You are on page 1of 135

‫كلية العلوم السياسية والعالقات الدولية‬

‫قسم العالقات الدولية‬

‫المطبوعة االكاديمية المعنونة ب‪:‬‬

‫تحليل الوثائق السياسية‬


‫والمواثيق الدولية‬
‫سنة ثانية جذع مشترك‬

‫اعداد االستاذة‪ :‬حليمة حقاني‬

‫السنة الجامعية‪2022-2021 :‬‬


‫فهرس الدراسة‬

‫التعريف بالمقياس‬
‫المحاضرة االولى‪ :‬االطار المفاهيمي للوثيقة و الوثيقة السياسية‬
‫المحاضرة الثانية‪ :‬منهجية تحليل الوثائق السياسية‬
‫المحاضرة الثالثة‪ :‬تحليل وثيقة الفصل السابع من ميثاق االمم المتحدة‬
‫المحاضرة الرابعة‪ :‬تحليل وثيقة االعالن العالمي لحقوق االنسان‪.‬‬
‫المحاضرة الخامسة‪ :‬تحليل وثيقة اتفاقية فيينا للعالقات الدبلوماسية ‪.1961‬‬
‫المحاضرة السادسة ‪ :‬تحليل وثيقة مراكش النشاء اتخاد المغرب العربي‪.‬‬
‫المحاضرة السابعة‪ :‬تحليل وثيقة بيان اول نوفمبر ‪1954‬‬
‫خاتمة‬
‫التعريف بالمقياس‪:‬‬
‫مقياس تحليل الوثائق السياسية و المواثيق الدولية عبارة عن وحدوة منهجية يقدم على شكل‬
‫محاضرات خالل السداسي الرابع لطابة السنة الثانية جذع مشترك علوم سياسيةـ تكمن اهمية‬
‫هذا المقياس العلمية النه يوضح للطلبة المنهجية الواسعة لدراسة و تحليل مضامين مختلف‬
‫الخطابات السياسية والق اررات الدولية و الوثائق الرسمية على مستوى الدولة و االمستوى‬
‫االقليمي و الدولي باعتماد خطوات منهجية و تقنية تحليل المضمون ‪.‬‬
‫مقياس تحليل الوثائق السياسية و المواثيق الدولية الغرض منه هو تحديد الظروف المحيطة‬
‫بصدور الوثيقة و دراسة االوضاع العامة اثناء صدورها و بعدها كذلك و االهداف التي تسعى‬
‫الوثيقة الى بلوغها و االشكاليات التي تريد االجابة عليها‪ ،‬كما ان فقرة انتقاد الوثيقة تساعد‬
‫على تطوير البحث و الكشف عن النقائص مما يعتبر رسالة مهمة للشلطات الرسمية التي‬
‫تصدر الوثائق ان تدارك النقائص و التعلم منها حتى تكون النتائج مفيدة و مؤثرة على مستوى‬
‫الدولة و المواطنين فيما يخص الوثيقة الصادرة عن الدولة اما على المستوى الداقاليمي و‬
‫الدولي تحليل الوثائق يساهم في خدمة االنسانية و االمن الشامل و المجتمع الدولي‪.‬‬
‫من اهداف تدريس المقياس االكاديمية هو تمكين الطالب من التعرف و اعتماد المنهجية‬
‫الخاصة بتحليل الوثائق و اكذى اعتماد تقنية تحليل المضمون و جدوتها في التحليل السياسي‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫المحاضرة االولى‪:‬‬
‫االطار المفاهيمي للوثيقة و الوثيقة السياسية‬

‫بأنها ورقة مكتوبة أو مطبوعة‪ ،‬وتحمل الشكل األصلي‪ ،‬أو‬


‫عرف الوثيقة في اللغة ّ‬
‫الوثيقة لغةً تُ ّ‬
‫معلومات و ٍ‬
‫أدلة مهمة‪ ،‬والوثيقة‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫لشيء ما‪ ،‬ويمكن استخدامها من أجل تقديم‬ ‫الرسمي‪ ،‬أو القانوني‬
‫مؤنث كلمة وثيق‪ ،‬وجمعها وثائق‪ ،‬وهي ما يحكم به المرء‪ ،‬ويقال أرض وثيقة أي كثيرة العشب‪،‬‬
‫كما يراد من الوثيقة الصَّك َّ‬
‫بالد ْين أو البراءة منه‪ ،‬والوثيقة هي المستند أيضاً‪.‬‬
‫الوثيقة تبين مجموعة من االنشطة الصادرة عن مؤسسة رسمية اوغير رسمية‪ ،‬حيث تعتبر‬
‫كذلك وعاء للمعلومات و البيانات الصادرة من المؤسسة المسؤولة‪.‬‬
‫الوثسقة كذلك هي ورقة مكتوبة او مطبوهة تحمل الشكل الرسمي او القانوني لشيء ما‪ ،‬تتمثل‬
‫اهميتها او فاعليتها في ابراز فكرة او تقديم معلومات مهمة‪.‬‬
‫يمكن ان تكون الوثيقة مطبوعة او مخطوطة‪.‬‬
‫الوثيقة هي تعبير حق يقي الصادر من المؤسسة لعرض الوسائل و الخطط المرسومة للوصول‬
‫الى تحقيق االهداف التي تسعى اليها‪.‬‬
‫‪1‬ـ معاهدة ‪Treaty :‬‬
‫المعاهدة اتفاق استراتيجي سياسي أو عسكري دولي يعقد بالتراضي بين دولتين أو أكثر ‪ ،‬في‬
‫القانون الدولي اتفاق أطرافه دولتان أو أكثر أو غيرها من أشخاص القانون الدولي ‪ ،‬وموضوعه‬
‫تنظيم عالقة من العالقات التي يحكمها هذا القانون ‪ ،‬ويتضمن حقوقا والتزامات تقع على‬
‫عاتق أطرافه‪ .‬وتسمى المعاهدة ثانية إذا كانت بين دولتين ‪ ،‬متعددة األطراف أو جماعية إذا‬
‫كانت بين عدد من الدول أو بناء على دعوة منظمة دولية ‪ ،‬ويمكن هدفها تنظيم موضوعات‬
‫تتصل بمصالح المجتمع الدولي كله‪ .‬والمعاهدة تحدث نتائج قانونية وتعالج قضايا معينة‬
‫كتسوية قضية سياسية أو إنشاء حلف ‪ ،‬أو تحديد حقوق والتزامات كل منها ‪ ،‬أو تبني قواعد‬
‫عامة تتعهد بمراعاتها أو تحديد حدود ومعاهدات الهدنة والصلح والسالم‪ .‬وال تعد ‪ ،‬بمثابة‬
‫‪2‬‬
‫المعاهدة ‪ ،‬االتفاقيات التي تعقد بين الدولة واألفراد أو الشركات ‪ ،‬وتطلق كلمة "معاهدة" على‬
‫االتفاقيات ذات األهمية السياسية ‪ ،‬كمعاهدات الصلح ومعاهدات التحالف مثل معاهدة الدفاع‬
‫العربي المشترك ومعاهدة حلف "الناتو" الحلف األطلسي‪ .‬ويتم عقد المعاهدات بطرق رسمية‬
‫وقانونية تبتدئ بالمفاوضات ‪ ،‬ويليها التوقيع من قبل المندوبين المفوضين ‪ ،‬وابرامها من قبل‬
‫رئيس الدولة‪ .‬ثم تبادل وثائق اإلبرام الذي يضفى عليها الصفة التنفيذية بعد إقرارها من السلطة‬
‫التشريعية (التنظيمية)‪ .‬وال يحق للدول الحيادية عقد معاهدات تحالف أو ضمان جماعي ‪ ،‬كما‬
‫أن معاهدة (االتزان) حرمت دولة الفاتيكان عقد معاهدات سياسية‪.‬‬
‫‪2‬ـ اتفاقية ‪Convention :‬‬
‫يستعمل هذا المصطلح لالتفاقيات التي تتناول نواحي فنية تنتج عن مؤثر فني مهنى وهو‬
‫عرف وتقليد دولي ‪ ،‬واالتفاقية عبارة عن اتفاق دولي أق أهمية من المعاهدة ‪ ،‬على الرغم من‬
‫أن بعض الوثائق الدولية لم تميز بينهما ‪ ،‬وهي تتناول بشكل خاص القضايا الفنية ‪ ،‬كالشؤون‬
‫االجتماعية واالقتصادية والتجارية أو البريدية أو القنصلية أو العسكرية ‪ ،‬الخ ‪ ..‬أو تسوية نزاع‬
‫بين الطرفين مع بيان الحقوق واالمتيازات لكل منهما ‪ ،‬أو تتضمن مبادئ وقواعد دولية عامة‬
‫‪ ،‬تتعهد الدول الموقعة باحترامها ورعايتها (كاتفاقيات الهاي وغيرها) واتفاقيات جنيف متعددة‬
‫األغراض‪ .‬وتقتضي االتفاقية ‪ ،‬أسوة بالمعاهدات ‪ ،‬إجراء المجهود الحربي للعدو وتقوية الروح‬
‫المعنوية للسكان المدنيين‪ .‬وتطلق على االتفاقيات األقل شأنا أو المحدودة الغرض "المرمى"‬
‫‪1‬‬
‫علما بأن جميعها تتمتع بقوة إلزامية واحدة ‪ ،‬وبأن كالً منها يستعمل في مجاالت خاصة‪.‬‬
‫‪3‬ـ االتفاق ‪Agreement :‬‬
‫إن كلمة اتفاق ‪ Agreement‬واتفاق ‪ Accord‬يعني أنه العالقات الدولية تفاهم أو تعاقد دولي‬
‫لتنظيم العالقات بين األطراف المعنية في مسألة ما أو مسائل محددة يرتب على تلك األطراف‬
‫التزامات وحقوقا في ميادين السياسة واالقتصاد والثقافة والشؤون الفكرية‪ .‬وقد يتخذ االتفاق‬

‫‪ https://www.academia.edu/50458982/1‬معيار_التمييز_بين‪...‬‬

‫‪3‬‬
‫طابعا سريا أو شفهيا أو صفة عابرة فيكون اتفاقا مؤقتا أو طويل األجل أو ثنائيا أو متعددا أو‬
‫يكون محددا كأن يكون اتفاقا تجاريا أو بحريا أو ثقافيا ‪ ..‬الخ‪ .‬واالتفاق أقل شأنا من المعاهدة‬
‫واالتفاقية‪ .‬ويجري التوصل إلى االتفاق بعد مفاوضات ويتم التوقيع ويخضع لإلبرام والنشر‪.‬‬
‫واالتفاق مصطلح قانوني التفاق بين دولتين أو أكثر على موضوع معين له صفة قانونية‬
‫ملزمة‪ ،‬ويأتي ترتيبه في األهمية في الدرجة الثالثة بعد المعاهدة واالتفاقية‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪4‬ـ البروتوكول ‪Protocol :‬‬
‫تستعمل كلمة بروتوكول للداللة على مجموعة من الق اررات والوسائل والمذكرات الحكومية كما‬
‫تدل أيضا على الق اررات الصادرة عن مؤتمر أو جمعية ما‪ .‬أما في القانون الدولي فهي تدل‬
‫على مجموع اإلجراءات واالستعدادات المتخذة على أثر التوقيع على معاهدة ما تمهيدا للتصديق‬
‫عليها دون استبعاد بعض التعديالت المتعلقة عادة بالخطوات اإلجرائية‪ .‬وقد يتم البروتوكول‬
‫بمعنى تعديل التفاقية قائمة ومعقودة بين دولتين أو أكثر وتأتي في الدرجة الرابعة بعد المعاهدة‬
‫واالتفاقية واالتفاق‪.‬‬
‫‪5‬ـ الميثاق ‪Charter :‬‬
‫اتفاق دولي إلنشاء منظمة دولية مثل ميثاق األمم المتحدة وميثاق منظمة المؤتمر اإلسالمي‪.‬‬
‫‪6‬ـ مذكرة التفاهم ‪Memorandum of under standing :‬‬
‫اتفاق مبدئي للعالقات بين الدول في موضوع معين حتى يتبلور ‪ ،‬وتشمل عدة موضوعات‬
‫وهي إطار للعالقات في جوانب ثم يصاغ فيما بعد ليصبح اتفاقية أو معاهدة للعالقات الدولية‬
‫في جوانب عديدة‪.‬‬
‫‪7‬ـ اتفاق على إيضاح قانوني ‪Accord :‬‬
‫يستعمل مصطلح ‪ Accord‬عادة على االتفاقيات التي تنظم المسائل السياسية في حالة االتفاق‬
‫المتعلق بالمصطلحات السياسية والوفاقية بين الدول واألطراف المتخاصمة أي اتفاق إيضاحي‬

‫‪2‬‬ ‫)دبلوماسية(_بروتوكول‪https://ar.wikipedia.org/wiki/‬‬

‫‪4‬‬
‫لتعريف وتفسير وشرح المصطلحات الواردة في المعاهدات واالتفاقيات واالتفاقات الدولية‪.‬‬
‫• ‪8‬ـ الدولة أكثر رعاية ‪Most favored Nation Clause :‬‬
‫مصطلح يرد في اتفاقيات التجارة بين الدول تتعهد بموجبه كل دولة موقعة على منح الدولة‬
‫األخرى حق التمتع باالمتيازات والتخفيضات الجمركية التي قد تمنحها في المستقبل لدولة ثالثة‪.‬‬
‫وكثي ار ما تعكس مثل هذه االتفاقيات درجة متقدمة من الصداقة وحسن العالقة بين الدول‪.‬‬
‫• ‪9‬ـ المعاملة بالمثل ‪Reciprocity :‬‬
‫مبدأ دبلوماسي يعنى توحيد أو وحدة شروط االتفاقات التي تتم بين مواطنين تابعين لبلدين أو‬
‫أكثر ‪ ،‬ترتبط دولهم ‪ ،‬وفي مجال محدد ‪ ،‬بمعاهدة‪ .‬وفي القانون الدولي العام ‪ ،‬تعني المعاملة‬
‫بالمثل تجانس أو وحدة شروط االتفاقيات التي تتم بين مواطنين تابعين لدولتين أو أكثر في‬
‫ضوء القوانين الداخلية في كل دولة‪ .‬وهناك معاملة بالمثل بين عرضين ‪ ،‬وتنص المادة ‪55‬‬
‫من الدستور الفرنسي للعام ‪ 1958‬م على حاالت المعاملة بالمثل وهذه الحاالت تشتمل على‬
‫االتفاقيات والمعاهدات المعقودة والمصدقة والتي تصبح سارية المفعول من تاريخ نشرها‪.‬‬
‫‪10‬ـ وثيقة تعهد ‪Lettre of documentation :‬‬
‫هي الوثيقة الدبلوماسية التي تتعهد بموجبها إحدى الدول بأحد أمرين ‪1 :‬ـ إما أن ال تخرق‬
‫االتفاقات المعقودة سابقا بينها وبين دولة أخرى‪2 .‬ـ أو بأن االمتياز الخاص الذي منحتها إياه‬
‫دولة أخرى ال يؤثر على حقوق وامتيازات كل منهما‪11 .‬ـ مستوى التمثيل الدبلوماسي ‪Level :‬‬
‫‪ of representation‬للتمثيل الدبلوماسي ثالث مستويات ‪1 :‬ـ السفارات التي يرأسها سفير‪.‬‬
‫‪2‬ـ المفوضات التي يرأسها وزير مفوض‪3 .‬ـ السفارات أو المفوضيات التي يرأسها قائم باألعمال‬
‫(أصيل أو وكيل)‪ .‬وقد نصت المادة (‪ )15‬من اتفاقية فينا للعالقات الدبلوماسية على ما يلي‪:‬‬
‫تتفق الدول على تحديد الفئة التي ينتمي إليها رؤساء البعثات‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫‪3‬‬
‫‪12‬ـ التحفظ ‪Resentment :‬‬
‫هو القيد الخطي الذي تسجله إحدى الدول لدى توقيعها معاهدة ‪ ،‬أو عند إبرامها أو االنضمام‬
‫إليها ‪ ،‬وهو ينطوي في الغالب على رغبتها في عدم الخضوع إلى بعض أحكامها أو التحلل‬
‫من بعض االلتزامات الناشئة عنها ‪ ،‬أو تحديد تفسيرها لبعض النصوص الواردة فيها‪ .‬والتحفظ‬
‫كثير االستعمال في المعاهدات الجماعية أو المتعددة األطراف ‪ ،‬وقد أجازته محكمة العدل‬
‫الدولية في الرأي االستشاري الذي أصدرته بتاريخ ‪ 28‬آيار (مايو) ‪1948‬م الخاص بمكافحة‬
‫جريمة إبادة العنصر ‪ ،‬وانما اشترطت أال يتعارض مع أهداف المعاهدة األساسية ‪ ،‬وأال تتضمن‬
‫هذه الوثيقة ما يحظر استعماله‪ .‬ويجوز إبداء التحفظ في وثائق أخرى كالمذكرات الدبلوماسية‬
‫أو اتفاقيات االحتكام أو وثائق االعتراف ‪ .. ،‬الخ‪ .‬وال يجوز استعماله في المعاهدات الثنائية‪،‬‬
‫ألن تعديل أي نص يقتضي استئناف المفاوضات بغية تعديل النصوص التي يراد التحفظ‬
‫بشأنها‪.‬‬
‫مراحل عقد المعاهدة أو االتفاقية ‪:‬‬
‫يمر عقد المعاهدة أو االتفاقية بعدة مراحل هي ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ مرحلة المفاوضات ويشترك فيها ممثلون عن الدول المتعاقدة مفوضون بذلك من جميع‬
‫التخصصات ومن جميع الجهات المعنية‪.‬‬
‫‪2‬ـ‪ -‬مرحلة التوقيع على المعاهدة أو االتفاقية بالنيابة عن الحكومات‪.‬‬
‫‪o 3‬ـ مرحلة التصديق على المعاهدة االتفاقية من جانب رئيس الدولة‪ .‬بعد أخذ موافقة السلطة‬
‫التشريعية (السلطة التنفيذية) بحسب أحكام الدساتير واألنظمة الوطنية المختلفة‪.‬‬
‫وعندما يتم التصديق تصبح المعاهدة نافذة المفعول ‪ ،‬غير أن ضروريات العالقات الدولية قد‬
‫تقتضي أحيانا تنشيط إجراءات عقد المعاهدات أو االستغناء عن شروط التصديق‪.‬‬

‫‪ https://www.atheer.om/archives/521677/3‬ما‪-‬المقصود‪-‬بـ‪-‬التحفظ‪-‬في‪...‬‬

‫‪6‬‬
‫انقضاء المعاهدة ‪:‬‬
‫وتنقضي المعاهدات بانقضاء األجل المحدد لها‪ .‬أو باتفاق أطرافها‪ .‬كما أن إخالل طرف فيها‬
‫بالتزاماته يخول الطرف اآلخر إلغاء المعاهدة وتنقض المعاهدة بأسباب أخرى‪ ،‬منها تغير‬
‫الظروف التي عقدت فيها ‪ ،‬وقد أثار هذا السبب األخير خالفات بين الدول‪.‬‬
‫وأصبحت هذه المصطلحات القانونية دولية ومتعارفا عليها‪ .‬وقد تكون االتفاقيات إطارية أو‬
‫عامة‪ ،‬وقد تكون متخصصة‪ .‬وبإيجاز فإن تعريف المصطلحات التالية تعني الدالالت التي‬
‫أمامها‪ :‬المعاهدة ‪ :‬يطلق لفظ معاهدة في معناه الخاص على االتفاقات الدولية ذات الصبغة‬
‫السياسية كمعاهدات الصداقة والتحالف‪ .‬االتفاقية‪ :‬يطلق لفظ اتفاقية على االتفاقيات المتعددة‬
‫األطراف التي تنظم التعاون بين الدول‪ .‬االتفاق‪ :‬يطلق لفظ اتفاق على المعاهدات الثنائية ذات‬
‫الصيغة الفنية‪ .‬التصريح ‪ :‬يطلق لفظ التصريح على االتفاقات التي يكون موضوعها تأكيد‬
‫مبادئ قانوني أو سياسة مشتركة‪ .‬الميثاق ‪ :‬يطلق لفظ ميثاق على االتفاقات الدولية ذات‬
‫الطابع الدستوري التنظيمي ‪ ،‬كميثاق األمم المتحدة ‪ ،‬وميثاق جامعة الدول العربية‪.‬‬
‫البروتوكول ‪ :‬يطلق لفظ بروتوكول على االتفاق التكميلي‪ ،‬كما يطلق أحيانا على المحاضر‬
‫الرسمية لمؤتمر دولي‪.‬‬
‫انواع الوثائق‪:‬‬
‫الوثيقة الرسمية‪ :‬هي الوثائق الصادرة عن االجهزة الحكومية الرسمية الكاملة المصداقية النها‬
‫تمثل النظرة الرسمية للدولة نظ ار التسامها بالتنظيم و فعالية التنفيذ‪.‬‬
‫الوثائق الغير رسمية‪ :‬هي الوثائق الصادرة عن االفراد تسمى بالغير رسمية النها تحصل على‬
‫االعتماد من طرف الجهات الرسمية بالتصديق عليها مثل اوراق البيع والشراء المتداولة بين‬
‫االفراد او المواطنين‪.‬‬
‫ق تقدمه السلطة السيادية للدولة إلى فرٍد أو‬
‫الوثائق السياسية الوثائق السياسية عبارة عن ميثا ٍ‬

‫عد‬
‫وي ّ‬ ‫ٍ‬
‫مؤسسة أو مدينة‪ ،‬حيث تمنح حقوقاً‪ ،‬أو صالحيات‪ ،‬أو امتيازات‪ ،‬أو وظائف معينة‪ُ ،‬‬
‫الميثاق العظيم الماجنا كارتا من أكثر الوثائق شهرةً‪ ،‬وهو اتفاق بين الملك اإلنجليزي جون‬
‫‪7‬‬
‫وباروناته‪ ،‬يحدد فيه بعض الحريات التي منحها الملك للشعب اإلنجليزي‪ ،‬وفي القرون الوسطى‬
‫عدة مواثيق للمدن‪ ،‬والبلديات‪ ،‬والنقابات‪ ،‬والرابطات التجارية‪،‬‬
‫أصدر الملوك األوروبيون ّ‬
‫والجامعات‪ ،‬والمؤسسات الدينية؛ وتكفل هذه المواثيق بعض االمتيازات والحصانات لتلك‬
‫ولكنها تحدد مهام وترتيبات شؤونها الداخلية‪.‬‬
‫المنظمات‪ّ ،‬‬
‫الماجنا كارتا‪ :‬هو اتفاق الملك االنجليزي " جون" يبين فيها الحريات التي منحها الملك للشعب‬
‫االنجليزي‪.‬‬
‫يمكن ان تكون وثائق رسمية ‪ :‬نذكر اهمها دستور او خطاب سياسي‪ ،‬و كذلك مواثيق دولية‬
‫تتمثل في اتفاقيات و معاهدات ـ عالنات‪ ،‬بروتوكوالت‪...‬‬

‫‪8‬‬
‫المحاضرة الثانية‪:‬‬
‫منهجية تحليل وثيقة سياسية‪:‬‬

‫بما ان الوثيقة الرسمية تحتوي على مجموعة من االفكار الهامة التي تطرحها مؤسسة رسمية‬
‫فان درايتها و تحليلها يتطلب نظام او منهجية خاصة في مراحل واضحة ندسها كالتالي‪:‬‬
‫مرحلة فهم الوثيقة‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫في هته المرحلة على الباحث جمع المعلومات الكافية عن الوثيقة ويمكن تلخيصها كالتالي‪:‬‬
‫الدراسة الوصفية‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫تعتمد على استخالص او استخراج ما يلي‪:‬‬


‫طبيعة النص‪ :‬هل هو نص سياسي او امني او قانوني او اقتصادي او غيره من االشكال‬
‫االخرى التي تبين نوع النص؟‪.‬‬
‫وهل هو نص يحتوي على موضوع عام او متخصص؟‬
‫وهل هو ديباجة او دستور او اتفاقية دولية؟‬
‫منظمات اقليمية او حكومة الدولة‪.‬‬
‫تاريخ صدور الوثيقة‪ :‬يجب التعرف ان كان النص جديدا او حديثا او معدال لموقف معين‬
‫مما يجب ان يشير له المحلل في دراسته للوثيقة‪ ،‬كما يجب تحديد المصدر الذي اخذ منه‬
‫النص االصلي للوثيقة‪.‬‬
‫تحديد عنوان الوثيقة‪.‬‬
‫الدراسة الشكلية‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫يعمل الباحث على تقسيم النص وتسطير المصطلحات و العبارات المهمة او التي لديها‬
‫معنى موسه او ثقل في الوثيقة‪.‬‬
‫ومنه يمكن ابراز او استخراج التالي في هته المرحلة‪:‬‬

‫‪9‬‬
‫البنية الطباعية للوثيقة‪:‬‬
‫اي تحديد عدد الفقرات او المقاطع التي يتكون منها الوثيقة‪.‬‬
‫البنية االصطالحية‪:‬‬
‫بمعنى تحديد المعاني او المصطلحات الهامة او المركزية في الوثيقة و تحديد نوعيتها ان‬
‫كانت اقتصادية او سياسية او امنية او اجتماعبة او ثقافية‪...‬‬
‫وكذا تحديد عدد اللغات الصادرة بها الوثيقة‪.‬‬
‫واستخراج الكلمات المفاتيح مما تسهل على المحلل تحديد مضمون النص بشكل محكم‪.‬‬
‫البنية الخارجية للوثيقة‪:‬‬
‫اي دراسة الظروف التي تم فيها كتابة الوثيقة و دراسة الظروف التي سبقت الوثيقة و‬
‫كانت سبب في ايجادها و دراسة الظروف اثناء كتابة الوثيقة و حتى بعد اصدارها‪.‬‬
‫مرحلة التحليل‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫يقسم الباحث الوثيقة الى اجزاء مهمة‪:‬‬


‫المقدمة‪:‬‬ ‫‪.1‬‬

‫تحدد فيما يلي‪:‬‬


‫تحديد االطار العام‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫تحديد نوع الوثيقة ان كانت اعالن او اتفاقية او دستور او معاهدة بمعنى تجديد اطاره‬
‫الشكلي او تسمية الوثيقة بالشكل الواضح‪.‬‬
‫تقسيم الوثيقة بتحديد عدد النصوص و المواد او اللغة للنص‪.‬‬
‫تحديد االطار الزمني و المكاني للوثيقة‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫تحديد مكان اصدار الوثيقة‪.‬‬


‫تحديد تاريخ اصدار الوثيقة‪.‬‬
‫االشارة الى المكان الذي انعقد فيه المؤتمر او وقعت فيه الوثيقة‪.‬‬
‫تحديد الجهة او الدولة المنظمة التي اصدرت االتفاقية او الوثيقة‪.‬‬
‫‪10‬‬
‫المجال الجغرافي‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫تحديد ان كانت الوثيقة عالمية او اقليمية او صادرة من الحكومة للدولة الواحدة‪.‬‬


‫تحديد الظروف المحيطة بإصدار الوثيقة‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫حيث يتم في هذا العنصر من الدراسة تحديد ان كانت الوثيقة صادرة من دولة واحدة او‬
‫لها طابع اقليمي او عالمي ‪.‬‬
‫باإلضافة الى تحديد ان كانت ثنائية او جماعية‪.‬‬
‫التركيز على اسباب اصدار الوثيقة و الظروف التي تم فيها اصدار هاته الوثيقة ‪.‬‬
‫االشارة الى نوع النص ان كان خاص او عام‪.‬‬
‫التطرق الى الوثائق المشابهة للوثيقة المعروضة ‪.‬‬
‫طرح االشكالية ‪.‬‬
‫االعالن عن الخطة‪.‬‬
‫العرض‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫في هذا الجزء من الدراسة يتم دراسة االحكام االساسية و االفكار الخاصة بالوثيقة حيث‬
‫يتم التركيز على‪:‬‬
‫تحديد الموضوع الذي تركز عليه الوثيقة ‪.‬‬
‫تحليل المواد او البنود التي تتكون منها الوثيقة‪.‬‬
‫استنتاج االفكار و االحكام من الوثيقة‪.‬‬
‫تقييم الوثيقة‪:‬‬
‫تحليل على مدى مالئمة االفكار التي تحتويها الوثيقة مع الظروف المحيطة سواء اكانت‬
‫اجتماعية او سياسية او امنية او اقتصادية او سياسية ‪ ...‬و مدى تأثيرها على المستوى‬
‫الداخلي للدولة او على المستوى االقليمي و الدولي‪.‬‬
‫مقارنة او قياس الوثيقة محل الدراسة مع الوثائق االخرى المشابهة مع تحديد النقائص التي‬
‫جاءت في الوثيقة ‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫الخاتمة‪:‬‬
‫تحتوي على االستنتاجات التي يتوصل لها المحلل من خالل تحليله للوثيقة من خالل‬
‫المراحل ال سابقة للدراسة و العمل على طرح مقترحات و صيغ بديلة تزيد من قوة و فائدة‬
‫الوثيقة ‪.‬‬

‫مفهوم منهج تحليل المضمون‬


‫تحديد المصطلحات‬
‫أوال ‪ :‬معنى التحليل ‪Analyse‬‬
‫يقصد بالتحليل تلك العمليات العقلية التي يستخدمها الباحث في دراسته للظواهر و األحداث‬
‫و الوثائق لكشف العوامل المؤثرة في الظاهرة المدروسة و عزل عناصرها عن بعضها بعضا‬
‫و معرفة خصائص و سمات هذه العناصر و طبيعة العالقات القائمة بينها ‪،‬و أسباب‬
‫االختالفات و دالالتها‪،‬لجعل الظواهر واضحة و مدركة من جانب العقل ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬معنى المحتوى المضمون‬
‫هو كل ما يقوله أو يكتبه الفرد ليحقق من خالله أهداف اتصاله مع اآلخرين ‪،‬فقد يكون‬
‫عبارة خطاب أو قرار سياسي ‪,‬أو قانون‪,‬أو أعمال عادية تتم على مستوى المؤسسات‬
‫االجتماعية أو اإلدارية‪.‬‬
‫تعريفات منهج تحليل المضمون ‪:‬‬
‫إن تحليل المضمون كغيره من المفاهيم االجتماعية‪ ،‬لم يحسم بتعريف جامع مانع‬
‫(محدد بدقة إلى حد االتفاق التام في ظل مشكالت حدود تطبيقاته واجراءاته على المنجز‬
‫األدبي‪ ،‬واللغوي‪ ،‬والشكلي‪ ...‬بالرغم من التطور والتوسع الذي شهده في استخدام األساليب‬
‫والتقنيات على المستوى الدولي ‪ ،‬وفيما يأتي بعض التعريفات التي أوردها د‪.‬احمد بدر في أحد‬
‫مراجع االتصال‪ ،‬واتخذه على أساس أغراضه اإلجرائية كأداة للبحث العلمي كما جاء به‪:‬‬

‫‪12‬‬
‫كابالن‪ :1943 ،4‬تحليل المحتوى هو المعنى اإلحصائي ‪Statistical Semantics‬‬ ‫‪-1‬‬

‫لألحاديث والخطب السياسية ‪ -2 .‬أما بيزلي ‪ (Paisley ) 1969:‬فيرى أن تحليل‬


‫المحتوى هو أحد أطوار تجهيز المعلومات حيث يتحول فيه المحتوى االتصالي إلى‬
‫بيانات يمكن تلخيصها ومقارنتها وذلك بالتطبيق الموضوعي والنسقي لقواعد التصنيف‬
‫الفئوي‬
‫‪. Categorization Rule‬‬ ‫‪-2‬‬

‫‪ -3‬ويرى بيرلسون ‪ ( Berelson ) 1971-1952 :‬على إن تحليل المضمون هو أحد‬


‫األساليب البحثية التي تستخدم في وصف المحتوى الظاهر أو المضمون الصريح للمادة‬
‫اإلعالمية وصفاً موضوعياً‪،‬منتظماً ‪ ،‬كمياً‪ .‬كما عرفه على انه أسلوب البحث الذي يهدف‬
‫إلى تحليل المحتوى الظاهري أو المضمون الصريح لمادة االتصال ووصفها وصفاً‬
‫موضوعياً ومنهجياً وكمي ًا باألرقام‬
‫‪ -4‬بينما أورد الدكتور محمد عبد الحميد( ‪ :) 2000‬لتحليل المضمون التعريف آالتي‬
‫مجموعة الخطوات المنهجية التي تسعى إلى اكتشاف المعاني الكامنة في المحتوى‬
‫‪،‬والعالقات االرتباطية لهذه المعاني من خالل البحث الكمي ‪،‬الموضوعي ‪،‬والمنظم للسمات‬
‫الظاهرة في هذا المحتوى)‬
‫‪ -5‬أما الزويل‪ :‬فيرى أن تحليل المضمون يستهدف الوصف الدقيق و الموضوعي كما‬
‫يقال عن موضوع معين في وقت معين‪.‬‬
‫إن االختالف هذه التعاريف في تحديد مفهوم تحليل المضمون يعكس في حقيقة األمر‬
‫اختالف األساليب و اإلجراءات و األهداف التي يتوخها الباحث‪ :‬فبعض البحوث تكتفي بتحليل‬
‫مضمون وسائل اإلعالم لدراسة و تحليل المادة اإلعالمية أو لتحليل مضمون بعض المجاالت‬
‫التي تتناولها‪ ,‬في حين أن البعض األخر يهتم بالعالقات الدولية و مظاهر الصراعات ‪,‬بينما‬

‫‪4‬‬ ‫‪https://student.alafdal.net/t309-topic‬‬

‫‪13‬‬
‫تهدف دراسات أخرى إلى دراسة بعض القضايا و الظواهر في الدول الحديثة مثل الديمقراطية‬
‫حقوق اإلنسان ‪,‬المشكالت االجتماعية ‪.‬‬
‫خصائص منهج تحليل المضمون‬
‫يسعى تحليل المضمون عن طريق تصنيف البيانات وتبويبها إلى وصف المضمون‬ ‫‪-1‬‬

‫المحتوى الظاهر والصريح للمادة قيد التحليل ‪ .‬و ال يقتصر على الجوانب الموضوعية ‪،‬‬
‫وانما الشكلية أيضاً ‪.‬‬
‫يعتمد على تك اررات وردت أو ظهور جمل أو كلمات أو مصطلحات أو رموز أو أشكال‬ ‫‪-2‬‬

‫بناء على ما يقوم به الباحث من تحديد موضوعي‬


‫المعاني المتضمنة في مادة التحليل ً‬
‫لفئات التحليل ووحداته ‪.‬‬
‫‪ -3‬يجب إن يتميز بالموضوعية ويخضع للمتطلبات المنهجية ( كالصدق والثبات )‬
‫‪،‬حتى يمكن اآلخذ بأحكام نتائجه ‪،‬على أنها قابلة للتعميم ‪.‬‬
‫ينبغي أن يكون التحليل منتظماً ‪،‬وان يعتمد أساسا األسلوب الكمي في عمليات التحليل‬ ‫‪-3‬‬

‫‪،‬بهدف القيام بالتحليل الكيفي على أسس موضوعية ‪.‬‬


‫مطابقة في حالة إعادة الدراسة التحليلية لذات‬ ‫يجب أن تكون نتائج تحليل المضمون‬ ‫‪-4‬‬

‫األداة وللمادة ( قيد التحليل ) ‪،‬لضمان ثبات النتائج ‪ -‬االتساق عبر الزمن ‪ -‬أو عبر‬
‫تطبيقها واقتراب نتائجها من قبل محللين آخرين ( التحكيم الخارجي ) ‪.‬‬
‫ترتبط نتائج تحليل المضمون مع ما ورد من نتائج وصفية وتحليلية ونظرية ‪،‬بإطار عام‬ ‫‪-5‬‬

‫وشامل ‪،‬ليتم وفقها تفسير الظاهرة أو المشكلة‪،‬أي انه في هذه الحالة يعد مكمالً إلجراءات‬
‫منهجية أخرى تسبقه‪،‬أو تلحقه في إطار الدراسة الشاملة ‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬الميزات العامة للمنهج التحليلي‬
‫‪5‬‬
‫المطلب األول‪ :‬خطوات تحليل المضمون‬
‫‪ -1‬تحديد مشكلة البحث أو موضوعه‪.‬‬
‫‪-2‬صياغ الفروض ‪(:‬افتراض وجود عالقة بين المتغيرات )‪.‬‬
‫‪-3‬ت حديد مجتمع البحث ‪ :‬المادة أو المواد التي سوف تخضع للبحث و الدراسة فقد يتضمن‬
‫مجتمع البحث مقاالت األعمدة الصحفية المنشورة ‪.‬‬
‫‪-4‬اختيار العينة ‪:‬موقف الصحافة من االنتخابات ‪.‬‬
‫‪-5‬تحديد رمز التحليل للعينة (جريدة الخبر‪،‬الشعب ‪،‬المجاهد)‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬وحدات تحليل المضمون ‪:‬‬
‫هي وحدات المحتوى التي يمكن إخضاعها للعد و القياس و يعطي وجودها أو غيابها و‬
‫تكرارها دالالت تفيد الباحث في تفسير النتائج الكمية هناك خمسة وحدات رئيسية هي ‪:‬‬
‫‪ - 1‬وحدة الكلمة ‪:‬تعبر عن رمز أو مفهوم أو مدلول ‪.‬‬
‫‪ - 2‬وحدة الموضوع الفكرة ‪ :‬عبارة عن جملة أو عبارة عن فكرة يدور حولها موضوع التحليل‬
‫‪ - 3‬وحدة الشخصية ‪ :‬تشير إلى األشخاص أو الشخص محور االهتمام ‪.‬‬
‫‪ - 4‬ا لوحدة الطبيعة للمادة اإلعالمية ‪ :‬قد تكون خطاب أو كتاب أو برنامج تلفزيوني و‬
‫ي ستطيع الباحث أن يصنف البرنامج التلفزيوني إلى برامج سياسية ‪،‬اقتصادية ‪ ،‬ثقافية ‪.‬‬
‫‪ - 5‬مقاييس المس احة و الزمن ‪ :‬المقاييس المادية التي يتبعها الباحث للتعرف علي المساحة‬
‫التي تشغلها المادة المنشورة في الكتب أو الصحف المطبوعة أو المدة الزمنية التي استغرقتها‬
‫المادة في اإلعالم كما تقدم لنا النتائج المتحصل عليها من استخدام هذا األسلوب كما هائال‬
‫في كثير من األحيان ‪.‬‬

‫‪ https://mawdoo3.com/5‬خطوات_تحليل_المضمون‬

‫‪15‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬التحليل الكمي و التحليل الكيفي ‪.‬‬
‫*التحليل الكمي ‪ :‬هو ترجمة المحتوي إلى أرقام و نسب و إعداد و إحصائيات و معدالت ثم‬
‫حساب التكرار لتحديد مواقع التركيز و االهتمام أو تهميش فحضور المصطلح أو غيابه في‬
‫المضمون يعطي تفسيرات و دالالت تفيد الباحث ‪.‬‬
‫*التحليل الكيفي ‪ :‬هو تفسير و تحليل نتائج و كشف أسبابها و خلفياتها لماذا كان االهتمام‬
‫وما القصد من ذلك‪.‬‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬تطبيقات منهج تحليل المضمون‪.‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬مجاالت استخدام المنهج التحليلي‬
‫‪ -1‬الكشف عن اتجاهات األفراد والجماعات إزاء موضوعات مختلفة ‪.‬‬
‫‪ -2‬المقارنة بين وسائل اإلعالم الجماهيري من حيث موضوعاتها واتجاهاتها وأهدافها‬
‫‪ -3‬قياس مدى تطبيق وسائل االتصال للمعايير واألسس اإلعالمية والثقافية والفنية ‪.‬‬
‫‪ -4‬تشخيص خصائص األسلوب األدبي أو الصحفي من خالل تحليل الرسائل المختلفة ‪.‬‬
‫‪ -5‬التعرف على الوضع النفسي واالجتماعي لألفراد والجماعات في األوضاع الطارئة‬
‫واالعتيادية من خالل تحليل الرسائل التي يعبرون بها عن أنفسهم بأي شكل من األشكال‬
‫‪ -6‬الحصول على افتراضات حول تأثير وسائل االتصال على الجمهور ‪.‬‬
‫‪ -7‬تعرف الدولة على معلومات ونوايا الدول األخرى وأهدافها وخاصة في حاالت الصراع‬
‫والحروب ‪ ،‬اذ يسعى كل طرف إلى تحليل الوثائق والتصريحات والخطب وما تنشره وسائل‬
‫اإلعالم حول الطرف اآلخر ‪.‬‬
‫إضافة إلى ذلك‪ ،‬يمكن استخدامه للتعرف على المعارف والقيم ومديات تحقيق األهداف‬
‫واآلثار التي تحملها الكتب ‪ ،‬والمناهج ‪ ،‬واألدبيات التربوية والثقافية وغيرها ‪...‬‬

‫‪16‬‬
‫المحاضرة الثالثة‪:‬‬
‫تحليل وثيقة الفصل السابع من ميثاق االمم المتحدة‬

‫‪6‬‬
‫وثيقة الفصل السابع من ميثاق االمم المتحدة‪:‬‬
‫الفصل السابع‪ :‬فيما يتخذ من األعمال في حاالت تهديد السلم واإلخالل به ووقوع العدوان‬
‫المادة ‪39‬‬
‫يقرر مجلس األمن ما إذا كان قد وقع تهديد للسلم أو إخالل به أو كان ما وقع عمالا اً من‬
‫أعمال العدوان‪ ،‬ويقدم في ذلك توصياته أو يقرر ما يجب اتخاذه من التدابير طبقا ألحكام المادتين‬
‫‪ 41‬و‪ 42‬لحفظ السلم واألمن الدولي أو إعادته إلى نصابه‪.‬‬
‫المادة ‪40‬‬
‫منعا لتفاقم الموقف‪ ،‬لمجلس األمن‪ ،‬قبل أن يقوم توصياته أو يتخذ التدابير المنصوص عليها‬
‫في المادة ‪ ،39‬أن يدعو المتنازعين لألخذ بما يراه ضروري ا أو مستحسن ا من تدابير مؤقتة‪ ،‬وال‬
‫تخل هذه التدابير المؤقتة بحقوق المتنازعين ومطالبهم أو بمركزهم‪ ،‬وعلى مجلس األمن أن‬
‫يحسب لعدم أخذ المتنازعين بهذه التدابير المؤقتة حسابه‪.‬‬
‫المادة ‪41‬‬
‫لمجلس األمن أن يقرر ما يجب اتخاذه من التدابير التي ال تتطلب استخدام القوات المسلحة‬
‫لتنفيذ ق ارراته‪ ،‬وله أن يطلب إلى أعضاء "األمم المتحدة" تطبيق هذه التدابير‪ ،‬ويجوز أن يكون‬
‫من بينها وقف الصالت االقتصادية والمواصالت الحديدية والبحرية والجوية والبريدية والبرقية‬
‫والالسلكية وغيرها من وسائل المواصالت وقفا جزئي ا أو كليا وقطع العالقات الدبلوماسية‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫‪. https://www.un.org/ar/about-us/un-charter/chapter-7‬الفصل السابع من ميثاق االمم المتخدة‬

