Professional Documents
Culture Documents
()د.محمد السعيد إدريس ،تحليل النظم اإلقليمية :دراسة في أصول العالقات الدولية اإلقليمية ،القاهرة ،مركز األهرام للدراسات 1
1
ويرى يونغ مثال أن بعض المناطق لها خصوصيتها الفريدة التي تميزها عن مناطق أخرى،
ولئن كانت هناك عوامل تأثير دولية موجودة في كافة المناطق إّال أن هناك أيضا عوامل التأثير الخاصة بكل
منطقة ،والتي بدورها تؤثر في أنماط العالقات والتفاعالت القائمة في المنطقة ،والتي تميزها عن أنماط
العالقات والتفاعالت في مناطق أخرى أو على المستوى الكوني .ويرى يونغ أن ما زاد من أهمية إعتماد
مفهوم النظام اإلقليمي كأداة تحليل سياسية ،حدوث مستجدات في غياب حرب دولية عالمية تؤدي إلى إحداث
تمحور على المستوى الدولي مما سمح لكل منطقة أن تطور بشكل أو بآخر خصوصياتها ،وإ ندثار القوة بشكل
تدريجي في النظام الدولي بالرغم من محافظة القوتين العظميين (سابقا) على نفوذهما الكبير ،وقيام أو إعادة
إحياء قوى كبرى وقوى إقليمية وازدياد عدد الدول المستقلة بشكل كبير ،خاصة في إفريقيا وآسيا ،وازدياد
مستوى الوعي السياسي الذي يتخّطى أحيانا حدود الدولة إلى حدود المنطقة ،وأخيرا قيام نزاعات جديدة ال
عالقة للقوتين العظميين بإنشائها.
إزاء هذه الخلفيات صدرت مع مطلع السبعينيات دراسة مقارنة بعنوان "السياسة الدولية في األقاليم"
لألستاذين لويس كانتوري وستيفن سبيغل ،كان من شأنها إعطاء دفعة للجهود النظرية واالهتمام التطبيقي
بمفهوم النظام اإلقليمي ،حيث رأيا أن هناك أسبابا سّت العتماد مفهوم النظام الدولي اإلقليمي كأداة تحليل في
السياسة الدولية ،هي التالية:
-1يساهم هذا المفهوم في تعميق دراسة العالقات الدولية من حيث تقديمه مستوى متوسطا للتحليل
بين المستوى الدولي ومستوى الوحدات/األطراف في النظام الدولي.
-2يساعد في تصحيح رؤية بعض الباحثين والدارسين الذين يتعاملون مع مختلف األحداث من
منظور النظام المهيمن (القوتين العظميين سابقا) أو النظام الدولي بشكل عام ،بحيث يغيبون عوامل عديدة هامة
تتعلق بطبيعة وخصوصيات الحدث أو الظاهرة السياسية على المستوى اإلقليمي .فهناك أحداث كثيرة ال يمكن
رّد أسبابها إلى المستوى الدولي أو مستوى النظام المهيمن ،بل هي نتاج عوامل إقليمية أو عوامل ما دون
اإلقليمية.
-3يساعد هذا المفهوم أخّص ائيي المناطق الذين يهتمون بدراسة الدول بأن يوسعوا مجال دراساتهم
لتشمل السمات المشتركة بين الدول على المستوى اإلقليمي في مناطق تخصصهم .كذلك يساعد هذا المفهوم
المختصين بالشؤون الدولية لزيادة معلوماتهم عن خصوصيات كل منطقة وسماتها الهامة.
- 4يساعد أيضا ،في القيام بالدراسات المقارنة لسياسة الدولة على المستويين اإلقليمي والدولي.
- 5يساعد في الدراسة المقارنة بين منطقتين مختلفتين الستخراج سمات التشابه والتمايز بينهما.
وكذلك الدراسة المقارنة للمنطقة ذاتها في فترتين تاريخيتين مختلفتين الستنباط السمات الجديدة للمنطقة.
-6يساعد أيضا في دراسة التفاعل بين المستويات المختلفة في النظام الدولي ،كالتفاعل مثال بين
النظام المهيمن (نظام القوتين العظميين سابقا) ونظام إقليمي معين .وفي هذا السياق يدرس مثال اختراق القوتين
العظميين –سابقا -للنظام اإلقليمي وتنافسهما حوله.
وقسم الكاتبان النظام اإلقليمي إلى ثالث أجزاء ،هي منطقة القلب ،منطقة الهامش ،ونظام التغلغل.
