحدة الدين واللغة والتاريخ و وحدة األماني
والتطلعات والمصير ،ونظ ار لما يحدث من تحوالت و ما يتم من ترابط و تكامل على الصعيد
الدولي بصفة عامة ،وما تواجهه دولنا وشعوبنا من تحديات في الميادين السياسية واالقتصادية
و االجتماعية و الثقافية) ،و(نظ ار لما نلمسه من الحاجة الملحة إلى تضافر جهود دولنا) ،كما
حددت أهداف هذا االتحاد بأنها أفضل السبل المؤدية إلى صرح المغرب العربي و السير على
نهج الوحدات الجهوية عبر العالم و ما تتميز به من تدرج على خطوات رصينة و تابثة و ما
طبع تخطيطها من عقالنية ،و بأنها مرحلة أساسية لتحقيق الوحدة العربية ،كذلك أكدت الوثيقة
على احترام سيادة الدول األعضاء في االتحاد و سيادتها القطرية حيث نصت على أن هذا
االتحاد يهدف إلى تعزيز استقالل أقطار االتحاد المغرب العربي وصيانة مكتسباتها.
ومن قراءة الوثيقة نالحظ ثالث سمات رئيسية :
إن االتحاد يقوم على اعتبارات التجاور الجغرافي وما تتبعه من تفاعالت اجتماعية عبر .1
إقليمية أخرى.
.3أنه ينص في أكثر من موضع على احترام استقاللية الدول األعضاء في هذا االتحاد .
لقد ظهرت المالمح األولى لتوحيد شعوب منطقة المغرب العربي طوال عهد االستعمار وتمثلت
باألساس في محاوالت الحركات الوطنية التحررية في هذه الدول ،والتنسيق في ما بينها على
أساس وحدة النظام من اجل االستقالل في إطار مغاربي شامل ،وانتهى هذا التنسيق بتأسيس
مكتب المغرب العربي في فبراير 1947بالقاهرة .
لقد جاءت نشأة االتحاد في نهاية الثمانينات متزامنة مع ظروف دولية وقارية تميزت بالخصوص
في انهيار االتحاد السوفياتي و معه تفككت المنظومة الشيوعية ،مما أثر على بعض األنظمة
العربية و المغاربية بالخصوص التي كانت تسير في فلك االشتراكية و بدأت تميل تدريجيا
نحو المنظومة الرأسمالية و اقتصاد السوق ،كما بدأت الهيمنة األمريكية تفرض نفسها على
97
العالم .وبرزت نوع من القناعة لدى عدد من البلدان العربية و األفريقية ومنها الدول المغاربية،
على أن العصر الجديد سيكون عصر التكتالت مسترشدين آنذاك بما خلفته الجماعة األوروبية
من نقاش حول التمدد ولتشمل و ما صاحب هذا النموذج األوروبي من نجاح ملموس.
لكن و رغم الجذور التاريخية لفكرة الوحدة المغاربية بالمقارنة مع نظيرتها األوروبية ،ظل هذا
المشروع الوحدوي حبيس الق اررات و التوصيات المتراكمة و المؤسسات و الهياكل المجمدة ،و
كذلك رهين التجاذبات و التباينات السياسية بين النخب الحاكمة .و لم تستطع دول المغرب
العربي اإلستفادة من مقومات الوحدة التاريخية و الجغرافية و الثقافية المشتركة ،هذا يدفعنا إلى
التساؤل عن النواقص و المناقص التي شابت معاهدة إتحاد المغرب العربي و التي حالت دون
تحقيق اإلندماج المنشود ،و لإلجابة عن هذا التساؤل إخترنا تصميم هذا الموضوع وفق الشكل
التالي:
هناك من المختصين من رأى أن اتحاد المغرب العربي جاء أساسا كرد فعل على قيام الجمهورية
العربية المتحدة المتحدة ،ألنه جاء بعد شهر واحد على قيامها و كانت البداية في طنجة
،1958وبالتالي فهذا المشروع افتقر إلى دراسات علمية حقيقية حول جدوى اتحاد المغرب
العربي يستند إليها صاحب القرار السياسي ،و غلب التسرع و الحماس على التريث و التحضير
الجيد ل هذا التكتل اإلقليمي و ذلك عكس ما يالحظ على مسار تشكل االتحاد األوروبي وغيره
،الذي مر بعدة محطات تحضيرية قبل أن يصل إلى اإلندماج الكلي.
أيضا االتفاقيات الثنائية المنفردة شكلت عائقا سياسيا كبي ار في وجه مشروع الوحدة المغاربية،
في 12يناير 1974تم اعالن الجمهورية العربية اإلسالمية في ما عرف ببيان جربة ،الذي
تراجع عنه بورقيبة بعد يومين نتيجة الضغط الجزائري ،ثم إتفاق حاسي مسعود بالجزائر في
ديسمبر 1975بين الجزائر و ليبيا كخطوة نحو الوحدة ،بعد هذا االتفاق جاءت معاهدة اإلخاء
و الوفاق في مارس 1983بين الجزائر و تونس انضمت إليها موريتانيا في ديسمبر من نفس
السنة كخطوة نحو الوحدة أيضا ،ردا على هذا االتحاد تم توقيع بيان وجدة في غشت 1984
كخطوة إلنشاء االتحاد العربي اإلفريقي بين المغرب وليبيا الذي أقدم الملك الحسن الثاني على
98
فسخه من طرف واحد بعد عامين وقام بتمزيقه في مشهد درامي على شاشات التلفزيون ،رغم
أنها أقرت من المؤسسات الدستورية في البلدين ،ومن المفارقة أنه في الشهر الذي أنشأ فيه
االتحاد كانت العالقات بين تونس و ليبيا مقطوعة من 1985إلى 1988وظلت العالقات
المغربية الجزائرية دائما اقرب إلى القطيعة و الجفاء.
كما أن األحداث و األزمات السياسية الداخلية لدول االتحاد حالت دون تفعيل مؤسساته ،كشبه
الحرب األهلية بالجزائر و تداعيات أزمة لوكيربي على ليبيا ،لكن العامل الكبير هو مشكل
الصحراء المغربية بحيث طلب المغرب تجميد مؤسسات اتحاد المغرب العربي سنة ...وذلك
أثناء رئاسة الجزائر له ،أضف إلى ذلك انحياز ليبيا إلى تجمع الساحل والصحراء نتيجة
إحباطها من موقف دول المغرب العربي إزاء أزمة لوكيربي ،وبالتالي فإن المغرب العربي
يصعب بنائه في ضل تجزئة أطرافه وتفكك وحداته ألن جوهر قوته في وحدة أوطانه.
نتيجة هذه الشخصنة العالقاتية بين دول االتحاد و العوائق السياسية ،هناك من المختصصين
من يرى أن حركات التحرر الوطنية المغاربية كانت تحمل وعيا سياسيا يفوق بكثير من حيث
الرؤية اإلستراتيجية وعي النخب المغاربية الحاكمة.
و إضافة إلى ذلك نشير إلى إنعدام الديمقراطية داخل دول االتحاد ،فنجد أن الشعوب مستبعدة
بشكل شبه كلي عن سلطة القرار و أن هناك فصال كبي ار بين نمط تفكير الدول و حاجيات
المجتمعات المغاربية و هذه السمة مشتركة في جميع دول االتحاد ،حتى تلك التي تدعي
التعددية الحزبية رغم أن هناك في اآلفاق بوادر لتغير الوضع ،من خالل موجة الربيع
الديمقراطي الذي تعرفه دول المنطقة ،فكل ما سبق حرم شعوب المغرب العربي من حق لعب
أي دور فعلي في تجربة االتحاد.
هناك أيضا هاجس الخوف على الكيانات نتيجة اختالف طبيعة األنظمة السياسية الحاكمة،
فكل دولة تخاف على كيانها وشخصيتها وطبيعة الحكم فيها .اإلرث السلبي لدول االتحاد
األوروبي على الدول المغاربية ،فكانت دول المغرب العربي ضحايا النظام األوروبي ،عندما
99
أرادت التحكم في العالقات الدولية لدول االتحاد المغاربي ،وأكبر مثال على ذلك قضية
الصحراء .
أيضا النزعة المتوسطية ،تمثلت في القناعة بضرورة االرتباط بالجانب األوروبي اقتصاديا
وثقافيا و تكاد تكون تطلعات يأمل في تحقيقها الساسة وغير الساسة ،والحسن الثاني في كتابه
التحدي أشار إلى المغرب العربي بوصفه " الشجرة التي توجد جذورها في إفريقيا وأغصانها
في أوروبا" ،واألوروبيون يدعون ألن يكون المتوسط للمتوسطيين في دعوة صريحة لحماية
مصالح أوروبا بالضفة الجنوبية للمتوسط ،وهناك عوامل أخرى نفسية متجذرة في الدول
األوروبية تحول دون دعم هذه الدول للتعاون بين دول االتحاد المغاربي وبالخصوص اسبانيا.
