You are on page 1of 20

‫جامعة محمد بوضياف المسيلة‬

‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬


‫قسم الحقوق‬
‫‪...‬‬
‫المقياس‪ :‬القانون التجاري‬

‫السنة‪ :‬الثانية (‪ )2‬ليسانس حقوق‪ ،‬السداسي الثالث (‪)3‬‬

‫الفئة المستهدفة‪ :‬طلبة السنة الثانية ليسانس حقوق‪.‬‬

‫الحجم الساعي األسبوعي‪ :‬أربع ساعات ونصف (‪)4,5‬‬

‫إعداد الدكتور‪ :‬بوخروبة حمزة (أستاذ محاضر قسم "ب")‬

‫عنوان الدرس‪ :‬المحل التجاري‪.‬‬


‫الهدف العام للدرس‪ :‬يتمثل الهدف العام للدرس في تمكين الطالب من التعرف على المحل التجاري‬
‫االهداف الخاصة للدرس‪:‬‬
‫الهدف األول‪ :‬أن يحدد المقصود بالمحل التجاري‬
‫الهدف الثاني‪ :‬أن يتعرف على أهم خصائص المحل التجاري‬
‫الهدف الثالث‪ :‬أن يحدد الطبيعة القانونية للمحل التجاري‬
‫الهدف الرابع‪ :‬أن يتعرف على اساليب حماية المحل التجاري‬

‫مضمون الدرس‪:‬‬
‫استعملت عبارة المحل التجاري من>ذ الق>دم وك>ان يقص>د به>ا المك>ان ال>ذي تم>ارس في>ه التج>ارة‬
‫وتعرض فيه السلع ويستقبل فيه العمالء‪ ،‬وظّلت الفكرة المادية للمحل التجارة سائدة الى غاية أواخر‬
‫الق>>رن التاس>>ع عش>>ر عن>>دما اس>>تقر الفق>>ه والتش>>ريع على أّن المح>>ل التج>>اري عب>>ارة عن فك>>رة معنوي>>ة‬
‫تنط>>وي تحته>>ا مجموع>>ة األم>>وال المخّص ص>>ة لغ>>رض االس>>تغالل التج>>اري‪ ،‬تتض>>من ه>>ذه المجموع>>ة‬
‫عناصر مادية وأخرى معنوية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫وظه >>رت أول إش >>ارة للمح >>ل التج >>اري في الق >>انون الفرنس >>ي الص >>ادر بت >>اريخ ‪28/02/1872‬‬
‫ال >>ذي ف >>رض ض >>ريبة الدمغ >>ة على بي >>ع المح >>ال التجاري >>ة‪ ،‬أم> >ّا بالنس >>بة للتش >>ريعات العربي >>ة فيعت >>بر‬
‫التش>ريع المص>ري ه>و أول تش>ريع ع>ربي ينظم أحك>>ام المح>>ل التج>>اري وذل>>ك بالق>>انون رقم ‪ 11‬لس>>نة‬
‫‪ 1940‬الخ>>اص ب>>بيع المح>>ال التجاري>>ة ورهنه>>ا‪ ،‬أم>ّا المش>>رع الجزائ>>ري فنظّم أحك>>ام المح>>ل التج>>اري‬
‫في الكتاب الثاني من القانون التجاري المعنون بـ ـ"المحل التجاري"‪ ،‬المواد ‪ 78‬وما يليها‪.‬‬

‫ولدراس >>ة ه >>ذا الموض >>وع نتط >>رق أوال لمفه >>وم المح >>ل التج >>اري ( تعري >>ف المح >>ل التج >>اري‬
‫وطبيعت>ه وخصائص>ه وعناص>ر) في المبحث األول‪ ،‬ثم نتط>>رق في المبحث الث>اني الى حماي>ة المح>>ل‬
‫التجاري‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫المبحث األول‪ :‬مفهوم المحل التجاري‬

‫لم يفلح الفق>>ه في وض>>ع تعري>>ف ج>>امع م>>انع للمح>>ل التج>>اري واختل>>ف الفقه>>اء في ش>>أن ذل>>ك‬
‫اختالف >>ا بّين >>ا‪ ،‬كم> >ا اختلف> >وا أيض >>ا فيم >>ا بينهم ح >>ول الطبيع >>ة القانوني >>ة للمح >>ل التج >>اري‪ ،‬ويكمن ه >>ذا‬
‫االختالف في م >>دى تمت >>ع المح >>ل التج >>اري بالشخص >>ية المعنوي >>ة وبالذم >>ة المالي >>ة المس >>تقلة عن ذم >>ة‬
‫ص >>احبه‪ ،‬كم >>ا يتم >>يز المح >>ل التج >>اري بع >>دة خص >>ائص‪ ،‬ويتك >>ون من مجموع >>ة من العناص >>ر المادي >>ة‬
‫والمعنوية‪.‬‬

‫بن> >>اء على م> >>ا تق> >>دم ذك> >>ره نتط> >>رق في ه> >>ذا المبحث إلى تعري> >>ف المح> >>ل التج> >>اري وتحدي> >>د‬
‫خصائص >>ه (مطلب أول)‪ ،‬ثم نتط >>رق الى طبيعت >>ه القانوني >>ة (مطلب ث >>ان)‪ ،‬ثم من خالل ذل >>ك نس >>تنتج‬
‫أهم خصائص> >>ه (مطلب ث> >>الث) لنختم ه> >>ذا المبحث ب> >>التعرض الى عناص> >>ر المح> >>ل التج> >>اري (مطلب‬
‫رابع)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف المحل التجاري وتحديد خصائصه‬

‫نتعرض الى تعريف المحل التجاري في (فرع أول)‪ ،‬ومن خالل ذلك نس>تنتج أهم خصائص>ه‬
‫(فرع ثان)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف المحل التجاري‬

‫لم يتعرض القانون التجاري الجزائري ‪-‬على غرار أغلب التشريعات المقارنة‪ -‬الى تعريف‬
‫المح>>ل التج>>اري‪ ،‬ل>>ذلك تص>>دى الفق>>ه الى ذل>>ك ففش>>ل في تعريف>>ه تعريف>>ا جامع>>ا مانع>>ا‪ ،‬ف>>ذهب بعض>>هم‬
‫الى تعريف>>ه ب>>النظر الى عناص>>ره المادي>>ة والمعنوي>>ة‪ ،‬ومنهم من قص>>ر تعريف>>ه على الطبيع>>ة القانوني>>ة‬
‫للمحل ومنهم من عّد د خصائصه دون ذكر لعناصره‪ ،‬وذلك ما نعرضه فيما يلي‪:‬‬

‫تنص الم> >>ادة ‪ 78‬ق ت ج على "تع ‪77‬د ج ‪77‬زءا من المح ‪77‬ل التج ‪77‬اري االم ‪77‬وال المنقول ‪77‬ة المخصص ‪77‬ة‬
‫لممارسة نشاط تجاري‪.‬‬
‫ويشمل المحل التجاري الزاميا عمالئه وشهرته‪.‬‬
‫كما يشمل ايضا س‪7‬ائر االم‪7‬وال االخ‪7‬رى الالزم‪7‬ة الس‪7‬تغالل المح‪7‬ل التج‪7‬اري كعن‪7‬وان المح‪7‬ل واالس‪7‬م‬
‫التجاري والحق في االيجار المع‪7‬دات واآلالت والبض‪7‬ائع وح‪7‬ق الملكي‪7‬ة الص‪7‬ناعية والتجاري‪7‬ة ك‪7‬ل ذل‪7‬ك م‪7‬الم‬
‫ينص على خالف ذل‪77 7‬ك"‪ ،‬ويتض > >>ح من خالل نص الم > >>ادة أّن المش > >>رع الجزائ > >>ري لم يع > >>رف المح > >>ل‬
‫التجاري‪ ،‬واكتفى بتعداد عناصره دون بيان لطبيعته أو خصائصه القانونية‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫أّم ا القض>>اء فق>>د اكتش>>ف فك>>رة المح>>ل التج>>اري من واق>>ع المنازع>>ات المعروض>>ة علي>>ه‪ ،‬وك>>ان‬
‫يعطي لعنص>>ر االتص>>ال ب>>العمالء والزب>>ائن األهمي>>ة ال>>تي تح>ّد د طبيع>>ة المح>>ل‪ ،‬وم>>دى اعتب>>اره منش>>أة‬
‫تجارية من عدمه‪.1‬‬

‫أّم ا الفق>>ه فلم يتف>>ق على تعري>>ف مح>>دد للمح>>ل التج>>اري‪ ،‬واختلف>>وا في ذل>>ك اختالف>>ا بين>>ا على‬
‫النحو التالي‪:‬‬

‫يعرف >>ه ج >>انب من الفق >>ه ب >>القول "المح >>ل التج >>اري اداة المش >>روع التج >>اري‪ ،‬وه >>و يت >>ألف من‬
‫مجموع عناصر مادية ومعنوي>ة مخصص>ة لمزاول>ة التج>>ارة‪ ،‬وق>د تس>مى ب>المتجر أو المص>نع بحس>ب‬
‫ما اذا ك>ان مخصص>ا لمزاول>ة التج>ارة ب>المعنى الض>يق أو لمزاول>ة الص>ناعة‪ ،‬ويس>مى أيض>ا بالمنش>أة‬
‫في تطبيق قوانين الضرائب والعمل"‪.2‬‬

‫بأنه "يقصد بالمحل التجاري ليس المكان الذي يباشر فيه الت>>اجر‬ ‫ويعّر فه جانب آخر من الفقه ّ‬
‫تجارت>>ه ب>>ل مجموع>>ة األم>>وال المادي>>ة والمعنوي>>ة ال>>تي يس>>تخدمها الت>>اجر في مباش>>رة حرفت>>ه‪ ،‬ويش>>مل‬
‫بذلك البضائع وأثاث المحل وسياراته وآالته وشهرة اسمه وما يكون لديه من براءة اختراع وما إلى‬
‫ذلك مما يستعين به التاجر في مباشرة التجارة"‪.3‬‬

‫أن المح> >>ل التج> >>اري عب> >>ارة عن " كتل> >>ة من األم> >>وال المنقول> >>ة تخص> >>ص‬
‫و ي> >>رى رأي آخ> >>ر ّ‬
‫لممارس>>ة مهن>>ة تجاري>>ة وتتض>>من بص>>فة أص>>لية بعض مقوم>>ات معنوي>>ة‪ ،‬وق>>د تش>>تمل على مقوم>>ات‬
‫أخرى مادية"‪.4‬‬

