Professional Documents
Culture Documents
ممي حث ِ
الب ُ وزارةُ التَّعمِ ِيم ِ
العالي َو َ
َ ََ
رد َاية جِ
ام َعةُ َغ َ َ
اب َوالمُّ َغات ُكمَِّيةُ َ
اآلد ِ
البُعدُُالتُداوُليُفُيُالخُطابُُالقُرآنُي ُ
سُورُةُُ"مُريُم"ُأُنمُوذُجُا
ِ ِ ُّ ِ يل َشه َ ِ
قدمة لَِن ِ ِّ
الما ِجستير في الم َغة َواأل ََدب َ
الع َربِي ادة َ َ ُمذك َرة ُم َّ َ
إشراف الدكتورَ " :يحي بن َيحي " إعداد الطالبةُ " :س َّ
مية نيد "
َ َ
1435-1436ه2014-2015/م
الرحِيم
الرحمِنِِِ ِ
بِسمِِِاللِِِ ِ
ب
إهداء
تعالى ﴿: إلى كل من فقه وعمل بقوله
ج
وتَ ُِ
قدير ُ كرُ ُ
ش ٌُ
ُ
ُمنُساعدنيُ كريُُإِلى ُكل
ش ُِ مد ُاهللُتَعالىُالّذيُىو ُمنتيىُالحمدُو ِ
المّنةُُ،أُوجُوُ ُ عد ُح ِ
َ َ َ ُ َ َب َ َ
صالحُبنُيحيُ"ُ
حيُ َُ
كتورُالمشرفُ" َُي َُ ُّ
يمُالد ِ
ُإلنجازُبحثيُىذاُ،و ّأول عب ُعمي َّ
ُكلُص ٍ وسيَّ َل َّ
ُ
صححاً ُوناقداًُ
ُوم ّ ذيُسخىُعمي ُبكل ُماُيفتح ُليُالطّريقُإلخراجُىذاُالعملُ،فكان ِ
ُمرشداً ُ
َ ُ ُ َّ الّ
المتواضعُُ،
ُعمىُىذاُالجيد ُالعممي ُ ُ
ُ فع
ُبالن ِ
ُتعود ّ
ُ فيُالوقتُنفسوُلكل ُماُيراهُمنُتحسينات
ٍ
متوُليُمنُتوجيوُدُغماريُ" ُعمىُماُقَ ّد
حم ُةُم َّ
ةُ"ُنصير ُ
ُأستاذتيُالفاضمةُالدكتور َ
ّ ص
كماُأخ ُّ
ُ
ُالجادُ،وأستاذيُ
ُ ِ موكيةُساعدتنيُعمىُتَ َفيُِّم ُحقيقةُالتَّو
اضعُالعمميُلمباحث عمميُونصائحُس ّ
ُ
البعد
ُالخطوط ُالعريضة ُمن ُخالل ُ ُمحتوى ُ ُمؤلّفو ُ ُ
ُقدور ُعمران ُ" ُالّذي ُرسم ُلي ُ
الدكتور ُ" ّ
ّ
عنيُخيرُالجزاءُ ُُ.
التّداولي والحجاجي في الخطاب القرآني ُ،فجزاىمُاهللُ ّ
ُ
د
مُقُدُمُة
البعد التّداكلي في الخطاب القرآني مقدمة
ّ
مقدَّمةَّ :
مدكنة
كلما كانت الحاجة إلى إعادة قراءة نصكص التّراث قراءة معاصرة ،كانت ال ّ
ّ
آنية بمثابة المثاؿ لمباحثيف في ىذا العصر ،كذلؾ باعتماد المنيج التّداكلي كربط البنية
القر ّ
محددة
آنية ّ
مدكنة قر ّ
حاكلت تحقيؽ ذلؾ اعتمادان عمى ّ
ُ المقصدية ،لذا
ّ غكية بالغرض ك
المّ ّ
تمثّمت في سكرة " مريـ " أُنمكذجان.
و
البعد التّداكلي في الخطاب القرآني مقدمة
ّ
دوافعَّاختيارَّالموضوع:
ٍ
إفياـ لمّغة كاألدب العربي عند المتمقّي ،كاف نظ انر لما يطمبوُ َّ
النص القُرآني مف
لعدة اعتبارات
اختيارم كاقعان عمى ُسكرة " مريـ " لرصد أفعاؿ الكالـ منيا ،كىذا راجع ّ
منيا:
عرؼ عمى أسرار الخطاب القرآني في سكرة " مريـ " باالعتماد عمى المنيج
-التّ ّ
افية.
بالدراسة الك ّ
حض ّ التّداكلي ؛ باعتبارىا لـ تُ َ
-محاكلة الخركج مف اال ّدعاء القائؿ بضيؽ نظرّية أفعاؿ الكالـ في تطبيقيا
النظرّية القائمة عمى ِ
الحجاج كالمباحث أف ىذه ّ
عمى مجاؿ الكالـ العادم ،كالبرىنة عمى ّ
المقدسة مثؿ القرآف الكريـ.
النصكص ّ
السياؽ ،يمكف تطبيقيا لفيـ ّ
الممفكظية ك ّ
ّ
اإلشكاليةَّ َّ:
ّ
إلى أم مدل يمكف لنظرّية أفعاؿ الكالـ أف تساعد الباحث في تحميؿ الخطاب
خصكصا؟
ن عمكما ،ك سكرة " مريـ "
ن القرآني
أم مدل يمكف تطبيؽ نظرّية أفعاؿ الكالـ في تحميؿ الخطاب القرآني
-2إلى ّ
عينة سكرة " مريـ " ؟
مف خالؿ ّ
ز
البعد التّداكلي في الخطاب القرآني مقدمة
ّ
المنهجَّالمتّبع:
الدراسة اعتمدت أساسان عمى نظرّية أفعاؿ كمف أجؿ اإلجابة عف تمكـ األسئمةَّ ،
فإف ّ
الكالـ ،الّتي قاؿ بيا األمريكي " جكف أكستيف " كمف سار عمى دربو تمميذه " جكف سيرؿ
ائية الّتي
البحثية اإلجر ّ
ّ " G. Searlك " يرايس ،" Griceمستعينة بجممة مف األدكات
النقد كاالستنتاج.
الدراسة ،كالكصؼ كالتّحميؿ كاالستدالؿ ك ّ
تتناسب كطبيعة ىذه ّ
طّةَّالبحثَّ :
خ َّ
األكؿ فكاف
أما الفصؿ ّ
مقدمة كفصميف كخاتمةّ ،
الدراسة عمى ّ
مادة ىذه ّ
تكزعت ّ
ّ
الحديث
ُ خص ّأكليما
مضمكنو " :التّعريؼ بالمنيج التّداكلي "؛ إذ كقفت فيو عمى مبحثيفَّ ،
تضمنات القكؿ،
كم ّداكلية المتناكلة في البحث ،نحك :أفعاؿ الكالـ ُ
عف أبرز مفاىيـ التّ ّ
تضمف المبحث الثّاني مفاىيـ الخطاب كما يتّصؿ بيا مف قكانيف كمبادئ،
ّ في حيف
الصدؽ.
كقانكف اإلخبارّية كال ّشمكؿ ،كمبدأ المالءمة ك ّ
ح
البعد التّداكلي في الخطاب القرآني مقدمة
ّ
شاف َّمن َّحقائق َّغوامض َّالتّنزيل َّوعيون َّاألقاويل َّفي َّوجوه َّالتّأويل لػ
كالك ّ
الزمخشرم " ( أبك القاسـ محمكد بف عمر ا ّلزمخشرم 467ق1074-ـ538/ق-
" ّ
منطقي نا مائالن إلى عمـ الكالـ ،كيالبان ما اعتمد فيو
ّ عقميان
ّ 1143ـ) ،حكل تفسي انر
نقؿ لألحاديث دكف الكقكؼالنقؿ ،فإذا ذكر األخير كاف مجرد ٍ تناسيان ّ
عمى العقؿ ُم ّ
ّ
القصدية ألفعاؿ الكالـ منيا.
ّ النّية
عمى ّ
الدكتكر
الدراسات؛ إذ سبقني أساتذة مف بينيـ ّ
النكع مف ّ
الميتميف بيذا ّ
ّ كلـ أكف ّأكؿ
َّوالحجاجي َّفي َّالخطاب القرآنيَّ ،الّذم أثّر
قدكر عمراف " في كتابو البعد َّالتّداولي َّ
" ّ
معينة،
النظرّية عمى القرآف دكف تحديد سكرة ّ
عمى دراستي مف خالؿ تكضيحو لتطبيؽ ّ
تتبع أفعاؿ الكالـ كفؽ ما ذكره في تحميمو القرآني عف بني إسرائيؿ.
مف خالؿ ّ
الدكتكرة
الرازي لػ ّ
ألصوليين َّدراسة َّفي َّتفسير َّ ّ
ّ داولية َّعند ا
ظرية َّالتّ ّ
ككتاب ال ّن ّ
داكلية كأفعاؿ الكالـ بشكؿ عاـ ،مع
محمد يمارم " ،ككاف مضمكنو تعريؼ التّ ّ
" نصيرة ّ
"الرازم" ،القائمة عمى العمـ بالمناسبة كالتّركيز عمى العرؼ
أصكلية في تفسير ّ
ّ قراءة
"الرازم" كأنمكذج.
فسرىا ّ
كاالستعماؿ أنذاؾ ،رافقو تطبيؽ جزئي لبعض اآليات الّتي ّ
ط
البعد التّداكلي في الخطاب القرآني مقدمة
ّ
كجدت
ُ الدكتكر " مسعكد صحراكم " الّذم
داوليةَّعندَّالعمماءَّالعربَّلػ ّ
ككتاب التّ ّ
كسياقان،
ال ّالمادة الخاـ ،الّتي انطمقت منيا في فيـ نظرّية أفعاؿ الكالـ مدلك ن
ّ طياتو
في ّ
النص القرآني فيما بعد.
ألطبقيا عمى ّ
ّ
البالغيينَّالعربَّلػ
ّ ةَّاألفعالَّالكالميةَّبينَّفالسفةَّالمّغةَّالمعاصرينَّو
ّ نظري
ّ ككتاب
داكلية الحديثة
النظرّية التّ ّ
كتعرض فيو إلى عقد مكازنة بيف ّ
سيد الطّبطبائي " ّ
" طالب ّ
بمصطمحاتيا مف أفعاؿ الكالـ كقكانيف الخطاب ،كالبالية العر ّبية القديمة كمصطمحاتيا،
كأساسيات
ّ القضكية لمممفكظات كمقتضى الحاؿ،
ّ مف ُمكافقة المقاـ لممقاؿ كالمضاميف
أف نظرّية أفعاؿ الكالـ بمفيكميا الحديث ضاربة
لمبالية العر ّبية القديمة ،مع التّأكيد عمى ّ
بجذكرىا في أصكؿ بالية العرب القديمة.
محمد
ككتاب المصطمحاتَّالمفاتيحَّلتحميلَّالخطابَّلػ " دكمينيؾ مانغكنك" ترجمة " ّ
طياتو مصطمحات تحميؿ الخطاب كاعتنت بيا؛ إذ جمع
أىـ الكتب ،حكت ّ
يحياتف " مف ّ
داكلية مف أفعاؿ
فيو ج ّؿ مصطمحات الخطاب كتحميمو ،الّتي اندرجت تحتو مصطمحات التّ ّ
الكالـ كقكانيف الخطاب.
الديف
داوليةَّاليومَّعممَّجديدَّلػ "آف ركبكؿ كجاؾ مكريس" ترجمة "سيؼ ّ
ككتاب التّ ّ
النشأة ،كمكانتيا في
عمما حديث ّ
داكلية؛ باعتباره ن
النظرّية التّ ّ
يفكس" ،درس فيو قيمة ّ
لمنظرّية.
أىـ المفاىيـ ّ
اصمية ،مع الكقكؼ عند ّ
الخطابية التّك ّ
ّ العممية
ّ
ي
البعد التّداكلي في الخطاب القرآني مقدمة
ّ
ككتاب Quand dire cest fairلػ َّ" أكستيف " ذكر فيو أفعاؿ الكالـ كتأثيرىا
فقسـ الجممة فيو إلى خبرّية
السياؽّ ،
تغير ّ
رد الفعؿ عند ّ
يتغير ّ
كفعؿ في المتمقّي ،ككيؼ ّ
كيتميز باتّجاه المطابقة كيخضع
ّ قكة،
يتضمف ّ
ّ أف الفعؿ الكالمي
نشائية كأ ّكد عمى ّ
كا ّ
لمصدؽ أك الكذب حسب الخبر كاإلنشاء منو.
ّ
صعوباتَّالبحثَّ :
قارَبوُ
-صعكبة مكاكبة مختمؼ األبحاث الّتي تندرج ضمف ىذا المكضكع أك ما َ
تطرؽ إلى دراسة سكرة " مريـ " دراسة
لالستفادة مف آرائيا كنتائجيا ،مع العمـ ّأنو لـ ُي ّ
القصصية نحك سكرة " يكسؼ ".
ّ تعرضت إليو باقي ال ّسكر
تحميمية تفسيرّية ،مثمما ّ
ّ كصفية
ّ
ك
األول
الفصل ّ
داولي
التّعريف بالمنهج التّ ّ
-1تعريف التداولية.
-2أفعال الكالم.
-3متضمنات القول.
-1التمفظ.
-2النص.
-3الخطاب.
-4قوانين الخطاب.
اولُِيُة برُُزُ َُمُفَ ُِ
اىيمُالتَُُد ُُ لُ :أَ َُ
ألَُو ُ
بحثُا ُ اولُِيُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُ َُ
الم ُُ جُالتَُُد ُُ
نيَ ُِ
بالم ُ
عامُ َُ
لُ :تَعريفُ َُ
األو ُ
لُ ُ الفص ُ
داولية.
األول :أبرز مفاهيم التّ ّ
المبحث ّ
ٍُ
ُبشكلُ داولية ُىي ُضبط ُالمصطمح ُمن ُحيث ُأصمو ُالُمّغوي ُونشأتو ُفي ُعمم ُالُمّغة
التّ ّ
ُوخمفياتوُ
ُّ ُتتّضح ُلنا ُأصول ُالموضوع ٍُ
ُبشكل ُخاصُُ ،فكيف ُ ُالتّخاطب
عامُ ُوفي ُعمم ُ
الًُبالمفيومُالمّغويُ،فالمفيومُاالصطالحيُالمقصودُ .
النظرُّية؟ُ،وألجلُذلكُالُّبدُمنُالبدءُ ّأوُ
ُّ
ل ُ)ُ،
داوليةُمنُالفعلُ(ُ َد َو َُ
أنُُالتّ ّ
فبالنسبةُلممفيومُالُمّغويُجاءُفي ُ"ُلسان العرب "ُ ُّ
ُُُُُُ ُّ
عاورُ ،يقول ُ" ُالجوىري ُ"ُ «ُ :الد ْولَةَُ،
ناوب ُوالتُ ُُ
التّ ُُ
داول ُبمعنى ُالتُعاُقُب ُو ُ
داوُلَة ُوالتُ ُُ
ُالم َُ
ومنو ُُ
فيُالحربُأن ُتُ َدا َل ُاحدىُالفئتينُعمى ُاألخرىُ ،ويقالُ:كانتُلناُعمييمُالد ْولَةُُ،
ُْ بالفتحُ ،
ُمرةُليذاُ
ونوُ ّ
ُبينيمُيتَ َد َاولُ َ
َ ُد ْولَةً ُّ
الجمعُالدولُ،والدولةُ ،بالضمُفيُالمالُ ،يقالُ :صارُالفَ ْي ُء َ
و
ذيُيتَ َد َاو ُلُ، الزّجاج ُ"ُّ ُ :
الدولةُاسمُال ّشيءُالّ ُ لُ ،...ويقول ُ"ُ ّ
ُود َو ٌُ
الت ُ
الجمعُدو ٌ
ُ مرةُليذاُ ،و
ُو ّ
(ُ )1
ٍُ
إلىُحالُ». ٍُ
االنتقالُمنُحالُ
والدولَةُُالفعلُو
بينُالناسُ
ُّ "ُبتَدُاَ ُُولُاأللمُوالفرحُ
السعدي ُ ُ
عبدُالرحمنُبنُناصر ُ ّ
ُّ ُُُُُُُكماُأ ّكدُال ّشيخُ" ُ
ُفيُ َذلِ َ
ك ُأنُُ تارُةًُفيكونُاألعداءُغالبينُوتارُةًُتكونُليمُالغمبةُ ،حيثُيقولُ «ُ :و ِمن ُا ْلح ْكِم ِ
َ َ ُ
عبدُا﵀ُالعميُالكبيرُوآخرونُ،دارُالمعارفُ،القاىرةُ،مصرُ،
ّ ُ-1ابنُمنظورُ،لسان العربُ،تحقيقُ:
بابُالدالُ،الجزءُ،17المجمّدُالثّانيُ،صُ ُ.1455
35
اولُِيُة برُُزُ َُمُفَ ُِ
اىيمُالتَُُد ُُ لُ :أَ َُ
ألَُو ُ
بحثُا ُ اولُِيُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُ َُ
الم ُُ جُالتَُُد ُُ
نيَ ُِ
بالم ُ
عامُ َُ
لُ :تَعريفُ َُ
األو ُ
لُ ُ الفص ُ
اسُيومُ
امُبينُالن ُّ
ّ ُا﵀ُاألي
ّ البرُوالفاجرُ،فَُي َد ِاو ُل
ىذهُالدارُيعطيُا﵀ُمنياُالمؤمنُوالكافرُ،و ّ
ّ
(ُ ُ )1
ُوجاءُمثلُىذاُالمعنىُفيُقولوُتعالىُُ ﴿ُ: ليذهُالطّائفةُ،ويومُلمطّائفةُاألخرىُ».
ىذاُم َد َاولَةًُ
لُ ُ تفسيرهُُ«ُ:أنُالُيكونُالما ُ
ُ﴾ ُُُُ ُالحشرُ ُ،و ُ
ناوبُوالتُعاُقُبُفيُاألخذُباألمرُ
اولُ)ُلغةُ،تعنيُالتُ ُُ
ضحُلناُأنُلفظةُ(ُُتََُد ُُ
ّ ُومنُىذاُيتّ
ثمُ يتعاقبونُفيُ
بينُالنُاسُومنوُالتُناوبُفيُالكالمُ،حيثُيتكُمّمُأحدىمُويسمعُاآلخرونّ ُُ،
تداوالًُُبينيمُ ُُ.
الكالمُم َُ
ُُ ذلكُحتّىُيصبحُ
ُ
داوليةُبمفيومياُالحديثُعنُالتّقسيمُالثّالثيُالمقترحُ
نبثقتُالتّ ّ
ُ أماُفيُاالصطالحُفقدُا
ُُُُُ ُّ
من ُطرف ُالفيمسوف ُاألمريكي" ُتشارلز ُموريسُ "Charlez Mouriceفي ُعام ُ1938مُ،
اإلحاطةُبأيةُلغةُمنُالُمّغاتُوىيُُ :
ّ ميزُبينُمجاالتُثالثةُفيُ
حيثُ ّ
ذيُيعنىُبعالقاتُاألدلّةُفيماُبينياُ .
ُ/1عممُالتّراكيبُُ،La Syntaxeالّ ُ
ويعدُ"ُشارلزُموريسُ"ُكماُيقولُعيدُبمبعُ،أولُمنُحددُالوظيفةُالتداوليةُفيُحقلُ
()2
ثم ُاتسع ُنطاقُُ
الُمّسانياتُ ،إذ ُيجعميا ُالعمم ُاُلّذي ُييتم ُبالعالقة ُبين ُالعالمة ُومؤوليا ّ ُ ،
بصفةُخاصةُفيُفمسفةُالمّغةُوأفعالُكلُمنُالفيمسوفُ
ّ وتطورُمفيومياُ
داوليةُ ّ
التّ ُّ
االىتمامُب ُ
"ُج.لُأوستينُ1962("G.L.Austineم)ُوتمميذهُ"ُجُ.سيرل 1969(ُ" G.ُSearleم)ُ ،
محمدُيحياتنُ،منشوراتُاالختالفُ،
-1دومينيكُمانغونو ،المصطمحات المفاتيح لتحميل الخطابُ،ترّ ُ:
الدارُالعر ّبيةُلمعم ُومُُ،الطّبعةُاألولى1428ىـُ2008-مُ،الجزائرُ،صُ .101
ّ
ةُالعامةُلمكتابُ،فصولُ،
ّ داولية ،البعد الثّالث في سيميوطيقا موريسُ،الييئةُالمصرّي
-2عيدُبمبعُ،التّ ّ
العددُ،66ربيع2005مُ،صُ .36
ادُصمودُ،
ّ يُوحم
ّ ُ-3باتريكُشارودوُ ُودومينيكُمانغونوُ،معجم تحميل الخطابُ،ترُ:عبدُالقادرُالميير
منشوراتُدارُسيناتراُ،المركزُالوطنيُلمتّرجمةُ،تونسُ،2008ُ،صُصُُ442وُ .443
اغماتيةُ،دارُالينابيعُ،مصرُ،
مؤسس الحركة البر ّ
ُ-4حامدُخميلُ،المنطق البراغماتي عند بيرس ّ
ُ،1996صُ .196
37
اولُِيُة برُُزُ َُمُفَ ُِ
اىيمُالتَُُد ُُ لُ :أَ َُ
ألَُو ُ
بحثُا ُ اولُِيُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُ َُ
الم ُُ جُالتَُُد ُُ
نيَ ُِ
بالم ُ
عامُ َُ
لُ :تَعريفُ َُ
األو ُ
لُ ُ الفص ُ
ومستقبِلُ، ِ
داوليةُك ّل ُتفاعلُيمزموُطرفانُعمىُأق ّل ُتقدير ُىماُ ُ:مرسلُ ُ ،
لممعنىُ،فتُصبحُالتّ ّ
معنىُأنُمدارُاشتغالياُُىوُمقاصدُوغاياتُ
ّ متكمّمُوسامعُأوُمستمعُ،كاتبُوقارئُ،عمىُ
ُتحكموُظروفُوآلياتُوعواملُتحيطُ
ّ أوُمتمقيُاًُ ،وك ّل ُتَ َد ُاو ٍل
ُّ المتكممُ ،وكيف ُتبمغ ُ ُِ
مستمعا ُ
ِ
اسةُالعالقاتُبينُالمرس ِلُوالمستقبِلُ،وعالقتيماُبسياقُاالتّصال(ُ .)2
بو(ُ،)1فييُدر
العالمةُبمؤولياُ،
ّ سمياُبسمةُعالقة ُ
َُ ةُوو
داولي َُ
عمىُتصور"ُموريس ُ" ُلمعنىُالتّ ّ
ّ وبناء ُ
ُُُُُُ ًُ
()3
فإن ُك ّل ُمنُ
كما ُيقول ُروبولُ «ُ Robouleالعالقات ُبين ُالعالمات ُومستخدمييا ُ» ّ ُ ،
ةُتيتم ُبعالقاتُ
ّ داولي
"باتريكُشارودو" ُو" ُدومينيكُمنغونوُ" ُيؤ ّكدانُىذاُبقوليمُإ ّنُ «ُ :التّ ّ
العالماتُبمستعمميياُواستعمالياُوآثارىاُ»()4؛ُأيُماُينج ُُّرُعنُىذهُالعالماتُفيُعالقتياُ
بأطرافُالخطابُوُماُيمكنُتحقيقوُمنُخاللياُ .
ُ
السياسيُ،
داولية من أفعال المّغة إلى بالغة الخطاب ّ
ينُمحمدُمزيد.،تبسيط التّ ّ
ّ بياءُالد
ّ ُ-1انظرُ،
شمسُلمنشرُوالتّوزيعُ،الطّبعةُاألولى2010ُ،مُ،القاىرةُ،صُ .18
ّ
داوليةُالبعد الثّالث في سيميوطيقا موريسُ،صُ .36 ُ-2عيدُبمبعُ،التّ ّ
الدينُغفوسُ
ُ-3آنُروبولُُ،جاكُموشالرُ،التّداو ّلية اليوم عمم جديد في التّواصلُ،ترُ:سيفُ ّ
النشرُ،
ومحمدُال ّشيبانيُ،مراجعةُُ:لطيفُزيتونيُ،المنظّمةُالعر ّبيةُلمتّرجمةُ،دارُالطّميعةُلمطّباعةُو ّ
ّ
تموز2003مُ،صُ .29 بيروتُ،لبنانُُ،طّ ُ،1
ُ-4باتريكُشارودوُودومينيكُمنغونوُ،معجم تحميل الخطابُ،صُ .442
ُ
ُ
38
اولُِيُة برُُزُ َُمُفَ ُِ
اىيمُالتَُُد ُُ لُ :أَ َُ
ألَُو ُ
بحثُا ُ اولُِيُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُ َُ
الم ُُ جُالتَُُد ُُ
نيَ ُِ
بالم ُ
عامُ َُ
لُ :تَعريفُ َُ
األو ُ
لُ ُ الفص ُ
داوليةُراجعُالتّساعُرقعةُمجاالتياُوتداخمياُمعُالعمومُالّتيُلياُ
ُتعددُتعاريفُالتّ ّ
إن ّ ُُُُُُ ّ
ُِ
اتُوفمسفةُوعممُاالجتماعّ ُ،...إالُأّنناُالُنجدُتحديداُلمفيومياُعندُ عالقةُبالمّغةُ،منُلسانّي
حاضر ُعند ُ"سيبويو"ُُُُ
ُا ُمقوماتيا؛ ُإذ ُنجد ُمعناىا ُ
عمماء ُالعرب ُالقدامى ُرغم ُتعامميم ُمع ّ
()3
ظم ُلـ ُ"عبد ُالقاىر ُالجرجاني ُ" ُفي ُإلحاقو ُاأللفاظُ
الن ُْ
ُالدرس ُالمّغوي ُ ُوفي ُنظرّية ُ ّ
في ّ
اضُالناسُتختمفُ
ّ أن ُأغر
بالمعانيُوربطيماُبمقاصدُالمستعممينُ ...حيثُيقول ُ« ُفاعممُ ّ
ُالمتعدية ُ»(ُ ،)4ومع ُ" ُالجاحظ ُ" ُفي ُكتابيو ُ« البيان والتّبيين »ُُُُُُُُ
ّ في ُذكر ُاألفعال
و« الحيوان ُ» ُ(ُُ )5منُخاللُتأكيدىماُعمىُالحجاجُواستعمالُالعقلُلموصولُإلىُمعرفةُ
باطنُظاىرُماُنالحظُ .
داوليات ُ)ُ
نُالمحدثينُعمىُاختيار ُمصطمح ُ( ُالتّ ّ
ُومنذ ُ1970م ُوقعُإجماعُالمّغويي ُُ
مقابال ُلممصطمح ُالغربي ُ( ُبراغماتيقا ُ)( ُُ ،)1()ُ la pragmatiqueومنو ُانتقلُُُُُُُُُُُ
داولية ُ)ُ،وتعود ُجذورهُإلىُالمصطمحُ
ىذاُالمصطمحُإلى ُالعربية ُوعرفُبيذاُاالسمُ( ُالتّ ّ
العممية(ُ .)2
الداللةُعمىُ ّ
اليوناني )ُ،(pragmaticucsوالّتيُتعنيُالغرضُالعمميُو ّ
ُ
ُعرفيا ُ" بالنشيو " تعريفا ُآخر ُىوُ «:تمثّل ُدراسة ُتيتم ُبالمّغة ُفي ُالخطاب،
كما ّ
ُالخاصة ُبو ،قصد ُتأكيد ُطابعو ُالتّخاطبي ُ»(ُ ،)1وىي ُأيضاُُُُُُُُُ
ّ الوسميات
ّ وتنظر ُإلى ُ
ُوييتم ُأكثر ُباستعمال ُالمّغةُُُُُُُُ
ُّ سانيات
صص ُالّذي ُيندرج ُضمن ُالمّ ّ
خ ُُّ
الدراسة ُأو ُالتُ َُ
«ُ ّ
()2
ُتخصيصياًُينحصرُفيُالتّواصلُفقطُ .
ّ فيُالتّواصل » ُ،فيوُيعطيياُطابعاً
ُ
ُ
ُ
ُ
ُ
ُ
داولية عندُ
داولية ُمن ُخالل ُكتابوُ «ُ :التّ ّ
ُحدد ُ" ُمسعود ُصحراوي ُ" ُمفيوم ُالتّ ّ
كما ّ
ُالنشاط ُالمّغوي ُبمستعمميو ُوطرقُ
بأنياُ «ُ :مذىب ُلساني ُيدرس ُعالقة ّ
العمماء العرب ُ» ُ ّ
ُالمقامية ُالمختمفةُُُُُُ
ّ السياقات ُوالطّبقات
غوية ُبنجاحُ ،و ّ
وكيفيات ُاستخدام ُالعالمات ُالمّ ّ
ّ
تيُينجزُضمنياُ" ُالخطاب ُ"ُ ،والبحثُعنُالعواملُالّتيُتجعلُمنُ" ُالخطاب ُ" ُرسالةُ
الّ ُُ
اصمية ُواضحة ُوناجحةُ ،والبحث ُفي ُأسباب ُالفشل ُفي ُالتّواصل ُبالمّغاتُ
تو ّ
()1
ُأنيا ُ« ُعممُ
داولية ُفي ُلغة ُالتّخاطب ُعمى ُأساس ّ
بيعيةُ ، »...فقد ُحصر ُمفيوم ُالتّ ّ
الطّ ّ
غوية ُفي ُمجال ُاالستعمال ُ»(ُ ،)2ىذا ُاألخير ُالّذيُ
جديد ُلمتّواصل ُيدرس ُالظّواىر ُالمّ ّ
ةُوجودُالسياقُوالمقامُ ُ.
ّ إلىُأىمي
ّ غويةُ
حبيسةُالبَُنىُوالتّراكيبُالمّ ّ
ُُ يخرجياُمنُأنُتبقىُ
اقُفيُأىميةُالحضورُعندُالكالمُ؛ُإذُىماُبمثابةُ
ّ السي
منُىذاُيتبينُلناُدورُالمقامُو ّ
ّ
ُكيفية ُفيم ُاألفرادُ
داولية ُتدرس ّ
ُأن ُالتّ ّ
الوقود ُلمتّداول ُونجاح ُالفعل ُالكالميُ ،استنادُاً ُإلى ّ
ُومحددينُ .وبنفسُ
ّ وانتاجيم ُلفعل ُكالمي ُوفعل ُتواصمي ُفي ُإطار ُسياق ُومقام ُممموسين
ُمحمد ُاألمين ُالطّمبة ُ" ُفي ُكتابو ُ« ُالحجاج ُفي
ّ ُالسالم
محمد ّ
السياق ُالمفاىيمي ُأ ّكد ُ" ُ ّ
ّ
أولوياتُالتّواصلُالتّداوليُ«ُفييماُومنيماُيتولّدُ
ُالداللةُوالفيمُىيُ ّ
أن ّ البالغة المعاصرةُ»ُ ّ
معُالنصُلحظةُاإلبداعُ،ومعُالمتمقّيُلحظةُالـتّأويلُ»(ُ)3وىذاُماُيؤ ّكدُ
ّ التّعاملُالحجاجيُ
يفُالسابقةُىلُيمكنُ
ّ وبناء ُعمىُالتّعار
كذلكُعمىُوجودُالحوارُومنوُاالستمزامُالحواريً ُ .
داوليةُعممُاالستعمالُالمّغوي؟ُ .