الفقرة الثانية :على المستوى االقتصادي إن نجاح أي اتحاد إندماجي مرهون بتحقيق تكامل
اقتصادي بين أقطاره ،لكن اتحاد المغرب العربي يعرف غياب هذا التكامل وذلك رغم التنصيص
على انشاء سوق مغاربية مشتركة ،و هذا ناتج عن غياب شبه كلي لسياسة واستراتيجية
مشتركة ،يمكن من خاللها تسخير اإلمكانيات المتاحة لدى بلدان االتحاد ،وغياب جهاز
إقتصادي متخصص ضمن األجهزة المكونة لهيكل االتحاد ،ومثال ذلك ما هو موجود في
االتحاد األوروبي حيث نجد البنك المركزي األوروبي يدير الشؤون المالية واإلقتصادية لالتحاد.
فالمعاهدة المنشئة لالتحاد المغاربي تتميز بطغيان الطابع السياسي في مقابل تهميش الدور
االقتصادي رغم أن التجارب أتبتث أن العامل االقتصادي يبقى حجر الزاوية في نجاح أي
تجربة إندماجية.
أيضا نزوع االقتصاديات المغاربية نحو الخارج أدى إلى ضعف تكاملها داخليا وجهويا ،األمر
الذي جعلها بنيويا غير قادرة على خلق نظام اقتصادي مشترك ،زاد األمر تعقيدا اختالف
األنماط األنتاجية في البلدان المغاربية ،فهناك الزراعة والسياحة في تونس والمغرب ،والنفط
والغاز في ليبيا والجزائر وهناك أيضا التفاوت الكبير في مستويات الدخول الفردية ،أعالها في
ليبيا ب 2866دوالر و أدناها في موريتانيا ب 430دوالر .
هذا الخلل البنيوي في االقتصاديات المغاربية عززه السلوك األناني والوطني الضيق ،الذي
100
تمثل في سعي كل دول االتحاد للحصول على مزيد من المساعدات األجنبية و األوروبية
أساسا ،مما عزز من التبعية االقتصادية لهذه الدول ،دون إغفال أن المغرب و تونس تبنتا
اإلنفتاح االقتصادي ،في حين أن الجزائر و ليبيا تبنتا اقتصادا موجها ،هذا شكل عائقا كبي ار
أمام التكامل االقتصادي لالتحاد المغرب العربي ،رغم أن التجارب العالمية و آراء المختصين،
أتبثت كون العامل االقتصادي يظل األساس الضروري لنجاح أي تجربة إندماج بين الدول في
إطار اتحادات ،وأحسن مثال هو االتحاد األوروبي الذي بني على أسس اقتصادية.
-المناقص اإلجتماعية واألمنية
-على المستوى االجتماعي
أول هذه المناقص هو التفاوت من حيث عدد السكان ،و محاوالت التفرقة العرقية بين أبناء
الوطن الواحد و هناك محاوالت فرنسية حثيثة في هذا الشأن ،يتجلى هذا األمر في موقف
بعض الدول الغربية الداعمة لبعض التيارات األمازيغية المتشددة في كل من المغرب و الجزائر،
هذا الدعم يأخذ في بعض األحيان أبعادا سياسية و إعالمية و مادية ،و هذه المحاوالت قديمة
فكان الباحثين الفرنسيين و من ارتبط بهم خالل المرحلة االستعمارية الفرنسية من حاول إرجاع
سكان شمال إفريقيا القدامى ،أي األمازيغ أو البربر إلى أصول أوروبية من اجل ربط المنطقة
بفرنسا ،أو بغرض إحداث شرخ في صفوف الوحدة الوطنية.
الفقرة الثانية :على المستوى األمني الهواجس األمنية سيطرت على دول اتحاد المغرب العربي
و على سلوكيات األمنيين ،و قد الحظنا ذلك في سياق األحداث التي عرفها المغرب في غشت
، 1994و التي تمثلت في مهاجمة فندق أطلس أسني بمراكش وهي األحداث التي حمل
المغرب مسؤوليتها للمخابرات الجزائرية ،و قرر على اثر ذلك فرض التأشيرة على دخول
الجزائريين إلى التراب المغربي ،مما ترتب عنه قرار جزائري بإغالق الحدود في مواجهة
المغاربة.
-نواقص معاهدة المغرب العربي
-نواقص على المستوى القانوني و على مستوى األهداف الفقرة األولى:
101
على المستوى القانوني تسمح القراءة المتأنية بتحديد الطبيعة القانونية التحاد المغرب العربي،
هل يتعلق األمر بمشروع فيدرالي؟ ال يظهر بتاتا أن المقاربة التي تم اختيارها مقاربة إندماجية
و الحاجز الذي تصطدم به أمام الصالحيات الدولية للدول األعضاء يكمن في ضرورة عدم
تعارض اإلتفاقيات الدولية التي توقعها الدول األعضاء مع أحكام معاهدة مراكش ،من جهة
أخرى ال يمكن اعتبار االتحاد ذو مالمح كنفدرالية ،بل قانونيا نجد فيه في نفس الوقت مالمح
االت حاد و المؤتمر ،إال أن األمر يتعلق بأكثر من تحالف نظ ار لكون االتحاد يتوفر على جهاز
تنفيذي و يعمل باسم المجموعة ،ثم أن االتحاد ال يفوض و ال يخول أية صالحية ألجهزته،
إنه ال يشكل مرحلة في إطار صيرورة اإلدماج ،أو خطوة تقربه من شكل الكونفدرالية.
بل أن تحليال قان ونيا لنص المعاهدة ،و للقليل المتوفر من الممارسة يدفع إلى تحديد االتحاد
كمنظمة اقليمية فرعية ،و كلمة االتحاد نفسها تظهر كحل توفيقي بين دعاة الوحدة الشاملة
اآلنية و دعاة اإلطار الوظيفي للتعاون المؤسساتي ،هكذا يظهر االتحاد في قاعدته كبنية ما
بين دولتية و كأن األمر يتعلق بتجميع لدول مستقلة و ذات سيادة كاملة ،هذا الطابع ما بين
الدولتية واضح في االتحاد نظ ار ألنه يرتكز على اتفاقية متعادلة األطراف و مفتوحة في وجه
دول عربية و افريقية أخرى .
إن الطبيعة القانونية المتخلفة لمعاهدة المغرب العربي هي نتيجة للريبة بين أعضائها و العقدة
التي جعلتها تتوخى الحذر في المعاهدة مما حال دون رقيها إلى مستوى مشروع تكاملي إقليمي،
و من أهم هذه النواقص القانونية هو نص المعاهدة في مادتها 6التي تنص على األخد بقاعدة
اإلجماع كشرط لصدور ق اررات االتحاد ،هذه القاعدة أصبحت متجاوزة عالميا لصعوبة التطبيق
العملي لها ،و بالتالي فإن القاعدة حدت من سلوكات االتحاد ،حتى أن المعاهدة تشترط في
رد العدوان الواقع على إحدى دول االتحاد صدور اإلجماع ،لدرجة أنه إذا امتنع عضو عن
الحضور فعليه تفويض عضو من الجماعة التي ينتمي إليها في المجلس للقيام مقامه في
تكريس واضح لقاعدة اإلجماع في اتخاد الق اررات.
102
هذا مع علم دول اتحاد المغرب العربي المسبق بحكم عضويتها في الجامعة العربية أن قاعدة
اإلجماع عطلت الجامعة وحولتها جسدا بدون روح ،ومما زاد المعاهدة نقصا هو اشتراطها في
المادة 18موافقة كافة األعضاء على أي اقتراح لتعديل أحكام المعاهدة ،ولم يؤخذ اقتراح
الجزائر استبدال قاعدة اإلجماع بمبدأ األغلبية على محمل الجد حيث ضل هذا االقتراح حبيس
رفوف اللجنة الفنية.
