Professional Documents
Culture Documents
دور القضاء الشامل في منازعات الصفقات العمومية
دور القضاء الشامل في منازعات الصفقات العمومية
fb.com/Elkanounia.Ma twitter.com/ElkanouniaMa
ماسرت العلوم الإدارية واملالية
وحدة :الصفقات العمومية ومنازعهتا
عرض حتت عنوان:
عرض حتت عنوان :
دور القضاء الشامل في
منازعات الصفقات العمومية
فبهدؾ إرساء دعابم دولة الحك والمانون بادرت الدولة إلى التخلً عن مجموعة
من المبادئ المعتنمة فً ظل الحضارات السابدة لدٌما ،وخاصة مبدأ عدم مساءلة
الدولة عن األضرار التً تحدثها ،كونها على ارتباط بشخص الحاكم ،وكونها ممثلة
إلرادة الشعب ،ومساءلتها بمثابة مساءلة الشعب نفسه ...وؼٌرها من األمور السابدة
أنذان ،ولعل هذا التنازل فرضه تدخلها فً شإون الحٌاة االجتماعٌة المتشعبة ،مما
ٌنتج معه الظهور المحتشم إلمكانٌة المطالبة بالتعوٌض أمام الجهة المضابٌة
المختصة أنذان.
حٌث تم تخوٌل األفراد إمكانٌة مساءلة الدولة عن أخطابها فً بادئ األمر لٌتم
التوسٌع من هاته الضمانة عن طرٌك فتح إمكانٌة المطالبة بجبر الضرر الحاصل
ولو لم ٌوجد خطؤ ـ بناء على أساس المخاطر ـ والمؽرب هو اآلخر بادر إلى تبنً
ما ٌسمى "المضاء الشامل" الذي ٌهتم بالبت فً الدعاوى التً تروم جبر الضرر
الذي ألحمته اإلدارة باعتبارها صاحبة السٌادة سواء بخطبها أو بعملها المشروع.
تمثل الصفمات العمومٌة ،الفبة األكثر تمثٌلٌة للعمود اإلدارٌة ،حٌث تحتل مكانة
أساسٌة ضمن هذا الصنؾ من العمود التً تبرمها اإلدارة ،فالعمد اإلداري ٌستمد
لواعده إما من نصوص تشرٌعٌة أو تنظٌمٌة تنظم جانبا أو أكثر من جوانبه ،وإما
من أحكام المضاء اإلداري التً ٌمارس الماضً من خاللها دورا بارزا فً خلك
واستخالص المبادئ المانونٌة التً تحكم هذا العمد دون التمٌد فً ذلن بؤحكام المانون
المدنً.1
1
ـ زاٌد لمٌاء"،منازعات الصفمات العمومٌة" ،ممال منشور على مولع www.droitetentreprise.com
2
وٌعتبر المضاء الشامل المضاء الذي ٌخول للماضً تصفٌة النزاع كلٌا حٌث إن
اختصاصه ال ٌمتصر على التؤكد من صحة أو بطالن المرارات اإلدارٌة التً تصدر
ف ً شؤن العملٌة المركبة لعمد الصفمة ،وإنما ٌمتد لٌشمل كل عناصر عملٌة الصفمة،
فكل نزاع نشؤ عن عاللة تعالدٌة بٌن اإلدارة واألشخاص ٌخضع للمضاء الشامل.2
تارٌخٌا ،شكلت منازعات المضاء اإلداري الشامل منذ بداٌة 1913جانبا مهما
وأساسٌا ومستمال فرض نفسه فً المانون اإلداري المؽربً .3بٌد أنه إذا كان مجال
دعوى المضاء اإلداري الشامل ٌشمل مجموعة من المنازعات التً تدخل ضمن
اختصاص المضاء اإلداري ،فإن دراسات وأبحاث ؼالبٌة الفمه حول أصناؾ
المنازعات اإلدارٌة التً تدخل ضمن دعوى المضاء اإلداري الشامل بعد إحداث
المجلس األعلى ولبٌل إحداث المحاكم اإلدارٌة ركزت على لضاء المسإولٌة
اإلدارٌة ،ولم تول نفس األهمٌة إلى مختلؾ المنازعات األخرى التً تدخل ضمن
المضاء اإلداري الشامل.
لذا كرست جل مإلفات المضاء اإلداري المؽربً أهمٌة المضاء اإلداري الشامل
باعتباره من المنازعات التً عرفت تطورا كبٌرا ممارنة مع منازعات اإللؽاء.
ونرى أهمٌة المضاء اإلداري الشامل نشؤت منذ أن أصبحت المحاكم العادٌة تبت فً
الدعاوى المرفوعة ضد اإلدارات العمومٌة بناء على الفصل 8من ظهٌر التنظٌم
المضابً لسنة ،1913وخصوصا الدعاوى المرفوعة بسبب األضرار الناتجة عن
أعمال اإلدارات العمومٌة وبسبب األخطاء المرفمٌة للعاملٌن بها .هذه الدعاوى التً
ترسخت من خالل اإلطار التشرٌعً المحدد لمسإولٌة المرافك العمومٌة
ولمستخدمٌها بناء على ممتضٌات الفصلٌن 79و 80من لانون االلتزامات والعمود.
2
ـ دمحم الشٌلً"،المبادئ العامة آللٌات وطرق إبرام الصفمات العمومٌة على ضوء المرسوم رلم 949ـ21ـ 1المإرخ فً 12مارس
،1229العدد الثانً ،دجنبر 1228ص.229:
3
ـ حسن صحٌب ،المانون اإلداري المؽربً الوسابل المانونٌة للعمل اإلداري ،سلسلة دراسات وأبحاث فً اإلدارة والمانون ،العدد
الثانً ،الطبعة األولى ،أكتوبر ،1228ص.119:
3
وبصدور لانون المسطرة المدنٌة فً 28شتنبر ،1974السٌما الفصل 353منه،
فً حٌن بمً االختصاص العام فً مختلؾ الدعاوى موكوال للمحاكم االبتدابٌة حٌب
ممتضٌات الفصل 18من ظهٌر المسطرة المدنٌة.
وبصدور المانون 41ـ 90المنشا للمحاكم اإلدارٌة وتحدٌدا ممتضٌات المادة 8من
المانون المنشا لهذه المحاكم اتضح نطاق اختصاص المحاكم اإلدارٌة فً الدعاوى
المنتمٌة للمضاء الشامل وذلن من خالل اختصاص المحاكم اإلدارٌة الذي ٌهم
النزاعات المتعلمة بالعمود اإلدارٌة وؼٌرها من النزاعات المدرجة فً هذه المادة.
وٌكتسً الموضوع أهمٌته ،من خالل ما ٌوفره من ضمان شفافٌة ونزاهة عمد إبرام
الصفمات العمومٌة.
ـ ما هً العرالٌل التً تعٌك عمل المضاء الشامل فً رلابته على عمود الصفمات
العمومٌة؟
4
المبحث األول :أشكال رلابة المضاء الشامل على منازعات عمود الصفمات
العمومٌة
5
انمبحث األول :أشكال تدخم انقضاء انشامم فٍ مناسعات انصفقات انعمىمُة
تتعدد أشكال تدخل المضاء الشامل فً منازعات الصفمات العمومٌة من خالل دعوى
بطالن العمد والمطالبة بالمبالػ المالٌة (المطلب األول) ،ثم الدعوى االستعجالٌة فً
إطار ( المطلب الثانً).
تتخذ دعوى المضاء الشامل صور مختلفة ،سواء كدعوى ألجل بطالن العمد (الفرع
األول) ،أو كدعوى للمطالبة بالمبالػ المالٌة ( الفرع الثانً).
هً من أبرز دعاوى المضاء الشامل ،ألن موضوعها موجه إلى عٌب فً
تكوٌن الصفمات العمومٌة أوصحتها ،أما دعوى االلؽاء ال توجه ضد عمد إداري بل
ضد لرار إداري.
وبما أن الصفمة العمومٌة هً عمد من العمود اإلدارٌة ،فإنه ٌشترط النعمادها توفر
أركان العمد من أهلٌة ورضا ومحل وسبب ،وإن شاب أحد هذه األركان عٌب من
العٌوب حك له رفع دعوى بطالن الصفمة.
الماضً ٌملن الحك فً فسخ الصفمة العمومٌة لخطؤ اإلدارة بناءا على طلب
المتعالد ،وهو ال ٌنطك بهذا الحكم إال إذا ارتكب خطؤ جسٌم من لبل اإلدارة،
كعدولها دون سبب معمول عن موضوع الصفمة ،أو تؤخرها الطوٌل فً البدء فً
التنفٌذ ،فهذا ٌإدي إلى فسخ الرابطة المتعالدة ،إضافة إلى ما ٌترتب عنه من فرض
عموبات مالٌة.
6
فً حالة فمدان صاحب الصفمة لألهلٌة المدنٌةٌ ،تم إعالن فسخ الصفمة بموة المانون
من لبل السلطة المختصة ،وٌسري مفعول الفسخ من تارٌخ فمدان األهلٌة المدنٌة وال
ٌحك لصاحب الصفمة المطالبة بؤي تعوٌض.
وبخصوص فمدان األهلٌة البدنٌة الظاهرة والدابمة التً تمنعه من الوفاء بالتزاماته
التعالدٌةٌ ،مكن للسلطة المختصة أن تفسخ الصفمة دون أن ٌحك لصاحب الصفمة
المطالبة بالتعوٌض.
ٌتمثل محل أٌة صفمة عمومٌة فً العملٌة المانونٌة التً لصد تحمٌمها خالل إبرام
كان ترمً العمد ،وإذا كان أثر العمد هو إنشاء التزامات ،فإن هذه األخٌرة ترمً
فً مجموعها إلى تحمٌك العملٌة المانونٌة الممصودة من العمد ،وٌشترط فً محل
الصفمة أن ٌكون موجودا إذا كان شٌبا ،أو ممكنا إذا كان عمال أو امتناع عن عمل،
أون ٌكون معٌنا أو لابل للتعٌٌن ولابال للتعامل فٌه.
