Professional Documents
Culture Documents
د /سامية ابريعم
جامعة العربي بن مهيدي ،أم البواقي ،الجزائر.
ملخص:
تتع $$دد النظري $$ات الخاص $$ة بتفس $$ير االض $$طرابات النفس $$ية واألم $$راض العقلي $$ة واالنحراف $$ات
الس $$لوكية ،في تخص $$ص علم النفس املرضي ،ه $$ذه األخ $$يرة ال $$تي ح $$اولت واجته $$دت أن تق $$دم تفس $$يرا
ألس$$باب االض$$طرابات واألم$$راض ،ل$$ذلك نس$$عى من خالل ه$$ذه الورق$$ة البحثي$$ة تن$$اول أب$$رز النظري$$ات
التي وظفت في علم النفس املرضي ال$ذي يعت$بر فرع$ا من ف$روع علم النفس الع$ام ،موض$وعه األساسي
دراس $$ة االض $$طرابات النفس $$ية واألم $$راض العقلي $$ة واالنحراف $$ات الس $$لوكية ومن ثم $$ة اق $$تراح خط $$ة
عالجية لها.
1
مقدمة:
إن اإلص$$ابة ب$$املرض من أوائ$$ل األخط$$ار ال$$تي واجهت اإلنس$$ان من$$ذ بداي$$ة الخلقي$$ة ،فق$$د اعتبره$$ا
اإلنس $$ان أول تهدي $$دا للبق $$اء ،فق $$د أثبتت دراس $$ة بقاي $$ا اإلنس $$ان األول أن $$ه كانت ل $$ه أراض وكان يع $$اني
ألوانا من األذى وكان يحاول أن يلجأ إلى الطبيعة للخالص من ذلك األذى وتلك اآلالم.
كم $$ا أن االض $$طرابات النفس $$ية ،والعقلي $$ة ،واالنحراف $$ات الس $$لوكية تع $$د من أش $$د العوام $$ل قس $$وة
وعنف$$ا في إن$$تزاع س$$عادة اإلنس$$ان وت$$دميرها ب$$ل س$$عادة وأمن املحيطين ب$$ه أيض$$ا ،فاألس$$رة ال$$تي يص$$اب
أح$د أعض$ائها به$ذا الن$وع من األم$راض واالض$طرابات تع$اني كال من التعاس$ة والب$ؤس وض$يق الص$در،
فض $$ $ال عم $$ $ا يسببه املرض من إعاق $$ $ة إلنتاجي $$ $ة الف $$ $رد وإبداع $$ $ه وإس $$ $هامه في العم $$ $ل ،وق $$ $د يق $$ $ال أن
االض$طرابات النفس$ية واألم$راض العقلي$$ة عص$$رية حديث$$ة ،أو أنه$$ا ال توج$$د في املجتمع$$ات املتقدم$ة إال
أنه$$ا وج$$دت من$$ذ وج$$ود اإلنس$$ان ،وتع$$رف عليه$$ا اليون$$ان وفالس$$فتهم ثم تناوله$$ا علم$$اء الع$$رب ب$$الفحص
والتشخيص والعالج (غانم ،2004،ص.)15
وترتب $$ط املف $$اهيم القديم $$ة الخاص $$ة باالض $$طرابات النفس $$ية ،والعقلي $$ة ،واالنحراف $$ات الس $$لوكية
بمف $$ $ $اهيم متع $$ $ $ددة كإتب $$ $ $اع الش $$ $ $ياطين واالبتع $$ $ $اد عن اآلله $$ $ $ة ،والجن ،والسحر ،والش $$ $ $عوذة،والعين
الشريرة ،تملك الشخص من طرف األرواح ...إلخ.
وبمرور الوقت تم االستعانة باملقاربات العضوية والوراثية حيث تم ربط كل اضطراب نفسي،
وعقلي ،وانح $$ $راف س $$ $لوكي بمسبباته العض $$ $وية ،والتكوني $$ $ة الوراثي $$ $ة ،بع $$ $د ذل $$ $ك ج $$ $اءت النظري $$ $ات
النفسية ال$تي رك$زت على العوام$ل النفس$ية في نش$وء االض$طراب النفسي والعقلي ،من هات$ه النظري$ات
تولد ما س$مي بعلم النفس املرضي،حيث تم اس$تعمال مف$ردة علم النفس املرضي ألول م$رة من ط$رف
( ،)Emmingaus,1878ليش$$ير إلى الطب النفسي العي$$ادي ال$$ذي يهتم باملرضى لكن بص$$فة فردي$$ة ،ولق$$د
م$$ر ه $$ذا األخ$$ير بع$$دة تط$$ورات ،إال أن ج$$اء (فروي$$د Freud(،ليض$$ع األس$$س ملقاربت$$ه التحليلي$$ة لتص$$بح
أح $$د النم $$اذج التفس $$يرية لعلم النفس املرضي .وحالي $$ا يعت $$بر( )Jasperمن األوائ $$ل ال $$ذين يتن $$اولوا علم
النفس املرضي بمفهومه الحالي (زروالي،2016،ص ص.)9-8
من خالل كل هذا وغ$يره س$وف نق$وم من خالل ه$ذه الورق$ة البحثي$ة ب$التعرف على أهم النظري$ات
ًا
ال$$ $تي ح$$ $اولت واجته$$ $دت أن تق$$ $دم تفس$$ $ير ألس$$ $باب االض$$ $طرابات النفس$$ $ية ،والعقلي$$ $ة ،واالنحراف$$ $ات
الس $$ $لوكية.واملتمثل $$ $ة في كل من النظري $$ $ات:الوراثي $$ $ة ،البيولوجي $$ $ة،الص $$ $يداللية والعصبية الكيمائي $$ $ة،
التحليلي$$ة،الس$$لوكية ،املعرفي$$ة ،النس$$قية،اإلنس$$انية ،الثقافي$$ة االجتماعي$$ة ،البيئي$$ة ،م$$ع محاول$$ة وض$$ع
تصور تقيمي لهذه النظريات.
2
أوال – النظرية الوراثية:
س$$محت األعم$$ال الجني$$ة الكالس$$يكية بالتأكي$$د على ت$$دخل العوام$$ل الوراثي$$ة كمسببات للكث$$ير من
االض$$ $ $طرابات العقلي$$ $ $ة ،خاص$$ $ $ة في االض$$ $ $طرابات الفص$$ $ $امية واض$$ $ $طرابات ثنائي$$ $ $ة القطب واإلدم$$ $ $ان
الكحولي والخلفة العقلية.
في مقابل سمح التطور الحاصل في األبحاث الجنية الجزئية بالتأكيد على وج$ود مسجالت جني$ة ال$تي
تس $$مح بحص $$ر العوام $$ل الجني $$ة املفترض $$ة خالل الوص $$ل الجي $$ني ،ويتمث $$ل ه $$دف التحليالت الخاص $$ة
بالوص $$ $ل الجي $$ $ني في تحدي $$ $د م $$ $ا إذا كانت مجموع $$ $ة من األنم $$ $اط الظ $$ $اهرة مثال (الفص $$ $ام أو نم $$ $وذج
الشخص $$ية املرض $$ية) بإمكانه $$ا نق $$ل – س $$واء بطريق $$ة مس $$تقلة أو بطريق $$ة غ $$ير مس $$تقلة – سجال جني $$ا
خاصا بعائالت مصابة.
ب $$ $الرغم من تع $$ $دد األبح $$ $اث في ه $$ $ذا املج $$ $ال ،ظلت املعطي $$ $ات الخاص $$ $ة باالض $$ $طرابات النفس $$ $ية
واألم $$راض العقلي $$ة غ $$ير مؤك $$دة ،فاملب $$ادئ الجني $$ة (التك $$رار الجي $$ني ونس $$بة تك $$رار األف $$راد الح $$املين
للجينات املعبرة عن النمط الظ$اهري لالض$طراب) لم يتم تحدي$دها لح$د اآلن ،مم$ا اس$تدعى االس$تعانة
بط $$ $ $رق أخ $$ $ $رى كالطريق $$ $ $ة الش $$ $ $فعية لألش $$ $ $قاء والط $$ $ $رق الترابطي $$ $ $ة واالختب $$ $ $ار االفتراضي للجين $$ $ $ات
املرشحة ،مثل الجينات املرمزة الخاصة باملستقبالت وبالتركيبات األيضية للموصالت العصبية.
وب$$الرغم من تط$$ور األبح$$اث الجني$$ة وب$$الرغم من دق$$ة مع$$ايير التشخيص يظ$$ل تحدي$$د النم$$ط
الظ $$اهري غ $$ير واضح في الطب النفسي ،حيث لم يتمكن أي مسجل جي $$ني لح $$د اآلن من تحدي $$د مؤك $$د
ألي أحد منه (زروالي،2016،ص ص .)16- 15
ثانيا – النظرية البيولوجية:
تعتم $$د النظري $$ة البيولوجي $$ة في تفس $$ير ح $$دوث االض $$طرابات النفس $$ية ،والعقلي $$ة ،واالنحراف $$ات
ًا
السلوكية وفقا ألكثر من منظور بناء على العدي$د من الدراس$ات ال$تي تنص$ب اهتماماته$ا على الج$وانب
البيولوجية (أي الخاصة بالجسم ومكوناته الداخلية).
