Professional Documents
Culture Documents
الدرس الخامس المحل التجاري
الدرس الخامس المحل التجاري
مضمون الدرس:
استعملت عبارة المحل التجاري من>ذ الق>دم وك>ان يقص>د به>ا المك>ان ال>ذي تم>ارس في>ه التج>ارة
وتعرض فيه السلع ويستقبل فيه العمالء ،وظّلت الفكرة المادية للمحل التجارة سائدة الى غاية أواخر
الق>>رن التاس>>ع عش>>ر عن>>دما اس>>تقر الفق>>ه والتش>>ريع على أّن المح>>ل التج>>اري عب>>ارة عن فك>>رة معنوي>>ة
تنط>>وي تحته>>ا مجموع>>ة األم>>وال المخّص ص>>ة لغ>>رض االس>>تغالل التج>>اري ،تتض>>من ه>>ذه المجموع>>ة
عناصر مادية وأخرى معنوية.
1
وظه >>رت أول إش >>ارة للمح >>ل التج >>اري في الق >>انون الفرنس >>ي الص >>ادر بت >>اريخ 28/02/1872
ال >>ذي ف >>رض ض >>ريبة الدمغ >>ة على بي >>ع المح >>ال التجاري >>ة ،أم> >ّا بالنس >>بة للتش >>ريعات العربي >>ة فيعت >>بر
التش>ريع المص>ري ه>و أول تش>ريع ع>ربي ينظم أحك>>ام المح>>ل التج>>اري وذل>>ك بالق>>انون رقم 11لس>>نة
1940الخ>>اص ب>>بيع المح>>ال التجاري>>ة ورهنه>>ا ،أم>ّا المش>>رع الجزائ>>ري فنظّم أحك>>ام المح>>ل التج>>اري
في الكتاب الثاني من القانون التجاري المعنون بـ ـ"المحل التجاري" ،المواد 78وما يليها.
ولدراس >>ة ه >>ذا الموض >>وع نتط >>رق أوال لمفه >>وم المح >>ل التج >>اري ( تعري >>ف المح >>ل التج >>اري
وطبيعت>ه وخصائص>ه وعناص>ر) في المبحث األول ،ثم نتط>>رق في المبحث الث>اني الى حماي>ة المح>>ل
التجاري.
2
المبحث األول :مفهوم المحل التجاري
لم يفلح الفق>>ه في وض>>ع تعري>>ف ج>>امع م>>انع للمح>>ل التج>>اري واختل>>ف الفقه>>اء في ش>>أن ذل>>ك
اختالف >>ا بّين >>ا ،كم> >ا اختلف> >وا أيض >>ا فيم >>ا بينهم ح >>ول الطبيع >>ة القانوني >>ة للمح >>ل التج >>اري ،ويكمن ه >>ذا
االختالف في م >>دى تمت >>ع المح >>ل التج >>اري بالشخص >>ية المعنوي >>ة وبالذم >>ة المالي >>ة المس >>تقلة عن ذم >>ة
ص >>احبه ،كم >>ا يتم >>يز المح >>ل التج >>اري بع >>دة خص >>ائص ،ويتك >>ون من مجموع >>ة من العناص >>ر المادي >>ة
والمعنوية.
بن> >>اء على م> >>ا تق> >>دم ذك> >>ره نتط> >>رق في ه> >>ذا المبحث إلى تعري> >>ف المح> >>ل التج> >>اري وتحدي> >>د
خصائص >>ه (مطلب أول) ،ثم نتط >>رق الى طبيعت >>ه القانوني >>ة (مطلب ث >>ان) ،ثم من خالل ذل >>ك نس >>تنتج
أهم خصائص> >>ه (مطلب ث> >>الث) لنختم ه> >>ذا المبحث ب> >>التعرض الى عناص> >>ر المح> >>ل التج> >>اري (مطلب
رابع).
نتعرض الى تعريف المحل التجاري في (فرع أول) ،ومن خالل ذلك نس>تنتج أهم خصائص>ه
(فرع ثان).
لم يتعرض القانون التجاري الجزائري -على غرار أغلب التشريعات المقارنة -الى تعريف
المح>>ل التج>>اري ،ل>>ذلك تص>>دى الفق>>ه الى ذل>>ك ففش>>ل في تعريف>>ه تعريف>>ا جامع>>ا مانع>>ا ،ف>>ذهب بعض>>هم
الى تعريف>>ه ب>>النظر الى عناص>>ره المادي>>ة والمعنوي>>ة ،ومنهم من قص>>ر تعريف>>ه على الطبيع>>ة القانوني>>ة
للمحل ومنهم من عّد د خصائصه دون ذكر لعناصره ،وذلك ما نعرضه فيما يلي:
تنص الم> >>ادة 78ق ت ج على "تع 77د ج 77زءا من المح 77ل التج 77اري االم 77وال المنقول 77ة المخصص 77ة
لممارسة نشاط تجاري.
ويشمل المحل التجاري الزاميا عمالئه وشهرته.
كما يشمل ايضا س7ائر االم7وال االخ7رى الالزم7ة الس7تغالل المح7ل التج7اري كعن7وان المح7ل واالس7م
التجاري والحق في االيجار المع7دات واآلالت والبض7ائع وح7ق الملكي7ة الص7ناعية والتجاري7ة ك7ل ذل7ك م7الم
ينص على خالف ذل77 7ك" ،ويتض > >>ح من خالل نص الم > >>ادة أّن المش > >>رع الجزائ > >>ري لم يع > >>رف المح > >>ل
التجاري ،واكتفى بتعداد عناصره دون بيان لطبيعته أو خصائصه القانونية.
3
أّم ا القض>>اء فق>>د اكتش>>ف فك>>رة المح>>ل التج>>اري من واق>>ع المنازع>>ات المعروض>>ة علي>>ه ،وك>>ان
يعطي لعنص>>ر االتص>>ال ب>>العمالء والزب>>ائن األهمي>>ة ال>>تي تح>ّد د طبيع>>ة المح>>ل ،وم>>دى اعتب>>اره منش>>أة
تجارية من عدمه.1
أّم ا الفق>>ه فلم يتف>>ق على تعري>>ف مح>>دد للمح>>ل التج>>اري ،واختلف>>وا في ذل>>ك اختالف>>ا بين>>ا على
النحو التالي:
يعرف >>ه ج >>انب من الفق >>ه ب >>القول "المح >>ل التج >>اري اداة المش >>روع التج >>اري ،وه >>و يت >>ألف من
مجموع عناصر مادية ومعنوي>ة مخصص>ة لمزاول>ة التج>>ارة ،وق>د تس>مى ب>المتجر أو المص>نع بحس>ب
ما اذا ك>ان مخصص>ا لمزاول>ة التج>ارة ب>المعنى الض>يق أو لمزاول>ة الص>ناعة ،ويس>مى أيض>ا بالمنش>أة
في تطبيق قوانين الضرائب والعمل".2
بأنه "يقصد بالمحل التجاري ليس المكان الذي يباشر فيه الت>>اجر ويعّر فه جانب آخر من الفقه ّ
تجارت>>ه ب>>ل مجموع>>ة األم>>وال المادي>>ة والمعنوي>>ة ال>>تي يس>>تخدمها الت>>اجر في مباش>>رة حرفت>>ه ،ويش>>مل
بذلك البضائع وأثاث المحل وسياراته وآالته وشهرة اسمه وما يكون لديه من براءة اختراع وما إلى
ذلك مما يستعين به التاجر في مباشرة التجارة".3
أن المح> >>ل التج> >>اري عب> >>ارة عن " كتل> >>ة من األم> >>وال المنقول> >>ة تخص> >>ص
و ي> >>رى رأي آخ> >>ر ّ
لممارس>>ة مهن>>ة تجاري>>ة وتتض>>من بص>>فة أص>>لية بعض مقوم>>ات معنوي>>ة ،وق>>د تش>>تمل على مقوم>>ات
أخرى مادية".4
ولق> >>د اقتص> >>ر البعض الآخ> >>ر من الفقه> >>اء على عنص> >>ر "االتص> >>ال ب> >>العمالء" واعت> >>بروه كافي> >>ا
أن العناص>>ر األخ>>رى للمح>>ل التج>>اري ذات ط>>ابع
لتك>>وين المح>>ل التج>>اري ،وي>>بررون ص>>حة ق>>ولهم ّ
عرضي قد توجد وقد ال توجد ،وإ ن كان األس>تاذ "احم>د مح>>رز" يمي>ل إلى ه>ذا ال>رأي على أس>اس أن
عنص >>ر االتص >>ال ب >>العمالء يمّثل القاس >>م المش >>ترك للمحالت التجاري >>ة على اختالف أنواعه >>ا وتب >>اين
نشاطها ،إال انه يفضل رأي الفقي>ه Paul Didierال>ذي يع>ّر ف المح>ل التج>اري بأن>ه وح>دة متكامل>ة
تشتمل على مجموعة من العناصر المتصلة بمشروع معين.5
من خالل التعاريف السابقة تتجلى أهم خصائص المحل التجاري ،نتناولها في اآلتي:2
-المحل التجاري م7ال منق7ول :على اعتب>>ار أّن جمي>>ع عناصــر المح>>ل التج>>اري هي من المنق>>والت
س>>واء مادي>>ة كالبض>>ائع والمع>>دات ،أو معنوي>>ة كاالس>>م التج>>اري وح>>ق االتص>>ال العمالء ،ف>>إّن المح>>ل
التج >>اري يعت>>بر م >>اال منق >>وال ،فليس للمح >>ل التج >>اري ص>>فتي الثب>>ات واالس>>تقرار في ح >>يز ث>>ابت كم >>ا
للعقار.