‫‪17‬‬
‫المادة ‪42‬‬
‫إذا رأى مجلس األمن أن التدابير المنصوص عليها في المادة ‪ 41‬ال تفي بالغرض أو ثبت أنها‬
‫لم تف به‪ ،‬جاز له أن يتخذ بطريق القوات الجوية والبحرية والبرية من األعمال ما يلزم لحفظ‬
‫السلم واألمن الدولي أو إلعادته إلى نصابه‪ .‬ويجوز أن تتناول هذه األعمال المظاهرات والحصر‬
‫والعمليات األخرى بطريق القوات الجوية أو البحرية أو البرية التابعة ألعضاء "األمم المتحدة"‪.‬‬
‫المادة ‪43‬‬
‫يتعهد جميع أعضاء "األمم المتحدة" في سبيل المساهمة في حفظ السلم واألمن‬ ‫‪.1‬‬

‫الدولي‪ ،‬أن يضعوا تحت تصرف مجلس األمن بناء على طلبه وطبقا التفاق أو‬
‫اتفاقات خاصة ما يلزم من القوات المسلحة والمساعدات والتسهيالت الضرورية لحفظ‬
‫السلم واألمن الدولي ومن ذلك حق المرور‪.‬‬
‫يجب أن يحدد ذلك االتفاق أو تلك االتفاقات عدد هذه القوات وأنواعها ومدى‬ ‫‪.2‬‬

‫استعدادها وأماكنها عموم ا ونوع التسهيالت والمساعدات التي تقدم‪.‬‬


‫بناء على طلب‬
‫تجرى المفاوضة في االتفاق أو االتفاقات المذكورة بأسرع ما يمكن ا‬ ‫‪.3‬‬

‫م جلس األمن‪ ،‬وتبرم بين مجلس األمن وبين أعضاء "األمم المتحدة" أو بينه وبين‬
‫مجموعات من أعضاء "األمم المتحدة"‪ ،‬وتصدق عليها الدول الموقعة وفق مقتضيات‬
‫أوضاعها الدستورية‪.‬‬
‫المادة ‪44‬‬
‫إذا قرر مجلس األمن استخدام القوة‪ ،‬فإنه قبل أن يطلب من عضو غير ممثل فيه تقديم القوات‬
‫وفاء بااللتزامات المنصوص عليها في المادة ‪ ،43‬ينبغي له أن يدعو هذا العضو إلى‬
‫المسلحة ا‬
‫أن يشترك إذا شاء في الق اررات التي يصدرها فيما يختص باستخدام وحدات من قوات هذا العضو‬
‫المسلحة‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫المادة ‪45‬‬
‫رغبة في تمكين األمم المتحدة من اتخاذ التدابير الحربية العاجلة يكون لدى األعضاء وحدات‬
‫جوية أهلية يمكن استخدامها فو ار ألعمال القمع الدولية المشتركة‪ .‬ويحدد مجلس األمن قوى‬
‫هذه الوحدات ومدى استعدادها والخطط ألعمالها المشتركة‪ ،‬وذلك بمساعدة لجنة أركان الحرب‬
‫وفي الحدود الواردة في االتفاق أو االتفاقات الخاصة المشار إليها في المادة ‪.43‬‬
‫المادة ‪46‬‬
‫الخطط الالزمة الستخدام القوة المسلحة يضعها مجلس األمن بمساعدة لجنة أركان الحرب‪.‬‬
‫المادة ‪47‬‬
‫تشكل لجنة من أركان الحرب تكون مهمتها أن تسدي المشورة والمعونة إلى مجلس‬ ‫‪.1‬‬

‫األمن وتعاونه في جميع المسائل المتصلة بما يلزمه من حاجات حربية لحفظ السلم‬
‫واألمن الدولي والستخدام القوات الموضوعة تحت تصرفه وقيادتها ولتنظيم التسليح‬
‫ونزع السالح بالقدر المستطاع‪.‬‬
‫تشكل لجنة أركان الحرب من رؤساء أركان حرب األعضاء الدائمين في مجلس األمن‬ ‫‪.2‬‬

‫أو من يقوم مقامهم‪ ،‬وعلى اللجنة أن تدعو أي عضو في "األمم المتحدة" من‬
‫األعضاء غير الممثلين فيها بصفة دائمة لإلشراف في عملها إذا اقتضى حسن قيام‬
‫اللجنة بمسؤولياتها أن يساهم هذا العضو في عملها‪.‬‬
‫لجنة أركان الحرب مسؤولة تحت إشراف مجلس األمن عن التوجيه االستراتيجي ألية‬ ‫‪.3‬‬

‫قوات مسلحة موضوعة تحت تصرف المجلس‪ .‬أما المسائل المرتبطة بقيادة هذه‬
‫القوات فستبحث فيما بعد‪.‬‬
‫خولها ذلك مجلس األمن وبعد‬
‫للجنة أركان الحرب أن تنشئ لجانا فرعية إقليمية إذا ّ‬ ‫‪.4‬‬

‫التشاور مع الوكاالت اإلقليمية صاحبة الشأن‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫المادة ‪48‬‬
‫األعمال الالزمة لتنفيذ ق اررات مجلس األمن لحفظ السلم واألمن الدولي يقوم بها جميع‬ ‫‪.1‬‬

‫أعضاء "األمم المتحدة" أو بعض هؤالء األعضاء وذلك حسبما يقرره المجلس‪.‬‬
‫يقوم أعضاء "األمم المتحدة" بتنفيذ الق اررات المتقدمة مباشرة وبطريق العمل في‬ ‫‪.2‬‬

‫الوكاالت الدولية المتخصصة التي يكونون أعضاء فيها‪.‬‬


‫المادة ‪49‬‬
‫يتضافر أعضاء "األمم المتحدة" على تقديم المعونة المتبادلة لتنفيذ التدابير التي قررها مجلس‬
‫األمن‪.‬‬
‫المادة ‪50‬‬
‫إذا اتخذ مجلس األمن ضد أية دولة تدابير منع أو قمع فإن لكل دولة أخرى ‪ -‬سواء أكانت من‬
‫أعضاء "األمم المتحدة" أم لم تكن ‪ -‬تواجه مشاكل اقتصادية خاصة تنشأ عن تنفيذ هذه التدابير‪،‬‬
‫الحق في أن تتذاكر مع مجلس األمن بصدد حل هذه المشاكل‪.‬‬
‫المادة ‪51‬‬
‫ليس في هذا الميثاق ما يضعف أو ينتقص الحق الطبيعي للدول‪ ،‬فرادى أو جماعات‪ ،‬في الدفاع‬
‫عن أنفسهم إذا اعتدت قوة مسلحة على أحد أعضاء "األمم المتحدة" وذلك إلى أن يتخذ مجلس‬
‫األمن التدابير الالزمة لحفظ السلم واألمن الدولي‪ ،‬والتدابير التي اتخذها األعضاء استعماالا لحق‬
‫الدفاع عن النفس تبلغ إلى المجلس فورا‪ ،‬وال تؤثر تلك التدابير بأي حال فيما للمجلس ‪-‬‬
‫بمقتضى سلطته ومسؤولياته المستمرة من أحكام هذا الميثاق ‪ -‬من الحق في أن يتخذ في أي‬
‫وقت ما يرى ضرورة التخاذه من األعمال لحفظ السلم واألمن الدولي أو إعادته إلى نصابه‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫الفصل السادس‪ :‬في حل المنازعات حال سلميا‬
‫المادة ‪33‬‬
‫‪ -1‬يجب على أطراف أي نزاع من شأن استمراره أن يعرض حفظ السلم واألمن الدولي‬
‫للخطر أن يلتمسوا حله بادئ ذي بدء بطريق المفاوضة والتحقيق والوساطة والتوفيق‬
‫والتحكيم والتسوية القضائية‪ ،‬أو أن يلجأوا إلى الوكاالت والتنظيمات اإلقليمية أو غيرها من‬
‫الوسائل السلمية التي يقع عليها اختيارها‪.‬‬
‫‪ -2‬ويدعو مجلس األمن أطراف النزاع إلى أن يسووا ما بينهم من النزاع بتلك الطرق إذا‬
‫رأى ضرورة ذلك‪.‬‬
‫المادة ‪34‬‬
‫لمجلس األمن أن يفحص أي نزاع أو أي موقف قد يؤدي إلى احتكاك دولي أو قد يثير نزاعا‬
‫لكي يقرر ما إذا كان استمرار هذا النزاع أو الموقف من شأنه أن يعرض للخطر حفظ السلم‬
‫واألمن الدولي‪.‬‬
‫المادة ‪35‬‬
‫‪ -1‬لكل عضو من "األمم المتحدة" أن ينبه مجلس األمن أو الجمعية العامة إلى أي نزاع‬
‫أو موقف من النوع المشار إليه في المادة الرابعة والثالثين‪.‬‬
‫‪ -2‬لكل دولة ليست عضوا في "األمم المتحدة" أن تنبه مجلس األمن أو الجمعية العامة إلى‬
‫أي نزاع تكون طرفا فيه إذا كانت تقبل مقدما في خصوص هذا النزاع التزامات الحل السلمي‬
‫المنصوص عليها في هذا الميثاق‪.‬‬
‫‪ -3‬تجرى أحكام المادتين ‪ 11‬و ‪ 12‬على الطريقة التي تعالج بها الجمعية العامة المسائل‬
‫التي تنبه إليها وفقا لهذه المادة‪.‬‬
‫المادة ‪36‬‬
‫‪ -1‬لمجلس األمن في أية مرحلة من مراحل نزاع من النوع المشار إليه في المادة ‪ 33‬أو‬
‫موقف شبيه به أن يوصي بما يراه مالئما من اإلجراءات وطرق التسوية‪.‬‬
‫‪21‬‬
‫‪ -2‬على مجلس األمن أن يراعي ما اتخذه المتنازعون من إجراءات سابقة لحل الن ازع القائم‬
‫بينهم‪.‬‬
‫‪ -3‬ع لى مجلس األمن وهو يقدم توصياته وفقا لهذه المادة أن يراعي أيضا أن المنازعات‬
‫القانونية يجب على أطراف النزاع ‪-‬بصفة عامة‪ -‬أن يعرضوها على محكمة العدل الدولية‬
‫وفقا ألحكام النظام األساسي لهذه المحكمة‪.‬‬
‫المادة ‪37‬‬
‫‪ -1‬إذا أخفقت الدول التي يقوم بينها نزاع من النوع المشار إليه في المادة ‪ 33‬في حله‬
‫بالوسائل المبينة في تلك المادة وجب عليها أن تعرضه على مجلس األمن‪.‬‬
‫‪ -2‬إ ذا رأى مجلس األمن أن استمرار هذا النزاع من شأنه في الواقع‪ ،‬أن يعرض للخطر‬
‫حفظ السلم واألمن الدولي قرر ما إذا كان يقوم بعمل وفقا للمادة ‪ 36‬أو يوصي بما يراه‬
‫مالئما من شروط حل النزاع‪.‬‬
‫المادة ‪38‬‬
‫لمجلس األمن ‪-‬إذا طلب إليه جميع المتنازعين ذلك‪ -‬أن يقدم إليهم توصياته بقصد حل‬
‫‪7‬‬
‫النزاع حال سلميا‪ ،‬وذلك بدون إخالل بأحكام المواد من ‪ 33‬إلى ‪.37‬‬

‫‪ 7‬المتحدة‪ ,‬الجمعية العامة لالمم" ‪. 1945.‬الفصل السابع من ميثاق االمم المتحدة "‪.‬اعالن‪ ,‬سان فرانسيسكو ‪https://www.un.org/ar/about-‬‬
‫‪us/un-charter/full-text.‬‬

‫‪22‬‬
‫التحليل‪:‬‬
‫وثيقة الفصل السابع من ميثاق االمم المتحدة هو معاهدة دولية تم وضعها من طرف ‪ 51‬دولة‪.‬‬
‫سميت المعاهدة بسان فرانسيسكو النها تم توقيعها في هته المنطقة بتاريخ ‪ 24‬اكتوبر ‪.1945‬‬
‫الوثيقة هي اهم فصل في ميثاق االمم المتحدة تبدا من المادة ‪ 39‬الى ‪.51‬‬
‫الوثيقة هي الفصل رقم ‪ 7‬الميثاق يبين دور مجلس االمن و اختصاصه في حفظ السلم و‬
‫االمن الدوليين‪.‬‬
‫تتمثل مهامه في استخدام االليات سواء سلمية او استخدام القوة‪.‬‬
‫تمثل كل من المواد ‪ 39‬و ‪ 41‬و ‪ 42‬صلب الفصل و اعمقها من ناحية مهام مجلس االمن‬
‫من خالل استخدام القوة سواء من خالل فرض عقوبات اقتصادية او الحصار او استخدام القوة‬
‫العسكرية ضد كل دولة تشكل تهديدا على للسلم و االمن الدوليين‪.‬‬
‫الوثيقة مكتوبة باللغات الستة هي العربية و الصينية و االنجليزية و الفرنسية و الوروسية و‬
‫االسبانية‪.‬‬
‫كانت الحرب العالمية الثانية من االسباب الرئيسية لتاسيس الميثاق بفصوله نظ ار للخسائر‬
‫البشرية الكبيرة التي عرفتها البشرية نتيجة الحرب و التصادم لذا تم العمل على ايجاد ميثاق‬
‫ينظم عالقات الدول مع بعضها البعض و يضبطها ‪.‬‬
‫لتحليل وثيقة الفصل السابع نطرح االشكالية التالية‪:‬‬
‫هل فعال يساهم ق اررات مجلس االمن في ضبط او التقليل من الفوضى العالقات الدولية؟‬
‫ميثاق األمم المتحدة بأبوابه التسعة عشر وبنوده المئة واألحد عشر بنداً‪ ،‬ثم التوقيع عليه يوم‬
‫‪ 26‬حزيران (يونيو) ‪ ،1945‬وأصبح نافذاً في ‪ 24‬تشرين األول (أكتوبر) ‪ ،1945‬ويعتبر‬
‫النظام األساسي لمحكمة العدل الدولية جزءاً متمماً للميثاق وفي ‪ 17‬كانون األول (ديسمبر)‬
‫‪ ،1963‬تم إدخال تعديالت على عدد من بنود الميثاق‪ ،‬كتوسيع عدد أعضاء مجلس األمن‬
‫من أحد عشر عضواً إلى خمسة عشر عضواً بتعديل المادة ‪ .23‬كما تم تعديل المادة ‪61‬‬
‫لتسمح بزيادة عدد أعضاء المجلس االقتصادي واالجتماعي من ثمانية عشر عضواً إلى سبعة‬
‫‪23‬‬
‫وعشرين عضواً‪ ،‬وتعديل المادة ذاتها في ‪ 24‬أيلول (سبتمبر) ‪ 1973‬بزيادة عدد أعضاء‬
‫المجلس المذكور إلى أربعة وخمسين عضواً وفي ‪ 20‬كانون األول (ديسمبر) ‪ ،1965‬جرى‬
‫التعديل األهم‪ ،‬من وجهة نظر بعض القانونيين‪ ،‬حيث أدخلت الجمعية العامة لألمم المتحدة‬
‫تعديالت على المادة ‪ 109‬من الميثاق وتقضي بجواز عقد مؤتمر عام ألعضاء األمم المتحدة‬
‫إلعادة النظر في الميثاق في الزمان والمكان اللذين تحددهما الجمعية العامة بأغلبية ثلثي‬
‫أعضائها‪ ،‬وبموافقة تسعة من أعضاء مجلس األمن (دائمين أم غير دائمين)‪ ،‬أما الفقرة الثالثة‬
‫من المادة نفسها‪ ،‬والتي تتناول مسألة النظر في إمكانية الدعوة إلى عقد هذا المؤتمر‪ ،‬فقد‬
‫بقيت في صيغتها األصلية بإشارتها إلى «موافقة سبعة من أعضاء مجلس األمن» وسمح‬
‫الفصل السابع من الميثاق‪ ،‬بشن عمليات عسكرية لقوات تحالف دولي في الحرب الكورية‬
‫(‪ 1950‬ـ ‪ ،)1953‬وفي حرب الخليج الثانية في العام ‪ ،1991‬كما لعب دو اًر في التمهيد لغزو‬
‫العراق في العام ‪ ،2003‬وتشكلت بموجبه قوات «حفظ السالم» في كوسوفو‪ ،‬وتيمور الشرقية‪،‬‬
‫سيراليون‪ ،‬الكونغو‪ ..‬وغيرها‪.‬‬
‫يختص الفصل السابع من ميثاق االمم المتحدة‪( :‬فيما يتخذ من اعمال في حاالت تهديد السلم‬
‫واالخالل به ووقوع العدوان)‪ .‬كما ورد في عنوان الفصل السابع وهو يتكون من ثالثة عشر‬
‫(‪ )13‬مادة تبدأ بالمادة (‪ )39‬وتنتهي بالمادة (‪ .)51‬وقد تعلق امر العراق بالفصل السابع بعد‬
‫قرار مجلس االمن رقم (‪ )678‬لسنة (‪ )1990‬على اثر دخول القوات العراقية دولة الكويت‬
‫باوامر من صدام حسين باعتباره قائدا اعلى للقوات المسلحة في حينها‪ ،‬حيث سمح القرار‬
‫الدولي باستخدام القوة المسلحة الخراج العراق من الكويت وفقا لما ورد من نصوص في الفصل‬
‫السابع من ميثاق االمم المتحدة‪ .‬مع مالحظة ان المسوغ القانوني لبقاء العراق تحت الفصل‬
‫السابع قد سقط بسقوط النظام السابق لكن المجتمع الدولي يرفض هذا التفسير ويحتج ان‬
‫الشكل القانوني يقضي بعدم الغاء نص او قرار‪ ،‬إال بنص أو قرار جديدين‪ ،‬وهو ترتيب قانوني‬
‫ال خالف عليه‪ ،‬غير أن الشكل القانوني الذي يتعلق بالحالة قد تبدل‪ ،‬وتبدل الحالة وانتفائها‬
‫سيعني تبدل الحجة القانونية وفق ذلك‬
‫‪24‬‬
‫وسمح الفصل عينه لمجلس األمن باتخاذ «إجراءات عقابية» إذا ما ارتأى أن هناك ما يهدد‬
‫«السالم واألمن الدوليين»‪ ،‬وهو ما يدعم اتجاهاً قانونياً يدعو إلى تضييق وتحديد مجال التدخل‪،‬‬
‫ليقتصر على العمل الجماعي في إطار األمم المتحدة‪ ،‬ويرفض استخدام القوة من قبل دولة‬
‫ذات سيادة‪ ،‬على دولة أخرى ذات سيادة دون ٍ‬
‫تبن واضح لألمم المتحدة وبقرار وفق البند‬
‫السابع‪ ،‬ودون تقديم بينة واضحة حول «أهلية» و«الصالحية الحصرية» التي تضطلع بها‬
‫الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس األمن (الواليات المتحدة ـ فرنسا ـ بريطانيا ـ روسيا‬
‫والصين) التي من المفترض بها أن تحاجج بكون واقعة ما تشكل دون سواها «تهديداً لألمن‬
‫والسالم الدوليين»‪ ،‬ودون تعريف واضح لـ«السالم واألمن الدوليين»‪ .‬وهو ما يدفع بدول «العالم‬
‫الثالث» والدول الصغيرة إلى التخوف من إمكانية استغالل هذه النقطة للتدخل في شؤونها‬
‫الداخلية‪ ،‬تحت عناوين ومسميات عدة ال تعريف واضحاً ومحدداً ومتفقاً عليه دولياً لها‪،‬‬
‫كـ«اإلرهاب» و«السالم واألمن الدوليين» و«القانون الدولي» و«الشرعية الدولية»وأسفرت‬
‫ق اررات مجلس األمن وفق الفصل السابع في العراق‪ ،‬عن نتائج كارثية أدت إلى موت ماليين‬
‫األطفال العراقيين نتيجة للحصار الذي طبق عليه على امتداد عقد ونيف من الزمن‪ .‬كما‬
‫واجهت ق اررات المجلس نفسه فشالً كبي اًر في تطبيقها على امتداد عقود من الزمن‪ ،‬على األرض‬
‫بإنهاء االحتالل اإلسرائيلي لألراضي الفلسطينية والعربية ويناقض الفصل السابع في مضمونه‬
‫المادة ‪ 4‬من ميثاق األمم المتحدة‪ ،‬التي تدعو جميع الدول إلى «االمتناع عن استخدام القوة‬
‫أو التلويح باستخدامها ضد دولة أخرى بما يمس إقليمها أو استقاللها (‪ .»)..‬وهذا بحد ذاته‬
‫سالح تلجأ إليه الدول الفقيرة والمحايدة في وجه التدخالت الخارجية بغطاء دولي‪.‬‬
‫مقارنة بين الفصلين السادس والسابع من ميثاق األمم المتحدة‪:‬‬
‫إن المقارنة بين الفصلين السادس والسابع من ميثاق األمم المتحدة هو موضوع يطرح نفسه‬
‫بإلحاح عند تن اول أي مسألة تدخل ضمن اختصاص مجلس األمن‪ ،‬ذلك أن تداخل القانوني‬
‫بالسياسي في عمل هذا الجهاز الدولي‪ ،‬من شأنه أن يؤثر على عملية تصنيف المشاكل الدولية‬
‫المطروحة عليه وادخالها ضمن الفصل السادس أو الفصل السابع من الميثاق‪ ،‬حيث ال تعتمد‬
‫‪25‬‬
‫في ذلك في أغلب األحيان نفس المقاييس‪ ،‬بسبب خضوع مجلس األمن لمصالح الدول الكبرى‪،‬‬
‫خاصة تلك المتمتعة باستعمال حق النقض الفيتو‪ .‬سنحاول تجنب الخوض هنا في البعد‬
‫السياسي لعمل المجلس وسنكتفي بإيضاح الفرق من الناحية القانونية بين أن تقع مسألة ما‬
‫ضمن الفصل السادس أو أن تقع ضمن الفصل السابع من ميثاق األمم المتحدة‪ .‬سيقودنا ذلك‬
‫تدريجيا للبحث في المسائل التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬موقع مجلس األمن داخل المنظمة الدولية‪:‬‬
‫على خالف الجمعية العامة التي تضم كل الدول األعضاء في األمم المتحدة فإن مجلس األمن‬
‫ال يضم سوى خمسة عشر عضوا منها خمسة أعضاء فقط دائمة العضوية وهي تتمثل بالدول‬
‫الكبرى أي الواليات المتحدة األميركية وفرنسا وبريطانية وروسيا والصين باإلضافة إلى عشرة‬
‫أعضاء غير دائمين ينتخبون كل سنتين من بين الدول الباقية من قبل الجمعية العامة التي‬
‫تأخذ بعين االعتبار مدى مساهمة الدول في المحافظة على األمن والسلم الدوليين وغير ذلك‬
‫من أهداف األمم المتحدة باإلضافة إلى التوزيع الجغرافي العادل‪ .‬واذا كان ميثاق األمم المتحدة‬
‫خصص الفصل الخامس منه لمجلس األمن فهو في الحقيقة يحدد صالحياته في الفصول‪:‬‬
‫قد ّ‬
‫السادس والسابع والثامن والثاني عشر المتعلقة بمسائل السلم واألمن الدوليين ووسائل حل‬
‫النزاعات الدولية‪.‬‬
‫‪ -2‬المهمة الموكلة إلى المجلس‪:‬‬
‫أوكلت المنظمة إلى مجلس األمن المسؤولية األساسية في الحفاظ على األمن والسلم الدوليين‪.‬‬
‫ويعتبر وهو يمارس مهامه أنه يقوم بذلك باسم أعضاء األمم المتحدة جميعا‪.‬‬
‫واذ حدد الميثاق أن مجلس األمن يجب أن يراعي في ممارسة صالحياته أهداف ومبادئ األمم‬
‫المتحدة فإن انتهاكا كبي ار قد أصاب هذه المهمة السامية لمجلس األمن حين أعطيت الدول‬
‫الكبرى حق النقض الفيتو في الوقت الذي ال تراعي هذه الدول جانب الحق والمساواة والعدالة‬
‫بين الشعوب وهي تنظر في المشاكل التي تحصل وتدخل ضمن اختصاص المجلس ‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫وقد تم تحديد مهام مجلس األمن في الفصول السادس والسابع والثامن والثاني عشر لكن‬
‫الفصالن السادس والسابع يثيران الجدل أكثر من غيرهما من ناحية لتداخلهما ومن ناحية‬
‫ثانية ألهمية أن يكون الموضوع المطروح على بساط البحث داخال ضمن نطاق الفصل‬
‫السادس وليس السابع أو العكس ألن ذلك من شأنه أن ينقل تدخل مجلس األمن من الصيغة‬
‫السلمية إلى الصيغة الردعية مع ما يحتمله ذلك من عقوبات يمكن أن تمارس ضد الدولة‬
‫المعنية‪.‬‬
‫الفصل السادس والحلول الدبلوماسية للنزاعات الدولية‪:‬‬ ‫‪-3‬‬

‫يتعلق الفصل السادس بموضوع تسوية الخالفات بشكل سلمي وهو يتضمن ثمانية مواد (‪-33‬‬
‫‪) 38‬حيث تنص المادة ‪ 33‬على ما يلي‪ :‬يتعهد األطراف الذين تنشأ بينهم خالفات من شأنها‬
‫أن تشكل تهديداً لألمن والسلم الدوليين باللجوء لحلها إلى الطرق السلمية أي‪ :‬التفاوض‪،‬‬
‫التحقيق‪ ،‬الوساطة‪ ،‬التسوية‪ ،‬التحكيم بالوسائل القانونية أو باللجوء إلى المنظمات واالتفاقات‬
‫اإلقليمية أو إلى أي وسيلة سلمية يتم اختيارها من قبلهم ( فقرة ‪ .)1‬كما يمكن لمجلس األمن‬
‫إذا ارتأى ذلك ضرورياً أن يدعو األطراف إلى حل خالفاتهم بهذه الوسائل(فقرة ‪.)2‬‬
‫يحق لمجلس األمن إجراء التحقيق للتأكد إذا كان خالف ما أو وضع ما ناشئ بين األمم يشكل‬
‫إذا ما استمر تهديداً لألمن والسلم الدوليين (المادة ‪.) 34‬‬
‫يحق ألي دولة عضو في األمم المتحدة (المادة ‪ ،35‬فقرة ‪ ) 1‬أو غير عضو(فقرة ‪ 2‬من‬
‫نفس المادة) أن تلفت انتباه المجلس إلى كون خالف ما أو وضع ما هو ذو طبيعة مماثلة لما‬
‫ذكر في المادة ‪ 34‬أي من شأنه إذا استمر أن يهدد األمن والسلم الدوليين‪.‬‬
‫بإمكان المجلس في أي لحظة من تطور النزاع الموصوف في المادة ‪ 33‬أو أي وضع مماثل‪،‬‬
‫أن يوصي بتدابير أو بوسائل لتسوية هذا الوضع أو النزاع بالطريقة المناسبة (المادة ‪ ،36‬فقرة‬
‫‪.)1‬‬
‫يأخذ مجلس األمن بعين االعتبار في ممارسته لمهمته هذه كل التدابير المعتمدة من قبل‬
‫األطراف لتسوية النزاع المذكور(فقرة ‪.)2‬‬
‫‪27‬‬
‫بإمكان الفرقاء في نزاع معين إذا فشلوا في تسوية خالفاتهم أن يلجئوا بأنفسهم إلى مجلس‬
‫األمن بغية إيجاد حل لهذه الخالفات (المادة ‪ ،37‬فقرة ‪ ،)1‬حينها يقرر المجلس إذا كان‬
‫استمرار الوضع من شأنه أن يهدد األمن والسلم الدوليين ومن ثم يلجأ إلى تطبيق المادة ‪36‬‬
‫أو يتخذ أي إجراء آخر يراه مناسبا‪.‬‬
‫حين يكون النزاع ذو طبيعة قانونية يحال من قبل الدول األطراف فيه إلى محكمة العدل الدولية‬
‫إما بمحض إرادتهم إما بماء على توصية من قيل مجلس األمن (المادة ‪،36‬فقرة ‪ .)3‬ويكون‬
‫النزاع قانونيا إذا تعلق األمر بتفسير اتفاقية أو نقطة قانونية أو انتهاك واجب دولي حيث تنظر‬
‫المحكمة بطبيعة االنتهاك وتحدد التعويض عنه‪ ،‬والمحكمة هي التي تقرر ما إذا كانت المسألة‬
‫أو الخالف المرفوع أمامها يدخل ضمن صالحياتها أم ال (المادة ‪ 36‬من نظام محكمة العدل‬
‫الدولية)(‪.)1‬‬
‫نستنتج مما تقدم أنه حسب الفصل السادس يتم تسوية الخالفات الدولية بالطرق السلمية‪.‬‬
‫الفصل السابع والتدبير في حال تهديد السلم أو تخريبه وفي حال العدوان أو الحلول‬ ‫‪-4‬‬

‫الردعية‪.‬‬
‫تحدد المادة ‪ 39‬وهي المادة األولى من الفصل السابع المذكور مهمة مجلس األمن الرامية إلى‬
‫التثبت من وجود تهديد أو اضطراب للسلم الدولي أو حلة اعتداء وفي حال اإليجاب يتخذ‬
‫المجلس توصيات أو يقرر أي تدابير يجب أن تتخذ وفقا للمادتين ‪ 41‬و ‪ 42‬من أجل تثبيت‬
‫أو است تباب السلم واألمن الدوليين‪ .‬غير أن المجلس يعمد قبل اتخاذ أية توصية أو إقرار أي‬
‫تدابير عمال بالمادة الذكورة بإمكانه دعوة األطراف المعنية لكي تلتزم بتدابير استباقية يراها‬
‫مناسبة أو مستحبة‪ .‬هذه التدابير االحتياطية ال تمس أبدا حقوق األطراف المعنية أو ادعاءاتها‬
‫أو مواقفها‪ .‬ويأخذ المجلس بعين االعتبار اإلخفاق المترتب على عدم التقيد بهذه التدابير(المادة‬
‫‪.)40‬‬
‫ولكن ما هي التدابير التي يمكن أن يوصي بها أو يقررها مجلس األمن وفقا للمادتين ‪41‬‬
‫و‪.42‬‬
‫‪28‬‬
‫التدابير التي تنص عليها المادة ‪:41‬‬ ‫‪-5‬‬

‫يحدد مجلس األمن نوع التدابير التي ال تشكل لجوءا إلى القوة والتي يمكن اللجوء إليها لفرض‬
‫تنفيذ هذه الق اررات ويدعو األطراف للتقيد بها‪ .‬هذه التدابير تشمل قطع العالقات االقتصادية‬
‫التام أو الجزئي‪ ،‬أو قطع المواصالت البرية أو البحرية أو الجوية أو البريدية أو التلغرافية أو‬
‫الراديو ألكتريكية أو أية وسيلة اتصاالت أخرى‪ ،‬باإلضافة إلى قطع العالقات الدبلوماسية‪.‬‬
‫التدابير التي تنص عليها المادة ‪:42‬‬ ‫‪-6‬‬

‫فعالة يمكنه عندها أن يتخذ أي عمل يراه مناسبا‬


‫إذا قدر المجلس أن التدابير المتخذة غير ّ‬
‫لتثبيت أو إعادة األمن والسلم الدوليين وذلك باللجوء إلى استعمال القوات الجوية أو البحرية‬
‫يشمل مظاهر مسلحة أو إجراءات حصار أو غيرها من‬ ‫أو البرية‪ .‬هذا العمل يمكن أن‬
‫التدابير التي يمكن أن تنفذها القوات المسلحة الجوية أو البحرية أو البرية التابعة للدول‬
‫األعضاء في منظمة األمم المتحدة‪.‬‬
‫طبعا ليست األمم المتحدة دولة وال تمتلك قوات مسلحة لذلك فهي تستعين في حال قرر مجلس‬
‫األمن اتخاذ تدابير عسكرية ضمن إطار مهمة الحفاظ على األمن والسلم الدوليين بالدول‬
‫األعضاء التي تضع تحت تصرف مجلس األمن وبناء على طلبه ووفقاً التفاقيات خاصة‬
‫تبرمها مع المنظمة فرقا من قواتها المسلحة كما تتعهد بتقدم كل مساعدة الزمة أو تسهيالت‬
‫ضرورية لتثبيت األمن والسلم الدوليين كحق المرور مثال(المادة ‪ .)43‬في هذا اإلطار يمكن‬
‫حتى لدولة غير عضو في المنظمة إذا قبلت بذلك أن تساهم في تقديم قوات مسلحة(المادة‬
‫‪ .)44‬هذا وقد وضعت بعض الدول تسهيال لعمل عسكري عاجل من قبل المنظمة فرق جوية‬
‫وطنية يمكن استدعاؤها فو ار حين تدعو الحاجة إلى عمل ردعي دولي مشترك(المادة ‪.)45‬‬
‫توضع خطط استخدام القوات المسلحة باإلشتراك بين مجلس األمن ولجنة هيئة األركان(المادة‬
‫‪ ) 46‬التي يتم تأليفها من رؤساء األركان في الدول الدائمة العضوية في مجلس األمن ‪ .‬ينضم‬
‫إلى هيئة األركان الد ائمة كل عضو في األمم المتحدة إذا كان انضمامه من شأنه أن يساعد‬
‫في تحسين أداء الهيئة لمهمتها‪ .‬تكون هيئة األركان الموضوعة تحت سلطة مجلس األمن‬
‫‪29‬‬
‫مسؤولة عن القيادة اإلستراتيجية لكل القوات المسلحة الموضوعة بتصرف مجلس األمن (المادة‬
‫‪ )47‬أما القيادة الميدانية لهذه القوات فيتم تحديدها الحقا‪ .‬يمكن لهيئة األركان العليا أن تنشأ‬
‫هيئات أركان فرعية إقليمية إذا سمح لها مجلس األمن بذلك وبعد استشارة المنظمات اإلقليمية‬
‫المعنية(المادة ذاتها‪ ،‬فقرة ‪.)4‬‬
‫بناء على تقدير مجلس األمن يصار إلى اتخاذ كل التدابير الضرورية من أجل استتباب األمن‬
‫والسلم الدوليين إما من قبل الدول األعضاء مجتمعة أومن قبل بعضها فقط (المادة ‪.)48‬‬
‫إن ما تقدم حتى اآلن يظهر مدى خضوع أي عمل عسكري دولي إلرادة الدول الدائمي العضوية‬
‫في مجلس األمن‪ ،‬سواء فيما يتعلق بتقرير التدابير العسكرية أو في قيادة القوات أو فيما يتعلق‬
‫باإلستراتيجيات الموضوعة‪ .‬من هنا وحتى إشعار آخر ستبقى عمليات األمم المتحدة العسكرية‬
‫غير حيادية وواضحة اإلنحياز لرؤية ومصالح الدول الكبرى‪ .‬إن العمل العالمي المشترك‬
‫المتعلق بالحفاظ على األمن والسلم الدوليين والتي يمكن أن توحي به بعض التعابير المستخدمة‬
‫حين يشار مثال من أن الدول األعضاء في األمم المتحدة تتعاون فيما بينها من أجل تنفيذ‬
‫التدابير التي يقررها مجلس األمن (المادة ‪ )49‬ال يلبث أن يتالشى فو ار عندما نصل في نهاية‬
‫المطاف لنرى أن كل الدول األعضاء في المنظمة أصبحت فيما يتعلق بهذه المهمة على‬
‫أهميتها تحت وصاية مجلس األمن الذي هو بدوره تحت وصاية الدول الدائمة العضوية فيه‬
‫أي الدول الصناعية الكبرى وعلى رأسها الواليات المتحدة‪.‬‬
‫إن هذه المسألة تصبح أكثر خطورة بقدر ما تعطى ق اررات مجلس األمن قوة تنفيذية في هذا‬
‫المجال كالفقرة الثانية مثال من المادة ‪ 48‬والتي تنص على أن ق اررات المجلس تنفذ من قبل‬
‫الدول األعضاء في األمم المتحدة مباشرة وبفضل عملها في المؤسسات الدولية المعنية والتي‬
‫هي عضو فيها‪.‬‬
‫حدود ق اررات مجلس األمن في مجال الحفاظ على األمن والسلم الدوليين‪:‬‬ ‫‪-7‬‬

‫لحسن الحظ أن هناك مخارج قانونية تمكن من التصدي الستبداد الدول الكبرى وتحكمها‬
‫بمصير العالم عن طريق استعمال القوة ولجوئها الدائم تقريبا إلى مجلس األمن لكي تعطي‬
‫‪30‬‬
‫غطاء شرعيا للتدابير غير الشرعية التي تقدم عليها في شتى أنحاء العالم تحت شعارات‬
‫مختلفة‪ .‬هذه المخارج القانونية تتمثل‪ :‬من ناحية بوجوب التزام مجلس األمن بأهداف وغايات‬
‫األمم المتحدة في ممارسته لمهمته المتمثلة أساسا في الحفاظ على األمن والسلم الدوليين بشكل‬
‫صحيح وحيادي‪ ،‬ومن ناحية ثانية بحق الدولة ضحية التدابير الدولية المتخذة بأن تحتج على‬
‫الظلم الذي يلحق بها من جراء التدابير غير المنصفة كما في نص المادة ‪ 50‬من الميثاق‪:‬‬
‫للدولة التي تستهدفها تدابير مجلس األمن الوقائية أو الهجومية والتي هي في وضع اقتصادي‬
‫صعب أن تطلب من المجلس إعفاءها من هذه العقوبات؛ كما بإمكانها أن تدفع بحق الدفاع‬
‫المشروع عن النفس كما في المادة ‪ 51‬والتي جاء فيها‪ :‬أن أي من التدابير المذكورة في الميثاق‬
‫ال يمكن أن ينت هك الحق الطبيعي في الدفاع عن النفس الفردي أو الجماعي‪ ،‬في حال كان‬
‫أحد أعضاء األمم المتحدة موضع اعتداء مسلح إلى حين يتخذ مجلس األمن التدابير الالزمة‬
‫لتثبيت األمن والسلم الدوليين‪ .‬التدابير المتخذة من قبل األعضاء في سبيل الدفاع عن النفس‬
‫ترفع إلى مجلس األمن وهذا ال يمس بقدرة وواجب المجلس من التصرف في أي وقت كان‬
‫وبالطريقة التي يراها مناسبة لتثبيت األمن والسلم الدوليين‪.‬‬
‫مجلس األمن والعمل اإلقليمي‬ ‫‪-8‬‬

‫من خالل ممارسته لمهامه في ميدان المحافظة على األمن والسلم الدوليين ترك المجال أمام‬
‫المنظمات اإلقليمية كي تمارس واجباتها المنصوص عليها في اتفاقيات الدول األطراف فيها‬
‫طالما أن العمل يهدف إلى معالجة وضع إقليمي يهدد األمن والسلم الدوليين وطالما أن نشاط‬
‫هذه المنظمات يحترم أهداف ومبادئ األمم المتحدة(المادة ‪ ، 52‬فقرة ‪.)1‬‬
‫إن ميثاق األمم المتحدة يجعل من المعالجة اإلقليمية لألوضاع المتأزمة والتي تمس باألمن‬
‫والسلم الدوليين واجبا على الدول األعضاء في المعاهدة اإلقليمية حيث يطلب منها بذل أقس‬
‫جهدها إليجاد الحلول بالطرق السلمية قبل إحالة األمر إلى مجلس األمن سواء اتخذت هذه‬
‫الدول المبادرة من تلقاء نفسها أو بناء على دعوة من مجلس األمن ذاته‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫إن هذا االمتياز اإلقليمي ال يتعارض مع نص المادتين ‪ 34‬و ‪ 35‬واللتان تعطيان الحق‬
‫لمجلس األمن لتتحقق مما إذا كان وضع ما يشكل تهديدا لألمن والسلم الدوليين يقوم بذلك من‬
‫تلقاء نفسه (مادة ‪ )34‬أو بناء على طلب أحد الدول األعضاء أو حتى غير األعضاء(المادة‬
‫‪ )35‬في لفت ا نتباه المجلس إلى ذلك أو حتى لفت انتباه الجمعية العامة(المادة ‪ ،35‬فقرة ‪2‬‬
‫و‪.)3‬‬
‫إن الميثاق يمنح الدول التي تربطها معاهدات إقليمية الحق باللجوء إلى القوة لوضع حد العتداء‬
‫تتعرض له أحد الدول األطراف في المعاهدة اإلقليمية أو لمعالجة أي وضع يشكل أو من شأنه‬
‫إذا است مر أن يشكل تهديدا لألمن والسلم الدوليين‪ .‬أي يعطيها الحق بأن تتصرف بمقتضى‬
‫الفصل السابع غير أن ذلك العمل مشروط بموافقة مجلس األمن‪.‬‬
‫يستثنى الميثاق من موافقة مجلس األمن العمل الردعي اإلقليمي الموجه ضد "دولة عدوة"‬
‫والمقصود بها الدول التي كانت تعتبر كذلك من قبل الدول الحليفة خالل الحرب العالمية الثانية‬
‫(المادة ‪ 53‬فقرة ‪ 1‬و‪ 2‬والمادة ‪ ،)107‬وفي ذلك ما فيه من ثغرات ومن انحياز في بعض‬
‫نصوص ميثاق األمم المتحدة لصالح الدول الحليفة التي انتصرت خالل الحرب العالمية الثانية‬
‫والتي جاء الميثاق كثمرة مباشرة لها‪.‬‬
‫دور الجمعية العامة لألمم المتحدة في عمليات السالم الدولي‪:‬‬ ‫‪-9‬‬

