Professional Documents
Culture Documents
المذكرة النهائية22222222222222222222222222222
المذكرة النهائية22222222222222222222222222222
9191/9154
بسم هللا الرمحن الرحمي
بعد شكر املوىل عز وجل اذلي
أعانين عىل إمتام هذا العمل،
وإعطايئ القوة ،والصرب للوصول
إىل هذه املراتب.
أتقدم ابلشكر اخلالص إىل لك
من سامه من قريب أو من
بعيد يف إعداد هذا البحث وأخص
ابذلكر األس تاذ ''حواوسة جامل''
اذلي تفضل مشكورا بقبول
اإلرشاف عىل هذه املذكرة.
وأتوجه هل ابلشكر عىل نصاحئه
القمية وإرشاداته الوجهية،
ومالحظاته الصادقة.
وإىل مجيع أساتذة قسم عمل الاجامتع
اذلين وهجوين طيةل املشوار
اجلامعي ،خاصة األس تاذ قريد مسري
اذلي يس تحق لك الاحرتام
والتقدير عىل لك جمهوداته يف
رفع زادي املعريف .
امحلد هلل اذلي أكرمين هبذا اإلجناز املتواضع
واذلي أهديه
إىل اليت ربتين وحضت من أجليدون
لكل أو ملل
إىل من سلكت يب دروب احلياة الوعرة ابلكربايء والشموخ
إىل القلب الكبري اذلي مشلين بأمسى آايت احلب واحلنان
إىل من خبلت عىل نفسها الراحة ألنعم هبا وخضت يب طريق
النجاح بدعاهئا
إىل اليت لن أوفهيا حقها همام قلت وهمام فعلت
إىل الغالية أيم احلبيبة ''دليةل'' أطال هللا يف معرها وأداهما هللا فوق
رؤوس نا
إىل من رحل عن ادلنيا دون وداع وال رجعة
إىل من غطى الرتاب جسده وحرمين ادلهر من نربات صوته
إىل من غاب عن عيين وبقي يف قليب
إىل من نقش امسه يف رويح ولكامته يف عرويق
إىل العزيز عىل قليب أيب ''يوسف'' رمحه هللا وأسكنه جنات
الفردوس ....آمني وأهلمين الصرب عىل فراقه
إىل رمز احلنان إىل األعزاء عىل قليب إخويت األعزاء وس ندي يف
احلياة ( ''مسية'''' ،صديق'''' ،فاضل'')
إىل لك من ارتشفت معهم كأس احملبة واألخوة والصداقة واكن يل
معهم أغىل اذلكرايت وأمجل اللحظات صديقايت (''بسمة''،
''عائشة'''' ،مسية'''' ،إبتسام'''' ،ذكرى'''' ،فاطمة'')
إىل لك من نسامه قلمي ومل ينسامه قليب خاصة
دفعيت – دفعة عمل اجامتع الاتصال-
:
ملخص الدراسة
هدفت الدراسة الحالية إلى محاولة الكشف عن عالقة الصحافة اإللكترونية بعزوف الجماهير عن
الصحافة الورقية ،وذلك عن طريق إجراء دراسة ميدانية على عينة من مستخدمي الصحافة اإللكترونية،
قصد التعرف على كيفية تأثير الصحافة اإللكترونية على مقروئية الصحافة الورقية ،إضافة إلى معرفة
دوافع استخدام الجماهير للصحافة الورقية بدلا من الصحافة اإللكترونية أو العكس ،والكشف عن مستقبل
الصحافة الورقية في ظل النتشار الواسع للصحافة اإللكترونية ،وذلك باستشراف مستقبل الصحافة الورقية
من وجهة نظر الجماهير.
وقد انطلقت الدراسة من التساؤل الرئيس اآلتي :كيف أدت الصحافة اإللكترونية إلى عزوف الجماهير
عن الصحافة الورقية ؟
ويندرج تحت هذا التساؤل جملة من التساؤلت الفرعية على النحو اآلتي:
ما األسباب التي أدت إلى عزوف الجماهير عن الصحافة الورقية ؟
هل الصحافة اإللكترونية تؤثر على مقروئية الصحافة الورقية ؟
ما هو مستقبل الصحافة الورقية في ظل انتشار الصحافة اإللكترونية ؟
هذا وقد اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي ،وذلك بالعتماد على عينة قصدية قوامها 46مفردة من
الجماهير المستخدمة للصحافة اإللكترونية ،لمعرفة سبب عزوفهم عن الصحافة الورقية ،بالعتماد على
الستمارة اإللكترونية كأداة لجمع البيانات.
وقد توصلت الباحثة إلى جملة من النتائج أهمها:
كشفت الدراسة أن المبحوثين يعتبرون الصحافة اإللكترونية هي المصدر األساسي في حصولهم على
المعلومات ،وأنهم ناد ار ما يقرؤون هذه الصحف ،وأن مدة استخدامهم لهذه الصحيفة أكثر من 30سنوات،
وبالنسبة لوقت مطالعة المبحوثين للصحف هو في الفترة المسائية ،فأغلب المبحوثين يرون أن الخدمات
التي تقدمها الصحافة اإللكترونية هي التي منحتها التميز عن الصحافة الورقية ،ويرجع المبحوثين أهم
خدمة في قدرتهم على قراءة عدد اليوم أو األمس من النسخة الورقية على موقع الصحافة اإللكترونية،
والسبب الرئيس لتصفح المبحوثين للصحافة اإللكترونية أنها تعطي للقارئ فرصة المشاركة والتفاعل،
وسبب عزوفهم عن الصحافة الورقية وهو يمثل محور الدراسة يعود لتفضيلهم مطالعتها في شكلها
اإللكتروني.
كشفت نتائج الدراسة أن الصحافة اإللكترونية تحررت من الرقابة التي كانت موجودة في الصحافة
كما بينت أن الصحافة اإللكترونية مواكبتها لألحداث الجارية هي التي منحتها التميز عن،الورقية
وهناك اتفاق حول منافسة الصحافة اإللكترونية من ناحية استقطاب الجماهير للصحافة،الصحافة الورقية
كما، فأغلبية المبحوثين يقرون أن مضامين الصحافة اإللكترونية هي امتداد للصحافة الورقية،الورقية
ومن وجهة،دلت نتائج الدراسة على أن مصادر الصحف الورقية أكثر مصداقية من الصحف اإللكترونية
نظر المبحوثين الصور ومقاطع الفيديو التي تنشرها الصحافة اإللكترونية هي التي تساهم في تعزيز
وأن استخدام الصحافة اإللكترونية للغة جديدة قريبة من القراء سوف يؤثر على جودة اللغة،مصداقيتها
كما توصلت الدراسة إلى أن الصحافة اإللكترونية أكثر جذبا للقراء من،اإلعالمية في الصحافة الورقية
.الصحافة الورقية
فالمبحوثين يرون أن،كما دلت نتائج الدراسة أن الصحافة اإللكترونية تُعد بديالا عن الصحافة الورقية
وأن الصحافة اإللكترونية مكملة،الصحافة اإللكترونية سوف تؤثر على مستقبل الصحافة الورقية
وأخي ار فيما يخص الصعوبات التي تواجه الصحافة الورقية،للصحافة الورقية وليس هناك صراع بينهما
أي، اتفق المبحوثين على عزوف القراء عن اقتنائها ومطالعتها،في ظل انتشار اإلعالم الرقمي الجديد
.تدني مستوى مقروئيتها
Study summary :
The current study aimed at trying to reveal the relationship of electronic journalism to the
public’s reluctance to paper journalism, by conducting a field study on a sample of electronic
journalism users, in order to identify how electronic journalism affects the readability of paper
journalism, in addition to knowing the motives of the masses' use of paper journalism instead
From electronic journalism or vice versa, and to reveal the future of paper journalism in light
of the widespread spread of electronic journalism, by exploring the future of paper journalism
from the point of view of the masses.
The study started from the following main question: How did electronic journalism lead to
the public’s reluctance to paper journalism?
شكر......................................................................................
إهداء......................................................................................
فهرس المحتويات...... ........................................................................
مقدمة .........................................................................................أ
الفصل األول :اإلطار العام للدراسة
تمهيد 19 .... .....................................................................................
أوال -إشكالية الدراسة10 .... .....................................................................
ثانيا -أهمية الموضوع11 .... ....................................................................
ثالثا -أسباب اختيار الموضوع11 ... .............................................................
رابعا -أهداف الدراسة10 .... .....................................................................
خامسا -الدراسات السابقة10 ... .................................................................
سادسا -مفاهيم الدراسة50 .......................................................................
-1مفهوم الصحافة الورقية50 ...................................................................
-2مفهوم الصحافة اإللكترونية58 ...............................................................
-0مفهوم الجمهور54 ..... .....................................................................
-6مفهوم الجمهور اإللكتروني91 ..... ..........................................................
-5مفهوم العزوف91 ...... .....................................................................
-4مفهوم النترنت95 ..... .....................................................................
خالصة 99 ..... ..................................................................................
الفصل الثاني :الصحافة الورقية ،النشأة والتطور
تمهيد 99 ..... ....................................................................................
أوال -مدخل إلى الصحافة الورقية91 .... .........................................................
-1نشأة الصحافة الورقية91 ..................................................................
-2مظاهر تطور الصحافة الورقية94 .... .....................................................
-0الصحافة الورقية والتصال01 .............................................................
ثانيا -أساسيات الصحافة الورقية05 ..... ........................................................
-1خصائص الصحافة الورقية05 .... ........................................................
-2أنواع الصحافة الورقية01 ..... ............................................................
-0مبادئ وضوابط الصحافة الورقية08 .... ...................................................
-6وظائف الصحافة الورقية وأهميتها95 ..... .................................................
ثالثا -تاريخ الصحافة الورقية في الجزائر94 ......................................................
-1الصحافة الورقية في الجزائر قبل الستقالل94 ..... ........................................
-2الصحافة الورقية في الجزائر بعد الستقالل15 ..... ........................................
-0الصحافة الورقية في الجزائر في ظل الظروف الراهنة15 ..... ..............................
18 خالصة...................................................................................
الفصل الثالث :االنترنت ،والصحافة اإللكترونية
تمهيد 01 ..... ....................................................................................
05 أوال -االنترنت وسيلة إعالمية.............................................................
-1خصائص النترنت09 ..... ...............................................................
-2الخدمات التصالية لالنترنت00 .... ......................................................
00 -0استخدامات الصحافة لالنترنت...................................................
-6مزايا وعيوب النترنت05 ... .............................................................
ثانيا -جمهور وسائل اإلعالم59 .... .............................................................
-1نشأة جمهور وسائل اإلعالم59 ............................................................
-2خصائص جمهور وسائل اإلعالم51 .... .................................................
-0أنواع جمهور وسائل اإلعالم55 ..... .....................................................
-6وسائل اإلعالم ،اتجاهات الجمهور81 ..... ................................................
-5النظريات المفسرة لجمهور وسائل اإلعالم89 ..............................................
ثالثا -مدخل عام للصحافة اإللكترونية89 ..... ...................................................
-1الخلفية التاريخية للصحافة اإللكترونية89 ..... .............................................
-2خصائص الصحافة اإللكترونية41 ... ....................................................
-0أنواع الصحافة اإللكترونية49 .... ........................................................
-6خدمات ومعايير الصحافة اإللكترونية40 .... .............................................
-5النظريات المفسرة للصحافة اإللكترونية40 .... ............................................
511 رابعا -الصحافة اإللكترونية في الجزائر....................................................
-1نشأة الصحافة اإللكترونية في الجزائر511 ... ...............................................
-2نماذج الصحافة اإللكترونية في الجزائر515 .... ............................................
-0المشاكل والصعوبات التي تواجه الصحافة اإللكترونية في الجزائر519 .......................
خالصة519 ..... ..................................................................................
الفصل الرابع :الدراسة الميدانية ،واجراءاتها المنهجية
تمهيد 510 .... .....................................................................................
أوالا -اإلجراءات المنهجية للدراسة515 .... .........................................................
-1منهج الدراسة515 ..........................................................................
-2مجالت الدراسة515 ..... ..................................................................
-0عينة الدراسة514 .... ......................................................................
-6أدوات جمع البيانات551 .... ...............................................................
ثاني ا -تحليل البيانات الميدانية وتفسيرها555 ... ...................................................
-1خصائص عينة الدراسة555 .... ............................................................
551 -2بيانات خاصة بعادات وأنماط استخدام الصحف.....................................
-0بيانات خاصة بتأثير الصحافة اإللكترونية على مقروئية الصحافة الورقية590 .... ............
-6بيانات خاصة بمستقبل الصحافة الورقية في ظل انتشار الصحافة اإللكترونية509 ..... .......
ثالث ا -النتائج العامة للدراسة508 ..... .............................................................
خاتمة 595 ... .....................................................................................
قائمة المصادر والمراجع599 .......................................................................
فهرس الجداول519 ..... ..........................................................................
المالحق 511 ..... .................................................................................
مقدمة
مقدمة:ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مقدمة
شهد العالم في نهاية القرن الماضي وبالتحديد في التسعينات ،مرحلة تكنولوجية اتصالية جديدة تتسم
بجمع المزايا التكنولوجية المتوفرة في عدة وسائل في وسيلة واحدة ،بقصد تحقيق الهدف النهائي لعملية
التصال هو توصيل الرسالة إلى الجمهور واحداث التأثير المطلوب ،وقد أطلق على هذه المرحلة العديد
من المسميات أبرزها مرحلة التصال متعدد الوسائط ،ومرحلة التكنولوجيا التصالية التفاعلية ،ومرحلة
الوسائط المنهجية وتعدد شبكة النترنت في مقدمة الوسائل التصالية التي تجسد خصائص عدة وسائل،
فمن خاللها يستطيع كل مستخدم الوصول إلى المعلومات في آن واحد ،وأن يتابع من خاللها وسائل
اإلعالم التقليدية وهو ما ل يتوفر ألي وسيلة أخرى ،وكسب هذه الوسيلة التصالية الجديدة جمهو ار
عريضا من مختلف فئات الجماهير وأصبحت منافسا قويا لوسائل اإلعالم التقليدية.
في هذا السياق ،الصحافة الورقية تعد من بين األصناف اإلعالمية التي استفادت كثي ار من هذه الشبكة
من خالل تصميم مواقع لها عبر هذه الشبكة من أجل إعطاء القارئ فرصة كبيرة لالحتكاك بالجريدة
المفضلة لديه والمشاركة الفعالة في تصميم واخراج هذه الجريدة اإللكترونية ،كما أنه بإمكانه المشاركة
والتفاعل بتعليقاته وكتاباته عبر منتديات الحوار التي توفرها هذه الجريدة ،فالصحافة اإللكترونية هي
امتداد للصحافة الورقية التي ظهرت منذ قرون كبيرة والتي كان لها دو ار كبي ار في تعليم األفراد والمشاركة
في تحرير العديد من الشعوب ودعم عجلة التنمية وغيرها من الوظائف الكبيرة التي كانت تقوم بها إلى
غاية يومنا هذا.
وفي ضوء هذه المنافسة بين العالم المكتوب والعالم اإللكتروني ،يبقى الفرد وهو المستفيد من كل ما
تطرحه هذه الوسائل اإلعالمية من خدمات ووظائف تلبي له رغبته واحتياجاته المتعددة في كل هذه
ال مجالت ،أما قضية المنافسة بينهما ،فالهدف منها هو البحث عن كل السبل من أجل البحث عن
األحسن لما يخدم هذا القارئ ويجعله يختار األحسن بكل حرية أي من ناحية استقطاب الجماهير ،خاصة
من طرف الصحافة اإللكترونية التي تتميز بالكثير من الخصائص تجعلها تتفوق على الصحافة الورقية.
ومنذ هور األنترنت بدأت مخاوف القائمين على الصحافة الورقية من المنافسة الكبيرة التي سوف
تفرضها شبكة النترنت ،خصوصا بعد ظهور الصحافة اإللكترونية ،التي زعزعت مجال الصحافة لدرجة
جعلت الكثيرين يتنبؤون بزوال النسخة الورقة ،إل أن العكس حدث وهو تكامل الصحافة اإللكترونية
واتحادها مع الورقية لتخلق لها فضاءات أخرى لجذب مختلف فئات الجمهور.
أ
مقدمة:ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالموازاة مع كل هذا كان الهتمام بدراسة الجمهور كطرف أصيل في العملية التصالية ،والذي تطور
مع كل الثورات والكتشافات التي طبعت وسائل اإلعالم من ظهور الصحف الورقية إلى اإلذاعة ووصول
إلى شبكة النترنت وما خلفته من وسائل جديدة كالصحافة اإللكترونية ،وكل وسيلة من الوسائل السالفة
الذكر أرخت لمفهوم من مفاهيم الجمهور الحالية ،فمن جمهور القراء ومستمعي الراديو ومشاهدي التلفزيون
ا لى جمهور المواقع اإللكترونية الذي يطلق عليهم جمهور الويب ،حيث أثبتت الدراسات بأن الجمهور
أصبح طرفا فعال في العملية التصالية ويشارك بآرائه وتعليقاته حول المضامين اإلعالمية المقدمة ،أنه
ل يكتفي بتلقي الرسالة وقبولها كما هي ،فقد سمحت الخصائص التصالية المتطورة التي تتميز بها
الصحف اإللكترونية للجمهور بالمشاركة في صناعة الخبر من خالل المنتديات وغيرها من الخدمات
المتاحة.
ومن خالل الصحافة اإللكترونية وعالقتها بعزوف الجماهير عن الصحافة الورقية ،أرادت الباحثة
تسليط الضوء على صدى إقبال الجمهور على هذا النوع الجديد من وسائل اإلعالم الحديثة الصحافة
اإللكترونية ،ومدى تأثيره على مستقبل الصحافة الورقية في الجزائر ،وقد عالجت الباحثة هذه الدراسة من
خالل أربعة فصول ،منها فصل منهجي تطرقت فيه إلى إشكالية الدراسة وتساؤلتها ،وأسباب الدراسة
وأهميتها وأ هدافها ،كما تناولت فيه أيضا الدراسات السابقة ،وتعد مفاهيم الدراسة من العناصر الضرورية
في أي بحث علمي وهذا ألهميتها في تحديد متغيرات الدراسة ،وقد خصصت الباحثة شرح مفصل ألهم
المفاهيم والمصطلحات التي ظهرت من خالل هذه الدراسة.
أما اإلطار النظري للدراسة فقد جاء في فصلين الفصل األول تحت عنوان الصحافة الورقية النشأة
والتطور ،ولقد احتوى على ثالث عناصر أساسية ،فالعنصر األول مدخل إلى الصحافة الورقية ،تناولت
فيه الباحثة نشأة الصحافة الورقية ومظاهر تطورها وأخي ار عالقتها بالتصال ،ثم انتقلت الباحثة إلى
العنصر الثاني في هذا الفصل ،فقد عنون تحت أساسيات الصحافة الورقية ،وتناولت الباحثة في فحوى
هذا العنصر جملة من العناصر بداية بخصائص الصحافة الورقية وأنواعها وأعقبتها بذكر أهم مبادئها
وضوابطها واختتمت الباحثة هذا المبحث من الفصل باإلشارة إلى وظائف الصحافة الورقية وأهميتها.
فيما يخص الفصل الثاني الذي يحمل عنوان النترنت والصحافة اإللكترونية في أربعة عناصر،
عنوان العنصر األول النترنت وسيلة إعالمية يتضمن خصائص النترنت وخدماتها التصالية،
واستخدامات الصحافة لالنترنت وأخي ار مزايا وعيوب النترنت ،أما العنصر الثاني بعنوان جمهور وسائل
اإلعالم ويتضمن نشأة جمهور وسائل اإلعالم وخصائصه وأنواعه وسائل اإلعالم واتجاهات الجمهور
ب
مقدمة:ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وأخي ار النظريات المفسرة لجمهور وسائل اإلعالم ،أما العنصر الثالث بعنوان مدخل عام للصحافة
اإللكترونية ،ويتضمن الخلفية التاريخية للصحافة اإللكترونية وخصائصها وأنواعها وخدماتها وأخي ار
النظريات المفسرة لها ،أما العنصر األخير بعنوان الصحافة اإللكترونية في الجزائر ويتضمن نشأتها في
الجزائر ونماذجها والصعوبات التي تواجهها الصحافة اإللكترونية في الجزائر.
أما العنصر الثالث في هذه الدراسة فعنون بتاريخ الصحافة الورقية في الجزائر ،وقد عالجت من خالله
الباحثة ثالث عناصر ،في البداية تناولت الصحافة الورقية في الجزائر قبل الستقالل من خالل توضيح
الصحافة الستعمارية وصحافة أحباب األهالي والصحافة األهلية وأخي ار حركة جمعية العلماء المسلمين،
وبعدها تناولت الباحثة الصحافة الورقية بعد الستقالل ،ثم أعقبتها بذكر الصحافة الورقية في الجزائر في
ظل الظروف الراهنة.
أما الفصل الرابع فجاء بعنوان الدراسة الميدانية واجراءاتها المنهجية ،حيث بدأت الباحثة هذا الفصل
من خالل وضع جملة من اإلجراءات المنهجية لدراستها ،حددت من خاللها مجتمع الدراسة وعينته،
وأدوات البحث وجمع البيانات من مجتمع الدراسة ،وتحديدا األساليب الحصائية المناسبة في تحليل
وتفسير نتائج الدراسة ،وفي العنصر الثاني من هذا الفصل تناولت الباحثة تحليل البيانات وتفسيرها من
خالل دراسة خصائص العينة وعادات وأنماط استخدام الصحف إضافة إلى مستقبل الصحافة الورقية في
ظل انتشار الصحافة اإللكترونية.
وآخر شيء في هذه الدراسة هو وضع الباحثة لجملة من النتائج والستنتاجات توصلت إليها من خالل
الشق النظري والميداني للدراسة.
ج
الفصل األول :اإلطار العام للدراسة
تمهيد
أوال -إشكالية الدراسة.
ثانيا -أهمية الموضوع.
ثالثا -أسباب اختيار الموضوع.
رابعا -أهداف الدراسة.
خامسا -الدراسات السابقة.
سادسا -مفاهيم الدراسة.
-5مفهوم الصحافة الورقية.
-9مفهوم الصحافة اإللكترونية.
-0مفهوم الجمهور.
-9مفهوم الجمهور اإللكتروني.
-1مفهوم العزوف.
-0مفهوم االنترنت.
خالصة.
الفصل األول:ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اإلطار العام للدراسة
تمهيد
إن دراسة الظواهر الجتماعية تتطلب تحديد أبعادها والمؤشرات التي يمكن العتماد عليها ،حيث يتم
إخضاعها للبحث الميداني ،وهذا من خالل المعالجة المفهومية التي تعبر عنها الظاهرة الجتماعية بعد
تفكيكها إلى مختلف العناصر التي تشملها والتي يمكن التعامل معها ميدانيا.
وعليه ،فان التعريف بالمفاهيم والمصطلحات في مجال علم الجتماع تعتبر غاية في األهمية
والصعوبة والتعقيد ،والسبب راجع إلى اتصافه بخصائص تجعله أقل انضباط ودقة في العلوم الطبيعية
لرتباطه باإلنسان الدائم الحركة والتغير.
ومن خالل هذا الفصل سيتم عرض المعالجة النظرية واإلجرائية للمفاهيم األساسية وتوضيحها ،وكذا
التطرق إلى إشكالية الدراسة ،إضافة إلى أهمية الدراسة وأسباب اختيار الموضوع وأهداف الدراسة وأخي ار
الدراسات السابقة.
9
الفصل األول:ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اإلطار العام للدراسة
-1تيسير أبو عرجة ،دراسات في الصحافة واإلعالم ،دار مجدلوي للنشر ،عمان ،األردن ،2333 ،ص .11
-2المرجع نفسه ،ص .91
0
الفصل األول:ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اإلطار العام للدراسة
الممارسات الصحيفة الكالسيكية وظهرت صحف إلكترونية ليس لها اسم ول تاريخ طويل ولكنها
1
استطاعت أن تقيم لذاتها في وقت وجيز مكانة في عالم الصحافة اإللكترونية.
أما في الجزائر ،وفي هذا السياق ،فقد تأثرت صناعة الصحافة بشبكة النترنت ،رغم أنها كانت متأخرة
نوعا ما ،ولم تصل بعد إلى ما وصلت إليه الصحف اإللكترونية في العالم المتقدم ،إل أنها استطاعت أن
تأخذ لها مكانة في السوق اإلعالمية الجزائرية ،من خالل نشر نسخ إلكترونية للصحف الورقية أو تكون
مستقلة عنها بمضامين وشكل مميز ،كما نجد مالكو الصحف الورقية اهتموا بالمواقع اإللكترونية لجرائدهم
وعرفوا كيف يستمرون في هذه التقنية للتواجد بالساحة اإلعالمية ،وتسخير التكنولوجيا الحديثة لكسب أكبر
قدر من الجمهور ونيل رضاهم في ظل وجود التناقض الشديد بين الوسائل الرقمية والتكنولوجيا التي
سلبت عقل الجماهير بتقنياتها ،2ولذا فقد مكنت التقنيات المتطورة للنشر اإللكتروني قراء الصحف من تتبع
جرائدهم على المواقع والتفاعل مع مضامينها وتحديد اتجاهاتهم نحو تعرضه من قضايا وأخبار ،فيرتبط
التعرض للصحف اإللكترونية بعدد من المتغيرات المتعلقة بالمستوى التعليمي والثقافي والجتماعي.
وفي ظل النتشار الواسع لمواقع الصحف اإللكترونية على الشبكة ،فإن العتماد عليها أصبح واقعا
وحقيقة من طرف مختلف الفئات ،مما قد يؤثر هذا اإلقبال على الصحافة الورقية ،3ولكن التحدي الحقيقي
المتواصل الذي تواجهه الصحافة الورقية في العصر الرقمي هو التغيرات الجذرية في عادات القراءة
وأذواق األجيال الجديدة التي تتوجه بقوة نحو الصحافة اإللكترونية ،فنجد أن معظم القراء الذين كانوا
يواظبون على قراءة الصحف ،تحولوا إلى مستخدمين لشبكة النترنت لمتابعة األخبار اليومية ،ومعرفة
أحدث المعلومات من مصادر متعددة وخاصة في مواقع التواصل الجتماعي والمنتديات ،فالجيل الجديد
في عالم اليوم يريد الحصول على األخبار بسرعة ،وهذا التحول في عادات القراءة يشكل جوهر األزمة
التي تعاني منها الصحافة التقليدية في العالم ،مما شكل عزوف كبير للجماهير عن اقتنائها وتفضيل
الصحافة اإللكترونية نظ ار لقلة التكلفة والوصول إليها أسهل بكثير من الصحف الورقية ،فنجد أن معظم
المتصفحين ل يهتمون كثي ار بالمقالت الجادة والتقارير المطولة ول بتفاصيل األخبار ،بل يلقون نظرة
عابرة على العناصر والعناوين في الصفحة األولى فقط.
-1رضا عبد الواجد أمين ،الصحافة اإللكترونية ،دار الفجر للنشر ،القاهرة ،مصر ،2332 ،ص .14
-2المرجع نفسه ،ص .11
-0المرجع نفسه ،ص .11
9
الفصل األول:ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اإلطار العام للدراسة
ومن هذا المنطق ،فإن هذه الدراسة تسعى إلى الكشف عن أسباب عزوف الجماهير عن الصحافة
الورقية وتفضيلهم للصحف اإللكترونية ،باإلضافة إلى التعرف على مستقبل الصحافة التقليدية في ظل
انتشار الصحافة اإللكترونية ،وذلك من خالل التساؤل الرئيس اآلتي:
كيف أدت الصحافة اإللكترونية إلى عزوف الجماهير عن الصحافة الورقية؟
ويتفرع عن هذا السؤال الرئيس إلى جملة من التساؤلت الفرعية على النحو اآلتي:
ما األسباب التي أدت لعزوف الجماهير عن الصحافة الورقية ؟
هل الصحافة اإللكترونية تأثر على مقروئية الصحافة الورقية ؟
ما هو مستقبل الصحافة ورقية في ظل انتشار الصحافة اإللكترونية ؟
ثانيا -أهمية الموضوع:
إن قيمة أي دراسة تتجلى في أهميتها وما ستضيفه للمعرفة العلمية والمجتمع ،وتتمثل أهمية هذه
الدراسة في توفير رصيد معلوماتي علمي عن مستقبل الصحافة الورقية من وجهة نظر الجماهير في ظل
انتشار الصحافة اإللكترونية ،باعتبار أن هذا البحث من البحوث العلمية الحديثة التي تعنى بدراسة
تأثيرات التكنولوجيا الحديثة لالتصال وعلى وجه الخصوص النترنت والصحافة اإللكترونية ،هذه األخيرة
أصبحت تكتسي أهمية بالغة من خالل ما أحدثته من نقلة نوعية في تقليص للحيز الزمني وتجاوز لعامل
المكان في حصول الجماهير على األخبار والتفاعلية الفائقة من خالل المشاركة باآلراء والقتراحات،
وهذا كله من شأنه أن يقدم رؤية علمية جديدة عن التطور التكنولوجي الذي عرفته وسائل اإلعالم
والتصال ،وتأثير هذه التكنولوجيا على الصحافة الورقية كوسيلة اتصالية إعالمية.
ثالثا -أسباب اختيار الموضوع:
تنحصر أسباب اختيار الموضوع في ما يلي:
-1قصد إثراء المكتبة بدراسات جديدة حول هذا الموضوع ،خاصة أننا في أمس الحاجة لدراسات في
مجال النشر اإللكتروني وما أحدثته هذه التقنية من ظهور لوسائل إعالمية حديثة ،ولعل من أبرزها
الصحافة اإللكترونية.
-2الميل إلى الهتمام بمستقبل الصحافة الورقية أمام تحدي الصحافة اإللكترونية من وجهة نظر أهل
التخصص ،خاصة مع مالحظة نقص األبحاث المرتبطة بها.
-0النتشار الواسع لمواقع الصحف اإللكترونية في الجزائر ،األمر الذي يهدد مستقبل الصحافة الورقية،
وامكانية تدهور مكانتها التي حافظت عليها منذ زمن طويل.
1
الفصل األول:ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اإلطار العام للدراسة
-6نظ ار ألهمية العالقة بين الصحافة الورقية والصحافة اإللكترونية ،فإن هذا دفعنا للبحث عن أسباب
عزوف الجماهير عن الصحافة الورقية واقبالهم نحو الصحافة اإللكترونية.
رابعا -أهداف الدراسة:
من خالل هذه الدراسة يمكن تحقيق جملة من األهداف المتمثلة في ما يلي:
-1إبراز أهمية الصحافة الورقية كوسيلة إعالمية ،والتعرف على كيفية تأثير الصحافة اإللكترونية على
مقروئية الصحافة الورقية ،من خالل معرفة ما إذا كانت الخدمات التي تقدمها الصحافة اإللكترونية
قد تجعلها تتفوق على الصحافة الورقية.
-2التعرف على دوافع استخدام الجماهير للصحافة الورقية بدل من الصحافة اإللكترونية أو العكس.
-0التعرف على اإلشباعات المحققة من استخدامات الصحافة اإللكترونية بالمقارنة مع الصحافة
الورقية.
-6الكشف عن مستقبل الصحافة الورقية في ظل النتشار الواسع للصحافة اإللكترونية ،ذلك باستشراف
مستقبل الصحافة الورقية من وجهة نظر الجماهير والتي قد تؤول إلى الزوال ،نظر للمنافسة القوية
من طرف الصحف اإللكترونية.
-5التعرف على درجة تأثير الموقع والصحف اإللكترونية على الفرد المتلقي من المواقع والصحف
الورقية ،مع التعرف على ما إذا كانت الصحافة اإللكترونية بديل عن الصحافة الورقية.
-4تسليط الضوء على أكثر الخدمات التي يقبل عليها الجماهير في الصحافة اإللكترونية بدل من
الخدمات المقدمة في الصحافة الورقية.
خامسا -الدراسات السابقة:
تقتضي الدراسات العلمية السليمة في مجال البحث العلمي ضرورة وقوف الباحث على التراث العلمي،
أو ما يعرف بالدراسات السابقة في مجال البحث العلمي أو المشابهة ،ليتمكن الباحث من تحديد وصياغة
مشكلة البحث بدقة ،وبالنسبة لهذا الموضوع هناك دراسات عديدة تناولت استخدام الصحافة اإللكترونية
وتأثيرها على الورقية ،ومن خالل هذه الدراسة نعرض جملة من الدراسات التي تعد قاعدة أساسية ننطلق
منها في دراستنا هذه ،ومن بين هذه الدراسات ما يلي:
0
الفصل األول:ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اإلطار العام للدراسة
1
الدراسة األولى :دراسة قدواح ()9115
جاءت الدراسة بعنوان "اتجاهات الصحفيين الجزائريين نحو استخدام الصحافة اإللكترونية" ،وهي عبارة
عن رسالة ماجستير بجامعة قسنطينة ،حيث هدفت هذه الدراسة في شقها النظري ،إلى إبراز التحديات
التي تواجه الصحافة الورقية في ظل التطورات األخيرة التي حملتها ثورة التكنولوجيا في جلب ما يسمى
بالصحافة اإللكترونية ،وتسليط الضوء على آلياتها وخصائصها ،فنونها واألساليب التي دعت بعض
الصحف الجزائرية إلطالق نسخ إلكترونية لعناوينها المطبوعة وذلك من خالل آراء ودراسات الباحثين
والمهتمين بمستقبل الصحافة الورقية ،أما هدف الدراسة في شقها الميداني هو تقديم صورة عامة عن
وضع الصحف الجزائرية المطبوعة أمام هذه الثورة الهائلة ولستقصاء آراء عينة من صحفيها وقياس
اتجاهاتهم المعرفية مدى مواكبتهم لهذه التكنولوجيا ،إضافة إلى معرفة مدى استعانتهم بالصحف
اإللكترونية كمصدر ،وكذا تطبيقهم لهذا المشروع على أرض الواقع من خالل إصدار نسخ إلكترونية
لعناوينهم المطبوعة أو إنجاز صحف إلكترونية محضة ،وكذلك معرفة الخدمات التي تقدمها هذه المواقع
لمتصفحيها من الصحفيين وكذا المشكالت المتعلقة بالستخدام.
وأجريت الدراسة الميدانية بالمكاتب المركزية بالعاصمة والجهوية بقسنطينة لثمانية يوميات وطنية والتي
تمتلك مواقع إلكترونية لها وهي (le soir d’algérie, la quotidian d’oran, l’ expression) :جريدة النهار
الجديدة ،جريدة الشروق ،جريدة الخبر ،جريدة الفجر ،على عينة قوامها 136مفردة من إجمالي صحفي
الجرائد ،وتتمثل عينة الدراسة في الصحفيين الذين يستقر استكشاف اتجاهاتهم نحو استخدام الصحافة
اإللكترونية وأن يكونوا ينتمون إلى مؤسسات إعالمية لها مواقع على النترنت بما يعنيه ذلك من توفر
خبرة أكبر لهؤلء الصحفيين عن غيرهم في مجال التعامل مع استخدام النترنت إعالميا ،وفقا لهذا
المعيار تم إجراء مسح لمجموعة تتكون من 1جرائد يومية وطنية خصوصا أنه من الصعب التعامل مع
كل الجرائد التي تصدر على المستوى الوطني ،وقسمت العينة إلى حصتين على أساس لغة الصدور،
وتتكون من 6جرائد تصدر باللغة العربية و 6باللغة الفرنسية ،باإلضافة أخذ حصص متساوية تقدر ب ـ
10صحفي من كل جريدة ،بالعتماد على أسلوب المصادفة في اختيار الصحفيين الممثلين لكل جريدة،
حيث تم العتماد في هذه الدراسة على العينة الحصصية ،فبلغ العدد اإلجمالي لمجتمع البحث 232
صحفي حدد التعامل مع حجم عينة مقدرة 136مفردة من إجمالي صحفي الجرائد الثمانية العاملين
-1
منال قدواح ،اتجاهات الصحفيين الجزائريين نحو استخدام الصحافة اإل لكترونية ،رسالة ماجستير )منشورة( ،قسم اإلعالم
والتصال ،جامعة قسنطينة ،الجزائر.2332 ،
5
الفصل األول:ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اإلطار العام للدراسة
بالجزائر العاصمة وقسنطينة 52 ،صحفي ينتمون للجرائد الصادرة باللغة العربية ،و 52ينتمون لتلك
الصادرة باللغة الفرنسية ،بالعتماد على المنهج الوصفي باعتباره من أبرز المناهج المستخدمة في
الدراسات اإلعالمية.
وقد توصلت الدراسة إلى جملة من النتائج نوجزها في ما يلي:
-1قلة استخدام الصحفيين الجزائريين لالنترنت في العمل الصحفي ،إيمانا منهم بضرورة امتالك كل
صحفي لجهاز حاسب آلي موصول بالنترنت لتسهيل استخدام هذه األخيرة ،حيث يتحررون من
عاملي الوقت والجهد الكبير المبذول لدى استخدام النترنت خارج المنزل.
-2أن هناك عالقة تكاملية بين الصحيفتين وسيرهما بشكل متوازي ،مع تزايد في التجاه لستفادة
الصحافة الورقية من النترنت.
-0تفضيل المبحوثين للصحافة الورقية على اإللكترونية ويعتبرونها أكثر جاذبية للقراء ،وبالتالي احتمال
كبير لتفوقها مستقبال على الصحف اإللكترونية.
-6وجود نسبة قليلة تستخدم مواقع الصحف األجنبية على شبكة النترنت عند الضرورة ،بالموازاة مع قوة
في استخدامهم للصحف الجزائرية والعربية على الويب.
-5اتجاهات مؤيدة لقراءة الصحف اإللكترونية من طرف الصحفيين الجزائريين ،ذلك أنهم على دراية
تامة بمواقع هاته الصحف.
1
الدراسة الثانية :دراسة قوراري ()9151
جاءت الدراسة بعنوان "اتجاهات جمهور الطلبة نحو الصحافة اإللكترونية" ،وهي عبارة عن رسالة
ماجستير بجامعة بسكرة ،حيث هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على مكانة الصحافة اإللكترونية في
أوساط الطلبة الجامعيين ،وكيفية تقييمهم لمحتوى الصحف اإللكترونية ،وكذلك الشكل الذي تقدم به وذلك
من خالل قياس اتجاهاتهم نحو الصحافة اإللكترونية ،والوقوف على أهم األسباب التي تجعل الطلبة
الجامعيين أكثر إقبال على الصحيفة اإللكترونية ،وبالتالي عزوفهم على الصحف المطبوعة ،وكيفية
تعامل الطلبة مع محتويات هذه الصحف واإلشباعات المحققة منها في مجال متابعة األخبار.
وأجريت الدراسة الميدانية بكلية العلوم اإلنسانية والجتماعية ،جامعة بسكرة ،حيث سيتم التركيز على
طلبة قسم اإلعالم والتصال التابعة لهذه الكلية ،ذلك أن هؤلء الطلبة أكثر احتكاك واستخدام لالنترنت
-1قوراري صونية ،اتجاهات جمهور الطلبة نحو الصحافة اإل لكترونية ،رسالة ماجستير )منشورة( ،قسم اإلعالم والتصال ،جامعة
بسكرة ،الجزائر.2313 ،
8
الفصل األول:ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اإلطار العام للدراسة
من جهة ،ومتابعة األخبار والطالع على الصحافة اإللكترونية من جهة أخرى ،وبالتالي فمجتمع البحث
الخاص بهذه الدراسة يقدر ب ـ 551بجميع مستوياتهم وتخصصاتهم ،على عينة من جمهور طلبة علوم
اإلعالم والتصال قوامها 123مفردة بالعتماد على منهج المسح الوصفي.
وقد توصلت الدارسة إلى جملة من النتائج نوجزها في ما يلي:
-1يؤكد الطلبة الجامعيين تصفحهم للصحافة اإللكترونية ذلك لما توفره مقارنة بالصحف الورقية من
حيز للحرية واشباعات معرفية وقاعدة واسعة من أنواع المادة اإلخبارية والسرعة الفائقة في إيصال
الخبر ،فتبين أن أغلبية الطلبة يتصفحون الصحف اإللكترونية ألنها تعد بديال عن الصحف الورقية،
وكونها تتطرق لمواضيع ل يستطيع الصحف الورقية التطرق لها ،كما أنها ل تكلف الكثير من الوقت
والجهد والمال ،ناهيك عن أنها تصدر قبل الصحف الورقية وتتمتع بسرعة في التحديث المستمر
للمواضيع ،هذا ما جعل الطلبة يقبلون على مطالعتها.
-2الصحف اإللكترونية أكثر مقروئية من الصحف الورقية ،وهذا يرتبط بمدى استخدام الطلبة لالنترنت
وحسب النتائج المسجلة أعاله لهذا الغرض صحيح ،ألن الطلبة يستخدمون النترنت نظ ار لتحكمهم
الجيد في تقنياتها وهذا ما يدفعهم لمطالعة الصحف اإللكترونية ألنها تميل للتحليل والتفصيل أكثر
من الصحف الورقية.
-0المحتوى اإللكتروني للصحف اإللكترونية في مقدمة دوافع إقبال الطلبة على مطالعة الصحف
اإللكترونية ،ويعد من أبرز اإلشباعات التي تحققها الصحف ،وهذا نظ ار للسرعة الفائقة والتحديث
المستمر للمعلومات والسعة الكبيرة في المعلومات والعمق المعرفي المقدم يحقق إشباعا للطلبة،
باإلضافة إلى أن الصحف اإللكترونية تقدم نصوص مرئية وسمعية مع تعدد خيارات التصفح،
فأغلب إجابات الطلبة أكدت على أن مضامين الصحف اإللكترونية تثري ثقافتهم اإلعالمية.
-6أغلب الطلبة يتفاعلون مع الصحف اإللكترونية نظ ار للخدمات التفاعلية التي تقدمها الصحف
اإللكترونية ،فالطلبة يرون أن وجود الخدمات التفاعلية في الصحف اإللكترونية سبب في تصفحها،
وأن أهم الخدمات التفاعلية التي حققتها الصحف اإللكترونية التعليق اللكتروني على المحتوى
والمشاركة في سبر اآلراء والتصويت اإللكتروني ،وهذا يرجع لحرية التعبير المتاحة في الصحف
اإللكترونية ،حيث يرى أغلب الطلبة أن ما يقدم في الصحف اإللكترونية يمتاز بالمصداقية.
-5بالنسبة لعالقة الصحف اإللكترونية بالصحف الورقية فإن تأثيرها سيكون قليال على مقروئية الصحف
الورقية ،كما أن الصحف اإللكترونية لن تلغي الصحف الورقية ،فمطالعة الطلبة للصحف الورقية قبل
4
الفصل األول:ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اإلطار العام للدراسة
استخدام الصحف الورقية لم يختلف كثيرا ،وأن دوافع مطالعة الطلبة للصحف الورقية التعود على
قراءتها وامكانية قراءتها في وسائل النقل ،كما أن الصحافة الورقية كغيرها من الوسائل األخرى التي
ظهرت ،ولن تختفي حسب رأي أغلب الطلبة ولن تلغى في المستقبل القريب أو البعيد.
1
الدراسة الثالثة :دراسة قدوري ()9151
جاءت الدراسة بعنوان "التفاعلية في الصحافة اإللكترونية العربية" ،دراسة تحليلية لصحيفة الشروق
الجزائرية نموذجا ،رسالة ماجستير في علوم اإلعالم والتصال ،جامعة منوبة تونس ،حيث تهدف هذه
الدراسة إلى اإلحاطة بمفهوم التفاعلية في سياقاته المختلفة ،كما تحاول التعرف على هذه الظاهرة الجديدة
القديمة ،وتعد هذه الدراسة من الدراسات الستكشافية الستطالعية ،حيث استعانت الباحثة بالمنهج الكيفي
من خالل المالحظة والمقابلة ،كما استعانت بمنهج تحليل المضمون ،حيث تم اختيار عينة قصدية
لثمانية أعداد أنتجها موقع الشروق أون لين ،من خالل اختيار عدد واحد من كل أسبوع وهو العدد
الصادر كل يون اثنين على امتداد شهري افري لوماي .2313
وقد توصلت الدراسة إلى جملة من النتائج نوجزها في ما يلي:
-1الجمهور أصبح يقبل على الصحافة اإللكترونية بشكل منتظم ،ويتفاعل معها رغم انخفاض مقاييس
التفاعلية في الصحافة اإللكترونية العربية مقارنة مع الصحافة اإللكترونية العربية.
-2ساهمت أدوات التفاعلية ووسائلها في رواج محتوى الصحافة اإللكترونية ورسائلها.
2
الدراسة الرابعة :دراسة الدناني ()9155
جاءت الدراسة بعنوان "مقروئية الصحف الورقية في ظل منافسة الصحافة اإللكترونية" ،دراسة ميدانية
للصحف اليومية اليمنية ،بالجامعة اليمنية (صنعاء ،عدن ،تعز) ،حيث هدفت هذه الدراسة إلى معرفة
مدى مقروئية الصحف الورقية اليومية في ظل منافسة الصحافة اإللكترونية ،ومعرفة مجالت القضايا
والمواضيع التي تهتم بها ،وكذلك مدى اهتمام الجمهور اليمني بمتابعة الصحف الورقية اليومية وتصفح
مواقع الصحافة اإللكترونية ،إضافة إلى معرفة الدوافع التي تجعل القراء يحرصون على متابعة الصحف
الورقية واإللكترونية.
-1
ريم فتيحة قدوري ،التفاعلية في الصحافة اإل لكترونية العربية ،دراسة تحليلية لصحيفة الشروق الجزائرية نموذجا ،رسالة ماجستير
)منشورة( ،جامعة منوبة ،تونس.2313 ،
-2عبد الملك الدناني ،مقروئية الصحف الورقية في ظل منافسة الصحافة اإل لكترونية ،مجلة الباحث اإلعالمي ،ع ،02ص ص
.121 -145
51
الفصل األول:ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اإلطار العام للدراسة
أجريت الدراسة الميدانية بالجامعة اليمنية( ،صنعاء ،عدن ،وتعز) ،بحكم أن هذه المدن الرئيسية هي
التي تصدر فيها صحف يومية ورقية ،وتتوفر فيها خدمة شبكة النترنت ،وذلك بالعتماد على عينة
قصدية قوامها 033مبحوث للعاملين في الجامعات اليمنية فئة األساتذة ،معتمدين على المنهج الوصفي
باستخدام أسلوب المسح.
وقد توصلت الدراسة إلى جملة من النتائج نوجزها في ما يلي:
-1أن المبحوثين يمثلون %01من عينة الدراسة ،يحرصون على التصفح لمواقع الصحف اإللكترونية
بشكل منتظم ،وجاءت متابعة الصحف الورقية اليومية بالمرتبة الثانية بنسبة ،%02واحتلت متابعة
الصحف الورقية ومواقع الصحف اإللكترونية في الوقت نفسه المرتبة الثالثة بنسبة ،%01ومنه تشير
هذه النتائج إلى أن كافة أنواع الصحافة تحظى بالمتابعة ،بينما 23مبحوث من مجموع العينة ل
يهتمون بقراءة أي نوع من هذه الصحف.
-2يحرص %62من المبحوثين على تصفح الصحافة اإللكترونية األهلية.
-0جاءت الصحف الورقية األهلية في مقدمة الصحف اليومية التي تفضل عينة الدراسة قراءتها.
-6احتلت المواقع اإلخبارية المرتبة األولى في التصفح والمتابعة بنسبة .%04
-5أكد %05من المبحوثين على وجود تحديات تواجههم باستمرار عند تصفحهم للمواقع اإللكترونية،
فيما يرى %25من المبحوثين بأنه ل تواجههم أي تحديات عند تصفحهم للمواقع اإللكترونية ،ويمكن
تفسير طبيعة هذه التحديات ببطيء عمل النترنت في بعض المدن اليمنية بسبب النقطاع المتكرر
للتيار الكهربائي.
-4الدافع الرئيسي وراء تصفح المبحوثين للصحافة اإللكترونية ،هي امتالكها خاصية الحرية الواسعة
وذلك بنسبة ،%03وجاء تركيز الصحافة اإللكترونية على الختصار في نشر األخبار والمعلومات
بالمرتبة الثانية بنسبة ،%26والدافع الثالث هو تحديثها لألخبار والمعلومات أول بأول ،وهذه النتيجة
تؤكد على حقيقة أن الصحافة اإللكترونية اليمنية ل تقوم بتحديث األخبار والمعلومات على مدى 26
ساعة.
-2وافقت %02من المبحوثين على أن الصحافة اإللكترونية تشكل تهديدا حقيقيا لستم اررية الصحف
الورقية اليومية ،فيما يرى %26بأنها تشكل تهديد حقيقيا إلى حد ما ،ورفض %66من المبحوثين
فكرة أن تكون الصحافة اإللكترونية تشكل تهديدا حقيقيا لستم اررية صدور الصحف الورقية في
55
الفصل األول:ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اإلطار العام للدراسة
الوقت الراهن ،ويمكن أن يعود ذلك إلى سبب التحديات التي تواجه متصفحي مواقع الصحافة
اإللكترونية.
-1يرى %02من المبحوثين بأن مواقع الصحافة اإللكترونية قلصت من دور الرقيب الحكومي على
الصحف الورقية اليومية ،مما يرى %21من المبحوثين بأنها قلصت دور الرقيب الحكومي أحيانا،
ورفض %06من المبحوثين بأن تكون الصحافة اإللكترونية قد قلصت من دور الرقيب الحكومي
على الصحف الورقية ،والدليل على ذلك حتى المواقع اإللكترونية تتعرض لتوقيف الخدمة والختراق
المعتمد من مزودي الخدمة في الجهات الحكومية.
1
الدراسة الخامسة :دراسة محمود عطا اهلل ()9150
جاءت الدراسة بعنوان "اتجاهات طلبة كليات اإلعالم في غزة نحو متابعة الصحافة اإللكترونية
الفلسطينية" ،وهي عبارة عن أطروحة بكالوريوس في اإلعالم والتصال جامعة فلسطين ،حيث هدفت هذه
الدراسة إلى رصد اتجاهات طلبة كليات اإلعالم في غزة نحو متابعة الصحف اإللكترونية ،والتعرف على
آراء طلبة كليات اإلعالم نحو ما تقدمه الصحف اإللكترونية من محتوى ،كذلك معرفة مدى إقبال طلبة
اإلعالم بغزة نحو متابعة الصحافة اإللكترونية وتوفير المعلومات عن ذلك لكي يستفيد منها الباحث
والدارسين في أبحاثهم ودراساتهم المستقبلية ،إضافة إلى الكشف عن مصداقية المعلومات المبذولة في
الصحف اإللكترونية من وجهة نظر طلبة اإلعالم بغزة ومدى اعتمادهم عليها ،ومعرفة أكثر الصحف
اإللكترونية إقبال وتفضيال لدى طلبة كليات اإلعالم وأسباب تفضيل تلك المواقع عن غيرها.
أجريت الدراسة الميدانية على مستوى كليات اإلعالم في كل من جامعة فلسطين ،جامعة األزهر،
الجامعة اإلسالمية ،جامعة القدس المفتوحة ،على عينة عشوائية قوامها 25طالب من كل كلية بمختلف
مستوياتهم للعام الدراسي ،2314حيث تم العتماد في هذه الدراسة على منهج المسح الميداني بهدف
التعرف على حجم الجمهور الذي يتعرض للصحافة اإللكترونية ،معتمدين في الدراسة على الستبيان.