ويرى أصحاب هذه النظرية أن االض$طرابات النفس$ية ،والعقلي$ة ،واالنحراف$ات الس$لوكية هي نت$اج
ومحصلة الخلل في وظائف أعضاء جسم اإلنسان،األمر الذي ينتج عنه اضطراب في السلوك لديه قد
ًا
يكون نتاج $لنقص أو زي$$ادة في إف$$رازات الغ$$دد الص$$ماء أو غيره$$ا من الغ$$دد األخ$$رى في جس$$م اإلنس$$ان
فالحركة الزائدة قد تكون نتاج زيادة مادة (الثيروكسين) في الدم على سبيل املثال ال الحصر.
وه $$ذا االتج $$اه واملرتب $$ط بعلم البيولوجي $$ا ال $$تي ي $$رى ب $$أن للوراث $$ة دور واضح في ظه $$ور االض $$طرابات
ًا
النفس$$ $ية ،والعقلي$$ $ة ،واالنحراف$$ $ات الس$$ $لوكية ،حيث ي$$ $رى ب$$ $أن املورث$$ $ات تلعب دور في وج$$ $ود ه$$ $ذه
ًا
األخيرة ،كما أن لعمليات النمو و األيض (التمثيل الغذائي) دور في ذلك ،وكذلك الحساس$ية لألدوي$ة
3
ونضج األجه $$ $زة وس $$ $ير عملي $$ $ة نم $$ $و الف $$ $رد وس $$ $المة الحيوان $$ $ات املنوي $$ $ة والبويض $$ $ة ومش $$ $اكل ال $$ $رحم
وتع$$ $رض األم الحام$$ $ل لألم$$ $راض كالحص$$ $بة األملاني$$ $ة أو م$$ $رض الزه$$ $ري ،وع$$ $دم وج$$ $ود بيئ$$ $ة رحمي$$ $ة
مناس$$بة ل$$ديها ،وتعرض$$ها ملرضى الس$$كري ،ومش$$اكل الحم $$ل وم$$ا قبل$$ه وم$$ا بع $$ده ،والتس$$مم ال$$والدي،
الس$$امة كالرص$$اص وال$$والدة العس$$يرة ،وتعرض$$ها ونقص األوكسجين أثن$$اء ال$$والدة وتناوله$$ا للم$$واد
ألشعة ( ،)Xوعدم مراجعته$ا للط$بيب والقي$ام ب$الفحوص الالزم$ة لالطمئن$ان على س$المة املول$ود ،كله$ا
أس $$باب ق $$د تكون مس $$ؤولة بمس $$تويات عن وج $$ود إعاق $$ات ل $$دى ه $$ذا املول $$ود وتعرض $$ه لالض $$طرابات
النفسية ،والعقلية ،واالنحرافات السلوكية (العزة،2002،ص.)44
ثالثا -الصيداللية والعصبية الكيمائية:
فيم $$ $ا يخص النظري $$ $ة الص $$ $يداللية والعصبية الكيمائي $$ $ة فق $$ $د أك $$ $دت على دور ال $$ $دوبامين
والنوادرين$$الين والس$$يروتونين في التوص$$يل العص$$بي ،وعلى مس$$اهمة هات$$ه النواق$$ل في تنش$$يط مختل$$ف
العق$$اقير النفس$$ية ،كم$$ا س$$محت التقني$$ات الكش$$ف املورفول$$وجي ال$$وظيفي لل$$دماغ بتوص$$يف تش$$ريحي
ووظيفي للمسالك ولألنظمة األمينية األحادية ،وبتحديد املستقبالت الخاصة بهاته النواقل.
لق$$د افترض$$ت النظري$$ة الدوباميني$$ة وج$$ود ارتب$$اط بين املظ$$اهر املنتج$$ة للفص$$ام وم$$ابين الف$$رط
ال$$وظيفي لألنظم$$ة الدوباميني$$ة وارتب$$اط املظ$$اهر الس$$لبية والتخلفي$$ة للفص$$ام بنقص في توظي$$ف هات$$ه
األنظمة.
إض$$افة إلى ذل$$ك ،وبفع$$ل التط$$ور الكب$$ير واملتس$$ارع الحاص$$ل في تقني$$ات الكش$$ف ال$$دماغي ،فق$$د تم
الكش $$ف عن ال $$دور املؤثر ملواد أخ $$رى خاص $$ة األسيتيكولين وبعض البيبيت $$دات الدماغي $$ة كاملس $$كنات
الداخلي$$ة املنش$$أ (مث$$ل أن$$دورفينات) أو البيبيتي$$دات غ$$ير املس$$كنة حيث تلعب هات$$ه املواد دورا" مهم$$ا في
التوصيل والتعديل العصبيين للمسالك العصبية (زروالي ،2016،ص ص.)14-13
رابعا – النظرية التحليلية:
تش$$كل نظري$$ة التحلي$$ل النفسي الكالس$$يكية الس$$يكودينامية كم$$ا ط$$وره " فروي$$د " Freudفي أوائ$$ل
الق $$ $رن العش $$ $رين في فهم االض $$ $طراب الس $$ $لوكي ،فق $$ $د أك $$ $د " فروي $$ $د "Freudعلى أن االض $$ $طرابات
الس$$لوكية تنتج من الق$$وى النفس$$ية الداخلي$$ة (اله$$و،األن$$ا،األن$$ا األعلى) ،فه$$ذه الق$$وى تتفاع$$ل في تنفي$$ذ
األنش $$طة العقلي $$ة الش $$عورية والالش $$عورية،فالص $$راعات يجب أن يتم حله $$ا بطريق $$ة ناجح $$ة في نط $$اق
ال$وعي ح$تى ال ت$ؤدي إلى اض$طرابات الس$لوك ،كم$ا يجب أن يوف$ق األن$ا بين نزع$ات اله$و وض$وابط األن$ا
األعلى ومتطلب$$ات الواق$$ع الخ$$ارجي،أم$$ا إذا لم تح$$ل الص$$راعات بطريق$$ة ناجح$$ة أو إذا لم تس$$تطع األن$$ا
4
التوفي $$ $ $ق بين نزاع $$ $ $ات اله $$ $ $و وض $$ $ $وابط األن $$ $ $ا األعلى والواق $$ $ $ع الخ $$ $ $ارجي فكل ه $$ $ $ذا س $$ $ $وف ي $$ $ $ؤدي إلى
اضطرابات السلوك (.)Bootzin& Joon,1996,P.55
وق$$ $د اق$$ $ترح " فروي$$ $د " Freudع$$ $ام ( )1905أن عملي$$ $ات تط$$ $ور الشخص$$ $ية تتم خالل سلس$$ $لة من
مراح $$ $ $ $ل النم $$ $ $ $و النفسي الجنسي ،وأن التثبيت والنكوص إلى أح $$ $ $ $د املراح $$ $ $ $ل ي $$ $ $ $ؤدي إلى االض $$ $ $ $طراب
السلوكي فعل سبيل املثال ال الحصر اضطرابات الشخصية مثال ترجع إلى املراحل النفس$$ية الجنس$$ية
املبك$$رة من النم$$و ،فق$$د اف$$ترض" فروي$$د " Freudأن الت$$دريب على أعم$$ال النظاف$$ة يمكن أن ي$$ؤدي إلى
ًا
تثبيت على املرحل$$ $ة الش$$ $رجية ،وإذا م$$ $ا أص$$ $بح الشخص مثبت $ $على ه$$ $ذه املرحل$$ $ة ،فإن$$ $ه س$$ $وف يكون
ًا
مقاوم لتحقيق النمو الناضج للشخصية
وقد أكد " فروي$د " Freudعلى تنش$ئة الف$رد تنش$ئة س$وية خالل الخمس الس$نوات األولى ألن له$ا
ًا
دور ،فالص $$دمات النفس $$ية ال $$تي يتع $$رض له $$ا تجعل $$ه في حال $$ة تثبيت بحيث ال يس $$تطيع الف $$رد اجتي $$از
ًال
مرحل$$ة إلى املرحل$$ة ال$$تي تليه$$ا األم$$ر ال$$ذي يظه$$ر على ش$$كل نكوص أو تراج$$ع س$$لوكي يكون مس$$ؤو عن
وج $$ود االض $$طرابات الس $$لوكية فيم $$ا بع $$د ،ك $$ذلك " فروي $$د " Freudعلى ص $$دمة امليالد ال $$تي يعتبره $$ا
مص$$در للقل$ق ال$ذي ي$ؤدي إلى االض$طرابات الس$لوكية على أس$اس أن الف$$رد ق$$د فق$$د األمن والطمأنين$$ة
عندما خرج من بطن أمه.
أم$$ا ع$$الم النفس التحليلي التف $$اعلي "ب$$يرن " Berneي$$رى ب$$ان الس$$لوك املض $$طرب ن$$اتج عن ط$$رق
تنش$ئة الف$رد الخاطئ$ة املتمثل$ة في املمنوع$ات والحرم$ان الع$اطفي ،وع$دم تعام$ل األف$راد باألن$ا الراش$دة
وتع $$املهم باألن $$ا الطفلي $$ة ،في حين تعت $$بر " ه $$ورني " Horneyأن الثقاف $$ة له $$ا دور في ظه $$ور االض $$طراب
السلوكي.
أما "سوليفان "Solivanفقد اعتبر أن سبب االضطراب السلوكي ناتج عن نقص في قدرة الفرد على
إنشاء عالقات وتفاعالت ناجحة مع اآلخرين (العزة،2002،ص ص.)45-45.