‫ولق> >>د اقتص> >>ر البعض الآخ> >>ر من الفقه> >>اء على عنص> >>ر "االتص> >>ال ب> >>العمالء" واعت> >>بروه كافي> >>ا‬
‫أن العناص>>ر األخ>>رى للمح>>ل التج>>اري ذات ط>>ابع‬
‫لتك>>وين المح>>ل التج>>اري‪ ،‬وي>>بررون ص>>حة ق>>ولهم ّ‬
‫عرضي قد توجد وقد ال توجد‪ ،‬وإ ن كان األس>تاذ "احم>د مح>>رز" يمي>ل إلى ه>ذا ال>رأي على أس>اس أن‬
‫عنص >>ر االتص >>ال ب >>العمالء يمّثل القاس >>م المش >>ترك للمحالت التجاري >>ة على اختالف أنواعه >>ا وتب >>اين‬
‫نشاطها‪ ،‬إال انه يفضل رأي الفقي>ه ‪ Paul Didier‬ال>ذي يع>ّر ف المح>ل التج>اري بأن>ه وح>دة متكامل>ة‬
‫تشتمل على مجموعة من العناصر المتصلة بمشروع معين‪.5‬‬

‫‪ 1‬أحمد محرز‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.177‬‬


‫‪ 2‬مصطفى كمال طه‪ ،‬وائل أنور بندق‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.645‬‬
‫‪ 3‬حلو أبو حلو‪ ،‬زهير عباس؛ مشار اليه من طرف‪ :‬ناجي زهرة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.90‬‬
‫‪ 4‬تعريف الفقيه "‪ ، "Hamel‬مشار الي عند‪ :‬نادية فضيل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.206‬‬
‫‪ 5‬أحمد محرز‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.179-178‬‬
‫‪4‬‬
‫وب>>الرجوع للق>>انون التج>>اري الجزائ>>ري نج>>د أن الم>>ادة ‪ 78‬من>>ه ج>>اءت تحت عن>>وان "عناصر‬
‫ان هن>>اك خل>>ط في‬
‫المح‪77‬ل التج‪77‬اري" ‪ ،" Des éléments du fonds de commerce‬والملفت لالنتب>>اه ّ‬
‫المصطلحات‪ ،‬فالمشرع يستعمل باللغة الفرنسية مصطلح "‪ " LE fonds de commerce‬ويقصد ب>>ه‬
‫"القاعدة التجارية" التي تتكون من العناص>ر المادي>ة والمعنوي>ة‪ ،‬أم>ّا مص>طلح "المح>ل التج>اري" باللغ>ة‬
‫العربية فيقصد به العق>ار أي الج>>دران المع>دة لالس>تغالل التج>>اري وال>تي يطل>ق عليه>ا بالفرنس>ية "‪LE‬‬
‫‪ ،"locale commercial‬وب > >>ذلك لم يف > >>رق المش > >>رع الجزائ > >>ري بين مص > >>طلحي القاع > >>دة التجاري > >>ة‬
‫والمح>ل التج>اري‪ ،‬فه>و يس>تعمل مص>طلح المح>ل التج>اري لكن يقص>د ب>ه العناص>ر المادي>ة والمعنوي>ة‬
‫الواردة في المادة ‪ 78‬ق ت ج‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬خصائص المحل التجاري‬

‫من خالل التعاريف السابقة تتجلى أهم خصائص المحل التجاري‪ ،‬نتناولها في اآلتي‪:2‬‬

‫‪ -‬المحل التجاري م‪7‬ال منق‪7‬ول‪ :‬على اعتب>>ار أّن جمي>>ع عناصــر المح>>ل التج>>اري هي من المنق>>والت‬
‫س>>واء مادي>>ة كالبض>>ائع والمع>>دات‪ ،‬أو معنوي>>ة كاالس>>م التج>>اري وح>>ق االتص>>ال العمالء‪ ،‬ف>>إّن المح>>ل‬
‫التج >>اري يعت>>بر م >>اال منق >>وال‪ ،‬فليس للمح >>ل التج >>اري ص>>فتي الثب>>ات واالس>>تقرار في ح >>يز ث>>ابت كم >>ا‬
‫للعقار‪.‬‬

‫‪ -‬المح‪77‬ل التج‪77‬اري منق‪77‬ول معن‪77‬وي‪ :‬المح>>ل التج>>اري م>>ال معن>>وي‪ ،‬أي ليس ل>>ه وج>>ود م>>ادي يدرك>>ه‬
‫الحس ذلك ألّن قيمة عناصره المعنوية تفوق بكثير قيمة نظيرتها من العناصر المادية والتي اضحت‬
‫ال تش>>ّك ل إّال ج >>زءا يس >>يرا من قيم >>ة المح >>ل التج >>اري‪ ،‬وعلي >>ه ال ب >>د من االع >>تراف للمح >>ل التج >>اري‬
‫بصفة المال المعنوي‪ ،‬اذ أّن عناصره الرئيسية تعتبر منقوالت معنوية على غرار االتصال ب>>العمالء‬
‫واالس>>م والعن>>وان التج>>اريين والش>>هرة وغيره>>ا حيث ال وج>>ود حس>>ي م>>ادي له>>ذه العناص>>ر‪ ،‬فالمح>>ل‬
‫التجاري كوحدة مستقلة عن العناصر المكونة ل>>ه يمّثل م>>ال معن>وي ال تطب>ق علي>ه وفق>>ا له>>ذا المفه>>وم‬
‫القواعد الخاصة بالمنقوالت المادية على غرار قاعدة الحيازة في المنقول سند للملكية وغيرها‪.‬‬

‫‪ -‬المحل التجاري ذو ط‪7‬ابع تج‪7‬اري‪ :‬بمع>>نى أّن ه ال يك>>ون محال تجاري>>ا إّال اذا ك>>ان مكرس>>ا لمزاول>>ة‬
‫األعمال التجارية‪ ،‬فاذا م>ا خّص ص لنش>اط م>دني فال يع>د محال تجاري>ا ح>>تى ول>و ك>ان ل>ه عمالء وب>ه‬
‫معدات كمكتب المحامين والمحاسبين واألطب>اء‪ ،‬ولكن اذا تمث>ل نش>اط المح>ل في العملي>ات ال>تي تق>وم‬

‫‪ 1‬ناجي زهرة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.91-90‬‬


‫‪ 2‬بسام حمد الطراونة‪ ،‬باسم محمد ملحم‪ ،‬مبادئ القانون التجاري‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬دار المسيرة‪ ،‬عمان‪ ،‬االردن‪ ،2014 ،‬ص ص ‪.122-121‬‬
‫‪5‬‬
‫بها المحالت التجارية فاّنه يعتبر محال تجاري>ا‪ ،‬ألّن النش>اط ال>ذي يق>وم ب>ه يع>د تجاري>ا بحس>ب الش>كل‬
‫طبقا للمادة ‪ 03/4‬ق ت ج‪.1‬‬

‫‪ -‬الص‪77‬فة الذاتي‪77‬ة للمح‪77‬ل التج‪77‬اري‪ :‬يتمت>>ع المح >>ل التج >>اري بذاتي >>ة مس >>تقلة مم >>يزة ل >>ه عن العناص >>ر‬
‫المكونة له‪ ،‬وكل عنصر في المحل التجاري يخضع لقواعد قانونية خاص>ة ب>ه‪ ،‬فيج>>وز التص>رف في‬
‫بعض عناص>>ر المح>>ل التج>>اري دون أن ي>>ؤثر ذل>>ك علي>>ه كوح>>دة ذاتي>>ة تختل>>ف عن العناص>>ر المكون>>ة‬
‫ل >>ه‪ ،‬كم >>ا أنّ انتق >>ال المح >>ل التج >>اري إلى ش >>خص آخ >>ر يتطلب إتب >>اع اج >>راءات معين >>ة بالنس >>بة له >>ذه‬
‫العناصر فإذا كان المحل التج>>اري يحت>وي ض>من عناص>ره على عالم>>ة تجاري>ة وجب تس>جيل انتق>>ال‬
‫تلك العالمة في السجل الخاص بالعالمات التجارية‪.2‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الطبيعة القانونية للمحل التجاري‬

‫أث >>ير ج >>دل فقهي كب >>ير بخص >>وص تحدي >>د الطبيع >>ة القانوني >>ة للمح >>ل التج >>اري‪ ،‬وبم >>ا أّن ه >>ذا‬
‫األخير يتكون من عناصر مادية وأخرى معنوية‪ ،‬فقد أث>ير التس>اؤل ح>ول م>ا اذا ك>انت ه>ذه العناص>ر‬
‫تش>ّك ل وح>>دة كامل>>ة‪ ،‬وتعت>>بر في مجمله>>ا م>>اال مس>>تقال عن العناص>>ر الداخل>>ة في تكوين>>ه‪ ،‬أو تبقى ه>>ذه‬
‫العناص >>ر مس >>تقلة ومتم >>يزة عن بعض >>ها البعض‪ ،‬لكن ال >>رأي في الفق >>ه والقض >>اء مس >>تقر على اعتب >>ار‬
‫المح >>ل التج >>اري وح >>دة واح >>دة مس >>تقلة عن العناص >>ر المكون >>ة ل >>ه‪ ،‬كم >>ا يعت >>بر من قبي >>ل المنق >>والت‬
‫المعنوية‪ ،‬ومهما يكن من أمر فق>د أث>ير ج>دل فقهي ح>ول التك>ييف الق>انوني للمح>ل التج>اري‪ ،‬وب>رزت‬
‫بشأن ذلك هدة نظريات نعرضها فيما يلي‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬نظرية الذمة المالية المستقلة أو المجموع الواقعي‬

‫نادى بهذه النظرية مجموعة من الفقهاء األلمان‪ ،‬ومؤدى هذه النظرية اعتبار المحل‬
‫التجاري مجموعا قانونيا من األموال يشتمل على الحق>>وق وال>>ديون الناش>>ئة عن االس>تغالل التجاري>>ة‪،‬‬
‫فالمح>>ل التج>>اري وفق>>ا له>>ذه النظري>>ة عب>>ارة عن ذم>>ة مالي>>ة مس>>تقلة عن الذم>>ة المالي>>ة للت>>اجر‪ ،‬وب>>ذلك‬
‫تك >>ون ق >>د وض >>عت ح >>د فاص >>ل بين المح >>ل التج >>اري باعتب >>اره ذم >>ة تجاري >>ة من جه >>ة والذم >>ة المدني >>ة‬
‫للت>>اجر من جه>>ة أخ>>رى‪ ،‬وبالت>>الي يس>>تقل دائن>>و المح>>ل التج>>اري بالتنفي>>ذ علي>>ه دون أي مزاحم>>ة من‬
‫دائني التاجر اآلخرين معنى ذلك أنه في حالة افالس المحل التجاري ال يكون لدائني>ه اّال التنفي>ذ على‬