وقد توصلت الدراسة إلى جملة من النتائج نوجزها في ما يلي:
-1كشفت الدراسة أن %66من أفراد العينة يطلعون على الصحف اإللكترونية الفلسطينية ،وهذا يدل
على وجود متابعة جيدة للصحف اإللكترونية الفلسطينية بأنواعها ،وأن مجال التخصص له اهتمام
كبير بما يتعلق باتجاهات الطلبة.
-1
أمين ناصر محمود عطا اهلل ،اتجاهات طلبة كليات اإلعالم في غزة نحو متابعة الصحافة اإل لكترونية الفلسطينية ،أطروحة
بكالوريوس )منشورة( ،قسم اإلذاعة والتلفزيون ،جامعة فلسطين ،غزة.2314 ،
59
الفصل األول:ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اإلطار العام للدراسة
-2كشفت الدراسة أن %24من الذين يطلعون على الصحف اإللكترونية الفلسطينية يعتقدون أنها تلبي
رغباتهم واتجاهاتهم ،بينما %56منهم قالوا أنها تلبي احتياجاتهم ورغباتهم أحيانا ،وهذا دليل أنه
يسود اعتقاد لدى المبحوثين بأن تلك الصحف ل تلبي احتياجاتهم بالشكل المطلوب.
-0أوضحت الدراسة أن أكثر من نصف الطلبة المبحوثين يطلعون على الصحف اإللكترونية الفلسطينية
يوميا بأوقات غير محددة ،وهذا يدل على أنها مهمة لهم.
-6أكدت الدراسة أن %64من الذين يطلعون على الصحف اإللكترونية الفلسطينية يعتمدون عليها في
الحصول على المعلومات بدرجة متوسطة ،وهذا يدل أن درجة العتماد في الحصول على المعلومة
بتلك الصحف محدودة.
-5هناك درجة متوسطة من الثقة للطلبة في الصحافة اإللكترونية.
-4بينت الدراسة وجود اختالف واضح في سبب دوافع الطالع على النسخة اإللكترونية من الصحف
الفلسطينية.
-2أوضحت الدراسة أن هناك درجة من عدم التفاعل الكامل مع الصحف اإللكترونية الفلسطينية ،وهذا
يدل على أن الطلبة المبحوثين يهتمون بقراءتها ومتابعتها فقط دون التفاعل معها.
-1بينت الدراسة أن أكثر من نصف الطلبة المبحوثين الذين يطلعون على الصحف اإللكترونية
الفلسطينية يتفاعلون معها من خالل الكتابة التعليق على األخبار ،وهذا يدل على أن األخبار هي
صاحبة الهتمام األكبر من الفنون األخرى.
-2كشفت الدراسة أن قرابة نصف الطلبة المبحوثين يعتقدون أن الصحف اإللكترونية الفلسطينية تتميز
عن الصحف المطبوعة بسهولة الطالع ،وهذا يدل على أن الطلبة المبحوثين يبحثون عن بدائل
أسهل وأوفر للحصول عن المعلومة.
1
الدراسة السادسة :دراسة حميدان ()9158
جاءت الدراسة بعنوان ''تأثير الصحافة اإللكترونية على مقروئية الشباب الجزائري للصحافة الورقية''
جامعة الجزائر ،تهدف هذه الدراسة إلى التعرف عن دوافع وأسباب قراءة الشباب الجزائري للصحف
اإللكترونية ،ومعرفة معدل قراءة الشباب الجزائري للصحف الورقية قبل وبعد استخدام الصحافة
اللكترونية ،كذلك التعرف على انعكاسات الصحافة اللكترونية على مستقبل الصحافة المطبوعة من
-1
سلمى حميدان ،بدر الدين حميدان ،تأثير الصحافة اإل لكترونية على مقروئية الشباب الجزائري للصحافة الورقية ،مجلة علمية
محكمة تصدر عن المركز الديمقراطي العربي للد ارسات الستراتيجية والسياسية والقتصادية ،ع ،2311 ،35ص ص .121 -116
50
الفصل األول:ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اإلطار العام للدراسة
خالل وجهة نظر الشباب الجزائري ،وهذه الدراسة تم حصرها على الشباب الجزائري نظ ار لكثرة عددهم
ولصعوبة حصرهم ثم القتصار على مجموعة منهم ،وذلك بالعتماد على عينة قوامها 53مفردة من
الجنسين ،معتمدين على العينة العشوائية والمنهج الوصفي.
وقد توصلت الدراسة إلى جملة من النتائج ونوجزها في ما يلي:
-1كشفت الدراسة أن نسبة %26من عينة الدراسة أحيانا ما يقرؤون الصحافة اإللكترونية على شبكة
النترنت.
-2بينت الدراسة أن نسبة %64.24من العينة يرجعون سبب قراءتهم للصحف اإللكترونية كونها تواكب
التطور التكنولوجي وتمثل نافذتهم على العالم ،حيث مكنتهم من الطالع على كل ما هو جديد ،في
حين أرجحت نسبة %04.04منهم السبب لكونها تتيح مميزات أفضل من خالل فتح باب المناقشة
والحوار وابداء الرأي حول القضايا المطروحة.
-0أفادت النتائج أن نسبة %51من المبحوثين كانوا أحيانا ما يقرؤون الصحف الورقية قبل استخدام
اإللكترونية ،في حين بلغت نسبة القارئين المنتظمين ،%06أما باقي المبحوثين فلم يكن لديهم أدنى
اهتمام بقراءة هذه الصحف.
-6بينت الدراسة أن معدل قراءة العينة للصحف الورقية بعد استخدام اإللكترونية قد تغير ولم يعد منتظم،
مبررين ذلك في ضيق الوقت ووجود البديل األسهل في الصحف اإللكترونية ،في حين ذكرت نسبة
%01منهم أن معدل قراءتهم للصحف المطبوعة لم يتغير كونهم ل يستطيعون الستغناء عنها.
-5أفادت الدراسة أن %43من المبحوثين يرون أن الصحافة اإللكترونية ستؤثر على مستقبل
المطبوعة ،كونها تتيح لهم إمكانية أفضل من هذه األخيرة ،كما أنها تقدم لهم بديل أسهل في التصفح
موفرة المال والجهد ،ويذكر %63منهم أنها تؤثر عليها وسيبقى الطابع الكالسيكي للجريدة سائدا
رغم ما قد يحدث من تطور ألنها أفضل للعين ويمكن حملها في أي مكان.
-4أما عن درجة تأثير الصحف اإللكترونية على مستقبل نظريتها الورقية ،فقد ذكر أغلب المبحوثين
نسبة %61أن اإللكترونية ستكون عامال مساعدا في تطوير الصحف الورقية ،وذكرت نسبة %02
منهم أن الصحف اإللكترونية ستكون أكثر جاذبية بما تتوفر عليه بمزايا ،في حين يرى %23منهم
أن مستقبل الصحف اإللكترونية مهدد بالزوال.
59
الفصل األول:ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اإلطار العام للدراسة
التعليق العام:
الدراسة األولى ،نجد أنها تشترك مع دراستنا في كونها تهتم بجمهور الصحافة اإللكترونية فقط وهو نفس
متغير دراستنا ،ويكمن الختالف دراستنا تهتم بالصحافة اإللكترونية وعالقتها بعزوف الجمهور عن
الصحافة الورقية ،كذلك من حيث العينة فدراستنا تعتمد على العينة القصدية بينما هذه الدراسة اعتمدت
على العينة الحصصية أكيد ألن نوع العينة مرتبط بطبيعة كل دراسة ،كذلك هذه الدراسة ساعدتنا في
جانبها النظري ،كونه ثري بالمعلومات التي تفيدنا في دراستنا ،فيما يخص الفصل المتعلق بجمهور
الصحافة اإللكترونية وبذلك فقد كانت تمهيد إلثراء رصيدنا المعلوماتي حول هذه الوسيلة.
وسيتم العتماد على هذه الدراسة خصوصا في الجانب التطبيقي ،أين تساعدنا في تصميم الستمارة،
في الرغم من أنها طبقت على الصحفيين ،إل أن نتائجها ستكون حاف از لبدء دراستنا التي تعنى برصد
توجهات الجماهير نحو استخدام الصحف اإللكترونية وعزوفهم عن الصحف الورقية.
أما فيما يخص الدراسة الثانية ،فهي تشترك مع دراستنا في أنها ركزت على معرفة اتجاهات جمهور
الطلبة نحو الصحافة اإللكترونية ،وأهم األسباب التي تجعل الطلبة الجامعيين أكثر إقبال على الصحيفة
اإللكترونية وعزوفهم عن الصحيفة الورقية ،وهو ما ارتأينا أن نوضحه في دراستنا ،لكن يكمن الختالف
من خالل تحديدهم للجمهور وهو الطلبة الجامعيين ،بينما دراستنا ركزت على الجماهير عامة دون تحديد
الفئة المتعامل معها ،والتركيز على الجمهور المستخدم للصحافة اإللكترونية فقط بغض النظر عن نوعه،
وسوف يتم العتماد على هذه الدراسة خصوصا في الجانب التطبيقي ،التي تكون نتائجها دعامة لنتائج
دراستنا.
وبالنسبة للدراسة الثالثة ،وان كانت ل تندرج ضمن الدراسات السابقة بصفة تامة ،غير أنها تناولت
إلى حد ما بعض الجوانب األساسية من دراستنا ،فهي تشترك مع دراستنا من خالل تناولهم لخاصية
التفاعلية في الصحافة اإللكترونية التي اعتمدنا عليها في الشق التطبيقي ،التي ممكن أن تكون الخاصية
األساسية لعزوف الجماهير عن الصحافة الورقية ،وذلك بالعتماد على العينة القصدية نفس عينة
دراستنا ،ولكن تختلف مع دراستنا من خالل تركيزهم على خاصية التفاعل في الصحافة اإللكترونية،
ونحن ركزنا عليها كسبب أساسي يؤدي بالجماهير للعزوف عن الصحافة الورقية.
فيما نجد الدراسة الرابعة ،تشترك مع دراستنا من حيث متغيرات الدراسة والهدف من هذه الدراسة ،وذلك
من خالل معرفة مدى مقروئية الصحف اليومية اليمنية في ظل منافسة الصحافة اإللكترونية ،واهتمام
الجمهور اليمني بمتابعة الصحف الورقية واإللكترونية ،وذلك بالعتماد على العينة القصدية نفس عينة
51
الفصل األول:ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اإلطار العام للدراسة
دراستنا ،فبرغم من أنها طبقت على المجتمع اليمني إل أن نتائجها سوف تكون قريبة من دراستنا ،وبالتالي
تساعدنا في نتائج الدراسة.
وفي الدراسة الخامسة ،نجد أنها تشترك مع دراستنا من خالل معرفتهم لتجاهات الطلبة نحو متابعة
الصحف اإللكترونية ،وآراءهم حول ما تقدمه من محتوى ،إضافة إلى مدى إقبالهم عليها ومصداقية
معلوماتها كلها عناصر تساعدنا في القيام ببحثنا ،لكن الختالف يكمن في عالقتها بعزوف الجماهير عن
الصحافة الورقية ،حيث تم العتماد في هذه الدراسة على العينة العشوائية عكس دراستنا التي اعتمدت
على العينة القصدية.
وأخي ار الدراسة السادسة ،التي تشترك مع دراستنا من حيث مقروئية الصحف الورقية واإللكترونية،
وتناولها ألسباب استخدام الصحافة اإللكترونية وانعكاساتها على مستقبل الصحافة الورقية ،لكن يكمن
الختالف في أن هذه الدراسة تناولت هذا الموضوع من حيث التأثير ،أي تأثير الصحافة اإللكترونية على
مقروئية الشباب الجزائري للصحف الورقية ،بينما دراستنا من جانب عالقة الصحيفة اإللكترونية بعزوف
الجماهير عن الصحف الورقية.
سادسا -مفاهيم الدراسة:
ينطوي أي بحث أو دراسة سوسيولوجية على مجموعة مفاهيم ومصطلحات علمية ،تتطلب من الباحث
تحديدها تحديدا دقيقا حتى يسهل فهم دللتها العلمية واللغوية والصطالحية ،وكما هو معلوم فان موضوع
الدراسة يدور حول "الصحافة اإللكترونية وعالقتها بعزوف الجماهير عن الصحافة الورقية" ،ومن ثمة فانه
من المهم قبل الخوض في معالجة هذا الموضوع ،تحديد المفاهيم األساسية التي يتضمنها هذا األخير
لتوضيحها وبيان حدود استخدامها في إطار العمل الراهن ويمكن حصر هذه المفاهيم فيما يلي:
-5مفهوم الصحافة الورقية:
الصحافة لغة ،مشتقة من الصحف ،الصحيفة ،يقصد بالصحيفة في قاموس المحيط الكتاب جمعها
1
صحائف ،وصحفي من يخطئ في قراءة الصحفية والخطأ في الصحيفة.
وفي معجم الوسيط الصحيفة هي إضمامة من الصفحات تصدر يوميا أو في مواعيد منتظمة وجمعها
2
صحف وصحائف.
-1
مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزبادي ،القاموس المحيط ،دار الحديث ،القاهرة ،مصر ،2331 ،ص .143
-2
معجم اللغة العربية ،المعجم الوسيط ،مطابع دار المعارف ،ط ،2ج ،1مصر ،1212 ،ص .531
50
الفصل األول:ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اإلطار العام للدراسة
1
وجاء في "المصباح المنير" أن الصحيفة قطعة من جلد أو قرطاس كتب فيه.
أما الصحافة الورقية اصطالحا ،هي إحدى األدوات األساسية لإلعالم التي تعمل على نشر الوعي
والمعرفة لكل الجماهير.
حيث يعرفها "قاموس أكسفورد" على أنها شيئا مرتبطا بالطبع والنشر واألخبار والمعلومات ،2أي أن
الصحافة من هذا المنظور ترتكز على طبع األخبار ونشرها ليستفيد منها الجمهور بصفة دائمة.
فالصحافة الورقية هي مهنة ورسالة ،تصنع حياة األمم نفسيا واقتصاديا وسياسيا وفكريا ،هي صوت
يخاطب الرأي العام كما أنها قوة مؤثرة تستمد فعاليتها من قوة الكلمة التي تستقر في األذهان والعقول،3
في هذه الفكرة نجد أن الصحافة الورقية هي مهنة ،ورسالة تقدم للمواطنين ،يتم من خاللها صناعة حياة
األفراد في كل المجالت ،نظ ار لقوة كلمتها المسموعة ومكانتها في عقول الجماهير.
كما تعرف أيضا أنها تلك الدوريات المطبوعة والتي تصدر من عدة نسخ وتظهر بشكل منتظم وفي
مواعيد متقاربة أو متباعدة ،تستهدف خدمة المجتمع ،وتمد الصحافة الرأي العام بأكثر األحداث الحالية
وذلك في سلسلة قصيرة ومنتظمة ،4بناءا على هذا المفهوم يتضح أن الصحافة الورقية عبارة عن
مطبوعات منتظمة وثابتة في شكل نسخ ،هدفها خدمة المجتمع وتزويد الجماهير المتفاعلة بكل ما هو
جديد وآني.
ونجد الصحافة الورقية من منظور آخر أنها ظاهرة اجتماعية ل يمكن بدونها تصور حياة المجتمع من
الحضارة البشرية ،وهي حاجة ضرورية لكل مجتمع ودولة خاصة في قرن العشرين ،ألنها صارت جزءا ل
يتج أز من البنيان الجتماعي والسياسي ووسيلة هامة في تكوين الرأي العام ،ومنب ار معب ار عنه وجهاز فعال
لمعالجة قضايا المجتمع الملحة والعمل على حلها ،5ول يختلف هذا المفهوم عن سابقيه في تعريف
الصحافة لكنه أضاف عنصر أساسي لمهام الصحافة ،ورأى أنها ل تكتفي فقط بسرد األخبار للجماهير
بل تقوم بمعالجة القضايا والبحث عن حلول لها ،باعتبارها جزء ل يتج أز من البنية الجتماعية والسياسية
-1أحمد بن محمد علي الفيومي ،معجم المصباح المنير في عرنب الشرح الكبير ،المكتبة العلمية ،دون سنة ،ص .006
-2فاروق أبو زيد ،مدخل إلى علم الصحافة ،عالم الكتب ،ط ،2القاهرة ،مصر ،1221 ،ص .02
-3طلحت همام ،موسوعة اإلعالم والصحافة ،دار الفرقان للنشر ،ط ،2األردن ،عمان ،1211 ،ص .5
-4محمود عبد الرحمان ،الصحافة الزراعية والتعاونية في مصر "الواقع والمستقبل" ،مركز عمر لطفي للتدريب التعاوني الزراعي،
سلسلة التثقيف التعاوني ،مصر ،ع ،1223 ،11ص .10
-5عدنان أبو فخر ،الصحافة السورية بين النظرية والتطبيق ،دار الكاتب العربي ،دمشق ،سوريا ،1215 ،ص .51
55
الفصل األول:ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اإلطار العام للدراسة
لكل مجتمع ودولة ،فهناك عدة مصطلحات للصحافة الورقية منها الصحافة التقليدية ،الصحافة المكتوبة،
الصحافة المطبوعة أو النسخ الواقي.
مما سبق ذكره ،نجد أن الصحافة الورقية هي وسيلة مهمة لسرد المعلومات للجماهير ،وتقوم
بالستجابة للرأي العام وتوجيهه ،لتعبر عما يجري في العالم ويهم الجمهور المتلقي ،بنشر األخبار في
مختلف المجالت وهدفها خدمة المجتمع عن طريق الوظائف العديدة التي تقوم بها.
-9مفهوم الصحافة اإل لكترونية:
تعرف الصحافة اإللكترونية اصطالحا ،أنها الصحافة التي يتم إصدارها ونشرها عبر شبكة النترنت
العالمية وغيرها من شبكات المعلومات ،سواء كانت نسخة أو إصدارة إلكترونية لصحيفة ورقية ،أو
صحيفة إلكترونية ليس لها إصدارة مطبوعة ورقية ،أو صحيفة عامة أو متخصصة ،أو كانت تسجيال
دقيقا لنسخة ورقية أو ملخصات للمنشور بها لطالما أنها تصدر بشكل منتظم ،1من خالل هذا المفهوم
يتضح أن الصحافة اإللكترونية هي نسخة للصحافة الورقية لكن في شكل إلكتروني عبر شبكة النترنت،
إما تكون مطبوعة بنسخة إلكترونية أو تكون مطبوعة فقط ،إما مطابقة للورقية أو ملخص لها فقط ،فيكون
الختيار للجمهور إما متابعة األخبار إلكترونيا أو ورقيا.
ونجد أيضا أن الصحافة تنطبق عليها مواصفات الصحيفة اليومية المطبوعة لجهة وتيرة الصدور،
ولجهة تنوع المواضيع بين السياسة والثقافة الجتماعية والرياضة ،ولجهة تنوع شكل المادة الصحفية بين
الخبر ،المقابلة ،التحليل ،المقالة ،لكن أهم ما يميزها عن الصحيفة المطبوعة هو توافر المادة الصحفية
على شكل نص إلكتروني يمكن البحث عنه وتحريره من جديد واسترجاعه وبالتالي خزنه كمادة صحفية
جديدة ،ومن المزايا األخرى سرعة الوصول إلى مادة صحفية بأكثر من طريقة ،2من خالل هذا المفهوم
يتضح أن الصحافة اإللكترونية لها نفس سمات الصحافة الورقية لكن تختلف عنها من حيث النشر
باعتبارها إلكترونية وتحمل مادية صحفية جديدة يمكن الستفادة منها في كل وقت.
ومن منظور آخر يرى "السماق" أن الصحافة اإللكترونية هي النصوص المنشورة على النترنت والتي
تكون بدورها مرتبطة بنصوص أخرى ،والنشر التلقائي أي قدرة أي شخص على نشرها يخطر له من
-1سعيد الغريب ،الصحيفة اإل لكترونية والورقية "دراسة مقارنة في المفهوم والسمات األساسية بالتطبيق على الصحف اإللكترونية"،
المجلة المصرية لبحوث اإلعالم ،القاهرة ،مصر ،2331 ،ص .210
-2عماد بشير ،الصحافة العربية اليومية في العصر الرقمي ،مجلة العربي ،الكويت ،ع ،2336 ،55ص .02
58
الفصل األول:ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اإلطار العام للدراسة
أفكار أو موضوعات بشكل مباشر وفوري على النترنت ،1أضاف هذا التعريف مصطلح أساسي
للصحافة اإللكترونية وهي كلمة نشر تلقائي أي كل فرد يستطيع نشر أي معلومة أو فكرة بطريقة مباشرة
وفورية.
وحسب "الموسوعة اإللكترونية" فإن الصحافة اإللكترونية نوع من الصحافة تستعمل الوسائط
اإللكترونية نشر مادتها الصحفية أغلبها ظهر نتيجة اعتماد الصحافة الكالسيكية تكنولوجيا المعلومات
والتصال الحديثة رغبة في تحسين أدائها أول ثم فتح مجال أوسع لالنتشار ،2انطالقا من هذا المنظور
نجد أن الصحافة اإللكترونية ظهرت نتيجة اعتماد الصحافة التقليدية على التكنولوجيا الحديثة من أجل
تحسين مهامها وسرعة انتشارها لكافة الجماهير.
سميت الصحافة اإللكترونية في الدراسات اإلعالمية بأسماء عديدة منها ،الصحافة الفورية ،الصحافة
الرقمية ،الصحف التفاعلية ،الصحف الالورقية ،الصحف الفتراضية.
ومنه ،فإن الصحافة اإللكترونية هي الصحافة التي تعتمد على قدرات الحاسبات اإللكترونية وشبكات
التصال من أجل النشر ،سواء كانت هذه الصحف بمثابة نسخ أو إصدا ارت إلكترونية لصحف ورقية،
فهي مهنة تقوم بنقل األحداث التي تجري في المحيط الجتماعي وتساعد الناس على تكوين اآلراء حول
الشؤون الجارية.
-0مفهوم الجمهور:
3
الجمهور أو الجماهير لغة ،هم جماعة القوم ،معظم كل شيء ،معظم القوم وأشرافهم.
4
الجمهور يطلق على القطعة من العامة ،ويقال للمجموع جماهير ،فقد صح إطالقه على طائفة خاصة.
الجمهور اصطالحا ،هو مجموعة من قراء صحيفة ومستمعي حصة إذاعية ومشاهدي برنامج تلفزيوني
أو جملة قراء ومستمعي ومشاهدين لرسائل إعالمية ،5من هنا يتضح أن الجمهور هو جماعة تنشأ
استجابة لنشاط إعالمي كان وسيلة إعالمية أو مضمونا إعالميا معينا.
ويشير مصطلح الجمهور في "بحوث اإلعالم والتصال" إلى أفراد وجماعات غير معروفين بالنسبة
لوسائل اإلعالم التي تتوجه إليهم برسائلهم ،ويشير المعنى األصلي للمصطلح إلى اقتصاره على مجموعة
-1علي خليل شقرة ،اإلعالم الجديد شبكات التواصل االجتماعي ،دار أسامة للنشر ،عمان ،األردن ،2310 ،ص .163
-2علي عبد الفتاح كنعان ،الصحافة اإل لكترونية في ظل الثورة التكنولوجية ،دار اليازوري العلمية ،عمان ،األردن ،2316 ،ص .13
-3المنجد األبدي ،معاجم دار المشرق ،ط ،5لبنان ،1244 ،ص .004
-4عدنان أبو مصلح ،مصطلحات علم االجتماع ،دار أسامة للنشر ،عمان ،األردن ،2315 ،ص .025
-5نصيرة عقبي ،جمهور التلفزيون ونظرية االستعماالت واإلشباعات ،دار البلدية للنشر ،عمان ،األردن ،2315 ،ص ص.01 -02
54
الفصل األول:ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اإلطار العام للدراسة
من المستمعين الذين يشملهم األداء المسرحي ولكنه جمهور عام ،1والمقصود هنا أن الجمهور هو
مجموعة من األفراد غير معروفين مختلفين ،توجه لهم رسائل إعالمية تحمل مضامين مختلفة.
وفي تعريف آخر الجمهور هو جماعة من الناس متشابهة الهتمامات تقريبا ومتقاربة الثقافة ،وتتجمع
في مكان واحد لهدف واحد ،2من هذا المنطق ،يتضح أن الجمهور له نفس الثقافة والهتمامات والهدف
بغض النظر عن الجنس والسن والمستوى التعليمي.
وعليه ،فإن الجمهور هو مجموعة من األشخاص تنشأ استجابة لنشاط إعالمي ،ويكون متلقي للرسالة
اإلعالمية إما سلبيا أو إيجابيا وذلك يكون عن بعد.
-9مفهوم الجمهور اإل لكتروني:
هو مجموعة من األشخاص الذين يتدخل اإللكترون بأي شكل من األشكال في تقديم أو تسهيل
تعرضهم للرسائل اإلعالمية عبر مختلف الوسائط اإلعالمية ،بما فيها وسائل اإلعالم التقليدية التي
تستعمل شبكة النترنت للتوزيع اإللكتروني ،3من هذا التعريف يتبين أن الفرق بين الجمهور والجمهور
اإللكتروني يكون من خالل الوسيلة اإلعالمية ،فالجمهور يكون كالسيكي في تعرضه للمضامين
اإلعالمية من إذاعة ،تلفزيون وغيرها أما الجمهور اإللكتروني يعتمد على التكنولوجيا لتسهيل تعرضه
للرسائل اإلعالمية مثل النترنت.
-1مفهوم العزوف:
جاء في "معجم الوسيط" العزوف لغة عزفت نفسه عن الشيء عزوفا ،انصرفت عنه وزهدت فيه فهو
وهي عزوف ،يقال هو عزوف عن اللهو ،ل يشتهيه ،فالعزوف هو المتناع والجتناب والملل واليأس
4
والزهد.
يمكن تعريف العزوف اصطالحا على أنه ...:المتناع عن التفاعل والعمل أو العزوف عن فعل
5
شيء معين.
ومنه نستنتج أن مفهوم العزوف بالنسبة لموضوع الدراسة ،هو امتناع واجتناب الجماهير عن الصحافة
الورقية وتفضيلهم للصحافة اإللكترونية وهذا راجع ألسباب مختلف
-1طارق سيد أحمد الخليفي ،معجم مصطلحات اإلعالم ،دار المعرفة الجامعية ،اإلسكندرية ،مصر ،2331 ،ص .66
-2كرم شلبي ،معجم المصطلحات اإلعالمية ،دار الشروق ،القاهرة ،مصر ،1212 ،ص .60
-3المجلس الدولي للغة الفرنسية ،قاموس الصحافة واإلعالم ،ترجمة :مصطفى حسين وآخرون ،دار لبنان ،لبنان ،1221 ،ص .23
-4أحمد مختار عمر ،معجم اللغة العربية المعاصر ،عالم الكتب ،بيروت ،لبنان ،2331 ،ص .006
-5محمد بن أبي بكر الرازي ،مختار الصحاح ،المطبعة األميرية ،القاهرة ،مصر ،1024 ،ص .603
91
الفصل األول:ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اإلطار العام للدراسة
-0مفهوم االنترنت:
يعرف النترنت "الكسيبي" بأنها مجموعة من الشبكات المعلومات التي تعتبر من أهم شبكات
المعلومات في العالم ،فهي مجموعة شبكات متصلة بعضها البعض ،وتسمح بتبادل المعلومات في العالم
بكل حرية بين شبكات الكبرى وحتى أصغر الشبكات الخاصة والشخصية ،1مما سبق ذكره يمكن القول،
أن هذه الشبكة لها خدمات متعددة تضم أصنافا عديدة من المستخدمين وأغراض متنوعة في مجال
األبحاث وأحداث الساعة ،والقتصاد والتربية والتعليم وغيرها من هذه الخدمات المفتوحة للجميع ،ويكفي
أن يكون هناك جهاز حاسوب صغير ومحول (مودم) وهاتف واشتراك عند المزود حتى يصبح الرتباط
بشبكة النترنت ممكنا.
وهناك من يرى أن النترنت عبارة عن استغالل متقدم للحاسب اآللي مرتبط من خالل التصالت
الدولية مع وجوب توافر تقنية خاصة ،وهي شبكة ضخمة تتكون من عدد كبير من شبكات الحاسب
اآللي المنتشرة في أنحاء العالم ومرتبط بعضها بعض عن طريق خطوط الهاتف أو عن طريق األقمار
الصناعية بحيث يمكن مشاركة المعلومات فيما بين المستخدمين عن طريق بروتوكول موحد يسمى
2
بروتوكول تراسم النترنت.
-1سعادت جودت أحمد ،عادل فايز السرطاوي ،استخدام الحاسوب واالنترنت في ميادين التربية والتعليم ،دار الشروق للنشر ،عمان،
األردن ،2332 ،ص .42
-2محمد علي شمو ،االتصال الدولي والتكنولوجيا الحديثة ،مكتبة الشعاع ،اإلسكندرية ،مصر ،2332 ،ص .221
95
الفصل األول:ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اإلطار العام للدراسة
خالصة
من خالل عرض اإلطار العام للدراسة تم التوصل إلى أهم المصطلحات المرتبطة بموضوع البحث
وهو "الصحافة اإللكترونية وعالقتها بعزوف الجماهير عن الصحافة الورقية" ،كما أوضحت أهم
األسباب التي دفعتني لختيار هذا الموضوع ثم عرض األهداف التي أسعى إليها مع اإللمام بأهمية هذه
الدراسة ،ثم تطرقت إلى أهم الدراسات السابقة التي لها عالقة مباشرة أو غير مباشرة بالدراسة الحالية،
والتي تعد محو ار هاما في أي بحث علمي ،فمن شأنها أن توضح بعض الغموض وتوجه الباحث توجها
ايجابيا.
99
الفصل الثاني :الصحافة الورقية ،النشأة والتطور
تمهيد.
أوال -مدخل إلى الصحافة الورقية.
-5نشأة الصحافة الورقية.
-9مظاهر تطور الصحافة الورقية.
-0الصحافة الورقية واالتصال.
ثانيا -أساسيات الصحافة الورقية.
-5خصائص الصحافة الورقية.
-9أنواع الصحافة الورقية.
-0مبادئ وضوابط الصحافة الورقية.
-9وظائف الصحافة الورقية وأهميتها.
ثالثا -تاريخ الصحافة الورقية في الجزائر.
-5الصحافة الورقية في الجزائر قبل االستقالل.
-9الصحافة الورقية في الجزائر بعد االستقالل.
-0الصحافة الورقية في الجزائر في ظل الظروف الراهنة.
خالصة
الفصل الثاني :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الصحافة الورقية ،النشأة والتطور
تمهيد
تعتبر الصحافة الورقية من بين أهم المؤسسات اإلعالمية التي تقوم بالتقاط مختلف الوقائع واألحداث
وايصالها إلى جمهورها في شكل مادة إعالمية ،فلها دور مهم في توجيه المجتمع إلى القضايا األساسية
التي تهمه في مختلف المجالت ،فهي صنفت على أنها السلطة الرابعة ولكن في الدول المتقدمة ،ومع
التطور التكنولوجي لوسائل اإلعالم فقد أصبحت الصحافة الورقية تمثل سلطة أولى تتحكم في باقي
السلطات ،وأرعبت الحكام والمسئولين في الدول التي تصدر فيها ،وعبر حقبات زمنية مختلفة فرضت
مكانتها كنمط اتصالي في غاية األهمية.
فالصحافة الورقية تعد الوسيلة اإلعالمية األقدم واألكثر تأثي ار على الرأي العام ،لما لها من جاذبية
ومساحة واسعة للتعبير ،كما أن إقبال النخبة عليها يعطي لها فرصة إليصال مختلف الرسائل إلى كافة
شرائح وفئات المجتمع ،فقد كان للصحافة الورقية تاريخ طويل في مسيرة تطورها وهذا ما جعلها تحافظ
على مكانتها رغم الوسائل اإلعالمية التي ظهرت بعدها.
وهذا ما سيتم التطرق له في هذا الفصل ،من خالل الرجوع إلى األصول التاريخية لظهور الصحافة
الورقية ،ومعرفة العوامل التي مهدت لظهورها خاصة في الجزائر وساهمت في تطورها ،وبذلك أعطتها
أهمية كبيرة تنبع من خصائصها وسماتها ،ومع هذا النمو والتزايد في األهمية الذي يفترض أن ينعكس
على وظائفها في المج تمع ومختلف تصنيفاتها ،فإن الضرورة المعرفية تقتضي البحث في المراحل
التاريخية التي مرت ولزالت تمر بها الصحافة الورقية في الجزائر والتوصل إلى استخالص أهم صفاتها
ومميزاتها.
ومن هذا المنطلق ،سوف يتم التناول في هذا الفصل ،بداية بمدخل للصحافة الورقية لمعرفة نشأتها
ومظاهر تطورها وعالقاتها بالعملية التصالية ،وثانيا أساسياتها لمعرفة خصائصها وأنواعها والمبادئ
والضوابط التي تقوم عليها ،وأهم الوظائف التي تقوم بها وأهميتها داخل المجتمع ،وأخي ار التطرق إلى أهم
عنصر وهو تاريخ الصحافة الورقية في الجزائر ،بداية بظهورها قبل الستقالل (الصحافة الستعمارية
وصحافة أحباب األهالي والصحافة األهلية وجمعية العلماء المسلمين) ،ثم الصحافة بعد الستقالل (التي
تمر بمراحل من 1242إلى يومنا هذا) ،وأخي ار الصحافة الورقية في ظل الظروف الراهنة.
99
الفصل الثاني :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الصحافة الورقية ،النشأة والتطور
91
الفصل الثاني :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الصحافة الورقية ،النشأة والتطور
لكن رغم هذا الحدث التاريخي المهم ،لم يكن كافيا لخلق الصحافة دون اختراع "جوتنبرغ" المطبعة وانشاء
1
مرفق البريد الذي ارتبط ارتباطا وثيقا بالصحافة ومشى معها جنبا إلى جنب.
وهكذا يتضح أن ظهور الصحافة الورقية عاصر نهضة علمية وفكرية واقتصادية ،بدأت بالتغير من
األوضاع الجتماعية التي كانت سائدة ،ونجد تطور الصحافة الورقية مرتبط بتطور الطباعة التي أثرت
على الجانب التقني والجمالي للجريدة ،إضافة لتحسن وسائل النقل والمواصالت ،األمر الذي حقق قد ار
من األمن والسرعة الكبيرة في النتشار ،إضافة إلى وكالت األنباء التي ساعد ظهورها في جمع األخبار
والمعلومات ،كلها عوامل ساهمت في ازدهار الصحافة الورقية.
وقد بدأت الصحافة الورقية الحديثة بإيطاليا ثم انجلت ار وتوالت بعدها في ألمانيا ثم فرنسا ،حيث كانت
توجه إلى النبالء ورجال األعمال والسياسة ،فأول صحيفة تم طباعتها كانت سنة 1544م في مدينة
"البندقية" هي "جازيته" ،ثم ظهرت أسبوعية "جازيتات" سنة 1432م في ستراسبورغ وفي عدد من المدن
األلمانية ،ثم توالت الصحف المطبوعة في مدن أخرى منها :بال سويسرا ،فيينا ،النمسا ،فرانكفورت،
برلين ،أمستردام ،وبداية من القرن 12ولكون الطلب أصبح بكثافة على هذه الصحف ،فقد تم إصدار
الكثير من الصحف في البلدان األوروبية المختلفة وبشكل أسبوعي ،حيث صدرت في سنة 1442م أول
مجلة أسبوعية فرنسية ( )le journal de Scavanالتي كانت تحمل في مضامينها لالكتشافات العلمية ،ثم
بدأت تظهر بعدها المجالت األسبوعية في مختلف العلوم ،وفي القرن 11م كانت جميع األسبوعيات
2
تصدر بصفة رسمية تحت الرقابة ،حيث كانت تتضمن األخبار الخارجية باألخص.
وبالتالي فإن تأخر ظهور الصحافة في فرنسا يعود إلى الرقابة الشديدة ،حيث ظهرت أول صحيفة
يومية سنة 1222م "جورنال دي باري" ،وفي انجلت ار ظهرت جريدة "دايلي كوارتت" سنة 1222م ،حيث
تعد هذه الخطوة البدايات األولى كمؤشر لظهور الصحافة ،فبعد هزيمة "نابليون األول" ونفيه سنة
1115م تولى الملك "لويس الثامن عشر" حكم فرنسا ،وكان قد تعهد بأن يحترم الصحافة حيث أكدت
المادة الثامنة من العهد الذي منحه للفرنسيين هذا الوعد ،ولكنه ما لبث أن نفذه ،فأعاد الرقابة على
الصحف وأقام نظام الترخيص المسبق على الرغم من احتجاج األحرار الذي كان على رأسهم "شاتوبريان"
الكاتب الفرنسي على الضغط الممارس ضد حرية الصحافة في عهد الملك "شارل العاشر" وأدى ذلك إلى
انفجار ثورة يوليو 1103م التي أطاحت بأسرة "البوربون" لتحل محلها أسرة "األورليان" وقد أجلس
-1
خليل صابات ،وسائل االتصال نشأتها وتطورها ،مكتبة األنجلو المصرية ،القاهرة ،مصر ،2331 ،ص ص .51 -52
-2إبراهيم فؤاد الخصاولة ،الصحافة المتخصصة ،دار المسيرة ،عمان ،األردن ،2312 ،ص .25
90
الفصل الثاني :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الصحافة الورقية ،النشأة والتطور
الفرنسيون على عرش بالدهم الملك "لويس فيليب دورليان" ،الذي بادر بإلغاء الرقابة على الصحف فازداد
عددها وازدهرت ،ولكن هذه الحرية لم تكن السبب الوحيد لهذا الزدهار ،فبين سنتي 1121م و1146م
ارتفع عدد المثقفين في فرنسا إلى أكثر من ،%53باإلضافة إلى حركة العمران والتصنيع وتطوير وسائل
النقل لتصبح الصحافة ظاهرة جماهيرية في فرنسا ،حيث كان عدد قراء الصحف الفرنسية عام 1105م ل
يزيد عن سبعين ألف ليرتفع بعد ذلك غلى مائتي ألف في أقل من عشر سنوات ،وأخذت أعداد النسخ
تزداد بال توقف ،وفي عام 1161م جاوز "لليبرتيه" المائة ألف نسخة ،وكان ذلك بعد اختراع طابعات
1
سريعة تطبع في الساعة حوالي عشرين ألف نسخة.
وفي الو.م.أ ،عرفت تأسيس صحافة المستعمرات األوروبية في أمريكا ،قبل سنوات من قيامها كدولة
جديدة ،إذ يرى الباحثان "ملفين .لديفلير" و"ساند ار روكيتش" أن صحف المستعمرات كانت توزع على
الصفوة المتعلقة في شكل أوراق صغيرة وكتيبات كان محتواها ضعيفا ،فإنها شكلت القاعدة لتطور نوع
جديد من الصحف ،وظهرت أول صحيفة في المستعمرات النجليزية بأمريكا سنة 1423م وكانت شهرية
تحت عنوان "بيليك" في مدينة "هبوستن" ،أما أول جريدة مهمة في المستعمرات النجليزية بأمريكا فهي
جريدة "سلفانة" في "فيالديلفيا" ،كما ساهمت الضطرابات السياسية التي شهدها القرن 11م في تطور
الصحافة باعتبارها وسيلة للتعبير عن الرأي ،فضال عن زيادة اإلقبال عليها ،أما في القرن 12م وبداية
القرن 23شهدت الصحافة تحول وذلك بفضل التقدم التقني والندماج الكامل للصحافة في الدوائر
التجارية ،بفعل اإلعالنات الناجمة عن الليبرالية القتصادية ،وقد كانت الليبرالية السياسية بالنسبة للو.م.أ
خصوصا تمثل لبنة تطور الصحافة ،فقد احتلت اإلعالنات في بداية القرن 23م نصف مساحة الصحف،
مما ساعد على ارتفاع عددها ومعدلت توزيعها مثال :بلغ عدد الصحف التي صدرت في الو.م.أ 1442
2
صحيفة توزع 2ماليين نسخة لترتفع معدلت توزيعها في عام 1213م إلى 26مليون نسخة.
إن التغيرات التي كانت تط أر في مجال الصحافة الورقية أعطى لها قوة ونفوذ مما جعل منها سلطة
رابعة ،وذلك راجع إلى دخولها ميادين خاصة السياسية منها .وهكذا انتقلت الصحافة بفضل المطبعة من
عصر التصال الشفوي ومحدودية انتقال المعلومة غلى انتشار عبر الصحف الورقية.
-1الفوزي محمد علي ،نشأة وسائل االتصال وتطورها ،دار النهضة العربية ،بيروت ،لبنان ،2332 ،ص .40
-2محمد الخطاب ،مجتمع اإلعالم والمعلومات ،دار هومة للطباعة والنشر ،الجزائر ،2330 ،ص ص .22 -24
95
الفصل الثاني :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الصحافة الورقية ،النشأة والتطور
أما في الوطن العربي فقد بدأت مع الشيخ نجيب الحداد ،الذي أنشأ مع شقيقه "أمين الحداد" و"عبده
بدران" صحيفة "لسان العرب" في اإلسكندرية عام 1226م وكانت أسبوعية ثم أصبحت يومية ،ثم نقل
الصحيفة إلى القاهرة ثم أعيدت إلى اإلسكندرية مرة ثانية ،أما العرب األقدمون فاستعملوا كلمة صحفي
للدللة على "الو ارق" أي الذي يقوم بنقل الصحف وتوزيعها ،والبعض اآلخر أطلق عليها اسم نشرة
مطبوعة تشتمل على أخبار ومعلومات وتتضمن سير وحوادث ومالحظات وانتقادات وتعبر عن مشاعر
الرأي العام ،وتصدر وتباع في أوقات محددة بشكل دوري وتعرض على الجمهور عن طريق الشراء أو
الشتراك الشهري أو السنوي ،وقد بدأت الصحافة العربية في العقد الثاني من القرن 12م ،حيث صدرت
أول صحيفة عربية "جورنال العراق" في بغداد باللغتين العربية والتركية وذلك سنة 1114م بأمر من الوالي
داوود باشا ،وأول صحيفة عربية في مصر (الوقائع المصرية) ،وصدرت باللغتين العربية والتركية ،أسسها
الوالي محمد علي في القاهرة سنة 1121م وكانت تصدر بالتركية ثم بالتركية والعربية وبعدها بالعربية
فقط ،وفي 1162م ظهرت صحيفة ''المبشر'' في الجزائر ،ثم ''األنباء'' اللبنانية عام 1151م ،و"الرائد" في
تونس عام 1143م ،وطرابلس ''الغرب'' عام 1146م ،و"سورية'' عام 1145م ،و"الصنعاء" عام 1122م،
و"المغرب'' عام 1122م ،و''الحجاز''عام 1231م ،ورغم الطابع الرسمي الذي صبغ النشأة األولى
للصحافة العربية ،فإن هناك بعض األقطار العربية كانت البداية اإلعالمية فيها بداية موفقة مثل :لبنان،
1
مصر ،المغرب ،وغيرهم.
ويمكن أن نقسم البداية اإلعالمية في الوطن العربي إلى حقبتين زمنيتين ،األولى هي حقبة السيطرة
الستعمارية األوروبية ،والثانية هي حقبة الستقالل.
بداية بالصحافة العربية أثناء السيطرة الستعمارية األوروبية ،تأثرت حركة إصدار الصحف ونوعية
القضايا الجتماعية والفكرية والسياسية المطروحة بأساليب الصراع بين القوى الوطنية والسلطات
الستعمارية ،وبالنمط الستعماري السائد في كل منطقة في العالم العربي ،وقد كان لهذه التغيرات آثارها
المباشرة على الخريطة اإلعالمية في العالم العربي ،فنالحظ أن منطقة المغرب العربي قد أفرزت واقعا
إعالميا يمثل خالصة الصراع السياسي والجتماعي والديني بين الشعوب العربية ،وبين الستعمار
الفرنسي الذي اشتملت أساليبه بالقهر الثقافي والتحدي الديني والقومي لمقومات الشخصية العربية في تلك
الدولة ،يمكن أن نستعرض أبرز مميزات الصحافة العربية في مرحلتي الكفاح الغير مسلح والكفاح
-1
نوار بشير جديد ،اإلعالم المقروء بين الصحافة الورقية والصحافة اإل لكترونية ،دار اإلعصار العلمي للنشر ،عمان ،األردن،
،2316ص ص .60 -62
98
الفصل الثاني :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الصحافة الورقية ،النشأة والتطور
المسلح ،من خالل أنها في مرحلة الكفاح السياسي كانت صحافة حزبية في مجملها تعبر عن األحزاب
الوطنية التي تولت قيادة حركة التحرر الوطني العربي في تلك المرحلة ،وكان يرأس هذه الصحف في
الغالب سكرتير األحزاب الوطنية أو بعض قيادتها البارزة ،وكانت تعتمد على ميزانية ثابتة تخصصها قيادة
كل حزب للنشاط الدعائي واإلعالمي.
أما بالنسبة للصحافة العربية بعد الستقالل ،اختلفت الصحف الموالية للسلطات الستعمارية عقب
دخول الدول العربية على الستقالل منذ بداية الخمسينيات ،وان لم يمنع ذلك من استمرار التبعية الفكرية
والسياسية للفكر الستعماري الغربي في بعض الصحف العربية سواء في الشرق أو في الغرب العربي،
وهذه الظاهرة ل تزال تتخذ أشكال متنوعة حتى اليوم ،وقد تحددت المهام المطروحة على الصحافة العربية
بعد الستقالل في ثالث قضايا رئيسية ،أولها وأكثرها أهمية قضية الوحدة العربية وتحرير فلسطين ،ثم
قضية التنمية والعدالة الجتماعية ،أما القضية الثالثة فهي تتعلق بالحرية والديمقراطية وقد فرضت هذه
القضايا نفسها على الصحافة العربية ،وقد التزمت معظم الصحف العربية بموقف حكوماتها ،وهنا برزت
مشكلة جديدة لم تكن مطروحة في مرحلة التحرر الوطني ،وهي مشكلة الديمقراطية وعالقة الصحافة
1
بالسلطة الوطنية.
مما سبق يمكن القول ،إذ لشك أن دور مسؤوليات الصحافة العربية في مرحلة ما بعد الستقالل
ارتبط إلى حد بعيد بطبيعة وأهداف السلطة السياسية في الدول العربية ،ولزالت الصحافة الورقية إلى
يومنا هذا تلعب دو ار هاما على الساحة السياسية والجتماعية بمختلف تفاعالتها ،وتعتبر الصحافة الورقية
الوسيلة اإلعالمية المفضلة لدى النخبة.
-9مظاهر تطور الصحافة الورقية:
بعدما كانت الصحافة الورقية تقليدية كالسيكية تعتمد على الورق لنشر األخبار السياسية،
والقتصادية ،الجتماعية ،الثقافية وغيرها ،فقد استفادت اليوم من التطور التكنولوجي على غرار وسائل
اإلعالم األخرى ،وتأثرت تأثي ار يكاد يغير من شكلها التقليدي ويقدم فعال البدائل العلمية لها ،إذ لم يدخل
عليها أي تغيير جذري حتى بداية الستينات من هذا القرن ،مع دخول الطابعات الدوارة العمالقة ثم آلت
اللينوتيب (لصق الحروف آليا) ،واللتان سمحتا بإنتاج الصحف بطريقة ميكانيكية ،ومنه سنة 1233م أدى
اختراع التلفزيون والراديو إلى قلب أوضاع التصال ولكن دون أن تمس المخترعات جوهر الصحافة،
-1فتيحة أوهايبية ،الصحافة المكتوبة في الجزائر قراءة تاريخية ،مجلة العلوم اإلنسانية والجتماعية ،جامعة عنابة ،الجزائر ،ع ،14
،2316ص .254
94
الفصل الثاني :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الصحافة الورقية ،النشأة والتطور
فنجد أن عقد الثمانينات شهد تطو ار في صناعة الصحافة الورقية ،تمثل في إدخال الحاسوب اإللكتروني
في معظم جوانب العملية الصحفية إلى جانب الستفادة من التقنيات الحديثة لعلوم اإلعالم والتصال،1
وهذا ما أدى إلى التنبؤ باختفاء الجرائد بشكلها التقليدي ،واذا كانت تكنولوجيا التصال في جوهرها هي
التطبيق العلمي لالكتشافات والختراعات والتجارب العلمية ،فإن تكنولوجيا الصحافة الورقية هي جزء
بسيط من هذا التطور ،إذن هي التطبيق العلمي لالكتشافات والختراعات والتجارب العلمية في مجال
الصحافة الورقية وهي مجمل المعارف ،الخبرات ،المهارات التراكمية المتاحة ،األدوات والوسائل المادية
والتنظيمية واإلدارية المستخدمة في عملية إنتاج الصحيفة ،ويتضمن ذلك تقنيات تخزين المعلومات
الصحفية واسترجاعها ،تقنيات معالجة المعلومات الصحفية وانتاجها ،تقنيات نشر المعلومات الصحفية
2
ونقلها وتبادلها.
ومن هنا يمكن القول ،أن الصحافة الورقية تمثل السلطة الرابعة لما لها من تأثير في تشكيل الرأي
العام ،غير أن مع ظهور وسائل إعالمية حديثة وتأثير التكنولوجيا على الصحافة الورقية برزت بعض
النقاشات حول مكانة هذه الصحافة في المشهد اإلعالمي عامة ،ومدى قدرتها على فرض وجودها ضمن
الوسائل الحديثة األخرى ،خاصة الصحافة اإللكترونية التي تعتبر نوع جديد من أنواع الصحافة.
-0الصحافة الورقية واالتصال:
ظهرت الصحافة لخدمة أفراد المجتمع وتلبية لحاجاتهم للمعلومات في مختلف المجالت ،وأبرزت
وجودها كنمط اتصالي له أهمية ل يستهان بها عبر التاريخ ،جلبت األنظار إليها فأرعبت الحكام تارة
وساندت مخططاتهم تارة أخرى ،أثارت العقول تارة وشوهت الحقيقة تارة أخرى ،واستطاعت عبر الزمن أن
تحتل مكانة رفيعة بين وسائل اإلعالم فكانت السلطة الرابعة ،إل أنها لم تصل على هذه المرتبة دفعة
واحدة بل عبر مراحل تاريخية طويلة ،تبرز لنا عالقة الصحافة الورقية بالمجتمع الناتجة عن عملية
اتصالية معقدة وليست مطلقة ،وتشكل الصحافة الورقية بإصداراتها المختلفة من جرائد ومجالت ،وسيلة
اتصال مطبوعة دورية ،تختلف سماتها ووظائفها عن غيرها من المطبوعات غير الدورية من الكتب
والملصقات وغيرها ،وللصحيفة كوسيلة اتصال مطبوعة سماتها التي تتضمن المزايا والنقائص بالمقارنة
بالوسائل األخرى المسموعة والمرئية ،فالصحافة تنفرد بنقطة ضعف معينة تمثل في الوقت نفسه مصد ار
-1
الفوزي محمد علي ،مرجع سابق ،ص .21
-2
المرجع نفسه ،ص 21
01
الفصل الثاني :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الصحافة الورقية ،النشأة والتطور
لقوتها ،إذ أنها وسيلة التصال الجماهيرية الوحيدة التي ل تحظى بالصوتي اإلنساني ،ومن ثم فهي تفتقد
1
عنص ار معينا يتمثل بالنسبة لكل من اإلذاعة والتلفزيون والسينما مصد ار للفعالية والجاذبية.