واجماال عند القراءة األولية لنص المعاهدة ،نكتشف أن هناك نوعا من االقتضاب حيث أنها
ال تقدم تفصيالت و توضيحات مقنعة حول طبيعة عمل أجهزة االتحاد و القواعد التي تسير
عليها من حيث االجتماعات الدورية و اإلستثنائية ،كذلك في ما يخص آليات عمل االتحاد،
وهكذا وبمقارنة بسيطة مع معاهدة روما المؤسسة للجماعة األوروبية نالحظ أن هناك اختالفا
شاسعا بينهما ،فمعاهدة روما تكونت من 248فصال مبوبة إلى 16بابا ،و 10أقسام موزعة
على 17فصال ،مضافا إليها 4مالحق و 13برتوكوال و 9تصريحات ،كل هذا في 334
صفحة شملت كل صغيرة و كبيرة تهم أجهزة الجماعة األوروبية ،في حين أن معاهدة المغرب
تكونت من 19مادة تم فيها اإلعالن عن وضع األهداف وتصنيف عناصر السياسة المشتركة
في الميدان الدولي وميادين الدفاع واالقتصاد والثقافة ،كما تم وضع األجهزة المشتركة المكونة
من مجلس الرئاسة ومجلس رؤساء الحكومات ومجلس وزراء الخارجية ولجنة المتابعة واللجان
الو ازرية المتخصصة ،ثم األجهزة االتحادية المتفرغة أو شبه المتفرغة ،وهي األمانة العامة
ومجلس الشورى والهيئة القضائية ،كما تم الحديث المعاهدة عن التضامن ضد العدوان واألمن
الداخلي ،كما تم الحديث عن عقد اتفاقيات مع أطراف أخرى ويمكن القول أن هذا االقتضاب
في عدد المواد ،هو نتيجة إلنعدام حسن النية بين األعضاء ،لقد كان مقصودا تجنب األجهزة
المعقدة و تركها مرنة و االتكال على الممارسة و خاصة إرادة السلطات الحاكمة.
103
-على مستوى األهداف:
إن الباحث في نص المعاهدة يكتشف أن لغتها و مصطلحاتها يغلب عليها طابع التعميم،
وهناك غياب أو قلة الدقة و الضبط في المصطلحات وليس في المعاهدة أي تخصيص ألجل
محدد ووسائل معينة لتحقيق أهداف مسطرة ،و مثال على ذلك المادة 2المتعلقة باألهداف،
اذ تم االقتصار على التنصيص على تحقيق التقدم ورفاهية مجتمعاتها والدفاع عن حقوقها...
فالمعاهدة عموما لم تتعرض للجوانب التطبيقية في ما يجب لها من مراحل زمنية ووسائل
إنجاز تلك األهداف ،لم تضع في حسبانها مرحلة اإلنتقال والتدرج من األوضاع القائمة إلى
األوضاع الجديدة المتوخاة من االتحاد.
تميزت معاهدة مراكش بعمومية أهدافها إذ مثال لم تشر في نصوص موادها الثانية والثالثة
المتعلقة بأهداف االتحاد إلى وحدة جمركية واقتصادية ،إنما اقتصر نص المعاهدة على عبارات
عامة حول التعاون االقتصادي والسياسي المشترك ،فالمعاهدة تميزت بالطغيان في السيادة و
التواضع في األهداف كما طغى العامل السياسي على االقتصادي.
لدرجة أن المعاهدة لم تحدد حتى مفهوم المغرب العربي وال حدوده الجغرافية ،حتى أن صفة
العربية لم تعتبر ميزة خاصة أو معيار قبول أو رفض عضوية دول أخرى ،فتنص المادة 7
من المعاهدة على أن" الدول األخرى المنتمية لألمة العربية والى المجموعة اإلفريقية يمكنها
أن تنضم لهذه المعاهدة إذا قبلت الدول األعضاء.
-نالحظ أن هيكل االتحاد يضم ثالث سلطات متميزة:
سلطة تنفيذية يمثلها مجلس الرئاسة ومجالس الرؤساء متعددة األغراض.
و سلطة تشريعية يمثلها مجلس الشورى ،هذا األخير ال يشكل في الحقيقة برلمانا بقدر ما هو
هيئة استشارية فقط ،و عليه يبقى هذا الجهاز ناقصا و عاج از عن وضع قوانين و دراستها لما
يخدم مصلحة شعوب االتحاد ،و يعاب على هذا المجلس أيضا أن أعضائه ليسوا منتخبين بل
يتم تعيينهم من طرف الحكومات.
104
السلطة القضائية تختص فقط بالنظر في المنازعات الناشئة عن االتفاقيات المبرمة في إطار
المعاهدة المنشئة لالتحاد إذ ال يحق لألفراد التقاضي أمامها ،مما يغيب البعد الشعبي للهيئة
و يجعلها ناقصة االختصاص في حماية حقوق األفراد و الشعوب ،و هذا عكس ما نالحظه
مثال بالنسب لمحكمة العدل األوروبية التي يحق لألفراد التقاضي أمامها.
األمانة العامة و هي جهاز يتفرغ إلدارة شؤون اإلتحاد اليومية و اإلشارف عليها (المادة 17
،)....و لقد حدث خالف بين أعضاء االتحاد حول مقر األمانة العامة ،ولعل السبب في ذلك
يعود بالخصوص إلى أزمة الثقة بين األعضاء و الناتجة عن غياب حسن النية و الخشية من
إمكانية تأثير دولة المقر على هذا الجهاز ،إن عدم منح األمانة العامة سلطات حقيقية و
استقالال عن أعضاء االتحاد في حدود قانونية معينة يفقده الصفة التمثيلية و حرم االتحاد من
شخصية قانونية خاصة به في مواجهة كل الدول األعضاء و كذلك العالم الخارجي ،و كمثال
على ذلك نشير إلى المفوضية األوروبية التي تقوم بضمان احترام قوانين الجماعة األوروبية و
التخطيط للسياسات العامة لالتحاد األوروبي ،و أيضا طرح المبادرات أمام المجلس األوروبي
و مجلس الوزراء و أيضا تضطلع بتنفيذ مختلف الق اررات الصادرة عن مؤسسات االتحاد وكل
هذا يغيب عن األمانة العامة في اتحاد المغرب العربي.
غياب أجهزة مشتركة ذات سلطة تقريرية مستقلة يمكنها أن تسهر على المصالح الخاصة
باالتحاد في النص األولي للمعاهدة ،يعكس عدم االستعداد لدى األعضاء المغاربيين الخمسة
للتنازل عن سيادتهم فالمصالح المغاربية تأتي بعد المصالح الوطنية التي يدافع عنها المجلس
السياسي و هي الهيئة الوحيدة المؤهلة التي يتخذ من خاللها رؤساء الدول ق ارراتهم ،وهو ما
اعتبره بعض المحللين على أنه نقل لظاهرة المنفرد بالسلطة من سياق داخلي إلى سياق دولي
،وقد خلقت هذه القراءة عدة إنتقادات اتجاه المنظمة التي اعتبرت كناد منغلق لرؤساء الدول،
يجتمع كل 6أشهر ( المادة )5لمواجهة التهديدات المشتركة التي تمثلها الحركات اإلسالمية.
كذلك فإن هذه األجهزة تظل تابعة بالكامل لزعماء الدول الخمس ،و ال تتمتع بأي مبادرة من
حيث إتخاذ الق اررات وال من حيث التنفيذ ،و تعتمد بالكامل على استمرار التفاهم على مستوى
105
الرؤساء إللتزامهم بالتنفيذ ،كذلك تفتقر األجهزة ألي سلطة مستقلة عن الدول األعضاء فهي
ال تتمتع فقط بسلطات فوق ا لدول بل حتى ال تتمتع بسلطة مستقلة بين الدول ،كذلك يفتقر
الجهاز آلليات التنفيذ من تم فأن عملية تنفيذ أي مقترحات أو ق اررات تبقى رهينة إرادة الدول
األعضاء.
أيضا هناك غياب سلطة عليا تلزم كل األعضاء على االمتثال لبنود المعاهدة ،و في غياب
سلطة فوق وطنية فالعالقة بين هذه الدول األعضاء تبقى رهينة إلرادات الطبقات الحاكمة،
وأيضا في كثير من األحيان إلرادات خارجية.
على مستوى التوصيات:
التوصيات في اتحاد المغرب العربي هي تعبير عن وجهة نظر في مسألة معينة أو نصيحتها
بخصوص موضوع معين ،دون أن تتضمن هذه الدعوة معنى اإللزام و ال ترتب مسؤولية على
دول االتحاد إنها فقط تتمتع بقيمة أدبية ،وترفع هذه التوصيات لمجلس الرئاسة من طرف
مجلس الشورى الذي يميز بين هذه التوصيات ما يراها تحقق أهداف و تعزز عمل االتحاد ،
وغالبا ما يتم رفع هذه التوصيات في صورة بيانات سياسية بهدف تنبيه مجلس الرئاسة ،و في
بعض األحيان على شكل آراء و بالتالي فهي ذات طابع استشاري بحث.
