You are on page 1of 7

‫المقياس ‪ :‬مناهج البحث في العالقات الدولية‬

‫السنة الثالثة ‪ :‬تخصص عالقات دولية‬


‫مدرس المساق ‪ :‬د‪ .‬منير موسى أبو رحمة‬
‫المحاضرة االولى ‪:‬‬
‫‪ .1‬النظام اإلقليمي (اإلقليمية)‪:‬‬
‫هو مفهوم حديث في دراسة العالقات الدولية‪ ،‬حيث لم يتم تداوله إال في الستينيات والسبعينيات من القرن‬
‫العشرين‪ ،‬وأن كان يمكن إرجاع جذوره في الفكر السياسي المتعلق بالشئون الدولية منذ زمن بعيد حيث كان مفهوم‬
‫(‪)1‬‬
‫اإلقليمية أحد الموضوعات األساسية في مجال التنظيم الدولي ‪ ،‬ودار جدل طويل حول ما سمي بالعالمية في‬
‫مواجهة اإلقليمية وأي المنهاجين ينبغي أتباعه لتنظيم المجتمع الدولي‪ ،‬وحفظ السلم بين الدول‪ ،‬فكان هناك من‬
‫أقترح تنظيمًا عالميًا يشمل جميع الدول وهؤالء هم أنصار العالمية؛ بينما رأي آخرون‪ ،‬أن إقامة تنظيمات إقليمية‬
‫هي الطريق األفضل لتحقيق السالم واألمن الدوليين ذلك ألنه من األيسر إقامة تنظيمات إقليمية‪ .‬كما أن التنظيم‬
‫اإلقليمي قد يكون أكثر فاعلية‪ ،‬وأكثر قدرة على الحركة بالمقارنة مع التنظيمات الدولية‪ ،‬وأضاف أصحاب هذا‬
‫(‪)2‬‬
‫الرأي أنه من الخطأ النظر إلى اإلقليمية كبديل للعالمية ‪.‬‬
‫كما أن مستوى النظام اإلقليمي هو النظام التابع ‪ ،Regional or Subordinate System‬وهو‬
‫المستوى التحليلي الذي يستند على أن النظام الدولي‪ ،‬يتكون من أنظمة إقليمية أو فرعية‪ ،‬ويقصد به أن نظام‬
‫التفاعالت الدولية في منطقة ما يحدد عادة على أساس جغرافي‪ ،‬أي على مستوى إقليمي‪ ،‬وحسب هذا المستوى‬
‫فإن معرفة العالقات والتأثيرات والمشاكل والقضايا في إقليم محدد‪ ،‬يساعد على فهم ومعالجة هذه المسائل‪،‬‬
‫وبالتالي فهم ومعالجة النظام الدولي ككل‪ .‬أيضًا وحسب هذا المستوى يمكن تحديد العالقات والتأثيرات المتبادلة‬
‫بين الدولي واإلقليمي األمر الذي ينطوي عليه تسهيل عملية الضبط والمراقبة والتحكم في القضايا القائمة وتلك‬
‫التي يمكن أن تظهر مستقبًال(‪.)3‬‬
‫أوال ‪ :‬النظام اإلقليمي‬
‫نشأ مفهوم النظام اإلقليـمي في الستينات والسبعينات‪ ،‬وتعود أصول الفكرة إلى مصدرين أساسيين في‬
‫أدبيات العالقات الدولية‪ ،‬أولهما اإلقليمية وهي كمدرسة نشأت لمواجهة العالمية التي دعت إلى بناء نظام دولي‬
‫جديد يحفظ السلم واإلستقرار‪ ،‬واعتبر دعاة اإلقليمية أن بناء التجمعات اإلقليمية هي الوسيلة األفضل واألكثر‬
‫عمليا للحفاظ على األمن والسلم الدوليين‪ ،‬في حين كان دعاة العالمية قد دعوا إلى إقامة حكومة عالمية تضم‬
‫جميع الدول كأفضل وسيلة لحفظ االستقرار ومنع الحروب‪ .‬ويرجع المصدر الثاني لمفهوم النظام اإلقليمي إلى‬
‫دراسات التكامل لكافة فروعها وخاصة التكامل االقتصادي‪.‬‬
‫وإ لى جانب هاذين المصدرين الفكريين لنشأة النظام اإلقليمي‪ ،‬كانت هناك أيضا مستجّد ات دولية‬
‫ساهمت في ذلك‪ .‬في هذا السياق يقّد م أوران يـونـغ ‪ Oran Young‬نموذج اإلنقطاع ‪ Discontinuities‬في‬
‫النظام الدولي الذي يفّس ر المعطيات العملية لقيام النظم اإلقليمية‪ .‬ويظهر هذا النموذج كيف أن أنماط التأثير‬
‫الكونية واإلقليمية يقسم بعضها بالتطابق والبعض اآلخر باالنقطاع‪ .‬ويستتبع ذلك ظهور تشابه في أنماط‬
‫العالقات وأنواع المصالح بين اإلطار الكوني واألطر اإلقليمية المختلفة‪.‬‬

