You are on page 1of 31

‫ماستر قانون المنازعات‬

‫الفوج الثالث‬

‫وحدة المنازعات االنتخابية‬

‫الجهات القضائية المختصة للنظر في المنازعات االنتخابية‬


‫بالمغرب‬

‫تحت إشراف‪:‬‬ ‫من إعداد الطالبات‪:‬‬


‫‪ ‬الدكتور‪ :‬وائل أوشن‬ ‫حسناء ايت السي‬ ‫‪‬‬
‫رشيدة العدري‬ ‫‪‬‬
‫صارة فائز‬ ‫‪‬‬
‫إلهام مسعودي‬ ‫‪‬‬
‫ريم بنكَرة‬ ‫‪‬‬

‫‪0‬‬

‫‪0202/0202‬‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫تعتبر الديمقراطية أبرز دليل على احترام حقوق وحريات المواطنين على قدم‬
‫المساواة داخل دولة الحق والقانون‪ ،‬حيث تعرف بأنها حكم الشعب نفسه بنفسه‪،‬‬
‫وبعدا أن استحال تطبيق الديمقراطية بمفهومها القديم تم تبني فكرة الديمقراطية‬
‫التمثيلية والتي تقوم على اعتماد أسلوب يسمح بالمشاركة عبر اختيار ممثلين‬
‫للقيام بممارسة السلطة باسم أفراد المجتمع ولصالحهم‪.1‬‬
‫وتعد االنتخابات آلية مهمة في الممارسة الديمقراطية وذلك الرتباطها الوثيق‬
‫بالحقوق والحريات‪ ،‬حيث من خاللها يعبر المواطنين بكل حرية واختيار عمن‬
‫يمثلهم في المؤسسات الدستورية‪ ،‬وال يمكن الحديث عن التمثيل الديمقراطي إال‬
‫إذا كانت هذه االنتخابات تتميز بالنزاهة والشفافية‪ ،‬وتعد المنازعة االنتخابية‬
‫الضمانة األساسية لسالمة وصحة االنتخابات‪ ،‬وتعرف هذه األخيرة بأنها مجموعة‬
‫من الطعون يكون الهدف منها تصويب العملية االنتخابية بالشكل الذي عبرت به‬
‫الهيئة الناخبة عن رأيها‪.2‬‬
‫وقد عرف القانون االنتخابي المغربي تطورا ً تاريخيا ً هاما ً حيث صدر أول قانون‬
‫انتخابي بالمغرب بعد حصوله على االستقالل سنة ‪ ،9191‬ومنذ ذلك التاريخ‬
‫وحتى عام ‪ 9111‬التي صدر فيها ثاني قانون انتخابي رقم ‪ 91.11‬ثم قانون رقم‬
‫‪ 1.19‬الذي صدر سنة ‪ ،39119‬إال أنه العديد من أنواع االنتخابات لم تتم إضافتها‬
‫إلى هذه المدونة وطبقا ً لم نص عليه دستور ‪ 1199‬في الفصل ‪ 939‬منه‪ ،‬ما أذى‬
‫إلى تعديلها بالقانون ‪ 99.99‬وبالقانون ‪.491.99‬‬
‫ولم يأتي المشرع المغربي بذكر تعريف للمنازعة االنتخابية مما يدفعنا إلى‬
‫االسترشاد بالتعارف الفقهية‪ ،‬وأغلبها تتجه نحو تعريف الطعن االنتخابي بأنه تلك‬
‫المنازعة التي تدور حول العملية االنتخابية برمتها انطالقا ً من القيد في اللوائح‬
‫إلى إعالن النتائج‪.5‬‬

‫‪ : 1‬عمرو عبد السميع‪ ،‬مقال بعنوان "المنازعات االنتخابية بالمغربـ بين النص القانوني واالجنهاد القضائي االنتخابي"‪،‬‬
‫‪ ، https://m.marocdroit.com‬تم االطالع يوم ‪ ،1113/99/19‬على الساعة ‪.94:89‬‬
‫‪ :2‬محمد قصري‪" ،‬المنازعات االنتخابية ورقابة القضاء الدستوري ولبقضاء اإلداري"‪ ،‬لم يتم ذكر دار النشر‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،1119‬ص‪. 9‬‬
‫‪ :3‬حسن صحيب‪" ،‬القضاء اإلداري المغربي"‪ ،‬الناشر المطبعة والوراقة الوطنية‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ ،1194‬ص ‪.918‬‬
‫‪ :4‬عمرو عبد السميع‪ ،‬نفس المقال السابق‪.‬‬
‫‪ :5‬حسن البدراوي‪" ،‬األحزاب السياسية والحريات العامة‪ ،"،‬المطبوعات االسكندارية‪ ،‬لم يتم ذكر دار النشر‪ ،‬طبعة ‪ ،1111‬ص‪.6‬‬
‫‪1‬‬
‫وبما أن القضاء هو المختص للنظر في المنازعات االنتخابية فقد تعددت الهيئات‬
‫القضائية المختصة للنظر في هذه األخيرة‪ ،‬حيث كانت المحاكم االبتدائية هي‬
‫صاحبة االختصاص للنظر في الطعون االنتخابية إال أنه بعد إحداث المحاكم‬
‫اإلدارية بموجب القانون ‪ 89.11‬وخاصةً ما تنص عليه مقتضيات المادة ‪ 4‬من‬
‫القانون سالف الذكر‪ ،‬وبتالي أصبح تدخل كل من القضاء العادي والقضاء‬
‫اإلداري والقضاء الدستوري كذلك للنظر في المنازعات االنتخابية كل واحد‬
‫حسب اختصاصه‪.‬‬
‫أهمية الموضوع‪:‬‬
‫تكتسي االنتخابات داخل المغرب أهمية بالغة ولضمان صحتها وشفافيتها أوجد‬
‫المشرع المغربي تنوع قضائي للنظر في المنازعات االنتخابية بعتبارها ضمانة‬
‫قضائية مهمة في رقابة العملية االنتخابية‪.‬‬
‫ونظرا ألهمية الموضوع نطرح اإلشكالية التالية‪:‬‬
‫إذا ً فما هي أبرز الهيئات القضائية المتدخلة للنظر في المنازعات االنتخابية‬
‫بالمغرب؟‬
‫المنهج المعتمد‪:‬‬
‫اعتمدنا في عرضنا هذا المنهج التحليلي وذلك من خالل تحليل المقتضيات‬
‫القانونية المؤطرة لألجهزة القضائية المتدخلة للنظر في المنازعات االنتخابية‪.‬‬
‫التصميم المعتمد‪:‬‬
‫المبحث األول‪:‬اختصاص المحاكم اإلدارية واالبتدائية في المادة االنتخابية‬

‫المبحث الثاني‪:‬اختصاص المحكمة الدستورية في المادة االنتخابية‬

‫‪2‬‬
‫المبحث األول‪ :‬اختصاص المحاكم اإلدارية واالبتدائية في المادة االنتخابية‬
‫إن االختصاص في مجال المنازعات االنتخابية يعود من حيث المبدأ إلى المحاكم اإلدارية‪،‬‬
‫التي تعتبر هي ذات الوالية العامة بالنظر والبت في هذه المنازعات‪ ،‬فقد أخضع المشرع‬
‫المغربي مجموعة من الطعون االنتخابية صراحة إلى والية القضاء اإلداري(مطلب أول) لكن‬
‫كما هو معروف أن لكل قاعدة استثناء‪ ،‬وبالتالي فهناك استثناءات عن هذه القاعدة‪ ،‬أي أن‬
‫هناك طعون إنتخابية أسندها المشرع المغربي لجهات قضائية أخرى‪،‬كتلك الخاضعة للمحاكم‬
‫اإلبتدائية (مطلب ثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول‪:‬اختصاص المحاكم اإلدارية في المادة االنتخابية‬


‫تعتبر النزاعات التي تنشأ بسبب االنتخابات بشتى أنواعها وسائل فروعها ومراحلها هي في‬
‫الواقع تعبير عن مدى المراقبة التي تخضع لها تلك العمليات‪،6‬بالتالي فال بد من قضاء جريء‬
‫يراقب هذه العمليات‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪:‬اختصاص المحاكم اإلدارية في المنازعات االنتخابية وطبيعته‬


‫سنتطرق في هذه الفقرة إلى اختصاص المحاكم اإلدارية في الطعون االنتخابية في نقطة أولى‬
‫وطبيعة هذا االختصاص في نقطة ثانية‪.‬‬

‫أوال‪:‬الوالية العامة للمحاكم اإلدارية في المنازعات االنتخابية‬

‫أصبحت المحاكم اإلدارية ذات الوالية العامة بالنظر في الطعون االنتخابية‪،‬بعد ما كان‬
‫االختصاص يعود للمحاكم العادية قبل صدور القانون المحدث للمحاكم اإلدارية ‪89.11‬‬
‫‪،‬وتستمد المحاكم اإلدارية هذه الوالية من مقتضيات المادة ‪ 4‬من القانون السالف الذكر‪،‬الذي‬
‫ينص على اختصاصاتها كأصل عام في جميع المنازعات الناشئة عند تطبيق النصوص‬
‫تشريعية وتنظيمية المتعلقة باالنتخابات إال ما تم استثناءه بنصوص خاصة‪.7‬‬

‫لقد حدد كذلك الباب الرابع من القانون مذكور الطعون المرفوعة إلى المحاكم اإلدارية فيما‬
‫يتعلق باالنتخابات والتي تختص بالنظر فيها حسب مقتضيات المادة ‪ 16‬بدل المحاكم‬
‫اإلبتدائية‪ ،‬بحيث حددت هذه المادة االختصاص النوعي للمحاكم اإلدارية في المادة االنتخابية‬
‫وما زال هذا االختصاص في الطعون المتعلقة بتنظيم العماالت واألقاليم ومجالس المنازعات‬

‫‪ 6‬هشام الوازيكي‪،‬الطعون االنتخابية أمام القضاء اإلداري‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر الدراسات العليا المعمقة في القانون العام‪،‬وحدة القانون اإلداري‬
‫والعلوم اإلدارية‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة الحسن الثاني‪ ،‬السنة الجامعية ‪1118\3113‬ص‪.18‬‬
‫‪ 7‬الشيخ بوركبة "المنازعات االنتخابية الجماعية والجهوية "رسالة لنيل الماستر القانون العام وتنظيم الجماعات الترابية‪،‬جامعة القاضي عياض‪،‬كلية‬
‫العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬مراكش‪،‬السنة الجامعية‪ 1199\1196:‬ص ‪94‬‬
‫‪3‬‬
‫المتعلقة بانتخاب الغرف الفالحية والصناعة التقليدية والغرف التجارية والصناعية‬
‫والنزاعات المتعلقة بانتخاب ممثلي الموظفين في اللجان اإلدارية الثنائية المنصوص عليها في‬
‫النظام األساسي للوظيفة العمومية‪ ،‬وتختص المحاكم اإلدارية بالنظرهذه النزاعات في إطار‬
‫القضاء الشامل‪.‬‬
‫يتوزع اختصاص المحاكم اإلدارية في المنازعات االنتخابية بين ما هو صريح منصوص‬
‫عليه في المادة ‪ 16‬من القانون ‪ 89 .11‬وما هو ضمني بالنظر إلى طبيعة العمليات‬
‫االنتخابية‪8.‬‬

‫لقد كرست أحكام المحاكم اإلدارية مقتضى مفاده أن المنازعات االنتخابية ال ينظر إليها من‬
‫حيث أطرافها لتحديد الجهة المختصة للبت فيها‪ ،‬وإنما من الطبيعة القانونية للمرفق الذي‬
‫تنظمه تلك االنتخابات أساسا‪ ،‬فإذا كانت العملية االنتخابية تهدف إلى تكوين مرفق عمومي‬
‫يخضع لقواعد القانون العام ينعقد االختصاص للقضاء اإلداري في المنازعة الناشئة عنها‪ ،‬أما‬
‫إذا كانت تهدف إلى تكوين مؤسسات تخضع ألحكام القانون الخاص فإن االختصاص في‬
‫الطعن االنتخابي ينعقد لجهة القضاء العادي‪ ،‬فتحديد نطاق التمييز في الطعون االنتخابية التي‬
‫تخضع للقضاء اإلداري بين تلك الخارجة عن نطاقه‪ ،‬ولذلك فإن المادة ‪ 16‬من القانون ‪. 11‬‬
‫‪ 89‬نصت على اختصاص المحاكم اإلدارية في البت في المنازعات االنتخابية وهو رهن بعدم‬
‫وجود نص خاص يسند االختصاص لجهة قضائية أخرى‪.9‬‬

‫استناد إلى المادة‪ 4‬من القانون ‪ 89.11‬التي تحيل على المادة ‪ 16‬من ذات القانون فإن‬
‫االختصاص بالنظر في الطعون المتعلقة بالمنازعات االنتخابية هو للمحاكم اإلدارية وفق‬
‫اإلجراءات المنصوص عليها في هذا القانون‪ ،‬وبالرجوع إلى هذه المادة نجدها حددت‬
‫اختصاص المحاكم اإلدارية في المنازعات االنتخابية التالية‪:10‬‬

‫‪-‬الطعون المتعلقة بانتخاب مجالس الجماعات الحضرية والقروية‪.‬‬

‫‪-‬الطعون المتعلقة بانتخاب مجالس العماالت واألقاليم‪.‬‬

‫‪-‬الطعون المتعلقة بانتخاب أعضاء الغرف الفالحية‪.‬‬

‫‪-‬الطعون المتعلقة بانتخاب أعضاء غرف الصناعة التقليدية‪.‬‬

‫‪-‬الطعون المتعلقة بانتخاب هيئة غرف التجارة والصناعة‪.‬‬

‫‪8‬عمرو عبد السميع‪ ،‬نفس المقال السابق‪.‬‬


‫‪ 9‬عبد الخالق فرح "الطعون القضائية في االنتخابات الجماعية"رسالة لنيل الماستر في القانون العام جامعة القاضي عياض‪ ،‬كلية العلوم القانونية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬مراكش‪ ،‬السنة الجامعية ‪،1194 1199‬ص‪39‬‬
‫‪10‬عمرو عبد السميع‪ ،‬نفس المقال السابق‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪-‬النزاعات الناشئة بمناسبة انتخاب ممثلي الموظفين في اللجان اإلدارية الثنائية‪.‬‬

