You are on page 1of 176

‫الجمهوريـة الجزائريـة الديمقراطيـة الشعبيـة‬

‫وزارة التعليـم العالـي والبحث العلمـي‬


‫جامعـة ‪ 8‬مـاي ‪ 5491‬قالمـة‬
‫كليـة العلوم اإلنسانيـة واالجتماعيـة‬
‫قسم علم االجتماع‬

‫الصحافة اإللكترونية وعالقتها بعزوف الجماهير عن الصحافة الورقية‬

‫دراسة ميدانية على عينة من مستخدمي الصحافة اإللكترونية‬

‫مذكرة مكملة لنيل شهادة الماستر في علم اجتماع االتصال‬

‫إشراف الدكتور‪:‬‬ ‫إعداد الطالبة‪:‬‬


‫حواوسة جمال‬ ‫بلحواس مروة‬

‫‪9191/9154‬‬
‫بسم هللا الرمحن الرحمي‬
‫بعد شكر املوىل عز وجل اذلي‬
‫أعانين عىل إمتام هذا العمل‪،‬‬
‫وإعطايئ القوة‪ ،‬والصرب للوصول‬
‫إىل هذه املراتب‪.‬‬
‫أتقدم ابلشكر اخلالص إىل لك‬
‫من سامه من قريب أو من‬
‫بعيد يف إعداد هذا البحث وأخص‬
‫ابذلكر األس تاذ ''حواوسة جامل''‬
‫اذلي تفضل مشكورا بقبول‬
‫اإلرشاف عىل هذه املذكرة‪.‬‬
‫وأتوجه هل ابلشكر عىل نصاحئه‬
‫القمية وإرشاداته الوجهية‪،‬‬
‫ومالحظاته الصادقة‪.‬‬
‫وإىل مجيع أساتذة قسم عمل الاجامتع‬
‫اذلين وهجوين طيةل املشوار‬
‫اجلامعي‪ ،‬خاصة األس تاذ قريد مسري‬
‫اذلي يس تحق لك الاحرتام‬
‫والتقدير عىل لك جمهوداته يف‬
‫رفع زادي املعريف ‪.‬‬
‫امحلد هلل اذلي أكرمين هبذا اإلجناز املتواضع‬
‫واذلي أهديه‬
‫إىل اليت ربتين وحضت من أجليدون‬
‫لكل أو ملل‬
‫إىل من سلكت يب دروب احلياة الوعرة ابلكربايء والشموخ‬
‫إىل القلب الكبري اذلي مشلين بأمسى آايت احلب واحلنان‬
‫إىل من خبلت عىل نفسها الراحة ألنعم هبا وخضت يب طريق‬
‫النجاح بدعاهئا‬
‫إىل اليت لن أوفهيا حقها همام قلت وهمام فعلت‬
‫إىل الغالية أيم احلبيبة ''دليةل'' أطال هللا يف معرها وأداهما هللا فوق‬
‫رؤوس نا‬
‫إىل من رحل عن ادلنيا دون وداع وال رجعة‬
‫إىل من غطى الرتاب جسده وحرمين ادلهر من نربات صوته‬
‫إىل من غاب عن عيين وبقي يف قليب‬
‫إىل من نقش امسه يف رويح ولكامته يف عرويق‬
‫إىل العزيز عىل قليب أيب ''يوسف'' رمحه هللا وأسكنه جنات‬
‫الفردوس ‪....‬آمني وأهلمين الصرب عىل فراقه‬
‫إىل رمز احلنان إىل األعزاء عىل قليب إخويت األعزاء وس ندي يف‬
‫احلياة ( ''مسية''‪'' ،‬صديق''‪'' ،‬فاضل'')‬
‫إىل لك من ارتشفت معهم كأس احملبة واألخوة والصداقة واكن يل‬
‫معهم أغىل اذلكرايت وأمجل اللحظات صديقايت (''بسمة''‪،‬‬
‫''عائشة''‪'' ،‬مسية''‪'' ،‬إبتسام''‪'' ،‬ذكرى''‪'' ،‬فاطمة'')‬
‫إىل لك من نسامه قلمي ومل ينسامه قليب خاصة‬
‫دفعيت – دفعة عمل اجامتع الاتصال‪-‬‬
‫‪:‬‬
‫ملخص الدراسة‬
‫هدفت الدراسة الحالية إلى محاولة الكشف عن عالقة الصحافة اإللكترونية بعزوف الجماهير عن‬
‫الصحافة الورقية‪ ،‬وذلك عن طريق إجراء دراسة ميدانية على عينة من مستخدمي الصحافة اإللكترونية‪،‬‬
‫قصد التعرف على كيفية تأثير الصحافة اإللكترونية على مقروئية الصحافة الورقية‪ ،‬إضافة إلى معرفة‬
‫دوافع استخدام الجماهير للصحافة الورقية بدلا من الصحافة اإللكترونية أو العكس‪ ،‬والكشف عن مستقبل‬
‫الصحافة الورقية في ظل النتشار الواسع للصحافة اإللكترونية‪ ،‬وذلك باستشراف مستقبل الصحافة الورقية‬
‫من وجهة نظر الجماهير‪.‬‬
‫وقد انطلقت الدراسة من التساؤل الرئيس اآلتي‪ :‬كيف أدت الصحافة اإللكترونية إلى عزوف الجماهير‬
‫عن الصحافة الورقية ؟‬
‫ويندرج تحت هذا التساؤل جملة من التساؤلت الفرعية على النحو اآلتي‪:‬‬
‫‪ ‬ما األسباب التي أدت إلى عزوف الجماهير عن الصحافة الورقية ؟‬
‫‪ ‬هل الصحافة اإللكترونية تؤثر على مقروئية الصحافة الورقية ؟‬
‫‪ ‬ما هو مستقبل الصحافة الورقية في ظل انتشار الصحافة اإللكترونية ؟‬
‫هذا وقد اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي‪ ،‬وذلك بالعتماد على عينة قصدية قوامها ‪ 46‬مفردة من‬
‫الجماهير المستخدمة للصحافة اإللكترونية‪ ،‬لمعرفة سبب عزوفهم عن الصحافة الورقية‪ ،‬بالعتماد على‬
‫الستمارة اإللكترونية كأداة لجمع البيانات‪.‬‬
‫وقد توصلت الباحثة إلى جملة من النتائج أهمها‪:‬‬
‫كشفت الدراسة أن المبحوثين يعتبرون الصحافة اإللكترونية هي المصدر األساسي في حصولهم على‬
‫المعلومات‪ ،‬وأنهم ناد ار ما يقرؤون هذه الصحف‪ ،‬وأن مدة استخدامهم لهذه الصحيفة أكثر من ‪ 30‬سنوات‪،‬‬
‫وبالنسبة لوقت مطالعة المبحوثين للصحف هو في الفترة المسائية‪ ،‬فأغلب المبحوثين يرون أن الخدمات‬
‫التي تقدمها الصحافة اإللكترونية هي التي منحتها التميز عن الصحافة الورقية‪ ،‬ويرجع المبحوثين أهم‬
‫خدمة في قدرتهم على قراءة عدد اليوم أو األمس من النسخة الورقية على موقع الصحافة اإللكترونية‪،‬‬
‫والسبب الرئيس لتصفح المبحوثين للصحافة اإللكترونية أنها تعطي للقارئ فرصة المشاركة والتفاعل‪،‬‬
‫وسبب عزوفهم عن الصحافة الورقية وهو يمثل محور الدراسة يعود لتفضيلهم مطالعتها في شكلها‬
‫اإللكتروني‪.‬‬
‫كشفت نتائج الدراسة أن الصحافة اإللكترونية تحررت من الرقابة التي كانت موجودة في الصحافة‬
‫ كما بينت أن الصحافة اإللكترونية مواكبتها لألحداث الجارية هي التي منحتها التميز عن‬،‫الورقية‬
‫ وهناك اتفاق حول منافسة الصحافة اإللكترونية من ناحية استقطاب الجماهير للصحافة‬،‫الصحافة الورقية‬
‫ كما‬،‫ فأغلبية المبحوثين يقرون أن مضامين الصحافة اإللكترونية هي امتداد للصحافة الورقية‬،‫الورقية‬
‫ ومن وجهة‬،‫دلت نتائج الدراسة على أن مصادر الصحف الورقية أكثر مصداقية من الصحف اإللكترونية‬
‫نظر المبحوثين الصور ومقاطع الفيديو التي تنشرها الصحافة اإللكترونية هي التي تساهم في تعزيز‬
‫ وأن استخدام الصحافة اإللكترونية للغة جديدة قريبة من القراء سوف يؤثر على جودة اللغة‬،‫مصداقيتها‬
‫ كما توصلت الدراسة إلى أن الصحافة اإللكترونية أكثر جذبا للقراء من‬،‫اإلعالمية في الصحافة الورقية‬
.‫الصحافة الورقية‬
‫ فالمبحوثين يرون أن‬،‫كما دلت نتائج الدراسة أن الصحافة اإللكترونية تُعد بديالا عن الصحافة الورقية‬
‫ وأن الصحافة اإللكترونية مكملة‬،‫الصحافة اإللكترونية سوف تؤثر على مستقبل الصحافة الورقية‬
‫ وأخي ار فيما يخص الصعوبات التي تواجه الصحافة الورقية‬،‫للصحافة الورقية وليس هناك صراع بينهما‬
‫ أي‬،‫ اتفق المبحوثين على عزوف القراء عن اقتنائها ومطالعتها‬،‫في ظل انتشار اإلعالم الرقمي الجديد‬
.‫تدني مستوى مقروئيتها‬
Study summary :
The current study aimed at trying to reveal the relationship of electronic journalism to the
public’s reluctance to paper journalism, by conducting a field study on a sample of electronic
journalism users, in order to identify how electronic journalism affects the readability of paper
journalism, in addition to knowing the motives of the masses' use of paper journalism instead
From electronic journalism or vice versa, and to reveal the future of paper journalism in light
of the widespread spread of electronic journalism, by exploring the future of paper journalism
from the point of view of the masses.
The study started from the following main question: How did electronic journalism lead to
the public’s reluctance to paper journalism?

A number of sub-questions fall under this question, as follows:


 What are the reasons that led to the public’s reluctance to publish paper?.
 Does electronic journalism affect the readability of the paper press?
 What is the future of paper journalism in light of the spread of electronic journalism?
The study relied on the descriptive approach, by relying on an intentional sample of 64
individuals from the masses using electronic journalism, to find out the reason for their
reluctance to report on paper journalism, relying on the electronic form as a tool for data
collection.
The researcher has reached a number of results, the most important of which are:
The study revealed that respondents consider electronic journalism as the main source for
their access to information, and that they rarely read these newspapers, and that the period of
their use of this newspaper is more than 3 years, and as for the time of respondents' reading of
newspapers is in the evening period, most of the respondents see that the services provided by
the press Electronic journalism is what gave it the distinction from paper journalism, and the
respondents return the most important service in their ability to read today's or yesterday’s
hard copy on the electronic press site, and the main reason for the respondents to browse
online journalism is that it gives the reader the opportunity to participate and interact, and the
reason for their reluctance to paper journalism, which is the focus The study is due to their
preference for reading it in its electronic form.
The results of the study revealed that the electronic press was freed from the censorship
that existed in the paper press, and it also showed that the electronic press, its keeping up with
current events, is what gave it the distinction from the paper press, and there is an agreement
about the electronic journalism competition in terms of attracting the masses to the paper
press. Electronic journalism is an extension of paper journalism, and the results of the study
indicated that the sources of paper newspapers are more reliable than electronic newspapers,
and from the viewpoint of the respondents, the images and videos published by the electronic
press contribute to enhancing their credibility, and that the use of electronic journalism for a
new language close to the readers will It affects the quality of the media language in the paper
journalism, and the study also found that the electronic press is more attractive to the readers
than the paper press.
The results of the study also indicated that electronic journalism is an alternative to paper
journalism. The respondents believe that electronic journalism will affect the future of paper
journalism, and that electronic journalism is complementary to paper journalism and there is
no conflict between them, and finally with regard to the difficulties facing paper journalism in
light of the spread of new digital media. The respondents agreed on the readers ’reluctance to
acquire and read it, that is, its low level of readability.
‫فهرس المحتويات‬
‫فهرس المحتويات‬

‫شكر‪......................................................................................‬‬
‫إهداء‪......................................................................................‬‬
‫فهرس المحتويات‪...... ........................................................................‬‬
‫مقدمة ‪ .........................................................................................‬أ‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار العام للدراسة‬
‫تمهيد ‪19 .... .....................................................................................‬‬
‫أوال‪ -‬إشكالية الدراسة‪10 .... .....................................................................‬‬
‫ثانيا‪ -‬أهمية الموضوع‪11 .... ....................................................................‬‬
‫ثالثا‪ -‬أسباب اختيار الموضوع‪11 ... .............................................................‬‬
‫رابعا‪ -‬أهداف الدراسة‪10 .... .....................................................................‬‬
‫خامسا‪ -‬الدراسات السابقة‪10 ... .................................................................‬‬
‫سادسا‪ -‬مفاهيم الدراسة‪50 .......................................................................‬‬
‫‪ -1‬مفهوم الصحافة الورقية‪50 ...................................................................‬‬
‫‪ -2‬مفهوم الصحافة اإللكترونية‪58 ...............................................................‬‬
‫‪ -0‬مفهوم الجمهور‪54 ..... .....................................................................‬‬
‫‪ -6‬مفهوم الجمهور اإللكتروني‪91 ..... ..........................................................‬‬
‫‪ -5‬مفهوم العزوف‪91 ...... .....................................................................‬‬
‫‪ -4‬مفهوم النترنت‪95 ..... .....................................................................‬‬
‫خالصة ‪99 ..... ..................................................................................‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الصحافة الورقية‪ ،‬النشأة والتطور‬
‫تمهيد ‪99 ..... ....................................................................................‬‬
‫أوال‪ -‬مدخل إلى الصحافة الورقية‪91 .... .........................................................‬‬
‫‪ -1‬نشأة الصحافة الورقية‪91 ..................................................................‬‬
‫‪ -2‬مظاهر تطور الصحافة الورقية‪94 .... .....................................................‬‬
‫‪ -0‬الصحافة الورقية والتصال‪01 .............................................................‬‬
‫ثانيا‪ -‬أساسيات الصحافة الورقية‪05 ..... ........................................................‬‬
‫‪ -1‬خصائص الصحافة الورقية‪05 .... ........................................................‬‬
‫‪ -2‬أنواع الصحافة الورقية‪01 ..... ............................................................‬‬
‫‪ -0‬مبادئ وضوابط الصحافة الورقية‪08 .... ...................................................‬‬
‫‪ -6‬وظائف الصحافة الورقية وأهميتها‪95 ..... .................................................‬‬
‫ثالثا‪ -‬تاريخ الصحافة الورقية في الجزائر‪94 ......................................................‬‬
‫‪ -1‬الصحافة الورقية في الجزائر قبل الستقالل‪94 ..... ........................................‬‬
‫‪ -2‬الصحافة الورقية في الجزائر بعد الستقالل‪15 ..... ........................................‬‬
‫‪ -0‬الصحافة الورقية في الجزائر في ظل الظروف الراهنة‪15 ..... ..............................‬‬
‫‪18‬‬ ‫خالصة‪...................................................................................‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬االنترنت‪ ،‬والصحافة اإللكترونية‬
‫تمهيد ‪01 ..... ....................................................................................‬‬
‫‪05‬‬ ‫أوال‪ -‬االنترنت وسيلة إعالمية‪.............................................................‬‬
‫‪ -1‬خصائص النترنت‪09 ..... ...............................................................‬‬
‫‪ -2‬الخدمات التصالية لالنترنت‪00 .... ......................................................‬‬
‫‪00‬‬ ‫‪ -0‬استخدامات الصحافة لالنترنت‪...................................................‬‬
‫‪ -6‬مزايا وعيوب النترنت‪05 ... .............................................................‬‬
‫ثانيا‪ -‬جمهور وسائل اإلعالم‪59 .... .............................................................‬‬
‫‪ -1‬نشأة جمهور وسائل اإلعالم‪59 ............................................................‬‬
‫‪ -2‬خصائص جمهور وسائل اإلعالم‪51 .... .................................................‬‬
‫‪ -0‬أنواع جمهور وسائل اإلعالم‪55 ..... .....................................................‬‬
‫‪ -6‬وسائل اإلعالم‪ ،‬اتجاهات الجمهور‪81 ..... ................................................‬‬
‫‪ -5‬النظريات المفسرة لجمهور وسائل اإلعالم‪89 ..............................................‬‬
‫ثالثا‪ -‬مدخل عام للصحافة اإللكترونية‪89 ..... ...................................................‬‬
‫‪ -1‬الخلفية التاريخية للصحافة اإللكترونية‪89 ..... .............................................‬‬
‫‪ -2‬خصائص الصحافة اإللكترونية‪41 ... ....................................................‬‬
‫‪ -0‬أنواع الصحافة اإللكترونية‪49 .... ........................................................‬‬
‫‪ -6‬خدمات ومعايير الصحافة اإللكترونية‪40 .... .............................................‬‬
‫‪ -5‬النظريات المفسرة للصحافة اإللكترونية‪40 .... ............................................‬‬
‫‪511‬‬ ‫رابعا‪ -‬الصحافة اإللكترونية في الجزائر‪....................................................‬‬
‫‪ -1‬نشأة الصحافة اإللكترونية في الجزائر‪511 ... ...............................................‬‬
‫‪ -2‬نماذج الصحافة اإللكترونية في الجزائر‪515 .... ............................................‬‬
‫‪ -0‬المشاكل والصعوبات التي تواجه الصحافة اإللكترونية في الجزائر‪519 .......................‬‬
‫خالصة‪519 ..... ..................................................................................‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬الدراسة الميدانية‪ ،‬واجراءاتها المنهجية‬
‫تمهيد ‪510 .... .....................................................................................‬‬
‫أوالا‪ -‬اإلجراءات المنهجية للدراسة‪515 .... .........................................................‬‬
‫‪ -1‬منهج الدراسة‪515 ..........................................................................‬‬
‫‪ -2‬مجالت الدراسة‪515 ..... ..................................................................‬‬
‫‪ -0‬عينة الدراسة‪514 .... ......................................................................‬‬
‫‪ -6‬أدوات جمع البيانات‪551 .... ...............................................................‬‬
‫ثاني ا‪ -‬تحليل البيانات الميدانية وتفسيرها‪555 ... ...................................................‬‬
‫‪ -1‬خصائص عينة الدراسة‪555 .... ............................................................‬‬
‫‪551‬‬ ‫‪ -2‬بيانات خاصة بعادات وأنماط استخدام الصحف‪.....................................‬‬
‫‪ -0‬بيانات خاصة بتأثير الصحافة اإللكترونية على مقروئية الصحافة الورقية‪590 .... ............‬‬
‫‪ -6‬بيانات خاصة بمستقبل الصحافة الورقية في ظل انتشار الصحافة اإللكترونية‪509 ..... .......‬‬
‫ثالث ا‪ -‬النتائج العامة للدراسة‪508 ..... .............................................................‬‬
‫خاتمة ‪595 ... .....................................................................................‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‪599 .......................................................................‬‬
‫فهرس الجداول‪519 ..... ..........................................................................‬‬
‫المالحق ‪511 ..... .................................................................................‬‬
‫مقدمة‬
‫مقدمة‪:‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫مقدمة‬
‫شهد العالم في نهاية القرن الماضي وبالتحديد في التسعينات‪ ،‬مرحلة تكنولوجية اتصالية جديدة تتسم‬
‫بجمع المزايا التكنولوجية المتوفرة في عدة وسائل في وسيلة واحدة‪ ،‬بقصد تحقيق الهدف النهائي لعملية‬
‫التصال هو توصيل الرسالة إلى الجمهور واحداث التأثير المطلوب‪ ،‬وقد أطلق على هذه المرحلة العديد‬
‫من المسميات أبرزها مرحلة التصال متعدد الوسائط‪ ،‬ومرحلة التكنولوجيا التصالية التفاعلية‪ ،‬ومرحلة‬
‫الوسائط المنهجية وتعدد شبكة النترنت في مقدمة الوسائل التصالية التي تجسد خصائص عدة وسائل‪،‬‬
‫فمن خاللها يستطيع كل مستخدم الوصول إلى المعلومات في آن واحد‪ ،‬وأن يتابع من خاللها وسائل‬
‫اإلعالم التقليدية وهو ما ل يتوفر ألي وسيلة أخرى‪ ،‬وكسب هذه الوسيلة التصالية الجديدة جمهو ار‬
‫عريضا من مختلف فئات الجماهير وأصبحت منافسا قويا لوسائل اإلعالم التقليدية‪.‬‬
‫في هذا السياق‪ ،‬الصحافة الورقية تعد من بين األصناف اإلعالمية التي استفادت كثي ار من هذه الشبكة‬
‫من خالل تصميم مواقع لها عبر هذه الشبكة من أجل إعطاء القارئ فرصة كبيرة لالحتكاك بالجريدة‬
‫المفضلة لديه والمشاركة الفعالة في تصميم واخراج هذه الجريدة اإللكترونية‪ ،‬كما أنه بإمكانه المشاركة‬
‫والتفاعل بتعليقاته وكتاباته عبر منتديات الحوار التي توفرها هذه الجريدة‪ ،‬فالصحافة اإللكترونية هي‬
‫امتداد للصحافة الورقية التي ظهرت منذ قرون كبيرة والتي كان لها دو ار كبي ار في تعليم األفراد والمشاركة‬
‫في تحرير العديد من الشعوب ودعم عجلة التنمية وغيرها من الوظائف الكبيرة التي كانت تقوم بها إلى‬
‫غاية يومنا هذا‪.‬‬
‫وفي ضوء هذه المنافسة بين العالم المكتوب والعالم اإللكتروني‪ ،‬يبقى الفرد وهو المستفيد من كل ما‬
‫تطرحه هذه الوسائل اإلعالمية من خدمات ووظائف تلبي له رغبته واحتياجاته المتعددة في كل هذه‬
‫ال مجالت‪ ،‬أما قضية المنافسة بينهما‪ ،‬فالهدف منها هو البحث عن كل السبل من أجل البحث عن‬
‫األحسن لما يخدم هذا القارئ ويجعله يختار األحسن بكل حرية أي من ناحية استقطاب الجماهير‪ ،‬خاصة‬
‫من طرف الصحافة اإللكترونية التي تتميز بالكثير من الخصائص تجعلها تتفوق على الصحافة الورقية‪.‬‬
‫ومنذ هور األنترنت بدأت مخاوف القائمين على الصحافة الورقية من المنافسة الكبيرة التي سوف‬
‫تفرضها شبكة النترنت‪ ،‬خصوصا بعد ظهور الصحافة اإللكترونية‪ ،‬التي زعزعت مجال الصحافة لدرجة‬
‫جعلت الكثيرين يتنبؤون بزوال النسخة الورقة‪ ،‬إل أن العكس حدث وهو تكامل الصحافة اإللكترونية‬
‫واتحادها مع الورقية لتخلق لها فضاءات أخرى لجذب مختلف فئات الجمهور‪.‬‬

‫أ‬
‫مقدمة‪:‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫بالموازاة مع كل هذا كان الهتمام بدراسة الجمهور كطرف أصيل في العملية التصالية‪ ،‬والذي تطور‬
‫مع كل الثورات والكتشافات التي طبعت وسائل اإلعالم من ظهور الصحف الورقية إلى اإلذاعة ووصول‬
‫إلى شبكة النترنت وما خلفته من وسائل جديدة كالصحافة اإللكترونية‪ ،‬وكل وسيلة من الوسائل السالفة‬
‫الذكر أرخت لمفهوم من مفاهيم الجمهور الحالية‪ ،‬فمن جمهور القراء ومستمعي الراديو ومشاهدي التلفزيون‬
‫ا لى جمهور المواقع اإللكترونية الذي يطلق عليهم جمهور الويب‪ ،‬حيث أثبتت الدراسات بأن الجمهور‬
‫أصبح طرفا فعال في العملية التصالية ويشارك بآرائه وتعليقاته حول المضامين اإلعالمية المقدمة‪ ،‬أنه‬
‫ل يكتفي بتلقي الرسالة وقبولها كما هي‪ ،‬فقد سمحت الخصائص التصالية المتطورة التي تتميز بها‬
‫الصحف اإللكترونية للجمهور بالمشاركة في صناعة الخبر من خالل المنتديات وغيرها من الخدمات‬
‫المتاحة‪.‬‬
‫ومن خالل الصحافة اإللكترونية وعالقتها بعزوف الجماهير عن الصحافة الورقية‪ ،‬أرادت الباحثة‬
‫تسليط الضوء على صدى إقبال الجمهور على هذا النوع الجديد من وسائل اإلعالم الحديثة الصحافة‬
‫اإللكترونية‪ ،‬ومدى تأثيره على مستقبل الصحافة الورقية في الجزائر‪ ،‬وقد عالجت الباحثة هذه الدراسة من‬
‫خالل أربعة فصول‪ ،‬منها فصل منهجي تطرقت فيه إلى إشكالية الدراسة وتساؤلتها‪ ،‬وأسباب الدراسة‬
‫وأهميتها وأ هدافها‪ ،‬كما تناولت فيه أيضا الدراسات السابقة‪ ،‬وتعد مفاهيم الدراسة من العناصر الضرورية‬
‫في أي بحث علمي وهذا ألهميتها في تحديد متغيرات الدراسة‪ ،‬وقد خصصت الباحثة شرح مفصل ألهم‬
‫المفاهيم والمصطلحات التي ظهرت من خالل هذه الدراسة‪.‬‬
‫أما اإلطار النظري للدراسة فقد جاء في فصلين الفصل األول تحت عنوان الصحافة الورقية النشأة‬
‫والتطور‪ ،‬ولقد احتوى على ثالث عناصر أساسية‪ ،‬فالعنصر األول مدخل إلى الصحافة الورقية‪ ،‬تناولت‬
‫فيه الباحثة نشأة الصحافة الورقية ومظاهر تطورها وأخي ار عالقتها بالتصال‪ ،‬ثم انتقلت الباحثة إلى‬
‫العنصر الثاني في هذا الفصل‪ ،‬فقد عنون تحت أساسيات الصحافة الورقية‪ ،‬وتناولت الباحثة في فحوى‬
‫هذا العنصر جملة من العناصر بداية بخصائص الصحافة الورقية وأنواعها وأعقبتها بذكر أهم مبادئها‬
‫وضوابطها واختتمت الباحثة هذا المبحث من الفصل باإلشارة إلى وظائف الصحافة الورقية وأهميتها‪.‬‬
‫فيما يخص الفصل الثاني الذي يحمل عنوان النترنت والصحافة اإللكترونية في أربعة عناصر‪،‬‬
‫عنوان العنصر األول النترنت وسيلة إعالمية يتضمن خصائص النترنت وخدماتها التصالية‪،‬‬
‫واستخدامات الصحافة لالنترنت وأخي ار مزايا وعيوب النترنت‪ ،‬أما العنصر الثاني بعنوان جمهور وسائل‬
‫اإلعالم ويتضمن نشأة جمهور وسائل اإلعالم وخصائصه وأنواعه وسائل اإلعالم واتجاهات الجمهور‬

‫ب‬
‫مقدمة‪:‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫وأخي ار النظريات المفسرة لجمهور وسائل اإلعالم‪ ،‬أما العنصر الثالث بعنوان مدخل عام للصحافة‬
‫اإللكترونية‪ ،‬ويتضمن الخلفية التاريخية للصحافة اإللكترونية وخصائصها وأنواعها وخدماتها وأخي ار‬
‫النظريات المفسرة لها‪ ،‬أما العنصر األخير بعنوان الصحافة اإللكترونية في الجزائر ويتضمن نشأتها في‬
‫الجزائر ونماذجها والصعوبات التي تواجهها الصحافة اإللكترونية في الجزائر‪.‬‬
‫أما العنصر الثالث في هذه الدراسة فعنون بتاريخ الصحافة الورقية في الجزائر‪ ،‬وقد عالجت من خالله‬
‫الباحثة ثالث عناصر‪ ،‬في البداية تناولت الصحافة الورقية في الجزائر قبل الستقالل من خالل توضيح‬
‫الصحافة الستعمارية وصحافة أحباب األهالي والصحافة األهلية وأخي ار حركة جمعية العلماء المسلمين‪،‬‬
‫وبعدها تناولت الباحثة الصحافة الورقية بعد الستقالل‪ ،‬ثم أعقبتها بذكر الصحافة الورقية في الجزائر في‬
‫ظل الظروف الراهنة‪.‬‬
‫أما الفصل الرابع فجاء بعنوان الدراسة الميدانية واجراءاتها المنهجية‪ ،‬حيث بدأت الباحثة هذا الفصل‬
‫من خالل وضع جملة من اإلجراءات المنهجية لدراستها‪ ،‬حددت من خاللها مجتمع الدراسة وعينته‪،‬‬
‫وأدوات البحث وجمع البيانات من مجتمع الدراسة‪ ،‬وتحديدا األساليب الحصائية المناسبة في تحليل‬
‫وتفسير نتائج الدراسة‪ ،‬وفي العنصر الثاني من هذا الفصل تناولت الباحثة تحليل البيانات وتفسيرها من‬
‫خالل دراسة خصائص العينة وعادات وأنماط استخدام الصحف إضافة إلى مستقبل الصحافة الورقية في‬
‫ظل انتشار الصحافة اإللكترونية‪.‬‬
‫وآخر شيء في هذه الدراسة هو وضع الباحثة لجملة من النتائج والستنتاجات توصلت إليها من خالل‬
‫الشق النظري والميداني للدراسة‪.‬‬

‫ج‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار العام للدراسة‬

‫تمهيد‬
‫أوال‪ -‬إشكالية الدراسة‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬أهمية الموضوع‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬أسباب اختيار الموضوع‪.‬‬
‫رابعا‪ -‬أهداف الدراسة‪.‬‬
‫خامسا‪ -‬الدراسات السابقة‪.‬‬
‫سادسا‪ -‬مفاهيم الدراسة‪.‬‬
‫‪ -5‬مفهوم الصحافة الورقية‪.‬‬
‫‪ -9‬مفهوم الصحافة اإللكترونية‪.‬‬
‫‪ -0‬مفهوم الجمهور‪.‬‬
‫‪ -9‬مفهوم الجمهور اإللكتروني‪.‬‬
‫‪ -1‬مفهوم العزوف‪.‬‬
‫‪ -0‬مفهوم االنترنت‪.‬‬
‫خالصة‪.‬‬
‫الفصل األول‪:‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اإلطار العام للدراسة‬

‫تمهيد‬
‫إن دراسة الظواهر الجتماعية تتطلب تحديد أبعادها والمؤشرات التي يمكن العتماد عليها‪ ،‬حيث يتم‬
‫إخضاعها للبحث الميداني‪ ،‬وهذا من خالل المعالجة المفهومية التي تعبر عنها الظاهرة الجتماعية بعد‬
‫تفكيكها إلى مختلف العناصر التي تشملها والتي يمكن التعامل معها ميدانيا‪.‬‬
‫وعليه‪ ،‬فان التعريف بالمفاهيم والمصطلحات في مجال علم الجتماع تعتبر غاية في األهمية‬
‫والصعوبة والتعقيد‪ ،‬والسبب راجع إلى اتصافه بخصائص تجعله أقل انضباط ودقة في العلوم الطبيعية‬
‫لرتباطه باإلنسان الدائم الحركة والتغير‪.‬‬
‫ومن خالل هذا الفصل سيتم عرض المعالجة النظرية واإلجرائية للمفاهيم األساسية وتوضيحها‪ ،‬وكذا‬
‫التطرق إلى إشكالية الدراسة‪ ،‬إضافة إلى أهمية الدراسة وأسباب اختيار الموضوع وأهداف الدراسة وأخي ار‬
‫الدراسات السابقة‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫الفصل األول‪:‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اإلطار العام للدراسة‬

‫أوال‪ -‬إشكالية الدراسة‪:‬‬


‫أحدثت الثورة التكنولوجية التي شهدها العالم‪ ،‬تغيرات جذرية في كافة المجالت سواء القتصادية‪،‬‬
‫السياسية‪ ،‬الجتماعية‪ ،‬حيث ظهر ما يعرف اليوم بمجتمع المعرفة‪ ،1‬الذي يعتمد أساسا على المعلومات‬
‫الوفيرة‪ ،‬مستغال في ذلك إمكانيات التكنولوجيا في مجال المعلومات والتصال المتطورة‪ ،‬ومجتمع المعرفة‬
‫هو وليد الثورة المعلوماتية‪.‬‬
‫فقد استطاعت هذه التكنولوجيا أن تغزوا العالم بتقنياتها المتطورة والمتسارعة‪ ،‬وانعكس هذا النتشار‬
‫الهائل للتكنولوجيا على مظاهر الصحافة الورقية‪ ،‬التي بدورها احتلت مكانة مهمة في عملية التصال‬
‫لفترة طويلة‪ ،‬وأدت أدوا ار مختلفة في تطور المجتمعات والدفاع عن مكتسبات الحضارة اإلنسانية‪ ،‬لكن‬
‫سرعان ما شكلت الثورات التصالية الحديثة التي شهدتها ول تزال تشهدها اإلنسانية‪ ،‬تحديات جسيمة‬
‫تواجه الصحافة الورقية‪ ،‬والتي جعلتها تعيش وسط مخاوف اختفائها من الساحة اإلعالمية‪ ،‬على الرغم من‬
‫مكانتها المحورية باعتبارها كاشف سوسيولوجي يعنى بتسجيل الوقائع اليومية‪ ،‬حيث ومع تطور األحداث‬
‫برز في الساحة اإلعالمية منافسون للصحافة التقليدية منها شبكة المعلومات الدولية (النترنت)‪ ،‬هذه‬
‫الوسيلة اإلعالمية التي أصبحت تهدد مستقبل الصحافة الورقية‪ ،‬فسارعت بإنشاء مواقع لها على الشبكة‬
‫وقررت الستفادة منها بدل من الدخول معها في منافسة غير متكافئة‪ ،‬بتحسين مضمونها وزيادة عدد‬
‫قرائها على مستوى العالم‪ ،‬من خالل طرق التوزيع بواسطة الشبكة وبمشاركة الحاسوب نظ ار لكون هذه‬
‫‪2‬‬
‫الطريقة تتميز بالسرعة العالية والنتشار الواسع‪.‬‬
‫ومن هنا بدأت الصحافة اإللكترونية بالظهور‪ ،‬لتعبر عن مرحلة من مراحل التطور التكنولوجي في‬
‫وسائل التصال التي تعتمد على الوسائط اإللكترونية‪ ،‬واستفادت بعدد من اإلمكانيات التي وجدتها في‬
‫النترنت‪ ،‬فأضافت لها بعدا آخر عن الصحافة الورقية‪ ،‬فاستطاع القارئ أن يكتب رأيه في المقال أو‬
‫التقرير الذي يقرأه على النترنت‪ ،‬والمشاركة في عملية صنع القرار وانتاج الصحيفة اإللكترونية‪ ،‬والتالي‬
‫هنا أصبح الجمهور تفاعلي مؤيد أو مخالف ويحاور ويناقش بكل حرية‪ ،‬باإلضافة ألمور أخرى لم يكن‬
‫بإمكانه عملها وهو يق أر الصحف الورقية التي عقدها طوال حياته‪ ،‬فتغيرت كثير من المفاهيم في‬

‫‪ -1‬تيسير أبو عرجة‪ ،‬دراسات في الصحافة واإلعالم‪ ،‬دار مجدلوي للنشر‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،2333 ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ -2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.91‬‬
‫‪0‬‬
‫الفصل األول‪:‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اإلطار العام للدراسة‬

‫الممارسات الصحيفة الكالسيكية وظهرت صحف إلكترونية ليس لها اسم ول تاريخ طويل ولكنها‬
‫‪1‬‬
‫استطاعت أن تقيم لذاتها في وقت وجيز مكانة في عالم الصحافة اإللكترونية‪.‬‬
‫أما في الجزائر‪ ،‬وفي هذا السياق‪ ،‬فقد تأثرت صناعة الصحافة بشبكة النترنت‪ ،‬رغم أنها كانت متأخرة‬
‫نوعا ما‪ ،‬ولم تصل بعد إلى ما وصلت إليه الصحف اإللكترونية في العالم المتقدم‪ ،‬إل أنها استطاعت أن‬
‫تأخذ لها مكانة في السوق اإلعالمية الجزائرية‪ ،‬من خالل نشر نسخ إلكترونية للصحف الورقية أو تكون‬
‫مستقلة عنها بمضامين وشكل مميز‪ ،‬كما نجد مالكو الصحف الورقية اهتموا بالمواقع اإللكترونية لجرائدهم‬
‫وعرفوا كيف يستمرون في هذه التقنية للتواجد بالساحة اإلعالمية‪ ،‬وتسخير التكنولوجيا الحديثة لكسب أكبر‬
‫قدر من الجمهور ونيل رضاهم في ظل وجود التناقض الشديد بين الوسائل الرقمية والتكنولوجيا التي‬
‫سلبت عقل الجماهير بتقنياتها‪ ،2‬ولذا فقد مكنت التقنيات المتطورة للنشر اإللكتروني قراء الصحف من تتبع‬
‫جرائدهم على المواقع والتفاعل مع مضامينها وتحديد اتجاهاتهم نحو تعرضه من قضايا وأخبار‪ ،‬فيرتبط‬
‫التعرض للصحف اإللكترونية بعدد من المتغيرات المتعلقة بالمستوى التعليمي والثقافي والجتماعي‪.‬‬
‫وفي ظل النتشار الواسع لمواقع الصحف اإللكترونية على الشبكة‪ ،‬فإن العتماد عليها أصبح واقعا‬
‫وحقيقة من طرف مختلف الفئات‪ ،‬مما قد يؤثر هذا اإلقبال على الصحافة الورقية‪ ،3‬ولكن التحدي الحقيقي‬
‫المتواصل الذي تواجهه الصحافة الورقية في العصر الرقمي هو التغيرات الجذرية في عادات القراءة‬
‫وأذواق األجيال الجديدة التي تتوجه بقوة نحو الصحافة اإللكترونية‪ ،‬فنجد أن معظم القراء الذين كانوا‬
‫يواظبون على قراءة الصحف‪ ،‬تحولوا إلى مستخدمين لشبكة النترنت لمتابعة األخبار اليومية‪ ،‬ومعرفة‬
‫أحدث المعلومات من مصادر متعددة وخاصة في مواقع التواصل الجتماعي والمنتديات‪ ،‬فالجيل الجديد‬
‫في عالم اليوم يريد الحصول على األخبار بسرعة‪ ،‬وهذا التحول في عادات القراءة يشكل جوهر األزمة‬
‫التي تعاني منها الصحافة التقليدية في العالم‪ ،‬مما شكل عزوف كبير للجماهير عن اقتنائها وتفضيل‬
‫الصحافة اإللكترونية نظ ار لقلة التكلفة والوصول إليها أسهل بكثير من الصحف الورقية‪ ،‬فنجد أن معظم‬
‫المتصفحين ل يهتمون كثي ار بالمقالت الجادة والتقارير المطولة ول بتفاصيل األخبار‪ ،‬بل يلقون نظرة‬
‫عابرة على العناصر والعناوين في الصفحة األولى فقط‪.‬‬

‫‪ -1‬رضا عبد الواجد أمين‪ ،‬الصحافة اإللكترونية‪ ،‬دار الفجر للنشر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،2332 ،‬ص ‪.14‬‬
‫‪ -2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ -0‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪9‬‬
‫الفصل األول‪:‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اإلطار العام للدراسة‬

‫ومن هذا المنطق‪ ،‬فإن هذه الدراسة تسعى إلى الكشف عن أسباب عزوف الجماهير عن الصحافة‬
‫الورقية وتفضيلهم للصحف اإللكترونية‪ ،‬باإلضافة إلى التعرف على مستقبل الصحافة التقليدية في ظل‬
‫انتشار الصحافة اإللكترونية‪ ،‬وذلك من خالل التساؤل الرئيس اآلتي‪:‬‬
‫كيف أدت الصحافة اإللكترونية إلى عزوف الجماهير عن الصحافة الورقية؟‬
‫ويتفرع عن هذا السؤال الرئيس إلى جملة من التساؤلت الفرعية على النحو اآلتي‪:‬‬
‫‪ ‬ما األسباب التي أدت لعزوف الجماهير عن الصحافة الورقية ؟‬
‫‪ ‬هل الصحافة اإللكترونية تأثر على مقروئية الصحافة الورقية ؟‬
‫‪ ‬ما هو مستقبل الصحافة ورقية في ظل انتشار الصحافة اإللكترونية ؟‬
‫ثانيا‪ -‬أهمية الموضوع‪:‬‬
‫إن قيمة أي دراسة تتجلى في أهميتها وما ستضيفه للمعرفة العلمية والمجتمع‪ ،‬وتتمثل أهمية هذه‬
‫الدراسة في توفير رصيد معلوماتي علمي عن مستقبل الصحافة الورقية من وجهة نظر الجماهير في ظل‬
‫انتشار الصحافة اإللكترونية‪ ،‬باعتبار أن هذا البحث من البحوث العلمية الحديثة التي تعنى بدراسة‬
‫تأثيرات التكنولوجيا الحديثة لالتصال وعلى وجه الخصوص النترنت والصحافة اإللكترونية‪ ،‬هذه األخيرة‬
‫أصبحت تكتسي أهمية بالغة من خالل ما أحدثته من نقلة نوعية في تقليص للحيز الزمني وتجاوز لعامل‬
‫المكان في حصول الجماهير على األخبار والتفاعلية الفائقة من خالل المشاركة باآلراء والقتراحات‪،‬‬
‫وهذا كله من شأنه أن يقدم رؤية علمية جديدة عن التطور التكنولوجي الذي عرفته وسائل اإلعالم‬
‫والتصال‪ ،‬وتأثير هذه التكنولوجيا على الصحافة الورقية كوسيلة اتصالية إعالمية‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬أسباب اختيار الموضوع‪:‬‬
‫تنحصر أسباب اختيار الموضوع في ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬قصد إثراء المكتبة بدراسات جديدة حول هذا الموضوع‪ ،‬خاصة أننا في أمس الحاجة لدراسات في‬
‫مجال النشر اإللكتروني وما أحدثته هذه التقنية من ظهور لوسائل إعالمية حديثة‪ ،‬ولعل من أبرزها‬
‫الصحافة اإللكترونية‪.‬‬
‫‪ -2‬الميل إلى الهتمام بمستقبل الصحافة الورقية أمام تحدي الصحافة اإللكترونية من وجهة نظر أهل‬
‫التخصص‪ ،‬خاصة مع مالحظة نقص األبحاث المرتبطة بها‪.‬‬
‫‪ -0‬النتشار الواسع لمواقع الصحف اإللكترونية في الجزائر‪ ،‬األمر الذي يهدد مستقبل الصحافة الورقية‪،‬‬
‫وامكانية تدهور مكانتها التي حافظت عليها منذ زمن طويل‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫الفصل األول‪:‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اإلطار العام للدراسة‬

‫‪ -6‬نظ ار ألهمية العالقة بين الصحافة الورقية والصحافة اإللكترونية‪ ،‬فإن هذا دفعنا للبحث عن أسباب‬
‫عزوف الجماهير عن الصحافة الورقية واقبالهم نحو الصحافة اإللكترونية‪.‬‬
‫رابعا‪ -‬أهداف الدراسة‪:‬‬
‫من خالل هذه الدراسة يمكن تحقيق جملة من األهداف المتمثلة في ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬إبراز أهمية الصحافة الورقية كوسيلة إعالمية‪ ،‬والتعرف على كيفية تأثير الصحافة اإللكترونية على‬
‫مقروئية الصحافة الورقية‪ ،‬من خالل معرفة ما إذا كانت الخدمات التي تقدمها الصحافة اإللكترونية‬
‫قد تجعلها تتفوق على الصحافة الورقية‪.‬‬
‫‪ -2‬التعرف على دوافع استخدام الجماهير للصحافة الورقية بدل من الصحافة اإللكترونية أو العكس‪.‬‬
‫‪ -0‬التعرف على اإلشباعات المحققة من استخدامات الصحافة اإللكترونية بالمقارنة مع الصحافة‬
‫الورقية‪.‬‬
‫‪ -6‬الكشف عن مستقبل الصحافة الورقية في ظل النتشار الواسع للصحافة اإللكترونية‪ ،‬ذلك باستشراف‬
‫مستقبل الصحافة الورقية من وجهة نظر الجماهير والتي قد تؤول إلى الزوال‪ ،‬نظر للمنافسة القوية‬
‫من طرف الصحف اإللكترونية‪.‬‬
‫‪ -5‬التعرف على درجة تأثير الموقع والصحف اإللكترونية على الفرد المتلقي من المواقع والصحف‬
‫الورقية‪ ،‬مع التعرف على ما إذا كانت الصحافة اإللكترونية بديل عن الصحافة الورقية‪.‬‬
‫‪ -4‬تسليط الضوء على أكثر الخدمات التي يقبل عليها الجماهير في الصحافة اإللكترونية بدل من‬
‫الخدمات المقدمة في الصحافة الورقية‪.‬‬
‫خامسا‪ -‬الدراسات السابقة‪:‬‬
‫تقتضي الدراسات العلمية السليمة في مجال البحث العلمي ضرورة وقوف الباحث على التراث العلمي‪،‬‬
‫أو ما يعرف بالدراسات السابقة في مجال البحث العلمي أو المشابهة‪ ،‬ليتمكن الباحث من تحديد وصياغة‬
‫مشكلة البحث بدقة‪ ،‬وبالنسبة لهذا الموضوع هناك دراسات عديدة تناولت استخدام الصحافة اإللكترونية‬
‫وتأثيرها على الورقية‪ ،‬ومن خالل هذه الدراسة نعرض جملة من الدراسات التي تعد قاعدة أساسية ننطلق‬
‫منها في دراستنا هذه‪ ،‬ومن بين هذه الدراسات ما يلي‪:‬‬

‫‪0‬‬
‫الفصل األول‪:‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اإلطار العام للدراسة‬

‫‪1‬‬
‫الدراسة األولى‪ :‬دراسة قدواح (‪)9115‬‬
‫جاءت الدراسة بعنوان "اتجاهات الصحفيين الجزائريين نحو استخدام الصحافة اإللكترونية"‪ ،‬وهي عبارة‬
‫عن رسالة ماجستير بجامعة قسنطينة‪ ،‬حيث هدفت هذه الدراسة في شقها النظري‪ ،‬إلى إبراز التحديات‬
‫التي تواجه الصحافة الورقية في ظل التطورات األخيرة التي حملتها ثورة التكنولوجيا في جلب ما يسمى‬
‫بالصحافة اإللكترونية‪ ،‬وتسليط الضوء على آلياتها وخصائصها‪ ،‬فنونها واألساليب التي دعت بعض‬
‫الصحف الجزائرية إلطالق نسخ إلكترونية لعناوينها المطبوعة وذلك من خالل آراء ودراسات الباحثين‬
‫والمهتمين بمستقبل الصحافة الورقية‪ ،‬أما هدف الدراسة في شقها الميداني هو تقديم صورة عامة عن‬
‫وضع الصحف الجزائرية المطبوعة أمام هذه الثورة الهائلة ولستقصاء آراء عينة من صحفيها وقياس‬
‫اتجاهاتهم المعرفية مدى مواكبتهم لهذه التكنولوجيا‪ ،‬إضافة إلى معرفة مدى استعانتهم بالصحف‬
‫اإللكترونية كمصدر‪ ،‬وكذا تطبيقهم لهذا المشروع على أرض الواقع من خالل إصدار نسخ إلكترونية‬
‫لعناوينهم المطبوعة أو إنجاز صحف إلكترونية محضة‪ ،‬وكذلك معرفة الخدمات التي تقدمها هذه المواقع‬
‫لمتصفحيها من الصحفيين وكذا المشكالت المتعلقة بالستخدام‪.‬‬
‫وأجريت الدراسة الميدانية بالمكاتب المركزية بالعاصمة والجهوية بقسنطينة لثمانية يوميات وطنية والتي‬
‫تمتلك مواقع إلكترونية لها وهي‪ (le soir d’algérie, la quotidian d’oran, l’ expression) :‬جريدة النهار‬
‫الجديدة‪ ،‬جريدة الشروق‪ ،‬جريدة الخبر‪ ،‬جريدة الفجر‪ ،‬على عينة قوامها ‪ 136‬مفردة من إجمالي صحفي‬
‫الجرائد‪ ،‬وتتمثل عينة الدراسة في الصحفيين الذين يستقر استكشاف اتجاهاتهم نحو استخدام الصحافة‬
‫اإللكترونية وأن يكونوا ينتمون إلى مؤسسات إعالمية لها مواقع على النترنت بما يعنيه ذلك من توفر‬
‫خبرة أكبر لهؤلء الصحفيين عن غيرهم في مجال التعامل مع استخدام النترنت إعالميا‪ ،‬وفقا لهذا‬
‫المعيار تم إجراء مسح لمجموعة تتكون من ‪ 1‬جرائد يومية وطنية خصوصا أنه من الصعب التعامل مع‬
‫كل الجرائد التي تصدر على المستوى الوطني‪ ،‬وقسمت العينة إلى حصتين على أساس لغة الصدور‪،‬‬
‫وتتكون من ‪ 6‬جرائد تصدر باللغة العربية و‪ 6‬باللغة الفرنسية‪ ،‬باإلضافة أخذ حصص متساوية تقدر ب ـ‬
‫‪ 10‬صحفي من كل جريدة‪ ،‬بالعتماد على أسلوب المصادفة في اختيار الصحفيين الممثلين لكل جريدة‪،‬‬
‫حيث تم العتماد في هذه الدراسة على العينة الحصصية‪ ،‬فبلغ العدد اإلجمالي لمجتمع البحث ‪232‬‬
‫صحفي حدد التعامل مع حجم عينة مقدرة ‪ 136‬مفردة من إجمالي صحفي الجرائد الثمانية العاملين‬

‫‪-1‬‬
‫منال قدواح‪ ،‬اتجاهات الصحفيين الجزائريين نحو استخدام الصحافة اإل لكترونية‪ ،‬رسالة ماجستير )منشورة(‪ ،‬قسم اإلعالم‬
‫والتصال‪ ،‬جامعة قسنطينة‪ ،‬الجزائر‪.2332 ،‬‬
‫‪5‬‬
‫الفصل األول‪:‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اإلطار العام للدراسة‬

‫بالجزائر العاصمة وقسنطينة‪ 52 ،‬صحفي ينتمون للجرائد الصادرة باللغة العربية‪ ،‬و‪ 52‬ينتمون لتلك‬
‫الصادرة باللغة الفرنسية‪ ،‬بالعتماد على المنهج الوصفي باعتباره من أبرز المناهج المستخدمة في‬
‫الدراسات اإلعالمية‪.‬‬
‫وقد توصلت الدراسة إلى جملة من النتائج نوجزها في ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬قلة استخدام الصحفيين الجزائريين لالنترنت في العمل الصحفي‪ ،‬إيمانا منهم بضرورة امتالك كل‬
‫صحفي لجهاز حاسب آلي موصول بالنترنت لتسهيل استخدام هذه األخيرة‪ ،‬حيث يتحررون من‬
‫عاملي الوقت والجهد الكبير المبذول لدى استخدام النترنت خارج المنزل‪.‬‬
‫‪ -2‬أن هناك عالقة تكاملية بين الصحيفتين وسيرهما بشكل متوازي‪ ،‬مع تزايد في التجاه لستفادة‬
‫الصحافة الورقية من النترنت‪.‬‬
‫‪ -0‬تفضيل المبحوثين للصحافة الورقية على اإللكترونية ويعتبرونها أكثر جاذبية للقراء‪ ،‬وبالتالي احتمال‬
‫كبير لتفوقها مستقبال على الصحف اإللكترونية‪.‬‬
‫‪ -6‬وجود نسبة قليلة تستخدم مواقع الصحف األجنبية على شبكة النترنت عند الضرورة‪ ،‬بالموازاة مع قوة‬
‫في استخدامهم للصحف الجزائرية والعربية على الويب‪.‬‬
‫‪ -5‬اتجاهات مؤيدة لقراءة الصحف اإللكترونية من طرف الصحفيين الجزائريين‪ ،‬ذلك أنهم على دراية‬
‫تامة بمواقع هاته الصحف‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫الدراسة الثانية‪ :‬دراسة قوراري (‪)9151‬‬
‫جاءت الدراسة بعنوان "اتجاهات جمهور الطلبة نحو الصحافة اإللكترونية"‪ ،‬وهي عبارة عن رسالة‬
‫ماجستير بجامعة بسكرة‪ ،‬حيث هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على مكانة الصحافة اإللكترونية في‬
‫أوساط الطلبة الجامعيين‪ ،‬وكيفية تقييمهم لمحتوى الصحف اإللكترونية‪ ،‬وكذلك الشكل الذي تقدم به وذلك‬
‫من خالل قياس اتجاهاتهم نحو الصحافة اإللكترونية‪ ،‬والوقوف على أهم األسباب التي تجعل الطلبة‬
‫الجامعيين أكثر إقبال على الصحيفة اإللكترونية‪ ،‬وبالتالي عزوفهم على الصحف المطبوعة‪ ،‬وكيفية‬
‫تعامل الطلبة مع محتويات هذه الصحف واإلشباعات المحققة منها في مجال متابعة األخبار‪.‬‬
‫وأجريت الدراسة الميدانية بكلية العلوم اإلنسانية والجتماعية‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ،‬حيث سيتم التركيز على‬
‫طلبة قسم اإلعالم والتصال التابعة لهذه الكلية‪ ،‬ذلك أن هؤلء الطلبة أكثر احتكاك واستخدام لالنترنت‬

‫‪ -1‬قوراري صونية‪ ،‬اتجاهات جمهور الطلبة نحو الصحافة اإل لكترونية‪ ،‬رسالة ماجستير )منشورة(‪ ،‬قسم اإلعالم والتصال‪ ،‬جامعة‬
‫بسكرة‪ ،‬الجزائر‪.2313 ،‬‬
‫‪8‬‬
‫الفصل األول‪:‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اإلطار العام للدراسة‬

‫من جهة‪ ،‬ومتابعة األخبار والطالع على الصحافة اإللكترونية من جهة أخرى‪ ،‬وبالتالي فمجتمع البحث‬
‫الخاص بهذه الدراسة يقدر ب ـ‪ 551‬بجميع مستوياتهم وتخصصاتهم‪ ،‬على عينة من جمهور طلبة علوم‬
‫اإلعالم والتصال قوامها ‪ 123‬مفردة بالعتماد على منهج المسح الوصفي‪.‬‬
‫وقد توصلت الدارسة إلى جملة من النتائج نوجزها في ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬يؤكد الطلبة الجامعيين تصفحهم للصحافة اإللكترونية ذلك لما توفره مقارنة بالصحف الورقية من‬
‫حيز للحرية واشباعات معرفية وقاعدة واسعة من أنواع المادة اإلخبارية والسرعة الفائقة في إيصال‬
‫الخبر‪ ،‬فتبين أن أغلبية الطلبة يتصفحون الصحف اإللكترونية ألنها تعد بديال عن الصحف الورقية‪،‬‬
‫وكونها تتطرق لمواضيع ل يستطيع الصحف الورقية التطرق لها‪ ،‬كما أنها ل تكلف الكثير من الوقت‬
‫والجهد والمال‪ ،‬ناهيك عن أنها تصدر قبل الصحف الورقية وتتمتع بسرعة في التحديث المستمر‬
‫للمواضيع‪ ،‬هذا ما جعل الطلبة يقبلون على مطالعتها‪.‬‬
‫‪ -2‬الصحف اإللكترونية أكثر مقروئية من الصحف الورقية‪ ،‬وهذا يرتبط بمدى استخدام الطلبة لالنترنت‬
‫وحسب النتائج المسجلة أعاله لهذا الغرض صحيح‪ ،‬ألن الطلبة يستخدمون النترنت نظ ار لتحكمهم‬
‫الجيد في تقنياتها وهذا ما يدفعهم لمطالعة الصحف اإللكترونية ألنها تميل للتحليل والتفصيل أكثر‬
‫من الصحف الورقية‪.‬‬
‫‪ -0‬المحتوى اإللكتروني للصحف اإللكترونية في مقدمة دوافع إقبال الطلبة على مطالعة الصحف‬
‫اإللكترونية‪ ،‬ويعد من أبرز اإلشباعات التي تحققها الصحف‪ ،‬وهذا نظ ار للسرعة الفائقة والتحديث‬
‫المستمر للمعلومات والسعة الكبيرة في المعلومات والعمق المعرفي المقدم يحقق إشباعا للطلبة‪،‬‬
‫باإلضافة إلى أن الصحف اإللكترونية تقدم نصوص مرئية وسمعية مع تعدد خيارات التصفح‪،‬‬
‫فأغلب إجابات الطلبة أكدت على أن مضامين الصحف اإللكترونية تثري ثقافتهم اإلعالمية‪.‬‬
‫‪ -6‬أغلب الطلبة يتفاعلون مع الصحف اإللكترونية نظ ار للخدمات التفاعلية التي تقدمها الصحف‬
‫اإللكترونية‪ ،‬فالطلبة يرون أن وجود الخدمات التفاعلية في الصحف اإللكترونية سبب في تصفحها‪،‬‬
‫وأن أهم الخدمات التفاعلية التي حققتها الصحف اإللكترونية التعليق اللكتروني على المحتوى‬
‫والمشاركة في سبر اآلراء والتصويت اإللكتروني‪ ،‬وهذا يرجع لحرية التعبير المتاحة في الصحف‬
‫اإللكترونية‪ ،‬حيث يرى أغلب الطلبة أن ما يقدم في الصحف اإللكترونية يمتاز بالمصداقية‪.‬‬
‫‪ -5‬بالنسبة لعالقة الصحف اإللكترونية بالصحف الورقية فإن تأثيرها سيكون قليال على مقروئية الصحف‬
‫الورقية‪ ،‬كما أن الصحف اإللكترونية لن تلغي الصحف الورقية‪ ،‬فمطالعة الطلبة للصحف الورقية قبل‬

‫‪4‬‬
‫الفصل األول‪:‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اإلطار العام للدراسة‬

‫استخدام الصحف الورقية لم يختلف كثيرا‪ ،‬وأن دوافع مطالعة الطلبة للصحف الورقية التعود على‬
‫قراءتها وامكانية قراءتها في وسائل النقل‪ ،‬كما أن الصحافة الورقية كغيرها من الوسائل األخرى التي‬
‫ظهرت‪ ،‬ولن تختفي حسب رأي أغلب الطلبة ولن تلغى في المستقبل القريب أو البعيد‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫الدراسة الثالثة‪ :‬دراسة قدوري (‪)9151‬‬
‫جاءت الدراسة بعنوان "التفاعلية في الصحافة اإللكترونية العربية"‪ ،‬دراسة تحليلية لصحيفة الشروق‬
‫الجزائرية نموذجا‪ ،‬رسالة ماجستير في علوم اإلعالم والتصال‪ ،‬جامعة منوبة تونس‪ ،‬حيث تهدف هذه‬
‫الدراسة إلى اإلحاطة بمفهوم التفاعلية في سياقاته المختلفة‪ ،‬كما تحاول التعرف على هذه الظاهرة الجديدة‬
‫القديمة‪ ،‬وتعد هذه الدراسة من الدراسات الستكشافية الستطالعية‪ ،‬حيث استعانت الباحثة بالمنهج الكيفي‬
‫من خالل المالحظة والمقابلة‪ ،‬كما استعانت بمنهج تحليل المضمون‪ ،‬حيث تم اختيار عينة قصدية‬
‫لثمانية أعداد أنتجها موقع الشروق أون لين‪ ،‬من خالل اختيار عدد واحد من كل أسبوع وهو العدد‬
‫الصادر كل يون اثنين على امتداد شهري افري لوماي ‪.2313‬‬
‫وقد توصلت الدراسة إلى جملة من النتائج نوجزها في ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬الجمهور أصبح يقبل على الصحافة اإللكترونية بشكل منتظم‪ ،‬ويتفاعل معها رغم انخفاض مقاييس‬
‫التفاعلية في الصحافة اإللكترونية العربية مقارنة مع الصحافة اإللكترونية العربية‪.‬‬
‫‪ -2‬ساهمت أدوات التفاعلية ووسائلها في رواج محتوى الصحافة اإللكترونية ورسائلها‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫الدراسة الرابعة‪ :‬دراسة الدناني (‪)9155‬‬
‫جاءت الدراسة بعنوان "مقروئية الصحف الورقية في ظل منافسة الصحافة اإللكترونية"‪ ،‬دراسة ميدانية‬
‫للصحف اليومية اليمنية‪ ،‬بالجامعة اليمنية (صنعاء‪ ،‬عدن‪ ،‬تعز)‪ ،‬حيث هدفت هذه الدراسة إلى معرفة‬
‫مدى مقروئية الصحف الورقية اليومية في ظل منافسة الصحافة اإللكترونية‪ ،‬ومعرفة مجالت القضايا‬
‫والمواضيع التي تهتم بها‪ ،‬وكذلك مدى اهتمام الجمهور اليمني بمتابعة الصحف الورقية اليومية وتصفح‬
‫مواقع الصحافة اإللكترونية‪ ،‬إضافة إلى معرفة الدوافع التي تجعل القراء يحرصون على متابعة الصحف‬
‫الورقية واإللكترونية‪.‬‬

‫‪-1‬‬
‫ريم فتيحة قدوري‪ ،‬التفاعلية في الصحافة اإل لكترونية العربية‪ ،‬دراسة تحليلية لصحيفة الشروق الجزائرية نموذجا‪ ،‬رسالة ماجستير‬
‫)منشورة(‪ ،‬جامعة منوبة‪ ،‬تونس‪.2313 ،‬‬
‫‪ -2‬عبد الملك الدناني‪ ،‬مقروئية الصحف الورقية في ظل منافسة الصحافة اإل لكترونية‪ ،‬مجلة الباحث اإلعالمي‪ ،‬ع ‪ ،02‬ص ص‬
‫‪.121 -145‬‬
‫‪51‬‬
‫الفصل األول‪:‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اإلطار العام للدراسة‬

‫أجريت الدراسة الميدانية بالجامعة اليمنية‪( ،‬صنعاء‪ ،‬عدن‪ ،‬وتعز)‪ ،‬بحكم أن هذه المدن الرئيسية هي‬
‫التي تصدر فيها صحف يومية ورقية‪ ،‬وتتوفر فيها خدمة شبكة النترنت‪ ،‬وذلك بالعتماد على عينة‬
‫قصدية قوامها ‪ 033‬مبحوث للعاملين في الجامعات اليمنية فئة األساتذة‪ ،‬معتمدين على المنهج الوصفي‬
‫باستخدام أسلوب المسح‪.‬‬
‫وقد توصلت الدراسة إلى جملة من النتائج نوجزها في ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬أن المبحوثين يمثلون ‪ %01‬من عينة الدراسة‪ ،‬يحرصون على التصفح لمواقع الصحف اإللكترونية‬
‫بشكل منتظم‪ ،‬وجاءت متابعة الصحف الورقية اليومية بالمرتبة الثانية بنسبة ‪ ،%02‬واحتلت متابعة‬
‫الصحف الورقية ومواقع الصحف اإللكترونية في الوقت نفسه المرتبة الثالثة بنسبة ‪ ،%01‬ومنه تشير‬
‫هذه النتائج إلى أن كافة أنواع الصحافة تحظى بالمتابعة‪ ،‬بينما ‪ 23‬مبحوث من مجموع العينة ل‬
‫يهتمون بقراءة أي نوع من هذه الصحف‪.‬‬
‫‪ -2‬يحرص ‪ %62‬من المبحوثين على تصفح الصحافة اإللكترونية األهلية‪.‬‬
‫‪ -0‬جاءت الصحف الورقية األهلية في مقدمة الصحف اليومية التي تفضل عينة الدراسة قراءتها‪.‬‬
‫‪ -6‬احتلت المواقع اإلخبارية المرتبة األولى في التصفح والمتابعة بنسبة ‪.%04‬‬
‫‪ -5‬أكد ‪ %05‬من المبحوثين على وجود تحديات تواجههم باستمرار عند تصفحهم للمواقع اإللكترونية‪،‬‬
‫فيما يرى ‪ %25‬من المبحوثين بأنه ل تواجههم أي تحديات عند تصفحهم للمواقع اإللكترونية‪ ،‬ويمكن‬
‫تفسير طبيعة هذه التحديات ببطيء عمل النترنت في بعض المدن اليمنية بسبب النقطاع المتكرر‬
‫للتيار الكهربائي‪.‬‬
‫‪ -4‬الدافع الرئيسي وراء تصفح المبحوثين للصحافة اإللكترونية‪ ،‬هي امتالكها خاصية الحرية الواسعة‬
‫وذلك بنسبة ‪ ،%03‬وجاء تركيز الصحافة اإللكترونية على الختصار في نشر األخبار والمعلومات‬
‫بالمرتبة الثانية بنسبة ‪ ،%26‬والدافع الثالث هو تحديثها لألخبار والمعلومات أول بأول‪ ،‬وهذه النتيجة‬
‫تؤكد على حقيقة أن الصحافة اإللكترونية اليمنية ل تقوم بتحديث األخبار والمعلومات على مدى ‪26‬‬
‫ساعة‪.‬‬
‫‪ -2‬وافقت ‪ %02‬من المبحوثين على أن الصحافة اإللكترونية تشكل تهديدا حقيقيا لستم اررية الصحف‬
‫الورقية اليومية‪ ،‬فيما يرى ‪ %26‬بأنها تشكل تهديد حقيقيا إلى حد ما‪ ،‬ورفض ‪ %66‬من المبحوثين‬
‫فكرة أن تكون الصحافة اإللكترونية تشكل تهديدا حقيقيا لستم اررية صدور الصحف الورقية في‬

‫‪55‬‬
‫الفصل األول‪:‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اإلطار العام للدراسة‬

‫الوقت الراهن‪ ،‬ويمكن أن يعود ذلك إلى سبب التحديات التي تواجه متصفحي مواقع الصحافة‬
‫اإللكترونية‪.‬‬
‫‪ -1‬يرى ‪ %02‬من المبحوثين بأن مواقع الصحافة اإللكترونية قلصت من دور الرقيب الحكومي على‬
‫الصحف الورقية اليومية‪ ،‬مما يرى ‪ %21‬من المبحوثين بأنها قلصت دور الرقيب الحكومي أحيانا‪،‬‬
‫ورفض ‪ %06‬من المبحوثين بأن تكون الصحافة اإللكترونية قد قلصت من دور الرقيب الحكومي‬
‫على الصحف الورقية‪ ،‬والدليل على ذلك حتى المواقع اإللكترونية تتعرض لتوقيف الخدمة والختراق‬
‫المعتمد من مزودي الخدمة في الجهات الحكومية‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫الدراسة الخامسة‪ :‬دراسة محمود عطا اهلل (‪)9150‬‬
‫جاءت الدراسة بعنوان "اتجاهات طلبة كليات اإلعالم في غزة نحو متابعة الصحافة اإللكترونية‬
‫الفلسطينية"‪ ،‬وهي عبارة عن أطروحة بكالوريوس في اإلعالم والتصال جامعة فلسطين‪ ،‬حيث هدفت هذه‬
‫الدراسة إلى رصد اتجاهات طلبة كليات اإلعالم في غزة نحو متابعة الصحف اإللكترونية‪ ،‬والتعرف على‬
‫آراء طلبة كليات اإلعالم نحو ما تقدمه الصحف اإللكترونية من محتوى‪ ،‬كذلك معرفة مدى إقبال طلبة‬
‫اإلعالم بغزة نحو متابعة الصحافة اإللكترونية وتوفير المعلومات عن ذلك لكي يستفيد منها الباحث‬
‫والدارسين في أبحاثهم ودراساتهم المستقبلية‪ ،‬إضافة إلى الكشف عن مصداقية المعلومات المبذولة في‬
‫الصحف اإللكترونية من وجهة نظر طلبة اإلعالم بغزة ومدى اعتمادهم عليها‪ ،‬ومعرفة أكثر الصحف‬
‫اإللكترونية إقبال وتفضيال لدى طلبة كليات اإلعالم وأسباب تفضيل تلك المواقع عن غيرها‪.‬‬
‫أجريت الدراسة الميدانية على مستوى كليات اإلعالم في كل من جامعة فلسطين‪ ،‬جامعة األزهر‪،‬‬
‫الجامعة اإلسالمية‪ ،‬جامعة القدس المفتوحة‪ ،‬على عينة عشوائية قوامها ‪ 25‬طالب من كل كلية بمختلف‬
‫مستوياتهم للعام الدراسي ‪ ،2314‬حيث تم العتماد في هذه الدراسة على منهج المسح الميداني بهدف‬
‫التعرف على حجم الجمهور الذي يتعرض للصحافة اإللكترونية‪ ،‬معتمدين في الدراسة على الستبيان‪.‬‬
‫وقد توصلت الدراسة إلى جملة من النتائج نوجزها في ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬كشفت الدراسة أن ‪ %66‬من أفراد العينة يطلعون على الصحف اإللكترونية الفلسطينية‪ ،‬وهذا يدل‬
‫على وجود متابعة جيدة للصحف اإللكترونية الفلسطينية بأنواعها‪ ،‬وأن مجال التخصص له اهتمام‬
‫كبير بما يتعلق باتجاهات الطلبة‪.‬‬

‫‪-1‬‬
‫أمين ناصر محمود عطا اهلل‪ ،‬اتجاهات طلبة كليات اإلعالم في غزة نحو متابعة الصحافة اإل لكترونية الفلسطينية‪ ،‬أطروحة‬
‫بكالوريوس )منشورة(‪ ،‬قسم اإلذاعة والتلفزيون‪ ،‬جامعة فلسطين‪ ،‬غزة‪.2314 ،‬‬
‫‪59‬‬
‫الفصل األول‪:‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اإلطار العام للدراسة‬

‫‪ -2‬كشفت الدراسة أن ‪ %24‬من الذين يطلعون على الصحف اإللكترونية الفلسطينية يعتقدون أنها تلبي‬
‫رغباتهم واتجاهاتهم‪ ،‬بينما ‪ %56‬منهم قالوا أنها تلبي احتياجاتهم ورغباتهم أحيانا‪ ،‬وهذا دليل أنه‬
‫يسود اعتقاد لدى المبحوثين بأن تلك الصحف ل تلبي احتياجاتهم بالشكل المطلوب‪.‬‬
‫‪ -0‬أوضحت الدراسة أن أكثر من نصف الطلبة المبحوثين يطلعون على الصحف اإللكترونية الفلسطينية‬
‫يوميا بأوقات غير محددة‪ ،‬وهذا يدل على أنها مهمة لهم‪.‬‬
‫‪ -6‬أكدت الدراسة أن ‪ %64‬من الذين يطلعون على الصحف اإللكترونية الفلسطينية يعتمدون عليها في‬
‫الحصول على المعلومات بدرجة متوسطة‪ ،‬وهذا يدل أن درجة العتماد في الحصول على المعلومة‬
‫بتلك الصحف محدودة‪.‬‬
‫‪ -5‬هناك درجة متوسطة من الثقة للطلبة في الصحافة اإللكترونية‪.‬‬
‫‪ -4‬بينت الدراسة وجود اختالف واضح في سبب دوافع الطالع على النسخة اإللكترونية من الصحف‬
‫الفلسطينية‪.‬‬
‫‪ -2‬أوضحت الدراسة أن هناك درجة من عدم التفاعل الكامل مع الصحف اإللكترونية الفلسطينية‪ ،‬وهذا‬
‫يدل على أن الطلبة المبحوثين يهتمون بقراءتها ومتابعتها فقط دون التفاعل معها‪.‬‬
‫‪ -1‬بينت الدراسة أن أكثر من نصف الطلبة المبحوثين الذين يطلعون على الصحف اإللكترونية‬
‫الفلسطينية يتفاعلون معها من خالل الكتابة التعليق على األخبار‪ ،‬وهذا يدل على أن األخبار هي‬
‫صاحبة الهتمام األكبر من الفنون األخرى‪.‬‬
‫‪ -2‬كشفت الدراسة أن قرابة نصف الطلبة المبحوثين يعتقدون أن الصحف اإللكترونية الفلسطينية تتميز‬
‫عن الصحف المطبوعة بسهولة الطالع‪ ،‬وهذا يدل على أن الطلبة المبحوثين يبحثون عن بدائل‬
‫أسهل وأوفر للحصول عن المعلومة‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫الدراسة السادسة‪ :‬دراسة حميدان (‪)9158‬‬
‫جاءت الدراسة بعنوان ''تأثير الصحافة اإللكترونية على مقروئية الشباب الجزائري للصحافة الورقية''‬
‫جامعة الجزائر‪ ،‬تهدف هذه الدراسة إلى التعرف عن دوافع وأسباب قراءة الشباب الجزائري للصحف‬
‫اإللكترونية‪ ،‬ومعرفة معدل قراءة الشباب الجزائري للصحف الورقية قبل وبعد استخدام الصحافة‬
‫اللكترونية‪ ،‬كذلك التعرف على انعكاسات الصحافة اللكترونية على مستقبل الصحافة المطبوعة من‬

