Professional Documents
Culture Documents
ع2 انتخابي محينة محينة
ع2 انتخابي محينة محينة
الفوج الثالث
0
0202/0202
مقدمة:
تعتبر الديمقراطية أبرز دليل على احترام حقوق وحريات المواطنين على قدم
المساواة داخل دولة الحق والقانون ،حيث تعرف بأنها حكم الشعب نفسه بنفسه،
وبعدا أن استحال تطبيق الديمقراطية بمفهومها القديم تم تبني فكرة الديمقراطية
التمثيلية والتي تقوم على اعتماد أسلوب يسمح بالمشاركة عبر اختيار ممثلين
للقيام بممارسة السلطة باسم أفراد المجتمع ولصالحهم.1
وتعد االنتخابات آلية مهمة في الممارسة الديمقراطية وذلك الرتباطها الوثيق
بالحقوق والحريات ،حيث من خاللها يعبر المواطنين بكل حرية واختيار عمن
يمثلهم في المؤسسات الدستورية ،وال يمكن الحديث عن التمثيل الديمقراطي إال
إذا كانت هذه االنتخابات تتميز بالنزاهة والشفافية ،وتعد المنازعة االنتخابية
الضمانة األساسية لسالمة وصحة االنتخابات ،وتعرف هذه األخيرة بأنها مجموعة
من الطعون يكون الهدف منها تصويب العملية االنتخابية بالشكل الذي عبرت به
الهيئة الناخبة عن رأيها.2
وقد عرف القانون االنتخابي المغربي تطورا ً تاريخيا ً هاما ً حيث صدر أول قانون
انتخابي بالمغرب بعد حصوله على االستقالل سنة ،9191ومنذ ذلك التاريخ
وحتى عام 9111التي صدر فيها ثاني قانون انتخابي رقم 91.11ثم قانون رقم
1.19الذي صدر سنة ،39119إال أنه العديد من أنواع االنتخابات لم تتم إضافتها
إلى هذه المدونة وطبقا ً لم نص عليه دستور 1199في الفصل 939منه ،ما أذى
إلى تعديلها بالقانون 99.99وبالقانون .491.99
ولم يأتي المشرع المغربي بذكر تعريف للمنازعة االنتخابية مما يدفعنا إلى
االسترشاد بالتعارف الفقهية ،وأغلبها تتجه نحو تعريف الطعن االنتخابي بأنه تلك
المنازعة التي تدور حول العملية االنتخابية برمتها انطالقا ً من القيد في اللوائح
إلى إعالن النتائج.5
: 1عمرو عبد السميع ،مقال بعنوان "المنازعات االنتخابية بالمغربـ بين النص القانوني واالجنهاد القضائي االنتخابي"،
، https://m.marocdroit.comتم االطالع يوم ،1113/99/19على الساعة .94:89
:2محمد قصري" ،المنازعات االنتخابية ورقابة القضاء الدستوري ولبقضاء اإلداري" ،لم يتم ذكر دار النشر ،الطبعة األولى ،1119ص. 9
:3حسن صحيب" ،القضاء اإلداري المغربي" ،الناشر المطبعة والوراقة الوطنية ،الطبعة الثانية ،1194ص .918
:4عمرو عبد السميع ،نفس المقال السابق.
:5حسن البدراوي" ،األحزاب السياسية والحريات العامة ،"،المطبوعات االسكندارية ،لم يتم ذكر دار النشر ،طبعة ،1111ص.6
1
وبما أن القضاء هو المختص للنظر في المنازعات االنتخابية فقد تعددت الهيئات
القضائية المختصة للنظر في هذه األخيرة ،حيث كانت المحاكم االبتدائية هي
صاحبة االختصاص للنظر في الطعون االنتخابية إال أنه بعد إحداث المحاكم
اإلدارية بموجب القانون 89.11وخاصةً ما تنص عليه مقتضيات المادة 4من
القانون سالف الذكر ،وبتالي أصبح تدخل كل من القضاء العادي والقضاء
اإلداري والقضاء الدستوري كذلك للنظر في المنازعات االنتخابية كل واحد
حسب اختصاصه.
أهمية الموضوع:
تكتسي االنتخابات داخل المغرب أهمية بالغة ولضمان صحتها وشفافيتها أوجد
المشرع المغربي تنوع قضائي للنظر في المنازعات االنتخابية بعتبارها ضمانة
قضائية مهمة في رقابة العملية االنتخابية.
ونظرا ألهمية الموضوع نطرح اإلشكالية التالية:
إذا ً فما هي أبرز الهيئات القضائية المتدخلة للنظر في المنازعات االنتخابية
بالمغرب؟
المنهج المعتمد:
اعتمدنا في عرضنا هذا المنهج التحليلي وذلك من خالل تحليل المقتضيات
القانونية المؤطرة لألجهزة القضائية المتدخلة للنظر في المنازعات االنتخابية.
التصميم المعتمد:
المبحث األول:اختصاص المحاكم اإلدارية واالبتدائية في المادة االنتخابية
2
المبحث األول :اختصاص المحاكم اإلدارية واالبتدائية في المادة االنتخابية
إن االختصاص في مجال المنازعات االنتخابية يعود من حيث المبدأ إلى المحاكم اإلدارية،
التي تعتبر هي ذات الوالية العامة بالنظر والبت في هذه المنازعات ،فقد أخضع المشرع
المغربي مجموعة من الطعون االنتخابية صراحة إلى والية القضاء اإلداري(مطلب أول) لكن
كما هو معروف أن لكل قاعدة استثناء ،وبالتالي فهناك استثناءات عن هذه القاعدة ،أي أن
هناك طعون إنتخابية أسندها المشرع المغربي لجهات قضائية أخرى،كتلك الخاضعة للمحاكم
اإلبتدائية (مطلب ثاني).
أصبحت المحاكم اإلدارية ذات الوالية العامة بالنظر في الطعون االنتخابية،بعد ما كان
االختصاص يعود للمحاكم العادية قبل صدور القانون المحدث للمحاكم اإلدارية 89.11
،وتستمد المحاكم اإلدارية هذه الوالية من مقتضيات المادة 4من القانون السالف الذكر،الذي
ينص على اختصاصاتها كأصل عام في جميع المنازعات الناشئة عند تطبيق النصوص
تشريعية وتنظيمية المتعلقة باالنتخابات إال ما تم استثناءه بنصوص خاصة.7
لقد حدد كذلك الباب الرابع من القانون مذكور الطعون المرفوعة إلى المحاكم اإلدارية فيما
يتعلق باالنتخابات والتي تختص بالنظر فيها حسب مقتضيات المادة 16بدل المحاكم
اإلبتدائية ،بحيث حددت هذه المادة االختصاص النوعي للمحاكم اإلدارية في المادة االنتخابية
وما زال هذا االختصاص في الطعون المتعلقة بتنظيم العماالت واألقاليم ومجالس المنازعات
6هشام الوازيكي،الطعون االنتخابية أمام القضاء اإلداري ،رسالة لنيل دبلوم الماستر الدراسات العليا المعمقة في القانون العام،وحدة القانون اإلداري
والعلوم اإلدارية ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ،جامعة الحسن الثاني ،السنة الجامعية 1118\3113ص.18
7الشيخ بوركبة "المنازعات االنتخابية الجماعية والجهوية "رسالة لنيل الماستر القانون العام وتنظيم الجماعات الترابية،جامعة القاضي عياض،كلية
العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ،مراكش،السنة الجامعية 1199\1196:ص 94
3
المتعلقة بانتخاب الغرف الفالحية والصناعة التقليدية والغرف التجارية والصناعية
والنزاعات المتعلقة بانتخاب ممثلي الموظفين في اللجان اإلدارية الثنائية المنصوص عليها في
النظام األساسي للوظيفة العمومية ،وتختص المحاكم اإلدارية بالنظرهذه النزاعات في إطار
القضاء الشامل.
يتوزع اختصاص المحاكم اإلدارية في المنازعات االنتخابية بين ما هو صريح منصوص
عليه في المادة 16من القانون 89 .11وما هو ضمني بالنظر إلى طبيعة العمليات
االنتخابية8.
