You are on page 1of 43

‫ﻣوﻗﻊ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ‬ www.elkanounia.

com ‫ﻟﻠﻣزﯾد ﻣن اﻟﻌروض زوروا‬

fb.com/Elkanounia.Ma twitter.com/ElkanouniaMa
‫ماسرت العلوم الإدارية واملالية‬
‫وحدة‪ :‬الصفقات العمومية ومنازعهتا‬
‫عرض حتت عنوان‪:‬‬
‫عرض حتت عنوان ‪:‬‬
‫دور القضاء الشامل في‬
‫منازعات الصفقات العمومية‬

‫۞ تحت إشراؾ‪:‬‬ ‫۞ من إعداد الطلبة‪:‬‬

‫د – ادمحم العنتري‬ ‫‪ -‬سناء بٌجا‬


‫‪ -‬سهٌلة بالل‬
‫‪ -‬وصال لهٌل‬
‫‪ -‬ملٌكة اسماعٌلً علوي‬

‫السنة الجامعٌة ‪1010 /1029‬‬


‫مــقــدمــة‪:‬‬
‫ٌعتبر المضاء اإلداري من أهم اآللٌات الممنهجة فً سبٌل إحماق الحك وسٌادة‬
‫المانون‪.‬‬

‫فبهدؾ إرساء دعابم دولة الحك والمانون بادرت الدولة إلى التخلً عن مجموعة‬
‫من المبادئ المعتنمة فً ظل الحضارات السابدة لدٌما‪ ،‬وخاصة مبدأ عدم مساءلة‬
‫الدولة عن األضرار التً تحدثها‪ ،‬كونها على ارتباط بشخص الحاكم‪ ،‬وكونها ممثلة‬
‫إلرادة الشعب‪ ،‬ومساءلتها بمثابة مساءلة الشعب نفسه‪ ...‬وؼٌرها من األمور السابدة‬
‫أنذان‪ ،‬ولعل هذا التنازل فرضه تدخلها فً شإون الحٌاة االجتماعٌة المتشعبة‪ ،‬مما‬
‫ٌنتج معه الظهور المحتشم إلمكانٌة المطالبة بالتعوٌض أمام الجهة المضابٌة‬
‫المختصة أنذان‪.‬‬

‫حٌث تم تخوٌل األفراد إمكانٌة مساءلة الدولة عن أخطابها فً بادئ األمر لٌتم‬
‫التوسٌع من هاته الضمانة عن طرٌك فتح إمكانٌة المطالبة بجبر الضرر الحاصل‬
‫ولو لم ٌوجد خطؤ ـ بناء على أساس المخاطر ـ والمؽرب هو اآلخر بادر إلى تبنً‬
‫ما ٌسمى "المضاء الشامل" الذي ٌهتم بالبت فً الدعاوى التً تروم جبر الضرر‬
‫الذي ألحمته اإلدارة باعتبارها صاحبة السٌادة سواء بخطبها أو بعملها المشروع‪.‬‬

‫تمثل الصفمات العمومٌة‪ ،‬الفبة األكثر تمثٌلٌة للعمود اإلدارٌة‪ ،‬حٌث تحتل مكانة‬
‫أساسٌة ضمن هذا الصنؾ من العمود التً تبرمها اإلدارة‪ ،‬فالعمد اإلداري ٌستمد‬
‫لواعده إما من نصوص تشرٌعٌة أو تنظٌمٌة تنظم جانبا أو أكثر من جوانبه‪ ،‬وإما‬
‫من أحكام المضاء اإلداري التً ٌمارس الماضً من خاللها دورا بارزا فً خلك‬
‫واستخالص المبادئ المانونٌة التً تحكم هذا العمد دون التمٌد فً ذلن بؤحكام المانون‬
‫المدنً‪.1‬‬

‫‪1‬‬
‫ـ زاٌد لمٌاء‪"،‬منازعات الصفمات العمومٌة" ‪ ،‬ممال منشور على مولع ‪www.droitetentreprise.com‬‬

‫‪2‬‬
‫وٌعتبر المضاء الشامل المضاء الذي ٌخول للماضً تصفٌة النزاع كلٌا حٌث إن‬
‫اختصاصه ال ٌمتصر على التؤكد من صحة أو بطالن المرارات اإلدارٌة التً تصدر‬
‫ف ً شؤن العملٌة المركبة لعمد الصفمة‪ ،‬وإنما ٌمتد لٌشمل كل عناصر عملٌة الصفمة‪،‬‬
‫فكل نزاع نشؤ عن عاللة تعالدٌة بٌن اإلدارة واألشخاص ٌخضع للمضاء الشامل‪.2‬‬

‫تارٌخٌا‪ ،‬شكلت منازعات المضاء اإلداري الشامل منذ بداٌة ‪ 1913‬جانبا مهما‬
‫وأساسٌا ومستمال فرض نفسه فً المانون اإلداري المؽربً‪ .3‬بٌد أنه إذا كان مجال‬
‫دعوى المضاء اإلداري الشامل ٌشمل مجموعة من المنازعات التً تدخل ضمن‬
‫اختصاص المضاء اإلداري‪ ،‬فإن دراسات وأبحاث ؼالبٌة الفمه حول أصناؾ‬
‫المنازعات اإلدارٌة التً تدخل ضمن دعوى المضاء اإلداري الشامل بعد إحداث‬
‫المجلس األعلى ولبٌل إحداث المحاكم اإلدارٌة ركزت على لضاء المسإولٌة‬
‫اإلدارٌة‪ ،‬ولم تول نفس األهمٌة إلى مختلؾ المنازعات األخرى التً تدخل ضمن‬
‫المضاء اإلداري الشامل‪.‬‬

‫لذا كرست جل مإلفات المضاء اإلداري المؽربً أهمٌة المضاء اإلداري الشامل‬
‫باعتباره من المنازعات التً عرفت تطورا كبٌرا ممارنة مع منازعات اإللؽاء‪.‬‬

‫ونرى أهمٌة المضاء اإلداري الشامل نشؤت منذ أن أصبحت المحاكم العادٌة تبت فً‬
‫الدعاوى المرفوعة ضد اإلدارات العمومٌة بناء على الفصل ‪ 8‬من ظهٌر التنظٌم‬
‫المضابً لسنة ‪ ،1913‬وخصوصا الدعاوى المرفوعة بسبب األضرار الناتجة عن‬
‫أعمال اإلدارات العمومٌة وبسبب األخطاء المرفمٌة للعاملٌن بها‪ .‬هذه الدعاوى التً‬
‫ترسخت من خالل اإلطار التشرٌعً المحدد لمسإولٌة المرافك العمومٌة‬
‫ولمستخدمٌها بناء على ممتضٌات الفصلٌن ‪ 79‬و‪ 80‬من لانون االلتزامات والعمود‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫ـ دمحم الشٌلً‪"،‬المبادئ العامة آللٌات وطرق إبرام الصفمات العمومٌة على ضوء المرسوم رلم ‪949‬ـ‪21‬ـ‪ 1‬المإرخ فً ‪ 12‬مارس‬
‫‪ ،1229‬العدد الثانً‪ ،‬دجنبر ‪1228‬ص‪.229:‬‬
‫‪3‬‬
‫ـ حسن صحٌب‪ ،‬المانون اإلداري المؽربً الوسابل المانونٌة للعمل اإلداري‪ ،‬سلسلة دراسات وأبحاث فً اإلدارة والمانون‪ ،‬العدد‬
‫الثانً‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬أكتوبر ‪ ،1228‬ص‪.119:‬‬

‫‪3‬‬
‫وبصدور لانون المسطرة المدنٌة فً ‪ 28‬شتنبر ‪ ،1974‬السٌما الفصل ‪ 353‬منه‪،‬‬
‫فً حٌن بمً االختصاص العام فً مختلؾ الدعاوى موكوال للمحاكم االبتدابٌة حٌب‬
‫ممتضٌات الفصل ‪ 18‬من ظهٌر المسطرة المدنٌة‪.‬‬

‫وبصدور المانون ‪41‬ـ‪ 90‬المنشا للمحاكم اإلدارٌة وتحدٌدا ممتضٌات المادة ‪ 8‬من‬
‫المانون المنشا لهذه المحاكم اتضح نطاق اختصاص المحاكم اإلدارٌة فً الدعاوى‬
‫المنتمٌة للمضاء الشامل وذلن من خالل اختصاص المحاكم اإلدارٌة الذي ٌهم‬
‫النزاعات المتعلمة بالعمود اإلدارٌة وؼٌرها من النزاعات المدرجة فً هذه المادة‪.‬‬

‫وٌكتسً الموضوع أهمٌته‪ ،‬من خالل ما ٌوفره من ضمان شفافٌة ونزاهة عمد إبرام‬
‫الصفمات العمومٌة‪.‬‬

‫انطاللا مما سبك‪ ،‬تطرح اإلشكالٌة التالٌة‪:‬‬

‫إلى أي حد ساهم المضاء اإلداري الشامل فً التوفٌك ما بٌن المصلحتٌن العامة‬


‫والخاصة فً إطار منازعات الصفمات العمومٌة؟‬

‫تتفرع عن هذه اإلشكالٌة‪ ،‬مجموعة من األسبلة الفرعٌة من لبٌل‪:‬‬

‫ـ ما هً أشكال رلابة المضاء الشامل على منازعات الصفمات العمومٌة؟‬

‫ـ ما هً مظاهر الحماٌة التً ٌوفرها المضاء الشامل للمتعالد مع اإلدارة؟‬

‫ـ ما هً العرالٌل التً تعٌك عمل المضاء الشامل فً رلابته على عمود الصفمات‬
‫العمومٌة؟‬

‫لإلجابة عن اإلشكالٌة الربٌسٌة‪ ،‬واألسبلة المتفرعة عنها‪ ،‬سٌتم اعتماد التصمٌم‬


‫التالً‪:‬‬

‫‪4‬‬
‫المبحث األول‪ :‬أشكال رلابة المضاء الشامل على منازعات عمود الصفمات‬
‫العمومٌة‬

‫المبحث الثانً‪ :‬الحماٌة المضائٌة لعمود الصفمات العمومٌة فً إطار دعوى‬


‫المضاء الشامل ومعٌماته‬

‫‪5‬‬
‫انمبحث األول‪ :‬أشكال تدخم انقضاء انشامم فٍ مناسعات انصفقات انعمىمُة‬

‫تتعدد أشكال تدخل المضاء الشامل فً منازعات الصفمات العمومٌة من خالل دعوى‬
‫بطالن العمد والمطالبة بالمبالػ المالٌة (المطلب األول)‪ ،‬ثم الدعوى االستعجالٌة فً‬
‫إطار ( المطلب الثانً)‪.‬‬

‫انمطهب األول‪ :‬اندعىي ألجم بطالن عقد انصفقة‪ ،‬ودعىي انتعىَض‬

‫تتخذ دعوى المضاء الشامل صور مختلفة‪ ،‬سواء كدعوى ألجل بطالن العمد (الفرع‬
‫األول)‪ ،‬أو كدعوى للمطالبة بالمبالػ المالٌة ( الفرع الثانً)‪.‬‬

‫انفزع األول‪ :‬اندعىي ألجم بطالن عقد انصفقة‬

‫هً من أبرز دعاوى المضاء الشامل‪ ،‬ألن موضوعها موجه إلى عٌب فً‬
‫تكوٌن الصفمات العمومٌة أوصحتها‪ ،‬أما دعوى االلؽاء ال توجه ضد عمد إداري بل‬
‫ضد لرار إداري‪.‬‬

‫وبما أن الصفمة العمومٌة هً عمد من العمود اإلدارٌة‪ ،‬فإنه ٌشترط النعمادها توفر‬
‫أركان العمد من أهلٌة ورضا ومحل وسبب‪ ،‬وإن شاب أحد هذه األركان عٌب من‬
‫العٌوب حك له رفع دعوى بطالن الصفمة‪.‬‬

‫الماضً ٌملن الحك فً فسخ الصفمة العمومٌة لخطؤ اإلدارة بناءا على طلب‬
‫المتعالد‪ ،‬وهو ال ٌنطك بهذا الحكم إال إذا ارتكب خطؤ جسٌم من لبل اإلدارة‪،‬‬
‫كعدولها دون سبب معمول عن موضوع الصفمة‪ ،‬أو تؤخرها الطوٌل فً البدء فً‬
‫التنفٌذ‪ ،‬فهذا ٌإدي إلى فسخ الرابطة المتعالدة‪ ،‬إضافة إلى ما ٌترتب عنه من فرض‬
‫عموبات مالٌة‪.‬‬

‫بخصوص الحاالت التً ٌمكن أن ٌحكم فٌها ببطالن الصفمة‪:‬‬

‫حاالت بطالن الصفمة بموة المانون‪:‬‬

‫فمدان صاحب الصفمة لألهلٌة المدنٌة أو البدنٌة‬

‫‪6‬‬
‫فً حالة فمدان صاحب الصفمة لألهلٌة المدنٌة‪ٌ ،‬تم إعالن فسخ الصفمة بموة المانون‬
‫من لبل السلطة المختصة‪ ،‬وٌسري مفعول الفسخ من تارٌخ فمدان األهلٌة المدنٌة وال‬
‫ٌحك لصاحب الصفمة المطالبة بؤي تعوٌض‪.‬‬

‫وبخصوص فمدان األهلٌة البدنٌة الظاهرة والدابمة التً تمنعه من الوفاء بالتزاماته‬
‫التعالدٌة‪ٌ ،‬مكن للسلطة المختصة أن تفسخ الصفمة دون أن ٌحك لصاحب الصفمة‬
‫المطالبة بالتعوٌض‪.‬‬

‫بطالن الصفمة لعٌب عنصر الرضا‪:‬‬

‫لصحة العمد اإلداري ٌتعٌن أن ٌكون التراضً صحٌحا وصادر من ذي أهلٌة‬


‫وخالً من عٌوب اإلرادة المتمثلة فً الؽلط‪ ،‬التدلٌس‪ ،‬الؽش‪ ،‬اإلكراه‪ ،‬فإذا ‪+‬شابت‬
‫إرادة المتعالد مع اإلدارة أٌا من تلن العٌوب جاز له التمسن بالبطالن وطلب إبطال‬
‫العمد‪.‬‬

‫إبطال الصفمة لتخلؾ ركن المحل‪:‬‬

‫ٌتمثل محل أٌة صفمة عمومٌة فً العملٌة المانونٌة التً لصد تحمٌمها خالل إبرام‬
‫كان ترمً‬ ‫العمد‪ ،‬وإذا كان أثر العمد هو إنشاء التزامات‪ ،‬فإن هذه األخٌرة ترمً‬
‫فً مجموعها إلى تحمٌك العملٌة المانونٌة الممصودة من العمد‪ ،‬وٌشترط فً محل‬
‫الصفمة أن ٌكون موجودا إذا كان شٌبا‪ ،‬أو ممكنا إذا كان عمال أو امتناع عن عمل‪،‬‬
‫أون ٌكون معٌنا أو لابل للتعٌٌن ولابال للتعامل فٌه‪.‬‬

‫إضافة إلى ذلن فإنه ٌمكن أن تبطل الصفمة إذا كان محل االلتزام مستحٌل التنفٌذ‬
‫على المدعى وعلى كل األفراد استحالة مطلمة‪ ،‬وإذا اتصلت االستحالة بتنفٌذ الصفمة‬
‫تعدو باطلة‪ ،‬أما إذا نصت االستحالة على أحد بنود الصفمة فٌبطل البند وتبمى‬
‫الصفمة صحٌحة‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫بطالن الصفمة لتخلؾ ركن السبب‪:‬‬