إضافة إلى ذلن فإنه ٌمكن أن تبطل الصفمة إذا كان محل االلتزام مستحٌل التنفٌذ
على المدعى وعلى كل األفراد استحالة مطلمة ،وإذا اتصلت االستحالة بتنفٌذ الصفمة
تعدو باطلة ،أما إذا نصت االستحالة على أحد بنود الصفمة فٌبطل البند وتبمى
الصفمة صحٌحة.
7
بطالن الصفمة لتخلؾ ركن السبب:
إن سبب الصفمة هو الدافع الذي دفع باإلدارة إلى إبرامها ومن ثم ٌكون السبب ركن
الزم ال تموم الصفمة بدونه ،وٌشترط لمٌام العمد اإلداري أن ٌكون سببه موجودا أون
ٌكون مشروعا أي أن ال ٌكون مخالفا للنظام العام واآلداب العامة ،فإذا تخلؾ سبب
إبرام الصفمة ذاته أو تخلؾ أي شرط من شروط المشروعٌة فٌه ولعت الصفمة
باطلة.
وٌترتب على بطالن الصفمة زوالها وإلؽاء ما رتبته من اثار ،أي إعادة الحالة إلى
ما كانت علٌه لبل التعالد ،إضافة إلى ذلن فإن بطالن الصفمة ٌولد اثار مالٌة ،فمد
ٌنشا ألحد األطراؾ مماضاة تعوٌض من األطراؾ األخرى .
تعرؾ الموة الماهرة بؤنها حادث مستمل عن إرادة األطراؾ المتعالدة ،وؼٌر ممكن
تولعه ،وهو ٌحول بصورة مطلمة دون تنفٌذ االلتزامات التعالدٌة،4
وتجد هذه الماعدة أصولها فً التشرٌع المؽربً من خالل الفصل 269من ق.ل.ع
المؽربً ٌحددها {كل أمر ال ٌستطٌع اإلنسان (المتعالد) أن ٌتولعه كالظواهر
الطبٌعٌة (الفٌضانات والجفاؾ والعواصؾ والحرابك والجراد) وؼارات العدو وفعل
السلطة وٌكون من شؤنه تنفٌذ االلتزام مستحٌال ،}...فشروط الموة الماهرة معروفة
لانونا وهً ثالثة أن ٌكون الحادث خارج عن إرادة الطرفٌن ،وأن ٌكون عارضا
وؼٌر متولع أثناء إنشاء العمد ،وأن ٌجعل تنفٌذ العمد مستحٌال.
و المـوة المـاهرة الـتً ٌسـهل تجاوزهـا ولكـن مـن شـؤنها أن تملـب التـوازن المـالً
للعمـد نهابٌا وهـذا ما ٌإدي إلى فســخ العمــد لضــابٌا ّ .لكــن الماضــً اإلداري لــد
ٌتــؤخر فً لفــظ كلمــة الفســخ بانتظــار أن ٌستكمل تدخله بمحاولة دعوة األطراؾ
المتعالـدة إلى تـرمٌم الصـفمة للمصـالحة مـن أجـل إعـادة توازنـه ،مع العلم أنها
4
-بن أحمد حورٌة ،دور الماضً اإلداري فً حل المنازعات المتعلمة بالصفمات العمومٌة ،رسالة لنٌل شهادة الماستر فً المانون
العام ،جامعة أبً بكر بلماٌد ،كلٌة الحموق تلمسان ،ص.98.
8
لٌست من اختصاص ّ الماضً اإلداري و ولكن المصلحة العامة تفـرض وتمبـل هـذا
النـوع من التدخل .وهذا ما ّ ٌجعل نظرٌة الموة الماهرة فً المانون العام تختلـؾ
عـن نظٌرتها فً المـانون الخـاص .كما تختلؾ فً اآلثار المانونٌة ،حٌـث ٌعتـبر
التّـ ّدخل كامتٌـاز للماضـً اإلداري مـن أجـل ا لضـؽط علـى الطرفٌن المتعالدٌن ال
ٌإخذ به بالنّسبة للماضً المدنً الذي ٌتعٌن علٌه الحكم بفسخ العمد لٌس إال.5
أٌ ضا تفسخ الصفمة بموة المانون فً حالة وفاة الشخص الذي أسندت إلٌه الصفمة،
وفً الحالة التً تسند فٌها الصفمة لعدة أشخاص طبٌعٌٌن ،وحدث أن توفً شخص
أو عدة أشخاص منهمٌ ،وضع جرد حضوري لحالة تمدم األعمال ،وتمرر السلطة
المختصة عند االلتضاء فسخ الصفمة دون تعوٌض أو متابعة تنفٌذها ،حسب التزام
المتبمٌن منهم أو التزام الورثة أو ذوي الحموق منهم عند االلتضاء.
ونشر أٌضا إلى أنه فً الحالة التً ٌمترح فٌها األشخاص مواصلة الصفمة ٌخبرو
ن بذلن صاحب المشروع بواسطة رسالة مضمونة الوصول مع اإلشعار بالتسلم
خالل ٌ 15وم الموالٌة لٌوم الوفاة.
تفسخ الصفمة بموة المانون فً حالة التسوٌة أو التصفٌة المضابٌة لممتلكات صاحب
الصفمة وبدون تعوٌض ،إذا لم ترخص السلطة المضابٌة المختصة لصاحب الصفمة
بمواصلة استؽالل نشاطه.
فٌمكن لإلدارة أن تلجؤ إلى الفسخ من جانب واحد مثال ،فً الحالة التً لم ٌلتزم فٌها
المتعالد مع اإلدارة بالتزاماته التعالدٌة فً األجل المحدد ،لكن المتعامل المتعالد
الٌمكنه فسخ الصفمة مباشرة .بل ٌلجؤ إلى المضاء الشامل من أجل إلؽاء عمد
5
-بن أحمد حورٌة ،دور الماضً اإلداري فً حل المنازعات المتعلمة بالصفمات العمومٌة ،مرجع سابك ،ص.89.
9
الصفمة ،وٌشترط فً هذه الدعوى رفعها من المتعالد صاحب المصلحة ،ألن
األجنبً عن العمد الٌجوز له رفعها ألنه الٌتمتع بؤٌة لوة فً االلتزام ،وإذا تضرر
من عملٌة التعالد بطرٌمة مباشرة أو ؼٌر مباشرة ،وال ٌكون أمامه إال حك الطعن
باإللؽاء من تصرفات صاحب المشروع .6
إن إخالل اإلدارة بالتزاماتها التعالدٌة ٌعد خرلا لمواعد الصفمة ،وهذا ما ٌجعل
المتعالد معها ٌلجؤ إلى إبطال عمد الصفمة ،وكذا أن ٌطالب بالتعوٌض ،عن الضرر
الذي لحك به شرٌطة أن ٌكون ذلن ناتج عن خطؤ اإلدارة بشكل مباشر.7
ٌختص المضاء الشامل بالدعوى المطالبة بالمبالػ المالٌة حماٌة للمتعالد من تعسؾ
اإلدارة بعد انتهاء الصفمة ،ولد تكون هذه الدعوى فً شكل المطالبة بتنفٌذ االلتزام
المالً المتفك علٌه فً العمد سواء التؤخر فً تسدٌد مستحمات الصفمة أو المتعلمة
باألشؽال التكمٌلٌة ،أو فً شكل المطالبة بالتعوٌض عن الضرر الذي تعرض له
المتعالد؛ نتٌجة خطؤ للمصلحة المتعالدة مع ضرورة وجود عاللة سببٌة بٌن هذا
8
الخطؤ والضرر الحاصل...
إن نابل الصفمة فور انتهاء مهمته ٌستحك المبلػ المالً المتفك علٌه مع اإلدارة ،وهو
ما أكدته المحكمة اإلدارٌة بمراكش فً حكم لها عدد 4الصادر بتارٌخ ٌ 18ناٌر
1999حٌث جاء فً هذا الحكم " من حك الشركة المدعٌة ،بعد انجاز األشؽال
المطالبة بمستحماتها التً تبمى دٌنا بذمة البلدٌة المتعالدة"
6
-ملٌكة الصروخ ،الصفمات العومٌة فً المؽرب ( األشؽال ،التورٌدات ،الخدمات) ،الطبعة الثانٌة ،1221 ،ص.458.
7
- -وادفل سلٌمان وممبل سامٌة ،الرلابة المضابٌة على الصفمات العمومٌة ،رسالة لنٌل شهادة الماستر فً المانون العام ،كلٌة الحموق
والعلوم االنسانٌة ،بجاٌة ،السنة الجامعٌة ،1226 -1225ص.59.
8
-رشٌد خلوفً ،لانون المنازعات اإلدارٌة ،الجزء الثانً ،دٌوان المطبوع الجامعٌة ،الجزابر العاصمة ،1222 ،ص284 .
10
إضافة إلى حكم صدر عن نفس المحكمة ،عدد 6الصادر بتارٌخ 1دجنبر ،2001
حٌث أكدت أنه " ثبوت انجاز المدعٌة لألشؽال المتفك علٌها ،بشكل سلٌمٌ ،جعلها
محمة فً طلب الحصول على مستحماتها"...
من المعلوم أنه بمجرد انهاء الصفمة ٌحصل المتعالد على المبلػ المتفك علٌه؛ لهذا
فالتؤخر اإلدارة عن أداء المستحمات ٌجعل المتعالد ٌطالب بفوابد التؤخر عن األداء،
طبما لما تنص علٌه المادة 2من المرسوم رلم 92.03.703المتعلك باألجال وفوابد
التؤخٌر " تترتب بموة المانون ودون اجراء سابك عن عدم األمر بدفع البالػ
المستحمة وأدابها داخل األجل المنصوص علٌه فً الفمرة األولى من هذا المادة
األولى ،لفابدة صاحب الصفمة التً تم التؤشٌر والمصادلة علٌها طبما للنصوص
التنظٌمٌة الجاري بها العمل ،وفوابد عن التؤخٌر ،عندما ٌرجع التؤخٌر باألساس
لإلدارة".
ٌشترط للمطالبة بمٌمة األشؽال اإلضافٌة أن تكون هذه األشؽال ضرورٌة إلنجاز
األش ؽال األصلٌة وال ٌمكن أن ٌتم حسن التنفٌذ إال بها ،ففً هذه الحالة فإن نابل
9
-المرسوم رلم 13293729المتعلك بآجال األداء وفوابد التؤخٌر الخاصة بصفمات الدولة ،الصادر بتارٌخ 29نونبر ،1229الجرٌدة
الرسمٌة عدد ،5266بتارٌخ 4دجنبر ،1229ص9952 .