خامسا – النظرية السلوكية:
تعتبر النظري$ة الس$لوكية أن الس$لوك اإلنس$اني فط$ري منعكس ،أي أن$ه عب$ارة عن فع$ل أو م$ا يطل$ق
علي $$ $ه (مث $$ $ير اس $$ $تجابة) ،وفس $$ $رت س $$ $لوك اإلنس $$ $ان على أن $$ $ه فط $$ $ري منعكس ،فق $$ $د ربطت بين املنب $$ $ه
واالس$$ $تجابة بص$$ $ورة آلي$$ $ة محض$$ $ة دون النظ$$ $ر إلى طبيع$$ $ة املنب$$ $ه ودن اعتب$$ $ار لش$$ $عور الف$$ $رد وحالت$$ $ه
النفس $$ية رغم أن املنب $$ه الواح $$د ق $$د يث $$ير اس $$تجابات مختلف $$ة في أشخاص مختلفين أو في الف $$رد نفس $$ه
من حين آلخر (ملحم ،2001،ص.)44.
5
وتؤك$د النظري$ة الس$لوكية على أن كال من أنم$اط الس$لوك الس$وية والش$اذة يتم اكتس$ابها من خالل
التعلم ،وأن الس$$لوك يتح$$دد بواس$$طة البيئ$$ة ال$$تي يعيش فيه$$ا الشخص ويكتس$$ب منه$$ا س$$مات س$$لوكية
ًا ًال
معين $$ة ،وعلى سبيل املث $$ال نج $$د أن هن $$اك ع$$وام تح $$دد م$$ا إذا كان الشخص س$$وف يص $$بح مجرم $أو
رجل دين ،وهذه العوامل هي خبرات التعلم التي يكتسبها الفرد من البيئة ،والسلوك املض$$طرب يظه$$ر
من عمليتي تعلم أساسيتين هما:اإلشراط الكالسيكي واإلشراط اإلجرائي.
والجدير بالذكر هنا أن النظرية السلوكية تركز في تفسيرها للس$لوك املض$طرب على الكيفي$ة ال$تي
تم بها تعلم هذا السلوك املضطرب،و ال تركز على السبب(فايد،2004،ص ص.)44-43.
وعلى كل تفسر النظرية السلوكية االضطرابات السلوكية وفق ما يلي:
ًا
– 1االضطراب السلوكي هو نتيجة تعلم سلبي ولهذا ال يجب اعتباره مرض .
– 2التركيز على خبرات الفرد وتاريخه.
ًا
– 3أصحاب النظري$$ $ $ة الس$$ $ $لوكية ،عن$$ $ $د التعام$$ $ $ل م$$ $ $ع االض$$ $ $طراب الس$$ $ $لوكي ال يعط$$ $ $ون حكم $ $ $على
األشخاص وإنما يوصون بالعالج فقط.
– 4يف $$ترض أصحاب ه $$ذه النظري$$ة أن االض$$طراب الس$$لوكي تسببه عوام$$ل بيئي $$ة ،ونتيج $$ة له $$ذا ف $$إن
الشخص املضطرب سلوكيا ليس مسؤوال عن هذا االضطراب (الريماوي وآخرون،2004،ص.)45.
سادسا – النظرية املعرفية:
يف$ترض أنص$ار النظري$ة املعرفي$ة أن االض$طراب الس$لوكي يرج$ع إلى الطريق$ة ال$تي ي$درك به$ا الف$رد
الح$$دث وتفس$$يره من خالل خبرات$$ه وأفكاره ،فاالض$$طراب الس$$لوكي ه $$و نم $$ط من األفكار الخاطئ $$ة أو
غ $$ير املنطقي $$ة ال $$تي تسبب االس $$تجابات الس $$لوكية غ $$ير التكيفي $$ة ،وإذا كان الس $$لوكيون يعتق $$دون أن
الس$$لوك املض$$طرب يتم تعلم$$ه عن طري$$ق اإلش$$راط والت$$دعيم ف$$إن أنص$$ار النظري$$ة املعرفي$$ة ي$$رون أن
ًا
الس $$ $ $لوك املض $$ $ $طرب يمكن أن يتم اكتس $$ $ $ابه من خالل املالحظ$$ $ $ $ة والتقلي$$ $ $ $د ،فق$$ $ $ $د أوضح "بان $$ $ $دور
" Banduraأهمي $$ة العوام $$ل املعرفي $$ة (أفكار الن $$اس ومعتق $$داتهم) في تنظيم الس $$لوك الع $$دواني ،فق $$د
يميل بعض األشخاص القائمين بالعدوان إلى تبرير اس$تخدامهم للع$دوان ك$أن يق$ول أن الضحية ظاملة
أساس$$ا أو أنه$$ا هي ال$$تي دفعت بي الرتكاب الس$$لوك الع$$دواني ( ل$$وم الضحية) (عب$$د الق$$وي،1995،ص.
.)54
6
كم$$ا رك$$ز أنص$$ار النظري$$ة املعرفي$$ة على املتغ$$ير ال$$دخيل أو الوس$$يط بين املث$$ير واالس$$تجابة أال وه$$و
التفك$$ير ،فاألطف$$ال ال$$ذين ق$$اموا بتقلي$$د النم$$اذج الوالدي$$ة ربم$$ا فك$$روا قب$$ل القي$$ام بالس$$لوك الع$$دواني
قائلين (أنه إذا كان شخص كبير (القدوة) يستطيع ضرب الدمية،فنحن نستطيع أيضا ضربها).
وفيما يتعلق بنشأة واستمرار االضطرابات السلوكية،فيعتبر نموذج" بيك " Bekعام ( )1967أكثر
ًا
النم $$اذج املعرفي $$ة أص $$الة وت $$أثير ،حيث تمث $$ل الص $$يغة املعرفي $$ة حج $$ر الزاوي $$ة في نظري $$ة " بي $$ك " Bek
وجمي$$ $ع األف$$ $راد ل$$ $ديهم ص$$ $يغ معرفي$$ $ة تس$$ $اعدهم في استبعاد معلوم$$ $ات معين$$ $ة غ$$ $ير متعلق$$ $ة بيب$$ $ائتهم
واالحتف$اظ بمعلوم$ات ايجابي$ة،أم$ا األف$راد املض$طربون س$لوكيا فل$ديهم ص$يغ معرفي$ة س$لبية ،تتص$ف
بما يلي:
– 1استدالل تعسفي أو خاطئ أي أن الفرد يصل إلى استنتاج معين دون وجود دليل كاف.
– 2تجري$$ $ $د انتق$$ $ $ائي يتم الوص$$ $ $ول من$$ $ $ه إلى استنتاج من خالل عنص$$ $ $ر واح$$ $ $د من العناص$$ $ $ر الكث$$ $ $يرة
املمكنة.
– 3املبالغة في التعميم .
– 4التضخيم والتقليل اللذان يتضمنان أخطاء في الحكم على األداء.
-5لوم الذات (فايد،2004،ص ص.)47-46.
كم $$ا تع $$د نظري $$ة " أليس " Ellisمن اإلس $$هامات القيم $$ة ذات التوج $$ه املع $$رفي وال $$تي اهتمت بنش $$أة
وأسباب االضطرابات السلوكية ،حيث تتلخص وجهة نظره في النقاط التالية:
-يرى أن هناك تشابكا بين العاطفة والعقل أو التفكير واملشاعر.
-إن أي إنس$$ان لدي$$ه مجموع$$ة من األفكار العقالني$$ة واألفكار غ$$ير العقالني$$ة والس$$لوك العقالني ي$$ؤدي
إلى الصحة والسعادة (عكس السلوك الالعقالني).
-إن التفكير الالعقالني هو نمط متحيز في التفكير ذو طبيعة ذاتية وغير منطقية.
-ينشأ التفكير غير العقالني نتيجة للعديد من أساليب التعلم في الصغر.
-إن اس$$تمرار حال$$ة االض$$طراب الس$$لوكي نتيج$$ة لح$$ديث ال$$ذات ،ومن خالل إدراكات الف$$رد للظ$$روف
واألحداث التي تحيط به واالتجاهات نحوها.
-إن أي ف$$ $رد لدي$$ $ه مجموع$$ $ة من األفكار غ$$ $ير العقالني$$ $ة تم تحدي$$ $دها في مجموع$$ $ة من األفكار وه$$ $ذه
األفكار هي املسئولة عن االضطراب السلوكي ،وتتلخص هذه األفكار غير العقالنية في األفكار اآلتية:
7
ًا
الفك??رة األولى :من الض$$روري أن يكون الشخص محبوب$$ا أو مرض$$ي عن$$ه من قب$$ل كل املحيطين ب$$ه بال
استثناء.
الفك??رة الثاني??ة :أن يكون الف$$رد على درج$$ة عالي$$ة من الكف$$اءة واملنافس$$ة واالنج$$از ح$$تى يمكن اعتب$$اره
ُا
شخص ذا أهمية.
الفكرة الثالثة :بعض الن$اس يتص$فون بالش$ر والوض$اعة والحق$ارة والجبن ول$ذلك فهم يس$تحقون أن
يوجه إليهم اللوم والعقاب.
الفكرة الرابعة :أنه ملن املؤسف أن تسير األمور على غير ما يريد اإلنسان.
الفكرة الخامسة:أن التعاسة تنتج عن ظروف خارجية ال يستطيع الفرد التحكم فيها.