‫إن سبب الصفمة هو الدافع الذي دفع باإلدارة إلى إبرامها ومن ثم ٌكون السبب ركن‬
‫الزم ال تموم الصفمة بدونه‪ ،‬وٌشترط لمٌام العمد اإلداري أن ٌكون سببه موجودا أون‬
‫ٌكون مشروعا أي أن ال ٌكون مخالفا للنظام العام واآلداب العامة‪ ،‬فإذا تخلؾ سبب‬
‫إبرام الصفمة ذاته أو تخلؾ أي شرط من شروط المشروعٌة فٌه ولعت الصفمة‬
‫باطلة‪.‬‬

‫وٌترتب على بطالن الصفمة زوالها وإلؽاء ما رتبته من اثار‪ ،‬أي إعادة الحالة إلى‬
‫ما كانت علٌه لبل التعالد‪ ،‬إضافة إلى ذلن فإن بطالن الصفمة ٌولد اثار مالٌة‪ ،‬فمد‬
‫ٌنشا ألحد األطراؾ مماضاة تعوٌض من األطراؾ األخرى ‪.‬‬

‫حالة الموة الماهرة‪:‬‬

‫تعرؾ الموة الماهرة بؤنها حادث مستمل عن إرادة األطراؾ المتعالدة‪ ،‬وؼٌر ممكن‬
‫تولعه‪ ،‬وهو ٌحول بصورة مطلمة دون تنفٌذ االلتزامات التعالدٌة‪،4‬‬

‫وتجد هذه الماعدة أصولها فً التشرٌع المؽربً من خالل الفصل ‪ 269‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‬
‫المؽربً ٌحددها {كل أمر ال ٌستطٌع اإلنسان (المتعالد) أن ٌتولعه كالظواهر‬
‫الطبٌعٌة (الفٌضانات والجفاؾ والعواصؾ والحرابك والجراد) وؼارات العدو وفعل‬
‫السلطة وٌكون من شؤنه تنفٌذ االلتزام مستحٌال‪ ،}...‬فشروط الموة الماهرة معروفة‬
‫لانونا وهً ثالثة أن ٌكون الحادث خارج عن إرادة الطرفٌن‪ ،‬وأن ٌكون عارضا‬
‫وؼٌر متولع أثناء إنشاء العمد‪ ،‬وأن ٌجعل تنفٌذ العمد مستحٌال‪.‬‬

‫و المـوة المـاهرة الـتً ٌسـهل تجاوزهـا ولكـن مـن شـؤنها أن تملـب التـوازن المـالً‬
‫للعمـد نهابٌا وهـذا ما ٌإدي إلى فســخ العمــد لضــابٌا‪ ّ .‬لكــن الماضــً اإلداري لــد‬
‫ٌتــؤخر فً لفــظ كلمــة الفســخ بانتظــار أن ٌستكمل تدخله بمحاولة دعوة األطراؾ‬
‫المتعالـدة إلى تـرمٌم الصـفمة للمصـالحة مـن أجـل إعـادة توازنـه‪ ،‬مع العلم أنها‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬بن أحمد حورٌة‪ ،‬دور الماضً اإلداري فً حل المنازعات المتعلمة بالصفمات العمومٌة‪ ،‬رسالة لنٌل شهادة الماستر فً المانون‬
‫العام‪ ،‬جامعة أبً بكر بلماٌد‪ ،‬كلٌة الحموق تلمسان‪ ،‬ص‪.98.‬‬

‫‪8‬‬
‫لٌست من اختصاص ّ الماضً اإلداري و ولكن المصلحة العامة تفـرض وتمبـل هـذا‬
‫النـوع من التدخل‪ .‬وهذا ما ّ ٌجعل نظرٌة الموة الماهرة فً المانون العام تختلـؾ‬
‫عـن نظٌرتها فً المـانون الخـاص‪ .‬كما تختلؾ فً اآلثار المانونٌة‪ ،‬حٌـث ٌعتـبر‬
‫التّـ ّدخل كامتٌـاز للماضـً اإلداري مـن أجـل ا لضـؽط علـى الطرفٌن المتعالدٌن ال‬
‫ٌإخذ به بالنّسبة للماضً المدنً الذي ٌتعٌن علٌه الحكم بفسخ العمد لٌس إال‪.5‬‬

‫أٌ ضا تفسخ الصفمة بموة المانون فً حالة وفاة الشخص الذي أسندت إلٌه الصفمة‪،‬‬
‫وفً الحالة التً تسند فٌها الصفمة لعدة أشخاص طبٌعٌٌن‪ ،‬وحدث أن توفً شخص‬
‫أو عدة أشخاص منهم‪ٌ ،‬وضع جرد حضوري لحالة تمدم األعمال‪ ،‬وتمرر السلطة‬
‫المختصة عند االلتضاء فسخ الصفمة دون تعوٌض أو متابعة تنفٌذها‪ ،‬حسب التزام‬
‫المتبمٌن منهم أو التزام الورثة أو ذوي الحموق منهم عند االلتضاء‪.‬‬

‫ونشر أٌضا إلى أنه فً الحالة التً ٌمترح فٌها األشخاص مواصلة الصفمة ٌخبرو‬
‫ن بذلن صاحب المشروع بواسطة رسالة مضمونة الوصول مع اإلشعار بالتسلم‬
‫خالل ‪ٌ 15‬وم الموالٌة لٌوم الوفاة‪.‬‬

‫تفسخ الصفمة بموة المانون فً حالة التسوٌة أو التصفٌة المضابٌة لممتلكات صاحب‬
‫الصفمة وبدون تعوٌض‪ ،‬إذا لم ترخص السلطة المضابٌة المختصة لصاحب الصفمة‬
‫بمواصلة استؽالل نشاطه‪.‬‬

‫اإلخالل بااللتزامات التعالدٌة‪ :‬تمتلن اإلدارة سلطة فسخ العمود بإرادتها‬


‫المنفردة لما لها من امتٌاز السلطة العامة باعتبارها تهدؾ إلى تحمٌك‬
‫المصلحة العامة والمحافظة على النظام العام‪.‬‬

‫فٌمكن لإلدارة أن تلجؤ إلى الفسخ من جانب واحد مثال‪ ،‬فً الحالة التً لم ٌلتزم فٌها‬
‫المتعالد مع اإلدارة بالتزاماته التعالدٌة فً األجل المحدد‪ ،‬لكن المتعامل المتعالد‬
‫الٌمكنه فسخ الصفمة مباشرة‪ .‬بل ٌلجؤ إلى المضاء الشامل من أجل إلؽاء عمد‬

‫‪5‬‬
‫‪ -‬بن أحمد حورٌة‪ ،‬دور الماضً اإلداري فً حل المنازعات المتعلمة بالصفمات العمومٌة‪ ،‬مرجع سابك‪ ،‬ص‪.89.‬‬

‫‪9‬‬
‫الصفمة‪ ،‬وٌشترط فً هذه الدعوى رفعها من المتعالد صاحب المصلحة‪ ،‬ألن‬
‫األجنبً عن العمد الٌجوز له رفعها ألنه الٌتمتع بؤٌة لوة فً االلتزام‪ ،‬وإذا تضرر‬
‫من عملٌة التعالد بطرٌمة مباشرة أو ؼٌر مباشرة‪ ،‬وال ٌكون أمامه إال حك الطعن‬
‫باإللؽاء من تصرفات صاحب المشروع ‪.6‬‬

‫إن إخالل اإلدارة بالتزاماتها التعالدٌة ٌعد خرلا لمواعد الصفمة‪ ،‬وهذا ما ٌجعل‬
‫المتعالد معها ٌلجؤ إلى إبطال عمد الصفمة‪ ،‬وكذا أن ٌطالب بالتعوٌض‪ ،‬عن الضرر‬
‫الذي لحك به شرٌطة أن ٌكون ذلن ناتج عن خطؤ اإلدارة بشكل مباشر‪.7‬‬

‫انفزع انثانٍ‪ :‬دعاوي انحصىل عهً انمبانغ انمانُة‬

‫ٌختص المضاء الشامل بالدعوى المطالبة بالمبالػ المالٌة حماٌة للمتعالد من تعسؾ‬
‫اإلدارة بعد انتهاء الصفمة‪ ،‬ولد تكون هذه الدعوى فً شكل المطالبة بتنفٌذ االلتزام‬
‫المالً المتفك علٌه فً العمد سواء التؤخر فً تسدٌد مستحمات الصفمة أو المتعلمة‬
‫باألشؽال التكمٌلٌة‪ ،‬أو فً شكل المطالبة بالتعوٌض عن الضرر الذي تعرض له‬
‫المتعالد؛ نتٌجة خطؤ للمصلحة المتعالدة مع ضرورة وجود عاللة سببٌة بٌن هذا‬
‫‪8‬‬
‫الخطؤ والضرر الحاصل‪...‬‬

‫وسٌتم التطرق لكل صنؾ على حدة‪:‬‬

‫‪ -1‬المطالبة بالمبالػ المالٌة المتفك علٌها بعد انهاء األشؽال‪:‬‬

‫إن نابل الصفمة فور انتهاء مهمته ٌستحك المبلػ المالً المتفك علٌه مع اإلدارة‪ ،‬وهو‬
‫ما أكدته المحكمة اإلدارٌة بمراكش فً حكم لها عدد ‪ 4‬الصادر بتارٌخ ‪ٌ 18‬ناٌر‬
‫‪ 1999‬حٌث جاء فً هذا الحكم " من حك الشركة المدعٌة‪ ،‬بعد انجاز األشؽال‬
‫المطالبة بمستحماتها التً تبمى دٌنا بذمة البلدٌة المتعالدة"‬

‫‪6‬‬
‫‪ -‬ملٌكة الصروخ‪ ،‬الصفمات العومٌة فً المؽرب ( األشؽال‪ ،‬التورٌدات‪ ،‬الخدمات)‪ ،‬الطبعة الثانٌة‪ ،1221 ،‬ص‪.458.‬‬
‫‪7‬‬
‫‪ - -‬وادفل سلٌمان وممبل سامٌة‪ ،‬الرلابة المضابٌة على الصفمات العمومٌة‪ ،‬رسالة لنٌل شهادة الماستر فً المانون العام‪ ،‬كلٌة الحموق‬
‫والعلوم االنسانٌة‪ ،‬بجاٌة‪ ،‬السنة الجامعٌة ‪ ،1226 -1225‬ص‪.59.‬‬
‫‪8‬‬
‫‪ -‬رشٌد خلوفً‪ ،‬لانون المنازعات اإلدارٌة‪ ،‬الجزء الثانً‪ ،‬دٌوان المطبوع الجامعٌة‪ ،‬الجزابر العاصمة‪ ،1222 ،‬ص‪284 .‬‬

‫‪10‬‬
‫إضافة إلى حكم صدر عن نفس المحكمة‪ ،‬عدد ‪ 6‬الصادر بتارٌخ ‪ 1‬دجنبر ‪،2001‬‬
‫حٌث أكدت أنه " ثبوت انجاز المدعٌة لألشؽال المتفك علٌها‪ ،‬بشكل سلٌم‪ٌ ،‬جعلها‬
‫محمة فً طلب الحصول على مستحماتها‪"...‬‬

‫‪ -2‬المطالبة بفوائد التأخٌر‬

‫من المعلوم أنه بمجرد انهاء الصفمة ٌحصل المتعالد على المبلػ المتفك علٌه؛ لهذا‬
‫فالتؤخر اإلدارة عن أداء المستحمات ٌجعل المتعالد ٌطالب بفوابد التؤخر عن األداء‪،‬‬
‫طبما لما تنص علٌه المادة ‪ 2‬من المرسوم رلم ‪ 92.03.703‬المتعلك باألجال وفوابد‬
‫التؤخٌر " تترتب بموة المانون ودون اجراء سابك عن عدم األمر بدفع البالػ‬
‫المستحمة وأدابها داخل األجل المنصوص علٌه فً الفمرة األولى من هذا المادة‬
‫األولى ‪ ،‬لفابدة صاحب الصفمة التً تم التؤشٌر والمصادلة علٌها طبما للنصوص‬
‫التنظٌمٌة الجاري بها العمل‪ ،‬وفوابد عن التؤخٌر‪ ،‬عندما ٌرجع التؤخٌر باألساس‬
‫لإلدارة"‪.‬‬

‫وهو ما أكدته المحكمة اإلدارٌة بالرباط فً حكمها رلم ‪ 2597‬بتارٌخ ‪ٌ 18‬ونٌو‬


‫‪10‬‬
‫فً شؤن فوابد التؤخٌر حٌث أكدت المحكمة أنه بناءا على المادة ‪ 2‬من‬ ‫‪2018‬‬
‫المرسوم المتعلك بؤجال األداء وفوابد التؤخٌر المذكورة سابما أنه " ثبوت تؤخر‬
‫صاحب المشروع فً أداء مستحمات المدعٌة بخصوص الكشؾ الحسابً المإلت‬
‫رلم ‪ 3‬واألخٌر ٌجعل طلب فوابد التؤخٌر عنها مبنً على أساس سلٌم وٌتعٌن‬
‫االستجابة له فً حدود المبلؽل الذي حدده الخبٌر فً ‪."113.790.75‬‬

‫‪ -3‬المطالبة بمٌمة األشؽال اإلضافٌة‬

‫ٌشترط للمطالبة بمٌمة األشؽال اإلضافٌة أن تكون هذه األشؽال ضرورٌة إلنجاز‬
‫األش ؽال األصلٌة وال ٌمكن أن ٌتم حسن التنفٌذ إال بها‪ ،‬ففً هذه الحالة فإن نابل‬

‫‪9‬‬
‫‪ -‬المرسوم رلم ‪ 13293729‬المتعلك بآجال األداء وفوابد التؤخٌر الخاصة بصفمات الدولة‪ ،‬الصادر بتارٌخ ‪ 29‬نونبر ‪ ،1229‬الجرٌدة‬
‫الرسمٌة عدد ‪ ،5266‬بتارٌخ ‪ 4‬دجنبر ‪ ،1229‬ص‪9952 .‬‬
‫‪10‬‬
‫‪ -‬حكم صادر عن المحكمة اإلدارٌة بالرباط‪ ،‬رلم ‪ ،1597‬ملؾ عدد ‪ ،1228/7224/1‬بتارٌخ ‪ٌ 28‬ونٌو ‪1228‬‬

‫‪11‬‬
‫الصفمة ٌستحك لٌمة هذه األشؽال‪ ،‬وهو ما تم التؤكٌده من طرؾ المحكمة اإلدارٌة‬
‫بالرباط فً حكمها رلم ‪ ،11125‬بتارٌخ ‪ٌ 14‬ناٌر ‪ ،2019‬بحٌث أكدت أنه " بعد‬
‫اإلطالع على وثابك الملؾ وخاصة التمرٌر المنجز من طرؾ الخبٌر والشهادة‬
‫الصادرة عن وزٌر العدل أن المدعً أنجز أشؽاال إضافٌة والتً تبمى ضرورٌة بما‬
‫ٌجعل تنفٌذ األشؽال األصلٌة ٌتولؾ علٌها‪ ،‬وبالتالً استجماعها لممومات األشؽال‬
‫اإلضافٌة التً ٌتعٌن اإلضافٌة التً ٌتعٌن أداء ممابلها وفك التحدٌد الذي تواترت‬
‫علٌ ه لرارات محكمة النمض‪ ،‬األمر الذي ٌتعٌن معه اإلستجابة للطلب المتعلك بها‬
‫وذلن وفك المبلػ الحدد من طرؾ الخبٌر الذي هو ‪ 652.071.36‬درهم‪.‬‬