واعتبرا أن األول يضم الدول التي تشكل المحور المركزي للسياسة الدولية للمنطقة ،أما منطقة الهامش فتضم
الدول التي هي بعيدة عن قلب النظام بدرجة معينة نتيجة عوامل اجتماعية أو سياسية أو إقتصادية أو تنظيمية،
ولكن مع ذلك تقوم بدور معين في سياسة النظام اإلقليمي ،أما نظام التغلغل فيضم الدول الخارجية عن النظام
والتي تقوم بدورها سياسيا في العالقات الدولية لهذا النظام .واعتبر الكاتبان أن هناك أربع فئات من المتغيرات
2
تحّد د موقع الدول في التقسيمات الثالث وتحّد د طبيعة النظام بشكل عام ،هي طبيعة ومستوى التماسك في
النظام ،طبيعة االتصاالت في النظام ،مستوى القوة أو اإلمكانات في النظام وبنية العالقات وأنماطها.
المحاضرة الثانية :
وللنظام اإلقليمي أربع وظائف رئيسية هي:
- 1وظيفة التكيف :تتصل هذه الوظيفة بالكفاءة الفنية لمؤسسات النظام اإلقليمي ويتوقف أداء هذه
الوظيفة على استعداد أطراف النظام بالتنازل عن بعض صفات السيادة في عالقاتهم المتبادلة بهدف السيطرة
على الصراعات والمنافسات بينهم.
-2الوظيفة التكاملية :ويقوم بها النظام اإلقليمي عن طريق تدعيم الصالت الداخلية بين أطرافه على
المستوى الرسمي وغير الرسمي ،بحيث تصبح الموارد ،التي تتحّر ك في ذلك اإلطار ،أكبر وأكثر ديناميكية من
تلك التي تتحّر ك وفقا لقواعد خاصة بكل طرف أو وحدة من وحدات هذا النظام.
ويؤدي األداء الناجح لهذه الوظيفة إلى تدعيم القيم الخاصة باإلقليم في الممارسات العملية حيث يدخل
إليها اإلعتبارات الديناميكية ،وبذلك ترتبط وظيفة التكامل بوظيفة التكيف.
-3وظيفة الحماية واألمن :وهي بالنسبة للنظام اإلقليمي ،موطن عالقات القوة بينه وبين البيئة
الدولية ،وتتعلق هذه الوظيفة بمجموعة القيم األساسية الخاصة باإلقليمية ،والتي تفترض دفاع أطراف النظام
اإلقليمي عن بعضها البعض إزاء أي تهديد خارجي ،وإ ّال سيتحول هذا النظام إلى مجرد جماعة ثقافية أو
منطقة حضارية ال أكثر.
-4وظيفة تحقيق األهداف :وهب وظيفة تتوحد فيها أطراف النظام اإلقليمي أو تفترق ،ذلك أن الدول
تدخل في ترتيبات إقليمية بإرادتها عندما تتوقع أن تتحقق أهدافها على نحو أفضل من خالل التعاون ،وهنا
تكمن قدرة النظام على التوفيق ،وبناء التراضي بين كل أطرافه ،بحيث يرى كل طرف أن له مصلحة مؤّك دة
في هذا االرتباط ،وعلى هذا األساس ،فإن النظام اإلقليمي يتطور تبعا لدرجة نضوج عملية بناء اإلجماع داخله.
3
الدور اإلقليمي: .2
عادة ما ينصرف الدور اإلقليمي إلى اإلقليم الذي تقع فيه الوحدة الدولية .فنادرًا ما تطمح الوحدات
الدولية إلى االضطالع بدور في أقاليم ال تقع فيها جغرافيًا ألن قدرتها على االضطالع بأعباء الدول يكون
باهظة في تلك الحالة ،باستثناء الدول الكبرى التي قد تتوافر لها المقدرات لالضطالع بأعباء الدور في أقاليم
بعيدة عنها جغرافيًا .ولكن الدول قد تغير من حدود اإلقليم بما يتناسب مع طموحاتها ،كما حدث حينما سعت
الواليات المتحدة إلى إعادة تعريف الشرق األوسط في إطار مشروع "الشرق األوسط األكبر" بحيث يشمل دوًال
تقع في وسط وجنوبي آسيا ،وحددت دورها في هذا الشرق األوسط الذي تم توسيع حدوده ليشمل نشر
()4
الديمقراطية .