ثم أن الهيئة القضائية التي هي بمثابة المستشار القانوني يلجأ إليها مجلس الرئاسة اختيا ار
فقط ،و ليس من حق األجهزة األخرى التي هي أيضا في حاجة إلى توضيحات قانونية
استشارية ،و بالتالي ترك االستشارة مقصورة على مجلس الرئاسة ،في مقابل ذلك نرى أن
المادة 96من ميثاق األمم المتحدة نصت على أن يحق لمحكمة العدل الدولية أن تصدر رأيا
استشاريا في أية مسألة قد تعرضها عليها الجمعية العامة أو مجلس األمن أو لسائر فروع
الهيئة أو وكاالتها المختصة.
كما أن المعاهدة تميزت بتعقد مسطرة إتخاذ القرار من مجلس الرئاسة ،حيث تنص المادة -12
3على أن المشاريع المعدة من طرف اللجان الو ازرية المتخصصة يجب أن تعرض أوال على
106
مجلس الشورى إلبداء الرأي فيها ثم بعد ذلك تنتظر هذه المشاريع اجتماع مجلس الرئاسة في
دورته العادية إلقرارها.
على مستوى إصدار الق اررات تنص معاهدة انشاء المغرب العربي على ضرورة أن تعرض
االتفاقيات على الدول األعضاء أوال إلقرارها و هذه السلطة هي فقط موكولة ألعلى جهاز وهو
مجلس الرئاسة ،ألنه صاحب االختصاص العام ،كما أن هذا المجلس هو الذي يحتكر سلطة
التصديق على النظام األساسي لمجلس الشورى المغاربي و التصديق على ميزانية هذا األخير.
كما أن إصدار الق اررات التنفيذية في مجال المنازعات السياسية الدولية هو محظور على
االتحاد فالدول أصرت على االحتفاظ بسيادتها الكاملة في هذا المجال ،وبالتالي فليس لالتحاد
المغاربي اختصاص سياسي ،يتمتع فيه بإصدار ق اررات تنفيذية ملزمة.
وعلى المستوى الداخلي فإنه ال يسمح بتطبيق الق اررات الصادرة عن االتحاد على المستوى
الوطني إال إذا صدرت في شكل تشريعات داخلية ،وذلك حرصا من الدول األعضاء على
سيادتها و بالتالي فإن هذا القيد حد من سلطات االتحاد و أضعف من فعاليته.
كذلك فإن معاهدة اتحاد المغربي أقرت ضمنا على أن هناك قد ار من السلطات ال يحق لالتحاد
التدخل فيه و هو الشأن الداخلي للدول األعضاء ،عكس منظمة األمم المتحدة و االتحاد
األوروبي اللذان لهما االختصاص التدخل في المسائل المتعلقة بإنتهاك حقوق اإلنسان .
خاتمة:
ف ي حوار مع لويس مارتينيز ،الباحث بمركز الدراسات و البحوث في باريس و االختصاصي
في الشؤون الجزائرية و الليبية ،عندما سئل عن وجهة نظره في المغرب العربي ي أفق 2030
قال" إن السيناريو األكثر تحققا و تفاؤال لوضعية المغرب العربي سيكون كاالتي :نجاح اإلنتقال
الديمق ارطي و اإلنتخابات ستكون سليمة و قانونية و ذات مصداقية ،و السلطة ستصبح شرعية
و اإلندماج سيعرف تقدما" في حوار أجراه الرئيس الجديد لتونس الدكتور المنصف المرزوقي
بتاريخ 20يناير ، 2012اعتبر أن السنة الحالية ستكون سنة المغرب العربي الكبير وأنه ال
مستقبل للمنطقة دون الوحدة ،وقال إن من شأن ذلك أن يساهم في حل قضية الصحراء التي
107
اتفق الجميع اليوم على تركها جانبا ورفض أن تكون عقبة أمام االتحاد .وأضاف أنه دائما كان
يقول إن مستقبل تونس ليس في تونس وانما في الفضاء المغاربي وأعتقد الشيء نفسه لباقي
األقطار ،مستقبلنا في هذا الفضاء المغاربي الذي سيكون إن شاء اهلل الحجرة األولى للفضاء
العربي "اتحاد الشعوب العربية المستقلة" الذي أؤمن به وأحلم به ،لكن في الوقت الحاضر
عندنا إمكانية إلحياء هذا المارد المغاربي النائم بسرعة.
و أكد على وجوب تكريس حق التنقل بالهوية دون جواز سفر ،وحق االستقرار في كل بلد
مغاربي ،وحق العمل وحق االستثمار ،بانتظار أن نبدأ التفكير في السنوات الخمس المقبلة في
آليات البرلمان المغاربي بصالحيات حقيقية.
ويجب أن تكون عندنا رئاسة دورية ومشتركة للفضاء المغاربي طيلة السنوات الخمس فالقضية
األساسية التي كانت تمنع االتحاد المغاربي ،والتي أماتت أو قتلت االتحاد القديم هي قضية
الصحراء واآلن بدأت األفكار عند األخوة الجزائريين واألخوة المغاربة تتجه نحو ترك الموضوع
لألمم المتحدة.
و في إطار المغرب العربي الكبير ،يمكن أن نجد هذا الحل ،يعني لو بدأت آليات الماكينة
االقتصادية تدور ،لو حققنا هذه الحريات الخمس ،فستتغير العقليات ورؤية األمور ،وشيئا
فشيئا سننضج إلى أن نصل إلى حلول ترضي الطرفين .
و في زيارته للمغرب شدد المرزوقي ،على أنه آن األوان " لضخ الحياة في الجسد المغاربي
الميت" ،مضيفا أن الشعوب المغاربية دفعت ما يكفي "كلفة الالمغرب" على جميع األصعدة،
حيث تم إهدار ما يعادل 2في المائة من الدخل القومي الخام جراء تعطل عجلة االندماج
البيني ،وتجرعت الشعوب سنوات طويلة من التخلف والعجز والفقر ان النخب الحاكمة في
دول المغرب تلعب الدور األكبر في إعاقة مشروع الوحدة ،فهي غير قادرة على حل المشاكل
االقتصادية المختلفة أو وضع حد للخالفات السياسية بل على العكس تعمل على تعميقها
وتعزيزها ،وهذا ما أدى باالتحاد إلى الوصول إلى ما وصل إليه من ترهل وعطب وانكسار .
إن اتحاد المغرب العربي في الوقت الحاضر هو عبارة عن جسد بال روح ويعود ذلك إلى أن
108
حالة التوافق للوصول لألهداف المتوخاة لم تأخذ باالعتبار ،ذلك أن ما حدث أن كل دولة
تتشبث وتتمسك بقناعاتها وتوجهاتها وتتقوقع على نفسها ،وكل دولة غلب عليها طابع األنانية
،وبذلك كثرت الشعارت على حساب التوصيات العملية .وهذا جعل دول االتحاد تتصف
بالضعف في مواجهة التحالفات والتكتالت في العالم .ورغم كل ذلك يبقى األمل في أن تقوم
العوامل المشتركة على مواجهة التحديات ،وان تكون اآلمال التي عقدت على االتحاد في
محلها بدل خيبة األمل التي يشعر بها شعوب االتحاد نتيجة النعدام التبادل البيني.
إن العقبة كانت الدكتاتوريات لكن الدكتاتوريات ال تتحد بل تتخاصم ،وأوروبا لم تحقق وحدتها
إال بعد انهيار الدكتاتوريات ،وفي المغرب والجزائر هناك إسراع في اإلصالح وباالنتباه لمطالب
الشعب ،وكلنا نعلم أن إحياء االتحاد المغاربي يضيف %2للناتج القومي لكل بلد.
أن العديد من التجارب االندماجية الوازنة؛ تبرز أن إحداث تنظيمات إقليمية مبنية على أسس
ديمقراطية قوية؛ يسهم من جانبه في تطوير وتقوية المسار الديمقراطي ألعضائها .معتب ار أن
استمرار األوضاع راكدة وجامدة على حالها؛ سيكلف شعوب المنطقة هدر مزيد من الفرص
والطاقات المتاحة لولوج عالم متحول ومتسارع ال يؤمن إال بالتكتالت؛ وبخاصة في ظل الحراك
المجتمعي الراهن الذي يفرض ق اررات حاسمة تنحو إلى التغيير الذي تطمح إليه الشعوب .