الفكرة السادسة :أن األش$ياء الخط$يرة واملخيف$ة تعت$بر رس$ميا سببا لالنش$غال الب$الغ ،ويجب أن يكون
الفرد دائم التوقع لها حتى ال تداهمه على حين غرة.
الفك ? ??رة الس ? ??ابعة:إن$$ $ $ه من األس$$ $ $هل أن نتف$$ $ $ادى بعض الص$$ $ $عوبات واملس$$ $ $ئوليات الشخص$$ $ $ية على أن
نواجهها.
ًا
الفك ??رة الثامن ??ة:ينبغي على الف $$رد أن يكون مستند على آخ $$رين ،وأن يكون هن $$اك شخص أق $$وى من $$ه
يستند إليه.
الفك??رة التاس??عة:أن الخ$$برات واألح$$داث املتص$$لة باملاضي هي املح$$ددات األساس$$ية للس$$لوك في ال$$وقت
الحاضر ،وأن تأثير املاضي ال يمكن استبعاده.
الفك??رة العاش??رة :ينبغي على الف$$رد أن يح$$زن ملا يصيب اآلخ$$رين من مش$$كالت واض$$طرابات وأح$$داث
غير سارة.
الفك??رة الحادي??ة عش??ر :هن$$اك دائم$$ا ح$$ل صحيح أو كام$$ل لكل مش$$كلة ويجب أن نبحث عن ه$$ذا الح$$ل
لكي ال تصبح النتائج مؤملة (فايد ،2005،ص ص.)176-174 .
سابعا – النظرية النسقية:
تس$$ $تمد ه$$ $ذه النظري$$ $ة ج$$ $ذورها من أبح$$ $اث األنجل$$ $و سكاس$$ $ونية ،وهي تق$$ $ترح لتفس$$ $ير األع$$ $راض
النفس$ية والعقلي$$ة ض$من تف$$اعالت الف$$رد م$ع محيط$$ه االجتم$$اعي وعالقات$ه م$ع اآلخ$$رين ،وبالخص$$وص
عالقات$$ $ه وتفاعل$$ $ه م$$ $ع املحي$$ $ط الع$$ $ائلي ،وتتمث$$ $ل األعم$$ $ال األك$$ $ثر جلب$$ $ا لإلهتم$$ $ام في التحلي$$ $ل النس$$ $قي
للفصام.
8
وبالنس $$بة له $$ذه النظري $$ة يعت $$بر املريض ضحية لنظ $$ام ع $$ائلي مرضي حيث يتمث $$ل العام $$ل املفت $$احي
لتط $$ور أي اض $$طراب عقلي في نم $$وذج التواص $$ل والتفاع $$ل املتواج $$د داخ $$ل الخلي $$ة ال $$تي ي $$ترعرع فيه $$ا
املريض وينمو ،خاصة فيما يتعلق بمفهوم الرابطة املزدوجة فالفصامي يكون قد انصاع خالل حيات$$ه
لنم$$وذج من التواص$$ل املف$$ارق يتم$$يز بوج$$ود رس$$الة يبعث به$$ا شخص في وض$$عية مهيمن$$ة (األم مثال) ،
تتض$$من وج$$وب اس$$تجابتين متناقض$$تين ،ف$$إذا كانت هات$$ه الرس$$الة تتض$$من أم$$را يجب تنفي$$ذه يت$$وجب
على الف$$رد أن ال ينص$$اع ل$$ه لكي يطي$$ع أم$$ره مثال في حال$$ة إذا قي$$ل ل$$ه كن تلقائي$$ا ،حيث تض$$ع مث$$ل هات$$ه
األوام$$ر املفارق$$ة الف$$رد في م$$أزق حقيقي ي$$دفع ثمن$$ه النفسي غالب$$ا إذا ماح$$اول تج$$اوزه وعلي$$ه وحس$$ب
هاته املقاربة تعتبر اضطرابات التواصل من أهم العوامل املسببة لح$$دوث الفص$$ام (زروالي،2016،ص
.)20
9
-أبراه $$ام ماس $$لو 1972-1916ع $$الم نفس أم $$ريكي ل $$ه س $$معة كب $$يرة في مح $$ال علم النفس اإلنس $$اني ،
اهتم في دراساته باألفراد الذين يعملون في مجاالت حياتيه مختلفة ويعانون من مشكالت نتيجة له$$ذا
العم $$ل .كم $$ا ح $$رص في دراس $$ات أخ $$رى على دراس $$ة الشخص $$يات املش $$هورة واملبدع $$ة ،وذل $$ك ملعرف $$ة
الكيفي $$ة ال $$تي يحقق $$ون به $$ا اإلنج $$ازات في مج $$االت أعم $$الهم .ومن خالل جمل $$ة الدراس $$ات ال $$تي أجراه $$ا
توص$$ل إلى أن ال$$ذي يتحكم أو ال$$ذي يلعب ال$$دور األساسي ه$$و الس$$عي لتحقي$$ق ال$$ذات ،إذ ي$$رى ماس$$لو
أن الشخص ال $$ذي يحق $$ق ذات $$ه ه $$و الشخص ال $$ذي لدي $$ه داف $$ع لإلب $$داع واس $$تخدام جمي $$ع إمكانيات $$ه في
عمل$$ه أو مهنت$$ه أو وظيفت$$ه ،ويتف$$ق ب$$ذالك م$$ع كارل روج$$رز ،ال$$ذي ي$$رى أن اإلنس$$ان لدي$$ه داف$$ع فط$$ري
لتحقي$$ق ذات$$ه ،وان الفش$$ل أو االحباط$$ات ال$$تي تع$$ترض طري$$ق تحقي$$ق ذات$$ه ه$$و ال$$ذي ي$$ؤدي إلى ظه$$ور
األع $$راض أو املش $$كالت املرض $$ية لدي $$ه ،كم $$ا لدي $$ه نظري $$ة ه $$رم ماس $$لو لحاجي $$ات اإلنس $$ان املش $$هورة .
-مبادئ نظريات الذات :
تتلخص األسس التي تعتمد عليها نظرية اإلنسانية فيما يلي:
- 1الكائن العضوي Organisationوهو الفرد بكليته.
- 2املجال الظاهري Phnomenalوهو مجموع الخبرة .
- 3ال $$ذات و هي الج $$زء املتم $$ايز من املج $$ال الظ $$اهري و تتكون من نم $$ط االدراكات والقيم الش $$عورية
بالنس $$بة ل (أن $$ا) و ض $$مير (املتكلم) .و ق $$د اب $$رز روج $$رز طبيع $$ة ه $$ذه املفهوم $$ات و عالقاته $$ا املتداخل $$ة ,
سلس $$لة من تس $$ع عش $$ر قض $$ية ،وس $$وف نق $$دم ه $$ذه القض $$ايا و ال $$تي ق $$دمها روج $$رز في كتاب $$ه ( العالج
املتمركز حول العميل) ( .)1951
-4من أهم أسس نظرية الذات أن العمي$ل يجب أن يكون املح$ور ال$ذي تتمرك$ز حول$ه عملي$ة التوجي$ه
أو العالج إذ أن هذه النظريات تقوم على اإليمان بان العميل لديه عناصر الق$$وة و الق$$درة على تقري$ر
مصيره بنفسه وعليه إن يتحم$ل املس$ئولية التام$ة للقي$ام ب$ذلك .واإلط$ار املرجعي ال$داخلي للعمي$ل ه$و
الحقيق$$ة املوض$$وعية ال$$تي يجب إن يتوص$$ل إليه$$ا املع$$الج وذل$$ك بمحاول$$ة دخ$$ول ع$$الم العمي$$ل الخ$$اص
ف $$ $ $إذا تم ه $$ $ $ذا تمكن املع $$ $ $الج من إدراك وج $$ $ $دانيات العمي $$ $ $ل وانفعاالت $$ $ $ه وس $$ $ $اعده على التوص $$ $ $ل إلى
البص $$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $يرة .
- 5يجب على املع $$ $ $الج إن يض $$ $ $في على ف $$ $ $ترة املقابل$$ $ $ة ج $$ $ $وا من الس$$ $ $ماحة والتقب $$ $ $ل مم $$ $ $ا يس$$ $ $اعد على
التخفيف من خطر التهديد الذي يهدد ذات العميل وهذا يص$وره يس$اعد العمي$ل على إن يتقب$ل ن$واحي
في ذات$$ $ه لم يكن ليتقبله$$ $ا من قب$$ $ل و يس$$ $اعده ذل$$ $ك أيض$$ $ا على التعب$$ $ير عن وج$$ $دانيات كان يعج$$ $ز عن
التعبير عنها و يمهد تتقبله لنفسه لتقبله لآلخرين .
- 6إن أهم عنص $$ر في العالق $$ة العالجي $$ة ه $$و الج $$انب االنفع $$الي فالتشخيص واملعلوم $$ات وت $$اريخ حي $$اة
الف $$رد ليس له $$ا أهمي $$ة الج $$و ال $$ذي يص $$بغه املع $$الج على العالق $$ة بين $$ه وبين العمي $$ل وال $$ذي يق $$وم على
اإلخالص والدقة والتقبل والفهم .
10
- 7التأكيد تن الفرد اإلنساني ليس حيوانا وانه ليس مجرد آلة إنما هو كيان كلي موحد ق$$وي ايجابي$$ة
وإبداعية و طموحات في تحقيق الذات والوجود الشخصي واإلنساني .