التكامل اإلقليمي: .3
يعتبر التكامل أحد أشكال التفاعالت الدولية ،وتثير دراسته كثيرًا من المشاكل والقضايا سواء على
المستوى النظري أو الجانب التطبيقي فيما يتعلق بجدواه ومجاالته وخصائصه وإ مكانية تحقيقه ،وما إذا كان
يقصد به التكامل الدولي أم التكامل اإلقليمي ،حيث أن فكرة التكامل هي واحدة من االتجاهات والنظريات
والمتعلقة بكيفية صيانة السلم واألمن الدوليين وحل المنازعات بين الدولي .وفكرة التكامل كظاهرة عالج لتلك
العالقات بغرض التخفيف من حدة الصراعات والحروب أو القضاء عليها ،وذلك لالنتقال بمجموعة من الدول
()5
التي ترغب في التكامل إلى مستوى أرقي من التنظيم وتوزيع الوظائف والتعاون والتقدم .
عرف "ليون ليندبرج" " "Leon Lindbergالتكامل اإلقليمي بأنه العملية التي تجد فيها الدول نفسها
راغبة أو عاجزة عن إدارة شؤونها الخارجية أو شؤونها الداخلية الرئيسية باستقاللية عن بعضها البعض،
وتسعى بدًال عن ذلك التخاذ قرارات مشتركة في هذه الشؤون أو تفوض أمرها فيها لمؤسسة جديدة منظمة
دولية مثًال ،أو هي العملية التي تقتنع من خاللها مجموعة من المجتمعات السياسية بتحويل نشاطاتها السياسية
إلى مركز جديد(.)6
كما يُع تبر التكامل الدولي التكامل اإلقليمي إحدى مسائله األساسية ،وقد برزت فكرة التكامل اإلقليمي
بعد الحرب العالمية الثانية وبداية الحرب الباردة ،لتمثل مركزًا وسطًا ما بين الوضع الذي كان سائدًا وهو
انقسام العالم إلى الدول ،وبين الوضع الذي يسمح بإقامة حكومة عالمية .وعليه فاالهتمام بالتكامل اإلقليمي يعود
جوهره إلى نظرية أخالقية وقيمية تقوم على بناء نمط من التفاعالت بين دول في إقليم معين ،يؤدى إلى خلق
أنماط جديدة ممكنة للمجتمعات اإلنسانية بطريقة سلمية وعلى درجة عالية من التنظيم ،مع خلق الشروط
()7
والعمليات الالزمة لتحقيق هذا الوضع .
التكامل السياسي: .4
يعد التكامل العملية التي تتضمن تحول الوالءات والنشاطات السياسية لقوى سياسية في دول متعددة
ومختلفة نحو مركز جديد تكون لمؤسساته صالحيات تتجاوز صالحيات الدول القومية القائمة( ،)8وانطالقًا من
)(4د.محمد السيد سليم" ،مفهوم الدور اإلقليمي" ،في" :التطورات المعاصرة لدور مصر اإلقليمي" ،أوراق المؤتمر السنوي الثاني
للبحوث السياسة ،جامعة القاهرة ،كلية االقتصاد والعلوم السياسية 31 – 30 ،ديسمبر ،2008ص ص.16-14
() Laursen, Finn, “Comparative Regional Economic Integration: The European and Other
5
4
هذا التعريف يضيف البعض بعد جديد لدراسة التكامل سواءًا الدولي أو اإلقليمي ،والمتعلق بمسألة نقل
الوالءات من إطارها المحلي الدولة القومية إلى إطارها الواسع التكتل بين الدول المتكاملة(.)9
وعليه ،يقصد بالتكامل السياسي إدماج المؤسسات السياسية القومية ونقل السيادة على السياسة
الخارجية واألمنية إلى أجهزة دولية مشتركة ،والتكامل السياسي ال يتطلب دائمًا إلغاء الحكومات الوطنية –
مثلما هو الحال في نموذج الوحدة الفيدرالية – ولكنه قد يقتصر على نقل سلطاتها في بعض االختصاصات إلى
هذه المؤسسات وفق نمط التكامل الكنفدرالي الذي ال يتطلب تخلي الدولة عن سيادتها الكاملة خصوصًا في
سياستها الداخلية(.)10
ومما ال شك فيه أن التكامل السياسي يعد من أصعب أنواع التكامل تحقيقًا وذلك أن هذا النمط من التكامل يؤدي
إلى تقييد سياسة الدولة وسلطتها في عملية اتخاذ القرارات المناسبة لمواطنيها( .)11كما يصطدم هذا النوع من
التكامل بالنزعات واالعتبارات القومية مما دفع بالبعض الشتراط التكامل االقتصادي كخطوة أولى سابقة
له(.)12