‫‪-1‬‬
‫سلمى حميدان‪ ،‬بدر الدين حميدان‪ ،‬تأثير الصحافة اإل لكترونية على مقروئية الشباب الجزائري للصحافة الورقية‪ ،‬مجلة علمية‬
‫محكمة تصدر عن المركز الديمقراطي العربي للد ارسات الستراتيجية والسياسية والقتصادية‪ ،‬ع ‪ ،2311 ،35‬ص ص ‪.121 -116‬‬
‫‪50‬‬
‫الفصل األول‪:‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اإلطار العام للدراسة‬

‫خالل وجهة نظر الشباب الجزائري‪ ،‬وهذه الدراسة تم حصرها على الشباب الجزائري نظ ار لكثرة عددهم‬
‫ولصعوبة حصرهم ثم القتصار على مجموعة منهم‪ ،‬وذلك بالعتماد على عينة قوامها ‪ 53‬مفردة من‬
‫الجنسين‪ ،‬معتمدين على العينة العشوائية والمنهج الوصفي‪.‬‬
‫وقد توصلت الدراسة إلى جملة من النتائج ونوجزها في ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬كشفت الدراسة أن نسبة ‪ %26‬من عينة الدراسة أحيانا ما يقرؤون الصحافة اإللكترونية على شبكة‬
‫النترنت‪.‬‬
‫‪ -2‬بينت الدراسة أن نسبة ‪ %64.24‬من العينة يرجعون سبب قراءتهم للصحف اإللكترونية كونها تواكب‬
‫التطور التكنولوجي وتمثل نافذتهم على العالم‪ ،‬حيث مكنتهم من الطالع على كل ما هو جديد‪ ،‬في‬
‫حين أرجحت نسبة ‪ %04.04‬منهم السبب لكونها تتيح مميزات أفضل من خالل فتح باب المناقشة‬
‫والحوار وابداء الرأي حول القضايا المطروحة‪.‬‬
‫‪ -0‬أفادت النتائج أن نسبة ‪ %51‬من المبحوثين كانوا أحيانا ما يقرؤون الصحف الورقية قبل استخدام‬
‫اإللكترونية‪ ،‬في حين بلغت نسبة القارئين المنتظمين ‪ ،%06‬أما باقي المبحوثين فلم يكن لديهم أدنى‬
‫اهتمام بقراءة هذه الصحف‪.‬‬
‫‪ -6‬بينت الدراسة أن معدل قراءة العينة للصحف الورقية بعد استخدام اإللكترونية قد تغير ولم يعد منتظم‪،‬‬
‫مبررين ذلك في ضيق الوقت ووجود البديل األسهل في الصحف اإللكترونية‪ ،‬في حين ذكرت نسبة‬
‫‪ %01‬منهم أن معدل قراءتهم للصحف المطبوعة لم يتغير كونهم ل يستطيعون الستغناء عنها‪.‬‬
‫‪ -5‬أفادت الدراسة أن ‪ %43‬من المبحوثين يرون أن الصحافة اإللكترونية ستؤثر على مستقبل‬
‫المطبوعة‪ ،‬كونها تتيح لهم إمكانية أفضل من هذه األخيرة‪ ،‬كما أنها تقدم لهم بديل أسهل في التصفح‬
‫موفرة المال والجهد‪ ،‬ويذكر ‪ %63‬منهم أنها تؤثر عليها وسيبقى الطابع الكالسيكي للجريدة سائدا‬
‫رغم ما قد يحدث من تطور ألنها أفضل للعين ويمكن حملها في أي مكان‪.‬‬
‫‪ -4‬أما عن درجة تأثير الصحف اإللكترونية على مستقبل نظريتها الورقية‪ ،‬فقد ذكر أغلب المبحوثين‬
‫نسبة ‪ %61‬أن اإللكترونية ستكون عامال مساعدا في تطوير الصحف الورقية‪ ،‬وذكرت نسبة ‪%02‬‬
‫منهم أن الصحف اإللكترونية ستكون أكثر جاذبية بما تتوفر عليه بمزايا‪ ،‬في حين يرى ‪ %23‬منهم‬
‫أن مستقبل الصحف اإللكترونية مهدد بالزوال‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫الفصل األول‪:‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اإلطار العام للدراسة‬

‫التعليق العام‪:‬‬
‫الدراسة األولى‪ ،‬نجد أنها تشترك مع دراستنا في كونها تهتم بجمهور الصحافة اإللكترونية فقط وهو نفس‬
‫متغير دراستنا‪ ،‬ويكمن الختالف دراستنا تهتم بالصحافة اإللكترونية وعالقتها بعزوف الجمهور عن‬
‫الصحافة الورقية‪ ،‬كذلك من حيث العينة فدراستنا تعتمد على العينة القصدية بينما هذه الدراسة اعتمدت‬
‫على العينة الحصصية أكيد ألن نوع العينة مرتبط بطبيعة كل دراسة‪ ،‬كذلك هذه الدراسة ساعدتنا في‬
‫جانبها النظري‪ ،‬كونه ثري بالمعلومات التي تفيدنا في دراستنا‪ ،‬فيما يخص الفصل المتعلق بجمهور‬
‫الصحافة اإللكترونية وبذلك فقد كانت تمهيد إلثراء رصيدنا المعلوماتي حول هذه الوسيلة‪.‬‬
‫وسيتم العتماد على هذه الدراسة خصوصا في الجانب التطبيقي‪ ،‬أين تساعدنا في تصميم الستمارة‪،‬‬
‫في الرغم من أنها طبقت على الصحفيين‪ ،‬إل أن نتائجها ستكون حاف از لبدء دراستنا التي تعنى برصد‬
‫توجهات الجماهير نحو استخدام الصحف اإللكترونية وعزوفهم عن الصحف الورقية‪.‬‬
‫أما فيما يخص الدراسة الثانية‪ ،‬فهي تشترك مع دراستنا في أنها ركزت على معرفة اتجاهات جمهور‬
‫الطلبة نحو الصحافة اإللكترونية‪ ،‬وأهم األسباب التي تجعل الطلبة الجامعيين أكثر إقبال على الصحيفة‬
‫اإللكترونية وعزوفهم عن الصحيفة الورقية‪ ،‬وهو ما ارتأينا أن نوضحه في دراستنا‪ ،‬لكن يكمن الختالف‬
‫من خالل تحديدهم للجمهور وهو الطلبة الجامعيين‪ ،‬بينما دراستنا ركزت على الجماهير عامة دون تحديد‬
‫الفئة المتعامل معها‪ ،‬والتركيز على الجمهور المستخدم للصحافة اإللكترونية فقط بغض النظر عن نوعه‪،‬‬
‫وسوف يتم العتماد على هذه الدراسة خصوصا في الجانب التطبيقي‪ ،‬التي تكون نتائجها دعامة لنتائج‬
‫دراستنا‪.‬‬
‫وبالنسبة للدراسة الثالثة‪ ،‬وان كانت ل تندرج ضمن الدراسات السابقة بصفة تامة‪ ،‬غير أنها تناولت‬
‫إلى حد ما بعض الجوانب األساسية من دراستنا‪ ،‬فهي تشترك مع دراستنا من خالل تناولهم لخاصية‬
‫التفاعلية في الصحافة اإللكترونية التي اعتمدنا عليها في الشق التطبيقي‪ ،‬التي ممكن أن تكون الخاصية‬
‫األساسية لعزوف الجماهير عن الصحافة الورقية‪ ،‬وذلك بالعتماد على العينة القصدية نفس عينة‬
‫دراستنا‪ ،‬ولكن تختلف مع دراستنا من خالل تركيزهم على خاصية التفاعل في الصحافة اإللكترونية‪،‬‬
‫ونحن ركزنا عليها كسبب أساسي يؤدي بالجماهير للعزوف عن الصحافة الورقية‪.‬‬
‫فيما نجد الدراسة الرابعة‪ ،‬تشترك مع دراستنا من حيث متغيرات الدراسة والهدف من هذه الدراسة‪ ،‬وذلك‬
‫من خالل معرفة مدى مقروئية الصحف اليومية اليمنية في ظل منافسة الصحافة اإللكترونية‪ ،‬واهتمام‬
‫الجمهور اليمني بمتابعة الصحف الورقية واإللكترونية‪ ،‬وذلك بالعتماد على العينة القصدية نفس عينة‬

‫‪51‬‬
‫الفصل األول‪:‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اإلطار العام للدراسة‬

‫دراستنا‪ ،‬فبرغم من أنها طبقت على المجتمع اليمني إل أن نتائجها سوف تكون قريبة من دراستنا‪ ،‬وبالتالي‬
‫تساعدنا في نتائج الدراسة‪.‬‬
‫وفي الدراسة الخامسة‪ ،‬نجد أنها تشترك مع دراستنا من خالل معرفتهم لتجاهات الطلبة نحو متابعة‬
‫الصحف اإللكترونية‪ ،‬وآراءهم حول ما تقدمه من محتوى‪ ،‬إضافة إلى مدى إقبالهم عليها ومصداقية‬
‫معلوماتها كلها عناصر تساعدنا في القيام ببحثنا‪ ،‬لكن الختالف يكمن في عالقتها بعزوف الجماهير عن‬
‫الصحافة الورقية‪ ،‬حيث تم العتماد في هذه الدراسة على العينة العشوائية عكس دراستنا التي اعتمدت‬
‫على العينة القصدية‪.‬‬
‫وأخي ار الدراسة السادسة‪ ،‬التي تشترك مع دراستنا من حيث مقروئية الصحف الورقية واإللكترونية‪،‬‬
‫وتناولها ألسباب استخدام الصحافة اإللكترونية وانعكاساتها على مستقبل الصحافة الورقية‪ ،‬لكن يكمن‬
‫الختالف في أن هذه الدراسة تناولت هذا الموضوع من حيث التأثير‪ ،‬أي تأثير الصحافة اإللكترونية على‬
‫مقروئية الشباب الجزائري للصحف الورقية‪ ،‬بينما دراستنا من جانب عالقة الصحيفة اإللكترونية بعزوف‬
‫الجماهير عن الصحف الورقية‪.‬‬
‫سادسا‪ -‬مفاهيم الدراسة‪:‬‬
‫ينطوي أي بحث أو دراسة سوسيولوجية على مجموعة مفاهيم ومصطلحات علمية‪ ،‬تتطلب من الباحث‬
‫تحديدها تحديدا دقيقا حتى يسهل فهم دللتها العلمية واللغوية والصطالحية‪ ،‬وكما هو معلوم فان موضوع‬
‫الدراسة يدور حول "الصحافة اإللكترونية وعالقتها بعزوف الجماهير عن الصحافة الورقية"‪ ،‬ومن ثمة فانه‬
‫من المهم قبل الخوض في معالجة هذا الموضوع ‪ ،‬تحديد المفاهيم األساسية التي يتضمنها هذا األخير‬
‫لتوضيحها وبيان حدود استخدامها في إطار العمل الراهن ويمكن حصر هذه المفاهيم فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -5‬مفهوم الصحافة الورقية‪:‬‬
‫الصحافة لغة‪ ،‬مشتقة من الصحف‪ ،‬الصحيفة‪ ،‬يقصد بالصحيفة في قاموس المحيط الكتاب جمعها‬
‫‪1‬‬
‫صحائف‪ ،‬وصحفي من يخطئ في قراءة الصحفية والخطأ في الصحيفة‪.‬‬
‫وفي معجم الوسيط الصحيفة هي إضمامة من الصفحات تصدر يوميا أو في مواعيد منتظمة وجمعها‬
‫‪2‬‬
‫صحف وصحائف‪.‬‬

‫‪-1‬‬
‫مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزبادي‪ ،‬القاموس المحيط‪ ،‬دار الحديث‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،2331 ،‬ص ‪.143‬‬
‫‪-2‬‬
‫معجم اللغة العربية‪ ،‬المعجم الوسيط‪ ،‬مطابع دار المعارف‪ ،‬ط‪ ،2‬ج‪ ،1‬مصر‪ ،1212 ،‬ص ‪.531‬‬
‫‪50‬‬
‫الفصل األول‪:‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اإلطار العام للدراسة‬

‫‪1‬‬
‫وجاء في "المصباح المنير" أن الصحيفة قطعة من جلد أو قرطاس كتب فيه‪.‬‬
‫أما الصحافة الورقية اصطالحا‪ ،‬هي إحدى األدوات األساسية لإلعالم التي تعمل على نشر الوعي‬
‫والمعرفة لكل الجماهير‪.‬‬
‫حيث يعرفها "قاموس أكسفورد" على أنها شيئا مرتبطا بالطبع والنشر واألخبار والمعلومات‪ ،2‬أي أن‬
‫الصحافة من هذا المنظور ترتكز على طبع األخبار ونشرها ليستفيد منها الجمهور بصفة دائمة‪.‬‬
‫فالصحافة الورقية هي مهنة ورسالة‪ ،‬تصنع حياة األمم نفسيا واقتصاديا وسياسيا وفكريا‪ ،‬هي صوت‬
‫يخاطب الرأي العام كما أنها قوة مؤثرة تستمد فعاليتها من قوة الكلمة التي تستقر في األذهان والعقول‪،3‬‬
‫في هذه الفكرة نجد أن الصحافة الورقية هي مهنة‪ ،‬ورسالة تقدم للمواطنين‪ ،‬يتم من خاللها صناعة حياة‬
‫األفراد في كل المجالت‪ ،‬نظ ار لقوة كلمتها المسموعة ومكانتها في عقول الجماهير‪.‬‬
‫كما تعرف أيضا أنها تلك الدوريات المطبوعة والتي تصدر من عدة نسخ وتظهر بشكل منتظم وفي‬
‫مواعيد متقاربة أو متباعدة‪ ،‬تستهدف خدمة المجتمع‪ ،‬وتمد الصحافة الرأي العام بأكثر األحداث الحالية‬
‫وذلك في سلسلة قصيرة ومنتظمة‪ ،4‬بناءا على هذا المفهوم يتضح أن الصحافة الورقية عبارة عن‬
‫مطبوعات منتظمة وثابتة في شكل نسخ‪ ،‬هدفها خدمة المجتمع وتزويد الجماهير المتفاعلة بكل ما هو‬
‫جديد وآني‪.‬‬
‫ونجد الصحافة الورقية من منظور آخر أنها ظاهرة اجتماعية ل يمكن بدونها تصور حياة المجتمع من‬
‫الحضارة البشرية‪ ،‬وهي حاجة ضرورية لكل مجتمع ودولة خاصة في قرن العشرين‪ ،‬ألنها صارت جزءا ل‬
‫يتج أز من البنيان الجتماعي والسياسي ووسيلة هامة في تكوين الرأي العام‪ ،‬ومنب ار معب ار عنه وجهاز فعال‬
‫لمعالجة قضايا المجتمع الملحة والعمل على حلها‪ ،5‬ول يختلف هذا المفهوم عن سابقيه في تعريف‬
‫الصحافة لكنه أضاف عنصر أساسي لمهام الصحافة‪ ،‬ورأى أنها ل تكتفي فقط بسرد األخبار للجماهير‬
‫بل تقوم بمعالجة القضايا والبحث عن حلول لها‪ ،‬باعتبارها جزء ل يتج أز من البنية الجتماعية والسياسية‬

‫‪ -1‬أحمد بن محمد علي الفيومي‪ ،‬معجم المصباح المنير في عرنب الشرح الكبير‪ ،‬المكتبة العلمية‪ ،‬دون سنة‪ ،‬ص ‪.006‬‬
‫‪ -2‬فاروق أبو زيد‪ ،‬مدخل إلى علم الصحافة‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬ط‪ ،2‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،1221 ،‬ص ‪.02‬‬
‫‪ -3‬طلحت همام‪ ،‬موسوعة اإلعالم والصحافة‪ ،‬دار الفرقان للنشر‪ ،‬ط‪ ،2‬األردن‪ ،‬عمان‪ ،1211 ،‬ص ‪.5‬‬
‫‪ -4‬محمود عبد الرحمان‪ ،‬الصحافة الزراعية والتعاونية في مصر "الواقع والمستقبل"‪ ،‬مركز عمر لطفي للتدريب التعاوني الزراعي‪،‬‬
‫سلسلة التثقيف التعاوني‪ ،‬مصر‪ ،‬ع ‪ ،1223 ،11‬ص ‪.10‬‬
‫‪ -5‬عدنان أبو فخر‪ ،‬الصحافة السورية بين النظرية والتطبيق‪ ،‬دار الكاتب العربي‪ ،‬دمشق ‪ ،‬سوريا‪ ،1215 ،‬ص ‪.51‬‬
‫‪55‬‬
‫الفصل األول‪:‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اإلطار العام للدراسة‬

‫لكل مجتمع ودولة‪ ،‬فهناك عدة مصطلحات للصحافة الورقية منها الصحافة التقليدية‪ ،‬الصحافة المكتوبة‪،‬‬
‫الصحافة المطبوعة أو النسخ الواقي‪.‬‬
‫مما سبق ذكره‪ ،‬نجد أن الصحافة الورقية هي وسيلة مهمة لسرد المعلومات للجماهير‪ ،‬وتقوم‬
‫بالستجابة للرأي العام وتوجيهه‪ ،‬لتعبر عما يجري في العالم ويهم الجمهور المتلقي‪ ،‬بنشر األخبار في‬
‫مختلف المجالت وهدفها خدمة المجتمع عن طريق الوظائف العديدة التي تقوم بها‪.‬‬
‫‪ -9‬مفهوم الصحافة اإل لكترونية‪:‬‬
‫تعرف الصحافة اإللكترونية اصطالحا‪ ،‬أنها الصحافة التي يتم إصدارها ونشرها عبر شبكة النترنت‬
‫العالمية وغيرها من شبكات المعلومات‪ ،‬سواء كانت نسخة أو إصدارة إلكترونية لصحيفة ورقية‪ ،‬أو‬
‫صحيفة إلكترونية ليس لها إصدارة مطبوعة ورقية‪ ،‬أو صحيفة عامة أو متخصصة‪ ،‬أو كانت تسجيال‬
‫دقيقا لنسخة ورقية أو ملخصات للمنشور بها لطالما أنها تصدر بشكل منتظم‪ ،1‬من خالل هذا المفهوم‬
‫يتضح أن الصحافة اإللكترونية هي نسخة للصحافة الورقية لكن في شكل إلكتروني عبر شبكة النترنت‪،‬‬
‫إما تكون مطبوعة بنسخة إلكترونية أو تكون مطبوعة فقط‪ ،‬إما مطابقة للورقية أو ملخص لها فقط‪ ،‬فيكون‬
‫الختيار للجمهور إما متابعة األخبار إلكترونيا أو ورقيا‪.‬‬
‫ونجد أيضا أن الصحافة تنطبق عليها مواصفات الصحيفة اليومية المطبوعة لجهة وتيرة الصدور‪،‬‬
‫ولجهة تنوع المواضيع بين السياسة والثقافة الجتماعية والرياضة‪ ،‬ولجهة تنوع شكل المادة الصحفية بين‬
‫الخبر‪ ،‬المقابلة‪ ،‬التحليل‪ ،‬المقالة‪ ،‬لكن أهم ما يميزها عن الصحيفة المطبوعة هو توافر المادة الصحفية‬
‫على شكل نص إلكتروني يمكن البحث عنه وتحريره من جديد واسترجاعه وبالتالي خزنه كمادة صحفية‬
‫جديدة‪ ،‬ومن المزايا األخرى سرعة الوصول إلى مادة صحفية بأكثر من طريقة‪ ،2‬من خالل هذا المفهوم‬
‫يتضح أن الصحافة اإللكترونية لها نفس سمات الصحافة الورقية لكن تختلف عنها من حيث النشر‬
‫باعتبارها إلكترونية وتحمل مادية صحفية جديدة يمكن الستفادة منها في كل وقت‪.‬‬
‫ومن منظور آخر يرى "السماق" أن الصحافة اإللكترونية هي النصوص المنشورة على النترنت والتي‬
‫تكون بدورها مرتبطة بنصوص أخرى‪ ،‬والنشر التلقائي أي قدرة أي شخص على نشرها يخطر له من‬

‫‪ -1‬سعيد الغريب‪ ،‬الصحيفة اإل لكترونية والورقية "دراسة مقارنة في المفهوم والسمات األساسية بالتطبيق على الصحف اإللكترونية"‪،‬‬
‫المجلة المصرية لبحوث اإلعالم‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،2331 ،‬ص ‪.210‬‬
‫‪ -2‬عماد بشير‪ ،‬الصحافة العربية اليومية في العصر الرقمي ‪ ،‬مجلة العربي‪ ،‬الكويت‪ ،‬ع ‪ ،2336 ،55‬ص ‪.02‬‬
‫‪58‬‬
‫الفصل األول‪:‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اإلطار العام للدراسة‬

‫أفكار أو موضوعات بشكل مباشر وفوري على النترنت‪ ،1‬أضاف هذا التعريف مصطلح أساسي‬
‫للصحافة اإللكترونية وهي كلمة نشر تلقائي أي كل فرد يستطيع نشر أي معلومة أو فكرة بطريقة مباشرة‬
‫وفورية‪.‬‬
‫وحسب "الموسوعة اإللكترونية" فإن الصحافة اإللكترونية نوع من الصحافة تستعمل الوسائط‬
‫اإللكترونية نشر مادتها الصحفية أغلبها ظهر نتيجة اعتماد الصحافة الكالسيكية تكنولوجيا المعلومات‬
‫والتصال الحديثة رغبة في تحسين أدائها أول ثم فتح مجال أوسع لالنتشار‪ ،2‬انطالقا من هذا المنظور‬
‫نجد أن الصحافة اإللكترونية ظهرت نتيجة اعتماد الصحافة التقليدية على التكنولوجيا الحديثة من أجل‬
‫تحسين مهامها وسرعة انتشارها لكافة الجماهير‪.‬‬
‫سميت الصحافة اإللكترونية في الدراسات اإلعالمية بأسماء عديدة منها‪ ،‬الصحافة الفورية‪ ،‬الصحافة‬
‫الرقمية‪ ،‬الصحف التفاعلية‪ ،‬الصحف الالورقية‪ ،‬الصحف الفتراضية‪.‬‬
‫ومنه‪ ،‬فإن الصحافة اإللكترونية هي الصحافة التي تعتمد على قدرات الحاسبات اإللكترونية وشبكات‬
‫التصال من أجل النشر‪ ،‬سواء كانت هذه الصحف بمثابة نسخ أو إصدا ارت إلكترونية لصحف ورقية‪،‬‬
‫فهي مهنة تقوم بنقل األحداث التي تجري في المحيط الجتماعي وتساعد الناس على تكوين اآلراء حول‬
‫الشؤون الجارية‪.‬‬
‫‪ -0‬مفهوم الجمهور‪:‬‬
‫‪3‬‬
‫الجمهور أو الجماهير لغة‪ ،‬هم جماعة القوم‪ ،‬معظم كل شيء‪ ،‬معظم القوم وأشرافهم‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫الجمهور يطلق على القطعة من العامة‪ ،‬ويقال للمجموع جماهير‪ ،‬فقد صح إطالقه على طائفة خاصة‪.‬‬
‫الجمهور اصطالحا‪ ،‬هو مجموعة من قراء صحيفة ومستمعي حصة إذاعية ومشاهدي برنامج تلفزيوني‬
‫أو جملة قراء ومستمعي ومشاهدين لرسائل إعالمية‪ ،5‬من هنا يتضح أن الجمهور هو جماعة تنشأ‬
‫استجابة لنشاط إعالمي كان وسيلة إعالمية أو مضمونا إعالميا معينا‪.‬‬
‫ويشير مصطلح الجمهور في "بحوث اإلعالم والتصال" إلى أفراد وجماعات غير معروفين بالنسبة‬
‫لوسائل اإلعالم التي تتوجه إليهم برسائلهم‪ ،‬ويشير المعنى األصلي للمصطلح إلى اقتصاره على مجموعة‬

‫‪ -1‬علي خليل شقرة‪ ،‬اإلعالم الجديد شبكات التواصل االجتماعي‪ ،‬دار أسامة للنشر‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،2310 ،‬ص ‪.163‬‬
‫‪ -2‬علي عبد الفتاح كنعان‪ ،‬الصحافة اإل لكترونية في ظل الثورة التكنولوجية‪ ،‬دار اليازوري العلمية‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،2316 ،‬ص ‪.13‬‬
‫‪ -3‬المنجد األبدي‪ ،‬معاجم دار المشرق‪ ،‬ط‪ ،5‬لبنان‪ ،1244 ،‬ص ‪.004‬‬
‫‪ -4‬عدنان أبو مصلح‪ ،‬مصطلحات علم االجتماع‪ ،‬دار أسامة للنشر‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،2315 ،‬ص ‪.025‬‬
‫‪ -5‬نصيرة عقبي‪ ،‬جمهور التلفزيون ونظرية االستعماالت واإلشباعات‪ ،‬دار البلدية للنشر‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،2315 ،‬ص ص‪.01 -02‬‬
‫‪54‬‬
‫الفصل األول‪:‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اإلطار العام للدراسة‬

‫من المستمعين الذين يشملهم األداء المسرحي ولكنه جمهور عام‪ ،1‬والمقصود هنا أن الجمهور هو‬
‫مجموعة من األفراد غير معروفين مختلفين‪ ،‬توجه لهم رسائل إعالمية تحمل مضامين مختلفة‪.‬‬
‫وفي تعريف آخر الجمهور هو جماعة من الناس متشابهة الهتمامات تقريبا ومتقاربة الثقافة‪ ،‬وتتجمع‬
‫في مكان واحد لهدف واحد‪ ،2‬من هذا المنطق‪ ،‬يتضح أن الجمهور له نفس الثقافة والهتمامات والهدف‬
‫بغض النظر عن الجنس والسن والمستوى التعليمي‪.‬‬
‫وعليه‪ ،‬فإن الجمهور هو مجموعة من األشخاص تنشأ استجابة لنشاط إعالمي‪ ،‬ويكون متلقي للرسالة‬
‫اإلعالمية إما سلبيا أو إيجابيا وذلك يكون عن بعد‪.‬‬
‫‪ -9‬مفهوم الجمهور اإل لكتروني‪:‬‬
‫هو مجموعة من األشخاص الذين يتدخل اإللكترون بأي شكل من األشكال في تقديم أو تسهيل‬
‫تعرضهم للرسائل اإلعالمية عبر مختلف الوسائط اإلعالمية‪ ،‬بما فيها وسائل اإلعالم التقليدية التي‬
‫تستعمل شبكة النترنت للتوزيع اإللكتروني‪ ،3‬من هذا التعريف يتبين أن الفرق بين الجمهور والجمهور‬
‫اإللكتروني يكون من خالل الوسيلة اإلعالمية‪ ،‬فالجمهور يكون كالسيكي في تعرضه للمضامين‬
‫اإلعالمية من إذاعة‪ ،‬تلفزيون وغيرها أما الجمهور اإللكتروني يعتمد على التكنولوجيا لتسهيل تعرضه‬
‫للرسائل اإلعالمية مثل النترنت‪.‬‬
‫‪ -1‬مفهوم العزوف‪:‬‬
‫جاء في "معجم الوسيط" العزوف لغة عزفت نفسه عن الشيء عزوفا‪ ،‬انصرفت عنه وزهدت فيه فهو‬
‫وهي عزوف‪ ،‬يقال هو عزوف عن اللهو‪ ،‬ل يشتهيه‪ ،‬فالعزوف هو المتناع والجتناب والملل واليأس‬
‫‪4‬‬
‫والزهد‪.‬‬
‫يمكن تعريف العزوف اصطالحا على أنه‪ ...:‬المتناع عن التفاعل والعمل أو العزوف عن فعل‬
‫‪5‬‬
‫شيء معين‪.‬‬
‫ومنه نستنتج أن مفهوم العزوف بالنسبة لموضوع الدراسة‪ ،‬هو امتناع واجتناب الجماهير عن الصحافة‬
‫الورقية وتفضيلهم للصحافة اإللكترونية وهذا راجع ألسباب مختلف‬

‫‪ -1‬طارق سيد أحمد الخليفي‪ ،‬معجم مصطلحات اإلعالم‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2331 ،‬ص ‪.66‬‬
‫‪ -2‬كرم شلبي‪ ،‬معجم المصطلحات اإلعالمية‪ ،‬دار الشروق‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،1212 ،‬ص ‪.60‬‬
‫‪ -3‬المجلس الدولي للغة الفرنسية‪ ،‬قاموس الصحافة واإلعالم‪ ،‬ترجمة‪ :‬مصطفى حسين وآخرون‪ ،‬دار لبنان‪ ،‬لبنان‪ ،1221 ،‬ص ‪.23‬‬
‫‪ -4‬أحمد مختار عمر‪ ،‬معجم اللغة العربية المعاصر‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،2331 ،‬ص ‪.006‬‬
‫‪ -5‬محمد بن أبي بكر الرازي‪ ،‬مختار الصحاح‪ ،‬المطبعة األميرية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،1024 ،‬ص ‪.603‬‬
‫‪91‬‬
‫الفصل األول‪:‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اإلطار العام للدراسة‬

‫‪ -0‬مفهوم االنترنت‪:‬‬
‫يعرف النترنت "الكسيبي" بأنها مجموعة من الشبكات المعلومات التي تعتبر من أهم شبكات‬
‫المعلومات في العالم‪ ،‬فهي مجموعة شبكات متصلة بعضها البعض‪ ،‬وتسمح بتبادل المعلومات في العالم‬
‫بكل حرية بين شبكات الكبرى وحتى أصغر الشبكات الخاصة والشخصية‪ ،1‬مما سبق ذكره يمكن القول‪،‬‬
‫أن هذه الشبكة لها خدمات متعددة تضم أصنافا عديدة من المستخدمين وأغراض متنوعة في مجال‬
‫األبحاث وأحداث الساعة‪ ،‬والقتصاد والتربية والتعليم وغيرها من هذه الخدمات المفتوحة للجميع‪ ،‬ويكفي‬
‫أن يكون هناك جهاز حاسوب صغير ومحول (مودم) وهاتف واشتراك عند المزود حتى يصبح الرتباط‬
‫بشبكة النترنت ممكنا‪.‬‬
‫وهناك من يرى أن النترنت عبارة عن استغالل متقدم للحاسب اآللي مرتبط من خالل التصالت‬
‫الدولية مع وجوب توافر تقنية خاصة‪ ،‬وهي شبكة ضخمة تتكون من عدد كبير من شبكات الحاسب‬
‫اآللي المنتشرة في أنحاء العالم ومرتبط بعضها بعض عن طريق خطوط الهاتف أو عن طريق األقمار‬
‫الصناعية بحيث يمكن مشاركة المعلومات فيما بين المستخدمين عن طريق بروتوكول موحد يسمى‬
‫‪2‬‬
‫بروتوكول تراسم النترنت‪.‬‬

‫‪ -1‬سعادت جودت أحمد‪ ،‬عادل فايز السرطاوي‪ ،‬استخدام الحاسوب واالنترنت في ميادين التربية والتعليم‪ ،‬دار الشروق للنشر‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫األردن‪ ،2332 ،‬ص ‪.42‬‬
‫‪ -2‬محمد علي شمو‪ ،‬االتصال الدولي والتكنولوجيا الحديثة‪ ،‬مكتبة الشعاع‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2332 ،‬ص ‪.221‬‬
‫‪95‬‬
‫الفصل األول‪:‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اإلطار العام للدراسة‬

‫خالصة‬
‫من خالل عرض اإلطار العام للدراسة تم التوصل إلى أهم المصطلحات المرتبطة بموضوع البحث‬
‫وهو "الصحافة اإللكترونية وعالقتها بعزوف الجماهير عن الصحافة الورقية"‪ ،‬كما أوضحت أهم‬
‫األسباب التي دفعتني لختيار هذا الموضوع ثم عرض األهداف التي أسعى إليها مع اإللمام بأهمية هذه‬
‫الدراسة‪ ،‬ثم تطرقت إلى أهم الدراسات السابقة التي لها عالقة مباشرة أو غير مباشرة بالدراسة الحالية‪،‬‬
‫والتي تعد محو ار هاما في أي بحث علمي‪ ،‬فمن شأنها أن توضح بعض الغموض وتوجه الباحث توجها‬
‫ايجابيا‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الصحافة الورقية‪ ،‬النشأة والتطور‬
‫تمهيد‪.‬‬
‫أوال‪ -‬مدخل إلى الصحافة الورقية‪.‬‬
‫‪ -5‬نشأة الصحافة الورقية‪.‬‬
‫‪ -9‬مظاهر تطور الصحافة الورقية‪.‬‬
‫‪ -0‬الصحافة الورقية واالتصال‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬أساسيات الصحافة الورقية‪.‬‬
‫‪ -5‬خصائص الصحافة الورقية‪.‬‬
‫‪ -9‬أنواع الصحافة الورقية‪.‬‬
‫‪ -0‬مبادئ وضوابط الصحافة الورقية‪.‬‬
‫‪ -9‬وظائف الصحافة الورقية وأهميتها‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬تاريخ الصحافة الورقية في الجزائر‪.‬‬
‫‪ -5‬الصحافة الورقية في الجزائر قبل االستقالل‪.‬‬
‫‪ -9‬الصحافة الورقية في الجزائر بعد االستقالل‪.‬‬
‫‪ -0‬الصحافة الورقية في الجزائر في ظل الظروف الراهنة‪.‬‬
‫خالصة‬
‫الفصل الثاني‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الصحافة الورقية‪ ،‬النشأة والتطور‬

‫تمهيد‬
‫تعتبر الصحافة الورقية من بين أهم المؤسسات اإلعالمية التي تقوم بالتقاط مختلف الوقائع واألحداث‬
‫وايصالها إلى جمهورها في شكل مادة إعالمية‪ ،‬فلها دور مهم في توجيه المجتمع إلى القضايا األساسية‬
‫التي تهمه في مختلف المجالت‪ ،‬فهي صنفت على أنها السلطة الرابعة ولكن في الدول المتقدمة‪ ،‬ومع‬
‫التطور التكنولوجي لوسائل اإلعالم فقد أصبحت الصحافة الورقية تمثل سلطة أولى تتحكم في باقي‬
‫السلطات‪ ،‬وأرعبت الحكام والمسئولين في الدول التي تصدر فيها‪ ،‬وعبر حقبات زمنية مختلفة فرضت‬
‫مكانتها كنمط اتصالي في غاية األهمية‪.‬‬
‫فالصحافة الورقية تعد الوسيلة اإلعالمية األقدم واألكثر تأثي ار على الرأي العام‪ ،‬لما لها من جاذبية‬
‫ومساحة واسعة للتعبير‪ ،‬كما أن إقبال النخبة عليها يعطي لها فرصة إليصال مختلف الرسائل إلى كافة‬
‫شرائح وفئات المجتمع‪ ،‬فقد كان للصحافة الورقية تاريخ طويل في مسيرة تطورها وهذا ما جعلها تحافظ‬
‫على مكانتها رغم الوسائل اإلعالمية التي ظهرت بعدها‪.‬‬
‫وهذا ما سيتم التطرق له في هذا الفصل‪ ،‬من خالل الرجوع إلى األصول التاريخية لظهور الصحافة‬
‫الورقية‪ ،‬ومعرفة العوامل التي مهدت لظهورها خاصة في الجزائر وساهمت في تطورها‪ ،‬وبذلك أعطتها‬
‫أهمية كبيرة تنبع من خصائصها وسماتها‪ ،‬ومع هذا النمو والتزايد في األهمية الذي يفترض أن ينعكس‬
‫على وظائفها في المج تمع ومختلف تصنيفاتها‪ ،‬فإن الضرورة المعرفية تقتضي البحث في المراحل‬
‫التاريخية التي مرت ولزالت تمر بها الصحافة الورقية في الجزائر والتوصل إلى استخالص أهم صفاتها‬
‫ومميزاتها‪.‬‬
‫ومن هذا المنطلق‪ ،‬سوف يتم التناول في هذا الفصل‪ ،‬بداية بمدخل للصحافة الورقية لمعرفة نشأتها‬
‫ومظاهر تطورها وعالقاتها بالعملية التصالية‪ ،‬وثانيا أساسياتها لمعرفة خصائصها وأنواعها والمبادئ‬
‫والضوابط التي تقوم عليها‪ ،‬وأهم الوظائف التي تقوم بها وأهميتها داخل المجتمع‪ ،‬وأخي ار التطرق إلى أهم‬
‫عنصر وهو تاريخ الصحافة الورقية في الجزائر‪ ،‬بداية بظهورها قبل الستقالل (الصحافة الستعمارية‬
‫وصحافة أحباب األهالي والصحافة األهلية وجمعية العلماء المسلمين)‪ ،‬ثم الصحافة بعد الستقالل (التي‬
‫تمر بمراحل من ‪ 1242‬إلى يومنا هذا)‪ ،‬وأخي ار الصحافة الورقية في ظل الظروف الراهنة‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الصحافة الورقية‪ ،‬النشأة والتطور‬

‫أوال‪ -‬مدخل إلى الصحافة الورقية‪:‬‬


‫‪ -5‬نشأة الصحافة الورقية‪:‬‬
‫ترتبط العملية التصالية ارتباطا وثيقا بالطبيعة البشرية‪ ،‬لذلك فان العملية التصالية تعتبر ضرورة من‬
‫بين الضروريات التي يمارسها اإلنسان يوميا وباستمرار‪ ،‬محاولة منه لالندماج داخل المجتمع ومعرفة كل‬
‫ما يجري حوله من أحداث تخص الحياة اإلنسانية‪ ،‬والصحافة بهذا المعنى ليست وليدة الصدفة وانما‬
‫موجودة منذ القدم بمسميات أخرى وبوسائل وطرق مختلفة عما هي عليه حديثا‪ ،‬واذا كان معنى الصحافة‬
‫رواية األخبار وعرضها على الجمهور‪ ،‬فإن النقوش الحجرية التي حملت تاريخ األمم في الحضارات‬
‫القديمة‪ ،‬كمصر والصين والعرب الجاهليين وغيرهم من األمم العريقة تعتبر صحافة‪ ،‬إل أن المختصين ل‬
‫يعتقدون أن هذه األخبار التي كانت تنقش على الحجر أو تكتب على ورق البردي تعتبر صحافة بالمعنى‬
‫الذي نفهمه اليوم‪ ،‬ففي القديم استخدم اإلنسان لحاء النباتات وقشور جذوع األشجار واأللياف النباتية‬
‫لصنع رقائق مسطحة متجانسة باستخدام وسائل يدوية ميكانيكية من الحجر والصخور وكبسها لفترة زمنية‬
‫محددة‪ ،‬فأخذ اإلنسان يوجه رسائله إلى اآلخرين مكتوبة أو مرسومة على هذه الرقائق التي عرفت‬
‫باللفافات المكتوبة‪ ،‬وظلت هذه الطريقة سائدة إلى أن جاء الفراعنة وصنعوا الورق ألول مرة من نبات‬
‫البردي‪ ،‬ومن ثم بدأت صناعة الورق بشكل يدوي منزليا وعبر ورش مجتمعية حرفية‪ ،‬ثم انتقلت صناعة‬
‫الورق إلى معامل صغيرة محلية ثم تدرجت إلى مصانع كبيرة عمالقة‪.‬‬
‫ولقد ظهرت الصحافة الورقية تاريخيا في اإلمبراطورية الرومانية‪ ،‬واعتبرت أقدم صحافة في التاريخ‪،‬‬
‫حيث كان الرومان يصدرون صحفا مكتوبة تعلق في أماكن محددة ليطلع عليها عامة الناس‪ ،‬ويقوم‬
‫موظفون بقراءتها إليصال محتواها‪ ،‬وكانت أشهر هذه الصحف صحيفة )‪ )Acta Diama‬التي كانت تهتم‬
‫باألخبار العامة‪ ،‬وصحيفة )‪ )Acta Senatus‬التي كانت تهتم بنقل أخبار مجلس الشيوخ الروماني‬
‫ونصوص خطب أعضائه ومناقشاتهم وصحيفة (‪ )Acta Public‬وكانت األكثر انتشا ار بسبب اهتمامها‬
‫بالشؤون المالية والجتماعية‪ ،‬فعرفت الصحافة في عصر النهضة تطو ار مرتبط بالعامل التاريخي والتقني‬
‫القتصادي‪ ،‬فتاريخيا نجد أنها تكونت طبقة جديدة عرفت باسم "البورجوازية"‪ ،‬التي كانت تريد أن تعرف‬
‫على وجه السرعة أهم التغيرات التي تحدث في بالدهم وفي العالم‪ ،‬وكان أثر ذلك تحرر العقول واتساع‬
‫مجال البحث والنقد فكان لبد لهذه األفكار أن تنشر وتذاع على الناس‪ ،‬فظهرت الحاجة إلى الصحافة‬

‫‪91‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الصحافة الورقية‪ ،‬النشأة والتطور‬

‫لكن رغم هذا الحدث التاريخي المهم‪ ،‬لم يكن كافيا لخلق الصحافة دون اختراع "جوتنبرغ" المطبعة وانشاء‬
‫‪1‬‬
‫مرفق البريد الذي ارتبط ارتباطا وثيقا بالصحافة ومشى معها جنبا إلى جنب‪.‬‬
‫وهكذا يتضح أن ظهور الصحافة الورقية عاصر نهضة علمية وفكرية واقتصادية‪ ،‬بدأت بالتغير من‬
‫األوضاع الجتماعية التي كانت سائدة‪ ،‬ونجد تطور الصحافة الورقية مرتبط بتطور الطباعة التي أثرت‬
‫على الجانب التقني والجمالي للجريدة‪ ،‬إضافة لتحسن وسائل النقل والمواصالت‪ ،‬األمر الذي حقق قد ار‬
‫من األمن والسرعة الكبيرة في النتشار‪ ،‬إضافة إلى وكالت األنباء التي ساعد ظهورها في جمع األخبار‬
‫والمعلومات‪ ،‬كلها عوامل ساهمت في ازدهار الصحافة الورقية‪.‬‬
‫وقد بدأت الصحافة الورقية الحديثة بإيطاليا ثم انجلت ار وتوالت بعدها في ألمانيا ثم فرنسا‪ ،‬حيث كانت‬
‫توجه إلى النبالء ورجال األعمال والسياسة‪ ،‬فأول صحيفة تم طباعتها كانت سنة ‪1544‬م في مدينة‬
‫"البندقية" هي "جازيته"‪ ،‬ثم ظهرت أسبوعية "جازيتات" سنة ‪1432‬م في ستراسبورغ وفي عدد من المدن‬
‫األلمانية‪ ،‬ثم توالت الصحف المطبوعة في مدن أخرى منها‪ :‬بال سويسرا‪ ،‬فيينا‪ ،‬النمسا‪ ،‬فرانكفورت‪،‬‬
‫برلين‪ ،‬أمستردام‪ ،‬وبداية من القرن ‪ 12‬ولكون الطلب أصبح بكثافة على هذه الصحف‪ ،‬فقد تم إصدار‬
‫الكثير من الصحف في البلدان األوروبية المختلفة وبشكل أسبوعي‪ ،‬حيث صدرت في سنة ‪1442‬م أول‬
‫مجلة أسبوعية فرنسية (‪ )le journal de Scavan‬التي كانت تحمل في مضامينها لالكتشافات العلمية‪ ،‬ثم‬
‫بدأت تظهر بعدها المجالت األسبوعية في مختلف العلوم‪ ،‬وفي القرن ‪11‬م كانت جميع األسبوعيات‬
‫‪2‬‬
‫تصدر بصفة رسمية تحت الرقابة‪ ،‬حيث كانت تتضمن األخبار الخارجية باألخص‪.‬‬
‫وبالتالي فإن تأخر ظهور الصحافة في فرنسا يعود إلى الرقابة الشديدة‪ ،‬حيث ظهرت أول صحيفة‬
‫يومية سنة ‪1222‬م "جورنال دي باري"‪ ،‬وفي انجلت ار ظهرت جريدة "دايلي كوارتت" سنة ‪1222‬م‪ ،‬حيث‬
‫تعد هذه الخطوة البدايات األولى كمؤشر لظهور الصحافة‪ ،‬فبعد هزيمة "نابليون األول" ونفيه سنة‬
‫‪1115‬م تولى الملك "لويس الثامن عشر" حكم فرنسا‪ ،‬وكان قد تعهد بأن يحترم الصحافة حيث أكدت‬
‫المادة الثامنة من العهد الذي منحه للفرنسيين هذا الوعد‪ ،‬ولكنه ما لبث أن نفذه‪ ،‬فأعاد الرقابة على‬
‫الصحف وأقام نظام الترخيص المسبق على الرغم من احتجاج األحرار الذي كان على رأسهم "شاتوبريان"‬
‫الكاتب الفرنسي على الضغط الممارس ضد حرية الصحافة في عهد الملك "شارل العاشر" وأدى ذلك إلى‬
‫انفجار ثورة يوليو ‪1103‬م التي أطاحت بأسرة "البوربون" لتحل محلها أسرة "األورليان" وقد أجلس‬

‫‪-1‬‬
‫خليل صابات‪ ،‬وسائل االتصال نشأتها وتطورها‪ ،‬مكتبة األنجلو المصرية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،2331 ،‬ص ص ‪.51 -52‬‬
‫‪ -2‬إبراهيم فؤاد الخصاولة‪ ،‬الصحافة المتخصصة‪ ،‬دار المسيرة‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،2312 ،‬ص ‪.25‬‬
‫‪90‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الصحافة الورقية‪ ،‬النشأة والتطور‬

‫الفرنسيون على عرش بالدهم الملك "لويس فيليب دورليان"‪ ،‬الذي بادر بإلغاء الرقابة على الصحف فازداد‬
‫عددها وازدهرت‪ ،‬ولكن هذه الحرية لم تكن السبب الوحيد لهذا الزدهار‪ ،‬فبين سنتي ‪1121‬م و‪1146‬م‬
‫ارتفع عدد المثقفين في فرنسا إلى أكثر من ‪ ،%53‬باإلضافة إلى حركة العمران والتصنيع وتطوير وسائل‬
‫النقل لتصبح الصحافة ظاهرة جماهيرية في فرنسا‪ ،‬حيث كان عدد قراء الصحف الفرنسية عام ‪1105‬م ل‬
‫يزيد عن سبعين ألف ليرتفع بعد ذلك غلى مائتي ألف في أقل من عشر سنوات‪ ،‬وأخذت أعداد النسخ‬
‫تزداد بال توقف‪ ،‬وفي عام ‪1161‬م جاوز "لليبرتيه" المائة ألف نسخة‪ ،‬وكان ذلك بعد اختراع طابعات‬
‫‪1‬‬
‫سريعة تطبع في الساعة حوالي عشرين ألف نسخة‪.‬‬
‫وفي الو‪.‬م‪.‬أ‪ ،‬عرفت تأسيس صحافة المستعمرات األوروبية في أمريكا‪ ،‬قبل سنوات من قيامها كدولة‬
‫جديدة‪ ،‬إذ يرى الباحثان "ملفين‪ .‬لديفلير" و"ساند ار روكيتش" أن صحف المستعمرات كانت توزع على‬
‫الصفوة المتعلقة في شكل أوراق صغيرة وكتيبات كان محتواها ضعيفا‪ ،‬فإنها شكلت القاعدة لتطور نوع‬
‫جديد من الصحف‪ ،‬وظهرت أول صحيفة في المستعمرات النجليزية بأمريكا سنة ‪1423‬م وكانت شهرية‬
‫تحت عنوان "بيليك" في مدينة "هبوستن"‪ ،‬أما أول جريدة مهمة في المستعمرات النجليزية بأمريكا فهي‬
‫جريدة "سلفانة" في "فيالديلفيا"‪ ،‬كما ساهمت الضطرابات السياسية التي شهدها القرن ‪11‬م في تطور‬
‫الصحافة باعتبارها وسيلة للتعبير عن الرأي‪ ،‬فضال عن زيادة اإلقبال عليها‪ ،‬أما في القرن ‪12‬م وبداية‬
‫القرن ‪ 23‬شهدت الصحافة تحول وذلك بفضل التقدم التقني والندماج الكامل للصحافة في الدوائر‬
‫التجارية‪ ،‬بفعل اإلعالنات الناجمة عن الليبرالية القتصادية‪ ،‬وقد كانت الليبرالية السياسية بالنسبة للو‪.‬م‪.‬أ‬
‫خصوصا تمثل لبنة تطور الصحافة‪ ،‬فقد احتلت اإلعالنات في بداية القرن ‪23‬م نصف مساحة الصحف‪،‬‬
‫مما ساعد على ارتفاع عددها ومعدلت توزيعها مثال‪ :‬بلغ عدد الصحف التي صدرت في الو‪.‬م‪.‬أ ‪1442‬‬
‫‪2‬‬
‫صحيفة توزع ‪ 2‬ماليين نسخة لترتفع معدلت توزيعها في عام ‪1213‬م إلى ‪ 26‬مليون نسخة‪.‬‬
‫إن التغيرات التي كانت تط أر في مجال الصحافة الورقية أعطى لها قوة ونفوذ مما جعل منها سلطة‬
‫رابعة‪ ،‬وذلك راجع إلى دخولها ميادين خاصة السياسية منها‪ .‬وهكذا انتقلت الصحافة بفضل المطبعة من‬
‫عصر التصال الشفوي ومحدودية انتقال المعلومة غلى انتشار عبر الصحف الورقية‪.‬‬

‫‪ -1‬الفوزي محمد علي‪ ،‬نشأة وسائل االتصال وتطورها‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،2332 ،‬ص ‪.40‬‬
‫‪ -2‬محمد الخطاب‪ ،‬مجتمع اإلعالم والمعلومات‪ ،‬دار هومة للطباعة والنشر‪ ،‬الجزائر‪ ،2330 ،‬ص ص ‪.22 -24‬‬

‫‪95‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الصحافة الورقية‪ ،‬النشأة والتطور‬

‫أما في الوطن العربي فقد بدأت مع الشيخ نجيب الحداد‪ ،‬الذي أنشأ مع شقيقه "أمين الحداد" و"عبده‬
‫بدران" صحيفة "لسان العرب" في اإلسكندرية عام ‪1226‬م وكانت أسبوعية ثم أصبحت يومية‪ ،‬ثم نقل‬
‫الصحيفة إلى القاهرة ثم أعيدت إلى اإلسكندرية مرة ثانية‪ ،‬أما العرب األقدمون فاستعملوا كلمة صحفي‬
‫للدللة على "الو ارق" أي الذي يقوم بنقل الصحف وتوزيعها‪ ،‬والبعض اآلخر أطلق عليها اسم نشرة‬
‫مطبوعة تشتمل على أخبار ومعلومات وتتضمن سير وحوادث ومالحظات وانتقادات وتعبر عن مشاعر‬
‫الرأي العام‪ ،‬وتصدر وتباع في أوقات محددة بشكل دوري وتعرض على الجمهور عن طريق الشراء أو‬
‫الشتراك الشهري أو السنوي‪ ،‬وقد بدأت الصحافة العربية في العقد الثاني من القرن ‪12‬م‪ ،‬حيث صدرت‬
‫أول صحيفة عربية "جورنال العراق" في بغداد باللغتين العربية والتركية وذلك سنة ‪1114‬م بأمر من الوالي‬
‫داوود باشا‪ ،‬وأول صحيفة عربية في مصر (الوقائع المصرية)‪ ،‬وصدرت باللغتين العربية والتركية‪ ،‬أسسها‬
‫الوالي محمد علي في القاهرة سنة ‪1121‬م وكانت تصدر بالتركية ثم بالتركية والعربية وبعدها بالعربية‬
‫فقط‪ ،‬وفي ‪1162‬م ظهرت صحيفة ''المبشر'' في الجزائر‪ ،‬ثم ''األنباء'' اللبنانية عام ‪1151‬م‪ ،‬و"الرائد" في‬
‫تونس عام ‪1143‬م‪ ،‬وطرابلس ''الغرب'' عام ‪1146‬م‪ ،‬و"سورية'' عام ‪1145‬م‪ ،‬و"الصنعاء" عام ‪1122‬م‪،‬‬
‫و"المغرب'' عام ‪1122‬م‪ ،‬و''الحجاز''عام ‪1231‬م‪ ،‬ورغم الطابع الرسمي الذي صبغ النشأة األولى‬
‫للصحافة العربية‪ ،‬فإن هناك بعض األقطار العربية كانت البداية اإلعالمية فيها بداية موفقة مثل‪ :‬لبنان‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫مصر‪ ،‬المغرب‪ ،‬وغيرهم‪.‬‬
‫ويمكن أن نقسم البداية اإلعالمية في الوطن العربي إلى حقبتين زمنيتين‪ ،‬األولى هي حقبة السيطرة‬
‫الستعمارية األوروبية‪ ،‬والثانية هي حقبة الستقالل‪.‬‬
‫بداية بالصحافة العربية أثناء السيطرة الستعمارية األوروبية‪ ،‬تأثرت حركة إصدار الصحف ونوعية‬
‫القضايا الجتماعية والفكرية والسياسية المطروحة بأساليب الصراع بين القوى الوطنية والسلطات‬
‫الستعمارية‪ ،‬وبالنمط الستعماري السائد في كل منطقة في العالم العربي‪ ،‬وقد كان لهذه التغيرات آثارها‬
‫المباشرة على الخريطة اإلعالمية في العالم العربي‪ ،‬فنالحظ أن منطقة المغرب العربي قد أفرزت واقعا‬
‫إعالميا يمثل خالصة الصراع السياسي والجتماعي والديني بين الشعوب العربية‪ ،‬وبين الستعمار‬
‫الفرنسي الذي اشتملت أساليبه بالقهر الثقافي والتحدي الديني والقومي لمقومات الشخصية العربية في تلك‬
‫الدولة‪ ،‬يمكن أن نستعرض أبرز مميزات الصحافة العربية في مرحلتي الكفاح الغير مسلح والكفاح‬

‫‪-1‬‬
‫نوار بشير جديد‪ ،‬اإلعالم المقروء بين الصحافة الورقية والصحافة اإل لكترونية‪ ،‬دار اإلعصار العلمي للنشر‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪ ،2316‬ص ص ‪.60 -62‬‬
‫‪98‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الصحافة الورقية‪ ،‬النشأة والتطور‬

‫المسلح‪ ،‬من خالل أنها في مرحلة الكفاح السياسي كانت صحافة حزبية في مجملها تعبر عن األحزاب‬
‫الوطنية التي تولت قيادة حركة التحرر الوطني العربي في تلك المرحلة‪ ،‬وكان يرأس هذه الصحف في‬
‫الغالب سكرتير األحزاب الوطنية أو بعض قيادتها البارزة‪ ،‬وكانت تعتمد على ميزانية ثابتة تخصصها قيادة‬
‫كل حزب للنشاط الدعائي واإلعالمي‪.‬‬
‫أما بالنسبة للصحافة العربية بعد الستقالل‪ ،‬اختلفت الصحف الموالية للسلطات الستعمارية عقب‬
‫دخول الدول العربية على الستقالل منذ بداية الخمسينيات‪ ،‬وان لم يمنع ذلك من استمرار التبعية الفكرية‬
‫والسياسية للفكر الستعماري الغربي في بعض الصحف العربية سواء في الشرق أو في الغرب العربي‪،‬‬
‫وهذه الظاهرة ل تزال تتخذ أشكال متنوعة حتى اليوم‪ ،‬وقد تحددت المهام المطروحة على الصحافة العربية‬
‫بعد الستقالل في ثالث قضايا رئيسية‪ ،‬أولها وأكثرها أهمية قضية الوحدة العربية وتحرير فلسطين‪ ،‬ثم‬
‫قضية التنمية والعدالة الجتماعية‪ ،‬أما القضية الثالثة فهي تتعلق بالحرية والديمقراطية وقد فرضت هذه‬
‫القضايا نفسها على الصحافة العربية‪ ،‬وقد التزمت معظم الصحف العربية بموقف حكوماتها‪ ،‬وهنا برزت‬
‫مشكلة جديدة لم تكن مطروحة في مرحلة التحرر الوطني‪ ،‬وهي مشكلة الديمقراطية وعالقة الصحافة‬
‫‪1‬‬
‫بالسلطة الوطنية‪.‬‬
‫مما سبق يمكن القول‪ ،‬إذ لشك أن دور مسؤوليات الصحافة العربية في مرحلة ما بعد الستقالل‬
‫ارتبط إلى حد بعيد بطبيعة وأهداف السلطة السياسية في الدول العربية‪ ،‬ولزالت الصحافة الورقية إلى‬
‫يومنا هذا تلعب دو ار هاما على الساحة السياسية والجتماعية بمختلف تفاعالتها‪ ،‬وتعتبر الصحافة الورقية‬
‫الوسيلة اإلعالمية المفضلة لدى النخبة‪.‬‬
‫‪ -9‬مظاهر تطور الصحافة الورقية‪:‬‬
‫بعدما كانت الصحافة الورقية تقليدية كالسيكية تعتمد على الورق لنشر األخبار السياسية‪،‬‬
‫والقتصادية‪ ،‬الجتماعية‪ ،‬الثقافية وغيرها‪ ،‬فقد استفادت اليوم من التطور التكنولوجي على غرار وسائل‬
‫اإلعالم األخرى‪ ،‬وتأثرت تأثي ار يكاد يغير من شكلها التقليدي ويقدم فعال البدائل العلمية لها‪ ،‬إذ لم يدخل‬
‫عليها أي تغيير جذري حتى بداية الستينات من هذا القرن‪ ،‬مع دخول الطابعات الدوارة العمالقة ثم آلت‬
‫اللينوتيب (لصق الحروف آليا)‪ ،‬واللتان سمحتا بإنتاج الصحف بطريقة ميكانيكية‪ ،‬ومنه سنة ‪1233‬م أدى‬
‫اختراع التلفزيون والراديو إلى قلب أوضاع التصال ولكن دون أن تمس المخترعات جوهر الصحافة‪،‬‬

‫‪ -1‬فتيحة أوهايبية‪ ،‬الصحافة المكتوبة في الجزائر قراءة تاريخية‪ ،‬مجلة العلوم اإلنسانية والجتماعية‪ ،‬جامعة عنابة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ع ‪،14‬‬
‫‪ ،2316‬ص ‪.254‬‬
‫‪94‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الصحافة الورقية‪ ،‬النشأة والتطور‬

‫فنجد أن عقد الثمانينات شهد تطو ار في صناعة الصحافة الورقية‪ ،‬تمثل في إدخال الحاسوب اإللكتروني‬
‫في معظم جوانب العملية الصحفية إلى جانب الستفادة من التقنيات الحديثة لعلوم اإلعالم والتصال‪،1‬‬
‫وهذا ما أدى إلى التنبؤ باختفاء الجرائد بشكلها التقليدي‪ ،‬واذا كانت تكنولوجيا التصال في جوهرها هي‬
‫التطبيق العلمي لالكتشافات والختراعات والتجارب العلمية‪ ،‬فإن تكنولوجيا الصحافة الورقية هي جزء‬
‫بسيط من هذا التطور‪ ،‬إذن هي التطبيق العلمي لالكتشافات والختراعات والتجارب العلمية في مجال‬
‫الصحافة الورقية وهي مجمل المعارف‪ ،‬الخبرات‪ ،‬المهارات التراكمية المتاحة‪ ،‬األدوات والوسائل المادية‬
‫والتنظيمية واإلدارية المستخدمة في عملية إنتاج الصحيفة‪ ،‬ويتضمن ذلك تقنيات تخزين المعلومات‬
‫الصحفية واسترجاعها‪ ،‬تقنيات معالجة المعلومات الصحفية وانتاجها‪ ،‬تقنيات نشر المعلومات الصحفية‬
‫‪2‬‬
‫ونقلها وتبادلها‪.‬‬
‫ومن هنا يمكن القول‪ ،‬أن الصحافة الورقية تمثل السلطة الرابعة لما لها من تأثير في تشكيل الرأي‬
‫العام‪ ،‬غير أن مع ظهور وسائل إعالمية حديثة وتأثير التكنولوجيا على الصحافة الورقية برزت بعض‬
‫النقاشات حول مكانة هذه الصحافة في المشهد اإلعالمي عامة‪ ،‬ومدى قدرتها على فرض وجودها ضمن‬
‫الوسائل الحديثة األخرى‪ ،‬خاصة الصحافة اإللكترونية التي تعتبر نوع جديد من أنواع الصحافة‪.‬‬
‫‪-0‬الصحافة الورقية واالتصال‪:‬‬
‫ظهرت الصحافة لخدمة أفراد المجتمع وتلبية لحاجاتهم للمعلومات في مختلف المجالت‪ ،‬وأبرزت‬
‫وجودها كنمط اتصالي له أهمية ل يستهان بها عبر التاريخ‪ ،‬جلبت األنظار إليها فأرعبت الحكام تارة‬
‫وساندت مخططاتهم تارة أخرى‪ ،‬أثارت العقول تارة وشوهت الحقيقة تارة أخرى‪ ،‬واستطاعت عبر الزمن أن‬
‫تحتل مكانة رفيعة بين وسائل اإلعالم فكانت السلطة الرابعة‪ ،‬إل أنها لم تصل على هذه المرتبة دفعة‬
‫واحدة بل عبر مراحل تاريخية طويلة‪ ،‬تبرز لنا عالقة الصحافة الورقية بالمجتمع الناتجة عن عملية‬
‫اتصالية معقدة وليست مطلقة‪ ،‬وتشكل الصحافة الورقية بإصداراتها المختلفة من جرائد ومجالت‪ ،‬وسيلة‬
‫اتصال مطبوعة دورية‪ ،‬تختلف سماتها ووظائفها عن غيرها من المطبوعات غير الدورية من الكتب‬
‫والملصقات وغيرها‪ ،‬وللصحيفة كوسيلة اتصال مطبوعة سماتها التي تتضمن المزايا والنقائص بالمقارنة‬
‫بالوسائل األخرى المسموعة والمرئية‪ ،‬فالصحافة تنفرد بنقطة ضعف معينة تمثل في الوقت نفسه مصد ار‬

‫‪-1‬‬
‫الفوزي محمد علي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪-2‬‬
‫المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪21‬‬
‫‪01‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الصحافة الورقية‪ ،‬النشأة والتطور‬

‫لقوتها‪ ،‬إذ أنها وسيلة التصال الجماهيرية الوحيدة التي ل تحظى بالصوتي اإلنساني‪ ،‬ومن ثم فهي تفتقد‬
‫‪1‬‬
‫عنص ار معينا يتمثل بالنسبة لكل من اإلذاعة والتلفزيون والسينما مصد ار للفعالية والجاذبية‪.‬‬
‫كما نجد الصحيفة المطبوعة هي الوسيلة الوحيدة التي يمكن فيها للجمهور أن يحدد التوقيت أو يحدد‬
‫درجة الحركة والنشاط فيها‪ ،‬فهو يتمكن من الستمرار في قراءتها أو التوقف عنها متى يشاء‪ ،‬وهناك نقطة‬
‫أخرى للصحافة تمثل نقطة ضعف وقوة في نفس الوقت‪ ،‬وهي أن الكلمة المطبوعة تتطلب من جمهورها‬
‫أكثر مما تتطلبه أي وسائل أخرى لالتصال‪ ،‬فالصحافة تحتاج أول إلى جهد للقراءة ومن ناحية أخرى‬
‫تحتاج إلى خيال مستمر ومتصل‪ ،‬والقراء الذين ل يتمكنون من مواجهة هذه الحاجة نظ ار لخبرتهم‬
‫‪2‬‬
‫المحدودة‪ ،‬أو كفاءتهم غير المالئمة فإنهم قد ينسحبون حتما من صفوف القراء‪.‬‬
‫من خالل ما سبق ذكره نجد أن الصحافة تحتاج من القارئ إلى مشاركة خالقة وجهد إيجابي ل‬
‫تتطلبه بعض الوسائل اإلعالمية األخرى‪.‬‬
‫وتعتبر الصحافة عند مخططي اإلعالم من أفضل الوسائل للوصول إلى الجماهير المتخصصة‬
‫والجماهير صغيرة الحجم‪ ،‬ألن استخدام الوسائل األخرى في الوصول إلى هذه النوعية مكلف للغاية‪ ،‬ولكن‬
‫يعيب الصحافة الورقية كغيرها من الوسائل المطبوعة أن استخدامها والستفادة منها بمعرفة القراءة‬
‫والكتابة‪ ،‬مما يعني حرمان األميين من هذه الوسيلة التصالية المهمة‪ ،3‬ولذلك تعتبر الصحافة الورقية من‬
‫أهم الوسائل اإلعالمية في عملية التصال‪ ،‬حيث يكون هناك تواصل بين القارئ والصحيفة من خالل‬
‫فهم القارئ لمعلومات تلك الصحيفة والتجاوب معها‪ ،‬وتعطي حرية للجمهور عند تلقيه للرسالة وتدخله في‬
‫جو من التفاعل والنسجام والتخيل‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬أساسيات الصحافة الورقية‪:‬‬
‫‪-5‬خصائص الصحافة الورقية‪:‬‬
‫إن الصحافة الورقية كوسيلة إعالمية حديثة تهتم بكل مجالت الحياة وتنقل األخبار إلى جماهير من‬
‫مختلف العالم‪ ،‬وهي تتميز بالعديد من الخصائص نذكر منها‪:‬‬

‫‪ -1‬أديب مروى‪ ،‬الصحافة العربية نشأتها وتطورها‪ ،‬دار الحياة‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،1241 ،‬ص ‪.46‬‬
‫‪ -2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.46‬‬
‫‪ -0‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.46‬‬
‫‪05‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الصحافة الورقية‪ ،‬النشأة والتطور‬

‫تعتبر الصحافة وسيلة حديثة إلشباع حاجات قديمة‪ ،‬تتمثل في نشر األخبار واعالم الرأي العام‬
‫باألحداث يوما بعد يوم‪ ،1‬من خالل تلبية حب الستطالع لدى المتلقي‪ ،‬كما أنها تقلل غموض األمور‬
‫المحيطة حوله‪ ،‬من خالل قيامها بوظيفتها األولى المتمثلة في اإلخبار أو اإلعالم‪.‬‬
‫كما توفر الصحافة للقارئ اختيار المطبوعة التي تتفق مع حاجياته وامكانياته‪ ،‬فله الحرية في قراءة ما‬
‫يناسبه من المواد اإلعالمية المعروضة على الصحيفة‪ ،‬والتعرض لها في الوقت الذي يختاره واألماكن‬
‫‪2‬‬
‫التي تناسبه والرجوع لقراءتها متى أراد ذلك‪.‬‬
‫كما نجد أن الصحافة الورقية تجمع بين مختلف األنواع الصحفية من أخبار‪ ،‬مقالت‪ ،‬تحقيقات‪ ،‬وحتى‬
‫كاريكاتير‪ ،‬فهي تتميز بالتنوع في مادتها الصحفية‪ ،3‬وبهذا الشكل يمكن القول‪ ،‬أن الصحافة الورقية‬
‫تخاطب جميع المستويات من قراءها‪ ،‬وبالتالي فهي تساعد على محو األمية بما تنشره من معلومات‬
‫وبرامج وأفكار وغيرها‪.‬‬
‫فالصحافة الورقية تحتاج من القارئ مشاركة خالقة وجهد إيجابي‪ ،4‬ويمكن إرجاع ذلك إلى أن‬
‫العناصر اإلعالمية في الصحافة الورقية مختلفة عن العناصر اإلعالمية في الوسائل اإلعالمية األخرى‬
‫كالتلفزيون والراديو‪ ،‬فهي تتيح للقارئ حرية التخيل وتصور المعاني‪ ،‬وفهم مختلف الرسائل‪.‬‬
‫تعد الصحافة الورقية مصدر لألمان لبعض الهيئات والمنظمات فتلجأ إليها لنشر مبادئها واطالع‬
‫أعضاءها على كل جديد‪ ،‬في حين أن استخدام الراديو أو التلفزيون يعرض أعضاء المنظمة أو الهيئة إلى‬
‫‪5‬‬
‫المتابعات‪.‬‬
‫كذلك توفر الصحافة الورقية للقارئ السيطرة على ظروف القراءة‪ ،‬حيث تنفرد الوسائل المطبوعة‬
‫بخاصية سهولة الحفظ والقتناء‪ ،‬والحتفاظ بالمعلومات أطول مدة ممكنة‪ ،‬وهي بهذا تتيح الفرصة‬
‫لمستقبل الرسائل اإلعالمية لكي يرجع إليها عند الحاجة وأكثر من مرة‪ ،‬ليتثبت من بعض النقاط التي يود‬

‫‪ -1‬حسن عماد مكاوي‪ ،‬عاطف عدلي العبد‪ ،‬نظريات اإلعالم‪ ،‬الدار العربية للنشر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،2334 ،‬ص ‪.150‬‬
‫‪ -2‬محمد فريد محمود عزت‪ ،‬مدخل إلى الصحافة‪ ،‬دون دار نشر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،1220 ،‬ص ‪.266‬‬
‫‪-0‬‬
‫البار طيب‪ ،‬المعالجة اإلعالمية لظاهرة التنصير في الصحافة الجزائرية المكتوبة‪ ،‬رسالة ماجستير )منشورة(‪ ،‬قسم اإلعالم‬
‫والتصال‪ ،‬جامعة قسنطينة‪ ،‬الجزائر‪ ،2332 ،‬ص ‪.20‬‬
‫‪ -6‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.20‬‬
‫‪ -5‬صفوان عاصم حسيني‪ ،‬الصحافة المكتوبة وظاهرة العنف في الجزائر خالل سنة ‪ ،5444‬أطروحة دكتوراه )منشورة(‪ ،‬قسم اإلعالم‬
‫والتصال‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2335 ،‬ص ‪.121‬‬
‫‪09‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الصحافة الورقية‪ ،‬النشأة والتطور‬

‫الترك يز عليها‪ ،‬كما أنها تساعد على النقد البناء‪ ،‬حيث تتيح للقارئ تكرار القراءة والتفكير برؤية فيما يقرأه‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫ثم تخيل ما يمكن تخيله‪ ،‬وبعد ذلك يسهل عليه أن يقوم بنقد ما قرأه‪.‬‬
‫من هنا يتضح أن الصحافة الورقية تتيح للجمهور إمكانية قراءة الرسالة أكثر من مرة مما يتيح له‬
‫فرصة كافية لستيعاب معناها واعادة النظر في تفاصيلها‪ ،‬وتبعا لهذه الخاصية تشير التجارب إلى أن‬
‫المواد المعقدة من األفضل تقديمها مطبوعة من تقديمها شفويا‪ ،‬لذلك فالصحف تصلح لنشر المواد الطويلة‬
‫والصعبة التي تحتاج تفرغا من القارئ لعملية القراءة‪ ،‬وبما أنها تمكن الفرد من التحكم في ظرف التعرض‬
‫لها‪ ،‬فهي تسهل عملية الستيعاب وترسخ األفكار والمعتقدات من خالل تكرار قراءتها‪ ،‬لذلك يفضل‬
‫استخدام المطبوع أكثر للوصول إلى الجماهير‪ ،‬وتتدفق هذه الخاصية عند "مارشال ماكلوهان" إذ أنه‬
‫يعترف بأن الصحافة الورقية من الوسائل الباردة في ذاتها ولكنها ساخنة في تعديلها لجمهورها‪.‬‬
‫تتميز الصحافة الورقية بالدورية أي أن هناك فترة بين عدد وآخر‪ ،‬وتكون في شكل مطبوع أي منقولة‬
‫آليا بواسطة آلت الطباعة‪ ،‬إضافة إلى صفة الجماهيرية أي تصدر بغرض التوزيع على نطاق واسع‬
‫لجمهور غير متجانس‪ ،2‬يمكن القول أن هذه الصفات موجودة أيضا في الوسائل اإلعالمية األخرى‪ ،‬لكن‬
‫ما يميز هذه الصحف جوانب أساسية منها‪:‬‬
‫أنها تلبي غريزة حب الستطالع لدى المتلقين وتقلل غموض البيئة حوله‪ ،‬من خالل اإلعالم واألخبار‪.‬‬
‫كذلك تنوع المادة اإلعالمية المقدمة وهو ما نعرفه بالتقسيم الموضوعي للصحافة إلى أقسام مختلفة‪.‬‬
‫وأخي ار اعتمادها في تقديم المضمون اإلعالمي على قوالب تحريرية أساسية‪ ،‬وكلها تعتمد على الخبر وتقدم‬
‫التفسير له والتحليل‪ ،‬فنجد أشكال تبدأ بالمقال والتحقيق والحديث بل أن الصورة عندما تقدم في الصحف‬
‫فإنها تقدم خب ار أيضا ولها دللة نفسية إخراجية جمالية ولكنها ل توضع‪.‬‬
‫نضيف إلى خصائص الصحافة الورقية األشكال اإلخراجية التي تقدم فيها الصحيفة‪ ،‬فالصحيفة على‬
‫اختالفها مهما صغرت أو كبرت تقدم المضمون الصحفي في أشكال إخراجية معينة يستخدم فيها العنوان‬
‫‪3‬‬
‫والصورة والحرف والجداول وغيرها‪.‬‬
‫ويحدد الدكتور "بطرس" خصائص ومتطلبات الصحافة كصناعة في الجوانب اآلتية‪:‬‬
‫ما يميز صناعة الصحافة الورقية أهمية ودور الوقت وعدم تضييعه‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد فريد محمود عزت‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.265‬‬