أنُتكونُالتّ ّ
مية في التّراث
تداولية لظاهرة األفعال الكال ّ
ّ داولية عند العمماء العرب ،دراسة
-1مسعودُصحراويُ،التّ ّ
النشرُ،طُ،1بيروت2005ُ،مُ،صُُ .5 المّساني العربيُ،دارُالطّميعةُلمطّباعةُو ّ
-2المُرجعُنفسوُ،صُ .16
دُسالمُمحمدُاألمينُالطّمبةُ،الحجاج في البالغة المعاصرةُ،دارُالكتابُالجديدُالمتّحدةُ،
ّ محم
ّ ُ-3
لبنانُ،الطّبعةُُ،2008ُ،01صُ .218
42
اولُِيُة برُُزُ َُمُفَ ُِ
اىيمُالتَُُد ُُ لُ :أَ َُ
ألَُو ُ
بحثُا ُ اولُِيُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُ َُ
الم ُُ جُالتَُُد ُُ
نيَ ُِ
بالم ُ
عامُ َُ
لُ :تَعريفُ َُ
األو ُ
لُ ُ الفص ُ
ُأنيا ُكذلك ُبقولو ُىي ُ« ُعمم ُاالستعمال ُالمّغوي ُ»(ُ )1و ُمنياُ
يؤ ّكد ُ" ُمسعود ُصحراوي ُ" ّ
ةُتميزُبينُمعنيينُمنُالخطابُىماُ :
داولي ّ
لناُأنُالتّ ّ
يتضحُ ّ
أُ/القصدُاإلخباريُ:وىوُمعنىُالجممةُالعاديُالبسيطُ .
داولية؛ ُإذُىدفياُالتُّواصلُالُالتّبميغُ
بُ /القصدُالتّواصميُ :وىوُالمقصودُمنُقيامُالتّ ّ
ُأما ُالقصد ُالتّواصمي ُفيو ُاألساسُُُُ
سانيات؛ ُ ُفالقصد ُاإلخباري ُواضح ُوبسيط ّ
مثل ُالمّ ّ
الّذيُيخرجُإلىُالتّعبيرُوالتّأثيرُ .
جتماعيةُفي ُآنُ
ّ اصميةُُِ ،ا
ةُخطابيةُّ ،تو ّ
ّ داوليةُتتعاملُمعُالمّغةُ( ُالممفوظ ُ) ُكظاىر
فالتّ ّ
ونُ
غوي ُالتّداولي ُ َُمرُُى ٌُ
إن ُنجاحُالفعلُالمّ ّ
السياقُ،لذلكُف ّ
واحدُ ،ومنوُاالعتناءُالكمّيُبالمقامُو ّ
ومنوُفالقصديةُشرطُ
ّ اعاةُالسياقُأثناءُالتّخاطب ُ(ُسياقُالخطاب ُ)ُ،
ّ باالىتمامُبالمقامُومر
ىُالقصديةُىيُمحورُالتّداولُ ُ.
ّ باألحر
لتواصلُالفعلُالمّغويُالتّداوليُ،أوُ ُْ
داولية ُرغم ُاشتراكياُُُُُُُُُُُ
ُُُُوالتخمو ُالتّعاريف ُالسابقة ُمن ُاالختالف ُفي ُمفيوم ُالتّ ّ
ُالقصديةُ ،ىذا ُما ُتؤ ّكده ُ" ُفرانسواز ُأرمنيكو ُُُُُُُُُُُ" Françoise Armingaud
ّ في
()2
ُتوسعُ
ُأدى ُإلى ّ
داولية ُجعمتيا ُتتداخل ُواختصاصات ُأخرى ُ ،ما ّ
محدودية ُالتّ ّ
ّ ُالال
أن ّ في ُ ّ
ُجمة ُمن ُعمم ُالمّغة ُوالفمسفةُ
المعرفية ُفي ُالتّحميلُ ،لتفسح ُالمجال ُالحتواء ُعموم ّ
ّ دائرتيا ُ
ُ
ةُوعممُالنفسُاإلدراكيُوالمعرفيُوعمومُاالتّصالُوُ...إلخُ .
ّ حميمي
التّ ّ
االستنتاج ُ :
داولية ُفرع ُمن ُفروع ُعمم ُالمّغةُ ،يدرس ُمقصد ُالمتكمّم ُأثناء ُإنتاج ُفعل ُكالميُ
التّ ّ
ُبالقصديةُُُُُ
ّ معينُ ،يتّضح ُمن ُخالل ُالتّفاعل ُالمّغوي ُالمتعمّق
تواصمي ُفي ُإطار ُسياق ُ ّ
ُ
ُ وووم
يتحقق متمقي باث
العالمة ُ
المعنى
رسالة ُ
44
اولُِيُة برُُزُ َُمُفَ ُِ
اىيمُالتَُُد ُُ لُ :أَ َُ
ألَُو ُ
بحثُا ُ اولُِيُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُ َُ
الم ُُ جُالتَُُد ُُ
نيَ ُِ
بالم ُ
عامُ َُ
لُ :تَعريفُ َُ
األو ُ
لُ ُ الفص ُ
ُويتحقّقُالمعنىُعندُالمتمقّيُبعدُتحميلُأفعالُالكالمُضمنُسياقياُالّذيُقيمتُفيوُ
فيكشف ُعن ُالقصدُ ،فيحدث ُالتّأويل ُومنو ُالتّداول ُبين ُالمتكمّمينُُُُ،
(استحضار ُالمقام ُ) ُ ُُ
داولية ُىي ُ« ُدراسة ُارتباط ُالقضاياُ
ُأن ُالتّ ّ
ىذا ُما ُجاء ُفي ُكتاب ُ" ُصابر ُحباشة ُ" ُفي ّ
ةُنفعيةُ،تُ ُْعتََب ُرُالمّغةُأداتيا(ُ .ُ)2
ّ ةُإيصالي
ّ ةُىيُعممي
ّ داولي ()1
سبةُإلىُالسياقُ» ُ،وعميوُفالتّ ّ
ّ بالن
ّ
المحددُ،
داولية ُتدرسُالمّغةُوفقُاالستعمالُ ،ضمنُسياقيا ُ ّ
ُأن ُالتّ ُّ
ُُُُُُ ُونستخمصُأيضا ّ
ُتحرك ُطرفا ُالحوارُ ،فيي ُليست ُعممُاًُ
ُالبد ُمن ُوجود ُلغة ُمشتركة ّ
وحتّى ُيتحقّق ُالتّفاىم ّ
غوية ُأو ُالتُّركيزُُُُُُ
لغويُاً ُمحضُاًُ ،ينحصر ُاىتمام ُالباحثين ُفيو ُباالنشغال ُبالتّراكيب ُالمّ ّ
ُّ
بلُىيُعممُييتم ُبدراسةُالتّواصلُالمّغويُداخلُالخطاباتُ،
ّ الليةُفحسب؛ُ
انبُالد ّ
ّ عمىُالجو
ُاالجتماعيةُ ،ومن ُثم ُالتّعاملُُُ
ّ الخطابية ُواألفعال
ّ والبحث ُفي ُطبيعة ُالعالقة ُبين ُاألقوال ُ
معُالخطابُاإلبداعيُبوصفوُتعبيراُعنُتواصلُمعرفيُ /اجتماعيُفيُسياقُثقافيُ ،فييُ
ً
غويةُفيُمجالُاالستعمالُ .
عممُيدرسُالظّواىرُالمّ ّ
داوليةُ،صُ .148
ُ-1صابرُالحباشةُ،مغامرة المعنى من ال ّنحو إلى التّ ّ
الجامعيةُ،
ّ محمدُيحياتنُ،ديوانُالمطبوعاتُ
داوليةُ،ترّ ُ :
ُ -2الجيالليُدالشُ،مدخل إلى المّسانيات التّ ّ
الجزائر1996ُ،مُ،صُ ُُ.1
داولية البعد الثّالث في سيميوطيقا موريسُ،صُ .36
ُ-3عيدُبمبعُ،التّ ّ
45
اولُِيُة برُُزُ َُمُفَ ُِ
اىيمُالتَُُد ُُ لُ :أَ َُ
ألَُو ُ
بحثُا ُ اولُِيُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُ َُ
الم ُُ جُالتَُُد ُُ
نيَ ُِ
بالم ُ
عامُ َُ
لُ :تَعريفُ َُ
األو ُ
لُ ُ الفص ُ
المكونُالتّداوليُ
اىرُالراجعةُإلىُُ ّ
ّ ىاُفناًُُإلىُدراسةُالظّو
وعمىُىذاُفييُترميُباعتبار ُّ
ُخاصة ُبقدرُُُُُ
ّ ُ ،الّذي ُيدرس ُمسارات ُتأويل ُالممفوظات ُفي ُالمقامُ ،فيي ُليست ُبنظرّية
اقُمحددُ،لموصولُغالباً ُإلىُمبدإ ُالمسكوتُعنوُ
ّ عديدةُضمنُسي
ّ تداخلُتيارات ُ
ُّ ما ُىيُ
كماُقالُ"ُعبدُالمالكُمرتاضُ"ُ .
46
اوليَة برَُزَ ََم َِ
فاىيمَالتَََد َُ لَ :أَ ََ
لََو َُ
ثَا َ
بح َُ اولَِيََََََََََََََََََ ََ
الم ََ جَالتَََد َُ
نيَ َِ
بالم َ
عامَ ََ لَ :تَ َِ
عريفَ ََ لَّو َُ
لَا َ
الفَص َُ
َ
.2أَفعَالََالكَلَمََ :
ٍَ
عمىَنظامَشكميَ ينيضَ ٍَ
َممفوظَ َُ ََََََََوالفعلَالكالميَحسبَ"مسعودَصحراوي"َىوَك ّل
لَبأفعالَقوليةَ )(Acte locutoires
ّ يتوس
ماديََنحويَّ َ،
طٌَ ّ
دالليَإنجازيَتأثيريَ،لوَنشا َ
َ
َإلىَتحقيقَأغرضَإنجازّيةَ)َ (Acte illocutoiresكالطّمبَوالوعدَوالوعيد...وغاياتَ
داوليةَ
َالنظرّية َالتّ ّ
متمي اًز َفي ّ
تأثيرّية َ)َ ،(Acte perlocutoiresلذلك َيحت ّل َموقعَاً َ ّ
سَتداوليةَأفعالَالكالمَ،أستاذَ
ّ أس
* -جونَأوستينَ(1911م1960-م) َ،فيمسوفَالمّغةَاإلنجميزّيةّ ،
فيَفمسفةَالخالقَبجامعةَأوكسفوردُ َ،نشرَلوَكتاب َكيفَنصنعَاألشياءَبالكمماتَ وىوَمجموعةَ
ةَمحاضرةَألقاىاَبجامعةَىارفردَعامَ1955مَ،جمعتَىذهَالخيرةَونشرتَبعدَوفاتوَ،
َ منَاثنتيَعشر
انظرَ،قدورَعمرانَ،البعدَالتّداوليَوالحجاجيَفيَالخطابَالقرآنيَ،
ّ فيَالكتابَالمذكورَأعالهَ.
ص.47
َ-1دومينيكَمانغونوَ،المصطمحاتَالمفاتيحَلتحميلَالخطابَ،صَ .7
فيَتداوليةَالخطابَاألدبيَ،المبادئَواإلجراءاتَ،صَ،صَ26وَ َ.27
ّ َ-2نواريَسعوديَأبوَزيدَ،
َ
52
اوليَة برَُزَ ََم َِ
فاىيمَالتَََد َُ لَ :أَ ََ
لََو َُ
ثَا َ
بح َُ اولَِيََََََََََََََََََ ََ
الم ََ جَالتَََد َُ
نيَ َِ
بالم َ
عامَ ََ لَ :تَ َِ
عريفَ ََ لَّو َُ
لَا َ
الفَص َُ
َ
()1
َ،وىوَماَأقرهَ" َأوستين َ"َفيَ
ّ الحديثةَ،حتّىَأضحىَنواةَمركزّيةَلكثيرَمنَبحوثياَ
حديثوَعنَصعوبةَالفصلَبينَىذهَالفعالَالّتيَنتمفّظَبياَإلنجازَكالمَماَ،وىيَ :
َالصرفَ،
َالنشاط َالمّغوي ّ
قدور َعمران َ" َ« َالفعل َالّذي َيعني ّ
ويقصد َبو َحسب َ" َ ّ
الً َذا َمعنى َ»(َ ،)2ومنو َفيو َإنتاجَ
َيخرجيا َالمتكمّم َوالّتي َتمثّل َقوَ
فيو َالصوات َالّتي ُ
الصرفَ،اإلعرابَ )3(.
ةَكالنحوَ،المعجمّ َ،
ّ غوي
لممستوياتَالمّ ّ
ّ اليةَمنَالصواتَطبقَاًَ
متو ّ
ةَاألفعالَالكلميةَفيَ
ّ اسةَتداوليةَلظاهر
ّ داوليةَعندَالعمماءَالعربَ،در
َ-1مسعودَصحراويَ،التّ ّ
لمنشرَوالتّوزيعَ159َ،شارعَطرابمسَ،حسينَدايَ،الجزائرَ،الطّبعةَ
نوير ّ
التّراثَالمّسانيَالعربيَدارَالتّ َ
1429َ،01ه2008-مَ،صَ،صَ،صَ54ََ،وَ55وَ .56
قدورَعمرانَ،البعدَالتّداوليَالحجاجيَفيَالخطابَالقرآنيَ،عالمَالكتبَالحديثَ،إربدَ،الردنَ،
ّ َ-2
الطّبعةََ،2012،َ01صَ .54
َ،رسالةَجامعيةَ،
ّ داوليةَفيَكتابَدالئلَاإلعجازَلعبدَالقاهرَالجرجاني
َ-3حامدةَثقبايثَ،قضاياَالتّ ّ
جامعةَمولودَمعمريَ،تيزيَوزوَ،2012َ،صَ .127
4- J, Austin, quand dire cést faire, inodaction giles lane, idition du seuil,
1970,paris, p110.
َ
52
اوليَة برَُزَ ََم َِ
فاىيمَالتَََد َُ لَ :أَ ََ
لََو َُ
ثَا َ
بح َُ اولَِيََََََََََََََََََ ََ
الم ََ جَالتَََد َُ
نيَ َِ
بالم َ
عامَ ََ لَ :تَ َِ
عريفَ ََ لَّو َُ
لَا َ
الفَص َُ
َ
النطقَبالصواتَ»(َ،)1أو«َإنتاجَأصواتَ»(َ َ.)2
()Acte phonétique؛ أي «َ َّ
أماالفعل َاإلحالي /الخطابي /المرجعي َ)َ ،)Acte réthiqueفيو َما َيجعل َمنوَ
ّ
()5
"َقدورَعمران " َ ّأنو َ« َاستخدامَىذهَالكمماتَ
داللةَمعينة َ» َ ،كماَيرى َ ّ
ّ المتمفّظَذوَ« َ
()6
العياشيَأدواري َ"َب ّأنوَ« َمعاد ٌل َلمفعلَ
ويعرفوَ" َ ّ
ةَمحددة َ» ّ َ .
ّ مرجعي
ّ لداءَمعنىَذي َ
ل َعمى َعنصري َالمعنى َواإلحالة َ(َ ،)8ىذه َالفعال َالثّالثةَ
الداللي َ»()7؛ َباعتباره َشام ٌَ
ّ
َفعمياَ،
المنبثقة َعن َفعل َالقول َمن َ( َصوتيَ ،وصميَ ،إحالي َ) َال َيمكن َالفصل َبينيا ّ
اتَمتتاليةَيفرضياَالتّبميغَواالتّصالَبالغيرَ ،إلىَىناَ
ّ فالتّمفّظَبالكالمَىوَإصدارَلصو
قدورَعمرانَ،البعدَالتّداوليَوالحجاجيَفيَالخطابَالقرآنيَ،صَ .54
ّ َ-1
داوليةَ،صَ .َ24
سانياتَالتّ ّ
َ-2الجيالليَدالشَ،مدخلَإلىَالمّ ّ
قدورَعمرانَ،البعدَالتّداوليَوالحجاجيَفيَالخطابَالقرآنيَ،صَ .54
ّ َ-3
داوليةَ،صَ .24
سانياتَالتّ ّ
َ-4الجيالليَدالشَ،مدخلَإلىَالمّ ّ
المرجعَنفسوَ،نفسَالصفحةَ .
ّ َ-5
قدورَعمرانَ،البعدَالتّداوليَوالحجاجيَفيَالخطابَالقرآنيَ،صَ .54
ّ َ-6
وعيةَ
سانيَ،منَالوعيَبالخصوصياتَال ّن ّ
ّ العياشيَأدواريَ،االستمزامَالحواريَفيَالتّداولَالمّ
ّ َ-7
ائرَ،دارَالمانَ،الرباطَ،الطّبعةَ
ّ انينَالضابطةَلهاَ،منشوراتَاالختالفَ،الجز
ّ لمظّاهرةَإلىَوضعَالقو
1432َ،َ01ه2011-مَ،صَ .92
المرجعَنفسوَ،نفسَالصفحةَ .
ّ َ-8
ََ
52
اوليَة برَُزَ ََم َِ
فاىيمَالتَََد َُ لَ :أَ ََ
لََو َُ
ثَا َ
بح َُ اولَِيََََََََََََََََََ ََ
الم ََ جَالتَََد َُ
نيَ َِ
بالم َ
عامَ ََ لَ :تَ َِ
عريفَ ََ لَّو َُ
لَا َ
الفَص َُ
َ
َمجسدة َفي َأصميا َالمّساني َوىو َالتّواصلَ ،ومنو َتكون َالحاجة َكبيرةَ
ّ تبقى َوظيفة َالمّغة
َقدور َعمران َ" َ َفي َضرورة َوجوب َوضوحَ
إلى َدراسة َاإلحالةَ ،وىو َما َذىب َإليو َ" ّ
المعنىَعندَإنجازَفعلَالقولَ )1(.
َ()2
العياشيَ
ومنوَفالَتحقيقَلفعلَالقولَدونَالفعلَاإلحالي َ،وىوَماَذىبَإليوَ" َ ّ
االستمزامَالحواريَفيَالتّداول َالمّسانيَ ،بعدمَتحقيقَالفصلَ
َ أدواري َ"َفيَىامشَكتابوَ
بينَىذهَالمستوياتَ(َ .)3
بَ-فعلَالكلمَاإلنجازيَ(:)Acte illocutoire
ىَ
َالقصديةَ ،فالباث َ« َحين َيتمفّظ َبقول َماُ َ ،ينجز َمعن ًَ
ّ يقوم َىذا َالفعل َعمى َمبدإ
جراء َ«تحقيق َقصد َالمتكمّم َ» َ(َ،)6
ّ
(َ )5
» َ َبالقول َيفيم ما َ «ىو َ إذ َ ؛ ()4
تأثيرَّيَاً َمقصودَاً َ»
َوحسبَ"َمسعودَصحراويَ"َىوَ«َالقيامَبفعلَماَضمنَقولَشيءَ»َ(َ .)7
النصحَ
أساسوَالقصديةَمنَوراءَالتّمفّظَسواءَتعمّقَالمرَبالطّمبَأوَالعرضَأو َ ّ
ّ َو
َقصديةَالباثَ،
ّ يَنفسوَلمردَعمىَحسب
ّ ضرَالمتمقّ
ييَأوَ،...ومنوَي َح ّ
ُ المرَأوَالن
ّ أوَ
قدورَعمرانَ،البعدَالتّداوليَوالحجاجيَفيَالخطابَالقرآنيَ،صَ .55
ّ -1
2-َF.Récanti, quest ce qu 'un acte locutionnaire, communication 32, seuil.
العياشيَأدواريَ،االستمزامَالحواريَ،انظرَ،ىامشَالكتابَ،صَ .86
ّ َ-3
قدورَعمرانَ،البعدَالتّداوليَوالحجاجي َفيَالخطابَالقرآنيَ،صَ .55
ّ َ-4
داوليةَ،منشوراتَاالختالفَ،
ظرسةَالتّ ّ
َ-5عمرَبمخيرَ،تحميلَالخطابَالمسرحيَفيَضوءَال ّن ّ
الجزائرَ،الطّبعةَ،2003َ،01صَ .158
داوليةَ،صَ .24
سانياتَالتّ ّ
َ-6الجيالليَدالشَ،مدخلَإلىَالمّ ّ
نويرَلمنشرَوالتّوزيعَ،صَ .57
ّ داوليةَعندَالعمماءَالعربَ،دارَالتّ
َ-7مسعودَصحراويَ،التّ ّ
َ
َ
52
اوليَة برَُزَ ََم َِ
فاىيمَالتَََد َُ لَ :أَ ََ
لََو َُ
ثَا َ
بح َُ اولَِيََََََََََََََََََ ََ
الم ََ جَالتَََد َُ
نيَ َِ
بالم َ
عامَ ََ لَ :تَ َِ
عريفَ ََ لَّو َُ
لَا َ
الفَص َُ
َ
ةَالسياقَ
قوةَالفعل ََ،force de l'acteمشترطاً َلتحقيقوَضرور ّ
س ّميوَ"َأوستينَ"َبـَ«َ ّ
ُي ََ
العرفي َلطرَفَي َالحوار َ» َ(َ ،)1وىو َفعل َأنجز َضمن َقول َماَ ،يمكن َتوضيحو َبواسطةَ
ُ
َالصيغة َالمستعممةَََ
َلسانيةَ ،تمنح ّ
ّ َاجتماعية.
ّ َاتفاقية
ّ خاصية
ّ َإنشائية َوبفعل َذي َ
ّ صيغة
فيَمقامَمعينَقيمةَإنجازّية َ(َ ،)2فاليدفَمنَىذاَالفعلَتحقيقَالتّأثير َالقصديَ،لذلكَ
ّ
يقسموَإلىَخمسةَأقسام(َ .)3
نجد "َأوستين"َ ّ
52
اوليَة برَُزَ ََم َِ
فاىيمَالتَََد َُ لَ :أَ ََ
لََو َُ
ثَا َ
بح َُ اولَِيََََََََََََََََََ ََ
الم ََ جَالتَََد َُ
نيَ َِ
بالم َ
عامَ ََ لَ :تَ َِ
عريفَ ََ لَّو َُ
لَا َ
الفَص َُ
َ
لن َغيابوَالَيوصلَ
غويَمرَُىون َبالقصد َلتحقيقَالتّواصل؛ َ َّ
ََ وعميوَفاالستعمالَالمّ
صل َإليو َ" َأوستين " َفي َتحديد َمستويين َلمجممةَ :مستوى َمقاليَ
إلى َغايةَ ،ىذا َما َت َو ّ
َمصنَفًاَ
ّ َيشغمو َالفعل َاإلنجازي َوالفعل َالتّأثيري،
يتمثّل َفي َفعل َالقولَ ،ومستوى َمقامي ُ
الً َبين َالممفوظات َ(َ )1وىيَ :أفعال َالقرارَ
َتداوَ
أفعال َالكالم َاإلنجازّية َباعتبارىا َالكثر َُ
) (les verdictifsوأفعال َالتّنفيذ َ)ََ (les exercitifsوأفعال َالوعد َ (les
موكية َ) (les comportatifsوأفعال َالعرض َ (les
َالس ّ
والفعال ّ
()2
)promissifs
)َ .)3(expositifs
َ
َ
العياشيَأدواريَ،االستمزامَالحواريَ،صَ،صَ87و.88
ّ -1
قدورَعمرانَ،البعدَالتّداوليَوالحجاجيَفيَالخطابَالقرآنيَ،ص.59
ّ -2
ةَاألفعالَالكلميةَبينَفلسفةَالمّغةَالمعاصرينَوالبلغيينَ
ّ نظري
سيدَالطّبطبائيّ َ،
-3طالبَ ّ
العربَ،مطبوعاتَجامعةَالكويتَ،الكويتَ،1994َ،ص ،صََ10و.11
َ
03
برزََمَفاىَيمَالتَداَ َوليَة
داوليََََََََََََََََََالمَبحَثََاألَ ّول :أَ َ
األولَ :تَعريفَعَامَبالمَنيَجََالتَ َ
الفَصلََ ّ
-3مُتُضُمُنُاتُُالقُولُُ ُ:
داوليةَ،
َتَعدَ َمَتضَمَنات َالقول َمن َأبرز َالمفاىيم َالمندرجة َتحت َلواء َالتّ ّ
والمستنبطة َمن َأفعال َالكالم ََوىي َالمعروفة َباسم َ" الظّاىر َوالمضمر "َ ،فالمفيومَ
َشد َانتباه َالتّداوليين(َ ،)1كون َلغة َالتّخاطب َعادةً َما َتكون َبالتّمميحََََََََ
الضمني َقد ّ
ّ
لقدَالحظناَمراتَعديدةَ
ّ الًَ«َ:
الَبالتّصريحَالمباشرَ،ىذاَماَأ ّكدَعميوَ"َفانَدايكَ"َقائ َ
ذلكَأنوَتوجدَقضاياَالَيقعَالتّعبيرَعنياَ
ّ أن َلغةَالتّخاطبَالطّبيعيَليستَصريحةَ ،
ّ
ِّرَعنياَتعبيرَسميمَاًَ»(َ،)2
ََاً مباشرَ ،ولكنَيمكنَاستنتاجياَمنَقضاياَأخرىَقدَعب
تعبيرَ ََاً
ََاً
َالسياقَ
َبتصرفو َفي َاالستدالالت َالمستنتجة َمن ّ
ّ لذلك َفالمتمقّي َلمخطاب َينشئ َداللة
المنطقيَواالجتماعيَ.المّسانيَوالثّقافيَ،كماَذىبَإليوَ"َفيميبَبالنشيو"(َ .)3
ونرّكزَفيَدراستناَعمىَماَيخدمَالجانبَالتّطبيقيَفقطَبذكرَاالفتراضَالمسبقُ
َعمميةَ
ّ َأساسية َلنجاح
ّ ،pré-suppositionالّذي َيَعتَبَرَ َفي َالتّواصل َالمّساني َقاعدة
َعممية َالتّواصلَ
ّ َأىمية َقصوى َفي
ّ َأنو َذو
التّواصلَ ،لذلك َيرى َ" َمسعود َصحراوي َ" ّ
َتم َاالعتراف َبدوره َفي َالتّعميمات َمنذ َزمن َطويل َ(َ ،)4فإذا َعرف َىذاَ
واإلبالغ؛ َإذ ّ
ةَواذاَجَيمتَفشمتَىذهَاألخيرةَ .
اصمي َ
اضَنجحتَالعمميةَالتّو ّ
ّ االفتر
داوليةُمنُأوستينُإلىُغوفمانَ،صَ .145
-1فيميبَبالنشيوَ،التّ ّ
السياقَ،ترجمةَ:عبدَالقادرَقنينيَ،أفريقياَال ّشرقَ،بيروتَ،لبنانَ،د.طَ،
-2فانَدايكَ،ال ّنصُو ّ
د.تَ،صَ .156
داوليةُمنُأوستينُإلىُغوفمانََ،صَ .144
-3فيميبَبالنشيوَ،التّ ّ
نويرَلمنشرَوالتّوزيعَ،صَ .44
ّ داوليةُعندُالعلماءُالعربَ،دارَالتّ
َ-4مسعودَصحراويَ،التّ ّ
13
اولَيَََََََََََََََََََََََالمَبحَثََالثَانَي :مَفاىَيمََالخَطَاب
الفَصلََالَ ّولَ :تَعريفَعَامَبالمَنيَجََالتَدَ َ
ىوَالجانبَالماديَ
ّ َعمىَأنَالمعنىَالمَعتبرَفيَكممةَ(َالمّفظ َ)َ
ّ َوالمرَالّذيَيد ّل
الصوتيَ ،الّذي َينقل َالمعنى َمن َذىن َالمتكمّم َإلى َذىن َالمخاطب َفحسب؛ َباعتبارهَ
ّ
(*)
يَ
َصوتية َمسموعةَ ،ومن َثم َفالمعنى َسابق َلمكالم َالمّفظيَ ،وشرط َضرور ّ
ّ سمسمة
()2
؛َلن َكلَماَسندرسوَفيَسورةَ"مريم"َ
ّ الً َبمعنىَالممفوظ
لوجودهَ ،وبيذاَيكونَمستعم َ
اتَقصديةَواضحةَ .
ّ َّ
ىوَلفظَمنطوقَلني
َوالمَمفَوظَ َ lénoncéكما جاء َفي َكتاب ََ l'analyse textuelleلـ َ" َجونَ
َفعا ٌلَمتماسكَ،واقعيَ،
إنجاز ّ
فرانسواَجوندلوَّ َ"Jean- François Jeandillouأنوَ«َ ٌ
فإنوَ «َ :نتاجَ
قدورَعمران" َلو َ ّ
وعمىَحد َتعريف" َ ّ
ّ قَبالنشاط َالّذيَينتجَعنو َ»(َ ،)3
ّ متعمّ
َفإنيا َتنتمي َإلى َبنيةَ
(َ ،)résultaإجرائي َوعمميَ ،لساني َواجتماعيَ ،أ ّما َالجممة ّ
ةَخاضعةَلموصفَالنحويَ»(َ .)4
ّ مجردةَومستقمّ
نظرّيةّ َ،
دارَالكتبَالعمميةَ،بيروتَ،الطّبعةَالولىََ،0222الجزءَ
ّ ينَالرازيَ،مفاتيح الغيبَ،
ّ فخرَالد
ّ َ-1
الولَ،صَ،صَ02و.02
ّ
داولية
ظرية التّ ّ
فسيَالداخميَ.انظرَ،نصيرةَغماريَ،ال ّن ّ
ّ ي:الكالمَالن
ّ المقصودَبالمعنىَعندَالراز
ّ *َ-
الرازيَ(606-455ه)َ،عالمَالكتبَالحديثَ،إربدَ،الردنَ، عند األصوليينَ،دراسة في تفسير ّ
الطّبعةَالولىَ،0212صَ11َ،و.10
ينَالرازيَ،مفاتيح الغيبَ،ص.02
ّ فخرَالد
ّ َ-0
َ 3-Jean François.Jeadillou.l'analyse textuelle.Armand colin .paris.1997.p5
قدورَعمرانَ،البعد التّداولي والحجاجي في الخطاب القرآنيَ،صَ .12
ّ َ-2
23
اولَيَََََََََََََََََََََََالمَبحَثََالثَانَي :مَفاىَيمََالخَطَاب
الفَصلََالَ ّولَ :تَعريفَعَامَبالمَنيَجََالتَدَ َ
ومنوَفإنَالممفوظَكماَيرىَ"َبالنشيوَ"َيستخدمَإلحداثَأثرَتداوليَمطموبَ(َ،)1
َّ َ
أما َالتَمَفَظَ َََlénonciation
إذنَماَينتظرَمنَالممفوظَىوَإحداث َالثرَفيَالمتمقيّ َ ،
أوَالمَمفوظيَة َ َكماَذىبَإليوَ" َإميلَبنفنيستََ"َ émile benvenisteفيو َ« َتسخيرَ
()0
بأنوَ« َاستعمالَ َالمّغةَ
المّغةَبواسطةَالفعلَالفرديَلالستعمال» َ،وقدَحدَ َإطارهَأيضَاً َ ّ
َ()2
اللسانيات
فرديَاً» َ ،وىذا َما َأشار َإليو َ" َشارل َبالي" َفي َكتابو َ ّ
وتوظيفيا َتوظيفَاً َ َّ
َلغوي َمفيوم َضمنَ
َّ الفرنسية(َ ،)2بمعنى َالقدرة َعمى َتجسيد َتتابع
ّ سانيات
العامة َواللّ ّ
ّ
َخاصةَ ،تظيرَََ
ّ َيحدد َالمعنى َوالمقصدَ ،لذلك َفيو َممارسة َالمّغة َبطريقة
إطار َسياقي ّ
يقةَاآلداءَوفقَمقامَمعينَ .