‫()د‪.‬محمد السعيد إدريس‪ ،‬تحليل النظم اإلقليمية‪ :‬دراسة في أصول العالقات الدولية اإلقليمية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مركز األهرام للدراسات‬ ‫‪1‬‬

‫السياسية واالستراتيجية‪ ،2001 ،‬ص ص‪.9-7‬‬


‫‪ )(2‬د‪.‬على الدين هالل‪ ،‬جميل مطر‪ ،‬النظام اإلقليمي العربي‪ :‬دراسة في العالقات السياسية العربية‪ ،‬بيروت‪ ,‬مركز دراسات‬
‫الوحدة العربية‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،1988 ،‬ص‪.14‬‬
‫‪() David J. Myers, ed., Regional Hegemons: Threat Perception and Strategic Response,‬‬
‫‪3‬‬

‫‪Boulder: Westview, 1991, pp.3-9.‬‬

‫‪1‬‬
‫ويرى يونغ مثال أن بعض المناطق لها خصوصيتها الفريدة التي تميزها عن مناطق أخرى‪،‬‬
‫ولئن كانت هناك عوامل تأثير دولية موجودة في كافة المناطق إّال أن هناك أيضا عوامل التأثير الخاصة بكل‬
‫منطقة‪ ،‬والتي بدورها تؤثر في أنماط العالقات والتفاعالت القائمة في المنطقة‪ ،‬والتي تميزها عن أنماط‬
‫العالقات والتفاعالت في مناطق أخرى أو على المستوى الكوني‪ .‬ويرى يونغ أن ما زاد من أهمية إعتماد‬
‫مفهوم النظام اإلقليمي كأداة تحليل سياسية‪ ،‬حدوث مستجدات في غياب حرب دولية عالمية تؤدي إلى إحداث‬
‫تمحور على المستوى الدولي مما سمح لكل منطقة أن تطور بشكل أو بآخر خصوصياتها‪ ،‬وإ ندثار القوة بشكل‬
‫تدريجي في النظام الدولي بالرغم من محافظة القوتين العظميين (سابقا) على نفوذهما الكبير‪ ،‬وقيام أو إعادة‬
‫إحياء قوى كبرى وقوى إقليمية وازدياد عدد الدول المستقلة بشكل كبير‪ ،‬خاصة في إفريقيا وآسيا‪ ،‬وازدياد‬
‫مستوى الوعي السياسي الذي يتخّطى أحيانا حدود الدولة إلى حدود المنطقة‪ ،‬وأخيرا قيام نزاعات جديدة ال‬
‫عالقة للقوتين العظميين بإنشائها‪.‬‬
‫إزاء هذه الخلفيات صدرت مع مطلع السبعينيات دراسة مقارنة بعنوان "السياسة الدولية في األقاليم"‬
‫لألستاذين لويس كانتوري وستيفن سبيغل‪ ،‬كان من شأنها إعطاء دفعة للجهود النظرية واالهتمام التطبيقي‬
‫بمفهوم النظام اإلقليمي‪ ،‬حيث رأيا أن هناك أسبابا سّت العتماد مفهوم النظام الدولي اإلقليمي كأداة تحليل في‬
‫السياسة الدولية‪ ،‬هي التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬يساهم هذا المفهوم في تعميق دراسة العالقات الدولية من حيث تقديمه مستوى متوسطا للتحليل‬