كما نجد الصحيفة المطبوعة هي الوسيلة الوحيدة التي يمكن فيها للجمهور أن يحدد التوقيت أو يحدد
درجة الحركة والنشاط فيها ،فهو يتمكن من الستمرار في قراءتها أو التوقف عنها متى يشاء ،وهناك نقطة
أخرى للصحافة تمثل نقطة ضعف وقوة في نفس الوقت ،وهي أن الكلمة المطبوعة تتطلب من جمهورها
أكثر مما تتطلبه أي وسائل أخرى لالتصال ،فالصحافة تحتاج أول إلى جهد للقراءة ومن ناحية أخرى
تحتاج إلى خيال مستمر ومتصل ،والقراء الذين ل يتمكنون من مواجهة هذه الحاجة نظ ار لخبرتهم
2
المحدودة ،أو كفاءتهم غير المالئمة فإنهم قد ينسحبون حتما من صفوف القراء.
من خالل ما سبق ذكره نجد أن الصحافة تحتاج من القارئ إلى مشاركة خالقة وجهد إيجابي ل
تتطلبه بعض الوسائل اإلعالمية األخرى.
وتعتبر الصحافة عند مخططي اإلعالم من أفضل الوسائل للوصول إلى الجماهير المتخصصة
والجماهير صغيرة الحجم ،ألن استخدام الوسائل األخرى في الوصول إلى هذه النوعية مكلف للغاية ،ولكن
يعيب الصحافة الورقية كغيرها من الوسائل المطبوعة أن استخدامها والستفادة منها بمعرفة القراءة
والكتابة ،مما يعني حرمان األميين من هذه الوسيلة التصالية المهمة ،3ولذلك تعتبر الصحافة الورقية من
أهم الوسائل اإلعالمية في عملية التصال ،حيث يكون هناك تواصل بين القارئ والصحيفة من خالل
فهم القارئ لمعلومات تلك الصحيفة والتجاوب معها ،وتعطي حرية للجمهور عند تلقيه للرسالة وتدخله في
جو من التفاعل والنسجام والتخيل.
ثانيا -أساسيات الصحافة الورقية:
-5خصائص الصحافة الورقية:
إن الصحافة الورقية كوسيلة إعالمية حديثة تهتم بكل مجالت الحياة وتنقل األخبار إلى جماهير من
مختلف العالم ،وهي تتميز بالعديد من الخصائص نذكر منها:
-1أديب مروى ،الصحافة العربية نشأتها وتطورها ،دار الحياة ،بيروت ،لبنان ،1241 ،ص .46
-2المرجع نفسه ،ص .46
-0المرجع نفسه ،ص .46
05
الفصل الثاني :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الصحافة الورقية ،النشأة والتطور
تعتبر الصحافة وسيلة حديثة إلشباع حاجات قديمة ،تتمثل في نشر األخبار واعالم الرأي العام
باألحداث يوما بعد يوم ،1من خالل تلبية حب الستطالع لدى المتلقي ،كما أنها تقلل غموض األمور
المحيطة حوله ،من خالل قيامها بوظيفتها األولى المتمثلة في اإلخبار أو اإلعالم.
كما توفر الصحافة للقارئ اختيار المطبوعة التي تتفق مع حاجياته وامكانياته ،فله الحرية في قراءة ما
يناسبه من المواد اإلعالمية المعروضة على الصحيفة ،والتعرض لها في الوقت الذي يختاره واألماكن
2
التي تناسبه والرجوع لقراءتها متى أراد ذلك.
كما نجد أن الصحافة الورقية تجمع بين مختلف األنواع الصحفية من أخبار ،مقالت ،تحقيقات ،وحتى
كاريكاتير ،فهي تتميز بالتنوع في مادتها الصحفية ،3وبهذا الشكل يمكن القول ،أن الصحافة الورقية
تخاطب جميع المستويات من قراءها ،وبالتالي فهي تساعد على محو األمية بما تنشره من معلومات
وبرامج وأفكار وغيرها.
فالصحافة الورقية تحتاج من القارئ مشاركة خالقة وجهد إيجابي ،4ويمكن إرجاع ذلك إلى أن
العناصر اإلعالمية في الصحافة الورقية مختلفة عن العناصر اإلعالمية في الوسائل اإلعالمية األخرى
كالتلفزيون والراديو ،فهي تتيح للقارئ حرية التخيل وتصور المعاني ،وفهم مختلف الرسائل.
تعد الصحافة الورقية مصدر لألمان لبعض الهيئات والمنظمات فتلجأ إليها لنشر مبادئها واطالع
أعضاءها على كل جديد ،في حين أن استخدام الراديو أو التلفزيون يعرض أعضاء المنظمة أو الهيئة إلى
5
المتابعات.
كذلك توفر الصحافة الورقية للقارئ السيطرة على ظروف القراءة ،حيث تنفرد الوسائل المطبوعة
بخاصية سهولة الحفظ والقتناء ،والحتفاظ بالمعلومات أطول مدة ممكنة ،وهي بهذا تتيح الفرصة
لمستقبل الرسائل اإلعالمية لكي يرجع إليها عند الحاجة وأكثر من مرة ،ليتثبت من بعض النقاط التي يود
-1حسن عماد مكاوي ،عاطف عدلي العبد ،نظريات اإلعالم ،الدار العربية للنشر ،القاهرة ،مصر ،2334 ،ص .150
-2محمد فريد محمود عزت ،مدخل إلى الصحافة ،دون دار نشر ،القاهرة ،مصر ،1220 ،ص .266
-0
البار طيب ،المعالجة اإلعالمية لظاهرة التنصير في الصحافة الجزائرية المكتوبة ،رسالة ماجستير )منشورة( ،قسم اإلعالم
والتصال ،جامعة قسنطينة ،الجزائر ،2332 ،ص .20
-6المرجع نفسه ،ص .20
-5صفوان عاصم حسيني ،الصحافة المكتوبة وظاهرة العنف في الجزائر خالل سنة ،5444أطروحة دكتوراه )منشورة( ،قسم اإلعالم
والتصال ،جامعة الجزائر ،2335 ،ص .121
09
الفصل الثاني :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الصحافة الورقية ،النشأة والتطور
الترك يز عليها ،كما أنها تساعد على النقد البناء ،حيث تتيح للقارئ تكرار القراءة والتفكير برؤية فيما يقرأه،
1
ثم تخيل ما يمكن تخيله ،وبعد ذلك يسهل عليه أن يقوم بنقد ما قرأه.
من هنا يتضح أن الصحافة الورقية تتيح للجمهور إمكانية قراءة الرسالة أكثر من مرة مما يتيح له
فرصة كافية لستيعاب معناها واعادة النظر في تفاصيلها ،وتبعا لهذه الخاصية تشير التجارب إلى أن
المواد المعقدة من األفضل تقديمها مطبوعة من تقديمها شفويا ،لذلك فالصحف تصلح لنشر المواد الطويلة
والصعبة التي تحتاج تفرغا من القارئ لعملية القراءة ،وبما أنها تمكن الفرد من التحكم في ظرف التعرض
لها ،فهي تسهل عملية الستيعاب وترسخ األفكار والمعتقدات من خالل تكرار قراءتها ،لذلك يفضل
استخدام المطبوع أكثر للوصول إلى الجماهير ،وتتدفق هذه الخاصية عند "مارشال ماكلوهان" إذ أنه
يعترف بأن الصحافة الورقية من الوسائل الباردة في ذاتها ولكنها ساخنة في تعديلها لجمهورها.
تتميز الصحافة الورقية بالدورية أي أن هناك فترة بين عدد وآخر ،وتكون في شكل مطبوع أي منقولة
آليا بواسطة آلت الطباعة ،إضافة إلى صفة الجماهيرية أي تصدر بغرض التوزيع على نطاق واسع
لجمهور غير متجانس ،2يمكن القول أن هذه الصفات موجودة أيضا في الوسائل اإلعالمية األخرى ،لكن
ما يميز هذه الصحف جوانب أساسية منها:
أنها تلبي غريزة حب الستطالع لدى المتلقين وتقلل غموض البيئة حوله ،من خالل اإلعالم واألخبار.
كذلك تنوع المادة اإلعالمية المقدمة وهو ما نعرفه بالتقسيم الموضوعي للصحافة إلى أقسام مختلفة.
وأخي ار اعتمادها في تقديم المضمون اإلعالمي على قوالب تحريرية أساسية ،وكلها تعتمد على الخبر وتقدم
التفسير له والتحليل ،فنجد أشكال تبدأ بالمقال والتحقيق والحديث بل أن الصورة عندما تقدم في الصحف
فإنها تقدم خب ار أيضا ولها دللة نفسية إخراجية جمالية ولكنها ل توضع.
نضيف إلى خصائص الصحافة الورقية األشكال اإلخراجية التي تقدم فيها الصحيفة ،فالصحيفة على
اختالفها مهما صغرت أو كبرت تقدم المضمون الصحفي في أشكال إخراجية معينة يستخدم فيها العنوان
3
والصورة والحرف والجداول وغيرها.
ويحدد الدكتور "بطرس" خصائص ومتطلبات الصحافة كصناعة في الجوانب اآلتية:
ما يميز صناعة الصحافة الورقية أهمية ودور الوقت وعدم تضييعه.
كذلك اعتمادها على حكم جمهور القراء على نحو أكبر من حكم مستهلك أي سلعة أخرى ،فالعالقة بين
القارئ والصحيفة يكون على أساس إحساس األول بأن الصحيفة يجب أن تقدم خدمة مستوفاة في حدود
اإلمكانيات البشرية والمادية.
تتميز صناعة الصحافة الورقية أيضا بعمق المنافسة وشدتها في مجالتها المختلفة بين المؤسسات
المنافسة.
نجد أن المشروع الصحفي هو مشروع يتميز بأنه ينطوي على نسبة المخاطرة على مما تنطوي عليه
المشروعات األخرى.
لبد لرواج الصحيفة كمنتج من تضافر عمل وجهد األجهزة التحريرية واإلدارية في عدة مجالت.
ل يزال العنصر البشري هو العامل األكثر تأثير في الصحافة وما دام األمر كذلك ،فان الصحافة الورقية
ستظل تعكس عواطف الصحفي ومشاعره الخاصة ،فالصحافة تقوم على نزاعات إنسانية ل يمكن
1
تجاهلها ،منها حسب الستطالع أو الفضول.
من خاصية الصحافة كذلك أنها تتحكم في ظروف التعرض وسهولة التصال بالجمهور المتخصص،
وتتوجه الصحافة إلى جمهور يتميز بمستواه التعليمي والثقافي.
تعتبر الصحافة الورقية أفضل وسيلة لنقل األحداث والوقائع بصورة تفصيلية وواضحة ،وذلك بعرض جميع
جوانب الحدث في الوقت المناسب ،وهي من أهم العوامل التي تساعد في توجيه الرأي العام على
2
المستويات الثالث المحلي ،اإلقليمي والدولي.
ومن هنا ،يتضح أن الصحافة الورقية هي وسيلة إعالم أساسية لمالين من الناس الذين يطالعونها
يوميا ويتصفحون أخبارها في جميع المجالت ،كما أن للصحافة الورقية أثر كبير بحيث أنها تستطيع من
خالل العرض والمناقشة والمتابعة أن تكون لها رأيا عاما حول مسألة من المسائل ،وهذا يعني أنها من
تصنع الجدول اليومي للحياة والمشكالت القابلة للمناقشة.
تعتبر الصحافة الورقية من وسائل اإلعالم الصالحة لنشر الموضوعات المعقدة والدراسات الصعبة ذات
3
التفاصيل المتشعبة.
-1صالح عبد اللطيف ،الصحافة المتخصصة ،مطبعة ومكتبة اإلشعاع الفنية ،اإلسكندرية ،مصر ،2332 ،ص ص .13 -2
-2تيسير أبو عرجة ،دراسات في الصحافة واإلعالم ،مرجع سابق ،ص .242
-3عزيزة عبده ،اإلعالم السياسي والرأي العام ،دار الفجر للنشر ،القاهرة ،مصر ،2336 ،ص ص .115 -116
09
الفصل الثاني :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الصحافة الورقية ،النشأة والتطور
إن الصحافة الورقية تعطي للقارئ فرصة أكبر لالختيار بين عدد كبير من الرسائل والموضوعات التي
تقدمها ،بحيث يمكن تجاهل أي مادة ل تتالءم مع أفكاره وآرائه واتجاهاته وثقافاته ،أو ل تتماشى مع
1
معرفته الفكرية والسياسية.
وما يزيد من تأكيد هذه الخصائص تلك النتائج التي أظهرتها دراسات "جاكوبي" وآخرون عام 1210م
والتي أثبتت نجاح المطبوع في تحقيق فهم أحسن للرسائل سواء المعقدة أو القصيرة أو البسيطة ،كما أن
دراسة أخرى قام بها "أيقيقان وأوتيل" توصلت إلى تأكيد مدى اندماج الجمهور مع الرسائل المطبوعة،
مقارنة مع الرسائل السمعية البصرية ،وخير مثال على هذا الكالم ما قاله األديب الفرنسي "ديهامل":
" عرفت بنفسي طبيبا من األطباء حضر موقعة من مواقع القتال وسمع بأذنيه أصوات المدافع في الميدان،
كما سمع أنين الجرحى وأصوات الذعر التي انبعثت من بعض الجنود ،ولكن مشاعر هذا الطبيب لم تهتز
لهذه األصوات المؤلمة جميعها ،وحين عاد هذا الطبيب إلى بيته وقرء عن هذه الموقعة في كتابه تأثر بما
ق أر إلى حد البكاء" ،فهذا الكالم يفسر سر انجذاب المثقفين إلى القراءة ،حيث ل يجدون ما يعادل لذة
القراءة في الستماع أو المشاهدة.
-0أنواع الصحافة الورقية:
إن الصحافة تعمل على تكثيف جمهورها لتلبية فضول الجماهير ،بحيث عملت على دعم خدماتها
بالتخصيص في نشر المعلومات واألخبار المتعلقة بمختلفة مجالت الحياة ،مما جعل العلماء المختصين
يصنفون الصحافة الورقية وفقا لمعايير مختلفة تتمثل فيما يلي:
أ -الصحافة الورقية حسب المجال الجغرافي :قسمت حسب البعد الجغرافي إلى:
-الصحافة اإلقليمية :وهي تلك الصحف التي تصل إلى جميع القراء في الدولة أو اإلقليم الذي تصدر
2
منه ،يميل هذا النوع من الصحف إلى القضايا القومية عامة ،كما تهتم باألخبار الدولية.
من هنا يتضح أن الصحافة الورقية هي وسيلة لتكوين الرأي العام حول مختلف المسائل المهمة التي
تهم المواطنين ،فهي أداة رقابة ونقد على نشاطات األجهزة الحكومية وأداة مهمة لتعميم سياسة الدولة
وبرامجها على الشعب.
-1محمد عبد الحميد ،بحوث الصحافة ،عالم الكتب ،القاهرة ،مصر ،1222 ،ص .65
-2زهير إحدادن ،مدخل لعلوم اإلعالم واالتصال ،ديوان المطبوعات الجامعية ،ط ،2الجزائر ،1220 ،ص .21
01
الفصل الثاني :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الصحافة الورقية ،النشأة والتطور
-الصحافة المحلية :تمثل الصحافة الورقية التي تهتم باألخبار والموضوعات ذات الطابع المحلي،
وتعمل الصحافة الورقية المحلية على تركيز إعالمها في األمور الخاصة بأحداث المنطقة التي تصدر
بها ،1ومن خالل هذا المفهوم يتضح أن الصحافة الورقية المحلية تعمل على مخاطبة الحتياجات
الخاصة جدا بالبيئة المحلية ،وتتناول شخصيات معروفة تماما ألبناء المنطقة وتتوزع على أساس
شخصي ،فالقائمون عليها يستطيعون في أي وقت التصال بقرائهم.
ب -الصحافة الورقية حسب القراء أو طبيعة الجمهور :وقسمت إلى:
-الصحافة المتخصصة :هي صحف تصدرها هيئات معينة ألعضائها أو ذوي العالقة بها ،وتشمل
المواد ما يعبر عن وجهات نظر الهيئة ،وهي الصحافة التي تخاطب فئة خاصة وتعالج جانب واحد من
2
فنون الحياة.
مما سبق ذكره ،يتضح أن الصحافة المتخصصة تعمل على تقديم مواضيع متخصصة وتقوم بعرضها
عرضا مفصال ،هذا النوع متعلق بالنخب الجتماعية كالمثقفين ثقافة عالية ،وهي تتناول مواضيع في
مجال واحد فقط مثال :كالقتصاد ،الرياضة وغيرها ،ولكل صحيفة من هذه الصحف جمهور معين من
القراء.
-الصحافة العامة :وهي صحافة واسعة النتشار توزع على نطاق الدولة كلها ،جمهورها من كافة فئات
3
الشعب تقدم لقرائها مواد متعددة تشمل جميع جوانب الحياة.
من هنا يمكن القول ،الصحافة العامة هي صحافة توزع على كافة أرجاء الدولة وجمهورها أي على
جميع شرائح المجتمع ،تهتم بكل أوجه النشاط اإلنساني وتشمل جميع جوانب الحياة الجتماعية.
ج -الصحافة الورقية بحسب دورية اإلصدار :فنجد الصحف تتعدد وتتنوع حسب الصدور إلى:
-الصحافة اليومية :إن سياق صدور الجرائد اليومية هو دائما متفق مع سياق الوقائع اليومية الصغيرة،
الحوادث الطارئة أو األنباء المحلية التي تقع كل يوم والتي يجب أن تروى يوميا وتعتمد على تنوع
مضمونها وجودة أنبائها الوطنية والعالمية وتكون صباحية أو مسائية ،4يظهر هنا أن هذه الصحافة
وظيفتها سرد كل الوقائع التي تجري يوميا ،من حوادث وأنباء محلية وغيرها لكي يكون الجمهور على
دراية بها.
-1فاروق أبو زيد ،مدخل الى علم الصحافة ،مرجع سابق ،ص .164
-2صالح عبد اللطيف ،مرجع سابق ،ص .12
-3فضيل دليو ،مقدمة في وسائل االتصال الجماهيري ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،1221 ،ص .60
-4فاروق أبو زيد ،مدخل الى علم الصحافة ،مرجع سابق ،ص .164
00
الفصل الثاني :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الصحافة الورقية ،النشأة والتطور
الصحافة الدورية :هي مطبوعات تصدر على فترات محددة لها عنوان واحد مميز يضم جميع أعدادها،
يشترك في تحريرها العديد من الكتاب ،وهي تصدر إلى أجل غير محدد ،1يبين هذا المفهوم أن هذه
الصحافة تعمل على تحليل األحداث وتغيرها ،وهي تتمتع بحرية أكبر في اختيار األخبار من حرية
الصحافة اليومية ،فهي غالبا صحف أسبوعية أو نصف شهرية أو شهرية.
د -الصحافة الورقية بحسب االنتماء السياسي للصحيفة:
-الصحف الحزبية :هي تلك الجرائد التي تعبر عن فكر سياسي معين أو اتجاه أو مذهب إيديولوجي
خاص ،وهي التي تنطق باسم حزب ما فتدعو مباشرة أو بشكل غير مباشر إلى عقيدة معينة ،2يجدر
اإلشارة هنا إلى أن هذه الصحافة تنشأ من طرف حزب معين لتعبر عن آراءه وتتبنى مواقفه السياسية،
ومن خاللها يقدم الحزب برامجه السياسية ،فهي تركز على الجانب السياسي فقط.
ه -الصحافة الورقية من حيث الشكل الفني:
نجد أن الجرائد والمجالت كالهما يصدر بصفة دورية ،يختلفان في بعض النقاط منها:
تميل أحجام المجالت إلى الصغر ،ويتميز نوع الورق بالجودة بينما تميل أحجام الجرائد إلى التنوع بين
الحجم الكبير أو الحجم النصفي ،والمجلة لبد لها من غالف ليجمع صفحاتها على عكس الجريدة.
أما من ناحية دورية الصدور ،فإن الجريدة ل تزيد دورية صدورها عن أسبوع ،والمجلة ل تقل دورية
صدورها عن أسبوع ،ونجد المواضيع في الجريدة أغلبها تقريبا أخبار ،أما المجلة نجدها ترتكز على
التحليل وغالبا ما يكون قارئ المجلة أكثر تعليما أو ثقافة من قارئ الجريدة ،وخاصة قراء المجالت الثقافية
الشهرية أو الفصلية.
و -أنواع الصحافة الورقية من حيث الوسيط االتصالي:
مع التطور التكنولوجي الذي ط أر على وسائل اإلعالم والتصال ،فإن الصحافة باتت تعتمد على
النترنت في نشر محتوياتها وهي تنقسم إلى:
الصحافة الورقية المطبوعة بالطريقة التقليدية والصحافة الورقية المنشورة إلكترونيا عبر النترنت ،3من
هنا يمكن القول ،أن الصحافة الورقية شهدت تطو ار في اتصالها مع الجمهور ،فنجد أنها بعدما كانت
صحافة ورقية تقليدية أصبحت صحافة الكترونية تتواصل مع جمهورها عن طريق النترنت.
-1
خالد مصطفى فهمي ،المسؤولية المدنية للصحفي عن أعماله الصحفية ،دار الجامعة الجديدة للنشر ،اإلسكندرية ،مصر،
02. ،2330
-2
أحمد الدراجي ،التنظيم القانوني للصحافة في البلدان العربية ،المجلة العربية لحقوق اإلنسان ،ع ،1222 ،6ص .22
08
الفصل الثاني :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الصحافة الورقية ،النشأة والتطور
اإلمكان باألحداث الجارية في المجتمع وفي العالم من حوله ،وعليه أل يستخدم هذا الدور المنوط به
1
لخدمة أي غرض أو أي هدف آخر.
من هذا المنطلق يمكن القول ،صحيح أن مهنة الصحافة يجب أن تتحلى بالمصداقية والموضوعية في
نشر أخبارها ،وتحلي الصحفي باألمانة والمسؤولية للقيام بعمله على أكمل وجه ،لكن في الواقع لألسف
نجد العكس ،فالكثير من الصحفيين ابتعدوا عن هذا الهدف وأصبحوا ينظرون للصحافة من جانب ربحي
مادي أكثر منها جانبا أخالقي ،ابتعدوا عن غرضهم األساسي وهو نشر األخبار الواقعية الحقيقية دون
زيادة أو نقصان ،ودخلوا في عالم التزييف والتزوير للحقائق لتحقيق أكبر نسب مشاهدة وأكبر قدر من
الربح.
ونجد أن التزام الصحفي اتجاه الصحيفة التي يعمل بها ،بأن يكون عمله في إطار السياسة العامة
للصحيفة ،ومن خالل األعمال التي تطلب منه ،ألن الصحيفة تمثل عمال جماعيا يصل إلى القارئ تحت
2
اسم واحد.
ج-االلتزام بالصدق والموضوعية:
يعد مبدأ اللتزام بالصدق والموضوعية في الممارسة اإلعالمية من ابرز المبادئ التي يجب أن يتحلى
بها العمل الصحفي (الصحافة الورقية) ،فاإلنسان العادي قد يكون عادل ل يستطيع أن يكون موضوعيا،
كذلك الصحفي لبد عليه أن ينفي ذاته وانتماءاته وعواطفه ومشاعره وتحيزاته في الممارسة الصحفية وفي
أي عمل سريع الخطى مثل الصحافة الورقية ،تعتبر األخطاء أمر ل مفر منه والمحررون والصحفيون
يحاولون تجنب هذه األخطاء ،ورؤساء التحرير يحاولون القضاء عليها والمراجعون يبحثون عنها دائما،
وبالرغم من ذلك كله فان السم الخطأ أو كلمات المصدر المختصرة تحدد دائما طريقها إلى النشر ،برغم
كل الجهود لمنعها ،وهذه األخطاء تقع في العادة بدون قصد ،وترجع ببساطة إلى طبيعة المهنة ،ولكن هذه
األخطاء قد تكلف الصحيفة كثي ار وحتى األشخاص الذين شوهت صورتهم أو كالمهم الصحيفة ،وكلما
3
عثر أحد القراء على خطأ في الصحيفة فإنها في نظره أقل جدارة بالثقة.
مما سبق يمكن القول ،أن مكانة الصحيفة وأهميتها لدى الجمهور تظهر من خالل صدقها
وموضوعيتها ،ومدى ثقة القارئ بها ،كلها عناصر لبد توفرها لتنال الصحيفة احترام القارئ.
-1جون هاتلنج ،أخالقيات الصحافة ،ترجمة :كمال عبد الرؤوف ،الدار العربية للنشر ،القاهرة ،مصر ،1220 ،ص .62
-2خالد مصطفى فهمي ،مرجع سابق ،ص .63
-3المرجع نفسه ،ص .41
04
الفصل الثاني :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الصحافة الورقية ،النشأة والتطور
-1صالح أبو أصبح ،تحديات اإلعالم العرب دراسة اإلعالم المصداقية ،الحرية ،التنمية ،الهيئة الثقافية ،دار الشروق ،دون بلد نشر،
،1222ص .242
-2المرجع نفسه ،ص .41
91
الفصل الثاني :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الصحافة الورقية ،النشأة والتطور
يمكن األخذ به ذلك لختالف المجتمعات والثقافات ،فعلى الصحفي والصحيفة مراعاة ظروف
1
المجتمع وقيمه قبل اإلقدام على النشر.
يظهر من خالل ما سبق ،أن على الصحفي احترام قيم وعادات وتقاليد وكل ما يتعلق باعتبارات
المجتمع قبل أن يقوم بعملية النشر ،أي الممارسة اإلعالمية لبد أن تكون قائمة على مبدأ معرفة ظروف
المجتمع ،ألن المجتمعات تختلف في ثقافاتها ومعاييرها ولبد على الصحيفة أخذ هذا بعين العتبار،
وعلى أساسه يتم بث المعلومات والقضايا.
احترام النظام العام :ويقصد به المبادئ السياسية القتصادية والجتماعية والخلقية التي يقوم عليها
المجتمع ،ويختلف باختالف الزمان والمكان ومن مجتمع إلى آخر ،ويجب على الصحافة الورقية
2
عدم نشر ما يزعزعه ويهدد استق ارره أو يخل بقيمه.
-9وظائف الصحافة الورقية وأهميتها:
أ-وظائف الصحافة الورقية:
للصحافة الورقية دو ار أساسيا في حياة المجتمعات ،فهي بمثابة المرآة العاكسة لواقع المجتمع ،وتهدف
إلى طرح هموم المجتمع ألصحاب القرار ،فباعتبارها وسيلة إعالمية لم تعد تقتصر على نقل الوقائع فقط،
بل تعدت إلى تشكيل هذا الواقع من خالل مجموعة من الوظائف ،والتي يمكن تصنيفها على النحو اآلتي:
الوظيفة اإلخبارية:
ظهرت الصحافة الورقية في البداية لتؤدي وظيفة أساسية واحدة وهي نشر األخبار دون التعليق عليها،
وتعتبر وظيفة اإلخبار أساسية ،حيث يعتبر الخبر أو المعلومة مادتها األساسية ،كما تظهر أهمية هذه
الوظيفة في كونها تمنح المواطنين معلومات مفيدة تمكنهم من ممارسة قيادة الرأي من جهة ،كما أنها
تحقق فائدة للطبقة الحاكمة عند تزويدها باألخبار لزيادة نفوذها والتأثير على الجمهور عن طريق المراقبة
والسيطرة ،واضفاء الشرعية على السلطة ،كما يمكن أن تهددها عندما تظهر جوانب الضعف وتظهر
األحوال التي قد األعداء في نشرها ،3من خالل هذا المفهوم يتضح أن اإلخبار هو أهم وظيفة يمكن من
خاللها تواصل الصحافة مع الجمهور ،فال يمكن أن يكون هناك اتصال بين الجمهور والصحيفة إل من
خالل العملية اإلخبارية.
-1فتحي حسين أحمد عامر ،أخالقيات الصحافة في جرائم النشر دراسة تحليلية مقارنة ،إيتراك للنشر ،مصر ،2334 ،ص .43
-2المرجع نفسه ،ص .43
-3عزي عبد الرحمان وآخرون ،عالم االتصال ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،1221 ،ص .11
95
الفصل الثاني :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الصحافة الورقية ،النشأة والتطور
-1ذهبية سيدهم ،األساليب االقناعية في الصحافة المكتوبة دراسة تحليلية للمضامين الصحية في جريدة الخبر ،رسالة ماجستير
)منشورة( ،قسم علم الجتماع ،جامعة قسنطينة ،الجزائر ،2336 ،ص .01
-2إبراهيم عبد اهلل المسلمي ،نشأة وسائل اإلعالم وتطورها ،دار الفكر العربي ،ط ،2القاهرة ،مصر ،2335 ،ص .64
99
الفصل الثاني :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الصحافة الورقية ،النشأة والتطور
كبيرا ،ومع زيادة إيرادات الصحف األمر الذي أحدث انقالبا في الصحافة أدى إلى ظهور الصحافة
الجماهيرية ،فهذه الوظيفة تحقق الفائدة لكل من المعلن بالترويج للسلعة والخدمات التي يقدمها وكذا زيادة
الطلب على الخدمة ،أما بالنسبة للمستهلك أو القارئ فاإلعالن يساعده على الختيار وتسهيل حصول
القراء على ما يحتاجون إليه ،وبالنسبة للصحيفة فاإلعالن يعتبر أكبر مداخيلها ،حيث أنه يفوق نسبة
1
%53من دخلها إضافة إلى التوزيع وعمليات تجارية أخرى قد تقوم بها المؤسسة.
وظيفة الشرح والتفسير والتحليل:
إن تقديم األخبار والمعلومات إلى الجماهير ل يكفي بالرغم من أهمية المعلومة ورغبة المجتمع في
الحصول عليها ،إل أن أحداث كثيرة تحتاج للشرح والتوضيح ،وعلى هذا األساس تقوم الصحافة الورقية
بالتحليل عن طريق الشرح والتفسير ،ألن بعض األخبار قد يكون فيها الغموض ،فتقوم الصحافة الورقية
بالتوضيح ،والتحليل والتفسير ،فهي تستخدم أشكال عديدة منها :التحليالت اإلخبارية ،المقالت الفتتاحية،
2
الرسوم الكاريكاتيرية الصارخة ،الحمالت الصحفية ،المقالت واألعمدة الصحفية.
الصحافة الورقية ووظيفة التسلية:
مع ظهور الصحافة الجماهيرية وانخفاض سعر الصحيفة ،وخفض قيمة الشتراك ،ظهرت المنافسة بين
الصحف في جذب أكبر عدد ممكن من القراء مما استلزم عليها استحداث مواد صحفية مثيرة تزيد من
إقبال القراء على الصحيفة ،فظهرت بذلك وظيفة التسلية ،وكانت بدايتها المسلسالت والروايات األدبية
الرفيعة ،لتصل إلى المسلسالت البوليسية والمغامرات العاطفية أو القصص بمختلف أنواعها ،كما ظهرت
الكلمات المتقطعة واألبراج وغيرها من الفنون الصحفية التي تستهدف التسلية ،3من هذا المنطلق فيمكن
اعتبار مطالعة الجريدة هي عملية استرخاء في حد ذاتها ،مهما كان الهدف منها ،ولكن غالبا ما يكون
الهدف من قراءة الجريدة الهروب خارج نطاق الواقع اليومي أكثر منه بحثا عن أحداث العالم ،فلتطوير
محتوى الصحيفة لبد من توفر مضامين إعالمية تجذب القراء وتزيد من نسبة اإلقبال على الصحيفة،
وكما أن للت رفيه أثر نفسي في إبعاد الفرد عن مشكالته اليومية ومتاعبه فإنه في المقابل قد يزيد من سلبية
األفراد ،ومن خالل هذا العرض اتضح أن وظائف الصحافة الورقية تنمو وتزداد بتعدد المراحل التاريخية
التي يمر بها المجتمع ،إذ تضيف كل مرحلة تاريخية جديدة وظائف أخرى للصحافة الورقية دون أن تلغي
-1محمد عبد الحميد ،البحث العلمي في الدراسات اإلعالمية ،عالم الكتب للنشر ،ط ،2القاهرة ،مصر ،2336 ،ص .203
-2أشرف صالح ،مقدمة في الصحافة ،مركز جامعة القاهرة ،مصر ،2331 ،ص .106
-3عواطف عبد الرحمان ،الصحافة العربية الجزائرية دراسة تحليلية لصحافة الثورة الجزائرية ،5409-5419المؤسسة الوطنية
للكتاب ،الجزائر ،1215 ،ص.02
90
الفصل الثاني :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الصحافة الورقية ،النشأة والتطور
الوظيفة الجديدة للقديمة بل غالبا ما تمهد لها ،فتطور هذه الوظائف تالزم مع ظهوره مجالت جديدة
للوظيفة الواحدة نفسها ،فمثال وظيفة التثقيف عند ظهورها اقتصرت على المواطن العادي ،لكن ومع مرور
الزمن شملت هذه الوظيفة القارئ المثقف الذي كان يعتمد في تحصيل ثقافته من الكتاب خاصة بعد أن
توسعت مجالت الصحافة الورقية لتشمل كل النشاط اإلنساني بل وأكثر من هذا ،ظهرت صحافة
متخصصة في كل المجالت ،ومن خالل هذه الوظائف يمكن توضيح مدى أهمية الصحيفة في المجتمع
في الوقت الراهن ،خاصة أنها تحقق تأثيرات متنوعة ل يستهان بها على مستوى الفرد أو الجماعة وحتى
على مستوى المجتمع بعيدة أو قريبة النتائج ،فالصحف تستطيع وبشكل كبير أن تغير تفسيرات الناس عن
الواقع وذلك بسبب نمط تقديمها ،مبر از بهذا وظيفة الصحافة الورقية في بناء معاني وتركيبها ،رغم ذلك
فمازال الخبر يحتل الصدارة في قائمة المواد الصحفية بسبب حاجة القراء إلى األخبار الجديدة في كل
المجالت حتى وان توفرت لهم بالصورة والصوت.1
ومن هنا يمكن القول بأن وظائف الصحافة تختلف من مجتمع إلى آخر ،تماشيا مع درجة التقدم
الحضاري الذي تصدر فيه الصحيفة ،ويتعلق األمر بالمجتمعات المتقدمة والمتخلفة ،حيث حددت
الصحافة الورقية كغيرها من وسائل اإلعالم في المجتمعات المتخلفة أو النامية سياسات وأهداف تخدم
أهداف التنمية ،باعتبار الصحافة الورقية كما سبق وذكر أداة للتنوع واإلرشاد والتوجيه والتعليم الذي
يستهدف إعادة بناء الوطن والمواطنين من خالل برامج التنمية ،وذلك لتخليص األفراد والمجتمع من
مخلفات الستعمار في كل الميادين ،ومساعدته على الندماج مع متطلبات العصر في ميادينه المختلفة
وخاصة القتصادية والعلمية والثقافية منها ،أما الدول المتقدمة والتي تخطت مراحل كبيرة في التقدم
الحضاري فإن الصحافة الورقية تقوم بتقديم الخدمات التي يحتاجها القارئ في حياته.
الوظيفة االقناعية:
حتى تتمكن وسائل اإلعالم بصفة عامة والصحافة الورقية بصفة خاصة من الوصول إلى نتائج تتفق
غلى حد كبير مع األهداف المرسومة ضمن سياسة الجريدة أو المجلة ،فالبد أن تعتمد على فلسفة اقناعية
معينة حتى تكون موضوع اهتمام الجماهير ،فالعتماد على اإلقناع يكون بالتركيز على الواقع كما يراها
الجمهور دون تزييف أو تحريف ،والوظيفة القناعية للجمهور فلسفة محددة أو رأي معين باستعمال عدة
أساليب للتأثير على الناس عن طريق النواحي العاطفية عموما ،2معنى هذا أن قدرة أي وسيلة من وسائل
اإلعالم على جعل المضمون يتسم بحيوية أكثر واقعية قد تزيد من تأثير تلك الوسيلة ،ومساعدة النظام
الجتماعي على تحقيق إجماع أو ثقافة بين أفراد الشعب الواحد ،كل هذا يتم عن طريق اإلقناع في
السيطرة على الجماهير وضمان قيامهم باألدوار المطلوبة بعيدا عن العنف .ومن هنا يمكن القول أن
الصحافة الورقية تستخدم كوسيلة تغيير واقناع وتشكيل رأي عام ،مثلما يمكن أن تكون وسيلة إليصال
صوت الشعب إلى السلطة أو مناقشة القضايا السياسية المهمة ،من خالل مشاركة األطراف الثالث
السلطة ،الشعب ،اإلعالميون ،وبالتالي الصحافة الورقية مستهدفة من طرف السياسيين لتحقيق اإلقناع
وتغيير السلوك السياسي لصالحهم ،حيث أصبح غالبية السياسيين يحاولون تقديم أفضل ما لديهم من أجل
1
الوصول إلى إقناع اآلخر ،وأن اإلقناع الجتماعي يشكل األساس المركزي في الممارسة الحديثة للسلطة.
*وظيفة تكوين اآلراء واالتجاهات:
من الوظائف العامة والرئيسية التي تؤديها وسائل التصال الجماهيرية بصفة عامة والصحافة الورقية
بصفة خاصة ،وظيفة تكوين اآلراء والتجاهات لدى األفراد والجماعات والشعوب ،إذ أن لها دورها الهام
في تكوين الرأي العام ،واذا هذه الوظائف ل يمكن عزلها عن بعض الوظائف األخرى ،إل أنها تمتاز
بخصوصية تكمن في الهدف من هذه الوظيفة ،التي تعنى بتشكيل اآلراء والتجاهات لدى الجمهور ،ومن
ثمة تدخل الدعاية والعالقات العامة وتكوين الرأي العام ضمن هذه الوظيفة ،ومهما تعددت أنواع التصال
الجماهيري ،فسيظل هذا التصال تحقيق عملية اإلقناع ،ومن ثم محاولة الوصول إلى تغيير السلوك
2
الفردي والجماعي.
*الوظيفة التاريخية:
مع مرور الوقت وتعدد وظائف الصحافة الورقية وشمول مادتها لغالبية أوجه النشاط اإلنساني ،صارت
الصحافة الورقية تقوم بوظيفة هامة وهي تسجيل وقائع الحياة الجتماعية ،وبالتالي صارت مصد ار من
مصادر التاريخ ،فالصحافة اليومية تقدم للمؤرخ وقائع الحياة الجتماعية في حركتها اليومية ،كما تقوم
المجالت األـسبوعية بتلخيص هذه الوقائع والكشف عن أبعادها ودللتها ،فعن طريق الصحف يستطيع
المؤرخ رصد التجاهات الفكرية وتكوين مصدر التاريخ أيضا عندما يتعلق األمر بدراسة الحياة السياسية
أو القتصادية أو الثقافية لمرحلة من المراحل التاريخية في مجتمع ،وهنا تقوم هذه الصحافة بوظيفتين
-1محمد فلحي ،صناعة العقل في عصر الشاشة ،الدار العلمية الدولية للنشر ،عمان ،األردن ،2332 ،ص .130
-2المرجع نفسه ،ص .11
91
الفصل الثاني :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الصحافة الورقية ،النشأة والتطور
األولى رصد الوقائع وتسجيلها والحتفاظ بها لألجيال المقبلة كي تصبح من مصادر التاريخ ،والثانية
1
قياس الرأي العام وآراء الجماعات والتيارات المختلفة إزاء الوقائع أو القضايا التاريخية.
وظيفة التنشئة السياسية والتثقيف السياسي:
التنشئة السياسية هي العملية التي يمكن بواسطتها أن تتشكل الثقافة السياسية أو المحافظة عليها ،أو
2
تغييرها ،والسمة األساسية للتنشئة السياسية أنها عملية مستمرة على مدى حياة اإلنسان.
أما الثقافة السياسية فيعرفها "غازي" بأنها مجموعة القيم واألفكار والمعتقدات التي تتبلور في مجمع،
يتميز في ضوئها عن المجتمعات األخرى ،وهي العامل الذي يؤثر في األفراد من خالل القيم ،لبناء سلوك
سياسي اتجاه السلطة السياسية ،مع التأثير في اتجاهات السلطة نحو األفراد ،وترتبط الثقافة السياسية بأداة
مهمة أخرى من أدوات التنمية السياسية هي التنشئة التي تعني اكتساب اإلنسان لألفكار والقيم بفعل
3
تكوينه وتربيته لتحمل موقف اجتماعي معين ،فالتنشئة والثقافة أدوات متفاعلة لبناء السلوك السياسي.
يمكن الق ول ،أن الصحافة الورقية تستطيع أن تقوم بدور مهم في التنشئة السياسية ،من خالل التدعيم
للعقائد المكتسبة ،أو من خالل زيادة التركيز على قيمة معينة من القيم السياسية.
الصحافة الورقية وصنع القرار السياسي:
عملية صنع القرار السياسي من أهم العمليات السياسية ،وتعرف بأنها العملية التي تم اختيار من
خاللها مشكلة لتكون موضوعا لقرار ما ،وينتج عن ذلك الختيار ظهور عدد من البدائل ،يتم اختيار
4
أحدهما لوضع موضوع التنفيذ والتطبيق.
ويرى الدكتور "ربيع" أن القرار السياسي يعني إرادة أو عمل إداري من جانب السلطة يتجه نحو
معانقة الواقع ،ويفترض وجود مشكلة معينة تحددت زمانا ومكانا وموضوعا ،وأن القرار من ثمة هو
تصميم إرادي يعين النتقال من اإلطار المجرد الذي يمكن أن نصفه بأنه عالم الغايات واألهداف إلى
5
الواقع الذي نستطيع أن نحدده بأنه مشكلة أو عقبة أو صعوبة واجهت القيادة السياسية وتعين تصفيتها.
وتتضح أهمية الصحافة الورقية في عملية صنع القرار السياسي من خالل ما يلي:
-1فاروق أبو زيد ،فن الخبر الصحفي ،عالم الكتب ،ط ،2القاهرة ،مصر ،1216 ،ص.24
-2محمد فلحي ،مرجع سابق ،ص .26
-3غازي فيصل ،التنمية السياسية في بلدان العالم الثالث ،دار الحكمة ،بغداد ،دمشق ،1220 ،ص .154
-4محمد فلحي ،مرجع سابق ،ص .25
-5حامد ربيع ،الحرب النفسية في المنظمة العربية ،دون دار نشر ،بيروت ،لبنان ،1216 ،ص .102
90
الفصل الثاني :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الصحافة الورقية ،النشأة والتطور
أنها تمد صانعي القرار بالمعلومات بشأن األحداث الجارية والبيئة السياسية لسياستهم ،تجعل صانعي
القرار والحكومة يشعرون باهتمامات الشعب ،بطريقة مباشرة بالتعبير عن اتجاهات الرأي العام ،أو بطريقة
غير مباشرة عن طريق القصص الخبرية التي تشكل النقاش الجماهيري والرأي العام ،توفر للمسؤولين
القنوات الالزمة لنقل رسائلهم إلى الجمهور والنخبة السياسية ،داخل الحكومة وخارجها ،ومن خاللها تتاح
الفرصة لشرح سياسات المسؤولين ومهاجمة مواقف معارضيهم ،تتيح للمسؤولين إمكانية الحضور في ذهن
الجمهور بعرضهم المستمر لنشاطاتهم وصفاتهم الشخصية ،كما تؤثر الصحافة الورقية في مواقف متخذي
القرار ومواقف الجمهور باتجاه المسؤولين الحكوميين ،وتستطيع التغطية اإلعالمية أن تزيد من التأييد
الجماهيري لبعض سياسات القادة والحكومات ،ول ينكر ما لها من دور في إحداث تغييرات جذرية في
السياسات وخلق سياسات جديدة عندما تتطلب المشكالت التدخل الحكومي أو بنشرها لمطالب الرأي
1
العام.
وخالصة القول ،أن الصحافة الورقية تؤدي دو ار مؤث ار في عملية صنع القرار السياسي ،فهي تنقل
المعلومات السياسية لصناع القرار السياسي ،وكذلك للمواطنين وأي تشويه في المعلومات يؤثر في صنع
القرار السياسي ،كما أنها يمكن أن تطرح بعض البدائل التي يمكن أن يختار بينها صانع القرار السياسي،
وتؤثر في مرحلة تكوين ونقل المطالب السياسية إلى صناع القرار ،وتؤثر في إدراك صناع القرار للرأي
العام ،فقد يستخدمها صناع القرار للتأثير في الرأي العام من أجل خلق المساندة الالزمة لق ارراتهم.
ب-أهمية الصحافة الورقية:
إن الصحافة لها أهمية كبيرة في حياة المجتمعات ،نظ ار لكون وسائل اإلعالم المطبوعة لها أكبر تأثي ار
من حيث قدرتها على التغيير ونقل األفكار والمشاعر على نطاق واسع ،لذلك تعتبر ثورة في جميع مراحل
الحياة في التجارة والسياسة والتعليم ،وحتى في األمور الجتماعية ،ومن هنا يمكن حصر أهمية الصحافة
2
الورقية فيما يلي:
باعتبارنا اليوم في عصر الصحافة ،فهي تعتبر الوسيلة األمثل لنقل األخبار والمعلومات واألحداث
على نطاق واسع.
-1
محمد فلحي ،مرجع سابق.24 ،
-2
نزهة حانون ،األساليب االقناعية في الصحافة المكتوبة الجزائرية ،رسالة ماجستير )منشورة( ،قسم اإلعالم والتصال ،جامعة
قسنطينة ،الجزائر ،2332 ،ص .23
95
الفصل الثاني :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الصحافة الورقية ،النشأة والتطور
تعتبر الصحافة الورقية من مقومات الحياة الفكرية والسياسية المعاصرة ،ونظ ار للخدمات واإلشباعات
والرغبات التي تلبيها الصحيفة اليومية لقرائها ،توضح أنها أصبحت جزءا من نسيج الحياة اليومية للناس
العاديين ،فالصحيفة اليومية تقدم خدمات فريدة معينة وتشبع رغبات قراءها ،وعندما تغيب الصحيفة عن
قراءها فإنه يفتقدها بشدة ،1وهذا ما توضحه نظرية الستخدامات واإلشباعات بأن الفرد يذهب للوسيلة التي
تلبي احتياجاته ورغباته ،وحاجات الفرد هي التي تحدد الوسيلة التي يستخدمها ،ومن خاللها يشبع رغباته
سواء النفسية أو الجتماعية أو الثقافية وغيرها.
فالصحافة الورقية تعتبر منب ار مهما للرأي العام ومن أنجح وأقدم الوسائل على بلورته والتأثير فيه،2
ومن هذا المنطلق يمكن اإلشارة إلى نظرية التأثير المباشر لوسائل اإلعالم على الجمهور ،حيث تؤثر
عليه بشكل قوي ،وتكون استجابة الجمهور للرسائل بشكل سريع ،وبالتالي هنا الصحافة الورقية تمثل أداة
ووسيلة للتأثير في مواقف الجمهور وسلوكهم وأفكارهم.
تمثل الصحافة الورقية جزءا مهما في الجهاز السياسي لكل دولة ،وهي في الوقت نفسه أداة هامة في
بناء المجتمعات إذ أحسن استعمالها ،فقوة الصحافة الورقية في النتشار ساعدت على ظهور الصحافة
الجماهيرية ونظ ار ألهميتها البالغة ،أصبحت تلقب بالسلطة الرابعة إلى جانب السلطات التنفيذية والتشريعية
والقضائية.
اتساع مجالت المعرفة والموضوعات التي تقدمها الصحافة الورقية ،لكن مع ظهور وسائل إعالمية
جديدة لم يعد اإلعالم العام بما فيه الصحافة الورقية قاد ار على مواجهة هذا التحدي الجديد ،وفق المستوى
المطلوب ،األمر الذي دفع ظهور إعالم متخصص ،وبذلك صحافة متخصصة تستطيع أن تقدم معالجة
نوعية تتميز بمستوى من الجدية والعمق والشمولية ،وبظهور الصحافة المتخصصة تكون الصحافة الورقية
3
قد ضمنت البقاء على الساحة اإلعالمية كوسيلة مواكبة لمتطلبات العصر.
لكن من جهة أخرى ،فإنه على الرغم بما عرفت به الصحافة الورقية من هبة وسعة انتشار ،فقد
أصبحت تعاني هي األخرى من منافسة الوسائل التكنولوجية الحديثة خاصة وأن خبراء التصال ل
يستطيعون العتماد عليها كلية ،أما عامة الناس فال يقبلون في الغالب على قراءتها واللجوء إلى استخدام
وسائل أخرى خاصة منها السمعية والبصرية بما أنها أنسب له ،ومع ذلك تبقى الجريدة اليومية في مجال
التصال المطبوع هي الوسيلة الوحيدة التي فرضت نفسها على صانعي المواد والقراء على حد السواء،
كما أن شبكة توزيعها أكثر كثافة وانتظاما من غيرها من الوسائل المطبوعة األخرى كالكتاب مثال.
1
ثالثا -تاريخ الصحافة الورقية في الجزائر
من خالل هذا المدخل سيتم التطرق إلى أهم المراحل التاريخية التي عرفتها الصحافة الورقية الجزائرية
وكذا عالقتها بالجمهور باعتبارها ظاهرة سياسية واجتماعية في المجتمع الجزائري ،معتمدين على ذكر
بعض األحداث والظواهر السياسية التي عملت على تحديد وتفسير المسار العام لتطور الصحافة الورقية
في الجزائر.
-5الصحافة الورقية قبل االستقالل:
إن الصحافة الورقية لم تكن موجودة في الجزائر ،أي قبل 1103م سنة غزو الفرنسيين للجزائر
والستيالء عليها ،فعندما تجهز الجيش الفرنسي لغزو الجزائر حمل معه مطبعة وهيئة تحرير تشرف على
إصدار أول جريدة هي " "Sidi Fredjالتي تعد بمثابة صلة ربط داخل الجزائر ،فكانت أول صحيفة
تصدر مع نزول الجيش الفرنسي على التراب الجزائري باللغة الفرنسية ،ويشرف عليها ضابط من الجيش
الفرنسي حيث تضمنت معلومات عن الحملة الفرنسية مع بعض األخبار السياسية الخاصة بفرنسا ،وكانت
توزع على الجنود وعلى المصالح المكلفة بالحرب ضد الجزائر ،وسرعان ما عوضت بصحف أخرى ألن
هدفها منذ البداية كان محدودا ل يتعدى محيط الجيش الفرنسي ،هذه الصحف الجديدة ذات طابع حكومي
واستعماري كجريدة األخبار التي بدأت تصدر في مدينة الجزائر سنة 1102م وعرفت رواجا كبي ار حتى
سنة 1120م ،وبدأ هذا النوع من الصحافة في التطور والتنوع إلى صحف يومية وأسبوعية ومجالت عامة
ومتخصصة ،وخصت الصحافة اليومية بكثرة المدى الكبرى مثل :الصحافة الحرة ،صدى الجزائر ،صدى
وهران وغيرها ،ويمكن تصنيف الصحف التي ظهرت قبل الستقالل إلى عدة اصناف انطالقا من
األهداف السياسية التي ترمي غليها كل صحيفة ،فنجد مع الزدهار النسبي بلغ عدد الصحف بالجزائر ما
2
يزيد عن 153صحيفة ،كان أحسن تصنيف لها ذلك الذي بني على مستوى مضامينها وهو كاآلتي:
أ-الصحافة االستعمارية:
تشرف عليها الحكومة الفرنسية بواسطة ممثليها في الجزائر ،امتازت بالستم اررية ممثليها هم الوالي
العام ومعه جميع اإلدارة الستعمارية ،بدأت سنة 1162م بإصدار جريدة "المبشر" ،واستمر هذا الظهور
-1زهير احدادن ،الصحافة المكتوبة في الجزائر ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،1221 ،ص .22
-2المرجع نفسه ،ص .22
94
الفصل الثاني :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الصحافة الورقية ،النشأة والتطور
دون انقطاع حتى سنة ،1254تاريخ توقف جريدة "النجاح" ،وليس الصحافة الحكومية إل ركيزة لتثبيت
الوجود الفرنسي وبسط نفوذها على السكان الجزائريين.