ّ فيَطر
َ
داولية من أوستين إلى غوفمانَ،صَ .122
َ-1فيميبَبالنشيوَ،التّ ّ
َ-0دومينيكَمانغونوَ،المصطلحات المفاتيح لتحليل الخطابَ،صَ .20
3- émile benveniste, problémes de linguistiques générale, gallimard,
َ paris, 1947, p80.
الملفوظية ،دراسةََ،ترَ:قاسمَالمقدادَ،منشوراتَاتحادَالكتّابَالعربَ،دمشقَ،
ّ َ-2جانَسيرفونيَ،
َ،1991صَ .1
َ
22
طاب. يمَ َِ
الخ ََ ثَالثَانيََ :م َِ
فاى َُ بح َُ
الم ََ
جَالتَدا َُوليََََََََََََََََََََََ ََ
نيَ َِ يفَعامََبِ ََ
الم َ لَ :تَعر ََ
لَّو َُ
لَا َ
الفَص َُ
َ
-2النَّصََّ Texteَّ:
ابطةَتتدرجَنحوَنياية َ»(َ،)1منَىناَنجدَ
ّ النص َ« َمقطوعةَمش ّكمةَمنَجملَمتر
ّ
نص َ) َبمعنىَواسعَ
العالمَاللسنيَ" َىيممسميف ََ" Hamslaveيستعمل َمصطمح َ( َ َّ
النص َيمكنَََََ
جدَاًَ ،فالقرآن َنصَ َيمكننا َاستخراج َمنو َأفعال َالكالم َوالعمل َعميياَ ،و ّ
َّ
أنَيكونَجممةَكماَيمكنَأنَيكونَكتاباَبكاممو(َ َ.)2
َأنو َيخمّدَ
النص َمشاركة َبين َالباث َوالمتمقّي َمن َخالل َإثبات ّ
أن َ ّ
بناء َعمى َ ّ
َو ًَ
نضَِوي َتحتيا َك ّل َمن َُ
َالم ََؤلَف َالباث َوالقارئ َالمتمّقيَ، َي ََ
َكتابية ََ
ّ فعالية
الكتابةَ ،فيو« َ ّ
َم ََم َِ
وضع َفي َمنظورَ َالنص َجزًَءا َمن َكالم َُ
المشاركة َبينيما َيكون ّ
ونتيجة َالتّواصل َو َ
()3
داللةَالنص؛َباعتبارهََ
ّ نائيةَإلىَالكشفَعنَ
كالميَمعين َ» َ،تيدفَىذهَالمشاركةَالثّ ّ
ّ
سانية َ(َ ،)4وىذا َحسب َتعريفََ َتُنتَِ َُ
جو َالوحدات َالمّ ّ منتوجا َ َُم ََعقَدا َلممضمون َالّذي َ
"َلوَمنَالوجوَالدالليَ .
ّ "تودوروفَ
َََ
َ-1باتريكَشارودوَودومينيكَمانغونوَ،معجمَّتحليلَّالخطابَ،صَ .554
ظريةَّوالتّطبيقَّ،دراسةَ،منشوراتَاتّحادَالكتّابَ
األسلوبيةَّبينَّال ّن ّ
ّ صَّو
َ-2عدنانَبنَذريلَ،ال ّن َّ
العربَ،دمشقَ،2222صَ .15
َ-3المرجعَنفسوَ،صَ .11
األسلوبيةَّوتحليلَّالخطابَ،مركزَاإلنماءَالحضاريَ،الطّبعةَالولىَ،2222
ّ منذرَعياشيَ،
ّ َ-4
صَ .123
َ
َ
43
طاب. يمَ َِ
الخ ََ ثَالثَانيََ :م َِ
فاى َُ بح َُ
الم ََ
جَالتَدا َُوليََََََََََََََََََََََ ََ
نيَ َِ يفَعامََبِ ََ
الم َ لَ :تَعر ََ
لَّو َُ
لَا َ
الفَص َُ
َ
صَىوَمشاركةَفعالةَبينَ
ّ َالن
عمىَأن ّ
ّ الصددَتؤ ّكدَ"جولياَكريستيفا"َ
َََ َوبيذاَ ّ
يحكمياَالسياق(َ.)1
ّ يقَعمميةَاإلنتاجَ،
ّ الباثَوالمتمقّيَعنَطر
وَإنتاجَلغويََ
ٌَ َ،بأن
مصطمحَالنص ّ
ّ ََََََىذاَمايؤ ّكدهَ"َأحمدَالمتو ّكلَ"َفيَتعريفوَل
قائمَبينَالمنتجَالباثَوالمتمقيَ
صَحدثَكتابيََتفاعميََ ٌَ
ٌَ إذنَالن
ّ يتعدىَالجممة(َ،)2
ّ
تَبالكتابةَ،والَيموتَعندَآخرَلحظةَكتابتو؛َبلَىذهَ
تَويثب ُ
المحمّلَ،ومنوَفيوَ ُي َثب َُ
َ،فيسَِف َُرَنصََ
دَالرؤىَوالقراءاتَوالتّأويالت َُ
بعثَمنياَمنَخاللَتعد ّ
ّ تيَي
المّحظةَىيَالّ ُ
دَالناصرَ
دَعميوَ"محم ّ
ّ ؤىَحسبَالسياقَىذاَماَيؤ ّك
ّ ةَنصوصَمختمفةَالر
َ عد
احدَعنَ ّ
و ٌَ
غبةَصانِ َِع َِوّ َ،إنماَالمعنىَيخرجَ
َ صَمعنىَ ٍ
ثاوَمعبَرَعنَر ًَ ليسَلمن
ّ يَأنوَ
العجيمي"ََفـ ّ
منَتأويالتَالقراءةَ،فك ّلَقارئَيخمقَمعنىَخاصَبوَوبسياقو(.)3
تركيباَ
اءَأكانَمكتوباَأمَمنطوَقًاَنالحظَفيوَكماَيقولَ"َالعجيمي"َ ًَ
ًَ النصَسو
َََََََو ّ
يغَيتموَبعضياَبعضاَ،معَحركةَتتابعَالكتابةَ،
ًَ الص
متش َّكالًََمنَتتابعَالصواتَو ّ
واشتمالوَعمىَمجموعةَمنَالممعوماتَوعمىَمعنىَيكونَالقصدَمنوَطمبَفعلََََََ
()4
َ،وعميوَفتتابعَىذهَالعناصرَأمرَضروريََحتّىَنطمقَََََََ
ٌَ أوَالوصولَإلىَغاية
عمىَالنصَىذاَالمصطمح.
ّ
فةَ،سمسمةَكتبَثقافيةَشيرّيةَيصدرىاَ
ّ َ-1صالحَفضلَ،بالغةَّالخطابَّوعلمَّال ّنصَ،عالمَالمعر
المجمسَلمثّقافةَوالفنونَواآلدابَ،الكويتَ،العددَ،164أغسطسَ،1992صَ .212
َ،الدارَ
اسةَّفيَّالوظيفةَّوالبنيةَّوال ّنمط ّ
َّ غةَّالعربيةَّ،در
ّ َ-2أحمدَالمتو ّكلَ،الخطابَّوخصائصَّاللّ
اتَاالختالفَ،دارَالمانَ،الرباطَ،الطّبعةَالولى(1431ه-
ّ العر ّبيةَلمعمومَناشرونَ،منشور
2212م)َ،صَ .22
َ،دارَمحمدَعمىَالحاميَ
ّ قدَّالغربية
ّ دَالناصرَالعجيميَ،ال ّنقدَّالعربيَّالحديثَّومدارسَّال ّن
محم ّ ّ َ-3
مَاإلنسانيةَ،سوسةَ،الطّبعةَالولىَ،ديسمبرََ،1991
ّ يعَ،صفاقسَ،كميةَاآلدابَوالعم َو
ّ لمنشرَوالتّوز
ّ
صَ .311
َ-4المرجعَنفسوَ،صََ .319
43
داوليََََََََََََََََََََََالمَبحثََالثَاني :مَفاىَيمََالخَطَاب.
الفَصلََالَ ّولَ :تَعريفَعَامَبالمَنيَجََالتَ َ
-3الخطابDiscours :
َمنذرَعياشي"َالخطابَبالجانبَالسموبيَفيرىَفي َالخطابَاإلنسانيَ
ّ ويربطَ"
اإليصالَمنَجيةَواإلخبارَمنَجيةَ
َ وَيقومَعمىَمكونينَأساسيينَىماَ:
ّ اإليصالي َ ّأن
أخرى(َ،)2لذلكَنجدَفي َمدخلَتمييديَلمخطابَعندَ" َأحمدَالمتو ّكل َ"َتصر
يحاَبأنَ
ّ
الخطاب َالَيقاسَبحجموَ،فيوَتتابعَلتوسيطاتَمختمفةَلبنيةَثابتةَواحدة؛ َإذَيختمفَ
بيعية َمن َحيث َحجموَ ،فيََرد َجممة َأو َسمسمة َمن َالجملََََ
ىذا َالخير َفي َالمّغات َالطّ ّ
َسرديا َأو َ ًّ
وصفياََََََََ ًّ َخطابا
ً الً ََ ،كما َيختمف َمن َحيث َنمطو َفيكون
أو َنصًّا َمتكام َ
اَأوَعممياَأوَ َ.)3(َ...
ًّ ًّ
اَأوَفني ًّ
حجاجي أوَ
نَاختمفَالدارسونَفيَزاويةَ
ّ َوقدَفرض َالخطاب َنفسوَعمىَك ّل َدراسيَالمّغةَوا
زَعمىَنصَالخطابَ،وبينَمنَييتمََبالمتخاطبينَ،وبينَمنَيَولَيَ َ
ّ البحثَبينَمنَيرّك
63
داوليََََََََََََََََََََََالمَبحثََالثَاني :مَفاىَيمََالخَطَاب.
الفَصلََالَ ّولَ :تَعريفَعَامَبالمَنيَجََالتَ َ
جَلََاىتماموَلمجالَالخطابَومدىَمطابقتوَلمقتضىَالحوالَوالمقامات(َ،)1لذلكَ
َالنصوص َبشكل َعامَ ،فأصبح َاليدفَََََ
احت ّل َالخطاب َمكان ًَة َضمنَ َدراسات َتحميل ّ
هَصادرَعنَوعيَََوادراكَيستمزمَوجودَباثَومتمقَ .
ََاً منَوجودهَتحميمو؛َباعتبار
َ
63
طاب يمَ َِ
الخ ََ بحثَالثَانيََ َ4م َِ
فاى َُ الم َُ
داوليَََََََََََََََََََََََ ََ
جَالتَ َُ
نيَ َِ
امَبالم َ
ََ لََ4تَعر ََ
يفَع لَّو َُ
لَا َ
الفَص َُ
َ
ولتحقيقَمبدأَالتّعاونَنقسَمَالكالمَإلىَثالثةَأجزاءَىيَ4تحقيقَاليدفَالمرسومَ
هَإلىَتحقيقَفائدةَالخبرَ،معَر َِ
سموَقبلَال ّشروعَفيَالكالمَ ََ منَالحديثَالّذيَيخرجَبدور
ةَ،وفيَبعضَالحايينَيتغيرَمسارَىذاَاليدفَ
ّ ةَقصدي
ّ ةَقبمي
ّ دَعمىَوجودَني
ّ مماَيؤ ّك
ّ
أثناءَالكالمَبسببَماَيفرضوَالسياقَ )3(.
ّ
ةَمقسمةَإلىَأربعةَأقسامَ
ّ اعدَتخاطبي
ّ منَىذاَالمنطمقَتتفرعَعنَمبدإَالتّعاونَقو
ّ
َالكمَ ،الكيفَ ،اإلضافةَ ،الجيةَ ،فقاعدتا َكمَ َالخبر َتتمثّل َفي َإفادة َالمخاطبَََ
ىيَّ 4
عمىَقدرَحاجتوَ،فالَتتعدىَالقدرَالمطموبَ،وقاعدتاَكيفَالخبرَتتمثّلَفيَعدمَقولَ
ّ
83
طاب يمَ َِ
الخ ََ بحثَالثَانيََ َ4م َِ
فاى َُ الم َُ
داوليَََََََََََََََََََََََ ََ
جَالتَ َُ
نيَ َِ
امَبالم َ
ََ لََ4تَعر ََ
يفَع لَّو َُ
لَا َ
الفَص َُ
َ
َأنو َكذبَ ،أو َما َليست َلك َعميو َبيَنةَ ،وقاعدة َعالقة َالخبر َبمقتضى َالحالَ
ما َتعمم ّ
تتمثّلَفيَمناسبةَالمقالَلممقامَ،وقاعدةَجيةَالخبرَتتمثّلَفيَاالبتعادَعنَالغموضَََ
مَبإيجازَوالَتّنظيم(َ .)1
َ واإلجمالَ َوضرورةَالتّكمّ
َالكمَ ،تخرج َإلى َمعنى َاإليجازَ ،وقاعدتا َالكيف َتخرج َالولى َمنياَََََ
فقاعدتا ّ
ةَإلىَمعنىَالدليلَعمىَمنَ
ّ اني
إلىَتحقيقَمبدإَالصدقَأوَماَيعرفَبمطابقةَالواقعَوالثّ ّ
ّ
َالبالغية َ( َلكلََ َأما َقاعدة َعالقة َالخبر َبمقتضى َالحالَ ،فتوحي َإلى َالقاعدة ِ
ّ ا ّدعىّ ،
أخير َقواعد َجية َالخبرَ ،مفاد َالولى َمنيا َتحقيق َقاعدة َاإليضاحَ
مقال َ)َ ،و ًا ٍَ
مقام َ ٍَ
أماَالثّالثةَ
أن َالمّفظَتوافقَالمقامَوالَتعميمَفيياّ َ،
انيةَتيدفَإلى َ ّ
وتجنَبَالغموضَ،والثّ ّ
الرابعةَتيدفَإلىَتحقيقَالتّرتيبَوالجمالَالمّغويَ .
فتحقّقَالبالغةَمنَالكالمَ،و ّ
احداَيتمثّلَفيَضبطَ
ىَو ً
العياشيَأدواريَ"َتستيدفَمبتغ ًَ
إنَىذهَالقواعدَحسبَ"َ ّ
ّ
باإلضافةَإلىَالمبدإَالعامَىوَالسبيلَالكفيلَالّذيَيجعمناَنبمغَ
ّ مسارَالحوارَ،فِاحترامياَ
العمميةَالحوارّية َ(َ،)2فعدمَااللتزامَ
مقاصدناَ،حيثَيفضي َك ّل َخروجَعنياَإلىَاختالل َ ّ
ُ
بيذهَالقواعدَيخرجَالخطابَعنَأصلَوجودهَوعنَاليدفَالّذيَسيقَمنَأجموَ .
طوَعبدَالرحمنَ،المّسان والميزانَ،صَ،صَ232و.233
ّ َ-7
العياشيَأدواريَ،االستمزام الحواريَ،صَ .711
ّ َ-2
الممفوظيةَ،صَ .1
ّ َ-3جانَسيرفونيَ،
َ
َ
83
طاب يمَ َِ
الخ ََ بحثَالثَانيََ َ4م َِ
فاى َُ الم َُ
داوليَََََََََََََََََََََََ ََ
جَالتَ َُ
نيَ َِ
امَبالم َ
ََ لََ4تَعر ََ
يفَع لَّو َُ
لَا َ
الفَص َُ
َ
السامعَأكثرَمالءمةَوافادةَبتوفّرَ
ىذاَالمبدأَيحاولَأنَيجعلَالجو َبينَالمتكمّمَو ّ
ّ َو
"َبيذاَالصدد «َ4كمّماَقلَ َالجيدَ
ّ عنصرَالوضوحَفيوَ ،لذلكَيقولَ" َمسعودَصحراوي َ
المعرفيَالمبذولَفيَمعالجةَالممفوظَ ،ازدادتَدرجةَ" َمالءمة َ"َىذاَالممفوظَ،وكمّماَ
()2
َ،وعميوَفإنَمبدأَ
ّ اَكبيراَكانتَمالءمتوَضعيفة »
عاملَمعَممفوظَماَجيد ً
ً استدعىَالتّ
خاطبيةَ َ.
ّ لوَنتيجةَنجاحَالعمميةَالتّ
ّ تخضعَُ
َ المالءمةَيعدَمقياسَاًَ
ّ
َعمىَقاعدةَالصدقَوىيَ«َمطابقةَالقولَلمفعل»َ»(َ)3وىذاَحسبَ
ّ إنَىذاَالمبدأَمبني
ّ
فالمتحدثَالَيثبتَكالموَإذاَكانَصادقاَأوَماَظنَفيوَذلكَََ
ّ "َطوَعبدَالرحمنَ"َ،
()4
َ،لذلكَيسعىَدائماَََ
ًَ َفيماَيحيره
ّ الَيستفيمَإال
ّ الَيصدرَأمراَالَيرغبَفيَإنجازهَو
ًَ و
"َأعطىَأىميةَكبيرةَليذاَ
ّ ددَنجدَأنَ"َغرايسَ
َّ إلىَتصديقَالعملَلمكالمَ،وبيذاَالص
ّ
خاطبيةَ،والّتيَتتمثّلَفيَقولَالحقيقةَكماَىيَفيَالواقعَ،منَىذاَ
ّ فيَالعمميةَالتّ
ّ المبدإَ
04
طاب يمَ َِ
الخ ََ بحثَالثَانيََ َ4م َِ
فاى َُ الم َُ
داوليَََََََََََََََََََََََ ََ
جَالتَ َُ
نيَ َِ
امَبالم َ
ََ لََ4تَعر ََ
يفَع لَّو َُ
لَا َ
الفَص َُ
َ
مَبالصدق(َ،)1لذلكَيعتبرَ
ّ المنطمقَالَنجدَليذاَالمبدإَقوانينَتضبطوَعداَتحمّيَالمتكمّ
ردَالفعلَالكالميَََََََ
لنَ ّ
أىميةَعنَسابقييا؛َ َّ
مبدأَالصدقَقاعدةَضرورّيةَالَتقلََ ّ
ّ
فيَالخطابَيبنىَعمىَأساسيا.
ُ
القرآنيَ،صَ .13
قدورَعمرانَ،البعد التّداولي والحجاجي في الخطاب
ّ -7
2-O.Ducrot, dire et ne pas dire,herrman.paris.p133.
َ
َ
04
طاب يمَ َِ
الخ ََ بحثَالثَانيََ َ4م َِ
فاى َُ الم َُ
داوليَََََََََََََََََََََََ ََ
جَالتَ َُ
نيَ َِ
امَبالم َ
ََ لََ4تَعر ََ
يفَع لَّو َُ
لَا َ
الفَص َُ
َ
عن َموضوع َالخطابَ ،والّتي َمن َشأنيا َأن َتنفع َالمخاطب َ» َ(َ ،)1فالشمول َسببَََََ
فيَجمعَالمعموماتَعنَالخبرَ .
َعقمية؛َََ ٍَ
َحديث َتقوم َعمى َالحوار َالمبني َعمى َأسس ّ َكمنيج
ٍ داولية
َفإن َالتّ ّ
وعميو ّ
حركيا َنشاط َالفعل َالكالمي َبك ّلَ
َي ّ
َمعينُ ،
َسياق ّ
َتيتم َبالمّغة َوتفاعميا َفي َإطار ّ
إذ ّ
ٍَ
دونَإنجازَ العالقةَبينَىذهَالفعالَمتكاممةَ،فالَكالمَ
ٌَ أشكالوََ(َاإلنجازيَوالتّأثيريَ)َف
ةَمنَالخطابَأوَالنصَ–َونحنَ
ّ قَالقصدي
ّ فيَالمتمقّيَ،وىناَتتحقّ
ُ ٍَ
دونَتأثيرَ الَإنجازَ
ٌَ و
َالنص َوالخطاب َباعتبارىما َيشتركان َفي َنظام َالجممةَ
ال َنفصل َفي َدراستنا َبين ّ
انينَالخطابَالمتمثّمةَفيَ4مبدإَالتّعاونَالّذيَيحقّقَالتّبادلَ
ُ السياقََ،-القائمةَعمىَقو
و ّ
َالمقصديةَ ،ومبدأ َالمالءمة َالّذي َيرّكز َعمى َضرَورةَ
ّ الحواري َويجعل َمنو َغاية َفي
َالصدق َوقانون َاإلخبارّية َوال ّشمولَ ،ىذه َالخيرة َضرورّيةَََ
الوضوح َالخطابيَ َ ،ومبدأ ّ
اصميةََََ.
ةَالخطابيةَالتّو ّ
ّ فيَنجاحَالعممي
ّ
04
الفصلُُالثُاني ُ
ورةُ"ُمُ ُريُمُ" ُ
اولُيُةُلمخُطُابُُفيُسُ ُ
القُيُمُُالتُدُ ُ
عميهاُالسالمُ .
ّ ُ-تُقديمُُسُورة ُ"ُمُريُمُ"ُ
عميهُالسالمُ .
ّ ُ-1كُرامُةُُسُيُدناُ"ُُزكُ ُريُاءُ"ُ
عميهُالسالمُ .
ّ ُ-2مُكُانُةُُسُيُدناُ"ُيُحيُُ"ُ
عميهمُالسالمُُ .
ّ ى"ُو"إدريسُ"ُ
ُ "ُوأبنائُهُو"مُوسُ
ُ-4التُنُزيهُُبسيُدناُ"إبراهيمُ ُ
ُ-6إنكارُُالمُشركُينُُليومُُالبعثُُ .
عتزواُبهاُ .
ُ-7إنذارُُالمُشركينُبندُمُهمُعمىُاألصنامُُالّتُيُاُ ّ
صرةُُعمىُأعدائُهُ .
ُ-8وعدُُاهللُلرسولُهُالكريمُالنُ ُ
ُ-9ذكرُمنُكُفرُُبنسُبُةُالولدُُهللُتعالىُ .
السالم :
تقديم سورة " مريم " عليها ّ
ُ
44
سيَدناَ" َزَكرياء" فيَسو ِرَةَ"َ ََمرََيََـَ"ََََََََََََََََََََََ َكر ََ
ام َةَُ ََ ط َِ
ابَ َُ داوليَ َِ
ةَلمخ ََ َِ
اني:القََيـَالتَ َُ ؿَالثَ
الفَص َُ
َ
َ
السالم :من اآلية ( ) 1إلى ( َ ) 11
-1كرامة سيدنا "زكرياء" عميه ّ
اميةَذكرَرحمةَا﵀َ
َ َ ﴾َ َ َ َ بصيغةَاألمرََ (َ :اُذ ُكر َ) َغرضوَإلز ّ
عمىَعبدهَ"زكرَّياءَ"َ .
واذا َانطمقنا َمف َأصؿ َالجممة َالخبرّية َنمحظ َالتّقديـ َوالتّأخيرَ ،والتّقديرَ َ (َ :زَك ِرياَ
َعموما َوالقرآفَ
ً َرب َِو َ)َ ،يدخؿ َىذا َفي َإطار َ ّ
جماليات َالمّغة َالعر ّبية ت َ
َر ْح َم َ
الع ْب ُد َ َذ َك َر َ
َ
خصوصاَ ،فجممة َ﴿ ََ ﴾َ َ َ َ َ إخبارّية َصادقةَ ،مفادىاَ
ًَ
54
سيَدناَ" َزَكرياء" فيَسو ِرَةَ"َ ََمرََيََـَ"ََََََََََََََََََََََ َكر ََ
ام َةَُ ََ ط َِ
ابَ َُ داوليَ َِ
ةَلمخ ََ َِ
اني:القََيـَالتَ َُ ؿَالثَ
الفَص َُ
َ
َ
النداءَ ،قصد َتبييفَ
عفَفعؿَالتّمفّظَىوَفعؿَكبلـَإنجازيَ) ( acte illocutoireمثله َ ّ
)َ،ليجيبَدعاءَعبدهَ"َزكرَّياءَ"َ .
ََ فيَالمتمَقّيَالمخاطَبَ(َا﵀َتعالىَ
َُ االنكسارَواالنقيادَ
بَالستجابةَالدعاءَاَلّذيَ
َّ وسؿ َ)َ ( sollicitationوااللتماس َمفَالمخاطَ
يوحيَإلى َالتّ ّ
تضمنتوَأفعاؿَاآليةَالمواليةََ .
َّ
ِ
تصؼَحالةَضعؼَالمخاطبَقصدَتبيينوَإذَتابعتَسابقاتياََبذكرَأفعاؿَالكبلـَ
العقميةَ
الجسديةَو َّ
َّ كمية َو
ش َّ
طبَ ،ويتعَمّؽَالوصؼَبالحالةَال َّ
االنقيادَالتّاـَلممخا َ
الخضوعَو ّ
لمعبد "َزكرَّياء َ"َ ،فيَقولوَََ َ َ َ َ َ َ َ َ ﴿َ:
فالداعيَ"َزكرَّياءَ"َلـَيكفَ
(َقاؿَ)َ،ويتبّيفَذلؾَبرفعَندائوَفيَشكؿَدعاءَ﴿ََّ َ،﴾َ
ربَ)َ،وىذاَيدخؿَفيَصميـَ
ذؼَمفَصيغةَالقوؿَأداةَالنداءَ(َياَ)َواكتفىَبقولوَ(َ َّ
َّ ََ
وح
عبلقةَبيفَالداعيَوالمدعوَ،اَلّتيَجاءتَبصيغةَ
ّ التّفاعؿَالخطابي؛َإذَحَقّؽَمفَخبللوَ
َ
54
سيَدناَ" َزَكرياء" فيَسو ِرَةَ"َ ََمرََيََـَ"ََََََََََََََََََََََ َكر ََ
ام َةَُ ََ ط َِ
ابَ َُ داوليَ َِ
ةَلمخ ََ َِ
اني:القََيـَالتَ َُ ؿَالثَ
الفَص َُ
َ
َ
اسـَالقوةَعندََ
َّ جسديةَ﴿ ََ ﴾َ َ َ َ فػ َ( ََ )َ و
تأكيديةَإلقرارَحالةَضعؼَ َّ
َّ
اـَلماَيميياََ .
اؼَالَتّ َُ
تتضمفَاإلقرارَ،واإلعتر َُ
"َأوستيفَ"َ َّ
ةََ،خاصةَ
َّ َّ
العموـَبقصدَاإلعانةَمفَا﵀َلتحقيؽَالعبودي يفيد َ
ف َ) َ َُ
(َوََى ََ
وجاءَفعؿَ ََ
يَنوعوَطمبيَ،مفادهَ
الصوـَوَ،...فأسموبَاآليةَجاءَخبر َّ
الصبلةَو ّ
ينيةّ َ:
ةَالد َّ
احي َّمفَالن َّ
َّ
َتضمف َقانوف َال ّشموؿ َحسبََََََََ
ّ َالضعؼ َلممتمَقّي َ( َا﵀ َ)َ ،وعميو َالكبلـ
ّ إقرار َحالة
يَ)َتأكيداَبياءَالمتكمّـَ
ً جاءَشامبل َدوفَحشوَ،كماَأف َإضافةَ ِ
(َمن ًَ ألنو َ
" َغرايس َ"؛ َ َّ
ّ
ارَوضعيةَفرديةَلحالةَضعؼََ َ.
َّ إلىَ(َإنيَ)َداللة عمىَإقر
شيءَمثموَينطبؽَعمىَقولوَتعالىَ﴿ََ﴾َََداللةَعمىَالكثرةَ
وال َّ
لىَالرسَخرجَمخرجَاالستعارةَ،فالجممةَمعطوفةَعمىَما َقبمياَتفيدَ
َّأ واسنادَاالشتعاؿَإ
ـَفيَالزمفَالعمريَ .
ّ قد
موؿَواإلقرارَبالتّ ّ
َ بالضرورةَال ّش
ّ
َالداعي َإقرار َحالة َلممخاطَب َ( َا﵀ َ)َ ،بنفي َي َؤَّكد َعمى َعدـَ ِ
المخاطب َّ ويبيف َ
ّ
ََ َ فيَالدعاءَ ،وىوَماَذكرتوَأفعاؿَاآليةَ﴿ َ
َّ اقتراؼ َفعؿ َالعصياف َ
َ ،﴾َ َ فالجممة َمعطوفة َكذلؾ َعمى َالجممة َاَلّتى َسبقتياَ ،لذلؾ َأفادت َالعموـَ
شقاءَ،واآليةَبِ ُرمتِياَ﴿َََ
وال ّشموؿَبنفيَلحالةَ،لرّبماَقدَوصؼَبياَوىيَصفةَال ّ
َ﴾َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ
54
سيَدناَ" َزَكرياء" فيَسو ِرَةَ"َ ََمرََيََـَ"ََََََََََََََََََََََ َكر ََ
ام َةَُ ََ ط َِ
ابَ َُ داوليَ َِ
ةَلمخ ََ َِ
اني:القََيـَالتَ َُ ؿَالثَ
الفَص َُ
َ
َ
ويستمر َفيَتوظيؼَأفعاؿَالتأكيدَفيَجممةَالمواليةَ﴿ َ
ََ َ َ َّ َ
َمعطوؼََََ
ٌ َ ،﴾َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ وىي َإقرٌار
مفَخبلؿَتجميةَ ِ
بغرض َالتّأكيدَ،وبقصدَتأثيري ََالقوةَ( ََ )َ عمىَماَقبموَبنفس ِ ِ
ِ
ّ َواسـ ّ َ
الوضعيةَ،ليشيرَإلىَوضعَزوجتوَالّتيَبمغتَمفَالكبرَوعجزىاَعمىَإنجابَالولدَمنذَ
ّ
عمف َعنو َ
َم ٌَالعقر َ) ُ
مثبت َبصفة َ( ُ
شبابياَ ﴾َ َ َ ﴿َ ،فالممفوظ َ ٌ
اميةَتتمثّؿَ
َ،قوتوَاإللز ّ ِ
َإببلغ َأوَإعبلفَ) ّ ( déclaration
ٍ ىوَبمثابة ) ،) déclaratif
حالةَتجزـَأف َالمرأةَالَتُْن ِج ُ
ب؛َبمعنىَليستَ ِ فيَاإلقر َِ
ار) ( assertionواإلعتراف ب
ُمؤىمَة َبيولوجيا َبسبب َالفعؿ َ( َ َكاف) َويتحقّؽ َىذا َالفعؿ َحسب َ" َدانياؿ َََََ:"َ Daniel
()1
عمىَالجممةَالسابقةَ .
ّ َبالعطؼ دَذلؾَ تجس
ّ وَ َ، «َبواسطةَالتّمفّظَ»
ٍَ
كمؿَاآليةَبأسموبَإنشائيََطمبيََبصيغةَاألمرَبعدَفاءَمعطوفة﴿َ،﴾ََ َُ
وي
إلى َصنؼ َأفعاؿ َالكبلـ َاإلنجازّية َ)(acte illocutoire؛ َبمعنى َاألقواؿ َالّتي َفيياَ
ضاَ،
ةَتكوفَبالر ََ
َ ب َ) َولـَيقؿََ (َ :أَعطني َ)؛ َألفَ َال َِيََب
ألفعاؿَمعينةَوقاؿَ َ (َ :ى َْ
ّ إنجاز َ
ٌَ
َُدوفَمقابؿَ .