‫وان كان مجلس األمن هو المسؤول الرئيسي عن عمليات حفظ السالم واألمن الدوليين فإن‬
‫الميثاق قد خول الجمعية العامة لألمم المتحدة الحق أيضا في المساهمة في مثل تلك العمليات‬
‫ولكن ضمن شروط معينة‪ .‬لقد وضعت المادة ‪ 35‬فقرة ‪ 2‬مجلس األمن والجمعية العامة على‬
‫قدم المساواة حين ذكرت أنه يحق أيضا لدولة غير عضو في المنظمة "لفت انتباه المجلس أو‬
‫الجمعية العامة" إلى أي خالف تكون طرفاً فيه شرط أن تقبل مسبقاً الحلول السلمية المبينة في‬
‫الميثاق لوضع حد لهذا الخالف‪ .‬وبينت الفقرة ‪ 3‬من المادة ذاتها أن األفعال المرفوعة أمام‬
‫الجمعية العامة وفقاً لهذه المادة تخضع للتدابير المبينة في المادتين ‪11‬و‪ ، 12‬فعلى ماذا‬
‫تنص هاتان المادتان؟‬
‫‪32‬‬
‫لقد ذكرت المادة ‪ 11‬أن بإمكان الجمعية العامة دراسة المبادئ العامة للتعاون من أجل تثبيت‬
‫األمن والسلم الدوليين‪ ،‬بما فيها المبادئ المتعلقة بنزع السالح وتنظيم التسلح‪ ،‬واعطاء توصيات‬
‫بهذا الخصوص ألعضاء األمم المتحدة أو لمجلس األمن أو للجهتين معا‪ .‬كما ذكرت في‬
‫الفقرة الثانية أن الجمعية العامة تستطيع مناقشة المسائل المتعلقة بتثبيت األمن والسلم الدوليين‬
‫المرفوعة إليها من أح د أعضاء األمم المتحدة أو من مجلس األمن أو من دولة غير عضو‬
‫في المنظمة وفقاً للفقرة ‪ 2‬من المادة ‪ 35‬وفي ظل المادة ‪ 12‬وتعطي توصيات حول مسائل‬
‫من هذا النوع إلى الدولة أو الدولة المعنية أو إلى مجلس األمن أو إلى الجهتين معاً‪ .‬كل مسألة‬
‫من هذا النوع تتطلب عمال ما ترفع إلى مجلس األمن من قبل الجمعية قبل أو بعد مناقشتها‪.‬‬
‫أما الفقرة الثالثة فأعطت الحق للجمعية العامة بلفت انتباه المجلس إلى األوضاع التي من‬
‫شأنها تهديد األمن والسلم الدوليين‪ .‬إن الدور الذي يمكن للجمعية العامة أن تلعبه في ميدان‬
‫األمن والسلم الدوليين يتم التأكيد عليه في الفقرة الثانية من المادة ‪ 12‬حيث تشير إلى أن‬
‫باستطاعة األمين العام بموافقة مجلس األمن أن يرفع إلى الجمعية العامة في كل دورة كل‬
‫المواضيع المتعلقة باألمن والسلم الدوليين والتي تشغل مجلس األمن‪ ،‬ويتوجه إلى الجمعية أو‬
‫إلى الدول األعضاء إذا لم تكن الجمعية في حال انعقاد حين يتوقف مجلس األمن عن معالجة‬
‫المسائل المذكورة‪.‬‬
‫والجدير بالذكر أن صالحيات الجمعية العامة لألمم المتحدة في ميدان األمن والسلم الدوليين‬
‫تستمد بشكل طبيعي من كون الجمعية تتمتع بصالحيات واسعة بمقتضى ميثاق األمم المتحدة‬
‫حيث باستطاعتها مناقشة كل المسائل أو األمور التي تدخل في نطاق الميثاق المذكور أو‬
‫تعود إلى صالحيات ومهمات أي عضو من أعضاء المنظمة وفق ما هو محدد في الميثاق‬
‫ذاته وأن تعطي توصيات ألعضاء المنظمة أو للمجلس أو للجهتين معاً (المادة‬
‫‪.)10‬القرار‪.377‬‬
‫أنه رغم كل ما ذكر يبقى لمجلس األمن األولوية في مجال األمن والسلم الدوليين حيث ال‬
‫تستطيع الجمعية أن تعطي أية توصيات في المسائل المذكورة سابقاً طالما أن مجلس األمن‬
‫‪33‬‬
‫ينظر فيها إال أذا طلب منها مجلس األمن ذاته ذلك حسب ما ورد في الفقرة األولى من المادة‬
‫‪ 12‬من الميثاق‪.‬‬
‫« ليس في هذا الميثاق ما يسوغ « لألمم المتحدة » أن تتدخل في الشؤون التي تكون من‬
‫صميم السلطان الداخلي لدولة ما‪ .‬وليس فيه ما يقتضي ألعضاء أن يعرضوا مثل هذه المسائل‬
‫ألن تحل بحكم هذا الميثاق‪ ،‬على أن هذا المبدأ ال يدخل بتطبيق تدابير القمع الواردة في‬
‫الفصل السابع»‪ .‬وهذا يعني انه ال يمكن ألية دولة ان تتنصل من الق اررات‪ ،‬التي تصدر‬
‫باالستناد الى الفصل السابع بشأن تدابير القمع‪ ،‬بحجة سلطانها الداخلي أو سيادتها في الشؤون‬
‫الداخلية‬
‫رابعاً‪ :‬في اآلثار والمفاعيل التي تترتب على إصدار القرار‪ :‬ان المادة ‪ /25/‬من ميثاق االمم‬
‫المتحدة نصت على انه « يتعهد أعضاء األمم المتحدة بقبول ق اررات مجلس األمن وتنفيذها‬
‫وفقاً لبنود الميثاق»‪ .‬ومن ثم هناك التزام بموجب الميثاق على كل الدول بالتنفيذ‪ ،‬ولكن الق اررات‬

‫الصادرة باالستناد إلى الفصل السادس يمكن أن تقتصر مفاعيلها على الدول المعنية بها‪ ،‬مثالً‬
‫إذا وضعت اتفاقية فانها تلزم أطرافها فقط‪ ،‬وهذا مبدأ معروف في القانون ـ نسبية العقود أو‬
‫نسبية االتفاقيات والمعاهدات ـ‬
‫كما أن الفصل السادس لم يتضمن النص على تدابير إكراه أو قمع يمكن اللجوء‬
‫إليها للتنفيذ في حين أن الفصل السابع تضمن مثل تلك التدابير وفرض على الدول األعضاء‬
‫االلتزام بوضع ما يلزم من قبلها بتصرف مجلس األمن لتنفيذ ق ارراته‪ ،‬مثالً نصت المادة ‪/43/‬‬
‫على التزام األعضاء بوضع ما يلزم من قوات تحت تصرف مجلس األمن‪ ،‬كما ان المادة‬
‫‪ 2/48‬نصت أيضاً على التزام أعضاء األمم المتحدة بتنفيذ ق اررات مجلس األمن‬
‫وهذا يعني أن القرار الذي يصدر باالستناد إلى الفصل السابع يسري على جميع الدول وال‬
‫يمكن ألية دولة أن تتنصل منه بحجة أنها لم تكن فريقاً أو شريكاً في االتفاقية أو أنها لم تكن‬
‫موافقة على القرار‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫المحاضرة الرابعة‪:‬‬
‫االعالن العالمي لحقوق االنسان‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫الديباجة‬
‫لما كان االعتراف بالكرامة المتأصلة في جميع أعضاء األسرة البشرية وبحقوقهم المتساوية‬
‫الثابتة هو أساس الحرية والعدل والسالم في العالم‪.‬‬
‫ولما كان تناسي حقوق اإلنسان وازدراؤها قد أفضيا إلى أعمال همجية آذت الضمير‬
‫اإلنساني‪ ،‬وكان غاية ما يرنو إليه عامة البشر انبثاق عالم يتمتع فيه الفرد بحرية القول‬
‫والعقيدة ويتحرر من الفزع والفاقة‪.‬‬
‫ولما كان من الضروري أن يتولى القانون حماية حقوق اإلنسان لكيال يضطر المرء آخر‬
‫األمر إلى التمرد على االستبداد والظلم‪.‬‬
‫ولما كان من الجوهري تعزيز تنمية العالقات الودية بين الدول‪،‬‬
‫ولما كانت شعوب األمم المتحدة قد أكدت في الميثاق من جديد إيمانها بحقوق اإلنسان‬
‫األساسية وبكرامة الفرد وقدره وبما للرجال والنساء من حقوق متساوية وحزمت أمرها على‬
‫أن تدفع بالرقي االجتماعي قدما وأن ترفع مستوى الحياة في جو من الحرية أفسح‪.‬‬
‫ولما كانت الدول األعضاء قد تعهدت بالتعاون مع األمم المتحدة على ضمان اطراد مراعاة‬
‫حقوق اإلنسان والحريات األساسية واحترامها‪.‬‬
‫ولما كان لإلدراك العام لهذه الحقوق والحريات األهمية الكبرى للوفاء التام بهذا التعهد‪.‬‬
‫فإن الجمعية العامة تنادي بهذا اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان على أنه المستوى المشترك‬
‫الذي ينبغي أن تستهدفه كافة الشعوب واألمم حتى يسعى كل فرد وهيئة في المجتمع‪،‬‬
‫واضعين على الدوام هذا اإلعالن نصب أعينهم‪ ،‬إلى توطيد احترام هذه الحقوق والحريات‬

‫‪8‬‬
‫‪ https://www.un.org/ar/about-us/universal-declaration-of-human-rights‬االعالن العالمي لحقوق االنسان‪,‬‬

‫‪35‬‬
‫عن طريق التعليم والتربية واتخاذ إجراءات مطردة‪ ،‬قومية وعالمية‪ ،‬لضمان االعتراف بها‬
‫ومراعاتها بصورة عالمية فعالة بين الدول األعضاء ذاتها وشعوب البقاع الخاضعة لسلطانها‪.‬‬
‫المادة ‪.1‬‬
‫يولد جميع الناس أح اررا ومتساوين في الكرامة والحقوق‪ .‬وهم قد وهبوا العقل والوجدان‬
‫وعليهم أن يعاملوا بعضهم بعض ا بروح اإلخاء‪.‬‬
‫المادة ‪.2‬‬

‫حق التمتُّع بجميع الحقوق و ِّ‬


‫الحريات المذكورة في هذا اإلعالن‪ ،‬دونما تمييز من‬ ‫ِّ‬
‫لكل إنسان ُّ‬
‫أي نوع‪ ،‬وال سيما التمييز بسبب العنصر‪ ،‬أو اللون‪ ،‬أو الجنس‪ ،‬أو اللغة‪ ،‬أو الدِّين‪ ،‬أو‬
‫ِّ‬
‫أي‬
‫الرأي سياسيًّا وغير سياسي‪ ،‬أو األصل الوطني أو االجتماعي‪ ،‬أو الثروة‪ ،‬أو المولد‪ ،‬أو ِّ‬
‫التمييز علي أساس الوضع السياسي أو القانوني أو‬
‫ُ‬ ‫وضع آخر‪ .‬وفضالا عن ذلك ال يجوز‬
‫موضوعا تحت‬
‫ا‬ ‫الدولي للبلد أو اإلقليم الذي ينتمي إليه الشخص‪ ،‬سواء أكان مستقالًّ أو‬
‫ألي قيد آخر على سيادته‪.‬‬
‫خاضعا ِّ‬
‫ا‬ ‫الوصاية أو غير متمتِّع بالحكم الذاتي أم‬
‫المادة ‪.3‬‬
‫الحرية وفي األمان على شخصه‪.‬‬ ‫ُّ‬
‫الحق في الحياة و ِّ‬ ‫ِّ‬
‫لكل فرد‬
‫المادة ‪.4‬‬
‫ويحظر الرق واالتجار بالرقيق بجميع صورهما‪.‬‬
‫استعباده‪ُ ،‬‬
‫ُ‬ ‫استرقاق أحد أو‬
‫ُ‬ ‫ال يجوز‬
‫المادة ‪.5‬‬
‫ال يجوز إخضاعُ أحد للتعذيب وال للمعاملة أو العقوبة القاسية أو الالإنسانية أو الحاطَّة‬
‫بالكرامة‪.‬‬
‫المادة ‪.6‬‬
‫عترف له بالشخصية القانونية‪.‬‬ ‫ُّ‬
‫الحق بأن ُي َ‬ ‫لكل إنسان‪ ،‬في ِّ‬
‫كل مكان‪،‬‬ ‫ِّ‬

‫‪36‬‬
‫المادة ‪.7‬‬
‫حق التمتُّع بحماية القانون دونما تمييز‪،‬‬
‫اء أمام القانون‪ ،‬وهم يتساوون في ِّ‬
‫جميعا سو ٌ‬
‫ا‬ ‫الناس‬
‫ُ‬
‫أي تحريض‬
‫اإلعالن ومن ِّ‬
‫َ‬ ‫حق التمتُّع بالحماية من ِّ‬
‫أي تمييز ينتهك هذا‬ ‫كما يتساوون في ِّ‬
‫على مثل هذا التمييز‪.‬‬
‫المادة ‪.8‬‬
‫المختصة إلنصافه الفعلي من أيَّة أعمال تَنتهك‬
‫َّ‬ ‫حق اللجوء إلى المحاكم الوطنية‬ ‫ِّ‬
‫لكل شخص ُّ‬
‫القانون‪.‬‬
‫ُ‬ ‫الدستور أو‬
‫ُ‬ ‫الحقوق األساسي َة التي يمنحها إيَّاه‬
‫َ‬
‫المادة ‪.9‬‬
‫تعسفاا‪.‬‬
‫نفيه ُّ‬
‫حجزه أو ُ‬
‫أي إنسان أو ُ‬
‫ال يجوز اعتقا ُل ِّ‬
‫المادة ‪.10‬‬
‫الحق في أن تَنظر قضيتَه محكم ٌة مستقلَّ ٌة‬
‫ُّ‬ ‫ِّ‬
‫لكل إنسان‪ ،‬على قدم المساواة التامة مع اآلخرين‪،‬‬
‫نظر ُمنصفاا وعلنيًّا‪ ،‬للفصل في حقوقه والتزاماته وفى أيَّة تهمة جزائية تُوجَّه إليه‪.‬‬
‫ومحايدةٌ‪ ،‬اا‬
‫المادة ‪.11‬‬
‫ارتكابه لها قانوانا في محاكمة علنية‬
‫ُ‬ ‫بريئا إلى أن يثبت‬ ‫كل شخص متَّهم بجريمة ُي َ‬
‫عتبر ا‬ ‫ُّ‬

‫تكون قد ُوفِّرت له فيها جميعُ الضمانات الالزمة للدفاع عن نفسه‪.‬‬


‫أي عمل أو امتناع عن عمل لم يكن في حينه ِّ‬
‫يشكل‬ ‫أي شخص بجريمة بسبب ِّ‬ ‫ال ُيدان ُّ‬
‫رما بمقتضى القانون الوطني أو الدولي‪ ،‬كما ال تُوقَع عليه َّأي ُة عقوبة َّ‬
‫أشد من تلك التي‬ ‫ُج ا‬
‫الجرمي‪.‬‬
‫كانت ساري اة في الوقت الذي ارتُكب فيه الفعل ُ‬
‫المادة ‪.12‬‬
‫تعسفي في حياته الخاصة أو في شؤون أسرته أو مسكنه أو‬ ‫تعريض أحد ُّ‬
‫لتدخل ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ال يجوز‬
‫القانون من‬
‫ُ‬ ‫حق في أن يحميه‬ ‫تمس شرفه وسمعته‪ِّ .‬‬
‫ولكل شخص ٌّ‬ ‫مراسالته‪ ،‬وال لحمالت ُّ‬
‫ُّ‬
‫التدخل أو تلك الحمالت‪.‬‬ ‫مثل ذلك‬

‫‪37‬‬
‫المادة ‪.13‬‬
‫محل إقامته داخل حدود الدولة‪.‬‬ ‫حرية ُّ‬
‫التنقل وفي اختيار ِّ‬ ‫ِّ‬
‫لكل فرد ٌّ‬
‫حق في ِّ‬
‫أي بلد‪ ،‬بما في ذلك بلده‪ ،‬وفي العودة إلى بلده‪.‬‬
‫حق في مغادرة ِّ‬ ‫ِّ‬
‫لكل فرد ٌّ‬
‫المادة ‪.14‬‬
‫خالصا من االضطهاد‪.‬‬
‫ا‬ ‫حق التماس ملجأ في بلدان أخرى والتمتُّع به‬ ‫ِّ‬
‫لكل فرد ُّ‬
‫الحق إذا كانت هناك مالحق ٌة ناشئ ٌة بالفعل عن جريمة غير سياسية أو‬
‫ِّ‬ ‫التذرعُ بهذا‬
‫ال يمكن ُّ‬
‫مقاصد األمم المتحدة ومبادئها‪.‬‬
‫َ‬ ‫عن أعمال تناقض‬
‫المادة ‪.15‬‬
‫لكل فرد حق التمتع بجنسية ما‪.‬‬
‫أي شخص من جنسيته وال من حقِّه في تغيير جنسيته‪.‬‬
‫حرمان ِّ‬
‫ُ‬ ‫تعسفاا‪،‬‬
‫ال يجوز‪ُّ ،‬‬
‫المادة ‪.16‬‬
‫أي قيد بسبب ِ‬
‫العرق‬ ‫التزوج وتأسيس أسرة‪ ،‬دون ِّ‬
‫حق ُّ‬ ‫سن البلوغ‪ُّ ،‬‬
‫للرجل والمرأة‪ ،‬متى أدركا َّ‬
‫التزوج وخالل قيام الزواج ولدى‬
‫ُّ‬ ‫أو الجنسية أو الدِّين‪ .‬وهما متساويان في الحقوق لدى‬
‫انحالله‪.‬‬
‫رضاء كام ال ال إكراهَ فيه‪.‬‬
‫ا‬ ‫اج إالَّ برضا الطرفين المزمع زواجهما‬
‫ال ُيعقَد الزو ُ‬
‫حق التمتُّع بحماية المجتمع‬
‫األسرةُ هي الخلي ُة الطبيعي ُة واألساسي ُة في المجتمع‪ ،‬ولها ُّ‬
‫والدولة‪.‬‬
‫المادة ‪.17‬‬
‫حق في التملُّك‪ ،‬بمفرده أو باالشتراك مع غيره‪.‬‬ ‫ِّ‬
‫لكل فرد ٌّ‬
‫تعسفاا‪.‬‬ ‫تجريد ٍ‬
‫أحد من ُملكه ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ال يجوز‬

‫‪38‬‬
‫المادة ‪.18‬‬
‫حريته في تغيير دينه‬ ‫ُّ‬
‫الحق ِّ‬ ‫حرية الفكر والوجدان والدِّين‪ ،‬ويشمل هذا‬
‫حق في ِّ‬ ‫ِّ‬
‫لكل شخص ٌّ‬
‫وحريته في إظهار دينه أو معتقده بالتعبُّد واقامة الشعائر والممارسة والتعليم‪،‬‬
‫أو معتقده‪ِّ ،‬‬
‫بمفرده أو مع جماعة‪ ،‬وأمام المأل أو على حدة‪.‬‬
‫المادة ‪.19‬‬
‫حريته في اعتناق اآلراء‬ ‫ُّ‬
‫الحق ِّ‬ ‫حق التمتُّع ِّ‬
‫بحرية الرأي والتعبير‪ ،‬ويشمل هذا‬ ‫ِّ‬
‫لكل شخص ُّ‬
‫دون مضايقة‪ ،‬وفي التماس األنباء واألفكار وتلقِّيها ونقلها إلى اآلخرين‪ ،‬بأيَّة وسيلة ودونما‬
‫اعتبار للحدود‪.‬‬
‫المادة ‪.20‬‬
‫حرية االشتراك في االجتماعات والجمعيات السلمية‪.‬‬
‫حق في ِّ‬ ‫ِّ‬
‫لكل شخص ٌّ‬
‫ال يجوز إرغام ٍ‬
‫أحد على االنتماء إلى جمعية ما‪.‬‬ ‫ُ‬
‫المادة ‪.21‬‬
‫إما مباشرةا وا َّما بواسطة ممثِّلين‬ ‫ِّ‬
‫لكل شخص ُّ‬
‫حق المشاركة في إدارة الشؤون العامة لبلده‪َّ ،‬‬
‫حرية‪.‬‬
‫ُيختارون في ِّ‬
‫العامة في بلده‪.‬‬
‫َّ‬ ‫حق تقلُّد الوظائف‬ ‫ِّ‬
‫لكل شخص‪ ،‬بالتساوي مع اآلخرين‪ُّ ،‬‬
‫تتجلى هذه اإلرادة من خالل انتخابات نزيهة‬
‫َّ‬ ‫إرادةُ الشعب هي مناطُ سلطة الحكم‪ ،‬ويجب أن‬
‫السري أو بإجراء‬
‫تجرى دوريًّا باالقتراع العام وعلى قدم المساواة بين الناخبين وبالتصويت ِّ‬
‫حرية التصويت‪.‬‬
‫مكافئ من حيث ضمان ِّ‬
‫المادة ‪.22‬‬
‫حق في الضمان االجتماعي‪ ،‬ومن حقِّه أن تُوفَّر‬ ‫عضوا في المجتمع‪ٌّ ،‬‬
‫ا‬ ‫لكل شخص‪ ،‬بوصفه‬‫ِّ‬
‫كل دولة ومواردها‪،‬‬ ‫له‪ ،‬من خالل المجهود القومي والتعاون الدولي‪ ،‬وبما يتَّفق مع هيكل ِّ‬
‫الحقوق االقتصادي ُة واالجتماعي ُة والثقافي ُة التي ال غنى عنها لكرامته ولتنامي شخصيته في‬
‫ُ‬
‫حرية‪.‬‬
‫ِّ‬
‫‪39‬‬
‫المادة ‪.23‬‬
‫ومرضية‪ ،‬وفي‬
‫حرية اختيار عمله‪ ،‬وفي شروط عمل عادلة ُ‬
‫حق العمل‪ ،‬وفي ِّ‬ ‫ِّ‬
‫لكل شخص ُّ‬
‫الحماية من البطالة‪.‬‬
‫ٍ‬
‫متساو على العمل المتساوي‪.‬‬ ‫الحق في أ ٍجر‬
‫ُّ‬ ‫أي تمييز‪،‬‬
‫لجميع األفراد‪ ،‬دون ِّ‬
‫ومرضية تكفل له وألسرته عيش اة الئق اة بالكرامة البشرية‪،‬‬
‫حق في مكافأة عادلة ُ‬ ‫ِّ‬
‫لكل فرد يعمل ٌّ‬
‫ستكمل‪ ،‬عند االقتضاء‪ ،‬بوسائل أخرى للحماية االجتماعية‪.‬‬
‫وتُ َ‬
‫لكل شخص ُّ‬
‫حق إنشاء النقابات مع آخرين واالنضمام إليها من أجل حماية مصالحه‪.‬‬ ‫ِّ‬
‫المادة ‪.24‬‬
‫وخصوصا في تحديد معقول لساعات العمل وفي‬
‫ا‬ ‫حق في الراحة وأوقات الفراغ‪،‬‬ ‫ِّ‬
‫لكل شخص ٌّ‬
‫إجازات دورية مأجورة‪.‬‬
‫المادة ‪.25‬‬
‫وخاص اة‬
‫َّ‬ ‫حق في مستوى معيشة يكفي لضمان الصحة والرفاهة له وألسرته‪،‬‬ ‫ِّ‬
‫لكل شخص ٌّ‬
‫على صعيد المأكل والملبس والمسكن والعناية الطبية وصعيد الخدمات االجتماعية‬
‫ُّ‬
‫الحق في ما يأمن به الغوائل في حاالت البطالة أو المرض أو العجز أو‬ ‫الضرورية‪ ،‬وله‬
‫الترمل أو الشيخوخة أو غير ذلك من الظروف الخارجة عن إرادته والتي تفقده أسباب عيشه‪.‬‬
‫ُّ‬
‫حق التمتُّع‬
‫خاصتين‪ .‬ولجميع األطفال ُّ‬
‫َّ‬ ‫( ‪ ) 2‬لألمومة والطفولة ٌّ‬
‫حق في رعاية ومساعدة‬
‫بذات الحماية االجتماعية سواء ُولِدوا في إطار الزواج أو خارج هذا اإلطار‪.‬‬
‫المادة ‪.26‬‬
‫التعليم مجَّا انا‪ ،‬على األقل في مرحلتيه‬
‫ُ‬ ‫حق في التعليم‪ .‬ويجب أن ُيوفَّر‬
‫لكل شخص ٌّ‬ ‫( ‪ِّ ) 1‬‬
‫متاحا‬
‫ا‬ ‫التعليم ِّ‬
‫الفني والمهني‬ ‫ُ‬ ‫االبتدائي إلزاميًّا‪ .‬ويكون‬
‫ُّ‬ ‫التعليم‬
‫ُ‬ ‫االبتدائية واألساسية‪ .‬ويكون‬
‫تبعا لكفاءتهم‪.‬‬
‫تاحا للجميع ا‬
‫التعليم العالي ُم ا‬
‫ُ‬ ‫للعموم‪ .‬ويكون‬
‫التعليم التنمي َة الكامل َة لشخصية اإلنسان وتعزيز احترام حقوق اإلنسان‬
‫ُ‬ ‫يجب أن يستهدف‬
‫التسامح والصداق َة بين جميع األمم وجميع‬
‫َ‬ ‫التفاهم و‬
‫َ‬ ‫والحريات األساسية‪ .‬كما يجب أن ِّ‬
‫يعزز‬
‫‪40‬‬
‫األمم المتحدةُ لحفظ السالم‪.‬‬
‫يؤيد األنشط َة التي تضطلع بها ُ‬
‫الفئات العنصرية أو الدينية‪ ،‬وأن ِّ‬
‫لآلباء‪ ،‬على سبيل األولوية‪ُّ ،‬‬
‫حق اختيار نوع التعليم الذي ُيعطى ألوالدهم‪.‬‬
‫المادة ‪.27‬‬
‫الحرة في حياة المجتمع الثقافية‪ ،‬وفي االستمتاع بالفنون‪،‬‬
‫ق المشاركة َّ‬ ‫ِّ‬
‫لكل شخص ح ُّ‬
‫واإلسهام في التقدُّم العلمي وفي الفوائد التي تنجم عنه‪.‬‬

‫حق في حماية المصالح المعنوية والمادية المترتِّبة على ِّ‬


‫أي إنتاج علمي أو‬ ‫ِّ‬
‫لكل شخص ٌّ‬
‫أدبي أو ِّ‬
‫فني من صنعه ‪.‬‬
‫المادة ‪.28‬‬
‫ق التمتُّع بنظام اجتماعي ودولي يمكن أن تتحقَّق في ظلِّه الحقوق والحريات‬ ‫ِّ‬
‫لكل فرد ح ُّ‬

‫المنصوص عليها في هذا اإلعالن تحقُّ اقا ًّ‬


‫تاما‪.‬‬
‫المادة ‪.29‬‬
‫اجبات إزاء الجماعة‪ ،‬التي فيها وحدها يمكن أن تنمو شخصيته النمو الحر‬ ‫على ِّ‬
‫كل فرد و ٌ‬
‫الكامل‪.‬‬
‫القانون مستهدفاا‬
‫ُ‬ ‫وحرياته‪ ،‬إالَّ للقيود التي ِّ‬
‫يقررها‬ ‫أي فرد‪ ،‬في ممارسة حقوقه ِّ‬
‫ال ُيخضع ُّ‬
‫الوفاء بالعادل‬
‫وحريات اآلخرين واحترامها‪ ،‬و َ‬
‫ضمان االعتراف الواجب بحقوق ِّ‬
‫َ‬ ‫حصرا‪،‬‬
‫ا‬ ‫منها‪،‬‬
‫من مقتضيات الفضيلة والنظام العام ورفاه الجميع في مجتمع ديمقراطي‪.‬‬
‫مقاصد األمم المتحدة‬
‫َ‬ ‫الحقوق على نحو يناقض‬
‫ُ‬ ‫مارس هذه‬
‫أي حال أن تُ َ‬
‫ال يجوز في ِّ‬
‫ومبادئها‪.‬‬
‫المادة ‪.30‬‬
‫نص يجوز تأويله على نحو يفيد انطواءه على تخويل أيَّة دولة‬
‫أي ٍّ‬
‫ليس في هذا اإلعالن ُّ‬
‫أي من‬
‫بأي فعل يهدف إلى هدم ٍّ‬
‫بأي نشاط أو ِّ‬
‫حق في القيام ِّ‬
‫أي ٍّ‬
‫أي فرد‪َّ ،‬‬
‫أو جماعة‪ ،‬أو ِّ‬
‫الحريات المنصوص عليها فيه‪.‬‬
‫الحقوق و ِّ‬

‫‪41‬‬
‫مقدمة ‪:‬‬
‫في قصر شايو في باريس ‪ /1948‬ديسمبر ‪ 10‬اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان‪.‬‬
‫"يقصد بمصطلح الشرعة الدولية مجموعة الصكوك التي تم إعدادها من قبل لجنة حقوق‬
‫اإلنسان" وقد استقر الفقه الدولي في مجال حقوق اإلنسان على استخدام مصطلح "الشرعة‬
‫الدولية لحقوق اإلنسان للداللة على ثالثة من أهم وثائق حقوق اإلنسان وهي‪( :‬اإلعالن العالمي‬
‫لحقوق اإلنسان‪ ،‬والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية‪ ،‬والعهد الدولي الخاص‬
‫بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية)‪ .‬والذي أطلقته لجنة حقوق اإلنسان في دورتها‬
‫الثانية التي عقدت في جنيف في الفترة من ‪ 3‬إلى ‪.1947/12/17‬‬
‫أثناء انعقاد مؤتمر سان فرانسيسكو إلعداد ميثاق األمم المتحدة‪ ،‬تم اقتراح وضع إعالن‬
‫ملحق بالميثاق حول حقوق اإلنسان األساسية من قبل بعض الوفود آنذاك‪ .‬ولكن هذا االقتراح‬
‫لم ينل قبول المؤتمرين‪ .‬وأعيد االقتراح من قبل (بنما) في الدورة األولى للجمعية العامة التي‬
‫عقدت في لندن عام ‪ ،1946‬ومن ثم كلفت لجنة حقوق اإلنسان المنشأة حديثاً بإعداد الشرعة‬
‫الدولية لحقوق اإلنسان‪.‬‬
‫لقد رأت اللجنة أن تكرس جهودها في المرحلة األولى من عملها إلعداد إعالن دولي‬
‫له صفة برنامج عام غير ملزم‪ ،‬على أن يعقب ذلك اتفاقية أو أكثر تتضمن التزامات قانونية‬
‫محددة لحماية حقوق اإلنسان‪ .‬وفعالً أسفرت جهودها عن إعداد اإلعالن‬
‫واضحة وتدابير ّ‬
‫العالمي لحقوق اإلنسان الذي أقرته الجمعية العامة لألمم المتحدة في ‪.1948/12/10‬‬
‫وفي عام ‪ 1966‬اعتمدت األمم المتحدة وثيقتين دوليتين ارتكزتا على الحقوق التي‬
‫نادى بها اإلعالن العالمي‪ ،‬وهما العهد الدولي الخاص بالحقوق االقتصادية واالجتماعية‬
‫والثقافية والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية‪ ،‬فضالً عن البروتوكول االختياري‬
‫األول الملحق بالعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية والذي يتعلق بحق األفراد في‬
‫التظلم إلى الهيئة التي تراقب تنفيذ العهد‪ ،‬وهي لجنة حقوق اإلنسان إذا انتهكت حقوقهم من‬
‫جانب حكوماتهم‪ ،‬والتي تشمل فقط الدول المصدقة على العهد وموافقتها أيضاً على البروتوكول‪.‬‬
‫‪42‬‬
‫وفي عام ‪ ،1990‬اعتمدت الجمعية العامة بروتوكوالً اختيارياً ثانياً للعهد الدولي الخاص‬
‫بالحقوق المدنية والسياسية ويتعلق بإلغاء عقوبة اإلعدام‪.‬‬
‫تعد الشرعة الدولية لحقوق اإلنسان األساس األخالقي والقانوني لكافة أنشطة األمم‬
‫المتحدة ذات الصلة بحقوق اإلنسان وبأنها حجر األساس للنظام الدولي المتعلق بحماية‬
‫وبت شجيع حقوق اإلنسان‪ .‬كما تعد بمثابة "ماجناكارتا" تدلل على ما وصل إليه العقل البشري‬
‫في مجال حماية الكرامة اإلنسانية وحقوق اإلنسان وهو طموح قادر على االستجابة إلى تحديات‬
‫عصرنا األساسية‪ .‬ولم يبق إال أن تصل مبادئها إلى المعنيين مباشرة‪ ،‬وأن يتم احترام هذه‬
‫المبادئ من قبل حكامنا‪ ،‬أو من قبل من يعد نفسه للحكم ‪ ،‬عندها فقط تسقط األطروحات‬
‫الضيقة واأليديولوجيات الباعثة على التعصب والكراهية بين اإلنسان وأخيه اإلنسان‬
‫كما تعد هذه الوثائق الثالثة األساس الذي اشتقت منه مختلف األعمال والوثائق‬
‫القانونية الدولية األخرى الصادرة عن األمم المتحدة( كما تتضمن أيضاً مبادئ وقواعد عامة‬
‫‪.‬‬
‫تتعلق أغلب حقوق اإلنسان وأنها المصدر الرئيسي ألفكار حقوق اإلنسان في العالم الحديث‬
‫لذلك فإن دراسة مكونات هذه الشرعية والوقوف على مضمونها وآثارها مسألة أساسية‬
‫وال بد منها في مجال حقوق اإلنسان‪.‬‬
‫االشكالية المطروحة حول الوثيقة كالتالي‪:‬‬
‫ما فائدة االعالن العالمي لحقوق االنسان لالنسان في العالم و القانون الدولي؟‬
‫المطلب األول‬
‫ماهية االعالن ومضمونه‬
‫أوال ‪ :‬تعريف اإلعالن‬
‫منذ تأسيس األمم المتحدة عام ‪ 1945‬باشرت الجمعية العامة باألعمال التحضيرية‬
‫إلصدار اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان ‪ ،‬والتي أسفرت عنها إصدار اإلعالن بقرارها رقم‬
‫(‪ )217‬في الدورة الثالثة للجمعية التي عقدت في قصر شايو بباريس بتاريخ ‪1948/12/10‬‬
‫بمبادرة من اللجنة الخماسية التي كان أبرز أعضائها من الدول الغربية ورئيستها هي أرملة‬
‫‪43‬‬
‫الرئيس األمريكي "روزفلت" إليانور وعضوية الفرنسي "كاسان" الذي حرر مسودة المشروع‪ ،‬أما‬
‫األعضاء الثالثة الباقين غير الغربيين وهم "تشانج" الصيني و"هانسامهتا" الهندية و"شارل‬
‫مالك" اللبناني الذين كانوا من أصحاب النزعة الغربية الليبرالية أيضا‬
‫وقد تبنت الجمعية العامة هذا اإلعالن عندما كان عدد أعضائها آنذاك ال يتجاوز‬
‫(‪ )58‬عضواً ومعظمهم من الدول الغربية‪ ،‬وقد صدر بأغلبية ‪ 48‬صوتاً‪ ،‬من بينهم أربعة دول‬
‫عربية هي (مصر والعراق وسوريا ولبنان) وامتناع ثماني دول عن التصويت وغياب دولتان‬
‫شكلت الدول الشيوعية أغلبية الدول الممتنعة عن التصويت‪ .‬وقد ارتكزت في مواقفها‬
‫على‪ :‬إن اإلعالن لم يقم بمعالجة واجبات الفرد نحو المجتمع‪ ،‬وانه رجح كفة الحريات‬
‫الرأسمالية ‪ ،‬اضافة إلى عدم تطرق اإلعالن إلى الوسائل التي ينبغي على الدول اتخاذها بغية‬
‫إعمال هذه الحقوق‪ .‬وقد انتقدت الدول الشيوعية موقف الدول الغربية لرفضها إدانة ظاهرة‬
‫الفاشية بصراحة في اإلعالن‪ ،‬بحجة استحالة وضع تعريف جامع مانع لهذه الظاهرة التي‬
‫كانت وراء اندالع الحرب العالمية الثانية‪ .‬وتعكس هذه التبريرات خشية هذه الدول من تدخل‬
‫األمم المتحدة في شؤونها الداخلية بحجة حقوق اإلنسان‪.‬‬
‫أما بخصوص امتناع السعودية فمرده تضمين اإلعالن عدداً من الحقوق والحريات‬
‫في بعض نصوصه التي ال تتفق مع مبادئ وخصائص المجتمع اإلسالمي‪ .‬فقد جاء في المادة‬
‫(‪ )16‬من اإلعالن بأن للرجل والمرأة متى بلغا سن الزواج الحق في الزواج وتأسيس أسرة دون‬
‫قيد بسبب الجنسية أو الدين‪ ،‬ولهما بموجب هذه المادة ذاتها حقوق متساوية عند الزواج وأثناء‬
‫قيام الزواج وانحالله‪.‬‬
‫كما جاء في المادة (‪ )18‬من اإلعالن إقرار حرية إبدال الدين أو المعتقد‪ .‬فموقف‬
‫السعودية هذا يندرج ضمن جدلية الخصوصية ‪ /‬العالمية‪ ،‬وهذه مسألة ال يبدو أن الصكوك‬
‫الدولية لحقوق اإلنسان تتنكر لها‪ ،‬فمن المستحيل تخيل وجاهة حجج النسبية الثقافية أو‬
‫الخصوصية للتحلل من حق اإلنسان في الحياة أو من حرمة الجسم والسالمة البدنية والعقلية‬

‫‪44‬‬
‫أو من تحريم الرق واالعتقال أو النفي التعسفيين‪ .‬فهذه الحقوق تتصل اتصاالً وثيقاً بالركائز‬
‫األساسية للكرامة اإلنسانية‪ ،‬بصرف النظر عن منظومة القيم التي يرتبط بها الفرد‪.‬‬
‫أما بخصوص امتناع جنوب إفريقيا عن التصويت‪ ،‬فمرده إلى السياسة التي كان‬
‫ينتهجها وهي سياسة التمييز العنصري آنذاك‪ ،‬والتي تناقض أبسط حقوق اإلنسان فضالً على‬
‫أنها عارضت وجود نصوص تعالج الحقوق االقتصادية واالجتماعية في اإلعالن"‬
‫كانت هذه المبادرة بداية اهتمام المجتمع الدولي لرعاية حقوق اإلنسان عندما خطت‬
‫األمم المتحدة في هذا المجال خطوتها األولى بوضع قواعد متكاملة تتعلق بحقوق اإلنسان‪.‬‬
‫إن نقطة اإلنطالق األساسية لصياغة اإلعالن‪ ،‬كانت من باب القناعة التامة بأن ما‬
‫جاء في الميثاق لم يكن كافياً‪ .‬لذلك كان ال بد من أن تبادر المنظمة إلى إظهار مدى اهتمامها‬
‫بموضوع حقوق اإلنسان عن طريق صياغة وثيقة خاصة تطال هذا الموضوع‪ ،‬وليس اعتباره‬
‫مجرد هدف من بين عدة أهداف تسمى المنظمة لتحقيقها‪ .‬إضافة إلى أن االعتقاد السائد في‬
‫الجمعية العامة لألمم المتحدة وفي أوساط هذه المنظمة العالمية آنذاك‪ ،‬ان حقوق اإلنسان‬
‫ٍ‬
‫ومرض‪ ،‬يجب أن تصاغ أوالً بشكل‬ ‫وحرياته األساسية‪ ،‬لكي يتوفر لها االحترام بشكل و ٍ‬
‫اف‬
‫واضح ومبسط حتى تكون في متناول الجميع حكاماً ومحكومين‪ ،‬أفراداً وهيئات‪ ...‬وقد أشير‬
‫إلى ذلك في ديباجة اإلعالن العالمي‬
‫كما أن الدافع األساسي إلصدار هذا اإلعالن هو ازدياد اهتمام الشعوب واستمرار‬
‫نضالها من أجل حقوقها وحرياتها من جانب‪ ،‬واهتمام المجتمع الدولي بحقوق اإلنسان وتوفير‬
‫الضمانات لها‪ ،‬للمساهمة في تماسك المجتمع الدولي وفي إقرار السلم واالستقرار العالمي من‬
‫جانب آخر وكذلك لعدم معالجة ميثاق األمم المتحدة لحقوق اإلنسان وحرياته بصورة متكاملة‬
‫ومتناسبة مع ما لحقوق اإلنسان من شأن في ترسيخ السالم والتضامن واالستقرار بين الشعوب‬
‫واألمم‪ .‬وانطالقاً من إدراك واستيعاب هذه الحقيقة من قبل المجتمع الدولي فقد اتجه إلى إصدار‬
‫هذه الشرعة الدولية لتحقيق التضامن الدولي في الدفاع عن حقوق اإلنسان وبالتالي لتحقيق‬
‫األمن واالستقرار يشار الى أن هذا اإلعالن‪ ،‬صدر في الواقع بشكل مغاير لكل البيانات‬
‫‪45‬‬
‫التقليدية المتعلقة بحقوق اإلنسان والتي درجت الدساتير والقوانين األساسية على التطرق إليها‬
‫والسيما في القرون الماضية ألنه يعالج كافة حقوق اإلنسان األساسية بصورة متكاملة‪ .‬إذ لم‬
‫يقتصر على الحقوق المدنية والسياسية فقط‪ ،‬وانما تناول أيضاً الحقوق االقتصادية واالجتماعية‬
‫والثقافية‪.‬‬
‫لقد أخرج اإلعالن حقوق اإلنسان من شتات الدساتير والتشريعات الوطنية إلى نطاق‬
‫المجتمع الدولي ومن خالله أصبح اإلنسان في ذاته موضع اهتمام األسرة الدولية وليس الدول‬
‫بالنسبة للحقوق التي يتمتع بها‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬مضمون اإلعالن العالمي لحقوق االنسان‬
‫يتألف اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان من مقدمة وثالثين مادة‪ُ ،‬كرس فيها حقوق‬
‫المساواة والحرية والسالمة البدنية‪ .‬ففي المقدمة ُذكرت األسباب التي دفعت الدول األعضاء‬
‫إلصدار مثل هذا اإلعالن ‪ ،‬وذلك باإلشارة إلى أن االعتراف بالكرامة المتأصلة بين جميع‬
‫أعضاء األسرة البشرية وبحقوقهم المتساوية والثابتة هو أساس الحرية والعدل والسالمة في‬
‫العالم "وان تناسي هذه الحقوق وازدراؤها قد أفضيا إلى أعمال همجية أذت الضمير اإلنساني"‪،‬‬
‫إذ ال بد من أن يتولى القانون حماية حقوق اإلنسان لكي ال يضطر المرء‪ ،‬آخر األمر إلى‬
‫التمرد على االستبداد والظلم‪ .‬كما إن الجمعية العامة تنادي كل فرد وهيئة في المجتمع إلى‬
‫تعزيز احترام هذه الحقوق والحريات عن طريق التعليم والتربية واتخاذ إجراءات قومية وعالمية‬
‫لضمان االعتراف بها ومراعاتها بين الدول األعضاء ذاتها والشعوب الخاضعة لسلطانها‬
‫وبالنظر إلى الحقوق والحريات المذكورة في اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان فقد قام‬
‫البعض بتقسيمه إلى قسمين‪ :‬الحقوق المدنية والسياسية التقليدية التي بدأت باالزدهار في القرن‬
‫الثامن عشرة ‪ ،‬والحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية التي أصبحت محل إقرار الدساتير‬
‫الحديثة ‪ .‬وقام آخرون بتقسيمها حسب وجهات نظر مختلفة‪ .‬أما التقسيم المالئم واألكثر دقة‬
‫ال ووضوحاً هو ما قام به الدكتور محمد المجذوب الذي قسمه إلى أربع فئات كما يلي‬
‫وتفصي ً‬