-المح77ل التج77اري منق77ول معن77وي :المح>>ل التج>>اري م>>ال معن>>وي ،أي ليس ل>>ه وج>>ود م>>ادي يدرك>>ه
الحس ذلك ألّن قيمة عناصره المعنوية تفوق بكثير قيمة نظيرتها من العناصر المادية والتي اضحت
ال تش>>ّك ل إّال ج >>زءا يس >>يرا من قيم >>ة المح >>ل التج >>اري ،وعلي >>ه ال ب >>د من االع >>تراف للمح >>ل التج >>اري
بصفة المال المعنوي ،اذ أّن عناصره الرئيسية تعتبر منقوالت معنوية على غرار االتصال ب>>العمالء
واالس>>م والعن>>وان التج>>اريين والش>>هرة وغيره>>ا حيث ال وج>>ود حس>>ي م>>ادي له>>ذه العناص>>ر ،فالمح>>ل
التجاري كوحدة مستقلة عن العناصر المكونة ل>>ه يمّثل م>>ال معن>وي ال تطب>ق علي>ه وفق>>ا له>>ذا المفه>>وم
القواعد الخاصة بالمنقوالت المادية على غرار قاعدة الحيازة في المنقول سند للملكية وغيرها.
-المحل التجاري ذو ط7ابع تج7اري :بمع>>نى أّن ه ال يك>>ون محال تجاري>>ا إّال اذا ك>>ان مكرس>>ا لمزاول>>ة
األعمال التجارية ،فاذا م>ا خّص ص لنش>اط م>دني فال يع>د محال تجاري>ا ح>>تى ول>و ك>ان ل>ه عمالء وب>ه
معدات كمكتب المحامين والمحاسبين واألطب>اء ،ولكن اذا تمث>ل نش>اط المح>ل في العملي>ات ال>تي تق>وم
-الص77فة الذاتي77ة للمح77ل التج77اري :يتمت>>ع المح >>ل التج >>اري بذاتي >>ة مس >>تقلة مم >>يزة ل >>ه عن العناص >>ر
المكونة له ،وكل عنصر في المحل التجاري يخضع لقواعد قانونية خاص>ة ب>ه ،فيج>>وز التص>رف في
بعض عناص>>ر المح>>ل التج>>اري دون أن ي>>ؤثر ذل>>ك علي>>ه كوح>>دة ذاتي>>ة تختل>>ف عن العناص>>ر المكون>>ة
ل >>ه ،كم >>ا أنّ انتق >>ال المح >>ل التج >>اري إلى ش >>خص آخ >>ر يتطلب إتب >>اع اج >>راءات معين >>ة بالنس >>بة له >>ذه
العناصر فإذا كان المحل التج>>اري يحت>وي ض>من عناص>ره على عالم>>ة تجاري>ة وجب تس>جيل انتق>>ال
تلك العالمة في السجل الخاص بالعالمات التجارية.2
أث >>ير ج >>دل فقهي كب >>ير بخص >>وص تحدي >>د الطبيع >>ة القانوني >>ة للمح >>ل التج >>اري ،وبم >>ا أّن ه >>ذا
األخير يتكون من عناصر مادية وأخرى معنوية ،فقد أث>ير التس>اؤل ح>ول م>ا اذا ك>انت ه>ذه العناص>ر
تش>ّك ل وح>>دة كامل>>ة ،وتعت>>بر في مجمله>>ا م>>اال مس>>تقال عن العناص>>ر الداخل>>ة في تكوين>>ه ،أو تبقى ه>>ذه
العناص >>ر مس >>تقلة ومتم >>يزة عن بعض >>ها البعض ،لكن ال >>رأي في الفق >>ه والقض >>اء مس >>تقر على اعتب >>ار
المح >>ل التج >>اري وح >>دة واح >>دة مس >>تقلة عن العناص >>ر المكون >>ة ل >>ه ،كم >>ا يعت >>بر من قبي >>ل المنق >>والت
المعنوية ،ومهما يكن من أمر فق>د أث>ير ج>دل فقهي ح>ول التك>ييف الق>انوني للمح>ل التج>اري ،وب>رزت
بشأن ذلك هدة نظريات نعرضها فيما يلي:
نادى بهذه النظرية مجموعة من الفقهاء األلمان ،ومؤدى هذه النظرية اعتبار المحل
التجاري مجموعا قانونيا من األموال يشتمل على الحق>>وق وال>>ديون الناش>>ئة عن االس>تغالل التجاري>>ة،
فالمح>>ل التج>>اري وفق>>ا له>>ذه النظري>>ة عب>>ارة عن ذم>>ة مالي>>ة مس>>تقلة عن الذم>>ة المالي>>ة للت>>اجر ،وب>>ذلك
تك >>ون ق >>د وض >>عت ح >>د فاص >>ل بين المح >>ل التج >>اري باعتب >>اره ذم >>ة تجاري >>ة من جه >>ة والذم >>ة المدني >>ة
للت>>اجر من جه>>ة أخ>>رى ،وبالت>>الي يس>>تقل دائن>>و المح>>ل التج>>اري بالتنفي>>ذ علي>>ه دون أي مزاحم>>ة من
دائني التاجر اآلخرين معنى ذلك أنه في حالة افالس المحل التجاري ال يكون لدائني>ه اّال التنفي>ذ على
غير أّن األخذ بهذه النظرية يتعارض مع التشريعات التي تقوم على مب>>دأ وح>>دة الذم>>ة المالي>>ة
باعتباره >>ا وح >>دة واح >>دة تض >>من حقوقه >>ا جمي >>ع التزاماته >>ا ،ومن ه >>ذه التش >>ريعات الق >>انون الجزائ >>ري
حيث ق >ّر رت الم >>ادة 188من الق >>انون الم >>دني أّن جمي >>ع أم >>وال الم >>دين ض >>امنة للوف >>اء بديون >>ه س >>واء
إال من ك>>ان ل>>ه منهم ك>>انت ه>>ذه ال>>ديون مدني>>ة أو تجاري>>ة وجمي>>ع ال>>دائنين متس>>اوون في ه>>ذا الض>>مان ّ
حق التقدم وفقا لتأمين خاص أو بنص الق>انون ،كم>ا أّن ه>ذه النظري>ة تتع>ارض م>ع ك>ون التن>ازل عن
المحل التجاري يستبعد بقوة القانون انتقال الحقوق والديون الناشئة عن استغالل المحل الى المتن>>ازل
له.2
ازاء النق >>د ال >>ذي وج >>ه إلى نظري >>ة المجم >>وع الق >>انوني ذهب ج >>انب من الفق >>ه إلى الق >>ول ب >>أنّ
المح >>ل التج >>اري يعت >>بر مجموع >>ا واقعي >>ا أو فعلي >>ا من األم >>وال ت >>آلفت لتحقي >>ق غ >>رض مش >>ترك ه >>و