لقد كرست أحكام المحاكم اإلدارية مقتضى مفاده أن المنازعات االنتخابية ال ينظر إليها من
حيث أطرافها لتحديد الجهة المختصة للبت فيها ،وإنما من الطبيعة القانونية للمرفق الذي
تنظمه تلك االنتخابات أساسا ،فإذا كانت العملية االنتخابية تهدف إلى تكوين مرفق عمومي
يخضع لقواعد القانون العام ينعقد االختصاص للقضاء اإلداري في المنازعة الناشئة عنها ،أما
إذا كانت تهدف إلى تكوين مؤسسات تخضع ألحكام القانون الخاص فإن االختصاص في
الطعن االنتخابي ينعقد لجهة القضاء العادي ،فتحديد نطاق التمييز في الطعون االنتخابية التي
تخضع للقضاء اإلداري بين تلك الخارجة عن نطاقه ،ولذلك فإن المادة 16من القانون . 11
89نصت على اختصاص المحاكم اإلدارية في البت في المنازعات االنتخابية وهو رهن بعدم
وجود نص خاص يسند االختصاص لجهة قضائية أخرى.9
استناد إلى المادة 4من القانون 89.11التي تحيل على المادة 16من ذات القانون فإن
االختصاص بالنظر في الطعون المتعلقة بالمنازعات االنتخابية هو للمحاكم اإلدارية وفق
اإلجراءات المنصوص عليها في هذا القانون ،وبالرجوع إلى هذه المادة نجدها حددت
اختصاص المحاكم اإلدارية في المنازعات االنتخابية التالية:10
كما تختص المحاكم اإلدارية طبقا للمادة 16من القانون المحدث للمحاكم اإلدارية والمواد 36
و 39و 64و 99من القانون رقم 1. 19المتعلق بمدونة االنتخابات الصادرة في 1أبريل
،9119في جميع الطعون المرفوعة إليها في شأن القرارات الصادرة عن اللجان اإلدارية
ولجان الفصل والسلطات اإلدارية ومكاتب التصويت ومكاتب التصويت المركزية ولجان
اإلحصاء أو التحقق التابعة للعماالت أو األقاليم واللجان الجهوية لإلحصاء ،وذلك في كل ما
يتعلق بالقيد في اللوائح االنتخابية أو الترشيحات أول العمليات االنتخابية أو إحصاء األصوات
وإعالن نتائج االقتراع11.
وفي قرار آخر قضت الغرفة اإلدارية بأن االنتخابات الجامعية ال تندرج في إطار الطعون
المخولة للمحاكم اإلدارية للنظر فيها معتبرة أن المشرع حدد في الفصل 16من قانون إنشاء
المحاكم اإلدارية نوعية الطعون االنتخابية التي أصبحت للمحاكم اإلدارية تنظر فيها بدال من
المحاكم اإلبتدائية على سبيل الحصر وليس من بينها الطعن الحالي المتعلق بانتخابي رئيس
فرع العلوم اإلقتصادية لكلية الحقوق الشيء الذي يعني أن المحكمة العادية هي المؤهلة للنظر
:11مؤلف جماعي عسو منصور-نعيمة البالي-أحمد مفيد"،القانون االنتخابي المغربي "الناشر غير مذكور ،الطبعة األولى ،1119ص961و963
12حسن صحيب"القضاء اإلداري المغربي "منشورات المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية ،سلسلة مؤلفات وأعمال جامعية ،عدد1114 ،41
،ص.916
13قرار الغرفة اإلدارية بالمجلس األعلى عدد 899بتاريخ 9119\91\11منشور بالمجلس المغربية لإلدارة المحلية والتنمية ،عدد مزدوج99-18
يناير-يونيو ،9116ص 11أورده عسو منصور -نعيمة البالي-أحمد مفيد،المرجع نفسه،ص963
5
في الطعن المذكور ما دام ال يندرج في الطعون المخولة النظر فيها على سبيل الحصر
للمحاكم اإلدارية14...
أما الممارسة القضائية للمحاكم اإلدارية فإنها تكرس نوعا من الوالية العامة للقضاء اإلداري
في المادة االنتخابية ،فقد اعتبرت إدارية الرباط بأن جميع الطعون االنتخابية المتعلقة بمرافق
عمومية تخضع للقضاء اإلداري ما عدا في حالة وجود نص خاص يسند االختصاص لجهة
قضائية أخرى ،ومما جاء في حكم المحكمة" وحيث أن المنازعة االنتخابية ال ينظر إليها من
حيث أطرافها لتحديد الجهة المختصة بالبت فيها ،وإنما انطالقا من الطبيعة القانونية للمرافق
الذي تنظمه هذه االنتخابات ،فإذا كانت العملية االنتخابية تهدف إلى المساهمة في تكوين مرفق
عمومي يخضع لقواعد القانون العام ينعقد االختصاص للقضاء اإلداري في النزاعات الناشئة
عنها ،أما إذا كانت تهدف إلى تكوين مؤسسة تخضع ألحكام القانون الخاص فإن االختصاص
للنظر في الطعن االنتخابي ينعقد لجهة القضاء العادي".
"وحيث إنه فضال عن ذلك فإن اختصاص المحاكم اإلدارية للبت في المنازعة االنتخابية
رهين بعدم وجود نص خاص يسند االختصاص لجهة قضائية أخرى"15
كما جاء قرار للغرفة اإلداري بمحكمة النقض وحسم األمر بخصوص منازعة انتخابية في
رئاسة المجلس الجهوي للمفوضين القضائيين ،وعللت القرار بأنه:،ولو كان القانون رقم .11
89المحدث بموجبه المحاكم إالدارية قد أسند لي هذه المحاكم مجموعة من الطعون
االنتخابية بمقتضى المادة 16من القانون المذكور فإن الالئحة التي أوردتها تلك المقتضيات ال
تعتبر الئحة حصرية بل هي الئحة على سبيل المثال ،وأن المعيار الذي يجب أن نأخذه بعين
االعتبار في غياب نص صريح يسند االختصاص للمحكمة اإلدارية أو المحكمة العادية أن
ننظر في مثل هذه المنازعات وهو إما مرفق عام أو السلطة العامة التي تتمتع بها بعد
الهيئات16.
نستنتج مما سبق أن المنازعات االنتخابية التي لم تحدد قوانينها الجهة القضائية المختصة
بالنظر فيها ،فإن معيار التمييز بين المنازعات التي تندرج في دائرة اختصاص للمحاكم
اإلدارية وتلك التي ينعقد االختصاص فيها لجهة قضائية أخرى هو:طبيعة الشخص الذي
تربطه به العملية االنتخابية .فإن كانت هذه األخيرة ترتبط بشخص عام تطبق عليه قواعد
القانون العام فإن االختصاص ينعقد للمحاكم اإلدارية ،أما إذا كانت تتعلق بشخص خاص
14قرار الغرفة اإلدارية ،رقم،9193بتاريخ 9119\1\18في قضية د.ميلود الناجي.أورده،عسو منصور ،نعيمة البالي ،أحمد مفيد ،المرجع نفسه
ص963
15حكم إدارية الرباط ،عدد ،9999بتاريخ ،1113\91\99منشور في د.أحمد بوعشيق :الدليل العملي لالجتهاد القضائي في المادة اإلدارية،
منشورات المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية ،الجزء الثاني،1118 ،ص ،139أورده عسو منصور ،المرجع نفسه ص968
16الغرفة اإلدارية بمحكمة النقض،قرار عدد ،114بتاريخ 14مارس ،1193منشور في مجلة قضاء محكمة النقض،1193 ،أورده،عمروعبد
السميع ،المرجع نفسه ص69
6
يخضع ألحكام القانون الخاص فإن االختصاص يعود للقضاء العادي ،بالتالي فجميع
المنازعات االنتخابية التي لم يسند فيها القانون االختصاص لجهة معينة فإن االختصاص يعود
للمحاكم اإلدارية.17
أما فيما يخص هذا االختصاص فقد اعتبره بعد الفقه بأنه إختصاص مكاني ،وذلك لتقريب
القضاء من المواطن ،وهذا ما اتجهت إليه المحكمة اإلدارية بالرباط بقولها"إن المقتضيات
االنتقالية المنصوص عليها في المادة 116من مدونة االنتخابات ،و لئن كانت منحت
االختصاص للبت في الطعون المتعلقة بالقيد في اللوائح االنتخابية ،والترشيحات للمحاكم
اإلبتدائية ،وجعلت هذا االستثناء ال يطبق بالنسبة للعماالت واألقاليم حيث يوجد مقر محكمة
إدارية ،فإن ذلك يفيد بأن المحاكم االبتدائية أصبحت تبت في تلك الطعون بصفة إستثنائية
وكأنها محاكم إدارية ،لما توخاه المشرع من مراعاة مصلحة المواطنين من حيث تقريب
القضاء من المواطن الشيء الذي يتعين معه القول بأن األمر يتعلق بقواعد االختصاص
المكاني ال النوعي ....وإن جماعة المعازيز تدخله في االختصاص المكاني ممن له الصفة
في ذلك ،ويبقى االختصاص منعقدا لهذه المحكمة نوعيا ومكانيا....