-8االهتم $$ام بدراس $$ة اإلنس $$ان وفهم $$ه على أس $$اس ان $$ه كي $$ان متكام $$ل ب $$دال من تقس $$يمه إلى فئ $$ات أو
تجزيئه إلى وحدات نوعية تضاف إلى بعضها البعض.
- 9التأكي$$د على قيم$$ة اإلنس$$ان وكرامت$$ه والعم$$ل على تنمي$$ة ق$$واه وامكانات$$ه االيجابي$$ة يس$$توي في ذل$$ك
الفرد العادي و غير العادي .
- 10االهتم $$ام ب $$الخبرات الش $$عورية كم $$ا يعيش $$ها الف $$رد ويعانيه $$ا و املع $$نى ال $$ذي تتخ $$ذه ه $$ذه الخ $$برات
بالنس$$ $بة ل$$ $ه و التأكي$$ $د على ادراكات$$ $ه لنفس$$ $ه و لخبرات$$ $ه الشخص$$ $ية ولآلخ$$ $رين وللمج$$ $ال املحي$$ $ط ب$$ $ه
كأس$$اس لتفس$$ير س$$لوكه وفهم شخصيته .يع$$د مفه$$وم ال$$ذات مفهوم$$ا مح$$ورا في معظم ه$$ذه النظري$$ات
كم$$ا يع$$د تحقي$$ق ال$ذات و تأكي$$دها ال$دافع الرئيسي ال$ذي يس$عى اإلنس$ان إلش$باعه وه$$و يف$$وت ال$دوافع
الفيزيولوجي $$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ة .
-مسلمات النظرية:
تتض $$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $من نظري $$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ة ال $$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ذات أربع $$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ة مكون $$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ات تتلخص فيم $$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ا يلي :
1ـ الخبــرة :يم $$ر اإلنس $$ان في حيات $$ه بسلس $$لة متواص $$لة من الخ $$برات ،هي كل م $$ا ي $$ؤثر في س $$لوكه من
محيطه او من داخله و هذه الخ$برات بعض$ها ينسجم م$ع مفه$وم ال$ذات عن$د الف$رد و ي$ؤدي إلى تحقي$ق
الس$$رور و التواف$$ق النفسي لدي$$ه و بعض$$ها غ$$ير س$$ار ألنه$$ا ال تنسجم م$$ع مفه$$وم الف$$رد لنفس$$ه (مفه$$وم
الذات)و ال مع القيم االجتماعية
وبالتالي تؤدي إلى عدم الرضا و عدم التوافق .
2ـ الف$رد :ي$رى روج$رز إن ل$دى كل ف$رد دافع$ا قوي$ا لتحقي$ق ذات$ه ،وه$$و في تعامل$ه م$ع املحي$ط و الواق$ع
ال $$ $ذي يعيش في $$ $ه يس $$ $عى لتحقي $$ $ق ذات $$ $ه بكس $$ $ب حب اآلخ $$ $رين واح $$ $ترامهم وتق $$ $ديرهم وقب $$ $ولهم ل $$ $ه.
وخصوص $$ $ $ $ا الجماع $$ $ $ $ة املرجعي $$ $ $ $ة أو األشخاص املهمين في حيات $$ $ $ $ه من أب $$ $ $ $وين ومعلمين ومس $$ $ $ $ئولين
3ـ الس $$لوك :الس $$لوك ه $$و م $$ا يق $$وم ب $$ه الف $$رد من نش $$اط عقلي أو جس $$مي أو هم $$ا مع $$ا من اج $$ل إش $$باع
حاجات $$ه كم $$ا ي $$دركها في الواق $$ع .ومعظم الس $$لوك يتف $$ق م $$ع مفه $$وم ال $$ذات واملع $$ايير االجتماعي $$ة وه $$ذا
ي $$ؤدي إلى التواف $$ق النفسي عن $$د الف $$رد ،أم $$ا إذا تع $$ارض س $$لوك الف $$رد م $$ع فهم $$ه لذات $$ه وم $$ع مع $$ايير
مجتمعه فانه لن يرضى عن السلوك و يلجا إلى إنكار ويشعر بعدم الراحة والسعادة وس$$وء التواف$$ق .
وأفض $$ل طريق $$ة لفهم س $$لوك الفردـ حس $$ب روج $$رز هي الحص $$ول على املعلوم $$ات من التق $$ارير الذاتي $$ة
التي يكتبها الفرد عن وجهة نظره هو ومن خالل خبراته وبعد فهم سلوك الف$$رد يمكن تع$$ديل الخ$اطئ
من $$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ه من خالل تغي $$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ير مفه $$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $وم الف $$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $رد عن ذات $$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ه .
4ـ املج $$ال الظاهري $$اتي:وه $$و املدركات الش $$عورية للف $$رد في بيئت $$ه و ه $$و ع $$الم الخ $$برة املتغ $$ير باس $$تمرار
ويتعام $$ل الف $$رد م $$ع املج $$ال الظ $$اهري كم $$ا يدرك $$ه ه $$و،س $$واء كان إدراك $$ه صحيحا أو خاطئ $$ا،واملج $$ال
11
الظ$$اهري يرتب$$ط بالج$$انب الش$$عوري من ال$$ذات و ه$$و يختل$$ف عن املج$$ال غ$$ير الظ$$اهري ال$$ذي يرتب$$ط
بالالش$$ $ $ $ $ $ $ $عور وال$$ $ $ $ $ $ $ $ذي ال تعطي$$ $ $ $ $ $ $ $ه نظري$$ $ $ $ $ $ $ $ات ال$$ $ $ $ $ $ $ $ذات أهمي$$ $ $ $ $ $ $ $ة في تفس$$ $ $ $ $ $ $ $ير س$$ $ $ $ $ $ $ $لوك الف$$ $ $ $ $ $ $ $رد .
فرضيات نظرية
ق $$ $دم روج $$ $رز مجموع $$ $ة من االفتراض $$ $ات تمث $$ $ل مجتمع $$ $ة نظري $$ $ة متكامل $$ $ة بالنس $$ $بة للشخص
والس $$لوك،حيث تح $$اول ه $$ذه النظري $$ة تفس $$ير الظ $$واهر املعروف $$ة الس $$ابقة وك $$ذلك الحق $$ائق الخاص $$ة
بالشخص $$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ية والس $$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $لوك،وتتض $$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $من ه $$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ذه االفتراض $$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ات م $$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ا يلي:
أوال :إن كل ف$$رد يوج$$د في ع$$الم من الخ$$برات املتغ$$ير ه $$و مرك$$زه ،وأن ه $$ذا الع$$الم املتغ$$ير ه $$و املج$$ال
الظاهري ،وإن هذا العالم في معظمه ال شعوري،و جزءا ص$غيرا من$ه ه$و ال$ذي يدرك$ه الف$رد ش$عوريا،
غ $$ $ $ير آن ه $$ $ $ذه الخ $$ $ $برات الالش $$ $ $عورية يمكن أن تص $$ $ $بح ش $$ $ $عوريا عن $$ $ $د الحاج $$ $ $ة.حيث أنه $$ $ $ا توج $$ $ $د في
الالش $$عور ،ه $$ذا الع $$الم الخ $$اص من الخ $$برة ال يمكن أن يع $$رف أال للف $$رد نفس $$ه وان املع $$الج يمكن $$ه
التع $$رف على ه $$ذا الع $$الم إال من خالل الف $$رد نفس $$ه ولكن ق $$د ال يكون الف $$رد لدي $$ه الق $$درة على ه $$ذه
املعرف $$ة ويكون املع $$الج هن $$ا ي $$دور املس $$اعد لتنمي $$ة ه $$ذه الق $$درة ل $$دى العمي $$ل،وبن $$اءا على ذل $$ك فيكون
الشخص أفضل مصدر للمعلومات عن خبراته وعما يوجد في عامله الخاص
ثالث $$ $ا :يس $$ $تجيب الف $$ $رد للمج $$ $ال الظ $$ $اهري ككل منظم بمع $$ $نى إن الف $$ $رد يس $$ $تجيب للمج $$ $ال بطريق $$ $ة
جش $$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $طالتية أي يف $$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $رض فك $$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $رة تجزئ $$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ة املج $$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ال .
رابع$$ $ا :نزع$$ $ة أساس$$ $ية هي تحقي$$ $ق و إبق$$ $اء و تقوي$$ $ة الف$$ $رد ال$$ $ذي يعيش الخ$$ $برة ف$$ $الفرد نظ$$ $ام واح$$ $د
دين$$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $امكي يع$$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $د الب$$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $اعث الواح$$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $د في$$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ه تفس$$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $يرا كافي$$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ا للس$$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $لوك بأكمل$$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ه .
خامس $$ا :س $$لوك الف $$رد في أساس $$ه محاول $$ة موجه $$ه نح $$و ه $$دف ،و اله $$دف ه $$و إش $$باع الحاج $$ات ال $$تي
يخيره $$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ا الف $$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $رد في مجال $$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ه كم $$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ا يدرك $$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ه .
سادس$ا :كل س$لوك موج$$ه يص$$در عن الف$$رد يص$$احبه انفع$$ال يس$هل ل$ه مهمت$$ه.وتختل$ف ش$دة االنفع$$ال
طبق $$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ا ملا يحمل $$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ه املوق $$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ف من أهميت $$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ه بالنس $$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $بة للف $$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $رد.
