You are on page 1of 7

‫المبحث الثالث‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬أسباب التحالف والتقارب بين الصوفية والسلطة‪.‬‬

‫كان للتحالف بين الطرق الصوفية والدولة العثمانية دور مهم في تاريخهما المش ترك‪ ،‬حيث‬
‫ساهم في استقرار الدولة العثمانية وتوسعها‪ ،‬ونشر اإلسالم في مناطق واسعة من العالم‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫وفيما يلي أهم أسباب هذا التحالف‪:‬‬

‫التش ابه العقائ دي بين الط رق الص وفية والدول ة العثماني ة‪ :‬الص وفية هي تي ار دي ني‬ ‫‪‬‬

‫داخ ل اإلس الم يرك ز على التجرب ة الروحي ة الشخص ية والتق رب من اهلل‪ .‬تط ورت‬
‫الص وفية كتح رك دي ني في العص ور األولى لإلس الم‪ ،‬وت أثرت بالعدي د من الم دارس‬
‫الفكري ة والثقاف ات‪ .‬ترك ز الص وفية على البع د ال داخلي وال روحي لإليم ان‪ ،‬وتؤك د على‬
‫المحبة والتسامح والتعاطف‪ُ .‬تعتبر الصوفية وسيلة لتحقيق التوازن بين البعد الدنيوي‬
‫وال روحي في الحي اة اإلس المية‪ .‬يس تخدم الص وفية الطق وس والتص وف كوس يلة للتأم ل‬
‫والوص ول إلى درج ات أعلى من ال وعي ال روحي وك انت الدول ة العثماني ة تس تند إلى‬
‫اإلسالم كدين رسمي وكانت تحكم وفًقا للشريعة اإلسالمية‪ .‬كانت الدولة العثمانية تجم ع‬
‫بين السياسة والدين في نظام إدارتها‪ ،‬وكان لديها خالفة إسالمية تعتبر رم ًز ا للسلطة‬
‫الديني ة والسياس ية‪ ،‬وبم ا أن الط رق الص وفية تس تند إلى العقي دة اإلس المية‪ ،‬وته دف إلى‬
‫نشر تعاليم اإلسالم وأخالقه بين الناس‪ .‬فإن الدولة العثمانية‪ ،‬فقد كانت دولة إسالمية‪،‬‬
‫وجعلت من اإلسالم دين الدولة الرسمي‪ ،‬كانت هنالك عالقة تقارب بينهما‪.‬‬

‫المص الح المش تركة بين الط رق الص وفية والدول ة العثماني ة‪ :‬ك انت الط رق الص وفية‬ ‫‪‬‬

‫تتمت ع بش عبية كب يرة بين الن اس‪ ،‬وك ان له ا ت أثير كب ير على المجتم ع‪ .‬وق د رأت الدول ة‬
‫العثمانية في الطرق الصوفية حليًف ا قوًي ا يمكن أن يساعدها في الحفاظ على االستقرار‬

‫‪ -‬سعد اهلل أبو القاسم‪ ،‬تاريخ الجزائر الثقافي (‪ ،)1830 - 1500‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،1998‬ج ‪ ،1‬ص ص ‪462461‬‬


‫االجتماعي واألمني في أراضيها‪ ،‬ومن هنا نرى أنه كانت الدولة العثمانية تستفيد من‬
‫دعم الطرق الصوفية في تحقيق االستقرار والسيطرة على التوترات االجتماعية‪.‬‬

‫الحاجة إلى مواجهة التحديات الخارجية‪ :‬واجهت الدولة العثمانية تحديات خارجية من‬ ‫‪‬‬

‫دول أوروبية منذ القرن الخامس عشر الميالدي‪ ،‬حيث بدأت هذه الدول في التوسع في‬
‫مناطق ذات أغلبية مسلمة‪ .‬وقد رأت الدولة العثمانية في الطرق الصوفية مصدًر ا مهًم ا‬
‫لل دعم العس كري في مواجه ة ه ذه التح ديات‪ ،‬وق د س اهمت الط رق الص وفية في ال دعم‬
‫‪2‬‬
‫العسكري للدولة العثمانية بعدة طرق‪ ،‬منها‪:‬‬