109
المحاضرة السابعة:
تحليل وثيقة بيان اول نوفمبر :1954
محتوى الوثيقة:
الرحيم
الرحمن ّ
بسم اهلل ّ
نداء إلى الشعب الجزائري
هذا هو نص أول نداء وجهته الكتابة العامة لجبهة التحرير الوطني
13
إلى الشعب الجزائري في أول نوفمبر 1954
https://ar.wikisource.org/wiki/13بيان_أول_نوفمبر
110
لتسوية بعض المشاكل الثانوية التي من بينها قضيتنا التي تجد سندها الديبلوماسي وخاصة
من طرف إخواننا العرب و المسلمين.
إن أحداث المغرب و تونس لها داللتها في هذا الصدد ،فهي تمثل بعمق مراحل الكفاح
التحرري في شمال إفريقيا .ومما يالحظ في هذا الميدان أننا منذ مدة طويلة أول الداعين
إلى الوحدة في العمل .هذه الوحدة التي لم يتح لها مع األسف التحقيق أبدا بين األقطار
الثالثة.
إن كل واحد منها اندفع ال يوم في هذا السبيل ،أما نحن الذين بقينا في مؤخرة الركب فإننا
نتعرض إلى مصير من تجاوزته األحداث ،و هكذا فإن حركتنا الوطنية قد وجدت نفسها
محطمة ،نتيجة لسنوات طويلة من الجمود و الروتين ،توجيهها سيئ ،محرومة من سند
الرأي العام الضروري ،قد تجاوزتها األحداث ،األمر الذي جعل االستعمار يطير فرحا ظنا منه
أنه قد أحرز أضخم انتصاراته في كفاحه ضد الطليعة الجزائرية.
إن المرحلة خطيرة.
أمام هذه الوضعية التي يخشى أن يصبح عالجها مستحيال ،رأت مجموعة من الشباب
المسؤولين المناضلين الواعين التي جمعت حولها أغلب العناصر التي ال ت ازل سليمة
ومصممة ،أن الوقت قد حان إلخراج الحركة الوطنية من المأزق الذي أوقعها فيه صراع
األشخاص و التأثيرات لدفعها إلى المعركة الحقيقية الثورية إلى جانب إخواننا المغاربة
والتونسيين.
وبهذا الصدد ،فإننا نوضح بأننا مستقلون عن الطرفين اللذين يتنازعان السلطة ،إن حركتنا
قد وضعت المصلحة الوطنية فوق كل االعتبارات التافهة والمغلوطة لقضية األشخاص
والسمعة ،ولذلك فهي موجهة فقط ضد االستعمار الذي هو العدو الوحيد األعمى ،الذي
رفض أمام وسائل الكفاح السلمية أن يمنح أدنى حرية.
و نظن أن هذه أسباب كافية لجعل حركتنا التجديدية تظهر تحت اسم :جبهة التحرير الوطني.
111
و هكذا نستخلص من جميع التنازالت المحتملة ،ونتيح الفرصة لجميع المواطنين الجزائريين
من جميع الطبقات االجتماعية ،وجميع األحزاب و الحركات الجزائرية أن تنضم إلى الكفاح
التحرري دون أدنى اعتبار آخر.
ولكي نبين بوضوح هدفنا فإننا نسطر فيما يلي الخطوط العريضة لبرنامجنا السياسي.
الهدف :االستقالل الوطني بواسطة:
1ـ إقامة الدولة الجزائرية الديمقراطية االجتماعية ذات السيادة ضمن إطار المبادئ
اإلسالمية.
2ـ احترام جميع الحريات األساسية دون تمييز عرقي أو ديني.
األهداف الداخلية 1 :ـ التطهير السياسي بإعادة الحركة الوطنية إلى نهجها الحقيقي والقضاء
على جميع مخلفات الفساد وروح اإلصالح التي كانت عامال هاما في تخلفنا الحالي.
2ـ تجميع و تنظيم جميع الطاقات السليمة لدى الشعب الجزائري لتصفية النظام االستعماري.
األهداف الخارجية 1 :ـ تدويل القضية الجزائرية
2ـ تحقيق وحدة شمال إفريقيا في داخل إطارها الطبيعي العربي واإلسالمي.
3ـ في إطار ميثاق األمم المتحدة نؤكد عطفنا الفعال تجاه جميع األمم التي تساند قضيتنا
التحريرية.
وسائل الكفاح:
انسجاما مع المبادئ الثورية ،واعتبا ار لألوضاع الداخلية و الخارجية ،فإننا سنواصل الكفاح
بجميع الوسائل حتى تحقيق هدفنا .
إن جبهة التحرير الوطني ،لكي تحقق هدفها يجب عليها أن تنجز مهمتين أساسيتين في
وقت واحد وهما :العمل الداخلي سواء في الميدان السياسي أو في ميدان العمل المحض،
والعمل في الخارج لجعل القضية الجزائرية حقيقة واقعة في العالم كله ،وذلك بمساندة كل
حلفائنا الطبيعيين .
112
إن هذه مهمة شاقة ثقيلة العبء ،وتتطلب كل القوى وتعبئة كل الموارد الوطنية ،وحقيقة إن
الكفاح سيكون طويال ولكن النصر محقق.
وفي األخير ،وتحاشيا للتأويالت الخاطئة و للتدليل على رغبتنا الحقيقة في السلم ،وتحديدا
للخسائر البشرية و إراقة الدماء ،فقد أعددنا للسلطات الفرنسية وثيقة مشرفة للمناقشة ،إذا
كانت هذه السلطات تحدوها النية الطيبة ،و تعترف نهائيا للشعوب التي تستعمرها بحقها في
تقرير مصيرها بنفسها.
- 1االعتراف بالجنسية الجزائرية بطريقة علنية ورسمية ،ملغية بذلك كل األقاويل والق اررات
و القوانين التي تجعل من الجزائر أرضا فرنسية رغم التاريخ و الجغرافيا واللغة والدين
والعادات للشعب الجزائري.
- 2فتح مفاوضات مع الممثلين المفوضين من طرف الشعب الجزائري على أسس االعتراف
بالسيادة الجزائرية وحدة ال تتجزأ.
- 3خلق جو من الثقة وذلك بإطالق سراح جميع المعتقلين السياسيين ورفع اإلجراءات
الخاصة و إيقاف كل مطاردة ضد القوات المكافحة.
وفي المقابل:
- 1فإن المصالح الفرنسية ،ثقافية كانت أو اقتصادية والمحصل عليها بنزاهة ،ستحترم
وكذلك األمر بالنسبة لألشخاص و العائالت.
- 2جميع الفرنسيين الذين يرغبون في البقاء بالجزائر يكون لهم االختيار بين جنسيتهم
األصلية ويعتبرون بذلك كأجانب تجاه القوانين السارية أو يختارون الجنسية الجزائرية وفي
هذه الحالة يعتبرون كجزائريين بما لهم من حقوق و ما عليهم من واجبات.
- 3تحدد الروابط بين فرنسا والجزائر وتكون موضوع اتفاق بين القوتين االثنتين على
أساس المساواة و االحترام المتبادل.
113
أيها الجزائري ،إننا ندعوك لتبارك هذه الوثيقة ،وواجبك هو أن تنضم إلنقاذ بلدنا و العمل
على أن نسترجع له حريته ،إن جبهة التحرير الوطني هي جبهتك ،و انتصارها هو انتصارك.
أما نحن ،العازمون على مواصلة الكفاح ،الواثقون من مشاعرك المناهضة لإلمبريالية ،فإننا
نقدم للوطن أنفس ما نملك".
فاتح نوفمبر 1954
14
األمانة الوطنية.
14 https://www.ministerecommunication.gov.dz/ar/node/5469
114
التحليل:
مصدرها :رسمي ،مأخوذة من كتاب أول نوفمبر ،1954بداية النهاية لخرافة الجزائر
115
ثانيا :مرحلة تحليل الوثيقة
الفكرة العامة :أهداف بيان أول نوفمبر ،والمعالم األولى للثورة ،وما بعد التحرر.
التحليل :أصدرت جبهة التحرير الوطني بيان أول نوفمبر في الفاتح من نوفمبر
1954م ،كنداء موجه لكافة المواطنين الجزائريين ،من جميع الطبقات االجتماعية،
وجميع األحزاب والحركات الجزائرية ،لتعلن ميالد حزب جبهة التحرير الوطني ،وتطلب
مباركتهم للثورة ،واالنضمام إلى الكفاح المسلح ،لتحرير الوطن ،دون أية اعتبارات
أخرى.