ب-صحافة أحباب األهالي:
تشير هذه التسمية إلى جماعة من الفرنسيين الذين استاءوا من السياسة الستعمارية وأرادوا أن يقدموا
يد المعونة إلى نخبة معينة من المسلمين الجزائريين حتى ل ييأسوا من الوجود الفرنسي في الجزائر ،ومن
هذه الناحية فهم يقدمون لوطنهم أجمل وأحسن الخدمات ولذا سموا بهذا السم "أحباب األهالي" ،وعليه
تأسست سنة 1111م جمعية في باريس باسم "الجمعية الفرنسية لحماية األهالي" تتكون من وزراء ورجال
السياسة والعلم واألدب ،كانت تهدف إلى تحقيق سياسة المشاركة وقررت في بداية نشاطها جريدة بمدينة
1
قسنطينة باسم "المنتخب" التي كان ظهورها سنة 1110م.
ج-الصحافة األهلية:
يقوم بها جزائريون من ناحية التسيير اإلداري والمالي ومن الناحية التحرير والتوزيع ،ومضمونها يتعلق
بالقضايا الجزائرية وبشؤونهم العامة في عالقتهم بالوجود الفرنسي بالجزائر مع العتراف المطلق بهذا
الوجود ،وقد عرف هذا النوع ازدها ار كبي ار وتطو ار واسعا وكانت بدايته منذ سنة 1120م ،عندما تأسست
جريدة "الحق" في عنابة ،وهي تعبر أول وقبل كل شيء عن ارتياحها للحماية الفرنسية على الجزائر وعن
اطمئنانها بالوجود الفرنسي ألنه يخدم مصالح األهالي ،إل انه يمكن القول أن هذه الصحافة اتجهت
اتجاهين كبيرين:
-اتجاه يدعو المشاركة ويحدد نشاطه في الميدان القتصادي والثقافي فقط ،ويمتنع عن الخوض في
الميدان السياسي ،أما التجاه الثاني فيدعو إلى اإلدماج والفرنسية ،ويعني هذا التمتع بجميع الحقوق
2
السياسية والثقافية التي تسمح بها القرانين الفرنسية للمواطنين الفرنسيين.
د -حركة جمعية العلماء المسلمين والصحافة:
هدف الحركة يعتمد على اإلصالح الديني والثقافي ،معتبرة إياه الطريقة المثلى لتكوين الرأي العام
الجزائري ضد اإليديولوجية الستعمارية ،انطالقا من فكرة أن التغيير لعقليات األفراد قد يؤدي بالضرورة
-1عزي عبد الرحمان وآخرون ،عالم التصال ،مرجع سابق ،ص .22
-2زهير احدادن ،الصحافة المكتوبة في الجزائر ،مرجع سابق ،ص .03
11
الفصل الثاني :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الصحافة الورقية ،النشأة والتطور
إلى تغيير محيطهم ،1وعلى هذا فقد اتخذ اإلمام "عبد الحميد ابن باديس" الصحافة منب ار يعلن من فوقه
مبادئه للرأي العام ،فقد ظهرت صحف في الجزائر بالفرنسية والعربية قبل تأسيس هذه الحركة ،لذلك كان
طبيعيا أن تستعين بالصحافة الورقية ويجعلها وسيلة من أهم الوسائل لنشر حركتها اإلصالحية ،فبعد
إنشاء هذه الجمعية سنة 1226م وجمع شمل العلماء الذين يؤمنون بالتجاه اإلصالحي ،أنشأ "عبدالحميد
بن باديس" مجلة "المنتقد" سنة 1225م ،وبعد 11عددا خلفتها جريدة "الشهاب" في نفس السنة لتكون
لسان حل الحركة اإلصالحية ،وكانت تصدر في قسنطينة بين 1225م1205 -م ،فاعتبرت الصحيفة
الرسمية للمدرسة اإلصالحية في الجزائر ،حيث عبرت عن أخبار وأهداف وبيانات وبالغات وأنشطة
الجمعية ،فنجد الجمعية في الفترة الممتدة ما بين 1201م1202 -م تعرضت لنوع من الصراع الصحفي
بين العلماء والسلطة اإلدارية ،حيث أنشأت الجمعية الصحفية باسم "السنة" وبعدها أوقفتها الحكومة،
أسست في نفس السنة صحيفة "الشريعة" في 2جويلية 1200م ،ثم جريدة "الص ارع السنوي" وهي
أسبوعية صدرت في 11سبتمبر 1200م وأوقفت في جانفي 1226م ،كما حددت الحكومة في هذه الفترة
2
النشاط الحكومي لبعض أعضاء الجمعية.
-9الصحافة الورقية في الجزائر بعد االستقالل:
لقد شهدت الصحافة الورقية في الجزائر بعد الستقالل مضايقات عديدة من طرف فرسنا إبان الحقبة
الستعمارية ،ونجد أن تطور الصحافة الورقية في الجزائر شهدت أربعة مراحل ،تبدأ المرحلة األولى منذ
الستقالل في 5جويلية 1242وتنتهي في 12جوان 1245م تاريخ النقالب العسكري على نظام
الرئيس بن بلة ،وهو تاريخ عرف في النظام السياسي وبداية المرحلة التي تنتهي سنه 1222تاريخ انعقاد
المؤتمر الرابع لحزب جبهة التحرير الوطني وهو حدث سياسي واعالمي فتح المجال لمرحلة ثالثة لتنتهي
سنة 1211م تاريخ عرف أيضا تغي ار في النظام السياسي وبداية المرحلة الرابعة التي نعيشها ،فنجد أن
هذه المراحل لم تنطلق من فراغ وانما ترتكز على رصيد من التجربة الصحفية الثرية ،ومن هنا يمكن
التطرق إلى مختلف المراحل التي مرت بها الصحافة الجزائرية بعد الستقالل:
المرحلة األولى 5401 -5409م والتي تمثل هيمنة الحزب والحكومة على الصحافة الورقية ،تمتد هذه
الفترة من ثالث سنوات ،وهي امتداد للفترة السابقة (قبل الستقالل) ،باعتبار أن الوضع القانوني
-1صالح فياللي ،األزمة الجزائرية اإليديولوجية ''الحركة الوطنية'' ،مركز دراسات الوحدة العربية ،بيروت ،لبنان ،1224 ،ص ص
.23-12
-2المرجع نفسه ،ص .23
15
الفصل الثاني :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الصحافة الورقية ،النشأة والتطور
واإلعالمي في الجزائر لم يتغير بعد الستقالل ،ويبقى العمل جاريا حسب التشريع الفرنسي في جميع
الميادين التي ليس فيها تعارض وفق جميع التدابير التي اتخذت عام 1242م ،لتطبيق قانون حرية
الصحافة الصادرة سنة 1111م الذي ينص على الملكية الخاصة للصحافة الورقية ،وبالفعل قد صدر
غداة الستقالل عدد كبير من الصحف يملكها جزائريون ل عالقة لهم بالحكومة ول بالحزب ،وبدأت
تمارس نشاطها بكل حرية بحيث أصبحت توجد ثالثة أنواع من الصحف :صحف تابعة للدولة ،صحف
تابعة للحزب ،صحف تابعة للملكية الخاصة ،غير أن مضمون هذه الصحافة تغير بصفة جذرية بعد
الستقالل ،وأصبح يؤدي دو ار تجنيدا من أجل الجزائر المستقلة ،ولكن الحكومة كانت تنظر إلى الصحافة
بشكل من التخوف وبدأت تفكر في الطريق األنجع لتصفية الملكية الخاصة ،فرأت أنه ينبغي قبل إلغاء ما
هو موجود من الصحف ،إنشاء صحف جديدة وتقويتها ،1وقبل اإلشارة إلى هذه األحداث يجب اإلشارة
إلى أن الحكومة قد استطاعت أن تهيمن بسهولة على الوسائل اإلعالمية األخرى ،فاإلذاعة والتلفزيون
كانتا قبل الستقالل تحت نظام الحتكار الذي فرضته الحكومة الستعمارية ،فنقل هذا الحتكار إلى
الحكومة الجزائرية وأصبحت اإلذاعة والتلفزيون تحت تصرفها ومراقبتها اإلعالمية والثقافية ،أما الصحافة
الورقية فبقيت حرة ،وكان لبد على الحكومة أن تجعلها تحت هيمنة وسيطرة الحزب والحكومة.
إنشاء يوميات جزائرية:
عرفت الجزائر فترة امتداد أكثر من شهرين دون وجود صحيفة يومية جزائرية محضة ،فالمشكلة كانت
هائلة في حق اليوميات ،فلم تعرف الجزائر تجربة في هذا الحقل قبل الستقالل ،وكانت الجريدة الوحيدة
التي تصدرها جبهة التحرير الوطني بتونس هي جريدة المجاهد األسبوعية بالعربية والفرنسية ،واستمرت
تصدر أسبوعيا في الجزائر ،ولم تصدر اليومية الجزائرية األولى إل في 12سبتمبر 1242م وباللغة
الفرنسية وهي تحمل اسم "الشعب" ،وقد اتخذ قرار إصدارها من طرف المكتب السياسي لجبهة التحرير
الوطني عندما كان موجودا بمدينة تلمسان إثر األزمة السياسية التي اندلعت في 1242م ،واستمرت هذه
الجريدة بهذا السم مكتوبا باللغة العربية والفرنسية حتى شهر مارس 1240م ،فتقرر حينئذ هذا السم
بترجمة فرنسية "لوبوبل" إلى غاية 1245م فتغير إلى اسم "المجاهد" ،وفي هذه األثناء كانت السلطة
الجزائرية تبحث عن إصدار يومية أخرى باللغة العربية ،غير أن الصعوبات كانت أكثر تعقيدا نظ ار لقلة
الوسائل المادية والبشرية ،فاليوميات الستعمارية كانت تصدر كلها باللغة الفرنسية مما استدعى استثمار
عدد قليل من اآللت والتجهيزات باللغة العربية ،ومن جهة أخرى فإن عدد الصحفيين الذين كانوا لهم خبرة
بالصحافة الورقية وخاصة باليوميات وباللغة العربية كان قليال جدا ،واألغلبية منهم تركوا ميدان الصحافة
وفضلوا العمل السياسي واإلداري ،مما اضطر المسؤولين إلى طلب إعانة من مصر ولبنان في إيفاد
وبعض الصحفيين الذين قاموا بإصدار اليومية العربية األولى في الجزائر وهي جريدة الشعب في 11
ديسمبر 1242م ،وبعد ذلك صدرت يوميتان جهويتان باللغة الفرنسية في وهران جريدة "الجمهورية" في
22مارس 1240م ،والثانية جريدة "النصر" في قسنطينة سبتمبر 1240م ،وفي شهر أفريل 1244م
تأسست أول يومية مسائية باللغة الفرنسية "الجزائر هذا المساء" ،وبظهور هذه المسائية أصبح عدد
اليوميات التي أصدرتها الحكومة الجزائرية خمسة ،بالنسبة لألنواع األخرى يمكن اإلشارة إلى ظهور
أسبوعية "الثورة اإلفريقية" باللغة الفرنسية في 2فيفري 1240م وبإصدار مجلة "الجيش" وهي شهرية
وباللغة الفرنسية جويلية 1240م وبالعربية في مارس 1246م ،باإلضافة إلى هذا لبد من التطرق إلى
الجهد الذي بذلته الحكومة في سبيل تطوير وكالة األنباء الجزائرية ،حيث اتخذت ق اررات رئاسية في
سبتمبر 1240م تنظم هذه الوكالة وتخول حق الحتكار في توزيع األخبار التي اكتفت اليوميات الجزائرية
بنقلها ،إلى ضعفها وتشابهها من جهة ،ومن جهة أخرى أصبحت ل تحمل رسالة إعالمية ينتظرها القراء،
وذلك مع وجود الصحافة الستعمارية التي تعتبر منافسا قويا لها ،مما جعل السلطة الجزائرية تفكر جليا
في القضاء على هذه الصحافة الستعمارية.
القضاء على الصحافة االستعمارية:
وقد تم ذلك منذ سنة واحدة من إنشاء اليومية الجزائرية األولى ،حيث بدأت السلطة الجزائرية تفكر في
القضاء على الصحافة الستعمارية ،فالبديل كان موجودا ،ولهذا اجتمع المكتب السياسي لجبهة التحرير
الوطني يوم 12سبتمبر 1240م وقرر تأميم اليوميات الثالثية "لديباشد ألجري" "لديباشد وقسطنطين"
و"ليكو دوران" ،ويقول القرار بأن الصحافة الورقية تذكرنا بالعهد الستعماري ،وان وجودها ل يتالءم مع
السيادة الوطنية رغم موقفها الحالي المعتدل ،ومع وجود صحافة وطنية ناشئة ل تقوى على المنافسة ،وهذا
القرار السياسي الذي اتخذه المكتب السياسي والحكومة يرمي إلى إلغاء الملكية الخاصة للصحافة الورقية،
وفرض هيمنة الحكومة والحزب على جميع أنواع الصحافة الورقية ،وكانت العقبة األولى هي الصحافة
الستعمارية التي أصبحت منافسا قويا لليوميات الوطنية.
المرحلة الثانية 5454 -5401م وهي مرحلة إقامة نظام اشتراكي لإلعالم ،حيث بدأت بتغيير كبير
في الميدان اإلعالمي ،مما ل شك فيه أن الجهود الحكومية المبذولة في المرحلة األولى كانت ترمي إلى
القضاء على الملكية الخاصة في الميدان اإلعالمي ،وقد تم ذلك مع بداية المرحلة الثانية وتواصلت
10
الفصل الثاني :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الصحافة الورقية ،النشأة والتطور
الجهود من طرف الحكومة الجديدة لتمتين الوضع الجديد واقامة نظام اشتراكي لإلعالم ،ويتمثل هذا
النظام في إلغاء الصحيفة الخاصة وكذلك توجيه الصحافة الحكومية والحزبية حتى تصبح أداة من
األدوات التي تستعملها الدولة لتعزيز سياستها ،فهي تقف دائما بجانب الحكومة ،تضخم أعمالها اإليجابية
وتخفي أعمالها السلبية وتسترها ،وهاتين النقطتين (إلغاء الملكية الخاصة وتوجيه الصحافة الورقية) تعتبر
م ن القواعد األساسية التي يبنى عليها النظام الشتراكي لإلعالم في الجزائر ،أما فيما يخص التوجيه فإنه
أصبح سهال بعد أن أصبحت جميع الصحف اليومية تتبع الحكومة ،ففي 14نوفمبر 1242م صدرت
قوانين تجعل من اليوميات مؤسسات ذات طابع تجاري وصناعي ،وتجعل من هذه المؤسسات صاحب
الحق المطلق في التسيير اإلداري والمالي ،بعد أن جعلته تحت وصاية و ازرة اإلعالم في التوجيه
اإلعالمي والسياسي ،فإقامة نظام اشتراكي للصحافة الورقية في الجزائر لم يتم دون الصطدام ببعض
المشاكل الموضوعية منها مشكلة التوزيع ومشكلة األمية والتعريب ،فقد قامت الحكومة باتخاذ قرار بتاريخ
12أوت 1244م بإنشاء الشركة الوطنية للنشر والتوزيع .واعطاءها صالحية الحتكار في ميدان التوزيع
للصحف ،فبهذا الحتكار استطاعت السلطات أن تفرض هيمنتها على توزيع الصحف عن طريق هذه
الشركة ممنوع ،وأن هذه الشركة ل توزع إل الصحف التي حصلت على تأشيرة أو إجازة من طرف
الحكومة ،مما أثر على وضعية الصحافة الورقية فلم تعرف ازدهار يذكره ،وان كان ارتفاع السحب في
ازدياد ،إل أنها قد جهدت وأصبحت رسالتها اإلعالمية ضعيفة وقليلة المصداقية رغم التطورات الكبيرة
1
التي حدثت في المجتمع من الناحية القتصادية والثقافية.
المرحلة الثالثة5488 -5454 :م ،بدأت هذه المرحلة بحدث سياسي هام وهو انعقاد المؤتمر الرابع
لجبهة التحرير الوطني أواخر جانفي 1222م بعد 15سنة من انعقاد المؤتمر الثالث ،وأهميته تكمن في
كونه يوافق ألول مرة على لئحة خاصة باإلعالم مما يؤكد على أن المشكل اإلعالمي أصبح من
اهتمامات ومن اختصاص السلطة السياسية ،بعد أن أصبحت الحكومة والحزب يهيمنان بصفة كلية على
الميدان اإلعالمي ،وبعد أن أصبح اإلعالم محتك ار من طرف الدولة ،ففي هذه المرحلة أصدرت السلطات
السياسية ثالثة نصوص يمكن اعتبارها كقاعدة أساسية للنشاط اإلعالمي في الجزائر ،ففي جانفي 1222م
وافق المؤتمر الرابع على لئحة خاصة باإلعالم ،وفي سنة 1212م ظهر قانون اإلعالم ثم في جوان من
نفس السنة وافقت اللجنة المركزية لجبهة التحرير الوطني في دورة خاصة على تقرير شامل يحدد السياسة
اإلعالمية ،ويمكن تلخيص هذا الوضع الجديد في التوجهات الكبرى اآلتية:
يعتبر اإلعالم قطاعا استراتيجيا له مساس بالسيادة الوطنية ،كذلك إلغاء الملكية الخاصة للوسائل
اإلعالمية وتوحيد التوجيه السياسي في الميدان اإلعالمي موكل لحزب جبهة التحرير الوطني ،كذلك
تحديد حقوق وواجبات الصحفيين بصفة أدق من ذي قبل مع التأكيد على أن للصحفي الحق في التصال
بمصادر المعلومات والطالع عليها تحت رعاية السلطات وحمايتهم ،إضافة إلى أن للمواطن الحق في
اإلعالم ،فوسائل العالم تقوم بإشعاره بكل ما يجري في البالد سواء كان سلبيا أو إيجابيا.
من جهة أخرى وفي نفس السياق ،وضعت الالئحة اإلعالمية التي وافق عليها المؤتمر الرابع لحزب
جبهة التحرير الوطني برنامج عمل يؤكد على ضرورة تنويع الصحافة الورقية ،بإصدار صحف جهوية
وصحف متخصصة حتى تخلق حركية جديدة تدخل نفسا جديدا على الوضع اإلعالمي للصحافة الورقية،
فلقد تحقق منه بعض الشيء بإصدار يوميتين متتاليتين المساء باللغة العربية وباللغة الفرنسية
) )Horizonسنة 1211م ،ولكن هذا التحقيق كخطوة أولى لبد أن تتبعها خطوات أخرى تملئ الفراغ
الموجود في الميدان اإلعالمي.
وأخي ار لبد اإلشارة إلى نوعية الرسالة اإلعالمية في الصحافة الورقية ،فلقد تبين مما سبق ذكره ،أن
الصحافة الورقية فقدت جزءا كبي ار من مصداقيتها ،وقد أشارت لئحة المؤتمر الرابع وتقرير اللجنة
المركزية حول اإلعالم إلى هذه الظاهرة السلبية ،لذلك أشارت إلى ضرورة إقامة إعالم موضوعي من شأنه
أن يولد الثقة بين الصحافة الورقية وقرائها ،ألن الرسالة الحقيقية لإلعالم وخاصة الصحافة الورقية هي
تزويد القارئ والمواطن بالمعلومات الكافية حول ما يجري في الوطن والعالم حتى يتمكنوا من الحكم على
1
األحداث وحتى يكون لهم موقف خاص منها ،وبذلك المشاركة في جميع الميادين بفعالية وايجابية.
المرحلة الرابعة :من 5441م إلى يومنا هذا ،التي أعطت أحداث أكتوبر دافعا قويا للصحافة الوطنية،
فالمالحظ أن التغيير الذي شهدته الساحة اإلعالمية في الجزائر قد مس بنسبة كبيرة الصحافة الورقية ،بعد
أن نادت العديد من األصوات وأكدت على ضرورة تسريح القنوات المسودة ،وتوفير الظروف المالئمة
لحرية التعبير ،فجاء الدستور فيفري 1212م وأقر التعددية الحزبية وفتح المجال للحريات الديمقراطية،
وظهرت التعددية اإلعالمية بصدور قانون اإلعالم 32 -23في 30أفريل 1223م ،فتبلورت الصحافة
المستقلة وظهرت قنوات جديدة للتعبير عن مختلف اآلراء واألفكار ،فلقد تجسدت الممارسة التعددية
-1
فرحات مهدي ،دور الصحافة المكتوبة في تكوين الرأي العام في الجزائر "جريدة الشروق اليومي نموذجا" ،رسالة ماجستير
)منشورة( ،قسم اإلعالم والتصال ،جامعة وهران ،الجزائر ،2313 ،ص ص .23 -12
11
الفصل الثاني :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الصحافة الورقية ،النشأة والتطور
لإلعال م مع صدور القوانين والنصوص التنظيمية التي تفسر األحكام العامة وتحدد الضوابط التي يسير
عليها اإلعالم ،ويمكن تلخيص هذه اإلجراءات التنظيمية القانونية فيما يلي:
*إصدار منشور 12مارس الذي سمح بتشكيل رؤوس أموال جماعية واستثمارها في مجال اإلعالم ،كذلك
المصادقة على قانون اإلعالم 32/23المؤرخ في 0أفريل 1223م ،المتضمن األحكام المتعلقة بحرية
التعبير والتعددية اإلعالمية ،إضافة لوضع وسائل تنمية جديدة للتكفل بصالحيات السلطة العمومية
وضمان استقاللية المهنة وتمثيلها على مستوى مصادر القرار ،أي و ازرة الثقافة والتصال ،المجلس
األعلى لإلعالم والمجلس الوطني السمعي البصري ،تنظيم عناوين صحافة القطاع العلم في شكل شركات
ذات أسهم مثل المساء وغيرها في إطار قانون 31/11المؤرخ في 12جانفي 1211م والقانون الخاص
بصناديق المساهمة ،كما تم في ظل هذه القوانين إعادة تنظيم الوكالة الوطنية للنشر واإلشهار في شكل
مؤسسة عمومية اقتصادية منذ سنة 1212م ،تنظيم األقسام الفنية التابعة لمؤسسات الصحافة الورقية،
مثل الشعب والنصر والجمهورية على شكل مؤسسات اقتصادية تتولى طباعة الصحف بمعنى القيام
1
بفصل المطابع عن الصحف.
لكن الحالة المضطربة التي عاشتها الجزائر منذ بداية التسعينات مع عدم الستقرار في الشارع
السياسي ،أدت إلى بروز مشكالت وعقبات كبيرة في طريق الصحافة الجزائرية ،أهمها:
حرمان الصحافة الورقية من الكفاءات الصحفية الشابة التي تضطرب إلى مغادرة البالد والتوقف عن
العمل الصحفي ،المشكالت الفنية التي تتعرض لها الصحافة الورقية بسبب ارتفاع تكاليف اإلنتاج
والطباعة وعدم قدرتها على تحمل هذه النفقات في ظل الموارد اإلعالمية المحدودة ،كذلك خضوع
الصحافة للرقابة الحكومية الصارمة بسبب حالة عدم الستقرار السياسي ،إضافة لخضوع هذه الصحافة
لحالة من الضطراب الفكري الناشئ عن صراع الموقف والتجاهات المعبرة عن مصالح الفئات واألحزاب
والتيارات التي أفرزتها مرحلة التعددية السياسية والجزئية في الجزائر ،والتي تتجلى في المعارك الصحفية
2
التي شهدتها هذه الصحافة.
-1مرازقة إسماعيل ،االتصال السياسي في ظل التعددية السياسية واإلعالم ،رسالة ماجستير )منشورة( ،قسم اإلعالم والتصال،
جامعة الجزائر ،1222 ،ص .22
-2تيسير أبو عرجة ،دراسات في الصحافة والعالم ،مرجع سابق ،ص .242
10
الفصل الثاني :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الصحافة الورقية ،النشأة والتطور
15
الفصل الثاني :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الصحافة الورقية ،النشأة والتطور
خالصة
من خالل هذا العرض يمكن استخالص ،أن الصحافة الورقية كانت ول تزال من أهم وسائل اإلعالم،
واستطاعت عبر العصور أن تفرض نفسها كنمط اتصالي تماشى وواكب مختلف المراحل التاريخية
وخصائصها ،فترك بصماته على ألسنة أهم الشخصيات الفاعلة ،فلقد اعتبرت من أدوات الضبط
الجتماعي ووسلية من وسائل التنشئة الجتماعية ،إل أنها قد تصبح عامل هدام ل بناء حينما تغير
مسارها من إظهار الحقيقية للمجتمع إلى التضليل والكذب وعدم اللتزام بالمصداقية في معلوماتها،
وبالتالي تنزلق بمستواها إلى أدنى المستويات.
دائما نجد أن لكل مجتمع خصوصيته التي تؤثر على مختلف األنظمة الفاعلة فيه ،فالجزائر بلد له
خصوصيته الثقافية والتاريخية التي تتجلى في كل نظمه وعلى رأسها النظام اإلعالمي ،وهذا األخير الذي
عرف أحداثا صحفية بارزة مثلت المراحل األساسية التي عرفتها الصحافة الجزائرية قبل الستقالل وبعده،
خاصة أنها لم تكن عص ار حياديا على الوضع العام في الجزائر ،بل كانت هي األخرى من مخلفات
الستعمار الثقافي ،والظروف السياسية والقتصادية التي عاشتها الجزائر بعد الستقالل أكسبها خصائص
ومميزات ل يمكن إخفائها ،لعل من أهمها ارتباط الصحافة الورقية بالنظام السياسية في الجزائر وفي
العديد من المجتمعات األخرى ،مما يعني أن الصحافة الورقية هي وليدة البيئة التي تصدر فيها.
18
الفصل الثالث :االنترنت والصحافة اإللكترونية
تمهيد
أوال -االنترنت وسيلة إعالمية
.5خصائص االنترنت
.9الخدمات االتصالية لالنترنت
.0استخدامات الصحافة لالنترنت
.9مزايا وعيوب االنترنت
ثانيا -جمهور وسائل اإلعالم
.5نشأة جمهور وسائل اإلعالم
.9خصائص جمهور وسائل اإلعالم
.0أنواع جمهور وسائل اإلعالم
.9وسائل اإلعالم ،اتجاهات الجمهور
.1النظريات المفسرة لجمهور وسائل اإلعالم
ثالثا -مدخل عام للصحافة اإللكترونية
.5الخليفة التاريخية للصحافة اإللكترونية
.9خصائص الصحافة اإللكترونية
.0أنواع الصحافة اإللكترونية
.9خدمات ومعايير الصحافة اإل لكترونية
.1النظريات المفسرة للصحافة اإل لكترونية
رابعا -الصحافة اإل لكترونية في الجزائر
.5نشأة الصحافة اإل لكترونية في الجزائر
.9نماذج الصحافة اإل لكترونية في الجزائر
.0المشاكل والصعوبات التي تواجه الصحافة اإل لكترونية في الجزائر
خالصة
الفصل الثالث:ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ االنترنت والصحافة اإللكترونية
تمهيد
أصبحت الصحافة اإللكترونية من أهم وسائل التصال في العصر الحديث ،حيث يستمد منها الكثير
من األفراد األخبار والمعلومات عن طريق الطالع السهل عليها بواسطة شبكة النترنت ،باستخدام
وسائط عديدة كالهاتف ،جهاز الكمبيوتر وغيرها ،هذا ما جعلها لها أهمية بالغة في حياة األفراد السياسية
والجتماعية والقتصادية وفي جميع نواحي الحياة ،فهي وليدة التطورات الحاصلة في تكنولوجيا صناعة
الكمبيوتر ،زادها ظهور شبكة النترنت صفة العالمية التي أسهمت بدورها في ظهور ما يسمى بالقارئ
اإللكتروني أو الصحفي اإللكتروني ،وبالتالي أصبحت ظاهرة إعالمية جديدة ارتبطت مباشرة بعصور ثورة
تكنولوجيا التصال والمعلومات ،وليصبح المشهد اإلعالمي والتصالي الدولي أكثر انفتاحا وسعة ،حيث
أصبح بمقدور من يشاء اإلسهام في إيصال صوته ورأيه لجمهور واسع من القراء دون تعقيدات الصحافة
الورقية وموافقة الناشر في حدود معينة ،وبذلك اتسعت الحريات الصحفية بشكل غير مسبوق ،بعد أن
أثبتت الظاهرة اإلعالمية الجديدة قدرتها على تخطي الحدود الجغرافية بيسر وسهولة ،لذلك استلزم التكيف
مع هذه الوسيلة الحديثة التي بدأت تهدد وجود واستم اررية الصحافة الورقية التقليدية ،لهذا انقسم الباحثون
في رأيهم حيال هذه العالقة ،لكن الثابت أن الوسائل تكمل بعضها البعض رغم الختالفات الواضحة
والموجودة.
وفي هذه الفصل سوف نتطرق إلى الصحافة اإللكترونية عامة ووفي الجزائر خاصة ،بعدما شهدت
انتقال تدريجيا في مجال الصحافة من شكلها التقليدي وصول إلى اإلعالم الرقمي الحديث ،ففي البداية لم
تكن هناك صحف إلكترونية خالصة في الجزائر لكن مع مرور الوقت بدأت تظهر إلى الوجود بعض
الصحف اإللكترونية المستقلة عن الورقية ،وفي إطار كل هذه اإلشكاليات ،يتمحور مضمون هذا الفصل
حول الصحافة اإللكترونية بداية بالعنصر األول النترنت وسيلة إعالمية يتضمن خصائص النترنت
والخدمات التصالية لالنترنت واستخدامات الصحافة لالنترنت ومزايا وعيوب النترنت ،وفي العنصر
الثاني جمهور وسائل اإلعالم الذي يتضمن نشأة جمهور وسائل اإلعالم وخصائصه وأنواعه وكذلك
اتجاهات الجمهور في وسائل اإلعالم ،واضافة إلى النظريات المفسرة لهذا الجمهور ،والعنصر الثالث
مدخل عام للصحافة اإللكترونية يتضمن الخلفية التاريخية للصحافة اإللكترونية وخصائص وأنواع
وخدمات ومعايير هذه الصحافة ،إضافة إلى النظريات المفسرة لها ،والعنصر األخير المتمثل في
الصحافة اإللكترونية في الجزائر الذي يتضمن نشأتها ونماذجها وأخي ار المشاكل والصعوبات التي
تواجهها.
01
الفصل الثالث:ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ االنترنت والصحافة اإللكترونية
اإللكتروني يمكن للمستخدم إرسال واستقبال رسائل فورية ،كما يمكنه استقبال رسائل في غير وقت
إرسالها ،ويتم الحتفاظ بها في صندوق البريد الخاص به ( )in boxلحين دخوله إليه ،ويستطيع المستخدم
تأجيل إرسال رسالة لتصل إلى المرسل إليه في موعد محدد ،1وانطالقا من هذه الرؤية تحقق النترنت
أنواع عدة من التصال ،فهناك اتصال متزامن يكون من فرد إلى آخر ويكون حول موضوع محدد ويدخل
في تطبيقاته مختلف أنواع برامج المحادثة وأشكالها المختلفة مثال :برامج الدردشة ،كذلك هناك اتصال
غير متزامن يكون من مجموعة إلى مجموعة أفراد مثل المجموعات اإلخبارية وذلك حينما يرغب المستقبل
في الحصول على المعلومة باستخدام خدمات الويب الدولي ،بروتوكول نقل الملفات ،ويكون التصال هنا
من مجموعة أفراد إلى فرد ،أو من فرد إلى فرد آخر إلى مجموعة ،عندما يكون في حاجة للبحث عن
موقع للحصول على المعلومات.
هناك كذلك سمة أخرى تتمثل في النصية الفائقة ( )HTMLوهي لغة برمجة تستخدم إلنشاء وثائق
نصوص مترابطة يمكن استخدامها في أجهزة الكمبيوتر ،وأصبحت قياسية لهيكلة المعلومات ووضعها في
وثائق ،وتحتوي وثائق النص المترابط على روابط تحيل القارئ إلى مواقع أخرى مشابهة ،وتعني هذه
السمة سهولة تنقل المستخدم من موقع إلى آخر على الشبكة في الحال ،وتقاس كفاءة الموقع بمقدار ما
2
يتضمنه من روابط بمواقع أخرى.
كذلك خاصية الالجماهرية أي أن الرسالة التصالية من الممكن أن تتوجه إلى فرد واحد أو إلى
جماعة وليس إلى جماهير ضخمة كما كان في الماضي ،وتعني أيضا درجة التحكم في نظام التصال
3
بحيث تصل إلى الرسالة مباشرة من منتج الرسالة إلى مستقبلها.
إضافة إلى سهولة الستعمال وهي أحد أهم عوامل تفضيل مستخدمي النترنت لها ،وزيادة إقبال
الجمهور عليها ،حيث ل تتطلب اإلفادة من الشبكة بذل جهد جسدي وعقلي كبيرين لفهمها واستيعابها،
فالمرء ل يحتاج ألن يكون خبي ار معلوماتيا أو مبرمجا أو مهندسا حتى يتمكن من استخدام النترنت،
4
فبإمكان أي كان استخدامها بكل سهولة وسير.
وبالنظر إلى هذه الخصائص يتبين أن النترنت أحدثت ثورة في مجال اإلعالم والتصال ،جعلت
الساحة اإلعالمية حاليا تشهد مناوشات أولية بين التلفزيون والنترنت ،فبينما يرى التلفزيون النترنت
-1علي عبد الفتاح كنعان ،الصحافة اإللكترونية في ظل الثورة التكنولوجية ،مرجع سابق ،ص .51
-2
رضا عبد الواجد أمين ،مرجع سابق ،ص .22
-0علي عبد الفتاح كنعان ،الصحافة اإللكترونية في ظل الثورة التكنولوجية ،مرجع سابق ،ص .52
-6محمد صالح سالم ،مرجع سابق ،ص .12
09
الفصل الثالث:ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ االنترنت والصحافة اإللكترونية
مصد ار من مصادر معلوماته ،تراه هي مجرد وسيط معلوماتي جديد يضاف إلى قائمة وسائطها المتعددة،
إل أن الواقع يطرح إمكانية تطور التلفزيون في إطار النترنت ،من خالل التفاعل مع المواد التلفزيونية
وتوفير مرونة أكبر في انتقاء القنوات ومواد البرامج وتخزينها واعادة استخدامها.
-9الخدمات االتصالية لالنترنت:
تعد النترنت شبكة واسعة لها العديد من الخدمات ،تقدمها لمستخدميها في مجالت عديدة منها:
القتصادية والجتماعية والسياسية وغيرها ،ول يختلف في أن هذه الخدمات اقتصادية بالدرجة األولى،
فهي تزداد فاعلية وسهولة مع التطور الذي يشهده النترنت ،فالشبكة العنكبوتية تتميز بخدماتها الكثيرة
التي انفردت بها عن باقي وسائل التصال األخرى ،مما يجعل اإلقبال عليها واسع من مختلف شرائح
المجتمع لغرض الستفادة من خدماتها الكثيرة والتي نذكر منها:
البريد اإللكتروني الذي يمكن المشتركون من تبادل المعلومات فيما بينهم ،وهو أكثر الخدمات انتشا ار
واستخداما ،حيث يتم إرسال الرسائل واستقبالها عبر الشبكة من مستخدم إلى آخر ،وقد تكون الرسائل
عبارة عن وثائق أو مستندات أو رسائل عادية وغيرها ،وقد تكون الرسائل عبارة عن وثائق أو مستندات أو
رسائل عادية وغيرها ،وتتكون عناوين البريد اللكتروني في النترنت من جزأين :األول هو صندوق البريد
الذي يسبق عالمة (@) ،والثاني بعد العالمة تكون عادة اسم الحاسب اآللي الذي يستخدمه المشترك،
فالصحفي يستفيد من هذه الخدمة في إرسال موضوعاته إلى مكان عمله ،وكذا إجراء المقابالت
والتحقيقات الصحفية على مستوى المحلي والعالمي ،ومن أشهر الشركات التي تؤمن خدمة البريد
اإللكتروني على مرافقها الخاصة ،نجد مايكروسوفت التي تؤمن خدمة بريد ( ،)Hotmailوشركة ()Yahoo
و( )Gmail.comالتابع لشركة ) ،1(Googleفالبريد اإللكتروني له مزايا عديدة منها انخفاض التكلفة
المادية والسرعة في تبادل الرسائل ،كما أنه بإمكان المستخدم استقبل الرسائل في الوقت الذي يناسبه وكذا
يعمل على تسهيل عمل المؤسسات.
كذلك نجد مجموعة األخبار التي تمثل مجموعة نقاش ،تناقش من خالل الرسائل المتبادلة إلكترونيا
عبر النترنت العديد من المواضيع المختلفة ،ولبد أن يكون مستخدمو هذه المجموعات على وعي تام
ببعض األمور الجتماعية المرتبطة بالمشاركة في نشاط هذه المجموعات ،باإلضافة إلى معرفتهم
بالنواحي الفنية الخاصة بكيفية المساهمة في نشاط هذه المجموعات ،وارسال وتلقي األفكار والرسائل
-1غالب عوض التوايسة ،االنترنت والنشر اإللكتروني ،دار أسامة ،عمان ،األردن ،2313 ،ص .63
00
الفصل الثالث:ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ االنترنت والصحافة اإللكترونية
وغيرها ،وتتألف المجموعات اإلخبارية من جميع أجهزة الكمبيوتر التي تتلقى المعلومات والرسائل التي
1
تبث عبر شبكة المجموعات اإلخبارية ،وهي تعد بمثابة مجموعات أو منتديات نقاش إلكترونية.
نجد كذلك خدمة جوفر ( ،)Gopherيقوم بتسهيل عملية استخدام النترنت وهو يعتمد على عملية
البحث من خالل القوائم لقراءة الوثائق ونقل الملفات ،ويمكنه اإلشارة إلى الملفات ومواقع ()Telnet
ومراكز معلومات ( )waisوغيرها ،كما أنه يعتبر برنامج لتسهيل عمليات التخاطب والبحث عن
المعلومات ،يستخدم على نطاق واسع في النترنت ،إذ يستطيع المستفيد من خاللها القيام باستعراض
2
المعلومات دون أن يتوجب عليه أن يحدد سلفا أين توجد هذه المعلومات.
وهناك خدمة أخرى لالنترنت وهي الشبكة العنكبوتية العالمية للمعلومات ( WEBHأو ،)WWW
ظهرت الشبكة العنكبوتية الدولية wwwسنة 1221م على يد '' بيرنرزلي'' ،والويب هو ملف أو مجموعة
من الملفات يتم تخزينها في حاسوب خادم " ،"Serverيمكن الولوج إليها عبر شبكة النترنت ،ولكل موقع
صفحة رئيسية تصمم غالبا لكي تكون الملف األول الذي يزوره المتصفح ليأخذ فكرة عامة عن مضامين
الموقع ،لتضمن الملفات الموجودة بالموقع وصالت نصية أو رسومية يتم النقر عليها باستخدام جهاز
مدخالت ،3فالشبكة العنكبوتية العالمية تعتبر أهم خدمة في النترنت من قبل أكبر الشركات خاصة
للترويج للخدمات والسلع وكذا من قبل األفراد.
هناك أيضا خدمة بروتوكول نقل الملفات ( ،)File Transfer PROT ocol.FTPيعتبر طريقة سريعة
لنقل الملفات (الكبيرة عادة) بين أجهزة الكمبيوتر البعيدة عن بعضها والموجودة في شبكة تستخدم
بروتوكول ( )TCP/IPمثل :شبكة النترنت ،وتستطيع هذه الخدمة أن تدخل على أي حاسب مضيف
4
مسموح لك بالدخول إليه وتنزل أيا من ملفاته وتحمله على الوحدة التخزينية بالحاسب الخاص بك.
نجد كذلك خدمة التصال الصوتي ( )VOIPوالتي يكون فيها الصوت عبر النترنت ،يعتمد على نقل
الصوت خالل بروتوكول النترنت ،وبدأت هذه الظاهرة كأداة مساعدة ألنظمة الدردشة ( )IRCلنقل
الصوت في اتجاه واحد ،انتشرت في السنوات األخيرة أنظمة عديدة من ( ،)VOIPوباتت سهلة الستخدام
وهي أقل تكلفة من استخدام الهاتف العادي وخاصة لمسافات طويلة ،ومن أكثر األنظمة شعبية في مجال
-1بهاء شاهين ،االنترنت والعولمة ،عالم الكتب ،القاهرة ،مصر ،1222 ،ص .60
-2فارس حسن خطاب ،فضائيات العالم الرقمية العربية "نت نموذجا" ،دار أيلة للنشر ،عمان ،األردن ،2313 ،ص .13
-0
صالح محمد عبد الحميد ،اإلعالم الجديد ،مؤسسة طيبة للنشر ،القاهرة ،مصر ،2311 ،ص .130
-6أحمد ريان ،خدمات االنترنت ،المجمع الثقافي ،أبو ظبي ،اإلمارات العربية المتحدة ،2331 ،ص .23
09
الفصل الثالث:ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ االنترنت والصحافة اإللكترونية
الصوت عبر النترنت هو نظام "سكايب" ،وفي السنوات األخيرة انتشرت أنظمة أكثر تطو ار مثل "فيبر"
1
(.)Vibre
كذلك هناك خدمة "تلنت" ( ،)Telnetأو خدمة الربط عن بعد باستعمال برنامج ( ،)Telnetيتمكن
المستخدم من الدخول مباشرة لحواسيب أخرى على النترنت ،إذ توفر هذه الخدمة المجال للعمل عن بعد
2
والتعامل اإللكتروني مع مركز أو مكتب العمل.
ونجد خدمة المحادثة التي تعتبر من الخدمات المثيرة جدا التي تتميز بها شبكة النترنت وتستلزم
للحصول على هذه الخدمة أحد برامج المحادثة ،وهي تتيح التحاور مع أشخاص مختلفين في أماكن
مختلفة.
وهناك خدمة القوائم البريدية تمثل قوائم لعناوين بريدية إلكترونية لعدد من المشتركين ،ولكل قائمة
عنوان خاص بها وموضوع أو خدمة يتبادل المشتركون الرسائل حول ذلك الموضوع أو الخدمة محور
المناقشة ،فكل رسالة ترسل إلى تلك القائمة تتولى القائمة البريدية إرسالها إلى جميع عناوين المشتركين
المدرجين في القائمة ،مما يسهل على المشترك متابعة الرسائل والبحث إضافة إلى الطالع على الجديد
فيما طرح ،والقوائم البريدية من أهم الخدمات المنتشرة والمستخدمة بشكل كبير من قبل الهيئات األكاديمية
3
والتجارية.
وأخيرا ،نجد خدمة محركات البحث التي تمثل برنامج حاسوبي مصمم للمساعدة في العثور على
مستندات مخزنة على شبكات معلوماتية ،الشبكة العنكبوتية العالمية أو على حاسوب شخصي ،ينبت
محركات البحث األولى اعتمادا على التقنيات المستعملة في إدارة المكتبات الكالسيكية ،حيث يتم بناء
فهارس للمستندات تشكل قاعدة للبيانات تفيد في البحث عن أي معلومة ،ويسمح محرك البحث للمستخدم
أي يطلب المحتوى الذي يقابل معايير محددة ،ويستدعي قائمة بالمراجع توافق تلك المعايير ،تستخدم
4
محركات البحث ،مؤشرات وفهارس ومصادر منتظمة التحديث لتشغيل بسرعة وفعالية.
-1فتحي حسين أحمد عامر ،وسائل االتصال الحديثة من الجريدة إلى الفيسبوك ،العربي للنشر ،القاهرة ،مصر ،2311 ،ص .110
-2المرجع نفسه ،ص .110
-3أحمد ريان ،مرجع سابق ،ص ص .66-61
-4مروى عصام صالح ،اإلعالم اإللكتروني "األسس وآفاق المستقبل" ،دار اإلعصار للنشر ،عمان ،األردن ،2315ص .112
01
الفصل الثالث:ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ االنترنت والصحافة اإللكترونية
00
الفصل الثالث:ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ االنترنت والصحافة اإللكترونية
نجد كذلك استخدام البريد اإللكتروني في إرسال واستقبال الرسائل المخفية ولتجميع معلومات خلفية عن
الموضوعات الصحفية والشتراك في القوائم البريدية.
كذلك إرسال واستقبال المواد الصحفية من إلى جريدته ومصادره من أي مكان وزمان ودون تكلفة
1
تذكر ،بطريقة تساعده على الستفادة من البيانات المتبادلة وتوثيقها وتصنيفه.
-9مزايا وعيوب االنترنت:
تعد النترنت وسيلة من وسائل التصال الجماهيري ،ولهذا فهي ل تختلف عن الوسائل األخرى في أن
تكون سالحا ذو حدين ،وسيلة توظف أو تستخدم استخداما إيجابيا ،أو استخداما سلبيا ،فهي ككل وسيلة
إعالمية لها مزايا وعيوب ،فكما أنها ساهمت في تطوير المجتمعات والرقي بها وساعدت في تسهيل
عملية التصال بين كل من المؤسسات واألشخاص ،بحيث أصبحت جزءا من حياة المواطن العادي ،إل
أنها في نفس الوقت وربما لسوء استخدامها خلق لها عيوبا:
لقد حظيت األجيال الراهنة بوسيلة النترنت فقد حققت لهم الكثير من المنافع المختلفة سواء كانت
اجتماعية ،نفسية أو اقتصادية وغيرها ،فأصبحت منصة اهتمام الشرائح الجتماعية العديدة بغية الستفادة
من مضامينها العلمية واألدبية والفنية وغيرها ،لتحقيق مآرب أخرى ،ومن أهم ما حققته النترنت من مزايا
لألفراد ما يلي:
استكشاف العالم ومتابعة كل ما يط أر عليه من مستجدات في جميع المجالت الثقافية والفنية والرياضية،
مما يخلق نوع من الستكشاف للعالم الخارجي.
كذلك تعلم في البيع والشراء عبر التجارة اإللكترونية وفي اإلنتاج والتسويق اإللكتروني.
تنمية مهارات الستطالع والتعلم الذاتي ،حيث صاغت النترنت شكال جديدا للتعليم والتعلم الستكشافي
والمشوق ،وهذا ما يؤدي إلى تنمية مهارة األسلوب التفاعلي والمشاركة بالمعلومات واآلراء والتجارب.
كذلك من اإليجابيات لالنترنت ،تعلم اللغات األجنبية المختلفة من خالل البرامج والصفحات الموجودة التي
يمكن ألي فرد الولوج إليها.
2
وتوجد كذلك ميزة تعلم مهارات التواصل والحوار مع الجنسيات المختلفة والطالع على ثقافات الشعوب.
ومن الفوائد اإليجابية كذلك لالنترنت والتي يمكن أن نتطرق لها من خالل دراسة أجريت في ال .م أ
على 123شركة اتضح أن %11من هذه الشركات نفذت انترنت بالفعل ،وأن %12تقوم بالتنفيذ،
-1عبد األمير الفيصل ،الصحافة اإل لكترونية في الوطن العربي ،دار الشروق للنشر ،عمان ،األردن ،2334 ،ص ص .65-60
-2عبد الفتاح بيومي حجازي ،األحداث واالنترنت ،دار الفكر الجامعي ،اإلسكندرية ،مصر ،2334 ،ص.12
05
الفصل الثالث:ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ االنترنت والصحافة اإللكترونية
والباقي قيد الدراسة واتخاذ القرار ،وقد لخصت الشركات التي نفذت الشبكة الفوائد التي اكتسبتها من
استخداماتها اإليجابية في ما يلي:
سهل وجود النترنت التصال بين المستخدمين والتعامل فيها بينهم ألداء العمل بكفاءة وفعالية ،بمعنى
أن وجود النترنت حسن مستوى الرضا الذي يشعر به المستخدمون اتجاه عملهم من خالل التطبيقات
المختلفة التي تتيح لكل منهم إبراز دوره في الشركة من جهة ،وتعاونه مع اآلخرين من جهة أخرى ،فكانت
1
حصيلة وجود النترنت تحقيق توفير في النفقات ،مع زيادة إنتاجية العمل كما ونوعا.
كما أن لالنترنت فوائد اتصالية كبنية ارتكازية للمؤسسات إدارة األعمال اإللكترونية ،حيث تؤمن
الستخدامات العالمية لتكنولوجيا سهلة الستخدام وتكنولوجيا معيارية ،يمكن تبنيها من قبل جميع
المنظمات ،ويتم تبني واستخدام مثل تلك التكنولوجيا المعيارية بغض النظر عن نظم الحواسيب فيه ،أو
أرضية تكنولوجيا المعلومات المعتمدة ،وبعبارة أوضح فإن النترنت تزود األفراد والمؤسسات بتكنولوجيا
سهلة الستخدام ،ومعايير باإلمكان تبنيها واستخدامها من جميع المؤسسات ،فهي اتصال مباشر بين
األطراف المعنية بعمل إدارة المؤسسات من دون وجود وسطاء تؤمن وصول واسترجاع مباشر للمعلومات
من عدة آلف من المؤسسات والجهات المشاركة المنتشرة في مناطق مختلفة من العالم ،فهي تؤمن
خدمات متواصلة ومستمرة وتكون متاحة 26ساعة في اليوم ،باإلضافة إلى إمكانيات التوسع في قنوات
الربط والتخفيض في نفقات المراسالت التجارية في التكاليف التي يدفعها البائع والمشتري وما شابه ذلك
من تكاليف.
تقوم النترنت بتأمين بدائل سهلة الستخدام لتنسيق النشاطات مقارنة بالشبكات القطاعية الخاصة،
حيث تقلل من التعامالت التجارية للمنظمات.
كما ساعدت النترنت إلى الحد من وسطاء في إدارة األعمال ،ومن الممكن أن تستخدم القدرات
التفاعلية للشبكة العنكبوتية في بناء عالقات وثيقة مع العمالء في التسويق ودعم المستهلكين ،كما أن
العديد من نماذج األعمال اإللكترونية الجديدة والمبتكرة قد برزت وتوفرت على النترنت ،بما في لك
الوجهات الفتراضية وصانعي البوابات ،ومجهزي المحتوى اإللكتروني ،ومبادلت البحث المباشر
ومؤسسات النشر ومجهزي الخدمة على الخط المباشر ،وكذلك تؤمن النترنت قدرات التسويقية من خالل
2
عروض للمنتجات والخدمات والمعلومات الخاصة عبر الستخدام السهل والمثير للشبكة العنكبوتية.