10
-حكم صادر عن المحكمة اإلدارٌة بالرباط ،رلم ،1597ملؾ عدد ،1228/7224/1بتارٌخ ٌ 28ونٌو 1228
11
الصفمة ٌستحك لٌمة هذه األشؽال ،وهو ما تم التؤكٌده من طرؾ المحكمة اإلدارٌة
بالرباط فً حكمها رلم ،11125بتارٌخ ٌ 14ناٌر ،2019بحٌث أكدت أنه " بعد
اإلطالع على وثابك الملؾ وخاصة التمرٌر المنجز من طرؾ الخبٌر والشهادة
الصادرة عن وزٌر العدل أن المدعً أنجز أشؽاال إضافٌة والتً تبمى ضرورٌة بما
ٌجعل تنفٌذ األشؽال األصلٌة ٌتولؾ علٌها ،وبالتالً استجماعها لممومات األشؽال
اإلضافٌة التً ٌتعٌن اإلضافٌة التً ٌتعٌن أداء ممابلها وفك التحدٌد الذي تواترت
علٌ ه لرارات محكمة النمض ،األمر الذي ٌتعٌن معه اإلستجابة للطلب المتعلك بها
وذلن وفك المبلػ الحدد من طرؾ الخبٌر الذي هو 652.071.36درهم.
جاء فً حكم إدارٌة أكادٌر عدد 279الصادر بتارٌخ ٌ 26ولٌوز 2007أنه "
وحٌث أن مسإولٌة المجلس البلدي ألوالد تاٌمة عن الضرر الالحك بالمدعٌة ثابتة
(حرمانها عن الربح) وحٌث أن المحكمة انطاللا من سلطتها التمدٌرٌة ،وبعد األخذ
بعٌن االعتبار حرمان المدعٌة من الربح الذي كان من الممكن أن تحممه من الصفمة
التً تم إلصابها منها ،لررت المحكمة ،أنه على المجلس البلدي المذكور أعاله أداء
12
مبلػ مالً لدره 250.000درهم للمدعٌة"
إن األضرار التً تسببت فٌها االدارة المتعالدة ،والتً سببت أضرارا لنابل الصفمة،
ٌعوض عنها هذا األخٌر ،شرٌطة توفر العاللة السببٌة بٌن الضرر و الخطؤ ،فمد
ذهبت المحكمة اإلدارٌة لمراكش فً حكمها عدد 109الصادر بتارٌخ 8ماي
2001إلى أن " الدام االدارة على تولٌؾ األشؽال وعدم تنفٌذ ما التزمت به فً
اجتماع تم بٌنها وبٌن الماعالدٌ ،جعل هذا األخٌر مستحك للمبالػ المالٌة بمٌمة
11
-حكم صادر عن المحكمة اإلدارٌة بالرباط ،رلم ،215ملؾ عدد ،1228/7224/97بتارٌخ ٌ 24ناٌر 1229
12
-أورده ،دمحم المصري " الماضً اإلداري ،ومنازعات الصفمات العمومٌة" ،مجلة المعٌار ،العدد ٌ ،99ونٌو ،1228ص91 .
12
األشؽال المنجزة والتعوٌض الشامل عن الخسارة التً لحمته جراء تولؾ األشؽال،
حفاظا على التوازن المالً للمشروع".
ٌخص هذا التعوٌض صنؾ الصفمات بؤلساط اشتراطٌة ،حٌث أنه إذا تم عدول
اإلدارة المتعالدة عن إنجاز لسط من األعمال المتفمة علٌها فً الصفمة؛ ٌتم تعوٌض
المتعال د عن هذا العدول ،وفً حالة تعالس اإلدارة عن أداء هذا التعوٌض ٌلجؤ نابل
الصفمة إلى المضاء الشامل للمطالبة به.13
لما كانت دعاوى الصفمات العمومٌة أمام المضاء الشامل تتمٌز بالتعمٌد وطول أمد
التماضً ،ولما كانت بعض آثارها سلبٌة كالحكم بالتعوٌض فمط دون تمكٌن
المتضرر من االستفادة من إمكانٌة تجنب إبرام الصفمة مع ؼٌره من المتنافسٌن،
وأمام هذا الوضع تثار أهمٌة المساطر االستعجالٌة أمام المضاء اإلداري ،لكونها
تتسم بسرعة وبساطة المساطر.
وعلٌه سٌتم تمسٌم هذا المطلب إلى فرعٌن ،حٌث سٌتم التطرق فً الفرع األول إلى
األمور المستعجلة فً التشرٌعات الممارنة والتشرٌع المؽربً (الفرع األول) ،على
أن ٌتم االنتمال فً فرع ثان إلى بعض أوجه األمور المستعجلة فً المضاء اإلداري
المؽربً (الفرع الثانً).
13
لالتزامات المتعلمة بالعالنٌة والمنافسة ،وٌمكن للماضً االستعجالً فً هذا اإلطار
أن ٌؤمر بنشر اإلعالن عن المنالصة إذا أؼفلت اإلدارة المعنٌة باألمر ذلن ،أو
بإعادة النشر إذا كان النشر األول ؼٌر لانونً.
ٌتم اللجوء إلى لاضً المستعجالت اإلداري الفرنسً فً حالة عدم احترام االلتزام
بالعالنٌة والمنافسة ،طبما ألحكام المادة L-551-13من مدونة المضاء اإلداري،
وٌمكن ممارسة االستعجال التعالدي LE Référé contractuelفً الحالة التً
لم ٌتم فٌها إخبار المعنً باألمر برفض عرضه وإبرام عمد الصفمة دون احترام أجل
اإلٌماؾ
كما ٌمكن لماضً المستعجالت اإلداري فً هذا اإلطار أن ٌمرن أوامره الصادرة
ضد اإلدارة المعنٌة بؽرامة تهدٌدٌة وذلن بناء على طلب المعنً باألمر مع مالحظة
أن المشرع الفرنسً حصر هذه اإلمكانٌة فمط بالنسبة لحالة إبرام عمود الصفمة
الخاصة بمطاع الماء أو الطالة أو النمل أو االتصاالت.14
أما بالنسبة للمشرع الجزابري فمد خص نوعا معٌنا من الصفمات العمومٌة وأدرجه
ضمن لضاء االستعجال بنص المانون ،وهذا النوع من المنازعات ٌستمرأ من نص
المادة 946من لانون اإلجراءات المدنٌة واإلدارٌة ،التً نجدها تنص فً فمرتها
األولى علىٌ":جوز إخطار المحكمة اإلدارٌة بعرٌضة ،وذلن فً حالة اإلخالل
بالتزامات اإلشهار أو المنافسة التً تخضع لها عملٌات إبرام العمود اإلدارٌة
والصفمات العمومٌة".
إذا فالفمرة األولى لد حددت صنؾ منازعات الصفمات العمومٌة التً تدخل فً
اختصاص لضاء االستعجال بموة المانون والتً تتمثل فً المنازعات التً تنشؤ فً
مرحلة إبرام الصفمة العمومٌة ،بسبب اإلخالل بإجراءات اإلشهار أو المنافسة ،وأن
ما ٌإكد هذا كذلن الفمرة الثالثة من نفس المادة التً نجدها تنص علىٌ":جوز إخطار
14
ـ عبدهللا بونٌت ،الدعوى االستعجالٌة وتطبٌماتها أمام المحاكم اإلدارٌةـ دراسة تحلٌلٌةـ ،أطروحة لنٌل الدكتوراه فً المانون الخاص،
كلٌة العلوم المانونٌة وااللتصادٌة واالجتماعٌة ،جامعة موالي اسماعٌل بمكناس ،السنة الجامعٌة 1227ـ ،1228ص.198:
14
المحكمة اإلدارٌة لبل إبرام العمد" ،وأن المنازعات التً تنشؤ فً مرحلة التنفٌذ هً
التً تكون بعد إبرام عمد الصفمة العمومٌة.
إن الهدؾ من إدراج منازعات مرحلة اإلبرام ضمن لضاء االستعجال المانونً
العتبارات أهمها المحافظة على المال العام وعلى الولت ،وعلى أهمٌة موضوع
الصفمة العمومٌة.
ولعله من خالل إطالعنا على بعض األوامر والمرارات االستعجالٌة الصادرة فً
الموضوع ٌمكن أن نستخلص أن لاضً المستعجالت اإلداري فً النظام المؽربً
نظرا لما لد ٌلحك بعض المراكز المانونٌة ألحد أطراؾ العاللة التعالدٌة المبرمة فً
إطار الصفمات العمومٌة من أضرار بالؽة الخطورة ،والتً ال تسعؾ فٌها إجراءات
التماضً العادٌة وما ٌترتب عنها (أي هذه اإلجراءات) من إطالة أمد البت فً
النزاع ،فإن لاضً المستعجالت اإلداري ٌعتمد فً مثل هاته الحالة على المواعد
العامة لالستعجال المنصوص علٌها بالفصلٌن 149و 152من لانون المسطرة
المدنٌة المحال علٌها بموجب المادة 7من لانون المحاكم اإلدارٌة والتً ٌملن فً
إطارها لاضً المستعجالت صالحٌة اتخاذ كل إجراء ولتً كفٌل بحماٌة الحموق
المتنازع فٌها كلما تبٌن له من ظاهر أوراق الملؾ أن هنان منازعة جدٌة على
الموضوع مع عدم المساس بحك الجوهر ،وأن حالة االستعجال لابمة أٌضا وأن
المراكز المانونٌة واضحة ،ولعل هذا التوجه هو ما سار علٌه لاضً المستعجالت
اإلداري بإدارٌة الرباط.