116
وعكس البيان التخطيط المحكم للثورة ،رغم بساطة السالح المستعمل ،كما عكس أيضا النضج
الفكري والسياسي الذي كان يتمتع به الشعب الجزائري ،واص ارره على ممارسة حقه في تقرير
مصيره ،والعيش بحرية وكرامة.
يعتبر البيان بمثابة برنامج سياسي حدد اهداف الثورة وكافة االساليب المتاحة والممكنة لتحقيق
االستقالل وبناء الدولة الجزائرية في اطار المبادئ االسالمية ،كما عبر فيه عن كيفيات
التعامل مع السلطات االستعمارية خالل فترات الحرب والسلم باالضافة الى عالقات الجزائر
مع العالم الخارجي .
وعليه فان بيان نوفمبر يعتبر دستور الثورة ،وروحها عمل على توجيه وتوحيد الجزائريين على
مبدا االستقالل والحرية وبناء الدولة الجزائرية العصري.
االهداف الداخلية :
_ اقامة الدولة الجزائرية الجمهورية االجتماعية ذات السيادة وذالك ضمن اطار المبادىء
االسالمية.
_ احترام جميع الحريات االساسية دون تمييز عرقي او ديني.
_ التطهير السياسي باعادة الحركة الوطنية الى نهجها القديم و القضاء على مخلفات الفساد
وروح االصالح التي كانت عامال هاما في تخلفنا الحالي.
_ تجميع وتنظيم جميع الطاقات السليمة للشعب الجزائري وذالك لتصفية انظام االستعماري.
االهداف الخارجية:
_ تدويل القضية الجزائرية .
_ تحقيق وحدة شمال افريقيا في داخل اطارها العربي االسالمي .
_ وفي ميثاق االمم المتحدة ناكد عطفنا اتجاه جميع االمم التي تساند قضيتنا التحريرية.
117
أسباب قيام الثورة الجزائرية
االسباب الداخلية:
فشل المقاومة السياسية في تحقيق االستقالل فشل االصالحات الفرنسية في تحسين اوضاع
الجزائريين تدهور اوضاع الجزائريين احداث 8ماي 1945التي بلورة فكرة الكفاح المسلح ازمة
حزب حركة انتصار الحريات الديمقراطية الذي جعل مجموعة من اعضائه يعجلون بقيام الثورة
حتى ال يصل الخالف للقاعدة وتحدث حرب اهلية
االسباب الخارجية:
-انهزام فرنسا في الفيتنام 1954
-تصعيد الكفاح المسلح في كل من تونس والمغرب
-انتشار حركات التحرر في تلك الفترة
بحي المدينة وحضر كل من
عقد اجتماع في 23جوان 1954بمنزل المناضل إلياس دريش ّ
المناضلين :باجي مختار ،عثمان بلوزداد ،رمضان بن عبد المالك ،مصطفى بن عودة،
مصطفى بن بو العيد ،العربي بن مهيدي ،لخضر بن طوبال ،رابح بيطاط ،زبير بوعجاج،
سليمان بو علي ،بلحاج بوشعيب ،محمد بوضياف ،عبد الحفيظ بوصوف ،ديدوش مراد ،عبد
السالم حبشي ،عبد القادر العمودي ،محمد مشاطي ،سليمان مالح ،محمد مرزوقي ،بو جمعة
سويداني ،زيغود يوسف.
تم هذا االختيار بالمشاورة بين بوضياف وديدوش مراد وبن مهيدي المتواجدين في مدينة
الجزائر ،وأخذوا بالعتبار التمثيل المنصف لجميع مناطق الوطن ونظ ار لضيق الوقت وصعوبة
تم اختيارهم.
التنقل لم يكن االتصال بجميع المناضلين الذين ّ
قدم بوضياف عرضا شامال ألسباب
وعين باإلجماع مصطفى بن بو العيد رئيسا لإلجتماع ثم ّ
ُ
الفشل الذي آلت إليه اللجنة الثورية للوحدة والعمل وختم قوله بأنه لم يبق هناك ح ّل إالّ القيام
بالثورة ،ثّم استعراض شامل من طرف جميع الحاضرين لإلمكانيات المادية والبشرية وخصوصا
118
ومسدسات وبعض
ّ أن السالح قليل والكثير منه عبارة عن بنادق صيد
السالح المتوفر فتبين ّ
أن عدد المناضلين ال يتجاوز ألفا وخمسمائة عبر جميع
المفرقعات وعدد قليل من بنادق حرب و ّ
التراب الوطني.
واتفق الجمع باألغلبية على القيام بالثورة عاجال دون تمهل وسطروا األهداف األولى وهي
الحصول على عدد كبير من األسلحة عن طريق الهجوم على ثكنات العدو وتجنيد المناضلين
وراء الثورة وعلى كل واحد الشروع في ناحيته للتحضير لهذا الحدث العظيم.
وبعد كل المناقشات التي دارت بين الجماعة في األخير ُعّين مصطفى بن بوالعيد لمواصلة
التحضير ولكنه تنازل وكلف بوضياف ،قام بوضياف بتعيين لجنة متكونة من بوالعيد وبوضياف
وبن مهيدي وديدوش وبيطاط للقيام بالمهام التالية:
أن المبدأ الذي يجب أن تسير عليه الثورة هو القيادة الجماعية
تعيين منسق للثورة على ّ
واالبتعاد عن الزعامة الفردية.
التصال بكريم بلقاسم وجماعة القبائل الذين لم يحضروا االجتماع إلقناعهم باالنضام إلى
الثورة.
تحديد تاريخ اندالع الثورة.
أجتماع بولوغين:
في شهر أكتوبر 1954وقع اجتماع في منزل بوقشورة بحي )(pointe pescadeرايس
تم االتصال بكريم بلقاسم وموافقته على االنضمام إلى الجماعة للقيام بالثورة
حميدو بعد أن ّ
وحضر في هذا االجتماع من يعرفون بمجموعة الستة وهم :بوضياف،مصطفى بن بوالعيد،
تم االتفاق على الق اررات التالية:
العربي بن مهيدي ،مراد ديدوش ،رابح بيطاط وكريم بلقاسم وقد ّ
تعيين بوضياف منسقا للثورة -
وهم:
119
مصطفى بن بوالعيد على المنطقة األولى (األوراس) وهو يختار خليفته وكان شيهاني -
البشير.
مراد ديدوش على المنطقة الثانية (شمال قسنطينة) ونائبه يوسف زيغود وبعده -
رابح بيطاط على المنطقة الرابعة (وسط الجزائر) ونائبه بوجمعة سويداني. -
العربي بن مهيدي على المنطقة الخامسة (وهران) ونائبه عبد الحفيظ بوصوف. -
المحدد.
ّ أكتوبر في جميع المناطق بدون تأخير أو تقديم على الوقت
كلّف بوضياف بتبليغ هذه الق اررات إلى اإلخوة الثالثة الموجودين في القاهرة بعد -
بمساعدة نوابه وهي ترمي إلى تحقيق هدفين أساسيين وهما اإلعالن عن قيام الثورة
وجمع ما أمكن من السالح من عند العدو.
وزع منشور ،كتبه الصحفي محمد العيشاوي في بيت المناضلين
واقترانا بهذه العمليات المسلحة ّ
رابح إيدير وأعمر بن رمضاني في قرية إيغيل إيموال ،وهو "بيان أول نوفمبر 1954ينص
على النقاط التالية:
ضد االستعمار وميالد (جبهة التحرير الوطني) لقيادتها.
اإلعالن عن قيام الثورة ّ .1
120
شرح األسباب التي دفعت إلى القيام بهذه الثورة وخاصة منها األزمة التي عرفها .2
الهدف األلي هو توحيد الشعب الجزائري وراء جبهة التحرير الوطني ثم التعريف .4
زدور محمد إبراهيم قاسم 2فبراير 1923بوهران -نوفمبر 1954بوهران أول طالب
مناضل يستشهد في الثورة الجزائرية ،يلقب سي قاسم ابن الشيخ العالم سي الطيب
المهاجي هو خريج األداب لجامعة القاهرة حيث نال شهادة الليسانس أواخر 1953بداية
1954ولم يمض على عودته إلى وهران الكثير حتى تم اعتقاله بعد 24ساعة من اتدالع
ش اررة الثورة نظ ار لنشاطاته النضالية التي بدءها في وقت مبكر من حياته تعرض سي قاسم
للت عذيب على يد مديرية حماية اإلقليم حتى لفظ أنفاسه األخيرة ويبقى تاريخ وفاته غير
معروف بالضبط حيث أن سلطات الفرنسية ادعت أنه فر من سجنه غير أن بعض التقارير
الصحفية تحدثت عن العثور على جثة في 30نوفمبر 1954ما بينبرج الكيفان وشاطئ
الجزائر.