‫كما تختص المحاكم اإلدارية طبقا للمادة ‪ 16‬من القانون المحدث للمحاكم اإلدارية والمواد ‪36‬‬
‫و‪ 39‬و‪ 64‬و‪ 99‬من القانون رقم ‪ 1. 19‬المتعلق بمدونة االنتخابات الصادرة في ‪1‬أبريل‬
‫‪ ،9119‬في جميع الطعون المرفوعة إليها في شأن القرارات الصادرة عن اللجان اإلدارية‬
‫ولجان الفصل والسلطات اإلدارية ومكاتب التصويت ومكاتب التصويت المركزية ولجان‬
‫اإلحصاء أو التحقق التابعة للعماالت أو األقاليم واللجان الجهوية لإلحصاء‪ ،‬وذلك في كل ما‬
‫يتعلق بالقيد في اللوائح االنتخابية أو الترشيحات أول العمليات االنتخابية أو إحصاء األصوات‬
‫وإعالن نتائج االقتراع‪11.‬‬

‫ثانيا‪:‬طبيعة اختصاص المحاكم اإلدارية في المنازعات االنتخابية‬

‫خصص المشرع المغربي الباب الرابع من القانون ‪ 89 .11‬لمختلف للمنازعات االنتخابية‬


‫التي يمكن أن ترفع أمام القضاء اإلداري للفصل فيها‪ ،‬لكن التساؤل الذي يمكن طرحه هو هل‬
‫االختصاصات الواردة في المادة ‪ 16‬من قانون المحاكم اإلدارية واردة على سبيل الحصر أم‬
‫على سبيل المثال‪12‬؟‬
‫إن العمل القضائي اإلداري ال يستقر على موقف ثابت في هذا الشأن‪ ،‬فالغرفة اإلدارية تأخذ‬
‫بالمعيار القانوني وتعتبر المحاكم اإلدارية غير مختص نوعيا للبت في الطعون االنتخابية التي‬
‫لم تتم اإلشارة إليها صراحة في المادة المذكورة‪ .‬تقول الغرفة وإن جعل المشرع من‬
‫اختصاصات المحاكم اإلدارية حسب المادة ‪ 4‬من القانون المحدث لها النظر في النزاعات‬
‫الناشئة على تطبيق النصوص التشريعية المتعلقة باالنتخابات فإن الفصل ‪ 16‬من نفس القانون‬
‫حدد على سبيل الحصر الطعون االنتخابية التي تدخل في اختصاص المحاكم اإلدارية وهي‬
‫الطعون التي أعادت النص عليها مدونة االنتخابات‪13‬‬

‫وفي قرار آخر قضت الغرفة اإلدارية بأن االنتخابات الجامعية ال تندرج في إطار الطعون‬
‫المخولة للمحاكم اإلدارية للنظر فيها معتبرة أن المشرع حدد في الفصل ‪ 16‬من قانون إنشاء‬
‫المحاكم اإلدارية نوعية الطعون االنتخابية التي أصبحت للمحاكم اإلدارية تنظر فيها بدال من‬
‫المحاكم اإلبتدائية على سبيل الحصر وليس من بينها الطعن الحالي المتعلق بانتخابي رئيس‬
‫فرع العلوم اإلقتصادية لكلية الحقوق الشيء الذي يعني أن المحكمة العادية هي المؤهلة للنظر‬
‫‪ :11‬مؤلف جماعي عسو منصور‪-‬نعيمة البالي‪-‬أحمد مفيد‪"،‬القانون االنتخابي المغربي "الناشر غير مذكور‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،1119‬ص‪961‬و‪963‬‬
‫‪12‬حسن صحيب"القضاء اإلداري المغربي "منشورات المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية‪ ،‬سلسلة مؤلفات وأعمال جامعية‪ ،‬عدد‪1114 ،41‬‬
‫‪،‬ص‪.916‬‬
‫‪13‬قرار الغرفة اإلدارية بالمجلس األعلى عدد‪ 899‬بتاريخ ‪ 9119\91\11‬منشور بالمجلس المغربية لإلدارة المحلية والتنمية‪ ،‬عدد مزدوج‪99-18‬‬
‫يناير‪-‬يونيو ‪،9116‬ص‪ 11‬أورده عسو منصور ‪-‬نعيمة البالي‪-‬أحمد مفيد‪،‬المرجع نفسه‪،‬ص‪963‬‬
‫‪5‬‬
‫في الطعن المذكور ما دام ال يندرج في الطعون المخولة النظر فيها على سبيل الحصر‬
‫للمحاكم اإلدارية‪14...‬‬

‫أما الممارسة القضائية للمحاكم اإلدارية فإنها تكرس نوعا من الوالية العامة للقضاء اإلداري‬
‫في المادة االنتخابية‪ ،‬فقد اعتبرت إدارية الرباط بأن جميع الطعون االنتخابية المتعلقة بمرافق‬
‫عمومية تخضع للقضاء اإلداري ما عدا في حالة وجود نص خاص يسند االختصاص لجهة‬
‫قضائية أخرى‪ ،‬ومما جاء في حكم المحكمة" وحيث أن المنازعة االنتخابية ال ينظر إليها من‬
‫حيث أطرافها لتحديد الجهة المختصة بالبت فيها‪ ،‬وإنما انطالقا من الطبيعة القانونية للمرافق‬
‫الذي تنظمه هذه االنتخابات‪ ،‬فإذا كانت العملية االنتخابية تهدف إلى المساهمة في تكوين مرفق‬
‫عمومي يخضع لقواعد القانون العام ينعقد االختصاص للقضاء اإلداري في النزاعات الناشئة‬
‫عنها‪ ،‬أما إذا كانت تهدف إلى تكوين مؤسسة تخضع ألحكام القانون الخاص فإن االختصاص‬
‫للنظر في الطعن االنتخابي ينعقد لجهة القضاء العادي‪".‬‬

‫"وحيث إنه فضال عن ذلك فإن اختصاص المحاكم اإلدارية للبت في المنازعة االنتخابية‬
‫رهين بعدم وجود نص خاص يسند االختصاص لجهة قضائية أخرى"‪15‬‬

‫كما جاء قرار للغرفة اإلداري بمحكمة النقض وحسم األمر بخصوص منازعة انتخابية في‬
‫رئاسة المجلس الجهوي للمفوضين القضائيين‪ ،‬وعللت القرار بأنه‪:،‬ولو كان القانون رقم ‪.11‬‬
‫‪ 89‬المحدث بموجبه المحاكم إالدارية قد أسند لي هذه المحاكم مجموعة من الطعون‬
‫االنتخابية بمقتضى المادة ‪ 16‬من القانون المذكور فإن الالئحة التي أوردتها تلك المقتضيات ال‬
‫تعتبر الئحة حصرية بل هي الئحة على سبيل المثال‪ ،‬وأن المعيار الذي يجب أن نأخذه بعين‬
‫االعتبار في غياب نص صريح يسند االختصاص للمحكمة اإلدارية أو المحكمة العادية أن‬
‫ننظر في مثل هذه المنازعات وهو إما مرفق عام أو السلطة العامة التي تتمتع بها بعد‬
‫الهيئات‪16.‬‬

‫نستنتج مما سبق أن المنازعات االنتخابية التي لم تحدد قوانينها الجهة القضائية المختصة‬
‫بالنظر فيها‪ ،‬فإن معيار التمييز بين المنازعات التي تندرج في دائرة اختصاص للمحاكم‬
‫اإلدارية وتلك التي ينعقد االختصاص فيها لجهة قضائية أخرى هو‪:‬طبيعة الشخص الذي‬
‫تربطه به العملية االنتخابية‪ .‬فإن كانت هذه األخيرة ترتبط بشخص عام تطبق عليه قواعد‬
‫القانون العام فإن االختصاص ينعقد للمحاكم اإلدارية‪ ،‬أما إذا كانت تتعلق بشخص خاص‬

‫‪14‬قرار الغرفة اإلدارية‪ ،‬رقم‪،9193‬بتاريخ ‪9119\1\18‬في قضية د‪.‬ميلود الناجي‪.‬أورده‪،‬عسو منصور‪ ،‬نعيمة البالي ‪،‬أحمد مفيد ‪،‬المرجع نفسه‬
‫ص‪963‬‬
‫‪15‬حكم إدارية الرباط‪ ،‬عدد ‪،9999‬بتاريخ ‪،1113\91\99‬منشور في د‪.‬أحمد بوعشيق‪ :‬الدليل العملي لالجتهاد القضائي في المادة اإلدارية‪،‬‬
‫منشورات المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية‪ ،‬الجزء الثاني‪،1118 ،‬ص ‪،139‬أورده عسو منصور‪ ،‬المرجع نفسه ص‪968‬‬
‫‪16‬الغرفة اإلدارية بمحكمة النقض‪،‬قرار عدد ‪،114‬بتاريخ ‪ 14‬مارس ‪،1193‬منشور في مجلة قضاء محكمة النقض‪،1193 ،‬أورده‪،‬عمروعبد‬
‫السميع ‪،‬المرجع نفسه ص‪69‬‬
‫‪6‬‬
‫يخضع ألحكام القانون الخاص فإن االختصاص يعود للقضاء العادي‪ ،‬بالتالي فجميع‬
‫المنازعات االنتخابية التي لم يسند فيها القانون االختصاص لجهة معينة فإن االختصاص يعود‬
‫للمحاكم اإلدارية‪.17‬‬

‫الفقرة الثانية‪:‬اختصاص ذو طبيعة مزدوجة‬


‫لقد نص المشرع المغربي صراحة على تخويل البت في مجموعة من المنازعات االنتخابية‬
‫لج هة قضائية معينة بصفة صريحة‪ ،‬وفي هذه الحالة فال إشكال‪ ،‬لكن العكس من ذلك فهناك‬
‫طعون جعلها المشرع اختصاصا مشتركا بين جهتي القضاء اإلداري والعادي‪ ،‬مثل‬
‫الطعون في قرارات رفض الترشيح لالنتخابات الجماعية والمهنية‪ ،‬هو ما خلق إشكالية‬
‫قانونية كبيرة‪ ،‬تتجلى في الموقف الذي ستنهجه محكمة إدارية قدم أمامها طعن بالترشيح في‬
‫االنتخابات المذكورة أو في اللوائح االنتخابية رغم أن الطاعن كان عليه أن يقدمه أمام‬
‫المحكمة اإلبتدائية التابعة لدائرة نفوذ المنطقة التي يقطن فيها والغير موجودة فيها محكمة‬
‫إدارية‪ ،‬هنا هل يمكن للمحكمة اإلدارية أن تصرح بعدم اختصاصها‪18‬؟بمعنى آخر هل يدخل‬
‫هذا االختصاص المزدوج في إطار االختصاص النوعي أو المكاني؟‬
‫وكما هو معلوم أن االختصاص النوعي للمحاكم اإلدارية طبقا للمادتين ‪ 91‬و‪ 93‬من القانون‬
‫‪ 89 .11‬هو من النظام العام‪ ،‬وعلى المحكمة إثارته تلقائيا‪.‬‬

‫أما فيما يخص هذا االختصاص فقد اعتبره بعد الفقه بأنه إختصاص مكاني‪ ،‬وذلك لتقريب‬
‫القضاء من المواطن‪ ،‬وهذا ما اتجهت إليه المحكمة اإلدارية بالرباط بقولها"إن المقتضيات‬
‫االنتقالية المنصوص عليها في المادة ‪ 116‬من مدونة االنتخابات‪ ،‬و لئن كانت منحت‬
‫االختصاص للبت في الطعون المتعلقة بالقيد في اللوائح االنتخابية‪ ،‬والترشيحات للمحاكم‬
‫اإلبتدائية‪ ،‬وجعلت هذا االستثناء ال يطبق بالنسبة للعماالت واألقاليم حيث يوجد مقر محكمة‬
‫إدارية‪ ،‬فإن ذلك يفيد بأن المحاكم االبتدائية أصبحت تبت في تلك الطعون بصفة إستثنائية‬
‫وكأنها محاكم إدارية‪ ،‬لما توخاه المشرع من مراعاة مصلحة المواطنين من حيث تقريب‬
‫القضاء من المواطن الشيء الذي يتعين معه القول بأن األمر يتعلق بقواعد االختصاص‬
‫المكاني ال النوعي‪ ....‬وإن جماعة المعازيز تدخله في االختصاص المكاني ممن له الصفة‬
‫في ذلك‪ ،‬ويبقى االختصاص منعقدا لهذه المحكمة نوعيا ومكانيا‪....‬‬

‫‪17‬عسو منصور‪ ،‬نعيمة البالي‪ ،‬أحمد مفيد‪ ،‬نفس المرجع نفسه ص‪969‬‬
‫‪18‬مقال بعنوان‪":‬اختصاص المحاكم اإلبتدائية في المنازعات االنتخابية "‪ ،‬منشور بالموقع‬
‫‪ ، https://www.elkanounia.com/2021/01/A_11.html‬تم االطالع عليه في ‪ ،1113/99/19‬على الساعة ‪.91:14‬‬
‫‪7‬‬
‫و عموما يمكن القول أن هذا االختصاص المزدوج هو اختصاص أصيل للمحاكم اإلدارية‪،‬‬
‫وكاستثناء للمحاكم اإلبتدائية وذلك نظرا لقلة المحاكم اإلدارية وكثرت لمحاكم االبتدائية‪،‬‬
‫‪19‬‬
‫وفلسفة المشرع من هذا المقتضى هو تقريب القضاء من المواطن‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬اختصاص المحاكم العادية في المنازعات االنتخابية‬