‫‪46‬‬
‫فئة الحقوق الشخصية التي تتضمن حياة اإلنسان وحريته وكرامته ومساواته أمام القانون‬ ‫‪.1‬‬
‫وتحريم الرق والتعذيب واالضطهاد التي نصت عليها المواد (‪ 3‬إلى ‪.)13‬‬
‫فئة الحقوق االجتماعية التي تشمل الحقوق العائدة لألفراد في عالقاتهم مع الدولة كحق‬ ‫‪.2‬‬
‫الجنسية وحق الزواج وحق الملكية وحق اللجوء الذي نصت عليها المواد (‪ 14‬إلى ‪.)17‬‬
‫فئة الحريات العامة والسياسية المتمثلة بحرية المعتقد والتعبير واالجتماع واالنتخاب‬ ‫‪.3‬‬
‫وتكوين الجمعيات والحق بتقليد الوظائف العامة واالشتراك في إدارة الشؤون العامة التي نصت‬
‫عليها المواد (‪ 18‬إلى ‪.)21‬‬
‫فئة الحقوق االقتصادية والثقافية كالحق في الضمان االجتماعي والحق في العمل‬ ‫‪.4‬‬
‫والحماية من البطالة والحق بالراحة والحريات النقابية والثقافية وحقه في مستوى من المعيشة‬
‫ٍ‬
‫كاف للمحافظة على صحته ورفاهيته وحقه في التعليم والحق في التمتع بنظام اجتماعي دولي‬
‫تتحقق بمقتضاه الحقوق والحريات المنصوص عليها في اإلعالن تحققاً تاماً‪ .‬كما تبرز الواجبات‬
‫والتبعات التي تقع على عاتق الفرد حيال المجتمع‪ .‬والتي نصت عليها المواد (‪.)30-22‬‬
‫فهذه الحقوق تتصل اتصاالً وثيقاً بالركائز األساسية للكرامة اإلنسانية بصرف النظر‬
‫عن منظومة القيم التي يرتبط بها الفرد‪ ،‬كما صيغت بصورة عامة بشكل تسمح للدول مهما‬
‫تقرها وتتقبلها‪.‬‬
‫كانت ثقافتها أن ّ‬
‫وقد أصدرت الجمعية العامة اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان بوصفه "مستوى مشترك ًا‬
‫ينبغي تحقيقه لجميع الشعوب وجميع األمم"‪ .‬وأهابت بجميع الدول األعضاء وجميع الشعوب‬
‫أن تدعم وأن تكفل االعتراف بالحقوق والحريات المنصوص عليها في اإلعالن ووضعها موضع‬
‫التنفيذ بشكل فاعل‬
‫اء الحقوق‬
‫وهذا اإلعالن في معظم الحقوق والحريات الواردة فيه إن لم يكن جميعها سو ً‬
‫المدنية والسياسية أو الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية‪ ،‬قد سبق النص عليها في العديد‬
‫من الدساتير الديمقراطية أو التوصيات ومشروعات االتفاقيات العديدة الصادرة عن منظمة‬
‫العمل الدولية(ذلك يعني أن ال جديد فيه‪ ،‬لكن الجديد فيه هو أن تدوين حقوق اإلنسان وحرياته‬
‫‪47‬‬
‫قد تم في وثيقة واحدة بصورة واضحة ومبسطة وعلى مستوى العالم كله ؛ وأن الموافقة عليها‬
‫فد تم من جميع الدول األعضاء في األمم المتحدة دون أي اعتراض‪ ،‬رغم أن عدد الدول في‬
‫األمم المتحدة قد تضاعف منذ عام ‪ 1948‬حتى يومنا هذا‪ ،‬إذ وصل إلى (‪ )192‬دولة حتى‬
‫العام ‪ .2013‬إال أن أياً من الدول التي انضمت إلى المنظمة العالمية لم ِ‬
‫تبد اعتراضاً على‬
‫اإلعالن‪ ،‬بل بالعكس أسهمت الدول الجديدة في مراحل مختلفة‪ ،‬في الجهود المبذولة لتوطيد‬
‫هذا اإلعالن وتعزيزه بوثائق أخرى أكثر تحديداً وأبعد أث اًر‬
‫وأ همية هذه الوثيقة ال تأتي من المبادئ التي تضمنتها فحسب‪ ،‬بل تنبع أهميتها كذلك‬
‫من أن الذي أصدرها وهي الحكومات‪ ،‬وبالتالي فإن تلك الوثيقة وضعت المسؤولية المطلقة‬
‫عن انتهاكات حقوق اإلنسان على عاتق الحكومات‪ ،‬وهكذا سقطت المفاهيم العامة لحقوق‬
‫وحولتها إلى مفاهيم قانونية تتحدد بموجبها‬
‫اإلنسان المرتكزة على مفاهيم خيرية وانسانية عامة‪ّ ،‬‬
‫المسؤولية اإلنسانية للدولة تجاه مواطنيه‬
‫ومن قراءتنا المتأنية لبنود هذا اإلعالن واإلحاطة بالظروف والوقائع العملية المحيطة‬
‫بتطبيقه يتبين لنا أن هناك بعضا من السمات والخصائص التي تميز بها اإلعالن لجهة الهدف‬
‫والمفاهيم‪.‬‬
‫المطلب الثاني‬
‫ميزات االعالن وقيمته القانونية‬
‫ثمة بعض التباين في الرأي بين فقهاء القانون حول بعض ميزاته وقيمته القانونية لجهة االلزام‬
‫من عدمه‪.‬‬
‫اوال ‪ :‬ميزات اإلعالن‬
‫ثمة العديد من الميزات التي يتمتع بها االعالن ومن بينها‪:‬‬
‫االبتعاد عن القضايا المثيرة للجدل‪ :‬إذ جاء اإلعالن العالمي قاص اًر على الموضوعات‬ ‫‪.1‬‬
‫والمسائل التي كانت محل توافق بين الدول‪ ،‬واالبتعاد عن معالجة الموضوعات والمسائل المثيرة‬
‫للجدل والخالف‪ .‬فمن المسائل التي اعترت عملية وضع اإلعالن هي صياغة نص يعالج‬
‫‪48‬‬
‫إرضاء‬
‫ً‬ ‫الحق في اإلضراب والذي انتهى األمر بواضعي اإلعالن إلى عدم النص عليه‪ ،‬وذلك‬
‫للدول الشيوعية‬
‫‪ .2‬الطابع اإلنساني الشامل والواسع لإلعالن‪ :‬وهذا الطابع هو الذي جعل منه وثيقة عالمية‬
‫تعبر عن تطلعات إنسانية تسمو على التمايزات والفروقات األخرى‪ .‬فإن عالمية هذا اإلعالن‬
‫فرضت في بعض المواضيع التوفيق بين المذهب الليبرالي والمذهب الماركسي‪ ،‬مما دفع‬
‫واضعي اإلعالن إلى إدراج نصوص تدمج بين المفهومين‪ ،‬وهذا ما يبدو واضحاً في مقدمة‬
‫اإلعالن عندما تتحدث عن "انبثاق عالم يتمتع فيه الفرد فعلياً وليس نظرياً‪ ،‬بحرية القول‬
‫والعق يدة‪ ،‬ويتحرر من الخوف والفاقة"‪ .‬ومثل هذه الصياغة تتفق بطبيعة الحال مع المذهب‬
‫االشتراكي‪ .‬وتتميز بالشمولية لسعة القضايا التي تطرقت إليها‪.‬‬
‫‪ .3‬جاء مفهوم حقوق اإلنسان في اإلعالن مرتك اًز على أساس إن هذه الحقوق نابعة من الكرامة‬
‫األصلية والمالزمة لإلنسان‪ .‬وهذا م ا تم تأكيده في ديباجة الميثاق األممي من إنقاذ األجيال‬
‫القادمة من ويالت الحروب‪ ،‬وتأكيد إيمانها بالحقوق األساسية لإلنسان وبكرامته‪.‬‬
‫‪ .4‬تحول اإلعالن إلى مرجعية عالمية تتعلق بحقوق اإلنسان على الرغم من أنه صدر بقرار‬
‫من الجمعية العامة واعتبار الكثيرين إن ق ار ارتها تعتبر مجرد توصيات‪ ،‬إال أن صدوره بموافقة‬
‫األغلبية الساحقة من األصوات‪ .‬واإلشادة به في كل مناسبة‪ ،‬واعالن االلتزام به في كثير من‬
‫التشريعات والدساتير الوطنية يضفي عليه صفة اإللزام‪.‬‬
‫‪ -5‬قيام نظام مؤسسي لحماية حقوق اإلنسان في إطار األمم المتحدة‪ ،‬واإلقرار العالمي بأن‬
‫اإلعالن هو الذي د ّشن في إطار األمم المتحدة هذا النظام والذي أصبح بموجبه من أعمدة‬
‫هذا النظام الذي يضم أهم عناصر ما يسمى بالشرعة الدولية لحقوق اإلنسان (العهدان الدوليان‬
‫المذكوران والبروتوكوالن االختياريان للعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية‪ ،‬وعشرات‬
‫االتفاقيات المتعلقة بمختلف حقوق اإلنسان وباآلليات والمؤسسات الخاصة بمراقبة انتهاكها‪.‬‬
‫هذا ما امتاز به اإلعالن من الناحية الموضوعية‪ .‬أما من الناحية الشكلية فقد أخذ اإلعالن‬ ‫‪-6‬‬

‫بالمنهج الفرنسي وذلك إلق ارره المبادئ العامة واألسس دون الخوض في تفاصيل وحيثيات‬
‫‪49‬‬
‫الحق ومضمونه في معظم النصوص المدرجة فيه‪ .‬وهذا ما نالحظه بوضوح في ديباجة‬
‫اإلعالن على سبيل المثال‪ ،‬فعباراته غير محددة وتحتمل أكثر من تفسير وتأويل‪ .‬وعلى‬
‫العكس من ذلك فإنه في بعض الحاالت أخذ بالنهج األنكلوسكسوني‪ ،‬إذ لم يكتف بذكر‬
‫الحق فقط بل َّ‬
‫حدد مضمونه بشيء من التفصيل‪ .‬ومن بين هذه النصوص التي انتهجت‬
‫هذا األسلوب هو نص المادة (‪ )2‬والمتعلقة بالمساواة وعدم التمييز‪ .‬والمادة (‪ )18‬المتعلقة‬
‫بحرية التفكير والضمير والدين‪ .‬والمادة (‪ )25‬المخصصة للحق في مستوى من المعيشة‬
‫كاف للمحافظة على صحته ورفاهيته‪ ،‬وانه ركز على الحقوق والحريات الفردية ولم‬
‫يخصص سوى مكاناً متواضعاً للحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية‪ ،‬إذ أن من بين‬
‫مواده الثالثين ثمة (‪ )6‬مواد للحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية وهي المواد (‪22‬‬
‫الى‪.)27‬‬
‫ثانيا ‪ :‬القيمة القانونية لإلعالن‬
‫ُيعد اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان من أكثر االعالنات الصادرة عن األمم المتحدة‬
‫شهرة وأهمية‪ ،‬فهو من أكثرها إثارة للجدل والنقاش لما يتمتع به من قيمة قانونية‪ ،‬ورغم تباين‬
‫اآلراء حوله‪ ،‬إال ان المتفق عليه صدوره بشكل توصية عن الجمعية العامة لألمم المتحدة‪ ،‬ولم‬
‫يصدر في صورة معاهدة دولية محددة بالتزامات واضحة تقيد الدول األعضاء في األمم المتحدة‬
‫أو شعوب العالم التي اتفقت عليه‪ .‬لذلك نرى عدداً من االتجاهات حول قيمته القانونية من‬
‫بينها‪:‬‬
‫الفريق األول من الفقهاء‪ :‬يجرده من أية قيمة قانونية باعتباره مجموعة من المبادئ‬
‫العامة التي صدرت على شكل توصية من أكبر عدد من الدول‪ ،‬وبالتالي ال يتمتع بقوة قانونية‬
‫ملزمة‪ ،‬فهو عبارة عن وثيقة ذات سمة كونية صادرة عن الجمعية العامة لألمم المتحدة توصي‬
‫شعوب العالم باحترامها‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫وهو ما نادى به االتحاد السوفيتي من إن اإلعالن العالمي يعد مخالفاً لمبدأ سيادة‬
‫الدول وخرقاً للحكم الوارد في الفقرة السابعة من المادة الثانية من ميثاق األمم المتحدة والتي‬
‫تخرج من اختصاص األمم المتحدة المسائل التي تدخل في صميم السلطان الداخلي لكل دولة‬
‫لذا فإن اإلعالن ال يتصف بأية صفة إلزامية وال يأخذ صفة المعاهدة المحددة بالتزامات‬
‫قانونية واضحة‪ .‬مقارنة مع ميثاق األمم المتحدة والذي هو من قبيل المعاهدات الشارعة التي‬
‫تفرض على األطراف المتعاقدة االلتزام بنصوصها‪ ،‬وتُحتم تفوقها على قواعد القانون الوطني‬
‫ألية دولة متعاقدة‪ ،‬بما في ذلك القواعد الدستورية‪.‬‬
‫هذه الصفة غير اإللزامية لإلعالن جعلت من الصعب جداً إجبار الدول على التقيد‬
‫بنصوصه‪ ،‬مثلما حرمت المنظمة الدولية أي األمم المتحدة من حق اإلشراف على تطبيق بنوده‬
‫تطبيقاً كامالً‪.‬‬

‫والقول بالصفة غير اإللزامية لإلعالن ال يعني إنكا اًر ألهميته‪ ،‬فهو يمثل مرك اًز مرموقاً‬
‫في تاريخ تطور الحريات العامة عبر األجيال‪ .‬وهو أول وثيقة عالمية تتضافر حولها وفيها‬
‫إرادات معظم دول العالم بغية تحقيق كرامة اإلنسان أينما كان‪.‬‬
‫وذهب الفريق اآلخر‪ :‬إلى أن اإلعالن يتضمن تفسي اًر رسمياً أو تحديثاً لمضمون حقوق‬
‫اإلنسان والحريات التي أشارت إليها نصوص ميثاق األمم المتحدة وباألخص ما جاء في المادة‬
‫(‪ ) 56‬منه‪ .‬وهذا ما يجعلنا نعترف بأن لإلعالن القيمة القانونية ذاتها التي للميثاق ‪ .‬فبموجب‬
‫هذه المادة‪" ،‬يتعهد أعضاء األمم المتحدة بأن يقوموا منفردين أو مجتمعين بما يجب عليهم من‬
‫عمل بالتعاون مع الهيئة إلدراك المقاصد المنصوص عليها في المادة (‪ ،")55‬والتي من أهمها‬
‫احترام حقوق اإلنسان وحرياته األساسية للجميع‪ .‬ولقد عزز االعالن من عمل األمم المتحدة‬
‫عبر الصفة القانونية للمبادئ التي احتوى عليها ‪ ،‬كما ساعد على بلورتها وتحديدها ودخولها‬
‫في هيكل القواعد الدولية الملزمة‪ .‬كما تظهر العديد من المناقشات التي تدور في الجمعية‬
‫العامة أن مصطلحات حقوق اإلنسان تستخدم كما لو كانت قانوناً قائماً بالفعل‬

‫‪51‬‬
‫والرأي األرجح هو ما ذهب إليه الفريق الثالث‪ :‬الذي أخذ به الفقه الحديث والذي يعتبر‬
‫ان نصوص اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان أصبح ينظر إليه كجزء ال يتج أز من القانون‬
‫الدولي العرفي‪ ،‬واعتياد الدول على اعتماد ما ورد فيه من قواعد‪ ،‬جعله كجزء من القانون‬
‫الدولي العرفي‪ ،‬وبالتالي فهي قواعد ملزمة‪ .‬كما نجد ان محكمة النقض الفرنسية قد استندت‬
‫في عام ‪ 1972‬إلى اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان‪ ،‬على اعتبار أن المبادئ التي تضمنها‬
‫قد تحولت مع الزمن إلى قواعد عرفية‪.‬‬
‫أما بالنسبة للقضاء الدولي‪ ،‬فإن موقف محكمة العدل الدولية بهذا الخصوص لم يكن‬
‫واضحاً كما يجب‪ ،‬وان كانت قد استندت إليه في بعض األحكام واآلراء االستشارية‪.‬‬
‫ومن الجدير بالذكر أن القاضي اللبناني (فؤاد عمون)‪ ،‬وهو أحد قضاة محكمة العدل‬
‫الدولية في حينه‪ ،‬أشار في رأيه المستقل في (قضية ناميبيا) أن أحكام اإلعالن قد تلزم الدول‬
‫بوصفها أعرافاً دولية‪ ،‬ألنها عبارة عن تقنين للقانون الدولي العرفي‪ ،‬أو ألنها أصبحت كذلك‬
‫من خالل سلوكية دولية عمومية معتبرة قانوناً‪.‬‬
‫وبما أن هذا اإلعالن يعبر عن الرأي العام العالمي في بعض المسائل القانونية‪،‬‬
‫وخاصة أن دولة واحدة لم تعارضه‪ ،‬فال شك أنه يختلف عن التوصية في أنه يؤكد مبادئ‬
‫قانونية قائمة أو ينشئ مبادئ قانونية جديدة‪ .‬لذا فإن الفقه يتفق على أن مثل هذه القواعد‬
‫ملزمة على األقل على اعتبار أنها قانون لين "‪. "Soft Law‬‬
‫وهكذا فإن القوة القانونية لإلعالن قد تزايدت إلى الحد الذي يمكن القول بأنه يجعل‬
‫عدم تنفيذه تهديداً للسلم‪ ،‬ومبر اًر للتدخل من مجلس األمن لتنفيذ تدابير األمن الجماعي‪ ،‬سواء‬
‫التدابير العسكرية أم غير العسكرية‪.‬‬
‫وعند الوقوف على ما جرى عليه العمل بشأن اإلعالن العالمي يتبين لنا بكل وضوح‬
‫أن مضمونه قد تأكد من الناحية العملية‪ ،‬على المستويين الوطني والدولي‪.‬‬
‫فعلى المستوى الدولي فإن ما جاء في مضمون اإلعالن العالمي‪ ،‬كان السند في إدانة‬

‫العديد من تصرفات الدول المنافية لحقوق اإلنسان‪ ،‬باعتبار أن هذه التصرفات تعتبر انتهاكاً‬
‫‪52‬‬
‫للقانون الدولي‪ .‬كما أن كثي اًر من المعاهدات الدولية قد فصلت القواعد الواردة في اإلعالن‬
‫العالمي ورددتها في ديباجتها وجعلت منها أساساً للتنظيم التشريعي الذي أرسته‬
‫أما على المستوى الوطني فقد أشارت الغالبية العظمى من الدول في دساتيرها الوطنية‬
‫وتشريعاتها على درجاتها المختلفة للمبادئ والقواعد التي جاء بها اإلعالن العالمي‬
‫أما بخصوص القضاء فكثي اًر ما يجري االستشهاد باإلعالن في الكثير من القضايا‬
‫التي تطرح أمام المحاكم الوطنية والدولية‪ ،‬السيما في قضايا التعذيب وانتهاك الحريات من‬
‫جانب الحكومات في الدول ذات األنظمة الدكتاتورية أو العنصرية ‪.‬‬
‫وبغض النظر عن الظروف التي رافقت إصدار اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان‪ ،‬وانعدام‬
‫الصفة اإللزامية فيه‪ ،‬إال أنه يعد خطوة هامة في تاريخ البشرية‪ ،‬لجمعه الدول كافة بمختلف‬
‫اتجاهاتها اإليديولوجية والفكرية في أن تتبنى مبادئ محددة شكلت اللبنة األولى لوثائق قانونية‬
‫دولية أخرى تلتزم بها الدول وتطبقها على شعوبها بشكل منصف وعادل‪.‬‬
‫وقد أصبح هذا اإلعالن مصد اًر إللهام الدول في مجال حقوق اإلنسان‪ ،‬وبات مرجعية أساسية‬
‫لتفسير وفهم نصوص الميثاق المتعلقة بحقوق اإلنسان‪ ،‬ويشكل مرجعاً يستطيع الرأي العام أن‬
‫يحكم انطالقاً منه على تصرف ما‪ ،‬وعلى مدى احترامه لحقوق اإلنسان األساسية‪.‬‬
‫وكان االعالن بمثابة الخطوة األولى في طريق التنظيم الدولي الفعال لحماية حقوق اإلنسان‬
‫كرست األمم‬
‫على الصعيدين الدولي والداخلي‪ .‬أما الخطوة الثانية فقد تحققت فعالً عندما ّ‬
‫المتحدة جهودها بعد هذا اإلعالن لتحويل المبادئ التي جاء بها إلى أحكام معاهدات دولية‬
‫تفرض التزامات على الدول المصدقة عليه‪ .‬وتمثل ذلك بإقرار الجمعية العامة عام ‪1966‬‬
‫للعهدين الدوليين والعديد من االتفاقيات الدولية المعنية بحقوق اإلنسان‪.‬‬
‫كما يمكن القول بان اإلعالن يضيف أبعادا دولية إلى الوثائق الوطنية لحقوق اإلنسان‪،‬‬
‫إذ ال يمكن لهذه األخيرة تأمينها بمفردها‪.‬‬
‫نستخلص من كل ذلك‪ ،‬أن المنظمة الدولية ومن خالل إصدارها لهذا اإلعالن‪،‬‬
‫استطاعت أن تنتزع ت عهدا من الدول األعضاء للتعاون معها من أجل "ضمان إطراد مراعاة‬
‫‪53‬‬
‫حقوق اإلنسان والحريات األساسية واحترامها" كما ورد في الديباجة‪ .‬وهذا التعهد يمنح اإلعالن‬
‫سلطة أدبية وأخالقية للتنديد بالدول التي ال تحترم حقوق اإلنسان‪ ،‬وله أبعاد مؤثرة يقتدى بها‬
‫في الدساتير الداخلية‪ ،‬ويمكن تطبيقه بصورة نسبية في العالم‪ .‬وأن هذا اإلعالن قد أدى إلى‬
‫نشأة قانون دولي جديد خارج الحدود القومية للدول ‪ ،‬له قوته الملزمة بالنسبة للجميع‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫المحاضرة الخامسة‪:‬‬
‫تحليل اتفاقية فينا للعالقات الدبلوماسية ‪1961‬‬

‫اتفاقية فيينا للعالقات الدبلوماسية عام ‪ 1961‬للعالقات الدبلوماسية عام ‪ 91961‬هي‬


‫اتفاقية دولية تحدد اإلجراءات والضوابط الخاصة بالعمل الدبلوماسي بين الدول وتبين‬
‫الحقوق والواجبات الخاصة بأفراد البعثات الدبلوماسية‪ ،‬كما أتت على تحديد عدة مفاهيم‬
‫كالحصانة الدبلوماسية وقطع العالقات‪.‬‬
‫وفيما يلي نص االتفاقية‪:‬‬
‫الدول األطراف في هذه االتفاقية‪:‬‬
‫إذ تذكر أنه منذ زمن بعيد وشعوب كل البلدان تعترف بنظام الممثلين الدبلوماسيين‪ ،‬وتعرف‬
‫الخاصة بالمساواة في حق سيادة كل الدول وفي المحافظة‬ ‫األمم‬ ‫أهداف ومبادئ ميثاق هيئة‬
‫على السالم واألمن الدوليين‪ ،‬وفي تنمية عالقات الصداقة بين األمم‪ ،‬وهي مقتنعة بأن اتفاقية‬

‫اتفاقية‪-‬فيينا‪-‬للعالقات‪-‬الدبلوماسية‬ ‫‪9‬‬

‫‪https://diplomatic.ac/‬‬

‫‪55‬‬
‫دولية عن العالقات واالمتيازات والحصانات الدبلوماسية ستساعد على تحسين عالقات الصداقة‬
‫بين البلدان مهما تباينت نظمها الدستورية واالجتماعية‪.‬‬
‫وهي على يقين بأن الغرض من هذه المزايا والحصانات ليس تمييز أفراد بل تأمين أداء البعثات‬
‫الدبلوماسية ألعمالها على أفضل وجه كممثلة لدولها‪ ،‬وتؤكد أنه يجب أن يستمر تطبيق‬
‫قواعد القانون الدولي التقليدي في المسائل التي لم تفصل فيها نصوص هذه االتفاقية صراحة‬
‫واتفقت على ما يأتي‪:‬‬
‫مادة ‪1‬‬
‫ألغراض هذه االتفاقية يكون مدلول العبارات اال تية وفقا للتحديد اآلتي‪:‬‬
‫أ‪ -‬اصطالح (رئيس البعثة) هو الشخص الذي كلفته الدولة المعتمدة بالعمل بهذه الصفة‪.‬‬
‫ب‪ -‬اصطالح (أعضاء البعثة) يشمل رئيس البعثة وأعضاء طاقم البعثة‪.‬‬
‫ج ـ اصطالح (أعضاء طاقم البعثة) يشمل أعضاء الطاقم الدبلوماسي وطاقم اإلداريين‬
‫والفنيين وطاقم خدمة البعثة‪.‬‬
‫د‪ -‬اصطالح (أعضاء الطاقم الدبلوماسي) يشمل أعضاء طاقم البعثة الذين لهم الصفة‬
‫الدبلوماسية‪.‬‬
‫هـ‪ -‬اصطالح (الممثل الدبلوماسي) يشمل رئيس البعثة أو أي عضو من الطاقم‬
‫الدبلوماسي للبعثة‪.‬‬
‫و‪ -‬اصطالح (الطاقم اإلداري والفني) يشمل أعضاء طاقم البعثة الذين يقومون بأعمال‬
‫إدارية أو فنية في البعثة‪.‬‬
‫ز‪ -‬اصطالح (طاقم الخدم) أعضاء طاقم البعثة الذين يؤدون أعمال الخدمة فيها‪.‬‬
‫حـ‪ -‬اصطالح (الخادم الخاص) يشمل من يعمل في أعمال الخدمة لدى أحد أعضاء البعثة‬
‫وليس مستخدما لدى الحكومة المعتمدة‪.‬‬
‫ط‪ -‬اصطالح (مباني البعثة) يشمل المباني وأجزاء المباني واألراضي الملحقة بها التي‬
‫تستعملها البعثة أيا كان المالك‪ ،‬كما تشمل مقر إقامة رئيس البعثة‪.‬‬
‫‪56‬‬
‫مادة ‪2‬‬
‫تنشأ العالقات الدبلوماسية بين الدول وتوفد البعثات الدبلوماسية الدائمة بناء على االتفاق‬
‫المتبادل بينها‪.‬‬
‫مادة ‪3‬‬
‫تشمل أعمال البعثة الدبلوماسية ما يأتي‪:‬‬
‫تمثيل الدولة المعتمدة لدى الدولة المعتمد لديها‪.‬‬
‫ب‪ -‬حماية مصالح الدولة المعتمدة وكذلك مصالح رعاياها لدى الدولة المعتمد لديها في‬
‫الحدود المقررة في القانون الدولي‪.‬‬
‫جـ‪ -‬التفاوض مع حكومة الدولة المعتمد لديها‪.‬‬
‫د‪ -‬التعرف بكل الوسائل المشروعة على ظروف وتطور األحداث في الدولة المعتمد لديها‬
‫وعمل التقارير عن ذلك لحكومة الدول المعتمدة‪.‬‬
‫هـ‪ -‬تهيئة عالقات الصداقة وتنمية العالقات االقتصادية والثقافية والعلمية بين الدولة‬
‫المعتمدة والدولة المعتمد لديها‪.‬‬
‫و‪ -‬ال يفسر أي نص من نصوص هذه االتفاقية بأنه يحرم البعثة الدبلوماسية من مباشرة‬
‫األعمال القنصلية‪.‬‬
‫مادة ‪4‬‬
‫يجب على الدولة المعتمدة أن تتأكد من الحصول على موافقة الدولة المعتمد لديها قبل أن‬
‫تعتمد مرشحها رئيسا لبعثتها لدى الدولة الثانية‪.‬‬
‫ليست الدولة المعتمد لديها مضطرة ألن تذكر للدولة المعتمد أسباب رفضها قبول الممثل‬
‫المقترح‪.‬‬
‫مادة ‪5‬‬
‫للدولة المعتمدة ‪-‬بعد إعالمها الدول المعنية األخرى المعتمد لديها‪ -‬أن تعتمد رئيس هيئة‬

‫‪57‬‬
‫أو تعين عضوا من الطاقم الدبلوماسي تبعا للظروف ‪-‬في عدة دول‪ -‬إال إذا اعترضت إحدى‬
‫الدول المعتمد لديها صراحة على ذلك‪.‬‬
‫إذا اعتمدت الدولة المعتمدة رئيس بعثة لدى دولة أو أكثر فلها أن تنشئ بعثة دبلوماسية‬
‫يديرها قائم باألعمال بالنيابة في كل دولة ال يقيم فيها رئيس البعثة إقامة دائمة‪.‬‬
‫يصح أن يمثل رئيس البعثة أو أحد أعضاء طاقمها الدبلوماسي دولته لدى أي منظمة دولية‪.‬‬
‫مادة ‪6‬‬
‫تستطيع عدة دول أن تعتمد نفس الشخص رئيسا لبعثتها لدى دولة أخرى إال إذا اعترضت‬
‫الدولة المعتمد لديها على ذلك‪.‬‬
‫مادة ‪7‬‬
‫مع مراعاة نصوص المواد ‪ 11 ،9 ،8‬للدولة المعتمدة أن تعين كما تشاء أعضاء طاقم‬
‫بعثتها‪ ،‬وبالنسبة للملحقين العسكريين والبحريين والجويين فللدولة المعتمد لديها أن توجب‬
‫إبالغها أسمائهم كي تنظر في قبول تعيينهم‪.‬‬
‫مادة ‪8‬‬
‫من حيث المبدأ يكون أعضاء طاقم البعثة الدبلوماسي من جنسية الدولة المعتمدة‪.‬‬
‫ال يمكن اختيار أعضاء طاقم البعثة الدبلوماسي من مواطني الدولة المعتمد لديها إال بموافقة‬
‫هذه الدولة التي يجوز لها سحب موافقتها على ذلك في أي وقت‪ ،‬وللدولة المعتمد لديها أن‬
‫تستعمل نفس الحق بالنسبة لمواطني دولة ثالثة ليسوا من مواطني الدولة المعتمدة‪.‬‬
‫مادة ‪9‬‬
‫للدولة المعتمد لديها في أي وقت وبدون ذكر األسباب أن تبلغ الدولة المعتمدة أن رئيس أو‬
‫أي عضو من طاقم بعثتها الدبلوماسي أصبح شخصا غير مقبول أو أن أي عضو من طاقم‬
‫بعثتها (من غير الدبلوماسيين) أصبح غير مرغوب فيه‪ ،‬وعلى الدولة المعتمدة أن تستدعي‬
‫الشخص المعني أو تنهي أعماله لدى البعثة وفقا للظروف‪ ،‬ويمكن أن يصبح الشخص غير‬
‫مقبول أو غير مرغوب فيه قبل أن يصل إلى أراضي الدولة المعتمد لديها فإذا رفضت الدولة‬
‫‪58‬‬
‫المعتمدة التنفيذ أو لم تنفذ في فترة معقولة االلتزامات المفروضة عليها في الفقرة األولى‬
‫من هذه المادة فللدولة المعتمد لديها أن ترفض االعتراف للشخص المعني بوصفه عضوا‬
‫في البعثة‪.‬‬
‫مادة ‪10‬‬
‫تبلغ وزارة خارجية الدولة المعتمد لديها أو أي وزارة أخرى اتفق عليها‪:‬‬
‫أ‪ -‬تعيين أعضاء البعثة بوصولهم وبسفرهم النهائي أو بانتهاء أعمالهم في البعثة‪.‬‬
‫ب‪ -‬بالوصول وبالرحيل النهائي لشخص يتبع أسرة عضو البعثة‪ ،‬كذلك عن حالة الشخص‬
‫الذي أصبح أو لم يمس عضوا في أسرة عضو البعثة‪.‬‬
‫جـ‪ -‬بالوصول وبالرحيل النهائي للخدم الخصوصيين الذين يعملون في خدمة األشخاص‬
‫المنوه عنهم في الفقرة (أ) وفي حالة تركهم خدمة هؤالء األشخاص‪.‬‬
‫د‪ -‬عن تشغيل وتسريح األشخاص المقيمين في الدولة المعتمد لديها سواء كانوا أعضاء‬
‫في البعثة أو خدما خاصين يتمتعون بالمزايا والحصانات‪.‬‬
‫‪ -2‬يكون التبليغ مقدما بالنسبة للوصول والرحيل النهائي في كل الحاالت إذا أمكن ذلك‪.‬‬
‫مادة ‪11‬‬
‫في حالة عدم وجود اتفاق خاص بحجم البعثة فللدولة المعتمد لديها أن تحتم أن يكون العدد‬
‫محددا في نطاق ما تعتبره معقوال وعاديا‪ ،‬مع مالحظة الظروف والمالبسات القائمة في هذه‬
‫الدولة‪ ،‬ومع األخذ باالعتبار حاجة البعثة المعنية‪.‬‬
‫للدولة المعتمد لديها في نفس الحدود وبدون تفرقة أن ترفض تعيين موظفين من فئة معينة‪.‬‬
‫مادة ‪12‬‬
‫ليس للدولة المعتمدة ‪-‬بدون الحصول مقدما على موافقة الدولة المعتمد لديها‪ -‬أن تنشئ‬
‫اح أخرى غير التي توجد فيها البعثة‪.‬‬
‫مكاتب تابعة لبعثتها في نو ٍ‬
‫مادة ‪13‬‬
‫يعتبر رئيس البعثة أنه تسلم مهام منصبه لدى الدولة المعتمد لديها إذا ما قدم أوراق اعتماده‬
‫‪59‬‬
‫أو إذا ما أخطر وزارة الخارجية بوصوله وقدم إليها صورة من أوراق اعتماده أو قام بعمل‬
‫ذلك لدى وزارة أخرى تبعا للمتفق عليه‪ ،‬ووفقا لما يجري عليه العمل في الدولة المعتمد‬
‫لديها‪ ،‬على أن يطبق ذلك بشكل موحد‪.‬‬
‫ويتوقف موعد تقديم أوراق االعتماد أو صورة تلك األوراق على تاريخ وساعة وصول رئيس‬
‫البعثة‪.‬‬
‫مادة ‪14‬‬
‫رؤساء البعثة ثالث طبقات‪:‬‬
‫طبقة السفراء وسفراء البابا المعتمدين لدى رؤساء الدول ورؤساء البعثات اآلخرين الذين‬
‫من نفس الطبقة‪.‬‬
‫ب‪ -‬طبقة المبعوثين والوزراء ووزراء البابا المفوضين المعتمدين لدى رؤساء الدول‪.‬‬
‫جـ‪ -‬طبقة القائمين باألعمال المعتمدين لدى و ازرات الخارجية‪.‬‬
‫وليست هناك أي تفرقة بين رؤساء البعثات من حيث طبقاتهم سوى ما يتصل بأسبقيتهم‬
‫وبالمراسم‪.‬‬
‫مادة ‪15‬‬
‫تتفق الدول فيما بينها على الطبقة التي يتبعها رؤساء بعثاتها‪.‬‬
‫مادة ‪16‬‬
‫تكون أسبقية رؤساء البعثات لكل طبقة تبعا لتاريخ وساعة تسلمهم لمهام مناصبهم وفقا‬
‫لما جاء بالمادة ‪.13‬‬
‫التعديالت التي تستحدث في أوراق اعتماد رئيس البعثة وال تغير في طبقته ال تؤثر في‬
‫أسبقيته‪.‬‬
‫ال تؤثر هذه المادة في العرف الجاري أو الذي قد تقبله الدولة المعتمد لديها بالنسبة ألسبقية‬
‫ممثل الكرسي البابوي‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫مادة ‪17‬‬
‫يبلغ رئيس البعثة وزراء الخارجية أو الوزارة األخرى المتفق عليها بأسبقية أعضاء الطاقم‬
‫الدبلوماسي لبعثته‪.‬‬
‫مادة ‪18‬‬
‫تتبع في كل دولة إجراءات موحدة الستقبال رؤساء البعثات كل وفقا للطبقة التي ينتمي‬
‫إليها‪.‬‬
‫مادة ‪19‬‬
‫إذا ما خال منصب رئيس البعثة أو إذا حدث ما يمنع رئيس البعثة من مباشرة أعماله قام‬
‫مكانه قائم باألعمال بالنيابة بصفة وقتية‪ ،‬ويبلغ رئيس البعثة اسم القائم باألعمال بالنيابة‪،‬‬
‫أما إذا حدث ما يمنعه من ذلك تبلغ وزارة خارجية الدولة المعتمدة وزارة خارجية الدولة‬
‫المعتمد لديها أو الوزارة المتفق عليها‪.‬‬
‫وفي حالة عدم وجود عضو من الطاقم الدبلوماسي للبعثة يجوز للدولة المعتمدة بموافقة‬
‫الدولة المعتمد لديها أن تعين شخصا من الطاقم اإلداري أو الفني قائما باألعمال اإلدارية‬
‫الجارية‪.‬‬
‫مادة ‪20‬‬
‫للبعثة ولرئيسها الحق في رفع العلم الوطني وشعار الدولة المعتمدة على مباني البعثة‪،‬‬
‫ومنها مقر رئيس البعثة وكذلك على وسائل تنقالته‪.‬‬
‫مادة ‪21‬‬
‫على الدولة المعتمد لديها ‪-‬وفي حدود ما تسمح به تشريعاتها‪ -‬أن تيسر للدولة المعتمدة‬
‫أن تحوز في أراضيها المباني الالزمة لبعثتها أو أن تسهل لها العثور على ٍ‬
‫مبان بطريقة‬
‫أخرى‪ ،‬كما يجب عليها إذا ما استدعى األمر مساعدة البعثات للحصول على مساكن مالئمة‬
‫ألعضائها‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫مادة ‪22‬‬
‫تتمتع مباني البعثة بالحرمة‪ ،‬وليس لممثلي الحكومة المعتمدين لديها الحق في دخول مباني‬
‫البعثة إال إذا وافق على ذلك رئيس البعثة‪.‬‬
‫على الدولة المعتمد لديها التزام خاص باتخاذ كافة الوسائل الالزمة لمنع اقتحام أو اإلضرار‬
‫بمباني البعثة وبصيانة أمن البعثة من االضطراب أو من الحط من كرامتها‪.‬‬
‫ال يجوز أن تكون مباني البعثة أو مفروشاتها أو كل ما يوجد فيها من أشياء أو كافة وسائل‬
‫النقل عرضة لالستيالء أو التفتيش أو الحجز ألي إجراء تنفيذي‪.‬‬
‫مادة ‪23‬‬
‫تعفي الدولة المعتمدة ورئيس البعثة من كل الضرائب والعوائد العامة واإلقليمية والبلدية‬
‫بالنسبة لمباني البعثة التي تمتلكها أو تستأجرها على شرط أال تكون هذه الضرائب أو العوائد‬
‫مفروضة مقابل خدمات خاصة‪.‬‬
‫واإلعفاء الضريبي المذكور في هذه المادة ال يطبق الضرائب والعوائد إذا ما كان تشريع‬
‫ال دولة المعتمدة لديها يفرضها على الشخص الذي يتعامل مع الدولة المعتمد أو مع رئيس‬
‫البعثة‪.‬‬
‫مادة ‪24‬‬
‫لمحفوظات ووثائق البعثة حرمتها في كل وقت وأينما كانت‪.‬‬
‫مادة ‪25‬‬
‫تمنح الدولة المعتمد لديها كافة التسهيالت كي تتمكن البعثة من القيام بأعمالها‪.‬‬
‫مادة ‪26‬‬
‫ومع ما تقضي به القوانين والتعليمات من المناطق المحرمة أو المحدد دخولها ألسباب‬
‫تتعلق باألمن الوطني على الدولة المعتمد لديها أن تمكن لكل أعضاء البعثة الحرية في‬
‫التنقل والمرور في أراضيها‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫مادة ‪27‬‬
‫تسمح الدولة وتحافظ على حرية مراسالت البعثة في كل ما يتعلق بأعمالها الرسمية‪ ،‬وللبعثة‬
‫كي تتصل بحكومتها وببقية البعثات وبقنصليات دولتها أينما وجدت أن تستعمل كافة وسائل‬
‫االتصاالت الالزمة‪ ،‬ومنها حاملو الحقائب الدبلوماسية والمراسالت بالرمز بنوعيه‪ ،‬ومع ذلك‬
‫فال يجوز للبعثة تركيب أو استعمال محطة إرسال بالراديو إال بموافقة حكومة الدولة المعتمد‬
‫لديها‪.‬‬
‫مراسالت البعثة الرسمية ذات حرمة‪ ،‬فاصطالح المراسالت الرسمية يعني كل المراسالت‬
‫المتعلقة بأعمال البعثة‪.‬‬
‫ال يجوز فتح أو حجز الحقيبة الدبلوماسية‪.‬‬
‫يجب أن تحمل الربطات التي تكون الحقيبة الدبلوماسية عالمات خارجية ظاهرة تبين‬
‫طبيعتها‪ ،‬ويجب أال تشمل إال المستندات الدبلوماسية واألشياء المرسلة لالستعمال الرسمي‪.‬‬
‫يجب أن يكون لدى حامل الحقيبة الدبلوماسية مستند رسمي يثبت صفته وعدد الربطات‬
‫التي تكون الحقيبة الدبلوماسية وتحميه أثناء قيامه بمهمته في الدولة الموفد إليها ويتمتع‬
‫بالحصانة الشخصية‪ ،‬وال يجوز إخضاعه ألي نوع من أنواع القبض أو الحجز‪.‬‬
‫يجوز للدولة المعتمدة أو لبعثتها أن تعين حامل حقيبة في مهمة خاصة‪ ،‬وفي هذه الحالة‬
‫تطبق أحكام الفقرة الخامسة من هذه المادة أيضا‪ ،‬مع مالحظة أن الحصانات المذكورة ينتهي‬
‫العمل بها من وقت أن يسلم حامل الحقيبة إلى الهيئة المرسلة إليها‪.‬‬
‫يجوز تسليم الحقيبة الدبلوماسية لقائد طائرة تجارية مرخص لها بالهبوط في مطار ٍ‬
‫تال‪،‬‬
‫ويجب أن يحمل القائد وثيقة رسمية تبين عدد الربطات التي تتكون منها الحقيبة‪ ،‬وال يعتبر‬
‫هذا القائد حامل حقيبة دبلوماسية‪ ،‬وللبعثة أن ترسل أحد أعضائها ليتسلم مباشرة وبحرية‬
‫الحقيبة الدبلوماسية من قائد الطائرة‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫مادة ‪28‬‬
‫تعفى الرسوم والضرائب التي تحصلها البعثة في أعمالها الرسمية من أي رسم أو ضريبة‪.‬‬
‫مادة ‪29‬‬
‫لشخص الممثل الدبلوماسي حرمة‪ ،‬فال يجوز بأي شكل القبض عليه أو حجزه‪ ،‬وعلى الدولة‬
‫المعتمد لديها أن تعامله باالحترام الالزم له‪ ،‬وعليها أن تتخذ كافة الوسائل المعقولة لمنع‬
‫االعتداء على شخصه أو على حريته أو على اعتباره‪.‬‬
‫مادة ‪30‬‬
‫يتمتع المسكن الخاص للمثل الدبلوماسي بنفس الحرمة والحماية اللتين تتمتع بهما مباني‬
‫البعثة‪.‬‬
‫وتشمل الحرمة مستنداته ومراسالته‪ ،‬وكذلك أيضا متعلقات الممثل الدبلوماسي مع مراعاة‬
‫ما جاء بالبند (‪ )3‬من المادة ‪.31‬‬
‫مادة ‪31‬‬
‫‪ -1‬يتمتع الممثل الدبلوماسي بالحصانة القضائية الجنائية في الدولة المعتمد لديها‪ ،‬ويتمتع‬
‫أيضا بالحصانة القضائية المدنية واإلدارية إال إذا كان األمر يتعلق بما يأتي‪:‬‬
‫أ‪ -‬إذا كانت دعوى عينية منصبة على عقار خاص كائن في أراضي الدولة المعتمد لديها‬
‫إال إذا شغله الممثل الدبلوماسي لحساب دولته في خصوص أعمال البعثة‪.‬‬
‫ب‪ -‬إذا كانت دعوى خاصة بميراث ويكون الممثل الدبلوماسي منفذا للوصية أو مدي ار للتركة‬
‫أو وارثا فيها أو موصى له بصفته الشخصية ال باسم الدولة المعتمدة‪.‬‬
‫جـ‪ -‬إذا كانت دعوى متعلقة بمهنة حرة أو نشاط تجاري ‪-‬أيا كان‪ -‬يقوم به الممثل‬
‫الدبلوماسي في الدولة المعتمد لديها خارج نطاق أعماله الرسمية‪.‬‬
‫‪ -2‬ال يجوز إجبار الممثل الدبلوماسي على اإلدالء بالشهادة‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫‪ -3‬ال يجوز اتخاذ أي إجراء تنفيذي ضد الممثل الدبلوماسي إال في الحاالت المذكورة في‬
‫الفقرات أ‪ ،‬ب‪ ،‬ج من البند ‪ 1‬من هذه المادة‪ ،‬وعلى شرط إمكان إجراء التنفيذ بدون المساس‬
‫بحرمة شخص الممثل أو بحرمة مسكنه‪.‬‬
‫‪ -4‬عدم خضوع الممثل الدبلوماسي الختصاص قضاء الدولة المعتمد لديها ال يعفيه من‬
‫الخضوع لقضاء الدولة المعتمدة‪.‬‬
‫مادة ‪32‬‬
‫للدولة المعتمدة أن تتنازل عن الحصانة القضائية عن ممثليها الدبلوماسيين وعن األشخاص‬
‫الذين يتمتعون بالحصانة بمقتضى المادة ‪.37‬‬
‫يجب أن يكون التنازل صريحا‪.‬‬
‫إذا رفع الممثل الدبلوماسي أو الشخص الذي يتمتع باإلعفاء من القضاء المحلي دعوى‬
‫وفقا للمادة ‪ 37‬فال يجوز له بعد ذلك أن يستند إلى الحصانة القضائية بالنسبة ألي طلب‬
‫يترتب مباشرة على دعواه األصلية‪.‬‬
‫إن التنازل عن الحصانة القضائية في الدعاوى المدنية أو اإلدارية ال يعني التنازل عن‬
‫الحصانة بالنسبة إلجراءات تنفيذ األحكام التي يجب الحصول لها على تنازل مستقل‪.‬‬
‫مادة ‪33‬‬
‫مع اتباع ما جاء بنص البند الثالث من هذه المادة وللخدمات التي يؤديها للدولة الموفدة‬
‫يعفى الممثل الدبلوماسي من أحكام قوانين التأمين االجتماعي القائمة في الدولة المعتمد‬
‫لديها‪.‬‬
‫ويسري أيضا اإلعفاء المذكور بالبند األول من هذه المادة على الخدم الخصوصيين الذين‬
‫يعملون فقط للممثل الدبلوماسي بشرط‪:‬‬
‫أن ال يكونوا من مواطني الدولة المعتمد لديها أو أن تكون إقامتهم الدائمة في تلك الدولة‪.‬‬
‫أن يكونوا خاضعين لقوانين التأمينات االجتماعية القائمة في الدول المعتمدة في الدولة‬
‫الثالثة‪.‬‬
‫‪65‬‬
‫على الممثل الدبلوماسي الذي يستخدم أفرادا ال ينطبق عليهم اإلعفاء المذكور بالبند الثاني‬
‫من هذه المادة أن يحترم التزامات نصوص تشريع التأمين االجتماعي الواجبة على رب العمل‬
‫في الدولة المعتمد لديها‪.‬‬
‫اإلعفاء المذكور في البندين ‪ 1‬و‪ 2‬من هذه المادة ال يمنع من االشتراك االختياري في نظام‬
‫التأمين االجتماعي للدولة المعتمد لديها إذا ما سمح بذلك تشريعها‪.‬‬
‫ال تؤث ر أحكام هذه المادة على االتفاقات الثنائية أو الجماعية الخاصة بالتأمين االجتماعي‬
‫التي عقدت في الماضي وكذلك تلك التي قد تعقد في المستقبل‪.‬‬
‫مادة ‪34‬‬
‫يعفى الممثل الدبلوماسي من كافة الضرائب والرسوم الشخصية والعينية العامة أو الخاصة‬
‫بالمناطق أو النواحي مع استثناء‪:‬‬
‫الضرائب غير المباشرة التي تتداخل بطبيعتها عادة في أثمان البضائع أو الخدمات‪.‬‬
‫ب‪ -‬الضرائب والرسوم المفروضة على العقارات الخاصة الواقعة في أراضي الدول المعتمد‬
‫لديها إال إذا كان الممثل الدبلوماسي يحوزها لحساب الدولة المعتمدة في شؤون أعمال‬
‫البعثة‪.‬‬
‫جـ‪ -‬ضرائب التركات التي تحصلها الدولة المعتمد لديها مع مالحظة سريان أحكام البند ‪4‬‬
‫من المادة ‪.39‬‬
‫د‪ -‬الضرائب والرسوم على الدخل الخاص النابع في الدولة المعتمد لديها والضرائب المفروضة‬
‫على رأس المال المركز في االستثمار في مشروعات تجارية في الدولة المعتمد لديها‪.‬‬
‫تحصل نتيجة لخدمات خاصة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫هـ‪ -‬الضرائب والرسوم التي‬
‫و‪ -‬رسوم التسجيل والمقاضاة والرهون ورسوم الدفعة الخاصة باألمالك الثابتة بشرط مراعاة‬
‫أحكام المادة ‪.23‬‬