‫‪ 1‬نادية فضيل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.221-220‬‬


‫‪ 2‬بوقادوم أحمد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.62‬‬
‫‪6‬‬
‫ما تضمنه المحل من أموال دون أن يكون لهم الحق في التنفي>ذ على ام>>وال ص>احب المح>>ل التج>>اري‬
‫األخرى‪.1‬‬

‫غير أّن األخذ بهذه النظرية يتعارض مع التشريعات التي تقوم على مب>>دأ وح>>دة الذم>>ة المالي>>ة‬
‫باعتباره >>ا وح >>دة واح >>دة تض >>من حقوقه >>ا جمي >>ع التزاماته >>ا‪ ،‬ومن ه >>ذه التش >>ريعات الق >>انون الجزائ >>ري‬
‫حيث ق >ّر رت الم >>ادة ‪ 188‬من الق >>انون الم >>دني أّن جمي >>ع أم >>وال الم >>دين ض >>امنة للوف >>اء بديون >>ه س >>واء‬
‫إال من ك>>ان ل>>ه منهم‬ ‫ك>>انت ه>>ذه ال>>ديون مدني>>ة أو تجاري>>ة وجمي>>ع ال>>دائنين متس>>اوون في ه>>ذا الض>>مان ّ‬
‫حق التقدم وفقا لتأمين خاص أو بنص الق>انون‪ ،‬كم>ا أّن ه>ذه النظري>ة تتع>ارض م>ع ك>ون التن>ازل عن‬
‫المحل التجاري يستبعد بقوة القانون انتقال الحقوق والديون الناشئة عن استغالل المحل الى المتن>>ازل‬
‫له‪.2‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬نظرية المجموع الواقعي أو الفعلي‬

‫ازاء النق >>د ال >>ذي وج >>ه إلى نظري >>ة المجم >>وع الق >>انوني ذهب ج >>انب من الفق >>ه إلى الق >>ول ب >>أنّ‬
‫المح >>ل التج >>اري يعت >>بر مجموع >>ا واقعي >>ا أو فعلي >>ا من األم >>وال ت >>آلفت لتحقي >>ق غ >>رض مش >>ترك ه >>و‬
‫استغالل واستثمار المحل التجاري مع احتفاظ كل عنصر بطبيعته ونظامه القانوني الخ>>اص ب>>ه‪ ،‬مم>ّا‬
‫يترتب على ذلك ّانه يمكن أن يك>ون المح>ل التج>اري محال لتص>رفات قانوني>ة ك>البيع وال>رهن تختل>ف‬
‫أحكامه>>ا عن أحك>>ام التص>>رفات ال>>تي ت>>رد على ك>>ل عنص>>ر من عناص>>ره‪ ،‬فه>>ذه النظري>>ة تفص>>ل بين‬
‫المحل التجاري ككيان قائم بذاته ومستقل عن العناصر التي تدخل في تكوينه‪.3‬‬

‫غير أّن هذه النظرية لم تسلم هي األخرى من النقد على اعتبار ّأنها تفتقر إلى مدلول ق>>انوني‬
‫إال‬
‫محدد‪ ،‬فالمجموع الواقعي أو الفعلي مص>طلح غ>ريب عن الحق>>ل الق>>انوني‪ ،‬فه>>ذا األخ>>ير ال يع>>رف ّ‬
‫المجموع القانوني الذي يعترف ل>ه الق>>انون بالشخص>ية المعنوي>ة واالس>تقالل الم>>الي والمح>>ل التج>>اري‬
‫بوجه عام ليس من هذا القبيل‪.4‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬نظرية الملكية المعنوية‬

‫ي >>ذهب االتج >>اه الغ >>الب في الفق >>ه الى أّن تحدي >>د طبيع >>ة المح >>ل التج >>اري يس >>تلزم ب >>داءة فص >>ل‬
‫المحل التجاري كوح>>دة له>ا ذاتيته>ا المس>تقلة والمتم>يزة عن مختل>ف العناص>ر ال>تي ت>دخل في تركيب>ه‪،‬‬

‫‪ 1‬مصطفى كمال طه‪ ،‬وائل أنور بندق‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪659‬؛ محمد السيد الفقي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.283‬‬
‫‪ 2‬شادلي نور الدين‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.141-140‬‬
‫‪ 3‬أحمد محرز‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.181‬‬
‫‪ 4‬علي البارودي‪ ،‬محمد السيد الفقي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.184‬‬
‫‪7‬‬
‫وآي>>ة ذل>>ك ج>>واز التص>>رف في بعض ه>>ذه العناص>>ر دون البعض اآلخ>>ر على ال>>رغم من دخوله>>ا في‬
‫تك >>وين المح >>ل وفض >>ال عن ذل >>ك ف >>إّن المح >>ل التج >>اري كمجم >>وع تحكم >>ه قواع >>د تختل >>ف عن القواع >>د‬
‫القانوني>ة ال>تي تحكم ك>ل عنص>ر من عناص>ره‪ ،‬ل>ذلك ينبغي الفص>ل بين المح>ل التج>اري كوح>دة وبين‬
‫عناص>ره المختلف>ة وانطالق>ا من ذل>ك ي>رى اص>حاب هـذا االتج>اه أّن المح>ل التج>اري عب>ارة عن ن>وع‬
‫من الملكية المعنوية وأّن حق التاجر على محله ال يعدو أن يكون حق ملكية معنوي>ة ي>رد على أش>ياء‬
‫غير مادية كما هو الحال بالنسبة للحقوق الملكية الصناعية وحقوق الملكية األدبية والفنية‪.1‬‬

‫وتخول الملكية المعنوية التي للتاجر على محله حق استعماله واس>تغالله والتص>رف في>ه على‬
‫نح> >>و منف> >>رد وه >>و ح> >>ق ليس مح> >>ل مزاح> >>ة من أح> >>د ويحتج ب >>ه في مواجه> >>ة الكاف> >>ة ونحمي >>ه دع >>وى‬
‫المنافس>>ة غ>>ير المش>>روعة‪ ،‬وكس>>ائر الملكي>>ات غ>>ير المادي>>ة ف>>إّن ملكي>>ة المح>>ل التج>>اري ترتب>>ط وج>>ودا‬
‫وعدما باستغالله‪ ،‬حيث تبقى ه>ذه الملكي>ة قائم>ة طالم>ا ك>ان المح>ل التج>اري محال لالس>تغالل وت>زول‬
‫اذا توقف التاجر عن هذا االستغالل‪.2‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬عناصر المحل التجاري‬

‫يتكون المحل التجاري من عناصر ذات طبيعة مختلفة الزم>>ة لالس>>تغالل التج>>اري‪ ،‬تض>>منتها‬
‫الم>>ادة ‪ 78‬من الق>>انون التج>>اري الجزائ>>ري‪ ،‬والس>>الف ذكره>>ا‪ ،‬ويتض>>ح من النص أّن عناص>>ر المح>>ل‬
‫التج>>اري تنقس>>م الى قس>>مين‪ ،‬عناص>>ر مادي>>ة على غ>>رار البض>>ائع والمهم>>ات‪ ،‬وعناص>>ر معنوي>>ة مث>>ل‬
‫االتص>ال ب>العمالء والس>معة التجاري>ة والعن>وان التج>>اري وحق>وق الملكي>ة الص>ناعية واألدبي>ة والفني>ة‪،‬‬
‫ويت>>بّين من الفق>>رة الثاني>>ة ل>>ذات الم>>ادة أّن أهم عناص>>ر المح>>ل التج>>اري تتمث>>ل في عنص>>ري االتص>>ال‬
‫ب>>العمالء والس>>معة التجاري>>ة‪ ،‬وال>>تي يجب أن ال يخل>>و منه>>ا أي مح>>ل تج>>اري‪ ،‬أّم ا ب>>اقي العناص>>ر فال‬
‫يلزم توافرها في المحل التجاري جميعا‪ ،‬فق>د ال يحت>وي المح>>ل على حق>وق ملكي>ة ص>ناعية أو أدبي>ة‪،‬‬
‫ومن المتفق عليه أّن العناصر المادية ليست أساسية في المح>ل التج>اري‪ ،‬ف>اذا بيعت البض>ائع وح>دها‬
‫فال يعد ذلك بيع>ا للمح>ل التج>اري‪ ،‬واذا تخل>ف عنص>ر البض>ائع أو المهم>ات فال يقل>ل ذل>ك من وج>ود‬
‫المحل التجاري‪.3‬‬

‫والخالص> >>ة أّن ه من الن> >>ادر أن تجتم> >>ع جمي> >>ع العناص> >>ر المادي> >>ة والمعنوي> >>ة في مح> >>ل مهين‪،‬‬
‫وتختل>ف درج>>ة أهمي>ة ه>ذه العناص>ر تبع>ا لن>وع التج>>ارة‪ ،‬فح>>ق االيج>>ار يعت>بر أهم عناص>ر المح>>ل اذا‬

‫‪ 1‬علي البارودي‪ ،‬محمد السيد الفقي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪184‬؛ أحمد محرز‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.182‬‬
‫‪ 2‬محمد السيد الفقي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.285‬‬
‫‪ 3‬أحمد محرز‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.186-185‬‬
‫‪8‬‬
‫ك>>ان موض>>وع النش>>اط مقهى أو مطعم‪ ،‬ألّن الموق>>ع ل>>ه أث>>ر كب>>ير على المتع>>املين م>>ع ه>>ذه األنش>>طة‪،‬‬
‫وحقوق الملكية الصناعية قد تكون جوهر المحل التجاري اذا كان النشاط صناعيا‪ ،‬وهكذا‪.‬‬

‫على أّن ه يجب أن نض>>ع في االعتب>>ار أّن المح>>ل التج>>اري يعت>>بر وح>>دة قائم>>ة ب>>ذاتها ومس>>تقلة‬
‫عن العناصر التي تؤلفه‪ ،‬ويخضع لقواعد تختل>>ف عن ال>>تي يخض>ع له>>ا ك>>ل عنص>ر من عناص>ره‪ ،‬اذ‬
‫يظل كل عنصر يحتفظ بطبيعته ونظامه القانوني الخاص‪ ،‬مث>ال ذل>ك في حال>ة رهن المح>>ل التج>>اري‬
‫ف>>إّن قواع>>د ال>>رهن الخاص>>ة ب>>ه ال تقتض>>ي بانتق>>ال حيازت>>ه للم>>رتهن‪ ،‬بينم>>ا رهن أح>>د عناص>>ره على‬
‫استقالل فإّن ه يل>زم انتق>ال حيازت>ه‪ ،‬وك>ذلك فإّن ه اذا اش>ترك أك>ثر من ش>خص في ملكي>ة مح>ل تج>اري‪،‬‬
‫فإّن ملكية الشريك لنصيب فيه تنصرف الى جميع عناصره سواء المادية أو المعنوية‪.1‬‬