‫قبل إحداث المحاكم اإلدارية كان للمحاكم االبتدائية الوالية العامة في الطعون‬
‫االنتخابية‪ ،‬أما بعد إحداث المحاكم اإلدارية فقد منح المشرع الوالية العامة لها وأصبحت‬
‫المحاكم االبتدائية تتوفر على اختصاص أصيل في المنازعات االنتخابية (الفقرة األولى)‪،‬‬
‫واختصاص استثنائي (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬االختصاص األصيل للمحاكم العادية في الطعون االنتخابية‬


‫في إطار االختصاص األصيل للمحاكم العادية النظر في بعض المنازعات االنتخابية‬
‫الطعون في الترشيحات المتعلقة بعضوية مجلسي البرلمان (أوال)‪ ،‬وأيضا انتخاب مندوبي‬
‫األجراء(ثانيا)‪ ،‬وانتخابات هيئة المحامين (ثالثا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬الطعون في الترشيحات المتعلقة بعضوية مجلسي البرلمان‬
‫تتمتع المحاكم االبتدائية باالختصاص المتعلق بانتخابات جميع األشخاص غير‬
‫العمومية‪ ،‬كما يجدر بالذكر أن الطعون المرتبطة بالترشيحات المتعلقة بعضوية مجلسي‬
‫البرلمان‪ ،‬تخرج عن دائرة االختصاص األصيل والحصري للمحاكم اإلدارية‪ ،‬وتدخل في‬
‫نطاق اختصاص المحاكم االبتدائية‪.‬‬
‫واقتضى المشرع جعل اختصاص النظر في الطعون المتعلقة برفض ترشيحات النتخاب‬
‫أعضاء مجلس النواب وأعضاء مجلس المستشارين قاصرا على المحاكم االبتدائية وحدها‪.‬‬
‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬فإن هذه الطعون تقدم أمام المحكمة االبتدائية التابعة لها الدائرة االنتخابية‪،‬‬
‫مع مراعاة استثناء وحيد يتعلق الترشيحات التي رفضها كاتب اللجنة الوطنية لإلحصاء‪،‬‬
‫والتي ارتأى المشرع أن تقدم الطعون بشأنها ليس أمام المحكمة االبتدائية التابعة لها الدائرة‬
‫االنتخابية‪ ،‬وإنما أمام المحكمة االبتدائية بالرباط‪ ،‬سواء بالنسبة للترشيحات الخاصة بأعضاء‬
‫مجلس النواب أو الخاصة بأعضاء مجلس المستشارين‪.‬‬
‫نصت مقتضيات المادة ‪ 49‬من القانون التنظيمي رقم ‪ 19.99‬المتعلق بمجلس النواب على‬
‫أنه‪" :‬يسوى النزاع المتعلق بإيداع الترشيحات طبق األحكام التالية‪ :‬يجوز لكل مرتشح رفض‬
‫التصريح بترشيحه أن يرفع قرار الرفض إلى المحكمة االبتدائية التابعة لها الدائرة‬
‫‪ :19‬حكم المحكمة اإلدارية بالرباط بتاريخ ‪، 9119\9\99‬تحت عدد ‪ 839‬في الملف رقم ‪، 313.19‬أورده‪،‬عبد الخالق فرح‪،‬المرجع نفسه‬
‫ص‪39،36‬‬

‫‪8‬‬
‫االنتخابية‪ ،‬غير أن دعوى الطعن المنصوص عليها في الفقرة السابقة ترفع إلى المحكمة‬
‫االبتدائية بالرباط فيما يخص التشريحات التي رفضها كاتب اللجنة الوطنية لإلحصاء‪ .‬يمكن‬
‫إقامة دعوى الطعن‪ ،‬التي تسجل بالمجان‪ ،‬خالل أجل يوم واحد يبتدئ من تاريخ تبليغ‬
‫الرفض‪ .‬تبت المحكمة االبتدائية بصفة انتهائية وجوبا في ظرف أربعة وعشرين ساعة ابتداء‬
‫من ساعة إيداع الشكوى‪ ،‬وتبلغ حكمها فورا إلى المعين باألمر وإلى العامل أو‪ ،‬عند‬
‫االقتضاء‪ ،‬إلى كاتب اللجنة الوطنية لإلحصاء‪ ،‬ويتعين على السلطة المختصة أن تسجل فورا‬
‫التشريحات التي حكمت المحكمة بقبولها‪ ،‬وتعمل على إشهارها‪ ،‬حسب الكيفية المنصوص‬
‫عليها في المادة ‪ 31‬من هذا القانون التنظيمي‪ .‬ال يمكن الطعن في حكم المحكمة االبتدائية أو‬
‫المنازعة في قرار قبول الترشيح إال أمام المحكمة الدستورية بمناسبة الطعن في نتيجة‬
‫االنتخاب‪".‬‬
‫كما نصت مقتضيات المادة ‪ 44‬من القانون التنظيمي رقم ‪ 14.99‬المتعلق بمجلس‬
‫المستشارين على أنه‪" :‬يسوى النزاع المتعلق بإيداع التشريحات طبق األحكام التالية‪ :‬يجوز‬
‫لكل مترشح رفض التصريح بترشيحه أن يرفع قرار الرفض إلى المحكمة االبتدائية لدائرة‬
‫النفوذ‪ .‬غير أن دعوى الطعن المنصوص عليها في الفقرة السابقة ترفع إلى المحكمة االبتدائية‬
‫بالرابط فيما يخص التشريحات التي رفضها كاتب اللجنة الوطنية لإلحصاء‪ .‬يمكن إقامة‬
‫دعوى الطعن‪ ،‬التي تسجل بالمجان‪ ،‬خالل أجل يوم واحد يبتدئ من تاريخ تبليغ الرفض‪.‬‬
‫تبت المحكمة االبتدائية بصفة انتهائية وجوبا في ظرف أربعة وعشرين ساعة ابتداء من‬
‫ساعة إيداع الشكوى‪ ،‬وتبلغ حكمها فورا إلى المعين باألمر وإلى والي الجهة أو‪ ،‬عند‬
‫االقتضاء‪ ،‬إلى كاتب اللجنة الوطنية لإلحصاء‪ .‬ويتعين على السلطة المختصة أن تسجل فورا‬
‫التشريحات التي حكمت المحكمة بقبولها‪ ،‬وتعمل على إشهارها‪ ،‬حسب الكيفية المنصوص‬
‫عليها في المادة ‪ 31‬من هذا القانون التنظيمي‪ .‬ال يمكن الطعن في حكم المحكمة االبتدائية أو‬
‫المنازعة في قرار قبول الترشيح إال أمام المحكمة الدستورية بمناسبة الطعن في نتيجة‬
‫االنتخاب"‪.‬‬
‫وبالتالي فإن الطعن برفض ترشيحات النتخاب أعضاء مجلسي البرلمان ينعقد فيه‬
‫االختصاص للمحاكم االبتدائية وفق الشروط واإلجراءات المبينة سلفا‪ ،‬وفي هذا اإلطار ينص‬
‫قرار للمحكمة الدستورية على أن‪" :‬لكن حيث‪ ،‬إنه يبين من أوراق الملف الذي عرض على‬
‫المحكمة االبتدائية ومن تنصيصات حكمها أن الطاعن تقدم يوم‪ ...‬بملف للترشيح لدى‬
‫المصلحة المختصة بعمالة إقليم أوسرد التي رفضت تسلمه ولم تمكنه بالتالي من الوصل‬
‫المؤقت إليداع ملف الترشيح‪ ،...‬وهي وضعية ال تنطبق على الطاعن وتجعل من ادعائه أن‬
‫أجل إقامة الدعوى يبقى مفتوحا إلى حين تبليغه بقرار الرفض‪ ،‬غير مرتكز على أساس‪ ،‬وإن‬
‫ما تم اعتباره عن حق في النازلة قرارا ضمنيا برفض الترشيح هو االمتناع عن تسلم ملف‬

‫‪9‬‬
‫الطاعن وهو القرار الذي أصبح نهائيا مع انصرام أجل تسلم ملفات الترشيح من لدن‬
‫المصلحة المختصة أي بعد الساعة الثانية عشر من يوم ‪ ،...‬وتبعا لذلك فإن المحكمة االبتدائية‬
‫عندما اعتبرت ان الطلب الذي تقدم به الطاعن بتاريخ‪ ...‬ورد خارج األجل المنصوص عليه‪،‬‬
‫وحكمت بعدم قبوله‪ ،‬فإنها صادفت الصواب"‪20.‬‬

‫ثانيا‪ :‬انتخاب مندوبي األجراء‬


‫تشكل انتخابات مندوبي االجراء في القطاع الخاص‪ ،‬إحدى العمليات المساهمة في‬
‫تكريس الخيار الديمقراطي ببالدنا‪ ،‬حيث تبرز أهمية هذه االنتخابات على مستويات متعددة‪،‬‬
‫أولها ما نص عليه الفصل الثامن من دستور المملكة المغربية‪ ،‬والمتعلقة بمساهمة المنظمات‬
‫النقابية لألجراء والغرف المهنية‪ ،‬والمنظمات المهنية للمشغلين في الدفاع عن الحقوق‬
‫والمصالح االجتماعية واالقتصادية للفئات التي تمثلها وفي النهوض بها‪ ،‬حيث إن اكتساب‬
‫شرعية التمثيل يمر وجوبا عبر االنتخابات الحرة والنزيهة والمنتظمة‪ ،‬كما ينص على ذلك‬
‫الفصل الثاني من الدستور‪.‬‬

‫كما تبدو أهمية هذه االنتخابات في كونها االلية الوحيدة لتفعيل المعيار االلية الوحيدة لتفعيل‬
‫المعيار األساسي لتحديد المنظمات النقابية لألجراء األكثر تمثيال على المستوى الوطني‪،‬‬
‫وعلى مستوى المقاولة‪ ،‬مع ما يترتب عن ذلك ومن حقوق وصالحيات يخولها القانون لهذه‬
‫المنظمات في مجال تمثيل اإلجراء‪ ،‬وتأطيرهم والتفاوض باسمهم‪ ،‬وتوقيع اتفاقيات الشغل‬
‫الجماعية‪ ،‬والمساهمة في تطوير القانون التعاقدي للشغل‪ ،‬ناهيك عن الحقوق والصالحيات‬
‫المخولة لمندوبي اإل جراء بهذه الصفة كممثلين داخل الهيئات التمثيلية لألجراء على مستوى‬
‫‪21‬‬
‫المقاولة‪.‬‬

‫فقد حدد القسم الثاني من الكتاب الثالث من مدونة الشغل‪ ،‬في مواده من ‪ 034‬إلى ‪ 064‬المهام‬
‫المنوطة بمندوبي األجراء‪ ،‬واإلجراءات والتدابير المتعلقة بانتخابهم في المؤسسات‬
‫الخاضعة‪ ،‬حيـث أنـه إذا كان اإلشراف المباشـر علـى تنظيـم عمليـة انتخابـات مندوبـي‬
‫األجراء التـي تجـرى داخـل الوحـدات اإلنتاجية مـن مسـؤولية المشـغل فـي جميـع مراحلهـا‬
‫بـدءا مـن عمليـة اعـداد اللوائـح االنتخابية إلـى اإلعالن عـن النتائـج وإيـداع المحاضـر‪ ،‬فـان‬
‫المشـرع بالمقابـل قـد أعطـى ضمانـات قانونيـة لألجراء قصـد تصحيـح كل خلـل يعتـري‬

‫‪ 20‬قرار للمجلس الدستوري سابقا‪ ،‬المحكمة الدستورية حاليا رقم ‪ 991‬بتاريخ ‪ 98‬يوليو ‪.1118‬‬
‫‪ 21‬انتخابات مندوبي األجراء ‪ ،1119‬الموقع الرسمي لوزارة اإلدماج االقتصادي‪ ،‬والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات‪،‬‬
‫‪ https://miepeec.gov.ma‬تاريخ االطالع ‪ 1113/99/16‬على الساعة ‪94:11‬‬
‫‪10‬‬
‫هـذه العمليـة مـن خـال حـق التعـرض والطعــن فــي اللوائــح االنتخابية أو الطعــن فــي‬
‫‪22‬‬
‫نتائــج االنتخابات‪ ،‬ممــا يجعــل المســؤولية مزدوجــة بيـن المشـغل واألجراء‪.‬‬