‫‪66‬‬
‫مادة ‪35‬‬
‫على الدولة المعتمد لديها إعفاء الممثلين الدبلوماسيين من كل مساهمة شخصية ومن كل‬
‫الخدمات العامة مهما كانت طبيعتها‪ ،‬ومن كل التزام عسكري مثل عمليات االستيالء‪ ،‬أو‬
‫المشاركة في أعمال أو في إيواء العسكريين‪.‬‬
‫مادة ‪36‬‬
‫ومع تطبيق النصوص التشريعية والتعليمات التي تستطيع وضعها تمنح الدولة المعتمد لديها‬
‫اإلدخال واإلعفاء من الرسوم الجمركية ومن العوائد والرسوم األخرى مع استثناء رسوم‬
‫التخزين والنقل والمصاريف المختلفة الناتجة عن الخدمات المماثلة عما يلي‪:‬‬
‫األشياء الواردة لالستعمال الرسمي للبعثة‪.‬‬
‫األشياء الواردة لالستعمال الشخصي للممثل الدبلوماسي أو ألعضاء أسرته الذين يعيشون‬
‫معه‪ ،‬وتدخل فيها األصناف المعدة إلقامته‪.‬‬
‫ويعفى الممثل الدبلوماسي من تفتيش أمتعته الشخصية إال إذا وجدت أسباب قوية تدعو‬
‫إلى االعتقاد بأنها تحوي أشياء ال تمنح عنها اإلعفاءات المذكورة في البند (‪ )1‬من هذه‬
‫المادة أو أصنافا محظورا استيرادها أو تصديرها بمقتضى التشريع أو تكون خاضعة لتعليمات‬
‫الحجر الصحي للدولة المعتمد لديها‪ ،‬وفي هذه الحالة ال يجوز إجراء الكشف إال بحضور‬
‫الممثل الدبلوماسي أو من ينتدبه‪.‬‬
‫مادة ‪37‬‬
‫يتمتع أعضاء أسرة الممثل الدبلوماسي الذين يعيشون معه في نفس المسكن بالمزايا‬
‫والحصانات المذكورة في المواد من ‪ 29‬إلى ‪ 36‬على شرط أال يكونوا من رعايا الدولة‬
‫المعتمد لديها‪.‬‬
‫أعضاء ا لطاقم اإلداري والطاقم الفني للبعثة وكذلك أعضاء أسرهم الذين يعيشون معهم في‬
‫نفس المسكن بالنسبة لكل منهم وعلى شرط أال يكونوا من رعايا الدولة المعتمد لديها أو أن‬
‫تكون إقامتهم الدائمة في أراضيها يتمتعون بالمزايا و الحصانات المذكورة في المواد من‬
‫‪67‬‬
‫‪ 29‬إلى ‪ ،35‬مع اس تثناء الحصانة في عدم الخضوع القضائي لالختصاص المدني أو‬
‫اإلداري للدولة المعتمدين لديها الوارد ذكرها في البند (‪ )1‬من المادة ‪ 31‬في التصرفات‬
‫الخارجة عن نطاق أعمالهم الرسمية‪ ،‬ويتمتعون بالمزايا المذكورة في البند (أ) من المادة‬
‫‪ 36‬بالنسبة لألشياء المستوردة بسبب إقامتهم األولى (أول توطن)‪.‬‬
‫أفراد طاقم الخدمة للبعثة الذين ليسوا من رعايا الدولة المعتمدين لديها أو من المقيمين فيها‬
‫إقامة دائمة يتمتعون بالحصانة بالنسبة للتصرفات التي تحدث منهم أثناء تأدية أعمالهم‪،‬‬
‫ويعفون من الضرائب والرسوم عن مرتباتهم التي يتقاضونها في وظائفهم‪ ،‬وكذلك يتمتعون‬
‫باإلعفاء الوارد ذكره في المادة ‪.33‬‬
‫الخدم الخصوصيون ألعضاء البعثة الذين ليسوا من رعايا الدولة المعتمد لديها والذين ال‬
‫يقيمون فيها إقامة دائمة يتمتعون باإلعفاء من الضرائب والرسوم عن مرتباتهم التي‬
‫يتقاضونها عن خدمتهم‪ ،‬وفي كل الحاالت ال يتمتعون بمزايا أو حصانات إال في الحدود التي‬
‫تقررها الدولة المعتمد لديها‪ ،‬كما أن للدولة المعتمد لديها أن تستعمل حق واليتها على هؤالء‬
‫األشخاص على أال يعوق ذلك كثي ار البعثة عن أداء أعمالها‪.‬‬
‫مادة ‪38‬‬
‫إذا لم تمنح الدولة المعتمد لديها مزايا وحصانات إضافية فالممثل الدبلوماسي من جنسية‬
‫الدولة المعتمد لديها أو الذي تكون إقامته الدائمة فيها ال يتمتع بالحصانة القضائية أو‬
‫بحرمة شخصه إال بالنسبة لتصرفاته الرسمية التي يقوم بها أثناء تأدية أعماله‪.‬‬
‫إن األعضاء اآلخرين لطاقم البعثة والخدم الخصوصيين الذين من جنسية الدولة المعتمد‬
‫لد يها أو الذين تكون إقامتهم الدائمة في أراضيها ال يتمتعون بالمزايا والحصانات إال في‬
‫الحدود التي تقررها لهم تلك الدولة‪ ،‬ومع ذلك فللدولة المعتمد لديها أن تستعمل حق واليتها‬
‫على هؤالء األفراد بطريقة ال تعوق كثي ار قيام البعثة بأعمالها‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫مادة ‪39‬‬
‫كل فرد من الذين لهم الحق في المزايا والحصانات يتمتع بهذه المزايا والحصانات بمجرد‬
‫دخوله أراضي الدولة المعتمد لديها بقصد الوصول إلى مقر عمله‪ ،‬أما إذا وجد في تلك‬
‫األراضي فمن وقت تبليغ وزارة الخارجية بتعيينه أو بتبليغ أي وزارة أخرى متفق عليها‪.‬‬
‫عندما تنقضي مهمة شخص من الذين يتمتعون بالمزايا والحصانات تنتهي عادة هذه المزايا‬
‫والحصانات من وقت مغادرة هذا الشخص ألراضي الدولة المعتمد لديها أو عند انتهاء المهلة‬
‫المعقولة التي تمنح له لهذا السبب‪ ،‬ويستمر سريانها لهذا الوقت حتى عند قيام نزاع مسلح‪،‬‬
‫ومع كل‪ ،‬تستمر الحصانة بالنسبة لألعمال التي قام بها هذا الفرد كعضو في البعثة‪.‬‬
‫إذا توفي أحد أفراد البعثة يستمر أعضاء أسرته في التمتع بالمزايا والحصانات التي يتمتعون‬
‫بها إلى أن يمر وقت معقول يسمح لهم بمغادرة أراضي الدولة المعتمد لديها‪.‬‬
‫إذا توفي عضو من البعثة ليس من جنسية الدولة المعتمد لديها أو لم يكن فيها مكان إقامته‬
‫الدائمة أو أحد أفراد أسرته المقيمين معه تسمح الدولة المعتمد لديها بتصدير منقوالت‬
‫المتوفى مع استثناء تلك التي حازها أثناء معيشته فيها التي تحرم قوانينها تصديرها وقت‬
‫الوفاة‪ ،‬وال تحصل ضرائب ميراث على المنقوالت التي كان سبب وجودها في الدولة المعتمد‬
‫لديها هو وجود المتوفى في هذه الدولة كعضو في البعثة أو كفرد من أفراد أسرة عضو‬
‫البعثة‪.‬‬
‫مادة ‪40‬‬
‫إذا مر الممثل الدبلوماسي أو من وجد في أراضي دولة ثالثة منحته تأشيرة على جواز سفره‬
‫إذا كان ذلك ضروريا بغية الذهاب لتولي مهام عمله أو اللحاق بمنصبه أو العودة لبالده‬
‫تمنحه الدولة الثالثة الحرمة وكل الحصانات الالزمة التي تمكنه من المرور أو من العودة‪،‬‬
‫كما تعامل نفس المعاملة أعضاء أسرته المرافقين له الذين يتمتعون بالمزايا والحصانات أو‬
‫الذين يسافرون منفردين عنه للحاق به أو للعودة لبالدهم‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫وفي الحاالت المشابهة المذكورة في البند (‪ )1‬من هذه المادة ال يجوز للدولة الثالثة إعاقة‬
‫المرور عبر أراضيها بالنسبة ألعضاء الطاقم اإلداري أو الفني أو لطاقم الخدمة للبعثة أو‬
‫ألفراد أسرهم‪.‬‬
‫تمنح الدولة الثالثة المراسالت وكافة أنواع االتصاالت الرسمية المارة ‪-‬بما فيها المراسالت‬
‫الرمزية بنوعيها‪ -‬نفس الحرية والحماية التي تمنحها الدولة المعتمدة لديها‪ ،‬وتمنح حاملي‬
‫الحقائب الذين حصلوا على التأشيرات الالزمة والحقائب الدبلوماسية المارة نفس الحرمة‬
‫والحماية اللتين تلتزم بمنحها الدولة المعتمد لديها‪.‬‬
‫وتطبق أيضا التزامات الدولة الثالثة وفقا لما جاء في البنود السابقة بالنسبة للممثل‬
‫الدبلوماسي‪ ،‬وكذلك األشخاص المذكورين فيها‪ ,‬وكذلك على المراسالت والحقائب‬
‫الدبلوماسية الرسمية إذا ما وجدت لسبب قاهر في أراضي الدولة الثالثة‪.‬‬
‫مادة ‪41‬‬
‫مع عدم المساس بالمزايا والحصانات على األشخاص الذين يتمتعون بها احترام قوانين‬
‫ولوائح الدولة المعتمدين لديها‪ ،‬وعليهم كذلك واجب عدم التدخل في الشؤون الداخلية لتلك‬
‫الدولة‪.‬‬
‫كل المسائل الرسمية المعهود بحثها لبعثة الدولة المعتمدة مع الدولة المعتمد لديها يجب أن‬
‫تبحث مع وزارة خارجية الدولة المعتمد لديها عن طريقها أو مع أي وزارة متفق عليها‪.‬‬
‫ال تستعمل مباني البعثة في أغراض تتنافى مع أعمال تلك البعثة التي ذكرت في هذه االتفاقية‬
‫أو مع قواعد القانون الدولي العام أو مع االتفاقيات الخاصة القائمة بين الدولة المعتمدة‬
‫والدولة المعتمد لديها‪.‬‬
‫مادة ‪42‬‬
‫ال يجوز أن يقوم الممثل الدبلوماسي في الدولة المعتمد لديها بأي نشاط مهني أو تجاري‬
‫في سبيل الكسب الخاص‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫مادة ‪43‬‬
‫تنتهي مهمة الممثل الدبلوماسي كما يلي‪:‬‬
‫إذا ما أخطرت الدول المعتمدة الدولة المعتمد لديها بإنهاء أعمال الممثل الدبلوماسي‪.‬‬
‫إذا ما أخطرت الدولة المعتمد لديها الدولة المعتمدة تطبيقا للبند (‪ )2‬من المادة ‪ 9‬بأنها‬
‫ترفض االعتراف بالممثل الدبلوماسي كعضو في البعثة‪.‬‬
‫مادة ‪44‬‬
‫على الدولة المعتمد لديها ‪-‬حتى في حالة قيام الحرب‪ -‬أن تمنح التسهيالت لألشخاص‬
‫المتمتعين بالمزايا والحصانات بخالف من هم من رعاياها وكذلك أعضاء أسر هؤالء‬
‫األشخاص مهما ك انت جنسياتهم لتيسير لهم مغادرة أراضيها في أسرع وقت‪ ،‬ويجب عليها‬
‫إذا ما استدعى األمر أن تضع تحت تصرفهم وسائل النقل الالزمة ألشخاصهم ولمتعلقاتهم‪.‬‬
‫مادة ‪45‬‬
‫في حالة قطع العالقات الدبلوماسية بين دولتين‪ ،‬أو إذا ما استدعيت بعثة بصفة نهائية أو‬
‫بصفة وقتية تلتزم الدولة المعتمد لديها حتى في حالة نزاع مسلح أن تحترم وتحمي مباني‬
‫البعثة وكذلك منقوالتها ومحفوظاتها‪.‬‬
‫ب‪ -‬يجوز للدولة المعتمدة أن تعهد بحراسة مباني بعثتها وما يوجد فيها من منقوالت‬
‫ومحفوظات إلى دولة ثالثة توافق عليها الدولة المعتمد لديها‪.‬‬
‫جـ‪ -‬يجوز للدولة المعتمدة أن تعهد بحماية مصالحها ومصالح مواطنيها إلى دولة ثالثة‬
‫توافق عليها الدولة المعتمد لديها‪.‬‬
‫مادة ‪46‬‬
‫إذا وافقت الدولة المعتمد لديها على طلب دولة ثالثة ليست ممثلة لديها تقوم دولة معتمدة‬
‫لدى الدولة األولى بتولي الحماية المؤقتة لمصالح الدولة الثالثة ومصالح مواطنيها‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫مادة ‪47‬‬
‫على الدول المعتمد لديها عند تطبيقها نصوص هذه االتفاقية أال تفرق في المعاملة بين‬
‫الدول‪ ،‬وال تعتبر تفرقة في المعاملة‪:‬‬
‫إذا ضيقت الدولة المعتمد لديها عند تطبيقها أحد النصوص هذه االتفاقية ألن الدولة المعتمدة‬
‫تعامل بعثتها نفس المعاملة‪.‬‬
‫إذا منحت الدولتان بعضهما البعض وفقا للعرف القائم بينهما أو تطبيقا التفاق يقضي‬
‫بمعاملة أفضل مما ورد في نصوص مواد هذه االتفاقية‪.‬‬
‫مادة ‪48‬‬
‫تظل هذه االتفاقية معروضة للتوقيع عليها من كل الدول األعضاء في هيئة األمم المتحدة‬
‫أو في إحدى الهيئات المتخصصة وكذلك من كل دولة منظمة لنظام محكمة العدل‬
‫الدولية وأيضا كل دولة أخرى تدعوها الجمعية العامة لهيئة األمم المتحدة لالنضمام إلى هذه‬
‫االتفاقية‪ ،‬ويكون ذلك بالطريقة اآلتية‪ :‬يوقع على االتفاقية في وزارة خارجية النمسا االتحادية‬
‫لغاية ‪ 31‬أكتوبر ‪ 1961‬إفرنجي ثم لدى مقر هيئة األمم المتحدة في نيويورك لغاية ‪31‬‬
‫مارس ‪ 1962‬إفرنجي‪.‬‬
‫مادة ‪49‬‬
‫يصدق على هذه االتفاقية وتودع وثائق التصديق لدى السكرتير العام لهيئة األمم المتحدة‪.‬‬
‫مادة ‪50‬‬
‫تظل هذه االتفاقية مفتوحة النضمام كل الدول المذكورة في الفئات األربع من المادة ‪48‬‬
‫وتودع وثائق التصديق لدى السكرتير العام لهيئة األمم المتحدة‪.‬‬
‫مادة ‪51‬‬
‫تصبح هذه االتفاقية نافذة المفعول عند مرور ثالثين يوما من تاريخ إيداع الوثيقة الـ‪22‬‬
‫للتصديق أو االنضمام لالتفاقية لدى سكرتير عام هيئة األمم المتحدة‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫أما بالنسبة للدول التي تصدق على االتفاقية أو التي تنضم إليها بعد إيداع أداة التصديق‬
‫أو وثيقة االنضمام الـ‪ 22‬تصبح االتفاقية نافذة المفعول في اليوم الثالثين من إيداع الدولة‬
‫وثيقة للتصديق أو االنضمام‪.‬‬
‫مادة ‪52‬‬
‫يخطر السكرتير العام لألمم المتحدة كل الدول الداخلة في إحدى الفئات األربع المذكورة في‬
‫المادة ‪ 48‬عن‪:‬‬
‫التوقيعات التي تمت على هذه االتفاقية وايداع أدوات التصديق أو وثائق االنضمام إليها‬
‫وفقا لما جاء في المواد (‪.)50 ،49 ،48‬‬
‫بدء تاريخ العمل بهذه االتفاقية وفقا لما جاء بالمادة (‪.)51‬‬
‫مادة ‪53‬‬
‫يودع أصل هذه االتفاقية بنصوصها اإلنجليزية والصينية واإلسبانية والفرنسية والروسية‬
‫التي تعتبر كل منها معتمدة لدى السكرتير العام لهيئة األمم المتحدة الذي يستخرج منها‬
‫صو ار مطابقة رسمية لكل الدول الداخلة في إحدى الفئات األربع المذكورة في المادة (‪.)48‬‬
‫وتوكيدا لما تقدم وقع المفوضون الموكلون من حكوماتهم على هذه االتفاقية عمال في فيينا‬
‫في اليوم الـ‪ 18‬من شهر أبريل ‪.1961‬‬

‫‪73‬‬
‫تحليل الوثيقة‪:‬‬
‫أ) التحليل الشكلي‪:‬‬
‫هوية النص‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫اتفاقية فينا للعالقات الدولية هي نص معاهدة دولية‪ ،‬تم التوقيع عليها بفييا بتاريخ ‪ 18‬افريل‬
‫‪ 1961‬و هي تحدد إطا ار للعالقات الدبلوماسية بين الدول ألمستقلة وتحدد امتيازات البعثة‬
‫الدبلوماسية التي تمكن الدبلوماسيين من أداء وظيفتهم دون خوف من اإلكراه أو المضايقات‬
‫من قبل البلد المضيف‪ ،‬وتشكل األساس القانوني للحصانة الدبلوماسية وتعتبر مواده حجر‬
‫الزاوية في العالقات الدولية الحديثة‬
‫بنية النص ‪:‬‬ ‫‪-2‬‬

‫البنية الطبوغرافية (البناء المطبعي)‪:‬‬


‫تحتوي االتفاقية على ديباجة و ‪ 53‬مادة تطرقت أحكامها للقواعد الخاصة بالبعثات الدبلوماسية‪،‬‬
‫و في إبرامهاّ تحول جذري في مجال الحماية القانونية لها‪ ،‬حيث أصبح في متناول المجتمع‬
‫الدولي تقنين رسمي يضم كافة القواعد التي تحكم العالقات الدبلوماسية‪ ،‬ٳذ تبين حقوق‬
‫والتزامات الدول االطراف فيها و االثار القانونية المترتبة على االخالل بأي منها ‪.‬‬
‫و قد ذكرت الديباجة أهمية مركز المبعوث الدبلوماسي منذ القدم و ضرورة تقنين االمتيازات‬
‫والحصانات الدبلوماسية قصد ٳنماء العالقات الودية بين االمم رغم اختالف نظمها الدستورية‬
‫االجتماعية إضافة إلى نقطة قانونية أخرى في غاية االهمية تتعلق بالحث على الرجوع ٳلى‬
‫أحكام القانون الدولي العرفي في المسائل التي لم تتضمنها صراحة أحكام هذه االتفاقية ‪.‬‬
‫البنية اللغوية (البناء اللغوي والنحوي)‪ :‬البناء المنطقي‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫النص مترجم الى اللغة العربية‪ ،‬حيث أن اصل هذه االتفاقية تم ايداعه باللغة اإلنجليزية‬
‫والصينية واإلسبانية والفرنسية والروسية التي كانت وحدها معتمدة انذاك لدى السكرتير العام‬
‫لهيئة األمم المتحدة‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫‪ -3‬غايات النص ( فائدة النص) ‪:‬‬
‫القواعد القانونية التي يتضمنها نص االتفاقية جاءت لتحديد اإلجراءات والضوابط الخاصة‬
‫بالعمل الدبلوماسي بين الدول وكذا الحقوق والواجبات الخاصة بأفراد البعثات الدبلوماسية‪،‬‬
‫كما تم من خاللها تحديد عدة مفاهيم كالحصانة الدبلوماسية وقطع العالقات الدبلوماسية‪.‬‬
‫التحليل الموضوعي (تحليل مضمون النص)‪:‬‬ ‫أ‪-‬‬

‫اإلشكالية‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫كيف نظمت اتفاقية فيينا للعالقات الدولية العمل الدبلوماسي بين الدول و لماذا تعتبر من أكثر‬
‫النصوص التي تم ابرامها في اطار االمم المتحدة لتدوين القانون الدولي نجاحا؟‬
‫خطة المناقشة‪:‬‬ ‫‪-2‬‬

‫يمكن اعتماد مخطط المناقشة التالي لشرح و تحليل نص االتفاقية‪:‬‬


‫الفكرة العامة للنص‬ ‫‪‬‬

‫السياق التاريخي‬ ‫‪‬‬

‫انعقاد مؤتمر فييا و الدول المشاركة‬ ‫‪‬‬

‫تقسيم نص االتفاقية‬ ‫‪‬‬

‫مقارنة االتفاقية مع اتفاقية مشابهة‬ ‫‪‬‬

‫نقد النص و اهم االستنتاجات‬ ‫‪‬‬

‫الخاتمة‬ ‫‪‬‬

‫ثانيا‪ :‬مناقشة النص وتقويمه‬


‫الفكرة العامة للنص‪:‬‬
‫بالنسبة للفكرة العامة لنص االتفاقية فهي تتمحور حول توفير اطار كامل إلقامة عالقات‬
‫دبلوماسية و الحفاظ عليها و انهائها على أساس االتفاق بين دول مستقلة ذات سيادة‪ .‬وتحدد‬
‫مهام البعثات الدبلوماسية و القواعد الرسمية المنظمة للتعيينات واالعالن عن الشخص غير‬
‫المرغوب فيه لدبلوماسي قام بجريمة واالسبقة بين رؤساء البعثات‪ .‬وتقدم االتفاقية قواعد خاصة‬
‫‪75‬‬
‫امتيازات و حصانات تمكن البعثات الدبلوماسية من العمل دون خوف من االكراه كما تنص‬
‫على سحب بعثة ما بسبب الظروف االقتصادية أو التدهور الشديد في العالقات بين الدولة‬
‫الموفدة او المضيفة‪.‬‬
‫السياق التاريخي ‪:‬‬
‫لقد كانت الشعوب منذ قديم الزمان تتعامل على اساس حرمة الشخص المبعوث او‬ ‫‪-‬‬

‫الوسيط التي كانت مقدسة‪ .‬و لم يكن باإلمكان اقامة أي عالقات دبلوماسية سلمية اال‬
‫بعد قبول مبدأ مرور الرسول أو المبعوث بسالم‬
‫و مع انعقاد مؤتمر بلسنفاليا سنة ‪ 1648‬تم قبول مفوضيات دائمة باعتبار ذلك السبيل‬ ‫‪-‬‬

‫الطبيعي للقيام بالعمل الدولي بين الدول ذات سيادة‬


‫و كان النظام الذي اعتمده مؤتمر فيينا سنة ‪ 1815‬و الذي بسط القواعد المعقدة‬ ‫‪-‬‬

‫المتعلقة بدرجة رؤساء البعثات الدبلوماسية هو الصك الدولي االول الذي دون جانب‬
‫من القانون الدولي (االسبقية بين رؤساء البعثات تحدد بناء على تاريخ الوصول الى‬
‫مكان العمل)‪،‬‬
‫و لم يبدأ تدوين حصانات و امتيازات الوكالء الدبلوماسيين بين الدول اال بعد صياغة‬ ‫‪-‬‬

‫اتفاقية هافانا سنة ‪ 1928‬بين اعضاء اتحاد الدول االمريكية اال ان الممارسة العملية‬
‫لم تنعكس عليها بنحو سليم‪،‬‬
‫وبعها جاء مشروع االتفاقية التي صاغته مؤسسة ابحاث هارفرد سنة ‪ 1932‬أكثر‬ ‫‪-‬‬

‫تأثي ار‪.‬‬
‫و يعتبر انشاء لجنة القانون الدولي التابعة لألمم المتحدة المنطلق الرئيسي للتدوين‬ ‫‪-‬‬

‫‪10‬‬
‫الشامل لقواعد القانون الدولي‪.‬‬

‫‪ 10‬آيلين دنزا أستاذة القانون الدولي‪ ،‬اتفاقية فينا للعالقات الدولية ‪ ،1961‬مكتبة األمم المتحدة السمعية البصرية للقانون الدولي‪.2012 ،‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪76‬‬
‫انعقاد مؤتمر فيينا و الدول المشاركة‪:‬‬
‫سبق انعقاد مؤثر فيينا عمل تحضيري هام ففي عام ‪ 1952‬اقترحت يوغوسالفيا ان يكون‬
‫لموضوع تدوين العمل الدبلوماسي االولوية و بعد مناقشة الموضوع في اللجنة السادسة‬
‫(القانونية) لألمم المتحدة طلبن الجمعية العامة ات تقوم لجنة القانون الدولي على سبيل االولوية‬
‫بتدوين قانون العالقات و الحصان ات الدبلوماسية‪ ،‬و عينت اللجنة السيد ساندستروم ممثل‬
‫السويد مقر ار خاصا و شكل تقريره اساس لمشاريع المواد الذي اعتمدته اللجنة سنة ‪1957‬‬
‫وتمت مناقشة تلك المواد خالل اشعال اللجنة السادسة التابعة للجمعية العامة ‪.‬كما تم ارسالها‬
‫الى جميع أعضاء االمم المتحدة و الوكاالت المتخصصة مشفوعة بدعوة الى تقديم مالحظات‬
‫و اقتراحات‪ ،‬و قد اخذت اللجنة التعليقات القادمة من ‪ 21‬حكومة في االعتبار واعدت في‬
‫عام ‪ 1958‬مواد منقحة و موسعة و اوصت بان تشكل اساسا لالتفاقية االمر الذي ايدته‬
‫الجمعية العامة‪.‬‬
‫و شاركت ‪ 81‬دولة في المؤتمر الذي عقد في فييا من ‪ 02‬مارس الى ‪ 14‬افريل ‪ ،1961‬وتم‬
‫إلى أعضاء مراقبين عن عدة منظمات‬
‫التوقيع على االتفاقية في ‪ 18‬افريل ‪ ،1961‬إضافة ّ‬
‫دولية‪.‬‬
‫تفكيك نص االتفاقية ‪:‬‬
‫تتكون االتفاقية من ‪ 53‬مادة لم يتم تفصيلها الى أقسام‪ ،‬حيث يمكن اقتراح ما يلي ‪:‬‬
‫ديباجة و ضبط المصطلحات المتعلقة بالعمل الدبلوماسي‪ : .‬المقدمة و المادة االولى‪،‬‬ ‫‪-1‬‬

‫ايفاد البعثات الدبلوماسية بين الدول و تحديد مهامها‪ :‬الماتين ‪ 2‬و ‪،3‬‬ ‫‪-2‬‬

‫شرط الموافقة على البعثة الدبلوماسية و اعضاءها و االجراءات المتعلقة بذلك ‪ :‬المواد‬ ‫‪-3‬‬

‫‪:12-11-9-8-7-6-5-4‬‬
‫رئيس البعثة الدبلوماسية‪ ،‬مباشرة مهامه‪ ،‬مستوى التمثيل واجراءات استقباله‪ :‬المواد‬ ‫‪-4‬‬

‫‪20-19-18-17-16-15-14-13‬‬
‫حرمة و حماية مباني البعثة الدبلوماسية و منقوالتها‪ :‬المواد‪،23 --45—22-21‬‬ ‫‪-5‬‬

‫‪77‬‬
‫حرمة وثائق ومراسالت البعثة الدبلوماسية‪ :‬المواد ‪27-24‬‬ ‫‪-6‬‬

‫حصانات اعضاء البعثة الدبلوماسي واسرهم ‪ :‬المواد ‪-34-33-32-31-30-29‬‬ ‫‪-7‬‬

‫‪40-39-38-37-36-35‬‬
‫تسهيالت الدولة المضيفة اتجاه البعثة الدبلوماسية ‪ :‬المواد ‪44-26-25‬‬ ‫‪-8‬‬

‫واجبات اعضاء البعثة الدبلوماسي اتجاه الدولة المضيفة‪ :‬المادتين ‪ 41‬و ‪:42‬‬ ‫‪-9‬‬

‫‪ -10‬اجراءات التوقيع و التصديق على االتفاقية وتاريخ دخولها حيز التنفيذ ‪ :‬المواد ‪-48‬‬
‫‪52-51-50-49‬‬
‫مقارنة النص مع اتفاقية هافانا ‪1928‬‬
‫أقر المؤتمر السادس للدول االمريكية الذي عقد في هافانا بكوبا بتاريخ ‪ 20‬فيفري من سنة‬
‫‪ ،1928‬حيث تم فيه ٳقرار ميثاق للموظفين الدبلوماسيين من طرف ‪ 12‬دولة أمريكية (يحوي‬
‫‪ 27‬مادة) و وقعت عليه الواليات المتحدة االمريكية لكنها لم تصادق عليه بسبب اعتراضها‬
‫على النصوص المتعلقة بمنح حق اللجوء لسياسي‪.‬‬
‫رغم ذلك تعتبر أول اتفاقية عالجت موضوع المبعوثين الدبلوماسيين والقواعد االساسية للتمثيل‬
‫الدبلوماسي من البداية إلى النهايةّ ‪ ،‬كما تطرقت إلى موضوع الحصانات و االمتيازات‬
‫الدبلوماسية‪ .‬ومن أبرز ما جاء فيها عدم تدخل الممثلين الدبلوماسيين في الشؤون الداخلية‬
‫للدولة المضيفة‪ ،‬وأن تقتصر عالقاتهم معها على المعامالت الرسمية‪( .‬كما اعتمد مؤتمر‬
‫هافانا اتفاقية اخرى هي اتفاقية وكالء القنصليات ‪-‬تحوي ‪ 25‬مادة‪.)-‬‬
‫نقد النص و أهم االستنتاجات ‪:‬‬
‫تعتبر االتفاقية المرجع الرئيسي في العالقات الدولية الحديثة‪ ،‬و بدا تنفيذ االتفاقية عندما‬ ‫‪-‬‬

‫صادقت ‪ 22‬دولة عليها‪ ،‬بعد ‪ 03‬سنوات فقط من اعتمادها (‪ 24‬أفريل ‪.)1964‬‬


‫والنظام الذي وضعته إلقامة العالقات الدبلوماسية اصبح موحدا بعد سحب التحفظات‬
‫التي ابدتها بعض الدول على النقاط الخالفية القليلة‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫نظ ار لتمتع البعثات الدبلوماسية بهذه الحصانات‪ ،‬فثمة أحوال يتم فيها مخالفة القواعد‬ ‫‪-‬‬

‫المقررة للحصانات واالمتيازات الدبلوماسية والعلة التي من أجلها تم إقرار هذه‬


‫الحصانات من قبل البعثة الدبلوماسية نفسها‪ ،‬ومن قبل الدولة المعتمد لديها‪ .‬فثمة‬
‫أحوال يتم فيها صدور أعمال غير مشروعة من البعثات الدبلوماسية‪ ،‬وتلحق أض ار اًر‬
‫بالدولة المعتمد لديها‪ .‬وتم التوصل إلى أنه إساءة استعمال الحصانات الدبلوماسية ال‬
‫يستتبع بالضرورة إمكانية تقييدها أو تجاهلها في بعض الظروف‪ ،‬ذلك أن القانون الدولي‬
‫قد كفل للدولة المعتمدة وسائل واجراءات يمكنها اللجوء إليها في مثل هذه الحاالت‪،‬‬
‫كحق الدولة في تكليف المبعوث المتسبب في الفعل غير المشروع بمغادرة اإلقليم أو‬
‫قطع العالقات الدبلوماسية مع دولته‪ ،‬باإلضافة إلى مسؤولية الدولة عن أفعال بعثاتها‬
‫غير المشروعة‪ .‬هذا من ناحية‪ ،‬ومن ناحية أخرى ففي األحوال التي يتم فيها انتهاك‬
‫الحصانات واالمتيازات الدبلوماسية‪ ،‬فإنه يترتب على ذلك قيام المسؤولية الدولية على‬
‫الدولة المعتمد لديها نتيجة إخاللها بالتزام دولي يتمثل بواجبها في حماية البعثات‬
‫الدبلوماسية واحترام حصاناتها وامتيازاتها‪.‬‬
‫وفي الحصانة القضائية فإنها تشمل الحصانة من القضاء الجنائي‪ ،‬حيث يتمتع المبعوث‬ ‫‪-‬‬

‫الدبلوماسي بالحصانة المطلقة من القضاء الجنائي للدولة المعتمد لديها والتي تنطبق‬
‫على جميع تصرفاته الرسمية والشخصية‪.‬‬
‫فلما كانت حصانة المبعوث الدبلوماسي من القضاء المدني واإلداري ليست مطلقة‪،‬‬ ‫‪-‬‬

‫فإن األمر ليس كذلك بالنسبة للقضاء الجنائي‪ ،‬حيث إن إعفاء المبعوث الدبلوماسي‬
‫من القضاء الجنائي اإلقليمي للدولة المعتمد لديها تام وال يرد عليه استثناء‪.‬‬
‫وفي مقابل الحصانة القضائية فإنه يقع على عاتق المبعوث الدبلوماسي واجب احترام‬
‫قوانين الدولة المعتمد لديها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية‪ ،‬وعليه يكون من حق‬
‫األخيرة حال ارتكاب المبعوث الدبلوماسي لجريمة أن تبلغ دولته أنه قد أصبح شخصا‬
‫غير مرغوب فيه‪ ،‬وأن تطلب من حكومته سحبه أو إنهاء مهامه‪ ،‬وفي حال رفض أو‬
‫‪79‬‬
‫تقاعس دولته في ذلك‪ ،‬فيكون للدولة المعتمد لديها رفض االعتراف بهذا الشخص‬
‫بصفته مبعوثا دبلوماسيا‪.‬‬
‫إن منح الحصانة تجاه القضاء الجنائي لقضاء الدولة المعتمد لديها‪ ،‬ليس الهدف منه‬ ‫‪-‬‬

‫وال يعني أبدا اإلفالت من العقاب‪ ،‬فمن واجب الدولة المعتمدة أن تقوم بمحاكمة المبعوث‬
‫أمام محاكمها الوطنية‪.‬‬
‫اتضح ان النقد الموجه لالتفاقية بشان مبادئها الرئيسية لم يعد قائما خاصة فيما تعلق‬ ‫‪-‬‬

‫التضارب بين الحصانة و حق االنسان في الحصول على العدالة‪ ،‬او اعطاء الحصانة‬
‫لمنتهكي القانون الجنائي الدولي وهو عمليا االمر غير وارد الن الحصانات المنصوص‬
‫عليها في االتفاقية مرتبطة بالقيام بالمهام الدبلوماسية‪،‬‬
‫وانتقدت ايضا االتفاقية من خالل ظاهرة ضعف الدبلوماسيين واختطافهم حيال الهجمات‬ ‫‪-‬‬

‫االرهابية من اجل المطالبة بدفع الفدية او االفراج عن السجناء‪ ،‬وكانت مشكلة خطيرة‬
‫تم السيطرة عليها من خالل التقرير الجماعي للحكومات الذي اقر ب"اتخاذ جميع‬
‫التدابير المناسبة لحماية الدبلوماسيين ال يعني االستسالم لالبتزاز"‪.‬‬
‫كما اعتمدت المعاهدات الالحقة التي تنظم الحصانات واالمتيازات ايضا على‬ ‫‪-‬‬

‫االتفاقية اعتمادا كبيران فقد تم اللجوء الى احكام االتفاقية كنقطة بداية في صياغة‬
‫اتفاقية فيينا للعالقات القنصلية لسنة ‪ ،1963‬واتفاقية نيويورك للبعثات الخاصة لسنة‬
‫‪ ،1969‬واتفاقية االمم المتحدة المتعلقة بحصانات الدول و ممتلكاتها من الوالية‬
‫القضائية لسنة ‪.2004‬‬
‫(وصل عدد‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫الدول األعضاء في منظمة األمم المتحدة اطراف في اتفاقية فيينا‬ ‫جميع‬ ‫‪-‬‬

‫الدول األطراف إلى ‪ 192‬دولة في عام ‪ ،)2018‬استثناء عدد من الدول وهي‪ :‬جزر‬
‫أيضا دولة فلسطين والكرسي‬
‫سليمان‪ ،‬جنوب السودان‪ ،‬باالو‪ .‬ومن أطراف االتفاقية ً‬
‫أن كالهما له صفة مراقب في األمم المتحدة‪ .‬كما َّ‬
‫أن الواليات‬ ‫غم َّ‬
‫الرسولي في روما‪ ،‬ر َ‬
‫المتحدة األمريكية ُّ‬
‫تعد من الدول غير األطراف في اتفاقية فيينا؛ حيث أنها من الدول‬
‫‪80‬‬
‫التي وافقت على االتفاقية لكن دون أن ِّ‬
‫تصدق على الوثيقة‪ .‬ويجدر الذكر أن الواليات‬
‫كثير من أجزاء االتفاقية‬
‫المتحدة األمريكية تتبع تعليمات وثيقة اتفاقية فيينا‪ ،‬وتعتبر ًا‬
‫أحكاما عرفية عامة يجب االلتزام بها‪ ،‬وقد وقعت الواليات المتحدة عام ‪ 1970‬على‬
‫ً‬
‫َّ‬
‫االتفاقية‬ ‫لكن مجلس الشيوخ األمريكي لم ِ‬
‫يبد موافقته أو تأييده لها‪ ،‬وتنطبق‬ ‫االتفاقية َّ‬
‫على المعاهدات التي جاءت بعدها أو التي أ ِ‬
‫ُبرمت بين الدول‪ ،‬ولذلك هي ال تحكم بين‬
‫المنظمات الدولية والدول أو فيما بين المنظمات الدولية‪.11‬‬
‫العديد من الدول التي تحصلت على استقاللها الحقا بعد التوقيع على االتفاقية سنة‬ ‫‪-‬‬

‫‪ ،1961‬انضمت اليها على غرار الجزائر التي صادقت عليها بتاريخ ‪ 14‬افريل‬
‫‪ ،1964‬بموجب المرسوم ‪ 74/64‬المؤرخ في ‪ 02‬مارس ‪.1964‬‬