‫‪ -4‬التعوٌض عن الحرمان من الربح‪:‬‬

‫جاء فً حكم إدارٌة أكادٌر عدد ‪ 279‬الصادر بتارٌخ ‪ٌ 26‬ولٌوز ‪ 2007‬أنه "‬
‫وحٌث أن مسإولٌة المجلس البلدي ألوالد تاٌمة عن الضرر الالحك بالمدعٌة ثابتة‬
‫(حرمانها عن الربح) وحٌث أن المحكمة انطاللا من سلطتها التمدٌرٌة‪ ،‬وبعد األخذ‬
‫بعٌن االعتبار حرمان المدعٌة من الربح الذي كان من الممكن أن تحممه من الصفمة‬
‫التً تم إلصابها منها‪ ،‬لررت المحكمة‪ ،‬أنه على المجلس البلدي المذكور أعاله أداء‬
‫‪12‬‬
‫مبلػ مالً لدره ‪ 250.000‬درهم للمدعٌة"‬

‫‪ -5‬التعوٌض عن األضرار التً تسببت فٌها اإلدارة ‪:‬‬

‫إن األضرار التً تسببت فٌها االدارة المتعالدة‪ ،‬والتً سببت أضرارا لنابل الصفمة‪،‬‬
‫ٌعوض عنها هذا األخٌر‪ ،‬شرٌطة توفر العاللة السببٌة بٌن الضرر و الخطؤ‪ ،‬فمد‬
‫ذهبت المحكمة اإلدارٌة لمراكش فً حكمها عدد ‪ 109‬الصادر بتارٌخ ‪ 8‬ماي‬
‫‪ 2001‬إلى أن " الدام االدارة على تولٌؾ األشؽال وعدم تنفٌذ ما التزمت به فً‬
‫اجتماع تم بٌنها وبٌن الماعالد‪ٌ ،‬جعل هذا األخٌر مستحك للمبالػ المالٌة بمٌمة‬

‫‪11‬‬
‫‪ -‬حكم صادر عن المحكمة اإلدارٌة بالرباط‪ ،‬رلم ‪ ،215‬ملؾ عدد ‪ ،1228/7224/97‬بتارٌخ ‪ٌ 24‬ناٌر ‪1229‬‬
‫‪12‬‬
‫‪ -‬أورده‪ ،‬دمحم المصري " الماضً اإلداري‪ ،‬ومنازعات الصفمات العمومٌة"‪ ،‬مجلة المعٌار‪ ،‬العدد ‪ٌ ،99‬ونٌو ‪ ،1228‬ص‪91 .‬‬

‫‪12‬‬
‫األشؽال المنجزة والتعوٌض الشامل عن الخسارة التً لحمته جراء تولؾ األشؽال‪،‬‬
‫حفاظا على التوازن المالً للمشروع"‪.‬‬

‫‪ -6‬المطالبة بالتعوٌض عن العدول عن اإلنجاز‪:‬‬

‫ٌخص هذا التعوٌض صنؾ الصفمات بؤلساط اشتراطٌة‪ ،‬حٌث أنه إذا تم عدول‬
‫اإلدارة المتعالدة عن إنجاز لسط من األعمال المتفمة علٌها فً الصفمة؛ ٌتم تعوٌض‬
‫المتعال د عن هذا العدول‪ ،‬وفً حالة تعالس اإلدارة عن أداء هذا التعوٌض ٌلجؤ نابل‬
‫الصفمة إلى المضاء الشامل للمطالبة به‪.13‬‬

‫انمطهب انثانٍ‪ :‬األمىر انمستعجهة فٍ مناسعات انصفقات انعمىمُة‬

‫لما كانت دعاوى الصفمات العمومٌة أمام المضاء الشامل تتمٌز بالتعمٌد وطول أمد‬
‫التماضً‪ ،‬ولما كانت بعض آثارها سلبٌة كالحكم بالتعوٌض فمط دون تمكٌن‬
‫المتضرر من االستفادة من إمكانٌة تجنب إبرام الصفمة مع ؼٌره من المتنافسٌن‪،‬‬
‫وأمام هذا الوضع تثار أهمٌة المساطر االستعجالٌة أمام المضاء اإلداري‪ ،‬لكونها‬
‫تتسم بسرعة وبساطة المساطر‪.‬‬

‫وعلٌه سٌتم تمسٌم هذا المطلب إلى فرعٌن‪ ،‬حٌث سٌتم التطرق فً الفرع األول إلى‬
‫األمور المستعجلة فً التشرٌعات الممارنة والتشرٌع المؽربً (الفرع األول)‪ ،‬على‬
‫أن ٌتم االنتمال فً فرع ثان إلى بعض أوجه األمور المستعجلة فً المضاء اإلداري‬
‫المؽربً (الفرع الثانً)‪.‬‬

‫انفزع األول‪ :‬األمىر انمستعجهة فٍ انتشزَعات انمقارنة وانتشزَع انمغزبٍ‬

‫‪ L551.2‬من مدونة المضاء‬ ‫نص المشرع الفرنسً بالمادتٌن ‪ L551.1‬و‬


‫اإلداري على إعطاء ربٌس المحكمة اإلدارٌة كماض منفرد للفصل فً الدعوى‬
‫االستعجالٌة سلطات واسعة؛ حٌث ٌمكن لماضً المستعجالت اإلداري بؤن ٌلؽً‬
‫وٌبطل ‪ annulatuion‬بعض الشروط المدرجة بالعمد والتً تكون مخالفة‬
‫‪13‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 8‬من مرسوم الصفمات العمومٌة رلم ‪ 2-21-949‬الصادر فً ‪ 12‬مارس ‪ 1229‬بالصفمات العمومٌة‪ ،‬ج‪.‬ر رلم ‪،6242‬‬
‫بتارٌخ ‪ 4‬أبرٌل ‪1229‬‬

‫‪13‬‬
‫لالتزامات المتعلمة بالعالنٌة والمنافسة‪ ،‬وٌمكن للماضً االستعجالً فً هذا اإلطار‬
‫أن ٌؤمر بنشر اإلعالن عن المنالصة إذا أؼفلت اإلدارة المعنٌة باألمر ذلن‪ ،‬أو‬
‫بإعادة النشر إذا كان النشر األول ؼٌر لانونً‪.‬‬

‫ٌتم اللجوء إلى لاضً المستعجالت اإلداري الفرنسً فً حالة عدم احترام االلتزام‬
‫بالعالنٌة والمنافسة‪ ،‬طبما ألحكام المادة ‪ L-551-13‬من مدونة المضاء اإلداري‪،‬‬
‫وٌمكن ممارسة االستعجال التعالدي ‪ LE Référé contractuel‬فً الحالة التً‬
‫لم ٌتم فٌها إخبار المعنً باألمر برفض عرضه وإبرام عمد الصفمة دون احترام أجل‬
‫اإلٌماؾ‬

‫كما ٌمكن لماضً المستعجالت اإلداري فً هذا اإلطار أن ٌمرن أوامره الصادرة‬
‫ضد اإلدارة المعنٌة بؽرامة تهدٌدٌة وذلن بناء على طلب المعنً باألمر مع مالحظة‬
‫أن المشرع الفرنسً حصر هذه اإلمكانٌة فمط بالنسبة لحالة إبرام عمود الصفمة‬
‫الخاصة بمطاع الماء أو الطالة أو النمل أو االتصاالت‪.14‬‬

‫أما بالنسبة للمشرع الجزابري فمد خص نوعا معٌنا من الصفمات العمومٌة وأدرجه‬
‫ضمن لضاء االستعجال بنص المانون‪ ،‬وهذا النوع من المنازعات ٌستمرأ من نص‬
‫المادة ‪ 946‬من لانون اإلجراءات المدنٌة واإلدارٌة‪ ،‬التً نجدها تنص فً فمرتها‬
‫األولى على‪ٌ":‬جوز إخطار المحكمة اإلدارٌة بعرٌضة‪ ،‬وذلن فً حالة اإلخالل‬
‫بالتزامات اإلشهار أو المنافسة التً تخضع لها عملٌات إبرام العمود اإلدارٌة‬
‫والصفمات العمومٌة"‪.‬‬

‫إذا فالفمرة األولى لد حددت صنؾ منازعات الصفمات العمومٌة التً تدخل فً‬
‫اختصاص لضاء االستعجال بموة المانون والتً تتمثل فً المنازعات التً تنشؤ فً‬
‫مرحلة إبرام الصفمة العمومٌة‪ ،‬بسبب اإلخالل بإجراءات اإلشهار أو المنافسة‪ ،‬وأن‬
‫ما ٌإكد هذا كذلن الفمرة الثالثة من نفس المادة التً نجدها تنص على‪ٌ":‬جوز إخطار‬

‫‪14‬‬
‫ـ عبدهللا بونٌت‪ ،‬الدعوى االستعجالٌة وتطبٌماتها أمام المحاكم اإلدارٌةـ دراسة تحلٌلٌةـ‪ ،‬أطروحة لنٌل الدكتوراه فً المانون الخاص‪،‬‬
‫كلٌة العلوم المانونٌة وااللتصادٌة واالجتماعٌة‪ ،‬جامعة موالي اسماعٌل بمكناس‪ ،‬السنة الجامعٌة ‪1227‬ـ‪ ،1228‬ص‪.198:‬‬

‫‪14‬‬
‫المحكمة اإلدارٌة لبل إبرام العمد"‪ ،‬وأن المنازعات التً تنشؤ فً مرحلة التنفٌذ هً‬
‫التً تكون بعد إبرام عمد الصفمة العمومٌة‪.‬‬

‫إن الهدؾ من إدراج منازعات مرحلة اإلبرام ضمن لضاء االستعجال المانونً‬
‫العتبارات أهمها المحافظة على المال العام وعلى الولت‪ ،‬وعلى أهمٌة موضوع‬
‫الصفمة العمومٌة‪.‬‬

‫وبالرجوع إلى التشرٌع المؽربً‪ٌ ،‬الحظ أن أن ممتضٌات المادة ‪ 19‬من المانون‬


‫المحدث للمحاكم اإلدارٌة‪ ،‬وهً الحالة الوحٌدة التً أشار فٌها المشرع المؽربً‬
‫لمنح االختصاص لربٌس المحكمة اإلدارٌة أو من ٌنٌبه بصفته لاضٌا للمستعجالت‪،‬‬
‫واألوامر المضابٌة‪.‬‬

‫ولعله من خالل إطالعنا على بعض األوامر والمرارات االستعجالٌة الصادرة فً‬
‫الموضوع ٌمكن أن نستخلص أن لاضً المستعجالت اإلداري فً النظام المؽربً‬
‫نظرا لما لد ٌلحك بعض المراكز المانونٌة ألحد أطراؾ العاللة التعالدٌة المبرمة فً‬
‫إطار الصفمات العمومٌة من أضرار بالؽة الخطورة‪ ،‬والتً ال تسعؾ فٌها إجراءات‬
‫التماضً العادٌة وما ٌترتب عنها (أي هذه اإلجراءات) من إطالة أمد البت فً‬
‫النزاع‪ ،‬فإن لاضً المستعجالت اإلداري ٌعتمد فً مثل هاته الحالة على المواعد‬
‫العامة لالستعجال المنصوص علٌها بالفصلٌن ‪ 149‬و‪ 152‬من لانون المسطرة‬
‫المدنٌة المحال علٌها بموجب المادة ‪ 7‬من لانون المحاكم اإلدارٌة والتً ٌملن فً‬
‫إطارها لاضً المستعجالت صالحٌة اتخاذ كل إجراء ولتً كفٌل بحماٌة الحموق‬
‫المتنازع فٌها كلما تبٌن له من ظاهر أوراق الملؾ أن هنان منازعة جدٌة على‬
‫الموضوع مع عدم المساس بحك الجوهر‪ ،‬وأن حالة االستعجال لابمة أٌضا وأن‬
‫المراكز المانونٌة واضحة‪ ،‬ولعل هذا التوجه هو ما سار علٌه لاضً المستعجالت‬
‫اإلداري بإدارٌة الرباط‪.‬‬

‫إن اختصاص المضاء اإلداري بالفصل فً المنازعات الخاصة بالعمود اإلدارٌة‬


‫ٌستتبع لزوما اختصاصه بالفصل فٌما ٌنبثك عن هذه المنازعات من أمور مستعجلة‪،‬‬
‫‪15‬‬
‫ما دام المانون لم ٌسلبه والٌة الفصل فٌها‪ .‬وتكتسً الطلبات المستعجلة فً مجال‬
‫العمود اإلدارٌة أهمٌة لصوى‪ ،‬بالنظر إلى خصوصٌة هذه المنازعات‪ ،‬التً ٌعد‬
‫الولت عامال مإثرا فٌها وذلن العتبارات عدة‪ .‬فعمد األشؽال العامة مثال ٌثٌر عدة‬
‫إشكالٌات تستوجب التدخل التخاذ إجراءات مستعجلة ال تحتمل التؤخٌر‪ ،‬مثل إثبات‬
‫األوضاع المادٌة التً ٌخشى زوالها‪ ،‬أو التحمك من لٌام الموة الماهرة التً ٌمكن أن‬
‫ٌتمسن بها مستمبال كسبب ٌجعل التعالد ٌتحلل من التزاماته التعالدٌة‪ ،‬أو تمدٌم طلب‬
‫إجراء خبرة العتمادها كؤساس للمطالبة بالتعوٌض‪.15‬واختصاص لاضً‬
‫المستعجالت‪ ،‬حسب ما أكدت علٌه المحكمة اإلدارٌة بوجدة‪ ،‬مشروط بممتضى‬
‫المادتٌن ‪ 149‬و‪ 152‬من لانون المسطرة المدنٌة بتوافر حالة االستعجال‪ .‬وعدم‬
‫المساس بؤصل الحك‪ ،‬وهما شرطان الزمان إذا انعدم أحدهما زال اختصاص‬
‫لاضً المستعجالت لفابدة لضاء الموضوع‪ .16‬ولد ألرت إدارٌة الرباط أنه" مادام‬
‫من شؤن البت فً النزاع المرتبط بتنفٌذ بنود عمد اتفالٌة التسٌٌر أن تمس بالمركز‬
‫المانونً لطرفً العمد‪ .‬وبالتالً المس بجوهر النزاع‪ ،‬فإن محكمة الموضوع هً‬
‫المختصة بالبت فً النزاع المذكور ولٌس لاضً المستعجالت‪.17‬‬

‫وبالتالً ٌمكن المول ‪ ،‬إنه ٌسري على هذه األمور المستعجلة ما ٌسري على األمور‬
‫الع ادٌة فً مجال منازعات صفمات الدولة‪ ،‬وبمعنى آخر إذا كان اختصاص المضاء‬
‫اإلداري بمنازعات العمود اإلدارٌة شاملة لكل ما ٌتعلك بتكوٌن عمد الصفمة أو تنفٌذه‬
‫أو إنهابه‪ ،‬فإنه أٌضا ٌمتد لٌشمل الطلبات المستعجلة المتصلة بمنازعاته وكذا كل ما‬
‫ٌتفرع عن منازعة العمد وتتصل به‪.18‬‬