‫يجــب علــى المشــغل أن يضــع رهــن إشــارة األجراء ســجال خاصــا‪ ،23‬يــدون فيــه‬
‫األجير تعرضاته المتعلقـة إمـا بتسـجيله وإمـا بتسـجيل ناخـب لـم يتـم تسـجيله أو التشـطيب‬
‫علـى أجيـر ليـس لـه الحـق فـي ذلـك‪ ،‬ويحـدد أجـل التعرضـات فـي ‪ 4‬أيـام ابتـداء مـن‬
‫تاريـخ تعليـق الالئحة االنتخابية‪ .24‬ويجـب علــى المشــغل أن يــرد علــى التعرضــات‬
‫كتابــة مبينــا فــي الســجل المنصــوص عليــه القــرار الــذي اتخـذه فـي شـأن التعرضـات‬
‫داخـل أجـل ‪ 91‬أيـام ابتـداء مـن تاريـخ اإللصاق‪ ،25‬ويحــق لــكل أجيــر‪ ،‬لــم يتلــق ردا‬
‫ايجابيــا علــى شــكايته فــي اآلجال القانونيــة‪ ،‬رفــع طعــن أمــام القضــاء داخــل أجــل‬
‫الثمانيــة أيــام التــي تلــي انتهــاء العشــرة أيــام الممنوحــة للمشــغل إعطاء جــواب كتابــي‬
‫عليهــا‪ ،26‬يتـم توجيـه الطعـن بواسـطة شـكاية مكتوبـة توضـع وتسـجل دون مصاريـف لـدى‬
‫كتابـة الضبـط للمحكمــة االبتدائية المختصــة التي يوجد في دائرة نفوذها‪ ،‬المكان الذي جرت‬
‫فيه االنتخابات‪ .‬وتبت المحكمة خالل الخمسة عشر يوما الموالية لتاريخ تقديم المقال إليها‪،‬‬
‫ويجب أن تبلغ األحكام في جميع األحوال‪ ،‬سواء منها الصادرة حضوريا أم غيابيا‪ .‬وال يقبل‬
‫فيها طعن إال بالنقض‪ ،‬الذي يقدم‪ ،‬وفق الشروط المنصوص عليها في الفصل ‪ 393‬وما يليه‬
‫من قانون المسطرة المدنية‪ .27‬وبالتالي تثار مالحظة بخصوص األحكام القانونية لهذه المادة‪،‬‬
‫والتي أغفلت الحق القانوني المتعلق بالتقاضي على درجتين‪ ،‬حينما استثنت الطعن‬
‫باالستئناف وقصرته فقط على الطعن بالنقض‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬انتخابات هيئة المحامين‬
‫تعتبر هيئات المحامين بمثابة هيئة مهنية منظمة وفق مقتضيات قانون رقم ‪14.14‬‬
‫الصادر بتاريخ ‪ 1114/91/11‬المعتبر بمثابة قانون والمتعلق بتنظيم مهنة المحاماة‬
‫بالمغرب‪ .‬وتنص المادة ‪ 49‬من قانون المحاماة على أن أجهزة الهيئة تتكون من الجمعية‬
‫العامة ومجلس الهيئة والنقيب‪ .‬ويخضع تشكيل مجلس الهيئة وتحديد النقيب آللية االنتخاب‪،‬‬
‫ويجرى ذلك من طرف الجمعية العامة‪.‬‬

‫‪ 22‬دليل انتخابات مندوبي األجراء‪ ،‬المشغلون واألجراء‪ ،1119 ،‬ص ‪.8‬‬


‫‪ 23‬المادة ‪ 881‬من مدونة الشغل‪.‬‬
‫‪ 24‬المادة ‪ 889‬من مدونة الشغل‪.‬‬
‫‪ 25‬المادة ‪ 881‬من مدونة الشغل‪.‬‬
‫‪ 26‬المادة ‪ 883‬من مدونة الشغل‪.‬‬
‫‪ 27‬المادة ‪ 898‬من مدونة الشغل‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫وأوكل المشرع للجمعية العامة صالحية انتخاب النقيب وأعضاء مجلس الهيئة‪ ،28‬وتسري‬
‫مدة االنتخاب لثالث سنوات‪ ،‬وقد حددت المواد ‪ 49‬و‪ 46‬و‪ 44‬و‪ 11‬من نفس القانون الشروط‬
‫المتعلقة بالعملية االنتخابية‪ ،‬ومنها ما يتعلق بالنصاب وبطريقة االقتراع‪ ،‬ومنها ما يخص‬
‫الشروط الواجب توفرها في المترشحين‪ ،‬سواء لمركز النقيب أو لعضوية مجلس الهيئة‪.‬‬
‫وتتخذ الجمعية العامة مقررات بخصوص مشاركة جموع المحامين في االنتخابات المهنية‬
‫كل ثالث سنوات أو بمناسبة االنتخابات الجزئية عند االقتضاء‪29.‬‬

‫وتنص المادة ‪ 18‬من قانون المحاماة على أنه “يحق لجميع األطراف المعنية‪ ،‬والوكيل العام‬
‫للملك لدى محكمة االستئناف‪ ،‬الطعن في المقررات الصادرة عن مجلس الهيئة‪ ،‬وكذلك في‬
‫انتخاب النقيب ومجلس الهيئة‪ ،‬وذلك بمقتضى مقال يودع بكتابة الضبط بمحكمة االستئناف‪،‬‬
‫داخل أجل خمسة عشر يوما من تاريخ التبليغ‪ ،‬أو إجراء االنتخابات‪ ،‬أو من اليوم الذي يعتبر‬
‫تاريخا التخاذ المقرر الضمني”‪.‬‬

‫كما تنص المادة ‪ 11‬من القانون المنظم لمهنة المحاماة على أن “كل المداوالت أو المقررات‬
‫التي تتخذها أو تجريها الجمعية العامة‪ ،‬أو مجلس الهيئة خارج نطاق اختصاصهما‪ ،‬أو خالفا‬
‫للمقتضيات القانونية‪ ،‬أو كان من شأنها‪ ،‬أن تخل بالنظام العام‪ ،‬تعتبر باطلة بحكم القانون‪.‬‬
‫تعاين محكمة االستئناف هذا البطالن‪ ،‬بناء على ملتمس من الوكيل العام للملك‪ ،‬بعد االستماع‬
‫إلى النقيب‪ ،‬أو من يمثله من مجلس الهيئة”‪.‬‬

‫وإذا كانت الجمعية العمومية ال تتخذ أي مقرر باستثناء مشاركة جموع المحامين في‬
‫االنتخابات المهنية كل ثالث سنوات أو بمناسبة االنتخابات الجزئية عند االقتضاء يخلق‬
‫بعض الضبابية لدى الباحث وربما لدى القضاء ألن المادة ‪ 11‬تتحدث عن مجرد ملتمس‬
‫يتقدم به الوكيل العام‪ ،‬بينما المادة ‪ 18‬تتكلم عن الطعن الذي يمارسه الوكيل العام ضمن‬
‫الشروط واآلجال التي ينص عليها المشرع‪ .‬وتستند المحاكم بالنسبة لطعن النيابة العامة على‬
‫المادة ‪ 11‬من قانون المهنة الذي يترك الباب مشرعا لمجرد ملتمس بدون شروط وال شكليات‬
‫وبدون حصر لآلجال لتقديمه‪30.‬‬

‫وعلى أي‪ ،‬فاالختصاص المتعلق بانتخابات المتعلقة بأجهزة هيئة المحامين بالمغرب‪ ،‬سواء‬
‫مجلس الهيئة أو النقيب يعود إلى المحاكم العادية‪ ،‬والمتجلية في محاكم االستئناف‪ ،‬وهذا ما‬

‫‪ 28‬المادة ‪ 48‬من قانون المحاماة‪.‬‬


‫‪ 29‬البند السابع من المادة ‪ 19‬من قانون المحاماة‪.‬‬
‫‪ 30‬خالد خالص‪ :‬قرارات ومقررات أجهزة هيئة المحامين‪ -‬إشكالية الطبيعة القانونية واشكالية الطعون‪ .‬مقال منشور على‬
‫موقع ‪ ، www.maroclaw.com‬تاريخ االطالع ‪ ،1113/99/16‬على الساعة ‪.99:11‬‬
‫‪12‬‬
‫يتجلى من خالل القرار الصادر عن غرفة المشورة بمحكمة االستئناف بمراكش رقم‬
‫‪ 1199/939‬بتاريخ ‪ 1199/1/99‬ملف رقم ‪ 1198/9918/9199‬والمتعلق بإلغاء انتخاب‬
‫نقيب هيئة المحامين بمراكش األستاذ محمد الصباري‪ ،‬والذي أكد على أنه‪ " :‬وحيث إنه‬
‫واستنادا لكل ما ذكر أعاله فإن انتخاب األستاذ محمد صباري نقيبا لهيئة المحامين بمراكش‪،‬‬
‫والحال أنه سبق وأن توبع بمقتضى مقرر المتابعة من أجل أفعال تمس بالكرامة والشرف وما‬
‫تقتضيه األخالق الحميدة التي من مشموالتها المروءة مما يجعل أحد الشروط المتطلبة‬
‫النتخابه نقيبا مختلة الشيء الذي يقتضي التصريح بإلغاء انتخابه كنقيب الهيئة المحامين‬
‫بمراكش"‪31.‬‬

‫وعلى مستوى القانون المقارن نص حكم للمحكمة الدستورية العليا بمصر على أنه‪" :‬وحيث‬
‫إن قانـــــون المحامـــــاة الصـــــادر بالقانـــــون رقـــــم ‪ 99‬لسنة ‪ ،9143‬قد نص في مادته‬
‫المائة والعشرين على إنشاء نقابة للمحامين‪ ،‬تكون لها الشخصية االعتبارية‪ ،‬تضم المحامين‬
‫في جمهورية مصر العربية المقيدين بجداولها‪ ،‬وقد أضفى هذا القانون على النقابة شخصية‬
‫اعتبارية مستقلة‪ ،‬وخولها حقوقًا من نوع مـــا تختص به الهيئات اإلداريــــــة العامـــــة‪ ،‬مما‬
‫يدل على أنها جمعت بين مقومات الهيئة العامة وعناصرها من شخصية مستقلة وقيامها على‬
‫إدارة مرفق عام‪ ،‬مستعينة في ذلك ببعض مزايا السلطة العامة التي منحها لها القانون‪ ،‬تمكينًا‬
‫لها من أداء المهام الموكلة لها في خدمة المهنة القائمة عليها‪ ،‬ورعاية أعضائها‪ ،‬والدفاع عن‬
‫حقوقهم‪ ،‬وحماية مصالحهم‪ ،‬ومن أجل ذلك جعل عضويتها إجبارية على المشتغلين بمهنة‬
‫المحاماة‪ ،‬كما ألزم المنتمين للنقابة بأداء رسم قيد واشتراكات سنوية‪ ،‬وأنشأ هيئة تأديبية‬
‫أمورا‬
‫ً‬ ‫يحاكم أمامها األعضاء الذين يخالفون قانون النقابة أو الئحتها الداخلية أو يرتكبون‬
‫مخلة بواجبات المهنة أو ماسة بكرامتها‪ ،‬ومن ثم تغدو نقابة المحامين من أشخاص القانون‬
‫العام‪ ،‬وتُعد الطعون المتعلقة بصحة انعقاد الجمعية العمومية ألى من تشكيالتها النقابية‬
‫المختلفة‪ ،‬أو القرارات الصادرة منها‪ ،‬من قبيل المنازعات اإلدارية‪ ،‬التي ينعقد االختصاص‬
‫بنظرها والفصل فيها لمحاكم مجلس الدولة بهيئة قضاء إداري دون غيرها"‪ .32‬مما يظهر أن‬
‫نزاعات االنتخابات المتعلقة بهيئة المحامين في مصر ينعقد فيه االختصاص للمحاكم االدارية‬
‫اعتبارا لمعيار المرفق العام‪ ،‬وذلك على خالف المغرب الذي يحدد االختصاص للمحاكم‬
‫العادية‪.‬‬

‫‪ 31‬مقال منشور على موقع ‪ ،www.marocdroit.com‬تاريخ االطالع ‪ ،1113/99/19‬على الساعة ‪.91.11‬‬


‫‪ 32‬حكم المحكمة الدستورية العليا بمصر رقم ‪ 939‬لسنة ‪ 39‬قضائية "دستورية" بعد أن أحالت محكمة القضاء اإلداري‬
‫باإلسكندرية (الدائرة الثالثة والثالثون) بحكمها الصادر بجلسة ‪ 1199/1/13‬ملف الدعوى رقم ‪ 1694‬لسنة ‪ 91‬قضائية‪.‬‬
‫منشور على الموقع الرسمي للمحكمة الدستورية العليا بمصر ‪ ،www.sccourt.gov.eg‬تاريخ االطالع ‪،1113/99/16‬‬
‫على الساعة ‪.91:11‬‬
‫‪13‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬االختصاص االستثنائي للمحاكم العادية‬
‫اإلدارية‬ ‫كان للمحاكم االبتدائية الوالية العامة في الطعون االنتخابية قبل إحداث المحاكم‬
‫اإلدارية‬ ‫بموجب قانون رقم ‪ 89.11‬واعتبارها متخصصة في كل المنازعات ذات الطبيعة‬
‫المحاكم‬ ‫إعماال للمادة الثامنة منه‪ ،‬إال ما استثني منها بنص خاص‪ ،‬وبالتالي أُعطي لهذه‬
‫المحاكم‬ ‫الوالية العامة للنظر في نزاعات كانت إلى وقت قريب تدخل في اختصاص‬
‫االبتدائية‪ ،‬إعماال لقاعدة الخاص يقيد العام‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة على انه استثناء يمكن أن تقدم هذه الطعون أمام المحاكم االبتدائية أيضا‬
‫تطبيقا لمقتضيات المادة ‪ 933‬من القانون رقم ‪ 99.99‬المتعلق باللوائح االنتخابية العامة‬
‫وعمليات االستفتاء واستعمال وسائل االتصال السمعي البصري العمومية خالل الحمالت‬
‫االنتخابية واالستفتائية‪ ،‬والتي تنص على انه‪" :‬بصفة انتقالية‪ ،‬وباستثناء من أحكام المادتين‬
‫‪ 89‬و‪ 86‬من هذا الق انون‪ ،‬فإن الطعون المتعلقة بالقيد في اللوائح االنتخابية تقدم وجوبا أمام‬
‫المحكمة االبتدائية المختصة وفقا للكيفيات وفي اآلجال المحددة في المادتين المذكورتين‪.‬‬
‫وتبت المحكمة طبقا ألحكام هاتين المادتين"‪.‬‬

‫وما يستشف من خالل المادة ‪ 933‬من القانون التنظيمي رقم ‪ 99.99‬ان الطعون المتعلقة‬
‫بالقيد في اللوائح االنتخابية تقدم أمام المحكمة االبتدائية المختصة‪ ،‬غير أن األحكام االستثنائية‬
‫المنصوص عليها في الفقرة السابقة ال تطبق في العماالت واألقاليم‪ ،‬حيث يوجد مقر محكمة‬
‫إدارية‪ ،‬في حالة الطعن أمام المحكمة اإلدارية مع وجود اختصاص محكمة ابتدائية في الطعن‬
‫بموجب الفقرة األولى أعاله يجب على المحكمة اإلدارية رفض الطعن المقدم أمامها‪33.‬‬