‫توفير المقاتلين‪ :‬ك انت الطرق الص وفية تتمتع بشعبية كبيرة بين الن اس‪ ،‬وك ان لها‬ ‫‪‬‬

‫أتباع من مختلف الفئات االجتماعية‪ ،‬بما في ذلك الفالحين والحرفيين والتجار‪ .‬وقد‬
‫اس تغلت الدول ة العثماني ة ه ذه الش عبية‪ ،‬حيث جن دت المق اتلين من أتب اع الط رق‬
‫الصوفية للمشاركة في الحروب‪.‬‬

‫توف ير ال دعم ال روحي‪ :‬ك ان للمتص وفين ت أثير كب ير على ال روح المعنوي ة للجن ود‬ ‫‪‬‬

‫العثم انيين‪ .‬فق د ك انوا يحث ون الجن ود على القت ال من أج ل اإلس الم‪ ،‬وك انوا يؤمن ون‬
‫بأن النصر في المعركة إنما هو نصر من اهلل‪.‬‬

‫توف ير ال دعم اللوجس تي‪ :‬ك انت الط رق الص وفية تمتل ك ش بكة واس عة من الزواي ا‬ ‫‪‬‬

‫والتكايا‪ ،‬والتي كانت تستخدم كمخازن للمؤن والسالح‪ .‬كما كانت الطرق الصوفية‬
‫تساهم في توفير النقل والرعاية الطبية للجنود العثمانيين‪.‬‬

‫وق د ب دأ ه ذا التح الف في الظه ور في الق رن الراب ع عش ر الميالدي‪ ،‬عن دما ب دأت‬
‫الدولة العثمانية في التوسع في مناطق ذات أغلبية مسلمة‪ .‬وقد ساهم هذا التحالف‬
‫في استقرار الدولة العثمانية وتوسعها‪ ،‬ونشر اإلسالم في مناطق واسعة من العالم‪.‬‬

‫‪ -‬ابن مريم عبد اهلل بن محمد بن أحمد البستان‪ ،‬في ذكر األولياء والعلماء في تلمسان‪ ،‬المطبعة الثعالبية الجزائر‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،1908‬ص ص ‪164 -174‬‬


‫المطلب الثاني‪ :‬مظاهر التحالف بين الصوفية والسلطة‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫اتخذ التحالف بين الطرق الصوفية والدولة العثمانية عدة مظاهر‪ ،‬منها‪:‬‬

‫الدعم العسكري‪ :‬دعمت الطرق الصوفية الغزوات العثمانية في مناطق مختلفة من العالم‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫وقد لعبت دوًر ا مهًم ا في نشر اإلسالم في هذه المناطق‪.‬‬

‫تع يين الط رق الص وفية في مناص ب حكومي ة‪ :‬عينت الدول ة العثماني ة ع دًد ا من ش يوخ‬ ‫‪‬‬

‫الطرق الصوفية في مناصب حكومية‪ ،‬وذلك تقديًر ا لخدماتهم للدولة‪.‬‬

‫منح الدولة العثمانية امتيازات للطرق الص وفية‪ :‬منحت الدول ة العثماني ة امتي ازات للط رق‬ ‫‪‬‬

‫الصوفية‪ ،‬مثل إعفاء شيوخ الطرق الصوفية من الضرائب‪ ،‬ومنحهم األراضي والعقارات‪.‬‬

‫التعاون في نشر اإلس الم‪ :‬تع اونت الط رق الص وفية م ع الدول ة العثماني ة في نش ر اإلس الم‬ ‫‪‬‬

‫في مناطق مختلفة من العالم‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫وفيما يلي بعض األمثلة على هذه المظاهر‪:‬‬

‫في فتح القسطنطينية عام ‪ ،1453‬لعبت الطرق الصوفية دوًر ا مهًم ا في حشد الرأي العام‬ ‫‪‬‬

‫ودعم الغ زو العثم اني‪ .‬كم ا ش ارك العدي د من المتص وفين في المعرك ة‪ ،‬وق د استش هد ع دد‬
‫منهم‪.‬‬