‫‪ -2‬مجاني باديس‪ ،‬الصورة واستخداماتها في الصحافة المكتوبة الجزائرية‪ ،‬مجلة ميالف للبحوث والدراسات‪ ،‬باتنة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ع ‪،35‬‬
‫‪ ،2312‬ص ‪.152‬‬
‫‪ -3‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ص ‪.150 -152‬‬
‫‪00‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الصحافة الورقية‪ ،‬النشأة والتطور‬

‫كذلك اعتمادها على حكم جمهور القراء على نحو أكبر من حكم مستهلك أي سلعة أخرى‪ ،‬فالعالقة بين‬
‫القارئ والصحيفة يكون على أساس إحساس األول بأن الصحيفة يجب أن تقدم خدمة مستوفاة في حدود‬
‫اإلمكانيات البشرية والمادية‪.‬‬
‫تتميز صناعة الصحافة الورقية أيضا بعمق المنافسة وشدتها في مجالتها المختلفة بين المؤسسات‬
‫المنافسة‪.‬‬
‫نجد أن المشروع الصحفي هو مشروع يتميز بأنه ينطوي على نسبة المخاطرة على مما تنطوي عليه‬
‫المشروعات األخرى‪.‬‬
‫لبد لرواج الصحيفة كمنتج من تضافر عمل وجهد األجهزة التحريرية واإلدارية في عدة مجالت‪.‬‬
‫ل يزال العنصر البشري هو العامل األكثر تأثير في الصحافة وما دام األمر كذلك‪ ،‬فان الصحافة الورقية‬
‫ستظل تعكس عواطف الصحفي ومشاعره الخاصة‪ ،‬فالصحافة تقوم على نزاعات إنسانية ل يمكن‬
‫‪1‬‬
‫تجاهلها‪ ،‬منها حسب الستطالع أو الفضول‪.‬‬
‫من خاصية الصحافة كذلك أنها تتحكم في ظروف التعرض وسهولة التصال بالجمهور المتخصص‪،‬‬
‫وتتوجه الصحافة إلى جمهور يتميز بمستواه التعليمي والثقافي‪.‬‬
‫تعتبر الصحافة الورقية أفضل وسيلة لنقل األحداث والوقائع بصورة تفصيلية وواضحة‪ ،‬وذلك بعرض جميع‬
‫جوانب الحدث في الوقت المناسب‪ ،‬وهي من أهم العوامل التي تساعد في توجيه الرأي العام على‬
‫‪2‬‬
‫المستويات الثالث المحلي‪ ،‬اإلقليمي والدولي‪.‬‬
‫ومن هنا‪ ،‬يتضح أن الصحافة الورقية هي وسيلة إعالم أساسية لمالين من الناس الذين يطالعونها‬
‫يوميا ويتصفحون أخبارها في جميع المجالت‪ ،‬كما أن للصحافة الورقية أثر كبير بحيث أنها تستطيع من‬
‫خالل العرض والمناقشة والمتابعة أن تكون لها رأيا عاما حول مسألة من المسائل‪ ،‬وهذا يعني أنها من‬
‫تصنع الجدول اليومي للحياة والمشكالت القابلة للمناقشة‪.‬‬
‫تعتبر الصحافة الورقية من وسائل اإلعالم الصالحة لنشر الموضوعات المعقدة والدراسات الصعبة ذات‬
‫‪3‬‬
‫التفاصيل المتشعبة‪.‬‬

‫‪ -1‬صالح عبد اللطيف‪ ،‬الصحافة المتخصصة‪ ،‬مطبعة ومكتبة اإلشعاع الفنية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2332 ،‬ص ص ‪.13 -2‬‬
‫‪ -2‬تيسير أبو عرجة‪ ،‬دراسات في الصحافة واإلعالم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.242‬‬
‫‪ -3‬عزيزة عبده‪ ،‬اإلعالم السياسي والرأي العام‪ ،‬دار الفجر للنشر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،2336 ،‬ص ص ‪.115 -116‬‬
‫‪09‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الصحافة الورقية‪ ،‬النشأة والتطور‬

‫إن الصحافة الورقية تعطي للقارئ فرصة أكبر لالختيار بين عدد كبير من الرسائل والموضوعات التي‬
‫تقدمها‪ ،‬بحيث يمكن تجاهل أي مادة ل تتالءم مع أفكاره وآرائه واتجاهاته وثقافاته‪ ،‬أو ل تتماشى مع‬
‫‪1‬‬
‫معرفته الفكرية والسياسية‪.‬‬
‫وما يزيد من تأكيد هذه الخصائص تلك النتائج التي أظهرتها دراسات "جاكوبي" وآخرون عام ‪1210‬م‬
‫والتي أثبتت نجاح المطبوع في تحقيق فهم أحسن للرسائل سواء المعقدة أو القصيرة أو البسيطة‪ ،‬كما أن‬
‫دراسة أخرى قام بها "أيقيقان وأوتيل" توصلت إلى تأكيد مدى اندماج الجمهور مع الرسائل المطبوعة‪،‬‬
‫مقارنة مع الرسائل السمعية البصرية‪ ،‬وخير مثال على هذا الكالم ما قاله األديب الفرنسي "ديهامل"‪:‬‬
‫" عرفت بنفسي طبيبا من األطباء حضر موقعة من مواقع القتال وسمع بأذنيه أصوات المدافع في الميدان‪،‬‬
‫كما سمع أنين الجرحى وأصوات الذعر التي انبعثت من بعض الجنود‪ ،‬ولكن مشاعر هذا الطبيب لم تهتز‬
‫لهذه األصوات المؤلمة جميعها‪ ،‬وحين عاد هذا الطبيب إلى بيته وقرء عن هذه الموقعة في كتابه تأثر بما‬
‫ق أر إلى حد البكاء"‪ ،‬فهذا الكالم يفسر سر انجذاب المثقفين إلى القراءة‪ ،‬حيث ل يجدون ما يعادل لذة‬
‫القراءة في الستماع أو المشاهدة‪.‬‬
‫‪ -0‬أنواع الصحافة الورقية‪:‬‬
‫إن الصحافة تعمل على تكثيف جمهورها لتلبية فضول الجماهير‪ ،‬بحيث عملت على دعم خدماتها‬
‫بالتخصيص في نشر المعلومات واألخبار المتعلقة بمختلفة مجالت الحياة‪ ،‬مما جعل العلماء المختصين‬
‫يصنفون الصحافة الورقية وفقا لمعايير مختلفة تتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬الصحافة الورقية حسب المجال الجغرافي‪ :‬قسمت حسب البعد الجغرافي إلى‪:‬‬
‫‪ -‬الصحافة اإلقليمية‪ :‬وهي تلك الصحف التي تصل إلى جميع القراء في الدولة أو اإلقليم الذي تصدر‬
‫‪2‬‬
‫منه‪ ،‬يميل هذا النوع من الصحف إلى القضايا القومية عامة‪ ،‬كما تهتم باألخبار الدولية‪.‬‬
‫من هنا يتضح أن الصحافة الورقية هي وسيلة لتكوين الرأي العام حول مختلف المسائل المهمة التي‬
‫تهم المواطنين‪ ،‬فهي أداة رقابة ونقد على نشاطات األجهزة الحكومية وأداة مهمة لتعميم سياسة الدولة‬
‫وبرامجها على الشعب‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد عبد الحميد‪ ،‬بحوث الصحافة‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،1222 ،‬ص ‪.65‬‬
‫‪ -2‬زهير إحدادن‪ ،‬مدخل لعلوم اإلعالم واالتصال‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬ط‪ ،2‬الجزائر‪ ،1220 ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪01‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الصحافة الورقية‪ ،‬النشأة والتطور‬

‫‪ -‬الصحافة المحلية‪ :‬تمثل الصحافة الورقية التي تهتم باألخبار والموضوعات ذات الطابع المحلي‪،‬‬
‫وتعمل الصحافة الورقية المحلية على تركيز إعالمها في األمور الخاصة بأحداث المنطقة التي تصدر‬
‫بها‪ ،1‬ومن خالل هذا المفهوم يتضح أن الصحافة الورقية المحلية تعمل على مخاطبة الحتياجات‬
‫الخاصة جدا بالبيئة المحلية‪ ،‬وتتناول شخصيات معروفة تماما ألبناء المنطقة وتتوزع على أساس‬
‫شخصي‪ ،‬فالقائمون عليها يستطيعون في أي وقت التصال بقرائهم‪.‬‬
‫ب‪ -‬الصحافة الورقية حسب القراء أو طبيعة الجمهور‪ :‬وقسمت إلى‪:‬‬
‫‪ -‬الصحافة المتخصصة‪ :‬هي صحف تصدرها هيئات معينة ألعضائها أو ذوي العالقة بها‪ ،‬وتشمل‬
‫المواد ما يعبر عن وجهات نظر الهيئة‪ ،‬وهي الصحافة التي تخاطب فئة خاصة وتعالج جانب واحد من‬
‫‪2‬‬
‫فنون الحياة‪.‬‬
‫مما سبق ذكره‪ ،‬يتضح أن الصحافة المتخصصة تعمل على تقديم مواضيع متخصصة وتقوم بعرضها‬
‫عرضا مفصال‪ ،‬هذا النوع متعلق بالنخب الجتماعية كالمثقفين ثقافة عالية‪ ،‬وهي تتناول مواضيع في‬
‫مجال واحد فقط مثال‪ :‬كالقتصاد‪ ،‬الرياضة وغيرها‪ ،‬ولكل صحيفة من هذه الصحف جمهور معين من‬
‫القراء‪.‬‬
‫‪ -‬الصحافة العامة‪ :‬وهي صحافة واسعة النتشار توزع على نطاق الدولة كلها‪ ،‬جمهورها من كافة فئات‬
‫‪3‬‬
‫الشعب تقدم لقرائها مواد متعددة تشمل جميع جوانب الحياة‪.‬‬
‫من هنا يمكن القول‪ ،‬الصحافة العامة هي صحافة توزع على كافة أرجاء الدولة وجمهورها أي على‬
‫جميع شرائح المجتمع‪ ،‬تهتم بكل أوجه النشاط اإلنساني وتشمل جميع جوانب الحياة الجتماعية‪.‬‬
‫ج‪ -‬الصحافة الورقية بحسب دورية اإلصدار‪ :‬فنجد الصحف تتعدد وتتنوع حسب الصدور إلى‪:‬‬
‫‪ -‬الصحافة اليومية‪ :‬إن سياق صدور الجرائد اليومية هو دائما متفق مع سياق الوقائع اليومية الصغيرة‪،‬‬
‫الحوادث الطارئة أو األنباء المحلية التي تقع كل يوم والتي يجب أن تروى يوميا وتعتمد على تنوع‬
‫مضمونها وجودة أنبائها الوطنية والعالمية وتكون صباحية أو مسائية‪ ،4‬يظهر هنا أن هذه الصحافة‬
‫وظيفتها سرد كل الوقائع التي تجري يوميا‪ ،‬من حوادث وأنباء محلية وغيرها لكي يكون الجمهور على‬
‫دراية بها‪.‬‬

‫‪ -1‬فاروق أبو زيد‪ ،‬مدخل الى علم الصحافة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.164‬‬
‫‪ -2‬صالح عبد اللطيف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪ -3‬فضيل دليو‪ ،‬مقدمة في وسائل االتصال الجماهيري‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،1221 ،‬ص ‪.60‬‬
‫‪ -4‬فاروق أبو زيد‪ ،‬مدخل الى علم الصحافة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.164‬‬
‫‪00‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الصحافة الورقية‪ ،‬النشأة والتطور‬

‫الصحافة الدورية‪ :‬هي مطبوعات تصدر على فترات محددة لها عنوان واحد مميز يضم جميع أعدادها‪،‬‬
‫يشترك في تحريرها العديد من الكتاب‪ ،‬وهي تصدر إلى أجل غير محدد‪ ،1‬يبين هذا المفهوم أن هذه‬
‫الصحافة تعمل على تحليل األحداث وتغيرها‪ ،‬وهي تتمتع بحرية أكبر في اختيار األخبار من حرية‬
‫الصحافة اليومية‪ ،‬فهي غالبا صحف أسبوعية أو نصف شهرية أو شهرية‪.‬‬
‫د‪ -‬الصحافة الورقية بحسب االنتماء السياسي للصحيفة‪:‬‬
‫‪ -‬الصحف الحزبية‪ :‬هي تلك الجرائد التي تعبر عن فكر سياسي معين أو اتجاه أو مذهب إيديولوجي‬
‫خاص‪ ،‬وهي التي تنطق باسم حزب ما فتدعو مباشرة أو بشكل غير مباشر إلى عقيدة معينة‪ ،2‬يجدر‬
‫اإلشارة هنا إلى أن هذه الصحافة تنشأ من طرف حزب معين لتعبر عن آراءه وتتبنى مواقفه السياسية‪،‬‬
‫ومن خاللها يقدم الحزب برامجه السياسية‪ ،‬فهي تركز على الجانب السياسي فقط‪.‬‬
‫ه‪ -‬الصحافة الورقية من حيث الشكل الفني‪:‬‬
‫نجد أن الجرائد والمجالت كالهما يصدر بصفة دورية‪ ،‬يختلفان في بعض النقاط منها‪:‬‬
‫تميل أحجام المجالت إلى الصغر‪ ،‬ويتميز نوع الورق بالجودة بينما تميل أحجام الجرائد إلى التنوع بين‬
‫الحجم الكبير أو الحجم النصفي‪ ،‬والمجلة لبد لها من غالف ليجمع صفحاتها على عكس الجريدة‪.‬‬
‫أما من ناحية دورية الصدور‪ ،‬فإن الجريدة ل تزيد دورية صدورها عن أسبوع‪ ،‬والمجلة ل تقل دورية‬
‫صدورها عن أسبوع‪ ،‬ونجد المواضيع في الجريدة أغلبها تقريبا أخبار‪ ،‬أما المجلة نجدها ترتكز على‬
‫التحليل وغالبا ما يكون قارئ المجلة أكثر تعليما أو ثقافة من قارئ الجريدة‪ ،‬وخاصة قراء المجالت الثقافية‬
‫الشهرية أو الفصلية‪.‬‬
‫و‪ -‬أنواع الصحافة الورقية من حيث الوسيط االتصالي‪:‬‬
‫مع التطور التكنولوجي الذي ط أر على وسائل اإلعالم والتصال‪ ،‬فإن الصحافة باتت تعتمد على‬
‫النترنت في نشر محتوياتها وهي تنقسم إلى‪:‬‬
‫الصحافة الورقية المطبوعة بالطريقة التقليدية والصحافة الورقية المنشورة إلكترونيا عبر النترنت‪ ،3‬من‬
‫هنا يمكن القول‪ ،‬أن الصحافة الورقية شهدت تطو ار في اتصالها مع الجمهور‪ ،‬فنجد أنها بعدما كانت‬
‫صحافة ورقية تقليدية أصبحت صحافة الكترونية تتواصل مع جمهورها عن طريق النترنت‪.‬‬

‫‪ -1‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.164‬‬


‫‪ -2‬المرجع نسه‪.164 ،‬‬
‫‪ -3‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.162‬‬
‫‪05‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الصحافة الورقية‪ ،‬النشأة والتطور‬

‫‪-0‬مبادئ وضوابط الصحافة الورقية‪:‬‬


‫أ‪-‬مبادئ الصحافة الورقية‪:‬‬
‫هناك مجموعة من المبادئ والضوابط ينبغي على الصحافة الورقية احترامها واللتزام بها تتمثل في‪:‬‬
‫‪ -‬الحفاظ على األسرار المهنية‪:‬‬
‫يعد السر أهم مقتضيات مهنة الصحافة‪ ،‬فأعضائها يشكلون مجموعة متجانسة علميا وثقافيا‪ ،‬ويمثلون‬
‫أسرة واحدة يسودها الود والتعاون‪ ،‬فتحتل بطبيعتها مكانة مرموقة في السلم الجتماعي‪ ،‬فيفترض فيهم أن‬
‫يكونوا معا مثال يقتدي به في الحفاظ على أسرار مهنتهم‪ ،‬ول يمكن المقارنة بين السر المهني الخاص‬
‫بالصحفي وسر المهن األخرى كالمحاماة والطب وغيرها‪ ،‬والتي تعتبر حاملة لمعلومات تتعلق بالحياة‬
‫الداخلية لألشخاص وصحتهم‪ ،‬أما بالنسبة للصحفي فاألمر يتعلق بحقه في صيانة مصادر معلوماته التي‬
‫قد تنقطع عنه بسبب عدم اللتزام بالثقة‪ ،‬وقد يعرض إفشاء المصادر من طرف الصحفي في بعض‬
‫‪1‬‬
‫األحيان أصحاب المعلومات لعقوبات جنائية‪.‬‬
‫يمكن القول هنا‪ ،‬أن الحفاظ على السر من أحد أهم المبادئ التي يجب أن يتحلى بها الصحفي سواء‬
‫األسرار المتعلقة بالحياة الشخصية للعاملين معه‪ ،‬أو مصادر المعلومات التي من الممكن أن تنقطع عنه‬
‫بمجرد إفشاءها‪ ،‬وقد نص قانون اإلعالم ‪ 32/23‬على أن السر المهني حق للصحفيين الخاضعين‬
‫ألحكام هذا القانون وواجب عليهم‪ ،‬غير أنه ل يمكن التذرع به على السلطة القضائية في الحالت اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬مجال السر القتصادي والستراتيجي‪.‬‬
‫‪ -‬اإلعالم الذي يمس أمن الدولة مساسا واضحا‪.‬‬
‫‪ -‬اإلعالم الذي يعنى األطفال والمراهقين‪.‬‬
‫‪ -‬وكذلك اإلعالم الذي يمتد إلى التحقيق والبحث القضائيين‪ ،‬إضافة إلى أن السر المهني واجبا‬
‫‪2‬‬
‫يفرض على المهني عدم خيانته‪.‬‬
‫ب‪ -‬استقالل الصحفي في أداء عمله‪:‬‬
‫يعد استقالل الصحفي دعامة أساسية من دعامات ممارسة مهنة الصحافة‪ ،‬فالهدف األساسي في‬
‫الصحافة الورقية هو خدمة القواعد األخالقية األساسية للصحافة‪ ،‬وهي إعالم الجمهور بأمانة وكفاية بقدر‬

‫‪-1‬‬
‫خالد مصطفى فهمي‪ ،‬المسؤولية المدنية للصحفي عن أعماله الصحفية‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪02. ،2330‬‬
‫‪-2‬‬
‫أحمد الدراجي‪ ،‬التنظيم القانوني للصحافة في البلدان العربية‪ ،‬المجلة العربية لحقوق اإلنسان‪ ،‬ع ‪ ،1222 ،6‬ص ‪.22‬‬
‫‪08‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الصحافة الورقية‪ ،‬النشأة والتطور‬

‫اإلمكان باألحداث الجارية في المجتمع وفي العالم من حوله‪ ،‬وعليه أل يستخدم هذا الدور المنوط به‬
‫‪1‬‬
‫لخدمة أي غرض أو أي هدف آخر‪.‬‬
‫من هذا المنطلق يمكن القول‪ ،‬صحيح أن مهنة الصحافة يجب أن تتحلى بالمصداقية والموضوعية في‬
‫نشر أخبارها‪ ،‬وتحلي الصحفي باألمانة والمسؤولية للقيام بعمله على أكمل وجه‪ ،‬لكن في الواقع لألسف‬
‫نجد العكس‪ ،‬فالكثير من الصحفيين ابتعدوا عن هذا الهدف وأصبحوا ينظرون للصحافة من جانب ربحي‬
‫مادي أكثر منها جانبا أخالقي‪ ،‬ابتعدوا عن غرضهم األساسي وهو نشر األخبار الواقعية الحقيقية دون‬
‫زيادة أو نقصان‪ ،‬ودخلوا في عالم التزييف والتزوير للحقائق لتحقيق أكبر نسب مشاهدة وأكبر قدر من‬
‫الربح‪.‬‬
‫ونجد أن التزام الصحفي اتجاه الصحيفة التي يعمل بها‪ ،‬بأن يكون عمله في إطار السياسة العامة‬
‫للصحيفة‪ ،‬ومن خالل األعمال التي تطلب منه‪ ،‬ألن الصحيفة تمثل عمال جماعيا يصل إلى القارئ تحت‬
‫‪2‬‬
‫اسم واحد‪.‬‬
‫ج‪-‬االلتزام بالصدق والموضوعية‪:‬‬
‫يعد مبدأ اللتزام بالصدق والموضوعية في الممارسة اإلعالمية من ابرز المبادئ التي يجب أن يتحلى‬
‫بها العمل الصحفي (الصحافة الورقية)‪ ،‬فاإلنسان العادي قد يكون عادل ل يستطيع أن يكون موضوعيا‪،‬‬
‫كذلك الصحفي لبد عليه أن ينفي ذاته وانتماءاته وعواطفه ومشاعره وتحيزاته في الممارسة الصحفية وفي‬
‫أي عمل سريع الخطى مثل الصحافة الورقية‪ ،‬تعتبر األخطاء أمر ل مفر منه والمحررون والصحفيون‬
‫يحاولون تجنب هذه األخطاء‪ ،‬ورؤساء التحرير يحاولون القضاء عليها والمراجعون يبحثون عنها دائما‪،‬‬
‫وبالرغم من ذلك كله فان السم الخطأ أو كلمات المصدر المختصرة تحدد دائما طريقها إلى النشر‪ ،‬برغم‬
‫كل الجهود لمنعها‪ ،‬وهذه األخطاء تقع في العادة بدون قصد‪ ،‬وترجع ببساطة إلى طبيعة المهنة‪ ،‬ولكن هذه‬
‫األخطاء قد تكلف الصحيفة كثي ار وحتى األشخاص الذين شوهت صورتهم أو كالمهم الصحيفة‪ ،‬وكلما‬
‫‪3‬‬
‫عثر أحد القراء على خطأ في الصحيفة فإنها في نظره أقل جدارة بالثقة‪.‬‬
‫مما سبق يمكن القول‪ ،‬أن مكانة الصحيفة وأهميتها لدى الجمهور تظهر من خالل صدقها‬
‫وموضوعيتها‪ ،‬ومدى ثقة القارئ بها‪ ،‬كلها عناصر لبد توفرها لتنال الصحيفة احترام القارئ‪.‬‬

‫‪ -1‬جون هاتلنج‪ ،‬أخالقيات الصحافة‪ ،‬ترجمة‪ :‬كمال عبد الرؤوف‪ ،‬الدار العربية للنشر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،1220 ،‬ص ‪.62‬‬
‫‪ -2‬خالد مصطفى فهمي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.63‬‬
‫‪ -3‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.41‬‬
‫‪04‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الصحافة الورقية‪ ،‬النشأة والتطور‬

‫‪-9‬ضوابط الصحافة الورقية‪:‬‬


‫أ‪-‬احترام الحق في خصوصية األفراد‪:‬‬
‫يقصد بالحياة الخاصة حق األفراد في أي مجتمع أن يعيشوا حياتهم بدون أن يتم تعريض خصوصياتهم‬
‫لالنكشاف‪ ،‬فالفرد له الحق في أن يعيش حياته بطريقته الخاصة وله أن يحتفظ بأس ارره ما دام ل يخالف‬
‫القانون‪ ،‬ول يسيء لآلخرين ول يتعرض للقيم العامة‪ ،‬ول آلداب المجتمع‪ ،‬فالحق في الخصوصية التزام‬
‫ديني قبل أن يكون حقا في مواثيق حقوق اإلنسان‪ ،‬فهو مكفول في القرآن الكريم قبل أن تقره الدساتير‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب اللّه الْجهر بِ ُّ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫يما﴾ سورة النساء‪،‬‬ ‫الس َوء م َن الْ َق ْول إِالَّ َمن ظُل َم َوَكا َن اللّهُ َسم ًيعا َعل ً‬ ‫والتشريعات‪ ،‬لقوله تعالى‪﴿:‬الَّ يُح ُّ ُ َ ْ َ‬
‫اإل ِ‬ ‫اب بِْئ ِ‬ ‫اآلية ‪ ،161‬وقوله أيضا‪َ ﴿ :‬وَال تَل ِْم ُزوا أَن ُفس ُك ْم َوَال تَنَابَ ُزوا بِ ْاْلَلْ َق ِ‬
‫يمان َوَمن لَّ ْم يَتُ ْ‬
‫ب‬ ‫سو ُق بَ ْع َد ِْ َ‬
‫س اال ْس ُم الْ ُف ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ك ُه ُم الظَّالِ ُمو َن﴾ سورة الحجرات اآلية ‪ ،11‬وقوله ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم‪" :-‬إنك إن اتبعت عورات‬ ‫فَأ ُْولَئِ َ‬
‫‪1‬‬
‫الناس أفسدتهم أو كدت أن تفسدهم" رواه أبو داوود‪.‬‬
‫وعلى هذا ل يجوز للصحفي التعرض للحياة الخاصة لألفراد مهما كان نوع هذا التعرض أو شكله‪،‬‬
‫سواء بإسناد وقائع توجب الحتقار وهو ما يعرف بالقذف أو بإسناد أقوال تتضمن خدشا للشرف والعتبار‬
‫‪2‬‬
‫وهو ما يعرف بالسب‪.‬‬
‫ومن هنا يتضح‪ ،‬أن على الصحافة الورقية أن تحترم حقوق اآلخرين وأن تنشر ما يجب نشره فقط من‬
‫أخبار ومعلومات وأحداث وقضايا تنفع بها الجمهور‪ ،‬وأن ل تتعدى عملها باختراق خصوصيات اآلخرين‪.‬‬
‫ب‪-‬احترام اآلداب العامة والنظام العام‪:‬‬
‫‪ ‬احترام اآلداب العامة‪ :‬وهي كل ما يتصل بأسس الكرامة األدبية للجماعة‪ ،‬وكذلك أركان حسن‬
‫سلوكها ودعائم سموها المعنوي واللتزام بها وعدم الخروج عليها‪ ،‬أي مهاجمة اعتبارات المجتمع‬
‫برمته الذي يرى ضرورة رعايتها وتنميتها والمحافظة عليها في العالنية على األقل‪ ،‬وتحتوي اآلداب‬
‫العامة أيضا على األخالق العامة‪ ،‬حيث أن انتهاك حرمة اآلداب ل يكون إل بارتكاب القبائح‪ ،‬بينما‬
‫انتهاك األخالق يحمل طابع اإلخالل بالحياء والفساد وانحطاط السلوك‪ ،‬وليس لآلداب مقياس ثابت‬

‫‪-1‬صالح أبو أصبح‪ ،‬تحديات اإلعالم العرب دراسة اإلعالم المصداقية‪ ،‬الحرية‪ ،‬التنمية‪ ،‬الهيئة الثقافية‪ ،‬دار الشروق‪ ،‬دون بلد نشر‪،‬‬
‫‪ ،1222‬ص ‪.242‬‬
‫‪ -2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.41‬‬
‫‪91‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الصحافة الورقية‪ ،‬النشأة والتطور‬

‫يمكن األخذ به ذلك لختالف المجتمعات والثقافات‪ ،‬فعلى الصحفي والصحيفة مراعاة ظروف‬
‫‪1‬‬
‫المجتمع وقيمه قبل اإلقدام على النشر‪.‬‬
‫يظهر من خالل ما سبق‪ ،‬أن على الصحفي احترام قيم وعادات وتقاليد وكل ما يتعلق باعتبارات‬
‫المجتمع قبل أن يقوم بعملية النشر‪ ،‬أي الممارسة اإلعالمية لبد أن تكون قائمة على مبدأ معرفة ظروف‬
‫المجتمع‪ ،‬ألن المجتمعات تختلف في ثقافاتها ومعاييرها ولبد على الصحيفة أخذ هذا بعين العتبار‪،‬‬
‫وعلى أساسه يتم بث المعلومات والقضايا‪.‬‬
‫‪ ‬احترام النظام العام‪ :‬ويقصد به المبادئ السياسية القتصادية والجتماعية والخلقية التي يقوم عليها‬
‫المجتمع‪ ،‬ويختلف باختالف الزمان والمكان ومن مجتمع إلى آخر‪ ،‬ويجب على الصحافة الورقية‬
‫‪2‬‬
‫عدم نشر ما يزعزعه ويهدد استق ارره أو يخل بقيمه‪.‬‬
‫‪-9‬وظائف الصحافة الورقية وأهميتها‪:‬‬
‫أ‪-‬وظائف الصحافة الورقية‪:‬‬
‫للصحافة الورقية دو ار أساسيا في حياة المجتمعات‪ ،‬فهي بمثابة المرآة العاكسة لواقع المجتمع‪ ،‬وتهدف‬
‫إلى طرح هموم المجتمع ألصحاب القرار‪ ،‬فباعتبارها وسيلة إعالمية لم تعد تقتصر على نقل الوقائع فقط‪،‬‬
‫بل تعدت إلى تشكيل هذا الواقع من خالل مجموعة من الوظائف‪ ،‬والتي يمكن تصنيفها على النحو اآلتي‪:‬‬
‫‪ ‬الوظيفة اإلخبارية‪:‬‬
‫ظهرت الصحافة الورقية في البداية لتؤدي وظيفة أساسية واحدة وهي نشر األخبار دون التعليق عليها‪،‬‬
‫وتعتبر وظيفة اإلخبار أساسية‪ ،‬حيث يعتبر الخبر أو المعلومة مادتها األساسية‪ ،‬كما تظهر أهمية هذه‬
‫الوظيفة في كونها تمنح المواطنين معلومات مفيدة تمكنهم من ممارسة قيادة الرأي من جهة‪ ،‬كما أنها‬
‫تحقق فائدة للطبقة الحاكمة عند تزويدها باألخبار لزيادة نفوذها والتأثير على الجمهور عن طريق المراقبة‬
‫والسيطرة‪ ،‬واضفاء الشرعية على السلطة‪ ،‬كما يمكن أن تهددها عندما تظهر جوانب الضعف وتظهر‬
‫األحوال التي قد األعداء في نشرها‪ ،3‬من خالل هذا المفهوم يتضح أن اإلخبار هو أهم وظيفة يمكن من‬
‫خاللها تواصل الصحافة مع الجمهور‪ ،‬فال يمكن أن يكون هناك اتصال بين الجمهور والصحيفة إل من‬
‫خالل العملية اإلخبارية‪.‬‬

‫‪ -1‬فتحي حسين أحمد عامر‪ ،‬أخالقيات الصحافة في جرائم النشر دراسة تحليلية مقارنة‪ ،‬إيتراك للنشر‪ ،‬مصر‪ ،2334 ،‬ص ‪.43‬‬
‫‪ -2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.43‬‬
‫‪ -3‬عزي عبد الرحمان وآخرون‪ ،‬عالم االتصال‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،1221 ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪95‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الصحافة الورقية‪ ،‬النشأة والتطور‬

‫‪ ‬وظيفة التوعية والتثقيف والتأثير على الرأي العام‪:‬‬


‫لعبت البرجوازية دو ار أساسيا في تطور الصحافة الورقية‪ ،‬وبعد أن ساعدت على ظهور الصحافة‬
‫اإلخبارية ها هي تهيأ لظهور وظيفة أساسية ثانية ل تقل أهمية عن وظيفة نشر األخبار‪ ،‬فبعد أن كانت‬
‫الطبقة البورجوازية مالية تجارية‪ ،‬تحولت في النصف األول من القرن التاسع عشر إلى بورجوازية‬
‫صناعية‪ ،‬لتستكمل بذلك سيطرتها‪ ،‬وكان سالحها الفكر الليبيرالي ونزعته التحررية التي تجسدت في جميع‬
‫األصعدة تحت لواء الدولة العثمانية‪ ،‬ولتحطيم بقايا النظام اإلقطاعي المخالف لهذه المبادئ وإلحكام‬
‫سيطرتها على الفكر األوروبي‪ ،‬احتاجت الفلسفة الليبيرالية إلى أداة تمكنها من ذلك وكانت الصحف جاهزة‬
‫ألداء هذه المهمة على أكمل وجه‪ ،‬فاسحة المجال لظهور صحافة الرأي كضرورة حتمية للتأثير في الرأي‬
‫العام والترويج لإليديولوجية الجديدة‪ ،‬فازدهرت فنون الكتابة الصحفية وعلى رأسها فن المقال الصحفي‬
‫‪1‬‬
‫وظهرت وظيفة التوعية والتثقيف والتأثير على الرأي العام‪.‬‬
‫وتتمثل هذه الوظيفة في نشر األعمال الثقافية والفنية بهدف المحافظة على التراث والتطوير الثقافي‬
‫عن طريق توسيع آفاق الفرد وايقاف خياله واشباع حاجاته الجمالية‪ ،‬واطالق قدرته على اإلبداع‪ ،‬إذ تسعى‬
‫الوسيلة اإلعالمية إلى بث األفكار والمعلومات والقيم التي تحافظ على ثقافة المجتمع‪ ،‬كما تساعد عملية‬
‫التنشئة الجتماعية والمتمثلة في تعليم الخلق الحضاري المالئم للتقدم والتطور عن طريق التوعية الشاملة‬
‫بأهداف المجتمع وتخصصاته‪ ،‬ووظيفة التأثير على الرأي العام تظهر من خالل ما تثيره من مناقشات‬
‫حول القضايا والمشكالت التي تشغل بال الناس‪ ،‬ومحاولة توجيه الرأي من خالل عملية التحريض‬
‫واإلشاعة والدعاية‪ ،2‬من خالل الوظيفة التثقيفية للصحافة الورقية يتم الحفاظ على التراث الثقافي لكل‬
‫مجتمع‪ ،‬فالوسيلة اإلعالمية من خالل برامجها هي التي تقوم بزيادة الوعي واشباع حاجات األفراد‪.‬‬
‫‪ ‬الوظيفة اإلعالنية للصحافة الورقية‪:‬‬
‫إن ظهور اإلعالن مقترن بظهور الصحف‪ ،‬إل أن اعتباره كوظيفة من وظائف الصحافة أجل إلى‬
‫حوالي منتصف القرن التاسع عشر‪ ،‬بسبب فرض الحكومات الضرائب على اإلعالنات كوسيلة للحد من‬
‫نمو الصحافة الورقية‪ ،‬لكن التطور القتصادي الذي حصل في المجتمعات األوروبية وخاصة بعد الثورة‬
‫الصناعية انعكس على أهمية اإلعالن‪ ،‬حيث ساعد اإلعالن على تصريف اإلنتاج الذي عرف تزايدا‬

‫‪ -1‬ذهبية سيدهم‪ ،‬األساليب االقناعية في الصحافة المكتوبة دراسة تحليلية للمضامين الصحية في جريدة الخبر‪ ،‬رسالة ماجستير‬
‫)منشورة(‪ ،‬قسم علم الجتماع‪ ،‬جامعة قسنطينة‪ ،‬الجزائر‪ ،2336 ،‬ص ‪.01‬‬
‫‪ -2‬إبراهيم عبد اهلل المسلمي‪ ،‬نشأة وسائل اإلعالم وتطورها‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬ط‪ ،2‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،2335 ،‬ص ‪.64‬‬
‫‪99‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الصحافة الورقية‪ ،‬النشأة والتطور‬

‫كبيرا‪ ،‬ومع زيادة إيرادات الصحف األمر الذي أحدث انقالبا في الصحافة أدى إلى ظهور الصحافة‬
‫الجماهيرية‪ ،‬فهذه الوظيفة تحقق الفائدة لكل من المعلن بالترويج للسلعة والخدمات التي يقدمها وكذا زيادة‬
‫الطلب على الخدمة‪ ،‬أما بالنسبة للمستهلك أو القارئ فاإلعالن يساعده على الختيار وتسهيل حصول‬
‫القراء على ما يحتاجون إليه‪ ،‬وبالنسبة للصحيفة فاإلعالن يعتبر أكبر مداخيلها‪ ،‬حيث أنه يفوق نسبة‬
‫‪1‬‬
‫‪ %53‬من دخلها إضافة إلى التوزيع وعمليات تجارية أخرى قد تقوم بها المؤسسة‪.‬‬
‫‪ ‬وظيفة الشرح والتفسير والتحليل‪:‬‬
‫إن تقديم األخبار والمعلومات إلى الجماهير ل يكفي بالرغم من أهمية المعلومة ورغبة المجتمع في‬
‫الحصول عليها‪ ،‬إل أن أحداث كثيرة تحتاج للشرح والتوضيح‪ ،‬وعلى هذا األساس تقوم الصحافة الورقية‬
‫بالتحليل عن طريق الشرح والتفسير‪ ،‬ألن بعض األخبار قد يكون فيها الغموض‪ ،‬فتقوم الصحافة الورقية‬
‫بالتوضيح‪ ،‬والتحليل والتفسير‪ ،‬فهي تستخدم أشكال عديدة منها‪ :‬التحليالت اإلخبارية‪ ،‬المقالت الفتتاحية‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫الرسوم الكاريكاتيرية الصارخة‪ ،‬الحمالت الصحفية‪ ،‬المقالت واألعمدة الصحفية‪.‬‬
‫‪ ‬الصحافة الورقية ووظيفة التسلية‪:‬‬
‫مع ظهور الصحافة الجماهيرية وانخفاض سعر الصحيفة‪ ،‬وخفض قيمة الشتراك‪ ،‬ظهرت المنافسة بين‬
‫الصحف في جذب أكبر عدد ممكن من القراء مما استلزم عليها استحداث مواد صحفية مثيرة تزيد من‬
‫إقبال القراء على الصحيفة‪ ،‬فظهرت بذلك وظيفة التسلية‪ ،‬وكانت بدايتها المسلسالت والروايات األدبية‬
‫الرفيعة‪ ،‬لتصل إلى المسلسالت البوليسية والمغامرات العاطفية أو القصص بمختلف أنواعها‪ ،‬كما ظهرت‬
‫الكلمات المتقطعة واألبراج وغيرها من الفنون الصحفية التي تستهدف التسلية‪ ،3‬من هذا المنطلق فيمكن‬
‫اعتبار مطالعة الجريدة هي عملية استرخاء في حد ذاتها‪ ،‬مهما كان الهدف منها‪ ،‬ولكن غالبا ما يكون‬
‫الهدف من قراءة الجريدة الهروب خارج نطاق الواقع اليومي أكثر منه بحثا عن أحداث العالم‪ ،‬فلتطوير‬
‫محتوى الصحيفة لبد من توفر مضامين إعالمية تجذب القراء وتزيد من نسبة اإلقبال على الصحيفة‪،‬‬
‫وكما أن للت رفيه أثر نفسي في إبعاد الفرد عن مشكالته اليومية ومتاعبه فإنه في المقابل قد يزيد من سلبية‬
‫األفراد‪ ،‬ومن خالل هذا العرض اتضح أن وظائف الصحافة الورقية تنمو وتزداد بتعدد المراحل التاريخية‬
‫التي يمر بها المجتمع‪ ،‬إذ تضيف كل مرحلة تاريخية جديدة وظائف أخرى للصحافة الورقية دون أن تلغي‬

‫‪ -1‬محمد عبد الحميد‪ ،‬البحث العلمي في الدراسات اإلعالمية‪ ،‬عالم الكتب للنشر‪ ،‬ط‪ ،2‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،2336 ،‬ص ‪.203‬‬
‫‪ -2‬أشرف صالح‪ ،‬مقدمة في الصحافة‪ ،‬مركز جامعة القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،2331 ،‬ص ‪.106‬‬
‫‪ -3‬عواطف عبد الرحمان‪ ،‬الصحافة العربية الجزائرية دراسة تحليلية لصحافة الثورة الجزائرية ‪ ،5409-5419‬المؤسسة الوطنية‬
‫للكتاب‪ ،‬الجزائر‪ ،1215 ،‬ص‪.02‬‬
‫‪90‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الصحافة الورقية‪ ،‬النشأة والتطور‬

‫الوظيفة الجديدة للقديمة بل غالبا ما تمهد لها‪ ،‬فتطور هذه الوظائف تالزم مع ظهوره مجالت جديدة‬
‫للوظيفة الواحدة نفسها‪ ،‬فمثال وظيفة التثقيف عند ظهورها اقتصرت على المواطن العادي‪ ،‬لكن ومع مرور‬
‫الزمن شملت هذه الوظيفة القارئ المثقف الذي كان يعتمد في تحصيل ثقافته من الكتاب خاصة بعد أن‬
‫توسعت مجالت الصحافة الورقية لتشمل كل النشاط اإلنساني بل وأكثر من هذا‪ ،‬ظهرت صحافة‬
‫متخصصة في كل المجالت‪ ،‬ومن خالل هذه الوظائف يمكن توضيح مدى أهمية الصحيفة في المجتمع‬
‫في الوقت الراهن‪ ،‬خاصة أنها تحقق تأثيرات متنوعة ل يستهان بها على مستوى الفرد أو الجماعة وحتى‬
‫على مستوى المجتمع بعيدة أو قريبة النتائج‪ ،‬فالصحف تستطيع وبشكل كبير أن تغير تفسيرات الناس عن‬
‫الواقع وذلك بسبب نمط تقديمها‪ ،‬مبر از بهذا وظيفة الصحافة الورقية في بناء معاني وتركيبها‪ ،‬رغم ذلك‬
‫فمازال الخبر يحتل الصدارة في قائمة المواد الصحفية بسبب حاجة القراء إلى األخبار الجديدة في كل‬
‫المجالت حتى وان توفرت لهم بالصورة والصوت‪.1‬‬
‫ومن هنا يمكن القول بأن وظائف الصحافة تختلف من مجتمع إلى آخر‪ ،‬تماشيا مع درجة التقدم‬
‫الحضاري الذي تصدر فيه الصحيفة‪ ،‬ويتعلق األمر بالمجتمعات المتقدمة والمتخلفة‪ ،‬حيث حددت‬
‫الصحافة الورقية كغيرها من وسائل اإلعالم في المجتمعات المتخلفة أو النامية سياسات وأهداف تخدم‬
‫أهداف التنمية‪ ،‬باعتبار الصحافة الورقية كما سبق وذكر أداة للتنوع واإلرشاد والتوجيه والتعليم الذي‬
‫يستهدف إعادة بناء الوطن والمواطنين من خالل برامج التنمية‪ ،‬وذلك لتخليص األفراد والمجتمع من‬
‫مخلفات الستعمار في كل الميادين‪ ،‬ومساعدته على الندماج مع متطلبات العصر في ميادينه المختلفة‬
‫وخاصة القتصادية والعلمية والثقافية منها‪ ،‬أما الدول المتقدمة والتي تخطت مراحل كبيرة في التقدم‬
‫الحضاري فإن الصحافة الورقية تقوم بتقديم الخدمات التي يحتاجها القارئ في حياته‪.‬‬
‫‪ ‬الوظيفة االقناعية‪:‬‬
‫حتى تتمكن وسائل اإلعالم بصفة عامة والصحافة الورقية بصفة خاصة من الوصول إلى نتائج تتفق‬
‫غلى حد كبير مع األهداف المرسومة ضمن سياسة الجريدة أو المجلة‪ ،‬فالبد أن تعتمد على فلسفة اقناعية‬
‫معينة حتى تكون موضوع اهتمام الجماهير‪ ،‬فالعتماد على اإلقناع يكون بالتركيز على الواقع كما يراها‬
‫الجمهور دون تزييف أو تحريف‪ ،‬والوظيفة القناعية للجمهور فلسفة محددة أو رأي معين باستعمال عدة‬
‫أساليب للتأثير على الناس عن طريق النواحي العاطفية عموما‪ ،2‬معنى هذا أن قدرة أي وسيلة من وسائل‬

‫‪ -1‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.02‬‬


‫‪ -2‬عبد العزيز شرف‪ ،‬األساليب الفنية في التحرير الصحفي‪ ،‬دار قباء للطباعة والنشر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،2333 ،‬ص ‪.122‬‬
‫‪99‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الصحافة الورقية‪ ،‬النشأة والتطور‬

‫اإلعالم على جعل المضمون يتسم بحيوية أكثر واقعية قد تزيد من تأثير تلك الوسيلة‪ ،‬ومساعدة النظام‬
‫الجتماعي على تحقيق إجماع أو ثقافة بين أفراد الشعب الواحد‪ ،‬كل هذا يتم عن طريق اإلقناع في‬
‫السيطرة على الجماهير وضمان قيامهم باألدوار المطلوبة بعيدا عن العنف‪ .‬ومن هنا يمكن القول أن‬
‫الصحافة الورقية تستخدم كوسيلة تغيير واقناع وتشكيل رأي عام‪ ،‬مثلما يمكن أن تكون وسيلة إليصال‬
‫صوت الشعب إلى السلطة أو مناقشة القضايا السياسية المهمة‪ ،‬من خالل مشاركة األطراف الثالث‬
‫السلطة‪ ،‬الشعب‪ ،‬اإلعالميون‪ ،‬وبالتالي الصحافة الورقية مستهدفة من طرف السياسيين لتحقيق اإلقناع‬
‫وتغيير السلوك السياسي لصالحهم‪ ،‬حيث أصبح غالبية السياسيين يحاولون تقديم أفضل ما لديهم من أجل‬
‫‪1‬‬
‫الوصول إلى إقناع اآلخر‪ ،‬وأن اإلقناع الجتماعي يشكل األساس المركزي في الممارسة الحديثة للسلطة‪.‬‬
‫*وظيفة تكوين اآلراء واالتجاهات‪:‬‬
‫من الوظائف العامة والرئيسية التي تؤديها وسائل التصال الجماهيرية بصفة عامة والصحافة الورقية‬
‫بصفة خاصة‪ ،‬وظيفة تكوين اآلراء والتجاهات لدى األفراد والجماعات والشعوب‪ ،‬إذ أن لها دورها الهام‬
‫في تكوين الرأي العام‪ ،‬واذا هذه الوظائف ل يمكن عزلها عن بعض الوظائف األخرى‪ ،‬إل أنها تمتاز‬
‫بخصوصية تكمن في الهدف من هذه الوظيفة‪ ،‬التي تعنى بتشكيل اآلراء والتجاهات لدى الجمهور‪ ،‬ومن‬
‫ثمة تدخل الدعاية والعالقات العامة وتكوين الرأي العام ضمن هذه الوظيفة‪ ،‬ومهما تعددت أنواع التصال‬
‫الجماهيري‪ ،‬فسيظل هذا التصال تحقيق عملية اإلقناع‪ ،‬ومن ثم محاولة الوصول إلى تغيير السلوك‬
‫‪2‬‬
‫الفردي والجماعي‪.‬‬
‫*الوظيفة التاريخية‪:‬‬
‫مع مرور الوقت وتعدد وظائف الصحافة الورقية وشمول مادتها لغالبية أوجه النشاط اإلنساني‪ ،‬صارت‬
‫الصحافة الورقية تقوم بوظيفة هامة وهي تسجيل وقائع الحياة الجتماعية‪ ،‬وبالتالي صارت مصد ار من‬
‫مصادر التاريخ‪ ،‬فالصحافة اليومية تقدم للمؤرخ وقائع الحياة الجتماعية في حركتها اليومية‪ ،‬كما تقوم‬
‫المجالت األـسبوعية بتلخيص هذه الوقائع والكشف عن أبعادها ودللتها‪ ،‬فعن طريق الصحف يستطيع‬
‫المؤرخ رصد التجاهات الفكرية وتكوين مصدر التاريخ أيضا عندما يتعلق األمر بدراسة الحياة السياسية‬
‫أو القتصادية أو الثقافية لمرحلة من المراحل التاريخية في مجتمع‪ ،‬وهنا تقوم هذه الصحافة بوظيفتين‬

‫‪ -1‬محمد فلحي‪ ،‬صناعة العقل في عصر الشاشة‪ ،‬الدار العلمية الدولية للنشر‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،2332 ،‬ص ‪.130‬‬
‫‪ -2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪91‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الصحافة الورقية‪ ،‬النشأة والتطور‬

‫األولى رصد الوقائع وتسجيلها والحتفاظ بها لألجيال المقبلة كي تصبح من مصادر التاريخ‪ ،‬والثانية‬
‫‪1‬‬
‫قياس الرأي العام وآراء الجماعات والتيارات المختلفة إزاء الوقائع أو القضايا التاريخية‪.‬‬
‫‪ ‬وظيفة التنشئة السياسية والتثقيف السياسي‪:‬‬
‫التنشئة السياسية هي العملية التي يمكن بواسطتها أن تتشكل الثقافة السياسية أو المحافظة عليها‪ ،‬أو‬
‫‪2‬‬
‫تغييرها‪ ،‬والسمة األساسية للتنشئة السياسية أنها عملية مستمرة على مدى حياة اإلنسان‪.‬‬
‫أما الثقافة السياسية فيعرفها "غازي" بأنها مجموعة القيم واألفكار والمعتقدات التي تتبلور في مجمع‪،‬‬
‫يتميز في ضوئها عن المجتمعات األخرى‪ ،‬وهي العامل الذي يؤثر في األفراد من خالل القيم‪ ،‬لبناء سلوك‬
‫سياسي اتجاه السلطة السياسية‪ ،‬مع التأثير في اتجاهات السلطة نحو األفراد‪ ،‬وترتبط الثقافة السياسية بأداة‬
‫مهمة أخرى من أدوات التنمية السياسية هي التنشئة التي تعني اكتساب اإلنسان لألفكار والقيم بفعل‬
‫‪3‬‬
‫تكوينه وتربيته لتحمل موقف اجتماعي معين‪ ،‬فالتنشئة والثقافة أدوات متفاعلة لبناء السلوك السياسي‪.‬‬
‫يمكن الق ول‪ ،‬أن الصحافة الورقية تستطيع أن تقوم بدور مهم في التنشئة السياسية‪ ،‬من خالل التدعيم‬
‫للعقائد المكتسبة‪ ،‬أو من خالل زيادة التركيز على قيمة معينة من القيم السياسية‪.‬‬
‫‪ ‬الصحافة الورقية وصنع القرار السياسي‪:‬‬
‫عملية صنع القرار السياسي من أهم العمليات السياسية‪ ،‬وتعرف بأنها العملية التي تم اختيار من‬
‫خاللها مشكلة لتكون موضوعا لقرار ما‪ ،‬وينتج عن ذلك الختيار ظهور عدد من البدائل‪ ،‬يتم اختيار‬
‫‪4‬‬
‫أحدهما لوضع موضوع التنفيذ والتطبيق‪.‬‬
‫ويرى الدكتور "ربيع" أن القرار السياسي يعني إرادة أو عمل إداري من جانب السلطة يتجه نحو‬
‫معانقة الواقع‪ ،‬ويفترض وجود مشكلة معينة تحددت زمانا ومكانا وموضوعا‪ ،‬وأن القرار من ثمة هو‬
‫تصميم إرادي يعين النتقال من اإلطار المجرد الذي يمكن أن نصفه بأنه عالم الغايات واألهداف إلى‬
‫‪5‬‬
‫الواقع الذي نستطيع أن نحدده بأنه مشكلة أو عقبة أو صعوبة واجهت القيادة السياسية وتعين تصفيتها‪.‬‬
‫وتتضح أهمية الصحافة الورقية في عملية صنع القرار السياسي من خالل ما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬فاروق أبو زيد‪ ،‬فن الخبر الصحفي‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬ط‪ ،2‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،1216 ،‬ص‪.24‬‬
‫‪ -2‬محمد فلحي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.26‬‬
‫‪ -3‬غازي فيصل‪ ،‬التنمية السياسية في بلدان العالم الثالث‪ ،‬دار الحكمة‪ ،‬بغداد‪ ،‬دمشق‪ ،1220 ،‬ص ‪.154‬‬
‫‪ -4‬محمد فلحي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.25‬‬
‫‪ -5‬حامد ربيع‪ ،‬الحرب النفسية في المنظمة العربية‪ ،‬دون دار نشر‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،1216 ،‬ص ‪.102‬‬
‫‪90‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الصحافة الورقية‪ ،‬النشأة والتطور‬

‫أنها تمد صانعي القرار بالمعلومات بشأن األحداث الجارية والبيئة السياسية لسياستهم‪ ،‬تجعل صانعي‬
‫القرار والحكومة يشعرون باهتمامات الشعب‪ ،‬بطريقة مباشرة بالتعبير عن اتجاهات الرأي العام‪ ،‬أو بطريقة‬
‫غير مباشرة عن طريق القصص الخبرية التي تشكل النقاش الجماهيري والرأي العام‪ ،‬توفر للمسؤولين‬
‫القنوات الالزمة لنقل رسائلهم إلى الجمهور والنخبة السياسية‪ ،‬داخل الحكومة وخارجها‪ ،‬ومن خاللها تتاح‬
‫الفرصة لشرح سياسات المسؤولين ومهاجمة مواقف معارضيهم‪ ،‬تتيح للمسؤولين إمكانية الحضور في ذهن‬
‫الجمهور بعرضهم المستمر لنشاطاتهم وصفاتهم الشخصية‪ ،‬كما تؤثر الصحافة الورقية في مواقف متخذي‬
‫القرار ومواقف الجمهور باتجاه المسؤولين الحكوميين‪ ،‬وتستطيع التغطية اإلعالمية أن تزيد من التأييد‬
‫الجماهيري لبعض سياسات القادة والحكومات‪ ،‬ول ينكر ما لها من دور في إحداث تغييرات جذرية في‬
‫السياسات وخلق سياسات جديدة عندما تتطلب المشكالت التدخل الحكومي أو بنشرها لمطالب الرأي‬
‫‪1‬‬
‫العام‪.‬‬
‫وخالصة القول‪ ،‬أن الصحافة الورقية تؤدي دو ار مؤث ار في عملية صنع القرار السياسي‪ ،‬فهي تنقل‬
‫المعلومات السياسية لصناع القرار السياسي‪ ،‬وكذلك للمواطنين وأي تشويه في المعلومات يؤثر في صنع‬
‫القرار السياسي‪ ،‬كما أنها يمكن أن تطرح بعض البدائل التي يمكن أن يختار بينها صانع القرار السياسي‪،‬‬
‫وتؤثر في مرحلة تكوين ونقل المطالب السياسية إلى صناع القرار‪ ،‬وتؤثر في إدراك صناع القرار للرأي‬
‫العام‪ ،‬فقد يستخدمها صناع القرار للتأثير في الرأي العام من أجل خلق المساندة الالزمة لق ارراتهم‪.‬‬
‫ب‪-‬أهمية الصحافة الورقية‪:‬‬
‫إن الصحافة لها أهمية كبيرة في حياة المجتمعات‪ ،‬نظ ار لكون وسائل اإلعالم المطبوعة لها أكبر تأثي ار‬
‫من حيث قدرتها على التغيير ونقل األفكار والمشاعر على نطاق واسع‪ ،‬لذلك تعتبر ثورة في جميع مراحل‬
‫الحياة في التجارة والسياسة والتعليم‪ ،‬وحتى في األمور الجتماعية‪ ،‬ومن هنا يمكن حصر أهمية الصحافة‬
‫‪2‬‬
‫الورقية فيما يلي‪:‬‬
‫باعتبارنا اليوم في عصر الصحافة‪ ،‬فهي تعتبر الوسيلة األمثل لنقل األخبار والمعلومات واألحداث‬
‫على نطاق واسع‪.‬‬

‫‪-1‬‬
‫محمد فلحي‪ ،‬مرجع سابق‪.24 ،‬‬
‫‪-2‬‬
‫نزهة حانون‪ ،‬األساليب االقناعية في الصحافة المكتوبة الجزائرية‪ ،‬رسالة ماجستير )منشورة(‪ ،‬قسم اإلعالم والتصال‪ ،‬جامعة‬
‫قسنطينة‪ ،‬الجزائر‪ ،2332 ،‬ص ‪.23‬‬
‫‪95‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الصحافة الورقية‪ ،‬النشأة والتطور‬

‫تعتبر الصحافة الورقية من مقومات الحياة الفكرية والسياسية المعاصرة‪ ،‬ونظ ار للخدمات واإلشباعات‬
‫والرغبات التي تلبيها الصحيفة اليومية لقرائها‪ ،‬توضح أنها أصبحت جزءا من نسيج الحياة اليومية للناس‬
‫العاديين‪ ،‬فالصحيفة اليومية تقدم خدمات فريدة معينة وتشبع رغبات قراءها‪ ،‬وعندما تغيب الصحيفة عن‬
‫قراءها فإنه يفتقدها بشدة‪ ،1‬وهذا ما توضحه نظرية الستخدامات واإلشباعات بأن الفرد يذهب للوسيلة التي‬
‫تلبي احتياجاته ورغباته‪ ،‬وحاجات الفرد هي التي تحدد الوسيلة التي يستخدمها‪ ،‬ومن خاللها يشبع رغباته‬
‫سواء النفسية أو الجتماعية أو الثقافية وغيرها‪.‬‬
‫فالصحافة الورقية تعتبر منب ار مهما للرأي العام ومن أنجح وأقدم الوسائل على بلورته والتأثير فيه‪،2‬‬
‫ومن هذا المنطلق يمكن اإلشارة إلى نظرية التأثير المباشر لوسائل اإلعالم على الجمهور‪ ،‬حيث تؤثر‬
‫عليه بشكل قوي‪ ،‬وتكون استجابة الجمهور للرسائل بشكل سريع‪ ،‬وبالتالي هنا الصحافة الورقية تمثل أداة‬
‫ووسيلة للتأثير في مواقف الجمهور وسلوكهم وأفكارهم‪.‬‬
‫تمثل الصحافة الورقية جزءا مهما في الجهاز السياسي لكل دولة‪ ،‬وهي في الوقت نفسه أداة هامة في‬
‫بناء المجتمعات إذ أحسن استعمالها‪ ،‬فقوة الصحافة الورقية في النتشار ساعدت على ظهور الصحافة‬
‫الجماهيرية ونظ ار ألهميتها البالغة‪ ،‬أصبحت تلقب بالسلطة الرابعة إلى جانب السلطات التنفيذية والتشريعية‬
‫والقضائية‪.‬‬
‫اتساع مجالت المعرفة والموضوعات التي تقدمها الصحافة الورقية‪ ،‬لكن مع ظهور وسائل إعالمية‬
‫جديدة لم يعد اإلعالم العام بما فيه الصحافة الورقية قاد ار على مواجهة هذا التحدي الجديد‪ ،‬وفق المستوى‬
‫المطلوب‪ ،‬األمر الذي دفع ظهور إعالم متخصص‪ ،‬وبذلك صحافة متخصصة تستطيع أن تقدم معالجة‬
‫نوعية تتميز بمستوى من الجدية والعمق والشمولية‪ ،‬وبظهور الصحافة المتخصصة تكون الصحافة الورقية‬
‫‪3‬‬
‫قد ضمنت البقاء على الساحة اإلعالمية كوسيلة مواكبة لمتطلبات العصر‪.‬‬
‫لكن من جهة أخرى‪ ،‬فإنه على الرغم بما عرفت به الصحافة الورقية من هبة وسعة انتشار‪ ،‬فقد‬
‫أصبحت تعاني هي األخرى من منافسة الوسائل التكنولوجية الحديثة خاصة وأن خبراء التصال ل‬
‫يستطيعون العتماد عليها كلية‪ ،‬أما عامة الناس فال يقبلون في الغالب على قراءتها واللجوء إلى استخدام‬
‫وسائل أخرى خاصة منها السمعية والبصرية بما أنها أنسب له‪ ،‬ومع ذلك تبقى الجريدة اليومية في مجال‬

‫‪ -1‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.23‬‬


‫‪ -2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.23‬‬
‫‪ -3‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪98‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الصحافة الورقية‪ ،‬النشأة والتطور‬

‫التصال المطبوع هي الوسيلة الوحيدة التي فرضت نفسها على صانعي المواد والقراء على حد السواء‪،‬‬
‫كما أن شبكة توزيعها أكثر كثافة وانتظاما من غيرها من الوسائل المطبوعة األخرى كالكتاب مثال‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫ثالثا‪ -‬تاريخ الصحافة الورقية في الجزائر‬
‫من خالل هذا المدخل سيتم التطرق إلى أهم المراحل التاريخية التي عرفتها الصحافة الورقية الجزائرية‬
‫وكذا عالقتها بالجمهور باعتبارها ظاهرة سياسية واجتماعية في المجتمع الجزائري‪ ،‬معتمدين على ذكر‬
‫بعض األحداث والظواهر السياسية التي عملت على تحديد وتفسير المسار العام لتطور الصحافة الورقية‬
‫في الجزائر‪.‬‬
‫‪ -5‬الصحافة الورقية قبل االستقالل‪:‬‬
‫إن الصحافة الورقية لم تكن موجودة في الجزائر‪ ،‬أي قبل ‪1103‬م سنة غزو الفرنسيين للجزائر‬
‫والستيالء عليها‪ ،‬فعندما تجهز الجيش الفرنسي لغزو الجزائر حمل معه مطبعة وهيئة تحرير تشرف على‬
‫إصدار أول جريدة هي "‪ "Sidi Fredj‬التي تعد بمثابة صلة ربط داخل الجزائر‪ ،‬فكانت أول صحيفة‬
‫تصدر مع نزول الجيش الفرنسي على التراب الجزائري باللغة الفرنسية‪ ،‬ويشرف عليها ضابط من الجيش‬
‫الفرنسي حيث تضمنت معلومات عن الحملة الفرنسية مع بعض األخبار السياسية الخاصة بفرنسا‪ ،‬وكانت‬
‫توزع على الجنود وعلى المصالح المكلفة بالحرب ضد الجزائر‪ ،‬وسرعان ما عوضت بصحف أخرى ألن‬
‫هدفها منذ البداية كان محدودا ل يتعدى محيط الجيش الفرنسي‪ ،‬هذه الصحف الجديدة ذات طابع حكومي‬
‫واستعماري كجريدة األخبار التي بدأت تصدر في مدينة الجزائر سنة ‪1102‬م وعرفت رواجا كبي ار حتى‬
‫سنة ‪1120‬م‪ ،‬وبدأ هذا النوع من الصحافة في التطور والتنوع إلى صحف يومية وأسبوعية ومجالت عامة‬
‫ومتخصصة‪ ،‬وخصت الصحافة اليومية بكثرة المدى الكبرى مثل‪ :‬الصحافة الحرة‪ ،‬صدى الجزائر‪ ،‬صدى‬
‫وهران وغيرها‪ ،‬ويمكن تصنيف الصحف التي ظهرت قبل الستقالل إلى عدة اصناف انطالقا من‬
‫األهداف السياسية التي ترمي غليها كل صحيفة‪ ،‬فنجد مع الزدهار النسبي بلغ عدد الصحف بالجزائر ما‬
‫‪2‬‬
‫يزيد عن ‪ 153‬صحيفة‪ ،‬كان أحسن تصنيف لها ذلك الذي بني على مستوى مضامينها وهو كاآلتي‪:‬‬
‫أ‪-‬الصحافة االستعمارية‪:‬‬
‫تشرف عليها الحكومة الفرنسية بواسطة ممثليها في الجزائر‪ ،‬امتازت بالستم اررية ممثليها هم الوالي‬
‫العام ومعه جميع اإلدارة الستعمارية‪ ،‬بدأت سنة ‪1162‬م بإصدار جريدة "المبشر"‪ ،‬واستمر هذا الظهور‬

‫‪ -1‬زهير احدادن‪ ،‬الصحافة المكتوبة في الجزائر‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،1221 ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪ -2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪94‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الصحافة الورقية‪ ،‬النشأة والتطور‬

‫دون انقطاع حتى سنة ‪ ،1254‬تاريخ توقف جريدة "النجاح"‪ ،‬وليس الصحافة الحكومية إل ركيزة لتثبيت‬
‫الوجود الفرنسي وبسط نفوذها على السكان الجزائريين‪.‬‬
‫ب‪-‬صحافة أحباب األهالي‪:‬‬
‫تشير هذه التسمية إلى جماعة من الفرنسيين الذين استاءوا من السياسة الستعمارية وأرادوا أن يقدموا‬
‫يد المعونة إلى نخبة معينة من المسلمين الجزائريين حتى ل ييأسوا من الوجود الفرنسي في الجزائر‪ ،‬ومن‬
‫هذه الناحية فهم يقدمون لوطنهم أجمل وأحسن الخدمات ولذا سموا بهذا السم "أحباب األهالي"‪ ،‬وعليه‬
‫تأسست سنة ‪1111‬م جمعية في باريس باسم "الجمعية الفرنسية لحماية األهالي" تتكون من وزراء ورجال‬
‫السياسة والعلم واألدب‪ ،‬كانت تهدف إلى تحقيق سياسة المشاركة وقررت في بداية نشاطها جريدة بمدينة‬
‫‪1‬‬
‫قسنطينة باسم "المنتخب" التي كان ظهورها سنة ‪1110‬م‪.‬‬
‫ج‪-‬الصحافة األهلية‪:‬‬
‫يقوم بها جزائريون من ناحية التسيير اإلداري والمالي ومن الناحية التحرير والتوزيع‪ ،‬ومضمونها يتعلق‬
‫بالقضايا الجزائرية وبشؤونهم العامة في عالقتهم بالوجود الفرنسي بالجزائر مع العتراف المطلق بهذا‬
‫الوجود‪ ،‬وقد عرف هذا النوع ازدها ار كبي ار وتطو ار واسعا وكانت بدايته منذ سنة ‪1120‬م‪ ،‬عندما تأسست‬
‫جريدة "الحق" في عنابة‪ ،‬وهي تعبر أول وقبل كل شيء عن ارتياحها للحماية الفرنسية على الجزائر وعن‬
‫اطمئنانها بالوجود الفرنسي ألنه يخدم مصالح األهالي‪ ،‬إل انه يمكن القول أن هذه الصحافة اتجهت‬
‫اتجاهين كبيرين‪:‬‬
‫‪ -‬اتجاه يدعو المشاركة ويحدد نشاطه في الميدان القتصادي والثقافي فقط‪ ،‬ويمتنع عن الخوض في‬
‫الميدان السياسي‪ ،‬أما التجاه الثاني فيدعو إلى اإلدماج والفرنسية‪ ،‬ويعني هذا التمتع بجميع الحقوق‬
‫‪2‬‬
‫السياسية والثقافية التي تسمح بها القرانين الفرنسية للمواطنين الفرنسيين‪.‬‬
‫د‪ -‬حركة جمعية العلماء المسلمين والصحافة‪:‬‬
‫هدف الحركة يعتمد على اإلصالح الديني والثقافي‪ ،‬معتبرة إياه الطريقة المثلى لتكوين الرأي العام‬
‫الجزائري ضد اإليديولوجية الستعمارية‪ ،‬انطالقا من فكرة أن التغيير لعقليات األفراد قد يؤدي بالضرورة‬

‫‪-1‬عزي عبد الرحمان وآخرون‪ ،‬عالم التصال‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪ -2‬زهير احدادن‪ ،‬الصحافة المكتوبة في الجزائر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.03‬‬
‫‪11‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الصحافة الورقية‪ ،‬النشأة والتطور‬

‫إلى تغيير محيطهم‪ ،1‬وعلى هذا فقد اتخذ اإلمام "عبد الحميد ابن باديس" الصحافة منب ار يعلن من فوقه‬
‫مبادئه للرأي العام‪ ،‬فقد ظهرت صحف في الجزائر بالفرنسية والعربية قبل تأسيس هذه الحركة‪ ،‬لذلك كان‬
‫طبيعيا أن تستعين بالصحافة الورقية ويجعلها وسيلة من أهم الوسائل لنشر حركتها اإلصالحية‪ ،‬فبعد‬
‫إنشاء هذه الجمعية سنة ‪1226‬م وجمع شمل العلماء الذين يؤمنون بالتجاه اإلصالحي‪ ،‬أنشأ "عبدالحميد‬
‫بن باديس" مجلة "المنتقد" سنة ‪1225‬م‪ ،‬وبعد ‪ 11‬عددا خلفتها جريدة "الشهاب" في نفس السنة لتكون‬
‫لسان حل الحركة اإلصالحية‪ ،‬وكانت تصدر في قسنطينة بين ‪1225‬م‪1205 -‬م‪ ،‬فاعتبرت الصحيفة‬
‫الرسمية للمدرسة اإلصالحية في الجزائر‪ ،‬حيث عبرت عن أخبار وأهداف وبيانات وبالغات وأنشطة‬
‫الجمعية‪ ،‬فنجد الجمعية في الفترة الممتدة ما بين ‪1201‬م‪1202 -‬م تعرضت لنوع من الصراع الصحفي‬
‫بين العلماء والسلطة اإلدارية‪ ،‬حيث أنشأت الجمعية الصحفية باسم "السنة" وبعدها أوقفتها الحكومة‪،‬‬
‫أسست في نفس السنة صحيفة "الشريعة" في ‪ 2‬جويلية ‪1200‬م‪ ،‬ثم جريدة "الص ارع السنوي" وهي‬
‫أسبوعية صدرت في ‪ 11‬سبتمبر ‪1200‬م وأوقفت في جانفي ‪1226‬م‪ ،‬كما حددت الحكومة في هذه الفترة‬
‫‪2‬‬
‫النشاط الحكومي لبعض أعضاء الجمعية‪.‬‬
‫‪ -9‬الصحافة الورقية في الجزائر بعد االستقالل‪:‬‬
‫لقد شهدت الصحافة الورقية في الجزائر بعد الستقالل مضايقات عديدة من طرف فرسنا إبان الحقبة‬
‫الستعمارية‪ ،‬ونجد أن تطور الصحافة الورقية في الجزائر شهدت أربعة مراحل‪ ،‬تبدأ المرحلة األولى منذ‬
‫الستقالل في ‪ 5‬جويلية ‪ 1242‬وتنتهي في ‪ 12‬جوان ‪1245‬م تاريخ النقالب العسكري على نظام‬
‫الرئيس بن بلة‪ ،‬وهو تاريخ عرف في النظام السياسي وبداية المرحلة التي تنتهي سنه ‪ 1222‬تاريخ انعقاد‬
‫المؤتمر الرابع لحزب جبهة التحرير الوطني وهو حدث سياسي واعالمي فتح المجال لمرحلة ثالثة لتنتهي‬
‫سنة ‪ 1211‬م تاريخ عرف أيضا تغي ار في النظام السياسي وبداية المرحلة الرابعة التي نعيشها‪ ،‬فنجد أن‬
‫هذه المراحل لم تنطلق من فراغ وانما ترتكز على رصيد من التجربة الصحفية الثرية‪ ،‬ومن هنا يمكن‬
‫التطرق إلى مختلف المراحل التي مرت بها الصحافة الجزائرية بعد الستقالل‪:‬‬
‫المرحلة األولى ‪5401 -5409‬م والتي تمثل هيمنة الحزب والحكومة على الصحافة الورقية‪ ،‬تمتد هذه‬
‫الفترة من ثالث سنوات‪ ،‬وهي امتداد للفترة السابقة (قبل الستقالل)‪ ،‬باعتبار أن الوضع القانوني‬

‫‪ -1‬صالح فياللي‪ ،‬األزمة الجزائرية اإليديولوجية ''الحركة الوطنية''‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،1224 ،‬ص ص‬
‫‪.23-12‬‬
‫‪ -2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.23‬‬
‫‪15‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الصحافة الورقية‪ ،‬النشأة والتطور‬