‫هذا األمر أكده قرار لمحكمة النقض رقم ‪ 9/9861‬ملف عدد ‪ 1911/8/9/1199‬بتاريخ ‪9‬‬
‫فبرير ‪ 1199‬بنقض حكم صادر عن المحكمة اإلدارية بأكادير بت في طعن متصل‬
‫بالتشطيب على ش خص مسجل باللوائح االنتخابية لغرفة فالحية بعلة عدم اختصاصها‪،‬‬
‫باعتبار أن القرار المتعلق بالتقييد في اللوائح االنتخابية المطعون فيه صادر في دائرة عمالة‬
‫ال يوجد بها مقر محكمة إدارية عمالة انزكان‪ ،‬حيث أكدت محكمة النقض اختصاص المحكمة‬
‫االبتدائية بإنزكان للبت في الطعن المذكور‪ ،‬وأوردت بأن الطعن موضوع الدعوى انصب‬
‫على قرار صادر عن اللجنة اإلدارية المكلفة بمراجعة اللوائح االنتخابية لغرفة الفالحة‬
‫لجماعة (‪ .)..‬إقليم اشتوكة ايت باها التابع لدائرة نفوذ المحكمة االبتدائية بإنزكان مما يجعل‬
‫اختصاص الفصل فيه منعقدا للمحكمة االبتدائية بإنزكان استنادا إلى المادة ‪ 933‬من القانون‬
‫رقم ‪ .99.99‬وهو ما كان يستوجب من المحكمة اإلدارية بأكادير أن تصرح برفض الطعن‬

‫‪33‬عبد الخالق فرح‪" ،‬الطعون القضائية في االنتخابات الجماعية "رسالة لنيل الماستر في القانون العام جامعة القاضي‬
‫عياض‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬مراكش‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،1194 1199‬ص‪.38‬‬
‫‪14‬‬
‫المقدم أمامها إعماال لمقتضى الفقرة األخيرة من نفس المادة أعاله‪ ،‬وبمخالفتها لذلك فقد‬
‫عرضت حكمها للنقض‪34.‬‬

‫وبخصوص الطعون المتعلقة بالترشيحات لعضوية مجالس الجماعات الترابية‪ ،‬فقد جاءت‬
‫المادة ‪ 969‬من القانون التنظيمي رقم ‪ 91.99‬المتعلق بانتخاب أعضاء مجالس الجماعات‬
‫الترابية‪ ،‬بنفس المقتضيات التي نصت عليها المادة ‪ 933‬من القانون رقم ‪ 99.99‬المتعلق‬
‫باللوائح االنتخابية العامة وعمليات االستفتاء واستعمال وسائل االتصال السمعي البصري‬
‫العمومية خالل الحمالت االنتخابية واالستفتائية‪ ،‬حيث تنص على أنه‪" :‬واستثناء من أحكام‬
‫المواد ‪ 16‬و ‪ 19‬و ‪ 911‬و ‪ 999‬من هذا القانون‪ ،‬فيتعين تقديمها كذلك أمام المحاكم االبتدائية‬
‫وذلك بالنسبة للمنازعات الواقعة بدائرة العماالت واألقاليم حيث ال يوجد مقر المحكمة‬
‫إدارية"‪.‬‬

‫وتطبيقا لهذه المقتضيات القانونية‪ ،‬قضت محكمة النقض باختصاص المحكمة االبتدائية‬
‫بسيدي سليمان بشأن الطعن في قرار رفض ترشيح عضو جماعي لرئاسة مجلس جماعة‬
‫سيدي يحي الغرب‪ ،‬مؤكدة بأنه " لما كان طلب المدعي المستأنف عليه يرمي إلى إلغاء القرار‬
‫اإلداري الصادر عن باشا مدينة سيدي يحيى الغرب بتاريخ ‪ 1111/11/19‬القاضي برفض‬
‫ترشيحه لرئاسة مجلس جماعة سيدي يحيى الغرب لمخالفته الفصل ‪ 68‬من القانون التنظيمي‬
‫رقم ‪ 98-993‬المتعلق بالجماعات؛ لما اعتبره موقوف عن مزاولة مهامه بسبب إحالة طلب‬
‫عزله على المحكمة اإلدارية بالرباط فهو بالتالي نزاع انتخابي تختص بنظره المحاكم‬
‫االبتدائية استنادا إلى الفصل ‪ 39‬من القانون المتعلق بالجماعات الصادر بمقتضى الظهير‬
‫الشريف رقم ‪ 9.9.49‬بتاريخ ‪ 1199/19/9‬بتنفيذ القانون التنظيمي رقم ‪ 98-993‬المتعلق‬
‫بالجماعات الذي يجعل تقديم ا لطعون المتعلق بانتخاب أجهزة مجلس الجماعة طبق الشروط‬
‫والكيفيات وداخل اآلجال المحددة في شأن الطعون في انتخابات أعضاء مجلس الجماعة‬
‫بموجب القانون التنظيمي رقم ‪ 91.99‬الذي ينص في فصله ‪ 969‬بأن المحاكم االبتدائية في‬
‫العماالت واألقاليم التي ال يوجد مقر محكمة إدارية هي المختصة وجوبا في البت في الطعن‬
‫استثناء من المواد ‪ 16‬و ‪ 19‬و ‪ 911‬و ‪ 999‬من هذا القانون‪ ،‬والمحكمة االبتدائية لما‬

‫‪34‬أشار إلى هذا القرار عبد الحق أخو الزين "منازعات انتخابات الجماعات الترابية في ضوء قرارات محكمة النقض‬
‫وتوجهات القضاء الدستوري" الطبعة األولى‪ ، Bucéphales imprimerie ،‬سنة ‪ ،1119‬ص‪.93‬‬
‫‪15‬‬
‫صرحت برد الدفع المقدم من الجهة المطعون ضدها وباختصاصها بالبت في القضية تكون‬
‫قد صادفت الصواب وحكمها واجب التأييد"‪35.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أن استئناف القرارات الصادرة عن المحاكم االبتدائية فيما يخص الطعون‬
‫المتعلقة بالقيد في اللوائح االنتخابية التي يعود فيها االختصاص لهذه األخيرة ينعقد‬
‫االختصاص فيها لمحاكم االستئناف اإلدارية‪ ،‬وبالتالي فإن هذه األخيرة أصبحت هي‬
‫المختصة للبت في استئناف األحكام الصادرة عن المحكمة االبتدائية‪ ،‬وعلى محكمة‬
‫االستئناف أن تثير تلقائيا عدم اختصاصها نوعيا للبت في هذا الطلب على اعتبار أن هذا‬
‫االختصاص يعد من النظام العام‪ .‬هذا األمر أكده قرار لمحكمة النقض‪ ،‬حيث قضى بأنه‪:‬‬
‫" وحيث إنه إذا كان الطعن باإللغاء ضد قرار لجنة الفصل الجماعة المحبس بعمالة آسا الزاك‬
‫المتعلق بالمراجعة االستثنائية للوائح االنتخابية قد وقع أمام المحكمة االبتدائية بكلميم تطبيقا‬
‫لالستثناء المنصوص عليه في المادة ‪ 116‬من القانون رقم ‪ 19/1‬المذكورة أعاله‪ ،‬فإن‬
‫استئناف الحكم االبتدائي الصادر في الموضوع بتاريخ ‪ ،14/6/1119‬والذي كان قابال‬
‫لالستئناف أمام الغرفة اإلدارية بالمجلس األعلى طبقا للمادة ‪ 89‬من القانون رقم ‪11/89‬‬
‫المحدث المحاكم إدارية‪ ،‬قد أصبح استئنافه خاضعا الختصاص محكمة االستئناف اإلدارية‬
‫بمراكش الذي دخل حيز التنفيذ منذ ‪ ،98/1/1116‬أي قبل صدور الحكم االبتدائي المذكور‪،‬‬
‫ومحكمة االستئناف مصدرة القرار المطعون فيه لما قبلت االستئناف وبنت في موضوع‬
‫الدعوى‪ ،‬دون أن تثير تلقائيا عدم اختصاصها نوعيا كما توجب ذلك المادة ‪ 91‬من قانون‬
‫المحاكم اإلدارية‪ ،‬تكون قد خالفت المقتضيات المشار إليها أعاله"‪36.‬‬

‫عموما‪ ،‬فإن هذه المقتضيات القانونية تزكي إلى حد بعيد توجه المشرع نحو تكريس الوالية‬
‫العامة للمحاكم اإلدارية‪ .‬إال أنه وحكمة منه آثر التريث إلى حين ازدياد عدد المحاكم اإلدارية‬
‫بربوع المملكة ومنح االختصاص بصفة استثنائية للمحاكم االبتدائية تقريبا للقضاء من‬
‫المتقاضين‪ ،‬وهنا يمكن القول بأن االختصاص النوعي في المادة االنتخابية ينعقد للمحاكم‬
‫اإلدارية أساسا‪ ،‬إلى انه استثناء اسند المشرع للمحاكم االبتدائية أمر البث في المنازعات‬
‫المتعلقة بالقيد في اللوائح االنتخابية والترشيح بدائرة نفوذها في المكان الذي ال يوجد به مقر‬
‫المحكمة اإلدارية‪ .‬لكن هذا الطرح يجعلنا نتساءل عن طبيعة هذا االختصاص المسند إلى‬
‫المحاكم االبتدائية في المادة االنتخابية هل يتعلق األمر باختصاص نوعي أم مكاني‪.‬‬

‫‪ 35‬أشار إلى هذا القرار عبد الحق أخو الزين "منازعات انتخابات الجماعات الترابية في ضوء قرارات محكمة النقض‬
‫وتوجهات القضاء الدستوري" الطبعة األولى‪ ، bucéphale imprimerie ،‬سنة ‪ ،1119‬ص ‪.99‬‬

‫‪ 36‬قرار عدد بتاريخ ‪ 98‬يناير ‪ 1111‬في الملف عدد ‪ ،199/8/9/1114‬نشرة قرارات المجلس األعلى‪ ،‬اختصاصات‬
‫متنوعة‪ ،‬ص ‪.931‬‬
‫‪16‬‬
‫وذهب بعض الباحثين إلى أن االختصاص هو ذو طبيعة مزدوجة‪ ،37‬ألنه من جهة أسند‬
‫جزئيا للمحاكم العادية والية البت في جزء من المادة االنتخابية (التقييد والترشيح(‪ ،‬ومن جهة‬
‫ثانية مكاني لتمكين المتقاضي من اللجوء إلى أقرب محكمة مكانيا‪ ،‬أي أنه شرع لفائدة‬
‫األطراف وهكذا يمكن القول بأن االختصاص ليس من النظام العام‪ ،‬وال يمكن إثارته من‬
‫طرف المحكمة تلقائيا ‪38.‬‬

‫وهناك جانب أ خر الفقه من اعتبر هذا االختصاص الموكول للمحاكم االبتدائية اختصاص‬
‫وظيفي أوكله المشرع لهذه المحاكم لتزاوله محل المحاكم اإلدارية إلى حين ازدياد انتشار‬
‫عدد المحاكم اإلدارية بالمملكة ‪39.‬‬

‫ومن جانب أخر‪ ،‬اعتبر اختصاص المحكمة االبتدائية اختصاصا مكانيا لتمكين المتقاضين من‬
‫اللجوء إلى أقرب محكمة مكانيا‪ ،‬أي أنه شرع لفائدة األطراف‪ ،‬هذا التوجه أكدته المحكمة‬
‫اإلدارية بقولها‪" :‬بأن المقتضيات االنتقالية المنصوص عليها في المادة ‪ 116‬من مدونة‬
‫االنتخابات‪ ،‬وألن كانت تمنح االختصاص للبت في الطعون المتعلقة بالقيد في اللوائح‬
‫االنتخابية والترشيحات للمحاكم االبتدائية‪ ،‬وجعلت هذا االستثناء ال يطبق بالنسبة للعماالت‬
‫واألقاليم حيث يوجد مقر محكمة إدارية‪ ،‬فإن ذلك يفيد بأن المحاكم االبتدائية أصبحت تبت في‬
‫تلك الطعون بصفة استثنائية وكأنها محاكم إدارية‪ ،‬ولما توخى المشرع من مراعاة مصلحة‬
‫المواطنين‪ ،‬من حيث تقريب القضاء من المواطن الشيء الذي يتعين معه القول بأن األمر‬
‫يتعلق بقواعد االختصاص المكاني ال النوعي"‪40.‬‬

‫عموما‪ ،‬يمكن أن نقول بأن االختصاص االستثنائي لهذه المحاكم هو اختصاص مكاني نظرا‬
‫لقلة المحاكم اإلدارية وكثرة المحاكم االبتدائية‪ ،‬وفلسفة المشرع في تقريب القضاء من‬
‫المواطن‪.‬‬