54
سيَدناَ" َزَكرياء" فيَسو ِرَةَ"َ ََمرََيََـَ"ََََََََََََََََََََََ َكر ََ
ام َةَُ ََ ط َِ
ابَ َُ داوليَ َِ
ةَلمخ ََ َِ
اني:القََيـَالتَ َُ ؿَالثَ
الفَص َُ
َ
َ
َِ
نيَلـَأستطعَولفَعمىَأن
ّ ب َلِي َ) َبالضَ َِ
عؼ َ اؼ َمفَخبلؿ َالفعؿ َ( َ َى ْ
وىناَاعتر ٌَ
َِ
ولكفَىََبَتُؾَليَفيما َدعوتؾَ َِ
أستطيعَأفَأُوِفَي َؾ َحقّؾَبدعائيَىذاَحتّىَتستجيبَليَ،
بَ﴾َجاءَلئلقر َِ
ارَ عظمتؾَوىوَفعؿَتضمفَاإلقرارَ،ففعؿَالكبلـَ َ﴿َ،ى َْ
ّ فيوََِ،داللةَعمىَ
َِ
اليَاالعتراؼَفتََتَ
الزوجةَ َ،
قرَ ّ
أسَوع َُ
َُ الر
ؿَ ّ فَ َِ
العظـَواشتعا َُ يَوىوَوَْى َُ
ََ السابؽَبالضَعؼَال َُكمّ
ّ
بَ﴾ََِداللةَعمىَقُدرةَالمخاطََبَ(َا﵀َ)َ .
بعدَ﴿َ َى َْ
يةَالقصديةَ﴿ََ،﴾َدوفَتخصيصياَأوَتحديدَ
ّ َاإلعبلفَعفَالن
ّ وعميوَتـ
ّ الوليَ)َ،
(َ َّ
معناىا؛َإذَيمكفَأفَتخرجَإلىَ(َاالبفَ،األخَ .)...
غَىدؼَالفعؿَالكبلميَالسابؽَ
ّ اليةَتحديدَالغايةَالقصديةَمفَبمو
َّ وتُ َِ
كمؿَاآليةَالمو َ
بوةَ﴿ََ
اثةَالن ّ
رَسببَالدعاءَوىوَور ّ
ّ حيثَبر
ّ فيَالدعاءَ ،وتبدأَبفعؿَ﴿ ََ ،﴾َ
ّ
)َي ْع ِك ُس َإرادة َ ّ
سيدناَََََ ثَ َ(َيَِر َُ
كررَالفعؿ َ ََ
)َالمجسدَفيَالياءَ َ ،وَتَ َا
ّ َوضميرَالمتكمّـَ( َأنا َ
ةَقصديةَلمفعؿَاإلنجازيَ( َََيَِرَُثني َ)َ
ّ وىيَني
ّ بوةَفيَقوموَ،
" َزكرّياء َ"َفيَأفَتبقىَالنَ ّ
دوفَتصريحَعنياَ َ.
54
سيَدناَ" َزَكرياء" فيَسو ِرَةَ"َ ََمرََيََـَ"ََََََََََََََََََََََ َكر ََ
ام َةَُ ََ ط َِ
ابَ َُ داوليَ َِ
ةَلمخ ََ َِ
اني:القََيـَالتَ َُ ؿَالثَ
الفَص َُ
َ
َ
ٍَ
اآليةَبأسموب َإنشائيَ َمف َنوعَاألمر﴿ ََ،﴾َ َ َ َنص َ وي َِ
كمؿَفي َّ َُ
لي َ)َ،
الو َّ
عائد َعمى َ( َ ََ
َضمير َ ٌَ
ٌَ عطؼ َفيو َالدَعاء َبفعؿ َاألمر( ََِا ََ
جعؿ َ)َ ،والياء الّذي َ َُ
يةَالقصديةَمفَخبلؿَفعؿَاألمرَىذا َلـَ
ّ الن َِ
مفَأفعاؿ َالكبلـَاإلنجازّيةَ،ولكف َ ّاألمر َ
و َُ
)َالدالّةَ ألنوََأُرَِد ََ
ؼ َبػ َ( َ َربَ َ ّ اَوطمعاَفيَاالستجابة؛ َ ّ
ً َبؿَتضرًع
ّ اما َعمىَا﵀؛
يكفَإلز ً
ألنوَ
وسؿ؛ َ ّ
بعدَاألمرَ،فيوَأسموبَإنشائيَ َطمبيََبصيغةَاألمرَغرضوَالتّ ّ
ٌَ عمىَالتَوسَ َِ
ؿَ
َ ََ.﴾َََََ
اللةَعمىَأنوَسيرضىَ
ّ جردةَمفَالتّعريؼََِ ،د
طمقةَوم ّ
َُ وجاءت َلفظةَ﴿ ََُ َ ﴾َ م
ألنو َمفَ
طب َ( َا﵀ َ) َعمى َاالستجابة؛ َ ّ
َمطمؽ َبقدرة َالمخا َ
ٌ بما َيبلقيوَ ،وىنا َإعتراؼ
فيـَالمتمقّيَالدَاللةَ
َُ ائفَالخارجية َتوجيوَالخطابَإلىَالمعنىَالمرادَ،حتّ ََ
ىَي ّ وظيفةَالقَر
َ
َِ
وَفيَبابَالسَيا َِ
ؽَالمَفظيَ َ. ىذاَماَن َِ
درَُ
ج َُ َِ
قصودةَباالعتمادَعمىَحاؿَالمتكمّـَ، ََ
الم
ارَبحرؼَالنداءَ
ّ اآليةَالبلحقةَيتواصؿَالحو
ّ بطَبيفَاآلياتَالسابقةَو
ّ وبدوفَحرؼَر
طب َ( َا﵀ َ)َ ،كاستجابةَفورّيةَلدعاءَعبدََََََََ، َِ
مفَالمخاطب َ( َزكرّياء َ)َإلىَالمخا َ( َيا َ)َ ،
﴿ ََ ،﴾َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ جاءتَ
وتقدير َالكبلـَ
بصيغةَالنداء َ﴿ ََُ َ ،﴾َ
ّ ٍَ
فيَأسموب َإنشائيَ َطمبيَ َ ىذهَاالستجابةَ
َالقَوؿ َمحذوؼ َلمتّعجيؿ َفيَ عند َ" َابف َعاشور"َ «َ :قمناَ :يا َزكرّياء َ»(َ ،)1
َفمقُوؿ َ
المؤسسةَ
السابع عشرَّ َ،
السادس و ّ
محمدَالطّاىرَبفَعاشورَ،تفسير التّحرير والتّنوير،الجزء ّ
ّ ََ-1
ةَلمنشرَ،تونسَ،1984َ،صَ .68ونسي ّ
ائرَ،الدارَالتّ ّ
ّ الوطنيةَلمكتابَ،الجز
ّ
45
سيَدناَ" َزَكرياء" فيَسو ِرَةَ"َ ََمرََيََـَ"ََََََََََََََََََََََ َكر ََ
ام َةَُ ََ ط َِ
ابَ َُ داوليَ َِ
ةَلمخ ََ َِ
اني:القََيـَالتَ َُ ؿَالثَ
الفَص َُ
َ
َ
َدوفَ
َدعائوَ ،ممحا َفيوَ ،فكانت َاإلجابة ََ
َأنو َكاف َصادقًا َفي َُ ِ
االستجابة َتَبييًنا َلمدَاعي ّ
بإشفاءَالغ َِ
ميؿَ َ. ََ َتَماطؿَ َو
الَوقتَمحدٌََدَ
ٌَ يوجدَفرؽ َزمنيََو
ٌَ الرابطَبيفَالدَعاءَواإلجابةَغيرَموجودَ،إذفَالَ
وّ
بينيماَ ،ىذا َما َحقَؽ َمبدأ َالتَعاوف َ( َ ) principe coopérationعند َ" َغرايس َ"َ،
وقاعدةَعبلقةَالخبرَبمقتضىَ
َُ دةَفيَصيغةَالدعاءَ،
ّ الخبرَالمجس
ّ المتمثّؿَفيَقاعدةَكـََ
جسدة َفي َمناسبةََ
الم ّ المجسدة َفي َمناسبة َالمقاؿ َلممقاـَ ،وقواعد َِ
َجية َالخبر َ َُ ّ الحاؿَ ،
طؿَ
سيَـَفيَعدـَوجودَأيَ َمع ّ
ترتيبَالكبلـَوعدـَااللتباسَ،فيذاَالمبدأ َ–َالتّعاوف َََ-أَ َ
لغويَلبلستجابةَ .
اميةَ،متمثّمةَفيَلفظةَ
فالجممةَىناَتحمؿَقوةَإلز ّ
ّ دعموَعندماَيذكر﴿ََ،﴾ََ
وي ََ
ََ
ؽَقصديةَ
ّ فيَتسميتوَ،ىذاَالفعؿَيحقّ
ّ ﴿ َ﴾َ ؛َإذ َتوحي َإلىَمضموفَفعؿَاألمرَ
سمَ َِوَيحيَ).
عمفَعنوَسابقا؛َألفَاألصؿَ(َ ََ
ّ َُ
غيرَالم سيدناَ"َزكرّياءَ"َ
دعاءَ ّ
َ ويستمرَالخطابَفيَصيغةَاإلنشاءَبالنفيَ،داللةَعمىَقدرةَالمّوَفيَالخمؽَ﴿
ّ
َ،﴾َََََمفادهَالتّأكيدَعمىَانتفاءَاالسـَسابقَاًَ،وىذاَماَذىبَإليوَ َ
َ
45
سيَدناَ" َزَكرياء" فيَسو ِرَةَ"َ ََمرََيََـَ"ََََََََََََََََََََََ َكر ََ
ام َةَُ ََ ط َِ
ابَ َُ داوليَ َِ
ةَلمخ ََ َِ
اني:القََيـَالتَ َُ ؿَالثَ
الفَص َُ
َ
َ
"ابفَكثير"َفيَقولوََ«َ:لـَيكفَلوَشبيو»َ(َ )1
َ ،﴾َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ فممفوظَََََ
ٍَ
ةَمفَجيةَأخرى؛َإَْذَىوَيردََعمىَرّبوَكماَقاؿَ"َالطّاىرَ بوبي
الر ّ
ثباتَ َ َِ
مفَالعبدَلرّبوَ،وا َُ
عجبَ،
جَإلىَالتَ ّ
ستفياميةَتخرَُ
ّ ابفَعاشور"َ«َجو ًاباَلمبشارةَ»(َ،)2لذلؾَجاءتَ﴿َََِ﴾َا
جبّيةَ ،غرضيا َحسب َ" َبف َعاشور َ"« َال ّشكر َ»(َ )3وليس َالتّعجب َأوَ
فيقاؿ َلياَ :التَ ََع َُ
َوضعيتي َىذهَ
ّ تعجًبا َكيؼ
َم ّ
ساءؿ َُ
َتَ ََ
َيكذَب َا﵀؛ َبؿ َ
التّعجيزَ ،فػ َ" َزكرّياء َ" َالعبد َلـ ُ
تُ َغير؟! َ
ؿَََ َِ
ستحيؿ َعندهَ ،فما َىو َمستحي ٌَ ٍَ
َلشيء َ َُم َالعبد ََِاندىش َمف َاالستجابة
َُ إذف َىذا
سيدناَ"َزكرّياءَ"َ
ياؽَأفَ ّ
َّ فيـَمفَالس
ّ ولكفَماَي
ُ ؿَعندَالمولىَتعالىَ،
عندَالعبدَىي ٌفَسي ٌَ
َ
سبَ
ةَتدخؿَضمفَرحمةَا﵀َ،فن ََ
ََ ألف َىذهَاألخير
جابةَالدعوةّ َ،
ّ كافَ َُمَِق َّاًر َفيَنفسوَباست
45
سيَدناَ" َزَكرياء" فيَسو ِرَةَ"َ ََمرََيََـَ"ََََََََََََََََََََََ َكر ََ
ام َةَُ ََ ط َِ
ابَ َُ داوليَ َِ
ةَلمخ ََ َِ
اني:القََيـَالتَ َُ ؿَالثَ
الفَص َُ
َ
َ
فةَإليمانِوَ،وماَ
َ َم ََ
ضاع ابؽَ،وماَىوَإال َُ عجبَالسَ ِ
ّ ؽَاالندىاشَمفَالتّ ّ
ىوَابنوَ،ومنوَتحقَ ََ
تبادؿَبيفَالعبدَ"َزكرّياءَ"ََورّبوَبوسيطَبينيماَ َ.
ارَم ََ
مفَالسياؽَوجودَحو َُ
ّ نمحظوَ
َوحالتُياَ
َ َزمف َ ٍَ
بعيد، ف َفييا َمنذ ٍَ قر َ َِ
متمكَ ٌَ الع ََ
اجية َأفَ َ َُ
ج ّ الماضي َ( َكاف َ)َ ،والغاية َِ
َالح ََ
َعطؼَ
َاإليمانيةَ ،وقد َُ
ّ قوة َىذا َالممفوظ َفي َإقر َِ
ار َالحالة وس َمنيا َفي َاإلنجابَ ،ف ّ
يؤ ٌَ
ََم َُ
سويةَبيفَالمعطوفيفَ .
الرابطةَواوَالتَ ّ
المعطوفيفَفيَالحالةَ،فالواوَ ّ
عقرَ
انية َ( َ َُ
يؤوسَمنيا( َكبرَ"َزكرّياء َ"َ) َمشابيةَلمحالةَالثّ ّ
إذفَالحالةَاألولىَ ََم َُ
اَمصر ًحاَبوَلتساويَالحالتيفَ،كماَزادتَلفظةَ﴿َ﴾َ
ّ امرأتوَ)َ،فكافَالمعطوؼَممفوظًَ
دتَاآليةَالوضعيةَاألولىَفيَقوؿَا﵀َ﴿ََ
ّ حقيقيةَمفَتأكيدَىذاَالخبرَ،وعميوَأ ّك
التّ ّ
أفَ
ةَاإللييةَ،الَسيماَو َّ
ّ عَمفَالدَىشةَمفَالقدر
جَالممفوظَإلىَنوٍَ
َ،﴾ََومنوَخرََ
المجتمعَ،فتَفاَقُـَ
َ األمرَييـََ
َمفَصمبوَ،عمىَأساسَأفََ ََ
َُ "َلـَيطمبَالولي
ّ سيدناَ"َزكرّياءَ
ّ
زوجَوَقادريفَ
دَأنوََو ُ
الولي َمفَصمبوَ ،وماَمفَشيءَبيولوجيَيؤكَ ّ
يكمفَفيَأفََ ّ
الدَىشةَ َُ
تيماَالَتسمحَبذلؾَ .
َُ وضعي
ّ ألفَ
عمىَاإلنجاب؛َ ّ
َموَائٌَِـ َلمقتضى َالحاؿ َفآية َ﴿ ََ ﴾َ َ حسب َ" َبف َعاشور َ"ََََََ
مف َالطّرفيف َُ
45
سيَدناَ" َزَكرياء" فيَسو ِرَةَ"َ ََمرََيََـَ"ََََََََََََََََََََََ َكر ََ
ام َةَُ ََ ط َِ
ابَ َُ داوليَ َِ
ةَلمخ ََ َِ
اني:القََيـَالتَ َُ ؿَالثَ
الفَص َُ
َ
َ
ِ
َالمخاطبَىوَا﵀َو﴿ََ﴾َََََتأكيدَ ألف ()1
ابَعفَتعجبوَ» ؛َ ّ
ّ «َجو
ساؤؿَالسابؽَ﴿ََ .﴾ََََََ
ّ عمىَماَبعدىاَفيَنفيَالتّ
َالدعاء َالمعطوفةَ،
َالضمير( ََ )َ الغائب َيعود َعمى َفعؿ َالخمؽ َوعمى َاستجابة ّ
أف ّ ّ
مرَيسيرَالَصعوب َةَفيوَ
ٌ فيعنيَأفَاأل
ّ أماَفعؿَ﴿ََ﴾َ
بمعنىَالَاستجابةَدوفَدعاءّ َ،
رَحالةَالسياؽَاألولىَعندَالدَعاءَ،لذلؾَ
ّ عندَالمولىَ ،وعميوَالسَياؽَغيَرَالمعنىَ،وغيَ
يعتمد َعمىَ
َالمتضمَف َفي َاآليات َالسَابقةَ ،أفَ َالحوار َ َُ
يتجمّى َلنا َمف َخبلؿ َالمعنى َُ
تأثيراَفيَ
الّتيَسبقتوَ﴿ََ،﴾َََََََالّتيَأحدثتَبدورىاَ ً
َّ ردَِةَالفعؿَالّذيَيميوَبتجاوز
هَإلىَحدَالفعؿَالكبلميَالَتّأثيري َ) ( acte perlocutoire ّ
ف َكونيَخمقتؾَ
عَمَيَ َ ََىيَ ٌَ
الخبري َالمؤ ّكدَبالعطؼَ َوقدَالتّحقيؽَ،مفادهَإيجادَىذاَالغبلـَ ََ
رَموجوداَ.
ً ََ
ولـَتكفَأنتَاآلخقبموَ،
45
سيَدناَ" َزَكرياء" فيَسو ِرَةَ"َ ََمرََيََـَ"ََََََََََََََََََََََ َكر ََ
ام َةَُ ََ ط َِ
ابَ َُ داوليَ َِ
ةَلمخ ََ َِ
اني:القََيـَالتَ َُ ؿَالثَ
الفَص َُ
َ
َ
َيختص َبيا َدوف َغيرهَ،
ّ وبصيغة َالخبر َيطمب َالعبد َ" َزكرّياء َ" َمف َرّبو َعبلمة
﴾َ ،عقبياَ َكردة َفعؿ َعمى َشكر َا﵀ َ﴿ ََ َ َ َ َ َ
فجاء َالممفوظ ّ
طمبيَبصيغةَاألمرَ،كاستجابةَلطمبَسابؽَتمثّؿَفيَعدـَالكبلـَ،
أسموبَإنشائيَ َّ
َّ
الصوـَعفَالكبلـَ
عاطؼَ ،مفادهَاالستجابةَىيَاألخرىَالمباشرةَالفورّيةَ،تمثّمتَفي َ ّ
ارَالنفسيَإليوَ َ.
بقصدَنيةََتَََنحَيَالدَىشةَعنوََوعودةَاالستقر ّ
ّ متتاليةَ، ٍَ
ثبلثَلياؿَ ّ
طبَمعَالتّبادؿَ ِ
ارَدارَبيفَالمخاطبَوالمخا َ
واآلياتَمفَ( ََ )َ 1إلى َ( ََ)َ 11حو
َخضعا َإلى َقوانيف َالخطاب َ) ََ،( les lois du discours
ََ الكبلمي َلؤلدوار؛ َحيث
بميغ َلمغايةَمعَوضوحياَ،ومناسبةَك ّؿ َممفوظَلسياقوَ
َطرؼَإفادةُ َالتّ َِ
َ الّتيَضمنتَلك ّؿ
فيَإطارَالتّ َِ
عاوفَالموجودَبينيماَ .
مفَبيفَإجابةَالدعاءَ
ّ رَالز
ص ّ َِ
َسياقوَعمىَق ََ ةَبحرؼَالفاءَ،دؿ
َ نفسوَ،المعطوؼ َمباشر
َمعينة َفقطَ
َلمدة ّ
َيعتزؿ َ" َزكرّياء َ" َقومو َكميا؛ َبؿ ّ
َأنو َلـ َ
َيفيـ ّ
َوخروجو َعمى َقوموَُ ،
َوالمتمثّمة َفي َعدـ َالكبلـ َمعيـَ ،وقد َاستبدؿ َىذا َاألخير َبفعؿ َأعظـ َمنو َالمتمثّؿَََََ
في َقولوَ ،﴾َ َ َ َ َ َ َ ﴿َ :ىذا َالممفوظ َفعؿ إنجازيَ
نتجةَمفَالسياؽَبعدَأفَالتّفسيرّيةَمفادىاَاإلنجازَ،فػ﴿ََ﴾
ّ ستَ
ةَم َ
قيمةَقولي َُ
ّ فَ
تضم ََ
ّ
َِ
وـَعفَالكبلـَ،ولكفَا َِ
ستبدؿَ ؽَفعؿَ َّ
الص يمكفَأفَتكوفَإيماءَفقطَدوفَقوؿَ،ومنوَتحقّ ََ
وليةَفيَالممفوظ؛ َوالّتيَمفادىاَ
يمةَالقَ ّ
َ بما َىو َأفضؿَمنوَ،وىوَالتّسبيحَوىناَتكمف َ َِ
الق
44
سيَدناَ" َزَكرياء" فيَسو ِرَةَ"َ ََمرََيََـَ"ََََََََََََََََََََََ َكر ََ
ام َةَُ ََ ط َِ
ابَ َُ داوليَ َِ
ةَلمخ ََ َِ
اني:القََيـَالتَ َُ ؿَالثَ
الفَص َُ
َ
َ
َأياـَ،
تقبمو َبعد َثبلثة ّ
تييئة َالقوـ َنفسيا َلسماع َخبر َالبشرى َ َو ّ
َبكرَةً َوعشياَ ،ل ََ
التّسبيح َُ
وَقدَبعثَ
ُ َِ
وىبَنبيئيـَا ًبناَيرثَعممو َ»(َ،)1و ّأنوالمتمثّؿ َحسبَ"َابفَعاشور َ" َفيَ« َ
فيَرحـَعجوزَعقيـَ .
ويظير َالمضموف َالقضوي َلآلية َفي َقيمة َالتّسبيحَ ،وبتحقّقو َبصيغة َاألمرَ،
َسماعية َغرضو َالتّعظيـ؛ َفالتّسبيحَ
ّ َتعجب
باعتبار َالوضع َالمّغوي َلمتّسبيح َصيغة ّ
بأنو َقادر َعمى َك ّؿ َشيءَ ،ومنو َتمقّي َالخبرَََََََ َم َِ
بلءمة َلتعظيـ َا﵀ َومنزلتو َ َو ّ أرضية َُ
ّ
ؿ َميـَ َلمتّواصؿَكماَعكستَ
ارَالنفسيَعام ٌَ
الَيحدثَشقاَبينيـَوبيفَخالقيـَ،فاالستقر ّ
َيصدر َ ّإال َعفَ
َُ َألف َاألمر َال
سيدنا َ" َزكرّياء َ" َوقومو؛ ّ
اآلية َالعبلقة َالحسنة َبيف َ ّ
باعاَلوَ ،ومنوَلـَيحصؿَالصَوـَالكمّيَبفعؿَ
َبوَواتّ ً
قتداء َ َِ
طاعةَ،فكافَذلؾَا ًشخصي َُ
ةَم ّ
سبيحَ .
ضَبالتّ َِ
وَعو َ َ
ألن ُ
السَكوتَالمطموبَسابقًا؛َ ّ
أقرتَبػَ :
واآلياتَمفَ(ََ)َ1إلىَ(َّ َ)َ11
احدَاألحدَ .
َََ-1وحدانيَةَا﵀َوال ّشيادةَلوَبأنَوَالو َُ
الد َِ
عاءَفيَأنَوَيغيَرَالقضاءَوالقدرَ َ. َ-3قيم َةَُ ّ
الخالصَبقدرةَا﵀َتعالىَ .
َُ اإليمافَ
َُ َ-4
َ
44
سيَدناَ" َزَكرياء" فيَسو ِرَةَ"َ ََمرََيََـَ"ََََََََََََََََََََََ َكر ََ
ام َةَُ ََ ط َِ
ابَ َُ داوليَ َِ
ةَلمخ ََ َِ
اني:القََيـَالتَ َُ ؿَالثَ
الفَص َُ
َ
َ
َقوتياَ
الوصفيةّ ،
ّ َِ
َأفعاؿ َالكبلـ َاألمرّية َواإلنجازّية َوالتّقريرّية َو َالمتتالية َمف
ىذه َُ
ؽ َفعؿ َالكبلـ َاإلببلغيَ
بانيةَ ،ومنو َتحقَ ََ
َالر ّ
ؿ َفي َإثبات َالطَاعة َالتّامة ّ
امية َتتمثّ َُ
اإللز ّ
القصدَََََ
ََ غوية؛ َألفَ َ
َالكفاءة َالمّ ّ
ََ ؽ َفيو َعنصر
سيدنا َ" َزكرّياء َ" َتحقَ ََ
َونجاحو؛ َباعتبار َ ّ
يَعمىَالمتمقّيَ،تجمّى َذلؾَ
َُ الية َالكبلمّية َىوَإنجازَفعؿ َكبلـ َتأثير
مفَإنتاجَىذهَالمتت ّ
عميوَالسبلـَفيَاآلياتَالّتيَتمييا.
ّ ادىَإلىَمكانةَسيدناَ"َيحيَ"َ
ّ ََ
ارَوتم
فيَالحو
44
ورةََ"َمَريَمََ"َََََََََََََََََََمَكَانَةََسَيَدناَ"َيَحيَ"
داوليَةَلمخَطابََفيَسَ َ
الفَصلََالثَانيَ:القَيمَالتَ َ
سيدناَ"َيحي"َفيَشكلَخطابَسرديَ ( discours
ةَلقصةَ ّ
جاءتَاآلياتَال ّذاكر ّ
) narrativiséبمضمون إنشائي طلبي بصيغة النّداء ﴿َََ َََ
مكانةَسيدناَ"َيحيَ"َ،وقدَحذفَ
ّ َ،﴾ََََالّذيَوصفَبوَحالةَ َو
اميةََ
َقوتو َاإللز ّ
َتتعدى ّ
َالنداء َ﴿ ََ ﴾َ الّذي ّ
الرابط َاألقوى َالمعنويَ ،المتمَثَل َفي ّ
ّ
عميوَالسالمَ .
ّ لسيدناَ"َيحيَ"
إلىَاألمرَ،فالخطابَجاءَمباش َاًرَ ّ
بالنداءَ
وىو َممفوظ َإلزامي َأمريَ ،عالج َواقعَ َالعَقيدةَ ،ففعل َاألمر َ﴿ ََ ﴾َ المَقترنَ َ ّ
غمَأنَالمقامَحوارَ،لكنَفيَىذهَالحالةَ
الردَأوَعدمَاإلنجازَ،ر ّ
اإللييَ(َياَ)َالَيَحتَمَلََ ّ
الَيَقبلََالنَقاشََ،إذَكمّفوَبحملَالكتابَوألزموَضرورةَتعمّموَواتقانوَ .
ناَلكَالنبوةَىذهَفيَالحكمَ،
ّ منَمقولَالقول؛َبمعنىَيسر
ّ تقريريَمعطوفَعمىَماحَذَفَ َ
وأضفىَعميوَا﵀َالحمايةَ﴿ ََ ،﴾َ َ َ َ َ َ َ َ َ فالمَمفوظََ
ًّ
دَحرفياَ جس
سيدنا َ" َزكرّياء َ"َت ّ
الدعاءَ،ومنوَدعاء َ ّ
معطوف َعمىَما َقبموَ،حَقَقَ َصدق َ ّ
ٌَ
سيدناَ"َيحيَ"َوخَمقوَ .
فيَصورةَ ّ
لذلكَكانَمحتوىَاآليةَ﴿ََ ﴾ََمعطوفاَعمىَماَقبموَبالفعلَالماضيََ
85
ورةََ"َمَريَمََ"َََََََََََََََََََمَكَانَةََسَيَدناَ"َيَحيَ"
داوليَةَلمخَطابََفيَسَ َ
الفَصلََالثَانيَ:القَيمَالتَ َ
﴿ ََ ،﴾َ َ َ َ َ وىو َماَيؤ ّكدهَالممفوظَالتّقريريَفيَاآليةَ﴿ ََ
َبره َبوالديوَ
امية َتكمنَ َفي ّ
قوتو َاإللز ّ
ألن َ ّ
﴾َ َ َ َ َ َ ؛ َ َّ
الكبيرينَ ،وتأكيد َذلك َأيضا َفي َاألسموب َالخبري َلمحتوى َاآلية َ﴿ َََ َ
َوعميو َفالمضمونَ َالقَضوي َتمثل َفي َاستعظام َفضل َا﵀ َعمى َعبده َ" َزكرّياء َ"َََ
كما َتتالى َالعطف َبين َاآليات َفي َ﴿ َََ َ َ َ َ َ
سيدناَ"َيحيَ"َعميوَ
ارَالسالمَعمىَ ّ
َ﴾َََفالممفوظََتقريريَمثبتَمفادهَإقر ّ
85
ام ِةُِالسِيَِِدِةَُِ ِ"ِ:مرَِيَِـِ"ِِ
سورِةِ"ِ َِمرَِيَِـِ"ِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِ َِكَِر َِ ط ِِ
ابِفيِ ُِ داوليِةِل ِِ
مخ َِ يـِالتِ ُِ ِِ
الق ُِ
قوتوِ
﴿ِ ،﴾ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ تتجمّى ِ ّ
خبرىاِ ﴿ِ،
ِ السّيدةِ"ِمريـِ"ِ ِوماِحدثِلياِ،ومنوِاالىتماـِب ِ
قصةِ ّ ةِفيِ ِِ
ذكرِ ّ امي ِِ
اإللز ّ
يِمؤ ّكدِبالظّرؼِ(ِإذِ)ِِالعائدِ
ِ،﴾ِِِِ ِوىوِممفوظِتقرير ِّ
عمىِفعؿِاألمرِ﴿ِِ،﴾ِوالمرتبطِبمكافِاعتزاليا؛ِإذِخرجتِعفِأىمياِوانفردتِ
ب ِبوِعفِ
ماِي ْحتَ َج ُِ
ِ ﴾ِ ِ ِ مفادهِتقريرِوتأكيدِاالعتزاؿ؛ ِحيثِأخذت ِ ُ
ي ِمثبتِ
ِالرابط ِفي ِممفوظ ِتقرير ِّ
الناس ِلقضاء ِحاجةِ ،ليتواصؿ ِالكالـ ِبحرؼ ِالفاء ّ
ّ
مؤ ّكد ِبالفاء ِالعاطفة ِ﴿ ِِ ،﴾ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ كوفِ
الفعؿ ِ﴿ ِِ ﴾ِ تحقّقت ِنتيجتو ِفيما ِبعد ِفي ِقولو ِ﴿ ِ﴾ِ ِ ؛ ِبمعنىِِ
إلى ِ" ِمريـ ِ" ِأرسمنا ِالممؾِ ،المرتبط ِفي ِسياقو ِبضمير ِالمتكمّـ ِالجمعي ِ( ِنا ِ)ِ
مسّيدةِ"ِمريـِ"ِفيِعزلتياِ،بتوظيؼِ
يِلماِحدثِلػ ّ
ويستكمؿِالكالـِفيِإطارِسردِخبر ِّ
يِ
ير ِّ
القوة ِاإلنجازّية ِلمممفوظ ِالتّقرِ
ِالرابطة ِ﴿ ِِ ،﴾ِ ِ ِ ِ تكمف ِ ّ
الفاء ّ
06
ام ِةُِالسِيَِِدِةَُِ ِ"ِ:مرَِيَِـِ"ِِ
سورِةِ"ِ َِمرَِيَِـِ"ِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِ َِكَِر َِ ط ِِ
ابِفيِ ُِ داوليِةِل ِِ
مخ َِ يـِالتِ ُِ ِِ
الق ُِ
ي ِالمثبتِِ
سردِالقصةِدوفِرابطِوبأسموبِالحوارِ ،في ِالممفوظِالِتّقرير ِّ
ّ ويستمر ِ
ِّ ِ
اسـِالقوةِِ
ّ فيِقولو ِ﴿ِِ ،﴾ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ والمؤ ّكدِبو
ِالرحمفِِِِ
بالرحمف ِمف ِالممؾِ ،وذكرت ِصفة ّ
( ِ ّإني ِواف ِ) ِالّذي ِظير ِفي ِاالستعاذة ِ ّ
ِفصرحت ِمباشرة ِباستعاذتيا ِمنوِ ،وىي ِنوعِِِِ
ّ ال ِغير؛ ِباعتبار ِأف ِا﵀ ِرحيـ ِبعباده
بالرحمفِِِِِِ
ِ ﴾فالممفوظ ِيوحي ِإلى ِال ّشؾ ِالّذي ِمفاده ِاليقيف؛ ِبمعنى ِاستعنت ِ ّ
التّقوىِفماِأسعىِإليوِمفِخالؿِاالستعانةِىوِتذكيرؾِبتقواؾِالِغيرِ .