‫بين المستوى الدولي ومستوى الوحدات‪/‬األطراف في النظام الدولي‪.‬‬
‫‪ -2‬يساعد في تصحيح رؤية بعض الباحثين والدارسين الذين يتعاملون مع مختلف األحداث من‬
‫منظور النظام المهيمن (القوتين العظميين سابقا) أو النظام الدولي بشكل عام‪ ،‬بحيث يغيبون عوامل عديدة هامة‬
‫تتعلق بطبيعة وخصوصيات الحدث أو الظاهرة السياسية على المستوى اإلقليمي‪ .‬فهناك أحداث كثيرة ال يمكن‬
‫رّد أسبابها إلى المستوى الدولي أو مستوى النظام المهيمن‪ ،‬بل هي نتاج عوامل إقليمية أو عوامل ما دون‬
‫اإلقليمية‪.‬‬
‫‪ -3‬يساعد هذا المفهوم أخّص ائيي المناطق الذين يهتمون بدراسة الدول بأن يوسعوا مجال دراساتهم‬
‫لتشمل السمات المشتركة بين الدول على المستوى اإلقليمي في مناطق تخصصهم‪ .‬كذلك يساعد هذا المفهوم‬
‫المختصين بالشؤون الدولية لزيادة معلوماتهم عن خصوصيات كل منطقة وسماتها الهامة‪.‬‬
‫‪ - 4‬يساعد أيضا‪ ،‬في القيام بالدراسات المقارنة لسياسة الدولة على المستويين اإلقليمي والدولي‪.‬‬
‫‪ - 5‬يساعد في الدراسة المقارنة بين منطقتين مختلفتين الستخراج سمات التشابه والتمايز بينهما‪.‬‬
‫وكذلك الدراسة المقارنة للمنطقة ذاتها في فترتين تاريخيتين مختلفتين الستنباط السمات الجديدة للمنطقة‪.‬‬
‫‪ -6‬يساعد أيضا في دراسة التفاعل بين المستويات المختلفة في النظام الدولي‪ ،‬كالتفاعل مثال بين‬
‫النظام المهيمن (نظام القوتين العظميين سابقا) ونظام إقليمي معين‪ .‬وفي هذا السياق يدرس مثال اختراق القوتين‬
‫العظميين –سابقا‪ -‬للنظام اإلقليمي وتنافسهما حوله‪.‬‬
‫وقسم الكاتبان النظام اإلقليمي إلى ثالث أجزاء‪ ،‬هي منطقة القلب‪ ،‬منطقة الهامش‪ ،‬ونظام التغلغل‪.‬‬
‫واعتبرا أن األول يضم الدول التي تشكل المحور المركزي للسياسة الدولية للمنطقة‪ ،‬أما منطقة الهامش فتضم‬
‫الدول التي هي بعيدة عن قلب النظام بدرجة معينة نتيجة عوامل اجتماعية أو سياسية أو إقتصادية أو تنظيمية‪،‬‬
‫ولكن مع ذلك تقوم بدور معين في سياسة النظام اإلقليمي‪ ،‬أما نظام التغلغل فيضم الدول الخارجية عن النظام‬
‫والتي تقوم بدورها سياسيا في العالقات الدولية لهذا النظام‪ .‬واعتبر الكاتبان أن هناك أربع فئات من المتغيرات‬