‫وفيما يلي عرض لهذه العناصر‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬العناصر المادية‬

‫ذكرت المادة ‪ 78‬ق ت مجموعة من العناصر المادية على سبيل المثال تتمثل في‪:‬‬

‫أوال‪ -‬البضائع‪ :‬هي األش>>ياء ال>>ذي ي>>رد عليه>>ا التعام>>ل‪ ،‬وتش>>مل جمي>>ع أن>>واع الس>>لع ال>>تي يق>>وم المح>>ل‬
‫بالتعام>>ل به>>ا وال>>تي تختل>>ف حس>>ب طبيع>>ة نش>>اط ك>>ل مح>>ل‪ ،‬س>>واء ك>>انت في المح>>ل أو في المخ>>زن‬
‫وسواء كانت مصنعة أو مواد أولية‪ ،‬ويشترط العتبار هذه المنق>>والت من البض>>ائع أن تك>>ون مملوك>>ة‬
‫للتاجر الذي يستغل المحل‪ ،‬والبض>ائع ق>د تك>ون عنص>را اساس>يا في المح>>ل كم>ا ه>و الح>>ال في تج>>ارة‬
‫الم>>واد الغذائي>>ة بالتجزئ>>ة‪ ،‬وق>>د ال تك>>ون عنص>>را في المح>>ل كم>>ا ه>>و الح>>ال في مك>>اتب السمس>>رة او‬
‫البنوك‪.2‬‬

‫ولّم ا ك >>انت البض>>ائع مع >>دة لل >>بيع وك >>ان مجموعه >>ا يتغ >>ير من ي>>وم آلخ >>ر ب>>ل ربم >>ا من لحظ >>ة‬
‫ألخ >>رى فإّن ه ال يمكن اعتباره >>ا عنص >>را دائم >>ا للمح >>ل التج >>اري‪ ،‬ب >>الرغم من أّنه >>ا تمّثل قيم >>ة ينبغي‬
‫االعتداد بها وهذا ما يفسر أن البضائع ال يشملها رعن المحل التجاري‪.3‬‬

‫ثانيا‪ -‬المعدات واآلالت‪ :‬هي المنق>>والت المادي>>ة ال>>تي تس>>تعمل في اس>>تغالل المح>>ل التج>>اري دون أن‬
‫تك>ون مع>دة لل>بيع ك>اآلالت ال>تي تس>تخدم في ص>نع المنتج>>ات أو اص>الحها والس>يارات المس>تخدمة في‬
‫النق >>ل‪ ،‬واألث >>اث‪ ،‬وأدوات القي >>اس وال >>وزن والكي >>ل‪ ،‬وايض >>ا المحروق >>ات ك >>الفحم وال >>زيت تعت >>بر من‬

‫‪ 1‬أحمد محرز‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.186‬‬


‫‪ 2‬عزيز العكيلي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.230‬‬
‫‪ 3‬مصطفى كمال طه‪ ،‬وائل أنور بندق‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.648‬‬
‫‪9‬‬
‫المعدات اذا كان الغرض منها تشغيل اآلالت‪ ،‬اّم ا اذا كانت مادة أولية لص>ناعة الس>لع أو ك>انت مع>دة‬
‫لل> >>بيع فإّنه> >>ا تك> >>ون من قبي> >>ل البض> >>اعة ال المع> >>دات‪ ،‬أم > >ّا بالنس> >>بة للمهم> >>ات وهي المنق> >>والت الثابت> >>ة‬
‫المخصصة لالستغالل التجاري تصبح عقارا بالتخصيص إذا كان صاحبها يمارس التجارة في عقار‬
‫ّ‬
‫يملك>>ه كم>>ا ل>>و ك>>ان النش>>اط مص>>نعا أو مس>>رحا أو فن>>دقا‪ ،‬واألص>>ل أنّ العق>>ار بالتخص>>يص يتب>>ع حكم‬
‫المخصص>>ة الس>>تغالل‬
‫ّ‬ ‫>إن المنق>>والت‬
‫العق>>ار ال>>ذي خص >ّص لخدمت>>ه‪ ،‬لكن في حال>>ة المح>>ل التج>>اري ف> ّ‬
‫المحل التجاري تبقى محتفظة بصفتها منقوالت وتدخل عنصرا في المحل التجاري‪.1‬‬

‫ومن العناصر ال>تي اختل>ف بش>أن اعتباره>ا عنص>ر من عناص>ر المح>>ل التج>>اري أم ال العق>ار‬
‫وبخاص>>ة في الحال>>ة ال>>تي يك>>ون فيه>>ا الت>>اجر مالك>>ا للعق>>ار ال>>ذي ي>>زاول في>>ه تجارت>>ه‪ ،‬ووق>>ع التص>>رف‬
‫ب>>البيع أو ال>>رهن على المح>>ل فه>>ل يش>>مل ذل>>ك العق>>ار؟‪ ،‬اختل>>ف الفق>>ه بش>>أن ذل>>ك اّال أّن ال>>راجح الى‬
‫وج>وب اس>تبعاد العق>ار من عناص>ر المح>ل التج>اري ول>و اتف>ق الطرف>ان على خالف ذل>ك ألّن المح>ل‬
‫التج>>اري عب>>ارة مجموع>>ة من األم>>وال المنقول>>ة‪ ،‬على أّن المح>>ل التج>>اري ال>>ذي يك>>ون نش>>اطه ش>>راء‬
‫العق>>ارات ألج>>ل اع>>ادة بيعه>>ا (م ‪ 02/2‬ق ت ج) فإّن ه يش>>مل بين عناص>>ره المادي>>ة العق>>ارات اذ تعت>>بر‬
‫شبيهة بالبضائع في المحالت التجارية‪.2‬‬

‫أن ال>دفاتر التجاري>ة ال‬


‫ك>ذلك يث>ار التس>اؤل بخص>وص ال>دفاتر التجاري>ة‪ ،‬ي>رى ال>رأي ال>راجح ّ‬
‫تعت>>بر من عناص>>ر المح>>ل التج>>اري لتعلقه>>ا بنش>>اط الت>>اجر أثن>>اء ممارس>>ته لنش>>اطه فهي تثبت الحق>>وق‬
‫إال إذا ك>>ان هن>>اك‬
‫وال>>ديون المتعلق>>ة ب>>ه وال>>تي ال تنتق>>ل إلى المش>>تري فـي حال>>ة بي>>ع المح>>ل التج>>اري ّ‬
‫اتف>>اق باإلض>>افة إلى ذل>>ك ف>>إّن الت>>اجر مل>>زم باالحتف>>اظ ب>>دفاتره لم>>دة ‪ 10‬س>>نوات‪ ،‬غ>>ير أن >ّه الب>>د من‬
‫توقيع الدفاتر التجارية من طرف البائع والمشتري وإ جراء جرد لها عند بي>ع المح>>ل التج>>اري‪ ،‬والب>د‬
‫أن يس >>مح الب >>ائع للمش >>تري ب >>االطالع على تل >>ك ال >>دفاتر إلى م >>دة ‪ 03‬س >>نوات الس >>ابقة لل >>بيع أو على‬
‫الدفاتر بدون تحديد متى كانت ممسوكة لم>دة أق>ل من ‪ 03‬س>نوات (الم>ادة ‪ 82‬ق ت ج)‪ ،‬وذل>ك ح>>تى‬
‫يعرف المركز المالي للمحل التجاري الذي انتقلت ملكيته اليه‪.3‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬العناصر المعنوية‬

‫تعت>بر العناص>ر المعنوي>ة ج>>وهر المح>>ل التج>>اري وأس>اس فكرت>ه القانوني>ة‪ ،‬وق>د ع>ّد دت الم>ادة‬
‫‪ 78‬من الق >>انون التج >>اري أهمه >>ا‪ ،‬غ >>ير أن >>ه ليس بالض >>رورة أن تت >>وافر في المح >>ل التج >>اري جمي >>ع‬

‫‪ 1‬أحمد محرز‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.187‬‬


‫‪ 2‬عزيز العكيلي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.231-230‬‬
‫‪ 3‬بوقادوم أحمد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪58‬؛ ناجي زهرة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.98‬‬
‫‪10‬‬
‫العناصر المعنوية المذكورة فيها‪ ،‬فيما عدا عنصري االتصال بالعمالء والشهرة حيث يلزم توافرهما‬
‫في المحالت التجارية جميعا على اختالف انشطتها‪ ،‬أّم ا باقي العناصر فقد توجد في بعض المحالت‬
‫دون بعضها اآلخر حسب طبيعة االستغالل‪ ،‬وأهم العناصر المعنوية ما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ -‬االتص‪77‬ال ب‪77‬العمالء‪ :‬يقص >>د باالتص >>ال ب >>العمالء أو الزب >>ائن مجم >>وع األش >>خاص ال >>ذين اعت >>ادوا‬
‫التعام> >>ل م> >>ع المح> >>ل التج> >>اري باقتن >>اء ل> >>وازمهم من >>ه أو االس >>تعانة بخدمات >>ه ألس >>باب يق> >>درها ه >>ؤالء‬
‫المتع>>املون في ش>>خص الق>>ائم على أم>>ر المح>>ل التج>>اري مث>>ل أمانت>>ه ودق>>ة مواعي>>ده وج>>ودة منتجات>>ه‬
‫وحسن استقباله لهم وارضاء رغباتهم‪ ،‬واالتصال ب>العمالء عنص>ر أساس>ي في المح>>ل التج>>اري يمّثل‬
‫جانب>>ا كب>>يرا من قيمت>>ه‪ ،1‬ل>>ذلك نج>>د أّن الفق>>رة األولى من الم>>ادة ‪ 78‬ق ت اعتبرت>>ه عنص>>ر ال>>زامي ال‬
‫وجود للمحل التجاري بدونه‪.‬‬

‫وكلما زاد عدد العمالء زادت أرباح المحل التجاري واتسعت دائ>رة نش>اطه‪ ،‬وال يقص>د بح>ق‬
‫االتصال بالعمالء أّن للتاجر حقا على عمالئه بحيث يل>زمهم على ال>تردد على محل>ه القتن>اء ل>وازمهم‬
‫واّنم>>ا يك>>ون له>>ؤالء الحري>>ة المطلق>>ة في التعام>>ل مع>>ه ألس>>باب يق>>درونها هم وح>>دهم‪ ،‬واّنم>>ا المقص>>ود‬
‫من ذلك حق التاجر في حماية العالقات التي بينه وبين عمالئ>>ه‪ ،‬ومن>>ع الغ>>ير من تض>>ليلهم لينص>>رفوا‬
‫عن المحل بوسائل غير مشروعة‪.2‬‬