ِقولوِ﴿ ِِِ ِ ِ ِ جاءِالرِّد ِالحواري ِبممفوظِتقريري ِمفِخالؿ
ّ ِ
الالـ ِ)ِمفادهِتبرئةِِ
اسـِالقوة ِ( ِ ِّإنما ِ)ِو( ِ ّ
ّ ِ ﴾ ِ ِ ِ مثبتِبو
06
ام ِةُِالسِيَِِدِةَُِ ِ"ِ:مرَِيَِـِ"ِِ
سورِةِ"ِ َِمرَِيَِـِ"ِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِ َِكَِر َِ ط ِِ
ابِفيِ ُِ داوليِةِل ِِ
مخ َِ يـِالتِ ُِ ِِ
الق ُِ
﴿ ِِِ ِالسرد ِبحوار ِاستمزامي ِتمثّؿ ِفي ِمحتوى ِمضموف ِاآلية ِ
ويتبع ّ
ِأف ِالقوؿِِِِ
ِ ،﴾ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ الّتي ِدلّت ِعمى ّ
السيدةِِِِِِ
امية ِفي ِإق ارره ِ) ِ ،( assertionإذ ِىو ِإقرار ِمف ِ ّ
قوتو ِاإللز ّ
ممفوظ ِمثبتّ ِ ،
تفياميِتعجبيِ
ّ ابياِوردىاِعمىِ﴿ ِِ﴾ِِِِِفالممفوظِاس
ّ "ِمريـِ"ِفيِجو
الرسوؿ.
ياِصدِِقَتِماِقالوِلياِ ّ
لىِأن َِ
إنكاريِ،يخرجِِإ ّ
اؼِالزناِ،وىذاِ
ّ ِِ
فيِعمىِماِقبمياِ،فييِتنفيِعفِنفسياِصفةِاحتر صيغةِالن
ّ بنفس ِ
اميةِِِِ
ِقوتو ِاإللز ّ
ِواآلية ِباإلجماؿ ِفعؿ ِكالـ ِإنجازي ِاستفياميّ ،
دليؿ ِعمى ِطيرىاِ .
ِالحجاجية ِفي ِانتفاء ِجميع ِِ
ِالعِمَؿِ ّ ِوقوتو
النفيّ ،
الدىشة ِواإلنكار ِو ّ ُّ
ِالتعجب ِو ّ في
أكيدِواثباتوِ
ِ تِحصوؿِالولدِلمسيدةِ" ِمريـ ِ"ِ ِ،وما ِزادِفيِإقرارِالتّ
ّ تيِتُثِبِ
والحججِالّ ِ
لفظتيِ(ِليِ)ِو(ِلـِ)ِ .
ِ،﴾ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
06
ام ِةُِالسِيَِِدِةَُِ ِ"ِ:مرَِيَِـِ"ِِ
سورِةِ"ِ َِمرَِيَِـِ"ِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِ َِكَِر َِ ط ِِ
ابِفيِ ُِ داوليِةِل ِِ
مخ َِ يـِالتِ ُِ ِِ
الق ُِ
وردِالفعؿِبيفِالطّرفيفِموائـِومقتضىِالحاؿِوسياقوِ،فآيةِ﴿ِِ﴾ِِممفوظِ
ّ
ِ،فالضمير(ِىوِ)ِعائدِحسبِ
ّ السابؽِ﴿ ِ﴾ِ ِ ِ ِ ِ
عمىِنفيِالتّساؤؿِ ّ
عمىِ﴿ِ ِ.﴾ِِِِِِ
يةِالقصديةِالّتيِتجمّتِفيِكالـِالممؾِمفِخالؿِ
ّ ارِبتوضيحِالن
ّ ويستكمؿِالحو
دِأف ِالغالـِ
آية ِ﴿ ِِ ،﴾ِ ِ ِ ِ ِ فالممفوظِإثباتي ِتقريريِيؤ ّك ّ
هِإثباتِأفِالغالـِىبةِمفِا﵀ِ ِ.
ّ ِ،﴾ِِفالمضموفِالقضويِمفاد
ـِالجمعيِ
ّ و﴿ِِ﴾ِِبمعنىِفيوِرحمةِ،فالممفوظِمقترفِبضميرِالمتكمّ
يِ
ِىذهِالرحمةِجزءِمنوِ،فيذاِالممفوظِالتّقرير ِّ
ّ باعتبارِأف
ّ ( ِنا ِ)ِالمنسوبِإلىِا﵀؛ ِ
ِقوتو ِاإلنجازّية ِفي ِكوف ِىذا ِالمخموؽ ِاآلية ِىو ِرحمة ِمف ِا﵀ِ ،ومنو ِنفيِ
ت ّ تُثَْب ُ
عجب؛ ِإذ ِأجيب ِعمى ِاندىاشيـ ِقبؿ ِأف ِيسألوا ِومنو ِفالجواب ِسبؽِ
التّساؤؿ ِوالتّ ّ
ِ
06
ام ِةُِالسِيَِِدِةَُِ ِ"ِ:مرَِيَِـِ"ِِ
سورِةِ"ِ َِمرَِيَِـِ"ِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِ َِكَِر َِ ط ِِ
ابِفيِ ُِ داوليِةِل ِِ
مخ َِ يـِالتِ ُِ ِِ
الق ُِ
بمعنىِتحركتِوابتعدتِبوِعفِأعيفِ
ّ الِّداؿ ِعمىِالحركةِ ،و﴿ ِ﴾ِ ِ ؛ ِ
الناسِ .
ّ
06
ام ِةُِالسِيَِِدِةَُِ ِ"ِ:مرَِيَِـِ"ِِ
سورِةِ"ِ َِمرَِيَِـِ"ِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِ َِكَِر َِ ط ِِ
ابِفيِ ُِ داوليِةِل ِِ
مخ َِ يـِالتِ ُِ ِِ
الق ُِ
أف ِأىمياِسيرفضوفِ
ياؽِإلىِصفةِالرفض؛ِأي ِ ِّ
ّ يوحيِمفِخالؿِالس
ّ ظُ ِ
ِوالممفو ِ
وقدِحددِ
ّ اِعفِالناسِ،
ّ ؛ِأيِبعيد
ً حممياِىذاِ،يتجمّىِذلؾِفيِقولو﴾ِِ ﴿ِ:
باعتبارِالسياؽِيؤ ّكدِذلؾِ،
ّ ةِالسّيدةِ"ِمريـِ"؛ ِ
ةِفيِسكوفِنفسي ّ
ّ امي
فعاليتوِاإللز ّ
فِ ّ تكم ُِ
ُِ
بةِمماِح ّؿِبياِ ِوكيؼِستواجوِالقوـِ .
و ّأنياِمضطر ّ
ِ،﴾ِِِِِِِِِِِِفالممفوظِ
ِسرعناِ
اض ِنحف ِمف ّ
خ ُِ
ِالم َِ
امية ِفي ِكوف ِىذا َِ
ِقوتو ِاإللز ّ
منية ّ
مثبت ِبفاء ِالتّعقيب ِا ّلز ّ
ٌِ
الوضعيةِ
ّ ِصرح ِبػ ِ( ِأجاءىا ِ) ِ ِوليس ِ( ِجاءىا ِ)ِ ،ومنو ِ
ِالسياؽ ِالقرآني ّ
فيوِ ،كوف ّ
غويةِلمفعؿِ(ِأجاءِ)ِتوحيِإلىِالتّسريعِ،ومفادِالممفوظِتعجيؿِوقتِالوالدةِ ِ.
المّ ّ
منيِ،
ارِالنداءِوالتّ ّ
امية ِفيِإقر ّ
تِقوتوِاإللز ّ
﴿ ِِ ،ِ ﴾ِ ِ ِ ِ ِ تجمّ ّ
مبيةِالّتيِالِتتحقّؽِفييِ
منيِمفِاألساليبِاإلنشائيةِالطّ ّ
ّ غةِأف ِالتّ
ّ والمعروؼِفيِالمّ
عكسِالرجاءِ،لذلؾِجاءتِصيغةِالممفوظِفيِشكؿِدعاءِجديدِمفِنو ٍِ
عِثافِ،عكسِ ّ
الدعاء ِيخرج ِإلى ِالحسرةِ،
رض ِ ّ ٍ
ِبتمفِ ،فغ ُِ حسر
ِمتضمف ِالتّ ّ
ّ ما ِدعاه ِ" ِزكرّياء ِ"،
الدعاء ِفيو ِاستثناء ِحصؿ ِفي ِعدـ ِدعائياِِ
لدرجة ِدعائيا ِعمى ِنفسيا ِبالموتِ ،ف ّ
صياِ
خ ُِّ
ِ،فاألمرِي ُِ
َِ عمىِأف ِالولدِرحمةِمفِا﵀ِ﴿﴾ِ ِ
ّ عمىِولدىاِ،وىذاِدليؿِ
ىيِ ِ .لذلؾ ِجاء ِممفوظ ﴿ ِِ ﴾ِ ِ ِ تقريري ِمفاده ِالتّ ّ
مني؛ ِبمعنىِ
06
ام ِةُِالسِيَِِدِةَُِ ِ"ِ:مرَِيَِـِ"ِِ
سورِةِ"ِ َِمرَِيَِـِ"ِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِ َِكَِر َِ ط ِِ
ابِفيِ ُِ داوليِةِل ِِ
مخ َِ يـِالتِ ُِ ِِ
الق ُِ
اميةِإحداثِ
ـِ،قوتوِاإللز ّ
فسيةِلممتكِمّ ّ
رِعفِالحالةِالن ّ
ّ عب
التّعبيرّيةِ) ِ،( les expréssifsي ّ
عقبيةِ
اِيجعؿِىذاِالنداءِكالـِتأثيري( ِ ( acte perlocutoireفالفاءِالتّ ّ
ّ نينةِ،مم
ّ الطّمأ
عائد ِإلىِماِ
اىا ِ﴾ ٌِ
اد َ
ضميرِالرفعِالمستتر ِفي﴿ َِن َ
ّ فيِلفظةِ﴿ ِِ ﴾ِ مقترنةِبػِ« ِ
ِالضمير ِالغائب ِفي ِ﴿ ِ﴾ِ ؛ ِأي ِ« ِناداىا ِالمولود ِ»(ِ )1وىذا ِحسبِ
عاد ِعميو ّ
"ابفِعاشور"ِ،فالطّمأنينةِحدثتِبالكالـِالتّأثيريِمفِولدىاِ ِ.
التّحقيؽِ
و﴿ ِِ ﴾ِ ِ ِ ِ ِ الممفوظِتقريريِمثبتِمؤ ّكدِبػِ( ِقد ِ) ِ ِ
مفِالماءِكالساقيةِ»(ِ )2ترتّبتِ
ّ ؿِ
الجدو ُِ مفادهِأفِىذاِالس ِر ُّ
يِوىوِعندِ"ابفِعاشورِ" ِ«ِ َِ ّ
كمُِنيا ِفي ِحاجتيا ِإلى ِالماء ِبعد ِالوضعِ ،وجعؿ ِىذا ِاألخير ِيجريِِ
ِم َِ
عميو ِمصمحةَِ ،
احةِلمسّيدةِ"ِمريـِ"ِ .
ّ ؿِفيِتحقيؽِالر
ّ اميةِلمخبرِتتمثّ
فالقوةِاإللز ّ
مفِتحتياِالِمفِفوقياّ ِ،
وممفوظِ﴿ِ ِ ﴾ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ معطوؼِ
اميةِمسايرةِالحالةِالّتيِتعيشياِ
﴿ ِِ ﴾ِ وىوِفعؿِتمفّظي ِأمريِوصفيِ،غايتوِاإللز ّ
00
ام ِةُِالسِيَِِدِةَُِ ِ"ِ:مرَِيَِـِ"ِِ
سورِةِ"ِ َِمرَِيَِـِ"ِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِ َِكَِر َِ ط ِِ
ابِفيِ ُِ داوليِةِل ِِ
مخ َِ يـِالتِ ُِ ِِ
الق ُِ
والممفوظِبشكؿِعاـِناتجِعفِفعؿِالتّمفّظِ،وىوِفعؿِالكالـِاإلنجازي (acte
األمرِبغيةِإحداثِتأثيرِفي ِالمأمورِوىوِتثبيتِدرجةِ
ُِ ِ) ،illocutoireالمتمثّؿِفي ِ
الًِلمضموفِالجممةِالّتيِ
اميةِ) ِ،( force illocutoireفيِكونوِتعمي ِ
قوتوِاإللز ّ
ّ ﴾
ِالمضمرة ِالّتيِ
ِالدىشة ِوالحيرة ُِ
سبقتو ِ﴿ِ ِ ،﴾ِ ِ ِ ِ ومفاده ِإبطاؿ ّ
ِ،ولكفِااللتزاـِبفعؿِاألمرِ
ّ خمةِالصمبة
ّ ىاِلمن
فيِكيفيةِىز ّ
ّ "ِبتعجبياِ
ّ عتمتِنفسيةِ"ِمريـِ
ّ ِِا
اقطِالرطبِالطّريِ .
ّ عِِقَِب ِ
توُِإزالةِالحيرةِالمتمثّمةِفيِتس ﴿َِِ ﴾ِ
ِِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
ألَ ِِ
كؿِ اميتوِفيِامتثالياِ ِ
السابؽِ،مفادِإلز ّ ٍِ
الممفوظِمعطوؼِعمىِاألمر ِ ّ ِ ،﴾ِ ِ ِ ف
ويقرِإيمافِ"ِمريـ"ِِ
يِيثبتِ ُِّ
ُِ شربِماِتحتاجِإليوِمفِالماءِ،ىذاِالممفوظِاألمر الر ِِ
طبِ،و ُِ ِ
ىِالرزؽِمفِ
باعتبارِأنياِكانتِتر ّ
ّ وردِِمعوِ، ٍِ
ارِ،فيِأخذِ َِ ِِ
برسوؿِربِ ِيَاِ،وماِتالىاِمفِحو
اِيؤديِإلىِمضاعفتوِ .
كرِ،مم ّ
ّ بوِدائماِال ّش
ً ا﵀ِدوفِدعاءِ،وتتاليِالرزؽِعميياِعق
ّ
قوتوِ ًِّ
ابؽِجاءِوصفيا ِتقريرِّيِاً ِ ّ معطوؼِعمىِاألمرِالس
ّ وممفوظِ﴿ ِِ ﴾ِ ِ
ىاِ،بعدِأفِبث ِا﵀ِفيِقمبياِالقرارِ
ّ فسية ِواستقرار
ؿِفيِسكوفِالحالةِالن ِّ
ّ اميةِ،تتمثّ
اإللز ّ
الرحمةِ ِ.
السكينةِو ّ
و ّ
06
ام ِةُِالسِيَِِدِةَُِ ِ"ِ:مرَِيَِـِ"ِِ
سورِةِ"ِ َِمرَِيَِـِ"ِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِ َِكَِر َِ ط ِِ
ابِفيِ ُِ داوليِةِل ِِ
مخ َِ يـِالتِ ُِ ِِ
الق ُِ
أما ِممفوظ ِ﴿ ِ
ِِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
ّ
إما ِ)ِِِِِِِ
ِ ﴾ِ ِ ِ ِ وصفي ِتقريري ِمثبت ِ) ( assertionمؤ ّكد ِبػ ِ( ِ ّ
أكيدِبمعنىِحدوثِالرِؤّيةِأكيد،
ّ تيِأفادتِرؤيتياِالحتميةِ،فييِلـِتفدِالتّخيير؛ِبؿِالتّ
ّ الّ
﴿ ِِ ﴾ِ ِ ِ ِ ِ ممفوظ ِأمري ِتقريري ِمثبت ِبػ ِ( ِ ّإني ِ) ِفائدتوِ
ةِالصوـِ،والكالـِمعطوؼِعمىِماقبموِ،ومنوِالمتكمّـِبالحجاجِىو ِِابنياِ
ّ ةِحتمي
ّ امي
اإللز ّ
الصوـِعفِالكالـِيوحيِ
ؾِ،فنِْذ ُِر ِ ّ
َِ جِإلىِأف ِماِستقولينوِأمرؾِبوِرّب
ِّ بوحيِإلييِ،يخر
ضِ جِ ِوُِي ِِ
دح ُِ حا ِج ُِ
ِىناؾِمفِسُِي َِ
َِ مىِأف
ّ ومنوِالصوـِعفِالكالـِيد ّؿ ِع
ّ إلىِأنياِلـِتخطئِ،
ِّ
ِ
قوفِابنياِ قوىاِمثمماِسيصد
ّ ىاِميماِحاججتِفمفِيصد
ّ ِ
يـِبوِوىوِابنيا؛ ِباعتبارماِستُت
عندِالنطؽِ .
ّ
دتِعمىِالصوـِمسبقاِفيِآيةِ﴿ِِ﴾ِِِِوىوِممفوظِجاءِ
ّ وأ ّك
الصوـِوقعِمسبقًا؛ِوىذاِحسبِماِذىبِإليوِ"ِابفِعاشور"ِِِِ:
ِنِْذ َِرِ ّ
اِفيِأف َِ
ّ وصفياِتقريرًّي
ًّ
ذرِواإلخبارِبوِكنايةِعفِوقوعو؛ِ
ةِعفِإيقاعِالن ِ
ّ اِبالنذرِعبار
فِإخبار ّ
ً القوؿِالمتضم
ّ «ِ
ِاألصؿِفيِالخبرِالصدؽِوالمطابقة ِ»(ِ،)1ومازادِمفِالتّأكيدِالتّمفظِبالجزـِمسبقا
ّ ألف
ّ
فيـِأنياِممكفِ
ّ مفِالس ُِ
ياؽِي ّ وـِمعِاإلنسيِ ِ،و
ّ أكيدِعفِالص
ّ ﴿ِِِ﴾ِِوغرضوِالتّ
06
ام ِةُِالسِيَِِدِةَُِ ِ"ِ:مرَِيَِـِ"ِِ
سورِةِ"ِ َِمرَِيَِـِ"ِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِ َِكَِر َِ ط ِِ
ابِفيِ ُِ داوليِةِل ِِ
مخ َِ يـِالتِ ُِ ِِ
الق ُِ
دِعودةِالسّيدةِ"ِ:مريـ"ِإلىِقومياِتحمؿِابنياِ﴿ِ
ّ السياؽِالّذيِسبؽِاآليةِأ ّك
ّ
يِ
ظٌ ِتقرير ِّ
ِ ﴾ وىو ِممفو ِ
جاجيةِالّتيِيمتمكياِ .ِِ
اِبالقيمةِالح ّ ِِ ِ
عمىِنفسياِ،ولـِتيربِولـِتخجؿِبوِ،لعِْم ِم ِيَ
ٍِ
ِبممفوظ ِمثبتِ ،مفاده ِتحقيؽ ِرؤية ِالقوـ ِلػ ِ" ِمريـ ِ"ِِِِِِِ ِرد ِالفعؿ ِمف ِالقوـ
وجاء ِّ
ِأنيا ِغابتِِ
وىي ِتحمؿ ِالولد ِ﴿ ِِ ،﴾ ِ ِ ِ ِ ِ ىذا ِما ِيؤكِد ّ
حتماِإلىِالكذبِ .
موِسيضطرىاِ ً
ّ ولداِمعياِ،لذلؾِِِاِتُّ ِي َِمتِبالفري؛ِأل ّفِحقيقةِ ِ
ماِتَحم ً
ِِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ بيفِالقوـِ،وىوِماِتحِقّؽِفيِقوليـِ﴿
امية ِفيِاعتراؼِ
ِ،قوتوِاإللز ّ
تأكيدي ّ
ِّ بت ِ
وصفي ِمث ٌِ
ِّ يِ
ظُ ِتقرير ِّ
ِ ﴾ ِ ِ فالممفو ِ
شرفياِ
ِوحسف ِخمقيا ِو َِ امتيا ِِ
ِوعفِتيا ُ رمِتِيا َِا
ِوعرِقَة ِأصميا ِوكر َِ ِبح َِ
القوـ ِالتّاـ ِوالكامؿ ُِ
ِأنو ِيخرج ِإلى ِالتّأكيدِِِِِِِِِ
ِالندائي؛ ِ ّإال ّ
ونسبياِ ،واف ِكاف ِالممفوظ ِبصيغة ِاإلنشاء ّ
َِ
شرؼِ .
عفِال ّ
ِيثبتِ
ِع ِيدوه ِفييا ِشيء ِىـ ِ ُِموقنوف ِبوِ ،وما ِيشاىدونو ِبيف ِيدييا ُِ
ألف ِما َِ ِِ
حيرِتَيـ؛ ِ ّ
ميِىذاِالسياؽِ .
ّ تيِتَ
العكسِمفِذلؾِ،ىذاِماِتََِوضِحِفيِاآليةِالّ ِ
ِ
﴿ ِِ،﴾ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ فالممفوظِ
ِِ ِ ِ ويتواصؿ ِالحوار ِمع ِ" ِمريـ ِ" ِوقوميا ِبممفوظ ِتقريريِ ﴿ِ ،
استفياـِ،قوتوِ
ّ ِ ،﴾ِ ِ ِ ِ الّذيِيخرجِإلىِفعؿِالكالـِاإلنجازيِفيوِ
فيِأفِالقوؿِ
ّ فِ
ةِتكم ُِ
امي ُِقوتوِاإللز ّ
﴿ِّ ِ،ِ﴾ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
ِإمكانية ِالحديث ِفي ِالميدِِِِِِ،
ّ ِالعاديةِ ،وىي ِإجابة ِإثبات
ّ إجابة ِمباشرة ِعمى ِحيرة ِالقوـ
بِالسابؽِ .
ّ عج
ومنوِإبطاؿِالتّ ّ
66
ام ِةُِالسِيَِِدِةَُِ ِ"ِ:مرَِيَِـِ"ِِ
سورِةِ"ِ َِمرَِيَِـِ"ِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِ َِكَِر َِ ط ِِ
ابِفيِ ُِ داوليِةِل ِِ
مخ َِ يـِالتِ ُِ ِِ
الق ُِ
ِشيء ِِتَـِِ
ٌِ امية ِفي ِوقوعيما ِفي ِالماضيِ ،و ّأنو
ِ ﴾ِ ِ ِ فائدتيما ِاإللز ّ
جداؿِ
اِىذاِيرجعناِإلىِقولوِتعالىِ ﴾ِ ِ ِ ِ ﴿ِ :فالِ ِ
ُِ ؿ ِفيوِمسبقً
الفص ُِ
اجعةِفيياِ،فقدِوِقَ ِعتِوقُ ِ
ض َي ِاألمرِبشأنياِِِِ، َِ َ ِصيغةِالفعؿِفيِالماضِالِمر
ُِ فيو؛ِألف
ّ
بوةِ ،والمقصود ِبالكتاب ِىنا ِىو ِ« ِاإلنجيؿ ِ»(ِِ،)1و ّأنوِ
الن ّ
ؿ ِالكتاب ِو ِّ ِوُِكِتِ َِ
ب ِعميو ِحم ُِ
بوةِالمحددةِلوِسمفًاِ .
ّ وِبالن
ؿِمسؤوليِِتَ ّ
حمِ ُِ
سي َِ
ُِ
ِالناطؽِِِِ
ِأف ّبي؛ ِإذ ِيد ّؿ ِعمى ّ
ِالص ّ
ِالمثير ِلالىتماـ ِمف ِىذا ِالمقاؿِ ،كالـ ّ
ولكف ُ
ِبالييف؛ ِبؿ ِحالة ِدفاعِِِِِِ
ّ ؿ ِيفيـ ِفي ِشؤوف ِاألديافِ ،وىو ِموقؼ ِليس
بوِِ ،فَِْرٌِد ِعاق ٌِ
ي ِمثبتِ
ؼِبتوضيحِالرسالةِالّتيِبعثِمفِأجمياِفيِممفوظِتقرير ِّ
ّ ويستمر ِالعط
ِّ
ِِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ معطوؼِعمىِماِقبموِ ﴿ِ ،
تيِو ِِ
جدِمفِأجمياِ، بي ِووظيفتوِالّ ُِ
فيِمكانةِالص ّ
ّ امية ِ
قوتوِاإللز ّ
ّ ِ،﴾ ِ ِ ِ ِ
يِ
ىذاِماِيمخِصِلناِالفائدةِمفِالوجودِبشكؿِعاـِ،و﴿ِِ﴾ِِالممفوظِتقرير ِّ
ُِ
ِ فيِجعموِسابقًاِذوِبركة؛ِأيِمفِقبؿِخمقوِ،و﴿ ِ
ِ امية ِ
قوتوِاإللز ّ
مثبت ِفيِالماضّ ِ ،
ينونةِ ِ.
عميـِال َِك َِ
ِِ﴾ِِِتَ ُِ
امية ِوجوبِ
﴿ ِِ ، ﴾ِ ِ ِ وىو ِممفوظ ِمؤ ّكد ِسابقا ِفائدتو ِاإللز ّ
ةِأنوِجاءِبأركافِجديدةِلديانةِجديدةِ،
المستفاد ِمفِىذهِاألمرّي ِّ
ُِ تحقيقوِفيِالمستقبؿِ ،و
أقر ِكينونتو ِسابقاِِِِِ،
ِموجودا ِمف ِقبؿ ِباب ِاإلقرار؛ ِالّذي ِ ّ
ً ِأف ِاألمر ِكاف
الدليؿ ِعمى ّ
وّ
منِي ِبالموت ِالمجيوؿِ
ف ِاإلقرار ِالضِ ِ
ِتَضمِ َِ
و﴿ ِِ ﴾ِ ِ ِ ِ فعؿ ِكالـ ِتقريريِ ،
فعِوتأجؿِموتوِ ِ.
ّ مفِ،وىذاِماِحدثِبالفعؿِعندماِر
ُِ الز
ِّ
بانيةِإلىِطاعةِالوالديفِفيِشكؿِتمقيفِِِ
اعةِالر ّ
ّ وتتواصؿِالطّاعةِوتنتقؿِمفِالطّ
اميةِِ
ممفوظِتقريريِمثبتِ،فائدتوِاإللز ّ
ِ ﴿ِ،﴾ِِِِِِِفال
في ِطاعتو ِالتّامة ِلوالدتوِ ﴾ِ ِ ِ ِ ِ ﴿ِ ،الممفوظ ِخبري ِمعطوؼِِِِِ
ِالمتكبرِ
ّ ِبالجبار
ّ ِأنو ِليس
امية ِفي ِإقرار ِ ِوتوكيد ّ
ِقوتو ِاإللز ّ
مسبقًاّ ،
منفي ِ ِ
عمى ِماقبمو ِ ِّ
ِِ ِ ِ ِ ِ أييدِالربانيِفيِآيةِ﴿
ّ ِ،ويقر ِعمىِالتّ
ّ الظّالـ
66
ام ِةُِالسِيَِِدِةَُِ ِ"ِ:مرَِيَِـِ"ِِ
سورِةِ"ِ َِمرَِيَِـِ"ِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِ َِكَِر َِ ط ِِ
ابِفيِ ُِ داوليِةِل ِِ
مخ َِ يـِالتِ ُِ ِِ
الق ُِ
اميِالدعاءِبمالزمةِ
ّ الممفوظِمعطوؼ ِجاءِمثبتا ِتقريرِّيا ِمفادهِاإللز
ٌِ ِ ﴾ِ ِ ِ ِ ف
الورودِعمىِالدنياِ،واالرتحاؿِمنياِ،والورودِ
ّ السالـِلوِفيِأطوارِالحياةِالثّالثِوىيِِ :
ّ
السالـِ .
ِطورِمنياِالزموُِ ّ
ِ إلىِاآلخرةِ،ففيِك ّؿ
بيِ ،وحتّىِالِ
ِماِقالوِليـِالص ّ
ّ صدِِقُواِك ّؿ
دِأنيـ ِ َِ
محذوؼِِ ،وىذاِماِيؤ ّك ّ
ٌِ ِىناؾِكالـ ِ
ٌِ أف
ّ
حِاسموِونسبوِ .تمثّؿِىذاِالخطابِاإللييِفيِشكؿِإجابةِ يقعواِفيِشرؾ ِتألييوِ،صر ِ
ّ
متَِِر ِِ
اءِالقوـِوش ّكيـِ ِ. ِِ
حاسمةِعمىِا ِ
يِمثبتِبالنفيِ،مؤ ّكدِبفعؿِماضِ(ِكافِ)ِ
ّ ير
ِ،﴾ِ ِ ِ ِ ِ ِ فالممفوظ ِتقرِ
ادِالفعؿِالكالميِتأثيراِواثباتًاِ
ً ومماِز
فيِالنفيِالتّاـِأفِيكوف ِ﵀ِالولدّ ِ ،
ّ امية ِ
قوتوِاإللز ّ
ّ
السماعي ِ( ِسبحانو ِ)ِ ،الّذي ِيؤ ّكدِِِِِِِ
عجب ِ ّ
ِالنفي ِ ِوفعؿ ِالتّ ّ
حود ِالّتي ِتفيد ّ
الج ُِ
الَُِـ ِ ُِ
ِ
وِىوِالمتصرؼِ
ّ دِعمىِأن
ّ ةِمفِس ِوِلَتِلوِنفسوِبيذاِالكالـِ،ويؤ ّك
َِ س َِ
فاى عمىِعظمةِا﵀ِ ِو َِ
يِ
في ِالكوف ِ﴿ ِِ ﴾ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ وىو ِممفوظ ِتقرير ِّ
ِالعزةِ
امية ِتتمثّؿ ِفي ِدالئؿ ّ
ِقوتو ِاإللز ّ
أكيديةّ ،
إف ِ) ِالتّ ّ
رطية ِو( ِ ِّ
مثبت ِبػ ِ( ِإذا ِ) ِال ّش ّ
بوبيةِ،فا﵀ِغنيِعفِالعالميفِ .
الر ّ
و ِّ
66
ام ِةُِالسِيَِِدِةَُِ ِ"ِ:مرَِيَِـِ"ِِ
سورِةِ"ِ َِمرَِيَِـِ"ِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِ َِكَِر َِ ط ِِ
ابِفيِ ُِ داوليِةِل ِِ
مخ َِ يـِالتِ ُِ ِِ
الق ُِ
ِالمسيحيةِديفِالتّوحيدِ،ويبدوِالممفوظِىذا ِمفِخالؿِ
ّ يعكسِأف
ّ عمىِالتّوحيدِ،ىذاِماِ
ِعادِ ،و﴿ِ
ِالسالـ؛ ِإذ ِقطع ِحديثو ِثـ َِ
ِعائد ِإلى ِقوؿ ِ" ِعيسى ِ" ِعميو ّ
السياؽ ِ ّأنو ٌِ
ّ
ّ
حِ .