‫‪2‬‬
‫تحّد د موقع الدول في التقسيمات الثالث وتحّد د طبيعة النظام بشكل عام‪ ،‬هي طبيعة ومستوى التماسك في‬
‫النظام‪ ،‬طبيعة االتصاالت في النظام‪ ،‬مستوى القوة أو اإلمكانات في النظام وبنية العالقات وأنماطها‪.‬‬
‫المحاضرة الثانية ‪:‬‬
‫وللنظام اإلقليمي أربع وظائف رئيسية هي‪:‬‬
‫‪ - 1‬وظيفة التكيف‪ :‬تتصل هذه الوظيفة بالكفاءة الفنية لمؤسسات النظام اإلقليمي ويتوقف أداء هذه‬
‫الوظيفة على استعداد أطراف النظام بالتنازل عن بعض صفات السيادة في عالقاتهم المتبادلة بهدف السيطرة‬
‫على الصراعات والمنافسات بينهم‪.‬‬
‫‪ -2‬الوظيفة التكاملية‪ :‬ويقوم بها النظام اإلقليمي عن طريق تدعيم الصالت الداخلية بين أطرافه على‬
‫المستوى الرسمي وغير الرسمي‪ ،‬بحيث تصبح الموارد‪ ،‬التي تتحّر ك في ذلك اإلطار‪ ،‬أكبر وأكثر ديناميكية من‬
‫تلك التي تتحّر ك وفقا لقواعد خاصة بكل طرف أو وحدة من وحدات هذا النظام‪.‬‬
‫ويؤدي األداء الناجح لهذه الوظيفة إلى تدعيم القيم الخاصة باإلقليم في الممارسات العملية حيث يدخل‬
‫إليها اإلعتبارات الديناميكية‪ ،‬وبذلك ترتبط وظيفة التكامل بوظيفة التكيف‪.‬‬
‫‪ -3‬وظيفة الحماية واألمن‪ :‬وهي بالنسبة للنظام اإلقليمي‪ ،‬موطن عالقات القوة بينه وبين البيئة‬
‫الدولية‪ ،‬وتتعلق هذه الوظيفة بمجموعة القيم األساسية الخاصة باإلقليمية‪ ،‬والتي تفترض دفاع أطراف النظام‬
‫اإلقليمي عن بعضها البعض إزاء أي تهديد خارجي‪ ،‬وإ ّال سيتحول هذا النظام إلى مجرد جماعة ثقافية أو‬
‫منطقة حضارية ال أكثر‪.‬‬
‫‪ -4‬وظيفة تحقيق األهداف‪ :‬وهب وظيفة تتوحد فيها أطراف النظام اإلقليمي أو تفترق‪ ،‬ذلك أن الدول‬
‫تدخل في ترتيبات إقليمية بإرادتها عندما تتوقع أن تتحقق أهدافها على نحو أفضل من خالل التعاون‪ ،‬وهنا‬
‫تكمن قدرة النظام على التوفيق‪ ،‬وبناء التراضي بين كل أطرافه‪ ،‬بحيث يرى كل طرف أن له مصلحة مؤّك دة‬
‫في هذا االرتباط‪ ،‬وعلى هذا األساس‪ ،‬فإن النظام اإلقليمي يتطور تبعا لدرجة نضوج عملية بناء اإلجماع داخله‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫الدور اإلقليمي‪:‬‬ ‫‪.2‬‬
‫عادة ما ينصرف الدور اإلقليمي إلى اإلقليم الذي تقع فيه الوحدة الدولية‪ .‬فنادرًا ما تطمح الوحدات‬
‫الدولية إلى االضطالع بدور في أقاليم ال تقع فيها جغرافيًا ألن قدرتها على االضطالع بأعباء الدول يكون‬
‫باهظة في تلك الحالة‪ ،‬باستثناء الدول الكبرى التي قد تتوافر لها المقدرات لالضطالع بأعباء الدور في أقاليم‬