‫‪15‬‬
‫ـ حسن صحٌب‪ ،‬مرجع سابك‪،‬ص‪.174:‬‬
‫‪16‬‬
‫ـ أمر استعجالً للمحكمة اإلدارٌة بوجدة رلم ‪ 71‬صادر بتارٌخ ‪26‬ـ‪29‬ـ‪.1222‬‬
‫‪17‬‬
‫ـ أمر استعجالً للمحكمة اإلدارٌة بالرباط عدد ‪ 44‬صادر بتارٌخ ‪29‬ـ‪21‬ـ‪ ،1221‬وزارة التجهٌز ضد نادي األشؽال العمومٌة‪.‬‬
‫‪18‬‬
‫ـ ملٌكة الصرو خ‪ ،‬الصفمات العمومٌة فً المؽرب (األشؽال ـ التورٌدات ـ الخدمات)‪ ،‬مطبعة النجاح الجدٌدة‪ ،‬الدار البٌضاء‪ ،‬الطبعة‬
‫الثانٌة‪ ،1221 ،‬ص‪.459 :‬‬

‫‪16‬‬
‫فاختصاص المضاء اإلداري للفصل فً المنازعات اإلدارٌة ٌستتبع لزوما‬
‫اختصاصه بالفصل فٌما ٌنبثك عن هذه المنازعات من أمور مستعجلة‪.19‬‬

‫انفزع انثانٍ‪ :‬بعض أوجه تدخم انقضاء االستعجانٍ اإلدارٌ انمغزبٍ فٍ مجال انصفقات‬
‫انعمىمُة‬

‫تعتبر الطلبات الرامٌة إلى إجراء خبرة أو معاٌنة حضورٌة من بٌن أكثر الطلبات‬
‫المعروضة على لاضً األمور المستعجلة اإلداري بعد إبرام الصفمة‬
‫العمومٌة(الفمرة األولى)‪ ،‬ثم الطلبات الرامٌة إلى إٌماؾ األشؽال (الفمرة الثانٌة)‪،‬‬
‫والطلبات المرتبطة بمواصلة األشؽال(الفمرة الثالثة)‪ ،‬والطلبات المرتبطة بالضمانة‬
‫(الفمرة الرابعة)‪ ،‬وفً األخٌر طلبات إخالء الورش(الفمرة الرابعة)‪.‬‬

‫الفمرة األولى‪ :‬الطلبات الرامٌة إلى إجراء خبرة حضورٌة‬

‫تعتبر الطلبات الرامٌة إلى إجراء خبرة أو معاٌنة حضورٌة على اأشؽال المنجزة فً‬
‫إطار الصفمة العمومٌة‪ ،‬من بٌن الطلبات االستعجالٌة المعروضة على المضاء‬
‫اإلداري المؽربً بكثرة‪ ،‬حٌث ٌفضل المتماضً اللجوء إلى المضاء االستعجالً من‬
‫أجل األمر بإجراء معاٌنة وخبرة حضورٌة بواسطة خبٌر مختص‪ ،‬إلثبات وفابه‬
‫بالتزاماته‪.‬‬

‫وٌتؤرجح مولؾ المضاء بٌن االستجابة وعدم االستجابة لهذه الطلبات‪ ،‬فمد جاء مثال‬
‫فً األمر رلم ‪ 4228‬الصادر عن لاض المستعجالت بالمحكمة اإلدارٌة بالرباط‬
‫بتارٌخ ‪ٌ 19‬ولٌوز‪ 2018‬فً الملؾ رلم ‪ 3132/7101/ 2018‬ما ٌلً‪:‬‬

‫حٌث ٌهدؾ الطلب إلى إصدار أمر بتعٌٌن خبٌر تمنً مختص من أجل إجراء خبرة‬
‫تمنٌة وذلن لتحدٌد حجم الخسابر التً لحمت بالطالبة وفحص ملفات الطلبة منذ‬
‫الرسم الدراسً ‪2013‬ـ‪ 2014‬إلى حدود ‪2016‬ـ‪ 2017‬وجمع الوثابك‬
‫والمراسالت المتعلمة بالموضوع مع إنجاز تمرٌر مفصل ووضعه رهن إشارتها‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫ـ المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫وحٌث من الواضح أن الطلب وعلى الصٌؽة التً ورد بها‪ٌ ،‬خرج عن نطاق‬
‫اختصاص لاضً المستعجالت لتعلمه بجوهر الحك‪.‬‬

‫وبالنسبة للحاالت التً استجاب المضاء لهذه الطلبات‪ ،‬نستشهد باألمر الصادر عن‬
‫ربٌس المحكمة اإلدارٌة بالرباط رلم ‪ 125‬المإرخ فً ‪ 13‬فبراٌر ‪ 2018‬فً‬
‫الملؾ رلم ‪ 125/1027/18‬والذي جاء فٌه‪:‬‬

‫"وحٌث إن الطلب ٌروم تحدٌد وجرد مما لٌس من شؤنه تجاوز اختصاص الماضً‬
‫الوالبً ما دام ٌهدؾ إلى تهٌبة الدلٌل المفٌد فً حال النزاع اإلداري المرتمب‬
‫وٌدخل فً نطاق الفصل ‪ 148‬من لانون المسطرة المدنٌة ما دام أنه ٌتعلك بإثبات‬
‫حال‪ ،‬لذا ٌتعٌن علٌه االستجابة له فً حدود ما ٌلً‪:‬‬

‫"‪...‬نؤمر بإجراء خبرة على ٌد الخبٌر المضابً‪ ...‬أجرته ‪ 5000.00‬درهم تإدٌها‬


‫الطالبة فورا‪ ،‬مهمته استدعاء األطراؾ واالنتمال إلى ممر الورش للمٌام بما ٌلً‪:‬‬

‫إنجاز عملٌة جرد والمٌام بمختلؾ المٌاسات لألشؽال المنجزة بناء على المعاٌٌر‬
‫التمنٌة المعمول بها فً هذا المجال من أجل تحدٌد لٌمته هذه األشؽال حسب أسعار‬
‫الصفمة‪ ،‬وحصر الخسابر التً تكبدتها الطالبة بناء على ما تدعٌه من عدم توفٌر‬
‫الظروؾ المالبمة والتؤخٌرات الخارجٌة عن إرادتها إلنجاز األشؽال إن وجدت‪ ،‬مع‬
‫تحرٌر تمرٌر مفصل ٌتضمن توضٌحات حول المعطٌات سالفة الذكر‪ ،‬وإنجاز تمرٌر‬
‫داخل ‪ 08‬أٌام تحت طابلة استبدال الخبٌر‪.20‬‬

‫وٌعتبر لبول الطلبات الرامٌة إلى إنجاز خبرة أو معاٌنة لألشؽال المنجزة فً إطار‬
‫صفمة عمومٌة‪ ،‬مخالفا للمواعد المانونٌة المنصوص علٌها فً دفتر الشروط اإلدارٌة‬
‫العامة المطبمة على صفمات األشؽال‪ ،‬والذي خصص مسطرة محددة لمعاٌنة‬
‫األشؽال والخدمات المنجزة وجعلها ذات طبٌعة تواجهٌة وحدد آثارها المانونٌة‪ ،‬كما‬
‫هو الشؤن فً البند الثالث من المادة ‪ 48‬من دفتر الشروط اإلدارٌة العامة المطبمة‬

‫‪20‬‬
‫ـ دمحم الشٌلً‪" ،‬المبادئ العامة آللٌات وطرق إبرام الصفمات العمومٌة على ضوء المرسوم رلم ‪949‬ـ‪21‬ـ‪ 1‬المإرخ فً ‪ 12‬مارس‬
‫‪ ،1229‬مجلة الوكالة المضابٌة للمملكة‪ ،‬العدد الثانً‪ ،‬دجنبر ‪ ،1228‬ص‪.217:‬‬

‫‪18‬‬
‫على صفمات األشؽال والمادة ‪ 70‬من نفس الدفتر والتً حددت مسطرة خاصة‬
‫بمعاٌنة األشؽال المنجزة فً حالة فسخ عمد الصفمة‪ ،21‬وهو ما ٌفٌد بؤن عرض‬
‫النزاع فً إطار المواعد العامة للمسطرة المدنٌة ؼٌر ممكن‪ ،‬ألن من شؤن ذلن أن‬
‫ٌخرق مضامٌن دفتر الشروط اإلدارٌة العامة المطبمة على صفمات األشؽال دون أن‬
‫ٌضر بمصلحة األطراؾ وٌتجاوز اختصاص المابمٌن على مرالبة األشؽال‪.‬‬

‫الفمرة الثانٌة‪ :‬الطلبات المرتبطة بإٌماؾ األشؽال‬

‫إن من بٌن المضاٌا التً تطرح عملٌا على لاضً المستعجالت اإلداري خالل‬
‫مرحلة ما بعد تولؾ األشؽال مسؤلة مطالبة المماولة التً أبرمت عمد الصفمة مع أحد‬
‫أشخاص المانون العام بإٌماؾ استخالص مبلػ الضمانة النهابٌة من طرؾ اإلدارة‬
‫صاحبة المشروع‪.22‬‬

‫ومن التطبٌمات المضابٌة لهاته الحالة نذكر األمر الصادر عن ربٌس المحكمة‬
‫اإلدارٌة بؤكادٌر‪23‬بصفته لاضٌا للمستعجالت‪ ،‬جاء فٌه‪:‬‬

‫"‪...‬حٌث ٌهدؾ الطلب إلى الحكم بإٌماؾ استخالص مبلػ الضمانة النهاٌة من طرؾ‬
‫المندوبٌة اإلللٌمٌة لوزارة الصحة بتارودانت والحكم بعدم مشروعٌة لرار المصادرة‬
‫وبؤنه جاء فً ؼٌر أوانه والحكم على المإسسة ‪ FINES.S.A‬لتموٌل المماوالت‬
‫فً شخص ممثلها المانونً بإٌماؾ مبلػ الضمانة النهاٌة ولدره ‪ 516483600‬درهم‬
‫بٌن ٌدٌها وعدم تسلٌمه للؽٌر وذلن فً انتظار صدور حكم نهابً فً الموضوع‬
‫باعتبارها المإسسة الناتجة لمبلػ الضمانة النهابٌة فً االختصاص النوعً‪:‬‬

‫حٌث دفع الوكٌل المضابً للمملكة بعدم اختصاص لاضً المستعجالت لدى‬
‫المحكمة نوعٌا للبت فً الدعوى‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫ـ المرسوم رلم ‪ 13243994‬الصادر فً ‪ 29‬ماي ‪ 1226‬والمتعلك بالمصادلة على دفتر الشروط اإلدارٌة العامة المطبمة على‬
‫صفمات األشؽال ( الجرٌدة الرسمٌة عدد ‪ 6472‬المإرخة فً ‪ٌ 1‬ونٌو‪ 1226‬الصفحة ‪.)4222‬‬
‫‪22‬‬
‫عبدهللا بونٌت‪ ،‬مرجع سابك‪ ،‬ص‪.926:‬‬
‫‪23‬‬
‫ـ أمر استعجالً رلم ‪ 552‬صدر بتارٌخ ‪ 1226/5/9‬فً الملؾ عدد ‪ 1226/7222/622‬غ م‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫وحٌث إنه لما كانت المحكمة اإلدارٌة هً المختصة نوعٌا للبت فً النزاعات‬
‫الناشبة عن العمود اإلدارٌة والصفمات العمومٌة طبما للمادة ‪ 8‬من المانون رلم‬
‫‪ 90.41‬فإن ا الختصاص فٌما ٌتعلك باألمور المستعجلة المرتبطة بهذه المنازعات‬
‫ٌرجع فٌها لرٌس المحكمة اإلدارٌة بصفتها لاضٌا للمستعجالت الذي ٌكون معه‬
‫المثار بهذا الصدد ؼٌر مبنً على أساس وٌتعٌن رده والتصرٌح بانعماد االختصاص‬
‫النوعً لمحكمة المستعجالت بالمحكمة اإلدارٌة بؤكادٌر‪.‬‬

‫وحٌث ٌشترط لمبول إجراءات التحصٌل والذي ٌبت فٌه لاضً المستعجالت‬
‫باعتباره طلبا ولتٌا‪:‬‬

‫ـ لٌام حالة االستعجال؛‬

‫ـ جدٌة المنازعة فً الموضوع؛‬

‫ـ تمدٌم ضمانة تإمن األداء عند اللزوم‪.‬‬

‫وحٌث إن اإلجراءات الستخالص مبلػ الضمانة النهابٌة من طرؾ المندوبٌة‬


‫اإلللٌمٌة لوزارة الصحة بتارودانت جارٌة فً حك المدعٌة مما ٌجعل حالة‬
‫االستعجال لابمة فً الطلب‪.‬‬

‫وحٌث ٌتبٌن بعد دراسة الطلب‪ ،‬وتفحص ظاهر الوثابك المدلى بها‪ ،‬وملؾ المنازعة‬
‫فً الموضوع واألسباب المعتمدة فٌه‪ ،‬والنصوص المانونٌة المتمسن بها جدٌة‬
‫الطلب‪ ،‬مما ٌتعٌن معه الحكم بولؾ إجراءات استخالص الضمانة الممدمة من‬
‫لتموٌل المماوالت موضوع‬ ‫طرؾ المدعٌة بٌن ٌدي مإسسة ‪FINES.S.A‬‬
‫الصفمة عدد ‪ 2014 /1‬وذلن إلى حٌن البت نهابٌا فً دعوى الموضوع مع ما‬
‫ٌترتب عن ذلن لانونا‪"...‬‬

‫ولعل أول مالحظة ٌمكن إثارتها من خالل تحلٌلنا لهذا األمر االستعجالً هو أنه‬
‫بالرؼم من كون موضوع النازلة ٌدخل ضمن لضاٌا الصفمات العمومٌة فإن لاضً‬
‫المستعجالت اعتمد عند استجابته للطلب على مبررات اإلٌماؾ المعتمدة لضاء‬
‫‪20‬‬
‫بالنسبة لطلبات إٌماؾ إجراءات التحصٌل الجبري والمتمثلة أساسا فً وجود حالة‬
‫االستعجال‪ ،‬وجدٌة المنازعة‪ ،‬ووجود ضمانة‪.‬‬

‫كما ٌتضح أن لاضً المستعجالت اعتمد ممتضٌات المادة ‪ 8‬من لانون المحاكم‬
‫اإلدارٌة المحدد الختصاصات هذه المحاكم للمول بؤنه مختص نوعٌا للبت فً الطلب‬
‫وهذا ٌعتبر فً نظرنا منطمٌا ما دام أن لاضً المستعجالت اإلداري ٌستمد‬
‫اختصاصه النوعً واألصٌل من اختصاص محكمة الموضوع التً تعتبر جزءا‬
‫منها‪.24‬‬
‫‪25‬‬
‫بؤحد‬ ‫وهذا التوجه هو نفسه الذي ذهب إلٌه ربٌس المحكمة اإلدارٌة بالرباط‬
‫األوامر الصادرة عنه لما لضى بعدم اختصاصه للنظر فً النزاع لما فً ذلن من‬
‫مساس بالجوهر‪.‬‬

‫الفمرة الثالثة‪ :‬اإلذن بمواصلة األشؽال‬

‫من بٌن الحاالت التً تعرض على المضاء االستعجالً فً مجال الصفمات العمومٌة‬
‫نجد الطلبات الرامٌة إلى اإلذن بمواصلة األشؽال التً تتمدم بها المماوالت بعد‬
‫تولفها عن األشؽال لسبب معٌن‪.‬‬

‫وٌعتبر األمر الصادر عن لاضً المستعجالت بإدارٌة الرباط رلم ‪1464‬من أهم‬
‫األوامر التً أوضحت الخصابص والؽاٌة من المضاء االستعجالً فً مجال‬
‫الصفمات العمومٌة‪ ،‬حٌث استجاب لطلب المماولة الرامً إلى اإلذن لها بمواصلة‬
‫أشؽال الصفمة‪ ،‬وذلن استنادا إلى التعلٌل التالً‪:‬‬