-1عبد الفتاح التميمي ،الشبكات المحلية واالنترنت ،الشركة العربية للتسويق والتوريدات ،مصر ،2331 ،ص .52
-2عامر إبراهيم قندلجي ،شبكة المعلومات واالتصاالت ،دار المسيرة للنشر ،عمان ،األردن ،2332 ،ص .161
08
الفصل الثالث:ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ االنترنت والصحافة اإللكترونية
إضافة لما سبق ذكره ،فهناك استخدامات إيجابية أخرى متنوعة وعديدة لالنترنت في مختلف
المجالت ،حيث دخلت خدماتها مجالت التعليم والتجارة وأصبحت جزءا هاما من حياة المواطن العادي،
ومن بين هذه المستخدمات اإليجابية ما يلي:
نجد التعليم عن بعد فهو أحد الطرق الحديثة نسبيا مثال ما يحدث في الجزائر اآلن بسبب فيروس
كورونا لجأت الو ازرة إلى فرض التعليم عن بعد عن طريق النترنت ،فهو نقل برنامج تعليمي من موضعه
في حرم مؤسسة تعليمية ما إلى أماكن متفرقة جغرافيا ،وبذكر العالم "شاندر" أن التعليم عن بعد باعتباره
عملية تعليمية جوهرها يتمثل في كون الطالب يكون مفصول أو بعيدا عن المعلم بمسافة جغرافية ،يتم
عادة تغطيتها باستخدام وسائل التصال الحديثة ووسائل النقل التعليمية اللكترونية ،التي قد تشمل
األقمار الصناعية وأشرطة الفيديو واألشرطة الصوتية والحاسوب ووسائط الملتيميديا وغيرها من الوسائط
1
المتاحة لنقل المعلومات.
كذلك استخدام النترنت في المكتبات فنجد معظم المكتبات اليوم على اختالف أنواعها وأحجامها
أصبحت لها موقع إلكتروني عبر الشبكة العالمية ،وأصبح باإلمكان الطالع على فهارسها انطالقا من
مكان تواجد المستفيد ،وذلك بالعتماد على تقنية ، (online public access catalogue) opocكما
تتيح شبكة النترنت إمكانية الحصول على الوثائق باستخدام تقنية '' ،''FTPوهذا في إطار اإلعارة
المتبادلة بين المكتبات ،وكذلك استخدامها في عملية البحث عن الوثائق في إطار عمليتي الختيار
2
والقتناء.
كذلك هناك التجارة اإللكترونية عبر النترنت ،وهو جانب إيجابي آخر لالنترنت ،التي تمثل مجموعة
3
متكاملة من عمليات اإلنتاج والتوزيع والتسويق وبيع المنتجات.
رغم المزايا العديدة التي تتمتع بها النترنت ،إل أن لها الكثير من السلبيات التي تطغى ،وعندما نقول
سلبيات فإن هذا ل يعود إلى الوسيلة بالدرجة األولى ،إنما المستخدم الذي يعتبر السبب األول ،ألن سوء
الستخدام من طرفه قد يعود بالسلب في أغلب األحيان ،ومن بين سلبياتها ما يلي:
- -1محمد محمود الحيلة ،تكنولوجيا التعليم بين النظرية والتطبيق ،دار الميسرة للنشر ،األردن ،عمان ،2336 ،ص .631
2
-jacquession Alain, l’information des bibliothèque-historique, stratégies perspectives-cercle de la librairie,
paris,1995, p 232.
-3أبو القاسم محمد أحمد ،التسويق عبر االنترنت ،دار األمين ،مصر ،2333 ،ص .11
04
الفصل الثالث:ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ االنترنت والصحافة اإللكترونية
ضياع الوقت خاصة بالنسبة لألفراد الغير متخصصين ،حيث نسب كبيرة منهم ل يستخدمونها على
الوجه األكمل ،1بمعنى أوضح يقضون معظم أوقاتهم في التجول عبر النترنت دون تحديد الهدف ،وقد
تؤدي بهم إلى اإلدمان على بعض المواقع على النترنت وصعوبة التخلي عن هذه العادات السيئة،
كاإلدمان مثال على مواقع التواصل الجتماعي ولهذا السبب تم إنشاء مصحات أو مستشفيات على
مستوى الدول األوروبية لمعالجة هذا النوع من اإلدمان ،كذلك احتوائها على مواقع ل أخالقية أو ما يسمى
باإلباحية اإللكترونية مما أدى إلى انتشار اآلفات الجتماعية والمحرمات التي اخترقت من جراء ما ينشر
عبر النترنت التي كسرت كل القواعد التي وضعتها المجتمعات خاصة اإلسالمية.
كذلك نجد التبعية اإلعالمية ،حيث رسخت النترنت مفهوم التبعية اإلعالمية لمصادر األخبار
والمعلومات الغربية وطبيعة توظيفها ،حيث استغلت خدماتها في العمل الدعائي المسيطر على
التكنولوجيا ،الغرب عموما وأمريكا خصوصا ،وبكل سلبياتها ومواقفها العدائية المعروفة من الشعوب
2
النامية ومنها العربية.
كذلك نجد عبر شبكة النترنت نشر معلومات تهدد استقرار المجتمع ،وتعمل على بث الرعب فيه من
خالل تشجيع العنف واإلرهاب ،وكمثال على ذلك الكتاب إرشاد اإلرهابيين ،الذي استخدمت معلوماته
لتنفيذ عملية تفجير المبنى الحكومي بولية أوكالهوما األمريكية ،إضافة إلى مسألة غسيل األموال
واختالسها وسرقة بطاقات الئتمان وغيرها ،وقد حاولت بعض الدول وضع قوانين للحد من هذه المخاطر
الالأخالقية ،حيث أقر الكونغرس قانون حماية األطفال من النترنت ،وأصدرت تونس والسعودية مراسيم
3
واجراءات لمنع بعض المواقع.
نجد كذلك مشكلة المصداقية ،فالمستخدم ل يستطيع تقييم مصداقية المعلومات التي يتحصل عليها
لضمان القيام بتغطية موضوعية فيما يتعلق بالصحفيين ،أو بناء مواقف متزنة وموضوعية للمستخدمين
بشكل عام ،4فالمعلومات على النترنت يمكن أن تضلل ول يمكن التأكد من دقتها ول معرفة مصادرها
ويمكن أن تزيف المعلومات أو تستخدم الدعاءات الملفقة.
كما أن لالنترنت مخاطر نفسية وصحية على المستخدم ،فقضاء الباحثين واإلعالميين وقتا طويال في
البحث عبر النترنت عن مواضيع شتى قد يؤدي إلى عدم تركيزهم على الموضوع األصلي وفي ذلك
-1عبد الرزاق محمد الدليمي ،الصحافة اإل لكترونية والتكنولوجيا الرقمية ،دار الثقافة للنشر ،لبنان ،2335 ،ص .111
-2عبد المالك ردمان الدناني ،الوظيفة اإلعالمية لشبكة االنترنت ،دار الراتب الجامعية ،بيروت ،لبنان ،2333 ،ص .123
-3أمين سعيد عبد الغني ،وسائل اإلعالم والموجة الرقمية الثانية ،إيتراك للنشر ،القاهرة ،مصر ،2331 ،ص .110
-4عامر إبراهيم القندلجي ،مرجع سابق ،ص .034
51
الفصل الثالث:ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ االنترنت والصحافة اإللكترونية
مضيعة للوقت ،إضافة إلى اإلصابة ببعض األمراض النفسية أو ما يعرف بالصدمة النفسية أو
التكنوسترس) ،(Techon stressالتي تحدث القلق والغضب والنطواء على النفس ،ناهيك عن األمراض
الجسمية كاإلصابة بالتعب المتكرر وتقوس ،كما تعمل على تعطيل القدرات الذهنية للعقل البشري بشكل
ل يحتاج معها بذل جهد عقلي أو إبداع فكري ،1وبالتالي هذه األعراض تقلل من دور الجهد العقلي
للصحفي ،وقدرته على اإلبداع في التحليل والتفكير وقراءة ما بين السطور فيسود التقليد والروتين.
مما سبق ذكره ،يمكن إرجاع السبب الرئيس وراء هذه السلبيات هو صعوبة رقابة شبكة النترنت ،حيث
أصبح من السهل تبادل المعلومات بين األفراد والمؤسسات دون قيد قانوني ،من دعايات التحريف
المقصود لألخبار ونشر معلومات محرض نشرها في وسائل اإلعالم المحلية ،وقد حاولت بعض
الحكومات والهيئات المسؤولة وضع برامج واستخدام طرق وأدوات تخصص للقيام بهذه المهمة ،وذلك للحد
من هذه المواقع التي تقوم بنشر مواد سيئة ومنافية للقيم ومعلومات تحدث هزات اجتماعية ،كما لها
مخاطر تخلق العزلة الجتماعية بين األفراد ،حيث أن النترنت أفقدت الوحدات التقليدية التي كانت
مسؤولة عن التنشئة الجتماعية ،وأصبحت بديال عن التفاعل مع األقارب واألصدقاء ،باإلضافة إلى دعوة
الميل إلى أفكار غربية متناقضة للقيم والتي تعرض بأساليب تبهر المراهقين مثل :العالقات الغريبة الشاذة
والت شجيع على النتحار مثل لعبة الحوت األزرق التي أدت بالكثير من المراهقين إلى النتحار ،وتعتبر
األخالق األكثر عرضة لشبح النترنت ،إضافة إلى تأثيراتها السلبية على العالقات الجتماعية بين األفراد
خصوصا داخل األسرة ،مما تؤدي إلى الحد من العالقات الجتماعية.
يمكن القول أن الطبيعة الدولية لشبكة النترنت تعني أنه ل يمكن الرقابة عليها ،ولكن ل يعني هذا
بأنه ل يمكن عمل أي شيء حول مضمون النترنت ،فالستراتيجيات المتاحة للتعامل مع هذه القضايا
المثارة على الشبكة والتي عرفتها هيئة اإلذاعة األسترالية ) (DBAتتمثل في:
تطوير قواعد األداء للمشتركين في النترنت ،وتطبيق التشريعات والقوانين الحالية ،أو إدخال تشريعات
معينة تحرم التعامل مع محتوى معين ،مع إنشاء خطوط بريد إلكتروني سريع لتحديد المحتوى غير
القانوني.
كذلك تطبيق التطورات الفنية في الرقابة على وصول الصغار واألطفال إلى مضمون النترنت ،من
خالل تحميل برمجيات تعلم وتصفية المحتوى غير المناسب ،إضافة إلى تثقيف وتوعية المستخدمين بمزايا
1
ومضار النترنت.
وبالتالي شبكة النترنت استطاعت نقل اإلعالم غلى عصر معايشة الحدث باللحظة ،كما كان لها أثر
عميق في تسريع العمل اإلعالمي ،وتسهيله وتزويده بكافة المعلومات من خالل خدماتها وما تحمله من
ميزات ،وهذا ما يفسر كثرة المواقع اإلعالمية وتزايدها بشكل كبير ،واعتمادها كأداة رئيسية لجمع
المعلومات واألخبار.
ثانيا -جمهور وسائل اإلعالم
-5نشأة جمهور وسائل اإلعالم:
لم يتكون المفهوم الراهن لجمهور وسائل اإلعالم طفرة واحدة وانما مر بعدة مراحل ،كان لكل واحد
منها األثر الكافي إلضافة عناصر أساسية وادخال تعديالت شكلية على مفهوم الجمهور ،وهذا تبعا
للتطور التاريخي العام وتطور تقنيات التصال الجماهيري على وجه الخصوص ،ومن هنا يمكن التطرق
إلى أهم تلك المراحل التي ساهمت في تكوين مفهوم الجمهور حيث حددها "قسايسية" في خمسة مراحل
مترابطة ببعضها البعض يمكن تحديدها فيما يلي:
المرحلة األولى تعتبر أهم مرحلة وأولها في تاريخ وسائل اإلعالم الحديثة ،حيث تم اختراع حروف
الطباعة على يد العالم األلماني "جوتنبرغ" ما ساهم في ظهور "جمهور القراءة" بفضل إصدار النشريات
والصحف ،وساد في تلك الفترة مصطلح "الجمهور العام" ،وهو عبارة عن عدد غير محدود من الناس
يوجدون ضمن السكان ويختلفون تبعا لترتيبهم ومستوى تعليمهم وتطلعاتهم الفكرية والدينية.
في المرحلة الثانية كان للتطور الصناعي أثر كبير في تطوير الطباعة والتي ساهمت في تطوير
الصحافة وتسويقها ،خاصة الصحافة الشعبية أو الموجهة إلى أفراد "المجتمعات الجماهيرية" التي بدأت
تتكون حول المدن الصناعية الكبرى ،وفي هذه المرحلة بدأت الصحافة تتخذ شكلها الجماهيري الذي ل
يزال يالزم وسائل اإلعالم ،2ومن هذا المنطلق نجد أن الصحافة هنا تغيرت وتطورت عن المرحلة األولى،
بفضل التطور الصناعي الذي كان له األثر والدور الكبير في تطويرها.
-1محمد محمد الهادي ،تكنولوجيا االتصاالت وشبكات المعلومات ،المكتبة األكاديمية ،القاهرة ،مصر ،2331 ،ص .222
-2علي قسايسية ،المنطقات النظرية والمنهجية لدراسات المتلقي "دراسة نقدية تحليلية ألبحاث الجمهور بالجزائر" ،أطروحة دكتوراه
)منشورة( ،قسم اإلعالم والتصال ،جامعة الجزائر ،2334 ،ص ص .42 -44
59
الفصل الثالث:ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ االنترنت والصحافة اإللكترونية
وفي المرحلة الثالثة كان هناك عامل ثالث ساهم في الصياغة الحالية للجمهور ورسم معالمه الحديثة،
وهو ظهور وسائل اإلعالم اللكترونية ،من إذاعة في عشرينيات القرن الماضي وتلفزيون في خمسينيات
القرن نفسه ،إذ أصبح الجمهور غير محدد في المكان بعدما باعد البث اإلذاعي والتلفزيوني بين أفراد
الجمهور من جهة ،وبينهم وبين المرسل أو القائم بالتصال من جهة ثانية ،وظهر شكالن جديدان من
الجمهور ويتعلق األمر بجمهور المستمعين والمشاهدين.
أما بالنسبة للمرحلة الرابعة التي تتجلى في تبني مبادئ الديمقراطية السياسية التي تعتبر وسائل اإلعالم
وحرية الصحافة والحق في اإلعالم من مبادئها ،حيث انعكس ذلك على درجة وعي المجتمع بأهمية
اإلعالم ودوره في السياسة والقتصاد والثقافة ،فلم يعد يقتصر مفهوم الجمهور على مجرد القراء أو
مستمعين ومشاهدين ،وانما يتضمن ناخبين يمتلكون سلطة تقرير المصير واختيار قادة بالدهم ،وحتى
1
مستهلكين يتحكمون في سلوكهم الستهالكي.
وأخي ار المرحلة الخامسة التي تميزت بثورة تكنولوجيات التصال الحديثة ،لم تكتمل بعد ولزالت آثارها
قائمة إلى يومنا هذا ،ونجم عنها مصطلحات جديدة تم إطالقها على جمهور وسائل اإلعالم مثل:
مستعملي أو مستخدمي النترنت ) (inter nautesوجمهور الويب) ،(web audienceوجمهور على الخط
) (online audienceوحتى مصطلح الجمهور اللكتروني ) ،(e-audienceهذه المصطلحات أعطت
للجمهور أبعادا جديدة تتجاوز الحدود السياسية والجغرافية والثقافية للبلدان والشعوب واألمم ،هذا ل يخفى
على أحد منا أن هناك عدة عوامل ساهمت بشكل أو بآخر في تشكيل مفهوم الجمهور وتطويره ،حيث
كان الهتمام بدراسات الجمهور منذ القدم محل اهتمام الكثيرين سواء من قبل مالكي وسائل اإلعالم أو
حتى رجال األعمال وصناع اإلشهار وحتى رجال السياسة ،فالكل كان يبحث ما وراء الجمهور
المستهدف ،وعن كيفية استقطاب أكبر عدد ممكن من الجمهور ،فوسائل اإلعالم تسعى للحصول على
اإلعالنات من خالل كسب أكبر قدر ممكن من الجمهور ،فيما يريد رجال القتصاد بيع سلعهم لهذا
2
الجمهور بأي ثمن أو وسيلة.
مما سبق ذكره ،نجد بأن هناك عوامل أساسية أدت إلى ظهور وتكوين مفهوم الجمهور ،ولول هذه
المراحل لما وصل مفهوم الجمهور إلى ما هو عليه في يومنا الحالي ،بدأ بجمهور القراء الذي أدى إلى
ظهور على جمهور عام غير محدود ويختلف من حيث المستوى العلمي والديني ،ثم بفضل التطور
الصناعي الذي أدى إلى تطوير الطباعة ،بدأت تتشكل الصحافة بجمهورها في المدن الصناعية الكبرى
مما أدى بها إلى تحديد شكلها الجماهيري الذي لزال ليومنا هذا ،ثم أصبحت هناك وسائل إعالم
إلكترونية من إذاعة وتلفزيون ،اللذان جعل الجمهور غير محدد في المكان بعدما كان في المرحلة األولى
محدد ضمن السكان المحددين ببيئة واحدة ،وهنا بعدما كان الجمهور قارئ فقط أصبح جمهور مستمع
ومشاهد ،هذا ما تطور في المرحلة الرابعة بعدما أصبحت وسائل اإلعالم لها الحرية والحق في اإلعالم
عن مبادئها ،هنا زاد وعي المجتمع بأهمية اإلعالم من الناحية السياسية والقتصادية والثقافية ،وبالتالي
تطور مفهوم الجمهور إلى ناخبين لهم الحق في تقرير مصيرهم والتحكم في السلوك الستهالكي ،وفي
المرحلة األخيرة لم يقتصر الجمهور على مفهوم واحد بل حدثت ثورة تكنولوجيات التصال الحديثة ،
وأصبحت هناك مفاهيم عدة للجمهور من جمهور ويب وجمهور على الخط والجمهور اللكتروني
المتفاعل والواعي والمسيطر.
وفي هذا السياق ،يمكن حصر العوامل التي كانت السبب وراء تطور دراسات جمهور وسائل اإلعالم
في أربعة عناصر:
أول عنصر الدعاية ،حيث ارتبط ظهور دراسات الجمهور وتطورها باستعمال وسائل اإلعالم لغرض
الدعاية وبالخصوص الصحافة الورقية والسينما المتنقلة ،وهذا في الفترة ما بين الحربين العالميتين األولى
(1211 -1216م) والثانية (1265 -1202م) ،لتمس أكبر عدد ممكن من المجتمعات الجماهيرية،
حيث ساد العتقاد بأن ها مجرد تجمعات بشرية ل حول لها ول قوة ويمكن قيادتها والتأثير فيها بالكيفية
التي يرغب بها القادة األقوياء ،وهذا ما خلق العديد من الدراسات التي تناولت التأثير المطلق لوسائل
اإلعالم على الجمهور ،واستندت على نتائج األبحاث والتجارب السيكولوجية والسوسيولوجية وحتى
الفيزيولوجية والعرقية لمحاولة معرفة وتوظيف آليات قيادة الشعوب.
ثاني عنصر أل وهو اإلشهار ،لقد كان له دور فعال في تنشيط دراسات الجمهور ،سواء تعلق األمر
بالمعلنين عن السلع والخدمات المادية والغير مادية أو بالناشرين أي موزعي الرسائل اإلشهارية على
الجمهور ،فحتى الدراسات التي تنجزها مراكز علمية أو أكاديمية غالبا ما تكون ورائها مصالح تجارية،
وحتى ظهور التكنولوجيات الحديثة عزز من الدراسات التي تهتم بالجمهور لغرض إشهاري خاصة مع
1
الويب. تعرض الجمهور للرسائل اإلشهارية عبر القنوات الفضائية ومواقع شبكة
وهناك كذلك أ هم عامل من عوامل تنشيط دراسات الجمهور والستجابة للديمقراطية وهو الرأي العام،
حيث تميل الحكومات على كسب تأييد رعاياها في الق اررات والمحافظة على قبول الرعايا ومصالحهم
تحسبا ألي انتخابات ،حيث تخصص األحزاب السياسية ميزانيات معتبرة للمحمالت العلمية من خالل
تمويل الصحف ومختلف وسائل اإلعالم لغرض كسب الرأي العام ،حيث كان ظهور دراسات الرأي العام
كالزمة لألنظمة الديمقراطية ،ثم تلتها دراسات الجمهور مع انتشار وسائل اإلعالم كمظهر من مظاهر
ممارسة الديمقراطية ،وقد تكاثفت دراسات الجمهور خالل النصف الثاني من القرن 23ضمن تطور
الدراسات اإلعالمية بصفة عامة ،حتى أصبحت صناعة قائمة بذاتها ومتخصصة في قياس الرأي العام
-1إلهام بوثلجي ،الصحافة اإللكترونية الجزائرية واتجاهات القراء "دراسة مسحية لجمهور جريدة الشروق أون الين" ،أطروحة
ماجستير )منشورة( ،قسم اإلعالم والتصال ،جامعة الجزائر ،2313 ،30ص .20
51
الفصل الثالث:ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ االنترنت والصحافة اإللكترونية
الخصائص األولية أو العامة ،وهي التي تتوفر في كل أفراد الجمهور بمستويات مختلفة ،والتي ل دخل
للفرد في اكتسابها وغير قابلة للتغيير ،مثل السن ،الجنس ،الساللة ،مكان الزدياد ،حيث شهدت هذه
المرحلة في بحوث اإلعالم اهتماما بهذه السمات وفئاتها ،وهذا من خالل عالقتها بأنماط سلوك الجمهور
مع وسائل اإلعالم ومفرداتها ومحتواها.
وهناك الخصائص المكتسبة أو القابلة للتغيير ،مثل اللغة والدين ومكان اإلقامة ،والوظيفة والتعليم
والدخل والحالة الزوجية ،1يمكن القول أن هذه الفئات لها دللت اجتماعية ،حيث أن عناصر بعض
الفئات مثل السن والنوع والتعليم والدخل يمكن أن يتمايل في سلوكياتها اتجاه الرسائل اإلعالمية.
كما حدد " "Maquailالخصائص الظاهرية للجمهور على النحو اآلتي:
الحجم الواسع (،)large Sizeحيث يتخذ شكل الجماهير حجما أوسع بكثير من األشكال األخرى ،كذلك
التشتت ) ،)Dispersionإذ تتواجد عناصر الجماهير في أوضاع وأماكن متباعدة ما أكسب الجمهور بعدا
كونيا ( )Globalمع الستعمال المكثف لتكنولوجيات التصال الحديثة وخاصة النترنيت ،حيث أصبح
الجمهور غير محددا في المكان وأضفى عليه صفة التواجد الكلي في كل مكان وفي نفس الزمن
( ،)Ubiquitousكذلك يكون أفراد الجمهور غير متجانسين األمر الذي يجعلهم متمايزين في احتياجاتهم
وادراكهم ومصالحهم واهتماماتهم وفي سلوكهم التصالي ،فعناصر الجمهور غير معرفين بذواتهم
ومجهولون لدى بعضهم البعض من جهة ،ولدى القائم بالتصال من جهة أخرى ،كذلك هناك غياب
للتنظيم الجتماعي ،حيث أن تباعد عناصر الجمهور وعدم معرفتهم ببعضهم البعض يفقدهم القدرة على
2
الجمهور. التوحيد والتضامن أو الدخول في تنظيمات اجتماعية بصفتهم كأفراد
وهناك الخصائص الجتماعية التي لها عالقة بالسلوك التصالي مع وسائل اإلعالم والتي تؤثر في
أنماط الستخدام والرضا واإلشباع وحدود تأثير وسائل اإلعالم ،ونجد ما يلي:
العزلة والنتماء الجتماعي ،ففي حالة غياب النتماء الجتماعي بين أفراد الجمهور ،يصعب على
القائم بالتصال التوقع بسلوك أو رد فعل أفراد الجمهور المنعزلين ،ألن سلوكهم في هذه الحالة العزلة
سوف يتمثل في سلوك الحشد الذي يصعب احتوائه في إطار المعايير العامة للمجتمع.
كذلك هناك جماعات النتماء ،فالفرد ينتمي إلى جماعات عديدة سواء بصفة اختيارية أو جبرية ،فهو
عضو في الجماعات السكانية جبريا ،وينتمي أيضا خالل تاريخ نموه إلى جماعات أخرى اختياريا مثل:
-1محمد عبد الحميد ،دراسة الجمهور في بحوث اإلعالم ،عالم الكتب ،القاهرة ،مصر ،1220 ،ص .04
-2علي قساسية ،مرجع سابق ،ص .24
50
الفصل الثالث:ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ االنترنت والصحافة اإللكترونية
الجماعات التعليمية والتنظيمات السياسية وغيرها ،فجماعة النتماء هي الجماعة المرجعية التي يشارك
فيها الفرد أعضاءها في الدوافع والميول والتجاهات ،وتتمثل قيمهم ومعاييرهم في سلوكه الجتماعي.
كذلك من السمات الجتماعية ،نجد األطر المرجعية والمعايير الثقافية السائدة ،فالفرد انطالقا من
انضمامه لجماعة معينة وخالل مراحل حياته يكتسب العديد من المعارف والخبرات والمهارات نتيجة
تفاعله مع اآلخرين ،وهي التي تمثل مرجعية ثقافية له تساعده في نظرته وتكون اتجاهاته نحو موضوع
1
معين.
أما بالنسبة للجمهور المستهدف ،فهو جزء من الجمهور الفعلي الذي يتلقى الرسالة اإلعالمية بغض
النظر عن إدراكها وعن الموقف الذي سيتخذه منها ،فهناك من أفراد الجمهور الذين يستجيبون للرسالة،
وهناك من يتجاهلونها تبعا لتطبيقاتهم مع احتياجاتهم ومصالحهم المادية واهتماماتهم الفكرية واإلعالمية
وقيمهم الثقافية والروحية ومعتقداتهم الدينية.
-1محمد عبد الحميد ،دراسة الجمهور في بحوث العالم ،مرجع سابق ،ص .44
55
الفصل الثالث:ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ االنترنت والصحافة اإللكترونية
وهناك نوع آخر أيضا من أنواع الجماهير وهو الجمهور النشط ،وهو الجزء الذي يتفاعل أي يستجيب
للرسائل اإلعالمية سواء باإليجاب من خالل اإلعالنات التجارية والحمالت النتخابية ،أو بالسلب وهو
1
حياده. الجمهور الذي يحاول المرسل كسب وده أو على األقل ضمان
فيما يفضل باحثون آخرون التمييز بين نوعين اثنين من الجمهور وهما:
الجمهور العام لوسائل اإلعالم ،وهو نوع الجمهور المتلقي الذي ينتمي إليه معظم أفراد الجمهور،
فالفرد في هذا الجمهور العام لوسائل اإلعالم غير متجانس وغير منظم وليس له إحساس بالعالقة مع
اآلخرين ،وليس لديه معرفة بشيء مشترك بينه وبين اآلخرين ،فهو في الحقيقة قد عرض نفسه على
وسائل اإلعالم الجماهيرية بصورة فردية وشخصية ومجزأة ،وهو بذلك ل يحس بأي نوع من الرفقة مع
اآلخرين الذين يملكون نفس الهتمامات ،وهو ل يفكر في نفسه كواحد من أي مجموعة مهما كان ،2ومن
هنا يمكن القول ،أن الغموض الجمهور العام لوسائل اإلعالم يتفاعل بشكل مستقل مع الرسائل اإلعالمية.
وهناك النوع الثاني ،وهو الجمهور المتخصص لوسائل اإلعالم ،على الرغم من أن هذا النوع من
جمهور وسائل اإلعالم منتشر ومجهول أساسا وغير متجانس في أغلب الحالت ،إل أنه يتكون من
األفراد ذوي الهتمامات المشتركة أو التوجه الذي يدفع األفراد ألن يكونوا أعضاء في الجمهور نفسه ،فإذا
اشتركت مثال مجموعة من أفراد ذوي اهتمامات ومصالح معينة في صحيفة ''وول ستريت جيرنال'' فإنهم
عادة يكونوا متجانسين وخاصة إذا وضعنا بعين العتبار الهتمام القتصادي على األقل ،ومن ثم فهذا
الجمهور يعد متخصصا من حيث الهتمام بالقتصاديات ،3ومن هنا يمكن القول أن أنواع جمهور وسائل
اإلعالم يختلف من باحث آلخر ولكل منهم تصوره ،ويمكن استنتاج أن األنواع األقرب والشاملة للجمهور
هي التصنيف األول ،ألن بالفعل الجمهور هو من يمتلك الوسيلة من أجل استقبال المادة اإلعالمية،
وكذلك هو الجمهور الذي يستقبل البرامج ويشاهدها ،وهنا بالفعل فهو فعلي بدرجة كبيرة ،فهذه البرامج
تكون مستهدفة لألفراد ،وبالتالي قد يستجيبون لها أو يتجاهلونها كل حسب اهتماماته ومعتقداته ألن
التعرض لبرامج إعالمية يكون حسب الشباعات التي تحققها للفرد ،فإذا استجاب لها فهو يعتبر فرد نشط
ومتفاعل واذ لم يستجيب لها فهو غير متفاعل ألن الستجابة تكون بالسلب واإليجاب.
-1محمود منصور هبة ،قراءات مختارة في علوم اال تصال بالجماهير ،مركز اإلسكندرية للكتاب ،مصر ،2336 ،ص .136
-2محمد الصيرفي ،اإلعالم ،دار الفكر العربي ،مصر ،2332 ،ص .122
-3المرجع نفسه ،ص .122
58
الفصل الثالث:ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ االنترنت والصحافة اإللكترونية
-1تيسير أبو عرجة ،قضايا ودراسات إعالمية ،دار جرير للنشر ،عمان ،األردن ،2334 ،ص .122
54
الفصل الثالث:ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ االنترنت والصحافة اإللكترونية
-1محمد مزيان ،القيم واالتجاهات في علم اإلعالم واالتصال ،دون دار نشر ،الجزائر ،2335 ،ص .12
-2المرجع نفسه ،ص .12
81
الفصل الثالث:ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ االنترنت والصحافة اإللكترونية
في اآلخرين حتى تقبل دون نقد ،فإنه يتعين عليها تجنب إثارة أي إحساس بالشك ،1وفي هذا المقام يرى
أصحاب هذه النظرية أنه ل شك أن الرسائل الهادفة إلى التأثير تختلف في قدرتها على إحداث التغيير
في التجاهات.
ويقف نجاح الرسالة في تغيير التجاهات حول ثالث عناصر وهي:
أولها بناء الرسالة الذي يعد من بين العوامل األساسية المؤثرة في الرسالة ،حيث أنه إذا توفرت الرسالة
2
على الخصائص مرضية ومستحبة ،فإن تغييرها قد يزيد في شدة التجاه التحضيري.
وهناك انطباع الرسالة العام ،بحيث النطباع العام الذي تحدثه الرسالة العامة على الجماهير له أثر
بالغ في تكوين اتجاهاتهم.
وأخي ار مستقبل الرسالة ،حيث يؤكد غالبية الباحثين على الدور المهم لخصائص المتلقي أو مستقبل
الرسالة الذي يحاول إدراك محتوى المضمون المعبر عنه في الرسالة التصالية ومقارنتها بما يملك من
خبرات اتصالية سابقة للتوصل للمعنى الحقيقي ،والقيام بدور تبادلي مع المرسل من خالل عمليات
اإلدراك والتعبير ،ولبد للمتلقي من معرفة أولية بالنظام الرمزي حتى يمكنه الشتراك وبفعالية في العملية
التصالية.
ثاني عنصر وهو سمات تغيير التجاه ،نجد أن تغيير الجمهور لتجاهاته قد يكون نتيجة للحصول
على معطيات ومعلومات جديدة متعلقة بالموضوع ،ومن هذه السمات نجد النشاط التصالي الذي يقوم
على أن التغير في مميزات التجاهات السابقة يحدث نتيجة اإلرسال والحصول على بيانات ومعلومات
جديدة ،أما السمة الثانية فترتكز على الموقف التصالي الذي اكتسبت فيه المعلومات نوعا ومصدرا ،وهذا
يعني التغيير الذي ط أر على خصائص الموقف.
والعنصر الثالث الذي يقوم على تغيير التجاهات لدى الجمهور وهو عنصر التأثير ،الذي يترك آثا ار غير
مباشرة من خالل العالقات والتعاون الجماعي وفق نظام يحقق شبكة التفاعالت أو ما يعرف بالتأثيرات
المتبادلة ،فهذا التفاعل ضروري ،يحقق لنا إمكانية دراسة جميع المشكالت المتعلقة بمختلف التأثيرات
وحالتها المتباينة وآليات خاصة والتي يمكن أن تتناول مضامين يمكن مطابقتها ،وأن مسألة مقاومة
-1
المرجع نفسه ،ص .12
-2المرجع نفسه ،ص .21
85
الفصل الثالث:ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ االنترنت والصحافة اإللكترونية
الرسالة القناعية قد ل يمكن إرجاعها غلى عامل الهروب من قدر التأثير بمواجهة حملة إقناع خاصة
1
تستند إلى عدة تأثيرات.
-1النظريات المفسرة لجمهور وسائل اإلعالم:
هناك عدة دراسات ونظريات اهتمت بتفسير جمهور وسائل اإلعالم وتحديد خصائصه ،هي نظريات
تتكامل فيما بينها بشكل يعطي نمطية وصفية للجمهور ،بهدف تصنيفه وفق فئات ديمغرافية وتحديد
أساليب اتصاله ،ل يسهل في النهاية تحليل واقعة في سياقاته المختلفة ،ومن هذا المنطلق يمكن تحديد
نظريات جمهور وسائل اإلعالم فيما يلي:
نظرية الحدث التاريخي ،فهي تتضمن عنصرين هامين ،األول يتعلق بتاريخ وسيلة اإلعالم نفسها أي
مدة ظهورها ،حيث أن هذه الوسائل تطورت تاريخيا بالتدرج في توجهها لجماعات اجتماعية معينة قبل أن
تتوسع لجماعات أخرى ،بمعنى أنها كانت موجهة اهتماماتها نحو فئة معينة ثم توسعت لتشمل جماعات
أخرى ،أما العنصر الثاني فيشمل نجاح بعض وسائل اإلعالم في تكوين هوية أو شخصية إعالمية مميزة
تتجه لنوع معين من الجمهور ،2حيث تعنى هذه النظرية بتفسير نوعية جمهور الوسيلة اإلعالمية من
خالل تحليل مضمون العرض الذي تقدمه وهو مرتبط بمجرى الزمن ،ألن التاريخ يلعب دو ار مهما في
تكوين حجم ونوعية جمهور الوسيلة اإلعالمية ،لكن يمكن القول هنا أن ليس بالضرورة مكانة وسيلة
معينة يكون مرتبط بتاريخ ظهورها ،فنجد مثال الصحافة اللكترونية رغم ظهورها بعد الصحافة الورقية إل
أن لها شعبية واستخدام أكثر بالنسبة للجمهور من الصحافة التقليدية ،وبالتالي أصبحت هي المسيطرة من
الوسائل األخرى.
نظرية الفروقات الفردية ،التي تقوم على أن جمهور وسائل اإلعالم يأتي نتاجا لعمليات عديدة من
الختيار الشخصي المبني على اختالف األفراد في أذواقهم واهتماماتهم وحتى الفرص المتاحة أمامهم،
ومن هذا المنطلق ،فقوانين العرض والطلب تعمل على تأكيد حصول الجمهور على ما يريده من وسائل
اإلعالم ،وتزداد وجاهة هذا المنظور في ظل المنافسة الشديدة بين وسائل اإلعالم المختلفة في صراعها
من أجل اجتذاب أكبر عدد من الجمهور ،وتفترض هذه النظرية أن مختلف المضامين اإلعالمية المنتجة
بناءا على الخبرة والدراسات الميدانية سوف تكون محل إعجاب قطاعات متوقعة من الجمهور ،3في هذا
السياق ،يمكن القول أن هذه النظرية واقعية بدرجة كبيرة ،ألن الجمهور يختار الوسيلة اإلعالمية
ومواضيعها بناء على رغباته وميولته وما توفره تلك الوسيلة من إغراءات لجذبه وما تحققه من اشباعات
له ،ألن األفراد يختلفون من حيث الذوق والهتمام.
إضافة لنظرية اختالف مصادر الترفيه ،فالستعدادات والفائدة من استقبال الرسائل اإلعالمية أكثر من
تركيزها على المحتوى أو الختيار النشيط للمحتوى من قبل الجماعات الجتماعية ،حيث يتوقف ذلك
على ثالث عناصر وهي وقت الفراغ المتوفر والمستوى التعليمي ووفرة المال فمثال :نجد أن استخدام الفرد
1
للصحافة اللكترونية يكون أقل جهد وتكلفة ووقت من استخدام الفرد للصحافة الورقية.
وكذلك النظرية الوظيفية ،التي تقوم على أن الجمهور سيطلب ما يحتاج إليه من مواد إعالمية إلشباع
رغباته أو حل مشكالته ،ومن ثم فإن كانت هذه الحاجات والرغبات والمشكالت انعكاسا لظروف اجتماعية
أو أحوال معيشية معينة ،فإن الجمهور سيعبر عن الرتباط بين أنواع معينة من المضامين اإلعالمية
2
والحاجات النوعية لجماعات اجتماعية معينة.
كذلك نجد نظرية "هابرماس" ،الذي اهتم فيها باتجاهات الجمهور حول وسيلة إعالمية معينة ،فقام
بدراسة نقدية لوسائل اإلعالم ،حيث اعتبر "هابرماس" أن وسائل اإلعالم والتصال تعد بمثابة وسيلة
مهيمنة للدولة ومؤسساتها البيروقراطية وتستخدم في خدمة أغراضها أو تكوين رأي عام يخدم برامجها،
وهذا من خالل أهميتها بالنسبة لوسائل الوعي الجماعي في المجتمع ،كما حاول "هابرماس" توضيح
عالقة ذلك بالتجاهات ،وايضاح كشف هذه الوسائل المهيمنة الرسمية وغير الرسمية ،كما حاول
"هابرماس" ربط مصدر التطور التاريخي والعالقة السلبية واإليجابية بنوعية التجاهات في المجتمع
وعالقة ذلك بوسائل اإلعالم والتصال منذ نشأتها وحتى يومنا هذا ،3يمكن القول هنا أن "هابرماس" رأى
أن الوسائل اإلعالمية تعمل على تكوين الرأي العام من خالل البرامج التي تبثها وتكون تخدم الدولة
بصفة خاصة ،بالتأثير على رأي شعبها وتغيير اتجاهاته لصالحها.
-1سامي الشريف ،اإلذاعات والقنوات المتخصصة ،دار النهضة العربية ،القاهرة ،مصر ،2332 ،ص .11
-2علي قسايسية ،مرجع سابق ،ص .21
-3الدسوقي عبده إبراهيم ،وسائل وأساليب االتصال الجماهيرية واالتجاهات االجتماعية "تحليل نظري" ،دار الوفاء لدنيا الطباعة،
اإلسكندرية ،مصر ،2336 ،ص .142
80
الفصل الثالث:ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ االنترنت والصحافة اإللكترونية
-1علي عبد الفتاح كنعان ،الصحافة اإللكترونية العربية ،دار اليازوري للنشر ،عمان ،األردن ،4192 ،ص.24
-2عبد األمير الفيصل ،الصحافة اإللكترونية في الوطن العربي ،دار الشروق للنشر ،عمان ،األردن ،2334 ،ص.20
89
الفصل الثالث:ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ االنترنت والصحافة اإللكترونية
إضافية مثل أرشيف األخبار ولوحة النشرة اإللكترونية للقراء لالتصال بالمحررين وخدمات أخرى لم تكن
معروفة من قبل ،كما أن صحيفة "إلكترونيك تلغراف" التي هي بمثابة نسخة إلكترونية من صحيفة "ديلي
تلغراف" ،كانت من الصحف اإللكترونية األولى الرائدة في بريطانيا والتي ظهرت سنة 1226م ،وتلتها
1
صحيفة التايمز في سبتمبر من نفس العام ،حيث تضمنت أول ندوة نقاش تفاعلية.
في السياق نفسه ،كانت الصحف اللكترونية سباقة إلى مرحلة "الكل الرقمي" ،حيث تسارعت العديد
من الصحف والمجالت إلى حجز مكان لها على شبكة النترنت وهذا بالتعاون مع الشبكات التجارية مثل
أمريكا أون لين ،بروديجي.
ونجد من بين العوامل التي ساهمت في انتشار النترنت خالل تسعينات القرن الماضي ،أن الصحف
الورقية كانت تعاني من النخفاض المستمر في معدلت القراءة.
كذلك زيادة تكلفة اإلنتاج والتوزيع ،وانخفاض عائدات اإلعالن بعد تحول المعنيين إلى وسائل
إعالن أخرى ،أما الدوافع التي جعلت الصحف المطبوعة تدخل عالم النشر اإللكتروني واصدار طبعات
إلكترونية هي الصحف المطبوعة أرادت أن تحجز لها مكانا على الطريق السريع للمعلومات ،كذلك نجد
أن بعض الصحف دخلت إلى هذا المجال تخوفا من أن تسبقها الصحف المنافسة ،ولذلك فإن أغلب
الصحف الورقية أوجدت لها مكانا في النترنت من خالل النشر اللكتروني الذي ساهم في انتشارها
2
والتوسع في مجالت التوزيع.
خالل سنة ،1220انطلق أول موقع للصحافة اإللكترونية على النترنت كلية الصحافة والتصال
الجماهيري في جامعة فلوريدا وهو موقع ''بالوالتو أون لين'' ( ،)PALOALTOوبعدها جاء موقع بالوالتو
ويكلي ( ،)PALOALTo wikliلتصبح الصحيفة األولى التي تنشر بانتظام على الشبكة ،وتعد هذه
الصحيفة أول النماذج التي دخلت صناعة الصحافة اإللكترونية بطريقة كبيرة ومتزايدة خاصة مع توفير
خدمة النترنت مجانا في الو.م.أ بالد العالم المتقدم ،بحيث أصبحت الصحافة جزءا من تطور وتوزيع
شبكة النترنت ،وقد بدأت غالبية الصحف األمريكية تتجه إلى النشر عبر النترنت خالل عامي -1226
1225م ،حيث زاد عدد الصحف األمريكية التي أنشأت لها مواقع إلكترونية من 43صحيفة نهاية
-1شريف درويش اللبان ،الصحافة اإللكترونية "دراسات في التفاعلية وتصميم المواقع" ،الدار المصرية اللبنانية ،مصر ،2335 ،ص
.22
-2رضا عبد الواجد أمين ،مرجع سابق ،ص .110
81
الفصل الثالث:ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ االنترنت والصحافة اإللكترونية
1226م إلى 115صحيفة عام 1225م ،ثم إلى 041صحيفة في منتصف عام 1224م ،1يمكن القول
أن انتشار الصحف على النترنت بدأ في الو.م.أ والمملكة المتحدة سنة 1226م ،فالنترنت في هذين
البلدين ساهمت في فتح مجال واسعا لبروز المواقع اإللكترونية للصحف اإللكترونية.
تعتبر ''الواشنطن بوست'' أول صحيفة أمريكية مضامينها عبارة عن نشرة تعدها الصحيفة ويعاد
صياغتها ،وفي كل مرة تتغير فيها األحداث مع مراجع وثائقية واعالنات مبوبة ،وقد أطلق على هذا
المشروع ''الحبر الورقي'' وكان فاتحة لظهور جيل جديد من الصحف اإللكترونية التي تخلت للمرة األولى
عن الورق والحبر والنظام التقليدي للتحرير والقراءة لتستخدم جهاز الحاسوب وامكانياته الواسعة في التوزيع
عبر القارات والدول بال حواجز ول حدود ،2وهنا يمكن القول أن النترنت أتاحت الفرصة للكلمة المكتوبة
بأن تخترق الحدود وأحدثت ثورة في مجال التصالت من خالل عملية النشر اإللكتروني للصحف
الورقية.
ففي سنة 1222م تمكنت صحيفتا ''لوموند'' و''ليبيراسيون'' من الصدور دون أن تتم عملية الطباعة
الورقية بسبب إضراب عمال مطابع الصحف الباريسية الصحيفتان صدرتا على مواقع في النترنت ألول
مرة وتصرفت إدارة التحرير بشكل طبيعي ،كما أشارت المحطات اإلذاعية لما نشرته الصحيفتان كما تفعل
يوميا ،حتى أن الصحيفتين أحسوا بشيء جديد وهو اختالف العالقة مع القارئ ألول مرة ،فقد عرف مجال
النشر اإللكتروني للصحف ارتفاعا كبي ار ،فخالل سنة 1221م نشرت مجلة ()Editor and Pulclisher
قائمة ب ـ 2152جريدة يومية وأسبوعية لها مواقع على الويب ،من بينها 1262جريدة موجودة بالو.م.أ ،3
فمن خالل تتبع صدور الصحافة اإللكتروني نجد أن الو.م.أ استحوذت على مجال النشر اإللكتروني
وصنعت لنفسها الريادة في نسبة إصدار الصحف اإللكترونية عبر العالم.
وحول موضوع تزايد عدد الصحف اإللكترونية وانتشارها في العالم يقول الدكتور '' فيكي'' :لقد تزايدت
التجاه في الصحف على مستوى العالم إلى التحول للنشر اللكتروني بسرعة كبيرة ،ففي عام 1221م لم
يكن هناك سوى 13صحف فقط على النترنت ،ثم تزايد العدد حتى بلغ 1433صحيفة عام 1224م،
وقد بلغ عدد الصحف عام 2333على النترنت 6333صحيفة على مستوى العالم ،كما أن حوالي
-1عباس ناجي حسن ،الصحفي اإل لكتروني ،دار صفاء للنشر ،عمان ،األردن ،2312 ،ص .50
-2عبد األمير الفيصل ،مرجع سابق ،ص .26
-3المرجع نفسه ،ص .21
80
الفصل الثالث:ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ االنترنت والصحافة اإللكترونية
%22من الصحف الكبيرة والمتوسطة في الو.م.أ قد وضعت صفحاتها على النترنت ،1وبعديد من
الطرق أدخلت التكنولوجيا التصالية اإللكترونية الجديدة تغيرات غير مسبوقة على صناعة الصحافة،
فأدوات الكمبيوتر مثل معالجة الكلمات ،وجمع الحروف إلكترونيا وتكنولوجيات اإلنتاج والنشر اإللكتروني،
2
قد أضافت كفاءة وفعالية أكبر في صالت التحرير ،غيرت من أدوات المحررين والمصممين.
هذه الميزات هي التي جعلت الصحافة اإللكترونية تسيطر على الجمهور من الصحافة التقليدية
وبالتالي تؤدي إلى عزوفهم عن الصحافة الورقية.
ويرى اتحاد الجرائد األمريكي أن التكنولوجيات الجديدة تعد ضمانا لنتعاش مستقبل صناعة الصحافة،
سواء تضمنت الوسائل الجديدة لهذه الصناعة أو خدمات الكمبيوتر المباشر أو تكنولوجيا األقراص
المدمجة أو أي تكنولوجيا ناشئة ،فإن الجرائد يجب أن تؤمن مكانها كمصدر أولي للمعلومات بغض
3
النظر عن الوسيلة التي تقوم بتوصيل المعلومات من خاللها.
ومن هنا يمكن القول أنه بفضل النترنت أصبحت الصحف تنافس محطات التلفزيون والراديو ،ألنها
تستطيع استثمار وسائل اتصال جديدة من نص ،صوت ،صورة ،فيديو حتى ولو لم يكن هناك مردودية
مالية واضحة.
ب-نشأة وتطور الصحافة اإل لكترونية في الوطن العربي:
مواكبة للتطور والنقلة النوعية التي عرفتها الصحافة اإللكترونية على المستوى العالمي ،كان لزاما على
الصحافة في الوطن العربي أن تساير هذا التطور ،ويعتبر البعض أن النترنت أسرع وسيلة اتصال تبناها
العرب بعد أن نشأت في الغرب بسنوات قليلة ،بالقياس إلى انتشار الراديو والتلفزيون في العالم العربي.
فمثلها حدث على المستوى العالمي من ولدة مواقع إخبارية إلكترونية ،فقد نشأت بالمنطقة العربية عدة
مواقع إلكترونية بعضها تصنع الخبر ،حيث تكتفي بإعادة نشره بعد استفادته من وكالت األنباء ،وأخرى
تقوم بدور مكمل للدور الرئيسي للمحطات التلفزيونية والجرائد المطبوعة ،وهذا النوع الذي يستقل بذاته
كليا ،أي ل يوجد له مقابل في الصحافة التقليدية.
عندما دخلت النترنت إلى العالم العربي توسع الوجود العربي في الشبكة من جانب األفراد
والمؤسسات ،فأنشأت الشركات والمؤسسات المالية واإلعالمية مواقع لها تعبر عن اهتماماتها ،حيث
تتواجد الصحف العربية على النترنت كنسخة إلكترونية للصحف المطبوعة اليومية أو األسبوعية في
أغلب األحيان ،ويتم تحديث معظمها يوميا أو دوريا بالنسبة للصحف األسبوعية ،كما تتواجد صحف
1
إلكترونية يعود الفضل في ظهورها إلى النترنت دون تواجد نسخ ورقية لها.
كان أول ظهور للصحافة العربية على شبكة النترنت في سبتمبر 1225م ،أين صدرت أول نسخة
إلكترونية لصحيفة الشرق األوسط وكانت على شكل صور ،والجريدة الثانية ''النهار'' اللبنانية في جوان
1224م ،والثالثة هي ''الحياة'' التي صدرت في الفاتح من جوان في العام نفسه ،والرابعة هي ''السفير''
اللبنانية وجريدة ''األيام'' البحرينية في أواخر عام 1224م ،وفي فبراير سنة 1222م ،ظهرت "الجمهورية"
كأول صحيفة مصرية على النترنت ،ثم تلتها ''األهرام'' في أوت 1221م ،وتليها بعد ذلك صحيفة
''األخبار'' في سنة 2333م ،وهكذا فقد ازداد عدد الصحف العربية على شبكة النترنت ،حيث تم رصد
أكثر من 053صحيفة ومجلة دورية عربية مع حلول سنة 2333م ،وهو عدد قد تضاعف بعدها ،حيث
2
لم يعد باإلمكان إحصاء الصحف العربية المتواجدة على النترنت حاليا لعدم توفر قاعدة بيانات دقيقة.
في هذا المقام رصد الدارسون للصحف العربية اإللكترونية عدة أهداف ألجلها أنشأت الصحف الورقية
مواقع لها وأوجدت لها مكانا على شبكة النترنت وأهمها ما يلي:
جذب جيل جديد من الشباب يتواصل مع النسخة المكتوبة ،تحقيق أكثر انتشار للصحف الورقية ،كذلك
تغطية نقص النسخ المكتوبة في بعض مناطق التوزيع من الداخل والخارج ،مواكبة تقنيات النشر
3
اللكتروني وتحقيق عوائد مادية في اإلعالنات اإللكترونية.
تتواجد الصحف العربية على النترنت كنسخة إلكترونية للصحف المطبوعة اليومية أو األسبوعية ،ففي
أغلب األحيان يتم تحديث معظمها يوميا أو دوريا بالنسبة للصحف األسبوعية ،كما تتواجد صحف
إلكترونية يعود الفضل في ظهورها إلى النترنت دون تواجد نسخ ورقية لها ،وتجدر اإلشارة هنا إلى أن
ظهور الصحافة العربية الخالصة على النترنت والتي ل تملك مقابال ورقيا كان متأخ ار نوعا ما ،حيث
تعتبر صحيفة ''الجريدة'' أول صحيفة إلكترونية عربية خالصة صدرت في 2333م ،تليها بعد ذلك جريدة
''إيالف'' اللبنانية التي انطلقت في 2331م من لندن ،وتتمتع بعدة مزايا خاصة بالصحف اإللكترونية،
وتشير آخر اإلحصائيات لعام 2332م ،التي قدمتها رابطة الصحف األمريكية إلى أن عدد مستخدمي
-1حسنين شفيق ،اإلعالم اإل لكتروني بين التفاعلية والرقمية ،رحمة برس للطباعة والنشر ،القاهرة ،مصر ،2332 ،ص .11
-2إلهام بوثلجي ،مرجع سابق ،ص .61
-3منار فتحي محمد ،تصميم مواقع الصحف اإل لكترونية ،دار العالم العربي ،القاهرة ،مصر ،2311 ،ص .50
88
الفصل الثالث:ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ االنترنت والصحافة اإللكترونية
النترنت المتكلمين باللغة العربية وصل 5.21مليون أي نحو %5.2من تعداد المستخدمين في العام،
كما شهد عدد مستخدمي النترنت باللغة العربية أكبر وتيرة نمو في تاريخه بين عامي 2333و 2332م،
حيث بلغت نسبة النمو %20.1مما يدل على مستقبل جيد في عالم الصحافة اإللكترونية بالمنطقة
1
العربية.