‫‪ 37‬عبد الخالق فرح‪" ،‬الطعون القضائية في االنتخابات الجماعية "رسالة لنيل الماستر في القانون العام جامعة القاضي‬
‫عياض‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬مراكش‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،1194 1199‬ص‪38‬‬
‫‪ 38‬الشيخ بوركبة "المنازعات االنتخابية الجماعية والجهوية "رسالة لنيل الماستر القانون العام وتنظيم الجماعات الترابية‪،‬‬
‫جامعة القاضي عياض‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬مراكش‪ ،‬السنة الجامعية‪ ،1199\1196:‬ص ‪.11‬‬
‫‪ 39‬عبد الخالق فرح‪ ،‬المنازعات االنتخابية الجماعية والجهوية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.39‬‬
‫‪40‬حكم المحكمة اإلدارية بالرباط رقم ‪ 313/19‬بتاريخ ‪ ،99/9/9119‬غير منشور‪ .‬أشار إليه‪ :‬عبد الخالق فرح‪،‬‬
‫المنازعات االنتخابية الجماعية والجهوية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.36‬‬
‫‪17‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬اختصاص المحكمة الدستورية في المادة االنتخابية‬
‫تعتبر المحكمة الدستورية صاحبة االختصاص الشامل فيما يرجع لكل المنازعات التي قد‬
‫تثار بمناسبة تنظيم انتخابات تشريعية‪ ،‬حيث ان الطبيعة اإلدارية الممهدة ال تسمح له‬
‫بالمراقبة فعالة ومباشرة ويبقى االختصاص األصلي للمحكمة الدستورية حسب الفصل ‪931‬‬
‫من دستور ‪ 1199‬في مراقبة صحة انتخاب أعضاء البرلمان والمسطرة المتبعة في ذلك‬
‫(مطلب األول)‪ ،‬إال أنه رغم الطبيعة القانونية التي تتميز بها المحكمة الدستورية باعتبارها‬
‫صاحبة االختصاص الشامل خصوصا فيما يتعلق بالمنازعات فإن هذه األخيرة تتمتع‬
‫بحقوق منحها لها المشرع المغربي في الشق المتعلق بالمنازعات االنتخابية ولكن رغم‬
‫ذلك فقد قيد هذا االختصاص بمجموعة من الواجبات التي من المفروض عليها احترامها‬
‫عند نظرها في هذا النوع من المنازعات (المطلب الثاني)‬
‫المطلب األول‪ :‬اختصاصات المحكمة الدستورية في المادة االنتخابية‬
‫تختص المحكمة الدستوري باإلضافة الى البت في مطابقة القوانين التنظيمية والقوانين‬
‫العادية واألنظمة الداخلية لمجلسي البرلمان ألحكام الدستور حسب المقتضيات والقوانين‬
‫التنظيمية‪ ،‬بالبت في منازعات ترتبط أساسا باالنتخابات التشريعية حيث تتدخل لمراقبة‬
‫صحة انتخاب أعضاء البرلمان (الفقرة األولى) وذلك وفق إجراءات خاصة لطعن في‬
‫انتخاب أعضاء البرلمان (الفقرة الثانية)‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬البت في صحة انتخاب أعضاء البرلمان بغرفتيه‪.‬‬
‫طبقا للفقرة األولى من المادة ‪ 931‬من الدستور الجديد‪ ،‬فإن المحكمة الدستورية تبت في‬
‫صحة انتخاب أعضاء البرلمان بغرفتيه‪ ،‬إضافة إلى عمليات االستفتاء‪ ،41‬ويالحظ من خالل‬
‫تحليل بعض القرارات أن القاضي الدستوري يخضع في الميدان االنتخابي إلجراءات‬
‫خاصة حيث ال يمكنه أن يتصدى تلقائيا بمحض إرادته لقضية من القضايا الداخلية في‬
‫اختصاصه‪ ،‬وإ نما يقتصر نظره على الوسائل التي يثيرها األطراف او ما يعتبر المساس بها‬
‫من قبيل النظام العام‪.42‬‬
‫حسب مقتضيات المادة ‪ 41‬من القانون التنظيمي المتعلق بمجلس المستشارين‪ ،‬فإن الطعن‬
‫في نتائج عمليات انتخاب أعضاء مجلس المستشارين يرفع أمام المجلس الدستوري‬
‫(المحكمة الدستورية حاليا)‪.‬‬
‫ويمكن أ ن يقدم الطعن المذكور من طرف كل من‪ :‬الناخب‪ ،‬المرشح‪ ،‬عامل الجهة‪ ،‬كاتب‬
‫اللجنة الوطنية لإلحصاء‪.‬‬

‫‪41‬الفصل ‪ 931‬من دستور المملكة‪.‬‬


‫‪42‬المهدي قزار‪ ،‬مقال بعنوان "مسطرة الطعون االنتخابية امام المحاكم االدارية والمجلس الدستوري "‬
‫‪ https://maarifalma4rib.blogspot.com/2019/04/blog-post_2.html‬يوم االحد نونبر ‪ 1113‬على الساعة ‪ 13:11‬مساءا‪.‬‬
‫‪18‬‬
‫إضافة إ لى االختصاصات المذكورة التي تواكب العمليات االنتخابية‪ ،‬تمارس المحكمة‬
‫الدستوري اختصاصات الحقة عن اإلعالن عن النتائج والتثبت من صحتها‪.‬‬
‫كما تختص المحكمة الدستوري بالبث في الطعون الموجهة ضد نتائج انتخاب أعضاء‬
‫مجلس النواب طبقا لمقتضيات المادة ‪ 44‬من القانون التنظيمي رقم ‪ 19.99‬المتعلق بمجلس‬
‫النواب‪ .‬إضافة إلى الطعن في األعمال الممهدة للعمليات االنتخابية‪.‬‬
‫‪-‬الطعن في اإلجراءات المتعلقة باللوائح االنتخابية العامة‪.43‬‬
‫‪-‬إل تنظر المحكمة الدستورية في المنازعات المتعلقة بالتسجيل في اللوائح االنتخابية إال إذا‬
‫كان هذا التسجيل مقرونا بمناورات تدليسيه‪.‬‬
‫وهذا ما أكد عليه المجلس الدستوري سابقا والمحكمة الدستورية حاليا في قراره رقم ‪208‬‬
‫الذي جاء فيه" لكن‪ ،‬حيث‪ ...‬أن المنازعات المتعلقة بالتسجيل في اللوائح االنتخابية حدد لها‬
‫المشرع مسطرة قانونية خاصة وجهة قضائية مختصة للبث فيها وال ينظر فيها المجلس‬
‫الدستوري اال إذا كان هذا التسجيل مقرونا بمناورات تدليسيه‪ ،‬وهو ما لم يثبته الطاعن"‪.‬‬
‫‪-‬كما ال يتصدى المجلس الدستوري للمنازعات المتعلقة بالقيد في اللوائح االنتخابية اال إذا‬
‫اقترن ذلك بمناورات تدليسيه ترمي إلى التأثير في نتيجة االقتراع‪.‬‬

‫‪-‬الطعن في حكم المحكمة االبتدائية المتعلق برفض التصريح بالترشيح‪:‬‬

‫يسوى النزاع المتعلق بإيداع الترشيحات طبق االحكام التالية‪:‬‬


‫يجوز لكل مترشح رفض التصريح بترشيحه أن يرفع قرار الرفض إلى المحكمة االبتدائية‬
‫لدائرة النفوذ‪.‬‬
‫يمكن إقامة دعوى الطعن‪ ،‬التي تسجل بالمجان‪ ،‬خالل أجل يوم واحد يبتدئ من تاريخ تبليغ‬
‫الرفض‪.‬‬
‫وال يمكن الطعن في حكم المحكمة االبتدائية او المنازعة في قرار قبول الترشيح اال امام‬
‫المحكمة الدستورية بمناسبة الطعن في نتيجة االنتخابات‪ .44‬ولقبول هذا الطعن يجب ان يرفع‬
‫الى المجلس في نطاق الدعوى المرفوعة اليه بقصد الغاء العملية االنتخابية‪.‬‬

‫‪-‬الطعن في القرارات اإلدارية المتعلقة برفض التصريح بالترشيح‪:‬‬


‫تختص المحكمة بالنظر في القرارات اإلدارية المتعلقة برفض التصريح بالترشيح لما لها‬
‫من تأثير في نتائج االنتخابات ‪.‬‬

‫"لكن حيث أن المحكمة الدستوري تختص بمقتضى الفقرة األخيرة من الفصل‪ 931‬من‬
‫الدستور بالفصل في صحة انتخاب أعضاء البرلمان؛ وحيث إن هذا االختصاص يشمل‪،‬‬

‫‪43‬عمرو عبد السميع‪ ،‬نفس المقال السابق‪،‬ص ‪.91‬‬


‫‪44‬المادة ‪ 49‬من القانون التنظيمي رقم ‪ 19.99‬المتعلق بمجلس النواب والمادة ‪ 44‬من القانون التنظيمي رقم ‪ 14.99‬المتعلق بمجلس المستشارين‪.‬‬
‫‪19‬‬
‫بالنسبة للمحكمة الدستوري المحال إليه أمر االنتخاب‪ ،‬النظر في األعمال السابقة والممهدة‬
‫للعمليات االنتخابية ومن ضمنها القرارات اإلدارية المتعلقة برفض التصريح بالترشيح‪ ،‬لما‬
‫قد يكون لذلك من تأثير في نتائج االنتخابات‪.45‬‬
‫‪-‬الطعن في القرارات الصادرة عن مكاتب ولجان إحصاء األصوات‪:‬‬
‫" يمكن الطعن في القرارات التي تتخذها مكاتب التصويت والمكاتب المركزية ولجان‬
‫اإلحصاء التابعة للعماالت أو األقاليم أو عماالت المقاطعات واللجنة الوطنية لإلحصاء من‬
‫لدن الناخبين و المترشحين المعنيين باألمر أمام المحكمة الدستورية"‪.‬‬

‫من خالل استقراء هاتين المادتين المشار إليها أعاله‪ ،‬يتبين بأن توجيه الطعن ضد نتيجة‬
‫االقتراع ال يجعله مخالفا ألحكام المادة ‪ 41‬من القانون التنظيمي المتعلق بمجلس‬
‫المستشارين‪ ،‬وهذا جاء به المجلس الدستوري في قراراه ‪.461191-411‬‬
‫كما ان توجيه الطعن ضد نتيجة االقتراع يجعله مقبوال ما دام ان هذه النتيجة تأسست على‬
‫قرارات مكاتب التصويت‪.‬‬
‫ومن وجهة أخرى‪ ،‬فإن توجيه الطعن إلى صحة انتخاب المطعون في انتخابه عمال بأحكام‬
‫الفصل‪ 931‬من الدستور يكون مقبوال ما دام أن العريضة تضمنت الشروط التي تقتضيها‬
‫المادة‪ 39‬من القانون التنظيمي المتعلق بالمحكمة الدستوري ‪.‬‬

‫كما ال يشترط القانون عرض الطعن المقدم إلى المحكمة مسبقا على اللجنة اإلقليمية لتتبع‬
‫العمليات االنتخابية‪.‬‬
‫وهذا ما أكدته اجتهادات المجلس الدستوري في قراراه رقم ‪ 313.111‬الذي جاء فيه "‬
‫لكن‪ ...‬وحيث‪ ،‬من جهة ثانية‪ ،‬أن القانون التنظيمي رقم ‪ 11.13‬المتعلق بالمجلس الدستوري‬
‫ال ينص على عرض الطعن في انتخاب أعضاء مجلس النواب على اللجنة اإلقليمية لتتبع‬
‫العمليات االنتخابية قبل تقديمه إلى المجلس الدستوري‪ ،‬وعلى مقتضى ما سبق بيانه‪ ،‬تكون‬
‫دفوع المطعون في انتخابه بعدم قبول الطعنين من حيث الشكل غير مرتكزة على أساس‬
‫صحيح‪.47‬‬
‫الفقرة الثاني‪ :‬إجراءات الطعن في انتخاب أعضاء البرلمان‬
‫لقبول الطعن في االنتخابات البرلمانية امام المحكمة الدستوري سواء تعلق االمر بمجلس‬
‫النواب او مجلس المستشارين يشترط ان يقدم الطعن ممن له االهلية والصفة والمصلحة‪،‬‬
‫‪45‬عمرو عبد السميع‪ " ،‬المنازعات االنتخابية بالمغرب "‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪93‬‬
‫‪46‬قرار المجلس الدستوري رقم ‪ 411‬الصادر في ‪ 96‬رجب ‪ 31( 9839‬يونيو ‪ ،)1191‬ج‪.‬ر‪.‬ع‪ ،9461.‬بتاريخ ‪ 96‬شعبان ‪ 11( 9839‬يوليو‬
‫‪ ،)1191‬ص ‪.3413‬‬
‫‪47‬عمروعبد السميع‪" ،‬المنازعات االنتخابية بالمغرب"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.96‬‬
‫‪20‬‬
‫والتقيد في شكليات عريضة الطعن واآلجال اثناء تقديم الطعن في المنازعة االنتخابية تحت‬
‫طائلة عدم القبول‪.48‬‬
‫كما نص الفصل ‪ 61‬من الدستور المغربي لفاتح يوليوز ‪ 1199‬على أنه ينتخب أعضاء‬
‫مجلس النواب باالقتراع العام المباشر لمدة خمس سنوات‪ .‬اما أعضاء مجلس المستشارين‬
‫والذين يتراوح عددهم بين ‪ 11‬و‪ ،911‬فينتخبون باالقتراع العام غير المباشر لمدة ست‬
‫سنوات على اساس توزيعهم على هيئتان أساسيتان هما هيئة الجماعات الترابية "ثالث‬
‫أخماس" وهيئات مهنية "خمسان"‪.‬‬
‫كما اسند الدستور الحالي اختصاص النظر في منازعات العمليات االنتخابية الى القضاء‬
‫الدستوري المتمثل في المحكمة الدستورية‪ ،‬حيث " تمارس المحكمة الدستوري‬
‫االختصاصات المسندة اليها بفصول الدستور او بأحكام القوانين التنظيمية‪ ،‬ويفصل‪-‬‬
‫باإلضافة الى ذلك – في صحة انتخاب أعضاء البرلمان‪.‬‬
‫وهكذا يبت المجلس الدستوري "المحكمة الدستورية " في الطعون المتعلقة بانتخاب أعضاء‬
‫البرلمان‪،‬داخل أجل سنة‪،‬ابتداء من تاريخ انقضاء أجل تقديم الطعون إليها‪ ،‬غير أن للمحكمة‬
‫تجاوز هذا األجل بموجب قرار معلل‪ ،‬إذا استوجب ذلك عدد الطعون المرفوعة إليها‪ ،‬أو‬
‫استلزم ذلك الطعن المقدم إليها‪.49‬‬
‫وقد حدد القانون التنظيمي رقم ‪ 19.99‬المتعلق بمجلس النواب عدد أعضاء المجلس في‬
‫‪ 319‬عضوا ينتخبون باالقتراع العام المباشر عن طريق االقتراع بالالئحة وبالتمثيل النسبي‬
‫حسب قاعدة أكبر بقية ودون استعمال طريقة مزج االصوات والتصويت التفاضلي‪.50‬‬