‫"حٌث ٌهدؾ الطلب إلى استصدار أمر باإلذن للطالبة فً مواصلة أشؽال الصفمة‬
‫ؼٌر المنجزة بعد المطالبة بفسخها تجنبا لألضرار الناتجة عن تولؾ األشؽال‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫ـ عبدهللا بونٌت‪ ،‬مرجع سابك‪،‬ص‪927:‬‬
‫‪25‬‬
‫ـ أمر استعجالً رلم ‪ 1212‬صدر بتارٌخ ‪ 1225/27 /19‬فً الملؾ عدد ‪ 1225/7222/2982‬غ م‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫‪ ...‬وحٌث لبن كانت اإلدارة صاحبة المشروع تملن سلطة اتخاذ لرار فسخ العمد‬
‫اإلداري بصفة تلمابٌة إلخالل المتعالد بالتزاماته التعالدٌة بعد استٌفاء اإلجراءات‬
‫الممررة فً هذا الش ؤن بما ٌترتب عنه من إطالة البت فً النزاع على ضوء‬
‫إجراءات الممرر التواجهٌة وما لد ٌمتضٌه األمر من اتخاذ إجراءات تحمٌمٌة للبت‬
‫فً الطلب‪ ،‬لد ٌعرض المشروع نتٌجة لذلن أضرارا لد ٌصعب تداركها أو تموٌم‬
‫نتابجها فً حالة عدم مواصلة األشؽال‪ ،‬ومن هنا ٌملن المضاء االستعجالً التدخل‬
‫لألمر بمواصلة األشؽال بما ٌترتب على ذلن من آثار لانونٌة فً حالة وجود أسباب‬
‫جدٌة من ظاهر والع النزاع حول المطالبة بفسخ العمد اإلداري لضاء وحالة‬
‫االستعجال بمفهوم الضرر الذي الذي ٌصعب تداركه أو تموٌم نتابجه بعد التنفٌذ‪.‬‬

‫وحٌث ٌإخذ من ظاهر أوراق الملؾ ومستنداته وخصوصا الخبرة المضادة حول‬
‫األشؽال ؼٌر المنجزة واإلشعارات حول تنفٌذ االلتزام التعالدي واألسباب المعتمدة‬
‫فً طلب فسخ العمد اإلداري لضاء على ضوء ذلن أن هنان أسباب جدٌة حول طلب‬
‫فسخ ذلن‪ .‬وأن حالة االستعجال لابمة بالنظر لما ٌترتب عن بماء الحال على ما هو‬
‫علٌه وتولؾ األشؽال إلى ؼاٌة حسم النزاع‪ ،‬بحكم حابز لموة الشًء الممضً به‪،‬‬
‫من أضرار بالمشروع وبالمال العام الذي تم رصده لتموٌله‪ ،‬عالوة عن األضرار‬
‫الناتجة عن تعطٌل االنتفاع بخدماته من طرؾ المستفٌدٌن والتكالٌؾ المالٌة المترتبة‬
‫عن ذلن التعطٌل فً مواجهة صاحب المشروع إزاء األؼٌار‪ .‬مما ٌبر ر أمر‬
‫المضاء االستعجالً بمواصلة األشؽال من طرؾ صاحب المشروع‪ ،‬مما ٌترتب‬
‫على ذلن من آثار لانونٌة وبالتالً ٌبمى الطلب حول ذلن مبررا‪.‬‬

‫ولعل هذا األمر االستعجالب ٌلخص‪ ،‬وبكل وضوح‪ ،‬الؽاٌة واألهداؾ من تدخل‬
‫لاضً المستعجالت فً مجال الصفمات العمومٌة‪ ،‬فدعوى الموضوع‪ ،‬كما جاء فً‬
‫األمر المضابً السالؾ الذكر‪ ،‬تعجز عن تحمٌك هذه المكاسب ما دامت الؽاٌة‬

‫‪22‬‬
‫األساسٌة هً حماٌة المال العام والمصلحة العامة من األضرار التً لد تنجم عن‬
‫تولؾ األشؽال موضوع الصفمة‪.26‬‬

‫هذا التوجه أكده ربٌس المحكمة اإلدارٌة بالرباط فً أمره رلم ‪ 54‬والصادر بتارٌخ‬
‫‪ٌ 12‬ناٌر ‪ 2016‬فً الملؾ رلم ‪ 2012/7101/40‬وأمره رلم ‪ 1040‬المإرخ‬
‫فً ‪ 24‬ماي ‪ 2017‬والصادر فً الملؾ رلم ‪.2017/7101/954‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أن لاضً المستعجالت بالمحكمة اإلدارٌة بالرباط سبك أن‬
‫صرح بعدم اختصاصه للنظر فً طلب نفس الشركة الرامً إلى إتمام األشؽال‪،‬‬
‫‪ 3117‬المإرخ فً ‪ 31‬دجنبر ‪ 2015‬بعلة‬ ‫وذلن بواسطة األمر المضابً رلم‬
‫انعدام عنصر االستعجال‪.‬‬

‫وانطاللا من هذه األوامر المضابٌة‪ٌ ،‬تضح التباٌن فً مولؾ لاضً المستعجالت‬


‫اإلداري فً طلب الشركة إتمام األشؽال‪ ،‬فمد صرح بعدم اختصاصه فً مناسبة‬
‫سابم ة انتفاء عنصر االستعجال وتراجع عن هذا المولؾ فً أمرٌن لضابٌٌن آخرٌن‬
‫لعدم لٌام اإلدارة بفسخ عمد الصفمة‪ ،‬وكان األجدر التصرٌح بعدم االختصاص‪،‬‬
‫لكون النظر فً إمكانٌة مواصلة األشؽال من لبل الشركة من عدمه‪ٌ ،‬ستدعى مرالبة‬
‫مدى شرعٌة لرار إٌماؾ األشؽال والذي ٌنعمد اختصاص النظر فٌه لمضاء‬
‫الموضوع‪ ،‬خصوصا إذا ارتبط لرار إٌماؾ األشؽال بتنفٌذ التزامات تعالدٌة (لرار‬
‫متصل بعمد الصفمة)‪ ،‬وهو ما ٌجعله خارجا عن لاضً المستعجالت‪ ،‬وهو المولؾ‬
‫الذي سبك أن تبناه لاضً المستعجالت بنفس المحكمة فً نازلة أخرى وذلن‬
‫بمناسبة إصداره لألمر رلم ‪ 4700‬بتارٌخ ‪ 07‬دجنبر‪ 2017‬فً الملؾ رلم‬
‫‪.2016/7101/4510‬‬

‫‪26‬‬
‫ـ عبدهللا بونٌت‪ ،‬مرجع سابك‪،‬ص‪.924.‬‬

‫‪23‬‬
‫الفمرة الرابعة‪:‬الطلبات المتعلمة بمبلػ الضمانة‬

‫لد ٌتم عرض بعض الطلبات المتعلمة بالضمانات الممدمة فً إطار الصفمات‬
‫العمومٌة على أنظار المضاء االستعجالً‪ ،‬وذلن فً إطار المطالبة برفع ٌد اإلدارة‬
‫عن مبلػ الضمانة أو طلب إٌماؾ استخالصها لفابدتها‪.‬‬

‫وانطاللا من استمراء العمل المضابً للمحاكم اإلدارٌة بهذا الخصوص‪ٌ ،‬تضح أن‬
‫هنان نوعا من التباٌن فً التفسٌر وؼٌاب االنسجام بٌن تعلٌالت األوامر المضابٌة‪،‬‬
‫فهنان أوامر تستجٌب لهذه الطلبات‪ ،‬كاألمر رلم ‪ 551‬الصادر عن لاضً‬
‫المستعجالت بالمحكمة اإلدارٌة بؤكادٌر بتارٌخ ‪ 3‬ماي ‪ 2016‬فً الملؾ عدد‬
‫‪ 2016/7101/601‬والذي جاء فٌه‪:‬‬

‫"وحٌث إنه لما كانت المحكمة اإلدارٌة هً المختصة نوعٌا للبت فً النزاعات‬
‫الناشبة عن العمود اإلدارٌة والصفمات العمومٌة طبما للمادة ‪ 8‬من المانون ‪41‬ـ‪90‬‬
‫فإن االختصاص فٌم ا ٌتعلك باألمور المستعجلة المرتبطة بهذه المنازعات ٌرجع فٌها‬
‫لمحكمة الربٌس المحكمة اإلدارٌة بصفته لاضٌا للمستعجالت الذي ٌكون معه المثار‬
‫بهذا الصدد ؼٌر مبنً على أساس وٌتعٌن رده والتصرٌح بانعماد االختصاص‬
‫النوعً لمحكمة المستعجالت بالمحكمة اإلدارٌة بؤكادٌر‪.‬‬

‫وفً ممابل ذلن هنان أوامر أخرى‪ ،‬لضت برفض االستجابة للطلبات االستعجالٌة‬
‫المرتبطة بالضمانة‪ ،‬فمد اعتبر لاضً األمور المستعجلة بالمحكمة اإلدارٌة بالرباط‬
‫أن طلب إٌماؾ إجراءات استخالص الضمانة‪ ،‬ال ٌمكن البت فٌه إال من خالل‬
‫منالشة لرار فسخ الصفمة‪ ،‬وهو ما من شؤنه المساس بموضوع الحك وأسبابه‬
‫الوالعٌة‪.27‬‬

‫‪27‬‬
‫ـ ٌونس األزرق الحسونً‪"،‬الطلبات االستعجالٌة فً مجال الصفمات العمومٌة أمام المضاء اإلداري‪ ،‬مجلة الوكالة المضابٌة‬
‫للمملكة‪ ،‬العدد الثانً‪ ،‬دجنبر ‪ 1228‬ص‪.294:‬‬

‫‪24‬‬
‫الفمرة الخامسة‪ :‬طلبات إخالء أو إفراغ الورش‬

‫ترتبط هذه الحالة بمرحلة حصول فسخ عمد الصفمة من طرؾ اإلدارة صاحبة‬
‫المشروع كعموبة ضد الطرؾ اآلخر المتعالد معها والذي ؼالبا ما ال ٌستجٌب لطلب‬
‫إخالء الورش من معداته‪ ،‬وٌظل محتال له رؼم فسخ العاللة التً كانت تربطه مع‬
‫صاحب المشروع‪ ،‬وعلى إثر ذلن ٌمكن لهذا األخٌر أن ٌلجؤ لماضً المستعجالت‬
‫اإلداري من أجل استصدار أمر بإفراغ المماولة ‪.28‬‬

‫وٌالحظ من خالل االطالع على العدٌد من األوامر االستعجالٌة فً هذا الموضوع ‪،‬‬
‫أن العمل المضابً لم ٌحسم فً هذه اإلشكالٌة‪ ،‬وظل ٌتؤرجح بٌن لبول الطلبات‬
‫االستعجالٌة الرامٌة إلى إفراغ الورش من المماولة ومعداتها‪ ،‬ورفض هذه الطلبات‪.‬‬
‫ؼٌر أن محكمة النمض اعتبرت أن تولؾ المماولة عن إنهاء األشؽال الموكولة إلٌها‪،‬‬
‫ٌشكل اضطرابا ٌبرر تدخل لاضً المستعجالت لوضع حد له‪.29‬وهو ما لضت به‬
‫فً المرار عدد ‪ 409‬الصادر عنها فً الملؾ التجاري رلم ‪2013/3/1756‬‬

‫والمإرخ فً ‪ٌ 17‬ولٌوز ‪ 2014‬والذي جاء فً حٌثٌاته أنه‪:‬‬

‫"‪..‬فً حٌن أن موضوع الدعوى ٌتعلك بإخالء المطلوبة من الورش واإلذن للطالب‬
‫بمواصلة أشؽال الكهرباء ثبت تولفها بممتضى خبرة حضورٌة فً حك المطلوبة‪،‬‬
‫وتعتبر ضرورٌة للمرور إلى المرحلة الثانٌة‪ ،‬وفً حٌن كذلن أن تولؾ المطلوبة‬
‫عن إنهاء األشؽال الموكولة إلٌها ٌشكل اضطرابا ٌبرر تدخل لاضً المستعجالت‬
‫لوضع حد له وال ٌحول دون ذلن وجود نزاع بٌن الطرفٌن أمام لضاء الموضوع‪،‬‬
‫تكون بذلن لد خرلت ممتضٌات المادة ‪ 21‬المذكورة وٌتعٌن نمض لرارها"‬

‫‪28‬‬
‫عبدهللا بونٌت‪ ،‬مرجع سابك‪،‬ص‪.922:‬‬
‫‪29‬‬
‫ـ ٌونس األزرق الحسونً‪ ،‬مرجع سابك‪،‬ص‪295:‬‬

‫‪25‬‬
‫المبحث الثانً‪ :‬انحماَة انقضائُة نعقىد انصفقات انعمىمُة فٍ إطار دعىي انقضاء‬
‫انشامم ومعُقاته‬

‫لل مضاء الشامل دور أساسً فس حماٌة المتعالد مع اإلدارة‪ ،‬حٌث ٌمكن أن تستخدم‬
‫هذه األخٌرة السلطة العامة الممنوحة لها مما لد ٌسبب ضررا للمتعالد (المطلب‬
‫األول)‪ ،‬مما ٌستوجب تدخل المضاء‪ ،‬إال أن هذه الحماٌة تعترٌها نمابص واشكاالت‬
‫التً تحد من فعالٌتها (المطلب الثانً)‪.‬‬

‫مطهب األول‪ :‬انحماَة انقانىنُة نهمتعاقد خالل تنفُذ انصفقة‬

‫لمد عمل المرسوم‪ 30‬المتعلك بالصفمات العمومٌة لسنة ‪ _2013‬على تعزٌز‬


‫حموق المتعالد مع اإلدارة‪ ،‬وحتى المتنافسٌن لبل إبرام الصفمة وحتى خالل تنفٌذها‪،‬‬
‫حٌث أكد على مبادئ الشفافٌة والمساواة فً التعامل مع المتعاهدٌن‪.‬‬

‫وبالتالً فعندما ٌنفذ المتعالد ممتضٌات العمد على الشكل المطلوب‪ ،‬تصبح لهذا‬
‫األخٌر جملة من الحموق‪ ،‬تتمثل فً الحصول على ممابل نمدي (أوال) وحمه فً‬
‫التضاء بعض التعوٌضات المحتملة (ثانٌا)‪.‬‬

‫أوال‪ -‬تماضً الثمن‪:‬‬

‫إن للملتزم بتنفٌذ األشؽال أو خدمات لصالح اإلدارة الحك فً الحصول على ثمن ما‬
‫لام به من أعمال‪ ،‬وهذا الحك هو األول واألساسً للمتعالد مع اإلدارة‪ ،‬ألن هذا‬
‫األخٌر فً ؼالب األحٌان ٌكون مماول ٌسعى إلى تحمٌك الربح‪.31‬‬

‫وٌحصل المتعالد على ممابل نمدي إما بصورة كاملة بعد تنفٌذ العمد‪ ،‬أو ٌحصل على‬
‫جزء من الممابل كدفعة ممدمة تم ٌحصل على البالً بحسب ما ٌنفذ من العمد‪( 32‬ما‬
‫تم االتفاق علٌه بدفتر الشروط الخاصة)‪.‬‬