س$$ابعا:إن أفض$$ل محاول$$ة لفهم الس$$لوك تكون من خالل اإلط$$ار املرجعي ال$$داخلي للف$$رد نفس$$ه وال$$ذي
يفصح عن $$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ه في اتجاهات $$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ه .
ثامن $$ا :تتم $$ايز ال $$ذات من املج $$ال االدراكي الكلي وال $$ذات هي مجم $$وع الخ $$برات ال $$تي تنس $$ب جميعه $$ا إلى
س $$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $يئ واح $$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $د ه $$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $و أالن $$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ا .
تاس$$عا :نتيج$$ة تفاع$$ل الف$$رد م$$ع البيئ$$ة ،وم$$ع أراء اآلخ$$رين املس$$تمرة تج$$اه الف$$رد يتكون مفه$$وم ال$$ذات
ه$$و نم$$ط تص$$وري منظم ،م$$رن ولكن متس$$ق من ادراكات وعالق$$ات إلى (أن$$ا) أو ض$$مير املتكلم م$$ع القيم
ال $$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $تي ترتب $$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ط به $$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ذه املفهوم $$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ات
عاش $$را :تش $$كل القيم املرتبط $$ة ب $$الخبرة املباش $$رة بالبيئ $$ة والقيم ال $$تي يس $$تخدمها الف $$رد عن اآلخ $$رين
جزءا من بناء الذات .الحادي عشر :تتحول خبرات الفرد التي تحدث له في حياته إلى :
12
أ /ص $$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ورة رمزي $$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ة ت $$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $درك وتنظم في عالق $$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ة م $$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ا م $$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ع ال $$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ذات .
ب /يتجاهله $$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ا الف $$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $رد حيث ال ت $$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $درك له $$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ا عالق $$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ة ببن $$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $اء ال $$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ذات .
ج /يح $$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ال بينه $$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ا وبين الوص $$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ول إلى ص $$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ورة رمزي $$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ة
بمع $$نى إن اإلدراك انتق $$ائي ويتح $$دد ه $$ذا االنتق $$اء بمح $$ك أساسي ه $$و م $$دى اتس $$اق الخ $$برة م $$ع ص $$ورة
ال $$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ذات ل $$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $دى الف $$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $رد في أثن $$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $اء عملي $$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ة اإلدراك .
الث$اني عش$ر :اتس$اق ال$ذات ,تتس$ق معظم الط$رق ال$تي يختاره$ا الف$رد لس$لوكه م$ع مفهوم$ه عن ذات$ه .
الثالث عشر :ق$د يص$در س$لوك عن خ$برات و حاج$ات عض$وية لم تص$ل إلى مس$توى التعب$ير الرم$زي ,
وربما ال يتسق هذا السلوك مع بناء الذات .
الرابعة عشر :ينشا سوء التوافق النفسي حين يمنع الف$رد ع$ددا من خبرات$ه الحس$ية و الحش$وية ذات
الداللة من بلوغ الشعور .
الخ $$امس عش $$ر :يت $$وفر التواف $$ق النفسي عن $$دما يص $$بح مفه $$وم ال $$ذات في وض $$ع يس $$مح لكل الخ $$برات
الحس$$ $ية و الحش$$ $وية للف$$ $رد ب$$ $ان تص$$ $بح في مس$$ $توى رم$$ $زي وعلى عالق$$ $ة ثابت$$ $ة و متس$$ $عة م$$ $ع مفه$$ $وم
$$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ذات . ال
الس $$ادس عش $$ر :ت $$درك الخ $$برات ال $$تي ال تتس $$ق ومفه $$وم ال $$ذات كتهدي $$د ،و تقيم ال $$ذات دفاعاته $$ا ض $$د
الخ $$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $برات امله $$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ددة عن طري $$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ق إنكاره $$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ا على الش $$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $عور .
الس $$ابع عش $$ر :في ظ $$ل ظ $$روف معين $$ة يمكن مراجع $$ة بن $$اء ال $$ذات بش $$كل يس $$مح بتمثي $$ل الخ $$برات إلي ال
تتس $$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ق م $$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ع مفه $$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $وم ال $$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ذات وجعله $$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ا متض $$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $منة في بن $$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $اء ال $$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ذات .
الثامن عشر :عندما يدرك الشخص و يتقبل في جهاز متسق و متكام$ل كل خبرات$ه الحس$ية والحش$وية
فان $$ $ $ $ $ $ه يص $$ $ $ $ $ $بح بالض $$ $ $ $ $ $رورة أك $$ $ $ $ $ $ثر تفهم $$ $ $ $ $ $ا لآلخ $$ $ $ $ $ $رين و أك $$ $ $ $ $ $ثر تقبال لهم كأشخاص منفص $$ $ $ $ $ $لين .
التاس $$ع عش $$ر :ولكي يتحق $$ق للف $$رد تواف $$ق متكام $$ل وص $$حي ال ب $$د ل $$ه إن يقيم خبرات $$ه باس $$تمرار ح $$تى
يح$$ $ $دد م$$ $ $ا إذا كانت هن$$ $ $اك ض$$ $ $رورة إلح$$ $ $داث تع$$ $ $ديل في بن$$ $ $اء القيم ( النظري$$ $ $ة االنس$$ $ $انية في العالج
النفسي،د.ت ،تم اس $$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ترجاعها في بت $$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $اريخ/10 :جويلي $$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ة ،2018/من
.) https://www.acofps.com/vb/showthread.php?t=16726
13
تق $$دم النم $$اذج اإلنس $$انية الوجودي $$ة طريق $$ة لفهم االض $$طراب الس $$لوكي تختل $$ف عن الط $$رق ال $$تي
ًا
اتبعتها النماذج السابقة ،فتتبنى النماذج اإلنسانية الوجودية أساس بأن االضطراب ينتج من فش$$ل في
النمو وتحقيق الوجود بالقوة.
وتؤك $$د على أن الن $$اس يمتلكون الق $$وة البش $$رية الدافع $$ة للنم $$و والق $$درة على أداء كام $$ل ،وإذا م $$ا
أتيحت الفرص والظروف املناسبة للنمو ،فإن الناس س$وف تكون مح$ددة ملص$يرها وس$وف يمارس$ون
حق االختيار واملسئولية ،وسوف يحققون ذواتهم.
ووفق$$ا له$$ذه النظري$$ة فاالض$$طراب الس$$لوكي ه $$و فش$$ل في النم$$و والتط$$ور ،وأن الصحة ال تكون
بالض$$رورة هي غي$$اب املرض،ولكنه$$ا شيء م$$ا ايج$$ابي ،كم$$ا تؤك$$د ه$$ذه النظري$$ة على التغي$$ير من الش$$ذوذ
إلى أو القص $$ور في النم $$و إلى األداء الكام $$ل ،فعلى الن $$اس أن يحقق $$وا اختي $$اراتهم بحري $$ة ،أم $$ا إذا قب $$ل
الشخص دون وعي قيم اآلخ $$ $رين واختي $$ $اراتهم ،ف $$ $إن ه $$ $ذا الشخص س $$ $وف يفق $$ $د حينئ $$ $ذ اإلحس $$ $اس
ًا
بالذات ويصبح متناقض .
ًا ًا
وتمثل الذات موضوع مركزي لدى علماء النفس اإلنسانيين ،فقد أكد " روجرز " Rogersأن كل
ًا
ف$$رد لدي$$ه حاج$$ة إلى تق$$دير ذات$$ه على نح$$و إيج$$ابي ،وإنطالق $من اتس$$اقه م$$ع توجه$$ه ال$$ذاتي فق$$د ع$$رف
االض $$طراب الس $$لوكي بأن $$ه (إخف $$اق املرء في تق $$دير ذات $$ه بص $$ورة إيجابي $$ة،أو بأن $$ه تف $$اوت مف $$رط بين
مفه$$وم ال$$ذات واملفه$$وم املث$$الي)،ونظ$$را لنم$$و مفه$$وم ال$$ذات من خالل إدراك املرء لتق$$ييم اآلخ$$رين ل$$ه
ف$$ $إن اض$$ $طراب املرء س$$ $لوكيا وإخفاق$$ $ه في تحقي$$ $ق إمكانات$$ $ه يرجع$$ $ان بص$$ $فة جوهري$$ $ة إلى إخفاق$$ $ه في
الحصول على احترام إيجابي من اآلخرين.