الَ ِِ
الف ِ
عب ُِرِ َِ
وم َِ
جاحِ َِ
الن ِِ
يؽِ ّ
بوديةِ﵀ِطر ُِ
ِالع ّ
أف ُِ
ِ﴾ ِأِقَرِِمفِخاللوِ ّ
ِِ ويتبيف ِلنا ِاالختالؼ ِالحاصؿ ِأنذاؾ ِوالتّيديد ِالّذي ِلحؽ ِبالقوـ ِفي ِ﴿
ّ
إثباتيِ
ظٌِ ِّ ِ﴾ِِِِِِِِِِ ِِوىوِممفو ِ
امية ِتكمف ِبعد ِفاء ِ« ِتفريع ِالخبر ِ»(ِ ،)1بتأكيد ِحصوؿ ِاالختالؼِ
قوتو ِاإللز ّ
وصفي ِ ّ
ِّ
ِِ ِ ِ ِ ِ فيماِبينيـِوماِسيحصؿِليـِيوـِالقيامةِ ،و﴿ ِ
ِى ِِ
وؿ ِيوـِ ِسُِيالقوف ِمف َِ
ف ِفي ِما َِ
ِتكم ُِ
امية ُِ
ِقوتو ِاإللز ّ
ِ ﴾ِ الممفوظ ِتقريري ِمؤ ّكدّ ،
ِقوتوِ
ِ ،﴾ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ فالممفوظ ِتقريري ِمثبتّ ،
ونَناِ)ِ عج ِِ
ب ِمف ِمشيدِالكافريفِيوـِالقيامةِ،أ ّكدِىذاِالفعؿِ(َِِيأتُ َ ف ِفي ِالتّ ّ
ةِتكم ُِ
ُِ امي
اإللز ّ
ف ِبضمير ِالمتكمّـ ِالجمعي ِ( ِنا ِ) ِالمنسوب ِوالعائد ِعمى ِا﵀ِ ،وىذا ِما ِيظيرِ
المقترُِ
ِ
بدايةِ ِ.
66
ام ِةُِالسِيَِِدِةَُِ ِ"ِ:مرَِيَِـِ"ِِ
سورِةِ"ِ َِمرَِيَِـِ"ِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِ َِكَِر َِ ط ِِ
ابِفيِ ُِ داوليِةِل ِِ
مخ َِ يـِالتِ ُِ ِِ
الق ُِ
عنيِالظُّ َِ
مـِالكامؿِال ّشامؿِ ِ. ِ جاءتِفيِإطالقياِتَ
ِ
﴿ ِِ ﴾ ِ ِ ِ ِ ِ ِِ ِ ِ ِ ِ وىوِفعؿِ
ؿِ
مماِسيحصؿِليـ ِيوـِالِينفعِال ِما ٌِ
يِ،تمثّؿِفيِنقؿِالخبرِبإنذار ِالقوـِ ّ
كالـِإنجاز ِّ
ِوسمى ِتعالى ِىذا ِاليوـ ِبالحسرةِ ،لما ِفيو ِمف ِ ِندامة ِشديدةِ ،ىذه ِاألخيرةِِِِِ
ِبنوفّ ،
وال ُِ
ِِ
باعتبار ِالممفوظِفيِشأنِ ُِكـ؛ ِ
ِ ِبعدِأفِجاءِالنذيرِ،لذلؾ ﴿ ِِ ﴾ِ ِ ِ
ّ لـِتكفِإال
ّ
ِجَِن ِيتُـِ
ِأنكـ َِ
امية ِفي ّ
ِقوتو ِاإللز ّ ِ
ي ِمؤ ّكٌِد ِبالفعؿ ِالماض ِ( ِقُض َي ِ) ِوِانتيى ِاألمرّ ،
تقرير ِّ
ِالدنيا ِقبؿِ ي ِفي ّ أمركـ ِِقُ ِِ
ض َِ فإف ِ ُِ
اما ِ ّ
ِالدنياِ ،وعميو ِاستمز ً ظُ ِِ
ممكـ ِىذا ِفي ّ عمى ِِ
ِأنفسكـ ِب ِ
اآلخرةِ ِ.
وفيِخاتمةِقصةِ"ِمريـِ"ِيؤِّكدِالمولىِعمىِممكوتوِوجبروتوِفي﴿ِِ
ِِِ
ّ
ِِ
ِالحمؿ ِالّتي ِشاىدتموىاِِِِ عد ِآية
القوـ؛ ِأَِب َِ ِِ
ِلصفات ِ ِِ ِموِائِ َِمة
صة ِجاءت ُِ خاتِم ِةُ ِ ِِ
الق ّ ِ
اؤكـِبعدِ
قتُـِوَِكِفَرِتُـ؟ِفيذاِجزُِ ِِ
"ِوآيةِابنياِ"ِعيسىِ"ِالّذيِنطؽِفيِالميدِِ،تَِفَِرِ فيِ"ِمريـِ
ِإليية ِ ِوكفركـِ
ِعائد ِإلى ِقدرة ّ
ٌِ بأف ِما ِحدث
ضمرّ ِ ،
الم َِ منِ ِّ
ي ِ ُِ يقينِ ُِكـ ِالضِ ِ
إيمانِكـِ ،مع ِ ِ
ِتَ َِعُِّنتكـِِِِِ
نفَعكـ ِ
ِي ِ
فادىا ِلف َِ
ِم ُِ
ِجِرِهُ ِاإلنكارِ ،فا﵀ ِبعث ِليـ ِبرسالة َِ
عمف ِالّذي َِوتَ َِعُِّنتِِكـ ُِ
ِالم ُِ ِ
66
ام ِةُِالسِيَِِدِةَُِ ِ"ِ:مرَِيَِـِ"ِِ
سورِةِ"ِ َِمرَِيَِـِ"ِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِ َِكَِر َِ ط ِِ
ابِفيِ ُِ داوليِةِل ِِ
مخ َِ يـِالتِ ُِ ِِ
الق ُِ
ِالقوةِ
ِالقوةِك ّؿ ّ
أف ّ ىـِمِْق ِِ
ضيِِ،و ّ أف ِأشكالكـِ ِومفِىـِأمثالكـِأمر َِ
ِوال ِ ُِكفركـِ،عمىِأساسِ ّ
عائٌِِدِإلي ِ
ِوأنتـِمعوِراجعوف؛ِباعتبارِالك ّؿِ﵀ِ . فيِمير ِِ
اثِماِكنتـِتحسبونوِلكـِ ِ،
السالم:
سيدنا " زكرياء " والس ِّيدة " مريم" عميهما ّ
قصة ّ
أ /التّشابو الكامن بين ّ
ِالن ِ
ظر ِعفِالطّريقةِالّتيِحصؿِ ِ
ِالولدِىب ِةً ِمفِا﵀ِ ،بِغض ّ ِ–ِ 1كالىماِحص َؿ ِلوُ
بياِ .
يثِ
ِالصالحِوالور ُ ُ ِ
ِا﵀ِلوِالولد ّ
ُ ب
ىِييَ َ
اءِ"ِبا﵀ِفيِدعائوِ ،حتّ َ ِ–ِ 2استعانةِ"ِزكرّي
بِ الحقيقيِلمنبوةِ،تُشبوِاستعاذةِ"ِمريـِ"ِمفِالرسوؿِالّذيِتمثؿِلياِفيِصور ٍ ِ
ةِبشرِلَييَ َ ُ ّ ّّ
ارثِلمن ُبوةِ ِ.
ّ لياِالولدِالصالحِالو
ِّ
ِ–ِ3ميالدِ"ِيحيِ"ِو"ِعيسى"ِمتشابياف؛ِألفِ"ِيحيِ ِ
"ِابفِنبي ِو"ِمريـِ"ِبنتِ ّ
نبيِ .
ِمفِوىبِ ِو ِالولدِ،
َ ب
اءِ"ِعندماِتعج َ
ّ جاءتِاإلجابةِاإللييةِتعجيزّيةِلػِ"ِزكرّي
ّ ِ –ِ 5
يولوجية ِوحالة َ ِ
ِقابموُ ِتحقيؽِ
العقرِ ،
ِقمة ِاليرـ ِو ُ ِزو ِجو ُ
ِميؤوس ِمنياِ ،وىي ّ ّ وحالتو ِالفيز
60
ام ِةُِالسِيَِِدِةَُِ ِ"ِ:مرَِيَِـِ"ِِ
سورِةِ"ِ َِمرَِيَِـِ"ِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِ َِكَِر َِ ط ِِ
ابِفيِ ُِ داوليِةِل ِِ
مخ َِ يـِالتِ ُِ ِِ
الق ُِ
اءِفيِحالةِالصغرِ
ّ بياِالولدِوىيِعذر
ِ ِْ
تِمفِوى يـِ"ِعندماِتعجَِب
ّ ةِاإللييةِفيِ"ِمر
ّ القدر
وغيرِمتزوجة.
ِّ
السالم :
زكرياء " والس ِّيدة " مريم" عميهما ّ
قصة س ِّيدنا " ّ
ب /المفارقة بين ّ
ةِفيِمحاكاتوِ
ُِ ص ّرحِبيذاِمباشر
سيدناِ"ِزكرِّياءِ"ِطمبِمفِا﵀ِبدعائوِلموليِف َِ
ّ ِ -2
مباشرةِمعِا﵀ِ،وأُِسندِالحوارِإلىِممؾِغيرِمرئيِ،جو ًاباِمفِا﵀ِعمىِمناجاةِ"ِزكرّياء"ِ
"ِىوِمفِدعاِا﵀ِأفِيرزقوِويعطيوِمفِلدنوِالوليِِ،فجاءِدعاؤهِ
ّ ِ "ِ -3زكرّياء ِ
ش ُِمولِِيِ؛ ِبمعنىِعبدتِ
عاؤىاِ ُِ
ِا﵀ِأفِيعطيياِالولدِ،فد ُِ
ُِ ِِ،أماِ" ِمريـ ِ"ِلـِتدعُ
صا ّ خصِ ِّ
ُِم َِ
ا﵀ِفيِك ّؿِشيءِ .
ِيغيِر ِالقضاء ِوالقدرِ ،ويقتضي ِلؾ ِما ِطمبت ِأنتِ ،وىذا ِما ِتحقّؽِِِ
الدعاء ُِ
ّ ِ -4
فيِالحالةِاألولىِوىيِدعاءِ"ِزكرّياءِ"ِ،وقدِيقتضيِلؾِماِلـِتطمبوِأنتِوىيِالحالةِ
ةِالداعيِميماِكافِرجؿِأوِامرأةِ،
ؽِا﵀ِِدعو ّ
ِ الِثّانية ِعدـِدعاءِ" ِمريـ ِ"ِ،ومنوِيحقّ
اِأوِصغيرِ .
ًا كبير
ً
66
ام ِةُِالسِيَِِدِةَُِ ِ"ِ:مرَِيَِـِ"ِِ
سورِةِ"ِ َِمرَِيَِـِ"ِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِ َِكَِر َِ ط ِِ
ابِفيِ ُِ داوليِةِل ِِ
مخ َِ يـِالتِ ُِ ِِ
الق ُِ
ِثـ ِخرجِِِِِِ
ِزمف ِتبشيره ِبػ ِ" ِيحي ِ"ّ ،
سيدنا ِ" ِزكرّياء ِ" ِكاف ِفي ِالمحراب َِ
ّ ِ -6
وعادِتُياِ
يِ َِ القَ ِِ
صِ ِِ
"ِكانتِفيِالمكافِ ِ "ِزمفِوالدةِ"ِعيسىِ
قوموِ،أماِالسِّيدةِ"ِمريـِ َِ
ّ عمىِ
ِثـ ِرجعت ِإلى ِقوميا ِ ِومكثتِِِ في ِالمعبدِ ،فقد ِخرجت ِمف ِالعادة ِ ِ
ِبمكوثِيا ِفي ِالمعبدّ ،
ُ
ىِالِتُكمِـِالقوـِ .
ِ فيِالمعبدِكعادتياِ،حتّ
ةِبِقَ ِِ
اءِاالسـ﴿ ِِِ ِ ِِ
ادِالولدِلتخميد ِواستم اررّي َِ
ِ -8سي ُدناِ" ِزكرّياء ِ"ِأر
ِ
رفضتِتخميدِاالسـِخوفًاِمفِالفضيحةِ ِِ،﴾ ِِ ِوالسيدةِ"ِمريـِ"ِ
﴿ِِِ .﴾ِِِِِِِِِ
السالمِ :
بيين "يحي " و" عيسى" عميهما ّ
ج /التّشابو الكامن بين ال ّن ّ
ماِا﵀ِ،فاألوؿِقاؿِفيوِِِِ:
ّ أس ُِ
ماىعميياِالسالـِ ِْ
ّ ِ -1كؿِ ِمفِ" ِيحي ِ"ِو" ِعيسى ِ" ِ
66
ام ِةُِالسِيَِِدِةَُِ ِ"ِ:مرَِيَِـِ"ِِ
سورِةِ"ِ َِمرَِيَِـِ"ِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِ َِكَِر َِ ط ِِ
ابِفيِ ُِ داوليِةِل ِِ
مخ َِ يـِالتِ ُِ ِِ
الق ُِ
ِِ ِ -2كالىماِاعتبرهِا﵀ ِ
ِزكاةً ِمنوِفقاؿ ِتعالى ِفيِ"ِيحي ِ" ِ ﴿ِ :
ِِ
منيماِىبةِمفِا﵀ِ،لقوؿِ"ِزكرّياءِ"ِ﴿ِِِ﴾ ؿِ
ِ-3ك ِّ
ؼِبتعاليـِديانةِجديدةِ .
وِفكالىماِمكمِ ٌِ
ُِ ِ،﴾ وعمي
ِبر ِبوالديو ِ ِولـ ِيكونا ِمف ِالعصاة ِوال ِاألشقياء ِوال ِالظّالميفِ ،لقولوِ
ِ -5كالىما ا
عميوِالسالـِيوـِالوالدةِويوـِالموتِويوـِالبعثِ ،لقولوِتعالىِ
ّ ِِ ِ -ِ 6كالىماِأُِ ِِلق َِ
يِ
فيِ" ِيحي ِ"ِ،﴾ ِ ِ ﴿ِ :وقولوِِِ
في ِ"عيسى"ِ،﴾ ِ ﴿ِ :
الضمير ِالموظّؼ ِفقطِ ،فكاف ِضمير ِالغائب ِفي ِ" ِيحي ِ"ِ
فالمفارقة ِبينيما ِفي ِنوع ِ ّ
ألنوِكافِِ
باعتبارِىناؾِمفِيحاججِعنوِوىـِأبويوِ،وضميرِالمتكمّـِفيِ" ِعيسى ِ"؛ ِ ّ
ِ
قة؛ِألف ِنسب َِةِ
ّ رِوبالحضورِوالثّ
ِ جاجِ،وضميرِالمتكمّـِيتمتّعِبتأكيدِأكث ضعيِ ِِ
ةِالح َِ ىوِو ِِ
َِ
قةِوالثّ ِِ
باتِو ِِ
اليقيفِ . ال ّشيءِلممرءِتدعواِإلىِالثّ ِِ
66
ام ِةُِالسِيَِِدِةَُِ ِ"ِ:مرَِيَِـِ"ِِ
سورِةِ"ِ َِمرَِيَِـِ"ِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِ َِكَِر َِ ط ِِ
ابِفيِ ُِ داوليِةِل ِِ
مخ َِ يـِالتِ ُِ ِِ
الق ُِ
ارِالمتبادؿِ
ُِ ياِمر ّئيةِ،جاءِأساسياِالحو
عمىِمشاىدِكأن َِ
ّ ةِبنيت ِ
ص ُ ِِ
كالىماِق ّ ِ -7
ِعنصرِ
ُِ ِالمتمقّي
حرُِكيا ِعند ُِ
ِم ِ
الصدؽُِ ،
الءمة ِو ّ
الم َِ
الّذي ِأسفر ِعف ِمبدإ ِالتّعاوف ِو ُِ
ؽِالمغزىِو ِِ
العبرةِمنيماِ . الِتُّشويؽِ،الّذيِحقّ َِ
ِ
66
سل
الر َُ يوَُ"َإَِ ََبر ََ
اىيمَ"َو َ ورَِةَ"َ ََمرََيََمَ"َََََََََََََََََََتَ َِ
نز َ فيَس ََ
طابَ َُ داوليَ َِ
ةَلمخ َِ يمَالتَ َُ لَالثَانيَِ َ:
الق َُ الفَص َُ
َ
– 4تنزيه " إبراهيم " و" إسحاق " و" يعقوب " و" موسى " و" إسماعيل "
السالم :من اآلية ( ) 44إلى ( َ ) 85
و"إدريس" عميهم ّ
يوَالرسلَالمشارَإلييمَ،فجاءَ
تتابعَأفعالَالكالمَفيَشكلَسردَقصصيَ،بتنز ّ
َّ َوت
سولوَالكريمَ
عالىَر َُ
ََ ولىَتَ
خاطبَالم َ
ََ صةَالسَابقة؛ َ َُ
إذَي َِ
عمىَالق ّ الممفوظَقصصياَمعطوفاَ
ةَسيدناَ" َإبراىيم"َالخميلَ
قص ّ اَإياهَبذكرَ ّ
ةَ،آمر ّ
صمّىَا﵀َعميوَوسمّمَالستخالصَالعبر ً
َلعظَََِم َ ََمقامو َواستنتاج َِ
َالعظةَ ،ففعل َالكالم َاإلنجازي َ( ََاُذكر َ) َالموظّفََََََ في َالقرآن َِ
مثبت َمؤكٌََدَ،
وصفي َ ٌَ
َّ يَ
ظُ َتقرير َّ
بوَ،الموضحَفيَ﴿ ََ ،﴾َ َ َ َ فالممفو َ
ّ
نبوتوَ،الّتيَتمََ َِ
ةَفيَصدقوَ َو ّ امي
)َوالفعلَالماض(َكان َ) َفائدتوَاإللز ّ
إنَ َ
القوةَ( ّ َبَِو َِِ
اسَم َ ّ َ
َفعيالَ،
َواقرار َصدقو َجاء َبصيغة َالمبالغة َ﴿ ََ ﴾َ عمى َوزن ّ
َمسبقًاَ ،
تقريرىا َُ
صرفَمنَعنده؛َََ
مبالغٌ َفيوَ ،ومعَذلكَتوحيَإلى َإق اررهَفيَعدمَالتّ ّ
َ وحتّى ﴿ ﴾
مأمورَ ،وىذه َالمبالغة َالعائدة َعمى َ" َإبراىيم َ" َ ََمفادىا َتصوير َحالو؛َ
َعبد َ ٌَ
واّنما َىو ٌَ
ارَغيرَالمألوفَعادةً َعندَ
َ ع َالحو
مةَماَسي ْتمَىَعنوَ،لغرابةَنوَِ
ُ ةَلمو ََ
اص فتانَأر َِ
ضّي َُ َْ فالص
ّ
ارَنبوتوَوَإثباتياَ .
قوموَإلقر ّ
َ سيسردَكيفَقاومَ
ََ البشر؛َألنوََ
ّ
صديقَاً َ)َ،
َالصدق َ( َ ّ
َالقصدية َلفعل َال ّذكر( ََاُذكر َ)َ ،وصفة ّ
ّ َالنية
ويكشف َعن ّ
ظّرفَ( إذ )َالعائدَعمىَفعلَاألمرَ(ََاُذكر َ)َ،
يَمثبتَبال َ ٍَ
)َبممفوظ َتقرير َّالنبوةَ(َنبيَا َ
وّ
ار َخطاب َ" َإبراىيم َ" َألبيوَ،
امية َإقرَُ
في َقولوَ ﴾َ َ َ َ َ ﴿َ :فائدتو َاإللز ّ
18
سل
الر َُ يوَُ"َإَِ ََبر ََ
اىيمَ"َو َ ورَِةَ"َ ََمرََيََمَ"َََََََََََََََََََتَ َِ
نز َ فيَس ََ
طابَ َُ داوليَ َِ
ةَلمخ َِ يمَالتَ َُ لَالثَانيَِ َ:
الق َُ الفَص َُ
َ
ظُ ) َ ( l'énonciateurىوَ
المتَمَفَ َ
َالنداء﴿ ََ ،﴾َ َ ف َُ
طمبي َبصيغة ّ
َإنشائي َ َّ
َّ بأسموب
شدة َاإلنكارَ
امية َفي َ ّ
قوتوَاإللز ّ
ّ َ ،﴾َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ
سيدناَ
عب ُدَفيَزمنَ ّ
كانَي َ
ُ ذيَجاءَبصيغةَالنفيَ،وىيَإشارةَواضحةَإلىَماَ
ّ عجبَالّ
والتّ ّ
عميوَالسالم َوىي َاألوثانَ،فالممفوظ ﴿ََ َ َ َ َ َ
ّ " إبراىيم " َ
فيو؟َفالسياقَ
ّ لَ
ؤم َُ
كيفَي ََ
َُ عفَالمعبودَفكيفَيستعانَبو؟َ َو
ُ ََ
عمىَض ََُ ﴾َ يؤكَدَ َوُيََِقرَ
َِ
بادةَاألوثانَ .َِ
اَفيَع كانَمبالِ ًغ
َ الدَسيدناَ"َإبراىيمَ"َ
يوحيَبأ ّنَو ّ
بصيغةَالنداءََ
ّ قصدي َ
َّ يَ
ويستمرَالنداءَمنَ" إبراىيم "َإلىَوالدهَبفعلَكالمَإنجاز َّ
ّ
ضمرةَ
اَالم ََ
أم َُ نَفيَلفتَاإلنتباهّ َ،
تكم َُ
صرحَبياَ َُ
الم ّ
﴿ ََ،﴾ََفائدتوَااإلنجازّيةَ َُ
ةَاالىتمامَبماَبعدَالنداءَ،والّذيَتمثّلَفيَالممفوظَ
ّ المقصودةَفتمثّمتَفيَالتَنَبِ َِ
يوَ،وضرور
اميةَ
قوتو َاإللز ّ
ي َالمثبت َ َ﴿ َّ َ ،﴾َ َ َ َ َ َ َ َ َ
التّقرير َّ
ـَ(َإنيَ)َو(َقدَ)َالتّحقيقَونونَالوقايةَ َوياءَالمتكمّمَ،المتمثّمةََ
اسمَالقوةَالمؤ ّكدَب ّ
ّ مثبتةَبو
َالمتمثّلَََََََََََ
َالمضمر َمن َالكالم َُ
ؤدي َإلى َالمفيوم َُ
َي ّ في َِ
َعممو َعن َأبيوَ ،ىذا َما َُ
فيَأنَ"َإبراىيم"َعمىَعممَ .
َّ
18
سل
الر َُ يوَُ"َإَِ ََبر ََ
اىيمَ"َو َ ورَِةَ"َ ََمرََيََمَ"َََََََََََََََََََتَ َِ
نز َ فيَس ََ
طابَ َُ داوليَ َِ
ةَلمخ َِ يمَالتَ َُ لَالثَانيَِ َ:
الق َُ الفَص َُ
َ
لفظةَ َِ
الع َِ
مم َالّذيَأتىَبوَ"َ ضمرَفيَمعنىَ َِ
"إبراىيم"َمنَعممَلمَيعممَبوَوالدهَبعدَ،فماَأَُ َِ
ع َِ
مموَ ،ويستمر َالتّأثير َفي َشكل َنصحَ بعد َ َِ
مم َ ََ اإلليي َالّذي َال َِ
َع ََ َّ حي َ
َالو َُ
إبراىيم َ" َىو ََ
قوتوَ
ي َمعطوفَبفاءَالتّرتيبَ﴿ َّ َ،﴾َ َ َ َ َ َ
بممفوظَتقرير َّ
القَ َِ
ويمَ ،فالمضمونَ بيل َ َ امية َفي َدعاء َالولد َلوالده َباتّباعو َفي َِ
َىدايتو َإلى َالسَ َِ اإللز ّ
لدَمنَزلَ ِلَالوالدَ .
َ الو
وفَ ََ
خ َُ َِ
القضويَلمممفوظَ ََ
َالنداء َفي َاآلية َباألفعال َاإلنجازّية َالتّأثيرّية َفي َ﴿ َََ َ
ويتواصل ّ
ارَلمنداءَ
َ،﴾َ َ َ َ َ َ َ َ ولفظةَ﴿ َََ ﴾َ تَكر ّ
اميةَفيَالنَييَالمطمقََ
توَُاإللز ّ
قو َ
يَالمثبتَ﴿َّ َ،﴾ََََ
فيَالممفوظَالتّقرير َّ
عبادةَاألوثان؛َألن َاألسموبَجاءَ
ّ عنَعبادةَال ّشيطانَواتّباعَسبيموَالّذيَانعكسَعمىَ
وصفيَََ
َّ لَفيَممفوظَإثباتي َ
َّ ي َتمثّ الََِزََم َالتَحقي َِ
قَ،ليعطفَبفعلَكالمَتأثير َّ إنشائياَطمبياَ َ
لمضمونَ
َُ امية َفي َكوَنِو َتعميال َ
َقوتو َاإللز ّ
﴿ َّ ،﴾َ َ َ َ َ
َوالفعل َالماضَََََ
َإن َ) َ
َالقوة َ( ّ
اسم ّ السابق َ﴿ ََ ،﴾ َ َ َ مؤ ّكد َبو َِ َِ
الممفوظ َ ّ
َالرحمةَََََََََ
َتَمكَن َفعل َالعصيان َمنوَ ،لذلك َاقترنت َبصفة ّ
﴿ ََ ﴾َ توحي َإلى َ
18
سل
الر َُ يوَُ"َإَِ ََبر ََ
اىيمَ"َو َ ورَِةَ"َ ََمرََيََمَ"َََََََََََََََََََتَ َِ
نز َ فيَس ََ
طابَ َُ داوليَ َِ
ةَلمخ َِ يمَالتَ َُ لَالثَانيَِ َ:
الق َُ الفَص َُ
َ
اَمنَيشركَبعبادتو؛َفإّنوَيطردهَمنَ
َُ َمخموقَعََد
ََ باعتبارَأنَا﵀َيرحمَك ّل
ّ ﴿َ﴾َ؛َ
ةَعمىَنيَيِوَعنَعبادةَال ّ
شيطانَ﴿ َََ ََ الممفوظَبمثابةَح ّج
َُ ىذهَالرحمةَ َ ،ويعتبرَ
ّ
َ .﴾ََ
ََ َ َ َ َ َ َالنداء َباإلقرار َوالتّأثير َفي َ﴿
ويستمر ّ
ّ
فادهَالَتّأكيدََََ
داءَم َُ
ََ ارَلمن
َ ،﴾َ َ َ َ َ َ فمفظة َ﴿ َََ ﴾َ تَكر ّ
ةَاألولىَلمنداءَالمتمثّمةَ
ّ ةَالقصدي
ّ النّي
األولَوالثّانيَوالثّالثَ،بيدفَإقرار ّ
عمىَ َا ّلنداءَ ّ
يَ
سيدناَإبراىيم )َ،ىذاَماَأثبتوَالممفوظَالتّقرير َّ
فيَاستم اررّيةَالتّأثيرَفيَالمتمقّيَ(َوالدَ ّ
قوتوَ
َقوةّ َ ﴾َ َ َ َ َ َ َ َ ﴿َ ،
َإني َ) َكواسم ّ
المثبت َبـ َ( ّ
مماَسيمقىَوالدهَمنَعذابَ،و﴿ََ﴾ََ
اميةََفيَخوفَ"َإبراىيمَ"َ ّ
اإللز ّ
يطانَفيصبحَولياَ
ّ ممفوظ َجاء َنتيجةَلخوفَ" َإبراىيم َ"َفيَاستم اررّيةَعالقةَأبيوَبال ّش
خوفوَمنَمآلَ
عَ،نمحظَأنَاالبنَيدعوَأباهَ َوَُي َ
ّ نفسَنتيجةَالم َُتبو
ََ لَ
يتحم َُ
ابعَُ ّ
لوَ،ومنوَفالتّ َ
َِ
عمىَقمَةَ َِ
اللةَعمىَحرصوَعميوَ،وقدَأفصحَالممفوظَالحواريَىذاََِ
عدمَطاعةَا﵀َ،د
الدالةَ
عَبياَسيدناَ" َإبراىيم َ"َ ،وذلكَلتك اررهَلفظةَ﴿ َّ َ ﴾َ
ّ البر َبوالده َالّتيَكانَيتمتّ
ّ
نادىَ .
الم ََ عمىََقُ َِ
ربَ َُ
َسيدناَ
َسيدنا َإبراىيم َ) َإلى َالباث َ( ّ
الرّد َا َلتّاليَ ،نداء َمن َالمتمقّي َ( َوالد ّ
وجاء َ ّ
َالصدقََََََ
إبراىيم َ) َداللة َعمى َوجود َالحوارَ ،ومنو َتحقيق َمبدأ َالتّعاون َبينيما َومبدأ ّ
َالسابق َ﴿ َ
ََ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ
من َالباث ّ
18
سل
الر َُ يوَُ"َإَِ ََبر ََ
اىيمَ"َو َ ورَِةَ"َ ََمرََيََمَ"َََََََََََََََََََتَ َِ
نز َ فيَس ََ
طابَ َُ داوليَ َِ
ةَلمخ َِ يمَالتَ َُ لَالثَانيَِ َ:
الق َُ الفَص َُ
َ
َألن َالمقام َحوارَ ،فممفوظ َ﴿ ََ﴾َ َ َ َ َ َ
إلى َمتمفَظ؛ ّ
تيَمفادىاَ
ةَاالستفياميةَالّ ََ
ّ فيَتقديمَالجممةَاالسمي
ّ اميةَ
قوتوَاإللز ّ
مثبت َمؤكَدّ َ ،
تقريريَ َ ٌَ
يَ ،وما َزاد َفي َتأثيره َتقدَم َالخبرَََََََ
التَعجَب َاإلنكاريَ ،ومنو َفيو َفعل َكالم َإنجاز َّ
ل َإلىَضرورةَ
سدَ َالخبرَ،فيذاَاالستفيامَأحا َ
َسدَ َ ََم ََ
فاعال ََ
نَكانَالخبر َ ً
َُ عمىَالمبتدَإِ ََوا
ن َقيمة َطرح َاألسئمةََََََََ
َتكم َُ َثمة َِ
َالحجاجَ ،وىنا َُ اش َ َومن ّ
َتَََولَ َدَ َالنََقَ َُ
االختيارَ ،ومنو َ
عمنَعنَالمواقفَ . ياَتُ َُ
ألن َ فيَالخطاب؛َ ّ
قروناَبانتياءَالكالمَ
منا َ ََم ًَ
موَََُز ًَ
ميَ َ
"َلمَيقنعَ"َآزر"َ،لذلكََأَ َ
َماَتقدمَمنَكالمَ"َإبراىيمَ َُ
ّ ك ّل
ان؛َألنَالجممةَمؤ ّكدةَبالمَ
ّ اليُجر
جمَو َ
إثباتَالر َ
ّ اميةَفيَ
قوتوَاإللز ّ
ّ َ﴾ََََ
لمَتَ َُعدَأدراجكَ،والمستفادَمنَالممفوظَََََ
جمَىذاَواليجرانَإذاَ َ
وَسيحصلَالر َُ
َ مَعمىَأن
ّ القَ ََ
س َ
َ،ومنوَدرجةَتمسكَالقومَ
ّ ةَالقصديةَوىيَالتّيديد
ّ فيَمضمونوَالقضويَالكشفَعنَالنّي
ّ
الوثنيةَ .