‫ونظرا لما يتطلبه عنص>ر االتص>ال ب>العمالء من وقت طوي>ل ومجه>>ود كب>ير من الت>اجر ح>>تى‬
‫يبعث الثق>>ة في نف>>وس المتع>>املين مع>>ه‪ ،‬ف>>إّن له>>ذا العنص>>ر قيم>>ة كب>>يرة يك>>ون له>>ا وزن كب>>ير في تق>>ييم‬
‫المح > >>ل التج > >>اري‪ ،‬ل > >>ذلك ق> > >ّر ر الق > >>انون حمايت > >>ه‪ ،‬واس > >>تلزم المش > >>رع الجزائ > >>ري وج > >>وده في المح > >>ل‬
‫التجاري‪.3‬‬

‫ثانيا‪ -‬السمعة التجارية (الشهرة)‪:‬‬

‫يقص>>د بالس>>معة التجاري>>ة أو الش>>هرة ق>>درة المح>>ل التج>>اري على ج>>ذب العمالء بس>>بب م>>يزات‬
‫وص> >>فات عيني> >>ة تتعل> >>ق بالمح> >>ل التج> >>اري ذات> >>ه‪ ،‬وليس بش> >>خص ص> >>احبه‪ ،‬ال س> >>يما موقع> >>ه المتم> >>يز‬
‫ومظهره الخارجي والديكور الخاص بواجهة المحل دقة التنظيم وجمال العرض‪.4‬‬

‫‪ 1‬علي البارودي‪ ،‬محمد السيد الفقي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.172‬‬


‫‪ 2‬مصطفى كمال طه‪ ،‬وائل أنور بندق‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪650‬؛أحمد محرز‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.190-189‬‬
‫‪ 3‬أحمد محرز‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.190‬‬
‫‪ 4‬محمد السيد الفقي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.273‬‬
‫‪11‬‬
‫ولق>>د أث>>ير ج>>دل فقهي ح>>ول مفه>>وم االتص>>ال ب>>العمالء والس>>معة التجاري>>ة وه>>ل يعت>>بران ش>>يئا‬
‫واحدا أو عنصران مختلفان؟‬

‫ي>>رى ج>>انب من الفق>>ه‪ 1‬أّن ه ال مح>>ل للتمي>>يز بين االتص>>ال ب>>العمالء والس>>معة التجاري>>ة اس>>تنادا‬
‫الى ترادف معنى كل منهما هو حق الت>اجر في االتص>ال بعمالئ>ه ال>>ذين اعت>ادوا التعام>>ل مع>>ه‪ ،‬س>واء‬
‫ك>>ان ذل>>ك لص>>فات تتص>>ل بشخص>>ه أو لص>>فات ترتب>>ط بمحل>>ه الق>>ائم باس>>تغالله‪ ،‬عالوة على أن>>ه ليس‬
‫هناك أهمية قانونية أو عملية يمكن ان تبرر التفرقة بينهما‪.‬‬

‫بينم>>ا ي>>ذهب ج>>انب آخ>>ر من الفق>>ه الى التمي>>يز بين العنص>>رين‪ ،‬وي>>رون أن االتص>>ال ب>>العمالء‬
‫يكون فيه اجتذاب الزبائن ألس>باب شخص>ية وهـي م>يزة فـي ش>خص الت>اجر ص>احب المح>ل التج>اري‬
‫بينم>>ا يك>>ون اجت>>ذابهم في عنص>>ر الس>>معة التجاري>>ة ألس>>باب عيني>>ة تتص>>ل بالمح>>ل التج>>اري ذات>>ه وال‬
‫دخل للتاجر في ذلك‪ ،‬ثّم أّن المشرع الجزائري أشار اليهما في المادة ‪ 78‬كعنصرين متميزين‪.2‬‬

‫وقد أورد البعض المثال التالي لتوضيح التفرقة السابقة‪" :‬ينشئ تاجر مطعما في مدين>>ة معين>>ة‬
‫ويع>>رف بكرم>>ه وحس>>ن اس>>تقبال العمالء والس>>عي إلرض>>ائهم والدق>>ة في مالحظ>>ة الش>>روط الص>>حية‬
‫والنظاف> >>ة والخ> >>برة في اختي >>ار ان >>واع االطعم> >>ة الش >>هية والمه> >>ارة في تحض >>يرها‪ ،‬فيقب >>ل بعض أه >>ل‬
‫المدينة عليه ويعتادون مع مرور الزمن على ارتياد محله ويصبحون عمالء دائمين‪ ،‬هذا هو عنصر‬
‫االتص>>ال ب>>العمالء‪ ،‬وق>>د يمت>>از المح>>ل بفخام>>ة المظه>>ر أو بوقوع>>ه على مف>>ترق الط>>رق أو في مك>>ان‬
‫أه >>ل بالس >>كان أو ب >>القرب من محط >>ة الس >>كك الحديدي >>ة‪ ،‬فيس >>تطيع ب >>ذلك أن يجت >>ذب العمي >>ل الع >>ابر أو‬
‫الغريب عن المدينة‪ ،‬هذا هو عنصر السمعة التجارية"‪.3‬‬

‫ثالثا‪ -‬اإلسم التجاري‪ :‬ه>>و االس>>م ال>>ذي يس>>تخدمه الت>>اجر في مزاولت>>ه تجارت>>ه وتم>>يز محل>>ه التج>>اري‬
‫عن نظ>>ائره‪ ،‬ق>>د يك>>ون ه>ذا االس>م ه>و اس>م الش>خص المال>>ك للمح>>ل‪ ،‬كم>>ا ق>>د يك>>ون اس>ما مبتك>>را مث>ل‪:‬‬
‫مالبس الشرق‪ ،‬مقهى البساتين‪ ،‬فندق االوراس ‪...‬الخ‪ ،‬وفي حالة ما اذا اطل>>ق ص>>احب المح>>ل اس>>مه‬
‫على المحل التجاري فال يعني ذلك اختالط االسم المدني باالسم التجاري‪ ،‬بل يبقى كل منهما متم>>يزا‬
‫عن اآلخر‪ ،‬على اعتبار أّن االسم التجاري على خالف االسم المدني ال يعتبر حقا لصيقا بالشخص>>ية‬
‫ب>>ل ه>>و ح>>ق م>>الي ي>>دخل في تك>>وين المح>>ل ويج>>وز التعام>>ل في>>ه كلم>>ا انص>>ب التص>>رف على المح>>ل‪،‬‬
‫لكن ال يجوز التعامل فيه مستقال عن التصرف في المحل التجاري ذاته‪.4‬‬

‫‪ 1‬من ذلك‪ :‬علي البارودي‪ ،‬محمد السيد الفقي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.173‬‬
‫‪ 2‬نادية فضيل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.209‬‬
‫‪ 3‬علي البارودي‪ ،‬محمد السيد الفقي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.173-172‬‬
‫‪ 4‬عليان الشريف‪ ،‬مصطفى سلمان‪ ،‬رشاد العصار‪ ،‬القانون التجاري مبادئ ومفاهيم‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار المسيرة‪ ،‬عمان‪ ،‬االردن‪ ،2000 ،‬ص ‪66‬؛‬
‫‪12‬‬
‫ويكون االسم التجاري مملوكا للتاجر السباق إلى قيده في السجل التجاري‪ ،‬و في حالة تش>>ابه‬
‫األس>>ماء الشخص>>ية المس>>تعملة في اس>>مين تج>>اريين وجب على الت>>اجر الجدي>>د إض>>افة بيان>>ات أخ>>رى‬
‫للتمييز بينهما وإ ذا تم االعتداء على االسم التجاري ولحق التاجر ضرر نتيجة لذلك جاز لهذا الت>>اجر‬
‫المتض> >>رر رف> >>ع دع> >>وى المنافس> >>ة غ> >>ير المش> >>روعة على المعت> >>دي مطالب> >>ا إي> >>اه ب> >>التعويض وازال> >>ة‬
‫االعتداء‪.1‬‬

‫واذا كان اسم المحل التجاري هو اسم صاحبه فال يجوز لمشتري ه>>ذا المح>>ل أن يس>>تعمله اّال‬
‫في األغراض المتعلقة بتجارة المح>ل‪ ،‬حيث يج>وز للب>ائع أو ورثت>ه الرج>وع على المش>تري في حال>ة‬
‫االخالل ب>ذلك‪ ،‬كم>>ا يج>>وز في حال>>ة بي>ع المح>>ل أن يش>ترط الب>ائع ع>دم اس>تعمال اس>م المح>>ل التج>>اري‬
‫وأن يستبعده من العناصر ال>تي ينص>ب عليه>ا ال>بيع‪ ،‬ويس>تعمل بطبيع>ة الح>>ال االس>م التج>>اري للتوقي>ع‬
‫على معامالت التاجر‪.2‬‬

‫رابع‪77‬ا‪ -‬العن‪77‬وان التج‪77‬اري‪ :‬العن >>وان التج >>اري ه >>و تس >>مية مبتك >>رة أو رم >>ز يخت >>اره الت >>اجر كش >>عار‬
‫خ >>ارجي لتمي >>يز محل >>ه التج >>اري عن نظ >>ائره واجت >>ذاب العمالء‪ ،‬مث >>ل الص >>الون األخض >>ر‪ ،‬والملك >>ة‬
‫الص >>غيرة ‪...‬الخ ويختل >>ف العن >>وان التج >>اري عن االس >>م التج >>اري فالت >>اجر غ >>ير مل >>زم باتخ >>اذ تس >>مية‬
‫مبتك>>رة لمحل>>ه في حين أن>>ه مل>>زم باتخ>>اذ اس>>م تج>>اري‪ ،‬كم>>ا أّن العن>>وان التج>>اري ال يس>>تمد من االس>>م‬
‫الشخص> >>ي للت> >>اجر‪ ،‬وال يم> >>يز بعض الفق> >>ه بين االس> >>م التج> >>اري والعن> >>وان التج> >>اري‪ ،‬فال يع> >>د االس> >>م‬
‫التجاري عنصرا من عناصر المحل التجاري إال إذا تم وضعه على المحل‪ ،‬لكن اذا تم استعماله قد‬
‫يكون له دور فعال في جذب العمالء فقد تعتمد شهرة المحل احيانا على التسمية المبتكرة‪.3‬‬