الشهيد " زدور إبراهيم القاسم المهاجي " خريج األزهر الشريف في سبتمبر 1953وحامل
لشهادة الليسانس حافظ لكتاب اهلل ،ويتكلم أكثر من خمس لغات هو من مواليد وهران في
2فبراير 1923ابن الشيخ الطيب المهاجي أحد أبرز علماء وهران ،أعتقل في 6نوفمبر
1954من طرف اإلستعمار الفرنسي وقتل تحت التعذيب في مراكز "مديرية حماية اإلقليم"
بكل من وهران والجزائر .أسبوعا فقط بعد اعتقاله ،وجدت جثته بوادي الحميز بالعاصمة،
وصحفيا حيث كتب عدة مقاالت بأسماء مستعارة منها عبد الرزاق الجزائري
ً شاعر
ًا كان
121
15
:مقارنة وثيقة بيان اول نوفمبر بوثيقة بوليناك
15 https://tassilialgerie.com/vb/showthread.php?t=77858
122
– طبيعتها :رسالة في شكل خطاب سياسي
– التعريف بصاحبها :وجهها السيد جودي بولينياك وهو رئيس الوزراء الفرنسي في عهد
الملك شارل العاشر.
– مصدرها :مأخوذة من كتاب آراء وأبحاث في تاريخ الجزائر أبو القاسم سعد اهلل
– إطارها الزماني والمكاني12:ماي 1830بباريس
– طرح اإلشكاليات :لماذا لم تذكر الرسالة الدوافع الحقيقية لالحتالل؟ وماهي قصة حادثة
المروحة؟ ولماذا جعلته قضية تخص أوربا المسيحية؟
-2تحليلها:
– الفكرة العامة :تبرير الحملة على الجزائر
– األفكار الجزئية:
– -إعالم األوربيين بقرار غزو الجزائر .
– إخبارهم باألهداف المسطرة من الحملة(إنهاء القرصنة الجزائرية ضد األوربيين).
– حصر دوافع االحتالل في االنتقام لشرف فرنسا المهان(حادثة المروحة)،والقرصنة
الممارسة من طرف األسطول الجزائري
التحليل :هذه الرسالة وجهها رئيس الوزراء إلى أمراء وملوك أوربا يبرر فيها الحملة الفرنسية
على الجزائر و يربطها بإهانة شرف فرنسا (حادثة المروحة) وتكفل دولته بتحقيق رغبتهم
في القضاء على الجزائر وأسطولها الذي يمارس القرصنة البحرية على األساطيل األوربية
وكسب التأييد للحملة.
-3االستنتاج :أخفت الرسالة الدوافع الحقيقية لالحتالل الفرنسي للجزائر وبررته بممارساتها
ضد الفرنسيين واألوربيين كسبب مباشر.
– السبب المباشر :حادثة المروحة :ملخصها أن الداي حسين جدد في 29أفريل
، 1827وبمناسبة عيد األضحى أثناء حفل استقبال أقامه للقناصل األجانب المعتمدين في
الجزائر جدد طلبه من فرنسا تسديد ديونها عبر قنصلها دوفال وسأله عن سبب تجاهل
123
ملكها لرسائله لكن رد القنصل كان وقحا فأشار إليه الداي بمروحة كانت بيده آم ار إياه
بالخروج.
الدوافع الحقيقية لالحتالل:
– دافع سياسي :ويتمثل في صرف أنظار الشعب عن القضايا الداخلية وتوجيهه نحو
االنتصار لشرف دولته المهان .
– دافع ديني :ويتمثل في القضاء على نشاط الجهاد البحري الذي يقوم بها األسطول
الجزائري والعثماني ضد المسيحيين (الحقد المسيحي).
– – دافع اجتماعي :ويتمثل في تزايد عدد السكان ومطالبهم والبحث عن مجال إلسكان
بعضهم والتخلص من طلباتهم.
– – دافع عسكري :ويتمثل في استغالل ظروف البحرية الجزائرية إذ فقد األسطول البحري
معظم قطعه في معركة نافارين .1827
– – دافع إقتصادي :ويتمثل في طمع الفرنسيين في خيرات الجزائر وموقعها االستراتيجي.
والتخلص من تسديد الديون.
تعتبر رسالة بولينياك وثيقة تاريخية هامة ،تعكس سياسة التضليل التي انتهجتها فرنسا
إلخفاء نيتها الحقيقية في احتالل الجزائر والقارة السمراء ،الحلم الذي خططت له منذ عهد
نابليون بونابرت ،ليكون امتدادا للحروب الصليبية على اإلسالم والمسلمين .فهذه الرسالة
لم تكن إال ستا ار أخفت خلفه أطماعها االستعمارية التوسعية ،وحاولت من خالله مجاملة
الدول األوروبية عامة ،وبريطانيا خاصة حتى تكسب تأييدها وتحشد دعمها ،وتتجنب
معارضتها أو حتى منافستها .وتمكنت بنجاح من تعبئة الرأي العام الفرنسي قبل العالمي،
واقناعه بذرائع وأسباب واهية.
124
خاتمة:
يعتبر بيان أول نوفمبر 1954أول برنامج سياسي لجبهة التحرير الوطني حددت فيه أهدافها
المتمثلة على وجه الخصوص في العمل على تحقيق استقالل الجزائر التام وذلك عن طريق
إعالن الثورة المسلحة ضد االستعمار الفرنسي والوصول إلى تحقيق هدف الثورة وهو االستقالل
الوطني واقامة الدولة الجزائرية الديمقراطية واالجتماعية ذات السيادة ضمن إطار المبادئ
اإلسالمية تحترم فيها جميع الحريات األساسية دون تمييز عرقي أو ديني
كانت بداية الثورة بمشاركة 1200مجاهد على المستوى الوطني بحوزتهم 400قطعة سالح
وبضعة قنابل تقليدية فقط .وكانت الهجومات تستهدف مراكز الدرك والثكنات العسكرية ومخازن
األسلحة ومصالح استراتيجية أخرى ،باإلضافة إلى الممتلكات التي استحوذ عليها الكولون..
شملت هجومات المجاهدين عدة مناطق من الوطن ،وقد استهدفت عدة مدن وقرى عبر
المناطق الخمس :باتنة ،أريس ،خنشلة وبسكرة في المنطقة األولى ،قسنطينة وسمندو بالمنطقة
الثانية ،العزازقة وتيغزيرت وبرج منايل وذراع الميزان بالمنطقة الثالثة .أما في المنطقة الرابعة
فقد مست كال من الجزائر وبوفاريك والبليدة ،بينما كانت سيدي علي و زهانة ووهران على
موعد مع اندالع الثورة في المنطقة الخامسة وباعتراف السلطات اإلستعمارية ،فإن حصيلة
العمليات المسلحة ضد المصالح الفرنسية عبر كل مناطق الجزائر ليلة أول نوفمبر ، 1954
قد بلغت ثالثين عملية خلفت مقتل 10أوروبيين وعمالء وجرح 23منهم وخسائر مادية تقدر
بالمئات من الماليين من الفرنكات الفرنسية .أما الثورة فقد فقدت في مرحلتها األولى خيرة
أبنائها الذين سقطوا في ميدان الشرف ،من أمثال بن عبد المالك رمضان و قرين بلقاسم
وباجي مختار و ديدوش مراد و غيرهم
125
خاتمة:
تكمن اهمية اعتماد مقياس تحليل الوثائق السياسية و المواثيق الدولية ضمن برنامج السنة
الثانية مبينا اهميته و فائدته للطلبة ابرزها:
تعرف الطالب على المنهجية المعتمدة لتحليل الوثائق أيا كان موقعها سواء دستور -
اعتماد منهج تحليل المضمون باعتباره منهج معتمد في التحليل و وسيلة لتفسير ولتعرف -
المقياس من خالل القراءة المتكررة للوثيقة وتقطيع فقراتها وقراءة ما بين السطور في
العاني و القيم و البنود.
126
قائمة المراجع:
حسين (مبروك ) ،تحرير النصوص القانونية ،الجزائر ،دار الجسور. 2010 ، -
- https://www.justicelawyers-
ye.com/%D8%A7%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%82%D9%8
A%D8%A9-%D9%81%D9%8A%D9%86%D8%A7-
%D9%84%D9%84%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%82%D8%
A7%D8%AA-
127
%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%86%D8%B5%D9%84%D9%
8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A8%D8%B1/
https://www.dirasadz.com/2022 janvier/Analysis-study- -
. وثيقة بوليناكPolynyak-message.html
http://www.un.org/ar/universal-declaration-human- -
وثيقة االعالن العالمي لحقوق االنسان.rights/index.html
- https://www.ohchr.org/AR/UDHR/Pages/UDHRIndex.aspx.