استغالل واستثمار المحل التجاري مع احتفاظ كل عنصر بطبيعته ونظامه القانوني الخ>>اص ب>>ه ،مم>ّا
يترتب على ذلك ّانه يمكن أن يك>ون المح>ل التج>اري محال لتص>رفات قانوني>ة ك>البيع وال>رهن تختل>ف
أحكامه>>ا عن أحك>>ام التص>>رفات ال>>تي ت>>رد على ك>>ل عنص>>ر من عناص>>ره ،فه>>ذه النظري>>ة تفص>>ل بين
المحل التجاري ككيان قائم بذاته ومستقل عن العناصر التي تدخل في تكوينه.3
غير أّن هذه النظرية لم تسلم هي األخرى من النقد على اعتبار ّأنها تفتقر إلى مدلول ق>>انوني
إال
محدد ،فالمجموع الواقعي أو الفعلي مص>طلح غ>ريب عن الحق>>ل الق>>انوني ،فه>>ذا األخ>>ير ال يع>>رف ّ
المجموع القانوني الذي يعترف ل>ه الق>>انون بالشخص>ية المعنوي>ة واالس>تقالل الم>>الي والمح>>ل التج>>اري
بوجه عام ليس من هذا القبيل.4
ي >>ذهب االتج >>اه الغ >>الب في الفق >>ه الى أّن تحدي >>د طبيع >>ة المح >>ل التج >>اري يس >>تلزم ب >>داءة فص >>ل
المحل التجاري كوح>>دة له>ا ذاتيته>ا المس>تقلة والمتم>يزة عن مختل>ف العناص>ر ال>تي ت>دخل في تركيب>ه،
1مصطفى كمال طه ،وائل أنور بندق ،المرجع السابق ،ص 659؛ محمد السيد الفقي ،المرجع السابق ،ص .283
2شادلي نور الدين ،المرجع السابق ،ص ص .141-140
3أحمد محرز ،المرجع السابق ،ص .181
4علي البارودي ،محمد السيد الفقي ،المرجع السابق ،ص .184
7
وآي>>ة ذل>>ك ج>>واز التص>>رف في بعض ه>>ذه العناص>>ر دون البعض اآلخ>>ر على ال>>رغم من دخوله>>ا في
تك >>وين المح >>ل وفض >>ال عن ذل >>ك ف >>إّن المح >>ل التج >>اري كمجم >>وع تحكم >>ه قواع >>د تختل >>ف عن القواع >>د
القانوني>ة ال>تي تحكم ك>ل عنص>ر من عناص>ره ،ل>ذلك ينبغي الفص>ل بين المح>ل التج>اري كوح>دة وبين
عناص>ره المختلف>ة وانطالق>ا من ذل>ك ي>رى اص>حاب هـذا االتج>اه أّن المح>ل التج>اري عب>ارة عن ن>وع
من الملكية المعنوية وأّن حق التاجر على محله ال يعدو أن يكون حق ملكية معنوي>ة ي>رد على أش>ياء
غير مادية كما هو الحال بالنسبة للحقوق الملكية الصناعية وحقوق الملكية األدبية والفنية.1
وتخول الملكية المعنوية التي للتاجر على محله حق استعماله واس>تغالله والتص>رف في>ه على
نح> >>و منف> >>رد وه >>و ح> >>ق ليس مح> >>ل مزاح> >>ة من أح> >>د ويحتج ب >>ه في مواجه> >>ة الكاف> >>ة ونحمي >>ه دع >>وى
المنافس>>ة غ>>ير المش>>روعة ،وكس>>ائر الملكي>>ات غ>>ير المادي>>ة ف>>إّن ملكي>>ة المح>>ل التج>>اري ترتب>>ط وج>>ودا
وعدما باستغالله ،حيث تبقى ه>ذه الملكي>ة قائم>ة طالم>ا ك>ان المح>ل التج>اري محال لالس>تغالل وت>زول
اذا توقف التاجر عن هذا االستغالل.2
يتكون المحل التجاري من عناصر ذات طبيعة مختلفة الزم>>ة لالس>>تغالل التج>>اري ،تض>>منتها
الم>>ادة 78من الق>>انون التج>>اري الجزائ>>ري ،والس>>الف ذكره>>ا ،ويتض>>ح من النص أّن عناص>>ر المح>>ل
التج>>اري تنقس>>م الى قس>>مين ،عناص>>ر مادي>>ة على غ>>رار البض>>ائع والمهم>>ات ،وعناص>>ر معنوي>>ة مث>>ل
االتص>ال ب>العمالء والس>معة التجاري>ة والعن>وان التج>>اري وحق>وق الملكي>ة الص>ناعية واألدبي>ة والفني>ة،
ويت>>بّين من الفق>>رة الثاني>>ة ل>>ذات الم>>ادة أّن أهم عناص>>ر المح>>ل التج>>اري تتمث>>ل في عنص>>ري االتص>>ال
ب>>العمالء والس>>معة التجاري>>ة ،وال>>تي يجب أن ال يخل>>و منه>>ا أي مح>>ل تج>>اري ،أّم ا ب>>اقي العناص>>ر فال
يلزم توافرها في المحل التجاري جميعا ،فق>د ال يحت>وي المح>>ل على حق>وق ملكي>ة ص>ناعية أو أدبي>ة،
ومن المتفق عليه أّن العناصر المادية ليست أساسية في المح>ل التج>اري ،ف>اذا بيعت البض>ائع وح>دها
فال يعد ذلك بيع>ا للمح>ل التج>اري ،واذا تخل>ف عنص>ر البض>ائع أو المهم>ات فال يقل>ل ذل>ك من وج>ود
المحل التجاري.3
والخالص> >>ة أّن ه من الن> >>ادر أن تجتم> >>ع جمي> >>ع العناص> >>ر المادي> >>ة والمعنوي> >>ة في مح> >>ل مهين،
وتختل>ف درج>>ة أهمي>ة ه>ذه العناص>ر تبع>ا لن>وع التج>>ارة ،فح>>ق االيج>>ار يعت>بر أهم عناص>ر المح>>ل اذا
1علي البارودي ،محمد السيد الفقي ،المرجع السابق ،ص 184؛ أحمد محرز ،المرجع السابق ،ص .182
2محمد السيد الفقي ،المرجع السابق ،ص .285
3أحمد محرز ،المرجع السابق ،ص ص .186-185
8
ك>>ان موض>>وع النش>>اط مقهى أو مطعم ،ألّن الموق>>ع ل>>ه أث>>ر كب>>ير على المتع>>املين م>>ع ه>>ذه األنش>>طة،
وحقوق الملكية الصناعية قد تكون جوهر المحل التجاري اذا كان النشاط صناعيا ،وهكذا.