ب ّ
18
سل
الر َُ يوَُ"َإَِ ََبر ََ
اىيمَ"َو َ ورَِةَ"َ ََمرََيََمَ"َََََََََََََََََََتَ َِ
نز َ فيَس ََ
طابَ َُ داوليَ َِ
ةَلمخ َِ يمَالتَ َُ لَالثَانيَِ َ:
الق َُ الفَص َُ
َ
وجاءَرد َ"َإبراىيم" َبممفوظ َتقريري َمثبتَ﴿ َََ َ َ َ َ
ّ َ
ةَفيَالدعاءَ،فـ﴿َ﴾َََ
ّ امي
َ،قوتوَاإللز ّ
ّ ﴾َََََََ
البر َبوالدهََ َِ
َعنَالقومَمعَق ّمةَالطّاعةَو ّ اميةَفيََقَبولَىجرَانِو
قوتوَاإللز ّ
يَ ّ
ممفوظ َتقرير َّ
ثبتَ
ظٌ َتقريريَ َ َُم ٌَ
في َإلقاء َال ّسالم َعميو َبعد َاليجرانَ ،و﴿ ََ ﴾َ َ َ ممفو َ
اميةَفيَ
قوتوَاإللز ّ
ن َ َّ
حيثَتكم َُ
َُ ينَوالفعلَالمضارعَ(َأستغفرَ)؛ َ
بعالمةَاالستقبالَالس َ
ّ
ظٌ َتقريريََ
َالمستقبلَ ،وقولو َ﴿ ََ ﴾َ َ َ َ ممفو َ
استم اررّية َاالستغفار َفي َُ
فيَعودةَالضميرَفيَ
ّ اميةَ
قوتوَاإللز ّ
ـَ(َإنَ)َوفعلَالماضََ(َكانَ)ّ َ،
مثبتَمؤ ّكدَب ّ
ٌَ
الَعمىَأن َا﵀َشديدَالمطفَ
ّ الد
(َإن َ)َعمى َ﴿ َرّبيَ﴾ َو(َكانَ)َعمىَ﴿ َّ َ ﴾َ
ّ
إلىَأنَ
ّ البر َبـَ" َإبراىيم َ"َ،فالمضمونَالقضويَيوحي َلناَمنَخاللَلفظةَ﴿َ ﴾َ
و ّ
عَمنَالحفاوةَالّتيَكانَيتمتّعَبياَ .منَخاللَ
ََ قبلَدعاءَسيدناَ" َإبراىيم َ"َ،وىذاَنو
ّ ا﵀َي
الدهَرغمَعصيانَالوالدَ،وتيديدهَلوَ . َ ِ
فائدةَمكمنياََبرََالولدَبو َُ
ُ اآليةَنستنتجَ
ارَ
اميةَإقرَُ
َ ،﴾َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ فائدتوَاإللز ّ
االعتزال َعن َالقومَ ،فبعد َأن َاستغفر َألبيو َاعتزلوَ ،كما َيد ّل َممفوظ َ( َاالعتزال َ)ََََََََ
إلىَاالعتزالَفيَتطبيقَالدَيانةَ،وىذاَماََُي َِ
سفرَعنَوجودَدعوةَجديدةَ،ومنوَالمضمونَ
فقطَوىوَتأكيدَعمىَأن َماَيدعونو َباطلَ،
ّ عَالديانةَ
القضوي َيوحيَإلىَاالعتزال َفيَنو ّ
ةَالعبوديةَبممفوظَ
ّ قَقم
الَىيَتجسيدَالدعوةَالجديدةَ،وتتحقّ ّ
ّ حقّقةَمنَاالعتز
فالفائدةَالم ََ
َُ
اميةَََََََ
قوتو َاإللز َّ
ي َمثبت َ﴿ َّ َ ،﴾َ َ َ َ َ َ َ َ
تقرير َّ
18
سل
الر َُ يوَُ"َإَِ ََبر ََ
اىيمَ"َو َ ورَِةَ"َ ََمرََيََمَ"َََََََََََََََََََتَ َِ
نز َ فيَس ََ
طابَ َُ داوليَ َِ
ةَلمخ َِ يمَالتَ َُ لَالثَانيَِ َ:
الق َُ الفَص َُ
َ
َالدعاءََََ
َألن َمفيوم ّ
َالعبودية َ﵀ َوحده َونفي َصفة َال ّشقاء َفي َىذه َالعبادة؛ ّ
ّ في َتحقيق
ضويَ
المضمونَالقَ َّ
َ كَبسببَىذهَالعزلةَ،ف
َُ يالِ
محقوَم َ
ََ َتَ فيَىذاَالسياقَالعبادة َ(َ )1
َ،و ّأال َ ّ
َالفقييةَ {َ :ال َطاع َةَ َلمخمو ٍَ
قََََََََ ّ ليذا َالممفوظ َجاء َبفائدة َجديدة َتمثّمت َفي َالقاعدة
َِ
فيَمعصيةَالخال َِ
قَ}َ .
ت َعمييم َعبادة َغير َا﵀َ ،فاالعتزال َىذا َجاء َمؤ ّك ًدا َبفاءَ
ن ََثََُب ََ
قومو َالوثنيينَ ،بعد َأ َّ
ََ
لما َ) َالّتي َخرجت َإلى َفائدة َاالعتزالََََ،
العطف َالّتي َأفادت َالتّعقيب َواإلثبات َو( َ ّ
فيي َحسبَرأيَ"َابنَعاشور" َ« َحرفَوجودَلوجود؛َأيَيقتضيَوجودَجوابوَلوجودَ
()2
ق َفيَاآليةَالّتيَتميياَ﴿ َََ َ َ َ َ
شرطو َ» َ،ىذاَماَتحقَ ََ
اميةَفيَجوابَال ّشرطَلمحرفَ(َلَماَ)؛َََََ
قوتوَاإللز ّ
ثبتّ َ،
ظَُتقريريََ َُم ٌَ
َ،﴾ََالممفو َ
18
سل
الر َُ يوَُ"َإَِ ََبر ََ
اىيمَ"َو َ ورَِةَ"َ ََمرََيََمَ"َََََََََََََََََََتَ َِ
نز َ فيَس ََ
طابَ َُ داوليَ َِ
ةَلمخ َِ يمَالتَ َُ لَالثَانيَِ َ:
الق َُ الفَص َُ
َ
ََ َ َ و" َيعقوب َ"َ ،ىذا َاألخير َالّذي َذكره َ" َزكرّياء َ" َفي َدعائو َ﴿
بوة َصارت َألفراد َوليس َلفردَ ،مجتمع َواحد َفيو َثالثة َأنبياء َومنو َت َِي ََيئةَ
َالن ّ
َأن ّ
مفاده ّ
َُ
بوةَ َ.
حملَرسالةَالن ّ
ّ َِ
الخمفَل
َويتتابع َفعل َالكالم َاإلنجازي َبالعطف َقصد َالتّأثير َعمى َالمتمقّي َفي َالممفوظَ
َو َِ
ىب َىذهَ امية َتتمثّل َفي ََ
قوتو َاإللز ّ
يّ َ ،َ ﴾َ َ َ َ َ َ ﴿َ ،
التّقرير َّ
تأكيدَمصداقيةَدعواىمَإذَأصبحَليمَأتباعََ،وجاءتَ
ّ اميةَفيَ
قوتوَاإللز ّ
يريَ َ َُمثبتّ َ ،
تقرَ
ل َ( َج َع ْمَنا )َالمضافَإلىَ
فةَالعموََ،ففع َُ
َُ َِ
غةَفيَصبالِ
ةََم َ
لفظة َ﴿ ََُ َ ﴾َ مطمقةَنكر َُ
ةَسيدناَ"موسى"َعميوَ
قص ّ وَالسالمَمعَأبيوَلتفتتحَ ّ
ةَسيدناَ"إبراىيم"َعمي ّ
تطوىَقص ّ
ّ
َِ
إذَيخاطبَالمولىَتعالىَرسولوَالكريمَ السالمَ،بممفوظَمعطوفَمباشرَةً َعمىَماَقبمو؛ َ
ّ
11
سل
الر َُ يوَُ"َإَِ ََبر ََ
اىيمَ"َو َ ورَِةَ"َ ََمرََيََمَ"َََََََََََََََََََتَ َِ
نز َ فيَس ََ
طابَ َُ داوليَ َِ
ةَلمخ َِ يمَالتَ َُ لَالثَانيَِ َ:
الق َُ الفَص َُ
َ
ىذهَالقصةَ
ّ صمّىَا﵀َعميوَوسمّمَلمعبرة؛َبمعنىَ(ََاُذكرَ)َياَ"َمحمدَ"َفيَكتابكَالقرآنَ
ةَقصديةَفيَالتّذكيرَلمتّثبيتَ ٍَ
بشيء َوقعَسمفًاَ،قبلَآنية َالتّذكير﴿ َََ َ ّ بني
ّ
يَ،
ظََُفعلَكالمَإنجازيَتقرير َّ
َ،﴾َََََََََ فالممفو َ
لَلمَنشيدَىذاَ
النبيََ،ومنَقب َُ معَبينَالر َِ
سولََو ّ ّ بوةَلوَ،بفعلَالماضَ(َكانَ)ََ،و ََ
ىناَج الن ّ
َو ّ
معَأنَ"عيسىَ"َ
ّ عمييمَالسالمَ
ّ اءَفيَقصةَ"يحي"َأوَ"َعيسىَ"َأو"َإبراىيمَ"َ
َّ الجمعَسو
سوًالَ .
كانَر َُ
ََ عميوَالسالمََ
ّ
صصَأن َمنَبعثيمَا﵀َقبلَ"موسى"َ
ّ اىرَمنَسياقَالقصةَ َوماَسبقياَمنََقَ
ّ الظّ
اةَقدَبعثت؛َومنوَأُرسلَ"موسى"َ
َُ َ،توحيَإلىَأنَالتّور
ّ كانواَأنبياءَفقطَ،فكممةَ(َرسولَ)
َبأنوَ
عث َبعد َ" َموسى َ" َوان َلم َيصرح ّ
َب ََ
َبالنسبة َإلى َ" َعيسى َ" َفقد َُ
َأما ّإلى َقوموّ ،
تيبَالزمنيَ
ّ َباإلنجيلَ،فالفارقَىناَعدمَوجودَالتّر
َُ رسولَ،فيوَظاىرَباعتبارهَتَ َالهَ َوُب ِع َ
ث ٌَ
فقطَ .
دناَ"موسى"َعميةَالسالمَبمناداةَا﵀َلوَفيَقولوَ﴿َ
ّ وتزدادَرفعةَمكانةَسي
ّ
18
سل
الر َُ يوَُ"َإَِ ََبر ََ
اىيمَ"َو َ ورَِةَ"َ ََمرََيََمَ"َََََََََََََََََََتَ َِ
نز َ فيَس ََ
طابَ َُ داوليَ َِ
ةَلمخ َِ يمَالتَ َُ لَالثَانيَِ َ:
الق َُ الفَص َُ
َ
َوتتابع َحماية َا﵀ َلو َبالعطف َفي َالممفوظ َالتّقريري َالمثبت َ﴿ َََ َ
فيَوَْى َِ
ب َا﵀َلوَمنَرحمتوَمنَيؤنسوَ امية َ ََ
قوتوَاإللز ّ
ّ َ،﴾َ َ َ َ َ
كماَقدَعرجناَبوَآنفًاَيكونَدونَمقابلََ،-فا﵀َأََيَََدَ
ّ ىبَ
َالو ََ
ألن ََ
الدعوة؛َّ َ-
فيَحملَىذهَ ّ
؛َألنَََماَسيحمموَيستدعيَ
ضََدَهُ ّ
ىَا﵀َع َُ
ََ ةَسيدناَ"َموسىَ"َبأخيوَ"َىارونَ"َ،فقَََو
رسال ّ
المستخمصَأنَ
ّ فاعَعنَرسالةَسيدناَ"موسى"َ.و
ّ متَفيَالد
ّ ةَقصديةَتمثّ
ّ التّأييدَ،فيناكَ ّني
َثم َأصبحت َتأتي َفي َأكثر َمن َشخص َداخلَ
بوة َكانت َتأتي َفي َشخص َواحدّ ،
الن َّ
ّ
المجتمعَالواحدَ .
لَفيَاألمرَمفادهَ
َُ مفادهَالتّأثيرَفيَالمتمقيَ﴿ََ﴾َََََالمتمثّ
89
سل
الر َُ يوَُ"َإَِ ََبر ََ
اىيمَ"َو َ ورَِةَ"َ ََمرََيََمَ"َََََََََََََََََََتَ َِ
نز َ فيَس ََ
طابَ َُ داوليَ َِ
ةَلمخ َِ يمَالتَ َُ لَالثَانيَِ َ:
الق َُ الفَص َُ
َ
فيَقوةَصدقو ََ،ىذاَيرجعَََََ
ّ اميةَ
قوتوَاإللز ّ
المثبتََ﴿ َّ َ ﴾َ َ َ َ
اميةَفيَ
قوتوَاإللز ّ
ظٌ َتقريريَ َمؤكَدّ َ ،
األبَإلىَاالبنَ ﴾َ َ َ َ ﴿َ ،ممفو َ
عميوَالسالم َ َبالذَكرَىناَوحدهَدونَ
ّ سيدنا َ" َإسماعيل" َ
قدَخصَ َ ّ
ارَرسالتوَونبوتوَ َ ،و َُ
ّ إقر
َالسالم؛َ
َقصة َوالدىما َ" َإبراىيم َ" َعميو ّ
َالسالم َ َفي ّ
ذكره َمع َأخيو َ" َإسحاق" َعميو ّ
َفمماَ
َسيدنا َ"إبراىيم" َإلى َقوموَّ ، ِ
َثم َعاد ّ
باعتباره َتُرك َفي َم ّكة َوىو َاالبن َاألكبرّ ،
متَنبوتوََورسالتوَ،فيَ
ّ انيةَآنسوَا﵀َبولدَوحفيدَ،وتمثّ
َ مرةَالثّ
طُرََلممغادرةَلم ّ
دَواض َ َِاض َ
طُ َِي َ
ارَنبوتوَ .
دينَالحني ّفيةَالّتيَتمقّاىاََوورَثَياَعنَوالدهَ"َإبراىيمَ"َ،ومنوَإقر ّ
ََ َِ
األخذَبتعاليمَ
أىموَفيَتأديةَ
ّ اميةَفيَحرصوَعمىَ
قوتوَاإللز ّ
ّ َ،﴾ َََََ
َأمرهَألىموَََ
ذيَيوحيَإلىَأن ََ
ّ الزكاةَ،وقدَأ ّكدَىذاَالفعلَالماضَ( َكان َ)َ ،الّ
الةَو ّ
الص َّ
الرضاَ
كماَأنوَقدَنالَمنزلةَ ّ
ّ ةَزمنيةَبعيدة؛َ
ّ بمد
طٌ َ ّ
الزكاة ََ ،-مرتب َ
الصالةَو ّ
َ -في َتأدية َ ّ
عندَرّبو َمسبقًاَ،ىذاَماَأثبتوَالفعلَالماضَ( َكان َ)َالمؤ ّكدَبالعطفَ،وجاءتَلفظةَََ
سيدناََََََ
َالرضا َالّتي َكان َيتمتّع َبيا َ ّ
﴿ ََ ﴾َ بصيغة َالمبالغة َلمتّأكيد َعمى َدرجة ّ
المقربةَعندهَ .
"َإسماعيلَ"َعندَرّبوَوالّتيَتنعكسَعمىَمكانتوَ ّ
ىَلسيدناَ"إدريس"﴿ َ،﴾ََ َ َ َ َ َ َ َ َ َ
ّ عبرةَأخر
88
سل
الر َُ يوَُ"َإَِ ََبر ََ
اىيمَ"َو َ ورَِةَ"َ ََمرََيََمَ"َََََََََََََََََََتَ َِ
نز َ فيَس ََ
طابَ َُ داوليَ َِ
ةَلمخ َِ يمَالتَ َُ لَالثَانيَِ َ:
الق َُ الفَص َُ
َ
اميةَ
ةَ،فالقوةَاإللز ّ
ّ اَإلىَأنَاألمرَمنَأفعالَالكالمَاإلنجازّي
ّ استناد
ً ظ َةَُمتواصمةَ َِ
ومنوَفالع ََ
ظَُ
"َعميوَالسالم؛َوعميوَالممفو َ
ّ فيَمكانةَوعظمةَالمذكورَ" َإدريس َ
َ نَ
كرَتكم َُ
َُ لفعلَال ّذ
َبالزياداتَ
نبوتو َالّتي َتأ ّكدت َبالغيا ّ
امية َفي َصدقو َ َو ّ
َقوتو َاإللز ّ
تقريريَ َوصفي َمؤ ّكد ّ
تضىَالحال؛َألنَالممفوظَالموظّفَ
ّ طابقَلمق
إن َ)َو(َكانَ)َ،والكالمَىذاَ َُم ٌَ
فظيةََ(َ َّ
المّ ّ
يال َ َوكذلك َ﴿ ََ ،﴾َ ىذا َما َيؤ ّكدَََ
َفع ً
جاء َبصيغة َالمبالغة َ﴿َ ﴾َ عمى َوزن ّ
َأن َالفعل َجاء َماضيا َمقترًنا َبضمير َالمتكمّم َالجمعي َ( َنا َ) َ َوضمير َالياءَ
والتّقرير ّ
لَ
ظَُىناَمستعم ٌَ
رفعوَا﵀َإلىَالمكانَالعميَ،فالممفو َ
ّ العائدَعمىَالمتكمّمَوىوَا﵀؛َبمعنىَ
المضمر ََرفعوَََ
َالدنيا َواآلخرةَ ،و َُ َالصريح َممثّ ًال َفي َِ
َرفعة َا﵀ َلمقامو َفي ّ في َمعنييوَّ :
إلىَالسماءَ .
ّ
دةَلصفةَالنعمةَالّتيَشممتَجممةَمنَاألنبياءَ
ّ موليةَجاءتَاآليةَمؤ ّك
وبصيغةَال ّش ّ
أبنائيمَممنَصمح َ﴿ََ َ َ َ َ َ َ َ ََ
َّ َو
ََ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ
ظَُحسبَ"ابنَعاشور" َ« َجممةَ
َ،﴾ََ َ َ َ َ َ َ فالممفو َ
88
سل
الر َُ يوَُ"َإَِ ََبر ََ
اىيمَ"َو َ ورَِةَ"َ ََمرََيََمَ"َََََََََََََََََََتَ َِ
نز َ فيَس ََ
طابَ َُ داوليَ َِ
ةَلمخ َِ يمَالتَ َُ لَالثَانيَِ َ:
الق َُ الفَص َُ
َ
دخلَ
َ،وىذاَماَي َُ
ََ فإن َىذاَماَيؤ ّكدَعمىَاالستم اررّيةَفيَفعلَال ّذكر
عمىَأساسَالتّذكير؛ َ ّ
ِ
)َعمىَالمخاطبَ(َا﵀َ)؛َالمتمقّيَ
طبَ(َ َُ
نَلمَي ُردَالمخا َ َ،وا
الخطابي َ
َّ فيَصميمَالتّ َِ
فاعلَ
َ
َاألمرَدائماَيصدرَمنَاألعمىَإلىَاألسفلَ،وىذاَماَحدثَفيَىذهَاآلياتَ،
ً باعتبارَأن
ّ
َالرسول َصمّى َا﵀ َعميوََََََ
َمقاما ََوىو ّ
ً مقاما َوىو َا﵀ َإلى َأق ّل
َعمَى َ ً
فكان َاألمر َمن َأ ْ
َعنَكماليةَاالتّباعَ،وتحقيقَمبدأَالتّعاونَفيَالخطابَوقبولَذلكَ .
ّ ماَي ُنم
َوسمّمَ،ىذاَ َ
يَ﴿ ََ،﴾َََََََ
بممفوظَوصفيَتقرير َّ
َّ ويقر َالباث َ
ّ
الرسالةَ،
ةَو ّ
بو َ
مةَفيَتخصيصيمَبالن ّ
ّ نعمَا﵀َعمىَأنبيائوَ،المتمثّ
َُ ةَفيَتِ َِ
عداد ََ امي
قوتوَاإللز ّ
ّ
َيعمموَ
َيعمم َماال َُ
َأن َا﵀ َُ
ن َفي ّ
َتكم َُ
تخصيصية َمنيمَ ،ىذا َما َجعل َاإلفادة َُ
ّ دون َدعوة َ
فيَتِعداَِد َنِ َعِم َا﵀َ
فالقيمةَالحجاجيةَلمممفوظَتمثّمت َ َ
ّ الفرد َ َِ
لنفسوَ َويعممَماَيفيدهَ،وعميوَ َُ
عَالدالَعمىَالماض؛َبمعنىَاألمرَ
عمييم؛َباعتبارَالفعلَ(ََأََْن ََعََمَ)َجاءَبصيغةَالمضار ّ
َوآية َ﴿ َََ
بوة َدون َدعاء َمنيمَ ، َتو ُارَثِيم ّ
َلمن ّ َتكمن َفي َ
َالنعم َىذه َُ
َوقمة ّ
مقضيّ ،
ض َاالبتدا ُء َبوَ،ولكنَا﵀َليسَ
ويفتََر ُ
َ ،﴾َ َ توحيَبالعودةَُإلىَاألصلَالبشري َ ُ
ص َوَُلمعبرةَ .
ص َُ بقاص ٍَ
َحاك؛َواّنماََقَ ََ ٍّ
َقوتوَ
ظُ َتقريريَ َمؤ ّكدّ ،
َ ،﴾َ َ َ َ َ َ َ فالممفو َ
َا﵀َعمىَمنَح ِم َلَمعَ"َنوحَ َ
"َوعمىَذرّيةَ"َإبراىيمَ"ََََََََ ُ النسلَ َونِ َعِم
اميةَفيَاستم اررّيةَ ّ
اإللز ّ
عمييمَالسالمَ،فممفوظَفـَ﴿ ََ﴾َمؤ ّكدَبضميرَالجمعيَ( َناَ)َ،فيوَ
ّ و"َإسرائيلَ"َ
َأناس َليسواَ
َالصالحين؛ َإذ َىناك ٌَ
َيَن ّجي َعباده ّ
َأن َا﵀ ُ
قوتو َفي َّ
قصدية َ ّ
َنية َ َّ
ل َذو ّ
فع ٌَ
بوةَ
َنعمةَالن ّ
ّ دَأن
الصالحَ،ىذاَماَيؤ ّك ّ
بأنبياءَ َومعَذلكَأعطاىمَا﵀َماَيريدونَنتيجةَ ّ
88
سل
الر َُ يوَُ"َإَِ ََبر ََ
اىيمَ"َو َ ورَِةَ"َ ََمرََيََمَ"َََََََََََََََََََتَ َِ
نز َ فيَس ََ
طابَ َُ داوليَ َِ
ةَلمخ َِ يمَالتَ َُ لَالثَانيَِ َ:
الق َُ الفَص َُ
َ
َِ
ةَفيَقمَةَ امي
ظَُتقريريََمؤ ّكدَ،فائدتوَاإللز ّ
تتوارثَو﴿ََ﴾َََممفو َ
َألن َاليداي ة َىذه َجاءت َمن َعند َا﵀ َمقترنة َبضمير َالجمعيَ
اليداية َومنو َاالختيار؛ ّ
َبتقبميم َلدعوة َاألنبياء َاجتباىم َا﵀َ
َفمما َاستجابوا َليذه َاليداية ّ
(نا) َالعائد َعمى َا﵀ّ ،
عموَقدرىمَ .
بوةَبحممياَ،ىذاَماَزادَمنَ ّ
ىمَلتأييدَىذهَالن ّ
ّ َواختار
حيَ
َالو َُ
َالرحمن ََ -وىو ََ ِ
َسماع َالتَالوة؛ َفإذا َتَُمََيت َعمييم َآيات ّ
َوالبكاءَ ،بعد ََ
السجود َ
ّ
ابَ
الوةَدونَأنَيطمب َمنيمَفعلَذلكَ،واّنماَجو َُ
ُ المنزلَعمييم ََ -استجابوا َلماَبعدَالتّ
ّ
َاإلذعانَ
َُ ال ّشرط َجاء َامتثاال َلشكر َىذه َالنَعم َالّتي َأنعميا َا﵀ َعمييمَ ،لذلك َجاء
اَعنَشدة َانفعاليم َبصيغةَالمبالغةَفيَ
ّ َ،وعبَروَِ
بالبكاء َ السجود َالّذيََقَُِرََ
نَ عَُفي َ ّ
َوالخضوَ
َأقربَ
ََ ألن َِ
جودَ،وىذاَمنَش ّدةَالخشيةَوالطّاعة؛ َ ّمَفيَالس
ّ وىيَحاليُ
َ البكاءَ﴿ ََ ﴾َ
منَخشيةَا﵀َ .
ََ اجدَباكَ
وَوىوَس ٌَ
ََ العبدَمنَربَ
ماَيكونَ َُ
َُ
السالم:
زكرياء " عميهما ّ
سيدنا" ّ
سيدنا " إبراهيم " و ّ
أ /المفارقة بين ّ
88
سل
الر َُ يوَُ"َإَِ ََبر ََ
اىيمَ"َو َ ورَِةَ"َ ََمرََيََمَ"َََََََََََََََََََتَ َِ
نز َ فيَس ََ
طابَ َُ داوليَ َِ
ةَلمخ َِ يمَالتَ َُ لَالثَانيَِ َ:
الق َُ الفَص َُ
َ
ِ
الدهَباتّباعوَعندَقولوَ ﴿َ :
عاؤهَلو سَمَ ٍَ لخ َِ
َ
"َفد َُ
سيدنا َ" َإبراىيم َ َُ
َ،أماَحالة َ ّ
ف ّ ير َ ََ ََ
ةَالزَلَ َِ
لَ . اصَمَ َ
َ،دليلَعمىَالخوفَمنَمو ََ
َُ ﴾ ََ
السالم:
سيدنا " إبراهيم " و" زكرياء " عميهما ّ
ب /المشابهة بين ّ
سيدناَ"َزكرّياء"َ
تعالىَ،﴾ََََََ َََ﴿َ:وفيَ ّ
كالىماَحَِف َ
يَبدعوٍَةَ َُمستجابةَمنَالمولىَ،ف ّ
ـسيدناَ"َزكرّياءَ"َقالَ﴿َ: َُ َََ-َ2 َ
َوسيدنا"َإبراىيم"َقالَ﴿َ:
َ،﴾َفكانتَاالستجابةَفورّيةَ﴿َّ َ﴾ َ َ
ِ
َ،فكانتَاالستجابةََ﴿ََ ﴾ََ َََََ﴾ َ
اَأيضاَ،
ً محمدَ"َلمَيكنَنبي
الدَسيدناَ"َ َّ
ّ سيدناَ"َإبراىيمَ"َلمَيكنَنبياَ،وو
الدَ ّ
َ-َ1و َُ
ثَبالضَرورةَ .
ور َُ
ةَالَتُ َ
بو َ الن ّ
ليسَبنبيَ،ومنوَ ّ
ٍَّ فكالىماَمنَوالدَ
88
سل
الر َُ يوَُ"َإَِ ََبر ََ
اىيمَ"َو َ ورَِةَ"َ ََمرََيََمَ"َََََََََََََََََََتَ َِ
نز َ فيَس ََ
طابَ َُ داوليَ َِ
ةَلمخ َِ يمَالتَ َُ لَالثَانيَِ َ:
الق َُ الفَص َُ
َ
اَكبيراَ،قابموَجدََ
ً الدهَشيخ
ً سيدنا َ" َإبراىيم َ"َكانَو
كبيرَ،فـ ّ
يخ َ ٌَ
ش ٌَ
اهَُ َ
كالىماَرب َ
َ َ -َ 3
َِ
وعدمَاتّباعيماَالدَعوةَ َِ
بينيماَالكََب َُر َ اَ،فالجامعُ َ
َ اَكبير
ً اآلخرَشيخ
ً الرسولَالّذيَكانَىوَ
ّ
اَد َِ
عََياَإلىَذلكَ . غمَأنيم َُ
َُر ّ
الرسول َ َصمىَا﵀َعميوَوسمّم"َكاناَ
جد َ" َ ّ
سيدنا َ" َإبراىيم َ"َو َ ّ
َ -َ 4كلَ َمنَوالدَ ّ
ألَوَثَ َِ
انَ . بدةَا َ
منَع ََ
ََ
برَ،أماَوالدَ
ّ عوُ َحتّ َِ
ىَالك قيَم َ
ياةَوب ََ
ََ َِ
"َكانَعمىَقيد َ ََ
الح سيدنا َ" َإبراىيم َ
َ -َ 1والدَ ّ
قبلَأنَيولدَ .
َُ اتَ
مَم ََ
دناَ"محمد"َصمّىَا﵀َعميوَوسمّ ََ
َّ سي
ّ
اَمجتمعَالرسولَفكانتَ
ّ جماعةَ،أم
ّ "َتَ ََمتَ ََعَبالنََُب ّوةَفيَ
سيدناَ"َإبراىيمَ َ
َ-َ2مجتمعَ ّ
بوةَفيوََفَرديَ َةٌَ .
النَ ّ
السالم:
زكرياء " و" مريم " عميهم ّ
سيدنا " إبراهيم " و" ّ
ه /المشابهة بين ّ
88
سل
الر َُ يوَُ"َإَِ ََبر ََ
اىيمَ"َو َ ورَِةَ"َ ََمرََيََمَ"َََََََََََََََََََتَ َِ
نز َ فيَس ََ
طابَ َُ داوليَ َِ
ةَلمخ َِ يمَالتَ َُ لَالثَانيَِ َ:
الق َُ الفَص َُ
َ
السّيدة"َمريمَ"َ
"َو ّ
سيدناَ"َزكرّياءَ َ
سيدناَ"َإبراىيمَ"َ َو ّ
َ-َ2المجتمعَالّذيَعاشَفيوَ ّ
بوةَجماعاتَالَأفر ًاداَ .
رفَالنَ ّ
ع ََ
مجتمعٌَ ََ
َ عمييمَالسالمَ
ّ
السالمَ :
سيدنا " إدريس " عميهما ّ
سيدنا " موسى " و ّ
و /المشابهة بين ّ
السالمَ :
سيدنا " إدريس " عميهما ّ
سيدنا " موسى " و ّ
ز /المفارقة بين ّ
َََ َ َ سيدنا َ"َموسى َ" َمباشرَةً َلقولوَتعالى﴿َ :
َ َ -كمَََم َا﵀َ ّ
ٍَ
لحكمةَإلييَةَ .