17عسو منصور ،نعيمة البالي ،أحمد مفيد ،نفس المرجع نفسه ص969
18مقال بعنوان":اختصاص المحاكم اإلبتدائية في المنازعات االنتخابية " ،منشور بالموقع
، https://www.elkanounia.com/2021/01/A_11.htmlتم االطالع عليه في ،1113/99/19على الساعة .91:14
7
و عموما يمكن القول أن هذا االختصاص المزدوج هو اختصاص أصيل للمحاكم اإلدارية،
وكاستثناء للمحاكم اإلبتدائية وذلك نظرا لقلة المحاكم اإلدارية وكثرت لمحاكم االبتدائية،
19
وفلسفة المشرع من هذا المقتضى هو تقريب القضاء من المواطن.
8
االنتخابية ،غير أن دعوى الطعن المنصوص عليها في الفقرة السابقة ترفع إلى المحكمة
االبتدائية بالرباط فيما يخص التشريحات التي رفضها كاتب اللجنة الوطنية لإلحصاء .يمكن
إقامة دعوى الطعن ،التي تسجل بالمجان ،خالل أجل يوم واحد يبتدئ من تاريخ تبليغ
الرفض .تبت المحكمة االبتدائية بصفة انتهائية وجوبا في ظرف أربعة وعشرين ساعة ابتداء
من ساعة إيداع الشكوى ،وتبلغ حكمها فورا إلى المعين باألمر وإلى العامل أو ،عند
االقتضاء ،إلى كاتب اللجنة الوطنية لإلحصاء ،ويتعين على السلطة المختصة أن تسجل فورا
التشريحات التي حكمت المحكمة بقبولها ،وتعمل على إشهارها ،حسب الكيفية المنصوص
عليها في المادة 31من هذا القانون التنظيمي .ال يمكن الطعن في حكم المحكمة االبتدائية أو
المنازعة في قرار قبول الترشيح إال أمام المحكمة الدستورية بمناسبة الطعن في نتيجة
االنتخاب".
كما نصت مقتضيات المادة 44من القانون التنظيمي رقم 14.99المتعلق بمجلس
المستشارين على أنه" :يسوى النزاع المتعلق بإيداع التشريحات طبق األحكام التالية :يجوز
لكل مترشح رفض التصريح بترشيحه أن يرفع قرار الرفض إلى المحكمة االبتدائية لدائرة
النفوذ .غير أن دعوى الطعن المنصوص عليها في الفقرة السابقة ترفع إلى المحكمة االبتدائية
بالرابط فيما يخص التشريحات التي رفضها كاتب اللجنة الوطنية لإلحصاء .يمكن إقامة
دعوى الطعن ،التي تسجل بالمجان ،خالل أجل يوم واحد يبتدئ من تاريخ تبليغ الرفض.
تبت المحكمة االبتدائية بصفة انتهائية وجوبا في ظرف أربعة وعشرين ساعة ابتداء من
ساعة إيداع الشكوى ،وتبلغ حكمها فورا إلى المعين باألمر وإلى والي الجهة أو ،عند
االقتضاء ،إلى كاتب اللجنة الوطنية لإلحصاء .ويتعين على السلطة المختصة أن تسجل فورا
التشريحات التي حكمت المحكمة بقبولها ،وتعمل على إشهارها ،حسب الكيفية المنصوص
عليها في المادة 31من هذا القانون التنظيمي .ال يمكن الطعن في حكم المحكمة االبتدائية أو
المنازعة في قرار قبول الترشيح إال أمام المحكمة الدستورية بمناسبة الطعن في نتيجة
االنتخاب".
وبالتالي فإن الطعن برفض ترشيحات النتخاب أعضاء مجلسي البرلمان ينعقد فيه
االختصاص للمحاكم االبتدائية وفق الشروط واإلجراءات المبينة سلفا ،وفي هذا اإلطار ينص
قرار للمحكمة الدستورية على أن" :لكن حيث ،إنه يبين من أوراق الملف الذي عرض على
المحكمة االبتدائية ومن تنصيصات حكمها أن الطاعن تقدم يوم ...بملف للترشيح لدى
المصلحة المختصة بعمالة إقليم أوسرد التي رفضت تسلمه ولم تمكنه بالتالي من الوصل
المؤقت إليداع ملف الترشيح ،...وهي وضعية ال تنطبق على الطاعن وتجعل من ادعائه أن
أجل إقامة الدعوى يبقى مفتوحا إلى حين تبليغه بقرار الرفض ،غير مرتكز على أساس ،وإن
ما تم اعتباره عن حق في النازلة قرارا ضمنيا برفض الترشيح هو االمتناع عن تسلم ملف
9
الطاعن وهو القرار الذي أصبح نهائيا مع انصرام أجل تسلم ملفات الترشيح من لدن
المصلحة المختصة أي بعد الساعة الثانية عشر من يوم ،...وتبعا لذلك فإن المحكمة االبتدائية
عندما اعتبرت ان الطلب الذي تقدم به الطاعن بتاريخ ...ورد خارج األجل المنصوص عليه،
وحكمت بعدم قبوله ،فإنها صادفت الصواب"20.
كما تبدو أهمية هذه االنتخابات في كونها االلية الوحيدة لتفعيل المعيار االلية الوحيدة لتفعيل
المعيار األساسي لتحديد المنظمات النقابية لألجراء األكثر تمثيال على المستوى الوطني،
وعلى مستوى المقاولة ،مع ما يترتب عن ذلك ومن حقوق وصالحيات يخولها القانون لهذه
المنظمات في مجال تمثيل اإلجراء ،وتأطيرهم والتفاوض باسمهم ،وتوقيع اتفاقيات الشغل
الجماعية ،والمساهمة في تطوير القانون التعاقدي للشغل ،ناهيك عن الحقوق والصالحيات
المخولة لمندوبي اإل جراء بهذه الصفة كممثلين داخل الهيئات التمثيلية لألجراء على مستوى
21
المقاولة.
فقد حدد القسم الثاني من الكتاب الثالث من مدونة الشغل ،في مواده من 034إلى 064المهام
المنوطة بمندوبي األجراء ،واإلجراءات والتدابير المتعلقة بانتخابهم في المؤسسات
الخاضعة ،حيـث أنـه إذا كان اإلشراف المباشـر علـى تنظيـم عمليـة انتخابـات مندوبـي
األجراء التـي تجـرى داخـل الوحـدات اإلنتاجية مـن مسـؤولية المشـغل فـي جميـع مراحلهـا
بـدءا مـن عمليـة اعـداد اللوائـح االنتخابية إلـى اإلعالن عـن النتائـج وإيـداع المحاضـر ،فـان
المشـرع بالمقابـل قـد أعطـى ضمانـات قانونيـة لألجراء قصـد تصحيـح كل خلـل يعتـري
20قرار للمجلس الدستوري سابقا ،المحكمة الدستورية حاليا رقم 991بتاريخ 98يوليو .1118
21انتخابات مندوبي األجراء ،1119الموقع الرسمي لوزارة اإلدماج االقتصادي ،والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات،
https://miepeec.gov.maتاريخ االطالع 1113/99/16على الساعة 94:11
10
هـذه العمليـة مـن خـال حـق التعـرض والطعــن فــي اللوائــح االنتخابية أو الطعــن فــي
22
نتائــج االنتخابات ،ممــا يجعــل المســؤولية مزدوجــة بيـن المشـغل واألجراء.