على أّن ه يجب أن نض>>ع في االعتب>>ار أّن المح>>ل التج>>اري يعت>>بر وح>>دة قائم>>ة ب>>ذاتها ومس>>تقلة
عن العناصر التي تؤلفه ،ويخضع لقواعد تختل>>ف عن ال>>تي يخض>ع له>>ا ك>>ل عنص>ر من عناص>ره ،اذ
يظل كل عنصر يحتفظ بطبيعته ونظامه القانوني الخاص ،مث>ال ذل>ك في حال>ة رهن المح>>ل التج>>اري
ف>>إّن قواع>>د ال>>رهن الخاص>>ة ب>>ه ال تقتض>>ي بانتق>>ال حيازت>>ه للم>>رتهن ،بينم>>ا رهن أح>>د عناص>>ره على
استقالل فإّن ه يل>زم انتق>ال حيازت>ه ،وك>ذلك فإّن ه اذا اش>ترك أك>ثر من ش>خص في ملكي>ة مح>ل تج>اري،
فإّن ملكية الشريك لنصيب فيه تنصرف الى جميع عناصره سواء المادية أو المعنوية.1
ذكرت المادة 78ق ت مجموعة من العناصر المادية على سبيل المثال تتمثل في:
أوال -البضائع :هي األش>>ياء ال>>ذي ي>>رد عليه>>ا التعام>>ل ،وتش>>مل جمي>>ع أن>>واع الس>>لع ال>>تي يق>>وم المح>>ل
بالتعام>>ل به>>ا وال>>تي تختل>>ف حس>>ب طبيع>>ة نش>>اط ك>>ل مح>>ل ،س>>واء ك>>انت في المح>>ل أو في المخ>>زن
وسواء كانت مصنعة أو مواد أولية ،ويشترط العتبار هذه المنق>>والت من البض>>ائع أن تك>>ون مملوك>>ة
للتاجر الذي يستغل المحل ،والبض>ائع ق>د تك>ون عنص>را اساس>يا في المح>>ل كم>ا ه>و الح>>ال في تج>>ارة
الم>>واد الغذائي>>ة بالتجزئ>>ة ،وق>>د ال تك>>ون عنص>>را في المح>>ل كم>>ا ه>>و الح>>ال في مك>>اتب السمس>>رة او
البنوك.2
ولّم ا ك >>انت البض>>ائع مع >>دة لل >>بيع وك >>ان مجموعه >>ا يتغ >>ير من ي>>وم آلخ >>ر ب>>ل ربم >>ا من لحظ >>ة
ألخ >>رى فإّن ه ال يمكن اعتباره >>ا عنص >>را دائم >>ا للمح >>ل التج >>اري ،ب >>الرغم من أّنه >>ا تمّثل قيم >>ة ينبغي
االعتداد بها وهذا ما يفسر أن البضائع ال يشملها رعن المحل التجاري.3
ثانيا -المعدات واآلالت :هي المنق>>والت المادي>>ة ال>>تي تس>>تعمل في اس>>تغالل المح>>ل التج>>اري دون أن
تك>ون مع>دة لل>بيع ك>اآلالت ال>تي تس>تخدم في ص>نع المنتج>>ات أو اص>الحها والس>يارات المس>تخدمة في
النق >>ل ،واألث >>اث ،وأدوات القي >>اس وال >>وزن والكي >>ل ،وايض >>ا المحروق >>ات ك >>الفحم وال >>زيت تعت >>بر من
ومن العناصر ال>تي اختل>ف بش>أن اعتباره>ا عنص>ر من عناص>ر المح>>ل التج>>اري أم ال العق>ار
وبخاص>>ة في الحال>>ة ال>>تي يك>>ون فيه>>ا الت>>اجر مالك>>ا للعق>>ار ال>>ذي ي>>زاول في>>ه تجارت>>ه ،ووق>>ع التص>>رف
ب>>البيع أو ال>>رهن على المح>>ل فه>>ل يش>>مل ذل>>ك العق>>ار؟ ،اختل>>ف الفق>>ه بش>>أن ذل>>ك اّال أّن ال>>راجح الى
وج>وب اس>تبعاد العق>ار من عناص>ر المح>ل التج>اري ول>و اتف>ق الطرف>ان على خالف ذل>ك ألّن المح>ل
التج>>اري عب>>ارة مجموع>>ة من األم>>وال المنقول>>ة ،على أّن المح>>ل التج>>اري ال>>ذي يك>>ون نش>>اطه ش>>راء
العق>>ارات ألج>>ل اع>>ادة بيعه>>ا (م 02/2ق ت ج) فإّن ه يش>>مل بين عناص>>ره المادي>>ة العق>>ارات اذ تعت>>بر
شبيهة بالبضائع في المحالت التجارية.2
تعت>بر العناص>ر المعنوي>ة ج>>وهر المح>>ل التج>>اري وأس>اس فكرت>ه القانوني>ة ،وق>د ع>ّد دت الم>ادة
78من الق >>انون التج >>اري أهمه >>ا ،غ >>ير أن >>ه ليس بالض >>رورة أن تت >>وافر في المح >>ل التج >>اري جمي >>ع
أوال -االتص77ال ب77العمالء :يقص >>د باالتص >>ال ب >>العمالء أو الزب >>ائن مجم >>وع األش >>خاص ال >>ذين اعت >>ادوا
التعام> >>ل م> >>ع المح> >>ل التج> >>اري باقتن >>اء ل> >>وازمهم من >>ه أو االس >>تعانة بخدمات >>ه ألس >>باب يق> >>درها ه >>ؤالء
المتع>>املون في ش>>خص الق>>ائم على أم>>ر المح>>ل التج>>اري مث>>ل أمانت>>ه ودق>>ة مواعي>>ده وج>>ودة منتجات>>ه
وحسن استقباله لهم وارضاء رغباتهم ،واالتصال ب>العمالء عنص>ر أساس>ي في المح>>ل التج>>اري يمّثل
جانب>>ا كب>>يرا من قيمت>>ه ،1ل>>ذلك نج>>د أّن الفق>>رة األولى من الم>>ادة 78ق ت اعتبرت>>ه عنص>>ر ال>>زامي ال
وجود للمحل التجاري بدونه.
وكلما زاد عدد العمالء زادت أرباح المحل التجاري واتسعت دائ>رة نش>اطه ،وال يقص>د بح>ق
االتصال بالعمالء أّن للتاجر حقا على عمالئه بحيث يل>زمهم على ال>تردد على محل>ه القتن>اء ل>وازمهم
واّنم>>ا يك>>ون له>>ؤالء الحري>>ة المطلق>>ة في التعام>>ل مع>>ه ألس>>باب يق>>درونها هم وح>>دهم ،واّنم>>ا المقص>>ود
من ذلك حق التاجر في حماية العالقات التي بينه وبين عمالئ>>ه ،ومن>>ع الغ>>ير من تض>>ليلهم لينص>>رفوا
عن المحل بوسائل غير مشروعة.2
ونظرا لما يتطلبه عنص>ر االتص>ال ب>العمالء من وقت طوي>ل ومجه>>ود كب>ير من الت>اجر ح>>تى
يبعث الثق>>ة في نف>>وس المتع>>املين مع>>ه ،ف>>إّن له>>ذا العنص>>ر قيم>>ة كب>>يرة يك>>ون له>>ا وزن كب>>ير في تق>>ييم
المح > >>ل التج > >>اري ،ل > >>ذلك ق> > >ّر ر الق > >>انون حمايت > >>ه ،واس > >>تلزم المش > >>رع الجزائ > >>ري وج > >>وده في المح > >>ل
التجاري.3
يقص>>د بالس>>معة التجاري>>ة أو الش>>هرة ق>>درة المح>>ل التج>>اري على ج>>ذب العمالء بس>>بب م>>يزات
وص> >>فات عيني> >>ة تتعل> >>ق بالمح> >>ل التج> >>اري ذات> >>ه ،وليس بش> >>خص ص> >>احبه ،ال س> >>يما موقع> >>ه المتم> >>يز
ومظهره الخارجي والديكور الخاص بواجهة المحل دقة التنظيم وجمال العرض.4
ي>>رى ج>>انب من الفق>>ه 1أّن ه ال مح>>ل للتمي>>يز بين االتص>>ال ب>>العمالء والس>>معة التجاري>>ة اس>>تنادا
الى ترادف معنى كل منهما هو حق الت>اجر في االتص>ال بعمالئ>ه ال>>ذين اعت>ادوا التعام>>ل مع>>ه ،س>واء
ك>>ان ذل>>ك لص>>فات تتص>>ل بشخص>>ه أو لص>>فات ترتب>>ط بمحل>>ه الق>>ائم باس>>تغالله ،عالوة على أن>>ه ليس
هناك أهمية قانونية أو عملية يمكن ان تبرر التفرقة بينهما.