‫واإلعالمي في الجزائر لم يتغير بعد الستقالل‪ ،‬ويبقى العمل جاريا حسب التشريع الفرنسي في جميع‬
‫الميادين التي ليس فيها تعارض وفق جميع التدابير التي اتخذت عام ‪1242‬م‪ ،‬لتطبيق قانون حرية‬
‫الصحافة الصادرة سنة ‪1111‬م الذي ينص على الملكية الخاصة للصحافة الورقية‪ ،‬وبالفعل قد صدر‬
‫غداة الستقالل عدد كبير من الصحف يملكها جزائريون ل عالقة لهم بالحكومة ول بالحزب‪ ،‬وبدأت‬
‫تمارس نشاطها بكل حرية بحيث أصبحت توجد ثالثة أنواع من الصحف‪ :‬صحف تابعة للدولة‪ ،‬صحف‬
‫تابعة للحزب‪ ،‬صحف تابعة للملكية الخاصة‪ ،‬غير أن مضمون هذه الصحافة تغير بصفة جذرية بعد‬
‫الستقالل‪ ،‬وأصبح يؤدي دو ار تجنيدا من أجل الجزائر المستقلة‪ ،‬ولكن الحكومة كانت تنظر إلى الصحافة‬
‫بشكل من التخوف وبدأت تفكر في الطريق األنجع لتصفية الملكية الخاصة‪ ،‬فرأت أنه ينبغي قبل إلغاء ما‬
‫هو موجود من الصحف‪ ،‬إنشاء صحف جديدة وتقويتها‪ ،1‬وقبل اإلشارة إلى هذه األحداث يجب اإلشارة‬
‫إلى أن الحكومة قد استطاعت أن تهيمن بسهولة على الوسائل اإلعالمية األخرى‪ ،‬فاإلذاعة والتلفزيون‬
‫كانتا قبل الستقالل تحت نظام الحتكار الذي فرضته الحكومة الستعمارية‪ ،‬فنقل هذا الحتكار إلى‬
‫الحكومة الجزائرية وأصبحت اإلذاعة والتلفزيون تحت تصرفها ومراقبتها اإلعالمية والثقافية‪ ،‬أما الصحافة‬
‫الورقية فبقيت حرة‪ ،‬وكان لبد على الحكومة أن تجعلها تحت هيمنة وسيطرة الحزب والحكومة‪.‬‬
‫‪ ‬إنشاء يوميات جزائرية‪:‬‬
‫عرفت الجزائر فترة امتداد أكثر من شهرين دون وجود صحيفة يومية جزائرية محضة‪ ،‬فالمشكلة كانت‬
‫هائلة في حق اليوميات‪ ،‬فلم تعرف الجزائر تجربة في هذا الحقل قبل الستقالل‪ ،‬وكانت الجريدة الوحيدة‬
‫التي تصدرها جبهة التحرير الوطني بتونس هي جريدة المجاهد األسبوعية بالعربية والفرنسية‪ ،‬واستمرت‬
‫تصدر أسبوعيا في الجزائر‪ ،‬ولم تصدر اليومية الجزائرية األولى إل في ‪ 12‬سبتمبر ‪1242‬م وباللغة‬
‫الفرنسية وهي تحمل اسم "الشعب"‪ ،‬وقد اتخذ قرار إصدارها من طرف المكتب السياسي لجبهة التحرير‬
‫الوطني عندما كان موجودا بمدينة تلمسان إثر األزمة السياسية التي اندلعت في ‪1242‬م‪ ،‬واستمرت هذه‬
‫الجريدة بهذا السم مكتوبا باللغة العربية والفرنسية حتى شهر مارس ‪1240‬م‪ ،‬فتقرر حينئذ هذا السم‬
‫بترجمة فرنسية "لوبوبل" إلى غاية ‪1245‬م فتغير إلى اسم "المجاهد"‪ ،‬وفي هذه األثناء كانت السلطة‬
‫الجزائرية تبحث عن إصدار يومية أخرى باللغة العربية‪ ،‬غير أن الصعوبات كانت أكثر تعقيدا نظ ار لقلة‬
‫الوسائل المادية والبشرية‪ ،‬فاليوميات الستعمارية كانت تصدر كلها باللغة الفرنسية مما استدعى استثمار‬
‫عدد قليل من اآللت والتجهيزات باللغة العربية‪ ،‬ومن جهة أخرى فإن عدد الصحفيين الذين كانوا لهم خبرة‬

‫‪ -1‬زهير احدادن‪ ،‬الصحافة المكتوبة في الجزائر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.24‬‬


‫‪19‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الصحافة الورقية‪ ،‬النشأة والتطور‬

‫بالصحافة الورقية وخاصة باليوميات وباللغة العربية كان قليال جدا‪ ،‬واألغلبية منهم تركوا ميدان الصحافة‬
‫وفضلوا العمل السياسي واإلداري‪ ،‬مما اضطر المسؤولين إلى طلب إعانة من مصر ولبنان في إيفاد‬
‫وبعض الصحفيين الذين قاموا بإصدار اليومية العربية األولى في الجزائر وهي جريدة الشعب في ‪11‬‬
‫ديسمبر ‪1242‬م‪ ،‬وبعد ذلك صدرت يوميتان جهويتان باللغة الفرنسية في وهران جريدة "الجمهورية" في‬
‫‪ 22‬مارس ‪1240‬م‪ ،‬والثانية جريدة "النصر" في قسنطينة سبتمبر ‪1240‬م‪ ،‬وفي شهر أفريل ‪1244‬م‬
‫تأسست أول يومية مسائية باللغة الفرنسية "الجزائر هذا المساء"‪ ،‬وبظهور هذه المسائية أصبح عدد‬
‫اليوميات التي أصدرتها الحكومة الجزائرية خمسة‪ ،‬بالنسبة لألنواع األخرى يمكن اإلشارة إلى ظهور‬
‫أسبوعية "الثورة اإلفريقية" باللغة الفرنسية في ‪ 2‬فيفري ‪1240‬م وبإصدار مجلة "الجيش" وهي شهرية‬
‫وباللغة الفرنسية جويلية ‪1240‬م وبالعربية في مارس ‪1246‬م‪ ،‬باإلضافة إلى هذا لبد من التطرق إلى‬
‫الجهد الذي بذلته الحكومة في سبيل تطوير وكالة األنباء الجزائرية‪ ،‬حيث اتخذت ق اررات رئاسية في‬
‫سبتمبر ‪ 1240‬م تنظم هذه الوكالة وتخول حق الحتكار في توزيع األخبار التي اكتفت اليوميات الجزائرية‬
‫بنقلها‪ ،‬إلى ضعفها وتشابهها من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى أصبحت ل تحمل رسالة إعالمية ينتظرها القراء‪،‬‬
‫وذلك مع وجود الصحافة الستعمارية التي تعتبر منافسا قويا لها‪ ،‬مما جعل السلطة الجزائرية تفكر جليا‬
‫في القضاء على هذه الصحافة الستعمارية‪.‬‬
‫‪ ‬القضاء على الصحافة االستعمارية‪:‬‬
‫وقد تم ذلك منذ سنة واحدة من إنشاء اليومية الجزائرية األولى‪ ،‬حيث بدأت السلطة الجزائرية تفكر في‬
‫القضاء على الصحافة الستعمارية‪ ،‬فالبديل كان موجودا‪ ،‬ولهذا اجتمع المكتب السياسي لجبهة التحرير‬
‫الوطني يوم ‪ 12‬سبتمبر ‪1240‬م وقرر تأميم اليوميات الثالثية "لديباشد ألجري" "لديباشد وقسطنطين"‬
‫و"ليكو دوران"‪ ،‬ويقول القرار بأن الصحافة الورقية تذكرنا بالعهد الستعماري‪ ،‬وان وجودها ل يتالءم مع‬
‫السيادة الوطنية رغم موقفها الحالي المعتدل‪ ،‬ومع وجود صحافة وطنية ناشئة ل تقوى على المنافسة‪ ،‬وهذا‬
‫القرار السياسي الذي اتخذه المكتب السياسي والحكومة يرمي إلى إلغاء الملكية الخاصة للصحافة الورقية‪،‬‬
‫وفرض هيمنة الحكومة والحزب على جميع أنواع الصحافة الورقية‪ ،‬وكانت العقبة األولى هي الصحافة‬
‫الستعمارية التي أصبحت منافسا قويا لليوميات الوطنية‪.‬‬
‫المرحلة الثانية ‪5454 -5401‬م وهي مرحلة إقامة نظام اشتراكي لإلعالم‪ ،‬حيث بدأت بتغيير كبير‬
‫في الميدان اإلعالمي‪ ،‬مما ل شك فيه أن الجهود الحكومية المبذولة في المرحلة األولى كانت ترمي إلى‬
‫القضاء على الملكية الخاصة في الميدان اإلعالمي‪ ،‬وقد تم ذلك مع بداية المرحلة الثانية وتواصلت‬

‫‪10‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الصحافة الورقية‪ ،‬النشأة والتطور‬

‫الجهود من طرف الحكومة الجديدة لتمتين الوضع الجديد واقامة نظام اشتراكي لإلعالم‪ ،‬ويتمثل هذا‬
‫النظام في إلغاء الصحيفة الخاصة وكذلك توجيه الصحافة الحكومية والحزبية حتى تصبح أداة من‬
‫األدوات التي تستعملها الدولة لتعزيز سياستها‪ ،‬فهي تقف دائما بجانب الحكومة‪ ،‬تضخم أعمالها اإليجابية‬
‫وتخفي أعمالها السلبية وتسترها‪ ،‬وهاتين النقطتين (إلغاء الملكية الخاصة وتوجيه الصحافة الورقية) تعتبر‬
‫م ن القواعد األساسية التي يبنى عليها النظام الشتراكي لإلعالم في الجزائر‪ ،‬أما فيما يخص التوجيه فإنه‬
‫أصبح سهال بعد أن أصبحت جميع الصحف اليومية تتبع الحكومة‪ ،‬ففي ‪ 14‬نوفمبر ‪1242‬م صدرت‬
‫قوانين تجعل من اليوميات مؤسسات ذات طابع تجاري وصناعي‪ ،‬وتجعل من هذه المؤسسات صاحب‬
‫الحق المطلق في التسيير اإلداري والمالي‪ ،‬بعد أن جعلته تحت وصاية و ازرة اإلعالم في التوجيه‬
‫اإلعالمي والسياسي‪ ،‬فإقامة نظام اشتراكي للصحافة الورقية في الجزائر لم يتم دون الصطدام ببعض‬
‫المشاكل الموضوعية منها مشكلة التوزيع ومشكلة األمية والتعريب‪ ،‬فقد قامت الحكومة باتخاذ قرار بتاريخ‬
‫‪ 12‬أوت ‪1244‬م بإنشاء الشركة الوطنية للنشر والتوزيع‪ .‬واعطاءها صالحية الحتكار في ميدان التوزيع‬
‫للصحف‪ ،‬فبهذا الحتكار استطاعت السلطات أن تفرض هيمنتها على توزيع الصحف عن طريق هذه‬
‫الشركة ممنوع‪ ،‬وأن هذه الشركة ل توزع إل الصحف التي حصلت على تأشيرة أو إجازة من طرف‬
‫الحكومة‪ ،‬مما أثر على وضعية الصحافة الورقية فلم تعرف ازدهار يذكره‪ ،‬وان كان ارتفاع السحب في‬
‫ازدياد‪ ،‬إل أنها قد جهدت وأصبحت رسالتها اإلعالمية ضعيفة وقليلة المصداقية رغم التطورات الكبيرة‬
‫‪1‬‬
‫التي حدثت في المجتمع من الناحية القتصادية والثقافية‪.‬‬
‫المرحلة الثالثة‪5488 -5454 :‬م‪ ،‬بدأت هذه المرحلة بحدث سياسي هام وهو انعقاد المؤتمر الرابع‬
‫لجبهة التحرير الوطني أواخر جانفي ‪1222‬م بعد ‪ 15‬سنة من انعقاد المؤتمر الثالث‪ ،‬وأهميته تكمن في‬
‫كونه يوافق ألول مرة على لئحة خاصة باإلعالم مما يؤكد على أن المشكل اإلعالمي أصبح من‬
‫اهتمامات ومن اختصاص السلطة السياسية‪ ،‬بعد أن أصبحت الحكومة والحزب يهيمنان بصفة كلية على‬
‫الميدان اإلعالمي‪ ،‬وبعد أن أصبح اإلعالم محتك ار من طرف الدولة‪ ،‬ففي هذه المرحلة أصدرت السلطات‬
‫السياسية ثالثة نصوص يمكن اعتبارها كقاعدة أساسية للنشاط اإلعالمي في الجزائر‪ ،‬ففي جانفي ‪1222‬م‬
‫وافق المؤتمر الرابع على لئحة خاصة باإلعالم‪ ،‬وفي سنة ‪1212‬م ظهر قانون اإلعالم ثم في جوان من‬
‫نفس السنة وافقت اللجنة المركزية لجبهة التحرير الوطني في دورة خاصة على تقرير شامل يحدد السياسة‬
‫اإلعالمية‪ ،‬ويمكن تلخيص هذا الوضع الجديد في التوجهات الكبرى اآلتية‪:‬‬

‫‪ -1‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ص ‪.105-103‬‬


‫‪19‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الصحافة الورقية‪ ،‬النشأة والتطور‬

‫يعتبر اإلعالم قطاعا استراتيجيا له مساس بالسيادة الوطنية‪ ،‬كذلك إلغاء الملكية الخاصة للوسائل‬
‫اإلعالمية وتوحيد التوجيه السياسي في الميدان اإلعالمي موكل لحزب جبهة التحرير الوطني‪ ،‬كذلك‬
‫تحديد حقوق وواجبات الصحفيين بصفة أدق من ذي قبل مع التأكيد على أن للصحفي الحق في التصال‬
‫بمصادر المعلومات والطالع عليها تحت رعاية السلطات وحمايتهم‪ ،‬إضافة إلى أن للمواطن الحق في‬
‫اإلعالم‪ ،‬فوسائل العالم تقوم بإشعاره بكل ما يجري في البالد سواء كان سلبيا أو إيجابيا‪.‬‬
‫من جهة أخرى وفي نفس السياق‪ ،‬وضعت الالئحة اإلعالمية التي وافق عليها المؤتمر الرابع لحزب‬
‫جبهة التحرير الوطني برنامج عمل يؤكد على ضرورة تنويع الصحافة الورقية‪ ،‬بإصدار صحف جهوية‬
‫وصحف متخصصة حتى تخلق حركية جديدة تدخل نفسا جديدا على الوضع اإلعالمي للصحافة الورقية‪،‬‬
‫فلقد تحقق منه بعض الشيء بإصدار يوميتين متتاليتين المساء باللغة العربية وباللغة الفرنسية‬
‫)‪ )Horizon‬سنة ‪1211‬م‪ ،‬ولكن هذا التحقيق كخطوة أولى لبد أن تتبعها خطوات أخرى تملئ الفراغ‬
‫الموجود في الميدان اإلعالمي‪.‬‬
‫وأخي ار لبد اإلشارة إلى نوعية الرسالة اإلعالمية في الصحافة الورقية‪ ،‬فلقد تبين مما سبق ذكره‪ ،‬أن‬
‫الصحافة الورقية فقدت جزءا كبي ار من مصداقيتها‪ ،‬وقد أشارت لئحة المؤتمر الرابع وتقرير اللجنة‬
‫المركزية حول اإلعالم إلى هذه الظاهرة السلبية‪ ،‬لذلك أشارت إلى ضرورة إقامة إعالم موضوعي من شأنه‬
‫أن يولد الثقة بين الصحافة الورقية وقرائها‪ ،‬ألن الرسالة الحقيقية لإلعالم وخاصة الصحافة الورقية هي‬
‫تزويد القارئ والمواطن بالمعلومات الكافية حول ما يجري في الوطن والعالم حتى يتمكنوا من الحكم على‬
‫‪1‬‬
‫األحداث وحتى يكون لهم موقف خاص منها‪ ،‬وبذلك المشاركة في جميع الميادين بفعالية وايجابية‪.‬‬
‫المرحلة الرابعة‪ :‬من ‪5441‬م إلى يومنا هذا‪ ،‬التي أعطت أحداث أكتوبر دافعا قويا للصحافة الوطنية‪،‬‬
‫فالمالحظ أن التغيير الذي شهدته الساحة اإلعالمية في الجزائر قد مس بنسبة كبيرة الصحافة الورقية‪ ،‬بعد‬
‫أن نادت العديد من األصوات وأكدت على ضرورة تسريح القنوات المسودة‪ ،‬وتوفير الظروف المالئمة‬
‫لحرية التعبير‪ ،‬فجاء الدستور فيفري ‪1212‬م وأقر التعددية الحزبية وفتح المجال للحريات الديمقراطية‪،‬‬
‫وظهرت التعددية اإلعالمية بصدور قانون اإلعالم ‪ 32 -23‬في ‪ 30‬أفريل ‪1223‬م‪ ،‬فتبلورت الصحافة‬
‫المستقلة وظهرت قنوات جديدة للتعبير عن مختلف اآلراء واألفكار‪ ،‬فلقد تجسدت الممارسة التعددية‬

‫‪-1‬‬
‫فرحات مهدي‪ ،‬دور الصحافة المكتوبة في تكوين الرأي العام في الجزائر "جريدة الشروق اليومي نموذجا"‪ ،‬رسالة ماجستير‬
‫)منشورة(‪ ،‬قسم اإلعالم والتصال‪ ،‬جامعة وهران‪ ،‬الجزائر‪ ،2313 ،‬ص ص ‪.23 -12‬‬
‫‪11‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الصحافة الورقية‪ ،‬النشأة والتطور‬

‫لإلعال م مع صدور القوانين والنصوص التنظيمية التي تفسر األحكام العامة وتحدد الضوابط التي يسير‬
‫عليها اإلعالم‪ ،‬ويمكن تلخيص هذه اإلجراءات التنظيمية القانونية فيما يلي‪:‬‬
‫*إصدار منشور ‪ 12‬مارس الذي سمح بتشكيل رؤوس أموال جماعية واستثمارها في مجال اإلعالم‪ ،‬كذلك‬
‫المصادقة على قانون اإلعالم ‪ 32/23‬المؤرخ في ‪ 0‬أفريل ‪1223‬م‪ ،‬المتضمن األحكام المتعلقة بحرية‬
‫التعبير والتعددية اإلعالمية‪ ،‬إضافة لوضع وسائل تنمية جديدة للتكفل بصالحيات السلطة العمومية‬
‫وضمان استقاللية المهنة وتمثيلها على مستوى مصادر القرار‪ ،‬أي و ازرة الثقافة والتصال‪ ،‬المجلس‬
‫األعلى لإلعالم والمجلس الوطني السمعي البصري‪ ،‬تنظيم عناوين صحافة القطاع العلم في شكل شركات‬
‫ذات أسهم مثل المساء وغيرها في إطار قانون ‪ 31/11‬المؤرخ في ‪ 12‬جانفي ‪1211‬م والقانون الخاص‬
‫بصناديق المساهمة‪ ،‬كما تم في ظل هذه القوانين إعادة تنظيم الوكالة الوطنية للنشر واإلشهار في شكل‬
‫مؤسسة عمومية اقتصادية منذ سنة ‪1212‬م‪ ،‬تنظيم األقسام الفنية التابعة لمؤسسات الصحافة الورقية‪،‬‬
‫مثل الشعب والنصر والجمهورية على شكل مؤسسات اقتصادية تتولى طباعة الصحف بمعنى القيام‬
‫‪1‬‬
‫بفصل المطابع عن الصحف‪.‬‬
‫لكن الحالة المضطربة التي عاشتها الجزائر منذ بداية التسعينات مع عدم الستقرار في الشارع‬
‫السياسي‪ ،‬أدت إلى بروز مشكالت وعقبات كبيرة في طريق الصحافة الجزائرية‪ ،‬أهمها‪:‬‬
‫حرمان الصحافة الورقية من الكفاءات الصحفية الشابة التي تضطرب إلى مغادرة البالد والتوقف عن‬
‫العمل الصحفي‪ ،‬المشكالت الفنية التي تتعرض لها الصحافة الورقية بسبب ارتفاع تكاليف اإلنتاج‬
‫والطباعة وعدم قدرتها على تحمل هذه النفقات في ظل الموارد اإلعالمية المحدودة‪ ،‬كذلك خضوع‬
‫الصحافة للرقابة الحكومية الصارمة بسبب حالة عدم الستقرار السياسي‪ ،‬إضافة لخضوع هذه الصحافة‬
‫لحالة من الضطراب الفكري الناشئ عن صراع الموقف والتجاهات المعبرة عن مصالح الفئات واألحزاب‬
‫والتيارات التي أفرزتها مرحلة التعددية السياسية والجزئية في الجزائر‪ ،‬والتي تتجلى في المعارك الصحفية‬
‫‪2‬‬
‫التي شهدتها هذه الصحافة‪.‬‬

‫‪ -1‬مرازقة إسماعيل‪ ،‬االتصال السياسي في ظل التعددية السياسية واإلعالم‪ ،‬رسالة ماجستير )منشورة(‪ ،‬قسم اإلعالم والتصال‪،‬‬
‫جامعة الجزائر‪ ،1222 ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪ -2‬تيسير أبو عرجة‪ ،‬دراسات في الصحافة والعالم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.242‬‬
‫‪10‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الصحافة الورقية‪ ،‬النشأة والتطور‬

‫‪-0‬الصحافة الورقية في الجزائر في ظل الظروف الراهنة‪:‬‬


‫هي ظروف تغيرت فيها كل المعطيات في جميع المجالت والتغيرات التي عرفتها البالد كتوالي‬
‫الحكومات‪ ،‬دخول الجزائر في اقتصاد السوق‪ ،‬التعددية الحزبية‪ ،‬األوضاع األمنية غير مستقلة‪ ،‬بروز‬
‫التيارات الفكرية المتنازعة فيما بينها‪ ،‬كل هذا انعكس على الصحافة الورقية‪ ،‬إذ تنوعت وتعددت وظائفها‬
‫وأهدافها‪ ،‬وفي ظل كل هذه التغيرات والمناخ السياسي التعددي برزت إلى جانب الصحافة الحكومية‬
‫التابعة للقطاع العام والصحافة الحرة‪ ،‬صحافة جديدة تهتم بمواضيع اإلشارة والترفيه والتسلية وأخبار‬
‫المشاهير والتي أسست نوع جديد يعرف باسم الصفراء ''صحافة اإلشارة'' إذ تعد قناة خاصة ببث من‬
‫خاللها أفكار وتوجهات أقل ما يقال عنها أنها بعيدة عن النوعية واإلعالم‪ ،‬لكن بالرغم من كل هذا ظلت‬
‫‪1‬‬
‫الصحافة األخرى تواصل مشوارها ووظائفها‪.‬‬
‫مما سبق يمكن القول أن التطورات التي شهدتها الجزائر جعلتها تمر عبر مراحل ظهرت على إثرها‬
‫تغيرات واصالحات سياسية كان لها انعكاساها على باقي القطاعات‪ ،‬غير أن في اآلونة األخيرة والجزائر‬
‫دخلت القرن ‪ 21‬قرن العولمة وانتشار النترنت نتجت عنه مشاريع عديدة‪ ،‬منها مشروع تعديل قانون‬
‫العقوبات المتعلق بالصحافة‪ ،‬اقترح تعديالت جديدة منها أثار األوساط الصحفية واألوساط السياسية‪ ،‬حيث‬
‫اعتبرت النقابة الوطنية للصحفيين القانون بمثابة قتل مبرمج للحريات‪ ،‬وبأن السلطة تسعى من خالله إلى‬
‫عودتها ألساليب الرقابة المسلطة على الصحافة‪ ،‬وهو ما تعكسه عملية مراجعة بعض مواد القانون التي‬
‫تكرس حرمان المجتمع من حرية التعبير‪ ،‬وقد تم بموجب ذلك انعقاد اجتماع للنقابات والجمعيات من أجل‬
‫وضع حد لمحاولت خنق الصحافة من قبل السلطة وأصحاب السياسة‪.‬‬

‫‪ -1‬فتيحة أوهايبية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.251‬‬

‫‪15‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الصحافة الورقية‪ ،‬النشأة والتطور‬

‫خالصة‬
‫من خالل هذا العرض يمكن استخالص‪ ،‬أن الصحافة الورقية كانت ول تزال من أهم وسائل اإلعالم‪،‬‬
‫واستطاعت عبر العصور أن تفرض نفسها كنمط اتصالي تماشى وواكب مختلف المراحل التاريخية‬
‫وخصائصها‪ ،‬فترك بصماته على ألسنة أهم الشخصيات الفاعلة‪ ،‬فلقد اعتبرت من أدوات الضبط‬
‫الجتماعي ووسلية من وسائل التنشئة الجتماعية‪ ،‬إل أنها قد تصبح عامل هدام ل بناء حينما تغير‬
‫مسارها من إظهار الحقيقية للمجتمع إلى التضليل والكذب وعدم اللتزام بالمصداقية في معلوماتها‪،‬‬
‫وبالتالي تنزلق بمستواها إلى أدنى المستويات‪.‬‬
‫دائما نجد أن لكل مجتمع خصوصيته التي تؤثر على مختلف األنظمة الفاعلة فيه‪ ،‬فالجزائر بلد له‬
‫خصوصيته الثقافية والتاريخية التي تتجلى في كل نظمه وعلى رأسها النظام اإلعالمي‪ ،‬وهذا األخير الذي‬
‫عرف أحداثا صحفية بارزة مثلت المراحل األساسية التي عرفتها الصحافة الجزائرية قبل الستقالل وبعده‪،‬‬
‫خاصة أنها لم تكن عص ار حياديا على الوضع العام في الجزائر‪ ،‬بل كانت هي األخرى من مخلفات‬
‫الستعمار الثقافي‪ ،‬والظروف السياسية والقتصادية التي عاشتها الجزائر بعد الستقالل أكسبها خصائص‬
‫ومميزات ل يمكن إخفائها‪ ،‬لعل من أهمها ارتباط الصحافة الورقية بالنظام السياسية في الجزائر وفي‬
‫العديد من المجتمعات األخرى‪ ،‬مما يعني أن الصحافة الورقية هي وليدة البيئة التي تصدر فيها‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬االنترنت والصحافة اإللكترونية‬
‫تمهيد‬
‫أوال‪ -‬االنترنت وسيلة إعالمية‬
‫‪ .5‬خصائص االنترنت‬
‫‪ .9‬الخدمات االتصالية لالنترنت‬
‫‪ .0‬استخدامات الصحافة لالنترنت‬
‫‪ .9‬مزايا وعيوب االنترنت‬
‫ثانيا‪ -‬جمهور وسائل اإلعالم‬
‫‪ .5‬نشأة جمهور وسائل اإلعالم‬
‫‪ .9‬خصائص جمهور وسائل اإلعالم‬
‫‪ .0‬أنواع جمهور وسائل اإلعالم‬
‫‪ .9‬وسائل اإلعالم‪ ،‬اتجاهات الجمهور‬
‫‪ .1‬النظريات المفسرة لجمهور وسائل اإلعالم‬
‫ثالثا‪ -‬مدخل عام للصحافة اإللكترونية‬
‫‪ .5‬الخليفة التاريخية للصحافة اإللكترونية‬
‫‪ .9‬خصائص الصحافة اإللكترونية‬
‫‪ .0‬أنواع الصحافة اإللكترونية‬
‫‪ .9‬خدمات ومعايير الصحافة اإل لكترونية‬
‫‪ .1‬النظريات المفسرة للصحافة اإل لكترونية‬
‫رابعا‪ -‬الصحافة اإل لكترونية في الجزائر‬
‫‪ .5‬نشأة الصحافة اإل لكترونية في الجزائر‬
‫‪ .9‬نماذج الصحافة اإل لكترونية في الجزائر‬
‫‪ .0‬المشاكل والصعوبات التي تواجه الصحافة اإل لكترونية في الجزائر‬
‫خالصة‬
‫الفصل الثالث‪:‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ االنترنت والصحافة اإللكترونية‬

‫تمهيد‬
‫أصبحت الصحافة اإللكترونية من أهم وسائل التصال في العصر الحديث‪ ،‬حيث يستمد منها الكثير‬
‫من األفراد األخبار والمعلومات عن طريق الطالع السهل عليها بواسطة شبكة النترنت‪ ،‬باستخدام‬
‫وسائط عديدة كالهاتف‪ ،‬جهاز الكمبيوتر وغيرها‪ ،‬هذا ما جعلها لها أهمية بالغة في حياة األفراد السياسية‬
‫والجتماعية والقتصادية وفي جميع نواحي الحياة‪ ،‬فهي وليدة التطورات الحاصلة في تكنولوجيا صناعة‬
‫الكمبيوتر‪ ،‬زادها ظهور شبكة النترنت صفة العالمية التي أسهمت بدورها في ظهور ما يسمى بالقارئ‬
‫اإللكتروني أو الصحفي اإللكتروني‪ ،‬وبالتالي أصبحت ظاهرة إعالمية جديدة ارتبطت مباشرة بعصور ثورة‬
‫تكنولوجيا التصال والمعلومات‪ ،‬وليصبح المشهد اإلعالمي والتصالي الدولي أكثر انفتاحا وسعة‪ ،‬حيث‬
‫أصبح بمقدور من يشاء اإلسهام في إيصال صوته ورأيه لجمهور واسع من القراء دون تعقيدات الصحافة‬
‫الورقية وموافقة الناشر في حدود معينة‪ ،‬وبذلك اتسعت الحريات الصحفية بشكل غير مسبوق‪ ،‬بعد أن‬
‫أثبتت الظاهرة اإلعالمية الجديدة قدرتها على تخطي الحدود الجغرافية بيسر وسهولة‪ ،‬لذلك استلزم التكيف‬
‫مع هذه الوسيلة الحديثة التي بدأت تهدد وجود واستم اررية الصحافة الورقية التقليدية‪ ،‬لهذا انقسم الباحثون‬
‫في رأيهم حيال هذه العالقة‪ ،‬لكن الثابت أن الوسائل تكمل بعضها البعض رغم الختالفات الواضحة‬
‫والموجودة‪.‬‬
‫وفي هذه الفصل سوف نتطرق إلى الصحافة اإللكترونية عامة ووفي الجزائر خاصة‪ ،‬بعدما شهدت‬
‫انتقال تدريجيا في مجال الصحافة من شكلها التقليدي وصول إلى اإلعالم الرقمي الحديث‪ ،‬ففي البداية لم‬
‫تكن هناك صحف إلكترونية خالصة في الجزائر لكن مع مرور الوقت بدأت تظهر إلى الوجود بعض‬
‫الصحف اإللكترونية المستقلة عن الورقية‪ ،‬وفي إطار كل هذه اإلشكاليات‪ ،‬يتمحور مضمون هذا الفصل‬
‫حول الصحافة اإللكترونية بداية بالعنصر األول النترنت وسيلة إعالمية يتضمن خصائص النترنت‬
‫والخدمات التصالية لالنترنت واستخدامات الصحافة لالنترنت ومزايا وعيوب النترنت‪ ،‬وفي العنصر‬
‫الثاني جمهور وسائل اإلعالم الذي يتضمن نشأة جمهور وسائل اإلعالم وخصائصه وأنواعه وكذلك‬
‫اتجاهات الجمهور في وسائل اإلعالم‪ ،‬واضافة إلى النظريات المفسرة لهذا الجمهور‪ ،‬والعنصر الثالث‬
‫مدخل عام للصحافة اإللكترونية يتضمن الخلفية التاريخية للصحافة اإللكترونية وخصائص وأنواع‬
‫وخدمات ومعايير هذه الصحافة‪ ،‬إضافة إلى النظريات المفسرة لها‪ ،‬والعنصر األخير المتمثل في‬
‫الصحافة اإللكترونية في الجزائر الذي يتضمن نشأتها ونماذجها وأخي ار المشاكل والصعوبات التي‬
‫تواجهها‪.‬‬

‫‪01‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ االنترنت والصحافة اإللكترونية‬

‫أوال‪ -‬االنترنت وسيلة إعالمية‪:‬‬


‫‪-5‬خصائص االنترنت‪:‬‬
‫لقد أحدث ظهور شبكة المعلومات العالمية (النترنت) ثورة معرفية في مجال التصالت واإلعالم‪،‬‬
‫وغيرت مفاهيم عديدة تتصل بالعمليات اإلعالمية‪ ،‬وقلبت العالم رأسا على عقب‪ ،‬حيث أمكن لها إتاحة‬
‫العديد من المفاهيم والنظريات التي ظلت لسنوات عديدة‪ ،‬واظهار مفاهيم جديدة تحاول تفسير عمليات‬
‫التصال الجديدة‪ ،‬بما فيها وسائل اإلعالم خاصة الصحافة التي حاولت إبعادها من شكلها التقليدي ونقلها‬
‫إلى عالم إلكتروني جديد‪ ،‬حيث أصبح من الممكن ظهور توقعات تشير إلى قرب انتهاء حضارة الورق‬
‫ليحل محلها ما يسمى بحضارة الوسائط المتعددة‪ ،‬فإلى جانب السمات التي تميز النترنت في سرعة‬
‫وضمان وانتشار المعلومات وتبادلها وسهولة الستعمال‪ ،‬فإن النترنت كوسيلة اتصالية تمتاز بمجموعة‬
‫من الخصائص تتمثل في يلي‪:‬‬
‫تعدد الوسائط المتمثل في تعدد عناصر المادة اإلعالمية الموجودة على شبكة النترنت من صوت‬
‫ونص وصور ثابتة ولقطات فيديو في منتج واحد أحيانا‪ ،‬وبسبب هذه السمة تكتسب شبكة النترنت‬
‫مميزات كل أنواع التصال‪ ،‬فهي تكتسب مميزات التصال الطباعي من خالل تقنية النص‪ ،‬وتكتسب ميزة‬
‫التصال اإلذاعي بالراديو من خالل تقنية الصوت‪ ،‬وتكتسب ميزة التصال التلفزيوني من خالل تقنية‬
‫‪1‬‬
‫الصورة ولقطات الفيديو والرسوم المتحركة وغيرها‪.‬‬
‫وهناك خاصية أخرى من أهم الخصائص التي تتميز بها شبكة النترنت وهي التفاعلية‪ ،‬وتتجلى هذه‬
‫السمة في كثير من األنماط التصالية عبر النترنت كالتخاطب الفوري وخدمات البريد اإللكتروني‪ ،‬فهي‬
‫تعد أحد القنوات التي يمكنها نقل رد فعل الجمهور إلى المرسل‪ ،‬وتمكنه من إدارة عملية التصال‪ ،‬فمن‬
‫خالل شبكة النترنت تم التحول والنتقال بين طرفي عملية التصال من مستقبل الرسالة إلى المرسل لها‬
‫خاصة من خالل منتديات التفاعل والحوار‪ ،‬حيث تمكن المتصفح لموقع ما من التحاور‪ ،‬األمر الذي‬
‫‪2‬‬
‫يعطي رجع الصدى سمة الفورية والمباشرة بالقياس إلى تأخره في وسائل اإلعالم األخرى‪.‬‬
‫كما نجد أن النترنت تتميز بالالتزامنية المتمثلة في إمكانية إرسال الرسائل واستقبالها في وقت مناسب‬
‫للفرد المستخدم‪ ،‬ول تتطلب من كل المشاركين استخدام نفس النظام في الوقت نفسه‪ ،‬فمثال في نظام البريد‬

‫‪ -1‬رضا عبد الواجد أمين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬


‫‪ -2‬محمد صالح سالم‪ ،‬العصر الرقمي وثورة المعلومات "دراسات في نظم المعلومات وتحديث المجتمع"‪ ،‬عين للدراسات والبحوث‬
‫اإلنسانية والجتماعية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،2332 ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪05‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ االنترنت والصحافة اإللكترونية‬

‫اإللكتروني يمكن للمستخدم إرسال واستقبال رسائل فورية‪ ،‬كما يمكنه استقبال رسائل في غير وقت‬
‫إرسالها‪ ،‬ويتم الحتفاظ بها في صندوق البريد الخاص به (‪ )in box‬لحين دخوله إليه‪ ،‬ويستطيع المستخدم‬
‫تأجيل إرسال رسالة لتصل إلى المرسل إليه في موعد محدد‪ ،1‬وانطالقا من هذه الرؤية تحقق النترنت‬
‫أنواع عدة من التصال‪ ،‬فهناك اتصال متزامن يكون من فرد إلى آخر ويكون حول موضوع محدد ويدخل‬
‫في تطبيقاته مختلف أنواع برامج المحادثة وأشكالها المختلفة مثال‪ :‬برامج الدردشة‪ ،‬كذلك هناك اتصال‬
‫غير متزامن يكون من مجموعة إلى مجموعة أفراد مثل المجموعات اإلخبارية وذلك حينما يرغب المستقبل‬
‫في الحصول على المعلومة باستخدام خدمات الويب الدولي‪ ،‬بروتوكول نقل الملفات‪ ،‬ويكون التصال هنا‬
‫من مجموعة أفراد إلى فرد‪ ،‬أو من فرد إلى فرد آخر إلى مجموعة‪ ،‬عندما يكون في حاجة للبحث عن‬
‫موقع للحصول على المعلومات‪.‬‬
‫هناك كذلك سمة أخرى تتمثل في النصية الفائقة (‪ )HTML‬وهي لغة برمجة تستخدم إلنشاء وثائق‬
‫نصوص مترابطة يمكن استخدامها في أجهزة الكمبيوتر‪ ،‬وأصبحت قياسية لهيكلة المعلومات ووضعها في‬
‫وثائق‪ ،‬وتحتوي وثائق النص المترابط على روابط تحيل القارئ إلى مواقع أخرى مشابهة‪ ،‬وتعني هذه‬
‫السمة سهولة تنقل المستخدم من موقع إلى آخر على الشبكة في الحال‪ ،‬وتقاس كفاءة الموقع بمقدار ما‬
‫‪2‬‬
‫يتضمنه من روابط بمواقع أخرى‪.‬‬
‫كذلك خاصية الالجماهرية أي أن الرسالة التصالية من الممكن أن تتوجه إلى فرد واحد أو إلى‬
‫جماعة وليس إلى جماهير ضخمة كما كان في الماضي‪ ،‬وتعني أيضا درجة التحكم في نظام التصال‬
‫‪3‬‬
‫بحيث تصل إلى الرسالة مباشرة من منتج الرسالة إلى مستقبلها‪.‬‬
‫إضافة إلى سهولة الستعمال وهي أحد أهم عوامل تفضيل مستخدمي النترنت لها‪ ،‬وزيادة إقبال‬
‫الجمهور عليها‪ ،‬حيث ل تتطلب اإلفادة من الشبكة بذل جهد جسدي وعقلي كبيرين لفهمها واستيعابها‪،‬‬
‫فالمرء ل يحتاج ألن يكون خبي ار معلوماتيا أو مبرمجا أو مهندسا حتى يتمكن من استخدام النترنت‪،‬‬
‫‪4‬‬
‫فبإمكان أي كان استخدامها بكل سهولة وسير‪.‬‬
‫وبالنظر إلى هذه الخصائص يتبين أن النترنت أحدثت ثورة في مجال اإلعالم والتصال‪ ،‬جعلت‬
‫الساحة اإلعالمية حاليا تشهد مناوشات أولية بين التلفزيون والنترنت‪ ،‬فبينما يرى التلفزيون النترنت‬

‫‪ -1‬علي عبد الفتاح كنعان‪ ،‬الصحافة اإللكترونية في ظل الثورة التكنولوجية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.51‬‬
‫‪-2‬‬
‫رضا عبد الواجد أمين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪ -0‬علي عبد الفتاح كنعان‪ ،‬الصحافة اإللكترونية في ظل الثورة التكنولوجية ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.52‬‬
‫‪ -6‬محمد صالح سالم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪09‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ االنترنت والصحافة اإللكترونية‬

‫مصد ار من مصادر معلوماته‪ ،‬تراه هي مجرد وسيط معلوماتي جديد يضاف إلى قائمة وسائطها المتعددة‪،‬‬
‫إل أن الواقع يطرح إمكانية تطور التلفزيون في إطار النترنت‪ ،‬من خالل التفاعل مع المواد التلفزيونية‬
‫وتوفير مرونة أكبر في انتقاء القنوات ومواد البرامج وتخزينها واعادة استخدامها‪.‬‬
‫‪ -9‬الخدمات االتصالية لالنترنت‪:‬‬
‫تعد النترنت شبكة واسعة لها العديد من الخدمات‪ ،‬تقدمها لمستخدميها في مجالت عديدة منها‪:‬‬
‫القتصادية والجتماعية والسياسية وغيرها‪ ،‬ول يختلف في أن هذه الخدمات اقتصادية بالدرجة األولى‪،‬‬
‫فهي تزداد فاعلية وسهولة مع التطور الذي يشهده النترنت‪ ،‬فالشبكة العنكبوتية تتميز بخدماتها الكثيرة‬
‫التي انفردت بها عن باقي وسائل التصال األخرى‪ ،‬مما يجعل اإلقبال عليها واسع من مختلف شرائح‬
‫المجتمع لغرض الستفادة من خدماتها الكثيرة والتي نذكر منها‪:‬‬
‫البريد اإللكتروني الذي يمكن المشتركون من تبادل المعلومات فيما بينهم‪ ،‬وهو أكثر الخدمات انتشا ار‬
‫واستخداما‪ ،‬حيث يتم إرسال الرسائل واستقبالها عبر الشبكة من مستخدم إلى آخر‪ ،‬وقد تكون الرسائل‬
‫عبارة عن وثائق أو مستندات أو رسائل عادية وغيرها‪ ،‬وقد تكون الرسائل عبارة عن وثائق أو مستندات أو‬
‫رسائل عادية وغيرها‪ ،‬وتتكون عناوين البريد اللكتروني في النترنت من جزأين‪ :‬األول هو صندوق البريد‬
‫الذي يسبق عالمة (@)‪ ،‬والثاني بعد العالمة تكون عادة اسم الحاسب اآللي الذي يستخدمه المشترك‪،‬‬
‫فالصحفي يستفيد من هذه الخدمة في إرسال موضوعاته إلى مكان عمله‪ ،‬وكذا إجراء المقابالت‬
‫والتحقيقات الصحفية على مستوى المحلي والعالمي‪ ،‬ومن أشهر الشركات التي تؤمن خدمة البريد‬
‫اإللكتروني على مرافقها الخاصة‪ ،‬نجد مايكروسوفت التي تؤمن خدمة بريد (‪ ،)Hotmail‬وشركة (‪)Yahoo‬‬
‫و(‪ )Gmail.com‬التابع لشركة )‪ ،1(Google‬فالبريد اإللكتروني له مزايا عديدة منها انخفاض التكلفة‬
‫المادية والسرعة في تبادل الرسائل‪ ،‬كما أنه بإمكان المستخدم استقبل الرسائل في الوقت الذي يناسبه وكذا‬
‫يعمل على تسهيل عمل المؤسسات‪.‬‬
‫كذلك نجد مجموعة األخبار التي تمثل مجموعة نقاش‪ ،‬تناقش من خالل الرسائل المتبادلة إلكترونيا‬
‫عبر النترنت العديد من المواضيع المختلفة‪ ،‬ولبد أن يكون مستخدمو هذه المجموعات على وعي تام‬
‫ببعض األمور الجتماعية المرتبطة بالمشاركة في نشاط هذه المجموعات‪ ،‬باإلضافة إلى معرفتهم‬
‫بالنواحي الفنية الخاصة بكيفية المساهمة في نشاط هذه المجموعات‪ ،‬وارسال وتلقي األفكار والرسائل‬

‫‪ -1‬غالب عوض التوايسة‪ ،‬االنترنت والنشر اإللكتروني‪ ،‬دار أسامة‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،2313 ،‬ص ‪.63‬‬
‫‪00‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ االنترنت والصحافة اإللكترونية‬

‫وغيرها‪ ،‬وتتألف المجموعات اإلخبارية من جميع أجهزة الكمبيوتر التي تتلقى المعلومات والرسائل التي‬
‫‪1‬‬
‫تبث عبر شبكة المجموعات اإلخبارية‪ ،‬وهي تعد بمثابة مجموعات أو منتديات نقاش إلكترونية‪.‬‬
‫نجد كذلك خدمة جوفر (‪ ،)Gopher‬يقوم بتسهيل عملية استخدام النترنت وهو يعتمد على عملية‬
‫البحث من خالل القوائم لقراءة الوثائق ونقل الملفات‪ ،‬ويمكنه اإلشارة إلى الملفات ومواقع (‪)Telnet‬‬
‫ومراكز معلومات (‪ )wais‬وغيرها‪ ،‬كما أنه يعتبر برنامج لتسهيل عمليات التخاطب والبحث عن‬
‫المعلومات‪ ،‬يستخدم على نطاق واسع في النترنت‪ ،‬إذ يستطيع المستفيد من خاللها القيام باستعراض‬
‫‪2‬‬
‫المعلومات دون أن يتوجب عليه أن يحدد سلفا أين توجد هذه المعلومات‪.‬‬
‫وهناك خدمة أخرى لالنترنت وهي الشبكة العنكبوتية العالمية للمعلومات (‪ WEBH‬أو ‪،)WWW‬‬
‫ظهرت الشبكة العنكبوتية الدولية ‪ www‬سنة ‪1221‬م على يد '' بيرنرزلي''‪ ،‬والويب هو ملف أو مجموعة‬
‫من الملفات يتم تخزينها في حاسوب خادم "‪ ،"Server‬يمكن الولوج إليها عبر شبكة النترنت‪ ،‬ولكل موقع‬
‫صفحة رئيسية تصمم غالبا لكي تكون الملف األول الذي يزوره المتصفح ليأخذ فكرة عامة عن مضامين‬
‫الموقع‪ ،‬لتضمن الملفات الموجودة بالموقع وصالت نصية أو رسومية يتم النقر عليها باستخدام جهاز‬
‫مدخالت‪ ،3‬فالشبكة العنكبوتية العالمية تعتبر أهم خدمة في النترنت من قبل أكبر الشركات خاصة‬
‫للترويج للخدمات والسلع وكذا من قبل األفراد‪.‬‬
‫هناك أيضا خدمة بروتوكول نقل الملفات (‪ ،)File Transfer PROT ocol.FTP‬يعتبر طريقة سريعة‬
‫لنقل الملفات (الكبيرة عادة) بين أجهزة الكمبيوتر البعيدة عن بعضها والموجودة في شبكة تستخدم‬
‫بروتوكول (‪ )TCP/IP‬مثل‪ :‬شبكة النترنت‪ ،‬وتستطيع هذه الخدمة أن تدخل على أي حاسب مضيف‬
‫‪4‬‬
‫مسموح لك بالدخول إليه وتنزل أيا من ملفاته وتحمله على الوحدة التخزينية بالحاسب الخاص بك‪.‬‬
‫نجد كذلك خدمة التصال الصوتي (‪ )VOIP‬والتي يكون فيها الصوت عبر النترنت‪ ،‬يعتمد على نقل‬
‫الصوت خالل بروتوكول النترنت‪ ،‬وبدأت هذه الظاهرة كأداة مساعدة ألنظمة الدردشة (‪ )IRC‬لنقل‬
‫الصوت في اتجاه واحد‪ ،‬انتشرت في السنوات األخيرة أنظمة عديدة من (‪ ،)VOIP‬وباتت سهلة الستخدام‬
‫وهي أقل تكلفة من استخدام الهاتف العادي وخاصة لمسافات طويلة‪ ،‬ومن أكثر األنظمة شعبية في مجال‬

‫‪-1‬بهاء شاهين‪ ،‬االنترنت والعولمة‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،1222 ،‬ص ‪.60‬‬
‫‪ -2‬فارس حسن خطاب‪ ،‬فضائيات العالم الرقمية العربية "نت نموذجا"‪ ،‬دار أيلة للنشر‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،2313 ،‬ص ‪.13‬‬
‫‪-0‬‬
‫صالح محمد عبد الحميد‪ ،‬اإلعالم الجديد‪ ،‬مؤسسة طيبة للنشر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،2311 ،‬ص ‪.130‬‬
‫‪ -6‬أحمد ريان‪ ،‬خدمات االنترنت‪ ،‬المجمع الثقافي‪ ،‬أبو ظبي‪ ،‬اإلمارات العربية المتحدة‪ ،2331 ،‬ص ‪.23‬‬
‫‪09‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ االنترنت والصحافة اإللكترونية‬

‫الصوت عبر النترنت هو نظام "سكايب"‪ ،‬وفي السنوات األخيرة انتشرت أنظمة أكثر تطو ار مثل "فيبر"‬
‫‪1‬‬
‫(‪.)Vibre‬‬
‫كذلك هناك خدمة "تلنت" (‪ ،)Telnet‬أو خدمة الربط عن بعد باستعمال برنامج (‪ ،)Telnet‬يتمكن‬
‫المستخدم من الدخول مباشرة لحواسيب أخرى على النترنت‪ ،‬إذ توفر هذه الخدمة المجال للعمل عن بعد‬
‫‪2‬‬
‫والتعامل اإللكتروني مع مركز أو مكتب العمل‪.‬‬
‫ونجد خدمة المحادثة التي تعتبر من الخدمات المثيرة جدا التي تتميز بها شبكة النترنت وتستلزم‬
‫للحصول على هذه الخدمة أحد برامج المحادثة‪ ،‬وهي تتيح التحاور مع أشخاص مختلفين في أماكن‬
‫مختلفة‪.‬‬
‫وهناك خدمة القوائم البريدية تمثل قوائم لعناوين بريدية إلكترونية لعدد من المشتركين‪ ،‬ولكل قائمة‬
‫عنوان خاص بها وموضوع أو خدمة يتبادل المشتركون الرسائل حول ذلك الموضوع أو الخدمة محور‬
‫المناقشة‪ ،‬فكل رسالة ترسل إلى تلك القائمة تتولى القائمة البريدية إرسالها إلى جميع عناوين المشتركين‬
‫المدرجين في القائمة‪ ،‬مما يسهل على المشترك متابعة الرسائل والبحث إضافة إلى الطالع على الجديد‬
‫فيما طرح‪ ،‬والقوائم البريدية من أهم الخدمات المنتشرة والمستخدمة بشكل كبير من قبل الهيئات األكاديمية‬
‫‪3‬‬
‫والتجارية‪.‬‬
‫وأخيرا‪ ،‬نجد خدمة محركات البحث التي تمثل برنامج حاسوبي مصمم للمساعدة في العثور على‬
‫مستندات مخزنة على شبكات معلوماتية‪ ،‬الشبكة العنكبوتية العالمية أو على حاسوب شخصي‪ ،‬ينبت‬
‫محركات البحث األولى اعتمادا على التقنيات المستعملة في إدارة المكتبات الكالسيكية‪ ،‬حيث يتم بناء‬
‫فهارس للمستندات تشكل قاعدة للبيانات تفيد في البحث عن أي معلومة‪ ،‬ويسمح محرك البحث للمستخدم‬
‫أي يطلب المحتوى الذي يقابل معايير محددة‪ ،‬ويستدعي قائمة بالمراجع توافق تلك المعايير‪ ،‬تستخدم‬
‫‪4‬‬
‫محركات البحث‪ ،‬مؤشرات وفهارس ومصادر منتظمة التحديث لتشغيل بسرعة وفعالية‪.‬‬

‫‪ -1‬فتحي حسين أحمد عامر‪ ،‬وسائل االتصال الحديثة من الجريدة إلى الفيسبوك‪ ،‬العربي للنشر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،2311 ،‬ص ‪.110‬‬
‫‪ -2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.110‬‬
‫‪ -3‬أحمد ريان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.66-61‬‬
‫‪ -4‬مروى عصام صالح‪ ،‬اإلعالم اإللكتروني "األسس وآفاق المستقبل"‪ ،‬دار اإلعصار للنشر‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن ‪ ،2315‬ص ‪.112‬‬
‫‪01‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ االنترنت والصحافة اإللكترونية‬

‫‪ -0‬االستخدامات الصحفية لالنترنت‪:‬‬


‫تتعدد أنواع الستخدامات الصحفية لالنترنت‪ ،‬ويمكن إجمالها في ما يلي‪:‬‬
‫الحصول على كم متدفق ومتجدد من األخبار الصحفية منم مصادر متعددة وبلغات متباينة وفي‬
‫مجالت متنوعة‪.‬‬
‫كذلك الحصول على عدد كبير من المعلومات والبيانات واألرقام واإلحصائيات المتوفرة على النترنت‬
‫من العديد من الجهات والمنظمات والدول واألفراد‪ ،‬ونجد كذلك استكمال معلومات الموضوعات الصحفية‬
‫وخلفياتها من بيانات وأرقام واحصائيات‪.‬‬
‫أيضا استطالع وجهات نظر المصادر الصحفية في الموضوعات الصحفية والتعرف على آرائهم‬
‫وأفكارهم وردود أفعالهم حول القضايا التي يطرحها عليهم الصحفي‪.‬‬
‫وهناك كذلك التصال بقواعد المعلومات ومحركات البحث وأرشيفات العديد من المنظمات والشركات‬
‫ووسائل اإلعالم والمكتبات والجامعات والمنظمات والستفادة منها في نواحي صحفية عديدة‪.‬‬
‫حاجز المهارات الصحفية التقليدية والنطالق بها إلى آفاق‬
‫ا‬ ‫كما نجد تطوير مهارات الصحفيين وكسر‬
‫رحبة من التغطية والتحليل وجمع المعلومات وصياغتها وتطوير أساليب الكتابة الصحفية واستخدام تقنيات‬
‫حديثة في المعالجة الصحفية‪ ،‬وتقديم منتجهم الصحفي بأشكال وصور متعددة ومتنوعة‪ ،‬في الوقت ذاته‪.‬‬
‫كذلك نجد استخدام النترنت كأرشيف خاص للصحفي يحوي موضوعاته الصحفية ومواعيده وعناوينه‬
‫الخاص ة واهتماماته وكتبه وقراءاته وغيرها‪ ،‬حيث تتوفر العديد من البرامج والخدمات التي تساعد على‬
‫استخدام النترنت كذاكرة مستقلة وأرشيف متحرك‪.‬‬
‫وهناك أيضا التصال بالمصادر الصحفية الكبرى من منظمات وشخصيات دولية ومشاهير‬
‫ومسؤولين‪.‬‬
‫ونجد كذلك النضمام إلى جماعات صحفية واخبارية يتبادل معها الخبرات الصحفية في موضوعات‬
‫شتى‪ ،‬وبما يساعد في تطوير مهاراته ومعارفه‪.‬‬
‫كذلك الستفادة من آلف القواميس والمراجع والموسوعات والدوريات المتوفرة على النترنت التي‬
‫تصنف معلوماتها بشكل يسهل الطالع عليه‪.‬‬
‫أيضا نجد استخدام الوسائل الحديثة في التغطية الصحفية مثل‪ :‬التغطية باستخدام الكمبيوتر التي تتيح‬
‫له جميع المادة الصحفية من قواعد البيانات الضخمة بشكل إلكتروني عبر جهازه الخاص وتحليلها‬
‫والكتابة عنها‪.‬‬

‫‪00‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ االنترنت والصحافة اإللكترونية‬

‫نجد كذلك استخدام البريد اإللكتروني في إرسال واستقبال الرسائل المخفية ولتجميع معلومات خلفية عن‬
‫الموضوعات الصحفية والشتراك في القوائم البريدية‪.‬‬
‫كذلك إرسال واستقبال المواد الصحفية من إلى جريدته ومصادره من أي مكان وزمان ودون تكلفة‬
‫‪1‬‬
‫تذكر‪ ،‬بطريقة تساعده على الستفادة من البيانات المتبادلة وتوثيقها وتصنيفه‪.‬‬
‫‪ -9‬مزايا وعيوب االنترنت‪:‬‬
‫تعد النترنت وسيلة من وسائل التصال الجماهيري‪ ،‬ولهذا فهي ل تختلف عن الوسائل األخرى في أن‬
‫تكون سالحا ذو حدين‪ ،‬وسيلة توظف أو تستخدم استخداما إيجابيا‪ ،‬أو استخداما سلبيا‪ ،‬فهي ككل وسيلة‬
‫إعالمية لها مزايا وعيوب‪ ،‬فكما أنها ساهمت في تطوير المجتمعات والرقي بها وساعدت في تسهيل‬
‫عملية التصال بين كل من المؤسسات واألشخاص‪ ،‬بحيث أصبحت جزءا من حياة المواطن العادي‪ ،‬إل‬
‫أنها في نفس الوقت وربما لسوء استخدامها خلق لها عيوبا‪:‬‬
‫لقد حظيت األجيال الراهنة بوسيلة النترنت فقد حققت لهم الكثير من المنافع المختلفة سواء كانت‬
‫اجتماعية‪ ،‬نفسية أو اقتصادية وغيرها‪ ،‬فأصبحت منصة اهتمام الشرائح الجتماعية العديدة بغية الستفادة‬
‫من مضامينها العلمية واألدبية والفنية وغيرها‪ ،‬لتحقيق مآرب أخرى‪ ،‬ومن أهم ما حققته النترنت من مزايا‬
‫لألفراد ما يلي‪:‬‬
‫استكشاف العالم ومتابعة كل ما يط أر عليه من مستجدات في جميع المجالت الثقافية والفنية والرياضية‪،‬‬
‫مما يخلق نوع من الستكشاف للعالم الخارجي‪.‬‬
‫كذلك تعلم في البيع والشراء عبر التجارة اإللكترونية وفي اإلنتاج والتسويق اإللكتروني‪.‬‬
‫تنمية مهارات الستطالع والتعلم الذاتي‪ ،‬حيث صاغت النترنت شكال جديدا للتعليم والتعلم الستكشافي‬
‫والمشوق‪ ،‬وهذا ما يؤدي إلى تنمية مهارة األسلوب التفاعلي والمشاركة بالمعلومات واآلراء والتجارب‪.‬‬
‫كذلك من اإليجابيات لالنترنت‪ ،‬تعلم اللغات األجنبية المختلفة من خالل البرامج والصفحات الموجودة التي‬
‫يمكن ألي فرد الولوج إليها‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫وتوجد كذلك ميزة تعلم مهارات التواصل والحوار مع الجنسيات المختلفة والطالع على ثقافات الشعوب‪.‬‬
‫ومن الفوائد اإليجابية كذلك لالنترنت والتي يمكن أن نتطرق لها من خالل دراسة أجريت في ال‪ .‬م أ‬
‫على ‪ 123‬شركة اتضح أن ‪ %11‬من هذه الشركات نفذت انترنت بالفعل‪ ،‬وأن ‪ %12‬تقوم بالتنفيذ‪،‬‬

‫‪ -1‬عبد األمير الفيصل‪ ،‬الصحافة اإل لكترونية في الوطن العربي‪ ،‬دار الشروق للنشر‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،2334 ،‬ص ص ‪.65-60‬‬
‫‪ -2‬عبد الفتاح بيومي حجازي‪ ،‬األحداث واالنترنت‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2334 ،‬ص‪.12‬‬
‫‪05‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ االنترنت والصحافة اإللكترونية‬

‫والباقي قيد الدراسة واتخاذ القرار‪ ،‬وقد لخصت الشركات التي نفذت الشبكة الفوائد التي اكتسبتها من‬
‫استخداماتها اإليجابية في ما يلي‪:‬‬
‫سهل وجود النترنت التصال بين المستخدمين والتعامل فيها بينهم ألداء العمل بكفاءة وفعالية‪ ،‬بمعنى‬
‫أن وجود النترنت حسن مستوى الرضا الذي يشعر به المستخدمون اتجاه عملهم من خالل التطبيقات‬
‫المختلفة التي تتيح لكل منهم إبراز دوره في الشركة من جهة‪ ،‬وتعاونه مع اآلخرين من جهة أخرى‪ ،‬فكانت‬
‫‪1‬‬
‫حصيلة وجود النترنت تحقيق توفير في النفقات‪ ،‬مع زيادة إنتاجية العمل كما ونوعا‪.‬‬
‫كما أن لالنترنت فوائد اتصالية كبنية ارتكازية للمؤسسات إدارة األعمال اإللكترونية‪ ،‬حيث تؤمن‬
‫الستخدامات العالمية لتكنولوجيا سهلة الستخدام وتكنولوجيا معيارية‪ ،‬يمكن تبنيها من قبل جميع‬
‫المنظمات‪ ،‬ويتم تبني واستخدام مثل تلك التكنولوجيا المعيارية بغض النظر عن نظم الحواسيب فيه‪ ،‬أو‬
‫أرضية تكنولوجيا المعلومات المعتمدة‪ ،‬وبعبارة أوضح فإن النترنت تزود األفراد والمؤسسات بتكنولوجيا‬
‫سهلة الستخدام‪ ،‬ومعايير باإلمكان تبنيها واستخدامها من جميع المؤسسات‪ ،‬فهي اتصال مباشر بين‬
‫األطراف المعنية بعمل إدارة المؤسسات من دون وجود وسطاء تؤمن وصول واسترجاع مباشر للمعلومات‬
‫من عدة آلف من المؤسسات والجهات المشاركة المنتشرة في مناطق مختلفة من العالم‪ ،‬فهي تؤمن‬
‫خدمات متواصلة ومستمرة وتكون متاحة ‪ 26‬ساعة في اليوم‪ ،‬باإلضافة إلى إمكانيات التوسع في قنوات‬
‫الربط والتخفيض في نفقات المراسالت التجارية في التكاليف التي يدفعها البائع والمشتري وما شابه ذلك‬
‫من تكاليف‪.‬‬
‫تقوم النترنت بتأمين بدائل سهلة الستخدام لتنسيق النشاطات مقارنة بالشبكات القطاعية الخاصة‪،‬‬
‫حيث تقلل من التعامالت التجارية للمنظمات‪.‬‬
‫كما ساعدت النترنت إلى الحد من وسطاء في إدارة األعمال‪ ،‬ومن الممكن أن تستخدم القدرات‬
‫التفاعلية للشبكة العنكبوتية في بناء عالقات وثيقة مع العمالء في التسويق ودعم المستهلكين‪ ،‬كما أن‬
‫العديد من نماذج األعمال اإللكترونية الجديدة والمبتكرة قد برزت وتوفرت على النترنت‪ ،‬بما في لك‬
‫الوجهات الفتراضية وصانعي البوابات‪ ،‬ومجهزي المحتوى اإللكتروني‪ ،‬ومبادلت البحث المباشر‬
‫ومؤسسات النشر ومجهزي الخدمة على الخط المباشر‪ ،‬وكذلك تؤمن النترنت قدرات التسويقية من خالل‬
‫‪2‬‬
‫عروض للمنتجات والخدمات والمعلومات الخاصة عبر الستخدام السهل والمثير للشبكة العنكبوتية‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد الفتاح التميمي‪ ،‬الشبكات المحلية واالنترنت‪ ،‬الشركة العربية للتسويق والتوريدات‪ ،‬مصر‪ ،2331 ،‬ص ‪.52‬‬
‫‪ -2‬عامر إبراهيم قندلجي‪ ،‬شبكة المعلومات واالتصاالت‪ ،‬دار المسيرة للنشر‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،2332 ،‬ص ‪.161‬‬
‫‪08‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ االنترنت والصحافة اإللكترونية‬

‫إضافة لما سبق ذكره‪ ،‬فهناك استخدامات إيجابية أخرى متنوعة وعديدة لالنترنت في مختلف‬
‫المجالت‪ ،‬حيث دخلت خدماتها مجالت التعليم والتجارة وأصبحت جزءا هاما من حياة المواطن العادي‪،‬‬
‫ومن بين هذه المستخدمات اإليجابية ما يلي‪:‬‬
‫نجد التعليم عن بعد فهو أحد الطرق الحديثة نسبيا مثال ما يحدث في الجزائر اآلن بسبب فيروس‬
‫كورونا لجأت الو ازرة إلى فرض التعليم عن بعد عن طريق النترنت‪ ،‬فهو نقل برنامج تعليمي من موضعه‬
‫في حرم مؤسسة تعليمية ما إلى أماكن متفرقة جغرافيا‪ ،‬وبذكر العالم "شاندر" أن التعليم عن بعد باعتباره‬
‫عملية تعليمية جوهرها يتمثل في كون الطالب يكون مفصول أو بعيدا عن المعلم بمسافة جغرافية‪ ،‬يتم‬
‫عادة تغطيتها باستخدام وسائل التصال الحديثة ووسائل النقل التعليمية اللكترونية‪ ،‬التي قد تشمل‬
‫األقمار الصناعية وأشرطة الفيديو واألشرطة الصوتية والحاسوب ووسائط الملتيميديا وغيرها من الوسائط‬
‫‪1‬‬
‫المتاحة لنقل المعلومات‪.‬‬
‫كذلك استخدام النترنت في المكتبات فنجد معظم المكتبات اليوم على اختالف أنواعها وأحجامها‬
‫أصبحت لها موقع إلكتروني عبر الشبكة العالمية‪ ،‬وأصبح باإلمكان الطالع على فهارسها انطالقا من‬
‫مكان تواجد المستفيد‪ ،‬وذلك بالعتماد على تقنية ‪ ، (online public access catalogue) opoc‬كما‬
‫تتيح شبكة النترنت إمكانية الحصول على الوثائق باستخدام تقنية ''‪ ،''FTP‬وهذا في إطار اإلعارة‬
‫المتبادلة بين المكتبات‪ ،‬وكذلك استخدامها في عملية البحث عن الوثائق في إطار عمليتي الختيار‬
‫‪2‬‬
‫والقتناء‪.‬‬
‫كذلك هناك التجارة اإللكترونية عبر النترنت‪ ،‬وهو جانب إيجابي آخر لالنترنت‪ ،‬التي تمثل مجموعة‬
‫‪3‬‬
‫متكاملة من عمليات اإلنتاج والتوزيع والتسويق وبيع المنتجات‪.‬‬
‫رغم المزايا العديدة التي تتمتع بها النترنت‪ ،‬إل أن لها الكثير من السلبيات التي تطغى‪ ،‬وعندما نقول‬
‫سلبيات فإن هذا ل يعود إلى الوسيلة بالدرجة األولى‪ ،‬إنما المستخدم الذي يعتبر السبب األول‪ ،‬ألن سوء‬
‫الستخدام من طرفه قد يعود بالسلب في أغلب األحيان‪ ،‬ومن بين سلبياتها ما يلي‪:‬‬

‫‪ - -1‬محمد محمود الحيلة‪ ،‬تكنولوجيا التعليم بين النظرية والتطبيق‪ ،‬دار الميسرة للنشر‪ ،‬األردن‪ ،‬عمان‪ ،2336 ،‬ص ‪.631‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-jacquession Alain, l’information des bibliothèque-historique, stratégies perspectives-cercle de la librairie,‬‬
‫‪paris,1995, p 232.‬‬
‫‪ -3‬أبو القاسم محمد أحمد‪ ،‬التسويق عبر االنترنت‪ ،‬دار األمين‪ ،‬مصر‪ ،2333 ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪04‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ االنترنت والصحافة اإللكترونية‬

‫ضياع الوقت خاصة بالنسبة لألفراد الغير متخصصين‪ ،‬حيث نسب كبيرة منهم ل يستخدمونها على‬
‫الوجه األكمل‪ ،1‬بمعنى أوضح يقضون معظم أوقاتهم في التجول عبر النترنت دون تحديد الهدف‪ ،‬وقد‬
‫تؤدي بهم إلى اإلدمان على بعض المواقع على النترنت وصعوبة التخلي عن هذه العادات السيئة‪،‬‬
‫كاإلدمان مثال على مواقع التواصل الجتماعي ولهذا السبب تم إنشاء مصحات أو مستشفيات على‬
‫مستوى الدول األوروبية لمعالجة هذا النوع من اإلدمان‪ ،‬كذلك احتوائها على مواقع ل أخالقية أو ما يسمى‬
‫باإلباحية اإللكترونية مما أدى إلى انتشار اآلفات الجتماعية والمحرمات التي اخترقت من جراء ما ينشر‬
‫عبر النترنت التي كسرت كل القواعد التي وضعتها المجتمعات خاصة اإلسالمية‪.‬‬
‫كذلك نجد التبعية اإلعالمية‪ ،‬حيث رسخت النترنت مفهوم التبعية اإلعالمية لمصادر األخبار‬
‫والمعلومات الغربية وطبيعة توظيفها‪ ،‬حيث استغلت خدماتها في العمل الدعائي المسيطر على‬
‫التكنولوجيا‪ ،‬الغرب عموما وأمريكا خصوصا‪ ،‬وبكل سلبياتها ومواقفها العدائية المعروفة من الشعوب‬
‫‪2‬‬
‫النامية ومنها العربية‪.‬‬
‫كذلك نجد عبر شبكة النترنت نشر معلومات تهدد استقرار المجتمع‪ ،‬وتعمل على بث الرعب فيه من‬
‫خالل تشجيع العنف واإلرهاب‪ ،‬وكمثال على ذلك الكتاب إرشاد اإلرهابيين‪ ،‬الذي استخدمت معلوماته‬
‫لتنفيذ عملية تفجير المبنى الحكومي بولية أوكالهوما األمريكية‪ ،‬إضافة إلى مسألة غسيل األموال‬
‫واختالسها وسرقة بطاقات الئتمان وغيرها‪ ،‬وقد حاولت بعض الدول وضع قوانين للحد من هذه المخاطر‬
‫الالأخالقية‪ ،‬حيث أقر الكونغرس قانون حماية األطفال من النترنت‪ ،‬وأصدرت تونس والسعودية مراسيم‬
‫‪3‬‬
‫واجراءات لمنع بعض المواقع‪.‬‬
‫نجد كذلك مشكلة المصداقية‪ ،‬فالمستخدم ل يستطيع تقييم مصداقية المعلومات التي يتحصل عليها‬
‫لضمان القيام بتغطية موضوعية فيما يتعلق بالصحفيين‪ ،‬أو بناء مواقف متزنة وموضوعية للمستخدمين‬
‫بشكل عام‪ ،4‬فالمعلومات على النترنت يمكن أن تضلل ول يمكن التأكد من دقتها ول معرفة مصادرها‬
‫ويمكن أن تزيف المعلومات أو تستخدم الدعاءات الملفقة‪.‬‬
‫كما أن لالنترنت مخاطر نفسية وصحية على المستخدم‪ ،‬فقضاء الباحثين واإلعالميين وقتا طويال في‬
‫البحث عبر النترنت عن مواضيع شتى قد يؤدي إلى عدم تركيزهم على الموضوع األصلي وفي ذلك‬

‫‪ -1‬عبد الرزاق محمد الدليمي‪ ،‬الصحافة اإل لكترونية والتكنولوجيا الرقمية‪ ،‬دار الثقافة للنشر‪ ،‬لبنان‪ ،2335 ،‬ص ‪.111‬‬
‫‪ -2‬عبد المالك ردمان الدناني‪ ،‬الوظيفة اإلعالمية لشبكة االنترنت‪ ،‬دار الراتب الجامعية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،2333 ،‬ص ‪.123‬‬
‫‪ -3‬أمين سعيد عبد الغني‪ ،‬وسائل اإلعالم والموجة الرقمية الثانية‪ ،‬إيتراك للنشر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،2331 ،‬ص ‪.110‬‬
‫‪ -4‬عامر إبراهيم القندلجي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.034‬‬
‫‪51‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ االنترنت والصحافة اإللكترونية‬

‫مضيعة للوقت‪ ،‬إضافة إلى اإلصابة ببعض األمراض النفسية أو ما يعرف بالصدمة النفسية أو‬
‫التكنوسترس)‪ ،(Techon stress‬التي تحدث القلق والغضب والنطواء على النفس‪ ،‬ناهيك عن األمراض‬
‫الجسمية كاإلصابة بالتعب المتكرر وتقوس‪ ،‬كما تعمل على تعطيل القدرات الذهنية للعقل البشري بشكل‬
‫ل يحتاج معها بذل جهد عقلي أو إبداع فكري‪ ،1‬وبالتالي هذه األعراض تقلل من دور الجهد العقلي‬
‫للصحفي‪ ،‬وقدرته على اإلبداع في التحليل والتفكير وقراءة ما بين السطور فيسود التقليد والروتين‪.‬‬
‫مما سبق ذكره‪ ،‬يمكن إرجاع السبب الرئيس وراء هذه السلبيات هو صعوبة رقابة شبكة النترنت‪ ،‬حيث‬
‫أصبح من السهل تبادل المعلومات بين األفراد والمؤسسات دون قيد قانوني‪ ،‬من دعايات التحريف‬
‫المقصود لألخبار ونشر معلومات محرض نشرها في وسائل اإلعالم المحلية‪ ،‬وقد حاولت بعض‬
‫الحكومات والهيئات المسؤولة وضع برامج واستخدام طرق وأدوات تخصص للقيام بهذه المهمة‪ ،‬وذلك للحد‬
‫من هذه المواقع التي تقوم بنشر مواد سيئة ومنافية للقيم ومعلومات تحدث هزات اجتماعية‪ ،‬كما لها‬
‫مخاطر تخلق العزلة الجتماعية بين األفراد‪ ،‬حيث أن النترنت أفقدت الوحدات التقليدية التي كانت‬
‫مسؤولة عن التنشئة الجتماعية‪ ،‬وأصبحت بديال عن التفاعل مع األقارب واألصدقاء‪ ،‬باإلضافة إلى دعوة‬
‫الميل إلى أفكار غربية متناقضة للقيم والتي تعرض بأساليب تبهر المراهقين مثل‪ :‬العالقات الغريبة الشاذة‬
‫والت شجيع على النتحار مثل لعبة الحوت األزرق التي أدت بالكثير من المراهقين إلى النتحار‪ ،‬وتعتبر‬
‫األخالق األكثر عرضة لشبح النترنت‪ ،‬إضافة إلى تأثيراتها السلبية على العالقات الجتماعية بين األفراد‬
‫خصوصا داخل األسرة‪ ،‬مما تؤدي إلى الحد من العالقات الجتماعية‪.‬‬
‫يمكن القول أن الطبيعة الدولية لشبكة النترنت تعني أنه ل يمكن الرقابة عليها‪ ،‬ولكن ل يعني هذا‬
‫بأنه ل يمكن عمل أي شيء حول مضمون النترنت‪ ،‬فالستراتيجيات المتاحة للتعامل مع هذه القضايا‬
‫المثارة على الشبكة والتي عرفتها هيئة اإلذاعة األسترالية )‪ (DBA‬تتمثل في‪:‬‬
‫تطوير قواعد األداء للمشتركين في النترنت‪ ،‬وتطبيق التشريعات والقوانين الحالية‪ ،‬أو إدخال تشريعات‬
‫معينة تحرم التعامل مع محتوى معين‪ ،‬مع إنشاء خطوط بريد إلكتروني سريع لتحديد المحتوى غير‬
‫القانوني‪.‬‬

‫‪ -1‬رضا عبد الواجد أمين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.12‬‬