يجــب علــى المشــغل أن يضــع رهــن إشــارة األجراء ســجال خاصــا ،23يــدون فيــه
األجير تعرضاته المتعلقـة إمـا بتسـجيله وإمـا بتسـجيل ناخـب لـم يتـم تسـجيله أو التشـطيب
علـى أجيـر ليـس لـه الحـق فـي ذلـك ،ويحـدد أجـل التعرضـات فـي 4أيـام ابتـداء مـن
تاريـخ تعليـق الالئحة االنتخابية .24ويجـب علــى المشــغل أن يــرد علــى التعرضــات
كتابــة مبينــا فــي الســجل المنصــوص عليــه القــرار الــذي اتخـذه فـي شـأن التعرضـات
داخـل أجـل 91أيـام ابتـداء مـن تاريـخ اإللصاق ،25ويحــق لــكل أجيــر ،لــم يتلــق ردا
ايجابيــا علــى شــكايته فــي اآلجال القانونيــة ،رفــع طعــن أمــام القضــاء داخــل أجــل
الثمانيــة أيــام التــي تلــي انتهــاء العشــرة أيــام الممنوحــة للمشــغل إعطاء جــواب كتابــي
عليهــا ،26يتـم توجيـه الطعـن بواسـطة شـكاية مكتوبـة توضـع وتسـجل دون مصاريـف لـدى
كتابـة الضبـط للمحكمــة االبتدائية المختصــة التي يوجد في دائرة نفوذها ،المكان الذي جرت
فيه االنتخابات .وتبت المحكمة خالل الخمسة عشر يوما الموالية لتاريخ تقديم المقال إليها،
ويجب أن تبلغ األحكام في جميع األحوال ،سواء منها الصادرة حضوريا أم غيابيا .وال يقبل
فيها طعن إال بالنقض ،الذي يقدم ،وفق الشروط المنصوص عليها في الفصل 393وما يليه
من قانون المسطرة المدنية .27وبالتالي تثار مالحظة بخصوص األحكام القانونية لهذه المادة،
والتي أغفلت الحق القانوني المتعلق بالتقاضي على درجتين ،حينما استثنت الطعن
باالستئناف وقصرته فقط على الطعن بالنقض.
ثالثا :انتخابات هيئة المحامين
تعتبر هيئات المحامين بمثابة هيئة مهنية منظمة وفق مقتضيات قانون رقم 14.14
الصادر بتاريخ 1114/91/11المعتبر بمثابة قانون والمتعلق بتنظيم مهنة المحاماة
بالمغرب .وتنص المادة 49من قانون المحاماة على أن أجهزة الهيئة تتكون من الجمعية
العامة ومجلس الهيئة والنقيب .ويخضع تشكيل مجلس الهيئة وتحديد النقيب آللية االنتخاب،
ويجرى ذلك من طرف الجمعية العامة.
وتنص المادة 18من قانون المحاماة على أنه “يحق لجميع األطراف المعنية ،والوكيل العام
للملك لدى محكمة االستئناف ،الطعن في المقررات الصادرة عن مجلس الهيئة ،وكذلك في
انتخاب النقيب ومجلس الهيئة ،وذلك بمقتضى مقال يودع بكتابة الضبط بمحكمة االستئناف،
داخل أجل خمسة عشر يوما من تاريخ التبليغ ،أو إجراء االنتخابات ،أو من اليوم الذي يعتبر
تاريخا التخاذ المقرر الضمني”.
كما تنص المادة 11من القانون المنظم لمهنة المحاماة على أن “كل المداوالت أو المقررات
التي تتخذها أو تجريها الجمعية العامة ،أو مجلس الهيئة خارج نطاق اختصاصهما ،أو خالفا
للمقتضيات القانونية ،أو كان من شأنها ،أن تخل بالنظام العام ،تعتبر باطلة بحكم القانون.
تعاين محكمة االستئناف هذا البطالن ،بناء على ملتمس من الوكيل العام للملك ،بعد االستماع
إلى النقيب ،أو من يمثله من مجلس الهيئة”.
وإذا كانت الجمعية العمومية ال تتخذ أي مقرر باستثناء مشاركة جموع المحامين في
االنتخابات المهنية كل ثالث سنوات أو بمناسبة االنتخابات الجزئية عند االقتضاء يخلق
بعض الضبابية لدى الباحث وربما لدى القضاء ألن المادة 11تتحدث عن مجرد ملتمس
يتقدم به الوكيل العام ،بينما المادة 18تتكلم عن الطعن الذي يمارسه الوكيل العام ضمن
الشروط واآلجال التي ينص عليها المشرع .وتستند المحاكم بالنسبة لطعن النيابة العامة على
المادة 11من قانون المهنة الذي يترك الباب مشرعا لمجرد ملتمس بدون شروط وال شكليات
وبدون حصر لآلجال لتقديمه30.
وعلى أي ،فاالختصاص المتعلق بانتخابات المتعلقة بأجهزة هيئة المحامين بالمغرب ،سواء
مجلس الهيئة أو النقيب يعود إلى المحاكم العادية ،والمتجلية في محاكم االستئناف ،وهذا ما
وعلى مستوى القانون المقارن نص حكم للمحكمة الدستورية العليا بمصر على أنه" :وحيث
إن قانـــــون المحامـــــاة الصـــــادر بالقانـــــون رقـــــم 99لسنة ،9143قد نص في مادته
المائة والعشرين على إنشاء نقابة للمحامين ،تكون لها الشخصية االعتبارية ،تضم المحامين
في جمهورية مصر العربية المقيدين بجداولها ،وقد أضفى هذا القانون على النقابة شخصية
اعتبارية مستقلة ،وخولها حقوقًا من نوع مـــا تختص به الهيئات اإلداريــــــة العامـــــة ،مما
يدل على أنها جمعت بين مقومات الهيئة العامة وعناصرها من شخصية مستقلة وقيامها على
إدارة مرفق عام ،مستعينة في ذلك ببعض مزايا السلطة العامة التي منحها لها القانون ،تمكينًا
لها من أداء المهام الموكلة لها في خدمة المهنة القائمة عليها ،ورعاية أعضائها ،والدفاع عن
حقوقهم ،وحماية مصالحهم ،ومن أجل ذلك جعل عضويتها إجبارية على المشتغلين بمهنة
المحاماة ،كما ألزم المنتمين للنقابة بأداء رسم قيد واشتراكات سنوية ،وأنشأ هيئة تأديبية
أمورا
ً يحاكم أمامها األعضاء الذين يخالفون قانون النقابة أو الئحتها الداخلية أو يرتكبون
مخلة بواجبات المهنة أو ماسة بكرامتها ،ومن ثم تغدو نقابة المحامين من أشخاص القانون
العام ،وتُعد الطعون المتعلقة بصحة انعقاد الجمعية العمومية ألى من تشكيالتها النقابية
المختلفة ،أو القرارات الصادرة منها ،من قبيل المنازعات اإلدارية ،التي ينعقد االختصاص
بنظرها والفصل فيها لمحاكم مجلس الدولة بهيئة قضاء إداري دون غيرها" .32مما يظهر أن
نزاعات االنتخابات المتعلقة بهيئة المحامين في مصر ينعقد فيه االختصاص للمحاكم االدارية
اعتبارا لمعيار المرفق العام ،وذلك على خالف المغرب الذي يحدد االختصاص للمحاكم
العادية.
وما يستشف من خالل المادة 933من القانون التنظيمي رقم 99.99ان الطعون المتعلقة
بالقيد في اللوائح االنتخابية تقدم أمام المحكمة االبتدائية المختصة ،غير أن األحكام االستثنائية
المنصوص عليها في الفقرة السابقة ال تطبق في العماالت واألقاليم ،حيث يوجد مقر محكمة
إدارية ،في حالة الطعن أمام المحكمة اإلدارية مع وجود اختصاص محكمة ابتدائية في الطعن
بموجب الفقرة األولى أعاله يجب على المحكمة اإلدارية رفض الطعن المقدم أمامها33.
هذا األمر أكده قرار لمحكمة النقض رقم 9/9861ملف عدد 1911/8/9/1199بتاريخ 9
فبرير 1199بنقض حكم صادر عن المحكمة اإلدارية بأكادير بت في طعن متصل
بالتشطيب على ش خص مسجل باللوائح االنتخابية لغرفة فالحية بعلة عدم اختصاصها،
باعتبار أن القرار المتعلق بالتقييد في اللوائح االنتخابية المطعون فيه صادر في دائرة عمالة
ال يوجد بها مقر محكمة إدارية عمالة انزكان ،حيث أكدت محكمة النقض اختصاص المحكمة
االبتدائية بإنزكان للبت في الطعن المذكور ،وأوردت بأن الطعن موضوع الدعوى انصب
على قرار صادر عن اللجنة اإلدارية المكلفة بمراجعة اللوائح االنتخابية لغرفة الفالحة
لجماعة ( .)..إقليم اشتوكة ايت باها التابع لدائرة نفوذ المحكمة االبتدائية بإنزكان مما يجعل
اختصاص الفصل فيه منعقدا للمحكمة االبتدائية بإنزكان استنادا إلى المادة 933من القانون
رقم .99.99وهو ما كان يستوجب من المحكمة اإلدارية بأكادير أن تصرح برفض الطعن
33عبد الخالق فرح" ،الطعون القضائية في االنتخابات الجماعية "رسالة لنيل الماستر في القانون العام جامعة القاضي
عياض ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ،مراكش ،السنة الجامعية ،1194 1199ص.38
14
المقدم أمامها إعماال لمقتضى الفقرة األخيرة من نفس المادة أعاله ،وبمخالفتها لذلك فقد
عرضت حكمها للنقض34.