بينم>>ا ي>>ذهب ج>>انب آخ>>ر من الفق>>ه الى التمي>>يز بين العنص>>رين ،وي>>رون أن االتص>>ال ب>>العمالء
يكون فيه اجتذاب الزبائن ألس>باب شخص>ية وهـي م>يزة فـي ش>خص الت>اجر ص>احب المح>ل التج>اري
بينم>>ا يك>>ون اجت>>ذابهم في عنص>>ر الس>>معة التجاري>>ة ألس>>باب عيني>>ة تتص>>ل بالمح>>ل التج>>اري ذات>>ه وال
دخل للتاجر في ذلك ،ثّم أّن المشرع الجزائري أشار اليهما في المادة 78كعنصرين متميزين.2
وقد أورد البعض المثال التالي لتوضيح التفرقة السابقة" :ينشئ تاجر مطعما في مدين>>ة معين>>ة
ويع>>رف بكرم>>ه وحس>>ن اس>>تقبال العمالء والس>>عي إلرض>>ائهم والدق>>ة في مالحظ>>ة الش>>روط الص>>حية
والنظاف> >>ة والخ> >>برة في اختي >>ار ان >>واع االطعم> >>ة الش >>هية والمه> >>ارة في تحض >>يرها ،فيقب >>ل بعض أه >>ل
المدينة عليه ويعتادون مع مرور الزمن على ارتياد محله ويصبحون عمالء دائمين ،هذا هو عنصر
االتص>>ال ب>>العمالء ،وق>>د يمت>>از المح>>ل بفخام>>ة المظه>>ر أو بوقوع>>ه على مف>>ترق الط>>رق أو في مك>>ان
أه >>ل بالس >>كان أو ب >>القرب من محط >>ة الس >>كك الحديدي >>ة ،فيس >>تطيع ب >>ذلك أن يجت >>ذب العمي >>ل الع >>ابر أو
الغريب عن المدينة ،هذا هو عنصر السمعة التجارية".3
ثالثا -اإلسم التجاري :ه>>و االس>>م ال>>ذي يس>>تخدمه الت>>اجر في مزاولت>>ه تجارت>>ه وتم>>يز محل>>ه التج>>اري
عن نظ>>ائره ،ق>>د يك>>ون ه>ذا االس>م ه>و اس>م الش>خص المال>>ك للمح>>ل ،كم>>ا ق>>د يك>>ون اس>ما مبتك>>را مث>ل:
مالبس الشرق ،مقهى البساتين ،فندق االوراس ...الخ ،وفي حالة ما اذا اطل>>ق ص>>احب المح>>ل اس>>مه
على المحل التجاري فال يعني ذلك اختالط االسم المدني باالسم التجاري ،بل يبقى كل منهما متم>>يزا
عن اآلخر ،على اعتبار أّن االسم التجاري على خالف االسم المدني ال يعتبر حقا لصيقا بالشخص>>ية
ب>>ل ه>>و ح>>ق م>>الي ي>>دخل في تك>>وين المح>>ل ويج>>وز التعام>>ل في>>ه كلم>>ا انص>>ب التص>>رف على المح>>ل،
لكن ال يجوز التعامل فيه مستقال عن التصرف في المحل التجاري ذاته.4
1من ذلك :علي البارودي ،محمد السيد الفقي ،المرجع السابق ،ص .173
2نادية فضيل ،المرجع السابق ،ص .209
3علي البارودي ،محمد السيد الفقي ،المرجع السابق ،ص ص .173-172
4عليان الشريف ،مصطفى سلمان ،رشاد العصار ،القانون التجاري مبادئ ومفاهيم ،الطبعة األولى ،دار المسيرة ،عمان ،االردن ،2000 ،ص 66؛
12
ويكون االسم التجاري مملوكا للتاجر السباق إلى قيده في السجل التجاري ،و في حالة تش>>ابه
األس>>ماء الشخص>>ية المس>>تعملة في اس>>مين تج>>اريين وجب على الت>>اجر الجدي>>د إض>>افة بيان>>ات أخ>>رى
للتمييز بينهما وإ ذا تم االعتداء على االسم التجاري ولحق التاجر ضرر نتيجة لذلك جاز لهذا الت>>اجر
المتض> >>رر رف> >>ع دع> >>وى المنافس> >>ة غ> >>ير المش> >>روعة على المعت> >>دي مطالب> >>ا إي> >>اه ب> >>التعويض وازال> >>ة
االعتداء.1
واذا كان اسم المحل التجاري هو اسم صاحبه فال يجوز لمشتري ه>>ذا المح>>ل أن يس>>تعمله اّال
في األغراض المتعلقة بتجارة المح>ل ،حيث يج>وز للب>ائع أو ورثت>ه الرج>وع على المش>تري في حال>ة
االخالل ب>ذلك ،كم>>ا يج>>وز في حال>>ة بي>ع المح>>ل أن يش>ترط الب>ائع ع>دم اس>تعمال اس>م المح>>ل التج>>اري
وأن يستبعده من العناصر ال>تي ينص>ب عليه>ا ال>بيع ،ويس>تعمل بطبيع>ة الح>>ال االس>م التج>>اري للتوقي>ع
على معامالت التاجر.2
رابع77ا -العن77وان التج77اري :العن >>وان التج >>اري ه >>و تس >>مية مبتك >>رة أو رم >>ز يخت >>اره الت >>اجر كش >>عار
خ >>ارجي لتمي >>يز محل >>ه التج >>اري عن نظ >>ائره واجت >>ذاب العمالء ،مث >>ل الص >>الون األخض >>ر ،والملك >>ة
الص >>غيرة ...الخ ويختل >>ف العن >>وان التج >>اري عن االس >>م التج >>اري فالت >>اجر غ >>ير مل >>زم باتخ >>اذ تس >>مية
مبتك>>رة لمحل>>ه في حين أن>>ه مل>>زم باتخ>>اذ اس>>م تج>>اري ،كم>>ا أّن العن>>وان التج>>اري ال يس>>تمد من االس>>م
الشخص> >>ي للت> >>اجر ،وال يم> >>يز بعض الفق> >>ه بين االس> >>م التج> >>اري والعن> >>وان التج> >>اري ،فال يع> >>د االس> >>م
التجاري عنصرا من عناصر المحل التجاري إال إذا تم وضعه على المحل ،لكن اذا تم استعماله قد
يكون له دور فعال في جذب العمالء فقد تعتمد شهرة المحل احيانا على التسمية المبتكرة.3
خامس77ا -الح77ق في اإليج77ار :يقص >>د ب >>ه ح >>ق ص >>احب المح >>ل أو المص >>نع في االس >>تمرار في العق >>د
كمس>>تأجر واالنتف>>اع بالمك>>ان الم>>ؤجر ،ويمّثل الح>>ق في االيج>>ار أهمي>>ة كب>>يرة خاص>>ة اذا ك>>ان المح>>ل
التج>>اري يق>>ع في منطق>>ة معين>>ة اش>>تهرت بص>>ناعة معين>>ة ،أو لق>>رب الموق>>ع من االس>>واق والمحالت