عالوة على ذل $$ك ف $$إن الفش $$ل في إش $$باع حاج $$ات أساس $$ية ي $$ؤدي إلى القص $$ور في التط $$ور ال $$ذي ي $$ؤدي
ب$$دوره إلى االض$$طراب الس$$لوكي ،وق$$د وص$$فت نظري$$ة الدافعي$$ة " ملاس$$لو " Maslowالت$$درج اله$$رمي
ًا
للحاجات األساسية بدء من األكثر قوة مثل الحاجة الفزيولوجية ،والحاجة إلى األمن ،ثم الحاجة إلى
الحب ،والحاج $$ة إلى التق $$دير واالح $$ترام ،وأخ $$يرا الحاج $$ة إلى تحقي $$ق ال $$ذات ،ال $$تي تمث $$ل أعلى درج $$ات
ًا
ه$$رم الحاج$$ات النفس$$ية ووفق " $ملاس$$لو" ف$$إن كل شخص لدي$$ه حاج$$ة لتحقي$$ق ذات$$ه،ولدي$$ه إرادة ح$$رة
من أج$$ل تحقي$$ق س$$المته وصحته ولدي$$ه داف$$ع من أج$$ل تحقي$$ق ذات$$ه أو تط$$وره ،ويتكون النم$$و الس$$وي
غ$$ $ير املض$$ $طرب من عملي$$ $ة تحقي$$ $ق ذات$$ $ه وإمكانيات$$ $ه ،في حين يح$$ $دث الالس$$ $واء (االض$$ $طراب) نتيج$$ $ة
إلحباط تلك الحاجة (فايد،2005،ص .)38-37
عاشرا – النظرية الثقافية االجتماعية:
14
تمث$$ل وجه$$ة النظ$$ر الثقافي$$ة االجتماعي$$ة لالض$$طرابات الس$$لوكية إح$$دى النظري$$ات العدي$$دة ال$$تي
ح $$اولت تفس $$ير أس $$باب الس $$لوك املض $$طرب ،حيث يؤك $$د أنص $$ار ه $$ده النظري $$ة على أن هن $$اك عوام $$ل
ثقافية فعالة في نطاق كل مجتمع تحدد السبب في أن أنماط سلوكية معين$ة تكون س$وية ،وأن أنم$اط
ًا
أخ$$رى تكون غ$$ير س$$وية فم$$ا يمكن اعتب$$اره غ$$ير س$$وي في مجتم$$ع معين ق$$د يكون س$$وي في مجتم$$ع آخ$$ر
حيث أن االنح $$ $راف عن املع $$ $ايير االجتماعي $$ $ة يرتب $$ $ط بثقاف $$ $ة معين $$ $ة وليس مرتبط $$ $ا بثقاف $$ $ات أخ $$ $رى
فرعية.
ويق$$ترح أنص$$ار ه$$ذه النظري$$ة مجموع$$ة من األش$$كال الس$$لوكية ال$$تي ينظ$$ر إليه$$ا بوص$$فها مض$$طربة
واملتمثلة في:
– 1انحراف الشخص عن توقعات املجتمع الذي يعيش فيه.
– 2انزعاج اآلخرين من تصرفات الشخص.
– 3القيام بسلوك غير متوافق مع اآلخرين ومحطم للذات( )Kauffman &Hallahan, ,1992,P.65
حادي عشر -النظرية البيئية:
يرك$$ $ز أصحاب ه$$ $ذا االتج$$ $اه على تفاع$$ $ل الق$$ $وى الداخلي$$ $ة والخارجي$$ $ة ه$$ $و األس$$ $اس في ح$$ $دوث
الس $$لوك ،فاالض $$طراب الس $$لوكي ينظ $$ر إلي $$ه علم $$اء النفس البيئيون على أن $$ه س $$لوك غ $$ير مناس $$ب وال
يتوافق مع ظروف املوقف.
وينظر أصحاب االتجاه البيئي إلى السلوك اإلنساني على أنه نتاج التفاعل بين القوى الداخلية التي
ت $$دفع الف $$رد وبين الظ $$روف في املوق $$ف ،أن تفس $$ير الق $$وى الداخلي $$ة وتفاعله $$ا م $$ع الق $$وى الخارجي $$ة
ًال
يختل $$ف بن $$اء على اختالف تخصص $$ات أو مي $$ادين علم $$اء البيئ $$ة،فمث يرك $$ز علم $$اء االجتم $$اع على ت $$أثير
املجموع$$ات االجتماعي$$ة واملؤسس$$ات على س$$لوك لف$$رد،بينم$$ا يرك$$ز علم$$اء البيئ$$ة األطب$$اء إلى العوام$$ل
الجيني $$ة ال $$تي تق $$رر الخص $$ائص واملزاج لف $$رد معين ويحلل $$ون التفاع $$ل بين ه $$ذا الف $$رد وبين بيئت $$ه ،وفي
حين يرك$$ز علم$$اء البيئ$$ة التحليلي$$ون على التفاع$$ل األس$$ري وت$$أثير ذل$$ك على شخص$$ية الف$$رد ويدرس$$ون
نمط التفاعل الذي يحدث بين أفراد األس$رة ،إن الترك$يز في جمي$ع وجه$ات النظ$ر ض$من االتج$اه البي$ئي
هو التفاعل بين الفرد والبيئة التي يعيش فيها بدون االهتمام بتفس$ير ملاذا يس$لم الن$اس بالطريق$ة ال$تي
يسلكونها.
لذلك على من يقوم بعملية تشخيص السلوك املضطرب في االتجاه البيئي أن يهتم بجمع معلومات
كث$$ $يرة عن الف$$ $رد وعن البيئ$$ $ة ال$$ $تي يتفاع$$ $ل فيه$$ $ا ومعلوم$$ $ات تتعل$$ $ق بنم$$ $ط س$$ $لوك الف$$ $رد في مواق$$ $ف
15
مختلف $$ $ة يتم جمعه $$ $ا وك $$ $ذلك تالح $$ $ظ االختالف $$ $ات بين س $$ $لوك الف $$ $رد في ال $$ $بيت والج $$ $يرة واملدرس $$ $ة
(القمش،واملعايطة ،2007،ص ص.)47-46.
* التعقيب عام على النظريات املفسرة لالضطرابات السلوكية:
ًا
نس $$ $تخلص من الع $$ $رض الس $$ $ابق ألب $$ $رز النظري $$ $ات ال $$ $تي ح $$ $اولت أن تق $$ $دم تفس $$ $ير لالض $$ $طرابات
الس $$لوكية أن وجه $$ات نظره$$ $ا متع $$ددة ،فأصحاب النظري $$ة البيولوجي $$ة يرك $$زون في تفس $$ير الس $$لوك
املض$$طرب عن البحث عن العوام$$ل املوج$$ودة داخ$$ل الشخص ،وب$$الرغم من أن أصحاب ه$$ذه النظري$$ة
يستندون إلى أس علمي $$ $ة وموض $$ $وعية للوق $$ $وف على أس $$ $باب االض $$ $طرابات الس $$ $لوكية إلى أنهم تؤخ $$ $ذ
عليهم ما يلي:
-يتص $$ $ $ور أصحاب البيولوجي $$ $ $ة أن االض $$ $ $طرابات الس $$ $ $لوكية تع $$ $ $ود إلى سبب معين ه$$ $ $ $و االختالالت
الكيمائية أو توقف في نمو الخاليا أو خلل على مستوى إف$راز الهرمون$ات ،أو في عم$ل املورث$ات ،وذل$ك
قياس$ا على األم$راض الجس$مية،ولكن من الص$$عب اإلس$قاط واملس$اواة بين أس$باب األم$راض الجس$مية
وأسباب االضطرابات السلوكية.
-يتجاهل أصحاب هذه النظرية األسباب البيئية واالجتماعية رغم نتائج الدراسات التي أك$$دت وج$$ود
أسباب بيئية متعددة تكمن وراء االضطرابات السلوكية.
ًا
-إهمال الجانب النفسي تمام والتركيز على أعضاء الجسم كمسبب رئيسي الضطراب السلوك.
في حين ي$رأى أصحاب النظري$ة الس$يكودينامية أن اض$طراب الس$لوك ه$و نت$اج الص$راع الق$ائم بين
اله$$و واألن$$ا األعلى وعج$$ز األن$$ا على إيج$$اد ح$$ل مناس$$ب له$$ذا الص$$راع،أيض$$ا إلى الص$$دمات النفس$$ية ال$$تي
يتع$$رض له$$ا الف$$رد خاص$$ة في الس$$نوات الخمس األولى من طفولت$$ه،ه$$ذه األخ$$يرة ال$$تي ت$$ؤدي إلى عرقل$$ة
مراح $$ $ل النم $$ $و النفس $$ $و جنسي وال $$ $تي ح $$ $ددها رائ $$ $د التحلي $$ $ل النفسي" فروي $$ $د "Freudوال $$ $تي تع $$ $رف
ب $$التثبيت وخاص $$ة في املرحل $$ة الش $$رجية،كم $$ا يرج $$ع أنص $$ار ه $$ذه النظري $$ة االض $$طرابات الس $$لوكية إلى
عج$$ز الف$$رد على إقام$$ة عالق$$ات ناجح$$ة م$$ع اآلخ$$رين،لكن م$$ا يؤخ$$ذ على ه$$ذه النظري$$ة أنه$$ا جعلت من
اإلنسان محكوم بغرائزه ودوافعه لدرجة ألغيت فيها العقل.
بينم$$ا يستند أصحاب النظري$$ة الس$$لوكية ال$$تي تفس$$ر اض$$طرابات الس$$لوك على أن الس$$لوك متعلم
يتعلم$$ه الف$$رد من البيئ$$ة ال$$تي يعيش فيه$$ا،حيث تعت$$بر ه$$ذه النظري$$ة أن اإلنس$$ان ابن بيئت$$ه بم$$ا تحتوي$$ه
من مث $$ $ $يرات متع $$ $ $ددة ،ولكن م $$ $ $ا يؤخ $$ $ $ذ على أصحاب ه $$ $ $ذه النظري $$ $ $ة أنهم يرك $$ $ $زون على األع $$ $ $راض
فق$$ط ،يرفض$$ون العملي$$ات الداخلي$$ة املحرك$$ة للس$$لوك املض$$طرب ،كم$$ا أن ه$$ذه النظري$$ة نب$$الغ في دور
16
البيئ $$ $ة في إكس $$ $اب الس $$ $لوك املض $$ $طرب وتقل $$ $ل من األس $$ $باب األخ $$ $رى كاألس $$ $باب النفس $$ $ية والوراثي $$ $ة
والفزيولوجية .