‫خامس‪77‬ا‪ -‬الح‪77‬ق في اإليج‪77‬ار‪ :‬يقص >>د ب >>ه ح >>ق ص >>احب المح >>ل أو المص >>نع في االس >>تمرار في العق >>د‬
‫كمس>>تأجر واالنتف>>اع بالمك>>ان الم>>ؤجر‪ ،‬ويمّثل الح>>ق في االيج>>ار أهمي>>ة كب>>يرة خاص>>ة اذا ك>>ان المح>>ل‬
‫التج>>اري يق>>ع في منطق>>ة معين>>ة اش>>تهرت بص>>ناعة معين>>ة‪ ،‬أو لق>>رب الموق>>ع من االس>>واق والمحالت‬
‫المماثل> >>ة حيث يس> >>هل على العمالء اج> >>راء المقارن> >>ة واالقب> >>ال على الش> >>راء‪ ،‬كم> >>ا تظه> >>ر أهمي> >>ة ه> >>ذا‬
‫العنص>>ر في بعض أن>>واع النش>>اط التج>>اري ال>>تي تعتم>>د في ازدهاره>>ا على وجوده>>ا في موق>>ع معين‬
‫كالمقاهي والمطاعم لضمان استمرار االتصال بالعمالء‪.4‬‬

‫نادية فضيل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.211-210‬‬


‫‪ 1‬بوقادوم أحمد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.59‬‬
‫‪ 2‬نادية فضيل‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.211‬‬
‫‪ 3‬مصطفى كمال طه‪ ،‬وائل أنور بندق‪ ،‬ص ‪651‬؛ نادية فضيل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.212-211‬‬
‫‪ 4‬أحمد محرز‪ ،‬المرجع السابق ص ص ‪.192-191‬‬
‫‪13‬‬
‫ل>>ذلك اذا ورد التص>>رف على المح>>ل التج>>اري فإّن ه ي>>رد أيض>>ا على الح>>ق في االيج>>ار‪ ،‬ولق>>د‬
‫تع > >>رض المش > >>رع لحماي > >>ة ه > >>ذا الح > >>ق في الم > >>ادة ‪ 172‬وم > >>ا يليه > >>ا من الق > >>انون التج > >>اري‪ ،‬فيج > >>وز‬
‫للمس> >>تأجرين أو المح> >>ول اليهم المح> >>ل التج> >>اري أو ذوي الحق> >>وق التمس> >>ك بتجدي> >>د عق> >>د االيج> >>ار اذا‬
‫اس >>تغلوا المح >>ل وفق >>ا لش >>روط معين >>ة تتعل >>ق بالم >>دة‪ ،‬واذا رفض الم >>ؤجر ذل >>ك ال >>تزم بض >>رورة دفع >>ه‬
‫للمس >>تأجر تع >>ويض االس >>تحقاق طبق >>ا لنص الم >>ادة ‪ 176‬من الق >>انون التج >>اري وه >>ذا بالنس >>بة للعق >>ود‬
‫المبرم> >>ة قب> >>ل تع> >>ديل الق> >>انون التج> >>اري بم> >>وجب الق> >>انون ‪ 02-05‬الم> >>ؤرخ في ‪ ،06/02/2005‬أّم ا‬
‫بالنسبة للعقود المبرمة بعد ذلك فنجد أّن المؤجر غير مل>زم في حال>ة رفض>ه تجدي>د االيج>ار ب>دفع أي‬
‫تعويض للمستأجر إّال اذا اتفق الطرفان على خالف ذلك وذلك ما قضت به المادة ‪187‬مك>>رر ق ت‬
‫ج ‪.1‬‬

‫سادسا‪ -‬حقوق الملكية الصناعية‪ :‬يش>>مل تعب>>ير الملكي>>ة الص>>ناعية التجاري>>ة الحق>>وق ال>>تي ت>>رد على‬
‫ب>>راءات االخ>>تراع والرس>>وم والنم>>اذج الص>>ناعية والعالم>>ات التجاري>>ة‪ ،‬وجمي>>ع ه>>ذه الحق>>وق معنوي>>ة‬
‫ذات قيم>>ة مالي>>ة يج>>وز التص>>رف فيه>>ا‪ ،‬وق>>د تك>>ون في بعض المحالت من أهم العناص>>ر ال>>تي تتك>>ون‬
‫منه >>ا وتخض >>ع ه >>ذه الحق >>وق لنظ >>ام ق >>انوني خ >>اص‪ ،‬كم >>ا يج >>وز التن >>ازل عنه >>ا مس >>تقلة أو م >>ع المح >>ل‬
‫التجاري‪.2‬‬

‫سابعا‪ -‬ال‪7‬رخص واالج‪7‬ازات‪ :‬ق>>د يس>>تلزم الق>>انون ش>>روطا خاص>>ة لممارس>>ة ان>>واع معين>>ة من النش>>اط‬
‫التجاري كافتتاح مطعم أو مقهى أو فندق‪ ،‬أو مصنع‪ ،‬ويشترط الق>>انون ص>>دور ت>>رخيص يثبت ت>>وافر‬
‫م>ا يتطلب>ه الق>انون من ض>وابط ومع>ايير‪ ،‬وتعت>بر ه>ذه ال>رخص من عناص>ر المح>>ل التج>>اري اذا ك>ان‬
‫من الجائز التنازل عنها‪ ،‬أّم ا اذا كانت الرخصة شخصية فال تعتبر من عناصر المحل التجاري‪.3‬‬

‫نخلص من ع>رض عناص>ر المح>>ل التج>>اري المادي>ة والمعنوي>ة أّن ه يل>زم ت>وافر ش>رطان لقي>ام‬
‫المحل التج>>اري‪ ،‬أولهم>ا‪ :‬ض>رورة ت>وافر ح>>د أدنى من العناص>ر المعنوي>ة‪ ،‬وثانيهم>ا أن يك>ون القص>د‬
‫من تجميع هذه العناصر استغالل نشاط تج>>اري‪ ،‬أّم ا بالنس>بة للح>>د األدنى من العناص>ر الالزم>>ة لقي>ام‬
‫المح > >>ل التج > >>اري أي تل > >>ك ال > >>تي ال يق > >>وم المح > >>ل التج > >>اري ب > >>دونها لكونه > >>ا من مقومات > >>ه األساس > >>ية‬
‫والجوهري >>ة فق >>د اختل >>ف الفق >>ه بش >>أنها‪ ،‬والحقيق >>ة أّن ال >>راجح في الفق >>ه مس >>تقر على اعتب >>ار عنص >>ر‬
‫االتص>>ال ب>>العمالء ه>>و العنص>>ر الج>>وهري والمق>>وم األساس>>ي في تك>>وين المح>>ل وبدون>>ه ال يق>>وم‪ ،‬فه>>و‬
‫بمثابة القاسم األساسي في تكوين المحال التجارية على الرغم من تباين أوجه نشاطها‪.‬‬

‫‪ 1‬نادية فضيل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.215-213‬‬


‫‪ 2‬زوبة سميرة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.117‬‬
‫‪ 3‬أحمد محرز‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.194‬‬
‫‪14‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬حماية المحل التجاري من المنافسة غير المشروعة‬

‫تع>د المنافس>ة من أهم العناص>ر ال>تي تق>وم عليه>ا التج>>ارة‪ ،‬لم>ا ل>ذلك من أث>ر واض>ح في زي>ادة‬
‫ج >>ودة الس >>لع والخ >>دمات وخفض اس >>عارها مم >>ا يع >>ود بالفائ >>دة على المس >>تهلكين وعلى الت >>اجر ال >>ذي‬
‫يستفيد من زيادة مبيعات>ه وبالت>الي زي>ادة ارباح>ه‪ ،‬األم>ر ال>ذي ي>ؤدي في النهاي>ة الى ازده>ار التج>ارة‪،‬‬
‫واألصل في الحقل التجاري ه>>و حري>>ة المنافس>>ة ال>>تي كفله>>ا الق>>انون‪ ،1‬بمع>>نى أّن ه يح>>ق لك>>ل ت>>اجر أن‬
‫يستخدم من االساليب ما يراه مناسبا لتحقيق اهدافه في ترويج بض>>ائعه وتحقي>>ق االرب>>اح‪ ،‬اّال أّن ذل>>ك‬
‫كله مشروط بأن تكون المنافسة بأسلوب نزيه ومشروع‪.2‬‬

‫على أّن المحالت التجاري >>ة في س >>عيها لج >>ذب أك >>بر ع >>دد من العمالء والزب >>ائن ق >>د تلج >>أ الى‬
‫وس>>ائل غ>>ير مش>>روعة مخالف>>ة للق>>انون ومنافي>>ة لألع>>راف التجاري>>ة وال تتف>>ق ومب>>دأ حس>>ن الني>>ة في‬
‫التعام >>ل والوس >>ائل غ >>ير المش >>روعة ال >>تي تلج >>أ اليه >>ا المحالت التجاري >>ة في منافس >>ة بعض >>ها البعض‬
‫يطل >>ق عليه >>ا المنافس >>ة غ >>ير المش >>روعة‪ ،‬وعلى الت >>اجر ال >>ذي لحق >>ه ض >>رر من ج >>راء ذل >>ك أن يرج >>ع‬
‫المتسبب فيه بالتعويض عن طريق ما يسمى بـ ـ "دعوى المنافسة غير المشروعة"‪.3‬‬

‫ويجب أن نمّي ز بين المنافسة غير المشروعة والمنافسة الممنوعة‪ ،‬فمعنى ه>ذه األخ>يرة حظ>ر‬
‫القيام بنشاط معين إما بمقتضى نص القانون كاشتغال الش>خص بأعم>>ال الص>يدلة دون الحص>ول على‬
‫الم>>ؤهالت العلمي>>ة الالزم>>ة ل>>ذلك‪ ،‬أو بمقتض>>ى اتف>>اق بين المتعاق>>دين‪ ،‬مث>>ل ال>>تزام م>>ؤجر العق>>ار بع>>دم‬
‫منافس >>ة المس >>تأجر أو ال >>تزام ب >>ائع المح >>ل التج >>اري بع >>دم انش >>اء تج >>ارة مماثل >>ة‪ ،‬أّم ا المنافس >>ة غ >>ير‬
‫المش>>روعة فال ينص>>ب المن>>ع فيه>>ا على مباش>>رة النش>>اط التج>>اري ولكنه>>ا ت>>دل على اس>>تخدام أس>>اليب‬
‫غير سليمة للتأثير على العمالء واجتذابهم‪.4‬‬