المماثل> >>ة حيث يس> >>هل على العمالء اج> >>راء المقارن> >>ة واالقب> >>ال على الش> >>راء ،كم> >>ا تظه> >>ر أهمي> >>ة ه> >>ذا
العنص>>ر في بعض أن>>واع النش>>اط التج>>اري ال>>تي تعتم>>د في ازدهاره>>ا على وجوده>>ا في موق>>ع معين
كالمقاهي والمطاعم لضمان استمرار االتصال بالعمالء.4
سادسا -حقوق الملكية الصناعية :يش>>مل تعب>>ير الملكي>>ة الص>>ناعية التجاري>>ة الحق>>وق ال>>تي ت>>رد على
ب>>راءات االخ>>تراع والرس>>وم والنم>>اذج الص>>ناعية والعالم>>ات التجاري>>ة ،وجمي>>ع ه>>ذه الحق>>وق معنوي>>ة
ذات قيم>>ة مالي>>ة يج>>وز التص>>رف فيه>>ا ،وق>>د تك>>ون في بعض المحالت من أهم العناص>>ر ال>>تي تتك>>ون
منه >>ا وتخض >>ع ه >>ذه الحق >>وق لنظ >>ام ق >>انوني خ >>اص ،كم >>ا يج >>وز التن >>ازل عنه >>ا مس >>تقلة أو م >>ع المح >>ل
التجاري.2
سابعا -ال7رخص واالج7ازات :ق>>د يس>>تلزم الق>>انون ش>>روطا خاص>>ة لممارس>>ة ان>>واع معين>>ة من النش>>اط
التجاري كافتتاح مطعم أو مقهى أو فندق ،أو مصنع ،ويشترط الق>>انون ص>>دور ت>>رخيص يثبت ت>>وافر
م>ا يتطلب>ه الق>انون من ض>وابط ومع>ايير ،وتعت>بر ه>ذه ال>رخص من عناص>ر المح>>ل التج>>اري اذا ك>ان
من الجائز التنازل عنها ،أّم ا اذا كانت الرخصة شخصية فال تعتبر من عناصر المحل التجاري.3
نخلص من ع>رض عناص>ر المح>>ل التج>>اري المادي>ة والمعنوي>ة أّن ه يل>زم ت>وافر ش>رطان لقي>ام
المحل التج>>اري ،أولهم>ا :ض>رورة ت>وافر ح>>د أدنى من العناص>ر المعنوي>ة ،وثانيهم>ا أن يك>ون القص>د
من تجميع هذه العناصر استغالل نشاط تج>>اري ،أّم ا بالنس>بة للح>>د األدنى من العناص>ر الالزم>>ة لقي>ام
المح > >>ل التج > >>اري أي تل > >>ك ال > >>تي ال يق > >>وم المح > >>ل التج > >>اري ب > >>دونها لكونه > >>ا من مقومات > >>ه األساس > >>ية
والجوهري >>ة فق >>د اختل >>ف الفق >>ه بش >>أنها ،والحقيق >>ة أّن ال >>راجح في الفق >>ه مس >>تقر على اعتب >>ار عنص >>ر
االتص>>ال ب>>العمالء ه>>و العنص>>ر الج>>وهري والمق>>وم األساس>>ي في تك>>وين المح>>ل وبدون>>ه ال يق>>وم ،فه>>و
بمثابة القاسم األساسي في تكوين المحال التجارية على الرغم من تباين أوجه نشاطها.
تع>د المنافس>ة من أهم العناص>ر ال>تي تق>وم عليه>ا التج>>ارة ،لم>ا ل>ذلك من أث>ر واض>ح في زي>ادة
ج >>ودة الس >>لع والخ >>دمات وخفض اس >>عارها مم >>ا يع >>ود بالفائ >>دة على المس >>تهلكين وعلى الت >>اجر ال >>ذي
يستفيد من زيادة مبيعات>ه وبالت>الي زي>ادة ارباح>ه ،األم>ر ال>ذي ي>ؤدي في النهاي>ة الى ازده>ار التج>ارة،
واألصل في الحقل التجاري ه>>و حري>>ة المنافس>>ة ال>>تي كفله>>ا الق>>انون ،1بمع>>نى أّن ه يح>>ق لك>>ل ت>>اجر أن
يستخدم من االساليب ما يراه مناسبا لتحقيق اهدافه في ترويج بض>>ائعه وتحقي>>ق االرب>>اح ،اّال أّن ذل>>ك
كله مشروط بأن تكون المنافسة بأسلوب نزيه ومشروع.2
على أّن المحالت التجاري >>ة في س >>عيها لج >>ذب أك >>بر ع >>دد من العمالء والزب >>ائن ق >>د تلج >>أ الى
وس>>ائل غ>>ير مش>>روعة مخالف>>ة للق>>انون ومنافي>>ة لألع>>راف التجاري>>ة وال تتف>>ق ومب>>دأ حس>>ن الني>>ة في
التعام >>ل والوس >>ائل غ >>ير المش >>روعة ال >>تي تلج >>أ اليه >>ا المحالت التجاري >>ة في منافس >>ة بعض >>ها البعض
يطل >>ق عليه >>ا المنافس >>ة غ >>ير المش >>روعة ،وعلى الت >>اجر ال >>ذي لحق >>ه ض >>رر من ج >>راء ذل >>ك أن يرج >>ع
المتسبب فيه بالتعويض عن طريق ما يسمى بـ ـ "دعوى المنافسة غير المشروعة".3
ويجب أن نمّي ز بين المنافسة غير المشروعة والمنافسة الممنوعة ،فمعنى ه>ذه األخ>يرة حظ>ر
القيام بنشاط معين إما بمقتضى نص القانون كاشتغال الش>خص بأعم>>ال الص>يدلة دون الحص>ول على
الم>>ؤهالت العلمي>>ة الالزم>>ة ل>>ذلك ،أو بمقتض>>ى اتف>>اق بين المتعاق>>دين ،مث>>ل ال>>تزام م>>ؤجر العق>>ار بع>>دم
منافس >>ة المس >>تأجر أو ال >>تزام ب >>ائع المح >>ل التج >>اري بع >>دم انش >>اء تج >>ارة مماثل >>ة ،أّم ا المنافس >>ة غ >>ير
المش>>روعة فال ينص>>ب المن>>ع فيه>>ا على مباش>>رة النش>>اط التج>>اري ولكنه>>ا ت>>دل على اس>>تخدام أس>>اليب
غير سليمة للتأثير على العمالء واجتذابهم.4
تهدف حماية المحل التج>>اري أساس>ا إلى حماي>ة عنص>ر االتص>ال ب>العمالء من االعت>داء علي>ه
سواء بصفة مباشرة أو غير مباشرة ،من خالل االعتداء على احد العناصر المعنوي>ة المكون>ة للمح>>ل
أما العناصر المادي>>ة
التجاري ،فحماية هذه العناصر تتم عن طريق دعوي المنافسة غير المشروعةّ ،
للمحل التجاري في حال االعتداء عليها فيتم حمايتها عن طريق دعوي االسترداد التي يتم بواس>طتها
1تنص المادة 43من الدستور الجزائري على "حرية االستثمار والتجارة معترف بها وتمارس في اطار القانون ."...