‫عينت الدولة العثمانية العديد من شيوخ الطرق الصوفية في مناصب حكومية‪ ،‬مثل القضاء‬ ‫‪‬‬

‫واإلفت اء واإلدارة‪ .‬ومن أش هر ه ؤالء الش يوخ‪ :‬الش يخ ص در ال دين القون وي‪ ،‬والش يخ عب د‬
‫القادر الجيالني‪ ،‬والشيخ محيي الدين بن عربي‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪- Bargės Abbé J.J.L Complément de l'histoire des Béni Zeiyan rois de Tlemcen, ouvrage du‬‬
‫‪cheikh M ed Abd Al Djalil Al Tenessy, Ernest Leroux librair-éditeur, Paris, 1887 p445.‬‬
‫‪ - 4‬ش دري معم ر رش يدة العلم اء والس لطة العثماني ة في الجزائ ر ف ترة ال دايات ‪1830-1671‬م‪ ،‬رس الة ماجس تير‪،‬‬
‫تخصص تاريخ حديث‪ ،‬الجزائر ‪ ،2006‬ص ‪.120‬‬
‫منحت الدول ة العثماني ة العدي د من االمتي ازات للط رق الص وفية‪ ،‬مث ل إعف اء ش يوخ الط رق‬ ‫‪‬‬

‫الصوفية من الضرائب‪ ،‬ومنحهم األراضي والعقارات‪ .‬كما سمحت الدولة العثماني ة للط رق‬
‫الصوفية ببناء الزوايا والتكايا‪.‬‬

‫تعاونت الطرق الصوفية مع الدولة العثمانية في نشر اإلسالم في مناطق مختلفة من الع الم‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫مثل البلقان والقوقاز وشمال أفريقيا‪ .‬وقد كان للمتصوفين دور مهم في تحويل العديد من‬
‫الناس إلى اإلسالم‪.‬‬

‫المبحث الرابع‪ :‬صراع السالطة مع الطرق الصوفية‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬أسباب الصراعات‪.‬‬

‫ش هدت العالق ة بين الص وفية والدول ة العثماني ة ف ترات من التع اون والتح الف‪ ،‬كم ا ش هدت‬
‫‪5‬‬
‫فترات من الصراع والتوتر‪ .‬وقد ساهمت عدة عوامل في حدوث هذه الصراعات‪ ،‬منها‪:‬‬

‫االختالفات المذهبية‪ :‬كانت الدولة العثمانية دولة سنية‪ ،‬بينما كانت بعض الطرق الصوفية‬ ‫‪‬‬

‫تتب ع الم ذاهب الش يعية أو اإلس ماعيلية‪ .‬وق د أدت ه ذه االختالف ات المذهبي ة إلى ح دوث‬
‫توترات بين الطرفين‪.‬‬

‫االختالفات في الممارس ات الديني ة‪ :‬ك انت الط رق الص وفية تم ارس بعض الش عائر الديني ة‬ ‫‪‬‬

‫التي لم تكن مقبولة لدى الدولة العثمانية‪ ،‬مثل االحتفال بمولد النبي محمد (صلى اهلل عليه‬
‫وس لم) وزي ارة األض رحة‪ .‬وق د أدت ه ذه االختالف ات في الممارس ات الديني ة إلى ح دوث‬
‫صراعات بين الطرفين‪.‬‬

‫الس عي إلى الس لطة‪ :‬ك انت بعض الط رق الص وفية تس عى إلى الحص ول على الس لطة‬ ‫‪‬‬

‫السياس ية واالقتص ادية‪ ،‬وق د أدت ه ذه الس عي إلى ح دوث ص راعات م ع الدول ة العثماني ة‪،‬‬
‫التي كانت تسعى إلى الحفاظ على سيطرتها على السلطة‪.‬‬

‫‪-‬سعد اهلل أبو القاسم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪266 - 265‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪6‬‬
‫وفيما يلي بعض األمثلة على الصراعات التي حدثت بين الصوفية والدولة العثمانية‪:‬‬

‫الصراع بين الدولة العثمانية والطرق الصوفية الشيعية‪ :‬واجهت الدول ة العثماني ة ص راًع ا‬ ‫‪‬‬