‫‪55‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ االنترنت والصحافة اإللكترونية‬

‫كذلك تطبيق التطورات الفنية في الرقابة على وصول الصغار واألطفال إلى مضمون النترنت‪ ،‬من‬
‫خالل تحميل برمجيات تعلم وتصفية المحتوى غير المناسب‪ ،‬إضافة إلى تثقيف وتوعية المستخدمين بمزايا‬
‫‪1‬‬
‫ومضار النترنت‪.‬‬
‫وبالتالي شبكة النترنت استطاعت نقل اإلعالم غلى عصر معايشة الحدث باللحظة‪ ،‬كما كان لها أثر‬
‫عميق في تسريع العمل اإلعالمي‪ ،‬وتسهيله وتزويده بكافة المعلومات من خالل خدماتها وما تحمله من‬
‫ميزات‪ ،‬وهذا ما يفسر كثرة المواقع اإلعالمية وتزايدها بشكل كبير‪ ،‬واعتمادها كأداة رئيسية لجمع‬
‫المعلومات واألخبار‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬جمهور وسائل اإلعالم‬
‫‪ -5‬نشأة جمهور وسائل اإلعالم‪:‬‬
‫لم يتكون المفهوم الراهن لجمهور وسائل اإلعالم طفرة واحدة وانما مر بعدة مراحل‪ ،‬كان لكل واحد‬
‫منها األثر الكافي إلضافة عناصر أساسية وادخال تعديالت شكلية على مفهوم الجمهور‪ ،‬وهذا تبعا‬
‫للتطور التاريخي العام وتطور تقنيات التصال الجماهيري على وجه الخصوص‪ ،‬ومن هنا يمكن التطرق‬
‫إلى أهم تلك المراحل التي ساهمت في تكوين مفهوم الجمهور حيث حددها "قسايسية" في خمسة مراحل‬
‫مترابطة ببعضها البعض يمكن تحديدها فيما يلي‪:‬‬
‫المرحلة األولى تعتبر أهم مرحلة وأولها في تاريخ وسائل اإلعالم الحديثة‪ ،‬حيث تم اختراع حروف‬
‫الطباعة على يد العالم األلماني "جوتنبرغ" ما ساهم في ظهور "جمهور القراءة" بفضل إصدار النشريات‬
‫والصحف‪ ،‬وساد في تلك الفترة مصطلح "الجمهور العام"‪ ،‬وهو عبارة عن عدد غير محدود من الناس‬
‫يوجدون ضمن السكان ويختلفون تبعا لترتيبهم ومستوى تعليمهم وتطلعاتهم الفكرية والدينية‪.‬‬
‫في المرحلة الثانية كان للتطور الصناعي أثر كبير في تطوير الطباعة والتي ساهمت في تطوير‬
‫الصحافة وتسويقها‪ ،‬خاصة الصحافة الشعبية أو الموجهة إلى أفراد "المجتمعات الجماهيرية" التي بدأت‬
‫تتكون حول المدن الصناعية الكبرى‪ ،‬وفي هذه المرحلة بدأت الصحافة تتخذ شكلها الجماهيري الذي ل‬
‫يزال يالزم وسائل اإلعالم‪ ،2‬ومن هذا المنطلق نجد أن الصحافة هنا تغيرت وتطورت عن المرحلة األولى‪،‬‬
‫بفضل التطور الصناعي الذي كان له األثر والدور الكبير في تطويرها‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد محمد الهادي‪ ،‬تكنولوجيا االتصاالت وشبكات المعلومات‪ ،‬المكتبة األكاديمية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،2331 ،‬ص ‪.222‬‬
‫‪ -2‬علي قسايسية‪ ،‬المنطقات النظرية والمنهجية لدراسات المتلقي "دراسة نقدية تحليلية ألبحاث الجمهور بالجزائر"‪ ،‬أطروحة دكتوراه‬
‫)منشورة(‪ ،‬قسم اإلعالم والتصال‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2334 ،‬ص ص ‪.42 -44‬‬
‫‪59‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ االنترنت والصحافة اإللكترونية‬

‫وفي المرحلة الثالثة كان هناك عامل ثالث ساهم في الصياغة الحالية للجمهور ورسم معالمه الحديثة‪،‬‬
‫وهو ظهور وسائل اإلعالم اللكترونية‪ ،‬من إذاعة في عشرينيات القرن الماضي وتلفزيون في خمسينيات‬
‫القرن نفسه‪ ،‬إذ أصبح الجمهور غير محدد في المكان بعدما باعد البث اإلذاعي والتلفزيوني بين أفراد‬
‫الجمهور من جهة‪ ،‬وبينهم وبين المرسل أو القائم بالتصال من جهة ثانية‪ ،‬وظهر شكالن جديدان من‬
‫الجمهور ويتعلق األمر بجمهور المستمعين والمشاهدين‪.‬‬
‫أما بالنسبة للمرحلة الرابعة التي تتجلى في تبني مبادئ الديمقراطية السياسية التي تعتبر وسائل اإلعالم‬
‫وحرية الصحافة والحق في اإلعالم من مبادئها‪ ،‬حيث انعكس ذلك على درجة وعي المجتمع بأهمية‬
‫اإلعالم ودوره في السياسة والقتصاد والثقافة‪ ،‬فلم يعد يقتصر مفهوم الجمهور على مجرد القراء أو‬
‫مستمعين ومشاهدين‪ ،‬وانما يتضمن ناخبين يمتلكون سلطة تقرير المصير واختيار قادة بالدهم‪ ،‬وحتى‬
‫‪1‬‬
‫مستهلكين يتحكمون في سلوكهم الستهالكي‪.‬‬
‫وأخي ار المرحلة الخامسة التي تميزت بثورة تكنولوجيات التصال الحديثة‪ ،‬لم تكتمل بعد ولزالت آثارها‬
‫قائمة إلى يومنا هذا‪ ،‬ونجم عنها مصطلحات جديدة تم إطالقها على جمهور وسائل اإلعالم مثل‪:‬‬
‫مستعملي أو مستخدمي النترنت )‪ (inter nautes‬وجمهور الويب)‪ ،(web audience‬وجمهور على الخط‬
‫)‪ (online audience‬وحتى مصطلح الجمهور اللكتروني )‪ ،(e-audience‬هذه المصطلحات أعطت‬
‫للجمهور أبعادا جديدة تتجاوز الحدود السياسية والجغرافية والثقافية للبلدان والشعوب واألمم‪ ،‬هذا ل يخفى‬
‫على أحد منا أن هناك عدة عوامل ساهمت بشكل أو بآخر في تشكيل مفهوم الجمهور وتطويره‪ ،‬حيث‬
‫كان الهتمام بدراسات الجمهور منذ القدم محل اهتمام الكثيرين سواء من قبل مالكي وسائل اإلعالم أو‬
‫حتى رجال األعمال وصناع اإلشهار وحتى رجال السياسة‪ ،‬فالكل كان يبحث ما وراء الجمهور‬
‫المستهدف‪ ،‬وعن كيفية استقطاب أكبر عدد ممكن من الجمهور‪ ،‬فوسائل اإلعالم تسعى للحصول على‬
‫اإلعالنات من خالل كسب أكبر قدر ممكن من الجمهور‪ ،‬فيما يريد رجال القتصاد بيع سلعهم لهذا‬
‫‪2‬‬
‫الجمهور بأي ثمن أو وسيلة‪.‬‬
‫مما سبق ذكره‪ ،‬نجد بأن هناك عوامل أساسية أدت إلى ظهور وتكوين مفهوم الجمهور‪ ،‬ولول هذه‬
‫المراحل لما وصل مفهوم الجمهور إلى ما هو عليه في يومنا الحالي‪ ،‬بدأ بجمهور القراء الذي أدى إلى‬
‫ظهور على جمهور عام غير محدود ويختلف من حيث المستوى العلمي والديني‪ ،‬ثم بفضل التطور‬

‫‪ -1‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.41‬‬


‫‪ -2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.42‬‬
‫‪50‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ االنترنت والصحافة اإللكترونية‬

‫الصناعي الذي أدى إلى تطوير الطباعة‪ ،‬بدأت تتشكل الصحافة بجمهورها في المدن الصناعية الكبرى‬
‫مما أدى بها إلى تحديد شكلها الجماهيري الذي لزال ليومنا هذا‪ ،‬ثم أصبحت هناك وسائل إعالم‬
‫إلكترونية من إذاعة وتلفزيون‪ ،‬اللذان جعل الجمهور غير محدد في المكان بعدما كان في المرحلة األولى‬
‫محدد ضمن السكان المحددين ببيئة واحدة‪ ،‬وهنا بعدما كان الجمهور قارئ فقط أصبح جمهور مستمع‬
‫ومشاهد‪ ،‬هذا ما تطور في المرحلة الرابعة بعدما أصبحت وسائل اإلعالم لها الحرية والحق في اإلعالم‬
‫عن مبادئها‪ ،‬هنا زاد وعي المجتمع بأهمية اإلعالم من الناحية السياسية والقتصادية والثقافية‪ ،‬وبالتالي‬
‫تطور مفهوم الجمهور إلى ناخبين لهم الحق في تقرير مصيرهم والتحكم في السلوك الستهالكي‪ ،‬وفي‬
‫المرحلة األخيرة لم يقتصر الجمهور على مفهوم واحد بل حدثت ثورة تكنولوجيات التصال الحديثة ‪،‬‬
‫وأصبحت هناك مفاهيم عدة للجمهور من جمهور ويب وجمهور على الخط والجمهور اللكتروني‬
‫المتفاعل والواعي والمسيطر‪.‬‬
‫وفي هذا السياق‪ ،‬يمكن حصر العوامل التي كانت السبب وراء تطور دراسات جمهور وسائل اإلعالم‬
‫في أربعة عناصر‪:‬‬
‫أول عنصر الدعاية‪ ،‬حيث ارتبط ظهور دراسات الجمهور وتطورها باستعمال وسائل اإلعالم لغرض‬
‫الدعاية وبالخصوص الصحافة الورقية والسينما المتنقلة‪ ،‬وهذا في الفترة ما بين الحربين العالميتين األولى‬
‫(‪1211 -1216‬م) والثانية (‪1265 -1202‬م)‪ ،‬لتمس أكبر عدد ممكن من المجتمعات الجماهيرية‪،‬‬
‫حيث ساد العتقاد بأن ها مجرد تجمعات بشرية ل حول لها ول قوة ويمكن قيادتها والتأثير فيها بالكيفية‬
‫التي يرغب بها القادة األقوياء‪ ،‬وهذا ما خلق العديد من الدراسات التي تناولت التأثير المطلق لوسائل‬
‫اإلعالم على الجمهور‪ ،‬واستندت على نتائج األبحاث والتجارب السيكولوجية والسوسيولوجية وحتى‬
‫الفيزيولوجية والعرقية لمحاولة معرفة وتوظيف آليات قيادة الشعوب‪.‬‬
‫ثاني عنصر أل وهو اإلشهار‪ ،‬لقد كان له دور فعال في تنشيط دراسات الجمهور‪ ،‬سواء تعلق األمر‬
‫بالمعلنين عن السلع والخدمات المادية والغير مادية أو بالناشرين أي موزعي الرسائل اإلشهارية على‬
‫الجمهور‪ ،‬فحتى الدراسات التي تنجزها مراكز علمية أو أكاديمية غالبا ما تكون ورائها مصالح تجارية‪،‬‬
‫وحتى ظهور التكنولوجيات الحديثة عزز من الدراسات التي تهتم بالجمهور لغرض إشهاري خاصة مع‬
‫‪1‬‬
‫الويب‪.‬‬ ‫تعرض الجمهور للرسائل اإلشهارية عبر القنوات الفضائية ومواقع شبكة‬

‫‪ -1‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ص ‪.22 -21‬‬


‫‪59‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ االنترنت والصحافة اإللكترونية‬

‫وهناك كذلك أ هم عامل من عوامل تنشيط دراسات الجمهور والستجابة للديمقراطية وهو الرأي العام‪،‬‬
‫حيث تميل الحكومات على كسب تأييد رعاياها في الق اررات والمحافظة على قبول الرعايا ومصالحهم‬
‫تحسبا ألي انتخابات‪ ،‬حيث تخصص األحزاب السياسية ميزانيات معتبرة للمحمالت العلمية من خالل‬
‫تمويل الصحف ومختلف وسائل اإلعالم لغرض كسب الرأي العام‪ ،‬حيث كان ظهور دراسات الرأي العام‬
‫كالزمة لألنظمة الديمقراطية‪ ،‬ثم تلتها دراسات الجمهور مع انتشار وسائل اإلعالم كمظهر من مظاهر‬
‫ممارسة الديمقراطية‪ ،‬وقد تكاثفت دراسات الجمهور خالل النصف الثاني من القرن ‪ 23‬ضمن تطور‬
‫الدراسات اإلعالمية بصفة عامة‪ ،‬حتى أصبحت صناعة قائمة بذاتها ومتخصصة في قياس الرأي العام‬

‫واألحزاب‪.‬‬ ‫وتعمل لحساب الحكومات‬


‫وأخي ار الحتجاجات العلمية‪ ،‬حيث برزت الحاجة إلى دراسة جمهور وسائل اإلعالم دراسة معمقة‬
‫ألهداف علمية أكاديمية في النصف الثاني من القرن العشرين‪ ،‬بعد التقدم الهائل في الدراسات المتعلقة‬
‫بنظام مصادر الرسائل اإلعالمية ومضامينها ووسائل اإلعالم واآلثار التي قد تحدثها في سلوكيات‬
‫الجمهور‪ ،‬فالكم الهائل من الدراسات التسويقية وتوجهات الرأي العام وفرت جوا للمقاربات اإلمبريقية مما‬
‫دفع بالباحثين اإلعالميين إلى اختبار واعادة صياغتها من أجل إثراء مشروع النظرية العلمية لإلعالم‬
‫‪1‬‬
‫والتصال‪.‬‬
‫مما سبق ذكره‪ ،‬يمكن القول بأن لول هذه العوامل األساسية لما تطورت دراسات جمهور وسائل اإلعالم‬
‫فكل عامل أثر من جهة معينة‪ ،‬فالدعاية واإلشهار كان من أجل تعرض الجمهور للرسائل اإلشهارية عبر‬
‫القنوات الفضائية ومواقع النترنت‪ ،‬وبالتالي الهدف كان ربحي اقتصادي أكثر وبالنسبة للرأي العام كان‬
‫من أجل تحقيق الديمقراطية ومعرفة آراء الجمهور حول القضايا الراهنة لكي تكون الحكومة على دراية‬
‫بآراء شعبها خاصة خالل النتخابات‪ ،‬أما الحتياجات العلمية أكيد لهدف علمي والوصول إلى نظريات‬
‫علمية لإلعالم والتصال‪.‬‬
‫‪ -9‬خصائص جمهور وسائل اإلعالم‪:‬‬
‫لدراسة جمهور وسائل اإلعالم‪ ،‬لبد من التعرف على خصائص وسماته قصد التوصل لرغباته‬
‫وميولته‪ ،‬ومن أهم الخصائص والسمات التي تميز جمهور وسائل اإلعالم ما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬إلهام بوثلجي‪ ،‬الصحافة اإللكترونية الجزائرية واتجاهات القراء "دراسة مسحية لجمهور جريدة الشروق أون الين"‪ ،‬أطروحة‬
‫ماجستير )منشورة(‪ ،‬قسم اإلعالم والتصال‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2313 ،30‬ص ‪.20‬‬
‫‪51‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ االنترنت والصحافة اإللكترونية‬

‫الخصائص األولية أو العامة‪ ،‬وهي التي تتوفر في كل أفراد الجمهور بمستويات مختلفة‪ ،‬والتي ل دخل‬
‫للفرد في اكتسابها وغير قابلة للتغيير‪ ،‬مثل السن‪ ،‬الجنس‪ ،‬الساللة‪ ،‬مكان الزدياد‪ ،‬حيث شهدت هذه‬
‫المرحلة في بحوث اإلعالم اهتماما بهذه السمات وفئاتها‪ ،‬وهذا من خالل عالقتها بأنماط سلوك الجمهور‬
‫مع وسائل اإلعالم ومفرداتها ومحتواها‪.‬‬
‫وهناك الخصائص المكتسبة أو القابلة للتغيير‪ ،‬مثل اللغة والدين ومكان اإلقامة‪ ،‬والوظيفة والتعليم‬
‫والدخل والحالة الزوجية‪ ،1‬يمكن القول أن هذه الفئات لها دللت اجتماعية‪ ،‬حيث أن عناصر بعض‬
‫الفئات مثل السن والنوع والتعليم والدخل يمكن أن يتمايل في سلوكياتها اتجاه الرسائل اإلعالمية‪.‬‬
‫كما حدد "‪ "Maquail‬الخصائص الظاهرية للجمهور على النحو اآلتي‪:‬‬
‫الحجم الواسع (‪،)large Size‬حيث يتخذ شكل الجماهير حجما أوسع بكثير من األشكال األخرى‪ ،‬كذلك‬
‫التشتت )‪ ،)Dispersion‬إذ تتواجد عناصر الجماهير في أوضاع وأماكن متباعدة ما أكسب الجمهور بعدا‬
‫كونيا (‪ )Global‬مع الستعمال المكثف لتكنولوجيات التصال الحديثة وخاصة النترنيت‪ ،‬حيث أصبح‬
‫الجمهور غير محددا في المكان وأضفى عليه صفة التواجد الكلي في كل مكان وفي نفس الزمن‬
‫(‪ ،)Ubiquitous‬كذلك يكون أفراد الجمهور غير متجانسين األمر الذي يجعلهم متمايزين في احتياجاتهم‬
‫وادراكهم ومصالحهم واهتماماتهم وفي سلوكهم التصالي‪ ،‬فعناصر الجمهور غير معرفين بذواتهم‬
‫ومجهولون لدى بعضهم البعض من جهة‪ ،‬ولدى القائم بالتصال من جهة أخرى‪ ،‬كذلك هناك غياب‬
‫للتنظيم الجتماعي‪ ،‬حيث أن تباعد عناصر الجمهور وعدم معرفتهم ببعضهم البعض يفقدهم القدرة على‬
‫‪2‬‬
‫الجمهور‪.‬‬ ‫التوحيد والتضامن أو الدخول في تنظيمات اجتماعية بصفتهم كأفراد‬
‫وهناك الخصائص الجتماعية التي لها عالقة بالسلوك التصالي مع وسائل اإلعالم والتي تؤثر في‬
‫أنماط الستخدام والرضا واإلشباع وحدود تأثير وسائل اإلعالم‪ ،‬ونجد ما يلي‪:‬‬
‫العزلة والنتماء الجتماعي‪ ،‬ففي حالة غياب النتماء الجتماعي بين أفراد الجمهور‪ ،‬يصعب على‬
‫القائم بالتصال التوقع بسلوك أو رد فعل أفراد الجمهور المنعزلين‪ ،‬ألن سلوكهم في هذه الحالة العزلة‬
‫سوف يتمثل في سلوك الحشد الذي يصعب احتوائه في إطار المعايير العامة للمجتمع‪.‬‬
‫كذلك هناك جماعات النتماء‪ ،‬فالفرد ينتمي إلى جماعات عديدة سواء بصفة اختيارية أو جبرية‪ ،‬فهو‬
‫عضو في الجماعات السكانية جبريا‪ ،‬وينتمي أيضا خالل تاريخ نموه إلى جماعات أخرى اختياريا مثل‪:‬‬

‫‪ -1‬محمد عبد الحميد‪ ،‬دراسة الجمهور في بحوث اإلعالم‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،1220 ،‬ص ‪.04‬‬
‫‪ -2‬علي قساسية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.24‬‬
‫‪50‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ االنترنت والصحافة اإللكترونية‬

‫الجماعات التعليمية والتنظيمات السياسية وغيرها‪ ،‬فجماعة النتماء هي الجماعة المرجعية التي يشارك‬
‫فيها الفرد أعضاءها في الدوافع والميول والتجاهات‪ ،‬وتتمثل قيمهم ومعاييرهم في سلوكه الجتماعي‪.‬‬
‫كذلك من السمات الجتماعية‪ ،‬نجد األطر المرجعية والمعايير الثقافية السائدة‪ ،‬فالفرد انطالقا من‬
‫انضمامه لجماعة معينة وخالل مراحل حياته يكتسب العديد من المعارف والخبرات والمهارات نتيجة‬
‫تفاعله مع اآلخرين‪ ،‬وهي التي تمثل مرجعية ثقافية له تساعده في نظرته وتكون اتجاهاته نحو موضوع‬
‫‪1‬‬
‫معين‪.‬‬

‫‪ -0‬أنواع جمهور وسائل اإلعالم‪:‬‬


‫لم يتفق العلماء على حصر دقيق ألنواع الجماهير‪ ،‬واجتهد كل واحد على حسب اختصاصه في‬
‫إيجاد أنماط وأنواع جمهور وسائل اإلعالم‪ ،‬فهناك من حددها كما يلي‪:‬‬
‫الجمهور المفترض‪ ،‬وهو مجموع السكان المستعدين لستقبال عرض وحدة اتصال‪ ،‬أي الذين يمتلكون‬
‫الوسائل المادية والتقنية التي تمكنهم من استقبال الرسائل اإلعالمية لوسيلة معينة‪ ،‬فكل الذين يمتلكون‬
‫جهاز استقبال تلفزيوني أو إذاعي يشكلون الجمهور المفترض لهما‪ ،‬وجمهور الصحيفة يقاس غالبا بعدد‬
‫نسخ السحب والمبيعات والمرتجعات‪ ،‬أما جمهور الصحيفة اللكترونية المفترض فهم الذين يتوفرون على‬
‫جهاز كمبيوتر واشتراك دوري في النترنت‪.‬‬
‫وهناك كذلك الجمهور الفعلي‪ ،‬وهو يمثل مجموع األشخاص الذين استقبلوا فعال العرض اإلعالمي مثل‬
‫المشاهدين المواظبين على برنامج تليفزيوني معين والمستمعين المداومين على حصة إذاعية أو قراء‬
‫الصحيفة‪ ،‬خاصة المشتركين أو زوار موقع إلكتروني يسجل حضورهم بمجرد النقر ‪ Click‬على الرابطة‬
‫‪.link‬‬

‫أما بالنسبة للجمهور المستهدف‪ ،‬فهو جزء من الجمهور الفعلي الذي يتلقى الرسالة اإلعالمية بغض‬
‫النظر عن إدراكها وعن الموقف الذي سيتخذه منها‪ ،‬فهناك من أفراد الجمهور الذين يستجيبون للرسالة‪،‬‬
‫وهناك من يتجاهلونها تبعا لتطبيقاتهم مع احتياجاتهم ومصالحهم المادية واهتماماتهم الفكرية واإلعالمية‬
‫وقيمهم الثقافية والروحية ومعتقداتهم الدينية‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد عبد الحميد‪ ،‬دراسة الجمهور في بحوث العالم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.44‬‬
‫‪55‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ االنترنت والصحافة اإللكترونية‬

‫وهناك نوع آخر أيضا من أنواع الجماهير وهو الجمهور النشط‪ ،‬وهو الجزء الذي يتفاعل أي يستجيب‬
‫للرسائل اإلعالمية سواء باإليجاب من خالل اإلعالنات التجارية والحمالت النتخابية‪ ،‬أو بالسلب وهو‬
‫‪1‬‬
‫حياده‪.‬‬ ‫الجمهور الذي يحاول المرسل كسب وده أو على األقل ضمان‬
‫فيما يفضل باحثون آخرون التمييز بين نوعين اثنين من الجمهور وهما‪:‬‬
‫الجمهور العام لوسائل اإلعالم‪ ،‬وهو نوع الجمهور المتلقي الذي ينتمي إليه معظم أفراد الجمهور‪،‬‬
‫فالفرد في هذا الجمهور العام لوسائل اإلعالم غير متجانس وغير منظم وليس له إحساس بالعالقة مع‬
‫اآلخرين‪ ،‬وليس لديه معرفة بشيء مشترك بينه وبين اآلخرين‪ ،‬فهو في الحقيقة قد عرض نفسه على‬
‫وسائل اإلعالم الجماهيرية بصورة فردية وشخصية ومجزأة‪ ،‬وهو بذلك ل يحس بأي نوع من الرفقة مع‬
‫اآلخرين الذين يملكون نفس الهتمامات‪ ،‬وهو ل يفكر في نفسه كواحد من أي مجموعة مهما كان‪ ،2‬ومن‬
‫هنا يمكن القول‪ ،‬أن الغموض الجمهور العام لوسائل اإلعالم يتفاعل بشكل مستقل مع الرسائل اإلعالمية‪.‬‬
‫وهناك النوع الثاني‪ ،‬وهو الجمهور المتخصص لوسائل اإلعالم‪ ،‬على الرغم من أن هذا النوع من‬
‫جمهور وسائل اإلعالم منتشر ومجهول أساسا وغير متجانس في أغلب الحالت‪ ،‬إل أنه يتكون من‬
‫األفراد ذوي الهتمامات المشتركة أو التوجه الذي يدفع األفراد ألن يكونوا أعضاء في الجمهور نفسه‪ ،‬فإذا‬
‫اشتركت مثال مجموعة من أفراد ذوي اهتمامات ومصالح معينة في صحيفة ''وول ستريت جيرنال'' فإنهم‬
‫عادة يكونوا متجانسين وخاصة إذا وضعنا بعين العتبار الهتمام القتصادي على األقل‪ ،‬ومن ثم فهذا‬
‫الجمهور يعد متخصصا من حيث الهتمام بالقتصاديات‪ ،3‬ومن هنا يمكن القول أن أنواع جمهور وسائل‬
‫اإلعالم يختلف من باحث آلخر ولكل منهم تصوره‪ ،‬ويمكن استنتاج أن األنواع األقرب والشاملة للجمهور‬
‫هي التصنيف األول‪ ،‬ألن بالفعل الجمهور هو من يمتلك الوسيلة من أجل استقبال المادة اإلعالمية‪،‬‬
‫وكذلك هو الجمهور الذي يستقبل البرامج ويشاهدها‪ ،‬وهنا بالفعل فهو فعلي بدرجة كبيرة‪ ،‬فهذه البرامج‬
‫تكون مستهدفة لألفراد‪ ،‬وبالتالي قد يستجيبون لها أو يتجاهلونها كل حسب اهتماماته ومعتقداته ألن‬
‫التعرض لبرامج إعالمية يكون حسب الشباعات التي تحققها للفرد‪ ،‬فإذا استجاب لها فهو يعتبر فرد نشط‬
‫ومتفاعل واذ لم يستجيب لها فهو غير متفاعل ألن الستجابة تكون بالسلب واإليجاب‪.‬‬

‫‪ -1‬محمود منصور هبة‪ ،‬قراءات مختارة في علوم اال تصال بالجماهير‪ ،‬مركز اإلسكندرية للكتاب‪ ،‬مصر‪ ،2336 ،‬ص ‪.136‬‬
‫‪ -2‬محمد الصيرفي‪ ،‬اإلعالم‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬مصر‪ ،2332 ،‬ص ‪.122‬‬
‫‪ -3‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.122‬‬
‫‪58‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ االنترنت والصحافة اإللكترونية‬

‫*أهمية دراسة الجمهور‪:‬‬


‫يعتبر الجمهور الهدف األساسي والنهائي في عملية التصال‪ ،‬واذا لم يكن لدى القائم بالتصال فكرة‬
‫كاملة عن قدرات الجمهور العقلية وخصائصه النفسية العاطفية واألولية‪ ،‬فسوف يحد ذلك رمن مقدراته‬
‫على الوصول إليه واقناعه‪ ،‬مهما كانت الرسالة مهمة‪ ،‬ومهما كانت قدرات القائم بالتصال والوسيلة‪،‬‬
‫فهناك العديد من المتغيرات التي تؤثر على المضمون الذي سوف يعرض المتلقي نفسه إليه مثل‪ :‬تفكيره‬
‫وعواطفه وتعليمه وسنه وشخصيته ومزاجه وميوله‪ ،‬ودراسة الجمهور ل تعني التعرف عليه فقط من أجل‬
‫التوافق معه إذ لبد من مراعاة اسقاطه‪ ،‬فالكاتب في الصحيفة أو غيرها من وسائل اإلعالم ل يكتب‬
‫لنفسه بل لقارئ محدد‪ ،‬وهذا القارئ ل يقبل على القراءة إل إذا وجد أن الصحيفة تعكس اهتمامه ورغباته‬
‫وتوافق أرائه واتجاهاته‪ ،‬وردود الفل المتوقعة منه‪ ،‬لهذا السبب تهتم الصحف ووسائل اإلعالم األخرى‬
‫بالعمليات والقضايا والحوادث الشخصية والتربية كأحد عوامل الجذب لزيادة توزيع الصحف أو زيادة‬
‫اإلقبال والتعرض على أساس أن حب الستطالع لدى الجمهور يدفعهم أكثر لمعرفة ما يدور في البنية‬
‫األقرب‪ ،‬ولذا تعتبر خطوة تحديد معالم فئات الجمهور خطوة أساسية ولزمة لنجاح التصال الفعال مع‬
‫األخذ في العتبار بأهمية وانتساب المعلومات بدأ من الجمهور المستهدف‪ ،‬وذلك بهدف تقديم الرسائل‬
‫التصالية الفعالة التي تتناسب مع طبيعة الجمهور المستهدف وخصائصه‪ ،‬وقد بدأ الهتمام بجمهور‬
‫وسائل اإل عالم كموضع دراسة مستقل عن المواضيع اإلعالمية األخرى منذ ثالثينيات القرن الماضي مع‬
‫تعاظم اإلحساس بقوة التأثير البالغ التي تمارسها وسائل اإلعالم في عالقتها بالجمهور كأفراد وجماعات‬
‫نتيجة الخالصات التي كانت قد وصلت إليها الدراسات السيكولوجية والسوسيولوجية‪.‬‬
‫وي مكن أن نقسم بحوث الصحافة لجمهورها إلى نوعيين‪ :‬هناك دراسات عن جمهور القراء التي تقدم‬
‫مجموعة من المعلومات اإلحصائية‪ ،‬تسمح بتحديد توزع كل صحيفة بين كتلة الزبائن (الجمهور) حسب‬
‫أعمارهم وجنسهم وسكنهم ومهنتهم ودراستهم وأنماط معيشتهم وغيرها‪ ،‬وتعد الحاجة القتصادية لدراسة‬
‫األسواق هي الموجة األولى لمثل هذه الدراسات قبل الهتمام بالبحث العلمي‪ ،‬وهناك دراسات عن سببية‬
‫‪1‬‬
‫المطالعة وأجوائها‪ ،‬تهدف إلى تحديد سببية مطالعة القراء للصحف وكيفية هذه المطالعة بشكل أدق‪.‬‬
‫مما سبق ذكره‪ ،‬يتضح أن الجمهور يمثل أهمية مركزية في عملية التصال‪ ،‬ودون شك هو الممثل‬
‫الرئيس لالتصال الجماهيري‪ ،‬ألنه هو الذي يعطي لوسائل اإلعالم السبب في أن تكون اجتماعية وكذلك‬
‫يمنحها أهميتها في كل المجالت سواء السياسية أو القتصادية أو الجتماعية وغيرها‪.‬‬

‫‪ -1‬تيسير أبو عرجة‪ ،‬قضايا ودراسات إعالمية‪ ،‬دار جرير للنشر‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،2334 ،‬ص ‪.122‬‬
‫‪54‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ االنترنت والصحافة اإللكترونية‬

‫‪ -9‬وسائل اإلعالم واتجاهات الجمهور‪:‬‬


‫تشكل اتجاهات الناس تبعا للمعلومات واآلراء والحقائق التي يتعرضون إليها‪ ،‬فإذا كان فرد ما ل يعرف‬
‫شيئا عن موضوع ما‪ ،‬فال يمكن أن ينشأ لديه اتجاه نحو ذلك الموضوع‪ 1،‬وفي هذا السياق فوسائل اإلعالم‬
‫والتصال تلعب دو ار مهما في تكوين اتجاهات األفراد من خالل المعلومات والرسائل التصالية التي‬
‫تنتجها‪ ،‬حيث أكدت العديد من الدراسات واألبحاث على وجود عالقة وطيدة بين التصال وتغير اتجاهات‬
‫األفراد‪.‬‬
‫وفي هذا السياق‪ ،‬يرى "روجرز" أن اإلنسان يكيف تفكيره بما يمكنه من أن يرفض المعلومات التي ل‬
‫تتفق مع نظرته‪ ،2‬أي أن الشخص يتبنى األفكار والمعلومات والحلول والبدائل تبعا لقيمه واتجاهاته والتي‬
‫تساندها وتدعمها ول تتعارض معها‪ ،‬وهذا ما يعرف بالتعرض النتقائي‪.‬‬
‫ويميز الباحثون بين أربعة عناصر مهمة في وسائل اإلعالم والتصال تساهم في تعديل وتغيير‬
‫وتوجيه التجاه لدى الجمهور‪:‬‬
‫مصداقية مصدر الرسالة‪ ،‬حيث ينصب اهتمام الباحثين في علوم اإلعالم والتصال على دراسة المؤثر‬
‫الفاعل‪ ،‬وباعتباره مصدر الرسالة المكتوبة مثل الصحيفة‪ ،‬والشفوية التي تكون في اإلذاعة‪ ،‬والسمعية‬
‫البصرية التي تكون في التلفاز‪ ،‬ولذلك فهو سيستمر دوما في العمل على التأثير في اآلخرين بغية تغيير‬
‫اتجاهاتهم األصلية خصوصا إذا تعارضت مع قيم المؤسسة ومعاييرها‪ ،‬وقد بمصداقية المرسل استجالء‬
‫كافة العوامل التي يمكن أن تكون لها صلة بدرجة كفاءة مصدر الرسالة‪.‬‬
‫كذلك نجد الرسالة‪ ،‬التي تعتبر بمثابة المضامين المعبر عنها‪ ،‬علما بأنها تتفاوت بأنواعها وحتى‬
‫أشكالها‪ ،‬فنجد رسائل مكتوبة وأخرى شفوية‪ ،‬وهناك رسائل غير لفظية‪ ،‬فالحدث التصالي هو مجموع هذه‬
‫الرسائل الملفوظة وغير الملفوظة والتي تشكل المعنى اإلجمالي للمضمون التصالي‪ ،‬ولهذا فإن فالسفة‬
‫العهد القديم كانوا يهتمون بخصائص وصفات الرسالة‪ ،‬ومن بينهم أرسطو الذي تناول موضوع الرسالة من‬
‫خالل التركيز على عامل بناء الرسالة وعامل النطباع العام‪ ،‬وهو طرح يرتكز القول بأن جميع العوامل‬
‫المرتبطة بعملية صياغة المعلومات التي تتضمنها الرسالة تعتبر ذات قيمة في تحديد مدى الستجابة‪،‬‬
‫وبالتالي فعاليتها في سيرورة تغيير التجاه‪ ،‬ونظ ار ألن الرسالة لبد وان تنطوي على قدر كبير من التأثير‬

‫‪ -1‬محمد مزيان‪ ،‬القيم واالتجاهات في علم اإلعالم واالتصال‪ ،‬دون دار نشر‪ ،‬الجزائر‪ ،2335 ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪ -2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪81‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ االنترنت والصحافة اإللكترونية‬

‫في اآلخرين حتى تقبل دون نقد‪ ،‬فإنه يتعين عليها تجنب إثارة أي إحساس بالشك‪ ،1‬وفي هذا المقام يرى‬
‫أصحاب هذه النظرية أنه ل شك أن الرسائل الهادفة إلى التأثير تختلف في قدرتها على إحداث التغيير‬
‫في التجاهات‪.‬‬
‫ويقف نجاح الرسالة في تغيير التجاهات حول ثالث عناصر وهي‪:‬‬
‫أولها بناء الرسالة الذي يعد من بين العوامل األساسية المؤثرة في الرسالة‪ ،‬حيث أنه إذا توفرت الرسالة‬
‫‪2‬‬
‫على الخصائص مرضية ومستحبة‪ ،‬فإن تغييرها قد يزيد في شدة التجاه التحضيري‪.‬‬
‫وهناك انطباع الرسالة العام‪ ،‬بحيث النطباع العام الذي تحدثه الرسالة العامة على الجماهير له أثر‬
‫بالغ في تكوين اتجاهاتهم‪.‬‬
‫وأخي ار مستقبل الرسالة‪ ،‬حيث يؤكد غالبية الباحثين على الدور المهم لخصائص المتلقي أو مستقبل‬
‫الرسالة الذي يحاول إدراك محتوى المضمون المعبر عنه في الرسالة التصالية ومقارنتها بما يملك من‬
‫خبرات اتصالية سابقة للتوصل للمعنى الحقيقي‪ ،‬والقيام بدور تبادلي مع المرسل من خالل عمليات‬
‫اإلدراك والتعبير‪ ،‬ولبد للمتلقي من معرفة أولية بالنظام الرمزي حتى يمكنه الشتراك وبفعالية في العملية‬
‫التصالية‪.‬‬
‫ثاني عنصر وهو سمات تغيير التجاه‪ ،‬نجد أن تغيير الجمهور لتجاهاته قد يكون نتيجة للحصول‬
‫على معطيات ومعلومات جديدة متعلقة بالموضوع‪ ،‬ومن هذه السمات نجد النشاط التصالي الذي يقوم‬
‫على أن التغير في مميزات التجاهات السابقة يحدث نتيجة اإلرسال والحصول على بيانات ومعلومات‬
‫جديدة‪ ،‬أما السمة الثانية فترتكز على الموقف التصالي الذي اكتسبت فيه المعلومات نوعا ومصدرا‪ ،‬وهذا‬
‫يعني التغيير الذي ط أر على خصائص الموقف‪.‬‬
‫والعنصر الثالث الذي يقوم على تغيير التجاهات لدى الجمهور وهو عنصر التأثير‪ ،‬الذي يترك آثا ار غير‬
‫مباشرة من خالل العالقات والتعاون الجماعي وفق نظام يحقق شبكة التفاعالت أو ما يعرف بالتأثيرات‬
‫المتبادلة‪ ،‬فهذا التفاعل ضروري‪ ،‬يحقق لنا إمكانية دراسة جميع المشكالت المتعلقة بمختلف التأثيرات‬
‫وحالتها المتباينة وآليات خاصة والتي يمكن أن تتناول مضامين يمكن مطابقتها‪ ،‬وأن مسألة مقاومة‬

‫‪-1‬‬
‫المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪ -2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪85‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ االنترنت والصحافة اإللكترونية‬

‫الرسالة القناعية قد ل يمكن إرجاعها غلى عامل الهروب من قدر التأثير بمواجهة حملة إقناع خاصة‬
‫‪1‬‬
‫تستند إلى عدة تأثيرات‪.‬‬
‫‪-1‬النظريات المفسرة لجمهور وسائل اإلعالم‪:‬‬
‫هناك عدة دراسات ونظريات اهتمت بتفسير جمهور وسائل اإلعالم وتحديد خصائصه‪ ،‬هي نظريات‬
‫تتكامل فيما بينها بشكل يعطي نمطية وصفية للجمهور‪ ،‬بهدف تصنيفه وفق فئات ديمغرافية وتحديد‬
‫أساليب اتصاله‪ ،‬ل يسهل في النهاية تحليل واقعة في سياقاته المختلفة‪ ،‬ومن هذا المنطلق يمكن تحديد‬
‫نظريات جمهور وسائل اإلعالم فيما يلي‪:‬‬
‫نظرية الحدث التاريخي‪ ،‬فهي تتضمن عنصرين هامين‪ ،‬األول يتعلق بتاريخ وسيلة اإلعالم نفسها أي‬
‫مدة ظهورها‪ ،‬حيث أن هذه الوسائل تطورت تاريخيا بالتدرج في توجهها لجماعات اجتماعية معينة قبل أن‬
‫تتوسع لجماعات أخرى‪ ،‬بمعنى أنها كانت موجهة اهتماماتها نحو فئة معينة ثم توسعت لتشمل جماعات‬
‫أخرى‪ ،‬أما العنصر الثاني فيشمل نجاح بعض وسائل اإلعالم في تكوين هوية أو شخصية إعالمية مميزة‬
‫تتجه لنوع معين من الجمهور‪ ،2‬حيث تعنى هذه النظرية بتفسير نوعية جمهور الوسيلة اإلعالمية من‬
‫خالل تحليل مضمون العرض الذي تقدمه وهو مرتبط بمجرى الزمن‪ ،‬ألن التاريخ يلعب دو ار مهما في‬
‫تكوين حجم ونوعية جمهور الوسيلة اإلعالمية‪ ،‬لكن يمكن القول هنا أن ليس بالضرورة مكانة وسيلة‬
‫معينة يكون مرتبط بتاريخ ظهورها‪ ،‬فنجد مثال الصحافة اللكترونية رغم ظهورها بعد الصحافة الورقية إل‬
‫أن لها شعبية واستخدام أكثر بالنسبة للجمهور من الصحافة التقليدية‪ ،‬وبالتالي أصبحت هي المسيطرة من‬
‫الوسائل األخرى‪.‬‬
‫نظرية الفروقات الفردية‪ ،‬التي تقوم على أن جمهور وسائل اإلعالم يأتي نتاجا لعمليات عديدة من‬
‫الختيار الشخصي المبني على اختالف األفراد في أذواقهم واهتماماتهم وحتى الفرص المتاحة أمامهم‪،‬‬
‫ومن هذا المنطلق‪ ،‬فقوانين العرض والطلب تعمل على تأكيد حصول الجمهور على ما يريده من وسائل‬
‫اإلعالم‪ ،‬وتزداد وجاهة هذا المنظور في ظل المنافسة الشديدة بين وسائل اإلعالم المختلفة في صراعها‬
‫من أجل اجتذاب أكبر عدد من الجمهور‪ ،‬وتفترض هذه النظرية أن مختلف المضامين اإلعالمية المنتجة‬
‫بناءا على الخبرة والدراسات الميدانية سوف تكون محل إعجاب قطاعات متوقعة من الجمهور‪ ،3‬في هذا‬

‫‪ -1‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.126‬‬


‫‪-2‬علي قسايسية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪ -3‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪89‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ االنترنت والصحافة اإللكترونية‬

‫السياق‪ ،‬يمكن القول أن هذه النظرية واقعية بدرجة كبيرة‪ ،‬ألن الجمهور يختار الوسيلة اإلعالمية‬
‫ومواضيعها بناء على رغباته وميولته وما توفره تلك الوسيلة من إغراءات لجذبه وما تحققه من اشباعات‬
‫له‪ ،‬ألن األفراد يختلفون من حيث الذوق والهتمام‪.‬‬
‫إضافة لنظرية اختالف مصادر الترفيه‪ ،‬فالستعدادات والفائدة من استقبال الرسائل اإلعالمية أكثر من‬
‫تركيزها على المحتوى أو الختيار النشيط للمحتوى من قبل الجماعات الجتماعية‪ ،‬حيث يتوقف ذلك‬
‫على ثالث عناصر وهي وقت الفراغ المتوفر والمستوى التعليمي ووفرة المال فمثال‪ :‬نجد أن استخدام الفرد‬
‫‪1‬‬
‫للصحافة اللكترونية يكون أقل جهد وتكلفة ووقت من استخدام الفرد للصحافة الورقية‪.‬‬
‫وكذلك النظرية الوظيفية‪ ،‬التي تقوم على أن الجمهور سيطلب ما يحتاج إليه من مواد إعالمية إلشباع‬
‫رغباته أو حل مشكالته‪ ،‬ومن ثم فإن كانت هذه الحاجات والرغبات والمشكالت انعكاسا لظروف اجتماعية‬
‫أو أحوال معيشية معينة‪ ،‬فإن الجمهور سيعبر عن الرتباط بين أنواع معينة من المضامين اإلعالمية‬
‫‪2‬‬
‫والحاجات النوعية لجماعات اجتماعية معينة‪.‬‬
‫كذلك نجد نظرية "هابرماس"‪ ،‬الذي اهتم فيها باتجاهات الجمهور حول وسيلة إعالمية معينة‪ ،‬فقام‬
‫بدراسة نقدية لوسائل اإلعالم‪ ،‬حيث اعتبر "هابرماس" أن وسائل اإلعالم والتصال تعد بمثابة وسيلة‬
‫مهيمنة للدولة ومؤسساتها البيروقراطية وتستخدم في خدمة أغراضها أو تكوين رأي عام يخدم برامجها‪،‬‬
‫وهذا من خالل أهميتها بالنسبة لوسائل الوعي الجماعي في المجتمع‪ ،‬كما حاول "هابرماس" توضيح‬
‫عالقة ذلك بالتجاهات‪ ،‬وايضاح كشف هذه الوسائل المهيمنة الرسمية وغير الرسمية‪ ،‬كما حاول‬
‫"هابرماس" ربط مصدر التطور التاريخي والعالقة السلبية واإليجابية بنوعية التجاهات في المجتمع‬
‫وعالقة ذلك بوسائل اإلعالم والتصال منذ نشأتها وحتى يومنا هذا‪ ،3‬يمكن القول هنا أن "هابرماس" رأى‬
‫أن الوسائل اإلعالمية تعمل على تكوين الرأي العام من خالل البرامج التي تبثها وتكون تخدم الدولة‬
‫بصفة خاصة‪ ،‬بالتأثير على رأي شعبها وتغيير اتجاهاته لصالحها‪.‬‬

‫‪ -1‬سامي الشريف‪ ،‬اإلذاعات والقنوات المتخصصة‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،2332 ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ -2‬علي قسايسية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪ -3‬الدسوقي عبده إبراهيم‪ ،‬وسائل وأساليب االتصال الجماهيرية واالتجاهات االجتماعية "تحليل نظري"‪ ،‬دار الوفاء لدنيا الطباعة‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2336 ،‬ص ‪.142‬‬
‫‪80‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ االنترنت والصحافة اإللكترونية‬

‫ثالثا‪ :‬مدخل عام للصحافة اإللكترونية‪.‬‬


‫‪ -5‬الخلفية التاريخية للصحافة اإل لكترونية‪:‬‬
‫أ‪-‬نشأة وتطور الصحافة اإل لكترونية في العالم‪:‬‬
‫يرى بعض الباحثين أو ولدة الصحافة اإللكترونية كان مع بداية السبعينات‪ ،‬وظهور خدمة "التلتكست"‬
‫عام ‪1224‬م‪ ،‬كثمرة تعاون بين مؤسستي )‪ ،(independent bbc and broadeasting‬ولقد شهد عام‬
‫‪1222‬م ولدة خدمة الفيديوتكست األكثر تفاعلية مع نظام ‪ Prestel‬على يد مؤسسة ‪(British Telecom‬‬
‫)‪ Authority‬البريطانية‪ ،‬وبناء على النجاح الذي أحرزته المؤسسات المذكورة في توفير خدمة النصوص‬
‫التفاعلية للمستفيدين‪ ،‬دخلت بعض المؤسسات الصحفية األمريكية منتصف الثمانينات على هذا الخط‪،‬‬
‫وبذلك بدأ العمل على توفير النصوص الصحفية بشكل إلكتروني إلى المستفيدين عبر التصال الفوري‬
‫ال مباشر‪ ،‬إل أن هاته المحاولت لم تلقى النجاح المطلوب‪ ،‬وتكبدت خسائر مالية قدرت حينها بـ ‪233‬‬
‫مليون دولر أمريكي‪ ،‬لذلك توقفت مشاريع هاته المؤسسات الصحفية‪ ،‬ويرجع المختصون البداية غير‬
‫الموفقة للصحيفة اإللكترونية إلى عدم توفر تقنيات متطورة بما فيه الكفاية لتسمح بوصول غير مكلف‬
‫وسهل إلى المحتوى اإللكتروني‪ ،‬زيادة على نقص الهتمام بهذا النوع من الخدمات اإلعالمية من قبل‬
‫المعلنين والمستفيدين على حد سواء‪ ،‬لكن مع بداية التسعينات تطورت تقنيات النشر اإللكتروني إضافة‬
‫إلى حاجة المستفيدين إلى الخدمات اإللكترونية‪ ،‬ولقد ارتبط نجاح خدمة التلتكست باعتمادها على جهاز‬
‫التلفزيون‪ ،‬أما نجاح الصحيفة اإللكترونية في انطالقتها الثانية فمرتبط بتوفر جهاز الحاسب اآللي‬
‫‪1‬‬
‫وتطوره‪.‬‬
‫وكانت أول صحيفة إلكترونية تقدم خدماتها للجمهور وهي "كولومبس ديسباتش" أما الصحف األخرى‬
‫فتشمل "واشطن بوست" و"نيويورك تايمز"‪ ،‬إل أن هذه الصحف توقفت سنة ‪1212‬م‪ ،‬بعد انفضاض‬
‫الشراكة مع شركة "كومبريسيف"‪ ،‬وتبع ذلك ظهور خدمات صحفية في قوائم األخبار اإللكترونية مثل "ألبي‬
‫‪2‬‬
‫بي سي" في سنوات ‪1215‬م و‪1211‬م‪.‬‬
‫وكان لمراكز أبحاث "مري كيوري" أثر بالغ في تطوير بعض الجرائد اإللكترونية مع البدايات األولى‬
‫لهذا النوع‪ ،‬حيث أتاح المركز صحيفة "سان جوزيه مركيوي نيوز )‪)San José Marcury News‬على الخط‬
‫المباشر عام ‪1220‬م‪ ،‬لتكون في مقدمة الجرائد اإللكترونية المنشورة على الويب‪ ،‬والتي أتاحت خدمات‬

‫‪ -1‬علي عبد الفتاح كنعان‪ ،‬الصحافة اإللكترونية العربية‪ ،‬دار اليازوري للنشر‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،4192 ،‬ص‪.24‬‬
‫‪ -2‬عبد األمير الفيصل‪ ،‬الصحافة اإللكترونية في الوطن العربي‪ ،‬دار الشروق للنشر‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،2334 ،‬ص‪.20‬‬
‫‪89‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ االنترنت والصحافة اإللكترونية‬

‫إضافية مثل أرشيف األخبار ولوحة النشرة اإللكترونية للقراء لالتصال بالمحررين وخدمات أخرى لم تكن‬
‫معروفة من قبل‪ ،‬كما أن صحيفة "إلكترونيك تلغراف" التي هي بمثابة نسخة إلكترونية من صحيفة "ديلي‬
‫تلغراف"‪ ،‬كانت من الصحف اإللكترونية األولى الرائدة في بريطانيا والتي ظهرت سنة ‪1226‬م‪ ،‬وتلتها‬
‫‪1‬‬
‫صحيفة التايمز في سبتمبر من نفس العام‪ ،‬حيث تضمنت أول ندوة نقاش تفاعلية‪.‬‬
‫في السياق نفسه‪ ،‬كانت الصحف اللكترونية سباقة إلى مرحلة "الكل الرقمي"‪ ،‬حيث تسارعت العديد‬
‫من الصحف والمجالت إلى حجز مكان لها على شبكة النترنت وهذا بالتعاون مع الشبكات التجارية مثل‬
‫أمريكا أون لين‪ ،‬بروديجي‪.‬‬
‫ونجد من بين العوامل التي ساهمت في انتشار النترنت خالل تسعينات القرن الماضي‪ ،‬أن الصحف‬
‫الورقية كانت تعاني من النخفاض المستمر في معدلت القراءة‪.‬‬
‫كذلك زيادة تكلفة اإلنتاج والتوزيع‪ ،‬وانخفاض عائدات اإلعالن بعد تحول المعنيين إلى وسائل‬
‫إعالن أخرى‪ ،‬أما الدوافع التي جعلت الصحف المطبوعة تدخل عالم النشر اإللكتروني واصدار طبعات‬
‫إلكترونية هي الصحف المطبوعة أرادت أن تحجز لها مكانا على الطريق السريع للمعلومات‪ ،‬كذلك نجد‬
‫أن بعض الصحف دخلت إلى هذا المجال تخوفا من أن تسبقها الصحف المنافسة‪ ،‬ولذلك فإن أغلب‬
‫الصحف الورقية أوجدت لها مكانا في النترنت من خالل النشر اللكتروني الذي ساهم في انتشارها‬
‫‪2‬‬
‫والتوسع في مجالت التوزيع‪.‬‬
‫خالل سنة ‪ ،1220‬انطلق أول موقع للصحافة اإللكترونية على النترنت كلية الصحافة والتصال‬
‫الجماهيري في جامعة فلوريدا وهو موقع ''بالوالتو أون لين'' (‪ ،)PALOALTO‬وبعدها جاء موقع بالوالتو‬
‫ويكلي (‪ ،)PALOALTo wikli‬لتصبح الصحيفة األولى التي تنشر بانتظام على الشبكة‪ ،‬وتعد هذه‬
‫الصحيفة أول النماذج التي دخلت صناعة الصحافة اإللكترونية بطريقة كبيرة ومتزايدة خاصة مع توفير‬
‫خدمة النترنت مجانا في الو‪.‬م‪.‬أ بالد العالم المتقدم‪ ،‬بحيث أصبحت الصحافة جزءا من تطور وتوزيع‬
‫شبكة النترنت‪ ،‬وقد بدأت غالبية الصحف األمريكية تتجه إلى النشر عبر النترنت خالل عامي ‪-1226‬‬
‫‪1225‬م‪ ،‬حيث زاد عدد الصحف األمريكية التي أنشأت لها مواقع إلكترونية من ‪ 43‬صحيفة نهاية‬

‫‪ -1‬شريف درويش اللبان‪ ،‬الصحافة اإللكترونية "دراسات في التفاعلية وتصميم المواقع"‪ ،‬الدار المصرية اللبنانية‪ ،‬مصر‪ ،2335 ،‬ص‬
‫‪.22‬‬
‫‪ -2‬رضا عبد الواجد أمين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.110‬‬
‫‪81‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ االنترنت والصحافة اإللكترونية‬

‫‪1226‬م إلى ‪ 115‬صحيفة عام ‪1225‬م‪ ،‬ثم إلى ‪ 041‬صحيفة في منتصف عام ‪1224‬م‪ ،1‬يمكن القول‬
‫أن انتشار الصحف على النترنت بدأ في الو‪.‬م‪.‬أ والمملكة المتحدة سنة ‪1226‬م‪ ،‬فالنترنت في هذين‬
‫البلدين ساهمت في فتح مجال واسعا لبروز المواقع اإللكترونية للصحف اإللكترونية‪.‬‬
‫تعتبر ''الواشنطن بوست'' أول صحيفة أمريكية مضامينها عبارة عن نشرة تعدها الصحيفة ويعاد‬
‫صياغتها‪ ،‬وفي كل مرة تتغير فيها األحداث مع مراجع وثائقية واعالنات مبوبة‪ ،‬وقد أطلق على هذا‬
‫المشروع ''الحبر الورقي'' وكان فاتحة لظهور جيل جديد من الصحف اإللكترونية التي تخلت للمرة األولى‬
‫عن الورق والحبر والنظام التقليدي للتحرير والقراءة لتستخدم جهاز الحاسوب وامكانياته الواسعة في التوزيع‬
‫عبر القارات والدول بال حواجز ول حدود‪ ،2‬وهنا يمكن القول أن النترنت أتاحت الفرصة للكلمة المكتوبة‬
‫بأن تخترق الحدود وأحدثت ثورة في مجال التصالت من خالل عملية النشر اإللكتروني للصحف‬
‫الورقية‪.‬‬
‫ففي سنة ‪1222‬م تمكنت صحيفتا ''لوموند'' و''ليبيراسيون'' من الصدور دون أن تتم عملية الطباعة‬
‫الورقية بسبب إضراب عمال مطابع الصحف الباريسية الصحيفتان صدرتا على مواقع في النترنت ألول‬
‫مرة وتصرفت إدارة التحرير بشكل طبيعي‪ ،‬كما أشارت المحطات اإلذاعية لما نشرته الصحيفتان كما تفعل‬
‫يوميا‪ ،‬حتى أن الصحيفتين أحسوا بشيء جديد وهو اختالف العالقة مع القارئ ألول مرة‪ ،‬فقد عرف مجال‬
‫النشر اإللكتروني للصحف ارتفاعا كبي ار‪ ،‬فخالل سنة ‪1221‬م نشرت مجلة (‪)Editor and Pulclisher‬‬
‫قائمة ب ـ ‪ 2152‬جريدة يومية وأسبوعية لها مواقع على الويب‪ ،‬من بينها ‪ 1262‬جريدة موجودة بالو‪.‬م‪.‬أ ‪،3‬‬
‫فمن خالل تتبع صدور الصحافة اإللكتروني نجد أن الو‪.‬م‪.‬أ استحوذت على مجال النشر اإللكتروني‬
‫وصنعت لنفسها الريادة في نسبة إصدار الصحف اإللكترونية عبر العالم‪.‬‬
‫وحول موضوع تزايد عدد الصحف اإللكترونية وانتشارها في العالم يقول الدكتور '' فيكي''‪ :‬لقد تزايدت‬
‫التجاه في الصحف على مستوى العالم إلى التحول للنشر اللكتروني بسرعة كبيرة‪ ،‬ففي عام ‪1221‬م لم‬
‫يكن هناك سوى ‪ 13‬صحف فقط على النترنت‪ ،‬ثم تزايد العدد حتى بلغ ‪ 1433‬صحيفة عام ‪1224‬م‪،‬‬
‫وقد بلغ عدد الصحف عام ‪ 2333‬على النترنت ‪ 6333‬صحيفة على مستوى العالم‪ ،‬كما أن حوالي‬

‫‪ -1‬عباس ناجي حسن‪ ،‬الصحفي اإل لكتروني‪ ،‬دار صفاء للنشر‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،2312 ،‬ص ‪.50‬‬
‫‪ -2‬عبد األمير الفيصل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.26‬‬
‫‪ -3‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪80‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ االنترنت والصحافة اإللكترونية‬

‫‪ %22‬من الصحف الكبيرة والمتوسطة في الو‪.‬م‪.‬أ قد وضعت صفحاتها على النترنت‪ ،1‬وبعديد من‬
‫الطرق أدخلت التكنولوجيا التصالية اإللكترونية الجديدة تغيرات غير مسبوقة على صناعة الصحافة‪،‬‬
‫فأدوات الكمبيوتر مثل معالجة الكلمات‪ ،‬وجمع الحروف إلكترونيا وتكنولوجيات اإلنتاج والنشر اإللكتروني‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫قد أضافت كفاءة وفعالية أكبر في صالت التحرير‪ ،‬غيرت من أدوات المحررين والمصممين‪.‬‬
‫هذه الميزات هي التي جعلت الصحافة اإللكترونية تسيطر على الجمهور من الصحافة التقليدية‬
‫وبالتالي تؤدي إلى عزوفهم عن الصحافة الورقية‪.‬‬
‫ويرى اتحاد الجرائد األمريكي أن التكنولوجيات الجديدة تعد ضمانا لنتعاش مستقبل صناعة الصحافة‪،‬‬
‫سواء تضمنت الوسائل الجديدة لهذه الصناعة أو خدمات الكمبيوتر المباشر أو تكنولوجيا األقراص‬
‫المدمجة أو أي تكنولوجيا ناشئة‪ ،‬فإن الجرائد يجب أن تؤمن مكانها كمصدر أولي للمعلومات بغض‬
‫‪3‬‬
‫النظر عن الوسيلة التي تقوم بتوصيل المعلومات من خاللها‪.‬‬
‫ومن هنا يمكن القول أنه بفضل النترنت أصبحت الصحف تنافس محطات التلفزيون والراديو‪ ،‬ألنها‬
‫تستطيع استثمار وسائل اتصال جديدة من نص‪ ،‬صوت‪ ،‬صورة‪ ،‬فيديو حتى ولو لم يكن هناك مردودية‬
‫مالية واضحة‪.‬‬
‫ب‪-‬نشأة وتطور الصحافة اإل لكترونية في الوطن العربي‪:‬‬
‫مواكبة للتطور والنقلة النوعية التي عرفتها الصحافة اإللكترونية على المستوى العالمي‪ ،‬كان لزاما على‬
‫الصحافة في الوطن العربي أن تساير هذا التطور‪ ،‬ويعتبر البعض أن النترنت أسرع وسيلة اتصال تبناها‬
‫العرب بعد أن نشأت في الغرب بسنوات قليلة‪ ،‬بالقياس إلى انتشار الراديو والتلفزيون في العالم العربي‪.‬‬
‫فمثلها حدث على المستوى العالمي من ولدة مواقع إخبارية إلكترونية‪ ،‬فقد نشأت بالمنطقة العربية عدة‬
‫مواقع إلكترونية بعضها تصنع الخبر‪ ،‬حيث تكتفي بإعادة نشره بعد استفادته من وكالت األنباء‪ ،‬وأخرى‬
‫تقوم بدور مكمل للدور الرئيسي للمحطات التلفزيونية والجرائد المطبوعة‪ ،‬وهذا النوع الذي يستقل بذاته‬
‫كليا‪ ،‬أي ل يوجد له مقابل في الصحافة التقليدية‪.‬‬
‫عندما دخلت النترنت إلى العالم العربي توسع الوجود العربي في الشبكة من جانب األفراد‬
‫والمؤسسات‪ ،‬فأنشأت الشركات والمؤسسات المالية واإلعالمية مواقع لها تعبر عن اهتماماتها‪ ،‬حيث‬

‫‪ -1‬صالح محمد عبد الحميد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.112‬‬


‫‪ -2‬شريف درويش اللبان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.22 ،21‬‬
‫‪ -3‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪85‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ االنترنت والصحافة اإللكترونية‬

‫تتواجد الصحف العربية على النترنت كنسخة إلكترونية للصحف المطبوعة اليومية أو األسبوعية في‬
‫أغلب األحيان‪ ،‬ويتم تحديث معظمها يوميا أو دوريا بالنسبة للصحف األسبوعية‪ ،‬كما تتواجد صحف‬
‫‪1‬‬
‫إلكترونية يعود الفضل في ظهورها إلى النترنت دون تواجد نسخ ورقية لها‪.‬‬
‫كان أول ظهور للصحافة العربية على شبكة النترنت في سبتمبر ‪1225‬م‪ ،‬أين صدرت أول نسخة‬
‫إلكترونية لصحيفة الشرق األوسط وكانت على شكل صور‪ ،‬والجريدة الثانية ''النهار'' اللبنانية في جوان‬
‫‪1224‬م‪ ،‬والثالثة هي ''الحياة'' التي صدرت في الفاتح من جوان في العام نفسه‪ ،‬والرابعة هي ''السفير''‬
‫اللبنانية وجريدة ''األيام'' البحرينية في أواخر عام ‪1224‬م‪ ،‬وفي فبراير سنة ‪1222‬م‪ ،‬ظهرت "الجمهورية"‬
‫كأول صحيفة مصرية على النترنت‪ ،‬ثم تلتها ''األهرام'' في أوت ‪1221‬م‪ ،‬وتليها بعد ذلك صحيفة‬
‫''األخبار'' في سنة ‪2333‬م‪ ،‬وهكذا فقد ازداد عدد الصحف العربية على شبكة النترنت‪ ،‬حيث تم رصد‬
‫أكثر من ‪ 053‬صحيفة ومجلة دورية عربية مع حلول سنة ‪2333‬م‪ ،‬وهو عدد قد تضاعف بعدها‪ ،‬حيث‬
‫‪2‬‬
‫لم يعد باإلمكان إحصاء الصحف العربية المتواجدة على النترنت حاليا لعدم توفر قاعدة بيانات دقيقة‪.‬‬
‫في هذا المقام رصد الدارسون للصحف العربية اإللكترونية عدة أهداف ألجلها أنشأت الصحف الورقية‬
‫مواقع لها وأوجدت لها مكانا على شبكة النترنت وأهمها ما يلي‪:‬‬
‫جذب جيل جديد من الشباب يتواصل مع النسخة المكتوبة‪ ،‬تحقيق أكثر انتشار للصحف الورقية‪ ،‬كذلك‬
‫تغطية نقص النسخ المكتوبة في بعض مناطق التوزيع من الداخل والخارج‪ ،‬مواكبة تقنيات النشر‬
‫‪3‬‬
‫اللكتروني وتحقيق عوائد مادية في اإلعالنات اإللكترونية‪.‬‬
‫تتواجد الصحف العربية على النترنت كنسخة إلكترونية للصحف المطبوعة اليومية أو األسبوعية‪ ،‬ففي‬
‫أغلب األحيان يتم تحديث معظمها يوميا أو دوريا بالنسبة للصحف األسبوعية‪ ،‬كما تتواجد صحف‬
‫إلكترونية يعود الفضل في ظهورها إلى النترنت دون تواجد نسخ ورقية لها‪ ،‬وتجدر اإلشارة هنا إلى أن‬
‫ظهور الصحافة العربية الخالصة على النترنت والتي ل تملك مقابال ورقيا كان متأخ ار نوعا ما‪ ،‬حيث‬
‫تعتبر صحيفة ''الجريدة'' أول صحيفة إلكترونية عربية خالصة صدرت في ‪2333‬م‪ ،‬تليها بعد ذلك جريدة‬
‫''إيالف'' اللبنانية التي انطلقت في ‪2331‬م من لندن‪ ،‬وتتمتع بعدة مزايا خاصة بالصحف اإللكترونية‪،‬‬
‫وتشير آخر اإلحصائيات لعام ‪2332‬م‪ ،‬التي قدمتها رابطة الصحف األمريكية إلى أن عدد مستخدمي‬

‫‪ -1‬حسنين شفيق‪ ،‬اإلعالم اإل لكتروني بين التفاعلية والرقمية‪ ،‬رحمة برس للطباعة والنشر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،2332 ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ -2‬إلهام بوثلجي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.61‬‬
‫‪ -3‬منار فتحي محمد‪ ،‬تصميم مواقع الصحف اإل لكترونية‪ ،‬دار العالم العربي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،2311 ،‬ص ‪.50‬‬
‫‪88‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ االنترنت والصحافة اإللكترونية‬

‫النترنت المتكلمين باللغة العربية وصل ‪ 5.21‬مليون أي نحو ‪ %5.2‬من تعداد المستخدمين في العام‪،‬‬
‫كما شهد عدد مستخدمي النترنت باللغة العربية أكبر وتيرة نمو في تاريخه بين عامي ‪ 2333‬و ‪2332‬م‪،‬‬
‫حيث بلغت نسبة النمو ‪ %20.1‬مما يدل على مستقبل جيد في عالم الصحافة اإللكترونية بالمنطقة‬
‫‪1‬‬
‫العربية‪.‬‬
‫وشهدت السنوات األخيرة‪ ،‬عشية ثورات الربيع العربي زرع بذور مرحلة جديدة في تطور الصحافة‬
‫اإللكترونية العربية‪ ،‬جاءت نتائجها في انبثاق دور أكبر وحضور أوسع للصحافة اإللكترونية في الحياة‬
‫العامة‪ ،‬ومساهمة كبيرة في بداية تشكل مجال عام جديد في العالم العربي مع الثورات والتحولت العربية‬
‫في عام ‪2311‬م‪.‬‬
‫وترصد أبرز مظاهر التحولت التي شهدتها هذه المرحلة ما يلي‪:‬‬
‫التوسع الكمي الكبير في الصحف اإللكترونية‪ ،‬حيث شهدت السنوات األخيرة تزايدا كبي ار في أعداد‬
‫الصحف اإللكترونية‪ ،‬فقد اكتمل وجود نسخة إلكترونية لمعظم الصحف اليومية واألسبوعية‪ ،‬وبات يظهر‬
‫وجود وسيلة إعالمية دون وجود موقع الكتروني يقدم خدمات إخبارية أو خدمات رقمية توفر المحتوى‬
‫الذي تقدمه الوسيلة اإلعالمية‪ ،‬فالتطور المهم هو التوسع الكمي الكبير في أعداد الصحف اللكترونية‬
‫غير المنتمية لوسائل اإلعالم التقليدية‪ ،‬وأصبح في كل بلد مئات الصحف من هذا النوع‪ ،‬وبلغ عدد هذه‬
‫الصحف في األردن في عام ‪ 2311‬نحو ‪ 633‬موقع إلكتروني إخباري‪ ،‬وتراجع إلى نحو ‪ 125‬موقعا بعد‬
‫تعديالت على قانون المطبوعات والنشر الذي أعاد تعريف المطبوعة الصحفية لتشمل الصحف‬
‫اللكترونية‪ ،‬وبالتالي تطلب منها الحصول على الترخيص الرسمي‪ ،‬وفي المغرب تنامى عدد الصحف‬
‫اللكترونية ووصل في عام ‪ 2312‬إلى نحو ‪ 533‬صحيفة الكترونية‪.‬‬
‫عشية اندلع أول ش اررة الربيع العربي كانت تونس تتمتع بأفضل بنية تحتية في التكنولوجيا الرقمية في‬
‫إفريقيا‪ ،‬وتجاوزت نسبة انتشار الهواتف المتنقلة ‪ % 22‬بينما الوصول إلى النترنت ‪ ،% 04‬وعلى الرغم‬
‫من البنية التكنولوجية المتقدمة فقد تعرضت الصحافة اإللكترونية في عهد ما قبل الثورة للقمع والتضييق‬
‫والمالحقة‪ ،‬وتضاعفت أعداد الصحف اإللكترونية أضعافا وأصبحت بالمئات ول يمكن تحديد إحصاء لها‬
‫حسب تقرير الهيئة العليا إلصالح اإلعالم ‪2312‬م‪ ،‬تكرر هذا األمر بسيناريوهات مختلفة في التطور‬
‫الكمي للصحافة اإللكترونية في مصر حيث شهدت تضاعفا كميا كبي ار ألعداد الصحف وتنوعها مع تزايد‬
‫عمليات الحجب‪.‬‬

‫‪ -1‬حسنين شفيق‪ ،‬اإلعالم اإللكتروني بين التفاعلية والرقمية ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪84‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ االنترنت والصحافة اإللكترونية‬

‫شهدت الصحافة اإللكترونية العربية ظهور صحف جديدة أكثر مهنية وأكثر قربا للمعايير الجديدة‬
‫لالحتراف الصحفي الرقمي التي باتت تنضج على المستوى العالمي‪ ،‬ففي عام ‪ 2312‬نما سوق‬
‫اإلعالنات الرقمية عالميا بنحو ‪ %12‬وبات يتجاوز التلفزيون‪ ،‬لكن أغلب هذه اإلعالنات تذهب إلى‬
‫شبكات التواصل الجتماعي وعلى رأسها الفيسبوك‪ ،‬بينما تذهب نسبة قليلة للصحافة اللكترونية‪،‬‬
‫وأصبحت اإلعالنات في العالم الرقمي تستخدم البرمجيات وخوارزميات الذكاء الصناعي لحجز اإلعالنات‬
‫الرقمية آليا‪ ،‬بدل من العملية التقليدية التي تقوم على طلبيات تقديم العروض والمفاوضات البشرية‪ ،‬وأوامر‬
‫اإلدراج اليدوي‪ ،‬األمر الذي يجعل النموذج القتصادي للصحف اللكترونية مفتوحا على خيارات متناقضة‬
‫بين الشعبوية والمهنية‪.‬‬
‫على الرغم من المكتسبات التي حققها التنظيم الرسمي لإلعالم في العالم العربي‪ ،‬في أجواء ثورات‬
‫الربيع العربي‪ ،‬إل أن هذه المرحلة الثانية من هذه التحولت قد شهدت انتكاسات في أكثر من بلد عربي‬
‫من خالل تشريع القواعد القانونية ذات الطابع الزجري التعسفي‪ ،‬والتي نالت بشكل مباشر الصحافة‬
‫اإللكترونية واإلعالم الرقمي بشكل عام‪ ،‬حدث ذلك في مصر واألردن وتونس واستثمرت األنظمة السياسية‬
‫ضعف مهنية اإلعالم اإللكتروني وحالة اإلرباك في المحتوي الذي يقدم على شبكة النترنت‪ ،‬وانتشار‬
‫خطاب الكراهية واألخبار الكاذبة لفرض المزيد من القيود تحديدا على الصحافة اإللكترونية‪ ،‬فهذه‬
‫التحولت أدت إلى زيادة حضور الصحافة اإللكترونية في المشهد اإلعالمي العربي وزاد العتماد عليها‬
‫كمصدر رئيس لألخبار‪ ،‬وقد بدا ذلك واضحا في األحداث والتحولت العربية التي شهدت سنوات هذه‬
‫المرحلة‪ ،‬هذه البيئة وفرت ألول مرة فرصا لتشكل صحف إلكترونية منافسة على المستوى الوطني لوسائل‬
‫اإلعالم التقليدية‪ ،‬حيث بينت دراسة أجريت على الشباب األردني في عام ‪2314‬م أن ‪ %22.2‬منهم‬
‫يتابعون الصحف اإللكترونية‪ ،‬ما يعني أن الصحافة اإللكترونية باتت معروفة لجمهور القراء وفئة الشباب‬
‫‪1‬‬
‫خاصة ومصد ار رئيسيا لألخبار‪ ،‬ولديها القدرة على استقطاب هذه الشريحة من الجمهور‪.‬‬
‫‪ -9‬خصائص الصحافة اإل لكترونية‪:‬‬
‫ل يمكن بحال من األحوال مقارنة العمر الطويل للصحافة التقليدية بالصحافة اإللكترونية التي لزالت‬
‫في عقودها األولى‪ ،‬لكن هذا العمر القصير كان كافيا ولو بشكل نسبي إلبراز خصائص متعددة مرتبطة‬
‫بهذه الظاهرة المتنامية‪ ،‬حيث حدد الباحثين والمختصون في مجال الصحافة اإللكترونية عددا من‬