‫‪ _30‬المادة األولى من المرسوم رلم ‪ 349.12.2‬صادر فً ‪ 8‬جمادى األولى ‪ 20( 1434‬مارس ‪ )2013‬المتعلك‬
‫بالصفمات العمومٌة‪.‬‬
‫‪ _31‬دمحم عباس‪ ،‬التدخل االلتصادي للجماعات المحلٌة عن طرٌك الصفمات العمومٌة‪ ،‬رسالة لنٌل دبلوم الماستر فً‬
‫المانون العام‪ ،‬تخصص اإلدارة والمالٌة العامة‪ ،‬سنة ‪ 2008-2007‬بطنجة‪ ،‬ص‪.22 .‬‬
‫‪ _32‬دمحم األعرج‪ ،‬نظام العمود اإلدارٌة والصفمات العمومٌة "وفك لرارات وأحكام المضاء اإلداري المؽربً"‪ ،‬المجلة‬
‫المؽربٌة لإلدارة المحلٌة والتنمٌة‪ ،‬سلسلة مإلفات وأعمال جامعٌة‪ ،‬العدد ‪ ،88‬سنة ‪ ،2011‬ص‪86.‬‬
‫‪26‬‬
‫وٌتخذ الثمن ‪33‬عدة أشكال فهو ٌختلؾ حسب نوع الصفمة‪:‬‬

‫‪ ‬الصفمة بثمن إجمالً‬


‫وذلن عندما ٌحدد المماول مسبما ثمنا كلٌا لمجموع الصفمة‪ ،‬هذا ما تضمنته المادة‬
‫‪ 60‬من دفتر الشروط اإلدارٌة العامة المطبمة على صفمات األشؽال ‪34‬التً نصت‬
‫على أنه ٌستحك كل ثمن جزافً وارد فً تحلٌل المبلػ اإلجمالً عند تنفٌذ األعمال‬
‫المتعلمة به‪.‬‬

‫‪ ‬الصفمة بؤثمان أحادٌة‬


‫هً الصفمة التً تكون فٌها األعمال موزعة على وحدات مختلفة بناءا على بٌان‬
‫تمدٌري مفصل ٌضعه صاحب المشروع‪ ،‬ومع اإلشارة بالنسبة لكل واحدة من هذه‬
‫الوحدات إلى الثمن األحادي الممترح‪.‬‬

‫‪ ‬الصفمة بؤثمان مركبة‬


‫عندما تتضمن أعماال ٌإدى جزءا منها على أساس ثمن إجمالً والجزء اآلخر على‬
‫أساس األثمان األحادٌة‪.‬‬

‫‪ ‬الصفمة بؤثمان بنسب مبوٌة‬


‫ٌعنً عندما ٌحدد ثمن العمل بواسطة نسب مبوٌة تطبٌك على مبلػ األشؽال المنجزة‬
‫فعال‪ ،‬والتً تمت معاٌنتها بصفة لانونٌة دون احتساب الرسوم ودون احتساب المبلػ‬
‫الناتج عن مراجعة األثمان ومبالػ التعوٌضات الؽرامات المحتملة‪.‬‬

‫‪ _33‬المادة ‪ 11‬من المرسوم رلم ‪ 349.12.2‬صادر فً ‪ 8‬جمادى األولى ‪ 20( 1434‬مارس ‪ )2013‬المتعلك‬
‫بالصفمات العمومٌة‪.‬‬

‫‪ _34‬المادة ‪ 60‬من دفتر الشروط اإلدارٌة العامة المطبمة على صفمات األشؽال‪ ،‬المصادق علٌه بالمرسوم رلم‬
‫‪ 2.14.394‬صادر فً ‪ 6‬شعبان ‪ 13( 1437‬ماي ‪.)2016‬‬

‫‪27‬‬
‫ثانٌا‪ -‬الحك فً التضاء بعض التعوٌضات المحتملة‪:‬‬

‫ٌكون التعوٌض عن األضرار التً لحمت بالمتعالد مع اإلدارة على إثر صفمة‬
‫عمومٌة‪ ،‬إما تعوٌضا شامال أو تعوٌضا جزبٌا‪ ،‬وهذا التمسٌم ساله الفمهاء باعتبار ما‬
‫توصل إلٌه االجتهاد المضابً‪ ،‬ومن خالل مماصد بعض الممتضٌات المانونٌة‪.‬‬

‫ومبدأ التعوٌض ٌجعل المماولٌن والموردٌن والخدماتٌٌن الذٌن ٌتعالدون مع اإلدارة‬


‫فً مؤمن نسبٌا من كل ما لد تؤتً به ظروؾ ؼٌر مرؼوب فٌها‪ ،‬والتً من شؤنها أن‬
‫تجعل موازٌن العمد تختل ثارة بشكل ال رجعة فٌه‪ ،‬وتكون ثارة أخرى مإلتة نظرا‬
‫للظروؾ االلتصادٌة أو المناخٌة أو السٌاسٌة أو الجٌولوجٌة أو ما شابه ذلن‪.‬‬
‫فظروؾ الحرب مثال وتملبات السوق وفعل الطبٌعة كلها عوامل ٌمكن أن تإثر‬
‫بطرٌمة أو أخرى على مجرٌات العمد وتنفٌذ الصفمة‪.35‬‬

‫‪ ‬التعوٌض الشامل‬
‫ٌكون التعوٌض شامال فً إحدى الحالتٌن‪:‬‬

‫الحالة األولى‪ :‬الزٌادة فً أعباء التعالد بسبب خطؤ اإلدارة المعنٌة‬

‫ٌعتبر خطؤ اإلدارة خرلا من طرفها لبنود الصفمة‪ ،‬وٌستحك على إثر ذلن المتعالد‬
‫تعوٌضا عن الضرر الذي لحمه شرٌطة أن ٌكون هذا الضرر بالػ األهمٌة‪ .‬كعدم‬
‫منحه اإلذن بتنفٌذ الصفمة أو ولؾ تنفٌذ األشؽال بؤمر صاحب المشروع أو عدم‬
‫تسلٌم المماول التصامٌم والخرابط الضرورٌة أو عدم تمكٌنه من المطعة األرضٌة‬
‫المخصصة لألشؽال‪ ،‬وٌشمل تعوٌض الخسارة التً ألمت به والكسب الذي فاته‪،‬‬
‫وهذا ما نالحظه فً المواد ‪ 39‬و ‪ 40‬و ‪ 49‬من دفتر الشروط اإلدارٌة العامة‬
‫المطبمة على صفمات األشؽال‬

‫‪ _35‬عبد العالً سمٌر‪ ،‬الصفمات العمومٌة والتنمٌة‪ ،‬مطبعة المعارؾ الجدٌدة‪-‬الرباط الطبعة األولى‪ ،‬سنة ‪،2010‬‬
‫ص‪.44.‬‬

‫‪28‬‬
‫الحالة الثانٌة‪ :‬تتجسد فً نظرٌة فعل األمٌر‬

‫وٌمصد بها كل عمل ٌصدر عن سلطة عامة دون خطؤ من جانبها ٌنجم عن تظهور‬
‫مركز المتعالد فً العمد اإلداري‪ٌ ،‬إدي إلى إلزام جهة اإلدارة المتعالدة بتعوٌض‬
‫المتعالد المضرور عن كافة األضرار التً لحمت به من جراء ذلن العمل بما ٌعٌد‬
‫التوازن المالً للعمد‪.36‬‬

‫ونشٌر إلى أنه الٌعتد بنظرٌة فعل األمٌر إال إذا كان األمر صادر عن اإلدارة‬
‫المتعالدة‪ ،‬ولٌست اإلدارة ذات سلطة علٌا‪.‬‬

‫ولد حددت أحكام المضاء اإلداري شروط تطبٌك نظرٌة فعل األمٌر‪:37‬‬

‫‪ ‬أن ٌتعلك األمر بعمد إداري؛‬


‫‪ ‬أن ٌكون الفعل الضار صادر عن سلطو عامة؛‬
‫‪ ‬أن ٌنشؤ عنه ضرر فعلً للمتعالد؛‬
‫‪ ‬أن ٌكون ؼٌر متولع عند إبرام العمد؛‬
‫‪ ‬أن ٌكون اإلجراء مشروعا وال ٌشكل خطبا من اإلدارة؛‬
‫‪ ‬أن ٌلحك بالمتعالد ضررا خاص ال ٌشاركه فٌه سابر من ٌمسه المرار‬
‫العام‪.‬‬
‫وٌترتب على نظرٌة فعل األمٌر أن ٌعوض المضاء المتعالد مع اإلدارة تعوٌضا‬
‫كامال ٌشمل الخسابر التً نتجت له والمكاسب التً فاتته‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة أن هذه النظرٌة (فعل األمٌر) رؼم أنها معروفة فً المانون اإلداري‬
‫فً معظم الدولة وخاصة بالمؽرب‪ ،‬إال أنها ال تستند على أي نص تشرٌعً أو‬
‫تنظٌمً‪.‬‬

‫‪ ‬التعوٌض الجزبً‬

‫‪ _36‬دمحم األعرج‪ ،‬مرجع سابك‪ ،‬ص‪.92 .‬‬


‫‪ _37‬أحمد أجعون‪ ،‬النشاط اإلداري‪ ،‬مطبعة الورالة سجلماسة‪-‬مكناس‪ 2013-2012 ،‬ص‪ 117 .‬و ‪118‬‬
‫‪29‬‬
‫إضافة إلى الحاالت السالفة الذكر والتً تستوجب تعوٌضا شامال هنان خاالت‬
‫أخرى ٌستحك المماول أو المورد على إثرها تعوٌضا ٌبمى فً ؼالب األحٌان جزبٌا‪،‬‬
‫وٌحصل هذا بمناسبة الموة الماهرة والصعوبات المادٌة الؽٌر المتولعة والظروؾ‬
‫الطاربة‪.‬‬

‫الحالة األولى‪ :‬الموة الماهرة‬

‫تجد هذه الماعدة أصولها فً نصوص تشرٌعٌة‪ ،‬فالفصل ‪ 269‬من ق‪.‬ل‪.‬ع المؽربً‬
‫ٌحددها (كل أمر ال ٌستطٌع اإلنسان (المتعالد) أن ٌتولعه كالظواهر الطبٌعٌة‬
‫(الفٌضانات والجفاؾ والعواصؾ والحرابك والجراد) وؼارات العدو وفعل السلطة‬
‫وٌكون من شؤنه تنفٌذ االلتزام مستحٌال‪ ،}...‬فشروط الموة الماهرة معروفة لانونا‬
‫وهً ثالثة أن ٌكون الحادث خارج عن إرادة الطرفٌن‪ ،‬وأن ٌكون عارضا وؼٌر‬
‫متولع أثناء إنشاء العمد‪ ،‬وأن ٌجعل تنفٌذ العمد مستحٌال‪38‬‬

‫والموة الماهرة ال تعطً الحك للمتعالد فً التعوٌض إال فً حاالت خاصة وبعد‬
‫مصادلة السلطة اإلدارٌة على ذلن‪ ،‬وٌجب على المتعالد إبالغ اإلدارة بذالن‬
‫الحادث‪ ،‬داخل أجل سبعة (‪ )7‬أٌام الموالٌة لولوعه وإال فمد حمه فً التعوٌض‪39‬‬
‫وعموما إن لم توافك اإلدارة على منح التعوٌض وجب على المتعالد اللجوء إلى‬
‫المضاء‪.‬‬

‫الحالة الثانٌة‪ :‬نظرٌة الصعوبات المادٌة الؽٌر المتولعة‬

‫مفاد هذه النظرٌة عند تنفٌذ العمود اإلدارٌة وخاصة عمد األشؽال العامة‪ ،‬لد تطرأ‬
‫صعوبات مادٌة استثنابٌة لم تدخل فً حسابً طرفً العمد وتمدٌرهما عند التعالد‪،‬‬
‫وتجعل التنفٌذ أشد وطؤة على المتعالد مع اإلدارة وأكثر كلفة‪ ،‬وطبما لهذه النظرٌة‬
‫ٌحصل المتعالد مع اإلدارة على تعوٌض عن األضرار التً ٌتحملها‪ ،‬وذلن فً مبلػ‬

‫‪ _38‬عبد العالً سمٌر‪ ،‬مرجع سابك‪ ،‬ص‪45 .‬‬


‫‪ _39‬المادة ‪ 47‬دفتر الشروط اإلدارٌة العامة المطبمة على صفمات األشؽال‪ ،‬المصادق علٌه بالمرسوم رلم‬
‫‪ 2.14.394‬صادر فً ‪ 6‬شعبان ‪ 13( 1437‬ماي ‪.)2016‬‬

‫‪30‬‬
‫معٌن ٌضاؾ له على األسعار المتفك علٌها‪ .40‬وؼالبا ما ٌطرح هذا األمر فً‬
‫صفمات األشؽال العمومٌة كوجود طبمات صخرٌة مفاجؤة ولم تكن فً الحسبان أثناء‬
‫دراسة التربة‪ ،‬وعلى العموم ٌجب أن تكون هذه الصعوبات ؼٌر متولعة ولٌست‬
‫بفعل أحد الطرفٌن أو نتٌجة خطبهما‪.‬‬

‫والتعوٌض فً هذه الحالة ٌرتكز أساسا على مبدأ العدالة وهو من إبداع االجتهاد‬
‫المضابً‪ ،‬والؽاٌة منه إنصاؾ المماولٌن وتفادي نفورهم من التعالد مع اإلدارة‪ ،‬مثل‬
‫هذا التعوٌض ٌمكن أن نصادفه حتى فً العمود المدنٌة‪ ،‬حٌث جرى العرؾ‬
‫بذلن‪.41‬‬

‫الحالة الثالثة‪ :‬نظرٌة الظروؾ الطاربة‬

‫تحٌل نظرٌة الظروؾ الطاربة إلى أنه إذا طرأت أثناء تنفٌذ العمد اإلداري ظروؾ‬
‫لم تكن باإلمكان تولعها ولت إبرامه لسبب خارج عن إرادة طرفً العمد‪ ،‬أدت إلى‬
‫للب التصادٌات العمد رأسا على عمب‪ ،‬وجعلت تنفٌذه مرهما للمتعالد‪ ،‬فإن السلطة‬
‫إلدارٌة المتعالدة تكون ملزمة بتعوٌض المتعالد جزبٌا عن األضرار الناتجة عن هذه‬
‫الظروؾ الطاربة‪ ،‬لتطبٌك نظرٌة الظروؾ الطاربة البد من توفر الشروط‬
‫التالٌة‪:42‬‬

‫‪ ‬أن ٌصبح تنفٌذ العمد اإلداري مهددا للمتعالد بخسابر فادحة دون أن تجل‬
‫من التنفٌذ مستحٌال؛‬
‫‪ ‬أن تنتج صعوبات التنفٌذ عن حوادث ؼٌر عادٌة وؼٌر متولعة عند إبرام‬
‫العمد؛‬
‫‪ ‬أن ال ٌكون ألحد المتعالدٌن دور فً حدوث ظرؾ طارئ؛‬
‫‪ ‬أن تإدي إلى للب التوازن المالً رأسا على عمب فتضع المتعالد فً مركز‬
‫خارج العمد‪.‬‬
‫‪ _40‬دمحم األعرج‪ ،‬مرجع سابك‪ ،‬ص‪98 .‬‬
‫‪ _41‬عبد العالً سمٌر‪ ،‬مرجع سابك‪ ،‬ص‪46 .‬‬
‫‪ _42‬كرٌم لحرش‪ ،‬المانون اإلداري المؽربً‪ ،‬سلسلة الالمركزٌة و اإلدارة المحلٌة‪ ،‬عدد مزدوج ‪ ، 15-14‬طبع‬
‫طوب برٌس‪-‬الرباط‪ ،‬الطبعة الثانٌة‪ ،‬سنة ‪ ،2012‬ص ‪134‬‬
‫‪31‬‬
‫وفك هذه النظرٌة ٌتم تعوٌض المتعالد جزبٌا‪ ،‬ومن أمثلة هذه الظروؾ تخفٌض لٌمة‬
‫العملة‪ ،‬أو الزٌادة فً أسعار المواد األولٌة‪.‬‬