‫الخاتمة‪:‬‬
‫يمكن اعتبار اتفاقية فيينا للعالقات الدبلوماسية لسنة ‪ 1961‬من اكثر النصوص نجاحا نظ ار‬
‫للمشاركة الشبه العالمية فيها من قبل دول ذات سيادة و الدرجة العالية من التقيد بها بين‬
‫الدول االطراف و التأثير التي احدثته على النظام القانوني الدولي‪ .‬و يعود الفضل في نجاحها‬
‫ليس فقط الى العمل التحضيري الجيد الذي قامت به لجنة القانون الدولي و المهارات التفاوضية‬
‫لممثلي الدول في المؤتمر‪ ،‬و لكن الى االستقرار الطويل للقواعد االساسية للقانون الدبلوماسي‬
‫السيما فعالية مبدأ المعاملة بالمثل كجزاء لعدم االمتثال‪.‬‬

‫‪ 11‬آيلين دنزا أستاذة القانون الدولي‪ ،‬اتفاقية فينا للعالقات الدولية ‪ ،1961‬مكتبة األمم المتحدة السمعية البصرية للقانون الدولي‪.2012 ،‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪81‬‬
‫المحاضرة السادسة‪:‬‬
‫تحليل وثيقة مراكش إلنشاء اتحاد المغرب العربي‬

‫‪12‬‬
‫وثيقة ‪ :‬معاهدة انشاء اتحاد المغرب العربي‬
‫إن صاحب الجاللة الحسن الثاني ملك المملكة المغربية ‪ ,‬وفخامة السيد زين العابدين بن‬
‫على رئيس الجمهورية التونسية ‪ ,‬وفخامة السيد الشاذلي بن جديد رئيس الجمهورية‬
‫الجزائرية الديمقراطية الشعبية ‪ ,‬وقائد ثورة الفاتح العظيم العقيد معمر القذافي‪ ،‬الجماهيرية‬
‫العربية الليبية الشعبية االشتراكية العظمى ‪ ,‬وفخامة العقيد معاوية ولد سيدي الطايع رئيس‬
‫اللجنة العسكرية للخالص الوطني‪ ،‬رئيس الدولة للجمهورية اإلسالمية الموريتانية ‪.‬‬
‫إيمان ا منهم بما يجمع شعوب المغرب العربي من أواصر متينة قوامها االشتراك في التاريخ‬
‫والدين واللغة ‪ ,‬واستجابة لما لهذه الشعوب وقادتها من تطلع عميق ثابت إلى إقامة اتحاد‬
‫بينها يعزز ما يربطها من عالقات ويتيح لها السبل المالئمة لتسير تدريجي ا نحو تحقيق‬
‫اندماج أشمل فيما بينها ‪ ,‬ووعي ا منها بما سيترتب على هذا االندماج من أثار تتيح التحاد‬
‫المغرب العربي أن يكتسب وزنا نوعيا يسمح له بالمساهمة الفعالة في التوازن العالمي‬
‫وتثبيت ال عالقات السلمية داخل المجتمع الدولي واستتباب األمن واالستقرار في العالم ‪,‬‬
‫وادراك ا منهم أن إقامة اتحاد المغرب العربي تتطلب تحقيق انجازات ملموسة ووضع قواعد‬
‫مشتركة تجسم التضامن الفعلي بين أقطاره وتؤمن تمنيتها االقتصادية واالجتماعية ‪ ,‬وتعبي ار‬
‫عن عزمهم الصادق على العمل من أجل أن يكون اتحاد المغرب العربي سبيالا لبناء الوحدة‬
‫العربية الشاملة ومنطلق ا نحو اتحاد أوسع يشمل دوالُ أخر عربية وأفريقية‪.‬‬

‫‪ https://maghrebarabe.org/12‬اتحاد‪-‬المغرب‪-‬العربي‪/‬اعالن‪-‬مراكش‬

‫‪82‬‬
‫اتفقــــوا علـــى مـــا يلــــي ‪-:‬‬
‫المادة األولى‬
‫ينشأ بمقتضى هذه المعاهدة اتحاد يسمى اتحاد المغرب العربي ‪.‬‬
‫المادة الثانية‬
‫يهدف االتحاد إلى‪:‬‬
‫تمتين أواصر األخوة التي تربط الدول األعضاء وشعوبها بعضها ببعض ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫تحقيق تقدم ورفاهية مجتمعاتها والدفاع عن حقوقها‪.‬‬


‫المساهمة في صيانة السالم القائم على العدل واإلنصاف ‪.‬‬
‫نهج سياسة مشتركة في مختلف الميادين ‪.‬‬
‫العمل تدريجي ا على تحقيق حرية تنقل األشخاص وانتقال الخدمات والسلع ورؤوس‬
‫األموال فيمام بينها ‪.‬‬
‫المادة الثالثة‬
‫• تهدف السياسة المشتركة المشار إليها في المادة السابقة إلى تحقيق األغراض‬
‫التالية‪-:‬‬
‫• في الميدان الدولي‪ :‬تحقيق الوفاق بين الدول األعضاء واقامة تعاون دبلوماسي‬
‫وثيق بينها يقوم على أساس الحوار ‪.‬‬
‫• في ميدان الدفاع‪ :‬صيانة استقالل كل دولة من الدول األعضاء ‪.‬‬
‫• في الميدان االقتصادي‪ :‬تحقيق التنمية الصناعية والتجارية واالجتماعية للدول‬
‫األعضاء واتخاذ ما يلزم اتخاذه من وسائل لهذه الغاية خصوص ا بإنشاء مشروعات‬
‫مشتركة واعداد ب ارمج عامة ونوعية في هذا الصدد ‪.‬‬
‫• في الميدان الثقافي‪ :‬إقامة تعاون يرمى إلى تنمية التعليم على اختالف‬
‫مستوياته والى الحفاظ على القيم الروحية والخلقية المستمدة من تعاليم اإلسالم‬
‫السمحة وصيانة الهوية القومية العربية واتخاذ ما يلزم اتخاذه من وسائل لبلوغ هذه‬
‫‪83‬‬
‫األهداف خصوص ا بتبادل األساتذة والطلبة وانشاء مؤسسات جامعية وثقافية‬
‫ومؤسسات متخصصة في البحث تكون مشتركة بين الدول األعضاء ‪.‬‬

‫المادة الرابعة‬
‫• يكون لالتحاد مجلس رئاسة يتألف من رؤساء الدول األعضاء وهو أعلى جهاز فيه‪.‬‬
‫• تكون رئاسة المجلس لمدة ستة أشهر بالتناوب بين رؤساء الدول األعضاء‪.‬‬

‫المادة الخامسة‬
‫يعقد مجلس رئاسة االتحاد دوراته العادية كل ستة أشهر وله أن يعقد دورات استثنائية كلما‬
‫دعت الحاجة إلى ذلك ‪.‬‬

‫المادة السادسة‬
‫لمجلس الرئاسة وحده سلطة اتخاذ القرار وتصدر ق ارراته بإجماع أعضائه ‪.‬‬
‫المادة السابعة‬
‫للوزراء األول للدول األعضاء أو من يقوم مقامهم أن يجتمعوا كلما دعت الضرورة إلى‬
‫ذلك‪.‬‬
‫المادة الثامنة‬
‫يكون لالتحاد مجلس لوزراء الخارجية يحضر دورات مجلس الرئاسة وينظر فيما تعرضه‬
‫عليه لجنة المتابعة واللجان الوزارية المتخصصة من أعمال‪.‬‬

‫المادة التاسعة‬
‫تعين كل دولة عضوا في مجلس وزرائها أو لجنتها الشعبية العامة يختص بشئون‬

‫‪84‬‬
‫االتحاد‪ ،‬تتكون منهم لجنة لمتابعة قضايا االتحاد تقدم نتائج أعمالها إلى مجلس وزراء‬
‫الخارجية ‪.‬‬
‫المادة العاشرة‬
‫يكون لالتحاد لجان وزارية متخصصة ينشئها مجلس الرئاسة ويحدد مهامها ‪.‬‬
‫المادة الحادية عشرة‬
‫يكون لالتحاد أمانة عامة تتركب من ممثل عن كل دولة عضو‪ ،‬وتمارس األمانة العامة‬
‫مهامها في الدولة التي تتولى رئاسة دورة مجلس الرؤساء وتحت إشراف رئيس الدورة‬
‫الذي تتكفل دولته بتغطية نفقاتها ‪.‬‬
‫المادة الثانية عشرة‬
‫• يكون لالتحاد مجلس شورى يتألف من عشرة أعضاء عن كل دولة يقع اختيارهم من قبل‬
‫الهيئات النيابية للدول األعضاء أو وفقا للنظم الداخلية لكل دولة‪.‬‬
‫• يعقد مجلس الشورى دورة عادية كل سنة كما يعقد دورات استثنائية بطلب من مجلس‬
‫الرئاسة‪.‬‬
‫• يبدى مجلس الشورى رأيه فيما يحيله عليه مجلس الرئاسة من مشاريع ق اررات كما له‬
‫أن يرفع لمجلس الرئاسة ما يراه من توصيات لتعزيز عمل االتحاد وتحقيق أهدافه‪.‬‬
‫• يعد مجلس الشورى نظامه الداخلي ويعرضه على مجلس الرئاسة للمصادقة‪.‬‬

‫المادة الثالثة عشرة‬


‫• تكون لالتحاد هيئة قضائية تتألف من قاضيين اثنين عن كل دولة تعينهما الدولة المعنية‬
‫لمدة ست سنوات وتجدد بالنصف كل ثالث سنوات‪ ،‬وتنتخب الهيئة القضائية رئيسا لها من‬
‫بين أعضائها لمدة سنة واحدة‪.‬‬
‫• تختص الهيئة بالنظر في النزاعات المتعلقة بتفسير وتطبيق المعاهدة واالتفاقيات المبرمة‬
‫في إطار االتحاد والتي يحيلها إليها مجلس الرئاسة أو إحدى الدول األطراف في النزاع أو‬
‫‪85‬‬
‫وفق ا لما يحدده النظام األساسي للهيئة وتكون أحكام الهيئة ملزمة ونهائية ‪.‬‬
‫• كما تقوم الهيئة بتقديم اآلراء االستشارية في المسائل القانونية التي يعرضها مجلس‬
‫الرئاسة‪.‬‬
‫• تعد الهيئة نظامها األساسي وتعرضه على مجلس الرئاسة للمصادقة ويكون النظام‬
‫األساسي جزء ا ال يتج أز من المعاهدة ‪.‬‬
‫• يحدد مجلس الرئاسة مقر الهيئة القضائية وميزانيتها ‪.‬‬

‫المادة الرابعة عشرة‬


‫كل اعتداء تتعرض له دولة من الدول األعضاء يعتبر اعتداء على الدول األعضاء األخرى‪.‬‬

‫المادة الخامسة عشرة‬


‫تتعهد الدول األعضاء بعدم السماح بأي نشاط أو تنظيم فوق ترابها يمس أمن أو حرية‬
‫تراب أي منها أو نظامها األساسي‪.‬‬
‫كما تتعهد باالمتناع عن االنضمام إلى أي حلف أو تكتل عسكري أو سياسي يكون موجها‬
‫ضد االستقالل السياسي أو الوحدة الترابية للدول األعضاء األخرى‪.‬‬

‫المادة السادسة عشرة‬


‫للدول األعضاء حرية إبرام أي اتفاقيات فيما بينها أو مع دول أو مجموعات أخرى ما لم‬
‫تتناقض مع أحكام هذه المعاهدة‪.‬‬

‫المادة السابعة عشرة‬


‫للدول األخرى المنتمية إلى األمة العربية أو المجموعة األفريقية أن تنضم إلى هذه المعاهدة‬
‫إذا قبلت الدول األعضاء ذلك‪.‬‬
‫‪86‬‬
‫المادة الثامنة عشرة‬
‫يتم تعديل أحكام هذه المعاهدة بناء على اقتراح من احدى الدول األعضاء ويصبح هذا‬
‫التعديل نافذ المعمول يعد المصادقة عليه من طرف كافة الدول األعضاء‪.‬‬

‫المادة التاسعة عشرة‬


‫• تدخل هذه المعاهدة حيز التنفيذ بعد المصادقة عليها من قبل الدول األعضاء وفقا‬
‫لإلجراءات المعمول بها في كل دولة عضو ‪.‬‬
‫• وتتعهد الدول األعضاء باتخاذ التدابير الالزمة لهذا الغرض في أجل أقصاه ستة أشهر‬
‫من تاريخ التوقيع على هذه المعاهدة‪.‬‬

‫حرر بمدينة مراكش يوم الجمعة األبرك عاشر رجب الفرد ‪ 1398‬و‪.‬ر ‪ 1409‬هـ‬
‫الموافق ‪ 17‬النوار ‪ /‬فبراير ‪ 1989‬م ‪.‬‬
‫• عن الجماهيرية العربية الليبية الشعبية االشتراكية العظمى معمر القذافي‬
‫• عن المملكة المغربية الحسن الثاني‬
‫• عن الجمهورية التونسية زين العابدين بن علي‬
‫• عن الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية الشاذلي بن جديد‬
‫• عن الجمهورية اإلسالمية الموريتانية معاوية ولد سيدي الطايع‬
‫إعالن عن قيام اتحاد المغرب العربي‬
‫إن صاحب الجاللة الحسن الثاني ملك المملكة المغربية ‪ ,‬وفخامة السيد زين العابدين بن‬
‫على رئيس الجمهورية التونسية‪ ,‬وفخامة السيد الشاذلي بن جديد رئيس الجمهورية‬
‫الجزائرية الديمقراطية الشعبية ‪ ,‬وقائد ثورة الفاتح العظيم العقيد معمر القذافي‪ ،‬الجماهيرية‬
‫العربية الليبية الشعبية االشتراكية العظمى ‪ ,‬وفخامة العقيد معاوية ولد سيدي أحمد الطايع‪،‬‬
‫رئيس اللجنة العسكرية للخالص الوطني‪ ،‬رئيس الدولة للجمهورية اإلسالمية الموريتانية ‪.‬‬
‫‪87‬‬
‫انطالق ا مما يجمع شعوبنا من وحدة الدين واللغة والتاريخ ووحدة األماني والتطلعات‬
‫والمصير‪.‬‬
‫واستلهاما من أمجاد إسالفنا الذين ساهموا في إشعاع الحضارة العربية اإلسالمية واثراء‬
‫نهضة ثقافية وفكرية كان خير سند للكفاح المشترك من أجل الحرية والكرامة ‪.‬‬
‫وتجسيد ا إلرادتنا المشتركة التي عبرنا عنها في قمة زرالدة بالجزائر والتي شكلت انطالقة‬
‫جديدة للبحث عن أفضل السبل والوسائل المؤدية إلى بناء صرح المغرب العربي ‪.‬‬
‫ووعي ا منا أن تحقيق أماني شعوبنا وتطلعاتها إلى الوحدة‪ ،‬يستلزم تظافر الجهود واقامة‬
‫تعاون فعال بين دولنا وتكامل مضطرد في مختلف المجاالت ‪.‬‬
‫ونظ ار ألن ما يحدث من تحوالت وما يتم من ترابط وتكامل على الصعيد الدولي‪ ،‬بصفة‬
‫عامة‪ ،‬وما تواجهه دولنا وشعوبنا من تحديات في الميادين السياسية واالقتصادية والثقافية‬
‫واالجتماعية بصفة خاصة‪ ،‬يتطلب منا المزيد من التآزر والتضامن وتكثيف الجهود من أجل‬
‫الوصول إلى الهدف المنشود ‪.‬‬
‫ونظرا لما نلمسه من ملح الحاجة إلى تضافر جهود دولنا في جميع المجاالت‪ ،‬والى توفير‬
‫تنسيق كامل في سياساتنا ومواقفنا واختياراتنا االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬
‫ولكون تجمعنا سيجعل من منطقتنا موطن سالم ومرفأ أمن‪ ،‬مما سيسكنها من المزيد من‬
‫اإلسهام في تقوية أواصر التعاون والسلم الدوليين‪.‬‬
‫واذ نعلن عن أرادتنا الراسخة في توطيد أسس العدل والكرامة لشعوبنا واحقاق الحقوق‬
‫الفردية والجماعية في أوطاننا‪ ،‬استلهام ا من أصالتنا الحضارية وقيمنا الروحية ‪.‬‬
‫وسي ار على النهج الذي سارت عليه مشاريع الوحدات الجهوية عبر العالم وما تميزت به‬
‫من تدرج على خطوات رصينة متأنية‪ ،‬وما طبع تخطيطها من عقالنية ‪.‬‬
‫واعتبار ألن ما تتوفر عليه بلدان المغرب العربي من إمكانيات بشرية وطبيعية واستراتيجية‬
‫تؤهلها لمواجهة هذه التحديات ومواكبة التطورات المرتقبة في العقود المقبلة ‪.‬‬
‫وايمانا منا بأن مغربا عربيا موحدا يشكل مرحلة أساسية في طريق الوحدة العربية‪.‬‬
‫‪88‬‬
‫واعتقاد ا منا بأن قيام اتحاد المغرب العربي سيعزز كفاح الشعب العربي الفلسطيني من أجل‬
‫التحرير واستعادة كافة حقوقه الوطنية الثابتة‪.‬‬
‫واقتناعا منا بأن كيانا مغاربيا متطو ار سيمكن دولنا من دعم العمل المشترك مع باقي الدول‬
‫األفريقية الشقيقة من أجل تقدم قارتنا األفريقية وازدهارها ‪.‬‬
‫واعتبارا لكون اتحاد المغرب العربي هو اإلطار األمثل لتحقيق إرادة شعوبنا في توثيق الروابط‬
‫مع كافة الشعوب الصديقة ودعم المنظمات والتجمعات الدولية التي تنتمي إليها دولنا ‪.‬‬
‫وألن بناء التعاون الدولي ودعم السالم العالمي يفرضان قيام وحدات جهوية يرتكزان عليها‬
‫لتمتين صرحهما وتحصينه‪.‬‬
‫واستجابة لتطلعات شعوبنا وادراكنا لدقة ا لمرحلة الحاضرة ووعيا منا بالمسئولية التاريخية‬
‫الملقاء على عاتقنا‪.‬‬
‫واذ نؤكد تشبثنا بمقوماتنا الروحية وأصالتنا التاريخية‪ ،‬واالنفتاح على الغير وتعلقنا بمبادئ‬
‫الفضيلة الدولية‪.‬‬
‫نعلن بمعونة اهلل وباسم شعوبنا عن قيام اتحاد المغرب العربي مجموعة متكاملة متضافرة‬
‫اإلرادات متعاونة مع مثيالتها الجهوية وكتلة متراصة للمساهمة في إثراء الحوار الدولي‬
‫مصممة على مناصرة المبادئ الخيرة‪ ،‬ومعبئة شعوبها بمالها من إمكانات لتعزيز استقالل‬
‫أقطار اتحاد المغرب العربي وصيانة مكتسباتها‪ ،‬وللعمل مع المجموعة الدولية إلقامة نظام‬
‫عالمي تسود فيه العدالة والكرامة والحرية وحقوق اإلنسان ويطبع التعاون الصادق واالحترام‬
‫المتبادل عالقاته ‪ ,‬وتحقيق ا لهذه األهداف أبرمنا المعاهدة التي تحدد مبادئ االتحاد وأهدافه‬
‫وتضع هياكله وأجهزته‪.‬‬
‫نشيد اتحاد المغرب العربي‬

‫حلم جدي حلم أمي وأبي‬ ‫حلم من ماتوا وحلم الحقب‬

‫فانشروا رايته خفاقــة‬ ‫وارفعوها فوق هام السحب‬

‫‪89‬‬
‫واهتفوا يحيى اتحاد المغرب‬

‫عقبة الفهري وحسان العظيم‬ ‫أسسا الوحدة من عهد قديم‬


‫ّ‬
‫وحدا األنساب في تاريخـنا‬
‫ّ‬ ‫بلسان العرب والدين القويم‬

‫فإذا نحن ألم وأب‬

‫نضع األيدي على األيدي ونسير‬ ‫جمع األوطان ماض ومصير‬


‫ّ‬
‫و مرام واحــد نطلبه‬ ‫الحر الكبير‬
‫هو هذا المغرب ّ‬
‫مـغرب نسبته للعرب‬

‫فاحرصوا العزة فيه واإلباء‬ ‫واجعلوا القوة فيه مطلبـا‬

‫وازرعوا اإلخالص في كل القلوب‬ ‫الرتبا‬


‫ليس كاإلخالص يعلى ّ‬
‫سر الغلب‬
‫سر النصر ّ‬
‫وهو ّ‬
‫بالتالقــي التآخي والوئام‬ ‫الحر السالم‬
‫نبتغي للمغرب ّ‬
‫الحب في أبنائنــا‬
‫ّ‬ ‫ونصون‬ ‫لبالد حققت هذا المــرام‬

‫شيدت وحدة هذا المغرب‬


‫ّ‬

‫‪90‬‬
‫تحليل الوثيقة‪:‬‬
‫اتحاد المغرب العربي ا م ع (‪ ،)UMA‬اتحاد إقليمي تأسس بتاريخ ‪ 17‬فبراير‪/‬فيفري ‪ 1989‬م‬
‫بمدينة مراكش بالمغرب ‪ ،‬ويتألف من خمس دول تمثل في مجملها الجزء الغربي من العالم‬
‫العربي وهي‪ :‬موريتانيا‪ ،‬المغرب‪ ،‬الجزائر‪ ،‬تونس وليبيا‪ .‬وذلك من خالل التوقيع على ما ُس ّمي‬
‫بمعاهدة إنشاء اتحاد المغرب العربي‪ ،‬تبلغ مساحة دول هذا االتحاد مجتمعة ‪6,041,261‬‬
‫مليون كيلومت ار مربعا‪ ،‬وهي مساحة تفوق مساحة االتحاد األوروبي‪ .‬يبلغ عدد سكان اتحاد‬
‫المغرب العربي حوالي ‪ 100‬مليون نسمة ‪ ٪80‬منهم يعيش في المغرب والجزائر كما أن‬
‫البلدان يملكان أقوى اقتصادين في هذا االتحاد‪ ،‬حيث أن مجموع اقتصاد البلدين يساوي ‪75٪‬‬
‫من االقتصاد اإلجمالي لدول االتحاد‪ .‬عاصمة االتحاد هي مدينة الرباط في المغرب‪ .‬تونس‬
‫هي الدولة الوحيدة من بين األعضاء الخمس التي قامت بدسترة االتحاد في دستورها ‪.‬‬
‫اما االشكالية المطروحة في تخليل وثيقة اتخاد المغرب العربي كالتالي‪ :‬ما مدى فعالية الوثيقة‬
‫في توحيد ابعاد االمن لدول المغرب العربي؟‬

‫‪91‬‬
‫األهداف لالتفاقية‪:‬‬
‫نصت معاهدة إنشاء االتحاد المغاربي على األهداف التالية‪:‬‬
‫توثيق أواصر األخوة التي تربط األعضاء وشعوبهم بعضهم ببعض‪.‬‬ ‫‪.1‬‬

‫تحقيق تقدم ورفاهية مجتمعاتهم والدفاع عن حقوقها‪.‬‬ ‫‪.2‬‬

‫المساهمة في صيانة السالم القائم على العدل واإلنصاف‪.‬‬ ‫‪.3‬‬

‫انتهاج سياسة مشتركة في مختلف الميادين‪.‬‬ ‫‪.4‬‬

‫العمل تدريجيا على تحقيق حرية تنقل األشخاص وانتقال الخدمات والسلع ورؤوس‬ ‫‪.5‬‬

‫األموال فيما بينها‪.‬‬


‫الهيكل التنظيمي‬
‫حسب اتفاقية التأسيس يتكون االتحاد من أجهزة تشريعية وتنفيذية وقضائية على النحو التالي‪:‬‬
‫مجلس الرئاسة‬
‫يتألف من رؤساء الدول األعضاء وهو أعلى جهاز في االتحاد‪ ,‬وإلجماع رؤساء الدول‬
‫األعضاء فقط سلطة اتخاذ القرار‪ .‬ويتناوب رؤساء الدول األعضاء على رئاسة المجلس لمدة‬
‫سنة‪.‬‬
‫مجلس وزراء الخارجية‬
‫مهمته التحضير لدورات مجلس الرئاسة والنظر في اقتراحات لجنة المتابعة واللجان الو ازرية‬
‫المتخصصة وتنسيق السياسات والمواقف في المنظمات اإلقليمية والدولية‪ .‬ويتكون المجلس‬
‫من الوزراء وأمين اللجنة الشعبية المكلفين بالشؤون الخارجية في بلدان االتحاد‪ .‬ويشترط‬
‫حضور جميع األعضاء لصحة عقد دورته العادية االستثنائية بدعوة من الرئاسة أو بناء على‬
‫طلب أحد األعضاء‪.‬‬
‫لجنة المتابعة‬
‫تتألف من األعضاء الذين تم تعيين كل واحد منهم في مجلس وزراء دولته أو لجنته الشعبية‬
‫العامة لمتابعة شؤون االتحاد‪ ,‬وتقوم لجنة المتابعة بمتابعة قضايا االتحاد بصفة تكاملية مع‬
‫‪92‬‬
‫بقية هيئات االتحاد‪ ,‬وتعمل بالتنسيق مع بقية الهيئات ال سيما مع األمانة العامة واللجان‬
‫الو ازرية المتخصصة تفاديا لالزدواجية‪ ,‬بينما تعرض لجنة المتابعة نتائج أعمالها على مجلس‬
‫وزراء الخارجية‪.‬‬
‫اللجان الوزارية المتخصصة‬
‫عمل مجلس رئاسة االتحاد على إنشاء عدة لجان و ازرية في ق ارره بتاريخ ‪1990/1/23‬‬
‫كاآلتي‪ :‬يكون التحاد المغرب العربي أربع لجان و ازرية متخصصة هي‪:‬‬
‫أوال‪ -‬لجنة األمن الغذائي‪:‬‬
‫تهتم بقطاعات الفالحة والثروة الحيوانية‪ ،‬والمياه والغابات‪ ،‬والصناعات الفالحية والغذائية‪،‬‬
‫واستصالح األراضي‪ ،‬والصيد البحري‪ ،‬وتجارة المواد الغذائية‪ ،‬والبحث الزراعي والبيطري‪،‬‬
‫والبيئة‪ ،‬ومؤسسات الدعم الفالحي‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬لجنة االقتصاد والمالية‪:‬‬
‫تهتم بميادين التخطيط‪ ،‬والطاقة‪ ،‬والمعادن‪ ،‬والتجارة‪ ،‬والصناعة‪ ،‬والسياحة‪ ،‬والمالية‪ ،‬والجمارك‪،‬‬
‫والتأمين والمصارف وتمويل االستثمار‪ ،‬والخدمات‪ ،‬والصناعة التقليدية‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬لجنة البنية األساسية‪:‬‬
‫تهتم بقطاعات التجهيز واألشغال العمومية‪ ،‬واإلسكان والعمران‪ ،‬والنقل والمواصالت‪ ،‬والبريد‪،‬‬
‫والري‪.‬‬
‫رابعا‪ -‬لجنة الموارد البشرية‪:‬‬
‫تهتم بمجاالت التعليم‪ ،‬والثقافة‪ ،‬واإلعالم‪ ،‬والتكوين‪ ،‬والبحث العلمي‪ ،‬والشؤون االجتماعية‪،‬‬
‫والتشغيل‪ ،‬والرياضة‪ ،‬والشبيبة‪ ،‬والصحة‪ ،‬والعدل‪ ،‬واإلقامة وتنقل األشخاص‪ ،‬وشؤون الجالية‬
‫المغاربية‪.‬‬
‫وتقوم اللجان الو ازرية المتخصصة بالتعاون مع لجنة المتابعة واألمانة العامة بوضع التصور‬
‫للخطط والجداول الزمنية الالزمة لتنفيذ برنامج عمل االتحاد المصادق عليه من طرف مجلس‬
‫الرئاسة‪.‬‬
‫‪93‬‬
‫وكذلك تتكون اللجان الو ازرية المتخصصة من الو ازرات واألمانات الشعبية المعنية حسب‬
‫القطاعات التي تدخل في مهامها‪ ،‬كما تتفرع عن اللجان الو ازرية المتخصصة مجالس و ازرية‬
‫قطاعية وفرق عمل حسب ما يقتضيه عملها‪ ،‬وعليها االستعانة بذوي الخبرة والكفاءات‬
‫المغاربية‪.‬‬
‫وتعرض اللجان الو ازرية المتخصصة نتائج أعمالها على مجلس وزراء الخارجية وتمارس‬
‫نشاطها بالتنسيق مع لجنة المتابعة واألمانة العامة‪.‬‬
‫األمانة العامة‬
‫لالتحاد أمانة عامة مقرها الرباط‪ ،‬وحسب المعاهدة التأسيسية تتكون من أمين عام يعينه مجلس‬
‫الرئاسة لمدة ثالث سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة‪ ,‬ومن عدد كاف من الموظفين ينتدبهم‬
‫األمين العام قدر الحاجة من بين مواطني االتحاد على أساس الكفاءة والوالء ألهداف االتحاد‬
‫والتوزيع العادل بين الدول األعضاء ووفقا للوائح الداخلية لألمانة العامة‪ .‬وتقوم األمانة العامة‬
‫بالمهام األساسية التالية‪:‬‬
‫العمل على تنفيذ ق اررات مجلس رئاسة اتحاد المغرب العربي بالتنسيق مع سائر أجهزة‬ ‫‪.1‬‬

‫االتحاد‪.‬‬
‫المساهمة في إعداد الخطط التنفيذية لبرنامج عمل االتحاد بالتعاون مع لجنة المتابعة‪.‬‬ ‫‪.2‬‬

‫إعداد البحوث والدراسات وتوفير المعلومات والوثائق‪ ،‬وابداء الرأي المتخصص مع‬ ‫‪.3‬‬

‫االستعانة وعلى وجه األولوية وعند االقتضاء بالكفاءات المغاربية‪.‬‬


‫إعداد التقارير الدورية حول التقدم الحاصل في بناء االتحاد‪.‬‬ ‫‪.4‬‬

‫االضطالع بأعمال السكرتارية لمجلس الرئاسة ومجلس وزراء الخارجية ولجنة المتابعة‬ ‫‪.5‬‬

‫واللجان الو ازرية المتخصصة بالتعاون مع البلد المضيف وتوثيق هذه األعمال‪.‬‬
‫حفظ وثائق ومستندات الرئاسة ومجلس وزراء الخارجية ولجنة المتابعة واللجان الو ازرية‬ ‫‪.6‬‬

‫المتخصصة ومجلس الشورى والهيئة القضائية وكل مستند رسمي لالتحاد بما فيها‬
‫وثائق المصادقة على االتفاقيات الجماعية المبرمة في إطار االتحاد‪.‬‬
‫‪94‬‬
‫العمل على التنسيق بين األجهزة االتحادية المتخصصة في المجاالت اإلعالمية‬ ‫‪.7‬‬

‫والتوثيق‪ ,‬بهدف تكوين رصيد متطور من المعلومات اإلحصائية والمرجعية عن الدول‬


‫األعضاء في مختلف القطاعات وأوجه نشاط العمل االتحادي‪ ,‬وجعلها متاحة‬
‫للممارسين‪.‬‬
‫ربط الصلة باألمانة العامة لجامعة الدول العربية واألمانات العامة للتجمعات العربية‬ ‫‪.8‬‬

‫لتحديد ميادين التعاون تعزي از للعمل العربي المشترك‪ ,‬والتعاون مع التجمعات المماثلة‬
‫األفريقية والتجمعات والمنظمات الدولية األخرى وذلك بالتنسيق مع أجهزة االتحاد‪.‬‬
‫ربط الصلة بالجمعيات الشعبية والمنظمات غير الحكومية لدعم مسيرة االتحاد‪.‬‬ ‫‪.9‬‬

‫مجلس الشورى‬
‫ويمثل مجلس الشورى الجهاز التشريعي لالتحاد‪ ,‬ويتألف من عشرين عضوا عن كل دولة‬
‫عضو في االتحاد يقع اختيارهم من الهيئات النيابية للدول األعضاء أو وفقا للنظم الداخلية‬
‫لكل دولة‪ .‬ويبدي مجلس الشورى رأيه فيما يحيله عليه مجلس الرئاسة من مشاريع وق اررات‪،‬‬
‫كما له أن يرفع لمجلس الرئاسة ما يراه من توصيات لتعزيز عمل االتحاد وتحقيق أهدافه‪.‬‬
‫ويتكون المجلس من اللجان الو ازرية المتخصصة‬
‫الهيئة القضائية‬
‫تعينهما الدولة المعنية لمدة ست سنوات‪ ،‬ويتم تجديد نصف‬
‫تتألف من قاضيين عن كل دولة ّ‬
‫الهيئة كل ثالث سنوات‪ ,‬ورئيس الهيئة ينتخب من بين أعضائها لمدة عام ومقرها نواكشوط‪.‬‬
‫وهي تختص بالنظر في النزاعات المتعلقة بتفسير وتطبيق المعاهدات واالتفاقيات المبرمة في‬
‫إطار االتحاد التي يحيلها إليها مجلس الرئاسة أو إحدى دول األطراف في النزاع‪ ,‬وتكون‬
‫أحكام الهيئة ملزمة ونهائية‪ ,‬وتقوم كذلك بتقديم اآلراء االستشارية في المسائل القانونية التي‬
‫يعرضها عليها مجلس الرئاسة‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫األكاديمية المغاربية للعلوم‬
‫تم تأسيس األكاديمية المغاربية للعلوم في طرابلس إلقامة إطار للتعاون بين مؤسسات البحث‬
‫العلمي والتكوين العالي في بلدان االتحاد وبينها وبين المؤسسات المماثلة بالوطن العربي‬
‫والبلدان األجنبية‪ ,‬وتطبيق سياسة بحث علمي وتكنولوجي مركزة على الجوانب التنموية‬
‫المشتركة بين أقطار االتحاد باعتبار الوسائل واإلمكانيات المتوافرة‪ ,‬وتهدف كذلك إلى تمكين‬
‫الباحثين في االتحاد من المشاركة في تطوير العلوم واستيعاب التقنية وتوظيفها بطريقة مؤثرة‬
‫في األوساط العلمية والتقنية‪.‬‬
‫جامعة المغرب العربي‬
‫تتكون الجامعة من وحدات جامعية مغاربية موزعة على دول اتحاد المغرب العربي حسب‬
‫مقتضيات مهمتها واإلمكانيات المتوفرة في كل منها‪ ,‬ومقرها طرابلس‪ .‬وتهدف الجامعة المغاربية‬
‫إلى تكوين طلبة السلك الثالث والباحثين في المجاالت ذات األولوية التي يقرها مجلس إدارة‬
‫الجامعة‪.‬‬
‫المصرف المغاربي لالستثمار والتجارة الخارجية‬
‫تم توقيع اتفاقية إنشاء المصرف المغاربي لالستثمار والتجارة الخارجية بين دول اتحاد المغرب‬
‫العربي بتاريخ ‪1991/3/10‬م‪ ,‬ومقره تونس‪ .‬يهدف المصرف إلى المساهمة في إقامة اقتصاد‬
‫مغاربي مترابط ومندمج‪ ،‬ومن ذلك إعداد وانجاز وتمويل المشاريع ذات المصلحة المشتركة‬
‫الفالحية والصناعية وغيرها في البلدان المغاربية‪ ،‬وكذلك في تشجيع انسياب رؤوس األموال‬
‫وتوظيفها في المشاريع ذات الجدوى االقتصادية والمردود المالي‪ ،‬وتنمية المبادالت التجارية‬
‫والمدفوعات الجارية المترتبة عنها‪.‬‬
‫في السابع من فبراير من عام ‪ ،1989‬و بالضبط في مدينة مراكش المغربية‪ ،‬وفي القصر‬
‫الملكي وقف الرئيس بن علي و العقيد القذافي و الملك الحسن الثاني و العقيد ولد الطايع و‬
‫الرئيس بن جديد ‪ ،‬متشابكي األيدي ليردوا على هتاف الجماهير التي احتشدت منذ الصباح‬
‫أمام الشرفة الملكية‪ ،‬و أعلن القادة الخمسة وثيقة انشاء اتحاد المغرب العربي ‪ ،‬و ذكرت‬
‫‪96‬‬
‫الوثيقة األسس التي تم عليها إقامة االتحاد بأنها (وحدة الدين واللغة والتاريخ و وحدة األماني‬
‫والتطلعات والمصير‪ ،‬ونظ ار لما يحدث من تحوالت و ما يتم من ترابط و تكامل على الصعيد‬
‫الدولي بصفة عامة‪ ،‬وما تواجهه دولنا وشعوبنا من تحديات في الميادين السياسية واالقتصادية‬
‫و االجتماعية و الثقافية)‪ ،‬و(نظ ار لما نلمسه من الحاجة الملحة إلى تضافر جهود دولنا)‪ ،‬كما‬
‫حددت أهداف هذا االتحاد بأنها أفضل السبل المؤدية إلى صرح المغرب العربي و السير على‬
‫نهج الوحدات الجهوية عبر العالم و ما تتميز به من تدرج على خطوات رصينة و تابثة و ما‬
‫طبع تخطيطها من عقالنية‪ ،‬و بأنها مرحلة أساسية لتحقيق الوحدة العربية‪ ،‬كذلك أكدت الوثيقة‬
‫على احترام سيادة الدول األعضاء في االتحاد و سيادتها القطرية حيث نصت على أن هذا‬
‫االتحاد يهدف إلى تعزيز استقالل أقطار االتحاد المغرب العربي وصيانة مكتسباتها‪.‬‬
‫ومن قراءة الوثيقة نالحظ ثالث سمات رئيسية ‪:‬‬
‫إن االتحاد يقوم على اعتبارات التجاور الجغرافي وما تتبعه من تفاعالت اجتماعية عبر‬ ‫‪.1‬‬

‫التاريخ واستنادا إلى إمكانيات المنطقة في التكامل االقتصادي‪.‬‬


‫أنه يهدف لمواجهة التحديات المشتركة التي تواجه المنطقة والناتجة عن حدوث تكتالت‬ ‫‪.2‬‬

‫إقليمية أخرى‪.‬‬
‫‪ .3‬أنه ينص في أكثر من موضع على احترام استقاللية الدول األعضاء في هذا االتحاد ‪.‬‬
‫لقد ظهرت المالمح األولى لتوحيد شعوب منطقة المغرب العربي طوال عهد االستعمار وتمثلت‬
‫باألساس في محاوالت الحركات الوطنية التحررية في هذه الدول‪ ،‬والتنسيق في ما بينها على‬
‫أساس وحدة النظام من اجل االستقالل في إطار مغاربي شامل‪ ،‬وانتهى هذا التنسيق بتأسيس‬
‫مكتب المغرب العربي في فبراير ‪ 1947‬بالقاهرة ‪.‬‬
‫لقد جاءت نشأة االتحاد في نهاية الثمانينات متزامنة مع ظروف دولية وقارية تميزت بالخصوص‬
‫في انهيار االتحاد السوفياتي و معه تفككت المنظومة الشيوعية‪ ،‬مما أثر على بعض األنظمة‬
‫العربية و المغاربية بالخصوص التي كانت تسير في فلك االشتراكية و بدأت تميل تدريجيا‬
‫نحو المنظومة الرأسمالية و اقتصاد السوق‪ ،‬كما بدأت الهيمنة األمريكية تفرض نفسها على‬
‫‪97‬‬
‫العالم‪ .‬وبرزت نوع من القناعة لدى عدد من البلدان العربية و األفريقية ومنها الدول المغاربية‪،‬‬
‫على أن العصر الجديد سيكون عصر التكتالت مسترشدين آنذاك بما خلفته الجماعة األوروبية‬
‫من نقاش حول التمدد ولتشمل و ما صاحب هذا النموذج األوروبي من نجاح ملموس‪.‬‬
‫لكن و رغم الجذور التاريخية لفكرة الوحدة المغاربية بالمقارنة مع نظيرتها األوروبية‪ ،‬ظل هذا‬
‫المشروع الوحدوي حبيس الق اررات و التوصيات المتراكمة و المؤسسات و الهياكل المجمدة‪ ،‬و‬
‫كذلك رهين التجاذبات و التباينات السياسية بين النخب الحاكمة‪ .‬و لم تستطع دول المغرب‬
‫العربي اإلستفادة من مقومات الوحدة التاريخية و الجغرافية و الثقافية المشتركة‪ ،‬هذا يدفعنا إلى‬
‫التساؤل عن النواقص و المناقص التي شابت معاهدة إتحاد المغرب العربي و التي حالت دون‬
‫تحقيق اإلندماج المنشود‪ ،‬و لإلجابة عن هذا التساؤل إخترنا تصميم هذا الموضوع وفق الشكل‬
‫التالي‪:‬‬
‫هناك من المختصين من رأى أن اتحاد المغرب العربي جاء أساسا كرد فعل على قيام الجمهورية‬
‫العربية المتحدة المتحدة‪ ،‬ألنه جاء بعد شهر واحد على قيامها و كانت البداية في طنجة‬
‫‪ ،1958‬وبالتالي فهذا المشروع افتقر إلى دراسات علمية حقيقية حول جدوى اتحاد المغرب‬
‫العربي يستند إليها صاحب القرار السياسي‪ ،‬و غلب التسرع و الحماس على التريث و التحضير‬
‫الجيد ل هذا التكتل اإلقليمي و ذلك عكس ما يالحظ على مسار تشكل االتحاد األوروبي وغيره‬
‫‪ ،‬الذي مر بعدة محطات تحضيرية قبل أن يصل إلى اإلندماج الكلي‪.‬‬
‫أيضا االتفاقيات الثنائية المنفردة شكلت عائقا سياسيا كبي ار في وجه مشروع الوحدة المغاربية‪،‬‬
‫في ‪ 12‬يناير ‪ 1974‬تم اعالن الجمهورية العربية اإلسالمية في ما عرف ببيان جربة‪ ،‬الذي‬
‫تراجع عنه بورقيبة بعد يومين نتيجة الضغط الجزائري‪ ،‬ثم إتفاق حاسي مسعود بالجزائر في‬
‫ديسمبر ‪ 1975‬بين الجزائر و ليبيا كخطوة نحو الوحدة‪ ،‬بعد هذا االتفاق جاءت معاهدة اإلخاء‬
‫و الوفاق في مارس ‪ 1983‬بين الجزائر و تونس انضمت إليها موريتانيا في ديسمبر من نفس‬
‫السنة كخطوة نحو الوحدة أيضا‪ ،‬ردا على هذا االتحاد تم توقيع بيان وجدة في غشت ‪1984‬‬
‫كخطوة إلنشاء االتحاد العربي اإلفريقي بين المغرب وليبيا الذي أقدم الملك الحسن الثاني على‬
‫‪98‬‬
‫فسخه من طرف واحد بعد عامين وقام بتمزيقه في مشهد درامي على شاشات التلفزيون‪ ،‬رغم‬
‫أنها أقرت من المؤسسات الدستورية في البلدين‪ ،‬ومن المفارقة أنه في الشهر الذي أنشأ فيه‬
‫االتحاد كانت العالقات بين تونس و ليبيا مقطوعة من ‪ 1985‬إلى ‪ 1988‬وظلت العالقات‬
‫المغربية الجزائرية دائما اقرب إلى القطيعة و الجفاء‪.‬‬
‫كما أن األحداث و األزمات السياسية الداخلية لدول االتحاد حالت دون تفعيل مؤسساته‪ ،‬كشبه‬
‫الحرب األهلية بالجزائر و تداعيات أزمة لوكيربي على ليبيا‪ ،‬لكن العامل الكبير هو مشكل‬
‫الصحراء المغربية بحيث طلب المغرب تجميد مؤسسات اتحاد المغرب العربي سنة‪ ...‬وذلك‬
‫أثناء رئاسة الجزائر له‪ ،‬أضف إلى ذلك انحياز ليبيا إلى تجمع الساحل والصحراء نتيجة‬
‫إحباطها من موقف دول المغرب العربي إزاء أزمة لوكيربي‪ ،‬وبالتالي فإن المغرب العربي‬
‫يصعب بنائه في ضل تجزئة أطرافه وتفكك وحداته ألن جوهر قوته في وحدة أوطانه‪.‬‬
‫نتيجة هذه الشخصنة العالقاتية بين دول االتحاد و العوائق السياسية‪ ،‬هناك من المختصصين‬
‫من يرى أن حركات التحرر الوطنية المغاربية كانت تحمل وعيا سياسيا يفوق بكثير من حيث‬
‫الرؤية اإلستراتيجية وعي النخب المغاربية الحاكمة‪.‬‬
‫و إضافة إلى ذلك نشير إلى إنعدام الديمقراطية داخل دول االتحاد‪ ،‬فنجد أن الشعوب مستبعدة‬
‫بشكل شبه كلي عن سلطة القرار و أن هناك فصال كبي ار بين نمط تفكير الدول و حاجيات‬
‫المجتمعات المغاربية و هذه السمة مشتركة في جميع دول االتحاد‪ ،‬حتى تلك التي تدعي‬
‫التعددية الحزبية رغم أن هناك في اآلفاق بوادر لتغير الوضع‪ ،‬من خالل موجة الربيع‬
‫الديمقراطي الذي تعرفه دول المنطقة‪ ،‬فكل ما سبق حرم شعوب المغرب العربي من حق لعب‬
‫أي دور فعلي في تجربة االتحاد‪.‬‬
‫هناك أيضا هاجس الخوف على الكيانات نتيجة اختالف طبيعة األنظمة السياسية الحاكمة‪،‬‬
‫فكل دولة تخاف على كيانها وشخصيتها وطبيعة الحكم فيها‪ .‬اإلرث السلبي لدول االتحاد‬
‫األوروبي على الدول المغاربية‪ ،‬فكانت دول المغرب العربي ضحايا النظام األوروبي‪ ،‬عندما‬