‫‪ -1‬باسم الطويسي‪ ،‬الصحافة اإل لكترونية في العالم العربي "سياقات النشأة وتحديات التطور"‪ ،‬بيان اليوم‬
‫‪ /bayanealyaoume.Press. Ma/‬يوم ‪ 2323/32/16‬على الساعة ‪.12:33‬‬
‫‪41‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ االنترنت والصحافة اإللكترونية‬

‫الخصائص التي يتميز بها هذا النوع من الصحافة عن الوسائل التقليدية‪ ،‬وأهم هذه الخصائص تتمثل فيما‬
‫يلي‪:‬‬
‫تعدد الوسائط‪ ،‬فالصحافة اإللكترونية تجمع ما بين الصوت الذي كان يقدمه الراديو والصوت والصورة‬
‫المميز للتلفزيون والنص الذي تقدمه الصحيفة المطبوعة‪ ،‬إذن فكل هذه المميزات تجتمع في وسيلة واحدة‬
‫هي الصحيفة اإللكترونية‪ ،‬فالصحافة اإللكترونية بإمكانها تقديم الصوت والصورة والنص بشكل مترابط‬
‫وفي قمة النسجام واإلفادة المتبادلة‪ ،‬حيث تزايد اعتماد الصحف اإللكترونية على الوسائط المتعددة‪ ،‬نظ ار‬
‫لمساهمتها في تسهيل التعرض لهذه الصحف‪ ،1‬وبهذا أصبح استخدام الوسائط المتعددة من أهم السمات‬
‫التصالية المميزة للصحافة اإللكترونية‪.‬‬
‫كذلك هناك خاصية التفاعل والمشاركة‪ ،‬هذه الصفة التي أصبحت متداولة وشائعة في األوساط‬
‫األكاديمية وفي مجال الصحافة مع بداية التسعينيات من القرن الماضي‪ ،‬وهذا نتيجة نقطة اللتقاء التي‬
‫جمعت بين المعلوماتية والتصالت الرقمية‪ ،‬ففي ظل تطور بيئة التصال وظهور التصال ذو اتجاهين‪،‬‬
‫نمت الحاجة إلى ضرورة توفر التفاعلية في الصحيفة اإللكترونية‪ ،‬حيث أظهرت الدراسات أثر التفاعلية‬
‫في تقديم المادة اإلعالمية واستخدامها على إدراك القارئ لها وقدرته على الحتفاظ بها واسترجاعها بشكل‬
‫إيجابي‪ ،2‬من خالل هذه الخاصية يتضح أن الصحافة اإللكترونية باعتبارها من أهم وسائل التصال‬
‫الجماهيري فهي تعتمد على التصال التفاعلي‪ ،‬حيث يتم فتح المجالت للحوار والمناقشات للقارئ كذلك‬
‫هناك خاصية التمكين‪ ،‬نجد في الصحيفة الورقية ليس للقارئ خيار سوى قراءة ما هو مكتوب بالصحيفة‪،‬‬
‫لكن العكس يحدث في الصحيفة اإللكترونية أين يستطيع القارئ بسط نفوذه على المادة المقدمة من خالل‬
‫الطالع على كل ما كتب عنها من أخبار وتحاليل وهذا باستعمال الروابط التي تحيله لمعلومات إضافية‬
‫حول الموضوع‪ ،‬فعن طريق استخدام الروابط الفائقة يستطيع القارئ التجول بأنحاء موقع الصحيفة والبحث‬
‫‪3‬‬
‫عن المضامين ذات الصلة بالموضوع التي تكون داخل الموقع نفسه أو بموقع آخر على الويب‪.‬‬

‫‪ -1‬حسنين شفيق‪ ،‬الوسائط المتعددة وتطبيقاتها في اإلعالم‪ ،‬رحمة برس للطباعة والنشر‪ ،‬ط‪ ،2‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،2332 ،‬ص ‪.110‬‬
‫‪ -2‬محمود علم الدين‪ ،‬مقدمة في الصحافة اإل لكترونية‪ ،‬الحرية للطباعة والنشر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،2331 ،‬ص ‪.105‬‬
‫‪ -3‬منار فتحي محمد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.00‬‬
‫‪45‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ االنترنت والصحافة اإللكترونية‬

‫فنجد أن في الصحافة اإللكترونية الحدود مفتوحة فيها من ناحية مساحات التخزين الهائلة الموجودة‬
‫على الحاسبات للمحرر الصحفي بالصحيفة اإللكترونية بنشر ما يريد وبالحجم الذي يشاء حيث ل توجد‬
‫‪1‬‬
‫مشكلة محدودية المساحة المخصصة للنشر مثلما تطرحه الصحافة الورقية‪.‬‬
‫كذلك حققت هذه الصحافة إمكانات النقل الفوري للخبر‪ ،‬ومتابعة تطوراته وتعديل نصوصه في أي‬
‫وقت دون انتظار حول اليوم التالي‪ ،‬وبذلك أنهت هذه التقنية واحدة من أبرز ثغرات الصحافة الورقية في‬
‫منافستها للراديو والتلفزيون‪ ،‬بل إن الصحف اللكترونية باتت تنافس هاتين الوسيلتين في عنصر الفورية‬
‫الذي احتكرناه‪ ،‬وبدأت تسبق حتى القنوات الفضائية التي تبث األخبار في مواعيد ثابتة ‪ ،‬فيها يجري نشر‬
‫بعض األخبار في الصحف اإللكترونية بعد أقل من ‪ 03‬ثانية من وقوع الحدث‪.‬‬
‫توفر تقنية الصحافة اإللكترونية إمكانية تسجيل أعداد قراء الصحيفة‪ ،‬حيث يقوم كل موقع على الشبكة‬
‫بالتسجيل التلقائي لكل زائر جديد يوميا‪ ،‬وهناك بعض البرامج تسجل اسم وعنوان أي زائر‪ ،‬ومثل هذه‬
‫اإلمكانية توفر للمؤسسات المعنية والدارسين إحصاءات دقيقة عن زوار مواقع الصحيفة اإللكترونية وتوفر‬
‫‪2‬‬
‫للصحيفة مؤشرات عن أعداد قرائها وبعض المعلومات عنهم‪ ،‬حيث يمكن أن تتصل بهم بشكل مستمر‪.‬‬
‫‪ -0‬أنواع الصحافة اإل لكترونية‪:‬‬
‫تأخذ الصحافة اإللكترونية على شبكة النترنت أكثر من شكل على النحو اآلتي‪:‬‬
‫النشر الصحفي الموازي وفيه يكون النشر اإللكتروني متوازيا للنشر المطبوع‪ ،‬بحيث تكون الصحيفة‬
‫اإللكترونية عبارة عن نسخة كاملة من الصحيفة المطبوعة باستثناء المواد اإلعالمية‪.‬‬
‫كذلك النشر الصحفي الجزئي‪ ،‬وفيه تقوم الصحف المطبوعة بنشر أجزاء من مواد الصحيفة عبر‬
‫النترنت‪ ،‬ويعت مد إلى هذا النوع بعض الناشرين بهدف ترويج النسخ المطبوعة من إصداراتهم مثل قناة‬
‫العربية‪ ،‬الجزيرة‪ ،‬بي بي سي (‪ ،)bbc‬سي أن أن (‪.)CNN‬‬
‫وهناك نوع آخر من أنواع الصحافة اإللكترونية وهي النشر الصحفي اإللكتروني الخاص‪ ،‬وفي هذا‬
‫النوع ل يكون للمادة الصحفية المنشورة إلكترونيا أصل مطبوع‪ ،‬إذ تظهر الصحيفة بشكل مباشر على‬
‫شبكة النترنت وهو ما يطلق على الصحف اإللكترونية التي تصدر مستقلة في إدارتها وطرق تنفيذها مثل‬

‫‪ -1‬زيد منير سليمان‪ ،‬الصحافة اإل لكترونية‪ ،‬دار أسامة للنشر‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،2332 ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ -2‬محمود علم الدين‪ ،‬الصحافة في عصر المعلومات "األساسيات والمستجدات"‪ ،‬العربي للنشر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،2333 ،‬ص ‪.24‬‬
‫‪49‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ االنترنت والصحافة اإللكترونية‬

‫صحف شيكاغو تربيون‪ ،‬إيالف‪ ،‬الجزيرة وغيرها‪ ،‬فهي مؤسسة صحفية تستغني على عمليتي الطبع‬
‫‪1‬‬
‫والتوزيع وتستبدلها بالنشر اإللكتروني‪.‬‬
‫‪-9‬خدمات ومعايير الصحافة اإل لكترونية‪:‬‬
‫أ‪ -‬خدمات الصحافة اإل لكترونية‪:‬‬
‫تتنوع خدمات الصحف اإللكترونية بتنوع أشكالها ومواضيعها ومجالتها عبر شبكة النترنت‪ ،‬فقد‬
‫تجتمع هذه الصحف على بعض الخدمات المشتركة‪ ،‬ولكن قد توجد خدمات تتيحها هذه الصحيفة ل توجد‬
‫في صحيفة أخرى‪ ،‬وهذا حسب إمكانيات الصحيفة ومن بين هذه الخدمات التي تقدمها الصحف‬
‫اإللكترونية للقراء نجد ما يلي‪:‬‬
‫خدمة البحث في األرشيف‪ ،‬بإمكان قراء الصحف اإللكترونية العودة بكل سهولة إلى الصحف‬
‫اإللكترونية للبحث في أرشيفها وعن األعداد السابقة والطالع عليها دون عوائق أو صعوبات‪ ،‬كما يمكن‬
‫للقراء التفاعل عبر الروابط التفاعلية الموجودة عبر موقع الجريدة لتقديم النقد والردود والمشاركة في‬
‫استطالعات الرأي وغيرها من الخدمات‪ ،2‬من هنا تظهر خاصية التفاعلية في الصحافة اإللكترونية والفرق‬
‫بينهما وبين الصحف الورقية من حيث سهولة الستخدام وابداء الجمهور آلرائه وانتقاداته وحول المواضيع‬
‫التي تطرحها الصحف اإللكترونية‪.‬‬
‫كذلك خدمة قراءة عدد اليوم أو األمس من النسخة الورقية‪ ،‬تقتصر هذه الخدمة على الصحف‬
‫اإللكترونية الكاملة المختلفة عن الصحيفة الورقية‪ ،‬إذ يتيح الموقع لمستخدمي إمكانية مطالعة النسخة‬
‫‪3‬‬
‫الورقية وما بها من موضوعات مختلفة إلى حد كبير من محتويات الصحيفة الورقية‪.‬‬
‫هناك كذلك خدمة البحث‪ ،‬حيث تتيح الصحيفة اإللكترونية لمستخدميها خدمة البحث داخلها أو داخل‬
‫شبكة الويب‪ ،‬وبعض هذه الصحف يتيح هذه الخدمة لفترة زمنية محددة أو أقل أو أكثر‪ ،‬وتقدم بعض‬
‫الصحف رؤوس الموضوعات ثم تطالب بالحصول على رسوم مالية محددة إلى تفاصيل الموضوع‪،‬‬
‫وبعض الصحف تشترط الدخول إلى مزود الخدمة الخاص بالمؤسسة إلتاحة خدمة البحث‪ ،‬وتتفاوت قوة‬

‫‪ -1‬علي عبد الفتاح كنعان‪ ،‬الصحافة اإللكترونية العربية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.01 ،02‬‬
‫‪ -2‬عبد األمير فيصل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.115‬‬
‫‪ -3‬رضا عبد الواجد أمين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.130‬‬
‫‪40‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ االنترنت والصحافة اإللكترونية‬

‫وكفاءة خدمة البحث من صحيفة إلكترونية إلى أخرى بل تختفي هذه الخدمة من بعض مواقع الصحف‬
‫‪1‬‬
‫العربية‪.‬‬
‫نجد كذلك خدمة الشتراك في الصحيفة الوريقة‪ ،‬هي خدمة تقدمها الصحيفة اإللكترونية للصحيفة‬
‫الورقية تتيح من خاللها للمستخدم الشتراك في الصحيفة الورقية‪ ،‬من خالل تقديم المعلومات الخاصة‬
‫‪2‬‬
‫بالشتراك بطريقة سهلة وتسديد الرسوم باستخدام بطاقات الئتمان‪.‬‬
‫كذلك تتميز الصحافة اإللكترونية بخدمات اإلخبار‪ ،‬التي تتضمن تجديد آني لألخبار كل بضعة دقائق‬
‫بآخر األخبار المحلية والعالمية‪ ،‬كذلك نشرة إذاعية إخبارية على الهواء مباشرة يعدها فريق إذاعي‬
‫متخصص لهذا الغرض داخل المؤسسة‪ ،‬كذلك خدمة األخبار العاجلة عبر الهواتف الذكية للمشتركين‬
‫وخدمة األخبار المتخصصة عبر البريد اإللكتروني للمشتركين وخدمة استعراض النسخ المطبوعة‪ ،‬إضافة‬
‫‪3‬‬
‫لخدمة الحصول على األعداد السابقة‪.‬‬
‫هناك كذلك خدمة تقديم اإلعالنات للصحيفة المطبوعة‪ ،‬من خالل نشر أسعار اإلعالنات الصحفية‬
‫الورقية وطبيعة الخدمات اإلعالنية التي تقدمها‪ ،‬باإلضافة إلى سبيل التصال بقسم اإلعالنات وطلب‬
‫‪4‬‬
‫نموذج نشر إعالنات بالصحيفة‪.‬‬
‫إضافة إلى خدمة اإلجابة على األسئلة‪ ،‬التي تتضمن اإلجابات عن األسئلة التي يمكن أن يطرحها‬
‫المستخدم حول طريقة الستعراض والمشكالت التي قد يواجهها أثناء استعراض الموقع‪ ،‬وتمثل هذه الخدمة‬
‫خدمة المساعدة التي يتم تزويد برامج الكمبيوتر بها‪ ،5‬من هنا يتضح أن هذه الخدمة تكون همزة وصل‬
‫بين المستخدم وموقع الصحيفة‪ ،‬فتساعد على التصفح بطريقة سهلة دون أي غموض أو مشكلة ‪ ،‬وبالتالي‬
‫هذه الخدمة تجعل المستخدم يلجأ للصحيفة اإللكترونية بدل من الصحيفة الورقية‪ ،‬ألنها سهلت عليه‬
‫عملية التواصل مع الصحيفة‪.‬‬
‫وبالتالي هذه الخدمات وغيرها‪ ،‬جعلت الصحافة اإللكترونية مميزة عن الصحافة الورقية‪ ،‬حيث‬
‫أصبحت مواكبة للتطور التكنولوجي وما يخدم لغة العصر‪ ،‬وهذا ما جعل معظم الصحف تتواجد على‬
‫الشبكة بمختلف أشكالها‪ ،‬سواء بشكل مخالف عن النسخة الورقية أو كصورة إلكترونية طبق األصل عن‬

‫‪ -1‬حسني محمد نصر‪ ،‬االنترنت واإلعالم والصحافة اإل لكترونية‪ ،‬دار الفالح للنشر‪ ،‬الكويت‪ ،2330 ،‬ص‪.24‬‬
‫‪ - -2‬رضا عبد الواجد أمين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.130‬‬
‫‪ -3‬علي عبد الفتاح كنعان‪ ،‬الصحافة اإللكترونية في ظل الثورة التكنولوجية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.66‬‬
‫‪ -4‬رضا عبد الواجد أمين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.130‬‬
‫‪ -5‬حسني محمد نصر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.121‬‬
‫‪49‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ االنترنت والصحافة اإللكترونية‬

‫الصورة الورقية‪ ،‬وهنا يصبح المستخدم يلجأ للصحيفة اإللكترونية نظ ار لخدماتها المتطورة التي ترغم‬
‫الجمهور لستخدامها وعزوفه عن الصحيفة الورقية التقليدية‪.‬‬
‫ب‪ .‬ضوابط الصحافة اإللكترونية‪:‬‬
‫مع النتشار المتسارع لتكنولوجيا الصحف اإللكترونية وتزايد أعدادها بشكل كبير‪ ،‬أصبح من‬
‫الضروري وضع معايير وضوابط تميز الصحيفة اإللكترونية عن غيرها من المواقع التي تعج بها‬
‫النترنت‪ ،‬ومن بين هذه المعايير والضوابط ما يلي‪:‬‬
‫هناك معايير مهنية‪ ،‬تتضمن مجموعة من المعايير التي تميز الصحيفة اإللكترونية منها‪ :‬استعمال‬
‫قوالب العمل الصحفي مثل‪ :‬الخبر والتحقيق والحوار‪ ،‬ول يعني هذا عدم التعامل مع قوالب مغايرة ترفضها‬
‫طبيعة الوسيلة الجديدة‪ ،‬وانتاج موضوعات ميدانية مثل تغطية المؤتمرات والندوات وغيرها‪ ،‬الحتراف‬
‫بمعنى أن يكون الصحفيون العاملون في الموقع محترفين ل هواة‪ ،1‬وبالتالي هذه المعايير تخص مهنة‬
‫الصحافة في حد ذاتها‪ ،‬وفق شروط مهمة بداية بكيفية ظهور الخبر إلى الجمهور‪ ،‬وأن يكون هذا الخبر‬
‫واقعي ميداني على يد صحفي محترف يتميز بالكفاءة المهنية والخبرة وغيرها‪.‬‬
‫كذلك هناك معايير تتعلق بالمؤسسة أو الموقع‪ ،‬تمثل معايير فنية وتبرز في وجود نظام بالموقع‬
‫لألرشيف‪ ،‬ووجود خادم مستقبل للموقع ونظام تأميني محدد يمنع عمليات القرصنة والختراق بصورة‬
‫مبدئية‪ ،2‬هنا تركز هذه المعايير على الموقع الخاص بالصحيفة أي يكون الموقع يحتوى على نظام‬
‫األرشيف الذي يساعد المستخدم على معرفة كل المواضيع التي تتطرق لها الصحيفة‪ ،‬ويكون موقع‬
‫الصحيفة محمي من عملية الختراق أو القرصنة من أشخاص غير معروفين وفق نظام وخطط تحميه‬
‫فقط وليس بالضرورة ضمان عدم الختراق‪.‬‬
‫كذلك هناك معايير تتعلق بمعدل الزوار‪ ،‬وهو ما يمكن تحديده من خالل مواقع متابعة التصفح‬
‫العالمية‪ ،‬مثل موقع (‪ ،)Alexa‬ومن خالله يمكن التعرف على عدد الزوار للموقع وعدد الجلسات التي‬
‫تمت على الموقع ومعدل الزيارات والبلدان التي تمت زيارة الموقع‪ ،‬كذلك هناك معايير مالية وقانونية‪،‬‬
‫والمالية تتمثل في وجود نظام تمويلي واضح محدد للمؤسسة أو الموقع وقابل للمراجعة من قبل الجهات‬
‫المختصة‪ ،‬والقانونية تتعلق بالوضع القانوني للمؤسسة بالصورة التي تضمن الوفاء بالحقوق المالية‬
‫والقانونية للعاملين فيها‪ ،‬ويكفي أن تصدر من خالل أي شكل يتيحه القانون ويضمن محاسبة أصحاب‬

‫‪ -1‬عبد الرزاق محمد الدليمي‪ ،‬الصحافة اإل لكترونية والتكنولوجيا الرقمية‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬عمان األردن‪ ،2311 ،‬ص ‪.221‬‬
‫‪ -2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.221‬‬
‫‪41‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ االنترنت والصحافة اإللكترونية‬

‫المؤسسة ماديا وقانونيا عليه‪ ،1‬وبالتالي هذه هي المعايير التي تحكم الصحافة اإللكترونية وترسم حدودها‬
‫ومجالت عملها‪ ،‬فهي ضرورة حتمية‪.‬‬
‫‪-5‬النظريات المفسرة للصحافة اإل لكترونية‪:‬‬
‫اهتم الباحثين في عشرينات القرن الماضي بدراسة تأثير وسائل اإلعالم على الجمهور‪ ،‬وقد تعددت‬
‫النظريات التي حاولت تفسير العالقة الموجودة بين الجمهور ووسائل اإلعالم خاصة الصحافة اإللكترونية‬
‫باعتبارها وسيلة إعالمية جديدة‪ ،‬وفهم التأثير الذي تحدثه المضامين اإلعالمية على الجمهور مما يجعله‬
‫يتابع وسيلة ويعزف عن أخرى‪ ،‬من هنا يمكن تسليط الضوء على أهم النظريات المفسرة لعالقة الجمهور‬
‫بوسائل اإلعالم واسقاطها على موضوع الدراسة‪.‬‬
‫أ‪-‬النظرية الوظيفية‪:‬‬
‫يعتبر ''إيميل دوركايم'' من بين مؤسسي علم الجتماع األكثر ارتباطا بالوظيفة‪ ،‬حيث يتضمن مفهوم‬
‫الوظيفة في النظام الجتماعي مجموعة من الوحدات‪ ،‬والوحدة يمكن أن تكون الفرد أو المؤسسة‬
‫الجتماعية أو الثقافية‪ ،‬حيث تمارس هذه الوحدات مجموعة من األنشطة مثل‪ :‬الستهالك‪ ،‬نقل األخبار‪،‬‬
‫الترفيه‪ ،‬سواء أكان ذلك على مستوى األفراد أو الجماعات أو المجتمع العام‪ ،‬وتتم ممارسة هذه األنشطة‬
‫داخل بناء مثل النظام الليبرالي أو النظام السمولي‪ ،‬وينتج عن ممارسة هذه األنشطة مجموعة من‬
‫الوظائف أي اآلثار ومنها اآلثار المرغوبة وغير المرغوبة‪ ،‬فمثال‪ :‬يؤدي تقديم وسائل اإلعالم (الصحافة‬
‫اإللكترونية والورقية مثال) لألخبار إلى زيادة معلومات األفراد ومراقبة البيئة وتحقيق الترابط الجتماعي‬
‫ونقل التراث الحضاري من جيل آلخر‪ ،‬ومن جهة أخرى يؤدي عرض األخبار إلى زيادة القلق‬
‫‪2‬‬
‫والضطرابات لدى األفراد وهو ما يطلق عليه الختالل الوظيفي‪.‬‬
‫إذن فالتحليل الوظيفي يقوم على البناء المجتمعي‪ ،‬وكيفية عمل الوحدات داخل النظام العام‪ ،‬ويمكن‬
‫النظر إلى النظام العام على نطاق واسع باعتبار المجتمع هو النظام الشامل أو على مستوى ضيق بحيث‬
‫تكون الوسيلة اإلعالمية ومحتواها وجمهورها هي النظام العام‪ ،‬وفي كلتا الحالتين يربط التحليل الوظيفي‬
‫بين التفاعالت التي تحدث فيما بين وحدات النظام وأثر هذه التفاعالت على النظام ككل‪ ،‬حيث يسعى‬
‫التحليل الوظيفي إلى فهم دور نمط السلوك أو التأثير الثقافي والجتماعي في الحفاظ على توازن النظام‬

‫‪ -1‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.222‬‬


‫‪ -2‬جمال أبو شنب‪ ،‬نظريات االتصال واإلعالم "المفاهيم‪ ،‬المدخل‪ ،‬النظرية للقضايا"‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪ ،2315‬ص ‪.21‬‬
‫‪40‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ االنترنت والصحافة اإللكترونية‬

‫وديناميكيته‪ ،‬يتم تحليل نشاط األفراد في ضوء أهميته لتنمية النظام العام وصيانته‪ ،‬ويعتبر دور الوحدات‬
‫وظيفيا إذا كان يساعد على استقرار النظام وحفظ توازنه‪ ،‬بينما يحدث الختالل الوظيفي إذا كان السلوك‬
‫‪1‬‬
‫الذي تمارسه الوحدات يخل باستقرار النظام ويعيق تقدمه‪.‬‬
‫إن وسائل اإلعالم تندرج ضمن النموذج العام من النظام الجتماعي‪ ،‬ومن الطبيعي أن يمثل التمويل‬
‫الشرط األساسي لهذا النظام‪ ،‬إذ أن معظم مكونات نظام وسائل اإلعالم عبارة عن عناصر وظيفية يحرك‬
‫المال أفرادها‪ ،‬ومن أجل الحصول على المال فإنهم يعتمدون على الجمهور‪ ،‬واذا لم تكن ق ارراتهم لصالح‬
‫الهتمام بالجمهور والشراء وما أشبه ذلك مما يثير إعجاب الجمهور‪ ،‬فإن نظام الوسيلة اإلعالمية قد‬
‫يعاني من إجهاد شديد يجعله ينهار في النهاية‪ ،‬ولذلك يختار القائمون على الوسيلة اإلعالمية التي تعمل‬
‫وفق النظام التجاري تقديم المحتوى الترفيهي الذي يشبع أكبر عدد ممكن من أفراد الجمهور ويقنعهم بشراء‬
‫السلع والخدمات المعلن عنها‪ ،‬وكذلك المحتوى الترفيهي الذي يبدو أنه قاد ار على جذب أكبر عدد من‬
‫أفراد الجمهور‪ ،‬وهو ذلك المحتوى الهابط األكثر درامية‪ ،‬ونظ ار ألن الهدف األساسي لوسائل اإلعالم‬
‫التجاري هو تحقيق الربح فإن العنف وأي محتوى أخر يثير الهتمام‪ ،‬حتى وان كان متسما بالذوق الهابط‬
‫‪2‬‬
‫سوف يؤدي إلى زيادة عدد الجمهور الذي يشاهد اإلعالنات وبالتالي يحقق أهداف النظام‪.‬‬
‫وفي ضوء التحليل الوظيفي يمكن تناول الصحافة اللكترونية بوصفها وسيلة من وسائل اإلعالم‬
‫المرتبطة بالنترنت‪ ،‬فيمكن إسقاط قول ''ديفليروكيتش'' على تحليل عالقة العتماد الثنائية بين الصحافة‬
‫اإللكترونية وباقي النظم الجتماعية والسياسية والقتصادية يرى‪ :‬أن العالقات القائمة على الحاجة‬
‫المتبادلة بينهما يمكن تفسيرها في إطار مفهوم العتماد المتبادل‪ ،‬فكل من وسائل اإلعالم والمؤسسات‬
‫األخرى في المجتمع ل تستطيع إنجاز أعمالها وتحقيق أهدافها دون العتماد على بعضهم البعض الذي‬
‫‪3‬‬
‫أصبح ملزما في المجتمع الحديث‪.‬‬
‫فعالقة الجمهور بالصحافة اإللكترونية والورقية في إطارها الجتماعي هي عالقة تبادلية‪ ،‬فتعمل كل‬
‫منهم على احتواء القيم والمعايير الجتماعية‪ ،‬لكن يمكن الختالف في كون الصحافة الورقية تكون‬
‫موجهة لجمهور تقليدي يعتمد على القراءة فقط‪ ،‬أما الصحافة اإللكترونية فجمهورها يكون إلكتروني‬
‫استطاع أن يتحدى معوق األمية الرقمية‪ ،‬حيث فتحت الصحافة اإللكترونية آفاقا بارزة لتعلم المستحدثات‬

‫‪ -1‬مرزوق عبد الحكيم العادلي‪ ،‬اإلعالنات الصحفية "دراسة في االستخدامات واإلشباعات"‪ ،‬دار الفجر للنشر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪ ،2336‬ص ‪.22‬‬
‫‪ -2‬جمال أبو شنب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.130‬‬
‫‪ -3‬محمد عبد الحميد‪ ،‬نظريات اإلعالم واتجاهات التأثير‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬ط‪ ،0‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،2336 ،‬ص ‪.230‬‬
‫‪45‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ االنترنت والصحافة اإللكترونية‬

‫في مجالت مختلفة‪ ،‬حيث تساهم الصحافة اإللكترونية في الرتقاء بالمجتمع ألنها تتميز بالعصرنة‬
‫وسرعة نشر المعلومة‪ ،‬فهذه المميزات هي التي جعلت الجمهور يعزف عن الصحيفة الورقية ويهتم بوظيفة‬
‫الصحافة اإللكترونية داخل المجتمع‪ ،‬أما في مجال النظم السياسية فهو مجال واسع لغرس القيم والمعايير‬
‫السياسية ودعمها مثل‪ :‬الحرية والمساواة واحترام القانون والتصويت‪ ،‬وأبرز وظيفة تحققها الصحافة‬
‫اإللكترونية كبناء مميز في المجتمع هي حرية نشر وتلقي المعلومة ومساهمة الجمهور في المضامين‬
‫التي تقدمها هذه الصحف على اعتبار أنها تحقق التفاعلية‪ ،‬عكس الصحافة الورقية التي يكون فيها‬
‫الجمهور مجرد متلقي ليس له القدرة على التفاعل وابداء رأيه حول موضوع معين‪ ،‬فالتفاعلية عنصر مهم‬
‫بالنسبة للجمهور ألنه يشعر بأهمية رأيه بالنسبة للصحيفة‪ ،‬وبالتالي هذه خاصية مهمة ل تمتلكها‬
‫الصحيفة الورقية ومن الممكن أن تكون سبب وراء عزوف الجماهير عن اقتنائها‪ ،‬أما من ناحية النظام‬
‫القتصادي‪ ،‬فإن اإلعالنات اإللكترونية عن طريق هذه الصحف دور بناء العالقة بين المنتجين والبائعين‬
‫والمستهلكين ودعمها من خالل المستهلكين بالمنتجات المطروحة واستنارة السلوك الشرائي لدى الجمهور‬
‫المستهدف‪.‬‬
‫ب‪ -‬نظرية االستخدامات واإلشباعات‪:‬‬
‫إن مدخل الستخدامات واإلشباعات يعد بمثابة نقلة فكرية في مجال دراسة تأثير الوسائل التصال‪،‬‬
‫حيث يعد النموذج البديل لنموذج التأثيرات التقليدية الذي يركز على كيفية تأثير وسائل التصال على‬
‫تغيير المعرفة والتجاه والسلوك‪ ،‬بينما جاء هذا المدخل ليطرح التساؤل‪ :‬ماذا يفعل الجمهور بوسائل‬
‫اإلعالم؟ وتنظر هذه النظرية إلى العالقة بين وسائل اإلعالم والجمهور بشكل مختلف‪ ،‬بناءا على هذه‬
‫النظرية ليست وسائل اإلعالم هي التي تحدد للجمهور نوع الرسائل اإلعالمية التي يتلقاها‪ ،‬بل إن‬
‫استخدام الجمهور لتلك الوسائل إلشباع رغباته يتحكم بدرجة كبيرة في مضمون الرسائل اإلعالمية التي‬
‫يتلقاها‪ ،‬لذلك ترى هذه النظرية أن الجمهور يستخدم المواد اإلعالمية وحتى الوسيلة في حد ذاتها إلشباع‬
‫رغبات معينة لديه‪ ،‬قد تكون الحصول على المعلومات أو الترفيه أو التفاعل الجتماعي أو حتى تحديد‬
‫الهوية‪ ،1‬ويمكن إسقاط هذه الفكرة على موضوع الدراسة‪ ،‬حيث نجد أن الجمهور يميل إلى الصحيفة‬
‫اإللكترونية وعزوفه عن الصحيفة الورقية‪ ،‬ذلك ألنه وجد في األولى ما يشبع اهتماماته وميولته واستفاد‬
‫من اإلمكانيات التي وجدها في النترنت‪ ،‬فيستطيع أن يكتب رأيه في المقابل أو التقرير الذي يقرأه‬

‫‪-1‬‬
‫محمد عبد الرحمان الحضيف‪ ،‬كيف تؤثر وسائل اإلعالم "دراسة في النظرية واألساليب" ‪ ،‬مكتبة العبيكان‪ ،‬ط‪ ،2‬السعودية‪،‬‬
‫‪1221‬م‪ ،‬ص ‪.24‬‬
‫‪48‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ االنترنت والصحافة اإللكترونية‬

‫والمشاركة في عملية صنع القرار وانتاج الصحيفة اإللكترونية‪ ،‬وبالتالي هنا أصبح الجمهور تفاعلي مؤيد‬
‫ومعارض ويحاور ويناقش بكل حرية باإلضافة إلى أمور أخرى لم يكن بإمكانه عملها وهو يق أر الصحف‬
‫الورقية‪.‬‬
‫وتعتمد البحوث في مدخل الستخدامات واإلشباعات على افتراض أن األفراد يقومون بدور إيجابي في‬
‫عملية التصال‪ ،‬إذ توجد لديهم دوافع تدفعهم لستخدام وسائل اإلعالم‪ ،‬ومن هنا يظهر مصطلح‬
‫الستخدامات‪ ،‬كما يفترض أيضا أن احتياجات األفراد يمكن أن يتم إشباعها من خالل التعرض لوسائل‬
‫التصال‪ ،‬وبالتالي يظهر مصطلح الشباعات‪ ،1‬فيمكن القول أن استخدام الجمهور للصحيفة الورقية أو‬
‫اإللكترونية يكون نتيجة إلشباعات مختلفة‪ ،‬كما أن المدخل يفترض بأن إشباع الحاجات ل يتم فقط من‬
‫خالل التعرض إلى وسيلة إعالمية معينة‪ ،‬بل يتم كذلك من خالل السياق الجتماعي الذي تستخدم فيه‬
‫الوسيلة مثال‪ :‬قد يفضل الفرد الستماع إلى الراديو وحيدا‪ ،‬وقد يفضل مشاهدة التلفزيون مع أفراد العائلة‪،‬‬
‫وفي ظروف معينة قد يفضل قراءة الجريدة أو تصفحها عبر موقعها اإللكتروني‪ ،‬فالجمهور وفقا لهذا‬
‫المدخل شريك إيجابي في عملية التصال‪ ،‬ويختار بوعي التصال الذي يرغب في التعرض له‪ ،‬وكذلك‬
‫نوع المحتوى الذي يشبع ما لديه من حاجات نفسية واجتماعية واقتصادية مثال‪ :‬نجد رغم العالقة الموجودة‬
‫بين الصحافة اإللكترونية والورقية‪ ،‬إل أن الجمهور يختار الصحيفة اإللكترونية على الورقية ألنها توفر له‬
‫الوقت والجهد والمال‪ ،‬فالجمهور يكون فيها نشط على عكس الصحيفة الورقية مجرد قارئ فقط‪ ،‬حيث تعد‬
‫توقعات الجمهور من الصحيفة الورقية أو اإللكترونية ناتجة عن دوافعه التي تختلف حسب األصول‬
‫النفسية والجتماعية لألفراد‪ ،‬كما تعد التوقعات سبب في عملية تعرض الجمهور لهذه الوسائل حتى يتحقق‬
‫اإلشباع‪ ،‬حيث تتمثل أهم اإلشباعات التي تتحقق لدى الجمهور المستخدم لالنترنت من استكشاف كل ما‬
‫هو جديد في العالم الخارجي‪ ،‬كذلك البحث عن المعلومات والتصال باآلخرين‪ ،‬إضافة إلى تحقيق الوجود‬
‫الفتراضي أي شعور المستخدم بالتواجد في بيئة افتراضية يتيحها له الكمبيوتر‪ ،‬وتختلف عن البيئة المادية‬
‫التي يوجد بها‪ ،‬وبالتالي هذه هي الشباعات التي جعلت الجمهور يميل إلى الصحيفة اإللكترونية ويعزف‬
‫عن الورقية التي تعتمد على كل ما هو تقليدي‪.‬‬

‫‪ -1‬رضا عبد الواجد أمين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.00‬‬


‫‪44‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ االنترنت والصحافة اإللكترونية‬

‫رابعا‪ :‬الصحافة اإللكترونية في الجزائر‪:‬‬


‫‪ -5‬نشأة الصحافة اإل لكترونية في الجزائر‪:‬‬
‫عرفت الجزائر النترنت سنة ‪ ،1226‬عن طريق مركز البحث في اإلعالم العلمي والتقني (‪)CERIST‬‬
‫وذلك في إطار التعاون مع اليونسكو بهدف إقامة الشبكة اإلفريقية للمعلومات (‪ ،)RINAF‬إل أن طاقة‬
‫الخط التي تم بها ربط الجزائر بالمدينة اإليطالية ''بيزا'' كانت بطيئة (‪ 24‬كيلوبايت‪/‬ثانية)‪ ،1‬وفي ديسمبر‬
‫‪ 1222‬م لم يعد دخول الشبكة حك ار على المؤسسات الحكومية‪ ،‬بل أصبح بإمكان كل من يملك جهاز‬
‫إعالم آلي ومودم وخط هاتفي‪ ،‬دخول الشبكة وذلك بفضل تدعيم الكابل بخط متخصص آخر‪ ،‬فعرفت‬
‫الصحافة الجزائرية طريقها نحو النشر اإللكتروني منذ سنة ‪1222‬م‪ ،‬حيث كانت جريدة الوطن الناطقة‬
‫بالفرنسية‪ ،‬السباقة والرائدة التي خاضت تجربة النشر اإللكتروني‪ ،‬لتكون بذلك أول جريدة جزائرية تدخل‬
‫عالم النترنت‪ ،‬وعندما تم إلغاء الحتكار على مركز البحث العلمي والتقني أمام المزودين الخواص‬
‫لالنترنت سنة ‪2333‬م‪ ،‬لم يعد إنشاء موقع صحفي على شبكة النترنت باألمر الصعب‪ ،‬وبمجرد الحجز‬
‫عند المركز‪ ،‬بإتباع اإلجراءات التنظيمية الالزمة لالستفادة من موقع على الشبكة بالنسبة ألي جريدة‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫وهذا استنادا إلى ميثاق التسمية والنتساب تحت اسم الميدان الجزائري ''‪.''DZ‬‬
‫وتتمثل مراحل الحجز في المركز في ما يلي‪ :‬سجل تجاري لكل هيئة ذات طابع تجاري‪ ،‬وجود مقر‬
‫لكل هيئة ذات طابع تجاري‪ ،‬وجود مقر مركزي أو مكتب تنسيق بالجزائر‪ ،‬دفع مبلغ مالي كل سنة قيمته‬
‫‪1333‬دج‪ ،‬فمنذ منتصف التسعينات خاضت الصحافة اإللكترونية في الجزائر تجربة حررتها ولو جزئيا ‪-‬‬
‫من الضغوط السياسية بالنسبة لحرية التعبير من جهة‪ ،‬ومن الضغوط القتصادية بالنسبة لمجالي الطباعة‬
‫والتوزيع من جهة أخرى‪ ،‬وباستخدام تقنية النص المحمول ''‪ ''PDF‬وتقنية النص الفائق ''‪ ،''HTML‬فقد‬
‫تطورت تدريجيا الصحف الورقية في طبعتها اإللكترونية في المقابل تبقى تجربة الصحافة اإللكترونية في‬
‫الجزائر محتشمة‪ ،‬نظ ار لغياب األطر القانونية الفعالة التي تؤطر لصحافة إلكترونية بأتم معنى الكلمة‪،‬‬
‫باستثناء قانون اإلعالم الجديد المنشور في الجريدة الرسمية بتاريخ ‪ 15‬جانفي ‪ ،2312‬والذي خصص‬

‫‪-1‬ياسين لونيس‪ ،‬جمهور الطلبة الجزائريين واالنترنت‪ ،‬رسالة ماجستير )منشورة(‪ ،‬قسم اإلعالم والتصال‪ ،‬جامعة قسنطينة‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،2331‬ص ‪.41‬‬
‫‪ -2‬فضيل دليو‪ ،‬تاريخ الصحافة الجزائرية المكتوبة‪ ،‬دار هومة‪ ،‬الجزائر‪ ،2316 ،‬ص ‪.232‬‬
‫‪511‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ االنترنت والصحافة اإللكترونية‬

‫الباب الخامس منه لوسائل اإلعالم اإللكترونية‪ ،‬ليحدد في مواده الست (‪ )22-42‬مفهومها وبعض‬
‫‪1‬‬
‫حيثيات نشاطها فقط‪.‬‬
‫‪-9‬نماذج الصحافة اإللكترونية في الجزائر‪:‬‬
‫هناك نوعين من الصحف اإللكترونية في الجزائر وهما‪:‬‬
‫الصحافة اإللكترونية المكملة للطبعة الورقية‪ ،‬حيث عمدت الكثير من الصحف الجزائرية إلى النشر‬
‫اإللكتروني مع المحافظة على الطبيعة الورقية من أجل الحفاظ على مكانتها في عالم النشر اإللكتروني‬
‫وتحقيق انتشار ورواج أكبر للصحيفة الورقية‪ ،‬وكسب قراء جدد من مستخدمي الويب في كل مكان داخل‬
‫الجزائر وخارجها‪ ،‬والتنقل في هذا العام اإللكتروني بمنافسة مثيالتها من الصحافة الدولية‪ ،‬والهروب من‬
‫الضغوطات النفسية على اختالفها سياسية اقتصادية قانونية وغيرها‪ ،‬وقد كانت أولى هذه الصحف جريدة‬
‫ابتداء من‬
‫ا‬ ‫الوطن الصادرة باللغة الفرنسية‪ ،‬وقد كانت السباقة في إنتاج نسخة إلكترونية لطبعتها الورقية‬
‫نوفمبر ‪ 1222‬م‪ ،‬وكذا جريدة الخبر كأقوى جريدة ناطقة باللغة العربية تتموضع على النترنت في أفريل‬
‫‪2‬‬
‫‪.1221‬‬

‫‪-1‬يمينة بلعاليا‪ ،‬الصحافة اإللكترونية في الجزائر بين التحدي الواقع والتطلع نحو المستقبل‪ ،‬رسالة ماجستير )منشورة(‪ ،‬قسم اإلعالم‬
‫والتصال‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2334 ،‬ص ‪.162‬‬
‫‪ -2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.153‬‬
‫‪515‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ االنترنت والصحافة اإللكترونية‬

‫والجدول اآلتي يعرض أولى الصحف الورقية الجزائرية التي قدمت نسخا إلكترونية‪:‬‬

‫نوع الصحيفة‬ ‫تاريخ إنشاء الموقع‬ ‫الصحيفة‬


‫خاصة‬ ‫نوفمبر ‪1222‬م‬ ‫الوطن‬
‫خاصة‬ ‫جانفي ‪1221‬م‬ ‫‪Liberté‬‬
‫خاصة‬ ‫فيفري ‪1221‬م‬ ‫اليوم‬
‫خاصة‬ ‫أفريل ‪1221‬م‬ ‫الخبر‬
‫عمومية‬ ‫جوان ‪1221‬م‬ ‫الشعب‬
‫عمومية‬ ‫جويلية ‪1221‬م‬ ‫‪EL moujahid‬‬
‫خاصة‬ ‫أكتوبر ‪1221‬م‬ ‫‪Le MATIN‬‬
‫خاصة‬ ‫نوفمبر ‪1221‬م‬ ‫‪Le SoirD’Algérie‬‬
‫خاصة‬ ‫مارس ‪2333‬م‬ ‫‪E Acil‬‬

‫‪1‬‬
‫جدول‪ :‬يوضح أولى الصحف اإللكترونية الجزائرية‬
‫وهناك الصحافة اإللكترونية المستقلة‪ ،‬كانت أول هذه الصحف في الجزائر‪interFace.com-‬‬
‫‪ Algeria‬سنة ‪1222‬م‪ ،‬من طرف السيد نور الدين خالصي‪ ،‬وكان مقرها في فرنسا وتوقف صدورها‬
‫لظروف مالية‪ ،‬جريدة ‪ Le Souk‬سنة ‪1225‬م وهي خاصة بطلبة الطب متخصصة في مواساة األطفال‬
‫المصابين‪ ،‬جريدة ‪wotch.com-Algeria‬من سنة ‪1221‬م إلى ‪ ،2334‬باإلضافة إلى جريدة‬
‫‪ nouvelledu-bled‬وجريدة ‪ La nation‬التي توقفت سنة ‪1224‬م بسبب ضغوط سياسية‪ ،2‬وبالتالي‬
‫هذه الصحيفة هي صحيفة مستقلة عن الورقية‪ ،‬ليست لها دعامة ورقية‪ ،‬يتصفحها الجمهور إلكترونيا فقط‬
‫وتوجد العديد منها على شبكة النترنت‪.‬‬
‫‪-0‬المشاكل والصعوبات التي تواجه الصحافة اإللكترونية في الجزائر‪:‬‬
‫تواجه الصحافة اإللكترونية في الجزائر مشاكل وصعوبات‪ ،‬تجتمع كلها لتشكل عقبة أمام تطورها حتى‬
‫تصبح األداة الفعالة في المجتمع‪ ،‬أو تعيق حاليا عملها‪ ،‬ويجب إزاحتها لتحقيق نتائج أفضل‪ ،‬من أبرز‬
‫هذه المشاكل نجد ما يلي‪:‬‬

‫‪-1‬‬
‫المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.153‬‬
‫‪ -2‬إبراهيم بعزيز‪ ،‬الصحافة اإللكترونية والتطبيقات اإلعالمية الحديثة‪ ،‬دار الكتاب الحديث‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،2311 ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪519‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ االنترنت والصحافة اإللكترونية‬

‫عدم وجود قاعدة مستخدمين واسعة‪ ،‬فالمجتمع الجزائري لم يندمج بعد مع هذه التقنية الفعالة الناقلة‬
‫للمعلومة‪.‬‬
‫كذلك قلة المضامين اإللكترونية في ظل ضعف التكوين المعلوماتي‪ ،‬فالستفادة من الصحافة‬
‫اإللكترونية يعني التوفر على الحد األدنى من المستوى التعليمي المؤهل لستخدام جهاز الحاسوب‪،‬‬
‫ومعرفة بعض حيثياته للتمكن من اإلبحار في النترنت والبحث عن المعلومة عموما أو الجريدة المرغوب‬
‫قراءتها‪ ،‬واذا كانت األمية عموما منتشرة في الجزائر بقدر الماليين في التعريف القديم لألمية‪ ،‬فما بالك‬
‫باألمية اللكترونية‪.‬‬
‫كذلك هناك مشكل تنامي قرصنة المواقع اإللكترونية‪ ،‬فالمواقع اإللكترونية الموجودة على الساحة‬
‫اإلعالمية الجزائرية سواء كانت رسمية أو عادية تظل غير مؤمنة ومعرضة للعديد من هجمات القرصنة‬
‫وخاصة في ظل غياب تأطير قانوني يحمي الناشر على النترنت‪.‬‬
‫إضافة إلى غي اب الثقافة اإلعالمية لدى الفرد الجزائري بسبب حداثة التجربة اإلعالمية ككل في الجزائر‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫فنسبة مقروئية الصحف كمصدر إخباري ل يمكن مقارنتها بالتلفاز مثال‪.‬‬
‫ومما سبق ذكره‪ ،‬يمكن القول أن دخول الصحافة اإللكترونية إلى الجزائر كان عبارة عن حتمية فرضها‬
‫الغز التكنولوجي لوسائل اإلعالم في العالم‪ ،‬والجزائر لم تعرف بعد ميالد حقيقي للصحافة اإللكترونية نظ ار‬
‫لضعف مصداقيتها لدى القارئ الجزائري بسبب عدم وثوقه في مصادر المعلومات ومشكل حماية الملكية‬
‫الفكرية‪ ،‬لذلك لبد من إيجاد حلول لهذه المشكالت والصعوبات وأخذها بعين العتبار ألنها تؤدي بالتقليل‬
‫من أهمية هذه الصحيفة وعدم تفاعل الجمهور مع محتواها‪.‬‬

‫‪ -1‬قوراري صونية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.266‬‬


‫‪510‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ االنترنت والصحافة اإللكترونية‬

‫خالصة‬
‫من خالل هذا الفصل يمكن القول‪ ،‬أن الصحافة اإللكترونية تحولت خالل أقل من عقد إلى ظاهرة‬
‫واسعة ومنتشرة في الدول المتقدمة بشكل أساسي‪ ،‬وفي دول أخرى كثيرة منها الوطن العربي بشكل أقل‪،‬‬
‫وقد أثار هذا النتشار تساؤلت كثيرة حول مستقبل الصحيفة الورقية في ظل ما توفره تقنيات التصال‬
‫المعاصرة ومنها الصحافة اإللكترونية من خدمات شاملة للجمهور يمكن أن تجعل منها بديال للنمط‬
‫التقليدي السائد لوسائل اإلعالم ومنها الصحافة الورقية بشكل خاص‪.‬‬
‫وبالتالي‪ ،‬أصبحت الصحافة اإللكترونية تمثل تحديات للصحافة الورقية‪ ،‬وهذا ما جعل هذه األخيرة‬
‫تسعى لتأكيد تواجها على شبكة النترنت فمنها من يستمر ومنها من يتوقف عن اإلصدار بسبب الربحية‬
‫نظ ار إلحجام المستخدمين عن الدفع نظير مطالعتهم لنسخ الصحف عبر الشبكة‪ ،‬وهذا ما جعل الخدمات‬
‫الصحفية أيضا تعمل على وضع رسوم مدفوعة لالشتراك عبر شبكة النترنت لجذب مزيد من‬
‫المستخدمين‪ ،‬فقد فوجئ الجميع بتفوق بعض المواقع اإلخبارية اإللكترونية العالمية‪ ،‬والتي أصبحت‬
‫كمرجعية إخبارية في الظروف الجادة والحرجة وأصبح من الطبيعي أن يلجأ إليها الفرد العادي المهتم أو‬
‫المختص في مجال معين كمرجعية موثوقة وذات مصداقية‪ ،‬بعد أن كانت متهمة بالتواطؤ والتدليس‪ ،‬ورغم‬
‫النتقادات الموجهة للصحافة اإللكترونية إل أن قدراتها وامكانياتها قد أهلتها إلعادة تشكيل عالم جديد‬
‫لإلعالم والتصال‪ ،‬فكل وسيلة إعالمية جمهورها ولكل عصر متطلباته‪ ،‬واإلنسان العاقل هو الذي يجمع‬
‫بين متطلبات المعاصرة وأهمية األصالة‪.‬‬

‫‪519‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬الدراسة الميدانية‪ ،‬واجراءاتها المنهجية‬
‫تمهيد‬
‫أوالا‪ -‬اإلجراءات المنهجية للدراسة‬
‫‪ -5‬منهج الدراسة‬
‫‪ -9‬مجاالت الدراسة‬
‫‪ -0‬أدوات جمع البيانات‬
‫‪ -9‬عينة الدراسة‬
‫ثانيا‪ -‬تحليل البيانات الميدانية وتفسيرها‬
‫‪ -1‬خصائص عينة الدراسة‬
‫‪ -2‬بيانات خاصة بعادات وأنماط استخدام الصحف‬
‫‪ -0‬بيانات خاصة بتأثير الصحافة اإللكترونية على مقروئية الصحافة الورقية‬
‫‪ -6‬بيانات خاصة بمستقبل الصحافة الورقية في ظل انتشار الصحافة اإللكترونية‬
‫ثالث ا‪ -‬النتائج العامة للدراسة‬
‫خاتمة‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬
‫فهرس الجداول‬
‫المالحق‬
‫الفصل الرابع‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الدراسة الميدانية‪ ،‬واجراءاتها المنهجية‬

‫تمهيد‬
‫تعد الدراسة الميدانية جانب ا مهم ا في القيام بأي دراسة يمكن من خاللها عرض وتفسير واثبات لما تم‬
‫عرضه في الجانب النظري‪ ،‬حيث تحاول الدراسة الحالية البحث فيالصحافة اإللكترونية وعالقتها بعزوف‬
‫الجماهير عن الصحافة الورقية‪ ،‬من خالل دراسة ميدانية على عينة من مستخدمي الصحافة اإللكترونية‪،‬‬
‫وهذا وفق اإلجراءات المنهجية اآلتية‪ :‬منهج الدراسة ومجالتها‪ ،‬وأدوات جمع البيانات‪ ،‬وعينة الدراسة‪،‬‬
‫اختيارها وتحديدها وخصائصها‪.‬‬
‫وبعدها سيتم تحليل البيانات الميدانية وتفسيرها لما لها من أهمية كبيرة في البحث العلمي‪ ،‬كونها توجه‬
‫الباحث ليسلط الضوء على بعض الحقائق والمعالم المبهمة عن موضوع الدراسة‪ ،‬فضالا عن هذا فإنها‬
‫تثري النقاش وتحقق الترابط والتجانس مع اإلطار النظري للبحث‪.‬‬

‫‪510‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الدراسة الميدانية‪ ،‬واجراءاتها المنهجية‬

‫أوالا‪ -‬اإلجراءات المنهجية للدراسة‪:‬‬


‫‪ -5‬منهج الدراسة‪:‬‬
‫يعتبر المنهج ضروريا في أي بحث علمي‪ ،‬ألنه الطريق الذي يستعين به الباحث ويتبعه في كل‬
‫مراحل دراسته بغية الوصول إلى نتائج عملية وموضوعية‪ ،‬فالختالف في المنهج في العلوم الجتماعية‬
‫نتيجة حتمية تنبع من تفرع طبيعة الظواهر المدروسة وطرق تناولها وطبيعة الميدان‪ ،‬والمنهج المختار‬
‫يكون بناءا على هذا األساس‪ ،‬قصد تحليل الظاهرة تحليال سليما واعطائها طابعا إحصائيا يزيد من‬
‫‪1‬‬
‫دقتها‪.‬‬
‫وتقع هذه الدراسة في نطاق الدراسات الوصفية المقارنة التي تصف الواقع الجتماعي للظاهرة‬
‫بمؤشراتها الراهنة وتقارن بين مختلف جوانبها‪ ،‬وهذا ما فرض استخدام المنهج الوصفي الذي ُيستخدم في‬
‫وصف ما هو كائن وتفسيره‪ ،‬وهو يهتم بتحديد الظروف والعالقات التي توجد بين الوقائع‪ ،‬ويهتم أيضا‬
‫بتحديد الممارسات الشائعة أو السائدة‪ ،‬والتعرف على التجاهات والمعتقدات عند األفراد والجماعات‬
‫‪2‬‬
‫وطرائقها في النمو والتطور‪.‬‬
‫ومن خالل هذا البحث سيتم دراسة العالقة السببية بين متغير الصحافة اإللكترونية ومتغير الصحافة‬
‫الورقية‪ ،‬بناءا على ما تم التوصل إليه في الدراسات الستكشافية السابقة‪.‬‬
‫وتم استخدام المنهج الوصفي في وصف العالقة التي تربط بين الجمهور المستخدم للصحافة اإللكترونية‬
‫وعزوفه عن الصحافة الورقية‪ ،‬وذلك من خالل رصد ودراسة اتجاهاتهم‪.‬‬
‫فالجمهور المستهدف في هذه الدراسة هو جمهور الصحافة اإللكترونية‪ ،‬لتأتي دراستنا لتحاول التعريف‬
‫بهذا الجمهور‪ ،‬وتوضيح العوامل المساهمة في عزوفه عن الصحافة الورقية‪.‬‬
‫‪ -9‬مجاالت الدراسة‪:‬‬
‫يمكن حصر مجالت البحث الميداني في ثالث مجالت أساسية هي‪:‬‬
‫أ‪ -‬المجال المكاني‪:‬‬
‫أجريت الدراسة الميدانية بولية قالمة التي تقع داخلي ا بالشمال الشرقي للجزائر‪ ،‬يحدها من الشمال‬
‫وليات الطارف وعنابة وسكيكدة‪ ،‬ومن الشرق سوق أهراس‪ ،‬ومن الغرب قسنطينة‪ ،‬ومن الجنوب أم‬
‫البواقي‪.‬‬

‫‪-1‬خالد حامدي‪ ،‬منهجية البحث العلمي‪ ،‬دار الريحان للنشر‪ ،‬الجزائر‪ ،2330 ،‬ص‪.11‬‬
‫‪ -2‬منير مرسي محمد‪ ،‬البحث الوصفي‪ ،‬مجلة التربية‪ ،‬اللجنة القطرية للتربية والثقافة والعلوم‪ ،‬ع‪ ،1214 ،21‬ص ‪.24‬‬
‫‪515‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الدراسة الميدانية‪ ،‬واجراءاتها المنهجية‬

‫ولية قالمة منطقة زراعية ورعوية من الدرجة األولى تكثر فيها الجبال ( جبل ماونة‪ ،‬جبل دباغ‪ ،‬جبل‬
‫هوارة)‪ ،‬وتختص بزراعة القمح الصلب وتربية المواشي‪ ،‬وتعتبر منطقة استراتيجية بوجودها على ضفاف‬
‫نهر سيبوس الخصبة‪ ،‬كما أنها تحتوي على مصانع مثل‪ :‬الخزف والسكر والدراجات‪ ،‬والدراجات النارية‪.‬‬
‫وعالوة على طابعها الصناعي والفالحي والرعوي التي يعطيها موقعا اقتصاديا واستراتيجيا هاما في‬
‫الجزائر‪ ،‬تملك الولية مؤهالت سياحية كبيرة كالحمامات المعدنية المشهورة )حمام أولد علي‪ ،‬حمام دباغ‪،‬‬
‫حمام النبائل(‪ ،‬والتي تحتاج إلى العناية والتطوير‪ ،‬باإلضافة إلى المعالم األثرية التي يزيد عددها عن‬
‫‪1‬‬
‫‪ 011‬موقع ومعلم أثري‪.‬‬
‫ب‪ -‬المجال الزمني‪:‬‬
‫لقد مرت هذه الدراسة بفترة زمنية مقسمة إلى جانبين‪ ،‬جانب نظري وجانب ميداني متمثلين في ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬جانب نظري‪ :‬لقد تم الشروع في انجاز هذه الدراسة منذ شهر نوفمبر ‪ ،4191‬حيث كانت البداية‬
‫بجمع المادة العلمية النظرية المتعلقة بالموضوع‪ ،‬استمر ذلك إلى غاية شهر مارس ‪ ،4141‬وتزامن‬
‫تحرير الجانب النظري للدراسة مع الفترة التي تم فيها جمع المادة العلمية‪ ،‬واكتمل الشكل النهائي‬
‫للجانب النظري خالل شهر ماي ‪ 4141‬نظ ار لصعوبة جمع المادة العلمية بسبب الظروف التي مرت‬
‫بها البالد من وباء كوفيد ‪ 91‬وبالتالي صعوبة اللتحاق بالمكتبة‪.‬‬
‫أما في الجانب الميداني للدراسة‪ :‬فقد شرعنا في انجازه في شهر جويلية ‪4141‬م‪ ،‬حيث تم انجاز‬
‫الستمارة اللكترونية وعرضها على األستاذ المشرف‪ ،‬وبعد التعديل تم نشرها على موقع التواصل‬
‫الجتماعي )الفيسبوك( عبر المجموعات الخاصة بالصحافة اللكترونية للحصول على إجابات المبحوثين‬
‫وذلك لمد ة أسبوع لحين تم الوصول إلى عدد العينة‪ ،‬ثم شرعت الباحثة في جمع البيانات ومراجعة البيانات‬
‫الموجودة في الستمارة اإللكترونية وتفريغها في جداول إحصائية‪.‬‬
‫ج‪ -‬المجال البشري‪:‬‬
‫تمثل المجال البشري لهذه الدراسة في جمهور الصحافة اإللكترونية‪ ،‬ونظ ار لصعوبة إحصاء‬
‫المستخدمين للصحافة اإللكترونية‪ ،‬فقد تقرر اللجوء إلى أسلوب المعاينة‪ ،‬الذي يعتبر من أساليب جمع‬
‫البيانات أي اختيار عينة قصدية بشروط‪ ،‬وذلك نظ ار لتوفر صفات محددة في مفردات العينة تكون هي‬

‫‪ -1‬لمزيد من التفاصيل حول ولية قالمة يمكن الطالع على الموقع التالي‪ ،http://ar.wikipedia.org :‬كما يمكن الطالع على موقع‬
‫مديرية السياحة لولية قالمة‪http://www.dt-guelma.dz :‬‬

‫‪518‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الدراسة الميدانية‪ ،‬واجراءاتها المنهجية‬

‫الصفات التي تتصف بها مفردات المجتمع محل البحث‪ ،‬ووفقا لهذه الدراسة فالمجال البشري هم األفراد‬
‫المستخدمين للصحافة اإللكترونية‪.‬‬
‫‪ -0‬عينة الدراسة‪:‬‬
‫أ‪ -‬اختيار العينة وتحديدها‪:‬‬
‫إن التمثيل الجيد للعينة ينعكس إيجاب ا على مدى صحة نتائج البحث‪ ،‬وبما أنه من الصعب التصال‬
‫بعدد كبير من المعنيين بالدراسة‪ ،‬وصعوبة إجراء المسح الشامل‪ ،‬فإن الباحث يلجأ إلى عملية المعاينة‬
‫‪1‬‬
‫التي هي اختيار جزء من مجموعة‪ ،‬بحيث يمثل هذا الجزء المجموعة كلها‪.‬‬
‫وبما أن الباحثة تسعى في هذه الدراسة إلى تحقيق أهداف معينة‪ ،‬فقد استلزم ذلك استعمال طريقة العينة‬
‫القصدية أو العمدية )‪ (Proposive sample‬وهي نوع من العينات غير العشوائية التي يكون الختيار فيها‬
‫على أساس حر من قبل الباحث وحسب طبيعة بحثه‪ ،‬بحيث يحقق الختيار هدف الدراسة أو أهداف‬
‫الدراسة المطلوبة‪.‬‬

‫وتُعرف هذه العينة على أنها تختار من منطقة‪ ،‬يختارها الباحث لكونه يعرف أنها تمثل المجتمع تمثيالا‬
‫سليما بناء على معلومات إحصائية سابقة‪ ،‬فيختار عينة يتناسب عدد أفرادها مع حجم سكان هذه‬
‫المنطقة‪ ،‬وينطوي اختيارها على افتراض أن المجتمع ل يتغير‪ ،‬بحيث تظل هذه المعلومات صادقة‪ ،‬وهو‬
‫افتراض من الصعب قبوله‪ ،2‬فالباحث في مثل هذه الحالة يقدر حاجته إلى المعلومات ويختار عينة بما‬
‫‪3‬‬
‫يحقق له غرضه‪.‬‬
‫ومن هنا‪ ،‬استعانت الباحثة بعينة قصدية قوامها ‪ 46‬مفردة من الجماهير المستخدمة للصحافة‬
‫اإللكترونية‪ ،‬لمعرفة سبب عزوفهم عن الصحافة الورقية‪ ،‬كما أنه نظ ار لعدم توفر قائمة كاملة لمجتمع‬
‫البحث‪ ،‬أي مجموع الجماهير الذين يطالعون الصحف اإللكترونية‪ ،‬فقد تقرر اختيار عينة مقصودة أو‬
‫عمدية حتى وا ن توفر العدد اإلجمالي للجماهير‪ ،‬فهو ل يخدم الدراسة فليس كل فرد منهم يطالع الصحافة‬
‫اإللكترونية‪.‬‬

‫‪ -1‬زيان عمر محمد‪ ،‬البحث العلمي مناهجه وتقنياته‪ ،‬دار الشروق للنشر‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،1211 ،‬ص ‪.212‬‬
‫‪ -2‬السرياقوسي علي عبد المعطي‪ ،‬أساليب البحث العلمي‪ ،‬مكتبة الفالح للنشر‪ ،‬الكويت‪ ،1211 ،‬ص ‪.645‬‬
‫‪ -3‬ذوقان عبيدات وآخرون‪ ،‬البحث العلمي‪ ،‬مفهومه‪ ،‬أدواته‪ ،‬أساليبه‪ ،‬دار الفكر للطباعة والنشر‪ ،‬ط ‪ ،4‬عمان‪ ،‬األردن‪،2331 ،‬‬
‫ص ‪.112‬‬
‫‪514‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الدراسة الميدانية‪ ،‬واجراءاتها المنهجية‬

‫‪ -4‬أدوات جمع البيانات‪:‬‬


‫عادة ما يكون الباحث في أمس الحاجة إلى تحديد الطريقة التي تمكنه من جمع البيانات األساسية‬
‫لختبار فروضه أو تحقيق أهداف بحثه‪ ،‬وقد اعتمدت الباحثة في هذه الدراسة على وسائل هامة لجمع‬
‫البيانات وهي‪:‬‬
‫أ‪ -‬االستمارة‪:‬‬
‫وهي من األدوات المنهجية األكثر شيوع ا في البحث العلمي‪ ،‬وحسن تصميمها يساعد على تحقيق‬
‫أهداف البحث‪ ،‬لهذا يرى الحسن أن الستمارة تعد وسيلة مهمة لالتصال بين الباحث والمبحوث‪ ،‬حيث‬
‫تضم مجموعة من األسئلة المنتقاة والمصممة بطريقة خاصة‪ ،‬تستهدف بالدرجة األولى الحصول على‬
‫‪1‬‬
‫المعلومات التي يراها الباحث ضرورية لتحقيق فروض بحثه‪.‬‬
‫واعتمدت الباحثة في هذه الدراسة على استمارة تتكون من )‪ (26‬سؤالا للحصول على معلومات دقيقة‬
‫عن الموضوع‪ ،‬وهذه األسئلة موزعة على أربعة محاور على النحو اآلتي‪:‬‬
‫‪ -‬المحور األول‪ :‬تضمن بيانات أولية خاصة بالمبحوثين‪.‬‬
‫‪ -‬المحور الثاني‪ :‬يضم أسئلة حول عادات وأنماط استخدام الصحف‪.‬‬
‫‪ -‬المحور الثالث‪ :‬يضم أسئلة حول تأثير الصحافة اإللكترونية على مقروئية الصحافة الورقية‪.‬‬
‫‪ -‬المحور الرابع‪ :‬يضم أسئلة حول مستقبل الصحافة الورقية في ظل انتشار الصحافة اإللكترونية‪.‬‬
‫وقد تم العتماد في هذه الدراسة على الستمارة اإللكترونية بدلا من الستمارة الورقية‪ ،‬نظ ار لصعوبة‬
‫توزيعها على المبحوثين المستخدمين للصحافة اإللكترونية‪ ،‬بسبب الحجر الصحي وفيروس كورونا الوباء‬
‫الذي صعب على الباحثة هذه المهمة‪ ،‬ولهذا اختصا ار للوقت وتماشيا مع هذا الوضع قامت الباحثة بنشرها‬
‫على شبكات التواصل الجتماعي (الفيسبوك)‪ ،‬وخالل فترة زمنية دامت أسبوع شرعت في عملية التفريغ‬
‫والتحليل‪.‬‬
‫ب‪ -‬المالحظة‪:‬‬
‫ل يخلو أي بحث علمي من مالحظة ومراقبة سلوك معين أو ظاهرة ما‪ ،‬ثم تسجيل ذلك السلوك‬
‫وخصائصه‪.‬‬

‫‪ -1‬الحسن إحسان محمد‪ ،‬األسس العلمية لمناهج البحث االجتماعي‪ ،‬دار الطليعة‪ ،‬ط ‪ ،2‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،1224 ،‬ص ‪.136‬‬
‫‪551‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الدراسة الميدانية‪ ،‬واجراءاتها المنهجية‬

‫والمالحظة العلمية تعني المشاهدة الحسية المقصودة والمنظمة والدقيقة للحوادث واألمور والظواهر‪،‬‬
‫بغية اكتشاف أسبابها وقوانينها ونظرياتها‪ ،‬عن طريق القيام بعملية النظر في هذه األشياء واألمور‬
‫‪1‬‬
‫والوقائع‪.‬‬
‫وقد استخدمت المالحظة المباشرة أثناء عملية اختيار موضوع الدراسة‪ ،‬من خالل مالحظتي لعزوف‬
‫األفراد عن كل ما هو ورقي وتفضيل استخدام التكنولوجيا في كل المجالت‪ ،‬فلم أعد أرى األفراد وخاصة‬
‫الشباب يقرؤون الجرائد في الحافالت أو في الحدائق العامة بل أصبح معظمهم يتابع األخبار عبر‬
‫الوسائط اإللكترونية‪ ،‬ومن هنا جاء الفضول لمعرفة أسباب عزوف الجماهير عن الصحافة الورقية‬
‫وتفضيلهم للصحافة اإللكترونية‪ ،‬أما من الجانب الميداني فقد تعذر استخدام المالحظة نظ ار للظروف‬
‫الستثنائية التي تمت فيها الدراسة وعليه تم الكتفاء بالمالحظة في الجانب النظري فقط‪.‬‬
‫ج‪ -‬الوثائق والسجالت‪:‬‬
‫تعتبر السجالت والوثائق من األدوات الهامة المساعدة في جمع المعطيات من أرقام واحصائيات‬
‫ومعلومات وصفية حول مجتمع الدراسة‪ ،‬وقد استعانت الباحثة في هذه الدراسة ببعض الوثائق المتوفرة‬
‫بالمواقع اإللكترونية‪ ،‬وذلك من أجل تحديد الخصائص الجتماعية والثقافية العامة للمجتمع الكلي‪،‬‬
‫والتعريف بالولية والطالع على موقعها الجغرافي‪.‬‬
‫ثاني ا‪ -‬تحليل البيانات الميدانية وتفسيرها‪:‬‬
‫‪ -5‬خصائص عينة الدراسة‪:‬‬
‫جدول رقم)‪ :(01‬يوضح توزيع المبحوثين حسب الجنس‬

‫‪%‬‬ ‫ك‬ ‫الجنس‬


‫‪01.25‬‬ ‫‪23‬‬ ‫ذكور‬
‫‪41.25‬‬ ‫‪66‬‬ ‫إناث‬
‫‪133‬‬ ‫‪46‬‬ ‫المجموع‬

‫يوضح الجدول رقم )‪ (01‬أن أغلب المبحوثين من جنس أنثى‪ ،‬وهذا بنسبة ‪ %41.25‬من مجموعهم‪،‬‬
‫أما الذكور بلغت نسبتهم ‪ 31.25%‬من مجموعهم‪ .‬ويعود الختالل في توازن النسبتين إلى النسبة العالية‬

‫‪ -1‬بدوي عبدالرحمن‪ ،‬مناهج البحث العلمي‪ ،‬وكالة المطبوعات‪ ،‬ط ‪ ،0‬الكويت‪ ،1222 ،‬ص ‪.121‬‬

‫‪555‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الدراسة الميدانية‪ ،‬واجراءاتها المنهجية‬

‫لعدد اإلناث مقارنة بالذكور في استخدام الصحافة اإللكترونية‪ ،‬ويرجع ذلك إلى مواكبة اإلناث للتطور‬
‫التكنولوجي وتفضيل كل ما هو عصري في البحث عن األخبار والمعلومات التي تكون في شكلها المرئي‬
‫المسموع بدل من المقروء فقط‪ ،‬إضافة لكون الصحافة اإللكترونية متوفرة طوال اليوم وامكانية الوصول‬
‫إليها مباشرة دون دفع رسوم إضافية‪ ،‬وبالتالي سهلت عليهم مطالعتها في البيت دون أي جهد أو تكلفة‪،‬‬
‫عكس الذكور الذين يفضلون كل ما هو مكتوب وورقي مطبوع يكون ملموسا أفضل من اإللكتروني‪ ،‬وهذا‬
‫نفس ما توصلت إليه الباحثة "قوراري" في دراستها‪ ،‬حيث وجدت أن نسبة الذكور هي ‪ ،%25‬فيما كانت‬
‫‪1‬‬
‫نسبة اإلناث ‪ % 25‬وبالتالي هي الفئة األكثر تصفحا وتعرضا للصحف اإللكترونية‪.‬‬
‫جدول رقم)‪ :(19‬يوضح توزيع المبحوثين حسب السن‬

‫‪%‬‬ ‫ك‬ ‫السن‬


‫‪31.54‬‬ ‫‪31‬‬ ‫أقل من ‪ 23‬سنة‬
‫‪50.12‬‬ ‫‪06‬‬ ‫من ‪ 23‬إلى‪ 26‬سنة‬
‫‪06.02‬‬ ‫‪22‬‬ ‫من‪ 25‬إلى‪ 22‬سنة‬
‫‪36.41‬‬ ‫‪30‬‬ ‫من‪ 03‬إلى‪ 06‬سنة‬
‫‪34.25‬‬ ‫‪36‬‬ ‫أكثر من ‪06‬‬
‫‪133‬‬ ‫‪46‬‬ ‫المجموع‬

‫نالحظ من خالل الجدول رقم )‪ (32‬أن أغلب أعمار أفراد العينة يتراوح ما بين ‪ 26-23‬سنة‪ ،‬وهذا‬
‫بنسبة ‪ %50.12‬من مجموعهم‪ ،‬بالتالي فالعينة تقع تقريبا في منتصف مرحلة الشباب‪ ،‬وهي سن النضج‬
‫العقلي والفكري‪ ،‬وبالتالي فالشباب هم األكثر تصفحا للصحف على النترنت حسب الجدول رقم )‪(34‬‬
‫ألنها هي األقدر على التعامل مع تكنولوجيا اإلعالم والتصال الحديثة‪ ،‬حيث تشير الدراسات اإلعالمية‬
‫التي خصت جمهور وسائل اإلعالم‪ ،‬إلى أنه شبابي بدرجة كبيرة‪ ،2‬ألن الشباب يميلون بسرعة إلى تقبل‬
‫األفكار المستحدثة والجديدة‪ ،‬في الوقت الذي يتمسك فيه كبار السن بعاداتهم القديمة ويفضلون قراءة‬
‫النسخ الورقية على تصفح الصحيفة اإللكترونية‪.‬‬