وبالتالً ٌمكن المول ،إنه ٌسري على هذه األمور المستعجلة ما ٌسري على األمور
الع ادٌة فً مجال منازعات صفمات الدولة ،وبمعنى آخر إذا كان اختصاص المضاء
اإلداري بمنازعات العمود اإلدارٌة شاملة لكل ما ٌتعلك بتكوٌن عمد الصفمة أو تنفٌذه
أو إنهابه ،فإنه أٌضا ٌمتد لٌشمل الطلبات المستعجلة المتصلة بمنازعاته وكذا كل ما
ٌتفرع عن منازعة العمد وتتصل به.18
15
ـ حسن صحٌب ،مرجع سابك،ص.174:
16
ـ أمر استعجالً للمحكمة اإلدارٌة بوجدة رلم 71صادر بتارٌخ 26ـ29ـ.1222
17
ـ أمر استعجالً للمحكمة اإلدارٌة بالرباط عدد 44صادر بتارٌخ 29ـ21ـ ،1221وزارة التجهٌز ضد نادي األشؽال العمومٌة.
18
ـ ملٌكة الصرو خ ،الصفمات العمومٌة فً المؽرب (األشؽال ـ التورٌدات ـ الخدمات) ،مطبعة النجاح الجدٌدة ،الدار البٌضاء ،الطبعة
الثانٌة ،1221 ،ص.459 :
16
فاختصاص المضاء اإلداري للفصل فً المنازعات اإلدارٌة ٌستتبع لزوما
اختصاصه بالفصل فٌما ٌنبثك عن هذه المنازعات من أمور مستعجلة.19
انفزع انثانٍ :بعض أوجه تدخم انقضاء االستعجانٍ اإلدارٌ انمغزبٍ فٍ مجال انصفقات
انعمىمُة
تعتبر الطلبات الرامٌة إلى إجراء خبرة أو معاٌنة حضورٌة من بٌن أكثر الطلبات
المعروضة على لاضً األمور المستعجلة اإلداري بعد إبرام الصفمة
العمومٌة(الفمرة األولى) ،ثم الطلبات الرامٌة إلى إٌماؾ األشؽال (الفمرة الثانٌة)،
والطلبات المرتبطة بمواصلة األشؽال(الفمرة الثالثة) ،والطلبات المرتبطة بالضمانة
(الفمرة الرابعة) ،وفً األخٌر طلبات إخالء الورش(الفمرة الرابعة).
تعتبر الطلبات الرامٌة إلى إجراء خبرة أو معاٌنة حضورٌة على اأشؽال المنجزة فً
إطار الصفمة العمومٌة ،من بٌن الطلبات االستعجالٌة المعروضة على المضاء
اإلداري المؽربً بكثرة ،حٌث ٌفضل المتماضً اللجوء إلى المضاء االستعجالً من
أجل األمر بإجراء معاٌنة وخبرة حضورٌة بواسطة خبٌر مختص ،إلثبات وفابه
بالتزاماته.
وٌتؤرجح مولؾ المضاء بٌن االستجابة وعدم االستجابة لهذه الطلبات ،فمد جاء مثال
فً األمر رلم 4228الصادر عن لاض المستعجالت بالمحكمة اإلدارٌة بالرباط
بتارٌخ ٌ 19ولٌوز 2018فً الملؾ رلم 3132/7101/ 2018ما ٌلً:
حٌث ٌهدؾ الطلب إلى إصدار أمر بتعٌٌن خبٌر تمنً مختص من أجل إجراء خبرة
تمنٌة وذلن لتحدٌد حجم الخسابر التً لحمت بالطالبة وفحص ملفات الطلبة منذ
الرسم الدراسً 2013ـ 2014إلى حدود 2016ـ 2017وجمع الوثابك
والمراسالت المتعلمة بالموضوع مع إنجاز تمرٌر مفصل ووضعه رهن إشارتها.
19
ـ المرجع نفسه.
17
وحٌث من الواضح أن الطلب وعلى الصٌؽة التً ورد بهاٌ ،خرج عن نطاق
اختصاص لاضً المستعجالت لتعلمه بجوهر الحك.
وبالنسبة للحاالت التً استجاب المضاء لهذه الطلبات ،نستشهد باألمر الصادر عن
ربٌس المحكمة اإلدارٌة بالرباط رلم 125المإرخ فً 13فبراٌر 2018فً
الملؾ رلم 125/1027/18والذي جاء فٌه:
"وحٌث إن الطلب ٌروم تحدٌد وجرد مما لٌس من شؤنه تجاوز اختصاص الماضً
الوالبً ما دام ٌهدؾ إلى تهٌبة الدلٌل المفٌد فً حال النزاع اإلداري المرتمب
وٌدخل فً نطاق الفصل 148من لانون المسطرة المدنٌة ما دام أنه ٌتعلك بإثبات
حال ،لذا ٌتعٌن علٌه االستجابة له فً حدود ما ٌلً:
إنجاز عملٌة جرد والمٌام بمختلؾ المٌاسات لألشؽال المنجزة بناء على المعاٌٌر
التمنٌة المعمول بها فً هذا المجال من أجل تحدٌد لٌمته هذه األشؽال حسب أسعار
الصفمة ،وحصر الخسابر التً تكبدتها الطالبة بناء على ما تدعٌه من عدم توفٌر
الظروؾ المالبمة والتؤخٌرات الخارجٌة عن إرادتها إلنجاز األشؽال إن وجدت ،مع
تحرٌر تمرٌر مفصل ٌتضمن توضٌحات حول المعطٌات سالفة الذكر ،وإنجاز تمرٌر
داخل 08أٌام تحت طابلة استبدال الخبٌر.20
وٌعتبر لبول الطلبات الرامٌة إلى إنجاز خبرة أو معاٌنة لألشؽال المنجزة فً إطار
صفمة عمومٌة ،مخالفا للمواعد المانونٌة المنصوص علٌها فً دفتر الشروط اإلدارٌة
العامة المطبمة على صفمات األشؽال ،والذي خصص مسطرة محددة لمعاٌنة
األشؽال والخدمات المنجزة وجعلها ذات طبٌعة تواجهٌة وحدد آثارها المانونٌة ،كما
هو الشؤن فً البند الثالث من المادة 48من دفتر الشروط اإلدارٌة العامة المطبمة
20
ـ دمحم الشٌلً" ،المبادئ العامة آللٌات وطرق إبرام الصفمات العمومٌة على ضوء المرسوم رلم 949ـ21ـ 1المإرخ فً 12مارس
،1229مجلة الوكالة المضابٌة للمملكة ،العدد الثانً ،دجنبر ،1228ص.217:
18
على صفمات األشؽال والمادة 70من نفس الدفتر والتً حددت مسطرة خاصة
بمعاٌنة األشؽال المنجزة فً حالة فسخ عمد الصفمة ،21وهو ما ٌفٌد بؤن عرض
النزاع فً إطار المواعد العامة للمسطرة المدنٌة ؼٌر ممكن ،ألن من شؤن ذلن أن
ٌخرق مضامٌن دفتر الشروط اإلدارٌة العامة المطبمة على صفمات األشؽال دون أن
ٌضر بمصلحة األطراؾ وٌتجاوز اختصاص المابمٌن على مرالبة األشؽال.
إن من بٌن المضاٌا التً تطرح عملٌا على لاضً المستعجالت اإلداري خالل
مرحلة ما بعد تولؾ األشؽال مسؤلة مطالبة المماولة التً أبرمت عمد الصفمة مع أحد
أشخاص المانون العام بإٌماؾ استخالص مبلػ الضمانة النهابٌة من طرؾ اإلدارة
صاحبة المشروع.22
ومن التطبٌمات المضابٌة لهاته الحالة نذكر األمر الصادر عن ربٌس المحكمة
اإلدارٌة بؤكادٌر23بصفته لاضٌا للمستعجالت ،جاء فٌه:
"...حٌث ٌهدؾ الطلب إلى الحكم بإٌماؾ استخالص مبلػ الضمانة النهاٌة من طرؾ
المندوبٌة اإلللٌمٌة لوزارة الصحة بتارودانت والحكم بعدم مشروعٌة لرار المصادرة
وبؤنه جاء فً ؼٌر أوانه والحكم على المإسسة FINES.S.Aلتموٌل المماوالت
فً شخص ممثلها المانونً بإٌماؾ مبلػ الضمانة النهاٌة ولدره 516483600درهم
بٌن ٌدٌها وعدم تسلٌمه للؽٌر وذلن فً انتظار صدور حكم نهابً فً الموضوع
باعتبارها المإسسة الناتجة لمبلػ الضمانة النهابٌة فً االختصاص النوعً:
حٌث دفع الوكٌل المضابً للمملكة بعدم اختصاص لاضً المستعجالت لدى
المحكمة نوعٌا للبت فً الدعوى.
21
ـ المرسوم رلم 13243994الصادر فً 29ماي 1226والمتعلك بالمصادلة على دفتر الشروط اإلدارٌة العامة المطبمة على
صفمات األشؽال ( الجرٌدة الرسمٌة عدد 6472المإرخة فً ٌ 1ونٌو 1226الصفحة .)4222
22
عبدهللا بونٌت ،مرجع سابك ،ص.926:
23
ـ أمر استعجالً رلم 552صدر بتارٌخ 1226/5/9فً الملؾ عدد 1226/7222/622غ م.
19
وحٌث إنه لما كانت المحكمة اإلدارٌة هً المختصة نوعٌا للبت فً النزاعات
الناشبة عن العمود اإلدارٌة والصفمات العمومٌة طبما للمادة 8من المانون رلم
90.41فإن ا الختصاص فٌما ٌتعلك باألمور المستعجلة المرتبطة بهذه المنازعات
ٌرجع فٌها لرٌس المحكمة اإلدارٌة بصفتها لاضٌا للمستعجالت الذي ٌكون معه
المثار بهذا الصدد ؼٌر مبنً على أساس وٌتعٌن رده والتصرٌح بانعماد االختصاص
النوعً لمحكمة المستعجالت بالمحكمة اإلدارٌة بؤكادٌر.
وحٌث ٌشترط لمبول إجراءات التحصٌل والذي ٌبت فٌه لاضً المستعجالت
باعتباره طلبا ولتٌا:
وحٌث ٌتبٌن بعد دراسة الطلب ،وتفحص ظاهر الوثابك المدلى بها ،وملؾ المنازعة
فً الموضوع واألسباب المعتمدة فٌه ،والنصوص المانونٌة المتمسن بها جدٌة
الطلب ،مما ٌتعٌن معه الحكم بولؾ إجراءات استخالص الضمانة الممدمة من
لتموٌل المماوالت موضوع طرؾ المدعٌة بٌن ٌدي مإسسة FINES.S.A
الصفمة عدد 2014 /1وذلن إلى حٌن البت نهابٌا فً دعوى الموضوع مع ما
ٌترتب عن ذلن لانونا"...