‫وفً األخٌر نالحظ أن النظرٌات األربع (فعل األمٌر‪ ،‬الموة الماهرة‪ ،‬الظروؾ‬
‫الطاربة‪ ،‬والصعوبات المادٌة ؼٌر المتولعة)‪ ،‬تعمل كلها على إنماذ المماول‬
‫ومساعدته على اجتٌاز العثرات والعمبات التً تواجهه أثناء تنفٌذ العمد‪ ،‬والتً لم‬
‫ٌكن ٌتولع حدوثها أثناء إبرامه‪ .‬ونالحظ أن الحدود بٌن هذه النظرٌات ؼٌر واضحة‬
‫المعالم وبٌنها كثٌر من التداخل الذي ازداد بسبب تدخل الدولة المستمر فً الحٌاة‬
‫االلتصادٌة واالجتماعٌة‪ ،‬وبالتالً حدوث الكثٌر من التؽٌرات فً النظرٌات‬
‫واألفكار المانونٌة التملٌدٌة‪ ،‬وعدم وضوح حدود بٌن هذه النظرٌات وتداخلها‪ ،‬جعل‬
‫من الصعب أحٌانا إٌجاد معٌار دلٌك‪.43‬‬

‫المطلب الثانً‪ :‬معُقات عمم انقاضٍ اإلدارٌ فٍ مجال انصفقات انعمىمُة‬

‫ٌمكن إجمال هذه الصعوبات فً صعوبات لانونٌة (الفرع األول)‪ ،‬وأخرى تتعلك‬
‫باشكالٌة تنفٌذ األحكام العمومٌة( الفرع الثانً)‪.‬‬

‫انفزع األول‪ :‬اإلشكاالت انقانىنُة‬

‫إضافة إلى اشكالٌة التنفٌذ األحكام فثمة عدة مشاكل لانونٌة تواجه المتماضً فً‬
‫مجال الصفمات العمومٌة‪ ،‬وانعكساتها تكون لها تؤثرٌات متفاوتة الخطورة حسب‬
‫نوع المنازعة وأطرافها‪.‬‬

‫وبما أن مجال الصفمات العمومٌة مجال جد حساس تتداخل فٌه المصلحة العامة‬
‫بالمصلحة الخاصة‪ ،‬فمن أهم المشاكل المطروحة بالنسبة للممارسة رلابة المضاء‬
‫اإلداري على الصفمات العمومٌة‪.‬‬

‫‪ _43‬عبد العالً سمٌر‪ ،‬مرجع سابك‪ ،‬ص‪.47 .‬‬


‫‪32‬‬
‫‪ -‬طول اآلجال‪:‬‬

‫تتعدد اآلجال المطبمة فً مجال دعاوى الصفمات العمومٌة‪ ،‬وتنطلك من آجال التمدم‬
‫فالتظلم التمهٌدي وحتى الطعن أمام المجلس األعلى‪ .‬فبخصوص الطعن التمهٌدي‬
‫فإنه ٌعاب على المشرع منحه آجاال طوٌلة للسلطات اإلدارٌة‪ ،‬ممابل إعطاء المتعالد‬
‫أجال لصٌرة‪.‬‬

‫وذلن ٌتجلى مثال فً منح اإلدارة شهرٌن من أجل الرد على التظلم المرفوع إلى‬
‫صاحب المشروع فً حٌن ال ٌتمتع المماول إال بؤجل خمسة أٌام‪ ،‬كما أن مدة الطعن‬
‫ٌمكن أن تزداد إذا ما لرر المماول تظلما رباسٌا إلى الوزٌر المعنً بالصفمة حٌث‬
‫ٌتمتع األول بؤجل ثالثة أشهر لٌرفع تظلمه وٌتمتع الثانً بؤجل ثالثة أشهرأخرى‬
‫لٌمدم جوابه‪ ،‬فإن كان بالرفض الصرٌح أو الضمنً‪ ،‬الكلً أو الجزبً‪ ،‬جاز للمتظلم‬
‫أن ٌرفع طعنا داخل أجل ‪ٌ 60‬وما‪ٌ ،‬مكن أن ٌتساهل بشؤنها فٌتم تمدٌدها كما هو‬
‫الشؤن بالنسبة لحالة االستحالة الجسدٌة أو طلب المساعدة المضابٌة وجعل عبء‬
‫إثبات تارٌخ تبلٌػ المرار المطعون فٌه‪ -‬باعتباره نمطة بدء حساب األجل‪ٌ -‬مع على‬
‫عاتك اإلدارة‪ ،‬أما فً حالة التشدد فً حساب اآلجل فمثال ال ٌعتد بالطعن المرفوع‬
‫إلى محكمة ؼٌر مختصة وال ٌعتبر طلب المساعدة المضابٌة مولفا لسرٌان أجل‬
‫تمدٌم التظلم اإلداري‪.‬‬

‫كذلن فإن طول األجال الممنوح لسلطة اإلدارٌة فً كل تظلم ٌإدي حتما إلى ضٌاع‬
‫ولت ثمٌن للطاعن‪ ،‬ومن هذا المنطلك التضت الضرورة التفكٌر فً أسلوب ٌضمن‬
‫حموق المتعالد مع اإلدارة وتجنبه لمجموعة من الشكلٌات التً ٌنتج عنها تضٌع‬
‫للفرص إلى جانب تحمله أعباء أخرى‪.‬‬

‫‪ -‬من حٌث المسطرة المتبعة أمام المحاكم‪:‬‬

‫كما هو معلوم فالمانون المحدث للمحاكم اإلدارٌة لد أحال على لانون المسطرة‬
‫المدنٌة فً جانب إجراءات الدعوى اإلدارٌة‪ ،‬ؼٌر أن الممارسة العملٌة أبانت عن‬

‫‪33‬‬
‫وجود بعض اإلختالفات بٌن الدعوى اإلدارٌة وبالً الدعاوى المدنٌة‪ ،‬مما خلؾ‬
‫عدة مشاكل ٌنبؽً تجاوزها نظرا لما لدعوى اإلدارٌة عامة والصفمات العمومٌة‬
‫خاصة من خصوصٌات تمٌزها‪ ،‬سواءا من حٌث األطراؾ أو من حٌث الموضوع‬
‫والمانون المطبك‪.‬‬

‫ذلن أنها ال معنى للتشدد حالٌا فً اإلبماء على وحدة المضاء على حساب حموق‬
‫المتماضٌن وبالدنا تعٌش ثورة لانونٌة متمثلة فً محاولة عصرنة النظام المانونً‬
‫والمضابً للمملكة وذلن من خالل إحداث محاكم تجارٌة إلى جانب المحاكم اإلدارٌة‬
‫التً أحدثت لها استبنافٌتان هما محكمة استبناؾ إدارٌة بالرباط واستبنافٌة مراكش‪،‬‬
‫إلى جانب إحداث مدونة األسرة وكل ما رافمها من اجتهاد فً الجانب الشرعً‬
‫وؼٌرها من النماذج‪ ،‬إال أن إرادة المشرع ما تزال جامدة فٌما ٌخص وحدة المضاء‬
‫بالرؼم من محاولته خلك ازدواجٌة فً المانون‪.‬‬

‫وأمام هذا الوضع فإن التطورات العالمٌة وما تفرزه من تحدٌات ومستجدات تواجه‬
‫اإلدارة‬

‫المؽربٌة‪ ،‬والمضاء المؽربً‪ٌ ،‬متضً من المشرع التدخل من أجل تسلٌحهما بكل‬


‫الوسابل المانونٌة والعملٌة الكفٌلة بمواجهة هذه التحدٌات ومواكبة المستجدات‬
‫المطروحة فً هذا المجال‪.‬‬

‫إذا وأمام كل اإلشكاالت العملٌة التً سجلتها الممارسة المٌدانٌة داخل المحاكم‬
‫اإلدارٌة فٌما ٌخص الجانب المسطري‪ .‬سواء ما تعلك برفع الدعوى أو بطلب‬
‫المساعدة المضابٌة‪ ،‬أو اإلجراءات التً تهم الماضً الممرر‪ ،‬أو ما تعلك أٌضا‬
‫بممارسة الطعن ضد األحكام اإلدارٌة‪ ،‬أو ماٌهم الدفع بعدم اإلختصاص النوعً‬
‫دون إؼفال جانب تنفٌذ األحكام المضابٌة‪.‬‬

‫فإنه وبالنظر إلى كل ذلن ٌستحسن إفراد المحاكم اإلدارٌة بمسطرة مؽاٌرة للمسطرة‬
‫المدنٌة ومستملة عنها‪ ،‬أو على األلل وكما ذهب إلى ذلن معظم الفمهاء فً المانون‬

‫‪34‬‬
‫اإلداري‪" :‬تخصٌص باب مستمل للمسطرة اإلدارٌة دورا إٌجابٌا أكثر بتدخله فً‬
‫توجٌه إجراءات الدعوى نظرا لكونه ٌفصل بٌن طرفٌن ؼٌر متساوٌٌن‪."...‬‬

‫وال ٌفوتنا أن نذكر بؤن تعمد الجانب المسطري خاصة فً منازعات الصفمات‬
‫العمومٌة ٌولد نفورا لدى المتعالدٌن مع اإلدارة من اللجوء إلى المضاء لعلمهم‬
‫بإؼراله فً الشكلٌات‪ ،‬وأن إهمال أٌة شكلٌة ٌترتب علٌه عدم ربح الدعوى‪ ،‬مما‬
‫ٌحدو بهم إلى سلون طرق ؼٌر مشروعة خاصة أن المانون ٌضٌك الخناق على‬
‫الحلول البدٌلة فً مجال الصفمات العمومٌة‪ ،‬ذلن أنه إذا ما استثنٌنا التظلم اإلداري‬
‫فإن المانون كان ٌمنع اللجوء إلى – التحكٌم الذي ٌعتبر وسٌلة تمع بٌن المضاء وبٌن‬
‫بدابله‪ -‬بالنسبة لألموال العمومٌة‪،‬ؼٌر أننا نالحظ ازدواجٌة فً التعامل مع التحكٌم‬
‫سابما‪ ،‬حٌث ٌباح فً بعض االتفالٌات والمعاهدات الدولٌة بعد الحصول على إذن‬
‫ا لوزٌر األول‪ ،‬بٌنما ٌمنع منعا تاما بالنسبة للصفمات الداخلٌة لبل أن ٌتدخل المشرع‬
‫إلصالح األمر عبر التعدٌل الذي نص علٌه لانون المسطرة المدنٌة المتعلك بالتحكٌم‬
‫والوساطة اإلتفالٌة وذلن ما فصلناه سابما‪.‬‬

‫ومن هنا ٌظهر بجالء أن تعمد الجانب المانونً ال ٌساهم فً فرض رلابة فعالة على‬

‫اإلدارة خاصة فً مجال الصفمات العمومٌة‪ ،‬كما ٌترتب عن تعمد اإلجراءات‬


‫المسطرٌة تكوٌن لناعة لدى المتعالد مع اإلدارة بعدم جدوى الدعوى المضابٌة‬
‫وإحساسه باستنزاؾ ولته وماله دون أن ٌضمن استٌفاء حموله‪ ،‬عالوة على انعدم‬
‫الثمة الذي ٌخالجه فً مدى نزاهة المضاء‪.44‬‬

‫الفرع الثانً‪ :‬اشكانُة تنفُذ األحكاو انقضائُة‬

‫أوال‪ :‬المحافظة على النظام العام والمال العام‬

‫كما هو معلوم أن مفهوم النظام العام‪ ،‬هو مفهوم واسع وشامل ومن أسباب وجود‬
‫اإلدارة هو المحافظة على النظام العام بصوره الثالث الصحة العامة‪ ،‬السكٌنة‬
‫‪44‬‬
‫‪ -‬خالد شهٌم‪" ،‬اشكالٌة المرالبة فً الصفمات العمومٌة الجماعٌة على ضوء المرسوم الجدٌد"‪ ،‬رسالة لنٌل دبلوم الدراسات العلٌا‬
‫المعممة فً المانون العام‪ ،‬جامعة الحسن الثانً‪ ،‬الدار البٌضاء‪ ،‬سنة ‪ ،2999-2998‬ص‪221 .‬‬

‫‪35‬‬
‫العامة‪ ،‬واألمن العام فإذا كان تنفٌذ الحكم المضابً من شؤنه المساس بالنظام العام‬
‫أو ولوع خلل بالمصالح اإلدارٌة فإن االدارة ال تنفذه نظرا ألولوٌة المصلحة العامة‬
‫على المصلحة الخاصة‪.‬‬

‫أٌضا لد تتذرع اإلدارة بواجب الحفاظ على المال العام وتدعً أنه من شؤن تنفٌذ‬
‫األحكام ا لصادرة ضدها المساس بالمصلحة العامة ومبدأ استمرارٌة المرافك العامة‪،‬‬
‫وفً هذا االتجاه ذهب جانب من الفمه إلى جواز الحجر على أموال الدولة الخاصة‬
‫الستٌفاء الدٌن الذي هو بذمة اإلدارة لصالح المحكوم علٌه‪ .‬ألن ذلن ال ٌإثر فً‬
‫سٌر المرفك العام بانتظام واطراد‪.45‬‬

‫‪ -1‬ؼموض منطوق الحكم ‪:‬‬

‫إن الحكم نفسه لد ٌكون مصدرا لعدد من الصعوبات‪ ،‬حٌث أن بعض األحكام لد‬
‫تتضمن فً منطولها لبسا لد ٌتعذر معه تنفٌذها بصورة واضحة‪.‬‬

‫فاإلدارة تتمسن بوجود ؼموض على مستوى األحكام مما ٌحول دون لٌامها‬
‫بتنفٌذها‪ ،‬وهذا ما جعل بعض الفمهاء ٌعتبرون أنه من واجب االدارة المٌام‬
‫بمسإولٌتها فً حكم حابز على لوة الشًء الممضً به‪ ،‬كما ٌجب على الماضً أن‬
‫ٌجعل منطوق الحكم واضح مع تحدٌد كٌفٌة تنفٌذه من لبل االدارة‪.‬‬

‫لهذا ٌنبؽً أن ٌكون منطوق الحكم واضحا كل الوضوح حتى ال ٌحتمل عدة‬
‫التفسٌرات من لبل االدارة‪ ،‬وتعلٌله تعلٌال سلٌما وكذا تفسٌره للمواعد والمبادئ‬
‫المطبمة حتى ٌسهل على اإلدارة إجراءات تنفٌذه‪.‬‬

‫الثانٌا‪ :‬محدودٌة سلطات الماضً اإلداري‬

‫سلطة الماضً اإلداري ال تتعدى مجرد الحكم‪ ،‬ولٌس من حمه توجٌه أوامر لإلدارة‬
‫‪ ،‬احتراما لمبدأ الفصل بٌن السلط ‪ ،‬وتطبٌما باألساس لماعدة الماضً ٌمضً وال‬
‫‪45‬‬
‫‪ -‬بلحسٌن دمحم‪ ،‬إشكالٌة تنفٌذ األحكام الصادرة ضد اإلدارة‪ ،‬إشكالٌة تنفٌذ األحكام الصادرة فً مواجهة اإلدارة ‪ ،‬رسالة لنٌل شهادة‬
‫الماستر ‪ ،‬جامعة الحسن األول ‪ ،‬سطات السنة الجامعٌة ‪ ،1225-1224‬ص ‪.222‬‬