‫‪99‬‬
‫أرادت التحكم في العالقات الدولية لدول االتحاد المغاربي‪ ،‬وأكبر مثال على ذلك قضية‬
‫الصحراء ‪.‬‬
‫أيضا النزعة المتوسطية‪ ،‬تمثلت في القناعة بضرورة االرتباط بالجانب األوروبي اقتصاديا‬
‫وثقافيا و تكاد تكون تطلعات يأمل في تحقيقها الساسة وغير الساسة‪ ،‬والحسن الثاني في كتابه‬
‫التحدي أشار إلى المغرب العربي بوصفه " الشجرة التي توجد جذورها في إفريقيا وأغصانها‬
‫في أوروبا"‪ ،‬واألوروبيون يدعون ألن يكون المتوسط للمتوسطيين في دعوة صريحة لحماية‬
‫مصالح أوروبا بالضفة الجنوبية للمتوسط‪ ،‬وهناك عوامل أخرى نفسية متجذرة في الدول‬
‫األوروبية تحول دون دعم هذه الدول للتعاون بين دول االتحاد المغاربي وبالخصوص اسبانيا‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬على المستوى االقتصادي إن نجاح أي اتحاد إندماجي مرهون بتحقيق تكامل‬
‫اقتصادي بين أقطاره‪ ،‬لكن اتحاد المغرب العربي يعرف غياب هذا التكامل وذلك رغم التنصيص‬
‫على انشاء سوق مغاربية مشتركة‪ ،‬و هذا ناتج عن غياب شبه كلي لسياسة واستراتيجية‬
‫مشتركة‪ ،‬يمكن من خاللها تسخير اإلمكانيات المتاحة لدى بلدان االتحاد‪ ،‬وغياب جهاز‬
‫إقتصادي متخصص ضمن األجهزة المكونة لهيكل االتحاد‪ ،‬ومثال ذلك ما هو موجود في‬
‫االتحاد األوروبي حيث نجد البنك المركزي األوروبي يدير الشؤون المالية واإلقتصادية لالتحاد‪.‬‬
‫فالمعاهدة المنشئة لالتحاد المغاربي تتميز بطغيان الطابع السياسي في مقابل تهميش الدور‬
‫االقتصادي رغم أن التجارب أتبتث أن العامل االقتصادي يبقى حجر الزاوية في نجاح أي‬
‫تجربة إندماجية‪.‬‬
‫أيضا نزوع االقتصاديات المغاربية نحو الخارج أدى إلى ضعف تكاملها داخليا وجهويا‪ ،‬األمر‬
‫الذي جعلها بنيويا غير قادرة على خلق نظام اقتصادي مشترك‪ ،‬زاد األمر تعقيدا اختالف‬
‫األنماط األنتاجية في البلدان المغاربية‪ ،‬فهناك الزراعة والسياحة في تونس والمغرب‪ ،‬والنفط‬
‫والغاز في ليبيا والجزائر وهناك أيضا التفاوت الكبير في مستويات الدخول الفردية‪ ،‬أعالها في‬
‫ليبيا ب ‪ 2866‬دوالر و أدناها في موريتانيا ب ‪ 430‬دوالر ‪.‬‬
‫هذا الخلل البنيوي في االقتصاديات المغاربية عززه السلوك األناني والوطني الضيق‪ ،‬الذي‬
‫‪100‬‬
‫تمثل في سعي كل دول االتحاد للحصول على مزيد من المساعدات األجنبية و األوروبية‬
‫أساسا‪ ،‬مما عزز من التبعية االقتصادية لهذه الدول‪ ،‬دون إغفال أن المغرب و تونس تبنتا‬
‫اإلنفتاح االقتصادي‪ ،‬في حين أن الجزائر و ليبيا تبنتا اقتصادا موجها‪ ،‬هذا شكل عائقا كبي ار‬
‫أمام التكامل االقتصادي لالتحاد المغرب العربي ‪ ،‬رغم أن التجارب العالمية و آراء المختصين‪،‬‬
‫أتبثت كون العامل االقتصادي يظل األساس الضروري لنجاح أي تجربة إندماج بين الدول في‬
‫إطار اتحادات‪ ،‬وأحسن مثال هو االتحاد األوروبي الذي بني على أسس اقتصادية‪.‬‬
‫‪ -‬المناقص اإلجتماعية واألمنية‬
‫‪ -‬على المستوى االجتماعي‬
‫أول هذه المناقص هو التفاوت من حيث عدد السكان‪ ،‬و محاوالت التفرقة العرقية بين أبناء‬
‫الوطن الواحد و هناك محاوالت فرنسية حثيثة في هذا الشأن‪ ،‬يتجلى هذا األمر في موقف‬
‫بعض الدول الغربية الداعمة لبعض التيارات األمازيغية المتشددة في كل من المغرب و الجزائر‪،‬‬
‫هذا الدعم يأخذ في بعض األحيان أبعادا سياسية و إعالمية و مادية‪ ،‬و هذه المحاوالت قديمة‬
‫فكان الباحثين الفرنسيين و من ارتبط بهم خالل المرحلة االستعمارية الفرنسية من حاول إرجاع‬
‫سكان شمال إفريقيا القدامى‪ ،‬أي األمازيغ أو البربر إلى أصول أوروبية من اجل ربط المنطقة‬
‫بفرنسا‪ ،‬أو بغرض إحداث شرخ في صفوف الوحدة الوطنية‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬على المستوى األمني الهواجس األمنية سيطرت على دول اتحاد المغرب العربي‬
‫و على سلوكيات األمنيين‪ ،‬و قد الحظنا ذلك في سياق األحداث التي عرفها المغرب في غشت‬
‫‪ ، 1994‬و التي تمثلت في مهاجمة فندق أطلس أسني بمراكش وهي األحداث التي حمل‬
‫المغرب مسؤوليتها للمخابرات الجزائرية‪ ،‬و قرر على اثر ذلك فرض التأشيرة على دخول‬
‫الجزائريين إلى التراب المغربي‪ ،‬مما ترتب عنه قرار جزائري بإغالق الحدود في مواجهة‬
‫المغاربة‪.‬‬
‫‪ -‬نواقص معاهدة المغرب العربي‬
‫‪ -‬نواقص على المستوى القانوني و على مستوى األهداف الفقرة األولى‪:‬‬
‫‪101‬‬
‫على المستوى القانوني تسمح القراءة المتأنية بتحديد الطبيعة القانونية التحاد المغرب العربي‪،‬‬
‫هل يتعلق األمر بمشروع فيدرالي؟ ال يظهر بتاتا أن المقاربة التي تم اختيارها مقاربة إندماجية‬
‫و الحاجز الذي تصطدم به أمام الصالحيات الدولية للدول األعضاء يكمن في ضرورة عدم‬
‫تعارض اإلتفاقيات الدولية التي توقعها الدول األعضاء مع أحكام معاهدة مراكش‪ ،‬من جهة‬
‫أخرى ال يمكن اعتبار االتحاد ذو مالمح كنفدرالية‪ ،‬بل قانونيا نجد فيه في نفس الوقت مالمح‬
‫االت حاد و المؤتمر‪ ،‬إال أن األمر يتعلق بأكثر من تحالف نظ ار لكون االتحاد يتوفر على جهاز‬
‫تنفيذي و يعمل باسم المجموعة‪ ،‬ثم أن االتحاد ال يفوض و ال يخول أية صالحية ألجهزته‪،‬‬
‫إنه ال يشكل مرحلة في إطار صيرورة اإلدماج‪ ،‬أو خطوة تقربه من شكل الكونفدرالية‪.‬‬
‫بل أن تحليال قان ونيا لنص المعاهدة‪ ،‬و للقليل المتوفر من الممارسة يدفع إلى تحديد االتحاد‬
‫كمنظمة اقليمية فرعية‪ ،‬و كلمة االتحاد نفسها تظهر كحل توفيقي بين دعاة الوحدة الشاملة‬
‫اآلنية و دعاة اإلطار الوظيفي للتعاون المؤسساتي‪ ،‬هكذا يظهر االتحاد في قاعدته كبنية ما‬
‫بين دولتية و كأن األمر يتعلق بتجميع لدول مستقلة و ذات سيادة كاملة‪ ،‬هذا الطابع ما بين‬
‫الدولتية واضح في االتحاد نظ ار ألنه يرتكز على اتفاقية متعادلة األطراف و مفتوحة في وجه‬
‫دول عربية و افريقية أخرى ‪.‬‬
‫إن الطبيعة القانونية المتخلفة لمعاهدة المغرب العربي هي نتيجة للريبة بين أعضائها و العقدة‬
‫التي جعلتها تتوخى الحذر في المعاهدة مما حال دون رقيها إلى مستوى مشروع تكاملي إقليمي‪،‬‬
‫و من أهم هذه النواقص القانونية هو نص المعاهدة في مادتها ‪ 6‬التي تنص على األخد بقاعدة‬
‫اإلجماع كشرط لصدور ق اررات االتحاد‪ ،‬هذه القاعدة أصبحت متجاوزة عالميا لصعوبة التطبيق‬
‫العملي لها ‪ ،‬و بالتالي فإن القاعدة حدت من سلوكات االتحاد‪ ،‬حتى أن المعاهدة تشترط في‬
‫رد العدوان الواقع على إحدى دول االتحاد صدور اإلجماع‪ ،‬لدرجة أنه إذا امتنع عضو عن‬
‫الحضور فعليه تفويض عضو من الجماعة التي ينتمي إليها في المجلس للقيام مقامه في‬
‫تكريس واضح لقاعدة اإلجماع في اتخاد الق اررات‪.‬‬

‫‪102‬‬
‫هذا مع علم دول اتحاد المغرب العربي المسبق بحكم عضويتها في الجامعة العربية أن قاعدة‬
‫اإلجماع عطلت الجامعة وحولتها جسدا بدون روح‪ ،‬ومما زاد المعاهدة نقصا هو اشتراطها في‬
‫المادة ‪ 18‬موافقة كافة األعضاء على أي اقتراح لتعديل أحكام المعاهدة‪ ،‬ولم يؤخذ اقتراح‬
‫الجزائر استبدال قاعدة اإلجماع بمبدأ األغلبية على محمل الجد حيث ضل هذا االقتراح حبيس‬
‫رفوف اللجنة الفنية‪.‬‬
‫واجماال عند القراءة األولية لنص المعاهدة‪ ،‬نكتشف أن هناك نوعا من االقتضاب حيث أنها‬
‫ال تقدم تفصيالت و توضيحات مقنعة حول طبيعة عمل أجهزة االتحاد و القواعد التي تسير‬
‫عليها من حيث االجتماعات الدورية و اإلستثنائية‪ ،‬كذلك في ما يخص آليات عمل االتحاد‪،‬‬
‫وهكذا وبمقارنة بسيطة مع معاهدة روما المؤسسة للجماعة األوروبية نالحظ أن هناك اختالفا‬
‫شاسعا بينهما‪ ،‬فمعاهدة روما تكونت من ‪ 248‬فصال مبوبة إلى ‪ 16‬بابا‪ ،‬و ‪ 10‬أقسام موزعة‬
‫على ‪ 17‬فصال‪ ،‬مضافا إليها ‪ 4‬مالحق و ‪ 13‬برتوكوال و ‪ 9‬تصريحات‪ ،‬كل هذا في ‪334‬‬
‫صفحة شملت كل صغيرة و كبيرة تهم أجهزة الجماعة األوروبية‪ ،‬في حين أن معاهدة المغرب‬
‫تكونت من ‪ 19‬مادة تم فيها اإلعالن عن وضع األهداف وتصنيف عناصر السياسة المشتركة‬
‫في الميدان الدولي وميادين الدفاع واالقتصاد والثقافة‪ ،‬كما تم وضع األجهزة المشتركة المكونة‬
‫من مجلس الرئاسة ومجلس رؤساء الحكومات ومجلس وزراء الخارجية ولجنة المتابعة واللجان‬
‫الو ازرية المتخصصة‪ ،‬ثم األجهزة االتحادية المتفرغة أو شبه المتفرغة‪ ،‬وهي األمانة العامة‬
‫ومجلس الشورى والهيئة القضائية‪ ،‬كما تم الحديث المعاهدة عن التضامن ضد العدوان واألمن‬
‫الداخلي‪ ،‬كما تم الحديث عن عقد اتفاقيات مع أطراف أخرى ويمكن القول أن هذا االقتضاب‬
‫في عدد المواد‪ ،‬هو نتيجة إلنعدام حسن النية بين األعضاء‪ ،‬لقد كان مقصودا تجنب األجهزة‬
‫المعقدة و تركها مرنة و االتكال على الممارسة و خاصة إرادة السلطات الحاكمة‪.‬‬

‫‪103‬‬
‫‪ -‬على مستوى األهداف‪:‬‬
‫إن الباحث في نص المعاهدة يكتشف أن لغتها و مصطلحاتها يغلب عليها طابع التعميم‪،‬‬
‫وهناك غياب أو قلة الدقة و الضبط في المصطلحات وليس في المعاهدة أي تخصيص ألجل‬
‫محدد ووسائل معينة لتحقيق أهداف مسطرة‪ ،‬و مثال على ذلك المادة ‪ 2‬المتعلقة باألهداف‪،‬‬
‫اذ تم االقتصار على التنصيص على تحقيق التقدم ورفاهية مجتمعاتها والدفاع عن حقوقها‪...‬‬
‫فالمعاهدة عموما لم تتعرض للجوانب التطبيقية في ما يجب لها من مراحل زمنية ووسائل‬
‫إنجاز تلك األهداف‪ ،‬لم تضع في حسبانها مرحلة اإلنتقال والتدرج من األوضاع القائمة إلى‬
‫األوضاع الجديدة المتوخاة من االتحاد‪.‬‬
‫تميزت معاهدة مراكش بعمومية أهدافها إذ مثال لم تشر في نصوص موادها الثانية والثالثة‬
‫المتعلقة بأهداف االتحاد إلى وحدة جمركية واقتصادية‪ ،‬إنما اقتصر نص المعاهدة على عبارات‬
‫عامة حول التعاون االقتصادي والسياسي المشترك‪ ،‬فالمعاهدة تميزت بالطغيان في السيادة و‬
‫التواضع في األهداف كما طغى العامل السياسي على االقتصادي‪.‬‬
‫لدرجة أن المعاهدة لم تحدد حتى مفهوم المغرب العربي وال حدوده الجغرافية‪ ،‬حتى أن صفة‬
‫العربية لم تعتبر ميزة خاصة أو معيار قبول أو رفض عضوية دول أخرى‪ ،‬فتنص المادة ‪7‬‬
‫من المعاهدة على أن" الدول األخرى المنتمية لألمة العربية والى المجموعة اإلفريقية يمكنها‬
‫أن تنضم لهذه المعاهدة إذا قبلت الدول األعضاء‪.‬‬
‫‪ -‬نالحظ أن هيكل االتحاد يضم ثالث سلطات متميزة‪:‬‬
‫سلطة تنفيذية يمثلها مجلس الرئاسة ومجالس الرؤساء متعددة األغراض‪.‬‬
‫و سلطة تشريعية يمثلها مجلس الشورى‪ ،‬هذا األخير ال يشكل في الحقيقة برلمانا بقدر ما هو‬
‫هيئة استشارية فقط‪ ،‬و عليه يبقى هذا الجهاز ناقصا و عاج از عن وضع قوانين و دراستها لما‬
‫يخدم مصلحة شعوب االتحاد‪ ،‬و يعاب على هذا المجلس أيضا أن أعضائه ليسوا منتخبين بل‬
‫يتم تعيينهم من طرف الحكومات‪.‬‬

‫‪104‬‬
‫السلطة القضائية تختص فقط بالنظر في المنازعات الناشئة عن االتفاقيات المبرمة في إطار‬
‫المعاهدة المنشئة لالتحاد إذ ال يحق لألفراد التقاضي أمامها‪ ،‬مما يغيب البعد الشعبي للهيئة‬
‫و يجعلها ناقصة االختصاص في حماية حقوق األفراد و الشعوب‪ ،‬و هذا عكس ما نالحظه‬
‫مثال بالنسب لمحكمة العدل األوروبية التي يحق لألفراد التقاضي أمامها‪.‬‬
‫األمانة العامة و هي جهاز يتفرغ إلدارة شؤون اإلتحاد اليومية و اإلشارف عليها (المادة ‪17‬‬
‫‪ ،)....‬و لقد حدث خالف بين أعضاء االتحاد حول مقر األمانة العامة‪ ،‬ولعل السبب في ذلك‬
‫يعود بالخصوص إلى أزمة الثقة بين األعضاء و الناتجة عن غياب حسن النية و الخشية من‬
‫إمكانية تأثير دولة المقر على هذا الجهاز‪ ،‬إن عدم منح األمانة العامة سلطات حقيقية و‬
‫استقالال عن أعضاء االتحاد في حدود قانونية معينة يفقده الصفة التمثيلية و حرم االتحاد من‬
‫شخصية قانونية خاصة به في مواجهة كل الدول األعضاء و كذلك العالم الخارجي‪ ،‬و كمثال‬
‫على ذلك نشير إلى المفوضية األوروبية التي تقوم بضمان احترام قوانين الجماعة األوروبية و‬
‫التخطيط للسياسات العامة لالتحاد األوروبي‪ ،‬و أيضا طرح المبادرات أمام المجلس األوروبي‬
‫و مجلس الوزراء و أيضا تضطلع بتنفيذ مختلف الق اررات الصادرة عن مؤسسات االتحاد وكل‬
‫هذا يغيب عن األمانة العامة في اتحاد المغرب العربي‪.‬‬
‫غياب أجهزة مشتركة ذات سلطة تقريرية مستقلة يمكنها أن تسهر على المصالح الخاصة‬
‫باالتحاد في النص األولي للمعاهدة‪ ،‬يعكس عدم االستعداد لدى األعضاء المغاربيين الخمسة‬
‫للتنازل عن سيادتهم فالمصالح المغاربية تأتي بعد المصالح الوطنية التي يدافع عنها المجلس‬
‫السياسي و هي الهيئة الوحيدة المؤهلة التي يتخذ من خاللها رؤساء الدول ق ارراتهم‪ ،‬وهو ما‬
‫اعتبره بعض المحللين على أنه نقل لظاهرة المنفرد بالسلطة من سياق داخلي إلى سياق دولي‬
‫‪ ،‬وقد خلقت هذه القراءة عدة إنتقادات اتجاه المنظمة التي اعتبرت كناد منغلق لرؤساء الدول‪،‬‬
‫يجتمع كل ‪ 6‬أشهر ( المادة ‪ )5‬لمواجهة التهديدات المشتركة التي تمثلها الحركات اإلسالمية‪.‬‬
‫كذلك فإن هذه األجهزة تظل تابعة بالكامل لزعماء الدول الخمس‪ ،‬و ال تتمتع بأي مبادرة من‬
‫حيث إتخاذ الق اررات وال من حيث التنفيذ‪ ،‬و تعتمد بالكامل على استمرار التفاهم على مستوى‬
‫‪105‬‬
‫الرؤساء إللتزامهم بالتنفيذ‪ ،‬كذلك تفتقر األجهزة ألي سلطة مستقلة عن الدول األعضاء فهي‬
‫ال تتمتع فقط بسلطات فوق ا لدول بل حتى ال تتمتع بسلطة مستقلة بين الدول‪ ،‬كذلك يفتقر‬
‫الجهاز آلليات التنفيذ من تم فأن عملية تنفيذ أي مقترحات أو ق اررات تبقى رهينة إرادة الدول‬
‫األعضاء‪.‬‬
‫أيضا هناك غياب سلطة عليا تلزم كل األعضاء على االمتثال لبنود المعاهدة‪ ،‬و في غياب‬
‫سلطة فوق وطنية فالعالقة بين هذه الدول األعضاء تبقى رهينة إلرادات الطبقات الحاكمة‪،‬‬
‫وأيضا في كثير من األحيان إلرادات خارجية‪.‬‬
‫على مستوى التوصيات‪:‬‬
‫التوصيات في اتحاد المغرب العربي هي تعبير عن وجهة نظر في مسألة معينة أو نصيحتها‬
‫بخصوص موضوع معين‪ ،‬دون أن تتضمن هذه الدعوة معنى اإللزام و ال ترتب مسؤولية على‬
‫دول االتحاد إنها فقط تتمتع بقيمة أدبية‪ ،‬وترفع هذه التوصيات لمجلس الرئاسة من طرف‬
‫مجلس الشورى الذي يميز بين هذه التوصيات ما يراها تحقق أهداف و تعزز عمل االتحاد ‪،‬‬
‫وغالبا ما يتم رفع هذه التوصيات في صورة بيانات سياسية بهدف تنبيه مجلس الرئاسة‪ ،‬و في‬
‫بعض األحيان على شكل آراء و بالتالي فهي ذات طابع استشاري بحث‪.‬‬
‫ثم أن الهيئة القضائية التي هي بمثابة المستشار القانوني يلجأ إليها مجلس الرئاسة اختيا ار‬
‫فقط‪ ،‬و ليس من حق األجهزة األخرى التي هي أيضا في حاجة إلى توضيحات قانونية‬
‫استشارية‪ ،‬و بالتالي ترك االستشارة مقصورة على مجلس الرئاسة‪ ،‬في مقابل ذلك نرى أن‬
‫المادة ‪ 96‬من ميثاق األمم المتحدة نصت على أن يحق لمحكمة العدل الدولية أن تصدر رأيا‬
‫استشاريا في أية مسألة قد تعرضها عليها الجمعية العامة أو مجلس األمن أو لسائر فروع‬
‫الهيئة أو وكاالتها المختصة‪.‬‬
‫كما أن المعاهدة تميزت بتعقد مسطرة إتخاذ القرار من مجلس الرئاسة‪ ،‬حيث تنص المادة ‪-12‬‬
‫‪ 3‬على أن المشاريع المعدة من طرف اللجان الو ازرية المتخصصة يجب أن تعرض أوال على‬

‫‪106‬‬
‫مجلس الشورى إلبداء الرأي فيها ثم بعد ذلك تنتظر هذه المشاريع اجتماع مجلس الرئاسة في‬
‫دورته العادية إلقرارها‪.‬‬
‫على مستوى إصدار الق اررات تنص معاهدة انشاء المغرب العربي على ضرورة أن تعرض‬
‫االتفاقيات على الدول األعضاء أوال إلقرارها و هذه السلطة هي فقط موكولة ألعلى جهاز وهو‬
‫مجلس الرئاسة‪ ،‬ألنه صاحب االختصاص العام‪ ،‬كما أن هذا المجلس هو الذي يحتكر سلطة‬
‫التصديق على النظام األساسي لمجلس الشورى المغاربي و التصديق على ميزانية هذا األخير‪.‬‬
‫كما أن إصدار الق اررات التنفيذية في مجال المنازعات السياسية الدولية هو محظور على‬
‫االتحاد فالدول أصرت على االحتفاظ بسيادتها الكاملة في هذا المجال‪ ،‬وبالتالي فليس لالتحاد‬
‫المغاربي اختصاص سياسي‪ ،‬يتمتع فيه بإصدار ق اررات تنفيذية ملزمة‪.‬‬
‫وعلى المستوى الداخلي فإنه ال يسمح بتطبيق الق اررات الصادرة عن االتحاد على المستوى‬
‫الوطني إال إذا صدرت في شكل تشريعات داخلية‪ ،‬وذلك حرصا من الدول األعضاء على‬
‫سيادتها و بالتالي فإن هذا القيد حد من سلطات االتحاد و أضعف من فعاليته‪.‬‬
‫كذلك فإن معاهدة اتحاد المغربي أقرت ضمنا على أن هناك قد ار من السلطات ال يحق لالتحاد‬
‫التدخل فيه و هو الشأن الداخلي للدول األعضاء‪ ،‬عكس منظمة األمم المتحدة و االتحاد‬
‫األوروبي اللذان لهما االختصاص التدخل في المسائل المتعلقة بإنتهاك حقوق اإلنسان ‪.‬‬
‫خاتمة‪:‬‬
‫ف ي حوار مع لويس مارتينيز‪ ،‬الباحث بمركز الدراسات و البحوث في باريس و االختصاصي‬
‫في الشؤون الجزائرية و الليبية‪ ،‬عندما سئل عن وجهة نظره في المغرب العربي ي أفق ‪2030‬‬
‫قال" إن السيناريو األكثر تحققا و تفاؤال لوضعية المغرب العربي سيكون كاالتي‪ :‬نجاح اإلنتقال‬
‫الديمق ارطي و اإلنتخابات ستكون سليمة و قانونية و ذات مصداقية‪ ،‬و السلطة ستصبح شرعية‬
‫و اإلندماج سيعرف تقدما" في حوار أجراه الرئيس الجديد لتونس الدكتور المنصف المرزوقي‬
‫بتاريخ ‪ 20‬يناير ‪ ، 2012‬اعتبر أن السنة الحالية ستكون سنة المغرب العربي الكبير وأنه ال‬
‫مستقبل للمنطقة دون الوحدة‪ ،‬وقال إن من شأن ذلك أن يساهم في حل قضية الصحراء التي‬
‫‪107‬‬
‫اتفق الجميع اليوم على تركها جانبا ورفض أن تكون عقبة أمام االتحاد‪ .‬وأضاف أنه دائما كان‬
‫يقول إن مستقبل تونس ليس في تونس وانما في الفضاء المغاربي وأعتقد الشيء نفسه لباقي‬
‫األقطار‪ ،‬مستقبلنا في هذا الفضاء المغاربي الذي سيكون إن شاء اهلل الحجرة األولى للفضاء‬
‫العربي "اتحاد الشعوب العربية المستقلة" الذي أؤمن به وأحلم به‪ ،‬لكن في الوقت الحاضر‬
‫عندنا إمكانية إلحياء هذا المارد المغاربي النائم بسرعة‪.‬‬
‫و أكد على وجوب تكريس حق التنقل بالهوية دون جواز سفر‪ ،‬وحق االستقرار في كل بلد‬
‫مغاربي‪ ،‬وحق العمل وحق االستثمار‪ ،‬بانتظار أن نبدأ التفكير في السنوات الخمس المقبلة في‬
‫آليات البرلمان المغاربي بصالحيات حقيقية‪.‬‬
‫ويجب أن تكون عندنا رئاسة دورية ومشتركة للفضاء المغاربي طيلة السنوات الخمس فالقضية‬
‫األساسية التي كانت تمنع االتحاد المغاربي‪ ،‬والتي أماتت أو قتلت االتحاد القديم هي قضية‬
‫الصحراء واآلن بدأت األفكار عند األخوة الجزائريين واألخوة المغاربة تتجه نحو ترك الموضوع‬
‫لألمم المتحدة‪.‬‬
‫و في إطار المغرب العربي الكبير‪ ،‬يمكن أن نجد هذا الحل‪ ،‬يعني لو بدأت آليات الماكينة‬
‫االقتصادية تدور‪ ،‬لو حققنا هذه الحريات الخمس‪ ،‬فستتغير العقليات ورؤية األمور‪ ،‬وشيئا‬
‫فشيئا سننضج إلى أن نصل إلى حلول ترضي الطرفين ‪.‬‬
‫و في زيارته للمغرب شدد المرزوقي‪ ،‬على أنه آن األوان " لضخ الحياة في الجسد المغاربي‬
‫الميت" ‪ ،‬مضيفا أن الشعوب المغاربية دفعت ما يكفي "كلفة الالمغرب" على جميع األصعدة‪،‬‬
‫حيث تم إهدار ما يعادل ‪ 2‬في المائة من الدخل القومي الخام جراء تعطل عجلة االندماج‬
‫البيني ‪ ،‬وتجرعت الشعوب سنوات طويلة من التخلف والعجز والفقر ان النخب الحاكمة في‬
‫دول المغرب تلعب الدور األكبر في إعاقة مشروع الوحدة‪ ،‬فهي غير قادرة على حل المشاكل‬
‫االقتصادية المختلفة أو وضع حد للخالفات السياسية بل على العكس تعمل على تعميقها‬
‫وتعزيزها‪ ،‬وهذا ما أدى باالتحاد إلى الوصول إلى ما وصل إليه من ترهل وعطب وانكسار ‪.‬‬
‫إن اتحاد المغرب العربي في الوقت الحاضر هو عبارة عن جسد بال روح ويعود ذلك إلى أن‬
‫‪108‬‬
‫حالة التوافق للوصول لألهداف المتوخاة لم تأخذ باالعتبار‪ ،‬ذلك أن ما حدث أن كل دولة‬
‫تتشبث وتتمسك بقناعاتها وتوجهاتها وتتقوقع على نفسها‪ ،‬وكل دولة غلب عليها طابع األنانية‬
‫‪ ،‬وبذلك كثرت الشعارت على حساب التوصيات العملية‪ .‬وهذا جعل دول االتحاد تتصف‬
‫بالضعف في مواجهة التحالفات والتكتالت في العالم ‪ .‬ورغم كل ذلك يبقى األمل في أن تقوم‬
‫العوامل المشتركة على مواجهة التحديات ‪ ،‬وان تكون اآلمال التي عقدت على االتحاد في‬
‫محلها بدل خيبة األمل التي يشعر بها شعوب االتحاد نتيجة النعدام التبادل البيني‪.‬‬
‫إن العقبة كانت الدكتاتوريات لكن الدكتاتوريات ال تتحد بل تتخاصم‪ ،‬وأوروبا لم تحقق وحدتها‬
‫إال بعد انهيار الدكتاتوريات‪ ،‬وفي المغرب والجزائر هناك إسراع في اإلصالح وباالنتباه لمطالب‬
‫الشعب‪ ،‬وكلنا نعلم أن إحياء االتحاد المغاربي يضيف ‪ %2‬للناتج القومي لكل بلد‪.‬‬
‫أن العديد من التجارب االندماجية الوازنة؛ تبرز أن إحداث تنظيمات إقليمية مبنية على أسس‬
‫ديمقراطية قوية؛ يسهم من جانبه في تطوير وتقوية المسار الديمقراطي ألعضائها‪ .‬معتب ار أن‬
‫استمرار األوضاع راكدة وجامدة على حالها؛ سيكلف شعوب المنطقة هدر مزيد من الفرص‬
‫والطاقات المتاحة لولوج عالم متحول ومتسارع ال يؤمن إال بالتكتالت؛ وبخاصة في ظل الحراك‬
‫المجتمعي الراهن الذي يفرض ق اررات حاسمة تنحو إلى التغيير الذي تطمح إليه الشعوب ‪.‬‬

‫‪109‬‬
‫المحاضرة السابعة‪:‬‬
‫تحليل وثيقة بيان اول نوفمبر ‪:1954‬‬

‫محتوى الوثيقة‪:‬‬
‫الرحيم‬
‫الرحمن ّ‬
‫بسم اهلل ّ‬
‫نداء إلى الشعب الجزائري‬
‫هذا هو نص أول نداء وجهته الكتابة العامة لجبهة التحرير الوطني‬
‫‪13‬‬
‫إلى الشعب الجزائري في أول نوفمبر ‪1954‬‬

‫" أيها الشعب الجزائري‪،‬‬


‫أيها المناضلون من أجل القضية الوطنية‪،‬‬
‫أنتم الذين ستصدرون حكمكم بشأننا ـ نعني الشعب بصفة عامة‪ ،‬و المناضلون بصفة‬
‫العميقة التي‬
‫األسباَ َب َ‬
‫علمكم أن غرضنا من نشر هذا اإلعالن هو أن نوضح ل ُكم ْ‬
‫خاصة ـ نُ ُ‬
‫دفعتنا إلى العمل ‪ ،‬بأن نوضح لكم مشروعنا و الهدف من عملنا‪ ،‬و مقومات وجهة نظرنا‬
‫األساسية التي دفعتنا إلى االستقالل الوطني في إطار الشمال اإلفريقي‪ ،‬ورغبتنا أيضا هو‬
‫أن نجنبكم االلتباس الذي يمكن أن توقعكم فيه اإلمبريالية وعمالؤها اإلداريون و بعض‬
‫محترفي السياسة االنتهازية‪.‬‬
‫فنحن نعتبر قبل كل شيء أن الحركة الوطنية ـ بعد مراحل من الكفاح ـ قد أدركت مرحلة‬
‫التحقيق النهائية‪ .‬فإذا كان هدف أي حركة ثورية ـ في الواقع ـ هو خلق جميع الظروف‬
‫الثورية للقيام بعملية تحريرية‪ ،‬فإننا نعتبر الشعب الجزائري في أوضاعه الداخلية متحدا‬
‫حول قضية االستقالل و العمل ‪ ،‬أما في األوضاع الخارجية فإن االنفراج الدولي مناسب‬

‫‪ https://ar.wikisource.org/wiki/13‬بيان_أول_نوفمبر‬

‫‪110‬‬
‫لتسوية بعض المشاكل الثانوية التي من بينها قضيتنا التي تجد سندها الديبلوماسي وخاصة‬
‫من طرف إخواننا العرب و المسلمين‪.‬‬
‫إن أحداث المغرب و تونس لها داللتها في هذا الصدد‪ ،‬فهي تمثل بعمق مراحل الكفاح‬
‫التحرري في شمال إفريقيا‪ .‬ومما يالحظ في هذا الميدان أننا منذ مدة طويلة أول الداعين‬
‫إلى الوحدة في العمل‪ .‬هذه الوحدة التي لم يتح لها مع األسف التحقيق أبدا بين األقطار‬
‫الثالثة‪.‬‬
‫إن كل واحد منها اندفع ال يوم في هذا السبيل‪ ،‬أما نحن الذين بقينا في مؤخرة الركب فإننا‬
‫نتعرض إلى مصير من تجاوزته األحداث‪ ،‬و هكذا فإن حركتنا الوطنية قد وجدت نفسها‬
‫محطمة ‪ ،‬نتيجة لسنوات طويلة من الجمود و الروتين‪ ،‬توجيهها سيئ ‪ ،‬محرومة من سند‬
‫الرأي العام الضروري‪ ،‬قد تجاوزتها األحداث‪ ،‬األمر الذي جعل االستعمار يطير فرحا ظنا منه‬
‫أنه قد أحرز أضخم انتصاراته في كفاحه ضد الطليعة الجزائرية‪.‬‬
‫إن المرحلة خطيرة‪.‬‬
‫أمام هذه الوضعية التي يخشى أن يصبح عالجها مستحيال‪ ،‬رأت مجموعة من الشباب‬
‫المسؤولين المناضلين الواعين التي جمعت حولها أغلب العناصر التي ال ت ازل سليمة‬
‫ومصممة‪ ،‬أن الوقت قد حان إلخراج الحركة الوطنية من المأزق الذي أوقعها فيه صراع‬
‫األشخاص و التأثيرات لدفعها إلى المعركة الحقيقية الثورية إلى جانب إخواننا المغاربة‬
‫والتونسيين‪.‬‬
‫وبهذا الصدد‪ ،‬فإننا نوضح بأننا مستقلون عن الطرفين اللذين يتنازعان السلطة‪ ،‬إن حركتنا‬
‫قد وضعت المصلحة الوطنية فوق كل االعتبارات التافهة والمغلوطة لقضية األشخاص‬
‫والسمعة‪ ،‬ولذلك فهي موجهة فقط ضد االستعمار الذي هو العدو الوحيد األعمى‪ ،‬الذي‬
‫رفض أمام وسائل الكفاح السلمية أن يمنح أدنى حرية‪.‬‬
‫و نظن أن هذه أسباب كافية لجعل حركتنا التجديدية تظهر تحت اسم‪ :‬جبهة التحرير الوطني‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫و هكذا نستخلص من جميع التنازالت المحتملة‪ ،‬ونتيح الفرصة لجميع المواطنين الجزائريين‬
‫من جميع الطبقات االجتماعية‪ ،‬وجميع األحزاب و الحركات الجزائرية أن تنضم إلى الكفاح‬
‫التحرري دون أدنى اعتبار آخر‪.‬‬
‫ولكي نبين بوضوح هدفنا فإننا نسطر فيما يلي الخطوط العريضة لبرنامجنا السياسي‪.‬‬
‫الهدف‪ :‬االستقالل الوطني بواسطة‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ إقامة الدولة الجزائرية الديمقراطية االجتماعية ذات السيادة ضمن إطار المبادئ‬
‫اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ احترام جميع الحريات األساسية دون تمييز عرقي أو ديني‪.‬‬
‫األهداف الداخلية‪ 1 :‬ـ التطهير السياسي بإعادة الحركة الوطنية إلى نهجها الحقيقي والقضاء‬
‫على جميع مخلفات الفساد وروح اإلصالح التي كانت عامال هاما في تخلفنا الحالي‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ تجميع و تنظيم جميع الطاقات السليمة لدى الشعب الجزائري لتصفية النظام االستعماري‪.‬‬
‫األهداف الخارجية‪ 1 :‬ـ تدويل القضية الجزائرية‬
‫‪ 2‬ـ تحقيق وحدة شمال إفريقيا في داخل إطارها الطبيعي العربي واإلسالمي‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ في إطار ميثاق األمم المتحدة نؤكد عطفنا الفعال تجاه جميع األمم التي تساند قضيتنا‬
‫التحريرية‪.‬‬
‫وسائل الكفاح‪:‬‬
‫انسجاما مع المبادئ الثورية‪ ،‬واعتبا ار لألوضاع الداخلية و الخارجية‪ ،‬فإننا سنواصل الكفاح‬
‫بجميع الوسائل حتى تحقيق هدفنا ‪.‬‬
‫إن جبهة التحرير الوطني‪ ،‬لكي تحقق هدفها يجب عليها أن تنجز مهمتين أساسيتين في‬
‫وقت واحد وهما‪ :‬العمل الداخلي سواء في الميدان السياسي أو في ميدان العمل المحض‪،‬‬
‫والعمل في الخارج لجعل القضية الجزائرية حقيقة واقعة في العالم كله‪ ،‬وذلك بمساندة كل‬
‫حلفائنا الطبيعيين ‪.‬‬

‫‪112‬‬
‫إن هذه مهمة شاقة ثقيلة العبء‪ ،‬وتتطلب كل القوى وتعبئة كل الموارد الوطنية‪ ،‬وحقيقة إن‬
‫الكفاح سيكون طويال ولكن النصر محقق‪.‬‬

‫وفي األخير ‪ ،‬وتحاشيا للتأويالت الخاطئة و للتدليل على رغبتنا الحقيقة في السلم‪ ،‬وتحديدا‬
‫للخسائر البشرية و إراقة الدماء‪ ،‬فقد أعددنا للسلطات الفرنسية وثيقة مشرفة للمناقشة‪ ،‬إذا‬
‫كانت هذه السلطات تحدوها النية الطيبة‪ ،‬و تعترف نهائيا للشعوب التي تستعمرها بحقها في‬
‫تقرير مصيرها بنفسها‪.‬‬
‫‪ - 1‬االعتراف بالجنسية الجزائرية بطريقة علنية ورسمية‪ ،‬ملغية بذلك كل األقاويل والق اررات‬
‫و القوانين التي تجعل من الجزائر أرضا فرنسية رغم التاريخ و الجغرافيا واللغة والدين‬
‫والعادات للشعب الجزائري‪.‬‬
‫‪ - 2‬فتح مفاوضات مع الممثلين المفوضين من طرف الشعب الجزائري على أسس االعتراف‬
‫بالسيادة الجزائرية وحدة ال تتجزأ‪.‬‬
‫‪ - 3‬خلق جو من الثقة وذلك بإطالق سراح جميع المعتقلين السياسيين ورفع اإلجراءات‬
‫الخاصة و إيقاف كل مطاردة ضد القوات المكافحة‪.‬‬
‫وفي المقابل‪:‬‬
‫‪ - 1‬فإن المصالح الفرنسية‪ ،‬ثقافية كانت أو اقتصادية والمحصل عليها بنزاهة‪ ،‬ستحترم‬
‫وكذلك األمر بالنسبة لألشخاص و العائالت‪.‬‬
‫‪ - 2‬جميع الفرنسيين الذين يرغبون في البقاء بالجزائر يكون لهم االختيار بين جنسيتهم‬
‫األصلية ويعتبرون بذلك كأجانب تجاه القوانين السارية أو يختارون الجنسية الجزائرية وفي‬
‫هذه الحالة يعتبرون كجزائريين بما لهم من حقوق و ما عليهم من واجبات‪.‬‬
‫‪ - 3‬تحدد الروابط بين فرنسا والجزائر وتكون موضوع اتفاق بين القوتين االثنتين على‬
‫أساس المساواة و االحترام المتبادل‪.‬‬

‫‪113‬‬
‫أيها الجزائري‪ ،‬إننا ندعوك لتبارك هذه الوثيقة‪ ،‬وواجبك هو أن تنضم إلنقاذ بلدنا و العمل‬
‫على أن نسترجع له حريته‪ ،‬إن جبهة التحرير الوطني هي جبهتك‪ ،‬و انتصارها هو انتصارك‪.‬‬
‫أما نحن‪ ،‬العازمون على مواصلة الكفاح‪ ،‬الواثقون من مشاعرك المناهضة لإلمبريالية‪ ،‬فإننا‬
‫نقدم للوطن أنفس ما نملك‪".‬‬
‫فاتح نوفمبر ‪1954‬‬
‫‪14‬‬
‫األمانة الوطنية‪.‬‬