ولعل أول مالحظة ٌمكن إثارتها من خالل تحلٌلنا لهذا األمر االستعجالً هو أنه
بالرؼم من كون موضوع النازلة ٌدخل ضمن لضاٌا الصفمات العمومٌة فإن لاضً
المستعجالت اعتمد عند استجابته للطلب على مبررات اإلٌماؾ المعتمدة لضاء
20
بالنسبة لطلبات إٌماؾ إجراءات التحصٌل الجبري والمتمثلة أساسا فً وجود حالة
االستعجال ،وجدٌة المنازعة ،ووجود ضمانة.
كما ٌتضح أن لاضً المستعجالت اعتمد ممتضٌات المادة 8من لانون المحاكم
اإلدارٌة المحدد الختصاصات هذه المحاكم للمول بؤنه مختص نوعٌا للبت فً الطلب
وهذا ٌعتبر فً نظرنا منطمٌا ما دام أن لاضً المستعجالت اإلداري ٌستمد
اختصاصه النوعً واألصٌل من اختصاص محكمة الموضوع التً تعتبر جزءا
منها.24
25
بؤحد وهذا التوجه هو نفسه الذي ذهب إلٌه ربٌس المحكمة اإلدارٌة بالرباط
األوامر الصادرة عنه لما لضى بعدم اختصاصه للنظر فً النزاع لما فً ذلن من
مساس بالجوهر.
من بٌن الحاالت التً تعرض على المضاء االستعجالً فً مجال الصفمات العمومٌة
نجد الطلبات الرامٌة إلى اإلذن بمواصلة األشؽال التً تتمدم بها المماوالت بعد
تولفها عن األشؽال لسبب معٌن.
وٌعتبر األمر الصادر عن لاضً المستعجالت بإدارٌة الرباط رلم 1464من أهم
األوامر التً أوضحت الخصابص والؽاٌة من المضاء االستعجالً فً مجال
الصفمات العمومٌة ،حٌث استجاب لطلب المماولة الرامً إلى اإلذن لها بمواصلة
أشؽال الصفمة ،وذلن استنادا إلى التعلٌل التالً:
"حٌث ٌهدؾ الطلب إلى استصدار أمر باإلذن للطالبة فً مواصلة أشؽال الصفمة
ؼٌر المنجزة بعد المطالبة بفسخها تجنبا لألضرار الناتجة عن تولؾ األشؽال.
24
ـ عبدهللا بونٌت ،مرجع سابك،ص927:
25
ـ أمر استعجالً رلم 1212صدر بتارٌخ 1225/27 /19فً الملؾ عدد 1225/7222/2982غ م.
21
...وحٌث لبن كانت اإلدارة صاحبة المشروع تملن سلطة اتخاذ لرار فسخ العمد
اإلداري بصفة تلمابٌة إلخالل المتعالد بالتزاماته التعالدٌة بعد استٌفاء اإلجراءات
الممررة فً هذا الش ؤن بما ٌترتب عنه من إطالة البت فً النزاع على ضوء
إجراءات الممرر التواجهٌة وما لد ٌمتضٌه األمر من اتخاذ إجراءات تحمٌمٌة للبت
فً الطلب ،لد ٌعرض المشروع نتٌجة لذلن أضرارا لد ٌصعب تداركها أو تموٌم
نتابجها فً حالة عدم مواصلة األشؽال ،ومن هنا ٌملن المضاء االستعجالً التدخل
لألمر بمواصلة األشؽال بما ٌترتب على ذلن من آثار لانونٌة فً حالة وجود أسباب
جدٌة من ظاهر والع النزاع حول المطالبة بفسخ العمد اإلداري لضاء وحالة
االستعجال بمفهوم الضرر الذي الذي ٌصعب تداركه أو تموٌم نتابجه بعد التنفٌذ.
وحٌث ٌإخذ من ظاهر أوراق الملؾ ومستنداته وخصوصا الخبرة المضادة حول
األشؽال ؼٌر المنجزة واإلشعارات حول تنفٌذ االلتزام التعالدي واألسباب المعتمدة
فً طلب فسخ العمد اإلداري لضاء على ضوء ذلن أن هنان أسباب جدٌة حول طلب
فسخ ذلن .وأن حالة االستعجال لابمة بالنظر لما ٌترتب عن بماء الحال على ما هو
علٌه وتولؾ األشؽال إلى ؼاٌة حسم النزاع ،بحكم حابز لموة الشًء الممضً به،
من أضرار بالمشروع وبالمال العام الذي تم رصده لتموٌله ،عالوة عن األضرار
الناتجة عن تعطٌل االنتفاع بخدماته من طرؾ المستفٌدٌن والتكالٌؾ المالٌة المترتبة
عن ذلن التعطٌل فً مواجهة صاحب المشروع إزاء األؼٌار .مما ٌبر ر أمر
المضاء االستعجالً بمواصلة األشؽال من طرؾ صاحب المشروع ،مما ٌترتب
على ذلن من آثار لانونٌة وبالتالً ٌبمى الطلب حول ذلن مبررا.
ولعل هذا األمر االستعجالب ٌلخص ،وبكل وضوح ،الؽاٌة واألهداؾ من تدخل
لاضً المستعجالت فً مجال الصفمات العمومٌة ،فدعوى الموضوع ،كما جاء فً
األمر المضابً السالؾ الذكر ،تعجز عن تحمٌك هذه المكاسب ما دامت الؽاٌة
22
األساسٌة هً حماٌة المال العام والمصلحة العامة من األضرار التً لد تنجم عن
تولؾ األشؽال موضوع الصفمة.26
هذا التوجه أكده ربٌس المحكمة اإلدارٌة بالرباط فً أمره رلم 54والصادر بتارٌخ
ٌ 12ناٌر 2016فً الملؾ رلم 2012/7101/40وأمره رلم 1040المإرخ
فً 24ماي 2017والصادر فً الملؾ رلم .2017/7101/954
وتجدر اإلشارة إلى أن لاضً المستعجالت بالمحكمة اإلدارٌة بالرباط سبك أن
صرح بعدم اختصاصه للنظر فً طلب نفس الشركة الرامً إلى إتمام األشؽال،
3117المإرخ فً 31دجنبر 2015بعلة وذلن بواسطة األمر المضابً رلم
انعدام عنصر االستعجال.
26
ـ عبدهللا بونٌت ،مرجع سابك،ص.924.
23
الفمرة الرابعة:الطلبات المتعلمة بمبلػ الضمانة
لد ٌتم عرض بعض الطلبات المتعلمة بالضمانات الممدمة فً إطار الصفمات
العمومٌة على أنظار المضاء االستعجالً ،وذلن فً إطار المطالبة برفع ٌد اإلدارة
عن مبلػ الضمانة أو طلب إٌماؾ استخالصها لفابدتها.
وانطاللا من استمراء العمل المضابً للمحاكم اإلدارٌة بهذا الخصوصٌ ،تضح أن
هنان نوعا من التباٌن فً التفسٌر وؼٌاب االنسجام بٌن تعلٌالت األوامر المضابٌة،
فهنان أوامر تستجٌب لهذه الطلبات ،كاألمر رلم 551الصادر عن لاضً
المستعجالت بالمحكمة اإلدارٌة بؤكادٌر بتارٌخ 3ماي 2016فً الملؾ عدد
2016/7101/601والذي جاء فٌه:
"وحٌث إنه لما كانت المحكمة اإلدارٌة هً المختصة نوعٌا للبت فً النزاعات
الناشبة عن العمود اإلدارٌة والصفمات العمومٌة طبما للمادة 8من المانون 41ـ90
فإن االختصاص فٌم ا ٌتعلك باألمور المستعجلة المرتبطة بهذه المنازعات ٌرجع فٌها
لمحكمة الربٌس المحكمة اإلدارٌة بصفته لاضٌا للمستعجالت الذي ٌكون معه المثار
بهذا الصدد ؼٌر مبنً على أساس وٌتعٌن رده والتصرٌح بانعماد االختصاص
النوعً لمحكمة المستعجالت بالمحكمة اإلدارٌة بؤكادٌر.
وفً ممابل ذلن هنان أوامر أخرى ،لضت برفض االستجابة للطلبات االستعجالٌة
المرتبطة بالضمانة ،فمد اعتبر لاضً األمور المستعجلة بالمحكمة اإلدارٌة بالرباط
أن طلب إٌماؾ إجراءات استخالص الضمانة ،ال ٌمكن البت فٌه إال من خالل
منالشة لرار فسخ الصفمة ،وهو ما من شؤنه المساس بموضوع الحك وأسبابه
الوالعٌة.27
27
ـ ٌونس األزرق الحسونً"،الطلبات االستعجالٌة فً مجال الصفمات العمومٌة أمام المضاء اإلداري ،مجلة الوكالة المضابٌة
للمملكة ،العدد الثانً ،دجنبر 1228ص.294:
24
الفمرة الخامسة :طلبات إخالء أو إفراغ الورش
ترتبط هذه الحالة بمرحلة حصول فسخ عمد الصفمة من طرؾ اإلدارة صاحبة
المشروع كعموبة ضد الطرؾ اآلخر المتعالد معها والذي ؼالبا ما ال ٌستجٌب لطلب
إخالء الورش من معداته ،وٌظل محتال له رؼم فسخ العاللة التً كانت تربطه مع
صاحب المشروع ،وعلى إثر ذلن ٌمكن لهذا األخٌر أن ٌلجؤ لماضً المستعجالت
اإلداري من أجل استصدار أمر بإفراغ المماولة .28
وٌالحظ من خالل االطالع على العدٌد من األوامر االستعجالٌة فً هذا الموضوع ،
أن العمل المضابً لم ٌحسم فً هذه اإلشكالٌة ،وظل ٌتؤرجح بٌن لبول الطلبات
االستعجالٌة الرامٌة إلى إفراغ الورش من المماولة ومعداتها ،ورفض هذه الطلبات.