وكم $$ا يب $$دو من الع $$رض الس $$ابق أن النظري $$ة املعرفي $$ة ق $$دمت إس $$هامات عدي $$دة في مج $$ال تفس $$ير
االضطرابات السلوكية،حيث ركز املعرفيون على العمليات العقلية والوظ$$ائف املعرفي$$ة ،فاألشخاص
ال $$ذين يج $$دون ص $$عوبة في توظي $$ف ه $$ذه الق $$درات العقلي $$ة وفي اس $$تغالل الوظ $$ائف املعرفي $$ة يكون $$ون
معرض $$ $ين لإلص $$ $ابة باض $$ $طراب الس $$ $لوك،كم $$ $ا أنه $$ $ا ترك $$ $ز على األفكار غ $$ $ير عقالني $$ $ة والغ $$ $ير منطقي $$ $ة
واملسئولة على ظهور السلوك املضطرب لدى األفراد.
ورغم ه $$ذه اإلس $$هامات الكب $$يرة ال $$تي ق $$دمتها النظري $$ة املعرفي $$ة في مج $$ال تفس $$ير االض $$طرابات
الس $$لوكية إال أنه $$ا وجهت له $$ا ع $$دة انتق $$ادات أبرزه$$ $ا أن النظري $$ة املعرفي $$ة رك $$زت على األفكار الغ $$ير
منطقية كسبب في حدوث السلوك املض$طرب ،وألغت األس$باب األخ$رى وك$أن األفكار أص$بحت املح$ك
الوحيد الذي يؤدي إلى االضطرابات السلوكية.
ًا
في حين أن النظرية اإلنسانية الوجودية قدمت تفس$ير لفهم االض$طرابات الس$لوكية يختل$ف عن
التفس$$ $ $يرات ال$$ $ $تي اتبعته$$ $ $ا النظري$$ $ $ات الس$$ $ $ابقة ،فالبنس$$ $ $بة ألصحاب ه$$ $ $ذه النظري$$ $ $ة أن االض$$ $ $طرابات
الس$$ $لوكية تنتج عن فش$$ $ل في النم$$ $و وتحقي$$ $ق الوج$$ $ود وفي إش$$ $باع الحاج$$ $ات األساس$$ $ية ال$$ $تي ح$$ $ددها"
ماس$$لو " Maslowفي الت$$درج اله$$رمي للحاج$$ات األساس$$ية ،وم$$ع أن ه $$ذه النظري$$ة اختلفت في طريق$$ة
طرحه $$ا ألس $$باب املعان $$اة من االض $$طرابات الس $$لوكية إال أنه $$ا لم تس $$لم من االنتق $$ادات املوجه $$ة إليه $$ا
واملتمثلة في أن هناك أفراد تم إشباع حاجاتهم األساسية ولكنهم يعانون من االضطرابات السلوكية.
أم $$ا أنص $$ار النظري $$ة الثقافي $$ة االجتماعي $$ة فهم يعتق $$دون ب $$أن االض $$طرابات الس $$لوكية ناتج $$ة عن
العوام$$ $ل الثقافي$$ $ة واالجتماعي$$ $ة ال$$ $تي تتسبب في ح$$ $دوثها من جه$$ $ة وفي الحكم عليه$$ $ا من جه$$ $ة أخ$$ $رى،
فالبنسبة إليهم السلوك املضطرب هو السلوك الذي خالف توقعات املجتم$ع ،إال أن ه$ذا التفس$ير ق$د
أهمل حقيقة أن العوامل الثقافية واالجتماعية قد تتغ$ير داخ$ل املجتم$ع الواح$د من مرحل$ة زمني$ة إلى
أخرى ،ومن مكان محدد داخل الثقافة إلى مكان آخر في الثقافة نفسها.
بينم$ا يرك$ز أصحاب النظري$ة البيئي$ة في تفس$يرهم لنش$أة االض$طرابات الس$لوكية على تفاع$ل الق$وى
الداخلي$$ة والخارجي$$ة ،فاالض$$طراب في الس$$لوك ه$$و ن$$اتج على التفاع$$ل بين الف$$رد وبيئت$$ه ،ه$$ذا التفاع$$ل
الذي يتميز بعدم التوافق.
17
وفي خت$$ام ه$$ذا العنص$$ر يج$$در اإلش$$ارة إلى أن بعض املهتمين باالض$$طرابات الس$$لوكية ق$$د ص$$نفوا
أسباب االضطرابات السلوكية:
– 1األس ? ??باب البيولوجي ? ??ة :تعت $$ $بر العوام $$ $ل البيولوجي $$ $ة ،حس $$ $ب ه $$ $ذا التصنيف ،هي املس $$ $ئولة عن
االض $$طرابات الس $$لوكية الش $$ديدة ،وتتمث $$ل ه $$ذه العوام $$ل في العوام $$ل الجيني $$ة ،والعوام $$ل املرتبط $$ة
بمرحل$$ة م$$ا قب$$ل ال$$والدة مث$$ل عوام$$ل س$$وء التغذي$$ة ،وتن$$اول العق$$اقير واألدوي$$ة واألم$$راض ال$$تي تص$$اب
بها األم الحامل ثم العوامل املرتبطة بمرحلة ما بعد الوالدة وخاصة إصابات الدماغ.
– 2األس ??باب البيئي ??ة :وتعت$$ $بر العوام$$ $ل البيئي$$ $ة من األس$$ $باب الواضحة في االض$$ $طرابات الس$$ $لوكية،
ويقصد باألسباب البيئية تلك األسباب املرتبطة بالعوامل األسرية أو املدرسية.
أ -األسباب األسرية:
-نمط العالقة بين الطفل وأبويه.
-نمط التربية األسرية وخاصة التربية املتشددة أو الفوضوية.
-اإلهمال الزائد ،التدليل الزائد ،الحماية الزائدة.
ب – األسباب املدرسية:
-نمط املعاملة املتشددة.
-أشكال العقاب التي تمارسها اإلدارة املدرسية (العقاب غير املدروس ،وغير املبرر).
-طرائق التدريس غير املناسبة.
-مقارنة الطفل بأقرانه باستمرار (سالم،1994،ص ص.)389-388.
18
خالصة
نس $$ $تخلص من الع $$ $رض الس $$ $ابق للنظري $$ $ات املفس $$ $رة االض $$ $طرابات النفس $$ $ية ،والعقلي $$ $ة،
واالنحراف$$ات الس$$لوكية،أن$$ه ال يجب التح$$يز لنظري$$ة معين$$ة ،ب$$ل ينبغي أن توج$$د نظ$$رة تكاملي$$ة لتحدي$$د
األسباب الكامنة وراء حدوث املرض النفسي والعقلي والسلوك املضطرب،حيث أن كل نظرية قدمت
اجتهادات أصيلة في مجال تقديم تفسيراتها ألسباب لهذه األخيرة ،إال أن$ه ال توج$د نظري$ة تع$د نموذج$ا
ًال ًال
مفض أو ش$ام في التفس$ير ،ول$ذلك يجب االعتم$اد على كل وجه$ة من وجه$ات نظ$ر كل نظري$ة ،وه$$ذا
من أج$$ل الوص$$ول إلى تحدي$$د األس$$باب املفس$$رة ،لكي نص$$ل إلى تحدي$$د األس$$باب بش$$كل دقي$$ق ،ألن كل
ًا
نظري $$ة ال نس $$تطيع االعتم $$اد عليه $$ا اعتم $$اد كامال ،حيث كل واح $$دة تنظ $$ر إلى ج $$وانب وتهم $$ل ج $$وانب
أخ$$ $ $ $رى وتبقى ه$$ $ $ $ذه النظري$$ $ $ $ات في تخص$$ $ $ $ص علم النفس املرضي م$$ $ $ $ا هي إال محاول$$ $ $ $ة لس$$ $ $ $بر أغ$$ $ $ $وار
االضطرابات النفسية ،والعقلية ،واالنحرافات السلوكية ومحاولة تلمس األسباب الحقيقية.
19
قائمة املراجع:
الريماوي،محمد ،وآخرون.)2004(.علم النفس العام .عمان :دار املسيرة للنشر والطباعة.
الع $$ $ $زة،س $$ $ $عيد حس $$ $ $ني.)2002(.التربي $$ $ة الخاص $$ $ة لألطف $$ $ال ذوي االض $$ $طرابات الس $$ $لوكية (ط.
.)1عمان:الدار العلمية الدولية للنشر والتوزيع ودار الثقافة للنشر والتوزيع.
النظري $$ $ة االنس $$ $انية في العالج النفسي،د.ت ،تم اس $$ $ترجاعها في بت $$ $اريخ/10 :جويلي $$ $ة ،2018/من
https://www.acofps.com/vb/showthread.php?t=16726
فاي $$ $د،حس $$ $ين.)2004(.علم النفس املرضي (الس $$ $يكوباتولوجي)(ط.)1.الق $$ $اهرة:مؤسس $$ $ة ح $$ $ورس
الدولية ،ومؤسسة طيبة للنشر والتوزيع.
20