‫تهدف حماية المحل التج>>اري أساس>ا إلى حماي>ة عنص>ر االتص>ال ب>العمالء من االعت>داء علي>ه‬
‫سواء بصفة مباشرة أو غير مباشرة‪ ،‬من خالل االعتداء على احد العناصر المعنوي>ة المكون>ة للمح>>ل‬
‫أما العناصر المادي>>ة‬
‫التجاري‪ ،‬فحماية هذه العناصر تتم عن طريق دعوي المنافسة غير المشروعة‪ّ ،‬‬
‫للمحل التجاري في حال االعتداء عليها فيتم حمايتها عن طريق دعوي االسترداد التي يتم بواس>طتها‬

‫‪ 1‬تنص المادة ‪ 43‬من الدستور الجزائري على "حرية االستثمار والتجارة معترف بها وتمارس في اطار القانون ‪."...‬‬
‫‪ 2‬بسام حمد الطراونة‪ ،‬باسم محمد ملحم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.138-137‬‬
‫‪ 3‬عزيز العكيلي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.244-243‬‬
‫‪ 4‬عليان الشريف‪ ،‬مصطفى سلمان‪ ،‬رشاد العّص ار‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.69‬‬
‫‪15‬‬
‫استرجاعها من المعتدي مع امكاني>ة الحكم ب>التعويض لص>الح المض>رور عم>>ا لحق>>ه من ض>رر نتيج>>ة‬
‫ذلك االعتداء‪.1‬‬

‫وبن>>اء على م>>ا تق>>دم ذك>>ره س>نتناول بالدراس>>ة في ه>>ذا الموض>>وع أس>>اس دع>>وى المنافس>>ة غ>>ير‬
‫المشروعة وشروطها(مطلب أول)‪ ،‬ثم نتطرق لصورها (مطلب ثان)‪ ،‬وآثارها (مطلب ثالث)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬أساس دعوى المنافسة غير المشروعة وشروطها‬

‫نتناول أوال أساس دعوى المنافسة غير المشروعة (فرع أول)‪ ،‬ثم نعرج على شروطها (فرع‬
‫ثان)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬أساس دعوى المنافسة غير المشروعة‬

‫لم يض > >>ع المش > >>رع قواع > >>د خاص > >>ة لتنظيم المس > >>ؤولية الناجم> > >>ة عن أعم> > >>ال المنافس > >>ة غ > >>ير‬
‫المش>>روعة ل>>ذا لج>>أ القض>>اء الفرنس>>ي الى القواع>>د العام>>ة والمطبق>>ة في نط>>اق المس>>ؤولية التقص>>يرية‬
‫اس > >>تنادا لنص الم > >>ادة ‪ 1382‬من الق > >>انون الم > >>دني‪ ،‬وال > >>تي تقابله > >>ا الم > >>ادة ‪ 124‬من الق > >>انون الم > >>دني‬
‫الجزائري‪.2‬‬

‫ومعنى ذلك أّن رفع دعوى المنافسة غير المشروعة معناه رفع دعوى المس>>ؤولية التقص>>يرية‬
‫فيح>>ق لك>>ل ت>>اجر لحق>>ة ض>>رر من ج>>راء فع>>ل المنافس>>ة غ>>ير المش>>روعة أن يرف>>ع دع>>وى ب>>ذلك أم>>ام‬
‫القضاء يط>الب فيه>ا ب>التعويض عّم ا اص>ابه من ض>رر من ج>>راء تل>ك األعم>ال كلم>ا ت>وافرت ش>روط‬
‫المس>>ؤولية‪ 3‬لكن تأس>>يس دع>>وى المنافس>>ة غ>>ير المش>>روعة على أحك>>ام المس>>ؤولية التقص>>يرية وال>>تي‬
‫يتوقف أثرها على تعويض الضرر يعد غير كافي‪ ،‬ألّن اله>>دف األساس>>ي من وراء دع>>وى المنافس>>ة‬
‫غير المشروعة هو محو أثر هذه المنافسة ومنعها في حالة ع>دم مش>روعيتها مس>تقبال‪ ،‬باإلض>>افة إلى‬
‫إص > >>الح الض > >>رر عن طري > >>ق التع > >>ويض‪ ،‬وهن > >>ا تظه > >>ر الطبيع > >>ة الخاص > >>ة ل > >>دعوى المنافس > >>ة غ > >>ير‬
‫المش >>روعة‪ ،‬وم >>ع ذل >>ك ه >>ذا ال يش> >ّك ل عائق >>ا تأسيس >>ها على أس >>اس المس >>ؤولية التقص >>يرية اذا تحققت‬
‫شروطها‪ ،‬والمتمثلة في الخطأ والضرر والعالقة السببية‪:4‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬شروط دعوى المنافسة غير المشروعة‬

‫‪ 1‬ناجي زهرة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.104‬‬


‫‪ 2‬تنص المادة ‪ 124‬من القانون المدني الجزائري على "كل فعل أيا كان يرتكبه الشخص بخطئه‪ ،‬ويبب ضررا للغير يلزم من كان سببا في حدوثه‬
‫بالتعويض"‪.‬‬
‫‪ 3‬نادية فضيل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.229-228‬‬
‫‪ 4‬بوقادوم أحمد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.63‬‬
‫‪16‬‬
‫تتمث>>ل ش>>روط دع>>وى المنافس>>ة غ>>ير المش>>روعة على غ>>رار دع>>وى المس>>ؤولية التقص>>يرية في‬
‫الخطأ والضرر والعالقة السببية بينهما‪ ،‬وفيما يلي تفصيل لذلك‪:‬‬

‫أوال‪-‬الخطأ‪ :‬يش>>ترط لت>>وافر ركن الخط>>أ أن تك>>ون هن>>اك منافس>>ة حقيقي>>ة‪ ،‬وأن ي>>رتكب المن>>افس خط>>أ‬
‫في هذه المنافسة‪.‬‬

‫ويش> >>ترط في المنافس> >>ة الحقيقي> >>ة أن تتم بين م> >>رتكب الخط> >>أ والمتض> >>رر مم> >>ا يف> >>ترض أّنهم> >>ا‬
‫ي>>زاوالن تج>>ارة أو ص>>ناعة من ن>>وع واح>>د أو متماثل>>ة‪ ،‬على أّن التماث>>ل المطل>>ق بين النش>>اطين ليس‬
‫الزم >>ا‪ ،‬ب >>ل يكفي أن تك >>ون ثم >>ة ص >>لة بينهم >>ا بحيث يك >>ون للعم >>ل غ >>ير المش >>روع ت >>أثير على نش >>اط‬
‫الم>>دعي‪ ،‬كم>>ا ل>>و ك>>ان أح>>د المحلين مص>>نعا إلنت>>اج وبي>>ع س>>لعة معين>>ة وك>>ان اآلخ>>ر محال لإلتج>>ار في‬
‫هذه السلعة كما يشترط ثانيا أن تكون هناك منافسة غير مشروعة وذل>ك يس>تلزم قي>ام خط>أ يتمث>ل في‬
‫اس>>تخدام اس>>اليب منافي>>ة للق>>وانين واالع>>راف والع>>ادات التجاري>>ة‪ ،‬وال يش>>ترط العتب>>ار المنافس>>ة غ>>ير‬
‫مش>روعة أن يت>وافر س>وء الني>ة وقص>د االض>رار ل>دى المن>افس ب>ل يكفي أن يص>در الفع>ل عن اهم>ال‬
‫أو عدم احتياط‪.1‬‬

‫ثاني‪77‬ا‪-‬الض‪77‬رر‪ :‬يش >>ترط في دع >>وى المنافس >>ة غ >>ير المش >>روعة أن يثبت الم >>دعي الض >>رر ال >>ذي لحق >>ه‬
‫بسبب عدم مشروعية المنافسة‪ ،‬غ>ير أّن ه ال يل>زم في ه>ذا الص>دد أن يك>ون الض>رر ق>د وق>ع فعال‪ ،‬ب>ل‬
‫يكفي أن يكون محتمل الوقوع في المس>تقبل‪ ،‬كم>ا ال يل>زم أن يك>ون الض>رر مادي>ا ب>ل يكفي أن يك>ون‬
‫أدبي>>ا‪ ،‬ك>>ذلك ال أهمي>>ة لمق>>دار جس>>امة الض>>رر كب>>يرا أو ص>>غيرا‪ ،‬فتق>>رر المس>>ؤولية ول>>و ك>>ان الض>>رر‬
‫بسيطا‪.2‬‬

‫ومن تطبيق >>ات القض >>اء في ه >>ذا الش >>أن‪ - :‬األم >>ر باتخ >>اذ االج >>راءات الكفيل >>ة ب >>درء الض >>رر‬
‫االحتمالي كاتخاذ االجراءات التي من شأنها ازالة اللبس بين منشأتين‪ ،‬وذلك على اس>اس أّن الض>رر‬
‫االحتمالي يعتبر في الحقيقة ضررا واقعا ألّن التهديد بضرر يعتبر في ذاته ضررا يمكن أن يع>>وض‬
‫عين>>ا بإزال>>ة ه>>ذا التهدي>>د واألم>>ر ب>>اإلجراءات الكفيل>>ة بمن>>ع تحق>>ق الض>>رر المحتم>>ل‪ ،‬كم>>ا ال يس>>تلزم‬
‫القض >>اء اثب >>ات الض >>رر الفعلي‪ ،‬ب >>ل تس >>تخلص وقائع >>ه من قي >>ام وق >>ائع يك >>ون من ش >>أنها ع >>ادة الح >>اق‬
‫الضرر بالمحل التجاري‪.3‬‬

‫‪ 1‬مصطفى كمال طه‪ ،‬وائل أنور بندق‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.666‬‬
‫‪ 2‬نفس المرجع ونفس الموضع‪،‬؛ نادية فضيل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.230-229‬‬
‫‪ 3‬أحمد محرز‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.201‬‬
‫‪17‬‬
‫وهك>>ذا يك>>ون ل>>دعوى المنافس>>ة غ>>ير المش>>روعة وظيف>>ة وقائي>>ة الى ج>>انب ج>>بر الض>>رر ولكن‬
‫ليس للم> >>دعي طلب تعويض> >>ات اّال اذا أثبت ح> >>دوث الض> >>رر فعـــال فيكــون الضــرر ش> >>رطا لطلب‬
‫التعويض لكنه ليس شرطا في كل الحاالت في دعوى المنافسة غير المشروعة‪.1‬‬