ؼٌر أن محكمة النمض اعتبرت أن تولؾ المماولة عن إنهاء األشؽال الموكولة إلٌها،
ٌشكل اضطرابا ٌبرر تدخل لاضً المستعجالت لوضع حد له.29وهو ما لضت به
فً المرار عدد 409الصادر عنها فً الملؾ التجاري رلم 2013/3/1756
"..فً حٌن أن موضوع الدعوى ٌتعلك بإخالء المطلوبة من الورش واإلذن للطالب
بمواصلة أشؽال الكهرباء ثبت تولفها بممتضى خبرة حضورٌة فً حك المطلوبة،
وتعتبر ضرورٌة للمرور إلى المرحلة الثانٌة ،وفً حٌن كذلن أن تولؾ المطلوبة
عن إنهاء األشؽال الموكولة إلٌها ٌشكل اضطرابا ٌبرر تدخل لاضً المستعجالت
لوضع حد له وال ٌحول دون ذلن وجود نزاع بٌن الطرفٌن أمام لضاء الموضوع،
تكون بذلن لد خرلت ممتضٌات المادة 21المذكورة وٌتعٌن نمض لرارها"
28
عبدهللا بونٌت ،مرجع سابك،ص.922:
29
ـ ٌونس األزرق الحسونً ،مرجع سابك،ص295:
25
المبحث الثانً :انحماَة انقضائُة نعقىد انصفقات انعمىمُة فٍ إطار دعىي انقضاء
انشامم ومعُقاته
لل مضاء الشامل دور أساسً فس حماٌة المتعالد مع اإلدارة ،حٌث ٌمكن أن تستخدم
هذه األخٌرة السلطة العامة الممنوحة لها مما لد ٌسبب ضررا للمتعالد (المطلب
األول) ،مما ٌستوجب تدخل المضاء ،إال أن هذه الحماٌة تعترٌها نمابص واشكاالت
التً تحد من فعالٌتها (المطلب الثانً).
وبالتالً فعندما ٌنفذ المتعالد ممتضٌات العمد على الشكل المطلوب ،تصبح لهذا
األخٌر جملة من الحموق ،تتمثل فً الحصول على ممابل نمدي (أوال) وحمه فً
التضاء بعض التعوٌضات المحتملة (ثانٌا).
إن للملتزم بتنفٌذ األشؽال أو خدمات لصالح اإلدارة الحك فً الحصول على ثمن ما
لام به من أعمال ،وهذا الحك هو األول واألساسً للمتعالد مع اإلدارة ،ألن هذا
األخٌر فً ؼالب األحٌان ٌكون مماول ٌسعى إلى تحمٌك الربح.31
وٌحصل المتعالد على ممابل نمدي إما بصورة كاملة بعد تنفٌذ العمد ،أو ٌحصل على
جزء من الممابل كدفعة ممدمة تم ٌحصل على البالً بحسب ما ٌنفذ من العمد( 32ما
تم االتفاق علٌه بدفتر الشروط الخاصة).
_30المادة األولى من المرسوم رلم 349.12.2صادر فً 8جمادى األولى 20( 1434مارس )2013المتعلك
بالصفمات العمومٌة.
_31دمحم عباس ،التدخل االلتصادي للجماعات المحلٌة عن طرٌك الصفمات العمومٌة ،رسالة لنٌل دبلوم الماستر فً
المانون العام ،تخصص اإلدارة والمالٌة العامة ،سنة 2008-2007بطنجة ،ص.22 .
_32دمحم األعرج ،نظام العمود اإلدارٌة والصفمات العمومٌة "وفك لرارات وأحكام المضاء اإلداري المؽربً" ،المجلة
المؽربٌة لإلدارة المحلٌة والتنمٌة ،سلسلة مإلفات وأعمال جامعٌة ،العدد ،88سنة ،2011ص86.
26
وٌتخذ الثمن 33عدة أشكال فهو ٌختلؾ حسب نوع الصفمة:
_33المادة 11من المرسوم رلم 349.12.2صادر فً 8جمادى األولى 20( 1434مارس )2013المتعلك
بالصفمات العمومٌة.
_34المادة 60من دفتر الشروط اإلدارٌة العامة المطبمة على صفمات األشؽال ،المصادق علٌه بالمرسوم رلم
2.14.394صادر فً 6شعبان 13( 1437ماي .)2016
27
ثانٌا -الحك فً التضاء بعض التعوٌضات المحتملة:
ٌكون التعوٌض عن األضرار التً لحمت بالمتعالد مع اإلدارة على إثر صفمة
عمومٌة ،إما تعوٌضا شامال أو تعوٌضا جزبٌا ،وهذا التمسٌم ساله الفمهاء باعتبار ما
توصل إلٌه االجتهاد المضابً ،ومن خالل مماصد بعض الممتضٌات المانونٌة.
التعوٌض الشامل
ٌكون التعوٌض شامال فً إحدى الحالتٌن:
ٌعتبر خطؤ اإلدارة خرلا من طرفها لبنود الصفمة ،وٌستحك على إثر ذلن المتعالد
تعوٌضا عن الضرر الذي لحمه شرٌطة أن ٌكون هذا الضرر بالػ األهمٌة .كعدم
منحه اإلذن بتنفٌذ الصفمة أو ولؾ تنفٌذ األشؽال بؤمر صاحب المشروع أو عدم
تسلٌم المماول التصامٌم والخرابط الضرورٌة أو عدم تمكٌنه من المطعة األرضٌة
المخصصة لألشؽال ،وٌشمل تعوٌض الخسارة التً ألمت به والكسب الذي فاته،
وهذا ما نالحظه فً المواد 39و 40و 49من دفتر الشروط اإلدارٌة العامة
المطبمة على صفمات األشؽال
_35عبد العالً سمٌر ،الصفمات العمومٌة والتنمٌة ،مطبعة المعارؾ الجدٌدة-الرباط الطبعة األولى ،سنة ،2010
ص.44.
28
الحالة الثانٌة :تتجسد فً نظرٌة فعل األمٌر
وٌمصد بها كل عمل ٌصدر عن سلطة عامة دون خطؤ من جانبها ٌنجم عن تظهور
مركز المتعالد فً العمد اإلداريٌ ،إدي إلى إلزام جهة اإلدارة المتعالدة بتعوٌض
المتعالد المضرور عن كافة األضرار التً لحمت به من جراء ذلن العمل بما ٌعٌد
التوازن المالً للعمد.36
ونشٌر إلى أنه الٌعتد بنظرٌة فعل األمٌر إال إذا كان األمر صادر عن اإلدارة
المتعالدة ،ولٌست اإلدارة ذات سلطة علٌا.
ولد حددت أحكام المضاء اإلداري شروط تطبٌك نظرٌة فعل األمٌر:37
وتجدر اإلشارة أن هذه النظرٌة (فعل األمٌر) رؼم أنها معروفة فً المانون اإلداري
فً معظم الدولة وخاصة بالمؽرب ،إال أنها ال تستند على أي نص تشرٌعً أو
تنظٌمً.
التعوٌض الجزبً
تجد هذه الماعدة أصولها فً نصوص تشرٌعٌة ،فالفصل 269من ق.ل.ع المؽربً
ٌحددها (كل أمر ال ٌستطٌع اإلنسان (المتعالد) أن ٌتولعه كالظواهر الطبٌعٌة
(الفٌضانات والجفاؾ والعواصؾ والحرابك والجراد) وؼارات العدو وفعل السلطة
وٌكون من شؤنه تنفٌذ االلتزام مستحٌال ،}...فشروط الموة الماهرة معروفة لانونا
وهً ثالثة أن ٌكون الحادث خارج عن إرادة الطرفٌن ،وأن ٌكون عارضا وؼٌر
متولع أثناء إنشاء العمد ،وأن ٌجعل تنفٌذ العمد مستحٌال38
والموة الماهرة ال تعطً الحك للمتعالد فً التعوٌض إال فً حاالت خاصة وبعد
مصادلة السلطة اإلدارٌة على ذلن ،وٌجب على المتعالد إبالغ اإلدارة بذالن
الحادث ،داخل أجل سبعة ( )7أٌام الموالٌة لولوعه وإال فمد حمه فً التعوٌض39
وعموما إن لم توافك اإلدارة على منح التعوٌض وجب على المتعالد اللجوء إلى
المضاء.
مفاد هذه النظرٌة عند تنفٌذ العمود اإلدارٌة وخاصة عمد األشؽال العامة ،لد تطرأ
صعوبات مادٌة استثنابٌة لم تدخل فً حسابً طرفً العمد وتمدٌرهما عند التعالد،
وتجعل التنفٌذ أشد وطؤة على المتعالد مع اإلدارة وأكثر كلفة ،وطبما لهذه النظرٌة
ٌحصل المتعالد مع اإلدارة على تعوٌض عن األضرار التً ٌتحملها ،وذلن فً مبلػ
30
معٌن ٌضاؾ له على األسعار المتفك علٌها .40وؼالبا ما ٌطرح هذا األمر فً
صفمات األشؽال العمومٌة كوجود طبمات صخرٌة مفاجؤة ولم تكن فً الحسبان أثناء
دراسة التربة ،وعلى العموم ٌجب أن تكون هذه الصعوبات ؼٌر متولعة ولٌست
بفعل أحد الطرفٌن أو نتٌجة خطبهما.
والتعوٌض فً هذه الحالة ٌرتكز أساسا على مبدأ العدالة وهو من إبداع االجتهاد
المضابً ،والؽاٌة منه إنصاؾ المماولٌن وتفادي نفورهم من التعالد مع اإلدارة ،مثل
هذا التعوٌض ٌمكن أن نصادفه حتى فً العمود المدنٌة ،حٌث جرى العرؾ
بذلن.41
تحٌل نظرٌة الظروؾ الطاربة إلى أنه إذا طرأت أثناء تنفٌذ العمد اإلداري ظروؾ
لم تكن باإلمكان تولعها ولت إبرامه لسبب خارج عن إرادة طرفً العمد ،أدت إلى
للب التصادٌات العمد رأسا على عمب ،وجعلت تنفٌذه مرهما للمتعالد ،فإن السلطة
إلدارٌة المتعالدة تكون ملزمة بتعوٌض المتعالد جزبٌا عن األضرار الناتجة عن هذه
الظروؾ الطاربة ،لتطبٌك نظرٌة الظروؾ الطاربة البد من توفر الشروط
التالٌة:42
أن ٌصبح تنفٌذ العمد اإلداري مهددا للمتعالد بخسابر فادحة دون أن تجل
من التنفٌذ مستحٌال؛
أن تنتج صعوبات التنفٌذ عن حوادث ؼٌر عادٌة وؼٌر متولعة عند إبرام
العمد؛
أن ال ٌكون ألحد المتعالدٌن دور فً حدوث ظرؾ طارئ؛
أن تإدي إلى للب التوازن المالً رأسا على عمب فتضع المتعالد فً مركز
خارج العمد.