‫‪ -1‬قوراري صونية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.221‬‬


‫‪ -2‬عزي عبد الرحمان‪ ،‬السعيد بومعيزة‪ ،‬اإلعالم والمجتمع رؤية سوسيولوجية مع تطبيقات على المنطقة العربية واإلسالمية‪ ،‬دار‬
‫الورسم للطباعة والنشر‪ ،2313 ،‬ص ‪.241‬‬
‫‪559‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الدراسة الميدانية‪ ،‬واجراءاتها المنهجية‬

‫ومن هنا تظهر لنا أهمية السن في قابلية التعرض لوسائل اإلعالم الجديدة‪ ،‬حيث تقاربت النسب ما‬
‫بين فئة )‪25‬الى ‪ 22‬سنة( وفئة )‪ 23‬إلى ‪ 26‬سنة( والتي تحسب في بعض الدراسات على فئة الشباب‪،‬‬
‫حيث نالحظ أنه كلما قل سن العينة كلما زاد اهتمامهم بالوسائل اإللكترونية المتاحة على شبكة النترنت‪.‬‬
‫جدول رقم)‪ :(10‬يوضح توزيع المبحوثين حسب المستوى التعليمي‬

‫‪%‬‬ ‫ك‬ ‫المستوى التعليمي‬


‫‪33.33‬‬ ‫‪33‬‬ ‫ابتدائي‬
‫‪31.54‬‬ ‫‪31‬‬ ‫متوسط‬
‫‪36.41‬‬ ‫‪30‬‬ ‫ثانوي‬
‫‪20.25‬‬ ‫‪43‬‬ ‫جامعي‬
‫‪133‬‬ ‫‪46‬‬ ‫المجموع‬

‫تشير النتائج الواردة في الجدول رقم )‪ (30‬أن أغلب المبحوثين حاصلين على المستوى الجامعي بنسبة‬
‫‪ ،%20.25‬يليها الحاصلين على المستوى الثانوي بنسبة ‪ ،%36.41‬وأخي ار الحاصلين على المستوى‬
‫المتوسط بنسبة ‪.%31.54‬‬
‫وعليه‪ ،‬فان قراء الصحف اإللكترونية هم نخبة متعلمة ومثقفة نظ ار لما تحتاجه هذه الوسيلة من درجة‬
‫ذكاء‪ ،‬وبالتالي فالمستوى التعليمي له دور كبير وأهمية في اختيار الوسائل اإلعالمية‪ ،‬فنجد أن الجامعيون‬
‫يفضلون كل ما هو تكنولوجي جديد عصري وهادف ويحبذون قراءة الصحف على النترنت‪ ،‬فيما يميل‬
‫ذوي المستوى التعليمي المنخفض إلى وسائل إعالمية أخرى تمنح لهم الترفيه وتضمن لهم رغبات مختلفة‪.‬‬
‫حيث توصلت الباحثة "بوفالقة" في دراستها للجمهور المتفاعل عبر الصحف اإللكترونية الجزائرية خالل‬
‫سنة ‪ 2313‬إلى النسبة األعلى للجمهور تمثل أصحاب المستوى الجامعي بنسبة ‪ %41.12‬من مجمل‬
‫المبحوثين‪ ،1‬وبهذا فان الصحافة اإللكترونية تحظى بالفئة النخبوية عكس مواقع الدردشة والصفحات‬
‫الجتماعية التي تستقطب اهتمام جميع الفئات دون استثناء‪.‬‬

‫‪ -1‬بوفالقة كريمة‪ ،‬الصحافة اإل لكترونية "دراسة في تفاعل قراء الصحف االلكترونية"‪ ،‬كرستال للنشر‪ ،‬الجزائر‪ ،2313 ،‬ص ‪.163‬‬
‫‪550‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الدراسة الميدانية‪ ،‬واجراءاتها المنهجية‬

‫جدول رقم)‪ :(19‬يوضح توزيع المبحوثين حسب المهنة‬

‫‪%‬‬ ‫ك‬ ‫المهنة‬


‫‪51.54‬‬ ‫‪00‬‬ ‫طالب جامعي‬
‫‪20.60‬‬ ‫‪15‬‬ ‫بطال‬
‫‪34.25‬‬ ‫‪36‬‬ ‫أستاذ‬
‫‪34.25‬‬ ‫‪36‬‬ ‫موظف عمومي‬
‫‪34.25‬‬ ‫‪36‬‬ ‫تاجر‬
‫‪34.25‬‬ ‫‪36‬‬ ‫مقاول‬
‫‪133‬‬ ‫‪46‬‬ ‫المجموع‬

‫يبدو من خالل الجدول رقم )‪ (36‬أن نصف المبحوثين طلبة جامعيين بنسبة ‪ ،%51.54‬يليها‬
‫البطالين بنسبة ‪ ،%20.60‬وأخي ار باقي المهن كمهنة أستاذ وموظف عمومي وتاجر ومقاول بنسبة واحدة‬
‫وهي ‪.%34.25‬‬
‫ويمكن تفسير ذلك من وجهة نظرنا على أن نسبة المتصفحين للموقع من ذوي المستوى الجامعي‬
‫وصلت إلى ‪ %20.25‬وذلك حسب الجدول رقم )‪ ،(30‬وبالتالي فان الطالب الجامعي هو األكثر‬
‫استخداما للصحافة اإللكترونية وهو يسعى دائما وراء العلم والمعرفة والتطور من أجل رفع مستواه العلمي‬
‫وذلك لكسب خبرات جديدة عكس المهن األخرى‪ ،‬فالطالب الجامعي على دراية لوجود الصحافة‬
‫اإللكترونية ألنه عند انجازه البحوث يستعمل الكتاب اللكتروني بدل من الكتاب الورقي لهذا دائما ما‬
‫ينتقي كل ما هو رقمي‪.‬‬
‫وفي دراسة للباحثين "الشهري وقنتر" تم العتماد فيها على نتائج استجابات عينة من قراء الصحف‬
‫اللكترونية العربية‪ ،‬ذكرت الدراسة بعض خصائص قراء الصحف اإللكترونية العربية من حيث أنهم في‬
‫‪1‬‬
‫الغالب شباب ويشكل الطلبة نسبة كبيرة منهم‪.‬‬

‫‪ -1‬علي عبد الفتاح كنعان‪ ،‬الصحافة اإللكترونية في ظل الثورة التكنولوجية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.41‬‬
‫‪559‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الدراسة الميدانية‪ ،‬واجراءاتها المنهجية‬

‫جدول رقم)‪ :(11‬يوضح توزيع المبحوثين حسب الحالة المدنية‬

‫‪%‬‬ ‫ك‬ ‫الحالة المدنية‬


‫‪22.41‬‬ ‫‪51‬‬ ‫أعزب‪ /‬عزباء‬
‫‪12.11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫متزوج (ة)‬
‫‪31.54‬‬ ‫‪31‬‬ ‫مطلق (ة)‬
‫‪31.54‬‬ ‫‪31‬‬ ‫أرمل (ة)‬
‫‪133‬‬ ‫‪46‬‬ ‫المجموع‬

‫يتبين لنا من خالل الجدول رقم )‪ (35‬أن نسبة المبحوثين الذين شملتهم الدراسة من العزاب بنسبة‬
‫‪ ،%20.60‬ونجد متزوج بنسبة ‪ ،%12.11‬وأخي ار مطلق وأرمل بنسبة ‪ .%31.54‬وهذا راجع كون فرصة‬
‫الطالع على الصحف اإللكترونية أحسن من المتزوج الذي غالبا ما ينشغل بمشكالت األسرة والعمل‬
‫وغيرها من هموم الحياة اليومية ول يجد وقت فراغ لالنترنت‪ ،‬ما عدا ساعات العمل ولكن مع ذلك ربما ل‬
‫تتسنح له الفرصة لالطالع على الصحف‪ ،‬فالتعرض للتلفزيون أو حتى اإلذاعة والصحف الورقية ليس‬
‫مثل النترنت خاصة في الجزائر نظ ار لعدم توفرها عند كل األفراد‪.‬‬

‫‪ -9‬بيانات خاصة بعادات وأنماط استخدام الصحف‪:‬‬


‫جدول رقم)‪ :(10‬يوضح الصحيفة التي يعتبرها المبحوثين المصدر األساسي في حصولهم‬
‫على المعلومات‬

‫‪%‬‬ ‫ك‬ ‫الصحيفة‬


‫‪23.01‬‬ ‫‪65‬‬ ‫اإللكترونية‬

‫‪36.41‬‬ ‫‪30‬‬ ‫الورقية‬


‫‪25.33‬‬ ‫‪14‬‬ ‫كالهما مع ا‬
‫‪133‬‬ ‫‪46‬‬ ‫المجموع‬

‫يبدو لنا من خالل الجدول رقم )‪ (34‬أن استخدام الصحيفة اإللكترونية كان بنسبة ‪،%23.01‬‬
‫وكالهما معا بنسبة ‪ ،25%‬وأخي ار الصحيفة الورقية بنسبة ‪.%36.41‬‬

‫‪551‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الدراسة الميدانية‪ ،‬واجراءاتها المنهجية‬

‫ومن هنا يتضح أن الصحيفة اإللكترونية هي التي يتم نشرها على شبكة النترنت ويقوم القارئ‬
‫بتصفحها‪ ،‬سواء كانت هذه الصحف بمثابة النسخ أو إصدارات إلكترونية لصحف ورقية مطبوعة أو موجز‬
‫ألهم محتويات النسخ الورقية أو كجرائد ومجالت إلكترونية ليست لها إصدارات عادة مطبوعة على‬
‫الورق‪ ،‬وهي تتضمن مرجعا من الرسائل اإلخبارية والقصص والمقالت والتعليقات والصور والخدمات‬
‫المرجعية‪ ،‬فهي وسيلة مهمة في الحصول على المعلومات‪ ،‬وهذا يعود ربما إلى مساحة الحرية الموجودة‬
‫في هذا النوع من الصحافة التي تفتقدها الصحافة الورقية خاصة في الجزائر التي تحكمها الرقابة والسلطة‬
‫السياسية‪ ،‬حيث صارت الصحافة اإللكترونية تستخدم كل تقنيات وسائل اإلعالم بشكل متكامل وأضافت‬
‫إلى ذلك كله ميزة التفاعلية التي تجعل القارئ شريكا ايجابيا في العملية التصالية‪ ،‬ورغم العمر القصير‬
‫للصحافة اإللكترونية مقارنة بالصحافة الورقية إل أن هذا العمر أبرز العديد من الميزات‪ ،‬التي ربما جعلت‬
‫من مصادر الصحافة الورقية ليس لها صدى‪ ،1‬لكن في المقابل فإننا نجد أن هناك من ل يثق في‬
‫المعلومات التي تقدمها المواقع الصحفية اإللكترونية‪ ،‬وبالتالي يضيف الصحافة الورقية لكي تكون هناك‬
‫مصداقية أكثر فإقبال الجمهور على النوعين معا هو ليس تأثير للوسيلة في حد ذاتها وانما يرجع ربما‬
‫إلى انشغالتهم الكثيرة‪ ،‬لذلك فان إجاباتهم حول مطالعتهم للنوعين معا هو بمعنى انه في حالة عدم‬
‫حصولهم على الصحيفة الورقية فان الصحيفة اإللكترونية هي البديل‪ ،‬لهذا يمكن القول أن كل وسيلة‬
‫إعالمية تتميز بأدواتها وبجمهورها‪ ،‬فالنشر اإللكتروني موجه لشريحة عريضة تتعامل مع النترنت وتعتمد‬
‫عليه إلى حد كبير للحصول على المعلومات‪ ،‬كما أنها واكبت جمهورها المتفاعل أو ربما هي التي أوجدت‬
‫هذا الجمهور لتلغي مفهوم الجمهور المتلقي‪ ،‬وقد أثرت هذه الخصائص التفاعلية التي ازدهرت في عصر‬
‫النترنت على الصحف الورقية التي أعادت حساباتها‪ ،‬وبدأت تولي اهتماما كبي ار بفتح مجالت تفاعل مع‬
‫قراءها‪ ،‬وبالتالي فألي عمل صحفي أو إعالمي قواعد وأسس مهنية والتزامات أدبية ومسؤولية أخالقية‬
‫سواء كان مرئيا أو مطبوعا أو الكترونيا‪.‬‬

‫‪ -1‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.04‬‬


‫‪550‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الدراسة الميدانية‪ ،‬واجراءاتها المنهجية‬

‫جدول رقم)‪ :(07‬يوضح درجة قراءة المبحوثين للصحيفة األ كثر استخداما‬

‫‪%‬‬ ‫ك‬ ‫الحاالت‬


‫‪12.53‬‬ ‫‪31‬‬ ‫دائما‬
‫‪50.12‬‬ ‫‪06‬‬ ‫ناد ار‬
‫‪06.02‬‬ ‫‪22‬‬ ‫أحيان ا‬
‫‪133‬‬ ‫‪46‬‬ ‫المجموع‬

‫تشير المعطيات الواردة في الجدول رقم )‪ (32‬أن أغلب أفراد العينة ناد ار ما يقرؤون الصحف وذلك‬
‫بنسبة ‪ %50.12‬من مجموعهم‪ ،‬بينما نجد الفئة التي ذهبت إلى أنه أحيانا ما يطالعون الصحف قدرت‬
‫نسبتهم ب‪ ،%06.02‬وأخي ار قراءة الصحف دائما بنسبة ‪ %12.5‬من مجموعهم‪.‬‬
‫من خالل هذه النتائج يتضح أن أفراد العينة ناد ار ما يطالعون الصحف‪ ،‬ويرجع ذلك إلى انشغالتهم‬
‫اليومية أو العلمية‪ ،‬فهناك ضروريات تكون أولى من استخدام الصحف وبالتالي يكون استخدامها وقت‬
‫الفراغ فقط أو لمعرفة األخبار والمعلومات أينما كانت وبشكل مجاني‪.‬‬
‫ومنه‪ ،‬نستنتج أن أغلبية المبحوثين يستخدمون الصحف بصفة نادرة فقط‪ ،‬وذلك لكونهم ل يهتمون‬
‫بمطالعة األخبار يوميا أو ألن لديهم مصادر معلومات أخرى يلجئون إليها مثال التلفاز أو اإلذاعة أو‬
‫مواقع التواصل الجتماعي‪.‬‬
‫جدول رقم)‪ :(08‬يوضح مدة استخدام المبحوثين للصحيفة األكثر استخداما‬

‫‪%‬‬ ‫ك‬ ‫مدة االستخدام‬


‫‪32.02‬‬ ‫‪34‬‬ ‫أقل من سنة‬

‫‪21.12‬‬ ‫‪11‬‬ ‫من سنة إلى ‪ 0‬سنوات‬


‫‪53.33‬‬ ‫‪02‬‬ ‫أكثر من ‪ 6‬سنوات‬
‫‪12.53‬‬ ‫‪31‬‬ ‫منذ ظهور النترنت‬
‫‪133‬‬ ‫‪46‬‬ ‫المجموع‬

‫‪555‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الدراسة الميدانية‪ ،‬واجراءاتها المنهجية‬

‫نالحظ من خالل بيانات الجدول رقم )‪ (31‬أن مدة استخدام المبحوثين للصحيفة أكثر من‪ 6‬سنوات‬
‫بنسبة ‪ %53‬من مجموعهم‪ ،‬ومن سنة إلى ‪ 30‬سنوات بنسبة ‪ %21.12‬من مجموعهم‪ ،‬وأقل من سنة‬
‫بنسبة ‪ ،%32.02‬وأخي ار منذ ظهور النترنت بنسبة ‪.%12.53‬‬
‫هذه النتائج تدل على أن أغلب المبحوثين بدأوا استخدام الصحف اإللكترونية منذ أكثر من ‪ 6‬سنوات‬
‫أي منذ ولوج الهواتف الذكية وتطبيق تقنية الجيل الثالث‪ ،‬وبالتالي هذا يدل على الستخدام الجيد والقوي‬
‫للصحافة اإللكترونية‪ ،‬فهذه الظاهرة الجديدة لم تدخل الوطن العربي إل في منتصف التسعينات‪ ،‬مما أدى‬
‫إلى أن تصبح تشكل تحديا وتنافسا كبي ار مع وسائل اإلعالم األخرى‪ ،‬وأصبحت ل غنى عنها بالنسبة‬
‫لألفراد‪ ،‬وهذا ما يؤكد أن النترنت بشكل عام والصحافة اإللكترونية بشكل خاص تشهد نموا متزايدا في‬
‫الوطن العربي‪.‬‬
‫جدول رقم )‪ :(09‬يوضح أوقات مطالعة المبحوثين للصحيفة األ كثر استخداما‬

‫‪%‬‬ ‫ك‬ ‫أوقات المطالعة‬


‫‪24.54‬‬ ‫‪12‬‬ ‫الصباح‬

‫‪11.25‬‬ ‫‪12‬‬ ‫الظهيرة‬


‫‪56.41‬‬ ‫‪05‬‬ ‫المساء‬
‫‪133‬‬ ‫‪46‬‬ ‫المجموع‬

‫يبدو من خالل الجدول رقم )‪ (32‬أن أكثر من نصف المبحوثين يطالعون الصحف مساءا وهذا بنسبة‬
‫‪ ،%56.41‬أما الذين يطالعونها في الصباح قُدرت نسبتهم بـ ‪ ،%24.54‬تليها الذين يطالعونها في‬
‫الظهيرة بنسبة ‪.%11.25‬‬
‫ومن هنا‪ ،‬يتضح أن وقت المطالعة بالنسبة للمبحوثين يكون مساءا‪ ،‬ألن هذه الفترة تكون مناسبة لهم‬
‫فهي تمثل وقت الفراغ والراحة بالنسبة لهم‪ ،‬لهذا يطالعون الصحف سواء اإللكترونية أو الورقية لكي‬
‫يتزودوا باألخبار والمعلومات الخاصة بيومهم‪ ،‬فصباحا يكونوا مشغولون بأعمالهم ودراستهم فال يتفرغوا‬
‫للتصفح‪ ،‬وعموما فان فترة تصفح الجريدة لدى المبحوثين مرتبطة بالوقت المتاح وذلك من خالل توفر‬
‫الجريدة طوال اليوم وعدم تغير محتواها وثباتها يجعلهم يحددون فترة مناسبة لهم يتصفحون فيها الجريدة‪،‬‬
‫وهذا ما يدل على أن عملية التصفح والوقت المفضل لديهم ليست عشوائية وانما يؤطرها عامل التوقيت‬
‫ودرجات الهتمام‪.‬‬

‫‪558‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الدراسة الميدانية‪ ،‬واجراءاتها المنهجية‬

‫جدول رقم )‪ :(10‬يوضح موقف المبحوثين من الخدمات التي تقدمها الصحافة اإل لكترونية والتي‬
‫منحتها التميز عن الصحافة الورقية‬

‫‪%‬‬ ‫ك‬ ‫الحاالت‬


‫‪%‬‬ ‫ك‬ ‫الخدمات‬
‫‪22.53‬‬ ‫‪11‬‬ ‫خدمة البحث‬
‫‪04.34‬‬ ‫‪22‬‬ ‫قراءة عدد اليوم أو األمس من النسخة الورقية‬
‫‪34.55‬‬ ‫‪36‬‬ ‫خدمة البريد اإللكتروني‬ ‫‪25.01‬‬ ‫‪41‬‬ ‫نعم‬

‫‪22.14‬‬ ‫‪12‬‬ ‫تقديم اإلعالنات للصحيفة الورقية‬


‫‪33.33‬‬ ‫‪33‬‬ ‫أخرى تذكر‬
‫‪133‬‬ ‫‪41‬‬ ‫المجموع‬
‫‪36.41‬‬ ‫‪30‬‬ ‫ل‬
‫‪133‬‬ ‫‪46‬‬ ‫المجموع‬

‫يوضح لنا الجدول رقم )‪ (13‬توزيع المبحوثين حسب موقفهم من الخدمات التي تقدمها الصحافة‬
‫اإللكترونية والتي منحتها التميز عن الصحافة الورقية‪ ،‬حيث أننا وظفنا هذا السؤال لمعرفة إذا كانت‬
‫خدمات الصحافة اإللكترونية منحتها التميز عن الصحافة الورقية‪.‬‬
‫وحسب المعطيات المتحصل عليها‪ ،‬فقد كانت أعلى نسبة والمقدرة ب‪ %25.01‬من المبحوثين‬
‫إجاباتهم بنعم‪ ،‬وتتمثل هذه الخدمات في قراءة عدد اليوم أو األمس من النسخة الورقية بنسبة ‪،%04.34‬‬
‫تليها خدمة البحث بنسبة ‪ %22.53‬وخدمة تقديم اإلعالنات للصحيفة الورقية بنسبة ‪ ،%22.14‬وأخي ار‬
‫خدمة البريد اإللكتروني بنسبة ‪ .%34.55‬أما الذين يرون أنه لم تمنح خدمات الصحافة اإللكترونية‬
‫التميز عن الصحافة الورقية فكانت نسبتهم ‪.%36.41‬‬
‫مع ظهور النترنت وانتشار المواقع اإللكترونية على الشبكة العنكبوتية وخاصة موقع الصحافة‬
‫اإللكترونية ‪ ،‬فلقد أحدثت هذه ثورة هائلة في نقل الصورة والخبر والمعلومة بسرعة كبيرة وذلك في وقت‬
‫قياسي مما جعلها تتفوق على الصحافة الورقية التي كان المثقف يحصل على مادته الخبرية منها‪،‬‬
‫وبالتالي فالصحافة اإللكترونية هي وسيلة جديدة من وسائل اإلعالم الحديثة‪ ،‬حيث تعتمد على الدمج بين‬
‫كل وسائل التصال التقليدي‪ ،‬وبالتالي فهي حسب رأي المبحوثين تتميز وتتفوق وتنتشر على عكس‬

‫‪554‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الدراسة الميدانية‪ ،‬واجراءاتها المنهجية‬

‫الصحافة الورقية‪ ،‬فهي تتميز بالتنوع في خدماتها عن الصحف األخرى حسب رأي المبحوثين من خالل‬
‫قراءة عدد اليوم أو األمس من النسخة الورقية‪ ،‬حيث يتيح الموقع للمستخدم إمكانية مطالعة النسخة الورقية‬
‫وما بها من موضوعات مختلفة إلى حد كبير من محتويات الصحيفة الورقية أو اإللكترونية‪ ،‬كذلك توفر‬
‫‪1‬‬
‫خدمة البحث داخلها أو داخل شبكة الويب‪.‬‬
‫في حين الرأي المخالف يرى أن الصحافة اإللكترونية لم تصل بعد إلى مرحلة التفوق والتميز عن‬
‫الصحافة الورقية ألن هذه األخيرة لم تفقد شعبيتها ومكانتها بالرغم من الوسائل التي جاءت بعدها واألكثر‬
‫تطورا‪ ،‬فالصحافة الورقية حسب رأيهم ل تعد وسيلة فقط بل مرجعا لهم‪.‬‬
‫جدول رقم)‪ :(11‬يوضح أسباب تصفح المبحوثين للصحافة اإل لكترونية‬

‫‪%‬‬ ‫ك‬ ‫األسباب‬


‫‪21.12‬‬ ‫‪11‬‬ ‫ألنها تعطي للقارئ فرصة المشاركة والتفاعل‬
‫‪12.53‬‬ ‫‪31‬‬ ‫تعد بديالا عن الصحف الورقية‬
‫‪23.01‬‬ ‫‪10‬‬ ‫ل تكلف الكثير من الوقت والجهد والمال‬
‫‪15.42‬‬ ‫‪13‬‬ ‫تتطرق لمواضيع ل تستطيع الصحف الورقية التطرق لها‬
‫‪32.02‬‬ ‫‪34‬‬ ‫ألنها تصدر قبل الصحف الورقية‬
‫‪16.34‬‬ ‫‪32‬‬ ‫السرعة في نشر األخبار‬
‫‪33.33‬‬ ‫‪33‬‬ ‫أخرى تذكر‬
‫‪133‬‬ ‫‪46‬‬ ‫المجموع‬

‫يظهر من خالل بيانات الجدول رقم )‪ (11‬أسباب تصفح المبحوثين للصحافة اإللكترونية‪ ،‬فنجد نسبة‬
‫‪ %21.12‬ألنها تعطي للقارئ فرصة المشاركة والتفاعل‪ ،‬و‪ %23.01‬ل تكلف الكثير من الوقت والجهد‬
‫والمال‪ ،‬و‪ %15.42‬ألنها تتطرق لمواضيع ل تستطيع الصحف الورقية التطرق لها‪ ،‬و‪ %16.34‬السرعة‬
‫في نشر األخبار‪ ،‬لتليها نسبة ‪ %12.53‬تعد بديال عن الصحف الورقية‪ ،‬وأخي ار نسبة ‪ %32.02‬ألنها‬
‫تصدر قبل الصحف الورقية‪.‬‬

‫‪ -1‬رضا عبد الواجد أمين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.130‬‬

‫‪591‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الدراسة الميدانية‪ ،‬واجراءاتها المنهجية‬

‫قد تزايدت أهمية مواقع الصحف اإللكترونية ودرجة إقبال المستخدمين عليها بالمصداقية التي حققتها‬
‫خالل السنوات الماضية‪ ،‬باإلضافة إلى الحالية التي تميز غالبية هذه المواقع وانفرادها بعرض التقارير‬
‫ونشر بعض األخبار العالمية المهمة‪ ،‬وفي هذا السياق‪ ،‬فان أحداث الهجوم التي تعرض لها المركز‬
‫التجاري العالمي ومقر و ازرة الدفاع في الو‪.‬م‪.‬أ في ‪ 11‬سبتمبر ‪2331‬م فقد زادت من أهمية مواقع‬
‫‪1‬‬
‫الصحف اإللكترونية والواقع اإلخبارية عبر الشبكة ‪ ،‬ونظ ار لتزايد الخدمات التي تقدمها الصحافة‬
‫اإللكترونية عبر مواقعها‪ ،‬أصبحت مصدر جاذبية للكثير من القراء‪ ،‬وقد تختلف أسباب المتصفحين لهذه‬
‫المواقع حسب رغباتهم واحتياجاتهم واشباعاتهم‪.‬‬
‫وفي دراستنا هذه سجلنا من خالل الجدول أعاله‪ ،‬أن من بين األسباب الجوهرية التي دفعت المبحوثين‬
‫لمطالعة وتصفح الصحافة اإللكترونية‪ ،‬هو إعطائها للقارئ فرصة المشاركة والتفاعل بنسبة ‪%21.12‬‬
‫من المبحوثين‪ ،‬بمعنى إمكانية حدوث تفاعل مباشر بين القارئ والكاتب من خالل التعليقات التي يتلقاها‬
‫الكاتب والصحفي على ما يطرحه من مواد )مقالت‪ ،‬تحقيقات‪ ،‬قضايا وغيرها(‪ ،‬أي هناك عملية اتصالية‬
‫بين المستخدم والجريدة الورقية التي تقدم إعالميا‪ ،‬إضافة إلى المشاركة المباشرة للقارئ في عملية‬
‫التحرير‪ ،‬من خالل التعليقات التي توفرها الكثير من الصحف اإللكترونية للقراء‪ ،‬بحيث يمكن للمشارك أن‬
‫‪2‬‬
‫يكتب تعليقه على أي مقال أو موضوع ويقوم بالنشر لنفسه في نفس اللحظة ‪ ،‬ومن هنا يتضح أن‬
‫التفاعلية والمشاركة تعد أهم الفروق التي تميز الصحيفة اإللكترونية عن الصحيفة الورقية‪ ،‬حيث يتيح‬
‫عنصر التفاعلية للزائر إمكانية التحاور المباشر مع مصممي الموقع وعرض أرائه مباشرة من خالل‬
‫الموقع‪ ،‬إضافة إلى إمكانية التحكم بالمعلومات والحصول عليها وارسالها وتبادلها عبر البريد اإللكتروني‪،‬‬
‫وهناك من المبحوثين من يرى أن الصحف اإللكترونية ل تكلف الوقت والجهد بنسبة ‪ ،%23.01‬فالنشر‬
‫اإللكتروني للصحف عبر شبكة النترنت يتطلب إمكانيات مالية اقل بكثير مما هو مطلوب إلصدار‬
‫صحيفة ورقية‪ ،‬فالصحف اإللكترونية تستغني عن األموال التي يحتاجها توفير المباني والمطابع والورق‬
‫ومستلزمات الطباعة‪ ،‬ناهيك عن متطلبات التوزيع والتسويق والعدد الكبير من الموظفين والمحررين‬
‫والعمال‪ ،‬وبذلك أصبح باإلمكان إصدار صحف الكترونية بإمكانيات محدودة‪ ،‬يمكن أن تصل إلى مستوى‬
‫‪3‬‬
‫المشاريع الفردية‪ ،‬لكن األمر يتطلب بالطبع توفير تقنية النترنت ووجود المشاريع الفردية‪.‬‬

‫‪ -1‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.113‬‬


‫‪ -2‬علي عبد الفتاح كنعان‪ ،‬الصحافة اإللكترونية في ظل الثورة التكنولوجية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.112‬‬
‫‪ -3‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.25‬‬
‫‪595‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الدراسة الميدانية‪ ،‬واجراءاتها المنهجية‬

‫جدول رقم )‪ :(12‬يوضح أسباب عزوف المبحوثين عن الصحافة الورقية‬

‫‪%‬‬ ‫ك‬ ‫األسباب‬


‫‪12.11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫ألنها وسيلة إعالمية تقليدية‬
‫‪64.12‬‬ ‫‪03‬‬ ‫أفضل مطالعتها في شكلها اإللكتروني‬
‫‪23.01‬‬ ‫‪10‬‬ ‫للتعود على الطريقة الحديثة في التصفح‬
‫‪15.42‬‬ ‫‪13‬‬ ‫ألنها تكلف الوقت والجهد والمال‬
‫‪33.33‬‬ ‫‪33‬‬ ‫أخرى تذكر‬
‫‪133‬‬ ‫‪46‬‬ ‫المجموع‬

‫من خالل البيانات الواردة في الجدول رقم )‪ (12‬يتضح أن من أسباب عزوف المبحوثين عن‬
‫الصحافة الورقية تفضيلهم مطالعتها في شكلها اإللكتروني بنسبة ‪ ،%64.12‬تليها تعودهم على الطريقة‬
‫الحديثة في التصفح بنسبة ‪ ،%23.01‬إضافة إلى أنها وسيلة إعالمية تقليدية بنسبة ‪ ،%12.11‬وأخي ار‬
‫ألنها تكلف الوقت والجهد والمال بنسبة ‪.%15.42‬‬
‫وقد بينت نتائج الدراسة أن ‪ %64.12‬من المبحوثين يرون أن السبب الرئيسي وراء عزوفهم عن‬
‫الصحافة الورقية‪ ،‬هو تفضيلهم مطالعتها في شكلها اإللكتروني‪ ،‬وهذا يدل على أن الصحافة الورقية‬
‫أصبحت تتعامل مع التكنولوجيا ووسائل التصالت الحديثة نظ ار لتعامل الجيل الجديد مع الصحافة‬
‫اإللكتروني‪ ،‬وبهذا فان الصحافة الورقية شهدت أكبر ثورة منذ ظهور المطبعة في القرن الخامس عشر‪،‬‬
‫هذه الثورة التي يعتبر النشر اإللكتروني أهم تجلياتها ومحركاتها‪ ،‬وفي خضم هذه الثورة تأثرت صناعة‬
‫الصحافة بشكل ملحوظ إذ ظهر ما يسمى بالصحافة اإللكترونية‪ ،‬ولهذا أصبح إلزاما على وسائل اإلعالم‬
‫التقليدية مواكبة هذا التطور التكنولوجي حتى ل تفقد علة وجودها‪.‬‬
‫في هذا الصدد شهدت التسعينات المزيد من تحول الصحف إلى اآللية الكاملة في عملية اإلنتاج وفي‬
‫أساليب التوثيق‪ ،‬كما تم ربط مراكز المعلومات الصحفية ببنوك المعلومات المحلية والدولية وشبكاتها‪ ،‬وتم‬
‫تطوير أساليب طباعة الصحف في أكثر من موقع في الوقت نفسه‪ ،‬من خالل تحسين أسلوب اإلرسال‬
‫وتسريعه‪ ،1‬وهكذا أصبح من الممكن بالنسبة للقارئ أن يختار ما يريد قراءته ألنه أصبح حديثا في‬
‫تصفحه‪ ،‬وأن ل يحصل عليه مطبوعا فقط‪ ،‬بل يتزود به مرئيا ومرئيا ومسموعا على الحاسب اآللي من‬

‫‪ -1‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.66‬‬


‫‪599‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الدراسة الميدانية‪ ،‬واجراءاتها المنهجية‬

‫خالل شبكة المعلومات‪ ،‬وهو ما يسمى بالصحافة الالورقية التي بدأت تطرح نفسها كمنافس للصحافة‬
‫الورقية منذ ظهورها هذه الصحافة التي فرضت وجودها في الواقع الفتراضي من خالل رصد األحداث‬
‫وصناعة الخبر‪.‬‬
‫‪ -0‬بيانات خاصة بتأثير الصحافة اإل لكترونية على مقروئية الصحافة الورقية‪:‬‬
‫جدول رقم )‪ :(13‬يوضح ما إذا كانت الصحافة اإل لكترونية متحررة من الرقابة التي كانت موجودة في‬
‫الصحافة الورقية‬

‫‪%‬‬ ‫ك‬ ‫الحاالت‬


‫‪51.54‬‬ ‫‪00‬‬ ‫نعم‬
‫‪61.60‬‬ ‫‪01‬‬ ‫ل‬
‫‪133‬‬ ‫‪46‬‬ ‫المجموع‬

‫يظهر لنا من خالل الجدول رقم )‪ (10‬أن أغلبية المبحوثين أي ما نسبتهم ‪ %51.54‬أكدوا أن‬
‫الصحافة اللكترونية تحررت من الرقابة التي كانت موجودة في الصحافة الورقية‪ ،‬أما الذين يرون عكس‬
‫ذلك فبلغت نسبتهم ‪.%61.60‬‬
‫يمكن القول أن الرقابة اإلعالمية حسب وصف "فيرتشيلد" أنها محاولة التحكم في محتوى بعض‬
‫األخبار المحددة التي لها عالقة بمصالح الشعب أو مصالح شخصية‪ ،‬أي أنها عمليا تعكس نموذجا‬
‫هرميا البعض يضع نفسه في موقع سلطوي معرفي أعلى من غيره‪ ،‬ليحدد ما الصالح الجدير بالمتابعة‬
‫وما الضار الذي ينبغي حجبه‪ ،‬فالرقابة اإلعالمية في الواقع هي ظاهرة قديمة وثيقة الصلة بالسلطة‬
‫السياسية والمؤسسة الدينية‪ ،‬إل أن المدهش في هذه الظاهرة هي قدرتها على التكيف مع ديناميكية وسائل‬
‫التواصل الحديثة‪ ،‬والبقاء لألبد كظاهرة طالما أن الصراع على التحكم والنفوذ باق بين البشر على مختلف‬
‫‪1‬‬
‫مستوياتهم‪.‬‬
‫وعليه‪ ،‬فان الصحافة اإللكترونية تعيش في فضاء إعالمي سمح للكثيرين بنقل ونشر أفكارهم بحرية‬
‫دون أي رقابة إعالمية‪ ،‬وهذا بطبيعة الحال يسهم في تطور األفكار واتساع مجالت النقاش‪ ،‬وهذا ما‬
‫يجعلها تتفوق على الصحافة الورقية التي تتحدد فيها مجالت الحرية بما يوافق سياسة الجريدة‪ ،‬وبالتالي‬
‫التحرر من مشكل الرقيب الذي قد يمنع نشر بعض األخبار أو الصور في الصحف‪ ،‬فهذه الميزة جعلت‬

‫‪ -1‬عمر داوودي‪ ،‬الرقابة اإلعالمية في العالم العربي‪ 2323/31/12 ،‬على الساعة ‪https//: a3wadqash.com 12:65‬‬
‫‪590‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الدراسة الميدانية‪ ،‬واجراءاتها المنهجية‬

‫الصحف اإللكترونية قادرة على اختراق الحدود والقارات والدول دون رقابة أو موانع أو رسوم‪ ،‬بل وبشكل‬
‫فوري‪ ،‬ورخيص التكاليف‪ ،‬وذلك عبر النترنت‪ ،‬فنجد الرقابة التي تتم على المواقع اللكترونية هي رقابة‬
‫أمنية غير مسئولة وغير قانونية‪ ،‬بل إن إصدار المواقع اإللكترونية الصحفية وغير الصحفية ل يخضع‬
‫لقوانين أو لوائح‪ ،‬بل إن األمر في غاية السهولة حيث يمكن ألي فرد في العالم إنشاء موقعه الخاص‬
‫بمجرد أن يدفع الدومين الخاص به ويحجز اسم الموقع ثم يبدأ في تصميمه بنفسه أو بالستعانة‬
‫بمتخصص‪ ،‬وبعدها يضع عليه المحتوى الذي يريده‪ ،‬ورغم أن هذه السهولة كان لها سلبياتها ومساوئها‬
‫في الشبكة العنكبوتية إل أن ايجابياتها أكثر بكثير‪ ،‬فالنقالب الذي أحدثته المواقع اإلخبارية اإللكترونية‬
‫في نقل األخيار السياسية وجرأتها دون وجود رقابة‪ ،1‬لكن من منظورنا درجة الحرية هنا وغياب الرقابة‬
‫ربما تنعكس بالسلب على المصداقية‪ ،‬بمعنى أخر‪ ،‬إذا كان هناك حرية فيمكن ألي شخص نشر ما يريده‬
‫على النترنت‪ ،‬وهذا حقيقة سالح ذو حدين‪ ،‬ألنه قد ينشر مقالت صحفيا على النترنت لكن في بعض‬
‫األحيان قد يتحول هذا المقال إلى كارثة‪ ،‬ألنه قد بكون مجرد شائعة ومعلومة غير موثوقة أو أنه ل يأتي‬
‫من مصدر موثوق‪.‬‬
‫جدول رقم )‪ :(14‬يوضح ما يميز الصحيفة اإللكترونية عن الصحيفة الورقية من وجهة نظر‬
‫المبحوثين‬

‫‪%‬‬ ‫ك‬ ‫الفئات‬


‫‪63.42‬‬ ‫‪24‬‬ ‫مواكبتها لألحداث الجارية‬
‫‪32.11‬‬ ‫‪5‬‬ ‫موضوعيتها ومصداقيتها‬
‫‪51.54‬‬ ‫‪00‬‬ ‫تغطيتها لألخبار الدولية والعالمية‬
‫‪33.33‬‬ ‫‪33‬‬ ‫أخرى تذكر‬
‫‪133‬‬ ‫‪46‬‬ ‫المجموع‬

‫البيانات الواردة في الجدول رقم )‪ (16‬تشير إلى أن المبحوثين يرون ما يميز الصحيفة اإللكترونية عن‬
‫الصحيفة الورقية هو تغطيتها لألخبار الدولية والعالمية بنسبة ‪ ،%51.54‬لتليهامواكبتها لألحداث الجارية‬
‫بنسبة ‪ ،%63.42‬وأخي ار موضوعيتها ومصداقيتها بنسبة ‪.%32.11‬‬

‫‪ -1‬علي عبد الفتاح كنعان‪ ،‬الصحافة اإللكترونية في ظل الثورة التكنولوجية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.162‬‬
‫‪599‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الدراسة الميدانية‪ ،‬واجراءاتها المنهجية‬

‫ومن هنا يمكن القول‪ ،‬بأنه ل يمكن بحال من األحوال مقارنة العمر الطويل للصحافة الورقية‬
‫بالصحافة اإللكترونية التي مازلت في عقدها األول‪ ،‬لكن هذا العمر القصير كان كافيا ولو بشكل نسبي‬
‫إلبراز مميزات متعددة مرتبطة بهذه الظاهرة المتنامية‪ ،‬التي تحاول مواكبة عصر ثورة المعلومات واإلفادة‬
‫من إمكانياته غير المسبوقة‪ ،‬فهي أهم األنماط اإلعالمية والتصالية التي تكونت على شبكة النترنت‪،‬‬
‫وهي تشهد تحولت عديدة جعلت منها ظاهرة متغيرة تتفاعل مع التطورات التقنية والثقافية للشبكة‪.‬‬
‫ومن هنا ل نستطيع فهم واقع الصحافة اإللكترونية إل عن طريق البيئة العامة التي تتحرك داخلها‪،‬‬
‫وفي فضاء النترنت والنماذج الكبرى التي تحكم الصحافة اإللكترونية العالمية من جهة‪ ،‬والنظام السياسي‬
‫والثقافي واستخدامات النترنت من جهة أخرى‪ ،1‬وبذلك فقد تميزت الصحافة اللكترونية بدرجة كبيرة عن‬
‫الصحافة الورقية من وجهة نظر المبحوثين من خالل تغطيتها لألخبار الدولية والعالمية بنسبة ‪%51.54‬‬
‫من مجموعهم‪ ،‬وذلك من خالل النقل الفوري لألخبار الدولية والعالمية ومتابعة التطورات في مختلف‬
‫المجالت القتصادية والسياسية والثقافية وغيرها‪ ،‬من خالل المراسلين الميدانيين األمر الذي يجعلها أكثر‬
‫سرعة من الصحيفة الورقية‪ ،‬مع قابلية تعديل النصوص في أي وقت‪ ،‬مما جعلها تنافس الوسائل‬
‫اإلعالمية األخرى‪ ،‬فالصحافة اإللكترونية تعالج كافة األخبار سواء الدولية أو المحلية أو حتى العالمية‪،‬‬
‫ومستخدمها يكون على دراية بكل ما يجري في العالم في اقل من ‪ 03‬ثانية‪ ،‬كذلك نجد مواكبتها لألحداث‬
‫الجارية بنسبة ‪ ،%63.42‬أي تكون سباقة للتحديث‪ ،‬مما يجعلها مواكبة لألحداث الجارية في نشر‬
‫األخبار والمعلومات لحظة وقوعها‪ ،‬حيث يجد القارئ نفسه أمام الحدث مباشرة بدل من انتظار صدور‬
‫الصحف المطبوعة في نسختها الورقية‪ ،‬وخير دليل على ذلك هو اطالعنا على أخبار اليوم قبل صدور‬
‫النسخة الورقية‪ ،‬ففي الجزائر مثال‪ ،‬بإمكان القارئ معرفة أخبار اليوم الموالي في منتصف الليل قبل نزول‬
‫النسخة الورقية لألسواق‪.‬‬
‫ولهذا يمكن القول‪ ،‬أن الخصائص التي تتميز بها الصحف اإللكترونية هي التي جعلتها مفضلة لدى‬
‫المستخدم‪ ،‬ول بد من الصحافة الورقية أن تسارع في تحديث خدماتها حتى ل تصبح من الوسائل‬
‫اإلعالمية المنسية من طرف الجمهور‪.‬‬

‫‪ -1‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.02‬‬

‫‪591‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الدراسة الميدانية‪ ،‬واجراءاتها المنهجية‬

‫جدول رقم)‪ :(15‬يوضح ما إذا كانت الصحافة اإللكترونية منافسا للصحافة الورقية من ناحية استقطاب‬
‫الجماهير‬

‫‪%‬‬ ‫ك‬ ‫الحاالت‬


‫‪24.12‬‬ ‫‪42‬‬ ‫نعم‬
‫‪30.12‬‬ ‫‪32‬‬ ‫ل‬
‫‪133‬‬ ‫‪46‬‬ ‫المجموع‬

‫نالحظ من خالل الجدول رقم )‪ (15‬أن أغلب المبحوثين وبنسبة ‪ %24.12‬أكدوا أن الصحافة‬
‫اإللكترونية منافسا للصحافة الورقية من ناحية استقطاب الجماهير‪ ،‬أما عن المبحوثين الذين يرون أن‬
‫الصحافة اإللكترونية ليست منافسا للصحافة الورقية فقد بلغت نسبتهم ‪.%30.12‬‬
‫ومما سبق طرحه‪ ،‬يتضح أن أغلبية المبحوثين يرون أن الصحافة اإللكترونية تعتبر منافسا للصحف‬
‫الورقية‪ ،‬وذلك من خالل التطورات التكنولوجية التي أدت لزيادة عدد المواقع اإللكترونية الخاصة بالصحف‬
‫اإللكترونية خاصة في السنوات األخيرة‪ ،‬حيث بدأ التوجه إلى استخدام النترنت بصفة واسعة مما يدفع‬
‫بالكثير إلى تصفح الصحيفة اإللكترونية‪ ،‬أي في ظل التحدي الذي جلبته شبكة النترنت فرضت‬
‫الصحافة اإللكترونية نفسها في الساحة اإلعالمية كمنافس للصحافة الورقية‪ ،‬فهذه القضية هي قضية‬
‫جدلية متعددة الجوانب شغلت ومازالت تشغل المؤسسات المهنية الصحفية ووسائل اإلعالم األخرى‬
‫والمستثمرين في حقل اإلعالم‪ ،‬وانتقل الهتمام بالموضوع إلى الدراسات والبحوث األكاديمية‪ ،‬وبالتالي‬
‫أصبح وضع الصحافة الورقية موضع قلق على المستوى العالمي‪ ،‬وهذا ما عبرت عنه نورة فار في‬
‫دراستها "تأثير مقروئية الصحافة اإللكترونية على الصحافة الورقية"‪ ،‬حيث وافق نصف العينة على أن‬
‫الصحافة اإللكترونية منافسة للصحف الورقية بنسبة ‪ ،%52‬بينما نجد ‪ %30.12‬من المبحوثين الذين‬
‫يرون أن الصحافة اللكترونية ل تعتبر منافسة للصحافة الورقية‪ ،1‬فالكلمة المكتوبة أقوى في تأثيرها من‬
‫الكلمة المقروء ة أو المسموعة‪ ،‬فالعالقة بين اإلنسان والقراءة عبر الورق عالقة تاريخية على مر الزمان‪،‬‬
‫ول يمكن أن تلغى أو تزول بمجرد ظهور وسيلة أخرى منافسة‪ ،‬حيث أوضح األستاذ "األسمري" أن األمر‬
‫تكاملي أكثر منه تنافسي‪ ،‬واذا كان هنالك من يرى أن بينهما تنافسا فهو أمر صحيح لكن التنافس من‬

‫‪ -1‬نوارة فار‪ ،‬تأثير مقروئية الصحافة اإل لكترونية على الصحافة الورقية‪ ،‬رسالة ماستر)منشورة(‪ ،‬جامعة أم بواقي‪ ،‬الجزائر‪،2314 ،‬‬
‫ص‪.22‬‬
‫‪590‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الدراسة الميدانية‪ ،‬واجراءاتها المنهجية‬

‫حيث اإلنتاج المثمر الذي يخدم المعلومات وسرعة وصولها إلى المتلقي‪ ،‬قد تأتي مسألة الحجم والسعة‬
‫ميزة للصحافة الورقية أمام اإللكترونية لكن يقلل من هذا أن التخزين في الحاسوب لكم كبير جدا من‬
‫المعلومات يمكن حفظه في حيز صغي ار جدا مهما كان عدد الصفحات‪ ،‬وهنا فالتكامل واضح وجميل كما‬
‫أن هنالك مجال أوسع وأسرع في عمليات قياس الرأي أو الستفتاء‪ .1‬وبالتالي حسب هذا الرأي يمكن‬
‫القول‪ ،‬أن الصحافة اإللكترونية ليست منافسا للصحافة الورقية بل مكملة لها‪.‬‬
‫جدول رقم )‪ :(16‬يوضح ما إذا كانت مضامين الصحافة اإل لكترونية هي امتداد للصحافة الورقية‬

‫‪%‬‬ ‫ك‬ ‫الحاالت‬


‫‪21.12‬‬ ‫‪53‬‬ ‫نعم‬
‫‪21.12‬‬ ‫‪16‬‬ ‫ل‬
‫‪133‬‬ ‫‪46‬‬ ‫المجموع‬

‫تشير معطيات الجدول رقم )‪ (10‬إلى ما إذا كانت مضامين الصحافة اإللكترونية هي امتداد للصحافة‬
‫الورقية‪ ،‬حيث نجد ‪ %21.12‬كانت إجابتهم بنعم‪ ،‬و‪ %21.12‬كانت إجابتهم بال‪.‬‬
‫هذه النتائج إن دلت على شيء‪ ،‬إنما تدل على أهمية الصحافة الورقية وأن الصحافة اإللكترونية هي‬
‫محاكاة للصحف الورقية‪ ،‬وذلك من خالل اعتمادها على ما ينشر في الصحف الورقية وما يرد من‬
‫وكالت األنباء وغيرهما من المصادر‪ ،‬فالصحافة اإللكترونية تحتاج لكي تصبح مستقلة للكثير من الجهد‬
‫المهني‪ ،‬وامكانيات كبيرة حتى تستطيع التميز وكسب ثقة الجمهور‪ ،‬فالمتتبع لتطور وسائل التصال‬
‫واإلعالم عبر العصور‪ ،‬يصل في النهاية إلى تأكيد فرضية أن ظهور وسيلة اتصالية واعالمية جديدة لم‬
‫وتطوير‬
‫ا‬ ‫ينفي أو يقضي على الوسيلة التي سبقته بالظهور‪ ،‬وانما ظهور الوسيلة الجديدة يكون دعما‬
‫للوسيلة التقليدية‪ ،‬فظهور الصحافة الورقية وتطورها في العالم‪ ،‬يعتبر حدثا في تطور وسائل اإلعالم‬
‫والتصال‪ ،‬حيث قدمت الصحافة المطبوعة العديد من الخدمات للجماهير والشعوب والدول‪ ،‬حيث كانت‬
‫رم از للحرية والدفاع عن حقوق اإلنسان‪ ،‬كما أنها كانت وسيلة في تحرير العديد من الشعوب من خالل‬
‫إسماع صوت الثورة في العالم‪ ،2‬وبعد ظهور النترنت وتعدد خدماتها وظهور عبر مواقعها ما يسمى‬

‫‪ -1‬علي عبد الفتاح كنعان‪ ،‬الصحافة اإللكترونية في ظل الثورة التكنولوجية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪.11-13‬‬
‫‪ -2‬سليمان صالح‪ ،‬مستقبل الصحف المطبوعة في ضوء تطور تكنولوجيا االتصال‪ ،‬المجلة المصرية لبحوث اإلعالم‪ ،‬العدد‪،10‬‬
‫القاهرة‪ ،2331 ،‬ص ‪.132‬‬
‫‪595‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الدراسة الميدانية‪ ،‬واجراءاتها المنهجية‬

‫بالصحافة اإللكترونية التي أصبحت منتشرة‪ ،‬فأغلب الجرائد الموجودة اليوم في العالم في شكلها المطبوع‬
‫تمتلك نسخة اإللكترونية‪ ،‬أي أن الصحيفة اإللكترونية هي امتداد للصحيفة الورقية‪ ،‬وفي هذا استهدفت‬
‫دراسة "جويوو ‪ "2330‬بحث الختالفات بين المضمون اإلخباري لالنترنت واألخبار المطبوعة‪ ،‬وذلك من‬
‫خالل مقارنة المضمون اإلخباري لإلصدارين المطبوع واللكتروني للصحيفة نفسها‪ ،‬وتم إجراء تحليل‬
‫مضمون إلصداري "صحيفة ديترويتفري برس")‪ ، (detriot free pres‬حيث خضعت المواد اإلخبارية كافة‬
‫للتحليل عبر فترة تصل إلى خمسة أسابيع‪ ،‬كما تم إجراء مقابلة مع المحرر اللكترونية ‪editor ontime‬‬

‫للصحيفة أيضا‪ ،‬وذلك من أجل الحصول على معلومات إضافية‪ ،‬وأوضحت الدراسة أن اإلصدارة‬
‫اإللكترونية يوجد بها محتوى إخباري أكثر ومقالت ذات صلة بالموضوعات ل توجد في اإلصدارة‬
‫المطبوعة‪ ،‬وعناوين أكثر طول مقارنة بالصحيفة المطبوعة‪ ،‬كما تبين أن اإلصدارات اإللكترونية تضم‬
‫صو ار أقل من اإلصدارة المطبوعة‪ ،‬إل أنه ل يوجد اختالف جوهري في متوسط طول القصة الخبرية‪،1‬‬
‫وهذا يدل على أن مضمون الصحف اإللكترونية مرتبط بالصحيفة الورقية‪ ،‬لكن يحتوي على إضافات‬
‫أخرى ل يمكن أن تكون موجودة في الصحف الورقية‪ ،‬وبالتالي كل منهم مكمل لآلخر حسب الجدول رقم‬
‫)‪.(20‬‬
‫جدول رقم )‪ :(17‬يوضح ما إذا كانت مصادر الصحف اإل لكترونية أكثر مصداقية من الصحف الورقية‬

‫‪%‬‬ ‫ك‬ ‫الحاالت‬


‫‪06.02‬‬ ‫‪22‬‬ ‫نعم‬
‫‪45.42‬‬ ‫‪62‬‬ ‫ل‬
‫‪133‬‬ ‫‪46‬‬ ‫المجموع‬

‫يبدو من خالل الجدول رقم )‪ (12‬أن معظم المبحوثين يرون أن مصادر الصحف اإللكترونية أكثر‬
‫مصداقية من الصحف الورقية بنسبة ‪ ،%45.42‬بينما يرى البعض اآلخر أن مصادر الصحف‬
‫اإللكترونية أكثر مصداقية من الصحف الورقية بنسبة ‪.%06.02‬‬
‫هذا يدل على أن الصحافة اللكترونية لم تصل بعد إلى مرحلة ثقة القراء في مصداقية مصادرها‪،‬‬
‫خاصة بعد النفجار المعلوماتي الذي عرفته المواقع اإلخبارية اإللكترونية وتعدد مصادرها‪ ،‬وهذا ناجم عن‬
‫عدم التدقيق والتحري عن مصادرها الغير موثوقة‪ ،‬هذا إلى جانب سرعة النشر التي تفرضها خصائص‬

‫‪ -1‬شريف درويش اللبان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.52-54‬‬


‫‪598‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الدراسة الميدانية‪ ،‬واجراءاتها المنهجية‬

‫النترنت‪ ،‬مما يدفع بالصحف اإللكترونية إلى السبق الزمني على حساب التدقيق في مصداقيتها‪ ،‬مما‬
‫جعل العديد يتجنب تصديق كل ما تحمله الصحافة اإللكترونية من أخبار‪ ،‬على عكس الصحافة الورقية‬
‫التي غالبا ما تعتمد على مصادر موثوقة‪ ،‬حيث كشف استطالع رأي حديث أن ‪ %26‬من قراء العالم ل‬
‫يثقون في أخبار المنصات اإللكترونية ووصفوها بالمفبركة والمضللة‪ ،‬فيما طالب ‪ %46‬منهم ضرورة‬
‫استمرار الصحف الورقية باعتبارها مصد ار للمصداقية‪ ،‬وفق ما نقله موقع "سكاي نيوز" البريطاني أخيرا‪،‬‬
‫حيث أجرى استطالع بعنوان "المطبوع والورقي عالم رقمي" شركة )‪ )toluna‬الفرنسية المتخصصة في‬
‫األبحاث الستطالعية المسحية عبر النترنت واستطلعت خالله آراء ‪ 13233‬مستهلك في ‪ 13‬دول‪ ،‬إذ‬
‫خلصت النتائج إلى أن ‪ %54‬من قراء العالم يثقون في الصحافة الورقية مقارنة ب ‪ %06‬يفضلون أخبار‬
‫المواقع اإللكترونية‪ ،‬بينما وقف ‪ %13‬على الحياد‪ ،‬وتشير األرقام بعودة مزدهرة للمكتبات العامة والمتاجر‬
‫التي تبيع وتعير الكتب الورقية بعد سنوات من الخمول بسبب انتشار التطبيقات اإللكترونية‪ ،‬ل سيما أن‬
‫النتائج تؤكد بأن اإلعالم المطبوع ل يزال يتمتع بمصداقية لدى المتلقين أكثر من نظيره الرقمي‪ ،‬وفضل‬
‫‪ %13‬تلقي األخبار من الصحف الورقية ل اإللكترونية‪ ،‬معتبرين استمرار الصيغة المطبوعة ضرورة‬
‫‪1‬‬
‫وارجعوا ذلك إلى تزايد مخاطر القرصنة اللكترونية‪.‬‬
‫جدول رقم )‪ :(18‬يوضح ما إذا كانت الصور ومقاطع الفيديو التي تنشرها الصحف اإللكترونية تساهم‬
‫في تعزيز مصداقيتها‬

‫‪%‬‬ ‫ك‬ ‫الحاالت‬


‫‪12.53‬‬ ‫‪54‬‬ ‫نعم‬
‫‪12.53‬‬ ‫‪31‬‬ ‫ل‬
‫‪133‬‬ ‫‪46‬‬ ‫المجموع‬

‫يتبين لنا من خالل الجدول رقم )‪ (11‬أن أغلب المبحوثين يرون مساهمة الصور ومقاطع الفيديو التي‬
‫تنشرها الصحف اإللكترونية في تعزيز مصداقيتها وهذا بنسبة ‪ %12.53‬من مجموعهم‪ ،‬أما الذين يرون‬
‫عكس ذلك بلغت نسبتهم ‪.%12.53‬‬
‫ومن هنا يتضح‪ ،‬أن أكبر نسبة من المبحوثين اتفقوا على إرفاق المواضيع بالصوت والفيديو من أهم‬
‫العوامل المساهمة في تحقيق المصداقية في الصحف اإللكترونية‪ ،‬وذلك لما تحمله الصور والفيديوهات‬

‫‪ -1‬الصحف الورقية أكثر مصداقية‪ 2323/31/16 ،‬على الساعة ‪www.okaz.com.sa 15.61‬‬


‫‪594‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الدراسة الميدانية‪ ،‬واجراءاتها المنهجية‬

‫من موثوقية وتأكيد لصحة الخبر‪ ،‬فالصورة أبلغ تعبير بالنسبة لهم لنقل الحقيقة‪ ،‬فالصحافة تجمع بين‬
‫الصوت الذي كان يقدمه الراديو والصوت والصورة المميز للتلفزيون والنص الذي تقدمه الصحيفة‬
‫اإللكترونية مما ترفع من مصداقيتها‪ ،‬فالصحافة اإللكترونية بإمكانها تقديم الصوت والصورة والنص بشكل‬
‫مترابط وفي قمة النسجام واإلفادة المتبادلة‪ ،‬حيث تزايد اعتماد الصحف اإللكترونية على الوسائط‬
‫المتعددة نظ ار لمساهمتها في تسهيل التعرض لهذه الصحف‪ ،‬وبهذا أصبح استخدام الوسائط المتعددة من‬
‫أهم السمات التصالية المميزة للصحافة اإللكترونية‪.‬‬
‫جدول رقم )‪ :(19‬يوضح تأثير استخدام الصحافة اإل لكترونية للغة جديدة قريبة من القراء على جودة‬
‫اللغة اإلعالمية في الصحافة الورقية‬

‫‪%‬‬ ‫ك‬ ‫الحاالت‬


‫‪11.25‬‬ ‫‪52‬‬ ‫نعم‬
‫‪11.25‬‬ ‫‪12‬‬ ‫ل‬
‫‪133‬‬ ‫‪46‬‬ ‫المجموع‬

‫يشير الجدول رقم )‪ (12‬إلى أن نسبة ‪ %11.25‬من أفراد العينة وهم يمثلون األغلبية يؤكدون أن تأثير‬
‫استخدام الصحافة اإللكترونية للغة قريبة من القراء سوف يؤثر على جودة اللغة اإلعالمية في الصحافة‬
‫الورقية‪ ،‬فيما نجد ‪ %11.25‬من المبحوثين يرون انه ليس هناك تأثير استخدام الصحافة اإللكترونية للغة‬
‫جديدة قريبة من القراء على جودة اللغة اإلعالمية في الصحافة الورقية‪.‬‬
‫تعتبر لغة الصحافة‪ ،‬اللغة التي تكتب بها الصحف اليومية‪ ،‬أو تمثل لغة التخاطب اليومي التي تقوم‬
‫بتوظيف بعض األساليب من الستعمال العادي‪ ،‬وتستمد أسلوبها وبنياتها من مستويات لغوية عدة‪ ،‬فهي‬
‫تتبادل التأثير مع تلك المستويات‪ ،1‬هذه اللغة التي ظهرت عن تقاليد معينة في استخدام اللغة التي تقدم‬
‫بها الصحافة مادتها‪ ،‬فقد حملت ألفاظا وتساهلت في قواعد اللغة‪ ،‬واعتمدت البساطة‪ ،‬وشاع فيها الخطأ‪،‬‬
‫هذه األخطاء التي تسارعت في لغة الصحافة لقت انتقادات كثيرة دافع عنها بعض الصحفيين بقولهم‬
‫المعروف‪" :‬خطأ مجهور خير من صواب مهجور"‪ ،‬فهي ج أز ل يتج أز من اللغة العربية تعتمد أيضا على‬
‫ضوابط وقواعد بغية توصل الفكرة بأبسط الوسائل بين أيدي القارئ‪ ،2‬لكن لألسف نجد بأن استخدام‬

‫‪ -1‬صالح بلعيد‪ ،‬دروس في اللسانيات التطبيقية‪ ،‬دار هومة‪ ،‬ط‪ ،5‬الجزائر‪ ،2332 ،‬ص ‪.105‬‬
‫‪ -2‬صالح بلعيد‪ ،‬اللغة العربية آلياتها األساسية وقضاياها الراهنة‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،1225 ،‬ص ‪.100‬‬
‫‪501‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الدراسة الميدانية‪ ،‬واجراءاتها المنهجية‬

‫الصحافة اإللكترونية للغة جديدة قريبة من القراء أثرت على جودة اللغة اإلعالمية في الصحافة الورقية‪،‬‬
‫ويعود هذا الرأي إلى ما نشاهده من انحطاط في اللغة اإلعالمية على مختلف المواقع اإللكترونية من‬
‫صحف اإللكترونية وغيرها من المواقع‪ ،‬الشيء الذي خلق مصطلحات جديدة ودخيلة على اإلعالم‪ ،‬مما‬
‫سيؤثر سلبا على اللغة اإلعالمية الراقية التي تميزت بها الصحافة الورقية منذ عقود‪ ،‬وهذا ما اتفقت معه‬
‫دراسة "فار" في تأثير مقروئية الصحافة اإللكترونية على الصحافة الورقية‪ ،‬حيث اتفق أفراد العينة على‬
‫الرأي القائل‪ :‬بأن استخدام الصحافة اإللكترونية للغة جديدة قريبة للقراء سوف يؤثر على اللغة اإلعالمية‬
‫الراقية في الصحافة اإللكترونية وذلك بنسبة ‪. % 42‬‬
‫جدول رقم )‪ :(20‬يوضح ما إذا كانت الصحافة اإل لكترونية أكثر جاذبية للقراء من الصحافة الورقية من‬
‫وجهة نظر المبحوثين‬

‫‪%‬‬ ‫ك‬ ‫الحاالت‬


‫‪15.20‬‬ ‫‪55‬‬ ‫نعم‬

‫‪16.34‬‬ ‫‪32‬‬ ‫ل‬


‫‪133‬‬ ‫‪46‬‬ ‫المجموع‬

‫نالحظ من خالل الجدول رقم )‪ (23‬أن األغلبية الساحقة من المبحوثين وبنسبة ‪ %15.20‬يرون أن‬
‫الصحافة اإللكترونية أكثر جاذبية للقراء من الصحافة الورقية‪ ،‬أما الذين يرون عكس ذلك فقد بلغت‬
‫نسبتهم ‪.%11.25‬‬
‫ونستنتج مما سبق ذكره‪ ،‬أن أهم ما تتميز به الصحافة اإللكترونية امتالكها عوامل جذب وابهار متعددة‬
‫عن الصحافة الورقية‪ ،‬فهي تتيح للمتصفح استخدام أكثر من حاسة في نفس الوقت‪ ،‬إذ بإمكانه عبر‬
‫ضغطه زر واحد القراءة والمشاهدة والستماع في نفس الوقت‪ ،‬عكس الصحف الورقية التي يكتفي فيها‬
‫بالقراءة فقط‪ ،‬كذلك السرعة في تلقي الخبر العاجل إضافة إلى الصور المصاحبة له وفيلم الفيديو الذي‬
‫يعزز في كثير من األحيان الخبر‪ ،‬وامكانية حدوث تفاعل مباشر بين القارئ والكاتب وهي أهم ميزة‬
‫تفتقدها الصحف الورقية‪ ،‬وذلك من خالل التعليقات التي يتلقاها الكاتب والصحفي على ما يطرحه من‬
‫مواد )مقالت‪ -‬تحقيقات‪-‬وقضايا(‪ ،‬حيث نجد التكلفة الضخمة إلصدار صحيفة ورقية بدءا من الحصول‬
‫على ترخيص مرو ار باإلجراءات الرسمية والتنظيمية‪ ،‬بينما الوضع في الصحافة اإللكترونية مختلف تماما‪،‬‬
‫حيث ل يستلزم المرور بكل هذه الخطوات‪ ،‬ولكن يبقى الجانب المادي هو األهم‪ ،‬أي من يود اإلقدام على‬

‫‪505‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الدراسة الميدانية‪ ،‬واجراءاتها المنهجية‬

‫إنشاء صحيفة إلكترونية يجب أن يتأكد من وجود رأس مال لهذا المشروع‪ ،‬كذلك تميز الصحافة‬
‫اللكترونية بفرصة حفظ أرشيف إلكتروني سهل السترجاع غزير المادة‪ ،‬يستطيع الزائر أن يطلع على‬
‫‪1‬‬
‫تفاصيل حدث ما أو يعود إلى مقالت قديمة بسرعة قياسية بمجرد أن يذكر اسم الموضوع الذي يريد‪.‬‬
‫كلها مميزات وخصائص جعلت من الصحافة اإللكترونية منفردة ومتميزة عن الورقية‪ ،‬وبالتالي تكون‬
‫أكثر جاذبية للقراء ألن القارئ اليوم يبحث عن كل ما هو جديد تكنولوجي سريع ل يكلف الوقت والجهد‬
‫والمال‪.‬‬
‫‪ -9‬بيانات خاصة بمستقبل الصحافة الورقية في ظل انتشار الصحافة اإل لكترونية‪:‬‬
‫جدول رقم )‪ :(21‬يوضح ما إذا أصبحت الصحافة اإل لكترونية بديالا عن الصحافة الورقية وسبب ذلك‬
‫‪%‬‬ ‫ك‬ ‫الحاالت‬
‫‪%‬‬ ‫ك‬ ‫السبب‬
‫‪21.03‬‬ ‫‪15‬‬ ‫حرية التعبير متاحة في الصحف اإللكترونية أكثر من الورقية‬
‫‪52.10‬‬ ‫‪21‬‬ ‫التفاعلية المتاحة واسعة ل مثيل لها في الصحف الورقية‬
‫‪35.44‬‬ ‫‪30‬‬ ‫أجد أشخاصا يشاركون بنفس أفكاري‬ ‫‪12.11‬‬ ‫‪50‬‬ ‫نعم‬

‫‪10.23‬‬ ‫‪32‬‬ ‫الصحافة اإللكترونية تعالج مواضيع متنوعة‬


‫‪33.33‬‬ ‫‪33‬‬ ‫أخرى تذكر‬
‫‪133‬‬ ‫‪50‬‬ ‫المجموع‬
‫‪12.11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫ل‬
‫‪133‬‬ ‫‪46‬‬ ‫المجموع‬

‫تشير المعطيات الواردة في الجدول رقم)‪ (21‬أن أغلب المبحوثين وبنسبة ‪ %12.11‬في مجموعهم‪،‬‬
‫يرون أن الصحافة اإللكترونية بديال عن الصحافة الورقية‪ ،‬وذلك راجع إلى التفاعلية المتاحة واسعة ل‬
‫مثيل لها في الصحف الورقية بنسبة ‪ ،%52.15‬تليها حرية التعبير المتاحة في الصحف اإللكترونية أكثر‬
‫من الورقية بنسبة ‪ ،%21.03‬ثم الصحافة اإللكترونية تعالج مواضيع متنوعة بنسبة ‪ ،%10.23‬وأخي ار‬
‫أجد أشخاصا يشاركون بنفس أفكاري بنسبة ‪ ،%35.44‬أما عن المبحوثين الذين يرون بأن الصحافة‬
‫اإللكترونية ليست بديال عن الورقية فقد بلغت نسبتهم ‪.%12.11‬‬

‫‪ -1‬علي عبد الفتاح كنعان‪ ،‬الصحافة اإللكترونية في ظل الثورة التكنولوجية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.1‬‬
‫‪509‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الدراسة الميدانية‪ ،‬واجراءاتها المنهجية‬

‫في السابق كان ينظر إلى الصحف اإللكترونية‪ ،‬كخدمة مكملة لما تقدمه النسخة المطبوعة من الصحيفة‬
‫الورقية‪ ،‬ثم أثير النقاش حول فكرة مفادها أن الصحيفة اإللكترونية يمكن أن تكون بديال عن الصحيفة‬
‫الورقية‪ ،‬وهذا يرجع لعدة أسباب هامة منها‪ :‬التفوق الذي أبدته المحطات التلفزيونية اإلخبارية في تغطية‬
‫األحداث مثل قناة ‪ C.N.N‬وقناة الجزيرة القطرية وكذلك جذب الصحف اإللكترونية للقراء وتخطيها‬
‫لمعوقات الورق وارتفاع أسعاره‪.‬‬
‫في هذا السياق‪ ،‬خلص أحد الباحثين المهتمين بدور الصحافة اإللكترونية‪ ،‬إلى أن مجمل السمات‬
‫والخصائص التي تميز الصحافة اإللكترونية تقلص في إقبال القارئ على الصحافة الورقية والذي سجل‬
‫بداية موت الصحافة الورقية في ظل التراجع الذي شهدته كبريات الجرائد األمريكية‪ ،‬فعلى سبيل المثال‪:‬‬
‫استغنت "نيويورك تايمز" عن ‪ %43‬من محرريها‪ ،‬حيث نجد في دراسة بأمريكا بعنوان "وسائل اإلعالم‬
‫اإلخبارية" لسنة ‪ ، 2336‬حيث وصلت إلى أن الصحافة الورقية في الو‪.‬م أ تتجه نحو النحدار في الوقت‬
‫الذي انتشرت فيه الصحافة اإللكترونية‪ ،‬والعكس مع الدول العربية التي لزالت المنافسة الورقية قائمة‬
‫وبداية واضحة للصحافة اإللكترونية‪ ،‬حيث ارجع المبحوثين السبب الرئيسي وراء جعل الصحافة‬
‫اإللكترونية بديال عن الورقية هي خاصية التفاعلية المتاحة التي تفتقدها الصحف الورقية التي يكون‬
‫القارئ أكثر تفاعال مع ما ينشر أو يبث‪ ،‬وذلك من خالل إبداء الرأي والتعقيب مباشرة مما يمكن الصحيفة‬
‫‪1‬‬
‫من معرفة اتجاهات الرأي العام‪.‬‬
‫هذا ما يتوافق مع التجاه القائل أن الصحف اإللكترونية تمثل بديال عن الصحف الورقية وسوف تحل‬
‫محلها‪ ،‬وتقوم مبررات هذا التجاه على فرضيات منها‪ :‬أن الصحافة اإللكترونية تشهد ميالد مواقع كثيرة‬
‫تواكبها زيادة في عدد زوارها وتستفيد من األزمات التي تمر بها الصحافة الورقية ومن بينها الرقابة عليها‬
‫ومنع المواد الصحفية من النشر‪ ،‬كذلك الصحف اإللكترونية تتمكن من تقديم نطاق واسع من الخدمات‬
‫التي ل تستطيع الصحف المطبوعة أن تقدمها‪ ،‬إضافة إلى تميز الصحف اإللكترونية بنقلها للصورة‬
‫والنص معا لتوصيل رسالة متعددة األشكال‪ ،‬كما تحتفظ بالزائر أكبر قدر ممكن‪ ،2‬حيث يرى أصحاب‬
‫الصحافة اإللكترونية أن العالم سيشهد أخر صحيفة ورقية في عام ‪ ،2311‬فصحف النترنت يمكن أن‬
‫تحمل العديد من األخبار التي كان يتم استبعادها عن الصحف الورقية بسبب نقص المساحة‪ ،‬حيث توفر‬
‫النترنت‬

‫‪ -1‬علي عبد الفتاح كنعان‪ ،‬الصحافة اإللكترونية في ظل الثورة التكنولوجية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.56،55‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬ماجد سالم تربان‪ ،‬االنترنت والصحافة اإل لكترونية رؤية مستقبلية‪ ،‬الدار المصرية اللبنانية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،2330 ،‬ص ‪.213‬‬