‫بالنسبة لألشخاص الذين يمكنهم الطعن في العمليات االنتخابية ألعضاء مجلس النواب أو‬
‫مجلس المستشارين وهم الناخبين أو المترشحين أو عمال األقاليم أو كاتب اللجنة الوطنية‬
‫لإلحصاء لدى المحكمة الدستورية‪.‬‬
‫حدد األجل الذي يتم داخله الطعن في انتخاب أعضاء البرلمان أمام المحكمة الدستوري‪ ،‬في‬
‫خمسة عشر يوما من تاريخ اإلعالن عن نتيجة االقتراع‪ ،‬وذلك بعريضة مكتوبة وممضاة‬
‫من أصحابها أومن محام‪ ،‬وتتضمن اسم الطاعن وصفته وعنوانه واسم المتنازع في‬
‫انتخابه‪،‬وبيان الوقائع والوسائل المحتج بها تودع لدى األمانة العامة للمجلس الدستوري او‬
‫والي الجهة أو عامل العمالة واإلقليم المعني أو كاتب الضبط بالمحكمة االبتدائية المعنية‪.‬‬

‫‪ :48‬مقال بعنوان "اختصاصات المجلس الدستوري في المنازعات المتعلقة بالعملية االنتخابية "‪ ،‬منشور على موقع المكتبة القانونية الرقمية‬
‫المغربية‪ https://www.elkanounia.com/2020/04/Article.html ،‬يوم ‪ .16.99.1113‬على الساعة ‪13:31‬‬
‫‪49‬الفقرة األخيرة من الفصل ‪ 931‬من دستور ‪.1199‬‬
‫‪50‬المادة األولى من القانون رقم ‪ 19.99‬المتعلق بمجلس النواب‬
‫‪21‬‬
‫ويشعر األمين العام للمجلس الدستوري على الفور وبحسب الحالة مجلس النواب أو مجلس‬
‫المستشارين بذلك‪.51‬‬
‫ويمارس القاضي الدستوري مجموعة من السلطات والصالحيات ذات األهمية للبت في‬
‫النزاع المعروض أمامه‪ .‬وحرصا من المشرع الدستوري على تمكين الطاعن من اثبات‬
‫الخروقات‪ ،‬يمكن للمجلس أن يمنح هذا األخير‪ ،‬بصورة استثنائية‪ ،‬أجالل إلدالء بجزء من‬
‫المستندات إلثبات ما يدعيه‪.‬ويتم اخبار عضو البرلمان المطعون في انتخابه واطالعه على‬
‫العريضة والمستندات باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬للمجلس أن يأمر بإجراء تحقيق في الموضوع‬
‫ثم يبت في القضية عندما تكون جاهزة بعد االستماع إلى تقرير المقرر داخل أجل ستين‬
‫يوما‪.52‬‬
‫ويقضي المجلس الدستوري بعدم قبول عريضة الطعن أو برفضها إذا كانت غير مقبولة أو‬
‫كانت ال تتضمن سوئ مأخذ يظهر جليا أنها لم يكن لها تأثير في نتائج االنتخاب‪ ،‬واما انه‬
‫يقضي لفائدة الطاعن وذلك بأن يلغي االنتخاب المطعون فيه‪ ،‬أو بأن يصحح النتائج الحسابية‬
‫التي أعلنتها لجنة اإلحصاء‪ ،‬ويعلن المرشح الفائز بصورة قانونية‪ ،‬وفي جميع الحاالت يبلغ‬
‫المجلس الدستوري قراراته الى أحد مجلسي البرلمان بحسب الحالة والى األطراف المعنية‬
‫‪53‬‬
‫داخل اجل أقصاه ثالثون يوما من تاريخ صدورها‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬حقوق وواجبات المحكمة الدستورية فيما يتعلق بالمنازعات االنتخابية‬

‫تحظى المحكمة الدستورية بمجموعة من الحقوق التي تساعدها للبت في الطعون االنتخابية‬
‫وهذا ما سنحاول التطرق إليه كفقرة أولى من هذا المطلب على أن نخصص الفقرة الثانية‬
‫للحديث عن الواجبات المفروضة على المحكمة الدستورية خصوصا إذا تعلق األمر‬
‫بالمنازعات االنتخابية‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬حقوق المحكمة الدستورية التي تساعدها للبت في الطعون االنتخابية‬
‫تتمتع المحكمة الدستورية بمجموعة من الحقوق عند نظرها فالطعون االنتخابية وتتجلى‬
‫أبرزها فالحقوق التالية‬

‫اوال ‪:‬حق المحكمة الدستورية في طلب نسخ من محاضر العملية االنتخابية‬

‫‪51‬المادة ‪ 91‬من نفس القانون‬


‫‪52‬المادة ‪ 38‬من نفس القانون‪،‬‬
‫‪53‬المادة ‪ 38‬من نفس القانون‪.‬‬
‫‪22‬‬
‫إذا ارتأت المحكمة الدستورية أن البت في أحد الطعون االنتخابية رهين باالطالع على‬
‫محاضر العملية االنتخابية فإن من حقها إن تراسل الجهات المختصة لكي تمكنها من نسخ من‬
‫هذه المحاضر حسب ما أشارت إليه المادة ‪ 39‬من القانون المنظم للمحكمة الدستورية إذيجب‬
‫على كل جهة تودع لديها محاضر العمليات االنتخابية ومالحقها إن توجهها إلى المحكمة‬
‫الدستورية وإذا طلب منها ذلك وللمحكمة الدستورية أن تأمر بإجراء تحقيق في الموضوع‬
‫وتكلف واحدا أو أكثر من أعضائها لتلقي تصريحات الشهود بعد أدائهم اليمين بين يديها طبقا‬
‫للقواعد واالجراءات المنصوص عليها في قانون المسطرة المدنية ويحرر محضرا بذلك من‬
‫طرف كتابة الضبط ويدعى المعنيون باألمر لالطالع عليه في األمانة العامة للمحكمة وإيداع‬
‫مالحظاتهم في شأنه كتابة في غضون ثمانية أيام وللمحكمة الدستورية أن تكلف عضوا أو‬
‫أكثر من أعضائها للقيام في عين المكان بإجراءات التحقيق التي ترى ضرورة القيام بها طبقا‬
‫لإلجراءات المنصوص عليها في قانون المسطرة المدنية‪.54‬‬

‫ثانيا‪ :‬حق المحكمة الدستورية في إلغاء نتيجة االقتراع أو التصدي‬

‫المحكمة الدستورية وبعد تحقيقها في أي طعن انتخابي ضد أعضاء مجلس النواب أعطاها‬
‫قانون المحكمة الحق في إلغاء نتيجة االقتراع كليا ً مع كل ما ترتب عليه من إعادة العملية‬
‫االنتخابية كما أعطاها القانون الحق في التصدي وإعالن الطاعن فائزا في العملية االنتخابية‬
‫وتكون هذه الحالة فقط في الطعن الذي يكون نتيجة طعون تتعلق باحتساب األصوات والعملية‬
‫الحسابية لألصوات االنتخابية المشاركة في العملية االنتخابية واختيار السليم منها من الباطل‬
‫منها وكانت المادة ‪ 34‬صريحة في إعطاء التصدي للمحكمة الدستورية وإعالن اسم الطاعن‬
‫كفائز وإعالن من نجح في االقتراع خاسرا بعد تصحيح النتائج الحسابية للعملية‪.‬‬

‫ثالثا‪:‬حق المحكمة الدستورية في البت دون إجراء تحقيق‬

‫إذا تبين للمحكمة الدستورية أن الطعن المقدم ال يتضمن وسائل جدية وجلية وصحيحة للطعن‬
‫يمكن أن يكون لها تأثير على العملية االنتخابية أعطى القانون للمحكمة الدستورية الحق في‬
‫البت في الطعن بعدم قبوله أو رفضه حتى دون إجراء تحقيق في الملف وهذا حتى لو طلب‬
‫الطاعن القيام بأي إجراء من إجراءات التحقيق ففي مثل هذه الحاالت يمكن للمحكمة‬
‫الدستورية أن ال تلتفت إلى طلبه وتحكم بعدم قبول الطعن أو رفضه ونعطي مثاال على ذلك‬
‫بأن مرشحا خاسرا بأربعمائة صوت يطعن ضد فائز بأربعة آالف صوت ففارق األصوات‬
‫بينهما كبير ال يمكن ألي وسيلة من وسائل الطعن التي سيعتمد عليها الطاعن إن تقنع القاضي‬
‫والمحكمة الدستورية بأن الوسائل المعتمد عليها في الطعن كان لها تأثير جلي على االنتخابات‬
‫و على وفرة األصوات التي حصل عليها المطعون ضده‪.55‬‬

‫‪ :54‬المادة ‪ 39‬من الفرع السادس من القانون التنظيمي رقم ‪166.93‬المتعلق بالمحكمة الدستورية‪.‬‬

‫‪ :55‬رشيد وهابي الطعون االنتخابية في التشريع المغربي ‪ www.maroclaw.com‬يوم التفحص ‪16‬نونبر‪ 1113‬على الساعة الخامسة مساءا‬
‫‪23‬‬
‫الفقرة الثانية‪:‬الواجبات المفروضة على المحكمة الدستورية أثناء البت في المنازعات‬
‫االنتخابية‬
‫رغم الحقوق التي تتمتع بها المحكمة الدستورية فيما يتعلق ببتها في المنازعات االنتخابية إال‬
‫انه تفرض عليها عدة واجبات في هذا الخصوص وتكمن أبرز هذه الواجبات فيما فيما يلي‬
‫أوال‪ :‬واجب احترام زمن البت في الطعون‬
‫المحكمة الدستورية ملزمة بالبت في كل طعن ضد أعضاء مجلس النواب داخل أجل سنة‬
‫ابتدا ًء من تاريخ انتهاء اجل الطعون حسب مقتضيات المادة ‪33‬من القانون المنظم لها ‪ .‬ولكن‬
‫مع ذلك فالقانون يتيح مراعاة لكثرة الطعون أو لدقة البحث و التحقيق في طعن معين أن‬
‫تتجاوز و تتمدد هذه المدة شريطة تعليل تجاوز مهلة السنة بقرار معلل‪ .‬هذا وبالرجوع إلى‬
‫المادة ‪ 33‬من القانون ‪ 166.93‬قد بينت لنا أن المحكمة الدستورية تبت في الطعون المتعلقة‬
‫بانتخاب أعضاء البرلمان بموجب الفقرة األخيرة من الفصل ‪ 931‬من الدستور ‪ ,‬داخل أجل‬
‫سنة ابتدا ًء من تاريخ انقضاء أجل تقديم الطعون إليها ‪.‬غير أن للمحكمة تجاوز هذا األجل‬
‫بموجب قرار معلل إذا استوجب ذلك عدد الطعون المرفوقة إليها أو استلزم ذلك الطعن المقدم‬
‫إليها ‪.56‬‬

‫ثانيا‪ :‬واجب توجيه نسخ من العرائض للمطعون ضدهم‬

‫المحكمة الدستورية ملزمة بتوجيه نسخ من عرائض الطعن الى المطعون ضدهم للجواب‬
‫عليها ويمكنها كذلك أن تحدد لهم أجال للجواب على هذه العرائض‪.57‬وحسب المادة ‪53‬من‬
‫القانون ‪ 0...65‬فإن العرائض يجب أن تتضمن االسم الشخصي و االسم العائلي للمنتخب‬
‫أو المنتخبين المنازع في انتخابهم و كذا صفاتهم و بيان الوقائع و الوسائل المحتج بها إللغاء‬
‫االنتخاب ويجب على الطاعن أن يشفع عريضته بالمستندات المشار إليها من قبل ‪.‬وكما أن‬
‫ليس للعريضة أثر واقف وهي معفاة من الرسم القضائي وجميع رسوم الدمغة والتسجيل‬
‫‪.58‬و توجه المحكمة الدستورية ألعضاء مجلس النواب أو مجلس المستشارين المطعون في‬
‫انتخابهم نسخة من العريضة‪ .‬يحدد في خمسة عشر يوما من تاريخ تبليغ العرائض ‪ ,‬األجل‬
‫الذي يمكن داخله للمطعون في انتخابهم الذين يعنيهم األمر االطالع على المستندات المرفقة‬
‫بها في األمانة العامة للمحكمة الدستورية و أخد نسخ منها ليدلوا كتابة بمالحظاتهم في شأنها‬
‫‪.‬وللمحكمة الدستورية أن تبلغ المذكرات الجوابية لألطراف المعنية مع اإلشارة إلى أجل‬
‫الرد عليها‪.59‬‬

‫‪56‬المادة‪ 33‬من الفرع السادس من القانون التنظيمي ‪ 166.93‬المتعلق بالمحكمة الدستورية‬


‫‪57‬رشيد وهابي نفس المرجع السابق‬
‫‪58‬المادة ‪ 39‬من الفرع السادس من القانون التنظيمي ‪ 166.93‬المتعلق بالمحكمة الدستورية‬
‫‪59‬لمادة ‪ 36‬من الفرع السادس من القانونالتنظيمي ‪166.93‬المتعلق بالمحكمة الدستورية‬
‫‪24‬‬
‫ثالثا‪ :‬واجب التقيد الزمني للبت في حالة القضية الجاهزة‬