_40دمحم األعرج ،مرجع سابك ،ص98 .
_41عبد العالً سمٌر ،مرجع سابك ،ص46 .
_42كرٌم لحرش ،المانون اإلداري المؽربً ،سلسلة الالمركزٌة و اإلدارة المحلٌة ،عدد مزدوج ، 15-14طبع
طوب برٌس-الرباط ،الطبعة الثانٌة ،سنة ،2012ص 134
31
وفك هذه النظرٌة ٌتم تعوٌض المتعالد جزبٌا ،ومن أمثلة هذه الظروؾ تخفٌض لٌمة
العملة ،أو الزٌادة فً أسعار المواد األولٌة.
وفً األخٌر نالحظ أن النظرٌات األربع (فعل األمٌر ،الموة الماهرة ،الظروؾ
الطاربة ،والصعوبات المادٌة ؼٌر المتولعة) ،تعمل كلها على إنماذ المماول
ومساعدته على اجتٌاز العثرات والعمبات التً تواجهه أثناء تنفٌذ العمد ،والتً لم
ٌكن ٌتولع حدوثها أثناء إبرامه .ونالحظ أن الحدود بٌن هذه النظرٌات ؼٌر واضحة
المعالم وبٌنها كثٌر من التداخل الذي ازداد بسبب تدخل الدولة المستمر فً الحٌاة
االلتصادٌة واالجتماعٌة ،وبالتالً حدوث الكثٌر من التؽٌرات فً النظرٌات
واألفكار المانونٌة التملٌدٌة ،وعدم وضوح حدود بٌن هذه النظرٌات وتداخلها ،جعل
من الصعب أحٌانا إٌجاد معٌار دلٌك.43
ٌمكن إجمال هذه الصعوبات فً صعوبات لانونٌة (الفرع األول) ،وأخرى تتعلك
باشكالٌة تنفٌذ األحكام العمومٌة( الفرع الثانً).
إضافة إلى اشكالٌة التنفٌذ األحكام فثمة عدة مشاكل لانونٌة تواجه المتماضً فً
مجال الصفمات العمومٌة ،وانعكساتها تكون لها تؤثرٌات متفاوتة الخطورة حسب
نوع المنازعة وأطرافها.
وبما أن مجال الصفمات العمومٌة مجال جد حساس تتداخل فٌه المصلحة العامة
بالمصلحة الخاصة ،فمن أهم المشاكل المطروحة بالنسبة للممارسة رلابة المضاء
اإلداري على الصفمات العمومٌة.
تتعدد اآلجال المطبمة فً مجال دعاوى الصفمات العمومٌة ،وتنطلك من آجال التمدم
فالتظلم التمهٌدي وحتى الطعن أمام المجلس األعلى .فبخصوص الطعن التمهٌدي
فإنه ٌعاب على المشرع منحه آجاال طوٌلة للسلطات اإلدارٌة ،ممابل إعطاء المتعالد
أجال لصٌرة.
وذلن ٌتجلى مثال فً منح اإلدارة شهرٌن من أجل الرد على التظلم المرفوع إلى
صاحب المشروع فً حٌن ال ٌتمتع المماول إال بؤجل خمسة أٌام ،كما أن مدة الطعن
ٌمكن أن تزداد إذا ما لرر المماول تظلما رباسٌا إلى الوزٌر المعنً بالصفمة حٌث
ٌتمتع األول بؤجل ثالثة أشهر لٌرفع تظلمه وٌتمتع الثانً بؤجل ثالثة أشهرأخرى
لٌمدم جوابه ،فإن كان بالرفض الصرٌح أو الضمنً ،الكلً أو الجزبً ،جاز للمتظلم
أن ٌرفع طعنا داخل أجل ٌ 60وماٌ ،مكن أن ٌتساهل بشؤنها فٌتم تمدٌدها كما هو
الشؤن بالنسبة لحالة االستحالة الجسدٌة أو طلب المساعدة المضابٌة وجعل عبء
إثبات تارٌخ تبلٌػ المرار المطعون فٌه -باعتباره نمطة بدء حساب األجلٌ -مع على
عاتك اإلدارة ،أما فً حالة التشدد فً حساب اآلجل فمثال ال ٌعتد بالطعن المرفوع
إلى محكمة ؼٌر مختصة وال ٌعتبر طلب المساعدة المضابٌة مولفا لسرٌان أجل
تمدٌم التظلم اإلداري.
كذلن فإن طول األجال الممنوح لسلطة اإلدارٌة فً كل تظلم ٌإدي حتما إلى ضٌاع
ولت ثمٌن للطاعن ،ومن هذا المنطلك التضت الضرورة التفكٌر فً أسلوب ٌضمن
حموق المتعالد مع اإلدارة وتجنبه لمجموعة من الشكلٌات التً ٌنتج عنها تضٌع
للفرص إلى جانب تحمله أعباء أخرى.
كما هو معلوم فالمانون المحدث للمحاكم اإلدارٌة لد أحال على لانون المسطرة
المدنٌة فً جانب إجراءات الدعوى اإلدارٌة ،ؼٌر أن الممارسة العملٌة أبانت عن
33
وجود بعض اإلختالفات بٌن الدعوى اإلدارٌة وبالً الدعاوى المدنٌة ،مما خلؾ
عدة مشاكل ٌنبؽً تجاوزها نظرا لما لدعوى اإلدارٌة عامة والصفمات العمومٌة
خاصة من خصوصٌات تمٌزها ،سواءا من حٌث األطراؾ أو من حٌث الموضوع
والمانون المطبك.
ذلن أنها ال معنى للتشدد حالٌا فً اإلبماء على وحدة المضاء على حساب حموق
المتماضٌن وبالدنا تعٌش ثورة لانونٌة متمثلة فً محاولة عصرنة النظام المانونً
والمضابً للمملكة وذلن من خالل إحداث محاكم تجارٌة إلى جانب المحاكم اإلدارٌة
التً أحدثت لها استبنافٌتان هما محكمة استبناؾ إدارٌة بالرباط واستبنافٌة مراكش،
إلى جانب إحداث مدونة األسرة وكل ما رافمها من اجتهاد فً الجانب الشرعً
وؼٌرها من النماذج ،إال أن إرادة المشرع ما تزال جامدة فٌما ٌخص وحدة المضاء
بالرؼم من محاولته خلك ازدواجٌة فً المانون.
وأمام هذا الوضع فإن التطورات العالمٌة وما تفرزه من تحدٌات ومستجدات تواجه
اإلدارة
إذا وأمام كل اإلشكاالت العملٌة التً سجلتها الممارسة المٌدانٌة داخل المحاكم
اإلدارٌة فٌما ٌخص الجانب المسطري .سواء ما تعلك برفع الدعوى أو بطلب
المساعدة المضابٌة ،أو اإلجراءات التً تهم الماضً الممرر ،أو ما تعلك أٌضا
بممارسة الطعن ضد األحكام اإلدارٌة ،أو ماٌهم الدفع بعدم اإلختصاص النوعً
دون إؼفال جانب تنفٌذ األحكام المضابٌة.
فإنه وبالنظر إلى كل ذلن ٌستحسن إفراد المحاكم اإلدارٌة بمسطرة مؽاٌرة للمسطرة
المدنٌة ومستملة عنها ،أو على األلل وكما ذهب إلى ذلن معظم الفمهاء فً المانون
34
اإلداري" :تخصٌص باب مستمل للمسطرة اإلدارٌة دورا إٌجابٌا أكثر بتدخله فً
توجٌه إجراءات الدعوى نظرا لكونه ٌفصل بٌن طرفٌن ؼٌر متساوٌٌن."...
وال ٌفوتنا أن نذكر بؤن تعمد الجانب المسطري خاصة فً منازعات الصفمات
العمومٌة ٌولد نفورا لدى المتعالدٌن مع اإلدارة من اللجوء إلى المضاء لعلمهم
بإؼراله فً الشكلٌات ،وأن إهمال أٌة شكلٌة ٌترتب علٌه عدم ربح الدعوى ،مما
ٌحدو بهم إلى سلون طرق ؼٌر مشروعة خاصة أن المانون ٌضٌك الخناق على
الحلول البدٌلة فً مجال الصفمات العمومٌة ،ذلن أنه إذا ما استثنٌنا التظلم اإلداري
فإن المانون كان ٌمنع اللجوء إلى – التحكٌم الذي ٌعتبر وسٌلة تمع بٌن المضاء وبٌن
بدابله -بالنسبة لألموال العمومٌة،ؼٌر أننا نالحظ ازدواجٌة فً التعامل مع التحكٌم
سابما ،حٌث ٌباح فً بعض االتفالٌات والمعاهدات الدولٌة بعد الحصول على إذن
ا لوزٌر األول ،بٌنما ٌمنع منعا تاما بالنسبة للصفمات الداخلٌة لبل أن ٌتدخل المشرع
إلصالح األمر عبر التعدٌل الذي نص علٌه لانون المسطرة المدنٌة المتعلك بالتحكٌم
والوساطة اإلتفالٌة وذلن ما فصلناه سابما.
ومن هنا ٌظهر بجالء أن تعمد الجانب المانونً ال ٌساهم فً فرض رلابة فعالة على
كما هو معلوم أن مفهوم النظام العام ،هو مفهوم واسع وشامل ومن أسباب وجود
اإلدارة هو المحافظة على النظام العام بصوره الثالث الصحة العامة ،السكٌنة
44
-خالد شهٌم" ،اشكالٌة المرالبة فً الصفمات العمومٌة الجماعٌة على ضوء المرسوم الجدٌد" ،رسالة لنٌل دبلوم الدراسات العلٌا
المعممة فً المانون العام ،جامعة الحسن الثانً ،الدار البٌضاء ،سنة ،2999-2998ص221 .