االعالن العالمي لحقوق االنسان
- http://www.un.org/ar/udhrbook/pdf/UNH_AR_TXT. االعالن
العالمي لحقوق االنسان
- https://www.larousse.fr/encyclopedie/divers/guerre_d_Alg%c3%
a9rie/104808. بيان اول نوفمبر
- https://education.toutcomment.com/article/resume-court-de-la-
guerre-d-algerie-1954-1962-6474.html.
- https://www.un.org/ar/about-us/un-charter/chapter-7السابع الفصل
من ميثاق االمم المتحدة
https://www.un.org/ar/about-us/un-charter/chapter-7
- https://www.politics-dz.com/الد-والمواثيق-السياسية-الوثائق-تحليل/
https://www.politics-dz.com/االستاذ/الدولية-المواثيق-تحليل-قارة منهجية
جامعة قسنطينة، محاضرات في تحليل الوثائق السياسية و المواثيق الدولية،وليد
- استخداماته، محدداته، مفهومه: تحليل المضمون،نسرين حسونة
https://www.academia.edu/6926479/تحليل_المضمون
- "OHCHR | Universal Declaration of Human Rights at
70: 30 Articles on 30 Articles - Article
28" ، www.ohchr.org 2020 أكتوبر30 في،) (باللغة اإلنجليزية.
- Bodnar, John, The "Good War" in American Memory.
(Maryland: مطبعة جامعة جونز هوبكينز, 2010)
- "The Drafters of the Universal Declaration of Human
Rights" ، www.un.org.
128
- Jain, Devaki (2005). Women, Development and the UN.
Bloomington: مطبعة جامعة إنديانا. p. 20
- "Universal Declaration of Human
Rights" ، www.un.org.
- John Peters, Humphrey (23 197 9 ) مايو،"The universal
declaration of human rights, Its history, impact andju-
ridical character" في، Bertrand G., Ram-
charan( )المحرر، Human Rights: Thirty Years After the
Universal Declaration : Commemorative Volume on
the Occasion of the Thirtieth Anniversary of the Uni-
versal Declaration of Human Rights ،The Hage:
Nijhoff 37 . ص،
- Sohn, Louis B. (1977) ، "The human rights law of the
charter" ، Texas International Law Journal ، 12:
133 ، ISSN 0163-7479 .
- Myres S., McDougal ؛Lasswell, Harold D. ؛Chen,
Lung-chu (1969) ، "Human Rights and World Public
Order: A Framework for Policy-Oriented In-
quiry" ، Faculty Scholarship Series.
- Katharine G. Young, Freedom, Want and Ecnomic and
Social Rights: Frame and Law, 24 Md. J. Int’l L. 182
(2009) (Symposium on 60th Anniversary of the Universal
Declaration of Human Rights).
- G. Christenson, "Using Human Rights Law to Inform Due
Process and Equal Protection Analyses," University of Cin-
cinnati Law Review 52 (1983).
- "International human rights defenders honoured as
general assembly marks fifty-fifth anniversary of uni-
versal declaration" ، United Nations: meetings cover-
age and press releases. 10
129
- Brems, E (2001). "Islamic Declarations of Human
Rights". Human rights: universality and diversity: Vol-
ume 66 of International studies in human rights. Marti-
nus Nijhoff Publishers.
- Out of the margins: the right to conscientious objection to
military service in Europe: An announcement of Amnesty
International's forthcoming campaign and briefing for the
UN Commission on Human Rights, 31 March 1997. Am-
nesty International.
- "Vienna Convention on Diplomatic Relations"، United Na-
tions Treaty Collection ،United Nations ،2017.
- - Vienna Convention on Diplomatic Relations https://trea-
ties.un.org/Pages/ViewDe-
tails.aspx?src=TREATY&mtdsg_no=III-3&chap-
ter=3&lang=en
130
نموذج لتطبيق منهجية تحليل وثيقة دولية كورقة بحثية للطلبة:
بحث حول تحليل مواد الفصل الخامس من ميثاق األمم المتحدة وفقا لمنهجية تحليل الوثيقة
السياسية.
في البداية يقوم الطالب بقراءة مواد الفصل الخامس من ميثاق األمم المتحدة بشكل جيد ومتأني
وهي كما يلي:
الفصل الخامس :في مجلس األمن
المــادة :23
يتألف مجلس األمن من خمسة عشر عضوا من األمم المتحدة ،وتكون جمهورية -
األعضاء غير الدائمين بعد زيادة عدد أعضاء مجلس األمن من أحد عشر عضوا إلى
خمسة عشر عضوا ،يختار اثنان من األعضاء األربعة اإلضافيين لمدة سنة واحدة
والعضو الذي انتهت مدته ال يجوز إعادة انتخابه على الفور.
يكون لكل عضو في مجلس األمن مندوب واحد. -
المــادة :24
رغبة في أن يكون العمل الذي تقوم به "األمم المتحدة" سريعا فعال ،يعهد أعضاء تلك -
الهيئة إلى مجلس األمن بالتبعات الرئيسية في أمر حفظ السلم واألمن الدولي ويوافقون
131
على أن هذا المجلس يعمل نائبا عنهم في قيامه بواجباته التي تفرضها عليه هذه
التبعات.
يعمل مجلس األمن ،في أداء هذه الواجبات وفقا لمقاصد "األمم المتحدة" ومبادئها -
والسلطات الخاصة المخولة لمجلس األمن لتمكينه من القيام بهذه الواجبات مبينة في
الفصول السادس والسابع والثامن والثاني عشر.
يرفع مجلس األمن تقارير سنوية ،وأخرى خاصة ،إذا اقتضت الحال إلى الجمعية العامة -
لتنظر فيها.
المــادة :25
يتعهد أعضاء "األمم المتحدة" بقبول ق اررات مجلس األمن وتنفيذها وفق هذا الميثاق.
المــادة :26
رغبة في إقامة السلم واألمن الدولي وتوطيدهما بأقل تحويل لموارد العالم اإلنسانية واالقتصادية
إلى ناحية التسليح ،يكون مجلس األمن مسؤوال بمساعدة لجنة أركان الحرب المشار إليها في
المادة 47عن وضع خطط تعرض على أعضاء "األمم المتحدة" لوضع منهاج لتنظيم التسليح.
المــادة :27
يكون لكل عضو من أعضاء مجلس األمن صوت واحد. -
تصدر ق اررات مجلس األمن في المسائل اإلجرائية بموافقة تسعة من أعضائه. -
تصدر ق اررات مجلس األمن في المسائل االخرى كافة بموافقة أصوات تسعة من أعضائه -
يكون من بينها أصوات األعضاء الدائمين متفقة ،بشرط أنه في الق اررات المتخذة تطبيقا
الحكام الفصل السادس والفقرة 3من المادة 52يمتنع من كان طرفا في النزاع عن
التصويت.
المــادة :28
ينظم مجلس األمن على وجه يستطيع معه العمل باستمرار ،ولهذا الغرض يمثل كل -
أعماله.
المــادة :29
لمجلس األمن أن ينشئ من الفروع الثانوية ما يرى له ضرورة الداء وظائفه.
المــادة :30
يضع مجلس األمن الئحة إجراءاته ويدخل فيها طريقة اختيار رئيسه.
المــادة :31
لكل عضو من أعضاء "األمم المتحدة" من غير أعضاء مجلس األمن أن يشترك بدون تصويت
في مناقشة أية مسألة تعرض على مجلس األمن إذا رأى المجلس أن مصالح هذا العضو تتأثر
بها بوجه خاص.
المــادة :32
كل عضو من أعضاء "األمم المتحدة" ليس بعضو في مجلس األمن ،وأية دولة ليست عضوا
في "األمم المتحدة" إذا كان أيهما طرفا في نزاع معروض على مجلس األمن لبحثه يدعى إلى
االشتراك في المناقشات المتعلقة بهذا النزاع دون أن يكون له حق في التصويت ،ويضع مجلس
األمن الشروط التي يراها عادلة الشتراك الدولة التي ليست من أعضاء "األمم المتحدة".
بعد مرحلة القراءة والفهم الجيد لمضمون هذه المادة تطرح األسئلة الموضحة من قبل
ويضع لها الطالب إجابات التي تتحول إلى معلومات أساسية توظف في التحليل.
يطرح كذلك الطالب أسئلة ذات طبيعة نقدية تساعد في تقييم محتوى هذه المادة.
133