‫ثالثا‪ -‬العالقة السببية‪ :‬للحكم ب>>التعويض عن أعم>>ال المنافس>>ة غ>>ير المش>>روعة الب>>د من قیام رابط>>ة‬
‫س >>ببية بين الخط >>أ المتمث >>ل في عم >>ل من أعم >>ال المنافس >>ة غ >>ير المش >>روعة والض >>رر ال >>ذي أص >>اب‬
‫المض >>رور أو الم >>دعي الت >>اجر‪ ،‬والحقيق >>ة أّن اثب >>ات ت >>وافر ه >>ذه الرابط >>ة في دع >>وى المنافس >>ة غ >>ير‬
‫المش >>روعة ال يك >>ون أم >>را س >>هال في جمي >>ع األح >>وال‪ ،‬ف >>إذا ك >>ان من الممكن اثباته >>ا في حال >>ة تحق >>ق‬
‫الض >>رر فعال‪ ،‬فإّن ه من العس >>ير بي >>ان الرابط >>ة الس >>ببية عن >>دما يك >>ون الض >>رر محتمال‪ ،‬وبخاص >>ة في‬
‫حاالت الضرر االحتمالي أو في الحالة التي تكون فيها المنافسة غير المشروعة موجهة الى مجموع‬
‫التج>>ار ال>>ذين يمارس>>ون نفس الحرف>>ة‪ ،2‬ل>>ذلك ي>>رى البعض أّن ه ال يش>>ترط في دع>>وى المنافس>>ة غ>>ير‬
‫المش>>روعة إثب>>ات عالق>>ة الس>>ببية م>>تى ك>>ان الض>>رر محتم>>ل الوق>>وع‪ ،‬وذل>>ك ألّن ه في دع>>وى المنافس>>ة‬
‫غ >>ير المش >>روعة ال يحكم ب >>التعويض في حال >>ة الض >>رر االحتم >>الي وإ ّنم >>ا يحكم ب >>ه في حال >>ة الض >>رر‬
‫الفعلي‪.3‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬صور أعمال المنافسة غير المشروعة‬

‫أعمال المنافسة غير المشروعة هي تلك األعم>>ال ال>>تي يق>>وم به>>ا الت>اجر وتنط>>وي على ط>>رق‬
‫منافي > >>ة للق > >>وانين والل > >>وائح أو الع > >>ادات أو األمان > >>ة أو الش > >>رف والنزاه > >>ة‪ ،‬وأعم > >>ال المنافس > >>ة غ > >>ير‬
‫المشروعة ال تدخل تحت حصر‪ ،‬بيد أّنه يمكن ردها الى ثالث مجموعات‪ ،‬نوردها في اآلتي‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬أعمال من شأنها احداث اللبس والخلط بين المنشآت أو المنتجات‬

‫من تطبيقاته >>ا‪ :‬اتخ >>اذ اس >>م تج >>اري مش >>ابه الس >>م تج >>اري س >>ابق‪ ،‬تقلي >>د العالم >>ات التجاري >>ة او‬
‫االختراع >>ات والرس >>وم والنم >>اذج الص >>ناعية ووض >>ع بيان >>ات غ >>ير ص >>حيحة على المنتج >>ات‪ ،‬وتقلي >>د‬
‫االعالن>ات والدعاي>ة ال>تي يق>وم به>ا من>افس‪ ،‬أو غ>ير ذل>ك من االس>اليب ال>تي ت>ؤدي الى اح>داث اللبس‬
‫على العمالء‪ ،‬س>>واء بالنس>>بة للمح>>ل في مجموع>>ه أو البض>>اعة فيمكن ان ينص>>ب الخل>>ط على عنص>>ر‬
‫واح>>د أو اك>>ثر من عناص>>ر المح>>ل‪ ،‬وال يش>>ترط أن يك>>ون ال>>دافع على ارتك>>اب ه>>ذه العم>>ال االض>>رار‬
‫بشخص التاجر انما قد يهدف الى اجتذاب العمالء نحو محله التجاري‪ ،‬على أّن القضاء يشترط لقيام‬

‫‪ 1‬نادية فضيل‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.230‬‬


‫‪ 2‬شادلي نور الدين‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.145-144‬‬
‫‪ 3‬ناجي زهرة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.108‬‬
‫‪18‬‬
‫حال >>ة اللبس الموجب >>ة للمس >>ؤولية أن تك >>ون االعم >>ال ال >>تي ق >>ام به >>ا المن >>افس مش >>ابهة ومتماثل >>ة تمام >>ا‬
‫للعناصر التي ينص>ب عليه>>ا الخل>>ط‪ ،‬بحيث ت>وحي في ذهن العمالء التش>ابه الم>>ؤدي الى الخل>>ط وع>دم‬
‫القدرة على التمييز بينهما‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬ادعاءات غير مطابقة للحقيقة‬

‫قد يعمد التاجر الى صرف العمالء عن منافسه بذكر ادعاءات غير حقيقية تتض>>من طعن>>ا في‬
‫شخص>>ه وتش>>ويها لس>>معته التجاري>>ة اض>>عافا الئتمان>>ه‪ ،‬أو حط>>ا من قيم>>ة وج>>ودة منتوجات>>ه‪ ،‬ك>>ذكر أّن‬
‫التاجر المنافس غير أمين أو أّنه على وشك االفالس‪ ،‬أو االدعاء بأّنه يبيع منتجات مغشوشة أو غير‬
‫صالحة لالستعمال أو مسببة لألمراض ‪...‬الخ‪.2‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬احداث االضطراب في مشروع منافس أو في السوق‬

‫وتعتبر اعمال المنافسة غ>ير مش>روعة اذا ك>>ان من ش>أنها االعت>داء على الس>ير الحس>ن للعم>>ل‬
‫وانتظام> >>ه في المح> >>ل التج> >>اري‪ ،‬ك> >>إغراء عم> >>ال المح> >>ل وتحريض> >>هم على االض> >>راب أو على ت> >>رك‬
‫العم>ل‪ ،‬أو اس>تخدام عام>ل أو اك>ثر ك>انوا يعمل>ون ل>دى من>افس بقص>د اجت>ذاب عمالء المح>>ل األول أو‬
‫الوقوف على أسرار أعماله‪ ،‬وتتم المنافسة في هذه الحالة حتى ولو لم يتم الحاق العم>ال بالعم>ل ل>دى‬
‫مرتكب أعمال المنافسة غير المشروعة‪.3‬‬

‫أّم ا فيما يتعلق بإثارة االضطراب في السوق بصفة عامة فهي تلك ال>>تي ال يه>>دف من ورائه>>ا‬
‫الى انقاص عمالء محل تجاري بعينه‪ ،‬ولكنه يهدف الى اجتذاب العمالء الى محل التاجر ال>>ذي يق>>وم‬
‫بأعم>ال المنافس>ة غ>ير المش>روعة‪ ،‬ومن ه>ذه األعم>ال االدع>اء في اعالن>ات ينش>رها ب>أّن الس>لعة ال>تي‬
‫ينتجه>>ا به>>ا مواص>>فات تنف>>رد به>>ا على خالف الواق>>ع‪ ،‬أو ي>>ذكر أّن ه حاص>>ل على ألق>>اب ومي>>داليات ال‬
‫وجود لها الجتذاب العمالء‪ ،‬وك>>ذلك ال>>بيع بأق>>ل من الثمن المتف>>ق علي>ه بين التج>>ار‪ ،‬أو ال>>بيع بتخفيض‬
‫كبير أو بخسارة قصد تحويل العمالء عن غيره‪.4‬‬

‫‪ 1‬أحمد محرز‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.204-203‬‬


‫‪ 2‬شادلي نور الدين‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.146‬‬
‫‪ 3‬مصطفى كمال طه‪ ،‬وائل أنور بندق‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.668-667‬‬
‫‪ 4‬أحمد محرز‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.206-205‬‬
‫‪19‬‬
‫ولق>د نص المش>رع الجزائ>ري على ه>ذه الص>ور للخط>أ المك>ون للمنافس>ة غ>ير المش>روعة في‬
‫القانون رقم ‪ 02-04‬الذي يحدد القواعد المطبقة على الممارس>>ات التجاري>>ة ‪ ،‬بالض>>بط في الم>>ادة ‪27‬‬
‫‪1‬‬

‫منه والتي عددت األعمال غير النزيهة على سبيل المثال‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬آثار دعوى المنافسة غير المشروعة‬

‫اذا ت>>وافرت ش>>روط دع>>وى المنافس>>ة غ>>ير المش>>روعة واتض>>ح للمحكم>>ة وق>>وع األعم>>ال غ>>ير‬
‫المش >>روعة فله >>ا أن تقض >>ي على م >>رتكب الفع >>ل غ >>ير المش >>روع ب >>الكف عن االس >>تمرار في >>ه وبإزال >>ة‬
‫أسبابه وبتعويض من أص>ابه الض>رر‪ ،‬كم>ا يج>>وز للمحكم>ة أن ت>أمر باتخ>>اذ االج>>راءات الالزم>ة لمن>ع‬
‫وقوع الضرر في المستقبل‪ ،‬وللمحكمة في سبيل ذلك مطلق التقدير‪ ،‬كما لها أن تنشر الحكم الص>>ادر‬
‫في دع >>وى المنافس >>ة غ >>ير المش >>روعة في الص >>حف على نفق >>ة المحك >>وم علي >>ه‪ ،‬وله >>ا أن ت >>أمر بإزال >>ة‬
‫االعالن> >>ات ال> >>تي تس> >>يء الى س> >>معة الت> >>اجر‪ ،‬أو مص> >>ادر الس> >>لعة ال> >>تي تحم> >>ل عالم> >>ات م> >>زورة أو‬
‫مغتصبة‪ ،‬ذلك باإلضافة الى التعويض النقدي الذي تقدره المحكمة‪.2‬‬

‫وقد يتعدد مرتكبو العمل غير المشروع كما في حالة استخدام التاجر لعامل ك>>ان يش>>تغل ل>>دى‬
‫منافس‪ ،‬وقد يسأل التاج ــر بوصفه متبوعا عن اعم>>ال المنافس>ة غ>ير المش>روعة ال>>تي يرتكبه>>ا تابعـــوه‬
‫وفي ه >>ذه الح >>االت وم >>ا يماثله >>ا ال >>تي يتع >>دد فيه >>ا المس >>ؤولون عن المنافس >>ة غ >>ير المش >>روعة ف >>إنهم‬
‫يكونون متضامنين في التزامهم بتعويض الضرر‪.3‬‬

‫‪ 1‬القانون رقم ‪ 02-04‬مؤرخ في ‪ 23‬يونيو ‪ 2004‬يحدد القواعد المطبقة على الممارسات التجارية المعدل والمتمم بموجب القانون ‪ 06-10‬مؤرخ في‬
‫‪ 15/08/2010‬ج ر ع ‪.46‬‬
‫‪ 2‬أحمد محرز‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.206‬‬
‫‪ 3‬مصطفى كمال طه‪ ،‬وائل أنور بندق‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.668‬‬
‫‪20‬‬

You might also like