وشهدت السنوات األخيرة ،عشية ثورات الربيع العربي زرع بذور مرحلة جديدة في تطور الصحافة
اإللكترونية العربية ،جاءت نتائجها في انبثاق دور أكبر وحضور أوسع للصحافة اإللكترونية في الحياة
العامة ،ومساهمة كبيرة في بداية تشكل مجال عام جديد في العالم العربي مع الثورات والتحولت العربية
في عام 2311م.
وترصد أبرز مظاهر التحولت التي شهدتها هذه المرحلة ما يلي:
التوسع الكمي الكبير في الصحف اإللكترونية ،حيث شهدت السنوات األخيرة تزايدا كبي ار في أعداد
الصحف اإللكترونية ،فقد اكتمل وجود نسخة إلكترونية لمعظم الصحف اليومية واألسبوعية ،وبات يظهر
وجود وسيلة إعالمية دون وجود موقع الكتروني يقدم خدمات إخبارية أو خدمات رقمية توفر المحتوى
الذي تقدمه الوسيلة اإلعالمية ،فالتطور المهم هو التوسع الكمي الكبير في أعداد الصحف اللكترونية
غير المنتمية لوسائل اإلعالم التقليدية ،وأصبح في كل بلد مئات الصحف من هذا النوع ،وبلغ عدد هذه
الصحف في األردن في عام 2311نحو 633موقع إلكتروني إخباري ،وتراجع إلى نحو 125موقعا بعد
تعديالت على قانون المطبوعات والنشر الذي أعاد تعريف المطبوعة الصحفية لتشمل الصحف
اللكترونية ،وبالتالي تطلب منها الحصول على الترخيص الرسمي ،وفي المغرب تنامى عدد الصحف
اللكترونية ووصل في عام 2312إلى نحو 533صحيفة الكترونية.
عشية اندلع أول ش اررة الربيع العربي كانت تونس تتمتع بأفضل بنية تحتية في التكنولوجيا الرقمية في
إفريقيا ،وتجاوزت نسبة انتشار الهواتف المتنقلة % 22بينما الوصول إلى النترنت ،% 04وعلى الرغم
من البنية التكنولوجية المتقدمة فقد تعرضت الصحافة اإللكترونية في عهد ما قبل الثورة للقمع والتضييق
والمالحقة ،وتضاعفت أعداد الصحف اإللكترونية أضعافا وأصبحت بالمئات ول يمكن تحديد إحصاء لها
حسب تقرير الهيئة العليا إلصالح اإلعالم 2312م ،تكرر هذا األمر بسيناريوهات مختلفة في التطور
الكمي للصحافة اإللكترونية في مصر حيث شهدت تضاعفا كميا كبي ار ألعداد الصحف وتنوعها مع تزايد
عمليات الحجب.
-1حسنين شفيق ،اإلعالم اإللكتروني بين التفاعلية والرقمية ،مرجع سابق ،ص .11
84
الفصل الثالث:ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ االنترنت والصحافة اإللكترونية
شهدت الصحافة اإللكترونية العربية ظهور صحف جديدة أكثر مهنية وأكثر قربا للمعايير الجديدة
لالحتراف الصحفي الرقمي التي باتت تنضج على المستوى العالمي ،ففي عام 2312نما سوق
اإلعالنات الرقمية عالميا بنحو %12وبات يتجاوز التلفزيون ،لكن أغلب هذه اإلعالنات تذهب إلى
شبكات التواصل الجتماعي وعلى رأسها الفيسبوك ،بينما تذهب نسبة قليلة للصحافة اللكترونية،
وأصبحت اإلعالنات في العالم الرقمي تستخدم البرمجيات وخوارزميات الذكاء الصناعي لحجز اإلعالنات
الرقمية آليا ،بدل من العملية التقليدية التي تقوم على طلبيات تقديم العروض والمفاوضات البشرية ،وأوامر
اإلدراج اليدوي ،األمر الذي يجعل النموذج القتصادي للصحف اللكترونية مفتوحا على خيارات متناقضة
بين الشعبوية والمهنية.
على الرغم من المكتسبات التي حققها التنظيم الرسمي لإلعالم في العالم العربي ،في أجواء ثورات
الربيع العربي ،إل أن هذه المرحلة الثانية من هذه التحولت قد شهدت انتكاسات في أكثر من بلد عربي
من خالل تشريع القواعد القانونية ذات الطابع الزجري التعسفي ،والتي نالت بشكل مباشر الصحافة
اإللكترونية واإلعالم الرقمي بشكل عام ،حدث ذلك في مصر واألردن وتونس واستثمرت األنظمة السياسية
ضعف مهنية اإلعالم اإللكتروني وحالة اإلرباك في المحتوي الذي يقدم على شبكة النترنت ،وانتشار
خطاب الكراهية واألخبار الكاذبة لفرض المزيد من القيود تحديدا على الصحافة اإللكترونية ،فهذه
التحولت أدت إلى زيادة حضور الصحافة اإللكترونية في المشهد اإلعالمي العربي وزاد العتماد عليها
كمصدر رئيس لألخبار ،وقد بدا ذلك واضحا في األحداث والتحولت العربية التي شهدت سنوات هذه
المرحلة ،هذه البيئة وفرت ألول مرة فرصا لتشكل صحف إلكترونية منافسة على المستوى الوطني لوسائل
اإلعالم التقليدية ،حيث بينت دراسة أجريت على الشباب األردني في عام 2314م أن %22.2منهم
يتابعون الصحف اإللكترونية ،ما يعني أن الصحافة اإللكترونية باتت معروفة لجمهور القراء وفئة الشباب
1
خاصة ومصد ار رئيسيا لألخبار ،ولديها القدرة على استقطاب هذه الشريحة من الجمهور.
-9خصائص الصحافة اإل لكترونية:
ل يمكن بحال من األحوال مقارنة العمر الطويل للصحافة التقليدية بالصحافة اإللكترونية التي لزالت
في عقودها األولى ،لكن هذا العمر القصير كان كافيا ولو بشكل نسبي إلبراز خصائص متعددة مرتبطة
بهذه الظاهرة المتنامية ،حيث حدد الباحثين والمختصون في مجال الصحافة اإللكترونية عددا من
-1باسم الطويسي ،الصحافة اإل لكترونية في العالم العربي "سياقات النشأة وتحديات التطور" ،بيان اليوم
/bayanealyaoume.Press. Ma/يوم 2323/32/16على الساعة .12:33
41
الفصل الثالث:ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ االنترنت والصحافة اإللكترونية
الخصائص التي يتميز بها هذا النوع من الصحافة عن الوسائل التقليدية ،وأهم هذه الخصائص تتمثل فيما
يلي:
تعدد الوسائط ،فالصحافة اإللكترونية تجمع ما بين الصوت الذي كان يقدمه الراديو والصوت والصورة
المميز للتلفزيون والنص الذي تقدمه الصحيفة المطبوعة ،إذن فكل هذه المميزات تجتمع في وسيلة واحدة
هي الصحيفة اإللكترونية ،فالصحافة اإللكترونية بإمكانها تقديم الصوت والصورة والنص بشكل مترابط
وفي قمة النسجام واإلفادة المتبادلة ،حيث تزايد اعتماد الصحف اإللكترونية على الوسائط المتعددة ،نظ ار
لمساهمتها في تسهيل التعرض لهذه الصحف ،1وبهذا أصبح استخدام الوسائط المتعددة من أهم السمات
التصالية المميزة للصحافة اإللكترونية.
كذلك هناك خاصية التفاعل والمشاركة ،هذه الصفة التي أصبحت متداولة وشائعة في األوساط
األكاديمية وفي مجال الصحافة مع بداية التسعينيات من القرن الماضي ،وهذا نتيجة نقطة اللتقاء التي
جمعت بين المعلوماتية والتصالت الرقمية ،ففي ظل تطور بيئة التصال وظهور التصال ذو اتجاهين،
نمت الحاجة إلى ضرورة توفر التفاعلية في الصحيفة اإللكترونية ،حيث أظهرت الدراسات أثر التفاعلية
في تقديم المادة اإلعالمية واستخدامها على إدراك القارئ لها وقدرته على الحتفاظ بها واسترجاعها بشكل
إيجابي ،2من خالل هذه الخاصية يتضح أن الصحافة اإللكترونية باعتبارها من أهم وسائل التصال
الجماهيري فهي تعتمد على التصال التفاعلي ،حيث يتم فتح المجالت للحوار والمناقشات للقارئ كذلك
هناك خاصية التمكين ،نجد في الصحيفة الورقية ليس للقارئ خيار سوى قراءة ما هو مكتوب بالصحيفة،
لكن العكس يحدث في الصحيفة اإللكترونية أين يستطيع القارئ بسط نفوذه على المادة المقدمة من خالل
الطالع على كل ما كتب عنها من أخبار وتحاليل وهذا باستعمال الروابط التي تحيله لمعلومات إضافية
حول الموضوع ،فعن طريق استخدام الروابط الفائقة يستطيع القارئ التجول بأنحاء موقع الصحيفة والبحث
3
عن المضامين ذات الصلة بالموضوع التي تكون داخل الموقع نفسه أو بموقع آخر على الويب.
-1حسنين شفيق ،الوسائط المتعددة وتطبيقاتها في اإلعالم ،رحمة برس للطباعة والنشر ،ط ،2القاهرة ،مصر ،2332 ،ص .110
-2محمود علم الدين ،مقدمة في الصحافة اإل لكترونية ،الحرية للطباعة والنشر ،القاهرة ،مصر ،2331 ،ص .105
-3منار فتحي محمد ،مرجع سابق ،ص .00
45
الفصل الثالث:ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ االنترنت والصحافة اإللكترونية
فنجد أن في الصحافة اإللكترونية الحدود مفتوحة فيها من ناحية مساحات التخزين الهائلة الموجودة
على الحاسبات للمحرر الصحفي بالصحيفة اإللكترونية بنشر ما يريد وبالحجم الذي يشاء حيث ل توجد
1
مشكلة محدودية المساحة المخصصة للنشر مثلما تطرحه الصحافة الورقية.
كذلك حققت هذه الصحافة إمكانات النقل الفوري للخبر ،ومتابعة تطوراته وتعديل نصوصه في أي
وقت دون انتظار حول اليوم التالي ،وبذلك أنهت هذه التقنية واحدة من أبرز ثغرات الصحافة الورقية في
منافستها للراديو والتلفزيون ،بل إن الصحف اللكترونية باتت تنافس هاتين الوسيلتين في عنصر الفورية
الذي احتكرناه ،وبدأت تسبق حتى القنوات الفضائية التي تبث األخبار في مواعيد ثابتة ،فيها يجري نشر
بعض األخبار في الصحف اإللكترونية بعد أقل من 03ثانية من وقوع الحدث.
توفر تقنية الصحافة اإللكترونية إمكانية تسجيل أعداد قراء الصحيفة ،حيث يقوم كل موقع على الشبكة
بالتسجيل التلقائي لكل زائر جديد يوميا ،وهناك بعض البرامج تسجل اسم وعنوان أي زائر ،ومثل هذه
اإلمكانية توفر للمؤسسات المعنية والدارسين إحصاءات دقيقة عن زوار مواقع الصحيفة اإللكترونية وتوفر
2
للصحيفة مؤشرات عن أعداد قرائها وبعض المعلومات عنهم ،حيث يمكن أن تتصل بهم بشكل مستمر.
-0أنواع الصحافة اإل لكترونية:
تأخذ الصحافة اإللكترونية على شبكة النترنت أكثر من شكل على النحو اآلتي:
النشر الصحفي الموازي وفيه يكون النشر اإللكتروني متوازيا للنشر المطبوع ،بحيث تكون الصحيفة
اإللكترونية عبارة عن نسخة كاملة من الصحيفة المطبوعة باستثناء المواد اإلعالمية.
كذلك النشر الصحفي الجزئي ،وفيه تقوم الصحف المطبوعة بنشر أجزاء من مواد الصحيفة عبر
النترنت ،ويعت مد إلى هذا النوع بعض الناشرين بهدف ترويج النسخ المطبوعة من إصداراتهم مثل قناة
العربية ،الجزيرة ،بي بي سي ( ،)bbcسي أن أن (.)CNN
وهناك نوع آخر من أنواع الصحافة اإللكترونية وهي النشر الصحفي اإللكتروني الخاص ،وفي هذا
النوع ل يكون للمادة الصحفية المنشورة إلكترونيا أصل مطبوع ،إذ تظهر الصحيفة بشكل مباشر على
شبكة النترنت وهو ما يطلق على الصحف اإللكترونية التي تصدر مستقلة في إدارتها وطرق تنفيذها مثل
-1زيد منير سليمان ،الصحافة اإل لكترونية ،دار أسامة للنشر ،عمان ،األردن ،2332 ،ص .11
-2محمود علم الدين ،الصحافة في عصر المعلومات "األساسيات والمستجدات" ،العربي للنشر ،القاهرة ،مصر ،2333 ،ص .24
49
الفصل الثالث:ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ االنترنت والصحافة اإللكترونية
صحف شيكاغو تربيون ،إيالف ،الجزيرة وغيرها ،فهي مؤسسة صحفية تستغني على عمليتي الطبع
1
والتوزيع وتستبدلها بالنشر اإللكتروني.
-9خدمات ومعايير الصحافة اإل لكترونية:
أ -خدمات الصحافة اإل لكترونية:
تتنوع خدمات الصحف اإللكترونية بتنوع أشكالها ومواضيعها ومجالتها عبر شبكة النترنت ،فقد
تجتمع هذه الصحف على بعض الخدمات المشتركة ،ولكن قد توجد خدمات تتيحها هذه الصحيفة ل توجد
في صحيفة أخرى ،وهذا حسب إمكانيات الصحيفة ومن بين هذه الخدمات التي تقدمها الصحف
اإللكترونية للقراء نجد ما يلي:
خدمة البحث في األرشيف ،بإمكان قراء الصحف اإللكترونية العودة بكل سهولة إلى الصحف
اإللكترونية للبحث في أرشيفها وعن األعداد السابقة والطالع عليها دون عوائق أو صعوبات ،كما يمكن
للقراء التفاعل عبر الروابط التفاعلية الموجودة عبر موقع الجريدة لتقديم النقد والردود والمشاركة في
استطالعات الرأي وغيرها من الخدمات ،2من هنا تظهر خاصية التفاعلية في الصحافة اإللكترونية والفرق
بينهما وبين الصحف الورقية من حيث سهولة الستخدام وابداء الجمهور آلرائه وانتقاداته وحول المواضيع
التي تطرحها الصحف اإللكترونية.
كذلك خدمة قراءة عدد اليوم أو األمس من النسخة الورقية ،تقتصر هذه الخدمة على الصحف
اإللكترونية الكاملة المختلفة عن الصحيفة الورقية ،إذ يتيح الموقع لمستخدمي إمكانية مطالعة النسخة
3
الورقية وما بها من موضوعات مختلفة إلى حد كبير من محتويات الصحيفة الورقية.
هناك كذلك خدمة البحث ،حيث تتيح الصحيفة اإللكترونية لمستخدميها خدمة البحث داخلها أو داخل
شبكة الويب ،وبعض هذه الصحف يتيح هذه الخدمة لفترة زمنية محددة أو أقل أو أكثر ،وتقدم بعض
الصحف رؤوس الموضوعات ثم تطالب بالحصول على رسوم مالية محددة إلى تفاصيل الموضوع،
وبعض الصحف تشترط الدخول إلى مزود الخدمة الخاص بالمؤسسة إلتاحة خدمة البحث ،وتتفاوت قوة
-1علي عبد الفتاح كنعان ،الصحافة اإللكترونية العربية ،مرجع سابق ،ص ص .01 ،02
-2عبد األمير فيصل ،مرجع سابق ،ص .115
-3رضا عبد الواجد أمين ،مرجع سابق ،ص .130
40
الفصل الثالث:ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ االنترنت والصحافة اإللكترونية
وكفاءة خدمة البحث من صحيفة إلكترونية إلى أخرى بل تختفي هذه الخدمة من بعض مواقع الصحف
1
العربية.
نجد كذلك خدمة الشتراك في الصحيفة الوريقة ،هي خدمة تقدمها الصحيفة اإللكترونية للصحيفة
الورقية تتيح من خاللها للمستخدم الشتراك في الصحيفة الورقية ،من خالل تقديم المعلومات الخاصة
2
بالشتراك بطريقة سهلة وتسديد الرسوم باستخدام بطاقات الئتمان.
كذلك تتميز الصحافة اإللكترونية بخدمات اإلخبار ،التي تتضمن تجديد آني لألخبار كل بضعة دقائق
بآخر األخبار المحلية والعالمية ،كذلك نشرة إذاعية إخبارية على الهواء مباشرة يعدها فريق إذاعي
متخصص لهذا الغرض داخل المؤسسة ،كذلك خدمة األخبار العاجلة عبر الهواتف الذكية للمشتركين
وخدمة األخبار المتخصصة عبر البريد اإللكتروني للمشتركين وخدمة استعراض النسخ المطبوعة ،إضافة
3
لخدمة الحصول على األعداد السابقة.
هناك كذلك خدمة تقديم اإلعالنات للصحيفة المطبوعة ،من خالل نشر أسعار اإلعالنات الصحفية
الورقية وطبيعة الخدمات اإلعالنية التي تقدمها ،باإلضافة إلى سبيل التصال بقسم اإلعالنات وطلب
4
نموذج نشر إعالنات بالصحيفة.
إضافة إلى خدمة اإلجابة على األسئلة ،التي تتضمن اإلجابات عن األسئلة التي يمكن أن يطرحها
المستخدم حول طريقة الستعراض والمشكالت التي قد يواجهها أثناء استعراض الموقع ،وتمثل هذه الخدمة
خدمة المساعدة التي يتم تزويد برامج الكمبيوتر بها ،5من هنا يتضح أن هذه الخدمة تكون همزة وصل
بين المستخدم وموقع الصحيفة ،فتساعد على التصفح بطريقة سهلة دون أي غموض أو مشكلة ،وبالتالي
هذه الخدمة تجعل المستخدم يلجأ للصحيفة اإللكترونية بدل من الصحيفة الورقية ،ألنها سهلت عليه
عملية التواصل مع الصحيفة.
وبالتالي هذه الخدمات وغيرها ،جعلت الصحافة اإللكترونية مميزة عن الصحافة الورقية ،حيث
أصبحت مواكبة للتطور التكنولوجي وما يخدم لغة العصر ،وهذا ما جعل معظم الصحف تتواجد على
الشبكة بمختلف أشكالها ،سواء بشكل مخالف عن النسخة الورقية أو كصورة إلكترونية طبق األصل عن
-1حسني محمد نصر ،االنترنت واإلعالم والصحافة اإل لكترونية ،دار الفالح للنشر ،الكويت ،2330 ،ص.24
- -2رضا عبد الواجد أمين ،مرجع سابق ،ص .130
-3علي عبد الفتاح كنعان ،الصحافة اإللكترونية في ظل الثورة التكنولوجية ،مرجع سابق ،ص .66
-4رضا عبد الواجد أمين ،مرجع سابق ،ص .130
-5حسني محمد نصر ،مرجع سابق ،ص .121
49
الفصل الثالث:ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ االنترنت والصحافة اإللكترونية
الصورة الورقية ،وهنا يصبح المستخدم يلجأ للصحيفة اإللكترونية نظ ار لخدماتها المتطورة التي ترغم
الجمهور لستخدامها وعزوفه عن الصحيفة الورقية التقليدية.
ب .ضوابط الصحافة اإللكترونية:
مع النتشار المتسارع لتكنولوجيا الصحف اإللكترونية وتزايد أعدادها بشكل كبير ،أصبح من
الضروري وضع معايير وضوابط تميز الصحيفة اإللكترونية عن غيرها من المواقع التي تعج بها
النترنت ،ومن بين هذه المعايير والضوابط ما يلي:
هناك معايير مهنية ،تتضمن مجموعة من المعايير التي تميز الصحيفة اإللكترونية منها :استعمال
قوالب العمل الصحفي مثل :الخبر والتحقيق والحوار ،ول يعني هذا عدم التعامل مع قوالب مغايرة ترفضها
طبيعة الوسيلة الجديدة ،وانتاج موضوعات ميدانية مثل تغطية المؤتمرات والندوات وغيرها ،الحتراف
بمعنى أن يكون الصحفيون العاملون في الموقع محترفين ل هواة ،1وبالتالي هذه المعايير تخص مهنة
الصحافة في حد ذاتها ،وفق شروط مهمة بداية بكيفية ظهور الخبر إلى الجمهور ،وأن يكون هذا الخبر
واقعي ميداني على يد صحفي محترف يتميز بالكفاءة المهنية والخبرة وغيرها.
كذلك هناك معايير تتعلق بالمؤسسة أو الموقع ،تمثل معايير فنية وتبرز في وجود نظام بالموقع
لألرشيف ،ووجود خادم مستقبل للموقع ونظام تأميني محدد يمنع عمليات القرصنة والختراق بصورة
مبدئية ،2هنا تركز هذه المعايير على الموقع الخاص بالصحيفة أي يكون الموقع يحتوى على نظام
األرشيف الذي يساعد المستخدم على معرفة كل المواضيع التي تتطرق لها الصحيفة ،ويكون موقع
الصحيفة محمي من عملية الختراق أو القرصنة من أشخاص غير معروفين وفق نظام وخطط تحميه
فقط وليس بالضرورة ضمان عدم الختراق.
كذلك هناك معايير تتعلق بمعدل الزوار ،وهو ما يمكن تحديده من خالل مواقع متابعة التصفح
العالمية ،مثل موقع ( ،)Alexaومن خالله يمكن التعرف على عدد الزوار للموقع وعدد الجلسات التي
تمت على الموقع ومعدل الزيارات والبلدان التي تمت زيارة الموقع ،كذلك هناك معايير مالية وقانونية،
والمالية تتمثل في وجود نظام تمويلي واضح محدد للمؤسسة أو الموقع وقابل للمراجعة من قبل الجهات
المختصة ،والقانونية تتعلق بالوضع القانوني للمؤسسة بالصورة التي تضمن الوفاء بالحقوق المالية
والقانونية للعاملين فيها ،ويكفي أن تصدر من خالل أي شكل يتيحه القانون ويضمن محاسبة أصحاب
-1عبد الرزاق محمد الدليمي ،الصحافة اإل لكترونية والتكنولوجيا الرقمية ،دار الثقافة ،عمان األردن ،2311 ،ص .221
-2المرجع نفسه ،ص .221
41
الفصل الثالث:ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ االنترنت والصحافة اإللكترونية
المؤسسة ماديا وقانونيا عليه ،1وبالتالي هذه هي المعايير التي تحكم الصحافة اإللكترونية وترسم حدودها
ومجالت عملها ،فهي ضرورة حتمية.
-5النظريات المفسرة للصحافة اإل لكترونية:
اهتم الباحثين في عشرينات القرن الماضي بدراسة تأثير وسائل اإلعالم على الجمهور ،وقد تعددت
النظريات التي حاولت تفسير العالقة الموجودة بين الجمهور ووسائل اإلعالم خاصة الصحافة اإللكترونية
باعتبارها وسيلة إعالمية جديدة ،وفهم التأثير الذي تحدثه المضامين اإلعالمية على الجمهور مما يجعله
يتابع وسيلة ويعزف عن أخرى ،من هنا يمكن تسليط الضوء على أهم النظريات المفسرة لعالقة الجمهور
بوسائل اإلعالم واسقاطها على موضوع الدراسة.
أ-النظرية الوظيفية:
يعتبر ''إيميل دوركايم'' من بين مؤسسي علم الجتماع األكثر ارتباطا بالوظيفة ،حيث يتضمن مفهوم
الوظيفة في النظام الجتماعي مجموعة من الوحدات ،والوحدة يمكن أن تكون الفرد أو المؤسسة
الجتماعية أو الثقافية ،حيث تمارس هذه الوحدات مجموعة من األنشطة مثل :الستهالك ،نقل األخبار،
الترفيه ،سواء أكان ذلك على مستوى األفراد أو الجماعات أو المجتمع العام ،وتتم ممارسة هذه األنشطة
داخل بناء مثل النظام الليبرالي أو النظام السمولي ،وينتج عن ممارسة هذه األنشطة مجموعة من
الوظائف أي اآلثار ومنها اآلثار المرغوبة وغير المرغوبة ،فمثال :يؤدي تقديم وسائل اإلعالم (الصحافة
اإللكترونية والورقية مثال) لألخبار إلى زيادة معلومات األفراد ومراقبة البيئة وتحقيق الترابط الجتماعي
ونقل التراث الحضاري من جيل آلخر ،ومن جهة أخرى يؤدي عرض األخبار إلى زيادة القلق
2
والضطرابات لدى األفراد وهو ما يطلق عليه الختالل الوظيفي.
إذن فالتحليل الوظيفي يقوم على البناء المجتمعي ،وكيفية عمل الوحدات داخل النظام العام ،ويمكن
النظر إلى النظام العام على نطاق واسع باعتبار المجتمع هو النظام الشامل أو على مستوى ضيق بحيث
تكون الوسيلة اإلعالمية ومحتواها وجمهورها هي النظام العام ،وفي كلتا الحالتين يربط التحليل الوظيفي
بين التفاعالت التي تحدث فيما بين وحدات النظام وأثر هذه التفاعالت على النظام ككل ،حيث يسعى
التحليل الوظيفي إلى فهم دور نمط السلوك أو التأثير الثقافي والجتماعي في الحفاظ على توازن النظام
وديناميكيته ،يتم تحليل نشاط األفراد في ضوء أهميته لتنمية النظام العام وصيانته ،ويعتبر دور الوحدات
وظيفيا إذا كان يساعد على استقرار النظام وحفظ توازنه ،بينما يحدث الختالل الوظيفي إذا كان السلوك
1
الذي تمارسه الوحدات يخل باستقرار النظام ويعيق تقدمه.
إن وسائل اإلعالم تندرج ضمن النموذج العام من النظام الجتماعي ،ومن الطبيعي أن يمثل التمويل
الشرط األساسي لهذا النظام ،إذ أن معظم مكونات نظام وسائل اإلعالم عبارة عن عناصر وظيفية يحرك
المال أفرادها ،ومن أجل الحصول على المال فإنهم يعتمدون على الجمهور ،واذا لم تكن ق ارراتهم لصالح
الهتمام بالجمهور والشراء وما أشبه ذلك مما يثير إعجاب الجمهور ،فإن نظام الوسيلة اإلعالمية قد
يعاني من إجهاد شديد يجعله ينهار في النهاية ،ولذلك يختار القائمون على الوسيلة اإلعالمية التي تعمل
وفق النظام التجاري تقديم المحتوى الترفيهي الذي يشبع أكبر عدد ممكن من أفراد الجمهور ويقنعهم بشراء
السلع والخدمات المعلن عنها ،وكذلك المحتوى الترفيهي الذي يبدو أنه قاد ار على جذب أكبر عدد من
أفراد الجمهور ،وهو ذلك المحتوى الهابط األكثر درامية ،ونظ ار ألن الهدف األساسي لوسائل اإلعالم
التجاري هو تحقيق الربح فإن العنف وأي محتوى أخر يثير الهتمام ،حتى وان كان متسما بالذوق الهابط
2
سوف يؤدي إلى زيادة عدد الجمهور الذي يشاهد اإلعالنات وبالتالي يحقق أهداف النظام.
وفي ضوء التحليل الوظيفي يمكن تناول الصحافة اللكترونية بوصفها وسيلة من وسائل اإلعالم
المرتبطة بالنترنت ،فيمكن إسقاط قول ''ديفليروكيتش'' على تحليل عالقة العتماد الثنائية بين الصحافة
اإللكترونية وباقي النظم الجتماعية والسياسية والقتصادية يرى :أن العالقات القائمة على الحاجة
المتبادلة بينهما يمكن تفسيرها في إطار مفهوم العتماد المتبادل ،فكل من وسائل اإلعالم والمؤسسات
األخرى في المجتمع ل تستطيع إنجاز أعمالها وتحقيق أهدافها دون العتماد على بعضهم البعض الذي
3
أصبح ملزما في المجتمع الحديث.
فعالقة الجمهور بالصحافة اإللكترونية والورقية في إطارها الجتماعي هي عالقة تبادلية ،فتعمل كل
منهم على احتواء القيم والمعايير الجتماعية ،لكن يمكن الختالف في كون الصحافة الورقية تكون
موجهة لجمهور تقليدي يعتمد على القراءة فقط ،أما الصحافة اإللكترونية فجمهورها يكون إلكتروني
استطاع أن يتحدى معوق األمية الرقمية ،حيث فتحت الصحافة اإللكترونية آفاقا بارزة لتعلم المستحدثات
-1مرزوق عبد الحكيم العادلي ،اإلعالنات الصحفية "دراسة في االستخدامات واإلشباعات" ،دار الفجر للنشر ،القاهرة ،مصر،
،2336ص .22
-2جمال أبو شنب ،مرجع سابق ،ص .130
-3محمد عبد الحميد ،نظريات اإلعالم واتجاهات التأثير ،عالم الكتب ،ط ،0القاهرة ،مصر ،2336 ،ص .230
45
الفصل الثالث:ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ االنترنت والصحافة اإللكترونية
في مجالت مختلفة ،حيث تساهم الصحافة اإللكترونية في الرتقاء بالمجتمع ألنها تتميز بالعصرنة
وسرعة نشر المعلومة ،فهذه المميزات هي التي جعلت الجمهور يعزف عن الصحيفة الورقية ويهتم بوظيفة
الصحافة اإللكترونية داخل المجتمع ،أما في مجال النظم السياسية فهو مجال واسع لغرس القيم والمعايير
السياسية ودعمها مثل :الحرية والمساواة واحترام القانون والتصويت ،وأبرز وظيفة تحققها الصحافة
اإللكترونية كبناء مميز في المجتمع هي حرية نشر وتلقي المعلومة ومساهمة الجمهور في المضامين
التي تقدمها هذه الصحف على اعتبار أنها تحقق التفاعلية ،عكس الصحافة الورقية التي يكون فيها
الجمهور مجرد متلقي ليس له القدرة على التفاعل وابداء رأيه حول موضوع معين ،فالتفاعلية عنصر مهم
بالنسبة للجمهور ألنه يشعر بأهمية رأيه بالنسبة للصحيفة ،وبالتالي هذه خاصية مهمة ل تمتلكها
الصحيفة الورقية ومن الممكن أن تكون سبب وراء عزوف الجماهير عن اقتنائها ،أما من ناحية النظام
القتصادي ،فإن اإلعالنات اإللكترونية عن طريق هذه الصحف دور بناء العالقة بين المنتجين والبائعين
والمستهلكين ودعمها من خالل المستهلكين بالمنتجات المطروحة واستنارة السلوك الشرائي لدى الجمهور
المستهدف.
ب -نظرية االستخدامات واإلشباعات:
إن مدخل الستخدامات واإلشباعات يعد بمثابة نقلة فكرية في مجال دراسة تأثير الوسائل التصال،
حيث يعد النموذج البديل لنموذج التأثيرات التقليدية الذي يركز على كيفية تأثير وسائل التصال على
تغيير المعرفة والتجاه والسلوك ،بينما جاء هذا المدخل ليطرح التساؤل :ماذا يفعل الجمهور بوسائل
اإلعالم؟ وتنظر هذه النظرية إلى العالقة بين وسائل اإلعالم والجمهور بشكل مختلف ،بناءا على هذه
النظرية ليست وسائل اإلعالم هي التي تحدد للجمهور نوع الرسائل اإلعالمية التي يتلقاها ،بل إن
استخدام الجمهور لتلك الوسائل إلشباع رغباته يتحكم بدرجة كبيرة في مضمون الرسائل اإلعالمية التي
يتلقاها ،لذلك ترى هذه النظرية أن الجمهور يستخدم المواد اإلعالمية وحتى الوسيلة في حد ذاتها إلشباع
رغبات معينة لديه ،قد تكون الحصول على المعلومات أو الترفيه أو التفاعل الجتماعي أو حتى تحديد
الهوية ،1ويمكن إسقاط هذه الفكرة على موضوع الدراسة ،حيث نجد أن الجمهور يميل إلى الصحيفة
اإللكترونية وعزوفه عن الصحيفة الورقية ،ذلك ألنه وجد في األولى ما يشبع اهتماماته وميولته واستفاد
من اإلمكانيات التي وجدها في النترنت ،فيستطيع أن يكتب رأيه في المقابل أو التقرير الذي يقرأه
-1
محمد عبد الرحمان الحضيف ،كيف تؤثر وسائل اإلعالم "دراسة في النظرية واألساليب" ،مكتبة العبيكان ،ط ،2السعودية،
1221م ،ص .24
48
الفصل الثالث:ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ االنترنت والصحافة اإللكترونية
والمشاركة في عملية صنع القرار وانتاج الصحيفة اإللكترونية ،وبالتالي هنا أصبح الجمهور تفاعلي مؤيد
ومعارض ويحاور ويناقش بكل حرية باإلضافة إلى أمور أخرى لم يكن بإمكانه عملها وهو يق أر الصحف
الورقية.
وتعتمد البحوث في مدخل الستخدامات واإلشباعات على افتراض أن األفراد يقومون بدور إيجابي في
عملية التصال ،إذ توجد لديهم دوافع تدفعهم لستخدام وسائل اإلعالم ،ومن هنا يظهر مصطلح
الستخدامات ،كما يفترض أيضا أن احتياجات األفراد يمكن أن يتم إشباعها من خالل التعرض لوسائل
التصال ،وبالتالي يظهر مصطلح الشباعات ،1فيمكن القول أن استخدام الجمهور للصحيفة الورقية أو
اإللكترونية يكون نتيجة إلشباعات مختلفة ،كما أن المدخل يفترض بأن إشباع الحاجات ل يتم فقط من
خالل التعرض إلى وسيلة إعالمية معينة ،بل يتم كذلك من خالل السياق الجتماعي الذي تستخدم فيه
الوسيلة مثال :قد يفضل الفرد الستماع إلى الراديو وحيدا ،وقد يفضل مشاهدة التلفزيون مع أفراد العائلة،
وفي ظروف معينة قد يفضل قراءة الجريدة أو تصفحها عبر موقعها اإللكتروني ،فالجمهور وفقا لهذا
المدخل شريك إيجابي في عملية التصال ،ويختار بوعي التصال الذي يرغب في التعرض له ،وكذلك
نوع المحتوى الذي يشبع ما لديه من حاجات نفسية واجتماعية واقتصادية مثال :نجد رغم العالقة الموجودة
بين الصحافة اإللكترونية والورقية ،إل أن الجمهور يختار الصحيفة اإللكترونية على الورقية ألنها توفر له
الوقت والجهد والمال ،فالجمهور يكون فيها نشط على عكس الصحيفة الورقية مجرد قارئ فقط ،حيث تعد
توقعات الجمهور من الصحيفة الورقية أو اإللكترونية ناتجة عن دوافعه التي تختلف حسب األصول
النفسية والجتماعية لألفراد ،كما تعد التوقعات سبب في عملية تعرض الجمهور لهذه الوسائل حتى يتحقق
اإلشباع ،حيث تتمثل أهم اإلشباعات التي تتحقق لدى الجمهور المستخدم لالنترنت من استكشاف كل ما
هو جديد في العالم الخارجي ،كذلك البحث عن المعلومات والتصال باآلخرين ،إضافة إلى تحقيق الوجود
الفتراضي أي شعور المستخدم بالتواجد في بيئة افتراضية يتيحها له الكمبيوتر ،وتختلف عن البيئة المادية
التي يوجد بها ،وبالتالي هذه هي الشباعات التي جعلت الجمهور يميل إلى الصحيفة اإللكترونية ويعزف
عن الورقية التي تعتمد على كل ما هو تقليدي.
-1ياسين لونيس ،جمهور الطلبة الجزائريين واالنترنت ،رسالة ماجستير )منشورة( ،قسم اإلعالم والتصال ،جامعة قسنطينة ،الجزائر،
،2331ص .41
-2فضيل دليو ،تاريخ الصحافة الجزائرية المكتوبة ،دار هومة ،الجزائر ،2316 ،ص .232
511
الفصل الثالث:ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ االنترنت والصحافة اإللكترونية
الباب الخامس منه لوسائل اإلعالم اإللكترونية ،ليحدد في مواده الست ( )22-42مفهومها وبعض
1
حيثيات نشاطها فقط.
-9نماذج الصحافة اإللكترونية في الجزائر:
هناك نوعين من الصحف اإللكترونية في الجزائر وهما:
الصحافة اإللكترونية المكملة للطبعة الورقية ،حيث عمدت الكثير من الصحف الجزائرية إلى النشر
اإللكتروني مع المحافظة على الطبيعة الورقية من أجل الحفاظ على مكانتها في عالم النشر اإللكتروني
وتحقيق انتشار ورواج أكبر للصحيفة الورقية ،وكسب قراء جدد من مستخدمي الويب في كل مكان داخل
الجزائر وخارجها ،والتنقل في هذا العام اإللكتروني بمنافسة مثيالتها من الصحافة الدولية ،والهروب من
الضغوطات النفسية على اختالفها سياسية اقتصادية قانونية وغيرها ،وقد كانت أولى هذه الصحف جريدة
ابتداء من
ا الوطن الصادرة باللغة الفرنسية ،وقد كانت السباقة في إنتاج نسخة إلكترونية لطبعتها الورقية
نوفمبر 1222م ،وكذا جريدة الخبر كأقوى جريدة ناطقة باللغة العربية تتموضع على النترنت في أفريل
2
.1221
-1يمينة بلعاليا ،الصحافة اإللكترونية في الجزائر بين التحدي الواقع والتطلع نحو المستقبل ،رسالة ماجستير )منشورة( ،قسم اإلعالم
والتصال ،جامعة الجزائر ،2334 ،ص .162
-2المرجع نفسه ،ص .153
515
الفصل الثالث:ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ االنترنت والصحافة اإللكترونية
والجدول اآلتي يعرض أولى الصحف الورقية الجزائرية التي قدمت نسخا إلكترونية:
1
جدول :يوضح أولى الصحف اإللكترونية الجزائرية
وهناك الصحافة اإللكترونية المستقلة ،كانت أول هذه الصحف في الجزائرinterFace.com-
Algeriaسنة 1222م ،من طرف السيد نور الدين خالصي ،وكان مقرها في فرنسا وتوقف صدورها
لظروف مالية ،جريدة Le Soukسنة 1225م وهي خاصة بطلبة الطب متخصصة في مواساة األطفال
المصابين ،جريدة wotch.com-Algeriaمن سنة 1221م إلى ،2334باإلضافة إلى جريدة
nouvelledu-bledوجريدة La nationالتي توقفت سنة 1224م بسبب ضغوط سياسية ،2وبالتالي
هذه الصحيفة هي صحيفة مستقلة عن الورقية ،ليست لها دعامة ورقية ،يتصفحها الجمهور إلكترونيا فقط
وتوجد العديد منها على شبكة النترنت.
-0المشاكل والصعوبات التي تواجه الصحافة اإللكترونية في الجزائر:
تواجه الصحافة اإللكترونية في الجزائر مشاكل وصعوبات ،تجتمع كلها لتشكل عقبة أمام تطورها حتى
تصبح األداة الفعالة في المجتمع ،أو تعيق حاليا عملها ،ويجب إزاحتها لتحقيق نتائج أفضل ،من أبرز
هذه المشاكل نجد ما يلي:
-1
المرجع نفسه ،ص .153
-2إبراهيم بعزيز ،الصحافة اإللكترونية والتطبيقات اإلعالمية الحديثة ،دار الكتاب الحديث ،القاهرة ،مصر ،2311 ،ص .21
519
الفصل الثالث:ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ االنترنت والصحافة اإللكترونية
عدم وجود قاعدة مستخدمين واسعة ،فالمجتمع الجزائري لم يندمج بعد مع هذه التقنية الفعالة الناقلة
للمعلومة.
كذلك قلة المضامين اإللكترونية في ظل ضعف التكوين المعلوماتي ،فالستفادة من الصحافة
اإللكترونية يعني التوفر على الحد األدنى من المستوى التعليمي المؤهل لستخدام جهاز الحاسوب،
ومعرفة بعض حيثياته للتمكن من اإلبحار في النترنت والبحث عن المعلومة عموما أو الجريدة المرغوب
قراءتها ،واذا كانت األمية عموما منتشرة في الجزائر بقدر الماليين في التعريف القديم لألمية ،فما بالك
باألمية اللكترونية.
كذلك هناك مشكل تنامي قرصنة المواقع اإللكترونية ،فالمواقع اإللكترونية الموجودة على الساحة
اإلعالمية الجزائرية سواء كانت رسمية أو عادية تظل غير مؤمنة ومعرضة للعديد من هجمات القرصنة
وخاصة في ظل غياب تأطير قانوني يحمي الناشر على النترنت.
إضافة إلى غي اب الثقافة اإلعالمية لدى الفرد الجزائري بسبب حداثة التجربة اإلعالمية ككل في الجزائر،
1
فنسبة مقروئية الصحف كمصدر إخباري ل يمكن مقارنتها بالتلفاز مثال.
ومما سبق ذكره ،يمكن القول أن دخول الصحافة اإللكترونية إلى الجزائر كان عبارة عن حتمية فرضها
الغز التكنولوجي لوسائل اإلعالم في العالم ،والجزائر لم تعرف بعد ميالد حقيقي للصحافة اإللكترونية نظ ار
لضعف مصداقيتها لدى القارئ الجزائري بسبب عدم وثوقه في مصادر المعلومات ومشكل حماية الملكية
الفكرية ،لذلك لبد من إيجاد حلول لهذه المشكالت والصعوبات وأخذها بعين العتبار ألنها تؤدي بالتقليل
من أهمية هذه الصحيفة وعدم تفاعل الجمهور مع محتواها.
خالصة
من خالل هذا الفصل يمكن القول ،أن الصحافة اإللكترونية تحولت خالل أقل من عقد إلى ظاهرة
واسعة ومنتشرة في الدول المتقدمة بشكل أساسي ،وفي دول أخرى كثيرة منها الوطن العربي بشكل أقل،
وقد أثار هذا النتشار تساؤلت كثيرة حول مستقبل الصحيفة الورقية في ظل ما توفره تقنيات التصال
المعاصرة ومنها الصحافة اإللكترونية من خدمات شاملة للجمهور يمكن أن تجعل منها بديال للنمط
التقليدي السائد لوسائل اإلعالم ومنها الصحافة الورقية بشكل خاص.
وبالتالي ،أصبحت الصحافة اإللكترونية تمثل تحديات للصحافة الورقية ،وهذا ما جعل هذه األخيرة
تسعى لتأكيد تواجها على شبكة النترنت فمنها من يستمر ومنها من يتوقف عن اإلصدار بسبب الربحية
نظ ار إلحجام المستخدمين عن الدفع نظير مطالعتهم لنسخ الصحف عبر الشبكة ،وهذا ما جعل الخدمات
الصحفية أيضا تعمل على وضع رسوم مدفوعة لالشتراك عبر شبكة النترنت لجذب مزيد من
المستخدمين ،فقد فوجئ الجميع بتفوق بعض المواقع اإلخبارية اإللكترونية العالمية ،والتي أصبحت
كمرجعية إخبارية في الظروف الجادة والحرجة وأصبح من الطبيعي أن يلجأ إليها الفرد العادي المهتم أو
المختص في مجال معين كمرجعية موثوقة وذات مصداقية ،بعد أن كانت متهمة بالتواطؤ والتدليس ،ورغم
النتقادات الموجهة للصحافة اإللكترونية إل أن قدراتها وامكانياتها قد أهلتها إلعادة تشكيل عالم جديد
لإلعالم والتصال ،فكل وسيلة إعالمية جمهورها ولكل عصر متطلباته ،واإلنسان العاقل هو الذي يجمع
بين متطلبات المعاصرة وأهمية األصالة.
519
الفصل الرابع :الدراسة الميدانية ،واجراءاتها المنهجية
تمهيد
أوالا -اإلجراءات المنهجية للدراسة
-5منهج الدراسة
-9مجاالت الدراسة
-0أدوات جمع البيانات
-9عينة الدراسة
ثانيا -تحليل البيانات الميدانية وتفسيرها
-1خصائص عينة الدراسة
-2بيانات خاصة بعادات وأنماط استخدام الصحف
-0بيانات خاصة بتأثير الصحافة اإللكترونية على مقروئية الصحافة الورقية
-6بيانات خاصة بمستقبل الصحافة الورقية في ظل انتشار الصحافة اإللكترونية
ثالث ا -النتائج العامة للدراسة
خاتمة
قائمة المصادر والمراجع
فهرس الجداول
المالحق
الفصل الرابع :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الدراسة الميدانية ،واجراءاتها المنهجية
تمهيد
تعد الدراسة الميدانية جانب ا مهم ا في القيام بأي دراسة يمكن من خاللها عرض وتفسير واثبات لما تم
عرضه في الجانب النظري ،حيث تحاول الدراسة الحالية البحث فيالصحافة اإللكترونية وعالقتها بعزوف
الجماهير عن الصحافة الورقية ،من خالل دراسة ميدانية على عينة من مستخدمي الصحافة اإللكترونية،
وهذا وفق اإلجراءات المنهجية اآلتية :منهج الدراسة ومجالتها ،وأدوات جمع البيانات ،وعينة الدراسة،
اختيارها وتحديدها وخصائصها.
وبعدها سيتم تحليل البيانات الميدانية وتفسيرها لما لها من أهمية كبيرة في البحث العلمي ،كونها توجه
الباحث ليسلط الضوء على بعض الحقائق والمعالم المبهمة عن موضوع الدراسة ،فضالا عن هذا فإنها
تثري النقاش وتحقق الترابط والتجانس مع اإلطار النظري للبحث.
510
الفصل الرابع :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الدراسة الميدانية ،واجراءاتها المنهجية
-1خالد حامدي ،منهجية البحث العلمي ،دار الريحان للنشر ،الجزائر ،2330 ،ص.11
-2منير مرسي محمد ،البحث الوصفي ،مجلة التربية ،اللجنة القطرية للتربية والثقافة والعلوم ،ع ،1214 ،21ص .24
515
الفصل الرابع :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الدراسة الميدانية ،واجراءاتها المنهجية
ولية قالمة منطقة زراعية ورعوية من الدرجة األولى تكثر فيها الجبال ( جبل ماونة ،جبل دباغ ،جبل
هوارة) ،وتختص بزراعة القمح الصلب وتربية المواشي ،وتعتبر منطقة استراتيجية بوجودها على ضفاف
نهر سيبوس الخصبة ،كما أنها تحتوي على مصانع مثل :الخزف والسكر والدراجات ،والدراجات النارية.
وعالوة على طابعها الصناعي والفالحي والرعوي التي يعطيها موقعا اقتصاديا واستراتيجيا هاما في
الجزائر ،تملك الولية مؤهالت سياحية كبيرة كالحمامات المعدنية المشهورة )حمام أولد علي ،حمام دباغ،
حمام النبائل( ،والتي تحتاج إلى العناية والتطوير ،باإلضافة إلى المعالم األثرية التي يزيد عددها عن
1
011موقع ومعلم أثري.
ب -المجال الزمني:
لقد مرت هذه الدراسة بفترة زمنية مقسمة إلى جانبين ،جانب نظري وجانب ميداني متمثلين في ما يلي:
-جانب نظري :لقد تم الشروع في انجاز هذه الدراسة منذ شهر نوفمبر ،4191حيث كانت البداية
بجمع المادة العلمية النظرية المتعلقة بالموضوع ،استمر ذلك إلى غاية شهر مارس ،4141وتزامن
تحرير الجانب النظري للدراسة مع الفترة التي تم فيها جمع المادة العلمية ،واكتمل الشكل النهائي
للجانب النظري خالل شهر ماي 4141نظ ار لصعوبة جمع المادة العلمية بسبب الظروف التي مرت
بها البالد من وباء كوفيد 91وبالتالي صعوبة اللتحاق بالمكتبة.
أما في الجانب الميداني للدراسة :فقد شرعنا في انجازه في شهر جويلية 4141م ،حيث تم انجاز
الستمارة اللكترونية وعرضها على األستاذ المشرف ،وبعد التعديل تم نشرها على موقع التواصل
الجتماعي )الفيسبوك( عبر المجموعات الخاصة بالصحافة اللكترونية للحصول على إجابات المبحوثين
وذلك لمد ة أسبوع لحين تم الوصول إلى عدد العينة ،ثم شرعت الباحثة في جمع البيانات ومراجعة البيانات
الموجودة في الستمارة اإللكترونية وتفريغها في جداول إحصائية.
ج -المجال البشري:
تمثل المجال البشري لهذه الدراسة في جمهور الصحافة اإللكترونية ،ونظ ار لصعوبة إحصاء
المستخدمين للصحافة اإللكترونية ،فقد تقرر اللجوء إلى أسلوب المعاينة ،الذي يعتبر من أساليب جمع
البيانات أي اختيار عينة قصدية بشروط ،وذلك نظ ار لتوفر صفات محددة في مفردات العينة تكون هي
-1لمزيد من التفاصيل حول ولية قالمة يمكن الطالع على الموقع التالي ،http://ar.wikipedia.org :كما يمكن الطالع على موقع
مديرية السياحة لولية قالمةhttp://www.dt-guelma.dz :
518
الفصل الرابع :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الدراسة الميدانية ،واجراءاتها المنهجية
الصفات التي تتصف بها مفردات المجتمع محل البحث ،ووفقا لهذه الدراسة فالمجال البشري هم األفراد
المستخدمين للصحافة اإللكترونية.
-0عينة الدراسة:
أ -اختيار العينة وتحديدها:
إن التمثيل الجيد للعينة ينعكس إيجاب ا على مدى صحة نتائج البحث ،وبما أنه من الصعب التصال
بعدد كبير من المعنيين بالدراسة ،وصعوبة إجراء المسح الشامل ،فإن الباحث يلجأ إلى عملية المعاينة
1
التي هي اختيار جزء من مجموعة ،بحيث يمثل هذا الجزء المجموعة كلها.
وبما أن الباحثة تسعى في هذه الدراسة إلى تحقيق أهداف معينة ،فقد استلزم ذلك استعمال طريقة العينة
القصدية أو العمدية ) (Proposive sampleوهي نوع من العينات غير العشوائية التي يكون الختيار فيها
على أساس حر من قبل الباحث وحسب طبيعة بحثه ،بحيث يحقق الختيار هدف الدراسة أو أهداف
الدراسة المطلوبة.
وتُعرف هذه العينة على أنها تختار من منطقة ،يختارها الباحث لكونه يعرف أنها تمثل المجتمع تمثيالا
سليما بناء على معلومات إحصائية سابقة ،فيختار عينة يتناسب عدد أفرادها مع حجم سكان هذه
المنطقة ،وينطوي اختيارها على افتراض أن المجتمع ل يتغير ،بحيث تظل هذه المعلومات صادقة ،وهو
افتراض من الصعب قبوله ،2فالباحث في مثل هذه الحالة يقدر حاجته إلى المعلومات ويختار عينة بما
3
يحقق له غرضه.