)(8جيمس دورتي ،روبرت بالتسجراف ،النظريات المتضاربة في العالقات الدولية ،ترجمة وليد عبد الحي ،بيروت ،كاظمة للنشر
والترجمة والتوزيع ،1985 ،ص ص.270-268
)(9المرجع السابق ،ص.271
)(10د.إسماعيل صبري مقلد ،نظريات السياسة الدولية :دراسة تحليلية مقارنة ،الكويت ،دار ذات السالسل ،1982 ،ص ص
.379-377
)(11محمد محمود األمام ،تجارب التكامل العالمية ومغزاها للتكامل العربي ،بيروت ،مركز دراسات الوحدة العربية ،2004 ،ص
ص.246-244
)(12المرجع السابق ،ص.257
5
المحاضرة الثالثة
المنهج التاريخى:
وذلك من منطلق أن الظاهرة السياسية شأنها شأن الظواهر االجتماعية األخرى ،هى تراكم لمجموعة من
العوامل التى حدث بينها تفاعل مع مرور الزمن ومعالم السياسة هنا يستطيع أن يجعل التاريخ إطارًا لمعرفة
الماضى والسياسة أكثر ارتباطا بالتاريخ من أى علم آخر ،كما أن التاريخ يوصف بأنه علم السياسة الجارية،
ولذلك ومن خالل استخدام هذا المنهج سوف نستطيع الحصول على كثير من الوثائق والمعلومات التى
ستساعدنا فى التوصل إلى حقيقة تأثير العالقات بين كل من سوريا وإ يران على القضايا العربية ،ويمكن
اإلشارة إلى مجموعة من المحاذير والشروط المرتبطة باستخدام هذا المنهج من جانب الباحثين على النحو
التالى(:)13
يكون استخدام التاريخ واألحداث وفق إطار نظري محدد إلثبات فرضية معينة أو تأكيد أهمية تواتر معين
من التفاعالت والتطورات.
ال يستخدم المنهج التاريخى أو يطبق للحشو أو لحشد كم من المعلومات دون االهتمام بتحليل تلك العوامل
لخدمة أهداف البحث ومعالجة المشكلة البحثية.
التحليل وليس الوصف هو الفيصل فالباحث الذى يقتصر على السرد التاريخى يضع جهده فى عداد
البحوث الشكلية التى عفا عليها الزمن
رغم اختالف كل حالة قد يفضل استخدام منهج أو أداة بحثية إضافية ويحدد بوضوح نطاق وحدود وأهداف
استخدام التاريخ.
المحاضرة الرابعة :
أوال :المشكلة البحثية
تصاغ مشكلة البحث عادة بواحد من طريقتين .
يمكن أن تصاغ المشكلة في عبارة لفظية تقريرية .1
يمكن أن تصاغ المشكلة كذلك في شكل سؤال .2
لذلك يستلزم مسألة اختيار المشكلة البحثية وتحديد صياغتها معالجة خمسة نقاط بالغة األهمية ترسم الصورة
الكلية للموضوع وهي :
ماهية المشكلة البحثية . أ-
وصف المشكلة البحثية . ب-
كيفية تحديدها وصياغتها وأخطاء ذلك . ت-
مصادر واختيار المشكلة البحثية وأساليب الوصول إليها . ث-
معايير اختيارها وشروط جودتها . ج-
مع العلم بأنة يجب أن يقوم الباحث باختيار مشكلته البحثية ينتقل إلى صياغتها أي تحديدها في صورة دقيقة
وواضحة بحيث ال تكون شديدة االتساع أو بالغة الضيق .
)(13د.كمال المنوفى ،أصول النظم السياسية المقارنة ،الكويت ،شركة الربيعان للنشر والتوزيع ،1987 ،ص ص .75-71
6
ثانيا :الفرض العلمي وشروطة
الفرض العلمي هو عالقة بين متغيرين تنوع من حيث الطبيعة واالتجاة على النحو التالي :
وفقا لمعيار الطبيعة عالقة سببية و وعالقة التتابع .A
وفيما يتعلق باتجاة العالقة يؤخد صورتين طردية وعكسية .B
ادا ما قمنا بالمزاوجة بين طبيعة العالقة واتجاهها يكون لدينا اربعة نمادج سببية موجبة وسببية سالبة .C
وعالقة تتابع سالبة وعالقة تتابع موجبة
اما الشروط فهي :
التحديد الواضح لمتغير الفرض العلمي . .1
التحديد الواضح بين المتغيرين واتجاههما . .2
الحرص على الصياغة العامة المجردة للفرض . .3
االبتعاد عن االحكام الغيبية في صياغة الفرض . .4
ضرورة صياغة الفروض في الفاض سهلة واضحة التأويل . .5
ضرورة أن يتصل الفرض بالواقع ويتسق معة الى حد كبير . .6
7