‫‪14‬‬ ‫‪https://www.ministerecommunication.gov.dz/ar/node/5469‬‬

‫‪114‬‬
‫التحليل‪:‬‬

‫دراسة بيان أول نوفمبر‬


‫أوال‪ -‬مرحلة تقديم الوثيقة‬

‫طبيعتها‪ :‬وثيقة تاريخية على شكل بيان‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫مصدرها‪ :‬رسمي‪ ،‬مأخوذة من كتاب أول نوفمبر ‪ ،1954‬بداية النهاية لخرافة الجزائر‬ ‫‪‬‬

‫الفرنسية‪ ،‬للدكتور أحسن بومالي‪.‬‬


‫التعريف بصاحبها‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ -‬رسم خطوطه العريضة مجموعة الستة‪ ،‬المنبثقة عن مجموعة الـ ‪ 22‬التاريخية‪،‬‬


‫وهم‪ :‬ديدوش مراد‪ ،‬ورابح بيطاط‪ ،‬والعربي بن مهيدي‪ ،‬وكريم بلقاسم‪ ،‬ومحمد بوضياف‪،‬‬
‫ومصطفى بن بولعيد‪ .‬وهم ست شباب جزائري‪ ،‬لقبوا بآباء الثورة‪ ،‬حددوا الفاتح من نوفمبر‬
‫‪1954‬م موعدا النطالق أول رصاصة في أكبر ثورة تحريرية‪ ،‬وحرروا عقد ميالد حزب جبهة‬
‫التحرير الوطني‪ ،‬واعتمدوا جيش التحرير الوطني ذراعا عسكريا له‪.‬‬
‫‪ -‬قام بتحريره باللغة الفرنسية‪ ،‬ورقنه‪ ،‬محمد العيشاوي‪ ،‬وهو سياسي‪ ،‬وصحفي‪ ،‬ومجاهد‬
‫جزائري‪ ،‬استشهد خالل الثورة التحريرية‪.‬‬
‫‪ -‬قام بصياغته‪ ،‬وترجمته إلى اللغة العربية‪ ،‬إبراهيم زدور القاسم المهاجي‪ ،‬وهو أول‬
‫طالب مناضل‪ ،‬استشهد أثناء الثورة التحريرية‪.‬‬
‫اإلطار الزماني والمكاني‪ 23 :‬أكتوبر ‪ 1954‬م‪ ،‬بمنزل سري بحي الرايس حميدو‪ ،‬بالجزائر‬
‫العاصمة‪ ،‬وتم رقنه‪ ،‬وسحبه‪ ،‬بقرية إغيل إيموال‪ ،‬بجبال جرجرة‪.‬‬

‫‪115‬‬
‫ثانيا‪ :‬مرحلة تحليل الوثيقة‬
‫الفكرة العامة‪ :‬أهداف بيان أول نوفمبر‪ ،‬والمعالم األولى للثورة‪ ،‬وما بعد التحرر‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫األفكار الجزئية‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ -1‬أسباب صياغة بيان أول نوفمبر‪.‬‬


‫‪ -2‬األهداف الداخلية والخارجية للثورة‪.‬‬
‫‪ -3‬وسائل الكفاح المسلح‪.‬‬
‫‪ -4‬عرض التفاوض المشروط مع المستعمر الفرنسي‪.‬‬
‫‪ -5‬دعوة الشعب الجزائري لمباركة البيان‪ ،‬واالنضمام إلى الكفاح المسلح‪.‬‬
‫طرح اإلشكالية‪ :‬ما هو الهدف من إصدار بيان أول نوفمبر؟ وما كان مضمونه؟‬ ‫‪‬‬

‫التحليل‪ :‬أصدرت جبهة التحرير الوطني بيان أول نوفمبر في الفاتح من نوفمبر‬ ‫‪‬‬

‫‪ 1954‬م‪ ،‬كنداء موجه لكافة المواطنين الجزائريين‪ ،‬من جميع الطبقات االجتماعية‪،‬‬
‫وجميع األحزاب والحركات الجزائرية‪ ،‬لتعلن ميالد حزب جبهة التحرير الوطني‪ ،‬وتطلب‬
‫مباركتهم للثورة‪ ،‬واالنضمام إلى الكفاح المسلح‪ ،‬لتحرير الوطن‪ ،‬دون أية اعتبارات‬
‫أخرى‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬مرحلة اإلستنتاج‬


‫إن بيان أول نوفمبر هو أول برنامج سياسي لحزب جبهة التحرير الوطني‪ ،‬وأول تصريح رسمي‬
‫له‪ ،‬أصدره ليخاطب من خالله كل فئات الشعب الجزائري‪ ،‬من أف ارد‪ ،‬وأحزاب‪ ،‬وحركات تحررية‪،‬‬
‫طالبا دعمهم‪ ،‬وليقضي على حالة االرتباك التي قد تصيبهم عند اندالع الثورة‪ .‬وجاء ليجزم‪،‬‬
‫أن ما أخذ بالقوة ال يسترد إال بالقوة‪ ،‬وأن الكفاح المسلح هو الحل الوحيد إلنهاء خرافة الجزائر‬
‫الفرنسية‪.‬‬
‫ورسمت جبهة التحرير من خالله‪ ،‬المعالم األولى للثورة‪ ،‬وآفاق ما بعد التحرر‪ ،‬حيث حمل‬
‫البيان رؤية الثوار المستقبلية لجزائر معاصرة‪ ،‬جزائر ديموقراطية شعبية‪ ،‬في إطار المبادئ‬
‫اإلسالمية‪ .‬وفتحت بابا للتفاوض المشروط مع المستعمر الفرنسي‪ ،‬تفاديا إلراقة دماء األبرياء‪،‬‬
‫ودعت الشعب الجزائري لمباركة البيان‪ ،‬ودعم الثورة التحريرية‪.‬‬

‫‪116‬‬
‫وعكس البيان التخطيط المحكم للثورة‪ ،‬رغم بساطة السالح المستعمل‪ ،‬كما عكس أيضا النضج‬
‫الفكري والسياسي الذي كان يتمتع به الشعب الجزائري‪ ،‬واص ارره على ممارسة حقه في تقرير‬
‫مصيره‪ ،‬والعيش بحرية وكرامة‪.‬‬

‫يعتبر البيان بمثابة برنامج سياسي حدد اهداف الثورة وكافة االساليب المتاحة والممكنة لتحقيق‬
‫االستقالل وبناء الدولة الجزائرية في اطار المبادئ االسالمية ‪ ،‬كما عبر فيه عن كيفيات‬
‫التعامل مع السلطات االستعمارية خالل فترات الحرب والسلم باالضافة الى عالقات الجزائر‬
‫مع العالم الخارجي ‪.‬‬
‫وعليه فان بيان نوفمبر يعتبر دستور الثورة ‪ ،‬وروحها عمل على توجيه وتوحيد الجزائريين على‬
‫مبدا االستقالل والحرية وبناء الدولة الجزائرية العصري‪.‬‬
‫االهداف الداخلية ‪:‬‬
‫_ اقامة الدولة الجزائرية الجمهورية االجتماعية ذات السيادة وذالك ضمن اطار المبادىء‬
‫االسالمية‪.‬‬
‫_ احترام جميع الحريات االساسية دون تمييز عرقي او ديني‪.‬‬
‫_ التطهير السياسي باعادة الحركة الوطنية الى نهجها القديم و القضاء على مخلفات الفساد‬
‫وروح االصالح التي كانت عامال هاما في تخلفنا الحالي‪.‬‬
‫_ تجميع وتنظيم جميع الطاقات السليمة للشعب الجزائري وذالك لتصفية انظام االستعماري‪.‬‬
‫االهداف الخارجية‪:‬‬
‫_ تدويل القضية الجزائرية ‪.‬‬
‫_ تحقيق وحدة شمال افريقيا في داخل اطارها العربي االسالمي ‪.‬‬
‫_ وفي ميثاق االمم المتحدة ناكد عطفنا اتجاه جميع االمم التي تساند قضيتنا التحريرية‪.‬‬

‫‪117‬‬
‫أسباب قيام الثورة الجزائرية‬
‫االسباب الداخلية‪:‬‬

‫فشل المقاومة السياسية في تحقيق االستقالل فشل االصالحات الفرنسية في تحسين اوضاع‬
‫الجزائريين تدهور اوضاع الجزائريين احداث ‪8‬ماي ‪ 1945‬التي بلورة فكرة الكفاح المسلح ازمة‬
‫حزب حركة انتصار الحريات الديمقراطية الذي جعل مجموعة من اعضائه يعجلون بقيام الثورة‬
‫حتى ال يصل الخالف للقاعدة وتحدث حرب اهلية‬
‫االسباب الخارجية‪:‬‬
‫‪ -‬انهزام فرنسا في الفيتنام ‪1954‬‬
‫‪ -‬تصعيد الكفاح المسلح في كل من تونس والمغرب‬
‫‪ -‬انتشار حركات التحرر في تلك الفترة‬
‫بحي المدينة وحضر كل من‬
‫عقد اجتماع في ‪ 23‬جوان ‪ 1954‬بمنزل المناضل إلياس دريش ّ‬
‫المناضلين‪ :‬باجي مختار‪ ،‬عثمان بلوزداد‪ ،‬رمضان بن عبد المالك‪ ،‬مصطفى بن عودة‪،‬‬
‫مصطفى بن بو العيد‪ ،‬العربي بن مهيدي‪ ،‬لخضر بن طوبال‪ ،‬رابح بيطاط‪ ،‬زبير بوعجاج‪،‬‬
‫سليمان بو علي‪ ،‬بلحاج بوشعيب‪ ،‬محمد بوضياف‪ ،‬عبد الحفيظ بوصوف‪ ،‬ديدوش مراد‪ ،‬عبد‬
‫السالم حبشي‪ ،‬عبد القادر العمودي‪ ،‬محمد مشاطي‪ ،‬سليمان مالح‪ ،‬محمد مرزوقي‪ ،‬بو جمعة‬
‫سويداني‪ ،‬زيغود يوسف‪.‬‬
‫تم هذا االختيار بالمشاورة بين بوضياف وديدوش مراد وبن مهيدي المتواجدين في مدينة‬
‫الجزائر‪ ،‬وأخذوا بالعتبار التمثيل المنصف لجميع مناطق الوطن ونظ ار لضيق الوقت وصعوبة‬
‫تم اختيارهم‪.‬‬
‫التنقل لم يكن االتصال بجميع المناضلين الذين ّ‬
‫قدم بوضياف عرضا شامال ألسباب‬
‫وعين باإلجماع مصطفى بن بو العيد رئيسا لإلجتماع ثم ّ‬
‫ُ‬
‫الفشل الذي آلت إليه اللجنة الثورية للوحدة والعمل وختم قوله بأنه لم يبق هناك ح ّل إالّ القيام‬
‫بالثورة‪ ،‬ثّم استعراض شامل من طرف جميع الحاضرين لإلمكانيات المادية والبشرية وخصوصا‬
‫‪118‬‬
‫ومسدسات وبعض‬
‫ّ‬ ‫أن السالح قليل والكثير منه عبارة عن بنادق صيد‬
‫السالح المتوفر فتبين ّ‬
‫أن عدد المناضلين ال يتجاوز ألفا وخمسمائة عبر جميع‬
‫المفرقعات وعدد قليل من بنادق حرب و ّ‬
‫التراب الوطني‪.‬‬
‫واتفق الجمع باألغلبية على القيام بالثورة عاجال دون تمهل وسطروا األهداف األولى وهي‬
‫الحصول على عدد كبير من األسلحة عن طريق الهجوم على ثكنات العدو وتجنيد المناضلين‬
‫وراء الثورة وعلى كل واحد الشروع في ناحيته للتحضير لهذا الحدث العظيم‪.‬‬
‫وبعد كل المناقشات التي دارت بين الجماعة في األخير ُعّين مصطفى بن بوالعيد لمواصلة‬
‫التحضير ولكنه تنازل وكلف بوضياف‪ ،‬قام بوضياف بتعيين لجنة متكونة من بوالعيد وبوضياف‬
‫وبن مهيدي وديدوش وبيطاط للقيام بالمهام التالية‪:‬‬
‫أن المبدأ الذي يجب أن تسير عليه الثورة هو القيادة الجماعية‬
‫تعيين منسق للثورة على ّ‬
‫واالبتعاد عن الزعامة الفردية‪.‬‬
‫التصال بكريم بلقاسم وجماعة القبائل الذين لم يحضروا االجتماع إلقناعهم باالنضام إلى‬
‫الثورة‪.‬‬
‫تحديد تاريخ اندالع الثورة‪.‬‬
‫أجتماع بولوغين‪:‬‬
‫في شهر أكتوبر ‪ 1954‬وقع اجتماع في منزل بوقشورة بحي )‪(pointe pescade‬رايس‬
‫تم االتصال بكريم بلقاسم وموافقته على االنضمام إلى الجماعة للقيام بالثورة‬
‫حميدو بعد أن ّ‬
‫وحضر في هذا االجتماع من يعرفون بمجموعة الستة وهم‪ :‬بوضياف‪،‬مصطفى بن بوالعيد‪،‬‬
‫تم االتفاق على الق اررات التالية‪:‬‬
‫العربي بن مهيدي‪ ،‬مراد ديدوش‪ ،‬رابح بيطاط وكريم بلقاسم وقد ّ‬
‫تعيين بوضياف منسقا للثورة‬ ‫‪-‬‬

‫ست مناطق وتعيين المسؤولين على هذه المناطق‬


‫تقسيم التراب الجزائري إلى ّ‬ ‫‪-‬‬

‫وهم‪:‬‬

‫‪119‬‬
‫مصطفى بن بوالعيد على المنطقة األولى (األوراس) وهو يختار خليفته وكان شيهاني‬ ‫‪-‬‬

‫البشير‪.‬‬
‫مراد ديدوش على المنطقة الثانية (شمال قسنطينة) ونائبه يوسف زيغود وبعده‬ ‫‪-‬‬

‫مختار باجي واألخضر بن طوبال‪.‬‬


‫بلقاسم كريم على المنطقة الثالثة (القبائل) ونائبه أعمر أوعمران‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫رابح بيطاط على المنطقة الرابعة (وسط الجزائر) ونائبه بوجمعة سويداني‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫العربي بن مهيدي على المنطقة الخامسة (وهران) ونائبه عبد الحفيظ بوصوف‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫أجل تعيين المسؤول عليها‪.‬‬


‫والمنطقة السادسة (الجنوب والصحراء) ّ‬
‫حدد تاريخ اندالع الثورة بفاتح نوفمبر ‪ 1954‬على الساعة الصفر يعني ليلة ‪31‬‬
‫ّ‬ ‫‪-‬‬

‫المحدد‪.‬‬
‫ّ‬ ‫أكتوبر في جميع المناطق بدون تأخير أو تقديم على الوقت‬
‫كلّف بوضياف بتبليغ هذه الق اررات إلى اإلخوة الثالثة الموجودين في القاهرة بعد‬ ‫‪-‬‬

‫مطاردتهعم من الجزائر من طرف السلطات االستعمارية لسبب نشاطهم الثوري وهم‬


‫أحمد بن بلة ومحمد خيضر وحسين أيت أحمد‪.‬‬
‫موجه للرأي العام الجزائري والعالمي يخبر باندالع الثورة وبتحديد هدفها‬
‫إصدار بيان ّ‬ ‫‪-‬‬

‫تسمى جبهة التحرير الوطني وهو نداء فاتح نوفمبر‪.‬‬


‫وبميالد حركة ّ‬
‫أن تحديد األهداف التي يقع عليها الهجوميتكفل به مسؤول المنطقة‬
‫اتفق الجميع على ّ‬ ‫‪-‬‬

‫بمساعدة نوابه وهي ترمي إلى تحقيق هدفين أساسيين وهما اإلعالن عن قيام الثورة‬
‫وجمع ما أمكن من السالح من عند العدو‪.‬‬
‫وزع منشور‪ ،‬كتبه الصحفي محمد العيشاوي في بيت المناضلين‬
‫واقترانا بهذه العمليات المسلحة ّ‬
‫رابح إيدير وأعمر بن رمضاني في قرية إيغيل إيموال‪ ،‬وهو "بيان أول نوفمبر ‪ 1954‬ينص‬
‫على النقاط التالية‪:‬‬
‫ضد االستعمار وميالد (جبهة التحرير الوطني) لقيادتها‪.‬‬
‫اإلعالن عن قيام الثورة ّ‬ ‫‪.1‬‬

‫‪120‬‬
‫شرح األسباب التي دفعت إلى القيام بهذه الثورة وخاصة منها األزمة التي عرفها‬ ‫‪.2‬‬

‫حزب الشعب وانقسامه بين المصاليين والمركزيين‪.‬‬


‫هدف الثورة هو استرجاع السيادة الوطنية المتمثلة في استقالل الجزائر‪.‬‬ ‫‪.3‬‬

‫الهدف األلي هو توحيد الشعب الجزائري وراء جبهة التحرير الوطني ثم التعريف‬ ‫‪.4‬‬

‫بالققضية الجزائرية في الخارج‪.‬‬


‫استعمال جميع الوسائل السياسية والعسكرية للوصول إلى هذا الهدف‪.‬‬ ‫‪.5‬‬

‫زدور محمد إبراهيم قاسم ‪ 2‬فبراير ‪ 1923‬بوهران ‪ -‬نوفمبر ‪ 1954‬بوهران أول طالب‬
‫مناضل يستشهد في الثورة الجزائرية‪ ،‬يلقب سي قاسم ابن الشيخ العالم سي الطيب‬
‫المهاجي هو خريج األداب لجامعة القاهرة حيث نال شهادة الليسانس أواخر ‪ 1953‬بداية‬
‫‪ 1954‬ولم يمض على عودته إلى وهران الكثير حتى تم اعتقاله بعد ‪ 24‬ساعة من اتدالع‬
‫ش اررة الثورة نظ ار لنشاطاته النضالية التي بدءها في وقت مبكر من حياته تعرض سي قاسم‬
‫للت عذيب على يد مديرية حماية اإلقليم حتى لفظ أنفاسه األخيرة ويبقى تاريخ وفاته غير‬
‫معروف بالضبط حيث أن سلطات الفرنسية ادعت أنه فر من سجنه غير أن بعض التقارير‬
‫الصحفية تحدثت عن العثور على جثة في ‪ 30‬نوفمبر ‪ 1954‬ما بينبرج الكيفان وشاطئ‬
‫الجزائر‪.‬‬
‫الشهيد " زدور إبراهيم القاسم المهاجي " خريج األزهر الشريف في سبتمبر ‪ 1953‬وحامل‬
‫لشهادة الليسانس حافظ لكتاب اهلل ‪ ،‬ويتكلم أكثر من خمس لغات هو من مواليد وهران في‬
‫‪ 2‬فبراير ‪ 1923‬ابن الشيخ الطيب المهاجي أحد أبرز علماء وهران ‪ ،‬أعتقل في ‪ 6‬نوفمبر‬
‫‪ 1954‬من طرف اإلستعمار الفرنسي وقتل تحت التعذيب في مراكز "مديرية حماية اإلقليم"‬
‫بكل من وهران والجزائر‪ .‬أسبوعا فقط بعد اعتقاله ‪ ،‬وجدت جثته بوادي الحميز بالعاصمة‪،‬‬
‫وصحفيا حيث كتب عدة مقاالت بأسماء مستعارة منها عبد الرزاق الجزائري‬
‫ً‬ ‫شاعر‬
‫ًا‬ ‫كان‬

‫‪121‬‬
15
:‫مقارنة وثيقة بيان اول نوفمبر بوثيقة بوليناك‬

15 https://tassilialgerie.com/vb/showthread.php?t=77858

122
‫– طبيعتها ‪ :‬رسالة في شكل خطاب سياسي‬
‫– التعريف بصاحبها‪ :‬وجهها السيد جودي بولينياك وهو رئيس الوزراء الفرنسي في عهد‬
‫الملك شارل العاشر‪.‬‬
‫– مصدرها‪ :‬مأخوذة من كتاب آراء وأبحاث في تاريخ الجزائر أبو القاسم سعد اهلل‬
‫– إطارها الزماني والمكاني‪12:‬ماي ‪ 1830‬بباريس‬
‫– طرح اإلشكاليات‪ :‬لماذا لم تذكر الرسالة الدوافع الحقيقية لالحتالل؟ وماهي قصة حادثة‬
‫المروحة؟ ولماذا جعلته قضية تخص أوربا المسيحية؟‬
‫‪ -2‬تحليلها‪:‬‬
‫– الفكرة العامة‪ :‬تبرير الحملة على الجزائر‬
‫– األفكار الجزئية‪:‬‬
‫– ‪-‬إعالم األوربيين بقرار غزو الجزائر ‪.‬‬
‫– إخبارهم باألهداف المسطرة من الحملة(إنهاء القرصنة الجزائرية ضد األوربيين)‪.‬‬
‫– حصر دوافع االحتالل في االنتقام لشرف فرنسا المهان(حادثة المروحة)‪،‬والقرصنة‬
‫الممارسة من طرف األسطول الجزائري‬
‫التحليل‪ :‬هذه الرسالة وجهها رئيس الوزراء إلى أمراء وملوك أوربا يبرر فيها الحملة الفرنسية‬
‫على الجزائر و يربطها بإهانة شرف فرنسا (حادثة المروحة) وتكفل دولته بتحقيق رغبتهم‬
‫في القضاء على الجزائر وأسطولها الذي يمارس القرصنة البحرية على األساطيل األوربية‬
‫وكسب التأييد للحملة‪.‬‬
‫‪ -3‬االستنتاج‪ :‬أخفت الرسالة الدوافع الحقيقية لالحتالل الفرنسي للجزائر وبررته بممارساتها‬
‫ضد الفرنسيين واألوربيين كسبب مباشر‪.‬‬
‫– السبب المباشر‪ :‬حادثة المروحة‪ :‬ملخصها أن الداي حسين جدد في ‪ 29‬أفريل‬
‫‪، 1827‬وبمناسبة عيد األضحى أثناء حفل استقبال أقامه للقناصل األجانب المعتمدين في‬
‫الجزائر جدد طلبه من فرنسا تسديد ديونها عبر قنصلها دوفال وسأله عن سبب تجاهل‬
‫‪123‬‬
‫ملكها لرسائله لكن رد القنصل كان وقحا فأشار إليه الداي بمروحة كانت بيده آم ار إياه‬
‫بالخروج‪.‬‬
‫الدوافع الحقيقية لالحتالل‪:‬‬
‫– دافع سياسي‪ :‬ويتمثل في صرف أنظار الشعب عن القضايا الداخلية وتوجيهه نحو‬
‫االنتصار لشرف دولته المهان ‪.‬‬
‫– دافع ديني‪ :‬ويتمثل في القضاء على نشاط الجهاد البحري الذي يقوم بها األسطول‬
‫الجزائري والعثماني ضد المسيحيين (الحقد المسيحي)‪.‬‬
‫– – دافع اجتماعي‪ :‬ويتمثل في تزايد عدد السكان ومطالبهم والبحث عن مجال إلسكان‬
‫بعضهم والتخلص من طلباتهم‪.‬‬
‫– – دافع عسكري‪ :‬ويتمثل في استغالل ظروف البحرية الجزائرية إذ فقد األسطول البحري‬
‫معظم قطعه في معركة نافارين ‪.1827‬‬
‫– – دافع إقتصادي‪ :‬ويتمثل في طمع الفرنسيين في خيرات الجزائر وموقعها االستراتيجي‪.‬‬
‫والتخلص من تسديد الديون‪.‬‬
‫تعتبر رسالة بولينياك وثيقة تاريخية هامة‪ ،‬تعكس سياسة التضليل التي انتهجتها فرنسا‬
‫إلخفاء نيتها الحقيقية في احتالل الجزائر والقارة السمراء‪ ،‬الحلم الذي خططت له منذ عهد‬
‫نابليون بونابرت‪ ،‬ليكون امتدادا للحروب الصليبية على اإلسالم والمسلمين‪ .‬فهذه الرسالة‬
‫لم تكن إال ستا ار أخفت خلفه أطماعها االستعمارية التوسعية‪ ،‬وحاولت من خالله مجاملة‬
‫الدول األوروبية عامة‪ ،‬وبريطانيا خاصة حتى تكسب تأييدها وتحشد دعمها‪ ،‬وتتجنب‬
‫معارضتها أو حتى منافستها‪ .‬وتمكنت بنجاح من تعبئة الرأي العام الفرنسي قبل العالمي‪،‬‬
‫واقناعه بذرائع وأسباب واهية‪.‬‬

‫‪124‬‬
‫خاتمة‪:‬‬
‫يعتبر بيان أول نوفمبر ‪ 1954‬أول برنامج سياسي لجبهة التحرير الوطني حددت فيه أهدافها‬
‫المتمثلة على وجه الخصوص في العمل على تحقيق استقالل الجزائر التام وذلك عن طريق‬
‫إعالن الثورة المسلحة ضد االستعمار الفرنسي والوصول إلى تحقيق هدف الثورة وهو االستقالل‬
‫الوطني واقامة الدولة الجزائرية الديمقراطية واالجتماعية ذات السيادة ضمن إطار المبادئ‬
‫اإلسالمية تحترم فيها جميع الحريات األساسية دون تمييز عرقي أو ديني‬
‫كانت بداية الثورة بمشاركة ‪1200‬مجاهد على المستوى الوطني بحوزتهم ‪ 400‬قطعة سالح‬
‫وبضعة قنابل تقليدية فقط‪ .‬وكانت الهجومات تستهدف مراكز الدرك والثكنات العسكرية ومخازن‬
‫األسلحة ومصالح استراتيجية أخرى‪ ،‬باإلضافة إلى الممتلكات التي استحوذ عليها الكولون‪..‬‬
‫شملت هجومات المجاهدين عدة مناطق من الوطن ‪ ،‬وقد استهدفت عدة مدن وقرى عبر‬
‫المناطق الخمس ‪ :‬باتنة‪ ،‬أريس‪ ،‬خنشلة وبسكرة في المنطقة األولى‪ ،‬قسنطينة وسمندو بالمنطقة‬
‫الثانية ‪ ،‬العزازقة وتيغزيرت وبرج منايل وذراع الميزان بالمنطقة الثالثة‪ .‬أما في المنطقة الرابعة‬
‫فقد مست كال من الجزائر وبوفاريك والبليدة ‪ ،‬بينما كانت سيدي علي و زهانة ووهران على‬
‫موعد مع اندالع الثورة في المنطقة الخامسة وباعتراف السلطات اإلستعمارية ‪ ،‬فإن حصيلة‬
‫العمليات المسلحة ضد المصالح الفرنسية عبر كل مناطق الجزائر ليلة أول نوفمبر ‪، 1954‬‬
‫قد بلغت ثالثين عملية خلفت مقتل ‪ 10‬أوروبيين وعمالء وجرح ‪ 23‬منهم وخسائر مادية تقدر‬
‫بالمئات من الماليين من الفرنكات الفرنسية‪ .‬أما الثورة فقد فقدت في مرحلتها األولى خيرة‬
‫أبنائها الذين سقطوا في ميدان الشرف ‪ ،‬من أمثال بن عبد المالك رمضان و قرين بلقاسم‬
‫وباجي مختار و ديدوش مراد و غيرهم‬

‫‪125‬‬
‫خاتمة‪:‬‬
‫تكمن اهمية اعتماد مقياس تحليل الوثائق السياسية و المواثيق الدولية ضمن برنامج السنة‬
‫الثانية مبينا اهميته و فائدته للطلبة ابرزها‪:‬‬
‫تعرف الطالب على المنهجية المعتمدة لتحليل الوثائق أيا كان موقعها سواء دستور‬ ‫‪-‬‬

‫خطاب سياسي معاهدة و غيرها‪.‬‬


‫قدرة الطالب على التفريق بين نوع الوثائق و التحكم في منهجية تحليلها‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫اعتماد منهج تحليل المضمون باعتباره منهج معتمد في التحليل و وسيلة لتفسير ولتعرف‬ ‫‪-‬‬

‫عن اسس وضع الوثيقة و كتابتها و التوقيع عليها‪.‬‬


‫القدرة على القياس مع وثائق اخرى مشابهة للوثيقة محل الدراسة وكذلك النقد البناء‬ ‫‪-‬‬

‫للنقائص التي تحتويها مما يكسب العمل قيمة علمية كبيرة‪.‬‬


‫ما يظهر في المقياس هو ديناميكيته واشراك الطالب في العمل التطبيقي اثناء عرض‬ ‫‪-‬‬

‫المقياس من خالل القراءة المتكررة للوثيقة وتقطيع فقراتها وقراءة ما بين السطور في‬
‫العاني و القيم و البنود‪.‬‬

‫‪126‬‬
‫قائمة المراجع‪:‬‬
‫حسين (مبروك )‪ ،‬تحرير النصوص القانونية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬دار الجسور‪. 2010 ،‬‬ ‫‪-‬‬

‫رشيد (جحيف) ‪ ،‬التحرير اإلداري‪ ،‬الجزائر‪ ،‬وازرة التربية الوطنية‪.‬‬


‫حميد اهلل الحيدر آبادى(محمد)‪ ،‬مجموعة الوثائق السياسية في العهد النبوي و الخالفة‬ ‫‪-‬‬

‫الراشدة‪،‬القاهرة ‪ :‬مكتبة مدبولي‪.2000 ،‬‬


‫زوزو(عبد الحميد)‪ ،‬نصوص ووثائق في تاريخ الجزائر المعاصر ‪، 1830-1900‬‬
‫الجزائر‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪.2007 ،‬‬
‫آيلين دن از أستاذة القانون الدولي‪ ،‬اتفاقية فينا للعالقات الدولية ‪ ،1961‬مكتبة األمم‬ ‫‪-‬‬

‫المتحدة السمعية البصرية للقانون الدولي‪.2012 ،‬‬


‫االتفاقية المتعلقة بالموظفين الدبلوماسيين‪ ،‬هافانا‪ 20 ،‬فيفري ‪، 1928‬عصبة األمم‪،‬‬ ‫‪-‬‬

‫مجموعة المعاهدات‪ ،‬المجلد ‪155‬‬


‫تقرير د أ‪ .‬ي‪ .‬ف‪ .‬ساندستروم‪ ،‬المقرر الخاص‪ ،‬العالقات والحصانات الدبلوماسية‪،‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪)Yearbook of the International Law (A/CN.4/91) Commission‬‬


‫حولية لجنة القانون الدولي‪ ، 1955 ،‬المجلد الثاني‪.‬‬
‫شيماء الشوا‪ ،‬حماية البعثات الدبلوماسية في القانون الدولي‪ ،‬وفقا التفاقية فيينا لعام‬ ‫‪-‬‬

‫‪ ، ،1961‬رسالة ماجسيتر‪2017 ،‬م‪ ،‬جامعة األزهر‪ ،‬غزة‪.‬‬


‫‪-‬‬
‫‪/https://www.academia.edu/31499690‬اتفاقية_فينا_للعالقات_الدبلوماسية_‬ ‫‪-‬‬
‫عام_‪1961‬م‬

‫‪- https://www.justicelawyers-‬‬
‫‪ye.com/%D8%A7%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%82%D9%8‬‬
‫‪A%D8%A9-%D9%81%D9%8A%D9%86%D8%A7-‬‬
‫‪%D9%84%D9%84%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%82%D8%‬‬
‫‪A7%D8%AA-‬‬
‫‪127‬‬
%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%86%D8%B5%D9%84%D9%
8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A8%D8%B1/
https://www.dirasadz.com/2022 janvier/Analysis-study- -
.‫ وثيقة بوليناك‬Polynyak-message.html
http://www.un.org/ar/universal-declaration-human- -
‫وثيقة االعالن العالمي لحقوق االنسان‬.rights/index.html
- https://www.ohchr.org/AR/UDHR/Pages/UDHRIndex.aspx.
‫االعالن العالمي لحقوق االنسان‬
- http://www.un.org/ar/udhrbook/pdf/UNH_AR_TXT. ‫االعالن‬
‫العالمي لحقوق االنسان‬
- https://www.larousse.fr/encyclopedie/divers/guerre_d_Alg%c3%
a9rie/104808. ‫بيان اول نوفمبر‬
- https://education.toutcomment.com/article/resume-court-de-la-

guerre-d-algerie-1954-1962-6474.html.
- https://www.un.org/ar/about-us/un-charter/chapter-7‫السابع الفصل‬
‫من ميثاق االمم المتحدة‬
https://www.un.org/ar/about-us/un-charter/chapter-7
- https://www.politics-dz.com/‫الد‬-‫والمواثيق‬-‫السياسية‬-‫الوثائق‬-‫تحليل‬/
https://www.politics-dz.com/‫االستاذ‬/‫الدولية‬-‫المواثيق‬-‫تحليل‬-‫قارة منهجية‬
‫ جامعة قسنطينة‬،‫ محاضرات في تحليل الوثائق السياسية و المواثيق الدولية‬،‫وليد‬
- ‫ استخداماته‬،‫ محدداته‬،‫ مفهومه‬:‫ تحليل المضمون‬،‫نسرين حسونة‬
https://www.academia.edu/6926479/‫تحليل_المضمون‬
- "OHCHR | Universal Declaration of Human Rights at
70: 30 Articles on 30 Articles - Article
28" ، www.ohchr.org 2020 ‫ أكتوبر‬30 ‫ في‬،)‫ (باللغة اإلنجليزية‬.
- Bodnar, John, The "Good War" in American Memory.
(Maryland: ‫مطبعة جامعة جونز هوبكينز‬, 2010)
- "The Drafters of the Universal Declaration of Human
Rights" ، www.un.org.

128
- Jain, Devaki (2005). Women, Development and the UN.
Bloomington: ‫مطبعة جامعة إنديانا‬. p. 20
- "Universal Declaration of Human
Rights" ، www.un.org.
- John Peters, Humphrey (23 197 9 ‫ ) مايو‬،"The universal
declaration of human rights, Its history, impact andju-
ridical character" ‫ في‬، Bertrand G., Ram-
charan(‫ )المحرر‬، Human Rights: Thirty Years After the
Universal Declaration : Commemorative Volume on
the Occasion of the Thirtieth Anniversary of the Uni-
versal Declaration of Human Rights ،The Hage:
Nijhoff 37 .‫ ص‬،
- Sohn, Louis B. (1977) ، "The human rights law of the
charter" ، Texas International Law Journal ، 12:
133 ، ISSN 0163-7479 .
- Myres S., McDougal ‫ ؛‬Lasswell, Harold D.‫ ؛‬Chen,
Lung-chu (1969) ، "Human Rights and World Public
Order: A Framework for Policy-Oriented In-
quiry" ، Faculty Scholarship Series.
- Katharine G. Young, Freedom, Want and Ecnomic and
Social Rights: Frame and Law, 24 Md. J. Int’l L. 182
(2009) (Symposium on 60th Anniversary of the Universal
Declaration of Human Rights).
- G. Christenson, "Using Human Rights Law to Inform Due
Process and Equal Protection Analyses," University of Cin-
cinnati Law Review 52 (1983).
- "International human rights defenders honoured as
general assembly marks fifty-fifth anniversary of uni-
versal declaration" ، United Nations: meetings cover-
age and press releases. 10

129
- Brems, E (2001). "Islamic Declarations of Human
Rights". Human rights: universality and diversity: Vol-
ume 66 of International studies in human rights. Marti-
nus Nijhoff Publishers.
- Out of the margins: the right to conscientious objection to
military service in Europe: An announcement of Amnesty
International's forthcoming campaign and briefing for the
UN Commission on Human Rights, 31 March 1997. Am-
nesty International.
- "Vienna Convention on Diplomatic Relations"، United Na-
tions Treaty Collection ،United Nations ،2017.
- - Vienna Convention on Diplomatic Relations https://trea-
ties.un.org/Pages/ViewDe-
tails.aspx?src=TREATY&mtdsg_no=III-3&chap-
ter=3&lang=en

130
‫نموذج لتطبيق منهجية تحليل وثيقة دولية كورقة بحثية للطلبة‪:‬‬
‫بحث حول تحليل مواد الفصل الخامس من ميثاق األمم المتحدة وفقا لمنهجية تحليل الوثيقة‬
‫السياسية‪.‬‬
‫في البداية يقوم الطالب بقراءة مواد الفصل الخامس من ميثاق األمم المتحدة بشكل جيد ومتأني‬
‫وهي كما يلي‪:‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬في مجلس األمن‬
‫المــادة ‪:23‬‬
‫يتألف مجلس األمن من خمسة عشر عضوا من األمم المتحدة‪ ،‬وتكون جمهورية‬ ‫‪-‬‬

‫الصين‪ ،‬وفرنسا‪ ،‬واتحاد الجمهوريات االشتراكية السوفيتية‪ ،‬والمملكة المتحدة لبريطانيا‬


‫العظمى وايرلندا الشمالية‪ ،‬والواليات المتحدة األمريكية أعضاء دائمين فيه‪ .‬وتنتخب‬
‫الجمعية العامة عشرة أعضاء آخرين من األمم المتحدة ليكونوا أعضاء غير دائمين في‬
‫المجلس ويراعى في ذلك بوجه خاص وقبل كل شيء مساهمة أعضاء األمم المتحدة‬
‫في حفظ السلم واألمن الدولي وفي مقاصد الهيئة األخرى‪ ،‬كما يراعى أيضا التوزيع‬
‫الجغرافي العادل‪.‬‬
‫ينتخب أعضاء مجلس األمن غير الدائمين لمدة سنتين‪ ،‬على أنه في أول انتخاب‬ ‫‪-‬‬

‫األعضاء غير الدائمين بعد زيادة عدد أعضاء مجلس األمن من أحد عشر عضوا إلى‬
‫خمسة عشر عضوا‪ ،‬يختار اثنان من األعضاء األربعة اإلضافيين لمدة سنة واحدة‬
‫والعضو الذي انتهت مدته ال يجوز إعادة انتخابه على الفور‪.‬‬
‫يكون لكل عضو في مجلس األمن مندوب واحد‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫المــادة ‪:24‬‬
‫رغبة في أن يكون العمل الذي تقوم به "األمم المتحدة" سريعا فعال‪ ،‬يعهد أعضاء تلك‬ ‫‪-‬‬

‫الهيئة إلى مجلس األمن بالتبعات الرئيسية في أمر حفظ السلم واألمن الدولي ويوافقون‬

‫‪131‬‬
‫على أن هذا المجلس يعمل نائبا عنهم في قيامه بواجباته التي تفرضها عليه هذه‬
‫التبعات‪.‬‬
‫يعمل مجلس األمن‪ ،‬في أداء هذه الواجبات وفقا لمقاصد "األمم المتحدة" ومبادئها‬ ‫‪-‬‬

‫والسلطات الخاصة المخولة لمجلس األمن لتمكينه من القيام بهذه الواجبات مبينة في‬
‫الفصول السادس والسابع والثامن والثاني عشر‪.‬‬
‫يرفع مجلس األمن تقارير سنوية‪ ،‬وأخرى خاصة‪ ،‬إذا اقتضت الحال إلى الجمعية العامة‬ ‫‪-‬‬

‫لتنظر فيها‪.‬‬
‫المــادة ‪:25‬‬
‫يتعهد أعضاء "األمم المتحدة" بقبول ق اررات مجلس األمن وتنفيذها وفق هذا الميثاق‪.‬‬
‫المــادة ‪:26‬‬
‫رغبة في إقامة السلم واألمن الدولي وتوطيدهما بأقل تحويل لموارد العالم اإلنسانية واالقتصادية‬
‫إلى ناحية التسليح‪ ،‬يكون مجلس األمن مسؤوال بمساعدة لجنة أركان الحرب المشار إليها في‬
‫المادة ‪ 47‬عن وضع خطط تعرض على أعضاء "األمم المتحدة" لوضع منهاج لتنظيم التسليح‪.‬‬
‫المــادة ‪:27‬‬
‫يكون لكل عضو من أعضاء مجلس األمن صوت واحد‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫تصدر ق اررات مجلس األمن في المسائل اإلجرائية بموافقة تسعة من أعضائه‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫تصدر ق اررات مجلس األمن في المسائل االخرى كافة بموافقة أصوات تسعة من أعضائه‬ ‫‪-‬‬

‫يكون من بينها أصوات األعضاء الدائمين متفقة‪ ،‬بشرط أنه في الق اررات المتخذة تطبيقا‬
‫الحكام الفصل السادس والفقرة ‪ 3‬من المادة ‪ 52‬يمتنع من كان طرفا في النزاع عن‬
‫التصويت‪.‬‬
‫المــادة ‪:28‬‬
‫ينظم مجلس األمن على وجه يستطيع معه العمل باستمرار‪ ،‬ولهذا الغرض يمثل كل‬ ‫‪-‬‬

‫عضو من أعضائه تمثيال دائما في مقر الهيئة‪.‬‬


‫‪132‬‬
‫يعقد مجلس األمن اجتماعات دورية يمثل فيها كل عضو من أعضائه ‪ -‬إذا شاء ذلك‪-‬‬ ‫‪-‬‬

‫بأحد رجال حكومته أو بمندوب آخر يسميه لهذا الغرض خاصة‪.‬‬


‫لمجلس األمن أن يعقد اجتماعات في غير مقر الهيئة إذا رأى أن ذلك أدنى إلى تسهيل‬ ‫‪-‬‬

‫أعماله‪.‬‬
‫المــادة ‪:29‬‬
‫لمجلس األمن أن ينشئ من الفروع الثانوية ما يرى له ضرورة الداء وظائفه‪.‬‬
‫المــادة ‪:30‬‬
‫يضع مجلس األمن الئحة إجراءاته ويدخل فيها طريقة اختيار رئيسه‪.‬‬
‫المــادة ‪:31‬‬
‫لكل عضو من أعضاء "األمم المتحدة" من غير أعضاء مجلس األمن أن يشترك بدون تصويت‬
‫في مناقشة أية مسألة تعرض على مجلس األمن إذا رأى المجلس أن مصالح هذا العضو تتأثر‬
‫بها بوجه خاص‪.‬‬
‫المــادة ‪:32‬‬
‫كل عضو من أعضاء "األمم المتحدة" ليس بعضو في مجلس األمن‪ ،‬وأية دولة ليست عضوا‬
‫في "األمم المتحدة" إذا كان أيهما طرفا في نزاع معروض على مجلس األمن لبحثه يدعى إلى‬
‫االشتراك في المناقشات المتعلقة بهذا النزاع دون أن يكون له حق في التصويت‪ ،‬ويضع مجلس‬
‫األمن الشروط التي يراها عادلة الشتراك الدولة التي ليست من أعضاء "األمم المتحدة"‪.‬‬
‫بعد مرحلة القراءة والفهم الجيد لمضمون هذه المادة تطرح األسئلة الموضحة من قبل‬ ‫‪‬‬

‫ويضع لها الطالب إجابات التي تتحول إلى معلومات أساسية توظف في التحليل‪.‬‬
‫يطرح كذلك الطالب أسئلة ذات طبيعة نقدية تساعد في تقييم محتوى هذه المادة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫يضع استنتاجات يوظفها في الخاتمة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪133‬‬

You might also like