‫‪500‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الدراسة الميدانية‪ ،‬واجراءاتها المنهجية‬

‫إمكانيات لتوسيع الصحيفة لتحمل الكثير من المضمون‪ ،‬كما يرون أن الصحافة الورقية صحافة األميين‬
‫الكترونيا‪ ،‬وأن السمات األساسية للصحف اإللكترونية تفوق السمات األساسية للصحف الورقية‪.‬‬
‫لكن هناك في المقابل‪ ،‬من يرى من المبحوثين أن الصحافة اإللكترونية ليست بديال عن الصحافة‬
‫الورقية‪ ،‬وأن المقارنة بين الصحافة الورقية واإللكترونية مرفوضة‪ ،‬وهذا من منطلق مفاده أن الصحافة‬
‫الورقية صحافة بالمعنى العلمي والواقعي للكلمة‪ ،‬وأن الصحافة اإللكترونية مجرد وسيلة للنشر وجمع‬
‫النصوص والمقالت واألخبار والصور بشكل ألي مجرد من المشاعر واإلبداع والفاعلية‪ ،‬في هذا يرى‬
‫"درويش اللبان"‪ ،‬أن العديد من الباحثين يعتبرون الصحيفة وثيقة ثقافية تاريخية حقيقية‪ ،‬في حين أن‬
‫الكمبيوتر ليس سوى وسيلة للبحث عن أشياء معينة‪ ،‬كما أن الجريدة الورقية يسهل حملها وقراءتها أما‬
‫اإللكترونية فقد يصعب الوصول إليها وقد تكون عرضة لألخطاء اإللكترونية زد على ذلك التحميل‬
‫البطيء للموضوعات‪ 1،‬وبالتالي ل يمكن أن تكون بديال عن الصحافة الورقية‪ ،‬وهذا ما يدعمه أنصار‬
‫الصحافة التقليدية‪ ،‬والذي يقول بأن ما يظهر على النترنت هو ليس بصحافة ول يمت لها بصلة لجملة‬
‫من األسباب منها‪ ،‬أن العاملين في الصحافة اإللكترونية ليس لديهم الخبرة والتدريب الكافي‪ ،‬وأن نوع‬
‫المحتوى الخبري محتوى غير احترافي وغير محرر وتشمله الكثير من جوانب القصور والخلل‪ ،‬وكمثال‬
‫على ذلك‪ :‬مؤسسة )‪ )prize pulitzez‬األمريكية ما زالت ترفض أن تنظر في األعمال التي تقدمها‬
‫الصحافة اإللكترونية ول ترشحها للحصول على الجائزة المرموقة في مجال الصحافة‪ ،‬كذلك عدم‬
‫المصداقية وهذا ناجم عن غياب التدقيق وتحري المصادر الموثوقة‪ ،‬باإلضافة إلى أن سرعة النشر‬
‫تفرضها خصائص النترنت تدفع بالصحف اإللكترونية إلى السبق الزمني على حساب التدقيق‪ ،‬وهذا ما‬
‫جعل البعض يطلق عليها صحافة اإلشاعات‪2،‬ويرى أصحاب هذا التجاه أنه إذا كانت صحافة النترنت‬
‫قد أضافت الكثير لحقل النشر عموما‪ ،‬إل أنها ل تزال مجرد أداة مساعدة للصحافة المطبوعة في سبيل‬
‫توسيع دائرة قرائها على المستوى الدولي وتطوير األداء الصحفي وغيرها من الخدمات المتعددة التي‬
‫تقدمها النترنت للصحف الورقية‪ ،‬وأنه لمن المستبعد أن تنقرض لصحافة الورقية أو تتراجع مكانتها أمام‬
‫الصحف اإللكترونية‪ ،‬ويعود ذلك للمميزات التي تتميز بها الصحف الورقية عن اإللكترونية‪ ،‬وأوضح‬
‫مؤتمر عالمي عام ‪ ،2331‬أن سرعة مواد الصحيفة على النترنت يؤدي إلى ت ازيد األخطاء الموجودة في‬

‫‪ -1‬علي عبد الفتاح كنعان‪ ،‬الصحافة اإللكترونية في ظل الثورة التكنولوجية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.54‬‬
‫‪ -2‬جاسم محمد الشيخ جابر‪ ،‬الصحافة اإل لكترونية العربية "المعايير الفنية والمهنية"‪ ،‬أبحاث المؤتمر الدولي‪) ،‬اإلعالم الجديد‬
‫تكنولوجيا جديدة لعالم جديد(‪ ،‬جامعة البحرين‪ ،2332 ،‬ص ‪.026‬‬
‫‪509‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الدراسة الميدانية‪ ،‬واجراءاتها المنهجية‬

‫الصحف اإللكترونية والمواقع الخبرية‪ ،1‬ولهذا يمكن القول من خالل هذا المنظور‪ ،‬أن الصحافة‬
‫اإللكترونية لن تكون بديال لوسيلة أخرى‪ ،‬وانها ستكون مجرد وسيلة جديدة تضاف إلى وسائل اإلعالم‬
‫األخرى المعروفة‪ ،‬فلقد ظهرت نفس التنبؤات بالنسبة للصحافة حينما ظهرت اإلذاعة في مطلع القرن‬
‫الماضي‪ ،‬وتكررت هذه التنبؤات حينما ظهر التلفزيون في أربعينات القرن ذاته‪ ،‬لكن الصحافة بقيت وان‬
‫كانت المنافسة مع الوسائل الجديدة قد حفزتها على التطور في الشكل والمضمون‪ ،‬وهذا الحال سيتكرر مع‬
‫الصحافة اإللكترونية التي سيكون لها جمهورها والتي ستعمل هي أيضا على تحفيز الوسائل األخرى ومنها‬
‫‪2‬‬
‫الصحافة الورقية لتطوير إمكاناتها‪ ،‬وبناء عالقات جديدة مع جمهورها‪.‬‬
‫جدول رقم )‪ :(22‬يوضح ما إذا كانت الصحافة اإل لكترونية سوف تؤثر على مستقبل الصحافة الورقية‬
‫من وجهة نظر المبحوثين‬

‫‪%‬‬ ‫ك‬ ‫الحاالت‬


‫‪12.34‬‬ ‫‪52‬‬ ‫نعم‬
‫‪13.20‬‬ ‫‪32‬‬ ‫ل‬
‫‪133‬‬ ‫‪46‬‬ ‫المجموع‬

‫يوضح الجدول رقم )‪ (22‬أن األغلبية الساحقة من المبحوثين يرون أن الصحافة اإللكترونية سوف‬
‫تؤثر على مستقبل الصحافة الورقية وذلك بنسبة ‪ ،%12.34‬بينما يرى ‪ % 13.20‬من المبحوثين أن‬
‫الصحافة اللكترونية ل تؤثر على مستقبل الصحافة الورقية‪.‬‬
‫ومن نستنتج‪ ،‬أن الصحافة اإللكترونية سوف تؤثر على الورقية في المستقبل ألنها تمثل تحديا‬
‫للصحف الورقية‪ ،‬فاإلعالم اإللكتروني أصبح في الواقع منافسا قويا وشرسا جدا بالنسبة للصحافة الورقية‪،‬‬
‫ويمكن القول‪ ،‬أن الصحافة الورقية أصبحت متجهة لالنقراض‪ ،‬إذا لم تتجه هذه الصحيفة إلى التعامل مع‬
‫التكنولوجيا ووسائل التصالت الحديثة بتطور وواقعية‪ ،‬فلم يعد الجيل الجديد يتعامل مع الصحافة الورقية‬
‫ولذلك عليها أن تتجه إلى العالم الجديد عبر تحديث المحتوى واستخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة‪ ،‬حيث‬
‫نجد الكثير من الصحف العالمية أغلقت ومنها من خفض أعداد موظفيه وتوجه نحو الصحافي الشامل‪،‬‬
‫فالصحافة الورقية مهددة أمام اإلعالم اإللكتروني‪ ،‬إذا لم تتمكن من مواكبة هذا التطور عبر إنشاء المواقع‬

‫‪ -1‬عبد األمير الفيصل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.162‬‬


‫‪ -2‬علي عبد الفتاح كنعان‪ ،‬الصحافة اإللكترونية في ظل الثورة التكنولوجية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.06‬‬
‫‪501‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الدراسة الميدانية‪ ،‬واجراءاتها المنهجية‬

‫وتطوير البث والمحتوى ومتابعة الخبر في نفس اللحظة‪ ،‬فيمكن أن تتلفظ الصحافة الورقية أنفاسها األخيرة‬
‫في المستقبل‪.‬‬
‫كذلك أصبحت هذه المواقع اإللكترونية متنفسا للكثير من الكتاب الذين ل يستطيعون الكتابة في‬
‫الصحف الورقية‪ ،‬لذلك فان هذه الصحافة قادرة على احتواء هؤلء الكتاب‪ ،‬ويكون بإمكانه الكتابة باسم‬
‫أخر حتى يفلت من الرقابة‪ ،‬لكن الصحافة الورقية محكومة بقيود متنوعة عكس اللكترونية المتحررة من‬
‫هذه القيود‪ 1،‬وبالتالي هنا سوف تؤثر على الصحافة الورقية بالسلب مع مرور الوقت‪.‬‬
‫جدول رقم )‪ :(23‬يوضح ما إذا كانت الصحافة اإل لكترونية مكملة للصحافة الورقية من وجهة نظر‬
‫المبحوثين‬

‫‪%‬‬ ‫ك‬ ‫الحاالت‬


‫‪21.12‬‬ ‫‪64‬‬ ‫نعم‬
‫‪21.12‬‬ ‫‪11‬‬ ‫ل‬
‫‪133‬‬ ‫‪46‬‬ ‫المجموع‬

‫نالحظ من خالل بيانات الجدول رقم )‪ (20‬أن المبحوثين أكدوا على أن الصحافة اإللكترونية مكملة‬
‫للورقية بنسبة ‪ ،%21.12‬بينما باقي المبحوثين أكدوا عكس ذلك بنسبة ‪.%21.12‬‬
‫من خالل عرضنا لهذه النتائج‪ ،‬نالحظ أن المبحوثين يرون أن الصحافة اإللكترونية مكملة للورقية أي‬
‫ليس هناك صراع بينهما وهذا يدل‪ ،‬على أنه ل توجد وسيلة إعالمية قضت على وسيلة سابقة لها‪ ،‬وانما‬
‫تتعايشان في ظل الخصوصية لكل واحدة‪ ،‬فلقد تعودت األجيال منذ مدة طويلة على قراءة الصحف‬
‫المطبوعة وهذا يجعل من الصعب التخلي عن هذه العادة على األقل على المدى المنظور‪ ،‬فالنترنت ل‬
‫تستطيع أن تقضي على الصحافة الورقية بل ستفيدها من خالل ما تقدمه من معلومات وخدمات تساهم‬
‫في تطوير أدائها وتسهيل عمل طاقمها‪ ،‬فكل وسيلة تكمل األخرى‪.‬‬
‫وهناك اتجاه يرى أن الصحافة الورقية تسير مع الصحافة اإللكترونية بشكل متوازي مع تزايد في‬
‫التجاه لستفادة الصحافة المطبوعة من شبكة النترنت‪ ،‬أي أن الصحافة اإللكترونية ما هي إل دعامة‬
‫إلكترونية‪ ،‬تعتمد عليها الصحافة الورقية لتنمية عملية توزيعها من خالل النشر اإللكتروني ربحا للوقت‬
‫والجهد والوصول للقارئ أينما كان‪ ،‬ويضيف هؤلء أن الصحافة اإللكترونية تعتبر بمثابة فرصة كبيرة‬

‫‪ -1‬علي عبد الفتاح كنعان‪ ،‬الصحافة اإللكترونية في ظل الثورة التكنولوجية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.261‬‬
‫‪500‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الدراسة الميدانية‪ ،‬واجراءاتها المنهجية‬

‫للصحافة الورقية حتى تحقق شعبية أكبر بالوصول إلى أكبر جمهور ممكن في أقصر مدة وفي كل‬
‫مكان‪ ،1‬بينما نجد ‪ %21.12‬من المبحوثين الذين يرون أن الصحافة اإللكترونية ليست مكملة للورقية‪ ،‬بل‬
‫هي مجرد وسيلة للنشر وجمع النصوص والمقالت واألخبار والصور بشكل آلي فقط‪.‬‬
‫ومنه نستنتج‪ ،‬أن أغلبية المبحوثين يرون أن الصحافة اإللكترونية مكملة للصحافة الورقية‪ ،‬وأن‬
‫الصحافة الورقية ستستفيد من خالل ما تقدمه من معلومات وخدمات تساهم في تطوير أدائها وتسهيل‬
‫عمل طاقمها‪ ،‬فكل وسيلة مكملة لألخرى‪.‬‬
‫جدول رقم )‪ :(24‬يوضح الصعوبات التي تواجه الصحافة الورقية في ظل انتشار اإلعالم الرقمي‬
‫الجديد‬

‫‪%‬‬ ‫ك‬ ‫الصعوبات‬


‫‪01.25‬‬ ‫‪23‬‬ ‫زوال الصحيفة الورقية‬
‫‪62.11‬‬ ‫‪03‬‬ ‫عزوف القراء عن اقتناءها ومطالعتها‬
‫‪21.12‬‬ ‫‪16‬‬ ‫صعوبة التوزيع والتخزين‬
‫‪133‬‬ ‫‪46‬‬ ‫المجموع‬

‫يبدو لنا من خالل الجدول رقم )‪ (26‬اتجاهات المبحوثين حول الصعوبات التي تواجه الصحافة الورقية‬
‫في ظل انتشار اإلعالم الرقمي الجديد‪ ،‬حيث يرى ‪ 49.18%‬عزوف القراء عن اقتنائها ومطالعتها‪،‬‬
‫ونسبة نسبة ‪ %01.25‬يرون زوال الصحيفة الورقية‪ ،‬وأخي ار صعوبة التوزيع والتخزين بنسبة ‪.%21.12‬‬
‫إن ظهور شبكة النترنت للوجود مع فرضها لتقنياتها ومميزاتها التي دخلت فيها جميع الميادين وأزاحت‬
‫بها كافة الحدود في ظل العولمة‪ ،‬شكل تحديا كبي ار أمام الصحافة الورقية التي وجدت نفسها خارجة عن‬
‫نطاق هذا التطور وهي بذلك قد أضحت في زمن كان‪.‬‬
‫حيث ظهرت مؤشرات كثيرة تقول بتنامي الصحافة اللكترونية بشكل كبير‪ ،‬مقابل تراجع الصحافة‬
‫الورقية في العالم‪ ،‬وذكر مركز "بيو األمريكي للدراسات" أن انخفاض توزيع الصحف اليومية في أمريكا‬
‫بلغ ‪ %2.5‬سنويا و‪ %0.0‬في الصحف األسبوعية مقابل ازدهار المواقع اإللكترونية للصحف بنسبة‬
‫‪ ، %1‬ويرى البعض أن اإلعالم الجديد بأدواته ومواقعه قد أصبح يمثل تهديدا واضحا لإلعالم التقليدي‪،‬‬
‫الذي ظل متواجد بقوة داخل المشهد اإلعالمي العربي لعقود كثيرة‪ ،‬وأثر كثي ار على المواطن العربي بل‬

‫‪ -1‬يمينة بلعاليا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.20‬‬


‫‪505‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الدراسة الميدانية‪ ،‬واجراءاتها المنهجية‬

‫وملكه في كثير من األحيان‪ ،‬إل أنه اآلن لم تعد تلك القوة اإلعالمية قادرة على الصمود أو اجتياح‬
‫المواقع اإلعالمية المختلفة التي تنتشر عبر النترنت وتدعمها مواقع الجيل الثاني من النترنت مثل‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫تويتر‪ ،‬فيسبوك‪ ،‬اليوتيوب‪ ،‬وكذلك المدونات‪.‬‬
‫أكيد في ظل انتشار اإلعالم الرقمي الجديد‪ ،‬سوف تواجه الصحف الورقية صعوبات كثيرة أمام‬
‫نظيرتها اإللكترونية‪ ،‬مما يؤدي إلى عزوف القراء عن اقتناءها ومطالعتها أي تدني مستوى المقروئية‪ ،‬فلقد‬
‫أشار التحاد لتراجع نسب المقروئية في عدد من الدول‪ ،‬ويرجع البعض األمر لعزوف وتخلي القراء عنها‬
‫بالنظر لتزايد أهمية النترنت وتفضيل الكل استخدامها‪ ،‬فالقارئ بات يفضل استخدام النترنت في بيته أو‬
‫عمله‪ ،‬وعن طريق النترنت يمكن أن يطلع على أكبر عدد من الصحف بثمن قليل أقل بكثير حين يقتنيها‬
‫مجتمعة في السوق‪ ،‬ألن كل المعلومات متوفرة ومتجددة على النترنت‪.‬‬
‫لحفاظ الصحافة الورقية على مكانتها‪ ،‬ل بد وأن تتجه إلى التعامل مع التكنولوجيا ووسائل التصالت‬
‫الحديثة بتطور وواقعية‪ ،‬فلم يعد الجيل الجديد يتعامل مع الصحافة الورقية‪ ،‬ولذلك عليها أن تتجه إلى‬
‫العالم الجديد عبر تحديث المحتوى واستخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة‪ ،‬فنجد بعض الصحف الورقية‬
‫خبرية حصرية عليها‪ ،‬تطبع نسختها‪ ،‬ويتم نشر المحتوى في موقعها اإللكتروني‪ ،‬وهذا ل يقدم جديد حينما‬
‫ننقل الجريدة من ورقية إلى الكترونية‪ ،‬ولكن ل بد من تحديث وتطوير األخبار على مواقع الصحف‬
‫الورقية‪ ،‬والبعد عن عملية النقل النصي من الصحف اإللكترونية‪ ،‬كذلك إتاحة مساحة كبيرة للكتاب واآلراء‬
‫المختلفة‪ ،‬واللتزام بالحيادية قدر اإلمكان‪ ،‬والبتعاد عن التوجه والتحيز لمالكهاـ حتى تستطيع أن تتميز‬
‫عن نظيرتها اإللكترونية‪ ،2‬كلها حلول لبد من الصحافة الورقية أن تقتدي بها‪ ،‬حتى تحافظ على مكانتها‬
‫في مواجهة الصحافة اإللكترونية وتستطيع تخطي كل الصعوبات التي تعاني منها‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬النتائج العامة للدراسة‬
‫بعد القيام بعملية تحليل وتفسير البيانات الميدانية بالعتماد على المزاوجة بين النظري والتطبيقي‪،‬‬
‫واستنادا إلى الم عالجة اإلحصائية يمكن أن نعرض خالصة ما توصلت إليه هذه الدراسة من نتائج على‬
‫النحو اآلتي‪:‬‬

‫‪ -1‬علي عبد الفتاح كنعان‪ ،‬الصحافة اإللكترونية في ظل الثورة التكنولوجية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.101،102‬‬
‫‪ -2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ص ‪.253-262‬‬
‫‪508‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الدراسة الميدانية‪ ،‬واجراءاتها المنهجية‬

‫‪-5‬نتائج خاصة بعادات وأنماط استخدام الجمهور للصحف‪:‬‬


‫أظهرت نتائج الدراسة أن المبحوثين يعتبرون الصحافة اإللكترونية هي المصدر األساسي في حصولهم‬
‫على المعلومات‪ ،‬وهذا راجع إلى سهولة تصفحها ومساحة الحرية الموجودة في هذا النوع من الصحف‬
‫التي تفتقدها الصحافة الورقية‪ ،‬حيث نجد أن المبحوثين ناد ار ما يقرءون هذه الصحف بطبيعة الحال فهناك‬
‫ضروريات أولى من استخدامهم للصحف وبالتالي يطالعونها وقت الفراغ فقط‪ ،‬أما عن مدة استخدام‬
‫المبحوثين لهذه الصحيفة فهو أكثر من ‪ 30‬سنوات وبالتالي هذا يدل على الستخدام الجيد والقوي‬
‫للصحافة اإللكترونية‪ ،‬وبالنسبة لوقت مطالعة المبحوثين للصحف هو في الفترة المسائية أي وقت الفراغ‬
‫والراحة بالنسبة لهم‪.‬‬
‫كما بينت الدراسة أن أغلب المبحوثين يرون أن الخدمات التي تقدمها الصحافة اإللكترونية هي التي‬
‫منحتها التميز عن الصحافة الورقية ‪ ،‬وهذا راجع للخدمات التي تتميز بها هذه الصحيفة عن الصحيفة‬
‫الورقية‪ ،‬ويرجع المبحوثين أهم خدمة في قدرتهم على قراءة عدد اليوم أو األمس من النسخة الورقية على‬
‫موقع الصحافة اإللكترونية‪ ،‬وهذا راجع تمتعها بالقدرة على الدمج بين كل وسائل التصال التقليدية‪ ،‬ومن‬
‫جهة أخرى نجد أن السبب الرئيس لتصفح المبحوثين للصحافة اإللكترونية أنها تعطي للقارئ فرصة‬
‫المشاركة والتفاعل‪ ،‬وبالتالي يكون هناك اتصال وثيق بين القارئ والكاتب أو الصحفي‪ ،‬أما سبب عزوفهم‬
‫عن الصحافة الورقية وهو يمثل محور الدراسة يعود لتفضيلهم مطالعتها في شكلها اإللكترونية وهذا راجع‬
‫لتعامل هذه الوسيلة مع التكنولوجيا ووسائل التصال الحديثة التي يستخدمها الجيل الجديد مع الصحافة‬
‫اإللكترونية‪.‬‬
‫‪ -9‬بيانات خاصة بتأثير الصحافة اإل لكترونية على مقروئية الصحافة الورقية‪:‬‬
‫كشفت نتائج الدراسة أن أغلب المبحوثين يرون أن الصحافة اإللكترونية تحررت من الرقابة التي كانت‬
‫موجودة في الصحافة الورقية وذلك من خالل درجة الحرية التي منحتها الصحافة اإللكترونية لقارئيها من‬
‫نشر وتعليق دون رقابة‪ ،‬في حين يرون المبحوثين أن الصحافة اإللكترونية مواكبتها لألحداث الجارية هي‬
‫التي منحتها التميز عن الصحافة الورقية‪ ،‬كما أنه هناك اتفاق حول منافسة الصحافة اإللكترونية من‬
‫ناحية استقطاب الجماهير للصحافة الورقية‪ ،‬وهذا راجع للتطورات التكنولوجية التي أدت لزيادة عدد المواقع‬
‫اإللكترونية الخاصة بالصحافة اإللكترونية‪ ،‬ومن جهة أخرى فان أغلبية المبحوثين يقرون أن مضامين‬
‫الصحافة اللكترونية هي امتداد للصحافة الورقية‪ ،‬وهذا يدل على أهمية الصحافة الورقية‪ ،‬وان الصحافة‬
‫اإللكترونية هي محاكاة للصحافة الورقية‪.‬‬

‫‪504‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الدراسة الميدانية‪ ،‬واجراءاتها المنهجية‬

‫كما دلت نتائج الدراسة على أن مصادر الصحف الورقية أكثر مصداقية من الصحف اإللكترونية‪،‬‬
‫ولهذا يدل على أن الصحافة اإللكترونية لم تصل بعد إلى مرحلة ثقة المبحوثين في مصداقيتها نظ ار لعدم‬
‫التدقيق والتحري عن مصادرها الغير موثوقة‪ ،‬وبالتالي فان من وجهة نظر المبحوثين الصور ومقاطع‬
‫الفيديو التي تنشرها الصحافة اإللكترونية هي التي تساهم في تعزيز مصداقيتها وذلك لما تحمله من‬
‫موثوقية وتأكيد لصحة الخبر‪ ،‬ومن جهة أخرى فان أغلبية المبحوثين يرون أن استخدام الصحافة‬
‫اإللكترونية للغة جديدة قريبة من القراء سوف يؤثر على جودة اللغة اإلعالمية في الصحافة الورقية وهذا‬
‫راجع إلى وجود مصطلحات جديدة على اإلعالم مما سيؤثر سلبا على اللغة اإلعالمية الراقية التي تميزت‬
‫بها الصحافة الورقية منذ عقود‪ ،‬فالمبحوثين يرون أن الصحافة اإللكترونية أكثر جذبا للقراء من الصحافة‬
‫الورقية‪.‬‬
‫‪ -0‬بيانات خاصة بمستقبل الصحافة الورقية في ظل انتشار الصحافة اإل لكترونية‪:‬‬
‫كشفت نتائج الدراسة أن أغلبية المبحوثين يرون أن الصحافة اإللكترونية بديال عن الصحافة الورقية‬
‫نظ ار للتفاعلية المتاحة الواسعة التي ل مثيل لها في الصحافة الورقية‪ ،‬وبالتالي المبحوثين يرون أنها سوف‬
‫تؤثر على مستقبل الصحافة الورقية ألنها تمثل تحديا للصحف الورقية‪ ،‬فاإلعالم اإللكتروني أصبح منافسا‬
‫قويا وشرسا جدا بالنسبة للصحافة الورقية‪.‬‬
‫كما بينت الدراسة أن الصحافة اإللكترونية مكملة للصحافة الورقية وليس هناك صراع بينهما‪ ،‬ألنه ل‬
‫توجد وسيلة إعالمية قضت على سابقة لها وانما تتعايشان في ظل الخصوصية لكل واحدة‪.‬‬
‫وأخيرا‪ ،‬فيما يخص الصعوبات التي تواجه الصحافة الورقية في ظل انتشار اإلعالم الرقمي الجديد‪،‬‬
‫نجد زوال الصحيفة الورقية‪ ،‬وصعوبة التخزين والتوزيع‪ ،‬واتفق المبحوثين على عزوف القراء عن اقتنائها‬
‫ومطالعتها‪ ،‬أي تدني مستوى مقروئيتها‪ ،‬وهذا راجع لتزايد أهمية النترنت وتفضيل الكل استخدامها‪ ،‬ولذلك‬
‫لبد أن تتجه إلى التعامل مع التكنولوجيا وتحديث محتوى واستخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة إضافة‬
‫إلى تحديث وتطوير األخبار على مواقع الصحف الورقية والبعد عن عملية النقل النصي منها إلى‬
‫الصحف اإللكترونية‪.‬‬

‫‪591‬‬
‫خاتمة‪:‬ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫خاتمة‬
‫حاولت من خالل هذه الدراسة العملية تسليط الضوء على ظاهرة تعتبر من أبرز الظواهر التي أفرزتها‬
‫تكنولوجيا التصال الحديث وهي الصحافة اإللكترونية‪ ،‬وذلك من خالل عملية رصد لتجاهات الجماهير‬
‫نحو الصحافة اإللكترونية وعالقتها بعزوفهم عن الصحافة الورقية‪ ،‬وذلك من خالل معرفة األسباب التي‬
‫أدت لعزوفهم عن الصحافة الورقية وتفضيلهم للصحافة اإللكترونية‪ ،‬فخلصت الدراسة إلى أن السبب‬
‫الرئيس هو تفضيلهم لمطالعتها في شكلها اإللكتروني‪ ،‬ألن في الوقت الحالي أصبحت التكنولوجيا مسيطرة‬
‫على كل المجالت‪ ،‬حتى على نوعية قراءة الصحف‪.‬‬
‫يعتبر موضوع الصحافة الورقية والصحافة اإللكترونية‪ ،‬موضوعا أثار الكثير من الجدل في األوساط‬
‫األكاديمية‪ ،‬فقد خصص له الكثير من الباحثين عدة دراسات تناولت العالقة بين هاذين النوعين من‬
‫اإلعالم‪ ،‬من زوايا مختلفة كانت جميعها تصب في محاولة إلثراء البحث العلمي‪ ،‬حول العالقة بين‬
‫الصحافة الورقية والصحافة اإللكترونية‪ ،‬ومحاولة استشراف مستقبل الصحافة الورقية أمام تحدي المنافسة‬
‫وبناء إلى ما توصلت إليه الباحثة من خالل نتائج الدراسة فالبد أن تستعد‬
‫ا‬ ‫القوية للصحافة اإللكترونية‪،‬‬
‫الصحافة الورقية نحو التحول الرقمي من خالل الهتمام بمواقعها اإللكترونية وتطويرها وخلق نوع من‬
‫التفاعل الجماهيري واألخذ بعين العتبار متطلبات الجيل الجديد من الصحافة اإللكترونية‪ ،‬وكذلك العمل‬
‫على نقل أخبار الصحيفة عبر الوسائط اإلعالمية الحديثة‪.‬‬
‫الصحافة اإللكترونية التي تعددت أشكالها وقوالبها ومضامينها وأهدافها أيضا ظهرت معها العديد من‬
‫التحديات أمام الصحف الورقية‪ ،‬حيث ساعدت حرية النترنت إلى نشوء صحافة حديثة مثل تحليل مواد‬
‫اإلخبارية صحافية‪ ،‬فأصبح المشهد اإلعالمي أقرب ألن يكون ملكا للجميع وأكثر انتشا ار وسرعة في‬
‫الوصول إلى عدد ممكن من القراء وبأقل التكاليف‪ ،‬وبذلك تكون الصحف اللكترونية قد فتحت أفاقا‬
‫جديدة ما جعلها مميزة عن الصحف الورقية حسب الدراسة‪.‬‬
‫فالصحافة اإللكترونية لها تأثير مباشر أكثر فعالية من الصحافة الورقية‪ ،‬ألن معظم من يقرأها حسب‬
‫نتائج الدراسة هم طالب جامعيين أما الصحف الورقية فيقرأها عامة الناس‪.‬‬

‫‪595‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‪:‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫قائمة المصادر والمراجع‪:‬‬


‫أوال‪ -‬قائمة المصادر‪:‬‬
‫قرن الكريم‪:‬‬
‫‪ -1‬ال آ‬
‫ثانيا‪ -‬قائمة المراجع‪:‬‬
‫‪ -5‬الكتب‪:‬‬
‫‪ .1‬إبراهيم بعزيز‪ ،‬الصحافة اإللكترونية والتطبيقات اإلعالمية الحديثة‪ ،‬دار الكتاب الحديث‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫مصر‪.2331 ،‬‬
‫‪ .2‬إبراهيم عبد اهلل المسلمي‪ ،‬نشأة وسائل اإلعالم وتطورها‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪.2335‬‬
‫‪ .0‬إبراهيم فؤاد خصاولة‪ ،‬الصحافة المتخصصة‪ ،‬دار المسيرة‪ ،‬عمان األردن‪.2312 ،‬‬
‫‪ .6‬أبو القاسم محمد أحمد‪ ،‬التسويق عبر االنترنت‪ ،‬دار األمين‪ ،‬مصر‪.2333 ،‬‬
‫‪ .5‬أحمد ريان‪ ،‬خدمات االنترنت‪ ،‬المرجع الثقافي‪ ،‬أبوظبي‪ ،‬اإلمارات‪.2331 ،‬‬
‫‪ .4‬أديب مروى‪ ،‬الصحافة العربية "نشأتها وتطورها"‪ ،‬دار الحياة‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.1241 ،‬‬
‫‪ .2‬أشرف صالح‪ ،‬مقدمة في الصحافة‪ ،‬مركز جامعة القاهرة‪ ،‬مصر‪.2331 ،‬‬
‫‪ .1‬أمين سعيد عبد الغني‪ ،‬وسائل اإلعالم والموجة الرقمية الثانية‪ ،‬ايتراك للنشر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪.2331‬‬
‫‪ .2‬بدوي عبد الرحمان‪ ،‬البحث العلمي "مناهجه وتقنياته"‪ ،‬دار الشروق للنشر‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‬
‫‪.1211‬‬
‫‪ .13‬بهاء شاهين‪ ،‬االنترنت والعولمة‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.1222 ،‬‬
‫‪ .11‬بوفالقة كريمة‪ ،‬الصحافة اإل لكترونية "دراسة في تفاعل قراء الصحف اإل لكترونية"‪ ،‬كرستال‬
‫للنشر‪ ،‬الجزائر‪.2313 ،‬‬
‫‪ .12‬تيسير أبو عرجة‪ ،‬دراسات في الصحافة واإلعالم‪ ،‬دار مجدلوي للنشر‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪.2333‬‬
‫‪ .10‬تيسير أبو عرجة‪ ،‬قضايا ودراسات إعالمية‪ ،‬دار جرير للنشر‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.2334 ،‬‬
‫‪ .16‬جمال أبو شنب‪ ،‬نظريات االتصال واإلعالم‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪.2315‬‬

‫‪599‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‪:‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ .15‬جون هاتلنج‪ ،‬أخالقيات الصحافة‪ ،‬ترجمة‪ :‬كمال عبد الرؤوف‪ ،‬الدار العربية للنشر‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫مصر‪.1220 ،‬‬
‫‪ .14‬حامد ربيع‪ ،‬الحرب النفسية في المنطقة العربية‪ ،‬دون دار نشر‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.1216 ،‬‬
‫‪ .12‬الحسن إحسان محمد‪ ،‬األسس العلمية لمناهج البحث االجتماعي‪ ،‬دار الطليعة‪ ،‬ط‪ ،2‬بيروت‪،‬‬
‫لبنان‪.1224 ،‬‬
‫‪ .11‬حسن عماد مكاوي‪ ،‬عاطف عدلي العبد‪ ،‬نظريات اإلعالم‪ ،‬الدار العربية للنشر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪.2334‬‬
‫‪ .12‬حسني محمد نصر‪ ،‬االنترنت واإلعالم "الصحافة اإل لكترونية"‪ ،‬مكتبة الفالح للنشر‪ ،‬الكويت‪،‬‬
‫‪.2330‬‬
‫‪ .23‬حسنين شفيق‪ ،‬الوسائط المتعددة وتطبيقاتها في اإلعالم‪ ،‬رحمة برس للطباعة والنشر‪ ،‬ط‪،2‬‬
‫القاهرة‪ ،‬مصر‪.2332 ،‬‬
‫‪ .21‬حسين شفيق‪ ،‬اإلعالم اإل لكتروني بين التفاعلية والرقمية‪ ،‬رحمة برس للطباعة والنشر‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫مصر‪.2332،‬‬
‫‪ .22‬خالد حمدي‪ ،‬منهجية البحث العلمي‪ ،‬دار الريحان للنشر‪ ،‬الجزائر‪.2330 ،‬‬
‫‪ .20‬خالد مصطفى فهمي‪ ،‬المسؤولية المدنية للصحفي عن أعماله الصحفية‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‬
‫للنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.2330 ،‬‬
‫‪ .26‬خليل صابات‪ ،‬وسائل االتصال" نشأتها وتطورها"‪ ،‬مكتبة النجلو المصرية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪.2331‬‬
‫‪ .25‬الدسوقي عبده إبراهيم‪ ،‬وسائل وأساليب االتصال الجماهيرية واالتجاهات االجتماعية "تحليل‬
‫نظري"‪ ،‬دار الوفاء لدنيا الطباعة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.2336 ،‬‬
‫‪ .24‬ذوقان عبيدات وآخرون‪ ،‬البحث العلمي "مفهومه‪ ،‬أدواته‪ ،‬أساليبه"‪ ،‬دار الفكر للطباعة والنشر‪،‬‬
‫ط‪ ،4‬عمان‪ ،‬األردن‪.2331 ،‬‬
‫‪ .22‬رضا عبد الواجد أمين‪ ،‬الصحافة اإل لكترونية‪ ،‬دار الفجر للنشر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.2332 ،‬‬
‫‪ .21‬زهير احدادن‪ ،‬الصحافة المكتوبة في الجزائر‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.1221 ،‬‬
‫‪ .22‬زهير احدادن‪ ،‬مدخل لعلوم اإلعالم واالتصال‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬ط‪ ،2‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.1220‬‬

‫‪590‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‪:‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ .03‬زيد منير سليمان‪ ،‬الصحافة اإل لكترونية‪ ،‬دار أسامة للنشر‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.2332 ،‬‬
‫‪ .01‬سامي الشريف‪ ،‬اإلذاعات والقنوات المتخصصة‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.2332 ،‬‬
‫‪ .02‬السرياقوسي علي عبد المعطي‪ ،‬أساليب البحث العلمي ‪ ،‬مكتبة الفالح للنشر‪ ،‬الكويت‪.1211 ،‬‬
‫‪ .00‬سعادت جودت أحمد‪ ،‬عادل فايز السرطاوي‪ ،‬استخدام الحاسوب واالنترنت في ميادين التربية‬
‫والتعليم‪ ،‬دار الشروق للنشر‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.2332 ،‬‬
‫‪ .06‬سعيد الغريب‪ ،‬الصحيفة اإل لكترونية والورقية "دراسة مقارنة في المفهوم والسمات األساسية‬
‫بالتطبيق على الصحف اإل لكترونية"‪ ،‬المجلة المصرية لبحوث اإلعالم‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪.2311‬‬
‫‪ .05‬شريف درويش اللبان‪ ،‬الصحافة اإل لكترونية "دراسات في التفاعلية وتصميم الموقع"‪ ،‬الدار‬
‫المصرية اللبنانية‪ ،‬مصر‪.2335 ،‬‬
‫‪ .04‬صالح أبو أصبح‪ ،‬تحديات اإلعالم العربي‪" ،‬دراسة اإلعالم المصداقية‪ ،‬الحرية‪ ،‬التنمية‪ ،‬الهيئة‬
‫الثقافية"‪ ،‬دار الشروق‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.1222 ،‬‬
‫‪ .02‬صالح بلعيد‪ ،‬اللغة العربية "آلياتها األساسية وقضاياها الراهنة"‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪،‬‬
‫الجزائر‪.1225 ،‬‬
‫‪ .01‬صالح بلعيد‪ ،‬دروس في اللسانيات التطبيقية‪ ،‬دار هومة للطباعة والنشر‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ط‪،5‬‬
‫الجزائر‪.2332 ،‬‬
‫‪ .02‬صالح فياللي‪ ،‬األزمة الجزائرية اإليديولوجية "الحركة الوطنية"‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬لبنان‪.1224 ،‬‬
‫‪ .63‬صالح عبد اللطيف‪ ،‬الصحافة المتخصصة‪ ،‬مطبعة ومكتبة اإلشعاع الفنية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪.2332‬‬
‫‪ .61‬صالح محمد عبد الحميد‪ ،‬اإلعالم الجديد‪ ،‬مؤسسة طيبة للنشر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.2311 ،‬‬
‫‪ .62‬عامر إبراهيم قندلجي‪ ،‬شبكة المعلومات واال تصاالت‪ ،‬دار المسيرة للنشر‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪.2332‬‬
‫‪ .60‬عباس ناجي حسن‪ ،‬الصحفي اإل لكتروني‪ ،‬دار صفاء للنشر‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.2312 ،‬‬
‫‪ .66‬عبد األمير الفيصل‪ ،‬الصحافة اإل لكترونية في الوطن العربي‪ ،‬دار الشروق للنشر‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫األردن‪.2334 ،‬‬

‫‪599‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‪:‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ .65‬عبد الرحمان عزي وآخرون‪ ،‬عالم االتصال‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر ‪.1221‬‬
‫‪ .64‬عبد الرحمان عزي‪ ،‬السعيد بومعيزة‪ ،‬اإلعالم والمجتمع "رؤية سوسيولوجية مع تطبيقات على‬
‫المنطقة العربية واإلسالمية"‪ ،‬دار الورسم للطباعة والنشر‪.2313 ،‬‬
‫‪ .62‬عبد الرزاق محمد الدليمي‪ ،‬الصحافة اإل لكترونية الرقمية‪ ،‬دار الثقافة للنشر‪ ،‬لبنان‪.2335 ،‬‬
‫‪ .61‬عبد الرزاق محمد الدليمي‪ ،‬الصحافة اإل لكترونية والتكنولوجيا الرقمية‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫األردن‪.2311 ،‬‬
‫‪ .62‬عبد العزيز شرف‪ ،‬األساليب الفنية في التحرير الصحفي‪ ،‬دار قباء للطباعة والنشر‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫مصر‪.2333 ،‬‬
‫‪ .53‬عبد الفتاح التميمي‪ ،‬الشبكات المحلية واالنترنت‪ ،‬الشركة العربية للتسويق والتوريدات‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪.2331‬‬
‫‪ .51‬عبد الفتاح بيومي حجازي‪ ،‬األحداث واالنترنت‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪.2334‬‬
‫‪ .52‬عبد المالك ردمان الدناني‪ ،‬الوظيفة اإلعالمية لشبكة االنترنت‪ ،‬دار الراتب الجامعي‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫لبنان‪.2333 ،‬‬
‫‪ .50‬عدنان أبو فخر‪ ،‬الصحافة السورية بين النظرية والتطبيق‪ ،‬دار الكتاب العربي‪ ،‬دمشق‪ ،‬سوريا‪،‬‬
‫‪.1215‬‬
‫‪ .56‬عزيزة عبده‪ ،‬اإلعالم السياسي والرأي العام‪ ،‬دار الفجر للنشر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.2336 ،‬‬
‫‪ .55‬علي خليل شنقرة‪ ،‬اإلعالم الجديد "شبكات التواصل االجتماعي"‪ ،‬دار أسامة للنشر‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫األردن‪.2310 ،‬‬
‫‪ .54‬علي عبد الفتاح كنعان‪ ،‬الصحافة االلكترونية العربية‪ ،‬دار اليازوري العلمية للنشر‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫األردن‪.2316 ،‬‬
‫‪ .52‬علي عبد الفتاح كنعان‪ ،‬الصحافة اإللكترونية في ظل الثورة التكنولوجية‪ ،‬دار اليازوري‬
‫العلمية‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.2316 ،‬‬
‫‪ .51‬علي عبد الفتاح كنعان‪ ،‬الصحافة اإل لكترونية في ظل الثورة التكنولوجية‪ ،‬دار اليازوري للنشر‪،‬‬
‫عمان‪ ،‬األردن‪.2316 ،‬‬

‫‪591‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‪:‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ .52‬عواطف عبد الرحمان‪ ،‬الصحافة العربية الجزائرية " دراسة تحليلية لصحافة الثورة الجزائرية‬
‫‪ ،5409-5419‬المؤسسة الوطنية للكتاب‪ ،‬الجزائر‪.1215 ،‬‬
‫‪ .43‬غازي فيصل‪ ،‬التنمية السياسية في بلدان العالم الثالث‪ ،‬دار الحكمة‪ ،‬بغداد‪ ،‬دمشق‪.1220 ،‬‬
‫‪ .41‬غالب عوض التوايسة‪ ،‬االنترنت والنشر اإل لكتروني‪ ،‬دار أسامة‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.2313 ،‬‬
‫‪ .42‬فارس حسن خطاب‪ ،‬فضائيات العالم الرقمية العربية "نت نموذجا"‪ ،‬دار آيلة للنشر‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫األردن‪.2313 ،‬‬
‫‪ .40‬فاروق أبو زيد‪ ،‬فن الخبر الصحفي‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬ط‪ ،2‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.1216 ،‬‬
‫‪ .46‬فاروق أبو زيد‪ ،‬مدخل إلى علم الصحافة‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬ط‪ ،2‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.1221 ،‬‬
‫‪ .45‬فتحي حسين أحمد عامر‪ ،‬أخالقيات الصحافة في جرائم النشر "دراسة تحليلية مقارنة"‪ ،‬إيتراك‬
‫للنشر‪ ،‬مصر‪.2334 ،‬‬
‫‪ .44‬فتحي حسين عامر‪ ،‬وسائل االتصال الحديثة من الجريدة إلى الفيسبوك‪ ،‬العربي للنشر‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،‬مصر‪.2331 ،‬‬
‫‪ .42‬فضيل دليو‪ ،‬تاريخ الصحافة الجزائرية المكتوبة‪ ،‬دار هومة للنشر‪ ،‬الجزائر‪.2316 ،‬‬
‫‪ .41‬فضيل دليو‪ ،‬مقدمة في وسائل االتصال الجماهيري‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.1221‬‬
‫‪ .42‬الفوزي محمد علي‪ ،‬نشأة وسائل االتصال وتطورها‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪،‬‬
‫‪.2332‬‬
‫‪ .23‬ماجد سالم تربان‪ ،‬االنترنت والصحافة اإل لكترونية "رؤية مستقبلية"‪ ،‬الدار المصرية اللبنانية‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،‬مصر‪.2330 ،‬‬
‫‪ .21‬محمد الخطاب‪ ،‬مجتمع اإلعالم والمعلومات‪ ،‬دار هومة للطباعة والنشر‪ ،‬الجزائر‪.2330 ،‬‬
‫‪ .22‬محمد الصرفي‪ ،‬اإلعالم‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬مصر‪.2332 ،‬‬
‫‪ .20‬محمد الهادي‪ ،‬تكنولوجيا االتصاالت وشبكات المعلومات‪ ،‬المكتبة األكاديمية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪.2331‬‬
‫‪ .26‬محمد صالح سالم‪ ،‬العصر الرقمي وثورة المعلومات "دراسات في نظم المعلومات وتحديث‬
‫المجتمع"‪ ،‬عين للدراسات والبحوث اإلنسانية والجتماعية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.2332 ،‬‬

‫‪590‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‪:‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ .25‬محمد عبد الحميد‪ ،‬البحث العلمي في الد ارسات اإلعالمية‪ ،‬عالم الكتب للنشر‪ ،‬ط‪ ،2‬القاهرة‪،‬‬
‫مصر‪.2336 ،‬‬
‫‪ .24‬محمد عبد الحميد‪ ،‬بحوث الصحافة‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.1222 ،‬‬
‫‪ .22‬محمد عبد الحميد‪ ،‬دراسة الجمهور في بحوث اإلعالم‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.1220 ،‬‬
‫‪ .21‬محمد عبد الحميد‪ ،‬نظريات اإلعالم واتجاهات التأثير‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬ط‪ ،0‬القاهرة‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪.2336‬‬
‫‪ .22‬محمد عبد الرحمان الحضيف‪" ،‬كيف تؤثر وسائل اإلعالم دراسة في النظرية واألساليب"‪،‬‬
‫مكتبة العبيكان‪ ،‬ط‪ ،2‬السعودية‪.1221 ،‬‬
‫‪ .13‬محمد علي شمو‪ ،‬االتصال الدولي والتكنولوجيا الحديثة‪ ،‬مكتبة الشعاع‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪.2332‬‬
‫‪ .11‬محمد فريد‪ ،‬محمود عزت‪ ،‬مدخل إلى الصحافة‪ ،‬دون دار نشر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.1220 ،‬‬
‫‪ .12‬محمد فلحي‪ ،‬صناعة العقل في عصر الشاشة‪ ،‬الدار العلمية الدولية للنشر‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪.2332‬‬
‫‪ .10‬محمد محمود الحيلة‪ ،‬تكنولوجيا التعليم بين النظرية والتطبيق‪ ،‬دار المسيرة للنشر والطباعة‪،‬‬
‫األردن‪.2336 ،‬‬
‫‪ .16‬محمد مزيان‪ ،‬القيم واالتجاهات في علم اإلعالم واالتصال‪ ،‬دون دار نشر‪ ،‬الجزائر‪.2335 ،‬‬
‫‪ .15‬محمود علم الدين‪ ،‬الصحافة في عصر المعلومات "األساسيات والمستجدات"‪ ،‬العربي للنشر‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،‬مصر‪.2333 ،‬‬
‫‪ .14‬محمود علم الدين‪ ،‬مقدمة في الصحافة اإل لكترونية‪ ،‬الحرية للطباعة والنشر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪.2331‬‬
‫‪ .12‬محمود منصور هبة‪ ،‬قراءات مختارة في علم االتصال بالجماهير‪ ،‬مركز اإلسكندرية للكتاب‪،‬‬
‫مصر‪.2336 ،‬‬
‫‪ .11‬مرزوق عبد الحكيم العادلي‪ ،‬اإلعالنات الصحفية "دراسة في االستخدامات واإلشباعات"‪ ،‬دار‬
‫الفجر للنشر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.2336 ،‬‬
‫‪ .12‬مروى عصام صالح‪ ،‬اإلعالم اإل لكتروني "األسس وأفاق المستقبل"‪ ،‬دار اإلعصار للنشر‪،‬‬
‫عمان‪ ،‬األردن‪.2315 ،‬‬

‫‪595‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‪:‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ .23‬منار فتحي محمد‪ ،‬تصميم مواقع الصحف اإل لكترونية‪ ،‬دار العالم العربي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪.2311‬‬
‫‪ .21‬نصيرة عقبي‪ ،‬جمهور التلفزيون ونظرية االستعماالت واإلشباعات‪ ،‬دار البلدية للنشر‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫األردن‪.2315 ،‬‬
‫‪ .22‬نوار بشير جديد‪ ،‬اإلعالم المقروء بين الصحافة الورقية والصحافة اإل لكترونية‪ ،‬دار اإلعصار‬
‫العلمي للنشر‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.2316 ،‬‬
‫‪ -9‬المعاجم والقواميس‪:‬‬
‫‪ .20‬أحمد بن محمد علي الفيومي‪ ،‬معجم المصباح المنير في عرنب الشرح الكبير‪ ،‬المكتبة العلمية‪،‬‬
‫دون سنة‪.‬‬
‫‪ .26‬أحمد مختار عمر‪ ،‬معجم اللغة العربية المعاصر‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.2331 ،‬‬
‫‪ .25‬طارق سيد أحمد الخليفي‪ ،‬معجم مصطلحات اإلعالم‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬
‫مصر‪.2331 ،‬‬
‫‪ .24‬طلحت همام‪ ،‬موسوعة اإلعالم والصحافة‪ ،‬دار الفرقان للنشر‪ ،‬ط‪ ،2‬األردن‪ ،‬عمان‪.1211 ،‬‬
‫‪ .22‬عدنان أبو مصلح‪ ،‬مصطلحات علم االجتماع‪ ،‬دار أسامة للنشر‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.2315 ،‬‬
‫‪ .21‬كرم سلبي‪ ،‬معجم المصطلحات االعالمية‪ ،‬دار الشروق‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.1212 ،‬‬
‫‪ .22‬مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزبادي‪ ،‬القاموس المحيط‪ ،‬دار الحديث‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪.2331‬‬
‫‪ .133‬المجلس الدولي للغة الفرنسية‪ ،‬قاموس الصحافة واإلعالم‪ ،‬ترجمة‪ :‬مصطفى حسين وآخرون‪،‬‬
‫دار لبنان‪ ،‬لبنان‪.1221 ،‬‬
‫‪ .131‬محمد بن أبي بكر الرازي‪ ،‬مختار الصحاح‪ ،‬المطلعة األميرية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.1024 ،‬‬
‫‪ .132‬معجم اللغة العربية‪ ،‬المعجم الوسيط‪ ،‬مطابع دار المعارف‪ ،‬ط‪ ،2‬ج‪ ،1‬مصر‪.1212 ،‬‬
‫‪ .130‬المنجد األبجدي‪ ،‬معاجم دار المشرق‪ ،‬ط‪ ،5‬لبنان‪.1244 ،‬‬

‫‪598‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‪:‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ -0‬الرسائل الجامعية‪:‬‬
‫‪ .136‬أمين ناصر محمود عطا اهلل‪ ،‬اتجاهات طلبة كليات اإلعالم في غزة نحو متابعة الصحافة‬
‫اإل لكترونية الفلسطينية‪ ،‬أطروحة بكالوريوس )منشورة(‪ ،‬قسم اإلذاعة والتلفزيون‪ ،‬جامعة‬
‫فلسطين‪ ،‬غزة‪.2314 ،‬‬
‫‪ .135‬البار طيب‪ ،‬المعالجة االعالمية لظاهرة التنصير في الصحافة الجزائرية المكتوبة‪ ،‬رسالة‬
‫ماجستير )منشورة(‪ ،‬قسم اإلعالم والتصال‪ ،‬جامعة قسنطينة‪ ،‬الجزائر‪.2332 ،‬‬
‫‪ .134‬ذهبية سيدهم‪ ،‬األساليب االقناعية في الصحافة المكتوبة "دراسة تحليلية للمضامين الصحية‬
‫في جريدة الخبر"‪ ،‬رسالة ماجستير )منشورة(‪ ،‬قسم علم الجتماع‪ ،‬جامعة قسنطينة‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.2336‬‬
‫‪ .132‬ريم فتيحة قدوري‪ ،‬التفاعلية في الصحافة اإل لكترونية العربية "دراسة تحليلية لصحيفة‬
‫الشروق الجزائرية نموذجا"‪ ،‬رسالة ماجستير )منشورة(‪ ،‬جامعة منوبة‪ ،‬تونس‪.2313 ،‬‬
‫‪ .131‬صفوان عاصم حسيني‪ ،‬الصحافة المكتوبة وظاهرة العنف في الجزائر خالل سنة ‪،5444‬‬
‫أطروحة دكتوراه )منشورة(‪ ،‬قسم اإلعالم والتصال‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2335 ،‬‬
‫‪ .132‬علي قسايسية‪ ،‬المنطلقات النظرية والمنهجية لدراسات المتلقي "دراسة نقدية تحليلية ألبحاث‬
‫الجمهور بالجزائر"‪ ،‬أطروحة دكتوراه )منشورة(‪ ،‬قسم اإلعالم والتصال‪ ،‬جامعة الجزائر‪،‬‬
‫‪.2334‬‬
‫‪ .113‬فرحات مهدي‪ ،‬دور الصحافة المكتوبة في تكوين الرأي العام في الجزائر "جريدة الشروق‬
‫اليومي نموذجا"‪ ،‬رسالة ماجستير )منشورة(‪ ،‬قسم اإلعالم والتصال‪ ،‬جامعة وهران‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.2313‬‬
‫‪ .111‬قوراري صونية‪ ،‬اتجاهات جمهور الطلبة نحو الصحافة اإل لكترونية‪ ،‬رسالة ماجستير‬
‫)منشورة(‪ ،‬قسم اإلعالم والتصال‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ،‬الجزائر‪.2313 ،‬‬
‫‪ .112‬م ارزقة اسماعيل‪ ،‬االتصال السياسي في ظل التعددية السياسية واإلعالم‪ ،‬رسالة ماجستير‬
‫)منشورة(‪ ،‬قسم اإلعالم والتصال‪ ،‬جامعة الجزائر‪.1222 ،‬‬
‫‪ .110‬منال قدواح‪ ،‬اتجاهات الصحفيين الجزائريين نحو استخدام الصحافة اإل لكترونية‪ ،‬رسالة‬
‫ماجستير )منشورة(‪ ،‬قسم اإلعالم والتصال‪ ،‬جامعة قسنطينة‪ ،‬الجزائر‪.2332 ،‬‬

‫‪594‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‪:‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ .116‬نزهة حنون‪ ،‬األساليب االقناعية في الصحافة المكتوبة الجزائرية‪ ،‬رسالة ماجستير )منشورة(‪،‬‬
‫قسم اإلعالم والتصال‪ ،‬جامعة قسنطينة‪ ،‬الجزائر‪.2332 ،‬‬
‫‪ .115‬نوارة فار‪ ،‬تأثير مقروئية الصحافة اإل لكترونية على الصحافة الورقية‪ ،‬رسالة ماستر‬
‫)منشورة(‪ ،‬جامعة أم بواقي‪ ،‬الجزائر‪.2314 ،‬‬
‫‪ .114‬الهام بوثلجي‪ ،‬الصحافة اإل لكترونية الجزائرية واتجاهات القراء "دراسة مسحية لجمهور‬
‫جريدة الشروق أون الين"‪ ،‬أطروحة ماجستير )منشورة(‪ ،‬قسم اإلعالم والتصال‪ ،‬جامعة‬
‫الجزائر‪.2313 ،‬‬
‫‪ .112‬ياسين ليونيس‪ ،‬جمهور الطلبة الجزائريين واالنترنت‪ ،‬رسالة ماجستير )منشورة(‪ ،‬قسم اإلعالم‬
‫والتصال‪ ،‬جامعة قسنطينة‪ ،‬الجزائر‪.2331 ،‬‬
‫‪ .111‬يمينة بلعاليا‪ ،‬الصحافة اإل لكترونية في الجزائر "بين التحدي والواقع والتطلع نحو المستقبل"‪،‬‬
‫رسالة ماجستير )منشورة(‪ ،‬قسم اإلعالم والتصال‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2334 ،‬‬
‫‪ -9‬المجالت العلمية‪:‬‬
‫‪ .112‬سلمى حميدان‪ ،‬بدر الدين حميدان‪ ،‬تأثير الصحافة اإللكترونية على مقروئية الشباب‬
‫الجزائري للصحافة الورقية‪ ،‬مجلة علمية محكمة تصدر عن المركز الديمقراطي العربي‬
‫للدراسات الستراتيجية والسياسية والقتصادية‪ ،‬ع ‪.2311 ،35‬‬
‫‪ .123‬محمود عبد الرحمان‪ ،‬الصحافة الزراعية والتعاونية في مصر "الواقع والمستقبل"‪ ،‬مركز عمر‬
‫لطفي للتدريب التعاوني الزراعي‪ ،‬سلسلة التثقيف التعاوني‪ ،‬مصر‪ ،‬ع ‪.1223 ،11‬‬
‫‪ .121‬سعيد الغريب‪ ،‬الصحيفة اإل لكترونية والورقية "دراسة مقارنة في المفهوم والسمات األساسية‬
‫بالتطبيق على الصحف اإل لكترونية"‪ ،‬المجلة المصرية لبحوث اإلعالم‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪.2311‬‬
‫‪ .122‬عماد بشير‪ ،‬الصحافة العربية اليومية في العصر الرقمي‪ ،‬مجلة العربي‪ ،‬الكويت‪ ،‬ع ‪،55‬‬
‫‪.2336‬‬
‫‪ .120‬فتيحة أوهابية‪ ،‬الصحافة المكتوبة في الجزائر قراءة تحليلية‪ ،‬مجلة العلوم اإلنسانية‬
‫والجتماعية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ع ‪.2316 ،14‬‬
‫‪ .126‬مجاني باديس‪ ،‬الصورة واستخداماتها في الصحافة المكتوبة الجزائرية‪ ،‬مجلة ميالف للبحوث‬
‫والدراسات‪ ،‬باتنة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ع ‪.2312 ،35‬‬

‫‪511‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‪:‬ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ .125‬أحمد الدراجي‪ ،‬التنظيم القانوني للصحافة في البلدان العربية‪ ،‬المجلة العربية لحقوق اإلنسان‪،‬‬
‫ع ‪.1222 ،36‬‬
‫‪ .124‬منير مرسي محمد‪ ،‬البحث الوصفي‪ ،‬مجلة التربية‪ ،‬اللجنة القطرية للتربية والثقافة والعلوم‪ ،‬ع‬
‫‪.1214 ،21‬‬
‫‪ .122‬سليمان صالح‪ ،‬مستقبل الصحف المطبوعة في ضوء تطور تكنولوجيا االتصال‪ ،‬المجلة‬
‫المصرية لبحوث اإلعالم‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬ع ‪.2331 ،10‬‬
‫‪ .121‬عبد الملك الدناني‪ ،‬مقروئية الصحف الورقية في ظل منافسة الصحافة اإل لكترونية‪ ،‬مجلة‬
‫الباحث اإلعالمي‪ ،‬ع ‪.02‬‬
‫‪ -5‬المؤتمرات‪:‬‬
‫‪ .122‬جاسم محمد الشيخ جابر‪ ،‬الصحافة اإل لكترونية العربية المعايير الفنية والمهنية "دراسة‬
‫تحليلية لعينة من الصحف اإل لكترونية العربية"‪ ،‬المؤتمر الدولي "اإلعالم الجديد تكنولوجيا‬
‫جديدة لعالم جديد"‪ ،‬جامعة البحرين‪.2332 ،‬‬
‫‪ -4‬المواقع اإل لكترونية‪:‬‬
‫التالي‬ ‫الموقع‬ ‫على‬ ‫الطالع‬ ‫يمكن‬ ‫قالمة‬ ‫ولية‬ ‫حول‬ ‫التفاصيل‬ ‫من‬ ‫‪ -‬لمزيد‬
‫‪ ،http://ar.wikiprdia.org‬كما يمكن الطالع على موقع مديرية السياحة لولية قالمة‬
‫‪.http://www.dt-guelma.dz‬‬
‫‪ -‬باسم الطويسي‪ ،‬الصحافة اإللكترونية في العالم العربي‪ ،‬سياقات النشأة وتحديات التطور‪ ،‬بيان‬
‫اليوم يوم ‪ 2323/32/16‬على الساعة ‪.12:33‬‬
‫‪ -‬الصحف الورقية أكثر مصداقية‪ 2323/31/16 ،‬على الساعة ‪www.okaz.com.sa 15:61‬‬
‫‪ -‬عمر داوودي‪ ،‬الرقابة العالمية في العالم العربي‪ 2323/31/12 ،‬على الساعة ‪12:65‬‬
‫‪.http://a3wadqash.com‬‬
‫‪ -2‬المراجع األجنبية‪:‬‬
‫‪1. jacquesson Alain ,l’information des bibliothèque-historique, stratégies perspectives-cercle‬‬
‫‪de la librairie,paris,1995, p 232.‬‬

‫‪515‬‬
‫فهرس الجداول‬

‫الصفحة‬ ‫عنوان الجدول‬ ‫الرقم‬


‫‪555‬‬ ‫توزيع المبحوثين حسب الجنس‬ ‫‪31‬‬
‫‪559‬‬ ‫توزيع المبحوثين حسب السن‬ ‫‪32‬‬
‫‪550‬‬ ‫توزيع المبحوثين حسب المستوى التعليمي‬ ‫‪30‬‬
‫‪559‬‬ ‫توزيع المبحوثين حسب المهنة‬ ‫‪36‬‬
‫‪551‬‬ ‫توزيع المبحوثين حسب الحالة المدنية‬ ‫‪35‬‬
‫‪551‬‬ ‫الصحيفة التي يعتبرها المبحوثين المصدر األساسي في حصولهم على المعلومات‬ ‫‪34‬‬
‫‪555‬‬ ‫درجة قراءة المبحوثين للصحيفة األكثر استخداما‬ ‫‪32‬‬
‫‪555‬‬ ‫مدة استخدام المبحوثين للصحيفة األكثر استخداما‬ ‫‪31‬‬
‫‪558‬‬ ‫أوقات مطالعة المبحوثين للصحيفة األكثر استخدام ا‬ ‫‪32‬‬
‫‪554‬‬ ‫موقف المبحوثين من الخدمات التي تقدمها الصحافة اإللكترونية والتي منحتها التميز عن‬ ‫‪13‬‬
‫الصحافة الورقية‬
‫‪591‬‬ ‫أسباب تصفح المبحوثين للصحافة اإللكترونية‬ ‫‪11‬‬
‫‪599‬‬ ‫أسباب عزوف المبحوثين عن الصحافة الورقية‬ ‫‪12‬‬
‫‪590‬‬ ‫يوضح ما إذا كانت الصحافة اإللكترونية متحررة من الرقابة التي كانت موجودة في الصحافة‬ ‫‪10‬‬
‫الورقية‬
‫‪599‬‬ ‫ما يميز الصحيفة اإللكترونية عن الصحيفة الورقية من وجهة نظر المبحوثين‬ ‫‪16‬‬
‫‪590‬‬ ‫يوضح ما إذا كانت الصحافة اإللكترونية منافسا للصحافة الورقية من ناحية استقطاب‬ ‫‪15‬‬
‫الجماهير‬
‫‪595‬‬ ‫يوضح ما إذا كانت مضامين الصحافة اإللكترونية هي امتداد للصحافة الورقية‬ ‫‪14‬‬
‫‪598‬‬ ‫يوضح ما إذا كانت مصادر الصحف اإللكترونية أكثر مصداقية من الصحف الورقية‬ ‫‪12‬‬
‫‪594‬‬ ‫يوضح ما إذا كانت الصور ومقاطع الفيديو التي تنشرها الصحف اإللكترونية تساهم في‬ ‫‪11‬‬
‫تعزيز مصداقيتها‬
‫‪501‬‬ ‫تأثير استخدام الصحافة اإللكترونية للغة جديدة قريبة من القراء على جودة اللغة اإلعالمية‬ ‫‪12‬‬
‫في الصحافة الورقية‬
‫‪505‬‬ ‫يوضح ما إذا كانت الصحافة اإللكترونية أكثر جاذبية للقراء من الصحافة الورقية من وجهة‬ ‫‪23‬‬
‫نظر المبحوثين‬

‫‪509‬‬ ‫يوضح ما إذا أصبحت الصحافة اإللكترونية بديالا عن الصحافة الورقية وسبب ذلك‬ ‫‪21‬‬
‫‪501‬‬ ‫يوضح ما إذا كانت الصحافة اإللكترونية سوف تؤثر على مستقبل الصحافة الورقية من‬ ‫‪99‬‬
‫وجهة نظر المبحوثين‬
‫‪500‬‬ ‫يوضح ما إذا كانت الصحافة اإللكترونية مكملة للصحافة الورقية من وجهة نظر المبحوثين‬ ‫‪90‬‬
‫‪505‬‬ ‫الصعوبات التي تواجه الصحافة الورقية في ظل انتشار اإلعالم الرقمي الجديد‬ ‫‪99‬‬

‫‪510‬‬
‫المالحق‬
‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫وزارة العليم العالي والبحث العلمي‬

‫جامعة ‪ 8‬ماي ‪ 5491‬قالمة‬

‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬

‫قسم علم االجتماع‬

‫استمارة استبيان حول‪:‬‬

‫الصحافة اإل لكترونية وعالقتها بعزوف الجماهير عن الصحافة الورقية‬

‫دراسة ميدانية على عينة من مستخدمي الصحافة اإل لكترونية‬

‫مذكرة تخرج لنيل شهادة ماستر في علم اجتماع االتصال‬

‫تحت إشراف الدكتور‪:‬‬ ‫من إعداد الطالبة‪:‬‬

‫حواوسة جمال‬ ‫بلحواس مروة‬

‫أخي الكريم‪ ،‬أختي الكريمة‬

‫السالم عليكم ورحمة اهلل وبركاته‪...‬وبعد‬

‫تهدف هذه الدراسة إلى محاولة التعرف على عالقة الصحافة اإللكترونية بعزوف الجماهير عن الصحافة‬
‫الورقية‪ ،‬لذا ُيـرجى منكم اإلجابة بصدق وموضوعية على األسئلة الواردة في هذه الستمارة‪ ،‬مع العلم أن‬
‫المعلومات التي تدلون بها تبقى سرية ول تستخدم إل لغرض البحث العلمي‪.‬‬

‫مع شكرنا وتقديرنا على تعاونكم معنا‬

‫‪9191/9154‬‬
‫أوالا‪-‬بيانات أولية‪:‬‬

‫أنثى‬ ‫ذكر‬ ‫‪ -1‬الجنس‪:‬‬

‫السن‪................................:‬‬ ‫‪-2‬‬

‫‪ -0‬المستوى التعليمي‪:‬‬

‫جامعي‬ ‫ثانوي‬ ‫متوسط‬ ‫ابتدائي‬

‫المهنة‪...............................:‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ -5‬الحالة المدنية‪:‬‬

‫أرمل(ة)‬ ‫مطلق(ة)‬ ‫متزوج (ة)‬ ‫أعزب‪ /‬عزباء‬

‫ثاني ا‪ -‬بيانات خاصة بعادات وأنماط استخدام الجمهور للصحف‪:‬‬

‫‪ -4‬هل تق أر هذه الصحيفة ؟‬

‫ناد ار‬ ‫أحيانا‬ ‫دائما‬

‫‪ -2‬منذ متى وأنت تستخدم هذه الصحيفة ؟‬

‫‪.........................................................‬‬

‫‪ -1‬ما هي أوقات مطالعتك لها؟‬

‫في المساء‬ ‫في الظهيرة‬ ‫في الصباح‬

‫‪510‬‬
‫‪-2‬أي الصحيفتين تعتبرها المصدر األساسي في حصولك على المعلومات؟‬

‫كالهما مع ا‬ ‫الصحيفة الورقية‬ ‫الصحيفة اإللكترونية‬

‫‪ -13‬في رأيك‪ ،‬هل الخدمات التي تقدمها الصحافة اإللكترونية هي التي منحتها التميز عن الصحافة‬

‫الورقية؟‬

‫ل‬ ‫نعم‬

‫‪ ‬في حالة اإلجابة بنعم ما هي هذه الخدمات؟‬

‫خدمة البحث‬

‫قراءة عدد اليوم أو األمس من النسخة الورقية‬

‫خدمة البريد اإللكتروني‬

‫تقديم اإلعالنات للصحيفة الورقية‬

‫تذكر ‪........................................................................................................................‬‬ ‫أخرى‬

‫‪-11‬ماهي أسباب تصفحك للصحافة اإللكترونية؟‬

‫ألنها تُعطي للقارئ فرصة المشاركة والتفاعل‬

‫تعد بديالا عن الصحف الورقية‬

‫ل تكلف الكثير من الوقت والجهد والمال‬

‫تتطرق لمواضيع ل تستطيع الصحف الورقية التطرق لها‬

‫‪515‬‬
‫ألنها تصدر قبل الصحف الورقية‬

‫السرعة في نشر األخبار‬

‫تذكر ‪........................................................................................................................‬‬ ‫أخرى‬

‫‪-12‬ماهي أسباب عزوفك عن الصحافة الورقية؟‬

‫ألنها وسيلة إعالمية تقليدية‬

‫أفضل مطالعتها في شكلها اإللكتروني‬

‫للتعود على الطريقة الحديثة في التصفح‬

‫ألنها تكلف الوقت والجهد والمال‬

‫تذكر ‪........................................................................................................................‬‬ ‫أخرى‬

‫ثالثا‪ -‬بيانات خاصة بتأثير الصحافة الورقية على مقروئية الصحافة اإل لكترونية‪:‬‬

‫‪ -10‬هل تحررت الصحافة اإللكترونية من الرقابة التي كانت موجودة في الصحافة الورقية؟‬

‫ل‬ ‫نعم‬

‫‪ -16‬حسب رأيك‪ ،‬ما الذي يميز الصحيفة اإللكترونية عن الصحيفة الورقية ؟‬

‫مواكبتها لألحداث الجارية‬

‫موضوعيتها ومصداقيتها‬

‫تغطيتها لألخبار الدولية والعالمية‬


‫‪518‬‬
‫تذكر ‪........................................................................................................................‬‬ ‫أخرى‬

‫‪ -15‬هل أصبحت الصحافة اإللكترونية منافس ا للصحافة الورقية من ناحية استقطاب الجماهير؟‬

‫ل‬ ‫نعم‬

‫‪ -14‬هل ترى أن مضامين الصحافة اإللكترونية هي امتداد للصحافة الورقية؟‬

‫ل‬ ‫نعم‬

‫‪ -12‬هل تعتبر مصادر الصحف اإللكترونية أكثر مصداقية من الصحف الورقية؟‬

‫ل‬ ‫نعم‬

‫‪ -11‬هل تساهم الصور ومقاطع الفيديو التي تنشرها الصحف اإللكترونية في تعزيز مصداقيتها؟‬

‫ل‬ ‫نعم‬

‫‪ -12‬هل استخدام الصحافة اإللكترونية للغة جديدة قريبة من القراء سوف يؤثر على جودة اللغة‬

‫اإلعالمية في الصحافة الورقية؟‬

‫ل‬ ‫نعم‬

‫‪ -23‬حسب رأيك‪ ،‬هل الصحافة اإللكترونية أكثر جاذبية للقراء من الصحافة الورقية؟‬

‫ل‬ ‫نعم‬

‫‪514‬‬
‫رابعا‪ -‬بيانات خاصة بمستقبل الصحافة الورقية في ظل انتشار الصحافة اإللكترونية‪:‬‬

‫‪ -21‬هل أصبحت الصحافة اإللكترونية بديالا عن الصحافة الورقية؟‬

‫ل‬ ‫نعم‬

‫‪ ‬في حالة اإلجابة بنعم‪ ،‬لماذا ؟‬

‫ألن حرية التعبير متاحة في الصحف اإللكترونية أكثر من الورقية‬

‫ألن التفاعلية المتاحة واسعة ل مثيل لها في الصحف الورقية‬

‫ألنني أجد أشخاص ا يشاركون بنفس أفكاري‬

‫ألن الصحافة اإللكترونية تعالج مواضيع متنوعة‬

‫تذكر ‪........................................................................................................................‬‬ ‫أخرى‬

‫‪ -22‬هل ترى أن الصحافة اإللكترونية سوف تؤثر على مستقبل الصحافة الورقية؟‬

‫ل‬ ‫نعم‬

‫‪ -20‬هل الصحافة اإللكترونية مكملة ألدوار الصحافة الورقية؟‬

‫ل‬ ‫نعم‬

‫‪ -26‬حسب رأيك‪ ،‬ما هي الصعوبات التي تواجه الصحافة الورقية في ظل اإلعالم الرقمي الجديد ؟‬

‫‪.................................................................... .................................................... ......................‬‬

‫‪..............................................................................................................................................‬‬

‫‪................................................................................................ ..............................................‬‬

‫‪501‬‬
..............................................................................................................................................

..................................................... ....................................................................... ..................

505

You might also like