‫بعيدة عنها جغرافيًا‪ .‬ولكن الدول قد تغير من حدود اإلقليم بما يتناسب مع طموحاتها‪ ،‬كما حدث حينما سعت‬
‫الواليات المتحدة إلى إعادة تعريف الشرق األوسط في إطار مشروع "الشرق األوسط األكبر" بحيث يشمل دوًال‬
‫تقع في وسط وجنوبي آسيا‪ ،‬وحددت دورها في هذا الشرق األوسط الذي تم توسيع حدوده ليشمل نشر‬
‫(‪)4‬‬
‫الديمقراطية ‪.‬‬
‫التكامل اإلقليمي‪:‬‬ ‫‪.3‬‬
‫يعتبر التكامل أحد أشكال التفاعالت الدولية‪ ،‬وتثير دراسته كثيرًا من المشاكل والقضايا سواء على‬
‫المستوى النظري أو الجانب التطبيقي فيما يتعلق بجدواه ومجاالته وخصائصه وإ مكانية تحقيقه‪ ،‬وما إذا كان‬
‫يقصد به التكامل الدولي أم التكامل اإلقليمي‪ ،‬حيث أن فكرة التكامل هي واحدة من االتجاهات والنظريات‬
‫والمتعلقة بكيفية صيانة السلم واألمن الدوليين وحل المنازعات بين الدولي‪ .‬وفكرة التكامل كظاهرة عالج لتلك‬
‫العالقات بغرض التخفيف من حدة الصراعات والحروب أو القضاء عليها‪ ،‬وذلك لالنتقال بمجموعة من الدول‬
‫(‪)5‬‬
‫التي ترغب في التكامل إلى مستوى أرقي من التنظيم وتوزيع الوظائف والتعاون والتقدم ‪.‬‬
‫عرف "ليون ليندبرج" "‪ "Leon Lindberg‬التكامل اإلقليمي بأنه العملية التي تجد فيها الدول نفسها‬
‫راغبة أو عاجزة عن إدارة شؤونها الخارجية أو شؤونها الداخلية الرئيسية باستقاللية عن بعضها البعض‪،‬‬
‫وتسعى بدًال عن ذلك التخاذ قرارات مشتركة في هذه الشؤون أو تفوض أمرها فيها لمؤسسة جديدة منظمة‬
‫دولية مثًال‪ ،‬أو هي العملية التي تقتنع من خاللها مجموعة من المجتمعات السياسية بتحويل نشاطاتها السياسية‬
‫إلى مركز جديد(‪.)6‬‬
‫كما يُع تبر التكامل الدولي التكامل اإلقليمي إحدى مسائله األساسية‪ ،‬وقد برزت فكرة التكامل اإلقليمي‬
‫بعد الحرب العالمية الثانية وبداية الحرب الباردة‪ ،‬لتمثل مركزًا وسطًا ما بين الوضع الذي كان سائدًا وهو‬
‫انقسام العالم إلى الدول‪ ،‬وبين الوضع الذي يسمح بإقامة حكومة عالمية‪ .‬وعليه فاالهتمام بالتكامل اإلقليمي يعود‬
‫جوهره إلى نظرية أخالقية وقيمية تقوم على بناء نمط من التفاعالت بين دول في إقليم معين‪ ،‬يؤدى إلى خلق‬
‫أنماط جديدة ممكنة للمجتمعات اإلنسانية بطريقة سلمية وعلى درجة عالية من التنظيم‪ ،‬مع خلق الشروط‬
‫(‪)7‬‬
‫والعمليات الالزمة لتحقيق هذا الوضع ‪.‬‬
‫التكامل السياسي‪:‬‬ ‫‪.4‬‬
‫يعد التكامل العملية التي تتضمن تحول الوالءات والنشاطات السياسية لقوى سياسية في دول متعددة‬
‫ومختلفة نحو مركز جديد تكون لمؤسساته صالحيات تتجاوز صالحيات الدول القومية القائمة(‪ ،)8‬وانطالقًا من‬