‫م ع الط رق الص وفية الش يعية في من اطق مختلف ة من الع الم‪ ،‬مث ل إي ران والع راق وس وريا‪.‬‬
‫وق د أدت ه ذه الص راعات إلى ح دوث ح روب بين الط رفين‪ ،‬مث ل الح رب العثماني ة‬
‫الصفوية‪.‬‬

‫الص راع بين الدول ة العثماني ة والط رق الص وفية اإلس ماعيلية‪ :‬واجهت الدول ة العثماني ة‬ ‫‪‬‬

‫أيًض ا ص راًع ا م ع الط رق الص وفية اإلس ماعيلية في من اطق مختلف ة من الع الم‪ ،‬مث ل مص ر‬
‫وسوريا ولبنان‪ .‬وقد أدت هذه الصراعات إلى حدوث حروب بين الطرفين‪ ،‬مثل الحرب‬
‫العثمانية المملوكية‪.‬‬

‫الص راع بين الدول ة العثماني ة والط رق الص وفية الس نية‪ :‬ح دثت أيًض ا بعض الص راعات‬ ‫‪‬‬

‫بين الدول ة العثمانية والطرق الص وفية السنية‪ ،‬مث ل الص راع بين الدولة العثماني ة وطريقة‬
‫النقشبندية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مظاهر الصراع بين الطرق الصوفية والسلطة‪.‬‬


‫‪7‬‬
‫اتخذ الصراع بين الصوفية والدولة العثمانية عدة مظاهر‪ ،‬منها‪:‬‬

‫الحرب‪ :‬كانت الحرب من أبرز مظاهر الصراع بين الصوفية والدولة العثمانية‪ .‬فقد ح دثت‬ ‫‪‬‬

‫عدة حروب بين الطرفين‪ ،‬مثل الحرب العثمانية الصفوية‪ ،‬والحرب العثمانية المملوكية‪.‬‬

‫االضطهاد‪ :‬تعرضت بعض الطرق الصوفية إلى االضطهاد من قبل الدولة العثمانية‪ .‬وقد‬ ‫‪‬‬

‫شمل هذا االضطهاد مصادرة األراضي والعقارات‪ ،‬وسجن شيوخ الطرق الصوفية‪ ،‬وقتل‬
‫المتصوفين‪.‬‬

‫التض ييق على الممارس ات الديني ة‪ :‬ح اولت الدول ة العثماني ة الح د من الممارس ات الديني ة‬ ‫‪‬‬

‫ال تي ك انت تمارس ها بعض الط رق الص وفية‪ ،‬مث ل االحتف ال بمول د الن بي محم د (ص لى اهلل‬

‫‪ -‬سعد اهلل ‪ .‬أبو القاسم‪ ،‬نفس المرجع ‪ ،‬ص ‪.463‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪7‬‬
‫‪- Devoulx, Albert, Les édifices religieux de l'ancien Alger Bastide, Alger, 1870, р 03.‬‬
‫علي ه وس لم) وزي ارة األض رحة‪ .‬وق د أدت ه ذه المح اوالت إلى ح دوث ص راعات بين‬
‫الطرفين‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫وفيما يلي بعض األمثلة على هذه المظاهر‪:‬‬

‫في الح رب العثماني ة الص فوية (‪ :)1555-1514‬واجهت الدول ة العثماني ة مقاوم ة من‬ ‫‪‬‬

‫الط رق الص وفية الش يعية في إي ران‪ .‬وق د أدت ه ذه المقاوم ة إلى ح دوث مع ارك بين‬
‫الطرفين‪ ،‬وقد استشهد عدد من المتصوفين الشيعة‪.‬‬

‫في الح رب العثماني ة المملوكي ة (‪ :)1517-1516‬واجهت الدول ة العثماني ة مقاوم ة من‬ ‫‪‬‬

‫الط رق الص وفية اإلس ماعيلية في مص ر‪ .‬وق د أدت ه ذه المقاوم ة إلى ح دوث مع ارك بين‬
‫الطرفين‪ ،‬وقد استشهد عدد من المتصوفين اإلسماعيليين‪.‬‬