وبخصوص الطعون المتعلقة بالترشيحات لعضوية مجالس الجماعات الترابية ،فقد جاءت
المادة 969من القانون التنظيمي رقم 91.99المتعلق بانتخاب أعضاء مجالس الجماعات
الترابية ،بنفس المقتضيات التي نصت عليها المادة 933من القانون رقم 99.99المتعلق
باللوائح االنتخابية العامة وعمليات االستفتاء واستعمال وسائل االتصال السمعي البصري
العمومية خالل الحمالت االنتخابية واالستفتائية ،حيث تنص على أنه" :واستثناء من أحكام
المواد 16و 19و 911و 999من هذا القانون ،فيتعين تقديمها كذلك أمام المحاكم االبتدائية
وذلك بالنسبة للمنازعات الواقعة بدائرة العماالت واألقاليم حيث ال يوجد مقر المحكمة
إدارية".
وتطبيقا لهذه المقتضيات القانونية ،قضت محكمة النقض باختصاص المحكمة االبتدائية
بسيدي سليمان بشأن الطعن في قرار رفض ترشيح عضو جماعي لرئاسة مجلس جماعة
سيدي يحي الغرب ،مؤكدة بأنه " لما كان طلب المدعي المستأنف عليه يرمي إلى إلغاء القرار
اإلداري الصادر عن باشا مدينة سيدي يحيى الغرب بتاريخ 1111/11/19القاضي برفض
ترشيحه لرئاسة مجلس جماعة سيدي يحيى الغرب لمخالفته الفصل 68من القانون التنظيمي
رقم 98-993المتعلق بالجماعات؛ لما اعتبره موقوف عن مزاولة مهامه بسبب إحالة طلب
عزله على المحكمة اإلدارية بالرباط فهو بالتالي نزاع انتخابي تختص بنظره المحاكم
االبتدائية استنادا إلى الفصل 39من القانون المتعلق بالجماعات الصادر بمقتضى الظهير
الشريف رقم 9.9.49بتاريخ 1199/19/9بتنفيذ القانون التنظيمي رقم 98-993المتعلق
بالجماعات الذي يجعل تقديم ا لطعون المتعلق بانتخاب أجهزة مجلس الجماعة طبق الشروط
والكيفيات وداخل اآلجال المحددة في شأن الطعون في انتخابات أعضاء مجلس الجماعة
بموجب القانون التنظيمي رقم 91.99الذي ينص في فصله 969بأن المحاكم االبتدائية في
العماالت واألقاليم التي ال يوجد مقر محكمة إدارية هي المختصة وجوبا في البت في الطعن
استثناء من المواد 16و 19و 911و 999من هذا القانون ،والمحكمة االبتدائية لما
34أشار إلى هذا القرار عبد الحق أخو الزين "منازعات انتخابات الجماعات الترابية في ضوء قرارات محكمة النقض
وتوجهات القضاء الدستوري" الطبعة األولى ، Bucéphales imprimerie ،سنة ،1119ص.93
15
صرحت برد الدفع المقدم من الجهة المطعون ضدها وباختصاصها بالبت في القضية تكون
قد صادفت الصواب وحكمها واجب التأييد"35.
وتجدر اإلشارة إلى أن استئناف القرارات الصادرة عن المحاكم االبتدائية فيما يخص الطعون
المتعلقة بالقيد في اللوائح االنتخابية التي يعود فيها االختصاص لهذه األخيرة ينعقد
االختصاص فيها لمحاكم االستئناف اإلدارية ،وبالتالي فإن هذه األخيرة أصبحت هي
المختصة للبت في استئناف األحكام الصادرة عن المحكمة االبتدائية ،وعلى محكمة
االستئناف أن تثير تلقائيا عدم اختصاصها نوعيا للبت في هذا الطلب على اعتبار أن هذا
االختصاص يعد من النظام العام .هذا األمر أكده قرار لمحكمة النقض ،حيث قضى بأنه:
" وحيث إنه إذا كان الطعن باإللغاء ضد قرار لجنة الفصل الجماعة المحبس بعمالة آسا الزاك
المتعلق بالمراجعة االستثنائية للوائح االنتخابية قد وقع أمام المحكمة االبتدائية بكلميم تطبيقا
لالستثناء المنصوص عليه في المادة 116من القانون رقم 19/1المذكورة أعاله ،فإن
استئناف الحكم االبتدائي الصادر في الموضوع بتاريخ ،14/6/1119والذي كان قابال
لالستئناف أمام الغرفة اإلدارية بالمجلس األعلى طبقا للمادة 89من القانون رقم 11/89
المحدث المحاكم إدارية ،قد أصبح استئنافه خاضعا الختصاص محكمة االستئناف اإلدارية
بمراكش الذي دخل حيز التنفيذ منذ ،98/1/1116أي قبل صدور الحكم االبتدائي المذكور،
ومحكمة االستئناف مصدرة القرار المطعون فيه لما قبلت االستئناف وبنت في موضوع
الدعوى ،دون أن تثير تلقائيا عدم اختصاصها نوعيا كما توجب ذلك المادة 91من قانون
المحاكم اإلدارية ،تكون قد خالفت المقتضيات المشار إليها أعاله"36.
عموما ،فإن هذه المقتضيات القانونية تزكي إلى حد بعيد توجه المشرع نحو تكريس الوالية
العامة للمحاكم اإلدارية .إال أنه وحكمة منه آثر التريث إلى حين ازدياد عدد المحاكم اإلدارية
بربوع المملكة ومنح االختصاص بصفة استثنائية للمحاكم االبتدائية تقريبا للقضاء من
المتقاضين ،وهنا يمكن القول بأن االختصاص النوعي في المادة االنتخابية ينعقد للمحاكم
اإلدارية أساسا ،إلى انه استثناء اسند المشرع للمحاكم االبتدائية أمر البث في المنازعات
المتعلقة بالقيد في اللوائح االنتخابية والترشيح بدائرة نفوذها في المكان الذي ال يوجد به مقر
المحكمة اإلدارية .لكن هذا الطرح يجعلنا نتساءل عن طبيعة هذا االختصاص المسند إلى
المحاكم االبتدائية في المادة االنتخابية هل يتعلق األمر باختصاص نوعي أم مكاني.
35أشار إلى هذا القرار عبد الحق أخو الزين "منازعات انتخابات الجماعات الترابية في ضوء قرارات محكمة النقض
وتوجهات القضاء الدستوري" الطبعة األولى ، bucéphale imprimerie ،سنة ،1119ص .99
36قرار عدد بتاريخ 98يناير 1111في الملف عدد ،199/8/9/1114نشرة قرارات المجلس األعلى ،اختصاصات
متنوعة ،ص .931
16
وذهب بعض الباحثين إلى أن االختصاص هو ذو طبيعة مزدوجة ،37ألنه من جهة أسند
جزئيا للمحاكم العادية والية البت في جزء من المادة االنتخابية (التقييد والترشيح( ،ومن جهة
ثانية مكاني لتمكين المتقاضي من اللجوء إلى أقرب محكمة مكانيا ،أي أنه شرع لفائدة
األطراف وهكذا يمكن القول بأن االختصاص ليس من النظام العام ،وال يمكن إثارته من
طرف المحكمة تلقائيا 38.
وهناك جانب أ خر الفقه من اعتبر هذا االختصاص الموكول للمحاكم االبتدائية اختصاص
وظيفي أوكله المشرع لهذه المحاكم لتزاوله محل المحاكم اإلدارية إلى حين ازدياد انتشار
عدد المحاكم اإلدارية بالمملكة 39.
ومن جانب أخر ،اعتبر اختصاص المحكمة االبتدائية اختصاصا مكانيا لتمكين المتقاضين من
اللجوء إلى أقرب محكمة مكانيا ،أي أنه شرع لفائدة األطراف ،هذا التوجه أكدته المحكمة
اإلدارية بقولها" :بأن المقتضيات االنتقالية المنصوص عليها في المادة 116من مدونة
االنتخابات ،وألن كانت تمنح االختصاص للبت في الطعون المتعلقة بالقيد في اللوائح
االنتخابية والترشيحات للمحاكم االبتدائية ،وجعلت هذا االستثناء ال يطبق بالنسبة للعماالت
واألقاليم حيث يوجد مقر محكمة إدارية ،فإن ذلك يفيد بأن المحاكم االبتدائية أصبحت تبت في
تلك الطعون بصفة استثنائية وكأنها محاكم إدارية ،ولما توخى المشرع من مراعاة مصلحة
المواطنين ،من حيث تقريب القضاء من المواطن الشيء الذي يتعين معه القول بأن األمر
يتعلق بقواعد االختصاص المكاني ال النوعي"40.