‫‪ )(4‬د‪.‬محمد السيد سليم‪" ،‬مفهوم الدور اإلقليمي"‪ ،‬في‪" :‬التطورات المعاصرة لدور مصر اإلقليمي"‪ ،‬أوراق المؤتمر السنوي الثاني‬
‫للبحوث السياسة‪ ،‬جامعة القاهرة‪ ،‬كلية االقتصاد والعلوم السياسية‪ 31 – 30 ،‬ديسمبر ‪ ،2008‬ص ص‪.16-14‬‬
‫‪() Laursen, Finn, “Comparative Regional Economic Integration: The European and Other‬‬
‫‪5‬‬

‫‪Processes”, International Review of Administrative Sciences, Vol. 57, 1991, pp.515-526.‬‬


‫‪() Leon N. Lindberg, and Stuart A. Scheingold, Europe's Would-Be Polity: Patterns of Change in‬‬
‫‪6‬‬

‫‪the European Community, Englewood-Cliffs, N.J.: Prentice-Hall, Inc. 1970.‬‬


‫‪ )(7‬د‪.‬محمد السعيد إدريس‪ ،‬تحليل النظم اإلقليمية‪ :‬دراسة في أصول العالقات الدولية اإلقليمية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.48-44‬‬

‫‪4‬‬
‫هذا التعريف يضيف البعض بعد جديد لدراسة التكامل سواءًا الدولي أو اإلقليمي‪ ،‬والمتعلق بمسألة نقل‬
‫الوالءات من إطارها المحلي الدولة القومية إلى إطارها الواسع التكتل بين الدول المتكاملة(‪.)9‬‬
‫وعليه‪ ،‬يقصد بالتكامل السياسي إدماج المؤسسات السياسية القومية ونقل السيادة على السياسة‬
‫الخارجية واألمنية إلى أجهزة دولية مشتركة‪ ،‬والتكامل السياسي ال يتطلب دائمًا إلغاء الحكومات الوطنية –‬
‫مثلما هو الحال في نموذج الوحدة الفيدرالية – ولكنه قد يقتصر على نقل سلطاتها في بعض االختصاصات إلى‬
‫هذه المؤسسات وفق نمط التكامل الكنفدرالي الذي ال يتطلب تخلي الدولة عن سيادتها الكاملة خصوصًا في‬
‫سياستها الداخلية(‪.)10‬‬
‫ومما ال شك فيه أن التكامل السياسي يعد من أصعب أنواع التكامل تحقيقًا وذلك أن هذا النمط من التكامل يؤدي‬
‫إلى تقييد سياسة الدولة وسلطتها في عملية اتخاذ القرارات المناسبة لمواطنيها(‪ .)11‬كما يصطدم هذا النوع من‬
‫التكامل بالنزعات واالعتبارات القومية مما دفع بالبعض الشتراط التكامل االقتصادي كخطوة أولى سابقة‬
‫له(‪.)12‬‬

‫‪ )(8‬جيمس دورتي‪ ،‬روبرت بالتسجراف‪ ،‬النظريات المتضاربة في العالقات الدولية‪ ،‬ترجمة وليد عبد الحي‪ ،‬بيروت‪ ،‬كاظمة للنشر‬
‫والترجمة والتوزيع‪ ،1985 ،‬ص ص‪.270-268‬‬
‫‪ )(9‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.271‬‬
‫‪ )(10‬د‪.‬إسماعيل صبري مقلد‪ ،‬نظريات السياسة الدولية‪ :‬دراسة تحليلية مقارنة‪ ،‬الكويت‪ ،‬دار ذات السالسل‪ ،1982 ،‬ص ص‬
‫‪.379-377‬‬
‫‪ )(11‬محمد محمود األمام‪ ،‬تجارب التكامل العالمية ومغزاها للتكامل العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،2004 ،‬ص‬
‫ص‪.246-244‬‬
‫‪ )(12‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.257‬‬