‫طبقا للمادة ‪34‬من القانون المنظم للمحكمة الدستورية فإن هذه األخيرة ملزمة بالبث في الطعن‬
‫داخل أجل ستين يوم إذا كانت هذه القضايا جاهزة للبت فيها‪.‬ومع مراعاة المادة ‪33‬من‬
‫القانون‪ 166.93‬و عندما تكون القضية جاهزة تبت فيها المحكمة الدستورية بعد االستماع إلى‬
‫تقرير المقرر داخل أجل ستين يوم‪ .‬غير أنه للمحكمة أن تقضي ‪ ,‬دون إجراء تحقيق سابق‬
‫بعدم قبول العرائض أو رفضها إذا كانت تتضمن مآخذ يظهر جليا أنه لم يكن تأثير في نتائج‬
‫االنتخاب وفي جميع الحاالت تبلغ المحكمة الدستورية قراراتها إلى الجهة اإلدارية التي‬
‫تسلمت طلب الترشيح و إلى مجلس النواب أو إلى مجلس المستشارين حسب الحالة ‪ ,‬وإلى‬
‫األطراف المعنية داخل أقصاه ثالثون يوما من تاريخ صدورها و في حالة عدم توفر المحكمة‬
‫على عنوان األطراف أو محل المخابرة يعتبر مقر العمالة التي توجد بها الدائرة االنتخابية‬
‫الموطن القانوني ‪60.‬‬

‫‪60‬المادة ‪ 34‬من الفرع السادس من القانون التنظيمي ‪ 166.93‬المتعلق بالمحكمة الدستورية‬


‫‪25‬‬
‫خاتمة‪:‬‬
‫ومن خالل كل هذا يتضح لنا أن المنازعات االنتخابية تتميز بتدخل عدة هيئات قضائية‬
‫للنظر فيها حيث أن األصل في إطار منازعات االنتخابات المحلية هو اختصاص المحاكم‬
‫اإلدارية مع بعض االستثناءات التي تعطي حق بت المحاكم العادية في بعض المنازعات‬
‫االنتخابية‪ ،‬إضافة إلى ذلك اختصاص المحاكم الدستورية للبت في المنازعات االنتخابية‬
‫التشريعية ‪ ،‬وبالتالي فعلى من يرغب في ممارسة الطعون االنتخابية اللجوء إلى المحكمة‬
‫المختصة حتى ال يخضع طلبه للدفع بعدم االختصاص والذي قد يؤدي إلى فوات أجل‬
‫الطعن المحدد‪ ،‬وبالتالي فكل هذه الهيئات المتدخلة للنظر في المنازعات االنتخابية سواء‬
‫الدستورية أو اإلدارية أو العادية لها هدف واحد هو رقابة سالمة وصحة العمليات‬
‫االنتخابية‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫الئحة المراجع‬

‫‪ ‬الكتب العامة‪:‬‬
‫‪ ‬حسن صحيب‪" ،‬القضاء اإلداري المغربي"‪ ،‬الناشر المطبعة والوراقة الوطنية‪ ،‬الطبعة الثانية‬
‫‪.1194‬‬
‫‪ ‬حسن البدراوي‪" ،‬األحزاب السياسية والحريات العامة‪ ،"،‬المطبوعات االسكندارية‪ ،‬لم يتم ذكر‬
‫دار النشر‪ ،‬طبعة ‪1111‬‬

‫‪ ‬الكتب المتخصصة‪:‬‬
‫‪ ‬محمد قصري‪" ،‬المنازعات االنتخابية ورقابة القضاء الدستوري و القضاء اإلداري"‪ ،‬لم يتم ذكر‬
‫دار النشر‪ ،‬الطبعة األولى ‪.1119‬‬
‫‪ ‬مؤلف جماعي عسو منصور‪-‬نعيمة البالي‪-‬أحمد مفيد‪"،‬القانون االنتخابي المغربي "الناشر غير‬
‫مذكور‪ ،‬الطبعة األولى ‪.1119‬‬

‫‪ ‬الرسائل‪:‬‬

‫‪ ‬هشام الوازيكي‪،‬الطعون االنتخابية أمام القضاء اإلداري‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر الدراسات‬
‫العليا المعمقة في القانون العام‪،‬وحدة القانون اإلداري والعلوم اإلدارية‪ ،‬كلية العلوم القانونية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة الحسن الثاني‪ ،‬السنة الجامعية ‪1118\3113‬‬
‫‪ ‬الشيخ بوركبة "المنازعات االنتخابية الجماعية والجهوية "رسالة لنيل الماستر القانون العام‬
‫وتنظيم الجماعات الترابية‪،‬جامعة القاضي عياض‪،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪،‬‬
‫مراكش‪،‬السنة الجامعية‪1199\1196:‬‬
‫‪ ‬عبد الخالق فرح "الطعون القضائية في االنتخابات الجماعية"رسالة لنيل الماستر في القانون العام‬
‫جامعة القاضي عياض‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬مراكش‪ ،‬السنة الجامعية‬
‫‪1194 1199‬‬

‫‪ ‬المقاالت االلكترونية‪:‬‬
‫‪ ‬عمرو عبد السميع‪ ،‬مقال بعنوان "المنازعات االنتخابية بالمغربـ بين النص القانوني واالجنهاد‬
‫القضائي االنتخابي"‪https://m.marocdroit.com ،‬‬

‫‪ ‬مقال بعنوان "اختصاصات المجلس الدستوري في المنازعات المتعلقة بالعملية االنتخابية "‪،‬‬
‫منشور على موقع المكتبة القانونية الرقمية المغربية‪،‬‬
‫‪https://www.elkanounia.com/2020/04/Article.html‬‬

‫‪27‬‬
‫رشيد وهابي‪ ،‬مقال بعنوان "الطعون االنتخابية في التشريع المغربي"‪ ،‬منشور بالموقع‬ ‫‪‬‬
‫‪www.maroclaw.com‬‬
‫انتخابات مندوبي األجراء ‪ ،1119‬الموقع الرسمي لوزارة اإلدماج االقتصادي‪ ،‬والمقاولة‬ ‫‪‬‬
‫الصغرى والتشغيل والكفاءات‪https://miepeec.gov.ma ،‬‬
‫خالد خالص‪ :‬قرارات ومقررات أجهزة هيئة المحامين‪ -‬إشكالية الطبيعة القانونية واشكالية‬ ‫‪‬‬
‫الطعون‪ .‬مقال منشور على موقع ‪www.maroclaw.com‬‬
‫مقال بعنوان‪":‬اختصاص المحاكم اإلبتدائية في المنازعات االنتخابية "‪ ،‬منشور بالموقع‬ ‫‪‬‬
‫‪https://www.elkanounia.com/2021/01/A_11.html‬‬

‫‪ ‬القرارات واألحكام‪:‬‬
‫قرار الغرفة اإلدارية بالمجلس األعلى عدد‪ 899‬بتاريخ ‪ 9119\91\11‬منشور بالمجلس‬ ‫‪‬‬
‫المغربية لإلدارة المحلية والتنمية‬
‫قرار الغرفة اإلدارية‪ ،‬رقم‪،9193‬بتاريخ ‪9119\1\18‬‬ ‫‪‬‬
‫حكم إدارية الرباط‪ ،‬عدد ‪،9999‬بتاريخ ‪1113\91\99‬‬ ‫‪‬‬
‫الغرفة اإلدارية بمحكمة النقض‪،‬قرار عدد ‪114‬‬ ‫‪‬‬
‫حكم المحكمة اإلدارية بالرباط بتاريخ ‪، 9119\9\99‬تحت عدد ‪ 839‬في الملف رقم ‪313.19‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ ‬قرار للمجلس الدستوري سابقا‪ ،‬المحكمة الدستورية حاليا رقم ‪ 991‬بتاريخ ‪ 98‬يوليو ‪.1118‬‬
‫‪ ‬قرار عدد بتاريخ ‪ 98‬يناير ‪ 1111‬في الملف عدد ‪199/8/9/1114‬‬

‫‪ ‬القوانين‪:‬‬
‫ظهير شريف رقم ‪ 9-99-19‬صادر في ‪ 19‬من شعبان ‪ 11( 9831‬يوليو ‪ )1199‬بتنفيذ نص‬ ‫‪‬‬
‫الدستور‪.‬‬
‫ظهيـر شريف رقم ‪ 9.19.119‬صادر في ‪ 11‬من ربيع األول ‪ 91( 9898‬سبتمبر ‪ )9113‬بتنفيذ‬ ‫‪‬‬
‫القانون رقم ‪ 89.11‬المحدث بموجبه محاكم إدارية‪.‬‬
‫ظهير شريف رقم ‪ 9.98.931‬صادر في ‪ 96‬من شوال ‪ 93( 9839‬أغسطس ‪ )1198‬بتنفيذ‬ ‫‪‬‬
‫القانون التنظيمي رقم ‪ 166.93‬المتعلق بالمحكمة الدستورية‬
‫لقانون رقم ‪ 1.19‬المتعلق بمدونة االنتخابات‪ ،‬الصادر بتنفيذ الظهير الشريف رقم ‪ .‬صادر في‬ ‫‪‬‬
‫‪ 13‬من ذي القعدة (‪ 9899 )1‬أبريل ‪ ،9119‬منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 8891‬صادر‬
‫بتاريخ ‪ 3‬أبريل ‪.9119‬‬
‫القانون رقم ‪ 99.99‬المتعلق باللوائح االنتخابية العامة وعمليات االستفتاء واستعمال وسائل‬ ‫‪‬‬
‫االتصال السمعي البصري العمومية خالل الحمالت االنتخابية و االستفتائية الصادر بتنفيذ ظهير‬
‫شريف رقم ‪ 9.99.999‬صادر في ‪ 31‬ذي القعدة ‪ 9831 ( 14‬أكتوبر ‪ ، ) 1199‬منشور‬

‫‪28‬‬
‫بالجريدة الرسمية عدد ‪ 9119‬بتاريخ ‪ 3‬ذي الحجة ‪ 9831(39 9196‬أكتوبر ‪ 1199‬ص‬
‫‪.9196‬‬
‫‪ ‬ظهير شريف ‪ 9.99.993‬الصادر‪ 13‬مي ذي الحجة ‪ 19 ( 9831‬نونبر (‪ )1199‬بتنفيذ القانون‬
‫التنظيمي ‪ 91.99‬المتعلق بانتخاب أعضاء مجالس الجماعات الترابية‪ .‬ظهير شريف رقم‬
‫‪ 9.99.969‬صادر في ‪ 96‬من ذي القعدة ‪ 98) 9831‬أكتوبر ‪ (1199‬بتنفيذ القانون التنظيمي‬
‫رقم‪ 19.9 9‬المتعلق بمجلس النواب ‪.‬‬
‫‪ ‬ظهير شريف رقم ‪ 9.99.991‬صادر في ‪ 18‬من ذي الحجة ‪ 19) 9831‬نوفمبر ‪ (1199‬بتنفيذ‬
‫القانون التنظيمي رقم ‪ 14.99‬المتعلق بمجلس المستشارين‪.‬‬
‫‪ ‬ظهير شريف رقم ‪ 9.14.919‬صادر في ‪ 11‬من شوال ‪ 11) 9811‬أكتوبر ‪ (1114‬بتنفيذ‬
‫القانون رقم ‪ 14.14‬المتعلق بتعديل القانون المنظم لمهنة المحاماة‪.‬‬
‫‪ ‬ظهير شريف رقم ‪ 9.13.918‬صادر في ‪ 98‬من رجب ‪ 99 9818‬سبتمبر ‪ (1113‬بتنفيذ‬
‫القانون رقم ‪ 69.11‬المتعلق بمدونة الشغل‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫الفهرس‬

‫مقدمة‪1 .................................................................................................... :‬‬


‫المبحث األول‪ :‬اختصاص المحاكم اإلدارية واالبتدائية في المادة االنتخابية‪3 ..................‬‬
‫المطلب األول‪:‬اختصاص المحاكم اإلدارية في المادة االنتخابية ‪3 ..................................‬‬
‫الفقرة األولى‪:‬اختصاص المحاكم اإلدارية في المنازعات االنتخابية وطبيعته ‪3 ...............‬‬
‫الفقرة الثانية‪:‬اختصاص ذو طبيعة مزدوجة ‪7 ......................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬اختصاص المحاكم العادية في المنازعات االنتخابية ‪8 ...........................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬االختصاص األصيل للمحاكم العادية في الطعون االنتخابية ‪8 .................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬االختصاص االستثنائي للمحاكم العادية ‪14 ........................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬اختصاص المحكمة الدستورية في المادة االنتخابية ‪18 ..........................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬اختصاصات المحكمة الدستورية في المادة االنتخابية ‪18 .....................‬‬
‫الفقرة االولى‪ :‬البت في صحة انتخاب أعضاء البرلمان بغرفتيه‪18 .......................... .‬‬
‫الفقرة الثاني‪ :‬إجراءات الطعن في انتخاب أعضاء البرلمان ‪20 ................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬حقوق وواجبات المحكمة الدستورية فيما يتعلق بالمنازعات االنتخابية ‪22 .....‬‬
‫الفقرة األولى‪:‬حقوق المحكمة الدستورية التي تساعدها للبت في الطعون االنتخابية ‪22 .......‬‬
‫الفقرة الثانية‪:‬الواجبات المفروضة على المحكمة الدستورية أثناء البت في المنازعات‬
‫االنتخابية ‪24 ............................................................................................‬‬
‫خاتمة‪26 .................................................................................................. :‬‬
‫الئحة المراجع‪27 .........................................................................................‬‬
‫الفهرس ‪31 .................................................................................................‬‬

‫‪30‬‬

You might also like