عموما ،يمكن أن نقول بأن االختصاص االستثنائي لهذه المحاكم هو اختصاص مكاني نظرا
لقلة المحاكم اإلدارية وكثرة المحاكم االبتدائية ،وفلسفة المشرع في تقريب القضاء من
المواطن.
37عبد الخالق فرح" ،الطعون القضائية في االنتخابات الجماعية "رسالة لنيل الماستر في القانون العام جامعة القاضي
عياض ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ،مراكش ،السنة الجامعية ،1194 1199ص38
38الشيخ بوركبة "المنازعات االنتخابية الجماعية والجهوية "رسالة لنيل الماستر القانون العام وتنظيم الجماعات الترابية،
جامعة القاضي عياض ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ،مراكش ،السنة الجامعية ،1199\1196:ص .11
39عبد الخالق فرح ،المنازعات االنتخابية الجماعية والجهوية ،مرجع سابق ،ص .39
40حكم المحكمة اإلدارية بالرباط رقم 313/19بتاريخ ،99/9/9119غير منشور .أشار إليه :عبد الخالق فرح،
المنازعات االنتخابية الجماعية والجهوية ،مرجع سابق ،ص .36
17
المبحث الثاني :اختصاص المحكمة الدستورية في المادة االنتخابية
تعتبر المحكمة الدستورية صاحبة االختصاص الشامل فيما يرجع لكل المنازعات التي قد
تثار بمناسبة تنظيم انتخابات تشريعية ،حيث ان الطبيعة اإلدارية الممهدة ال تسمح له
بالمراقبة فعالة ومباشرة ويبقى االختصاص األصلي للمحكمة الدستورية حسب الفصل 931
من دستور 1199في مراقبة صحة انتخاب أعضاء البرلمان والمسطرة المتبعة في ذلك
(مطلب األول) ،إال أنه رغم الطبيعة القانونية التي تتميز بها المحكمة الدستورية باعتبارها
صاحبة االختصاص الشامل خصوصا فيما يتعلق بالمنازعات فإن هذه األخيرة تتمتع
بحقوق منحها لها المشرع المغربي في الشق المتعلق بالمنازعات االنتخابية ولكن رغم
ذلك فقد قيد هذا االختصاص بمجموعة من الواجبات التي من المفروض عليها احترامها
عند نظرها في هذا النوع من المنازعات (المطلب الثاني)
المطلب األول :اختصاصات المحكمة الدستورية في المادة االنتخابية
تختص المحكمة الدستوري باإلضافة الى البت في مطابقة القوانين التنظيمية والقوانين
العادية واألنظمة الداخلية لمجلسي البرلمان ألحكام الدستور حسب المقتضيات والقوانين
التنظيمية ،بالبت في منازعات ترتبط أساسا باالنتخابات التشريعية حيث تتدخل لمراقبة
صحة انتخاب أعضاء البرلمان (الفقرة األولى) وذلك وفق إجراءات خاصة لطعن في
انتخاب أعضاء البرلمان (الفقرة الثانية).
الفقرة األولى :البت في صحة انتخاب أعضاء البرلمان بغرفتيه.
طبقا للفقرة األولى من المادة 931من الدستور الجديد ،فإن المحكمة الدستورية تبت في
صحة انتخاب أعضاء البرلمان بغرفتيه ،إضافة إلى عمليات االستفتاء ،41ويالحظ من خالل
تحليل بعض القرارات أن القاضي الدستوري يخضع في الميدان االنتخابي إلجراءات
خاصة حيث ال يمكنه أن يتصدى تلقائيا بمحض إرادته لقضية من القضايا الداخلية في
اختصاصه ،وإ نما يقتصر نظره على الوسائل التي يثيرها األطراف او ما يعتبر المساس بها
من قبيل النظام العام.42
حسب مقتضيات المادة 41من القانون التنظيمي المتعلق بمجلس المستشارين ،فإن الطعن
في نتائج عمليات انتخاب أعضاء مجلس المستشارين يرفع أمام المجلس الدستوري
(المحكمة الدستورية حاليا).
ويمكن أ ن يقدم الطعن المذكور من طرف كل من :الناخب ،المرشح ،عامل الجهة ،كاتب
اللجنة الوطنية لإلحصاء.
"لكن حيث أن المحكمة الدستوري تختص بمقتضى الفقرة األخيرة من الفصل 931من
الدستور بالفصل في صحة انتخاب أعضاء البرلمان؛ وحيث إن هذا االختصاص يشمل،
من خالل استقراء هاتين المادتين المشار إليها أعاله ،يتبين بأن توجيه الطعن ضد نتيجة
االقتراع ال يجعله مخالفا ألحكام المادة 41من القانون التنظيمي المتعلق بمجلس
المستشارين ،وهذا جاء به المجلس الدستوري في قراراه .461191-411
كما ان توجيه الطعن ضد نتيجة االقتراع يجعله مقبوال ما دام ان هذه النتيجة تأسست على
قرارات مكاتب التصويت.
ومن وجهة أخرى ،فإن توجيه الطعن إلى صحة انتخاب المطعون في انتخابه عمال بأحكام
الفصل 931من الدستور يكون مقبوال ما دام أن العريضة تضمنت الشروط التي تقتضيها
المادة 39من القانون التنظيمي المتعلق بالمحكمة الدستوري .
كما ال يشترط القانون عرض الطعن المقدم إلى المحكمة مسبقا على اللجنة اإلقليمية لتتبع
العمليات االنتخابية.
وهذا ما أكدته اجتهادات المجلس الدستوري في قراراه رقم 313.111الذي جاء فيه "
لكن ...وحيث ،من جهة ثانية ،أن القانون التنظيمي رقم 11.13المتعلق بالمجلس الدستوري
ال ينص على عرض الطعن في انتخاب أعضاء مجلس النواب على اللجنة اإلقليمية لتتبع
العمليات االنتخابية قبل تقديمه إلى المجلس الدستوري ،وعلى مقتضى ما سبق بيانه ،تكون
دفوع المطعون في انتخابه بعدم قبول الطعنين من حيث الشكل غير مرتكزة على أساس
صحيح.47
الفقرة الثاني :إجراءات الطعن في انتخاب أعضاء البرلمان
لقبول الطعن في االنتخابات البرلمانية امام المحكمة الدستوري سواء تعلق االمر بمجلس
النواب او مجلس المستشارين يشترط ان يقدم الطعن ممن له االهلية والصفة والمصلحة،
45عمرو عبد السميع " ،المنازعات االنتخابية بالمغرب " ،مرجع سابق ،الصفحة 93
46قرار المجلس الدستوري رقم 411الصادر في 96رجب 31( 9839يونيو ،)1191ج.ر.ع ،9461.بتاريخ 96شعبان 11( 9839يوليو
،)1191ص .3413
47عمروعبد السميع" ،المنازعات االنتخابية بالمغرب" ،مرجع سابق ،ص.96
20
والتقيد في شكليات عريضة الطعن واآلجال اثناء تقديم الطعن في المنازعة االنتخابية تحت
طائلة عدم القبول.48
كما نص الفصل 61من الدستور المغربي لفاتح يوليوز 1199على أنه ينتخب أعضاء
مجلس النواب باالقتراع العام المباشر لمدة خمس سنوات .اما أعضاء مجلس المستشارين
والذين يتراوح عددهم بين 11و ،911فينتخبون باالقتراع العام غير المباشر لمدة ست
سنوات على اساس توزيعهم على هيئتان أساسيتان هما هيئة الجماعات الترابية "ثالث
أخماس" وهيئات مهنية "خمسان".
كما اسند الدستور الحالي اختصاص النظر في منازعات العمليات االنتخابية الى القضاء
الدستوري المتمثل في المحكمة الدستورية ،حيث " تمارس المحكمة الدستوري
االختصاصات المسندة اليها بفصول الدستور او بأحكام القوانين التنظيمية ،ويفصل-
باإلضافة الى ذلك – في صحة انتخاب أعضاء البرلمان.