2بسام حمد الطراونة ،باسم محمد ملحم ،المرجع السابق ،ص ص .138-137
3عزيز العكيلي ،المرجع السابق ،ص ص .244-243
4عليان الشريف ،مصطفى سلمان ،رشاد العّص ار ،المرجع السابق ،ص .69
15
استرجاعها من المعتدي مع امكاني>ة الحكم ب>التعويض لص>الح المض>رور عم>>ا لحق>>ه من ض>رر نتيج>>ة
ذلك االعتداء.1
وبن>>اء على م>>ا تق>>دم ذك>>ره س>نتناول بالدراس>>ة في ه>>ذا الموض>>وع أس>>اس دع>>وى المنافس>>ة غ>>ير
المشروعة وشروطها(مطلب أول) ،ثم نتطرق لصورها (مطلب ثان) ،وآثارها (مطلب ثالث).
نتناول أوال أساس دعوى المنافسة غير المشروعة (فرع أول) ،ثم نعرج على شروطها (فرع
ثان).
لم يض > >>ع المش > >>رع قواع > >>د خاص > >>ة لتنظيم المس > >>ؤولية الناجم> > >>ة عن أعم> > >>ال المنافس > >>ة غ > >>ير
المش>>روعة ل>>ذا لج>>أ القض>>اء الفرنس>>ي الى القواع>>د العام>>ة والمطبق>>ة في نط>>اق المس>>ؤولية التقص>>يرية
اس > >>تنادا لنص الم > >>ادة 1382من الق > >>انون الم > >>دني ،وال > >>تي تقابله > >>ا الم > >>ادة 124من الق > >>انون الم > >>دني
الجزائري.2
ومعنى ذلك أّن رفع دعوى المنافسة غير المشروعة معناه رفع دعوى المس>>ؤولية التقص>>يرية
فيح>>ق لك>>ل ت>>اجر لحق>>ة ض>>رر من ج>>راء فع>>ل المنافس>>ة غ>>ير المش>>روعة أن يرف>>ع دع>>وى ب>>ذلك أم>>ام
القضاء يط>الب فيه>ا ب>التعويض عّم ا اص>ابه من ض>رر من ج>>راء تل>ك األعم>ال كلم>ا ت>وافرت ش>روط
المس>>ؤولية 3لكن تأس>>يس دع>>وى المنافس>>ة غ>>ير المش>>روعة على أحك>>ام المس>>ؤولية التقص>>يرية وال>>تي
يتوقف أثرها على تعويض الضرر يعد غير كافي ،ألّن اله>>دف األساس>>ي من وراء دع>>وى المنافس>>ة
غير المشروعة هو محو أثر هذه المنافسة ومنعها في حالة ع>دم مش>روعيتها مس>تقبال ،باإلض>>افة إلى
إص > >>الح الض > >>رر عن طري > >>ق التع > >>ويض ،وهن > >>ا تظه > >>ر الطبيع > >>ة الخاص > >>ة ل > >>دعوى المنافس > >>ة غ > >>ير
المش >>روعة ،وم >>ع ذل >>ك ه >>ذا ال يش> >ّك ل عائق >>ا تأسيس >>ها على أس >>اس المس >>ؤولية التقص >>يرية اذا تحققت
شروطها ،والمتمثلة في الخطأ والضرر والعالقة السببية:4
أوال-الخطأ :يش>>ترط لت>>وافر ركن الخط>>أ أن تك>>ون هن>>اك منافس>>ة حقيقي>>ة ،وأن ي>>رتكب المن>>افس خط>>أ
في هذه المنافسة.
ويش> >>ترط في المنافس> >>ة الحقيقي> >>ة أن تتم بين م> >>رتكب الخط> >>أ والمتض> >>رر مم> >>ا يف> >>ترض أّنهم> >>ا
ي>>زاوالن تج>>ارة أو ص>>ناعة من ن>>وع واح>>د أو متماثل>>ة ،على أّن التماث>>ل المطل>>ق بين النش>>اطين ليس
الزم >>ا ،ب >>ل يكفي أن تك >>ون ثم >>ة ص >>لة بينهم >>ا بحيث يك >>ون للعم >>ل غ >>ير المش >>روع ت >>أثير على نش >>اط
الم>>دعي ،كم>>ا ل>>و ك>>ان أح>>د المحلين مص>>نعا إلنت>>اج وبي>>ع س>>لعة معين>>ة وك>>ان اآلخ>>ر محال لإلتج>>ار في
هذه السلعة كما يشترط ثانيا أن تكون هناك منافسة غير مشروعة وذل>ك يس>تلزم قي>ام خط>أ يتمث>ل في
اس>>تخدام اس>>اليب منافي>>ة للق>>وانين واالع>>راف والع>>ادات التجاري>>ة ،وال يش>>ترط العتب>>ار المنافس>>ة غ>>ير
مش>روعة أن يت>وافر س>وء الني>ة وقص>د االض>رار ل>دى المن>افس ب>ل يكفي أن يص>در الفع>ل عن اهم>ال
أو عدم احتياط.1
ثاني77ا-الض77رر :يش >>ترط في دع >>وى المنافس >>ة غ >>ير المش >>روعة أن يثبت الم >>دعي الض >>رر ال >>ذي لحق >>ه
بسبب عدم مشروعية المنافسة ،غ>ير أّن ه ال يل>زم في ه>ذا الص>دد أن يك>ون الض>رر ق>د وق>ع فعال ،ب>ل
يكفي أن يكون محتمل الوقوع في المس>تقبل ،كم>ا ال يل>زم أن يك>ون الض>رر مادي>ا ب>ل يكفي أن يك>ون
أدبي>>ا ،ك>>ذلك ال أهمي>>ة لمق>>دار جس>>امة الض>>رر كب>>يرا أو ص>>غيرا ،فتق>>رر المس>>ؤولية ول>>و ك>>ان الض>>رر
بسيطا.2
ومن تطبيق >>ات القض >>اء في ه >>ذا الش >>أن - :األم >>ر باتخ >>اذ االج >>راءات الكفيل >>ة ب >>درء الض >>رر
االحتمالي كاتخاذ االجراءات التي من شأنها ازالة اللبس بين منشأتين ،وذلك على اس>اس أّن الض>رر
االحتمالي يعتبر في الحقيقة ضررا واقعا ألّن التهديد بضرر يعتبر في ذاته ضررا يمكن أن يع>>وض
عين>>ا بإزال>>ة ه>>ذا التهدي>>د واألم>>ر ب>>اإلجراءات الكفيل>>ة بمن>>ع تحق>>ق الض>>رر المحتم>>ل ،كم>>ا ال يس>>تلزم
القض >>اء اثب >>ات الض >>رر الفعلي ،ب >>ل تس >>تخلص وقائع >>ه من قي >>ام وق >>ائع يك >>ون من ش >>أنها ع >>ادة الح >>اق
الضرر بالمحل التجاري.3
1مصطفى كمال طه ،وائل أنور بندق ،المرجع السابق ،ص .666
2نفس المرجع ونفس الموضع،؛ نادية فضيل ،المرجع السابق ،ص .230-229
3أحمد محرز ،المرجع السابق ،ص .201
17
وهك>>ذا يك>>ون ل>>دعوى المنافس>>ة غ>>ير المش>>روعة وظيف>>ة وقائي>>ة الى ج>>انب ج>>بر الض>>رر ولكن
ليس للم> >>دعي طلب تعويض> >>ات اّال اذا أثبت ح> >>دوث الض> >>رر فعـــال فيكــون الضــرر ش> >>رطا لطلب
التعويض لكنه ليس شرطا في كل الحاالت في دعوى المنافسة غير المشروعة.1
ثالثا -العالقة السببية :للحكم ب>>التعويض عن أعم>>ال المنافس>>ة غ>>ير المش>>روعة الب>>د من قیام رابط>>ة
س >>ببية بين الخط >>أ المتمث >>ل في عم >>ل من أعم >>ال المنافس >>ة غ >>ير المش >>روعة والض >>رر ال >>ذي أص >>اب