‫في القرن السابع عشر الميالدي تعرضت طريقة النقشبندية إلى االضطهاد من قبل الدولة‬ ‫‪‬‬

‫العثمانية‪ .‬وقد شمل هذا االضطهاد سجن شيوخ الطريقة‪ ،‬وقتل المتصوفين‪.‬‬

‫وق د انتهت الص راعات بين الص وفية والدول ة العثماني ة في الق رن التاس ع عش ر الميالدي‪،‬‬
‫عندما بدأت الدولة العثمانية في الضعف واالنحدار‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فقد تركت هذه الصراعات‬
‫آثاًر ا عميقة على تاريخ الصوفية والدولة العثمانية‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬نتائج الصراع بين السلطة والطرق الصوفية‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫وفيما يلي بعض التفاصيل حول هذه النتائج‪:‬‬

‫تفك ك التح الف بين الص وفية والدول ة العثماني ة‪ :‬ك ان التح الف بين الص وفية والدول ة‬ ‫‪‬‬

‫العثمانية ركيزة أساسية الستقرار الدولة العثمانية وتوسعها‪ .‬فقد ساهمت الطرق الصوفية‬

‫‪ -‬بعارسية صباح‪ ،‬حركة التصوف في الجزائر خالل القرن (‪ 10‬هـ ‪ 16 /‬م)‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬الجزائر ‪ ،2007‬ص‬ ‫‪8‬‬

‫‪.139‬‬
‫‪ -‬العسلي بسام الجزائر والحمالت الصليبية ‪1791 - 1547‬م ‪ ،‬دار النفائس الطبعة الثانية ‪ ،1986‬ص ‪.120‬‬ ‫‪9‬‬
‫في دعم الدول ة العثماني ة عس كرًيا وً‪moral‬ا‪ ،‬كم ا س اهمت في نش ر اإلس الم في من اطق‬
‫مختلفة من العالم‪.‬‬

‫ومع ذلك‪ ،‬أدى الصراع بين الطرفين إلى تفكك هذا التحالف‪ .‬فقد أدت االختالفات المذهبي ة‬
‫والسياس ية بين الط رفين إلى ح دوث ت وترات وص راعات‪ ،‬أدت في النهاي ة إلى تراج ع‬
‫التحالف بينهما‪.‬‬

‫تراجع دور الصوفية في المجتمع‪ :‬كان للطرق الصوفية دوًر ا مهًم ا في المجتم ع العثم اني‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫حيث كانت تلعب دوًر ا هاًم ا في نشر التعليم والرعاية االجتماعية‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬أدى الص راع‬
‫بين الصوفية والدولة العثمانية إلى تراجع دور الطرق الصوفية في المجتمع‪.‬‬

‫فقد أدت ممارسات الدولة العثمانية القمعية ضد الطرق الصوفية إلى تراجع تأثيرها على‬
‫الن اس‪ ،‬كم ا أدت إلى ظه ور حرك ات ديني ة جدي دة‪ ،‬مث ل حرك ة التص وف الس ني الح ديث‪،‬‬
‫التي كانت تدعو إلى تجديد الطرق الصوفية‪.‬‬

‫ظه ور حرك ات ص وفية جدي دة‪ :‬أدى الص راع بين الص وفية والدول ة العثماني ة إلى ظه ور‬ ‫‪‬‬

‫حرك ات ص وفية جدي دة‪ ،‬مث ل حرك ة التص وف الس ني الح ديث في مص ر‪ .‬فق د ك انت ه ذه‬
‫الحرك ات تس عى إلى تجدي د الط رق الص وفية‪ ،‬وجعله ا أك ثر انس جاًم ا م ع متطلب ات العص ر‬
‫‪10‬‬
‫الحديث‪.‬‬

‫‪ -‬هاليلي حنفي ثورة الدرقاوية في الغرب الجزائري خالل عهد الدايات مجلة التاريخية المغاربية‪ ،‬العدد ‪ ،115‬م اي‬ ‫‪10‬‬

‫‪ ،2004‬ص ‪.125‬‬

You might also like