وهكذا يبت المجلس الدستوري "المحكمة الدستورية " في الطعون المتعلقة بانتخاب أعضاء
البرلمان،داخل أجل سنة،ابتداء من تاريخ انقضاء أجل تقديم الطعون إليها ،غير أن للمحكمة
تجاوز هذا األجل بموجب قرار معلل ،إذا استوجب ذلك عدد الطعون المرفوعة إليها ،أو
استلزم ذلك الطعن المقدم إليها.49
وقد حدد القانون التنظيمي رقم 19.99المتعلق بمجلس النواب عدد أعضاء المجلس في
319عضوا ينتخبون باالقتراع العام المباشر عن طريق االقتراع بالالئحة وبالتمثيل النسبي
حسب قاعدة أكبر بقية ودون استعمال طريقة مزج االصوات والتصويت التفاضلي.50
بالنسبة لألشخاص الذين يمكنهم الطعن في العمليات االنتخابية ألعضاء مجلس النواب أو
مجلس المستشارين وهم الناخبين أو المترشحين أو عمال األقاليم أو كاتب اللجنة الوطنية
لإلحصاء لدى المحكمة الدستورية.
حدد األجل الذي يتم داخله الطعن في انتخاب أعضاء البرلمان أمام المحكمة الدستوري ،في
خمسة عشر يوما من تاريخ اإلعالن عن نتيجة االقتراع ،وذلك بعريضة مكتوبة وممضاة
من أصحابها أومن محام ،وتتضمن اسم الطاعن وصفته وعنوانه واسم المتنازع في
انتخابه،وبيان الوقائع والوسائل المحتج بها تودع لدى األمانة العامة للمجلس الدستوري او
والي الجهة أو عامل العمالة واإلقليم المعني أو كاتب الضبط بالمحكمة االبتدائية المعنية.
:48مقال بعنوان "اختصاصات المجلس الدستوري في المنازعات المتعلقة بالعملية االنتخابية " ،منشور على موقع المكتبة القانونية الرقمية
المغربية https://www.elkanounia.com/2020/04/Article.html ،يوم .16.99.1113على الساعة 13:31
49الفقرة األخيرة من الفصل 931من دستور .1199
50المادة األولى من القانون رقم 19.99المتعلق بمجلس النواب
21
ويشعر األمين العام للمجلس الدستوري على الفور وبحسب الحالة مجلس النواب أو مجلس
المستشارين بذلك.51
ويمارس القاضي الدستوري مجموعة من السلطات والصالحيات ذات األهمية للبت في
النزاع المعروض أمامه .وحرصا من المشرع الدستوري على تمكين الطاعن من اثبات
الخروقات ،يمكن للمجلس أن يمنح هذا األخير ،بصورة استثنائية ،أجالل إلدالء بجزء من
المستندات إلثبات ما يدعيه.ويتم اخبار عضو البرلمان المطعون في انتخابه واطالعه على
العريضة والمستندات باإلضافة إلى ذلك ،للمجلس أن يأمر بإجراء تحقيق في الموضوع
ثم يبت في القضية عندما تكون جاهزة بعد االستماع إلى تقرير المقرر داخل أجل ستين
يوما.52
ويقضي المجلس الدستوري بعدم قبول عريضة الطعن أو برفضها إذا كانت غير مقبولة أو
كانت ال تتضمن سوئ مأخذ يظهر جليا أنها لم يكن لها تأثير في نتائج االنتخاب ،واما انه
يقضي لفائدة الطاعن وذلك بأن يلغي االنتخاب المطعون فيه ،أو بأن يصحح النتائج الحسابية
التي أعلنتها لجنة اإلحصاء ،ويعلن المرشح الفائز بصورة قانونية ،وفي جميع الحاالت يبلغ
المجلس الدستوري قراراته الى أحد مجلسي البرلمان بحسب الحالة والى األطراف المعنية
53
داخل اجل أقصاه ثالثون يوما من تاريخ صدورها.
المطلب الثاني :حقوق وواجبات المحكمة الدستورية فيما يتعلق بالمنازعات االنتخابية
تحظى المحكمة الدستورية بمجموعة من الحقوق التي تساعدها للبت في الطعون االنتخابية
وهذا ما سنحاول التطرق إليه كفقرة أولى من هذا المطلب على أن نخصص الفقرة الثانية
للحديث عن الواجبات المفروضة على المحكمة الدستورية خصوصا إذا تعلق األمر
بالمنازعات االنتخابية.
الفقرة األولى :حقوق المحكمة الدستورية التي تساعدها للبت في الطعون االنتخابية
تتمتع المحكمة الدستورية بمجموعة من الحقوق عند نظرها فالطعون االنتخابية وتتجلى
أبرزها فالحقوق التالية
المحكمة الدستورية وبعد تحقيقها في أي طعن انتخابي ضد أعضاء مجلس النواب أعطاها
قانون المحكمة الحق في إلغاء نتيجة االقتراع كليا ً مع كل ما ترتب عليه من إعادة العملية
االنتخابية كما أعطاها القانون الحق في التصدي وإعالن الطاعن فائزا في العملية االنتخابية
وتكون هذه الحالة فقط في الطعن الذي يكون نتيجة طعون تتعلق باحتساب األصوات والعملية
الحسابية لألصوات االنتخابية المشاركة في العملية االنتخابية واختيار السليم منها من الباطل
منها وكانت المادة 34صريحة في إعطاء التصدي للمحكمة الدستورية وإعالن اسم الطاعن
كفائز وإعالن من نجح في االقتراع خاسرا بعد تصحيح النتائج الحسابية للعملية.
إذا تبين للمحكمة الدستورية أن الطعن المقدم ال يتضمن وسائل جدية وجلية وصحيحة للطعن
يمكن أن يكون لها تأثير على العملية االنتخابية أعطى القانون للمحكمة الدستورية الحق في
البت في الطعن بعدم قبوله أو رفضه حتى دون إجراء تحقيق في الملف وهذا حتى لو طلب
الطاعن القيام بأي إجراء من إجراءات التحقيق ففي مثل هذه الحاالت يمكن للمحكمة
الدستورية أن ال تلتفت إلى طلبه وتحكم بعدم قبول الطعن أو رفضه ونعطي مثاال على ذلك
بأن مرشحا خاسرا بأربعمائة صوت يطعن ضد فائز بأربعة آالف صوت ففارق األصوات
بينهما كبير ال يمكن ألي وسيلة من وسائل الطعن التي سيعتمد عليها الطاعن إن تقنع القاضي
والمحكمة الدستورية بأن الوسائل المعتمد عليها في الطعن كان لها تأثير جلي على االنتخابات
و على وفرة األصوات التي حصل عليها المطعون ضده.55
:54المادة 39من الفرع السادس من القانون التنظيمي رقم 166.93المتعلق بالمحكمة الدستورية.