ومن هنا ،استعانت الباحثة بعينة قصدية قوامها 46مفردة من الجماهير المستخدمة للصحافة
اإللكترونية ،لمعرفة سبب عزوفهم عن الصحافة الورقية ،كما أنه نظ ار لعدم توفر قائمة كاملة لمجتمع
البحث ،أي مجموع الجماهير الذين يطالعون الصحف اإللكترونية ،فقد تقرر اختيار عينة مقصودة أو
عمدية حتى وا ن توفر العدد اإلجمالي للجماهير ،فهو ل يخدم الدراسة فليس كل فرد منهم يطالع الصحافة
اإللكترونية.
-1زيان عمر محمد ،البحث العلمي مناهجه وتقنياته ،دار الشروق للنشر ،بيروت ،لبنان ،1211 ،ص .212
-2السرياقوسي علي عبد المعطي ،أساليب البحث العلمي ،مكتبة الفالح للنشر ،الكويت ،1211 ،ص .645
-3ذوقان عبيدات وآخرون ،البحث العلمي ،مفهومه ،أدواته ،أساليبه ،دار الفكر للطباعة والنشر ،ط ،4عمان ،األردن،2331 ،
ص .112
514
الفصل الرابع :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الدراسة الميدانية ،واجراءاتها المنهجية
-1الحسن إحسان محمد ،األسس العلمية لمناهج البحث االجتماعي ،دار الطليعة ،ط ،2بيروت ،لبنان ،1224 ،ص .136
551
الفصل الرابع :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الدراسة الميدانية ،واجراءاتها المنهجية
والمالحظة العلمية تعني المشاهدة الحسية المقصودة والمنظمة والدقيقة للحوادث واألمور والظواهر،
بغية اكتشاف أسبابها وقوانينها ونظرياتها ،عن طريق القيام بعملية النظر في هذه األشياء واألمور
1
والوقائع.
وقد استخدمت المالحظة المباشرة أثناء عملية اختيار موضوع الدراسة ،من خالل مالحظتي لعزوف
األفراد عن كل ما هو ورقي وتفضيل استخدام التكنولوجيا في كل المجالت ،فلم أعد أرى األفراد وخاصة
الشباب يقرؤون الجرائد في الحافالت أو في الحدائق العامة بل أصبح معظمهم يتابع األخبار عبر
الوسائط اإللكترونية ،ومن هنا جاء الفضول لمعرفة أسباب عزوف الجماهير عن الصحافة الورقية
وتفضيلهم للصحافة اإللكترونية ،أما من الجانب الميداني فقد تعذر استخدام المالحظة نظ ار للظروف
الستثنائية التي تمت فيها الدراسة وعليه تم الكتفاء بالمالحظة في الجانب النظري فقط.
ج -الوثائق والسجالت:
تعتبر السجالت والوثائق من األدوات الهامة المساعدة في جمع المعطيات من أرقام واحصائيات
ومعلومات وصفية حول مجتمع الدراسة ،وقد استعانت الباحثة في هذه الدراسة ببعض الوثائق المتوفرة
بالمواقع اإللكترونية ،وذلك من أجل تحديد الخصائص الجتماعية والثقافية العامة للمجتمع الكلي،
والتعريف بالولية والطالع على موقعها الجغرافي.
ثاني ا -تحليل البيانات الميدانية وتفسيرها:
-5خصائص عينة الدراسة:
جدول رقم) :(01يوضح توزيع المبحوثين حسب الجنس
يوضح الجدول رقم ) (01أن أغلب المبحوثين من جنس أنثى ،وهذا بنسبة %41.25من مجموعهم،
أما الذكور بلغت نسبتهم 31.25%من مجموعهم .ويعود الختالل في توازن النسبتين إلى النسبة العالية
-1بدوي عبدالرحمن ،مناهج البحث العلمي ،وكالة المطبوعات ،ط ،0الكويت ،1222 ،ص .121
555
الفصل الرابع :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الدراسة الميدانية ،واجراءاتها المنهجية
لعدد اإلناث مقارنة بالذكور في استخدام الصحافة اإللكترونية ،ويرجع ذلك إلى مواكبة اإلناث للتطور
التكنولوجي وتفضيل كل ما هو عصري في البحث عن األخبار والمعلومات التي تكون في شكلها المرئي
المسموع بدل من المقروء فقط ،إضافة لكون الصحافة اإللكترونية متوفرة طوال اليوم وامكانية الوصول
إليها مباشرة دون دفع رسوم إضافية ،وبالتالي سهلت عليهم مطالعتها في البيت دون أي جهد أو تكلفة،
عكس الذكور الذين يفضلون كل ما هو مكتوب وورقي مطبوع يكون ملموسا أفضل من اإللكتروني ،وهذا
نفس ما توصلت إليه الباحثة "قوراري" في دراستها ،حيث وجدت أن نسبة الذكور هي ،%25فيما كانت
1
نسبة اإلناث % 25وبالتالي هي الفئة األكثر تصفحا وتعرضا للصحف اإللكترونية.
جدول رقم) :(19يوضح توزيع المبحوثين حسب السن
نالحظ من خالل الجدول رقم ) (32أن أغلب أعمار أفراد العينة يتراوح ما بين 26-23سنة ،وهذا
بنسبة %50.12من مجموعهم ،بالتالي فالعينة تقع تقريبا في منتصف مرحلة الشباب ،وهي سن النضج
العقلي والفكري ،وبالتالي فالشباب هم األكثر تصفحا للصحف على النترنت حسب الجدول رقم )(34
ألنها هي األقدر على التعامل مع تكنولوجيا اإلعالم والتصال الحديثة ،حيث تشير الدراسات اإلعالمية
التي خصت جمهور وسائل اإلعالم ،إلى أنه شبابي بدرجة كبيرة ،2ألن الشباب يميلون بسرعة إلى تقبل
األفكار المستحدثة والجديدة ،في الوقت الذي يتمسك فيه كبار السن بعاداتهم القديمة ويفضلون قراءة
النسخ الورقية على تصفح الصحيفة اإللكترونية.
ومن هنا تظهر لنا أهمية السن في قابلية التعرض لوسائل اإلعالم الجديدة ،حيث تقاربت النسب ما
بين فئة )25الى 22سنة( وفئة ) 23إلى 26سنة( والتي تحسب في بعض الدراسات على فئة الشباب،
حيث نالحظ أنه كلما قل سن العينة كلما زاد اهتمامهم بالوسائل اإللكترونية المتاحة على شبكة النترنت.
جدول رقم) :(10يوضح توزيع المبحوثين حسب المستوى التعليمي
تشير النتائج الواردة في الجدول رقم ) (30أن أغلب المبحوثين حاصلين على المستوى الجامعي بنسبة
،%20.25يليها الحاصلين على المستوى الثانوي بنسبة ،%36.41وأخي ار الحاصلين على المستوى
المتوسط بنسبة .%31.54
وعليه ،فان قراء الصحف اإللكترونية هم نخبة متعلمة ومثقفة نظ ار لما تحتاجه هذه الوسيلة من درجة
ذكاء ،وبالتالي فالمستوى التعليمي له دور كبير وأهمية في اختيار الوسائل اإلعالمية ،فنجد أن الجامعيون
يفضلون كل ما هو تكنولوجي جديد عصري وهادف ويحبذون قراءة الصحف على النترنت ،فيما يميل
ذوي المستوى التعليمي المنخفض إلى وسائل إعالمية أخرى تمنح لهم الترفيه وتضمن لهم رغبات مختلفة.
حيث توصلت الباحثة "بوفالقة" في دراستها للجمهور المتفاعل عبر الصحف اإللكترونية الجزائرية خالل
سنة 2313إلى النسبة األعلى للجمهور تمثل أصحاب المستوى الجامعي بنسبة %41.12من مجمل
المبحوثين ،1وبهذا فان الصحافة اإللكترونية تحظى بالفئة النخبوية عكس مواقع الدردشة والصفحات
الجتماعية التي تستقطب اهتمام جميع الفئات دون استثناء.
-1بوفالقة كريمة ،الصحافة اإل لكترونية "دراسة في تفاعل قراء الصحف االلكترونية" ،كرستال للنشر ،الجزائر ،2313 ،ص .163
550
الفصل الرابع :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الدراسة الميدانية ،واجراءاتها المنهجية
يبدو من خالل الجدول رقم ) (36أن نصف المبحوثين طلبة جامعيين بنسبة ،%51.54يليها
البطالين بنسبة ،%20.60وأخي ار باقي المهن كمهنة أستاذ وموظف عمومي وتاجر ومقاول بنسبة واحدة
وهي .%34.25
ويمكن تفسير ذلك من وجهة نظرنا على أن نسبة المتصفحين للموقع من ذوي المستوى الجامعي
وصلت إلى %20.25وذلك حسب الجدول رقم ) ،(30وبالتالي فان الطالب الجامعي هو األكثر
استخداما للصحافة اإللكترونية وهو يسعى دائما وراء العلم والمعرفة والتطور من أجل رفع مستواه العلمي
وذلك لكسب خبرات جديدة عكس المهن األخرى ،فالطالب الجامعي على دراية لوجود الصحافة
اإللكترونية ألنه عند انجازه البحوث يستعمل الكتاب اللكتروني بدل من الكتاب الورقي لهذا دائما ما
ينتقي كل ما هو رقمي.
وفي دراسة للباحثين "الشهري وقنتر" تم العتماد فيها على نتائج استجابات عينة من قراء الصحف
اللكترونية العربية ،ذكرت الدراسة بعض خصائص قراء الصحف اإللكترونية العربية من حيث أنهم في
1
الغالب شباب ويشكل الطلبة نسبة كبيرة منهم.
-1علي عبد الفتاح كنعان ،الصحافة اإللكترونية في ظل الثورة التكنولوجية ،مرجع سابق ،ص.41
559
الفصل الرابع :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الدراسة الميدانية ،واجراءاتها المنهجية
يتبين لنا من خالل الجدول رقم ) (35أن نسبة المبحوثين الذين شملتهم الدراسة من العزاب بنسبة
،%20.60ونجد متزوج بنسبة ،%12.11وأخي ار مطلق وأرمل بنسبة .%31.54وهذا راجع كون فرصة
الطالع على الصحف اإللكترونية أحسن من المتزوج الذي غالبا ما ينشغل بمشكالت األسرة والعمل
وغيرها من هموم الحياة اليومية ول يجد وقت فراغ لالنترنت ،ما عدا ساعات العمل ولكن مع ذلك ربما ل
تتسنح له الفرصة لالطالع على الصحف ،فالتعرض للتلفزيون أو حتى اإلذاعة والصحف الورقية ليس
مثل النترنت خاصة في الجزائر نظ ار لعدم توفرها عند كل األفراد.
يبدو لنا من خالل الجدول رقم ) (34أن استخدام الصحيفة اإللكترونية كان بنسبة ،%23.01
وكالهما معا بنسبة ،25%وأخي ار الصحيفة الورقية بنسبة .%36.41
551
الفصل الرابع :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الدراسة الميدانية ،واجراءاتها المنهجية
ومن هنا يتضح أن الصحيفة اإللكترونية هي التي يتم نشرها على شبكة النترنت ويقوم القارئ
بتصفحها ،سواء كانت هذه الصحف بمثابة النسخ أو إصدارات إلكترونية لصحف ورقية مطبوعة أو موجز
ألهم محتويات النسخ الورقية أو كجرائد ومجالت إلكترونية ليست لها إصدارات عادة مطبوعة على
الورق ،وهي تتضمن مرجعا من الرسائل اإلخبارية والقصص والمقالت والتعليقات والصور والخدمات
المرجعية ،فهي وسيلة مهمة في الحصول على المعلومات ،وهذا يعود ربما إلى مساحة الحرية الموجودة
في هذا النوع من الصحافة التي تفتقدها الصحافة الورقية خاصة في الجزائر التي تحكمها الرقابة والسلطة
السياسية ،حيث صارت الصحافة اإللكترونية تستخدم كل تقنيات وسائل اإلعالم بشكل متكامل وأضافت
إلى ذلك كله ميزة التفاعلية التي تجعل القارئ شريكا ايجابيا في العملية التصالية ،ورغم العمر القصير
للصحافة اإللكترونية مقارنة بالصحافة الورقية إل أن هذا العمر أبرز العديد من الميزات ،التي ربما جعلت
من مصادر الصحافة الورقية ليس لها صدى ،1لكن في المقابل فإننا نجد أن هناك من ل يثق في
المعلومات التي تقدمها المواقع الصحفية اإللكترونية ،وبالتالي يضيف الصحافة الورقية لكي تكون هناك
مصداقية أكثر فإقبال الجمهور على النوعين معا هو ليس تأثير للوسيلة في حد ذاتها وانما يرجع ربما
إلى انشغالتهم الكثيرة ،لذلك فان إجاباتهم حول مطالعتهم للنوعين معا هو بمعنى انه في حالة عدم
حصولهم على الصحيفة الورقية فان الصحيفة اإللكترونية هي البديل ،لهذا يمكن القول أن كل وسيلة
إعالمية تتميز بأدواتها وبجمهورها ،فالنشر اإللكتروني موجه لشريحة عريضة تتعامل مع النترنت وتعتمد
عليه إلى حد كبير للحصول على المعلومات ،كما أنها واكبت جمهورها المتفاعل أو ربما هي التي أوجدت
هذا الجمهور لتلغي مفهوم الجمهور المتلقي ،وقد أثرت هذه الخصائص التفاعلية التي ازدهرت في عصر
النترنت على الصحف الورقية التي أعادت حساباتها ،وبدأت تولي اهتماما كبي ار بفتح مجالت تفاعل مع
قراءها ،وبالتالي فألي عمل صحفي أو إعالمي قواعد وأسس مهنية والتزامات أدبية ومسؤولية أخالقية
سواء كان مرئيا أو مطبوعا أو الكترونيا.
جدول رقم) :(07يوضح درجة قراءة المبحوثين للصحيفة األ كثر استخداما
تشير المعطيات الواردة في الجدول رقم ) (32أن أغلب أفراد العينة ناد ار ما يقرؤون الصحف وذلك
بنسبة %50.12من مجموعهم ،بينما نجد الفئة التي ذهبت إلى أنه أحيانا ما يطالعون الصحف قدرت
نسبتهم ب ،%06.02وأخي ار قراءة الصحف دائما بنسبة %12.5من مجموعهم.
من خالل هذه النتائج يتضح أن أفراد العينة ناد ار ما يطالعون الصحف ،ويرجع ذلك إلى انشغالتهم
اليومية أو العلمية ،فهناك ضروريات تكون أولى من استخدام الصحف وبالتالي يكون استخدامها وقت
الفراغ فقط أو لمعرفة األخبار والمعلومات أينما كانت وبشكل مجاني.
ومنه ،نستنتج أن أغلبية المبحوثين يستخدمون الصحف بصفة نادرة فقط ،وذلك لكونهم ل يهتمون
بمطالعة األخبار يوميا أو ألن لديهم مصادر معلومات أخرى يلجئون إليها مثال التلفاز أو اإلذاعة أو
مواقع التواصل الجتماعي.
جدول رقم) :(08يوضح مدة استخدام المبحوثين للصحيفة األكثر استخداما
555
الفصل الرابع :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الدراسة الميدانية ،واجراءاتها المنهجية
نالحظ من خالل بيانات الجدول رقم ) (31أن مدة استخدام المبحوثين للصحيفة أكثر من 6سنوات
بنسبة %53من مجموعهم ،ومن سنة إلى 30سنوات بنسبة %21.12من مجموعهم ،وأقل من سنة
بنسبة ،%32.02وأخي ار منذ ظهور النترنت بنسبة .%12.53
هذه النتائج تدل على أن أغلب المبحوثين بدأوا استخدام الصحف اإللكترونية منذ أكثر من 6سنوات
أي منذ ولوج الهواتف الذكية وتطبيق تقنية الجيل الثالث ،وبالتالي هذا يدل على الستخدام الجيد والقوي
للصحافة اإللكترونية ،فهذه الظاهرة الجديدة لم تدخل الوطن العربي إل في منتصف التسعينات ،مما أدى
إلى أن تصبح تشكل تحديا وتنافسا كبي ار مع وسائل اإلعالم األخرى ،وأصبحت ل غنى عنها بالنسبة
لألفراد ،وهذا ما يؤكد أن النترنت بشكل عام والصحافة اإللكترونية بشكل خاص تشهد نموا متزايدا في
الوطن العربي.
جدول رقم ) :(09يوضح أوقات مطالعة المبحوثين للصحيفة األ كثر استخداما
يبدو من خالل الجدول رقم ) (32أن أكثر من نصف المبحوثين يطالعون الصحف مساءا وهذا بنسبة
،%56.41أما الذين يطالعونها في الصباح قُدرت نسبتهم بـ ،%24.54تليها الذين يطالعونها في
الظهيرة بنسبة .%11.25
ومن هنا ،يتضح أن وقت المطالعة بالنسبة للمبحوثين يكون مساءا ،ألن هذه الفترة تكون مناسبة لهم
فهي تمثل وقت الفراغ والراحة بالنسبة لهم ،لهذا يطالعون الصحف سواء اإللكترونية أو الورقية لكي
يتزودوا باألخبار والمعلومات الخاصة بيومهم ،فصباحا يكونوا مشغولون بأعمالهم ودراستهم فال يتفرغوا
للتصفح ،وعموما فان فترة تصفح الجريدة لدى المبحوثين مرتبطة بالوقت المتاح وذلك من خالل توفر
الجريدة طوال اليوم وعدم تغير محتواها وثباتها يجعلهم يحددون فترة مناسبة لهم يتصفحون فيها الجريدة،
وهذا ما يدل على أن عملية التصفح والوقت المفضل لديهم ليست عشوائية وانما يؤطرها عامل التوقيت
ودرجات الهتمام.
558
الفصل الرابع :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الدراسة الميدانية ،واجراءاتها المنهجية
جدول رقم ) :(10يوضح موقف المبحوثين من الخدمات التي تقدمها الصحافة اإل لكترونية والتي
منحتها التميز عن الصحافة الورقية
يوضح لنا الجدول رقم ) (13توزيع المبحوثين حسب موقفهم من الخدمات التي تقدمها الصحافة
اإللكترونية والتي منحتها التميز عن الصحافة الورقية ،حيث أننا وظفنا هذا السؤال لمعرفة إذا كانت
خدمات الصحافة اإللكترونية منحتها التميز عن الصحافة الورقية.
وحسب المعطيات المتحصل عليها ،فقد كانت أعلى نسبة والمقدرة ب %25.01من المبحوثين
إجاباتهم بنعم ،وتتمثل هذه الخدمات في قراءة عدد اليوم أو األمس من النسخة الورقية بنسبة ،%04.34
تليها خدمة البحث بنسبة %22.53وخدمة تقديم اإلعالنات للصحيفة الورقية بنسبة ،%22.14وأخي ار
خدمة البريد اإللكتروني بنسبة .%34.55أما الذين يرون أنه لم تمنح خدمات الصحافة اإللكترونية
التميز عن الصحافة الورقية فكانت نسبتهم .%36.41
مع ظهور النترنت وانتشار المواقع اإللكترونية على الشبكة العنكبوتية وخاصة موقع الصحافة
اإللكترونية ،فلقد أحدثت هذه ثورة هائلة في نقل الصورة والخبر والمعلومة بسرعة كبيرة وذلك في وقت
قياسي مما جعلها تتفوق على الصحافة الورقية التي كان المثقف يحصل على مادته الخبرية منها،
وبالتالي فالصحافة اإللكترونية هي وسيلة جديدة من وسائل اإلعالم الحديثة ،حيث تعتمد على الدمج بين
كل وسائل التصال التقليدي ،وبالتالي فهي حسب رأي المبحوثين تتميز وتتفوق وتنتشر على عكس
554
الفصل الرابع :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الدراسة الميدانية ،واجراءاتها المنهجية
الصحافة الورقية ،فهي تتميز بالتنوع في خدماتها عن الصحف األخرى حسب رأي المبحوثين من خالل
قراءة عدد اليوم أو األمس من النسخة الورقية ،حيث يتيح الموقع للمستخدم إمكانية مطالعة النسخة الورقية
وما بها من موضوعات مختلفة إلى حد كبير من محتويات الصحيفة الورقية أو اإللكترونية ،كذلك توفر
1
خدمة البحث داخلها أو داخل شبكة الويب.
في حين الرأي المخالف يرى أن الصحافة اإللكترونية لم تصل بعد إلى مرحلة التفوق والتميز عن
الصحافة الورقية ألن هذه األخيرة لم تفقد شعبيتها ومكانتها بالرغم من الوسائل التي جاءت بعدها واألكثر
تطورا ،فالصحافة الورقية حسب رأيهم ل تعد وسيلة فقط بل مرجعا لهم.
جدول رقم) :(11يوضح أسباب تصفح المبحوثين للصحافة اإل لكترونية
يظهر من خالل بيانات الجدول رقم ) (11أسباب تصفح المبحوثين للصحافة اإللكترونية ،فنجد نسبة
%21.12ألنها تعطي للقارئ فرصة المشاركة والتفاعل ،و %23.01ل تكلف الكثير من الوقت والجهد
والمال ،و %15.42ألنها تتطرق لمواضيع ل تستطيع الصحف الورقية التطرق لها ،و %16.34السرعة
في نشر األخبار ،لتليها نسبة %12.53تعد بديال عن الصحف الورقية ،وأخي ار نسبة %32.02ألنها
تصدر قبل الصحف الورقية.
591
الفصل الرابع :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الدراسة الميدانية ،واجراءاتها المنهجية
قد تزايدت أهمية مواقع الصحف اإللكترونية ودرجة إقبال المستخدمين عليها بالمصداقية التي حققتها
خالل السنوات الماضية ،باإلضافة إلى الحالية التي تميز غالبية هذه المواقع وانفرادها بعرض التقارير
ونشر بعض األخبار العالمية المهمة ،وفي هذا السياق ،فان أحداث الهجوم التي تعرض لها المركز
التجاري العالمي ومقر و ازرة الدفاع في الو.م.أ في 11سبتمبر 2331م فقد زادت من أهمية مواقع
1
الصحف اإللكترونية والواقع اإلخبارية عبر الشبكة ،ونظ ار لتزايد الخدمات التي تقدمها الصحافة
اإللكترونية عبر مواقعها ،أصبحت مصدر جاذبية للكثير من القراء ،وقد تختلف أسباب المتصفحين لهذه
المواقع حسب رغباتهم واحتياجاتهم واشباعاتهم.
وفي دراستنا هذه سجلنا من خالل الجدول أعاله ،أن من بين األسباب الجوهرية التي دفعت المبحوثين
لمطالعة وتصفح الصحافة اإللكترونية ،هو إعطائها للقارئ فرصة المشاركة والتفاعل بنسبة %21.12
من المبحوثين ،بمعنى إمكانية حدوث تفاعل مباشر بين القارئ والكاتب من خالل التعليقات التي يتلقاها
الكاتب والصحفي على ما يطرحه من مواد )مقالت ،تحقيقات ،قضايا وغيرها( ،أي هناك عملية اتصالية
بين المستخدم والجريدة الورقية التي تقدم إعالميا ،إضافة إلى المشاركة المباشرة للقارئ في عملية
التحرير ،من خالل التعليقات التي توفرها الكثير من الصحف اإللكترونية للقراء ،بحيث يمكن للمشارك أن
2
يكتب تعليقه على أي مقال أو موضوع ويقوم بالنشر لنفسه في نفس اللحظة ،ومن هنا يتضح أن
التفاعلية والمشاركة تعد أهم الفروق التي تميز الصحيفة اإللكترونية عن الصحيفة الورقية ،حيث يتيح
عنصر التفاعلية للزائر إمكانية التحاور المباشر مع مصممي الموقع وعرض أرائه مباشرة من خالل
الموقع ،إضافة إلى إمكانية التحكم بالمعلومات والحصول عليها وارسالها وتبادلها عبر البريد اإللكتروني،
وهناك من المبحوثين من يرى أن الصحف اإللكترونية ل تكلف الوقت والجهد بنسبة ،%23.01فالنشر
اإللكتروني للصحف عبر شبكة النترنت يتطلب إمكانيات مالية اقل بكثير مما هو مطلوب إلصدار
صحيفة ورقية ،فالصحف اإللكترونية تستغني عن األموال التي يحتاجها توفير المباني والمطابع والورق
ومستلزمات الطباعة ،ناهيك عن متطلبات التوزيع والتسويق والعدد الكبير من الموظفين والمحررين
والعمال ،وبذلك أصبح باإلمكان إصدار صحف الكترونية بإمكانيات محدودة ،يمكن أن تصل إلى مستوى
3
المشاريع الفردية ،لكن األمر يتطلب بالطبع توفير تقنية النترنت ووجود المشاريع الفردية.
من خالل البيانات الواردة في الجدول رقم ) (12يتضح أن من أسباب عزوف المبحوثين عن
الصحافة الورقية تفضيلهم مطالعتها في شكلها اإللكتروني بنسبة ،%64.12تليها تعودهم على الطريقة
الحديثة في التصفح بنسبة ،%23.01إضافة إلى أنها وسيلة إعالمية تقليدية بنسبة ،%12.11وأخي ار
ألنها تكلف الوقت والجهد والمال بنسبة .%15.42
وقد بينت نتائج الدراسة أن %64.12من المبحوثين يرون أن السبب الرئيسي وراء عزوفهم عن
الصحافة الورقية ،هو تفضيلهم مطالعتها في شكلها اإللكتروني ،وهذا يدل على أن الصحافة الورقية
أصبحت تتعامل مع التكنولوجيا ووسائل التصالت الحديثة نظ ار لتعامل الجيل الجديد مع الصحافة
اإللكتروني ،وبهذا فان الصحافة الورقية شهدت أكبر ثورة منذ ظهور المطبعة في القرن الخامس عشر،
هذه الثورة التي يعتبر النشر اإللكتروني أهم تجلياتها ومحركاتها ،وفي خضم هذه الثورة تأثرت صناعة
الصحافة بشكل ملحوظ إذ ظهر ما يسمى بالصحافة اإللكترونية ،ولهذا أصبح إلزاما على وسائل اإلعالم
التقليدية مواكبة هذا التطور التكنولوجي حتى ل تفقد علة وجودها.
في هذا الصدد شهدت التسعينات المزيد من تحول الصحف إلى اآللية الكاملة في عملية اإلنتاج وفي
أساليب التوثيق ،كما تم ربط مراكز المعلومات الصحفية ببنوك المعلومات المحلية والدولية وشبكاتها ،وتم
تطوير أساليب طباعة الصحف في أكثر من موقع في الوقت نفسه ،من خالل تحسين أسلوب اإلرسال
وتسريعه ،1وهكذا أصبح من الممكن بالنسبة للقارئ أن يختار ما يريد قراءته ألنه أصبح حديثا في
تصفحه ،وأن ل يحصل عليه مطبوعا فقط ،بل يتزود به مرئيا ومرئيا ومسموعا على الحاسب اآللي من
خالل شبكة المعلومات ،وهو ما يسمى بالصحافة الالورقية التي بدأت تطرح نفسها كمنافس للصحافة
الورقية منذ ظهورها هذه الصحافة التي فرضت وجودها في الواقع الفتراضي من خالل رصد األحداث
وصناعة الخبر.
-0بيانات خاصة بتأثير الصحافة اإل لكترونية على مقروئية الصحافة الورقية:
جدول رقم ) :(13يوضح ما إذا كانت الصحافة اإل لكترونية متحررة من الرقابة التي كانت موجودة في
الصحافة الورقية
يظهر لنا من خالل الجدول رقم ) (10أن أغلبية المبحوثين أي ما نسبتهم %51.54أكدوا أن
الصحافة اللكترونية تحررت من الرقابة التي كانت موجودة في الصحافة الورقية ،أما الذين يرون عكس
ذلك فبلغت نسبتهم .%61.60
يمكن القول أن الرقابة اإلعالمية حسب وصف "فيرتشيلد" أنها محاولة التحكم في محتوى بعض
األخبار المحددة التي لها عالقة بمصالح الشعب أو مصالح شخصية ،أي أنها عمليا تعكس نموذجا
هرميا البعض يضع نفسه في موقع سلطوي معرفي أعلى من غيره ،ليحدد ما الصالح الجدير بالمتابعة
وما الضار الذي ينبغي حجبه ،فالرقابة اإلعالمية في الواقع هي ظاهرة قديمة وثيقة الصلة بالسلطة
السياسية والمؤسسة الدينية ،إل أن المدهش في هذه الظاهرة هي قدرتها على التكيف مع ديناميكية وسائل
التواصل الحديثة ،والبقاء لألبد كظاهرة طالما أن الصراع على التحكم والنفوذ باق بين البشر على مختلف
1
مستوياتهم.
وعليه ،فان الصحافة اإللكترونية تعيش في فضاء إعالمي سمح للكثيرين بنقل ونشر أفكارهم بحرية
دون أي رقابة إعالمية ،وهذا بطبيعة الحال يسهم في تطور األفكار واتساع مجالت النقاش ،وهذا ما
يجعلها تتفوق على الصحافة الورقية التي تتحدد فيها مجالت الحرية بما يوافق سياسة الجريدة ،وبالتالي
التحرر من مشكل الرقيب الذي قد يمنع نشر بعض األخبار أو الصور في الصحف ،فهذه الميزة جعلت
-1عمر داوودي ،الرقابة اإلعالمية في العالم العربي 2323/31/12 ،على الساعة https//: a3wadqash.com 12:65
590
الفصل الرابع :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الدراسة الميدانية ،واجراءاتها المنهجية
الصحف اإللكترونية قادرة على اختراق الحدود والقارات والدول دون رقابة أو موانع أو رسوم ،بل وبشكل
فوري ،ورخيص التكاليف ،وذلك عبر النترنت ،فنجد الرقابة التي تتم على المواقع اللكترونية هي رقابة
أمنية غير مسئولة وغير قانونية ،بل إن إصدار المواقع اإللكترونية الصحفية وغير الصحفية ل يخضع
لقوانين أو لوائح ،بل إن األمر في غاية السهولة حيث يمكن ألي فرد في العالم إنشاء موقعه الخاص
بمجرد أن يدفع الدومين الخاص به ويحجز اسم الموقع ثم يبدأ في تصميمه بنفسه أو بالستعانة
بمتخصص ،وبعدها يضع عليه المحتوى الذي يريده ،ورغم أن هذه السهولة كان لها سلبياتها ومساوئها
في الشبكة العنكبوتية إل أن ايجابياتها أكثر بكثير ،فالنقالب الذي أحدثته المواقع اإلخبارية اإللكترونية
في نقل األخيار السياسية وجرأتها دون وجود رقابة ،1لكن من منظورنا درجة الحرية هنا وغياب الرقابة
ربما تنعكس بالسلب على المصداقية ،بمعنى أخر ،إذا كان هناك حرية فيمكن ألي شخص نشر ما يريده
على النترنت ،وهذا حقيقة سالح ذو حدين ،ألنه قد ينشر مقالت صحفيا على النترنت لكن في بعض
األحيان قد يتحول هذا المقال إلى كارثة ،ألنه قد بكون مجرد شائعة ومعلومة غير موثوقة أو أنه ل يأتي
من مصدر موثوق.
جدول رقم ) :(14يوضح ما يميز الصحيفة اإللكترونية عن الصحيفة الورقية من وجهة نظر
المبحوثين
البيانات الواردة في الجدول رقم ) (16تشير إلى أن المبحوثين يرون ما يميز الصحيفة اإللكترونية عن
الصحيفة الورقية هو تغطيتها لألخبار الدولية والعالمية بنسبة ،%51.54لتليهامواكبتها لألحداث الجارية
بنسبة ،%63.42وأخي ار موضوعيتها ومصداقيتها بنسبة .%32.11
-1علي عبد الفتاح كنعان ،الصحافة اإللكترونية في ظل الثورة التكنولوجية ،مرجع سابق ،ص .162
599
الفصل الرابع :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الدراسة الميدانية ،واجراءاتها المنهجية
ومن هنا يمكن القول ،بأنه ل يمكن بحال من األحوال مقارنة العمر الطويل للصحافة الورقية
بالصحافة اإللكترونية التي مازلت في عقدها األول ،لكن هذا العمر القصير كان كافيا ولو بشكل نسبي
إلبراز مميزات متعددة مرتبطة بهذه الظاهرة المتنامية ،التي تحاول مواكبة عصر ثورة المعلومات واإلفادة
من إمكانياته غير المسبوقة ،فهي أهم األنماط اإلعالمية والتصالية التي تكونت على شبكة النترنت،
وهي تشهد تحولت عديدة جعلت منها ظاهرة متغيرة تتفاعل مع التطورات التقنية والثقافية للشبكة.
ومن هنا ل نستطيع فهم واقع الصحافة اإللكترونية إل عن طريق البيئة العامة التي تتحرك داخلها،
وفي فضاء النترنت والنماذج الكبرى التي تحكم الصحافة اإللكترونية العالمية من جهة ،والنظام السياسي
والثقافي واستخدامات النترنت من جهة أخرى ،1وبذلك فقد تميزت الصحافة اللكترونية بدرجة كبيرة عن
الصحافة الورقية من وجهة نظر المبحوثين من خالل تغطيتها لألخبار الدولية والعالمية بنسبة %51.54
من مجموعهم ،وذلك من خالل النقل الفوري لألخبار الدولية والعالمية ومتابعة التطورات في مختلف
المجالت القتصادية والسياسية والثقافية وغيرها ،من خالل المراسلين الميدانيين األمر الذي يجعلها أكثر
سرعة من الصحيفة الورقية ،مع قابلية تعديل النصوص في أي وقت ،مما جعلها تنافس الوسائل
اإلعالمية األخرى ،فالصحافة اإللكترونية تعالج كافة األخبار سواء الدولية أو المحلية أو حتى العالمية،
ومستخدمها يكون على دراية بكل ما يجري في العالم في اقل من 03ثانية ،كذلك نجد مواكبتها لألحداث
الجارية بنسبة ،%63.42أي تكون سباقة للتحديث ،مما يجعلها مواكبة لألحداث الجارية في نشر
األخبار والمعلومات لحظة وقوعها ،حيث يجد القارئ نفسه أمام الحدث مباشرة بدل من انتظار صدور
الصحف المطبوعة في نسختها الورقية ،وخير دليل على ذلك هو اطالعنا على أخبار اليوم قبل صدور
النسخة الورقية ،ففي الجزائر مثال ،بإمكان القارئ معرفة أخبار اليوم الموالي في منتصف الليل قبل نزول
النسخة الورقية لألسواق.
ولهذا يمكن القول ،أن الخصائص التي تتميز بها الصحف اإللكترونية هي التي جعلتها مفضلة لدى
المستخدم ،ول بد من الصحافة الورقية أن تسارع في تحديث خدماتها حتى ل تصبح من الوسائل
اإلعالمية المنسية من طرف الجمهور.
591
الفصل الرابع :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الدراسة الميدانية ،واجراءاتها المنهجية
جدول رقم) :(15يوضح ما إذا كانت الصحافة اإللكترونية منافسا للصحافة الورقية من ناحية استقطاب
الجماهير
نالحظ من خالل الجدول رقم ) (15أن أغلب المبحوثين وبنسبة %24.12أكدوا أن الصحافة
اإللكترونية منافسا للصحافة الورقية من ناحية استقطاب الجماهير ،أما عن المبحوثين الذين يرون أن
الصحافة اإللكترونية ليست منافسا للصحافة الورقية فقد بلغت نسبتهم .%30.12
ومما سبق طرحه ،يتضح أن أغلبية المبحوثين يرون أن الصحافة اإللكترونية تعتبر منافسا للصحف
الورقية ،وذلك من خالل التطورات التكنولوجية التي أدت لزيادة عدد المواقع اإللكترونية الخاصة بالصحف
اإللكترونية خاصة في السنوات األخيرة ،حيث بدأ التوجه إلى استخدام النترنت بصفة واسعة مما يدفع
بالكثير إلى تصفح الصحيفة اإللكترونية ،أي في ظل التحدي الذي جلبته شبكة النترنت فرضت
الصحافة اإللكترونية نفسها في الساحة اإلعالمية كمنافس للصحافة الورقية ،فهذه القضية هي قضية
جدلية متعددة الجوانب شغلت ومازالت تشغل المؤسسات المهنية الصحفية ووسائل اإلعالم األخرى
والمستثمرين في حقل اإلعالم ،وانتقل الهتمام بالموضوع إلى الدراسات والبحوث األكاديمية ،وبالتالي
أصبح وضع الصحافة الورقية موضع قلق على المستوى العالمي ،وهذا ما عبرت عنه نورة فار في
دراستها "تأثير مقروئية الصحافة اإللكترونية على الصحافة الورقية" ،حيث وافق نصف العينة على أن
الصحافة اإللكترونية منافسة للصحف الورقية بنسبة ،%52بينما نجد %30.12من المبحوثين الذين
يرون أن الصحافة اللكترونية ل تعتبر منافسة للصحافة الورقية ،1فالكلمة المكتوبة أقوى في تأثيرها من
الكلمة المقروء ة أو المسموعة ،فالعالقة بين اإلنسان والقراءة عبر الورق عالقة تاريخية على مر الزمان،
ول يمكن أن تلغى أو تزول بمجرد ظهور وسيلة أخرى منافسة ،حيث أوضح األستاذ "األسمري" أن األمر
تكاملي أكثر منه تنافسي ،واذا كان هنالك من يرى أن بينهما تنافسا فهو أمر صحيح لكن التنافس من
-1نوارة فار ،تأثير مقروئية الصحافة اإل لكترونية على الصحافة الورقية ،رسالة ماستر)منشورة( ،جامعة أم بواقي ،الجزائر،2314 ،
ص.22
590
الفصل الرابع :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الدراسة الميدانية ،واجراءاتها المنهجية
حيث اإلنتاج المثمر الذي يخدم المعلومات وسرعة وصولها إلى المتلقي ،قد تأتي مسألة الحجم والسعة
ميزة للصحافة الورقية أمام اإللكترونية لكن يقلل من هذا أن التخزين في الحاسوب لكم كبير جدا من
المعلومات يمكن حفظه في حيز صغي ار جدا مهما كان عدد الصفحات ،وهنا فالتكامل واضح وجميل كما
أن هنالك مجال أوسع وأسرع في عمليات قياس الرأي أو الستفتاء .1وبالتالي حسب هذا الرأي يمكن
القول ،أن الصحافة اإللكترونية ليست منافسا للصحافة الورقية بل مكملة لها.
جدول رقم ) :(16يوضح ما إذا كانت مضامين الصحافة اإل لكترونية هي امتداد للصحافة الورقية
تشير معطيات الجدول رقم ) (10إلى ما إذا كانت مضامين الصحافة اإللكترونية هي امتداد للصحافة
الورقية ،حيث نجد %21.12كانت إجابتهم بنعم ،و %21.12كانت إجابتهم بال.
هذه النتائج إن دلت على شيء ،إنما تدل على أهمية الصحافة الورقية وأن الصحافة اإللكترونية هي
محاكاة للصحف الورقية ،وذلك من خالل اعتمادها على ما ينشر في الصحف الورقية وما يرد من
وكالت األنباء وغيرهما من المصادر ،فالصحافة اإللكترونية تحتاج لكي تصبح مستقلة للكثير من الجهد
المهني ،وامكانيات كبيرة حتى تستطيع التميز وكسب ثقة الجمهور ،فالمتتبع لتطور وسائل التصال
واإلعالم عبر العصور ،يصل في النهاية إلى تأكيد فرضية أن ظهور وسيلة اتصالية واعالمية جديدة لم
وتطوير
ا ينفي أو يقضي على الوسيلة التي سبقته بالظهور ،وانما ظهور الوسيلة الجديدة يكون دعما
للوسيلة التقليدية ،فظهور الصحافة الورقية وتطورها في العالم ،يعتبر حدثا في تطور وسائل اإلعالم
والتصال ،حيث قدمت الصحافة المطبوعة العديد من الخدمات للجماهير والشعوب والدول ،حيث كانت
رم از للحرية والدفاع عن حقوق اإلنسان ،كما أنها كانت وسيلة في تحرير العديد من الشعوب من خالل
إسماع صوت الثورة في العالم ،2وبعد ظهور النترنت وتعدد خدماتها وظهور عبر مواقعها ما يسمى
-1علي عبد الفتاح كنعان ،الصحافة اإللكترونية في ظل الثورة التكنولوجية ،مرجع سابق ،ص ص.11-13
-2سليمان صالح ،مستقبل الصحف المطبوعة في ضوء تطور تكنولوجيا االتصال ،المجلة المصرية لبحوث اإلعالم ،العدد،10
القاهرة ،2331 ،ص .132
595
الفصل الرابع :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الدراسة الميدانية ،واجراءاتها المنهجية
بالصحافة اإللكترونية التي أصبحت منتشرة ،فأغلب الجرائد الموجودة اليوم في العالم في شكلها المطبوع
تمتلك نسخة اإللكترونية ،أي أن الصحيفة اإللكترونية هي امتداد للصحيفة الورقية ،وفي هذا استهدفت
دراسة "جويوو "2330بحث الختالفات بين المضمون اإلخباري لالنترنت واألخبار المطبوعة ،وذلك من
خالل مقارنة المضمون اإلخباري لإلصدارين المطبوع واللكتروني للصحيفة نفسها ،وتم إجراء تحليل
مضمون إلصداري "صحيفة ديترويتفري برس") ، (detriot free presحيث خضعت المواد اإلخبارية كافة
للتحليل عبر فترة تصل إلى خمسة أسابيع ،كما تم إجراء مقابلة مع المحرر اللكترونية editor ontime
للصحيفة أيضا ،وذلك من أجل الحصول على معلومات إضافية ،وأوضحت الدراسة أن اإلصدارة
اإللكترونية يوجد بها محتوى إخباري أكثر ومقالت ذات صلة بالموضوعات ل توجد في اإلصدارة
المطبوعة ،وعناوين أكثر طول مقارنة بالصحيفة المطبوعة ،كما تبين أن اإلصدارات اإللكترونية تضم
صو ار أقل من اإلصدارة المطبوعة ،إل أنه ل يوجد اختالف جوهري في متوسط طول القصة الخبرية،1
وهذا يدل على أن مضمون الصحف اإللكترونية مرتبط بالصحيفة الورقية ،لكن يحتوي على إضافات
أخرى ل يمكن أن تكون موجودة في الصحف الورقية ،وبالتالي كل منهم مكمل لآلخر حسب الجدول رقم
).(20
جدول رقم ) :(17يوضح ما إذا كانت مصادر الصحف اإل لكترونية أكثر مصداقية من الصحف الورقية
يبدو من خالل الجدول رقم ) (12أن معظم المبحوثين يرون أن مصادر الصحف اإللكترونية أكثر
مصداقية من الصحف الورقية بنسبة ،%45.42بينما يرى البعض اآلخر أن مصادر الصحف
اإللكترونية أكثر مصداقية من الصحف الورقية بنسبة .%06.02
هذا يدل على أن الصحافة اللكترونية لم تصل بعد إلى مرحلة ثقة القراء في مصداقية مصادرها،
خاصة بعد النفجار المعلوماتي الذي عرفته المواقع اإلخبارية اإللكترونية وتعدد مصادرها ،وهذا ناجم عن
عدم التدقيق والتحري عن مصادرها الغير موثوقة ،هذا إلى جانب سرعة النشر التي تفرضها خصائص
النترنت ،مما يدفع بالصحف اإللكترونية إلى السبق الزمني على حساب التدقيق في مصداقيتها ،مما
جعل العديد يتجنب تصديق كل ما تحمله الصحافة اإللكترونية من أخبار ،على عكس الصحافة الورقية
التي غالبا ما تعتمد على مصادر موثوقة ،حيث كشف استطالع رأي حديث أن %26من قراء العالم ل
يثقون في أخبار المنصات اإللكترونية ووصفوها بالمفبركة والمضللة ،فيما طالب %46منهم ضرورة
استمرار الصحف الورقية باعتبارها مصد ار للمصداقية ،وفق ما نقله موقع "سكاي نيوز" البريطاني أخيرا،
حيث أجرى استطالع بعنوان "المطبوع والورقي عالم رقمي" شركة ) )tolunaالفرنسية المتخصصة في
األبحاث الستطالعية المسحية عبر النترنت واستطلعت خالله آراء 13233مستهلك في 13دول ،إذ
خلصت النتائج إلى أن %54من قراء العالم يثقون في الصحافة الورقية مقارنة ب %06يفضلون أخبار
المواقع اإللكترونية ،بينما وقف %13على الحياد ،وتشير األرقام بعودة مزدهرة للمكتبات العامة والمتاجر
التي تبيع وتعير الكتب الورقية بعد سنوات من الخمول بسبب انتشار التطبيقات اإللكترونية ،ل سيما أن
النتائج تؤكد بأن اإلعالم المطبوع ل يزال يتمتع بمصداقية لدى المتلقين أكثر من نظيره الرقمي ،وفضل
%13تلقي األخبار من الصحف الورقية ل اإللكترونية ،معتبرين استمرار الصيغة المطبوعة ضرورة
1
وارجعوا ذلك إلى تزايد مخاطر القرصنة اللكترونية.
جدول رقم ) :(18يوضح ما إذا كانت الصور ومقاطع الفيديو التي تنشرها الصحف اإللكترونية تساهم
في تعزيز مصداقيتها
يتبين لنا من خالل الجدول رقم ) (11أن أغلب المبحوثين يرون مساهمة الصور ومقاطع الفيديو التي
تنشرها الصحف اإللكترونية في تعزيز مصداقيتها وهذا بنسبة %12.53من مجموعهم ،أما الذين يرون
عكس ذلك بلغت نسبتهم .%12.53
ومن هنا يتضح ،أن أكبر نسبة من المبحوثين اتفقوا على إرفاق المواضيع بالصوت والفيديو من أهم
العوامل المساهمة في تحقيق المصداقية في الصحف اإللكترونية ،وذلك لما تحمله الصور والفيديوهات
من موثوقية وتأكيد لصحة الخبر ،فالصورة أبلغ تعبير بالنسبة لهم لنقل الحقيقة ،فالصحافة تجمع بين
الصوت الذي كان يقدمه الراديو والصوت والصورة المميز للتلفزيون والنص الذي تقدمه الصحيفة
اإللكترونية مما ترفع من مصداقيتها ،فالصحافة اإللكترونية بإمكانها تقديم الصوت والصورة والنص بشكل
مترابط وفي قمة النسجام واإلفادة المتبادلة ،حيث تزايد اعتماد الصحف اإللكترونية على الوسائط
المتعددة نظ ار لمساهمتها في تسهيل التعرض لهذه الصحف ،وبهذا أصبح استخدام الوسائط المتعددة من
أهم السمات التصالية المميزة للصحافة اإللكترونية.
جدول رقم ) :(19يوضح تأثير استخدام الصحافة اإل لكترونية للغة جديدة قريبة من القراء على جودة
اللغة اإلعالمية في الصحافة الورقية
يشير الجدول رقم ) (12إلى أن نسبة %11.25من أفراد العينة وهم يمثلون األغلبية يؤكدون أن تأثير
استخدام الصحافة اإللكترونية للغة قريبة من القراء سوف يؤثر على جودة اللغة اإلعالمية في الصحافة
الورقية ،فيما نجد %11.25من المبحوثين يرون انه ليس هناك تأثير استخدام الصحافة اإللكترونية للغة
جديدة قريبة من القراء على جودة اللغة اإلعالمية في الصحافة الورقية.
تعتبر لغة الصحافة ،اللغة التي تكتب بها الصحف اليومية ،أو تمثل لغة التخاطب اليومي التي تقوم
بتوظيف بعض األساليب من الستعمال العادي ،وتستمد أسلوبها وبنياتها من مستويات لغوية عدة ،فهي
تتبادل التأثير مع تلك المستويات ،1هذه اللغة التي ظهرت عن تقاليد معينة في استخدام اللغة التي تقدم
بها الصحافة مادتها ،فقد حملت ألفاظا وتساهلت في قواعد اللغة ،واعتمدت البساطة ،وشاع فيها الخطأ،
هذه األخطاء التي تسارعت في لغة الصحافة لقت انتقادات كثيرة دافع عنها بعض الصحفيين بقولهم
المعروف" :خطأ مجهور خير من صواب مهجور" ،فهي ج أز ل يتج أز من اللغة العربية تعتمد أيضا على
ضوابط وقواعد بغية توصل الفكرة بأبسط الوسائل بين أيدي القارئ ،2لكن لألسف نجد بأن استخدام
-1صالح بلعيد ،دروس في اللسانيات التطبيقية ،دار هومة ،ط ،5الجزائر ،2332 ،ص .105
-2صالح بلعيد ،اللغة العربية آلياتها األساسية وقضاياها الراهنة ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،1225 ،ص .100
501
الفصل الرابع :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الدراسة الميدانية ،واجراءاتها المنهجية
الصحافة اإللكترونية للغة جديدة قريبة من القراء أثرت على جودة اللغة اإلعالمية في الصحافة الورقية،
ويعود هذا الرأي إلى ما نشاهده من انحطاط في اللغة اإلعالمية على مختلف المواقع اإللكترونية من
صحف اإللكترونية وغيرها من المواقع ،الشيء الذي خلق مصطلحات جديدة ودخيلة على اإلعالم ،مما
سيؤثر سلبا على اللغة اإلعالمية الراقية التي تميزت بها الصحافة الورقية منذ عقود ،وهذا ما اتفقت معه
دراسة "فار" في تأثير مقروئية الصحافة اإللكترونية على الصحافة الورقية ،حيث اتفق أفراد العينة على
الرأي القائل :بأن استخدام الصحافة اإللكترونية للغة جديدة قريبة للقراء سوف يؤثر على اللغة اإلعالمية
الراقية في الصحافة اإللكترونية وذلك بنسبة . % 42
جدول رقم ) :(20يوضح ما إذا كانت الصحافة اإل لكترونية أكثر جاذبية للقراء من الصحافة الورقية من
وجهة نظر المبحوثين
نالحظ من خالل الجدول رقم ) (23أن األغلبية الساحقة من المبحوثين وبنسبة %15.20يرون أن
الصحافة اإللكترونية أكثر جاذبية للقراء من الصحافة الورقية ،أما الذين يرون عكس ذلك فقد بلغت
نسبتهم .%11.25
ونستنتج مما سبق ذكره ،أن أهم ما تتميز به الصحافة اإللكترونية امتالكها عوامل جذب وابهار متعددة
عن الصحافة الورقية ،فهي تتيح للمتصفح استخدام أكثر من حاسة في نفس الوقت ،إذ بإمكانه عبر
ضغطه زر واحد القراءة والمشاهدة والستماع في نفس الوقت ،عكس الصحف الورقية التي يكتفي فيها
بالقراءة فقط ،كذلك السرعة في تلقي الخبر العاجل إضافة إلى الصور المصاحبة له وفيلم الفيديو الذي
يعزز في كثير من األحيان الخبر ،وامكانية حدوث تفاعل مباشر بين القارئ والكاتب وهي أهم ميزة
تفتقدها الصحف الورقية ،وذلك من خالل التعليقات التي يتلقاها الكاتب والصحفي على ما يطرحه من
مواد )مقالت -تحقيقات-وقضايا( ،حيث نجد التكلفة الضخمة إلصدار صحيفة ورقية بدءا من الحصول
على ترخيص مرو ار باإلجراءات الرسمية والتنظيمية ،بينما الوضع في الصحافة اإللكترونية مختلف تماما،
حيث ل يستلزم المرور بكل هذه الخطوات ،ولكن يبقى الجانب المادي هو األهم ،أي من يود اإلقدام على
505
الفصل الرابع :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الدراسة الميدانية ،واجراءاتها المنهجية
إنشاء صحيفة إلكترونية يجب أن يتأكد من وجود رأس مال لهذا المشروع ،كذلك تميز الصحافة
اللكترونية بفرصة حفظ أرشيف إلكتروني سهل السترجاع غزير المادة ،يستطيع الزائر أن يطلع على
1
تفاصيل حدث ما أو يعود إلى مقالت قديمة بسرعة قياسية بمجرد أن يذكر اسم الموضوع الذي يريد.