‫‪5‬‬
‫المحاضرة الثالثة‬
‫المنهج التاريخى‪:‬‬
‫وذلك من منطلق أن الظاهرة السياسية شأنها شأن الظواهر االجتماعية األخرى‪ ،‬هى تراكم لمجموعة من‬
‫العوامل التى حدث بينها تفاعل مع مرور الزمن ومعالم السياسة هنا يستطيع أن يجعل التاريخ إطارًا لمعرفة‬
‫الماضى والسياسة أكثر ارتباطا بالتاريخ من أى علم آخر‪ ،‬كما أن التاريخ يوصف بأنه علم السياسة الجارية‪،‬‬
‫ولذلك ومن خالل استخدام هذا المنهج سوف نستطيع الحصول على كثير من الوثائق والمعلومات التى‬
‫ستساعدنا فى التوصل إلى حقيقة تأثير العالقات بين كل من سوريا وإ يران على القضايا العربية‪ ،‬ويمكن‬
‫اإلشارة إلى مجموعة من المحاذير والشروط المرتبطة باستخدام هذا المنهج من جانب الباحثين على النحو‬
‫التالى(‪:)13‬‬
‫يكون استخدام التاريخ واألحداث وفق إطار نظري محدد إلثبات فرضية معينة أو تأكيد أهمية تواتر معين‬ ‫‪‬‬
‫من التفاعالت والتطورات‪.‬‬
‫ال يستخدم المنهج التاريخى أو يطبق للحشو أو لحشد كم من المعلومات دون االهتمام بتحليل تلك العوامل‬ ‫‪‬‬
‫لخدمة أهداف البحث ومعالجة المشكلة البحثية‪.‬‬
‫التحليل وليس الوصف هو الفيصل فالباحث الذى يقتصر على السرد التاريخى يضع جهده فى عداد‬ ‫‪‬‬
‫البحوث الشكلية التى عفا عليها الزمن‬
‫رغم اختالف كل حالة قد يفضل استخدام منهج أو أداة بحثية إضافية ويحدد بوضوح نطاق وحدود وأهداف‬
‫استخدام التاريخ‪.‬‬
‫المحاضرة الرابعة ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬المشكلة البحثية‬
‫تصاغ مشكلة البحث عادة بواحد من طريقتين ‪.‬‬
‫يمكن أن تصاغ المشكلة في عبارة لفظية تقريرية‬ ‫‪.1‬‬
‫يمكن أن تصاغ المشكلة كذلك في شكل سؤال‬ ‫‪.2‬‬
‫لذلك يستلزم مسألة اختيار المشكلة البحثية وتحديد صياغتها معالجة خمسة نقاط بالغة األهمية ترسم الصورة‬
‫الكلية للموضوع وهي ‪:‬‬
‫ماهية المشكلة البحثية ‪.‬‬ ‫أ‌‪-‬‬
‫وصف المشكلة البحثية ‪.‬‬ ‫ب‌‪-‬‬
‫كيفية تحديدها وصياغتها وأخطاء ذلك ‪.‬‬ ‫ت‌‪-‬‬
‫مصادر واختيار المشكلة البحثية وأساليب الوصول إليها ‪.‬‬ ‫ث‌‪-‬‬
‫معايير اختيارها وشروط جودتها ‪.‬‬ ‫ج‌‪-‬‬
‫مع العلم بأنة يجب أن يقوم الباحث باختيار مشكلته البحثية ينتقل إلى صياغتها أي تحديدها في صورة دقيقة‬
‫وواضحة بحيث ال تكون شديدة االتساع أو بالغة الضيق ‪.‬‬

‫‪ )(13‬د‪.‬كمال المنوفى‪ ،‬أصول النظم السياسية المقارنة‪ ،‬الكويت‪ ،‬شركة الربيعان للنشر والتوزيع‪ ،1987 ،‬ص ص ‪.75-71‬‬

‫‪6‬‬
‫ثانيا ‪ :‬الفرض العلمي وشروطة‬
‫الفرض العلمي هو عالقة بين متغيرين تنوع من حيث الطبيعة واالتجاة على النحو التالي ‪:‬‬
‫وفقا لمعيار الطبيعة عالقة سببية و وعالقة التتابع‬ ‫‪.A‬‬
‫وفيما يتعلق باتجاة العالقة يؤخد صورتين طردية وعكسية‬ ‫‪.B‬‬
‫ادا ما قمنا بالمزاوجة بين طبيعة العالقة واتجاهها يكون لدينا اربعة نمادج سببية موجبة وسببية سالبة‬ ‫‪.C‬‬
‫وعالقة تتابع سالبة وعالقة تتابع موجبة‬
‫اما الشروط فهي ‪:‬‬
‫التحديد الواضح لمتغير الفرض العلمي ‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫التحديد الواضح بين المتغيرين واتجاههما ‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫الحرص على الصياغة العامة المجردة للفرض ‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫االبتعاد عن االحكام الغيبية في صياغة الفرض ‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫ضرورة صياغة الفروض في الفاض سهلة واضحة التأويل ‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫ضرورة أن يتصل الفرض بالواقع ويتسق معة الى حد كبير ‪.‬‬ ‫‪.6‬‬

‫‪7‬‬

You might also like