:55رشيد وهابي الطعون االنتخابية في التشريع المغربي www.maroclaw.comيوم التفحص 16نونبر 1113على الساعة الخامسة مساءا
23
الفقرة الثانية:الواجبات المفروضة على المحكمة الدستورية أثناء البت في المنازعات
االنتخابية
رغم الحقوق التي تتمتع بها المحكمة الدستورية فيما يتعلق ببتها في المنازعات االنتخابية إال
انه تفرض عليها عدة واجبات في هذا الخصوص وتكمن أبرز هذه الواجبات فيما فيما يلي
أوال :واجب احترام زمن البت في الطعون
المحكمة الدستورية ملزمة بالبت في كل طعن ضد أعضاء مجلس النواب داخل أجل سنة
ابتدا ًء من تاريخ انتهاء اجل الطعون حسب مقتضيات المادة 33من القانون المنظم لها .ولكن
مع ذلك فالقانون يتيح مراعاة لكثرة الطعون أو لدقة البحث و التحقيق في طعن معين أن
تتجاوز و تتمدد هذه المدة شريطة تعليل تجاوز مهلة السنة بقرار معلل .هذا وبالرجوع إلى
المادة 33من القانون 166.93قد بينت لنا أن المحكمة الدستورية تبت في الطعون المتعلقة
بانتخاب أعضاء البرلمان بموجب الفقرة األخيرة من الفصل 931من الدستور ,داخل أجل
سنة ابتدا ًء من تاريخ انقضاء أجل تقديم الطعون إليها .غير أن للمحكمة تجاوز هذا األجل
بموجب قرار معلل إذا استوجب ذلك عدد الطعون المرفوقة إليها أو استلزم ذلك الطعن المقدم
إليها .56
المحكمة الدستورية ملزمة بتوجيه نسخ من عرائض الطعن الى المطعون ضدهم للجواب
عليها ويمكنها كذلك أن تحدد لهم أجال للجواب على هذه العرائض.57وحسب المادة 53من
القانون 0...65فإن العرائض يجب أن تتضمن االسم الشخصي و االسم العائلي للمنتخب
أو المنتخبين المنازع في انتخابهم و كذا صفاتهم و بيان الوقائع و الوسائل المحتج بها إللغاء
االنتخاب ويجب على الطاعن أن يشفع عريضته بالمستندات المشار إليها من قبل .وكما أن
ليس للعريضة أثر واقف وهي معفاة من الرسم القضائي وجميع رسوم الدمغة والتسجيل
.58و توجه المحكمة الدستورية ألعضاء مجلس النواب أو مجلس المستشارين المطعون في
انتخابهم نسخة من العريضة .يحدد في خمسة عشر يوما من تاريخ تبليغ العرائض ,األجل
الذي يمكن داخله للمطعون في انتخابهم الذين يعنيهم األمر االطالع على المستندات المرفقة
بها في األمانة العامة للمحكمة الدستورية و أخد نسخ منها ليدلوا كتابة بمالحظاتهم في شأنها
.وللمحكمة الدستورية أن تبلغ المذكرات الجوابية لألطراف المعنية مع اإلشارة إلى أجل
الرد عليها.59
طبقا للمادة 34من القانون المنظم للمحكمة الدستورية فإن هذه األخيرة ملزمة بالبث في الطعن
داخل أجل ستين يوم إذا كانت هذه القضايا جاهزة للبت فيها.ومع مراعاة المادة 33من
القانون 166.93و عندما تكون القضية جاهزة تبت فيها المحكمة الدستورية بعد االستماع إلى
تقرير المقرر داخل أجل ستين يوم .غير أنه للمحكمة أن تقضي ,دون إجراء تحقيق سابق
بعدم قبول العرائض أو رفضها إذا كانت تتضمن مآخذ يظهر جليا أنه لم يكن تأثير في نتائج
االنتخاب وفي جميع الحاالت تبلغ المحكمة الدستورية قراراتها إلى الجهة اإلدارية التي
تسلمت طلب الترشيح و إلى مجلس النواب أو إلى مجلس المستشارين حسب الحالة ,وإلى
األطراف المعنية داخل أقصاه ثالثون يوما من تاريخ صدورها و في حالة عدم توفر المحكمة
على عنوان األطراف أو محل المخابرة يعتبر مقر العمالة التي توجد بها الدائرة االنتخابية
الموطن القانوني 60.
26
الئحة المراجع
الكتب العامة:
حسن صحيب" ،القضاء اإلداري المغربي" ،الناشر المطبعة والوراقة الوطنية ،الطبعة الثانية
.1194
حسن البدراوي" ،األحزاب السياسية والحريات العامة ،"،المطبوعات االسكندارية ،لم يتم ذكر
دار النشر ،طبعة 1111
الكتب المتخصصة:
محمد قصري" ،المنازعات االنتخابية ورقابة القضاء الدستوري و القضاء اإلداري" ،لم يتم ذكر
دار النشر ،الطبعة األولى .1119
مؤلف جماعي عسو منصور-نعيمة البالي-أحمد مفيد"،القانون االنتخابي المغربي "الناشر غير
مذكور ،الطبعة األولى .1119
الرسائل:
هشام الوازيكي،الطعون االنتخابية أمام القضاء اإلداري ،رسالة لنيل دبلوم الماستر الدراسات
العليا المعمقة في القانون العام،وحدة القانون اإلداري والعلوم اإلدارية ،كلية العلوم القانونية
واالقتصادية واالجتماعية ،جامعة الحسن الثاني ،السنة الجامعية 1118\3113
الشيخ بوركبة "المنازعات االنتخابية الجماعية والجهوية "رسالة لنيل الماستر القانون العام
وتنظيم الجماعات الترابية،جامعة القاضي عياض،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية،
مراكش،السنة الجامعية1199\1196:
عبد الخالق فرح "الطعون القضائية في االنتخابات الجماعية"رسالة لنيل الماستر في القانون العام
جامعة القاضي عياض ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ،مراكش ،السنة الجامعية
1194 1199
المقاالت االلكترونية:
عمرو عبد السميع ،مقال بعنوان "المنازعات االنتخابية بالمغربـ بين النص القانوني واالجنهاد
القضائي االنتخابي"https://m.marocdroit.com ،
مقال بعنوان "اختصاصات المجلس الدستوري في المنازعات المتعلقة بالعملية االنتخابية "،
منشور على موقع المكتبة القانونية الرقمية المغربية،
https://www.elkanounia.com/2020/04/Article.html
27
رشيد وهابي ،مقال بعنوان "الطعون االنتخابية في التشريع المغربي" ،منشور بالموقع
www.maroclaw.com
انتخابات مندوبي األجراء ،1119الموقع الرسمي لوزارة اإلدماج االقتصادي ،والمقاولة
الصغرى والتشغيل والكفاءاتhttps://miepeec.gov.ma ،
خالد خالص :قرارات ومقررات أجهزة هيئة المحامين -إشكالية الطبيعة القانونية واشكالية
الطعون .مقال منشور على موقع www.maroclaw.com
مقال بعنوان":اختصاص المحاكم اإلبتدائية في المنازعات االنتخابية " ،منشور بالموقع
https://www.elkanounia.com/2021/01/A_11.html
القرارات واألحكام:
قرار الغرفة اإلدارية بالمجلس األعلى عدد 899بتاريخ 9119\91\11منشور بالمجلس
المغربية لإلدارة المحلية والتنمية
قرار الغرفة اإلدارية ،رقم،9193بتاريخ 9119\1\18
حكم إدارية الرباط ،عدد ،9999بتاريخ 1113\91\99
الغرفة اإلدارية بمحكمة النقض،قرار عدد 114
حكم المحكمة اإلدارية بالرباط بتاريخ ، 9119\9\99تحت عدد 839في الملف رقم 313.19
قرار للمجلس الدستوري سابقا ،المحكمة الدستورية حاليا رقم 991بتاريخ 98يوليو .1118
قرار عدد بتاريخ 98يناير 1111في الملف عدد 199/8/9/1114
القوانين:
ظهير شريف رقم 9-99-19صادر في 19من شعبان 11( 9831يوليو )1199بتنفيذ نص
الدستور.
ظهيـر شريف رقم 9.19.119صادر في 11من ربيع األول 91( 9898سبتمبر )9113بتنفيذ
القانون رقم 89.11المحدث بموجبه محاكم إدارية.
ظهير شريف رقم 9.98.931صادر في 96من شوال 93( 9839أغسطس )1198بتنفيذ
القانون التنظيمي رقم 166.93المتعلق بالمحكمة الدستورية
لقانون رقم 1.19المتعلق بمدونة االنتخابات ،الصادر بتنفيذ الظهير الشريف رقم .صادر في
13من ذي القعدة ( 9899 )1أبريل ،9119منشور بالجريدة الرسمية عدد 8891صادر
بتاريخ 3أبريل .9119
القانون رقم 99.99المتعلق باللوائح االنتخابية العامة وعمليات االستفتاء واستعمال وسائل
االتصال السمعي البصري العمومية خالل الحمالت االنتخابية و االستفتائية الصادر بتنفيذ ظهير
شريف رقم 9.99.999صادر في 31ذي القعدة 9831 ( 14أكتوبر ، ) 1199منشور
28
بالجريدة الرسمية عدد 9119بتاريخ 3ذي الحجة 9831(39 9196أكتوبر 1199ص
.9196
ظهير شريف 9.99.993الصادر 13مي ذي الحجة 19 ( 9831نونبر ( )1199بتنفيذ القانون
التنظيمي 91.99المتعلق بانتخاب أعضاء مجالس الجماعات الترابية .ظهير شريف رقم
9.99.969صادر في 96من ذي القعدة 98) 9831أكتوبر (1199بتنفيذ القانون التنظيمي
رقم 19.9 9المتعلق بمجلس النواب .
ظهير شريف رقم 9.99.991صادر في 18من ذي الحجة 19) 9831نوفمبر (1199بتنفيذ
القانون التنظيمي رقم 14.99المتعلق بمجلس المستشارين.
ظهير شريف رقم 9.14.919صادر في 11من شوال 11) 9811أكتوبر (1114بتنفيذ
القانون رقم 14.14المتعلق بتعديل القانون المنظم لمهنة المحاماة.
ظهير شريف رقم 9.13.918صادر في 98من رجب 99 9818سبتمبر (1113بتنفيذ
القانون رقم 69.11المتعلق بمدونة الشغل.
29
الفهرس
30