35
العامة ،واألمن العام فإذا كان تنفٌذ الحكم المضابً من شؤنه المساس بالنظام العام
أو ولوع خلل بالمصالح اإلدارٌة فإن االدارة ال تنفذه نظرا ألولوٌة المصلحة العامة
على المصلحة الخاصة.
أٌضا لد تتذرع اإلدارة بواجب الحفاظ على المال العام وتدعً أنه من شؤن تنفٌذ
األحكام ا لصادرة ضدها المساس بالمصلحة العامة ومبدأ استمرارٌة المرافك العامة،
وفً هذا االتجاه ذهب جانب من الفمه إلى جواز الحجر على أموال الدولة الخاصة
الستٌفاء الدٌن الذي هو بذمة اإلدارة لصالح المحكوم علٌه .ألن ذلن ال ٌإثر فً
سٌر المرفك العام بانتظام واطراد.45
إن الحكم نفسه لد ٌكون مصدرا لعدد من الصعوبات ،حٌث أن بعض األحكام لد
تتضمن فً منطولها لبسا لد ٌتعذر معه تنفٌذها بصورة واضحة.
فاإلدارة تتمسن بوجود ؼموض على مستوى األحكام مما ٌحول دون لٌامها
بتنفٌذها ،وهذا ما جعل بعض الفمهاء ٌعتبرون أنه من واجب االدارة المٌام
بمسإولٌتها فً حكم حابز على لوة الشًء الممضً به ،كما ٌجب على الماضً أن
ٌجعل منطوق الحكم واضح مع تحدٌد كٌفٌة تنفٌذه من لبل االدارة.
لهذا ٌنبؽً أن ٌكون منطوق الحكم واضحا كل الوضوح حتى ال ٌحتمل عدة
التفسٌرات من لبل االدارة ،وتعلٌله تعلٌال سلٌما وكذا تفسٌره للمواعد والمبادئ
المطبمة حتى ٌسهل على اإلدارة إجراءات تنفٌذه.
سلطة الماضً اإلداري ال تتعدى مجرد الحكم ،ولٌس من حمه توجٌه أوامر لإلدارة
،احتراما لمبدأ الفصل بٌن السلط ،وتطبٌما باألساس لماعدة الماضً ٌمضً وال
45
-بلحسٌن دمحم ،إشكالٌة تنفٌذ األحكام الصادرة ضد اإلدارة ،إشكالٌة تنفٌذ األحكام الصادرة فً مواجهة اإلدارة ،رسالة لنٌل شهادة
الماستر ،جامعة الحسن األول ،سطات السنة الجامعٌة ،1225-1224ص .222
36
ٌدٌر ،فالماضً اإلداري وهو ٌصدر أحكاما ضد اإلدارة ال ٌتوفر على سلطة
حمٌمٌة ،أي ال ٌتوفر على الوسابل المانونٌة والمادٌة إلجبارها على التنفٌذ ،وبهذا
أصبح الشابع فمها ولضاءا منع الماضً اإلداري من توجٌه أوامر لإلدارة أو الحلول
محلها ،بحٌث ال ٌمكنه تكلٌؾ اإلدارة بالمٌام بعمل معٌن أو االمتناع عنه كما ال
ٌمكنه أن ٌحل محلها فً عمل أو إجراء معٌن من صمٌم اختصاصها وصالحٌتها.
وبالرجوع إل المضاء المؽربً وفً ذات السٌاق صدر عن إدارٌة مكناس بتارٌخ
فاتح ٌولٌوز 2014حٌث ٌهدؾ الطالب من وراء طلبه إلى إصدار أمر إلى
الجماعة الحضرٌة بمكناس بإلزامها باتخاذ لرار بهدم بناء أؼلك ممر بٌن منزلٌن،
إال أنه تم التصرٌح بعدم لبول الطلب ألن الماضً اإلداري ال ٌصدر أوامر لإلدارة.
وجدٌر باإلشارة إلى أن المادة 9من شروع لانون المالٌة لسنة ،2020تمنع الحجز
على ممتلكات الدولة والجماعات الترابٌة فً حالة عدم تنفٌذ األحكام المضابٌة ،ولد
أثار ذلن جدل كبٌر على مستوى النماش العمومً ،على اعتبار أن هذه المادة تمس
بمبدأ فصل السلط ،واستماللٌة السلطة المضابٌة عن السلطتٌن التشرٌعٌة والتنفٌذٌة،
وبالتالً لد تمس ممتضٌات هذه المادة بحموق األفراد فٌما ٌخص ضمان تنفٌذ
األحكام الصادرة ضد اإلدارة.
هنان مجموعة من االعتبارات الذاتٌة المرسخة فً أذهان بعض رجال اإلدارة ،إذ
ٌعتمدون أن األحكام المضابٌة ال تكون ملزمة إال إذا كانت فً صالح اإلدارة ولٌس
ضدها ،وٌدفعون أن المضاء ال ٌعرؾ مشاكل اإلدارة الداخلٌة واستمالله عنها وهنان
من ٌستن عل الفصل 25من لانون المسطرة المدنٌة لتبرٌر امتناع اإلدارة عن تنفٌذ
األحكام الصادرة ضدها الذي ٌمنع على المحاكم عرللة عمل اإلدارات العمومٌة
46
للدولة أو الجماعات العمومٌة األخرى
46
-حمٌد أهالل ،إشكالٌة تنفٌذ األحكام اإلدارٌة الصادرة فً مواجهة اإلدارة ،رسالة لنٌل دبلوم الماستر فً الدراسات العلٌا
المعممة ،جامعة دمحم الخامس ،الرباط ،السنة الجامعٌة ،1229 -1228ص15.
37
خــاتــمــة:
على سبٌل الختم ،فإن العمود اإلدارٌة المندرجة فً إطارها الصفمات العمومٌة ،ال
ٌحكمها مبدأ سلطان اإلرادة ،ولاعدة "العمد شرٌعة المتعالدٌن" ،كما هو الشؤن
بالنسبة للمانون الخاص ،ب ل المواعد العامة لسٌر المرفك العام بانتظام واضطراد،
والعمد اإلداري باعتبار طبٌعة تكوٌنه وارتباطه بالمصلحة العامة والمال العام ٌمر
بمجموعة من المراحل ابتداء من تكوٌنه مرورا بتنفٌذه وانتهاء بنهاٌته.هذه المراحل
تكون مناسبة لبروز مجموعة من اإلشكالٌات ،مما ٌجعل الماضً اإلداري ٌبسط
رلابته فً إطار دعوى المضاء الشامل متى أخلت بااللتزامات التعالدٌة.
إن رلابة المضاء الشامل على عمود الصفمات العمومٌة تمكن من الولوؾ وفهم
مجموعة من اإلخالالت التً تطبع الممارسة اإلدارٌة فً تدبٌر الصفمات العمومٌة،
كما تلعب المرارات واالجتهادات المضابٌة دورا مهما فً توضٌح الموالؾ المختلفة
للعمل المضابً اإلداري بخصوص بعض عناصر منازعات الصفمات العمومٌة التً
تترتب عن اختالالت التدبٌر اإلداري وعن ؼٌرها من الخالفات المتعلمة بتنفٌذ
الصفمة العمومٌة وانتهابها.
38
الئحة انمزاجع:
أوال :الكتب
ـ حسن صحٌب ،المانون اإلداري المؽربً الوسابل المانونٌة للعمل اإلداري ،سلسلة
دراسات وأبحاث فً اإلدارة والمانون ،العدد الثانً ،الطبعة األولى ،أكتوبر 2018
المماالت العلمٌة:
ـ دمحم الشٌلً" ،المبادئ العامة آللٌات وطرق إبرام الصفمات العمومٌة على ضوء
المرسوم رلم 349ـ12ـ 2المإرخ فً 20مارس ،2013مجلة الوكالة المضابٌة
للمملكة ،العدد الثانً ،دجنبر 2018
39
ـ دمحم األعرج ،نظام العمود اإلدارٌة والصفمات العمومٌة "وفك لرارات وأحكام
المضاء اإلداري المؽربً" ،المجلة المؽربٌة لإلدارة المحلٌة والتنمٌة ،سلسلة مإلفات
وأعمال جامعٌة ،العدد ،88سنة 2011
األطروحات والرسائل:
أوال :األطروحات
ثانٌا :الرسائل
-وادفل سلٌمان وممبل سامٌة ،الرلابة المضابٌة على الصفمات العمومٌة ،رسالة
لنٌل شهادة الماستر فً المانون العام ،كلٌة الحموق والعلوم االنسانٌة ،بجاٌة ،السنة
الجامعٌة .2016 -2015
40
النصوص المانونٌة:
-مرسوم الصفمات العمومٌة رلم 1-12-349الصادر فً 20مارس 2013
بالصفمات العمومٌة ،ج.ر رلم ،6140بتارٌخ 4أبرٌل .2013
-دفتر الشروط اإلدارٌة العامة المطبمة على صفمات األشؽال ،المصادق علٌه
بالمرسوم رلم 2.14.394صادر فً 6شعبان 13( 1437ماي .)2016
األحكام المضائٌة:
الموالع اإللكترونٌة:
www.droitetentreprise.com
41
انفهزس
ممدمة1 ................................................................................. :
المبحث األول :أشكال تدخل المضاء الشامل فً منازعات الصفمات العمومٌة 6 .
المطلب األول :الدعوى ألجل بطالن عمد الصفمة ،ودعوى التعوٌض 6 .........
الفرع الثانً :بعض أوجه تدخل المضاء االستعجالً اإلداري المؽربً فً
مجال الصفمات العمومٌة 21 ..........................................................
مطلب األول :الحماٌة المانونٌة للمتعالد خالل تنفٌذ الصفمة 16 ..................
المطلب الثانً :معٌمات عمل الماضً اإلداري فً مجال الصفمات العمومٌة 11
الفهرس40...........................................................................
42