المض >>رور أو الم >>دعي الت >>اجر ،والحقيق >>ة أّن اثب >>ات ت >>وافر ه >>ذه الرابط >>ة في دع >>وى المنافس >>ة غ >>ير
المش >>روعة ال يك >>ون أم >>را س >>هال في جمي >>ع األح >>وال ،ف >>إذا ك >>ان من الممكن اثباته >>ا في حال >>ة تحق >>ق
الض >>رر فعال ،فإّن ه من العس >>ير بي >>ان الرابط >>ة الس >>ببية عن >>دما يك >>ون الض >>رر محتمال ،وبخاص >>ة في
حاالت الضرر االحتمالي أو في الحالة التي تكون فيها المنافسة غير المشروعة موجهة الى مجموع
التج>>ار ال>>ذين يمارس>>ون نفس الحرف>>ة ،2ل>>ذلك ي>>رى البعض أّن ه ال يش>>ترط في دع>>وى المنافس>>ة غ>>ير
المش>>روعة إثب>>ات عالق>>ة الس>>ببية م>>تى ك>>ان الض>>رر محتم>>ل الوق>>وع ،وذل>>ك ألّن ه في دع>>وى المنافس>>ة
غ >>ير المش >>روعة ال يحكم ب >>التعويض في حال >>ة الض >>رر االحتم >>الي وإ ّنم >>ا يحكم ب >>ه في حال >>ة الض >>رر
الفعلي.3
أعمال المنافسة غير المشروعة هي تلك األعم>>ال ال>>تي يق>>وم به>>ا الت>اجر وتنط>>وي على ط>>رق
منافي > >>ة للق > >>وانين والل > >>وائح أو الع > >>ادات أو األمان > >>ة أو الش > >>رف والنزاه > >>ة ،وأعم > >>ال المنافس > >>ة غ > >>ير
المشروعة ال تدخل تحت حصر ،بيد أّنه يمكن ردها الى ثالث مجموعات ،نوردها في اآلتي:
الفرع األول :أعمال من شأنها احداث اللبس والخلط بين المنشآت أو المنتجات
من تطبيقاته >>ا :اتخ >>اذ اس >>م تج >>اري مش >>ابه الس >>م تج >>اري س >>ابق ،تقلي >>د العالم >>ات التجاري >>ة او
االختراع >>ات والرس >>وم والنم >>اذج الص >>ناعية ووض >>ع بيان >>ات غ >>ير ص >>حيحة على المنتج >>ات ،وتقلي >>د
االعالن>ات والدعاي>ة ال>تي يق>وم به>ا من>افس ،أو غ>ير ذل>ك من االس>اليب ال>تي ت>ؤدي الى اح>داث اللبس
على العمالء ،س>>واء بالنس>>بة للمح>>ل في مجموع>>ه أو البض>>اعة فيمكن ان ينص>>ب الخل>>ط على عنص>>ر
واح>>د أو اك>>ثر من عناص>>ر المح>>ل ،وال يش>>ترط أن يك>>ون ال>>دافع على ارتك>>اب ه>>ذه العم>>ال االض>>رار
بشخص التاجر انما قد يهدف الى اجتذاب العمالء نحو محله التجاري ،على أّن القضاء يشترط لقيام
قد يعمد التاجر الى صرف العمالء عن منافسه بذكر ادعاءات غير حقيقية تتض>>من طعن>>ا في
شخص>>ه وتش>>ويها لس>>معته التجاري>>ة اض>>عافا الئتمان>>ه ،أو حط>>ا من قيم>>ة وج>>ودة منتوجات>>ه ،ك>>ذكر أّن
التاجر المنافس غير أمين أو أّنه على وشك االفالس ،أو االدعاء بأّنه يبيع منتجات مغشوشة أو غير
صالحة لالستعمال أو مسببة لألمراض ...الخ.2
وتعتبر اعمال المنافسة غ>ير مش>روعة اذا ك>>ان من ش>أنها االعت>داء على الس>ير الحس>ن للعم>>ل
وانتظام> >>ه في المح> >>ل التج> >>اري ،ك> >>إغراء عم> >>ال المح> >>ل وتحريض> >>هم على االض> >>راب أو على ت> >>رك
العم>ل ،أو اس>تخدام عام>ل أو اك>ثر ك>انوا يعمل>ون ل>دى من>افس بقص>د اجت>ذاب عمالء المح>>ل األول أو
الوقوف على أسرار أعماله ،وتتم المنافسة في هذه الحالة حتى ولو لم يتم الحاق العم>ال بالعم>ل ل>دى
مرتكب أعمال المنافسة غير المشروعة.3
أّم ا فيما يتعلق بإثارة االضطراب في السوق بصفة عامة فهي تلك ال>>تي ال يه>>دف من ورائه>>ا
الى انقاص عمالء محل تجاري بعينه ،ولكنه يهدف الى اجتذاب العمالء الى محل التاجر ال>>ذي يق>>وم
بأعم>ال المنافس>ة غ>ير المش>روعة ،ومن ه>ذه األعم>ال االدع>اء في اعالن>ات ينش>رها ب>أّن الس>لعة ال>تي
ينتجه>>ا به>>ا مواص>>فات تنف>>رد به>>ا على خالف الواق>>ع ،أو ي>>ذكر أّن ه حاص>>ل على ألق>>اب ومي>>داليات ال
وجود لها الجتذاب العمالء ،وك>>ذلك ال>>بيع بأق>>ل من الثمن المتف>>ق علي>ه بين التج>>ار ،أو ال>>بيع بتخفيض
كبير أو بخسارة قصد تحويل العمالء عن غيره.4
اذا ت>>وافرت ش>>روط دع>>وى المنافس>>ة غ>>ير المش>>روعة واتض>>ح للمحكم>>ة وق>>وع األعم>>ال غ>>ير
المش >>روعة فله >>ا أن تقض >>ي على م >>رتكب الفع >>ل غ >>ير المش >>روع ب >>الكف عن االس >>تمرار في >>ه وبإزال >>ة
أسبابه وبتعويض من أص>ابه الض>رر ،كم>ا يج>>وز للمحكم>ة أن ت>أمر باتخ>>اذ االج>>راءات الالزم>ة لمن>ع
وقوع الضرر في المستقبل ،وللمحكمة في سبيل ذلك مطلق التقدير ،كما لها أن تنشر الحكم الص>>ادر
في دع >>وى المنافس >>ة غ >>ير المش >>روعة في الص >>حف على نفق >>ة المحك >>وم علي >>ه ،وله >>ا أن ت >>أمر بإزال >>ة
االعالن> >>ات ال> >>تي تس> >>يء الى س> >>معة الت> >>اجر ،أو مص> >>ادر الس> >>لعة ال> >>تي تحم> >>ل عالم> >>ات م> >>زورة أو
مغتصبة ،ذلك باإلضافة الى التعويض النقدي الذي تقدره المحكمة.2
وقد يتعدد مرتكبو العمل غير المشروع كما في حالة استخدام التاجر لعامل ك>>ان يش>>تغل ل>>دى
منافس ،وقد يسأل التاج ــر بوصفه متبوعا عن اعم>>ال المنافس>ة غ>ير المش>روعة ال>>تي يرتكبه>>ا تابعـــوه
وفي ه >>ذه الح >>االت وم >>ا يماثله >>ا ال >>تي يتع >>دد فيه >>ا المس >>ؤولون عن المنافس >>ة غ >>ير المش >>روعة ف >>إنهم
يكونون متضامنين في التزامهم بتعويض الضرر.3
1القانون رقم 02-04مؤرخ في 23يونيو 2004يحدد القواعد المطبقة على الممارسات التجارية المعدل والمتمم بموجب القانون 06-10مؤرخ في
15/08/2010ج ر ع .46
2أحمد محرز ،المرجع السابق ،ص .206
3مصطفى كمال طه ،وائل أنور بندق ،المرجع السابق ،ص .668
20