كلها مميزات وخصائص جعلت من الصحافة اإللكترونية منفردة ومتميزة عن الورقية ،وبالتالي تكون
أكثر جاذبية للقراء ألن القارئ اليوم يبحث عن كل ما هو جديد تكنولوجي سريع ل يكلف الوقت والجهد
والمال.
-9بيانات خاصة بمستقبل الصحافة الورقية في ظل انتشار الصحافة اإل لكترونية:
جدول رقم ) :(21يوضح ما إذا أصبحت الصحافة اإل لكترونية بديالا عن الصحافة الورقية وسبب ذلك
% ك الحاالت
% ك السبب
21.03 15 حرية التعبير متاحة في الصحف اإللكترونية أكثر من الورقية
52.10 21 التفاعلية المتاحة واسعة ل مثيل لها في الصحف الورقية
35.44 30 أجد أشخاصا يشاركون بنفس أفكاري 12.11 50 نعم
تشير المعطيات الواردة في الجدول رقم) (21أن أغلب المبحوثين وبنسبة %12.11في مجموعهم،
يرون أن الصحافة اإللكترونية بديال عن الصحافة الورقية ،وذلك راجع إلى التفاعلية المتاحة واسعة ل
مثيل لها في الصحف الورقية بنسبة ،%52.15تليها حرية التعبير المتاحة في الصحف اإللكترونية أكثر
من الورقية بنسبة ،%21.03ثم الصحافة اإللكترونية تعالج مواضيع متنوعة بنسبة ،%10.23وأخي ار
أجد أشخاصا يشاركون بنفس أفكاري بنسبة ،%35.44أما عن المبحوثين الذين يرون بأن الصحافة
اإللكترونية ليست بديال عن الورقية فقد بلغت نسبتهم .%12.11
-1علي عبد الفتاح كنعان ،الصحافة اإللكترونية في ظل الثورة التكنولوجية ،مرجع سابق ،ص .1
509
الفصل الرابع :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الدراسة الميدانية ،واجراءاتها المنهجية
في السابق كان ينظر إلى الصحف اإللكترونية ،كخدمة مكملة لما تقدمه النسخة المطبوعة من الصحيفة
الورقية ،ثم أثير النقاش حول فكرة مفادها أن الصحيفة اإللكترونية يمكن أن تكون بديال عن الصحيفة
الورقية ،وهذا يرجع لعدة أسباب هامة منها :التفوق الذي أبدته المحطات التلفزيونية اإلخبارية في تغطية
األحداث مثل قناة C.N.Nوقناة الجزيرة القطرية وكذلك جذب الصحف اإللكترونية للقراء وتخطيها
لمعوقات الورق وارتفاع أسعاره.
في هذا السياق ،خلص أحد الباحثين المهتمين بدور الصحافة اإللكترونية ،إلى أن مجمل السمات
والخصائص التي تميز الصحافة اإللكترونية تقلص في إقبال القارئ على الصحافة الورقية والذي سجل
بداية موت الصحافة الورقية في ظل التراجع الذي شهدته كبريات الجرائد األمريكية ،فعلى سبيل المثال:
استغنت "نيويورك تايمز" عن %43من محرريها ،حيث نجد في دراسة بأمريكا بعنوان "وسائل اإلعالم
اإلخبارية" لسنة ، 2336حيث وصلت إلى أن الصحافة الورقية في الو.م أ تتجه نحو النحدار في الوقت
الذي انتشرت فيه الصحافة اإللكترونية ،والعكس مع الدول العربية التي لزالت المنافسة الورقية قائمة
وبداية واضحة للصحافة اإللكترونية ،حيث ارجع المبحوثين السبب الرئيسي وراء جعل الصحافة
اإللكترونية بديال عن الورقية هي خاصية التفاعلية المتاحة التي تفتقدها الصحف الورقية التي يكون
القارئ أكثر تفاعال مع ما ينشر أو يبث ،وذلك من خالل إبداء الرأي والتعقيب مباشرة مما يمكن الصحيفة
1
من معرفة اتجاهات الرأي العام.
هذا ما يتوافق مع التجاه القائل أن الصحف اإللكترونية تمثل بديال عن الصحف الورقية وسوف تحل
محلها ،وتقوم مبررات هذا التجاه على فرضيات منها :أن الصحافة اإللكترونية تشهد ميالد مواقع كثيرة
تواكبها زيادة في عدد زوارها وتستفيد من األزمات التي تمر بها الصحافة الورقية ومن بينها الرقابة عليها
ومنع المواد الصحفية من النشر ،كذلك الصحف اإللكترونية تتمكن من تقديم نطاق واسع من الخدمات
التي ل تستطيع الصحف المطبوعة أن تقدمها ،إضافة إلى تميز الصحف اإللكترونية بنقلها للصورة
والنص معا لتوصيل رسالة متعددة األشكال ،كما تحتفظ بالزائر أكبر قدر ممكن ،2حيث يرى أصحاب
الصحافة اإللكترونية أن العالم سيشهد أخر صحيفة ورقية في عام ،2311فصحف النترنت يمكن أن
تحمل العديد من األخبار التي كان يتم استبعادها عن الصحف الورقية بسبب نقص المساحة ،حيث توفر
النترنت
-1علي عبد الفتاح كنعان ،الصحافة اإللكترونية في ظل الثورة التكنولوجية ،مرجع سابق ،ص ص .56،55
2
-ماجد سالم تربان ،االنترنت والصحافة اإل لكترونية رؤية مستقبلية ،الدار المصرية اللبنانية ،القاهرة ،مصر ،2330 ،ص .213
500
الفصل الرابع :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الدراسة الميدانية ،واجراءاتها المنهجية
إمكانيات لتوسيع الصحيفة لتحمل الكثير من المضمون ،كما يرون أن الصحافة الورقية صحافة األميين
الكترونيا ،وأن السمات األساسية للصحف اإللكترونية تفوق السمات األساسية للصحف الورقية.
لكن هناك في المقابل ،من يرى من المبحوثين أن الصحافة اإللكترونية ليست بديال عن الصحافة
الورقية ،وأن المقارنة بين الصحافة الورقية واإللكترونية مرفوضة ،وهذا من منطلق مفاده أن الصحافة
الورقية صحافة بالمعنى العلمي والواقعي للكلمة ،وأن الصحافة اإللكترونية مجرد وسيلة للنشر وجمع
النصوص والمقالت واألخبار والصور بشكل ألي مجرد من المشاعر واإلبداع والفاعلية ،في هذا يرى
"درويش اللبان" ،أن العديد من الباحثين يعتبرون الصحيفة وثيقة ثقافية تاريخية حقيقية ،في حين أن
الكمبيوتر ليس سوى وسيلة للبحث عن أشياء معينة ،كما أن الجريدة الورقية يسهل حملها وقراءتها أما
اإللكترونية فقد يصعب الوصول إليها وقد تكون عرضة لألخطاء اإللكترونية زد على ذلك التحميل
البطيء للموضوعات 1،وبالتالي ل يمكن أن تكون بديال عن الصحافة الورقية ،وهذا ما يدعمه أنصار
الصحافة التقليدية ،والذي يقول بأن ما يظهر على النترنت هو ليس بصحافة ول يمت لها بصلة لجملة
من األسباب منها ،أن العاملين في الصحافة اإللكترونية ليس لديهم الخبرة والتدريب الكافي ،وأن نوع
المحتوى الخبري محتوى غير احترافي وغير محرر وتشمله الكثير من جوانب القصور والخلل ،وكمثال
على ذلك :مؤسسة ) )prize pulitzezاألمريكية ما زالت ترفض أن تنظر في األعمال التي تقدمها
الصحافة اإللكترونية ول ترشحها للحصول على الجائزة المرموقة في مجال الصحافة ،كذلك عدم
المصداقية وهذا ناجم عن غياب التدقيق وتحري المصادر الموثوقة ،باإلضافة إلى أن سرعة النشر
تفرضها خصائص النترنت تدفع بالصحف اإللكترونية إلى السبق الزمني على حساب التدقيق ،وهذا ما
جعل البعض يطلق عليها صحافة اإلشاعات2،ويرى أصحاب هذا التجاه أنه إذا كانت صحافة النترنت
قد أضافت الكثير لحقل النشر عموما ،إل أنها ل تزال مجرد أداة مساعدة للصحافة المطبوعة في سبيل
توسيع دائرة قرائها على المستوى الدولي وتطوير األداء الصحفي وغيرها من الخدمات المتعددة التي
تقدمها النترنت للصحف الورقية ،وأنه لمن المستبعد أن تنقرض لصحافة الورقية أو تتراجع مكانتها أمام
الصحف اإللكترونية ،ويعود ذلك للمميزات التي تتميز بها الصحف الورقية عن اإللكترونية ،وأوضح
مؤتمر عالمي عام ،2331أن سرعة مواد الصحيفة على النترنت يؤدي إلى ت ازيد األخطاء الموجودة في
-1علي عبد الفتاح كنعان ،الصحافة اإللكترونية في ظل الثورة التكنولوجية ،مرجع سابق ،ص .54
-2جاسم محمد الشيخ جابر ،الصحافة اإل لكترونية العربية "المعايير الفنية والمهنية" ،أبحاث المؤتمر الدولي) ،اإلعالم الجديد
تكنولوجيا جديدة لعالم جديد( ،جامعة البحرين ،2332 ،ص .026
509
الفصل الرابع :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الدراسة الميدانية ،واجراءاتها المنهجية
الصحف اإللكترونية والمواقع الخبرية ،1ولهذا يمكن القول من خالل هذا المنظور ،أن الصحافة
اإللكترونية لن تكون بديال لوسيلة أخرى ،وانها ستكون مجرد وسيلة جديدة تضاف إلى وسائل اإلعالم
األخرى المعروفة ،فلقد ظهرت نفس التنبؤات بالنسبة للصحافة حينما ظهرت اإلذاعة في مطلع القرن
الماضي ،وتكررت هذه التنبؤات حينما ظهر التلفزيون في أربعينات القرن ذاته ،لكن الصحافة بقيت وان
كانت المنافسة مع الوسائل الجديدة قد حفزتها على التطور في الشكل والمضمون ،وهذا الحال سيتكرر مع
الصحافة اإللكترونية التي سيكون لها جمهورها والتي ستعمل هي أيضا على تحفيز الوسائل األخرى ومنها
2
الصحافة الورقية لتطوير إمكاناتها ،وبناء عالقات جديدة مع جمهورها.
جدول رقم ) :(22يوضح ما إذا كانت الصحافة اإل لكترونية سوف تؤثر على مستقبل الصحافة الورقية
من وجهة نظر المبحوثين
يوضح الجدول رقم ) (22أن األغلبية الساحقة من المبحوثين يرون أن الصحافة اإللكترونية سوف
تؤثر على مستقبل الصحافة الورقية وذلك بنسبة ،%12.34بينما يرى % 13.20من المبحوثين أن
الصحافة اللكترونية ل تؤثر على مستقبل الصحافة الورقية.
ومن نستنتج ،أن الصحافة اإللكترونية سوف تؤثر على الورقية في المستقبل ألنها تمثل تحديا
للصحف الورقية ،فاإلعالم اإللكتروني أصبح في الواقع منافسا قويا وشرسا جدا بالنسبة للصحافة الورقية،
ويمكن القول ،أن الصحافة الورقية أصبحت متجهة لالنقراض ،إذا لم تتجه هذه الصحيفة إلى التعامل مع
التكنولوجيا ووسائل التصالت الحديثة بتطور وواقعية ،فلم يعد الجيل الجديد يتعامل مع الصحافة الورقية
ولذلك عليها أن تتجه إلى العالم الجديد عبر تحديث المحتوى واستخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة ،حيث
نجد الكثير من الصحف العالمية أغلقت ومنها من خفض أعداد موظفيه وتوجه نحو الصحافي الشامل،
فالصحافة الورقية مهددة أمام اإلعالم اإللكتروني ،إذا لم تتمكن من مواكبة هذا التطور عبر إنشاء المواقع
وتطوير البث والمحتوى ومتابعة الخبر في نفس اللحظة ،فيمكن أن تتلفظ الصحافة الورقية أنفاسها األخيرة
في المستقبل.
كذلك أصبحت هذه المواقع اإللكترونية متنفسا للكثير من الكتاب الذين ل يستطيعون الكتابة في
الصحف الورقية ،لذلك فان هذه الصحافة قادرة على احتواء هؤلء الكتاب ،ويكون بإمكانه الكتابة باسم
أخر حتى يفلت من الرقابة ،لكن الصحافة الورقية محكومة بقيود متنوعة عكس اللكترونية المتحررة من
هذه القيود 1،وبالتالي هنا سوف تؤثر على الصحافة الورقية بالسلب مع مرور الوقت.
جدول رقم ) :(23يوضح ما إذا كانت الصحافة اإل لكترونية مكملة للصحافة الورقية من وجهة نظر
المبحوثين
نالحظ من خالل بيانات الجدول رقم ) (20أن المبحوثين أكدوا على أن الصحافة اإللكترونية مكملة
للورقية بنسبة ،%21.12بينما باقي المبحوثين أكدوا عكس ذلك بنسبة .%21.12
من خالل عرضنا لهذه النتائج ،نالحظ أن المبحوثين يرون أن الصحافة اإللكترونية مكملة للورقية أي
ليس هناك صراع بينهما وهذا يدل ،على أنه ل توجد وسيلة إعالمية قضت على وسيلة سابقة لها ،وانما
تتعايشان في ظل الخصوصية لكل واحدة ،فلقد تعودت األجيال منذ مدة طويلة على قراءة الصحف
المطبوعة وهذا يجعل من الصعب التخلي عن هذه العادة على األقل على المدى المنظور ،فالنترنت ل
تستطيع أن تقضي على الصحافة الورقية بل ستفيدها من خالل ما تقدمه من معلومات وخدمات تساهم
في تطوير أدائها وتسهيل عمل طاقمها ،فكل وسيلة تكمل األخرى.
وهناك اتجاه يرى أن الصحافة الورقية تسير مع الصحافة اإللكترونية بشكل متوازي مع تزايد في
التجاه لستفادة الصحافة المطبوعة من شبكة النترنت ،أي أن الصحافة اإللكترونية ما هي إل دعامة
إلكترونية ،تعتمد عليها الصحافة الورقية لتنمية عملية توزيعها من خالل النشر اإللكتروني ربحا للوقت
والجهد والوصول للقارئ أينما كان ،ويضيف هؤلء أن الصحافة اإللكترونية تعتبر بمثابة فرصة كبيرة
-1علي عبد الفتاح كنعان ،الصحافة اإللكترونية في ظل الثورة التكنولوجية ،مرجع سابق ،ص .261
500
الفصل الرابع :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الدراسة الميدانية ،واجراءاتها المنهجية
للصحافة الورقية حتى تحقق شعبية أكبر بالوصول إلى أكبر جمهور ممكن في أقصر مدة وفي كل
مكان ،1بينما نجد %21.12من المبحوثين الذين يرون أن الصحافة اإللكترونية ليست مكملة للورقية ،بل
هي مجرد وسيلة للنشر وجمع النصوص والمقالت واألخبار والصور بشكل آلي فقط.
ومنه نستنتج ،أن أغلبية المبحوثين يرون أن الصحافة اإللكترونية مكملة للصحافة الورقية ،وأن
الصحافة الورقية ستستفيد من خالل ما تقدمه من معلومات وخدمات تساهم في تطوير أدائها وتسهيل
عمل طاقمها ،فكل وسيلة مكملة لألخرى.
جدول رقم ) :(24يوضح الصعوبات التي تواجه الصحافة الورقية في ظل انتشار اإلعالم الرقمي
الجديد
يبدو لنا من خالل الجدول رقم ) (26اتجاهات المبحوثين حول الصعوبات التي تواجه الصحافة الورقية
في ظل انتشار اإلعالم الرقمي الجديد ،حيث يرى 49.18%عزوف القراء عن اقتنائها ومطالعتها،
ونسبة نسبة %01.25يرون زوال الصحيفة الورقية ،وأخي ار صعوبة التوزيع والتخزين بنسبة .%21.12
إن ظهور شبكة النترنت للوجود مع فرضها لتقنياتها ومميزاتها التي دخلت فيها جميع الميادين وأزاحت
بها كافة الحدود في ظل العولمة ،شكل تحديا كبي ار أمام الصحافة الورقية التي وجدت نفسها خارجة عن
نطاق هذا التطور وهي بذلك قد أضحت في زمن كان.
حيث ظهرت مؤشرات كثيرة تقول بتنامي الصحافة اللكترونية بشكل كبير ،مقابل تراجع الصحافة
الورقية في العالم ،وذكر مركز "بيو األمريكي للدراسات" أن انخفاض توزيع الصحف اليومية في أمريكا
بلغ %2.5سنويا و %0.0في الصحف األسبوعية مقابل ازدهار المواقع اإللكترونية للصحف بنسبة
، %1ويرى البعض أن اإلعالم الجديد بأدواته ومواقعه قد أصبح يمثل تهديدا واضحا لإلعالم التقليدي،
الذي ظل متواجد بقوة داخل المشهد اإلعالمي العربي لعقود كثيرة ،وأثر كثي ار على المواطن العربي بل
وملكه في كثير من األحيان ،إل أنه اآلن لم تعد تلك القوة اإلعالمية قادرة على الصمود أو اجتياح
المواقع اإلعالمية المختلفة التي تنتشر عبر النترنت وتدعمها مواقع الجيل الثاني من النترنت مثل:
1
تويتر ،فيسبوك ،اليوتيوب ،وكذلك المدونات.
أكيد في ظل انتشار اإلعالم الرقمي الجديد ،سوف تواجه الصحف الورقية صعوبات كثيرة أمام
نظيرتها اإللكترونية ،مما يؤدي إلى عزوف القراء عن اقتناءها ومطالعتها أي تدني مستوى المقروئية ،فلقد
أشار التحاد لتراجع نسب المقروئية في عدد من الدول ،ويرجع البعض األمر لعزوف وتخلي القراء عنها
بالنظر لتزايد أهمية النترنت وتفضيل الكل استخدامها ،فالقارئ بات يفضل استخدام النترنت في بيته أو
عمله ،وعن طريق النترنت يمكن أن يطلع على أكبر عدد من الصحف بثمن قليل أقل بكثير حين يقتنيها
مجتمعة في السوق ،ألن كل المعلومات متوفرة ومتجددة على النترنت.
لحفاظ الصحافة الورقية على مكانتها ،ل بد وأن تتجه إلى التعامل مع التكنولوجيا ووسائل التصالت
الحديثة بتطور وواقعية ،فلم يعد الجيل الجديد يتعامل مع الصحافة الورقية ،ولذلك عليها أن تتجه إلى
العالم الجديد عبر تحديث المحتوى واستخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة ،فنجد بعض الصحف الورقية
خبرية حصرية عليها ،تطبع نسختها ،ويتم نشر المحتوى في موقعها اإللكتروني ،وهذا ل يقدم جديد حينما
ننقل الجريدة من ورقية إلى الكترونية ،ولكن ل بد من تحديث وتطوير األخبار على مواقع الصحف
الورقية ،والبعد عن عملية النقل النصي من الصحف اإللكترونية ،كذلك إتاحة مساحة كبيرة للكتاب واآلراء
المختلفة ،واللتزام بالحيادية قدر اإلمكان ،والبتعاد عن التوجه والتحيز لمالكهاـ حتى تستطيع أن تتميز
عن نظيرتها اإللكترونية ،2كلها حلول لبد من الصحافة الورقية أن تقتدي بها ،حتى تحافظ على مكانتها
في مواجهة الصحافة اإللكترونية وتستطيع تخطي كل الصعوبات التي تعاني منها.
ثالثا -النتائج العامة للدراسة
بعد القيام بعملية تحليل وتفسير البيانات الميدانية بالعتماد على المزاوجة بين النظري والتطبيقي،
واستنادا إلى الم عالجة اإلحصائية يمكن أن نعرض خالصة ما توصلت إليه هذه الدراسة من نتائج على
النحو اآلتي:
-1علي عبد الفتاح كنعان ،الصحافة اإللكترونية في ظل الثورة التكنولوجية ،مرجع سابق ،ص ص .101،102
-2المرجع نفسه ،ص ص .253-262
508
الفصل الرابع :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الدراسة الميدانية ،واجراءاتها المنهجية
504
الفصل الرابع :ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الدراسة الميدانية ،واجراءاتها المنهجية
كما دلت نتائج الدراسة على أن مصادر الصحف الورقية أكثر مصداقية من الصحف اإللكترونية،
ولهذا يدل على أن الصحافة اإللكترونية لم تصل بعد إلى مرحلة ثقة المبحوثين في مصداقيتها نظ ار لعدم
التدقيق والتحري عن مصادرها الغير موثوقة ،وبالتالي فان من وجهة نظر المبحوثين الصور ومقاطع
الفيديو التي تنشرها الصحافة اإللكترونية هي التي تساهم في تعزيز مصداقيتها وذلك لما تحمله من
موثوقية وتأكيد لصحة الخبر ،ومن جهة أخرى فان أغلبية المبحوثين يرون أن استخدام الصحافة
اإللكترونية للغة جديدة قريبة من القراء سوف يؤثر على جودة اللغة اإلعالمية في الصحافة الورقية وهذا
راجع إلى وجود مصطلحات جديدة على اإلعالم مما سيؤثر سلبا على اللغة اإلعالمية الراقية التي تميزت
بها الصحافة الورقية منذ عقود ،فالمبحوثين يرون أن الصحافة اإللكترونية أكثر جذبا للقراء من الصحافة
الورقية.
-0بيانات خاصة بمستقبل الصحافة الورقية في ظل انتشار الصحافة اإل لكترونية:
كشفت نتائج الدراسة أن أغلبية المبحوثين يرون أن الصحافة اإللكترونية بديال عن الصحافة الورقية
نظ ار للتفاعلية المتاحة الواسعة التي ل مثيل لها في الصحافة الورقية ،وبالتالي المبحوثين يرون أنها سوف
تؤثر على مستقبل الصحافة الورقية ألنها تمثل تحديا للصحف الورقية ،فاإلعالم اإللكتروني أصبح منافسا
قويا وشرسا جدا بالنسبة للصحافة الورقية.
كما بينت الدراسة أن الصحافة اإللكترونية مكملة للصحافة الورقية وليس هناك صراع بينهما ،ألنه ل
توجد وسيلة إعالمية قضت على سابقة لها وانما تتعايشان في ظل الخصوصية لكل واحدة.
وأخيرا ،فيما يخص الصعوبات التي تواجه الصحافة الورقية في ظل انتشار اإلعالم الرقمي الجديد،
نجد زوال الصحيفة الورقية ،وصعوبة التخزين والتوزيع ،واتفق المبحوثين على عزوف القراء عن اقتنائها
ومطالعتها ،أي تدني مستوى مقروئيتها ،وهذا راجع لتزايد أهمية النترنت وتفضيل الكل استخدامها ،ولذلك
لبد أن تتجه إلى التعامل مع التكنولوجيا وتحديث محتوى واستخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة إضافة
إلى تحديث وتطوير األخبار على مواقع الصحف الورقية والبعد عن عملية النقل النصي منها إلى
الصحف اإللكترونية.
591
خاتمة:ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خاتمة
حاولت من خالل هذه الدراسة العملية تسليط الضوء على ظاهرة تعتبر من أبرز الظواهر التي أفرزتها
تكنولوجيا التصال الحديث وهي الصحافة اإللكترونية ،وذلك من خالل عملية رصد لتجاهات الجماهير
نحو الصحافة اإللكترونية وعالقتها بعزوفهم عن الصحافة الورقية ،وذلك من خالل معرفة األسباب التي
أدت لعزوفهم عن الصحافة الورقية وتفضيلهم للصحافة اإللكترونية ،فخلصت الدراسة إلى أن السبب
الرئيس هو تفضيلهم لمطالعتها في شكلها اإللكتروني ،ألن في الوقت الحالي أصبحت التكنولوجيا مسيطرة
على كل المجالت ،حتى على نوعية قراءة الصحف.
يعتبر موضوع الصحافة الورقية والصحافة اإللكترونية ،موضوعا أثار الكثير من الجدل في األوساط
األكاديمية ،فقد خصص له الكثير من الباحثين عدة دراسات تناولت العالقة بين هاذين النوعين من
اإلعالم ،من زوايا مختلفة كانت جميعها تصب في محاولة إلثراء البحث العلمي ،حول العالقة بين
الصحافة الورقية والصحافة اإللكترونية ،ومحاولة استشراف مستقبل الصحافة الورقية أمام تحدي المنافسة
وبناء إلى ما توصلت إليه الباحثة من خالل نتائج الدراسة فالبد أن تستعد
ا القوية للصحافة اإللكترونية،
الصحافة الورقية نحو التحول الرقمي من خالل الهتمام بمواقعها اإللكترونية وتطويرها وخلق نوع من
التفاعل الجماهيري واألخذ بعين العتبار متطلبات الجيل الجديد من الصحافة اإللكترونية ،وكذلك العمل
على نقل أخبار الصحيفة عبر الوسائط اإلعالمية الحديثة.
الصحافة اإللكترونية التي تعددت أشكالها وقوالبها ومضامينها وأهدافها أيضا ظهرت معها العديد من
التحديات أمام الصحف الورقية ،حيث ساعدت حرية النترنت إلى نشوء صحافة حديثة مثل تحليل مواد
اإلخبارية صحافية ،فأصبح المشهد اإلعالمي أقرب ألن يكون ملكا للجميع وأكثر انتشا ار وسرعة في
الوصول إلى عدد ممكن من القراء وبأقل التكاليف ،وبذلك تكون الصحف اللكترونية قد فتحت أفاقا
جديدة ما جعلها مميزة عن الصحف الورقية حسب الدراسة.
فالصحافة اإللكترونية لها تأثير مباشر أكثر فعالية من الصحافة الورقية ،ألن معظم من يقرأها حسب
نتائج الدراسة هم طالب جامعيين أما الصحف الورقية فيقرأها عامة الناس.
595
قائمة المصادر والمراجع:ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
599
قائمة المصادر والمراجع:ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
.15جون هاتلنج ،أخالقيات الصحافة ،ترجمة :كمال عبد الرؤوف ،الدار العربية للنشر ،القاهرة،
مصر.1220 ،
.14حامد ربيع ،الحرب النفسية في المنطقة العربية ،دون دار نشر ،بيروت ،لبنان.1216 ،
.12الحسن إحسان محمد ،األسس العلمية لمناهج البحث االجتماعي ،دار الطليعة ،ط ،2بيروت،
لبنان.1224 ،
.11حسن عماد مكاوي ،عاطف عدلي العبد ،نظريات اإلعالم ،الدار العربية للنشر ،القاهرة ،مصر،
.2334
.12حسني محمد نصر ،االنترنت واإلعالم "الصحافة اإل لكترونية" ،مكتبة الفالح للنشر ،الكويت،
.2330
.23حسنين شفيق ،الوسائط المتعددة وتطبيقاتها في اإلعالم ،رحمة برس للطباعة والنشر ،ط،2
القاهرة ،مصر.2332 ،
.21حسين شفيق ،اإلعالم اإل لكتروني بين التفاعلية والرقمية ،رحمة برس للطباعة والنشر ،القاهرة،
مصر.2332،
.22خالد حمدي ،منهجية البحث العلمي ،دار الريحان للنشر ،الجزائر.2330 ،
.20خالد مصطفى فهمي ،المسؤولية المدنية للصحفي عن أعماله الصحفية ،دار الجامعة الجديدة
للنشر ،اإلسكندرية ،مصر.2330 ،
.26خليل صابات ،وسائل االتصال" نشأتها وتطورها" ،مكتبة النجلو المصرية ،القاهرة ،مصر،
.2331
.25الدسوقي عبده إبراهيم ،وسائل وأساليب االتصال الجماهيرية واالتجاهات االجتماعية "تحليل
نظري" ،دار الوفاء لدنيا الطباعة ،اإلسكندرية ،مصر.2336 ،
.24ذوقان عبيدات وآخرون ،البحث العلمي "مفهومه ،أدواته ،أساليبه" ،دار الفكر للطباعة والنشر،
ط ،4عمان ،األردن.2331 ،
.22رضا عبد الواجد أمين ،الصحافة اإل لكترونية ،دار الفجر للنشر ،القاهرة ،مصر.2332 ،
.21زهير احدادن ،الصحافة المكتوبة في الجزائر ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر.1221 ،
.22زهير احدادن ،مدخل لعلوم اإلعالم واالتصال ،ديوان المطبوعات الجامعية ،ط ،2الجزائر،
.1220
590
قائمة المصادر والمراجع:ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
.03زيد منير سليمان ،الصحافة اإل لكترونية ،دار أسامة للنشر ،عمان ،األردن.2332 ،
.01سامي الشريف ،اإلذاعات والقنوات المتخصصة ،دار النهضة العربية ،القاهرة ،مصر.2332 ،
.02السرياقوسي علي عبد المعطي ،أساليب البحث العلمي ،مكتبة الفالح للنشر ،الكويت.1211 ،
.00سعادت جودت أحمد ،عادل فايز السرطاوي ،استخدام الحاسوب واالنترنت في ميادين التربية
والتعليم ،دار الشروق للنشر ،عمان ،األردن.2332 ،
.06سعيد الغريب ،الصحيفة اإل لكترونية والورقية "دراسة مقارنة في المفهوم والسمات األساسية
بالتطبيق على الصحف اإل لكترونية" ،المجلة المصرية لبحوث اإلعالم ،القاهرة ،مصر،
.2311
.05شريف درويش اللبان ،الصحافة اإل لكترونية "دراسات في التفاعلية وتصميم الموقع" ،الدار
المصرية اللبنانية ،مصر.2335 ،
.04صالح أبو أصبح ،تحديات اإلعالم العربي" ،دراسة اإلعالم المصداقية ،الحرية ،التنمية ،الهيئة
الثقافية" ،دار الشروق ،عمان ،األردن.1222 ،
.02صالح بلعيد ،اللغة العربية "آلياتها األساسية وقضاياها الراهنة" ،ديوان المطبوعات الجامعية،
الجزائر.1225 ،
.01صالح بلعيد ،دروس في اللسانيات التطبيقية ،دار هومة للطباعة والنشر ،الجزائر ،ط،5
الجزائر.2332 ،
.02صالح فياللي ،األزمة الجزائرية اإليديولوجية "الحركة الوطنية" ،مركز دراسات الوحدة العربية،
بيروت ،لبنان.1224 ،
.63صالح عبد اللطيف ،الصحافة المتخصصة ،مطبعة ومكتبة اإلشعاع الفنية ،اإلسكندرية ،مصر،
.2332
.61صالح محمد عبد الحميد ،اإلعالم الجديد ،مؤسسة طيبة للنشر ،القاهرة ،مصر.2311 ،
.62عامر إبراهيم قندلجي ،شبكة المعلومات واال تصاالت ،دار المسيرة للنشر ،عمان ،األردن،
.2332
.60عباس ناجي حسن ،الصحفي اإل لكتروني ،دار صفاء للنشر ،عمان ،األردن.2312 ،
.66عبد األمير الفيصل ،الصحافة اإل لكترونية في الوطن العربي ،دار الشروق للنشر ،عمان،
األردن.2334 ،
599
قائمة المصادر والمراجع:ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
.65عبد الرحمان عزي وآخرون ،عالم االتصال ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر .1221
.64عبد الرحمان عزي ،السعيد بومعيزة ،اإلعالم والمجتمع "رؤية سوسيولوجية مع تطبيقات على
المنطقة العربية واإلسالمية" ،دار الورسم للطباعة والنشر.2313 ،
.62عبد الرزاق محمد الدليمي ،الصحافة اإل لكترونية الرقمية ،دار الثقافة للنشر ،لبنان.2335 ،
.61عبد الرزاق محمد الدليمي ،الصحافة اإل لكترونية والتكنولوجيا الرقمية ،دار الثقافة ،عمان،
األردن.2311 ،
.62عبد العزيز شرف ،األساليب الفنية في التحرير الصحفي ،دار قباء للطباعة والنشر ،القاهرة،
مصر.2333 ،
.53عبد الفتاح التميمي ،الشبكات المحلية واالنترنت ،الشركة العربية للتسويق والتوريدات ،مصر،
.2331
.51عبد الفتاح بيومي حجازي ،األحداث واالنترنت ،دار الفكر الجامعي ،اإلسكندرية ،مصر،
.2334
.52عبد المالك ردمان الدناني ،الوظيفة اإلعالمية لشبكة االنترنت ،دار الراتب الجامعي ،بيروت،
لبنان.2333 ،
.50عدنان أبو فخر ،الصحافة السورية بين النظرية والتطبيق ،دار الكتاب العربي ،دمشق ،سوريا،
.1215
.56عزيزة عبده ،اإلعالم السياسي والرأي العام ،دار الفجر للنشر ،القاهرة ،مصر.2336 ،
.55علي خليل شنقرة ،اإلعالم الجديد "شبكات التواصل االجتماعي" ،دار أسامة للنشر ،عمان،
األردن.2310 ،
.54علي عبد الفتاح كنعان ،الصحافة االلكترونية العربية ،دار اليازوري العلمية للنشر ،عمان،
األردن.2316 ،
.52علي عبد الفتاح كنعان ،الصحافة اإللكترونية في ظل الثورة التكنولوجية ،دار اليازوري
العلمية ،عمان ،األردن.2316 ،
.51علي عبد الفتاح كنعان ،الصحافة اإل لكترونية في ظل الثورة التكنولوجية ،دار اليازوري للنشر،
عمان ،األردن.2316 ،
591
قائمة المصادر والمراجع:ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
.52عواطف عبد الرحمان ،الصحافة العربية الجزائرية " دراسة تحليلية لصحافة الثورة الجزائرية
،5409-5419المؤسسة الوطنية للكتاب ،الجزائر.1215 ،
.43غازي فيصل ،التنمية السياسية في بلدان العالم الثالث ،دار الحكمة ،بغداد ،دمشق.1220 ،
.41غالب عوض التوايسة ،االنترنت والنشر اإل لكتروني ،دار أسامة ،عمان ،األردن.2313 ،
.42فارس حسن خطاب ،فضائيات العالم الرقمية العربية "نت نموذجا" ،دار آيلة للنشر ،عمان،
األردن.2313 ،
.40فاروق أبو زيد ،فن الخبر الصحفي ،عالم الكتب ،ط ،2القاهرة ،مصر.1216 ،
.46فاروق أبو زيد ،مدخل إلى علم الصحافة ،عالم الكتب ،ط ،2القاهرة ،مصر.1221 ،
.45فتحي حسين أحمد عامر ،أخالقيات الصحافة في جرائم النشر "دراسة تحليلية مقارنة" ،إيتراك
للنشر ،مصر.2334 ،
.44فتحي حسين عامر ،وسائل االتصال الحديثة من الجريدة إلى الفيسبوك ،العربي للنشر،
القاهرة ،مصر.2331 ،
.42فضيل دليو ،تاريخ الصحافة الجزائرية المكتوبة ،دار هومة للنشر ،الجزائر.2316 ،
.41فضيل دليو ،مقدمة في وسائل االتصال الجماهيري ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر،
.1221
.42الفوزي محمد علي ،نشأة وسائل االتصال وتطورها ،دار النهضة العربية ،بيروت ،لبنان،
.2332
.23ماجد سالم تربان ،االنترنت والصحافة اإل لكترونية "رؤية مستقبلية" ،الدار المصرية اللبنانية،
القاهرة ،مصر.2330 ،
.21محمد الخطاب ،مجتمع اإلعالم والمعلومات ،دار هومة للطباعة والنشر ،الجزائر.2330 ،
.22محمد الصرفي ،اإلعالم ،دار الفكر العربي ،مصر.2332 ،
.20محمد الهادي ،تكنولوجيا االتصاالت وشبكات المعلومات ،المكتبة األكاديمية ،القاهرة ،مصر،
.2331
.26محمد صالح سالم ،العصر الرقمي وثورة المعلومات "دراسات في نظم المعلومات وتحديث
المجتمع" ،عين للدراسات والبحوث اإلنسانية والجتماعية ،القاهرة ،مصر.2332 ،
590
قائمة المصادر والمراجع:ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
.25محمد عبد الحميد ،البحث العلمي في الد ارسات اإلعالمية ،عالم الكتب للنشر ،ط ،2القاهرة،
مصر.2336 ،
.24محمد عبد الحميد ،بحوث الصحافة ،عالم الكتب ،القاهرة ،مصر.1222 ،
.22محمد عبد الحميد ،دراسة الجمهور في بحوث اإلعالم ،عالم الكتب ،القاهرة ،مصر.1220 ،
.21محمد عبد الحميد ،نظريات اإلعالم واتجاهات التأثير ،عالم الكتب ،ط ،0القاهرة ،مصر،
.2336
.22محمد عبد الرحمان الحضيف" ،كيف تؤثر وسائل اإلعالم دراسة في النظرية واألساليب"،
مكتبة العبيكان ،ط ،2السعودية.1221 ،
.13محمد علي شمو ،االتصال الدولي والتكنولوجيا الحديثة ،مكتبة الشعاع ،اإلسكندرية ،مصر،
.2332
.11محمد فريد ،محمود عزت ،مدخل إلى الصحافة ،دون دار نشر ،القاهرة ،مصر.1220 ،
.12محمد فلحي ،صناعة العقل في عصر الشاشة ،الدار العلمية الدولية للنشر ،عمان ،األردن،
.2332
.10محمد محمود الحيلة ،تكنولوجيا التعليم بين النظرية والتطبيق ،دار المسيرة للنشر والطباعة،
األردن.2336 ،
.16محمد مزيان ،القيم واالتجاهات في علم اإلعالم واالتصال ،دون دار نشر ،الجزائر.2335 ،
.15محمود علم الدين ،الصحافة في عصر المعلومات "األساسيات والمستجدات" ،العربي للنشر،
القاهرة ،مصر.2333 ،
.14محمود علم الدين ،مقدمة في الصحافة اإل لكترونية ،الحرية للطباعة والنشر ،القاهرة ،مصر،
.2331
.12محمود منصور هبة ،قراءات مختارة في علم االتصال بالجماهير ،مركز اإلسكندرية للكتاب،
مصر.2336 ،
.11مرزوق عبد الحكيم العادلي ،اإلعالنات الصحفية "دراسة في االستخدامات واإلشباعات" ،دار
الفجر للنشر ،القاهرة ،مصر.2336 ،
.12مروى عصام صالح ،اإلعالم اإل لكتروني "األسس وأفاق المستقبل" ،دار اإلعصار للنشر،
عمان ،األردن.2315 ،
595
قائمة المصادر والمراجع:ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
.23منار فتحي محمد ،تصميم مواقع الصحف اإل لكترونية ،دار العالم العربي ،القاهرة ،مصر،
.2311
.21نصيرة عقبي ،جمهور التلفزيون ونظرية االستعماالت واإلشباعات ،دار البلدية للنشر ،عمان،
األردن.2315 ،
.22نوار بشير جديد ،اإلعالم المقروء بين الصحافة الورقية والصحافة اإل لكترونية ،دار اإلعصار
العلمي للنشر ،عمان ،األردن.2316 ،
-9المعاجم والقواميس:
.20أحمد بن محمد علي الفيومي ،معجم المصباح المنير في عرنب الشرح الكبير ،المكتبة العلمية،
دون سنة.
.26أحمد مختار عمر ،معجم اللغة العربية المعاصر ،عالم الكتب ،بيروت ،لبنان.2331 ،
.25طارق سيد أحمد الخليفي ،معجم مصطلحات اإلعالم ،دار المعرفة الجامعية ،اإلسكندرية،
مصر.2331 ،
.24طلحت همام ،موسوعة اإلعالم والصحافة ،دار الفرقان للنشر ،ط ،2األردن ،عمان.1211 ،
.22عدنان أبو مصلح ،مصطلحات علم االجتماع ،دار أسامة للنشر ،عمان ،األردن.2315 ،
.21كرم سلبي ،معجم المصطلحات االعالمية ،دار الشروق ،القاهرة ،مصر.1212 ،
.22مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزبادي ،القاموس المحيط ،دار الحديث ،القاهرة ،مصر،
.2331
.133المجلس الدولي للغة الفرنسية ،قاموس الصحافة واإلعالم ،ترجمة :مصطفى حسين وآخرون،
دار لبنان ،لبنان.1221 ،
.131محمد بن أبي بكر الرازي ،مختار الصحاح ،المطلعة األميرية ،القاهرة ،مصر.1024 ،
.132معجم اللغة العربية ،المعجم الوسيط ،مطابع دار المعارف ،ط ،2ج ،1مصر.1212 ،
.130المنجد األبجدي ،معاجم دار المشرق ،ط ،5لبنان.1244 ،
598
قائمة المصادر والمراجع:ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-0الرسائل الجامعية:
.136أمين ناصر محمود عطا اهلل ،اتجاهات طلبة كليات اإلعالم في غزة نحو متابعة الصحافة
اإل لكترونية الفلسطينية ،أطروحة بكالوريوس )منشورة( ،قسم اإلذاعة والتلفزيون ،جامعة
فلسطين ،غزة.2314 ،
.135البار طيب ،المعالجة االعالمية لظاهرة التنصير في الصحافة الجزائرية المكتوبة ،رسالة
ماجستير )منشورة( ،قسم اإلعالم والتصال ،جامعة قسنطينة ،الجزائر.2332 ،
.134ذهبية سيدهم ،األساليب االقناعية في الصحافة المكتوبة "دراسة تحليلية للمضامين الصحية
في جريدة الخبر" ،رسالة ماجستير )منشورة( ،قسم علم الجتماع ،جامعة قسنطينة ،الجزائر،
.2336
.132ريم فتيحة قدوري ،التفاعلية في الصحافة اإل لكترونية العربية "دراسة تحليلية لصحيفة
الشروق الجزائرية نموذجا" ،رسالة ماجستير )منشورة( ،جامعة منوبة ،تونس.2313 ،
.131صفوان عاصم حسيني ،الصحافة المكتوبة وظاهرة العنف في الجزائر خالل سنة ،5444
أطروحة دكتوراه )منشورة( ،قسم اإلعالم والتصال ،جامعة الجزائر.2335 ،
.132علي قسايسية ،المنطلقات النظرية والمنهجية لدراسات المتلقي "دراسة نقدية تحليلية ألبحاث
الجمهور بالجزائر" ،أطروحة دكتوراه )منشورة( ،قسم اإلعالم والتصال ،جامعة الجزائر،
.2334
.113فرحات مهدي ،دور الصحافة المكتوبة في تكوين الرأي العام في الجزائر "جريدة الشروق
اليومي نموذجا" ،رسالة ماجستير )منشورة( ،قسم اإلعالم والتصال ،جامعة وهران ،الجزائر،
.2313
.111قوراري صونية ،اتجاهات جمهور الطلبة نحو الصحافة اإل لكترونية ،رسالة ماجستير
)منشورة( ،قسم اإلعالم والتصال ،جامعة بسكرة ،الجزائر.2313 ،
.112م ارزقة اسماعيل ،االتصال السياسي في ظل التعددية السياسية واإلعالم ،رسالة ماجستير
)منشورة( ،قسم اإلعالم والتصال ،جامعة الجزائر.1222 ،
.110منال قدواح ،اتجاهات الصحفيين الجزائريين نحو استخدام الصحافة اإل لكترونية ،رسالة
ماجستير )منشورة( ،قسم اإلعالم والتصال ،جامعة قسنطينة ،الجزائر.2332 ،
594
قائمة المصادر والمراجع:ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
.116نزهة حنون ،األساليب االقناعية في الصحافة المكتوبة الجزائرية ،رسالة ماجستير )منشورة(،
قسم اإلعالم والتصال ،جامعة قسنطينة ،الجزائر.2332 ،
.115نوارة فار ،تأثير مقروئية الصحافة اإل لكترونية على الصحافة الورقية ،رسالة ماستر
)منشورة( ،جامعة أم بواقي ،الجزائر.2314 ،
.114الهام بوثلجي ،الصحافة اإل لكترونية الجزائرية واتجاهات القراء "دراسة مسحية لجمهور
جريدة الشروق أون الين" ،أطروحة ماجستير )منشورة( ،قسم اإلعالم والتصال ،جامعة
الجزائر.2313 ،
.112ياسين ليونيس ،جمهور الطلبة الجزائريين واالنترنت ،رسالة ماجستير )منشورة( ،قسم اإلعالم
والتصال ،جامعة قسنطينة ،الجزائر.2331 ،
.111يمينة بلعاليا ،الصحافة اإل لكترونية في الجزائر "بين التحدي والواقع والتطلع نحو المستقبل"،
رسالة ماجستير )منشورة( ،قسم اإلعالم والتصال ،جامعة الجزائر.2334 ،
-9المجالت العلمية:
.112سلمى حميدان ،بدر الدين حميدان ،تأثير الصحافة اإللكترونية على مقروئية الشباب
الجزائري للصحافة الورقية ،مجلة علمية محكمة تصدر عن المركز الديمقراطي العربي
للدراسات الستراتيجية والسياسية والقتصادية ،ع .2311 ،35
.123محمود عبد الرحمان ،الصحافة الزراعية والتعاونية في مصر "الواقع والمستقبل" ،مركز عمر
لطفي للتدريب التعاوني الزراعي ،سلسلة التثقيف التعاوني ،مصر ،ع .1223 ،11
.121سعيد الغريب ،الصحيفة اإل لكترونية والورقية "دراسة مقارنة في المفهوم والسمات األساسية
بالتطبيق على الصحف اإل لكترونية" ،المجلة المصرية لبحوث اإلعالم ،القاهرة ،مصر،
.2311
.122عماد بشير ،الصحافة العربية اليومية في العصر الرقمي ،مجلة العربي ،الكويت ،ع ،55
.2336
.120فتيحة أوهابية ،الصحافة المكتوبة في الجزائر قراءة تحليلية ،مجلة العلوم اإلنسانية
والجتماعية ،الجزائر ،ع .2316 ،14
.126مجاني باديس ،الصورة واستخداماتها في الصحافة المكتوبة الجزائرية ،مجلة ميالف للبحوث
والدراسات ،باتنة ،الجزائر ،ع .2312 ،35
511
قائمة المصادر والمراجع:ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
.125أحمد الدراجي ،التنظيم القانوني للصحافة في البلدان العربية ،المجلة العربية لحقوق اإلنسان،
ع .1222 ،36
.124منير مرسي محمد ،البحث الوصفي ،مجلة التربية ،اللجنة القطرية للتربية والثقافة والعلوم ،ع
.1214 ،21
.122سليمان صالح ،مستقبل الصحف المطبوعة في ضوء تطور تكنولوجيا االتصال ،المجلة
المصرية لبحوث اإلعالم ،القاهرة ،مصر ،ع .2331 ،10
.121عبد الملك الدناني ،مقروئية الصحف الورقية في ظل منافسة الصحافة اإل لكترونية ،مجلة
الباحث اإلعالمي ،ع .02
-5المؤتمرات:
.122جاسم محمد الشيخ جابر ،الصحافة اإل لكترونية العربية المعايير الفنية والمهنية "دراسة
تحليلية لعينة من الصحف اإل لكترونية العربية" ،المؤتمر الدولي "اإلعالم الجديد تكنولوجيا
جديدة لعالم جديد" ،جامعة البحرين.2332 ،
-4المواقع اإل لكترونية:
التالي الموقع على الطالع يمكن قالمة ولية حول التفاصيل من -لمزيد
،http://ar.wikiprdia.orgكما يمكن الطالع على موقع مديرية السياحة لولية قالمة
.http://www.dt-guelma.dz
-باسم الطويسي ،الصحافة اإللكترونية في العالم العربي ،سياقات النشأة وتحديات التطور ،بيان
اليوم يوم 2323/32/16على الساعة .12:33
-الصحف الورقية أكثر مصداقية 2323/31/16 ،على الساعة www.okaz.com.sa 15:61
-عمر داوودي ،الرقابة العالمية في العالم العربي 2323/31/12 ،على الساعة 12:65
.http://a3wadqash.com
-2المراجع األجنبية:
1. jacquesson Alain ,l’information des bibliothèque-historique, stratégies perspectives-cercle
de la librairie,paris,1995, p 232.
515
فهرس الجداول
509 يوضح ما إذا أصبحت الصحافة اإللكترونية بديالا عن الصحافة الورقية وسبب ذلك 21
501 يوضح ما إذا كانت الصحافة اإللكترونية سوف تؤثر على مستقبل الصحافة الورقية من 99
وجهة نظر المبحوثين
500 يوضح ما إذا كانت الصحافة اإللكترونية مكملة للصحافة الورقية من وجهة نظر المبحوثين 90
505 الصعوبات التي تواجه الصحافة الورقية في ظل انتشار اإلعالم الرقمي الجديد 99
510
المالحق
الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية
تهدف هذه الدراسة إلى محاولة التعرف على عالقة الصحافة اإللكترونية بعزوف الجماهير عن الصحافة
الورقية ،لذا ُيـرجى منكم اإلجابة بصدق وموضوعية على األسئلة الواردة في هذه الستمارة ،مع العلم أن
المعلومات التي تدلون بها تبقى سرية ول تستخدم إل لغرض البحث العلمي.
9191/9154
أوالا-بيانات أولية:
السن................................: -2
-0المستوى التعليمي:
المهنة...............................: -
-5الحالة المدنية:
.........................................................
510
-2أي الصحيفتين تعتبرها المصدر األساسي في حصولك على المعلومات؟
-13في رأيك ،هل الخدمات التي تقدمها الصحافة اإللكترونية هي التي منحتها التميز عن الصحافة
الورقية؟
ل نعم
خدمة البحث
515
ألنها تصدر قبل الصحف الورقية
ثالثا -بيانات خاصة بتأثير الصحافة الورقية على مقروئية الصحافة اإل لكترونية:
-10هل تحررت الصحافة اإللكترونية من الرقابة التي كانت موجودة في الصحافة الورقية؟
ل نعم
موضوعيتها ومصداقيتها
-15هل أصبحت الصحافة اإللكترونية منافس ا للصحافة الورقية من ناحية استقطاب الجماهير؟
ل نعم
ل نعم
ل نعم
-11هل تساهم الصور ومقاطع الفيديو التي تنشرها الصحف اإللكترونية في تعزيز مصداقيتها؟
ل نعم
-12هل استخدام الصحافة اإللكترونية للغة جديدة قريبة من القراء سوف يؤثر على جودة اللغة
ل نعم
-23حسب رأيك ،هل الصحافة اإللكترونية أكثر جاذبية للقراء من الصحافة الورقية؟
ل نعم
514
رابعا -بيانات خاصة بمستقبل الصحافة الورقية في ظل انتشار الصحافة اإللكترونية:
ل نعم
-22هل ترى أن الصحافة اإللكترونية سوف تؤثر على مستقبل الصحافة الورقية؟
ل نعم
ل نعم
-26حسب رأيك ،ما هي الصعوبات التي تواجه الصحافة الورقية في ظل اإلعالم الرقمي الجديد ؟
..............................................................................................................................................
................................................................................................ ..............................................
501
..............................................................................................................................................
505