‫‪36‬‬
‫ٌدٌر‪ ،‬فالماضً اإلداري وهو ٌصدر أحكاما ضد اإلدارة ال ٌتوفر على سلطة‬
‫حمٌمٌة‪ ،‬أي ال ٌتوفر على الوسابل المانونٌة والمادٌة إلجبارها على التنفٌذ‪ ،‬وبهذا‬
‫أصبح الشابع فمها ولضاءا منع الماضً اإلداري من توجٌه أوامر لإلدارة أو الحلول‬
‫محلها‪ ،‬بحٌث ال ٌمكنه تكلٌؾ اإلدارة بالمٌام بعمل معٌن أو االمتناع عنه كما ال‬
‫ٌمكنه أن ٌحل محلها فً عمل أو إجراء معٌن من صمٌم اختصاصها وصالحٌتها‪.‬‬

‫وبالرجوع إل المضاء المؽربً وفً ذات السٌاق صدر عن إدارٌة مكناس بتارٌخ‬
‫فاتح ٌولٌوز ‪ 2014‬حٌث ٌهدؾ الطالب من وراء طلبه إلى إصدار أمر إلى‬
‫الجماعة الحضرٌة بمكناس بإلزامها باتخاذ لرار بهدم بناء أؼلك ممر بٌن منزلٌن‪،‬‬
‫إال أنه تم التصرٌح بعدم لبول الطلب ألن الماضً اإلداري ال ٌصدر أوامر لإلدارة‪.‬‬

‫وجدٌر باإلشارة إلى أن المادة ‪ 9‬من شروع لانون المالٌة لسنة ‪ ،2020‬تمنع الحجز‬
‫على ممتلكات الدولة والجماعات الترابٌة فً حالة عدم تنفٌذ األحكام المضابٌة‪ ،‬ولد‬
‫أثار ذلن جدل كبٌر على مستوى النماش العمومً‪ ،‬على اعتبار أن هذه المادة تمس‬
‫بمبدأ فصل السلط‪ ،‬واستماللٌة السلطة المضابٌة عن السلطتٌن التشرٌعٌة والتنفٌذٌة‪،‬‬
‫وبالتالً لد تمس ممتضٌات هذه المادة بحموق األفراد فٌما ٌخص ضمان تنفٌذ‬
‫األحكام الصادرة ضد اإلدارة‪.‬‬

‫الدوافع الشخصٌة والسٌاسٌة ‪:‬‬

‫هنان مجموعة من االعتبارات الذاتٌة المرسخة فً أذهان بعض رجال اإلدارة‪ ،‬إذ‬
‫ٌعتمدون أن األحكام المضابٌة ال تكون ملزمة إال إذا كانت فً صالح اإلدارة ولٌس‬
‫ضدها‪ ،‬وٌدفعون أن المضاء ال ٌعرؾ مشاكل اإلدارة الداخلٌة واستمالله عنها وهنان‬
‫من ٌستن عل الفصل ‪ 25‬من لانون المسطرة المدنٌة لتبرٌر امتناع اإلدارة عن تنفٌذ‬
‫األحكام الصادرة ضدها الذي ٌمنع على المحاكم عرللة عمل اإلدارات العمومٌة‬
‫‪46‬‬
‫للدولة أو الجماعات العمومٌة األخرى‬

‫‪46‬‬
‫‪ -‬حمٌد أهالل‪ ،‬إشكالٌة تنفٌذ األحكام اإلدارٌة الصادرة فً مواجهة اإلدارة ‪ ،‬رسالة لنٌل دبلوم الماستر فً الدراسات العلٌا‬
‫المعممة‪ ،‬جامعة دمحم الخامس‪ ،‬الرباط‪ ،‬السنة الجامعٌة ‪ ،1229 -1228‬ص‪15.‬‬

‫‪37‬‬
‫خــاتــمــة‪:‬‬
‫على سبٌل الختم‪ ،‬فإن العمود اإلدارٌة المندرجة فً إطارها الصفمات العمومٌة‪ ،‬ال‬
‫ٌحكمها مبدأ سلطان اإلرادة‪ ،‬ولاعدة "العمد شرٌعة المتعالدٌن"‪ ،‬كما هو الشؤن‬
‫بالنسبة للمانون الخاص‪ ،‬ب ل المواعد العامة لسٌر المرفك العام بانتظام واضطراد‪،‬‬
‫والعمد اإلداري باعتبار طبٌعة تكوٌنه وارتباطه بالمصلحة العامة والمال العام ٌمر‬
‫بمجموعة من المراحل ابتداء من تكوٌنه مرورا بتنفٌذه وانتهاء بنهاٌته‪.‬هذه المراحل‬
‫تكون مناسبة لبروز مجموعة من اإلشكالٌات‪ ،‬مما ٌجعل الماضً اإلداري ٌبسط‬
‫رلابته فً إطار دعوى المضاء الشامل متى أخلت بااللتزامات التعالدٌة‪.‬‬

‫إن رلابة المضاء الشامل على عمود الصفمات العمومٌة تمكن من الولوؾ وفهم‬
‫مجموعة من اإلخالالت التً تطبع الممارسة اإلدارٌة فً تدبٌر الصفمات العمومٌة‪،‬‬
‫كما تلعب المرارات واالجتهادات المضابٌة دورا مهما فً توضٌح الموالؾ المختلفة‬
‫للعمل المضابً اإلداري بخصوص بعض عناصر منازعات الصفمات العمومٌة التً‬
‫تترتب عن اختالالت التدبٌر اإلداري وعن ؼٌرها من الخالفات المتعلمة بتنفٌذ‬
‫الصفمة العمومٌة وانتهابها‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫الئحة انمزاجع‪:‬‬
‫أوال‪ :‬الكتب‬

‫ـ حسن صحٌب‪ ،‬المانون اإلداري المؽربً الوسابل المانونٌة للعمل اإلداري‪ ،‬سلسلة‬
‫دراسات وأبحاث فً اإلدارة والمانون‪ ،‬العدد الثانً‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬أكتوبر ‪2018‬‬

‫‪ -‬أحمد أجعون‪ ،‬النشاط اإلداري‪ ،‬مطبعة الورالة سجلماسة‪-‬مكناس‪2013-2012 ،‬‬

‫فً المؽرب ( األشؽال‪ ،‬التورٌدات‪،‬‬ ‫‪ -‬ملٌكة الصروخ‪ ،‬الصفمات العومٌة‬


‫الخدمات)‪ ،‬الطبعة الثانٌة‪.2012 ،‬‬

‫‪ -‬كرٌم لحرش‪ ،‬المانون اإلداري المؽربً‪ ،‬سلسلة الالمركزٌة و اإلدارة المحلٌة‪،‬‬


‫عدد مزدوج ‪ ، 15-14‬طبع طوب برٌس‪-‬الرباط‪ ،‬الطبعة الثانٌة‪ ،‬سنة ‪.2012‬‬

‫‪ -‬عبد العالً سمٌر‪ ،‬الصفمات العمومٌة والتنمٌة‪ ،‬مطبعة المعارؾ الجدٌدة‪-‬الرباط‬


‫الطبعة األولى‪ ،‬سنة ‪.2010‬‬

‫‪ -‬دمحم عباس‪ ،‬التدخل االلتصادي للجماعات المحلٌة عن طرٌك الصفمات العمومٌة‪،‬‬


‫رسالة لنٌل دبلوم الماستر فً المانون العام‪ ،‬تخصص اإلدارة والمالٌة العامة‪ ،‬سنة‬
‫‪.2008-2007‬‬

‫المماالت العلمٌة‪:‬‬

‫ٌونس األزرق الحسونً‪"،‬الطلبات االستعجالٌة فً مجال الصفمات العمومٌة أمام‬


‫المضاء اإلداري‪ ،‬مجلة الوكالة المضابٌة للمملكة‪ ،‬العدد الثانً‪ ،‬دجنبر ‪. 2018‬‬

‫ـ دمحم الشٌلً‪" ،‬المبادئ العامة آللٌات وطرق إبرام الصفمات العمومٌة على ضوء‬
‫المرسوم رلم ‪349‬ـ‪12‬ـ‪ 2‬المإرخ فً ‪ 20‬مارس ‪ ،2013‬مجلة الوكالة المضابٌة‬
‫للمملكة‪ ،‬العدد الثانً‪ ،‬دجنبر ‪2018‬‬

‫‪39‬‬
‫ـ دمحم األعرج‪ ،‬نظام العمود اإلدارٌة والصفمات العمومٌة "وفك لرارات وأحكام‬
‫المضاء اإلداري المؽربً"‪ ،‬المجلة المؽربٌة لإلدارة المحلٌة والتنمٌة‪ ،‬سلسلة مإلفات‬
‫وأعمال جامعٌة‪ ،‬العدد ‪ ،88‬سنة ‪2011‬‬

‫األطروحات والرسائل‪:‬‬

‫أوال‪ :‬األطروحات‬

‫عبدهللا بونٌت‪ ،‬الدعوى االستعجالٌة وتطبٌماتها أمام المحاكم اإلدارٌةـ دراسة‬


‫تحلٌلٌةـ‪ ،‬أطروحة لنٌل الدكتوراه فً المانون الخاص‪ ،‬كلٌة العلوم المانونٌة‬
‫وااللتصادٌة واالجتماعٌة‪ ،‬جامعة موالي اسماعٌل بمكناس‪ ،‬السنة الجامعٌة‬
‫‪2017‬ـ‪.2018‬‬

‫ثانٌا‪ :‬الرسائل‬

‫‪ -‬وادفل سلٌمان وممبل سامٌة‪ ،‬الرلابة المضابٌة على الصفمات العمومٌة‪ ،‬رسالة‬
‫لنٌل شهادة الماستر فً المانون العام‪ ،‬كلٌة الحموق والعلوم االنسانٌة‪ ،‬بجاٌة‪ ،‬السنة‬
‫الجامعٌة ‪.2016 -2015‬‬

‫‪ -‬بن أحمد حورٌة‪ ،‬دور الماضً اإلداري فً حل المنازعات المتعلمة بالصفمات‬


‫العمومٌة‪ ،‬رس الة لنٌل شهادة الماستر فً المانون العام‪ ،‬جامعة أبً بكر بلماٌد‪ ،‬كلٌة‬
‫الحموق تلمسان‪.‬‬
‫‪ -‬بلحسٌن دمحم‪ ،‬إشكالٌة تنفٌذ األحكام الصادرة ضد اإلدارة‪ ،‬الصادرة فً مواجهة‪،‬‬
‫رسالة لنٌل شهادة الماستر‪ ،‬جامعة الحسن األول‪ ،‬سطات السنة الجامعٌة ‪-2014‬‬
‫‪.2015‬‬
‫‪ -‬حمٌد أهالل‪ ،‬إشكالٌ ة تنفٌذ األحكام اإلدارٌة الصادرة فً مواجهة اإلدارة ‪،‬‬
‫رسالة لنٌل دبلوم الماستر فً الدراسات العلٌا المعممة‪ ،‬جامعة دمحم الخامس‪ ،‬الرباط‪،‬‬
‫السنة الجامعٌة ‪.2009 -2008‬‬

‫‪40‬‬
‫النصوص المانونٌة‪:‬‬
‫‪ -‬مرسوم الصفمات العمومٌة رلم ‪ 1-12-349‬الصادر فً ‪ 20‬مارس ‪2013‬‬
‫بالصفمات العمومٌة‪ ،‬ج‪.‬ر رلم ‪ ،6140‬بتارٌخ ‪ 4‬أبرٌل ‪.2013‬‬

‫‪ -‬دفتر الشروط اإلدارٌة العامة المطبمة على صفمات األشؽال‪ ،‬المصادق علٌه‬
‫بالمرسوم رلم ‪ 2.14.394‬صادر فً ‪ 6‬شعبان ‪ 13( 1437‬ماي ‪.)2016‬‬

‫ـ المرسوم رلم ‪ 2.14.394‬الصادر فً ‪ 13‬ماي ‪ 2016‬والمتعلك بالمصادلة‬


‫على دفتر الشروط اإلدارٌة العامة المطبمة على صفمات األشؽال‪ ،‬الجرٌدة الرسمٌة‬
‫عدد ‪ 6470‬المإرخة فً ‪ٌ 2‬ونٌو‪ 2016‬الصفحة ‪.4111‬‬

‫األحكام المضائٌة‪:‬‬

‫ـ أمر استعجالً للمحكمة اإلدارٌة بوجدة رلم ‪ 72‬صادر بتارٌخ ‪06‬ـ‪09‬ـ‪.2001‬‬

‫ـ أمر استعجالً للمحكمة اإلدارٌة بالرباط عدد ‪ 44‬صادر بتارٌخ ‪13‬ـ‪02‬ـ‪،2002‬‬


‫وزارة التجهٌز ضد نادي األشؽال العمومٌة‪.‬‬

‫ـ أمر استعجالً رلم ‪ 2121‬صدر بتارٌخ ‪ 2015/07 /29‬فً الملؾ عدد‬


‫‪ 2015/7101/1980‬غ م‬

‫ـ أمر استعجالً رلم ‪ 551‬صدر بتارٌخ ‪ 2016/5/3‬فً الملؾ عدد‬


‫‪ 2016/7101/601‬غ م‪.‬‬

‫الموالع اإللكترونٌة‪:‬‬

‫‪www.droitetentreprise.com‬‬

‫‪41‬‬
‫انفهزس‬
‫ممدمة‪1 ................................................................................. :‬‬

‫المبحث األول‪ :‬أشكال تدخل المضاء الشامل فً منازعات الصفمات العمومٌة ‪6 .‬‬

‫المطلب األول‪ :‬الدعوى ألجل بطالن عمد الصفمة‪ ،‬ودعوى التعوٌض ‪6 .........‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الدعوى ألجل بطالن عمد الصفمة ‪6 ..................................‬‬

‫الفرع الثانً‪ :‬دعاوى الحصول على المبالػ المالٌة ‪20 ............................‬‬

‫المطلب الثانً‪ :‬األمور المستعجلة فً منازعات الصفمات العمومٌة ‪21 .........‬‬

‫الفرع األول‪ :‬األمور المستعجلة فً التشرٌعات الممارنة والتشرٌع المؽربً ‪21‬‬

‫الفرع الثانً‪ :‬بعض أوجه تدخل المضاء االستعجالً اإلداري المؽربً فً‬
‫مجال الصفمات العمومٌة ‪21 ..........................................................‬‬

‫المبحث الثانً‪ :‬الحماٌة المضائٌة لعمود الصفمات العمومٌة فً إطار دعوى‬


‫المضاء الشامل ومعٌماته ‪16 ..........................................................‬‬

‫مطلب األول‪ :‬الحماٌة المانونٌة للمتعالد خالل تنفٌذ الصفمة ‪16 ..................‬‬

‫المطلب الثانً‪ :‬معٌمات عمل الماضً اإلداري فً مجال الصفمات العمومٌة ‪11‬‬

‫الفرع األول‪ :‬اإلشكاالت المانونٌة ‪11 ................................................‬‬

‫الفرع الثانً‪ :‬اشكالٌة تنفٌذ األحكام المضائٌة ‪13 ..................................‬‬

‫خاتمة‪13 .............................................................................. :‬‬

‫الئحة المراجع‪19 .....................................................................:‬‬

‫الفهرس‪40...........................................................................‬‬

‫‪42‬‬

You might also like