السالمَ :
سيدنا " إدريس " عميهما ّ
سيدنا " إبراهيم " و ّ
ي /المشابهة بين ّ
الموجَوَََََََ
ط ََاب َوُ َ ََ ا﵀ُ َتعالى َ ّأنيى َ َِ
خ ََ َأن َ َ
صص َّ
َالقَ ََ
المستخمَصةُ َمن َىذا َ
ائدَةُ َ ُ
الفَ ََ
َو َ
نع ََموَعمييمَ َِ
األنبياءَ،وماََأَ ََ صَ ورََد ََِذكرََقَ ََ
ص َِ إلىَالر َِ
سول َصَمّىَا﵀َعميوَ َوسمّمَ،بعدماََأَ ََ َ
88
سل
الر َُ يوَُ"َإَِ ََبر ََ
اىيمَ"َو َ ورَِةَ"َ ََمرََيََمَ"َََََََََََََََََََتَ َِ
نز َ فيَس ََ
طابَ َُ داوليَ َِ
ةَلمخ َِ يمَالتَ َُ لَالثَانيَِ َ:
الق َُ الفَص َُ
َ
شتركَبينَ
الم ََ
لَ َُ لكنَالع َِ
ام َُ ََ خصَ َيُمَ َ،و
نَََي َُ ةَلِ ٍَ
طمبَ َُمعيَ ٍَ ص َِ
يصيَ َ خ َِ
منيمَ،تَ َْ
َ يح ٍَةَ ونَدعوٍَةَ ََ
صر ََ َُد ََ
بادهَا﵀ُ ََتَعالى َِ
َع ََ بَ َ ار ََلَفظة َ( َ َِىَبة َ)؛ َفمماذا ََ
َوََى ََ كرَُ
َتَ ََ
ورةَ ،ىو َ ص َِ
ص َفي َىذه َالسَ ََ القَ ََ
َ
َصمَبِوَََََ
َالوَلَد َمن َُ
َيطَمُب ََ
سيدنا َ" َزكرّياء َ" َلم ََ
ون َََدعوة َخاصَة َمنيم؟ َفـ ّ
َد ََ
الصَالحين َُ
الولدَََ،
َا﵀ُ َ ََ
َرََزَقَ َيَا َ
يح َومع َذلك ََ
ا﵀َ َبالتَصر َِ
عُ َ َ
َتََْد َ
السّيدة َ" َمريم َ" َلم َ
صلَ ،و ّ
َح ََ
ومع َذلك ََ
َ،ومعَذلكَرََزَقَوَا﵀َالذَريَةَ
ََ ىوَاآلخرَمباشرَةً
ََ عَا﵀ َ
ََ "َلمَيَْد
ََ سيدناَ" َإبراىيم َ َوَأَيَ َ ََو ٍَ
لد! َ َو ّ
َوَأَيَ َةُ ََُذَِريَة!َ ،عدا َ ّ
سيدنا َ" َموسى َ" َالّذي َدعا َا﵀ َمباشرة َلتأييده َبأخيوَ الحةَ ،
الصَ ََ
رسَُم َ َِ
لمعبدَ َي َُ
َا﵀َ َىو َالّذي ََ
َأن َ
َالسياق؛ َبمعنى ّ
"ىارون"َ ،لكن َدعاؤه َلم َيظير َفي َىذا ّ
أعممَبماَفيَالنَ َِ
فوسَ . ا﵀ََ َُ
حت؛َألنََ َ
ىناَربَانيََََب ٌَ
أييدَ ََ
يقَالحقََ،فالتَ َُ
طر ََ
لَ
َحالةَ،ىذاَدلي ٌَ ق َاإللييَ،فكلَ َ ِىَب ٍة َو ََ
افقتَ َُمؤىَالتَك ّل ََ فيَالرز َِ
َ ثَ
عََب ََ
الَ َ ََ
َوعميوَ َ:
ةَسيََُدناَ" َإبراىيم َ"َ سفَ َِ
رتَقصَ ََالعبد َمنَفائِ َدٍَة َلنفسوَ،كماََأَ َ
يعممو َ َُ
ا﵀ََيعَمََُم َماالَ َُ
عمىَأنَ َ َ
الحوَِاريَ ،قابم َوُ ََِق ّمة َالتَ ََعنَت َ
َوالطَغيانََََََََ ب َ َِ
َقمَ َِة َالتََأَدَ َِ
في َحديثو َ َوََدعو َاهُ َلوالده َعن َِ
اىم َمع َِ
َا﵀َ ،فَ َوِر َ
ثَ َدعو َُ َم َُؤدََبِ ََ
ين َفي ََ فاد َ َِمنو َىو َأنَ َ َُك ّل َا َ
ألَنبياء َُ ستَ َُ
َالم َ
الوالدَ ،لكن َُ
ن َ ََ
م ََ
81
سل
الر َُ يوَُ"َإَِ ََبر ََ
اىيمَ"َو َ ورَِةَ"َ ََمرََيََمَ"َََََََََََََََََََتَ َِ
نز َ فيَس ََ
طابَ َُ داوليَ َِ
ةَلمخ َِ يمَالتَ َُ لَالثَانيَِ َ:
الق َُ الفَص َُ
َ
توَُ
حقََقَ َ منَب َِ
عدهَََ،ف ََ الدهَ،ومنوَََُوَرَثََوََُُذَِريََتََوَُ ََ
َ بَوع َك َس َذلكَمعَو
َ سيدنا َ" َإبراىيم َ"َىذاَالتَّأَدَ ّ
ع َائِياََإِيَ َ
اهَُ . فيَد ََ معَ َِ
ا﵀َ َُ ََ
َالمجسدَََََََََََ
ّ فأفعال َالكالم َالّتي َتتالت َفي َالحوار َالقصصي َحقّقت َمبدأ َال ّشمول
َالمجسد َفي َاإلقرار َبالتّأكيدات َواألفعال َومبدأَ
ّ َالصدق
في َمحتوى َالقصصَ ،ومبدأ ّ
الفعلَورد َالفعلَ ،وقانونَ
ّ ةَالقصديةَو
ّ ةَعمىَالنّي
ّ ارَالمبني
ّ عاونَالمجسدَفيَلغةَالحو
ّ التّ
لَفيَالسردَالقصصيَ،ومنوَتحقّقَالتّأثيرَفيَالمتمقي.
ّ اإلخبارَالمتمثّ
88
الجنَ َِةَوأََ َ
ىميَا ورَِةَ"َ ََمرََيََمَ"ََََََََََََََََََََََ ََو َُ
صفَ ََ فيَس ََ ط َِ
ابَ َُ َِ
ةََلمخ ََاوليَ
يمَالتَََد َُ َِ
انيَ:الق َُ لَالثَ
الفَص َُ
َ
صصيمَ،ليبدأَا﵀َتعالىَفيَوصفَالجنةَوأىمياَ
ّ ينتييَالحديثَعنَاألنبياءَوَقَ
َالرسلََََََ
َالسابقةَ ،الّتي َبعث َبيا ّ
َغير َالعقيدة ّ
َجديدا ّ
ًَ اقعا
ي َ ّبين َو ًَ
َوصفي َتقرير َّ
َّ بممفوظ
اميةََََ
قوتو َاإللز ّ
﴿ َ ّ َ ،﴾َ َ َ َ َ َ َ َ َ
عقيبَ
الةَواتَباعَالشَيواتَ،فالفاءَالعاطفةَفي َ﴿َ ﴾َ أفادتَالتَ ََ ستِ ََ
يانةَبالصَ َ َِ
فيَال َ
َ،وبماَأنياَجاءتَ
ّ ياَبمفظَ﴿َََ،﴾ََوالّتيَتوحيَإلىَزمنَ ٍَ
بعيد َِ تباط منِ َِ
يَلر َِ الز َ
َ
بعدَكلََ
ذيَسبقيا؛َف ََ
ََ صصَالّ
القَ ََ
ياَمعطوفةَعمىَمجملَ َ نكرَةٌََ َِ
أفادتَالعمومَ،فالجممةَكمَ ََ
َ دعونَإليو.
اَي َُ
نحرفَعماَكانو ََ
ّ ف َِ
َا جاءَ َخ ْم ٌ ٍَ
رسولَ َونبيََ ََ
أثبتَتَىذهَاإلضاعةَبفعلَ ةَالصالةَوَِاتّباعَالشَيو َ
اتَ،و َ ّ ََ
مَفيَإضاع سوئِ َِي
ن َ َُ
َوََمك ََم َُ
ِ
َإضاعةَ َالدالة َعمى َالماض َ﴿ َ﴾َ ؛ َبمعنى َفع ُل
َالمضارعة ّ
بصيغة َُ
ََ تقريري َ
فسية َبنفس َصيغةَ الة َمتج ّذر َفييم َبالو ارَثَةَ ،كما َجاء ََِاتّباعيم َل َ
شيوَاتِيم َالنَ ّ لص َِ
ا ّ
وقعَفيَالماضَ
لَ ََ
تيَتوحيَإلىَأنَالفع َ
ّ عةَالدالةَعمىَالماض﴿َ ،﴾َوالّ
ّ المضار
سمفًاَ .
ومَ ََ
س ٌَ
ح َُ
األمرَم َْ
ََ فالَتَغيَ ََرَفيوَ،ومنوَ
َ
ي َ ٍَ
مثبتَ َوتتابعَأفعالَالكالمَاإلنجازّيةَبحرفَالعطفَالفاءَالمالزمَلممفوظَتقرير َّ
اىمَ َِ
ةَفيَاستم اررّيةََلَُْقََي َُ امي
قوتوَاإللز ّ
وقعَنتيجةَلماَسبقَ﴿ َّ َ،﴾َ َ َ َ َ
لََََََََ
حرفَ َدا ٌَ
ين َ ٌ َخمَفوا َما َأَُ َِمروا َبو َعبر َاألزمنةَ ،فال ّس َُ
ثمما َ األزَِمنة َِ
َم ََ َعََبر َ َْ
الغ ّيََ ،
ََ
عد َُىمَالتّامَعنَ
ىذاََب ََ
َُ الزم َ
؛َي َُ
َشيءَلَمفرَ َمنو َُ
ٌَ الغ ّي
تكررَ،ومنوَلقياَ ََ
لَالم َ
ستقب َُ
عمىَالم ََ
َُ
مومَ
َع ََ
َتُفيد َُ
َم ّقيدة َ
َمطمقة َغير َُ
َالغ ّي َجاءت َُ
ألن َلفظة ََ ِ
الرشد َ َوََبقائيم َعمى َالضَالل؛ َ ّ
َ
الغيََ .
ََ
011
الجنَ َِةَوأََ َ
ىميَا ورَِةَ"َ ََمرََيََمَ"ََََََََََََََََََََََ ََو َُ
صفَ ََ فيَس ََ ط َِ
ابَ َُ َِ
ةََلمخ ََاوليَ
يمَالتَََد َُ َِ
انيَ:الق َُ لَالثَ
الفَص َُ
َ
اميةَفيَتحقيقَالتَوبةَ
َ،قوتوَاإللز ّ
السابقَ﴿ َّ ﴾َ َ َ َ َ َ َ َ
ّ
َتُوحيَََََ
إل َ) َالّتي َ
ل َالكالم َاإلنجازي َىنا َجاء َبأداة َالستثناء( َ َّ
الحَ ،ففع َُ
الص َِ و َِ
العمل َ ّ
أنَيكونَا﵀َُظالمَاًَ َِ
لعبادهَ،ىذاَاألخيرَ َ لَيميقَ
َُ قامَ
فالم َُ
منَخاللَالسَياقَإلىَرحمةَا﵀ََ َ،
ن َ)َ
آم ََ
اب َ) َو( َ ََ
َالصالحَ ،وجاء َالفعل َ( ََتَ ََ
عقَُُب َوُ َالتّوبة َإلى َا﵀ َواإليمان َبو َوالعمل ّ
تَ َ
خول َأداة َالستثناء َعمييما َو( َ َم ْنَ َ)َ َالماض َ َوَُد َُ ع َالدَ ِ
الَ َعمى ََ المضارَِ َِ
بصيغة َ َُ
اَمؤمنينَتائبينَمنَ عمىَأنيمَكانو َُ
ّ المرادَمنَالفعمين؛َإذَأكَداَ
غيَََرتَ َُ خص َِ
يصيَةََالّتيَ ََ التَ َِ
صيروا َاآلنَ ،وىذا َدليلَ
َي َُ
مكن َيُم َأن ََ
َي َُ
ونيم َكانوا َفي َالماضي َُ
صوا َا﵀َ ،وَك َُ
َع ََ
ثم ََ
لّ َ ،
قب َُ
ك َماَ
إل َ) َاستدر َ
موجود َفييم َآنفًاَ ،فحرف َالستثناء َ( َ َّ
ٌَ أن َأمر َالتّوبة َواإليمان َ
عمى ّ
رصةَََ
َا﵀ ََُيعطيََفُ ََ
و؛َألن ََ
ّ لربَ
العبد َ ََ
وب َ َُ
فقدَيَتُ َُ
ضىَوأعادىمَإلىَماَكانواَعميوَسابقًاََ َ،
َ ََم
ينَ َميزَةَ َالتَوبة َليست َِ
َح َْكًَار َعمى َالدَ َِ َأن َِ
ح َلنا َمن َالسَياق ّ
َتَوضَ ََ َِ
َلمعبدَ ،وما َ التَوبة
نستخمصياَحتّىَمنَالدَياناتَاألخرىَالسَابقةَ،فا﵀َ
َُ نحنَنجدىاَ َو
ُ اإلسالميَفقط؛َبلَىاَ
ىوَعمىَذلكَ . بَعبدَهَُحتّىََُي َِ
ص َّرَ ََ ََ لَيعذَ
َُ
َنفسية َالمتمقّيَ
ّ امية َفي َتحقيق َالفعل َالتّأثيري َفي
قوتو َاإللز ّ
ّ َ ،﴾َ َ َ َ َ
َيعود َمباشرَةًََََََ
َُ َلمصالحينَ ،فـ َ﴿ ََِ ﴾َ اسم َإشارة
ّ المتمثّل َفي َالجزاء َوالثّواب
ظُ َتقريريََ
ل َبياَ ،و﴿ ََ ﴾َ َ َ ممفو َ َو َِ
عم َ َفعل َالتَ َِ
وبة َوآمن َ عمى َمن َتقبَل َِ
لما ََقَبَمَوََََ
ثبات َ ََ ق َلفعل َالظَ َِ
مم َعموما َعمييمَ ،وا ٌَ َالمطم َِ
قوَتُو َاإللزاميَة َفي َالنَفي َُ
تّ َ ،
َُم ََثب ٌَ
حاَلَةَ .
ةَلَم ََ
ََ الجّن
مونَ ََ
دخ ََ
فيَأنيمَََي َُ
ّ
010
الجنَ َِةَوأََ َ
ىميَا ورَِةَ"َ ََمرََيََمَ"ََََََََََََََََََََََ ََو َُ
صفَ ََ فيَس ََ ط َِ
ابَ َُ َِ
ةََلمخ ََاوليَ
يمَالتَََد َُ َِ
انيَ:الق َُ لَالثَ
الفَص َُ
َ
ةَقصديةَالتّأثيرَفيَالمتمقّيَ
ّ يَوبني
ّ اصلَوصفَالجنةَبممفوظَوصفيَتقرير
ّ ويتو
َ،قوتوَ
﴿ّ ﴾َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ
جناتَ)َاسمَجامعَلك ّلَأنواعَالجنانَ
غمَأنَلفظةَ(َ ّ
الجنَةَ،ور ّ اميةَفيَمكمنَ َِ
صفةَ ََ اإللز ّ
غيَبًِّيا﴿َ،﴾َ َ فيمَ بالجّن َِة َ ََ
جاء َ ََ عد َ ََ
ىذاَالو َُ
ََ )َدون َغيرىاَ،
ََ عَْدن َ
حدَََدتَبـ َ( َ ََ
َأنيا َ َُ
ّإل ّ
ع َسمفاَ،فالتَوكيدَََ
طُوَِ
المق َ بالو َِ
عد َ ََ ةَفيَالوَفَ َِ
اء َ ََ ََ امي
َ،قوتوَاإللز ّ
﴿ َّ ﴾َ َ َ َ
خمِ َُ
فَالوعدََوالميعاد؛َباعتبارَ لَي َ تَ ًَّ
بالغياَمصداقيَةَا﵀َفيَأنَ َوَُ َُ بـَ(ََإِنََ)َو(َ َك ََ
انَ)ََأَ ََثب ََ
ياقَبمعنىَ ّأنوَحاصلَ .
ََ (َمأتِياَ)َجاءتَفيَالسَ
لفظةَ َ
011
الجنَ َِةَوأََ َ
ىميَا ورَِةَ"َ ََمرََيََمَ"ََََََََََََََََََََََ ََو َُ
صفَ ََ فيَس ََ ط َِ
ابَ َُ َِ
ةََلمخ ََاوليَ
يمَالتَََد َُ َِ
انيَ:الق َُ لَالثَ
الفَص َُ
َ
وصفيَ،
َّ إثباتيَ
وممفوظَ﴿ََّ َ﴾ََََََََََََ
سم َاإلشارةََََََ امية َفي َكونو َتأكيدا َلمجممة َالّتي َسبقتو َ﴿َِ َ ،﴾َ َ
فا َُ قوتو َاإللز ّ
ّ
ياَإل َلمنَكانَ
ورَثُ ّ
لَن َ
آنفاَوىيَجنةَ(عدن)َ،لذلكَ َُ
ّ الجّن َِة َالمذكورة َ
ائد َعمى َ ََ
)َع ٌَ ( ََتِم َ
ك َ ََ
قَ
اآلياتَالسابقة َتحقَ ََ
ّ طٌَلمتَور َِ
يث َمعَتحقيقَمواصفاتياَ،و بب َ َوشر َ
ىَس ٌَ
قو ََ
َتَقيَاَ،وعميو َفالتَ ََ
عض َيَاَ .
حَََب ََ
شرَُ
َاآلياتَتَ ََ
َ أن
ظَُ ّ
مح َ
َ،كماَن ََ
ََ فيياَالتّ َُ
أكيد
اءَََََ
من َا﵀َ،فالجز َُ ولَلَيكون َ ّإل ٍَ
َبأمر َ ََ َُ ستثناء َتأكيديَ َعمىَأ ّن َىذاَالنَ َُز
ٌَ ََِ ،﴾َ َ ا
َََ َ َ َ َ َ الع ََم َِ
لَ،واقرارَذلكَجاءَفيَممفوظَمثبتَ﴿ نسَ ََ َِ
منَج َِ
قَ ،وَِا ً
ستنادا َإلى َأنَ َلفظةََََََََ َتنطبق َعميو َعمى َاإلطال َِ
َُ اسينَ ،فيذه َالصَفة َل
من َالنَ ََ
َسبقيا َالنَفيَ َفإنَيا َأَكَدت َََنفي َىذه َالصَ َِ
فةَ، بالغةَ ،الّتي ََ
َالم ََ ( َََن َِ
سًَّيا َ) َجاءت َبصيغة َُ
زن َ( َفَع ٍ
ال َ)؛ََََ َو َِ الم َِ
بالغة َعمى ََ َِ
بصيغة َ َُ يء َلفظة َ َ( َََن َِ
سًّيا َ) َ أن ََتَ َِ
ج ََ ل َفي َالمَ َِ
غة َ َْ واألص َُ
كانَ عنَالياءََ،فَقُبَِ َ
لَذلكَواستحسنَ َو ََ ََ َغَنىَ سَُبياَفيَىذاَالسَيا َِ
ق َأ ْ أيَ(َََنسَايٍََ)َ،ولكنَََن ََ
012
الجنَ َِةَوأََ َ
ىميَا ورَِةَ"َ ََمرََيََمَ"ََََََََََََََََََََََ ََو َُ
صفَ ََ فيَس ََ ط َِ
ابَ َُ َِ
ةََلمخ ََاوليَ
يمَالتَََد َُ َِ
انيَ:الق َُ لَالثَ
الفَص َُ
َ
ََ ي َ﴿
بتبيينَمكانةَا﵀َالجميمةَبممفوظَإثباتي َتقرير َّ
َّ صفاتَأىلَالجنةَ
ّ خَتََُم َ
وتُ َْ
ََ
اميةَفيَ
َ،قوتوَاإللز ّ
ّ ﴾َ َ َ َ َ َ َ َ
مومَ ،وعميو َف َُكلَََََ
فيد َال َُع ََ الربوَبِّيةَ ،فجاءت َلفظة َ( َرب َ) َ َُمطمقة َُ
َمضعََفَة َالباء ََتُ َُ َِ
تأكيد َ َ
صرَِف َِوَََََََََ،
كمَ َِة ََتَ َمال ََو َِ
ح َ َعائد َإلى َ َك َِ
ٌَ طيُما
توسَ َ َي ََ َع َِ
الم َالسَماء َواألرض َوما ََ ما َفي ََ
أكيد َنمحظَومنَباب َالتَ َِ
َِ حدانِيَةَا﵀َ ،
ةَتَُِقرَ َََو َ
ماوي َ
سائلَالس ّ
ّ َالر
دَعمىَأن َك ّل ّ
ّ ىذاَماَيؤ ّك
َالعبوديَةََََ
تضمَ َك ّل َأنواع َُ
عرَفَة َلمتّعميم؛ َبمعنى َ َُ
َم َ سموب َالتَ َِ
قدير َغير َُ َتَحوي َأَُ ََ
حكمة َ
َُم ََ
جاءتَ
بارَعميياَ،لذلكَ ََ طمقةَإل َِ
َبال َِ
صط َِ ّ َُ
ىذهَالعبادةَالم قَ
ولنَتُحقَ ََ
قَالتَوحيدَ َ،
تيَتُحقَ َُ
الّ َ
الساب ِ
ق َ َومنو َأفادت َاألمر َكذلكَ، لفظة َ﴿ ََُ َ َ ﴾َ معطوفة َعمى َِ
َفعل َ َِ
األمر َ ّ
َِ
ةَفيَاإلنكارَ امي
ةََقوتوَاإللز ّ
ظٌَبصيغةَإنجازّي ّ
و﴿ََ،﴾َََََممفو َ
حده؛َ
َو ََ َالمقصود َمنيا ِ
َالسم ََ َُ س َِمًّيا َ) َىنا َليس
َألن َلفظة َ( َ ََ
﵀؛ َّل َ َِ
َماَثَ ََ والتَعجَبَِ ،
َممَن ََ
عطاءَ
َُ حلَ َاإلنكارَىوََإِ
ةَتَدلَ َعمىَأنَ َ ََم ََ
ستفيامي َ
ّ صَفَةَ،فـَ( َ ََىل َ َِ
)َال ةَو َِ َواّنماَبياَ َِ
س ََم ََ
013
الجنَ َِةَوأََ َ
ىميَا ورَِةَ"َ ََمرََيََمَ"ََََََََََََََََََََََ ََو َُ
صفَ ََ فيَس ََ ط َِ
ابَ َُ َِ
ةََلمخ ََاوليَ
يمَالتَََد َُ َِ
انيَ:الق َُ لَالثَ
الفَص َُ
َ
قتَمَ َِ
صَفَاتَ ةَ،فيَأنكمَ ََميماََأَطَمَ َ
ّ كمةَاإلل َِيّي َِ
عمىَالح ََ ستفيامَيدلََ
َُ َِ
َ،ىذاَال َتَسميَةَا﵀َلَِغيرَِه
أبداَ .
ا﵀َ ً ةَمعَ َِ
لَليمَالم ََماثَمَ ََ
َُ مَ،فمنَتَ َُ
حص َ ال َك ََمالَعمىَآليت َُك
014
البعث شرَِك ََ
ينَ ََ ارَالم َِ
َُ ورَةَ"َ ََمرََيََمَ"ََََََ َِ
ح َك ََايةَإََِْن َك فيَس َ ِ ط َِ
ابَ َُ َ اوليَ َِ
ةَلمخ ََ يمَالتَد َُ َِ
انيَ:الق َُ لَالثَ
الفَص َُ
َ
يتتابع َالقصص َالقرآني َبذكر َمابعد َالموت َعند َنكران َالبعضَ ،ويظيرََََََََ
ََ يَالمعطوفَعمىَماَقبموَيفسرهَماَبعدَاالستفيام ﴿
ّ ىذاَفيَفعلَالكالمَاإلنجاز
ََ،﴾ََََََََََقُّوَتُوَاإلنجازّيةَفيَاالستفيامَاإلنكاريَ
كم َِ
موَ،ولكنَ َِ
اإلنسانَبَأَ ََ َِ
عمىَجنسَ نكارَ ود َِ
ةَاإل َِ عمومَع ََ
ََ فيدَ
عجبيَ﴿َََُ،﴾َََي َُ
التّ ّ
طابَومنوَُ َِ
الخ َُ جممةَ﴿ ََ َ،﴾َ َ َ َِ
منَخالل َ َُ َِ
فيَالجنس َ يص َ حدثَالتَ َِ
خص َُ ََ
اللتِوَعمىََقُدرةَا﵀َ َُ
المطَمَقةَ َ. ﴿ََِ َ﴾َََ
فيَد َ
وف َ)َالدَالةَ
س ََ
َألن َ( َ ََ
ساؤلَالسَابق؛ ّ
تيجةَلمتَ َُ
أماَممفوظ َ﴿ ََ ﴾َ َ جاءَََن ََ
ّ
القَ َِ
برَ،وعميوَ منَ َ
جَ ََ
الخرو َُ
عةَحقََقَتَحدوثَالفعلَاإلنجازيَوىوَ َُ
المضار ََ
ستقبالَو َُ
َ َِ
عمىَاال
لَرغمَحصولوَ َ. ساؤ َِ
لَباط ٌَفالتَ َُ
أكبر َمنوَ،
نكار َ ََ اإلنكار َالسَابق َبتعجَ ٍَ
بََ ،وا َِ َِ َوعجب َ
قوتو َاإلنجازّية َفي َاإلجابة َعن َالتّ ّ
ّ
َالقوةََََ خ َِل َ َِ ب ََغرض َالتَ َِ
مقتو َالمؤ ّكدة َبواسم ّ َأالَ َََيذ َُك ََر َأص َ
َالمشرك َّ
كيف َليذا َُ
فادَهُ َ ََ
حقيرََ َ ،م َُ
ض ََمر َفي َإيمانو َبالخمقَ ،فكيف َيجحد َالبعث َالّذيَََََ
َالم َْ
الدالّة َعمى َالمعنى َُ
( َأَنا َ) َ ّ
601
البعث شرَِك ََ
ينَ ََ ارَالم َِ
َُ ورَةَ"َ ََمرََيََمَ"ََََََ َِ
ح َك ََايةَإََِْن َك فيَس َ ِ ط َِ
ابَ َُ َ اوليَ َِ
ةَلمخ ََ يمَالتَد َُ َِ
انيَ:الق َُ لَالثَ
الفَص َُ
َ
القَبميَ، َِ
اإليجادَ َ فيَالمؤكَدَأفادَ َِ
عدمَ َُ ىوَأىونَعميوَمنَالخمقَنفسوَ،وقدَأرفقَالقولَبالنَ
عثِ ََ
كََََ، كفَُُر َ ََبب َ الع َِ
دم َ َوَتَ َ من َ ََ بوجوَِد ََ
ك َ ََ َتُؤَِم َُ
ن َ َُ لمم َِ
شركَ ،كيف َ َموجَ َوٌ َ َُ
ضوي َُ
القَ ََ
فالمضمون َ َ
َُ
يمِ َِيمَََ
جَكين َ َوَِقمَ َِة َ ََالم َِ
شر ََ َتَعنَ َِ
ت َ َُ ش ٍَ
يء؟َ ،ىذا َالحوار َيكشف َعن َ دت َ َِم ََ
ن َالََ َ َ َو َِ
ج ََ َأنك َُ
مع ّ
ضمون َيثبت َالتّأثير َبفعل َالكالم َاإلنجازي َالمحقّقََ
َُ نوُ َ ََ
الم َالحجَ َِة َ ََ
عمييمَ ،وَِم َ مع َإَِ ََ
قامة َُ
فيَالتّ َِ
يديدَ .
الَم َوالنَونَ
المؤ ّكدة َبال َّ َِ
َلفظة َ﴿ َُ ﴾ الحشرَ ،الّذي َتحقّق َفي
َِ
دينَداللةَ بينَمؤكَ
َُ ج َِع َ
لَ َِ
الحسابَُ َ، )َوىوَيوم َ
َُ الح َِ
شر َ ل َ( َ ََ
ظُ َأنَ َفع َ
المالح َ
ضعَفَةَ،و َُ
الم ّ
َُ
سويةَ
ف َبحشرىمَ َمعَالشَياطينَ،فالواوَالعاطفةََأَفادتَالتَ ّ َع َِ
ط ََ وَ،ثم َُ
قوع ّ ةَو َِ
حتميَ َُ
عمى َ ََ
تيجةَأنَساوىَا﵀َ
ََ ينَ،فكانتَالن
ّ ينَمَتَ َِ
ساوََي طمق َبينَأمر َُ معَالم َُ
َُ ََ
ومنوَالج بينَمعطوفينَ ،ََ
اَفيَح َِ
كمَ َُ بياَيوم َالحشرَ،إَْذ َ ُيصَبِحو
ََ تيَسََي َِ
حمَون َ ياطينَفيَالمنزلةَالّ ََ
ََ بينَالكفّ َِ
ار ََوال ّش
ور َفيَأمرَِه َ ََ
يوم َالحساب ََ،-فماَيقعَعميوَينعكسَ ظُ ٌَ
يطانَمن َ
ََ َِ
باعتبار َالشَالمنظََرينََ -
َُ
َيحشرون َمع َال ّشياطينَ ،وىم َالمش ّككون َفي َإعادةَ
ص َنوع َالّذين َُ
َخصَ َ َ
عمييمَ ،كما ََ
البعثَ .
601
البعث شرَِك ََ
ينَ ََ ارَالم َِ
َُ ورَةَ"َ ََمرََيََمَ"ََََََ َِ
ح َك ََايةَإََِْن َك فيَس َ ِ ط َِ
ابَ َُ َ اوليَ َِ
ةَلمخ ََ يمَالتَد َُ َِ
انيَ:الق َُ لَالثَ
الفَص َُ
َ
امية َفيَإقرارَحضورَالمشركينَيومَالحسابَ،حيثَأفادتَََ
ماَقبموََ،قوتوَاإللز ّ
ّ عمىَ
شرَيتم َإحضاَُرىمَ ،فجاءتَلفظةَ( َاإلحضارَ)َ
ّ تيب َوالتّراخيَ ،ومنوَبعد َال ََ
ح (ََثُمَ َ) َالتّر ََ
حولَجينمَ
ّ الحضور َ
َُ بغرض َت َِ
أكيد َ َِ ونَالمضعَفةَ ،
َُ ىَبينَالالمَوالنَ
ّ محصورةَىيَاألخر
َُ
َالقضوي َيوحيَ
َّ ٍَ
معتدلَ ،فالمضمون َغير َ
َألن َجموسيم َُ
لمسقوط َفييا؛ ّ
َتؤىميم َ ّ
بوضعية ّ
ّ
يَالمتمثّلَفيَالتّرىيبَ َ.
إلىَتحقيقَالفعلَاإلنجازيَالتّأثير َّ
ٍَ
يَبأسموب َإنشائيَََوممفوظَ﴿ َ ََ ﴾َ َ َ َ َ فعلَكالمَإنجاز
شدََ)َ
لَلفظةَ(ََأَ َ
دخ َُ
َ،ومنوَتَ َُ
َ ةَالسخرّيةَوَالتَ َِ
عجيز قوَتُوَاإلنجازّي ّ
استفياميَإنكاريّ َ،
َّ طمبيَ
َّ
بصيغةَاالستفيامَ
ََ ياقَجاءَ
ََ الس الالَ َُمَتَََن ٍَ
اهَكونياَ َُوظَفََتَمعَا﵀ََُ،رغمَأنََ ّ الفُ َِ
جورَ َّ َِ
فيَمسألةَ َ
الرحمن َ) َلتحقيق َالتّيويلَ ،ومنو َعدمَ رن َ َِ
بمفظة َ( َ َّ اإلنكاري َالَتّعجيزيّ َ ،إال َأنَ َوُ ََقُ ََ
استحقاقيمَلرحمةَا﵀ََ .
َََََ ٍَ
مَبممفوظَتقريريََوصفيََ﴿ بَمنَاألولىَبجين
ّ يبينَالمخاطَ
ّ
ظَُ
امية َفي َتأكيد َ َوتقرير َمصير َالعصاةَ ،فالممفو َ
َقوَتُو َاإللز ّ
ّ ،﴾َ َ َ َ َ
601
البعث شرَِك ََ
ينَ ََ ارَالم َِ
َُ ورَةَ"َ ََمرََيََمَ"ََََََ َِ
ح َك ََايةَإََِْن َك فيَس َ ِ ط َِ
ابَ َُ َ اوليَ َِ
ةَلمخ ََ يمَالتَد َُ َِ
انيَ:الق َُ لَالثَ
الفَص َُ
َ
الَفيَمجممَِوَعمىَاإلثباتَ
َُ الد
حن َ) َ ّ
ب َإلىَضميرَ(َالنَ َُ عطفَبـَ(ََثُّم َ)َلمتّرتيبَ َ ،وَُن َِ
س ََ َُ
بيماتَ
الم ََ
َباب َ َُ وكيدَ ،وفي َىذا َالمقام ََأُ َِ
دخل َفي َِ بالم َالتّ َِ
رن َ َِ
َالسيما َوقد ََقُ ََ
ََ والتّقرير،
وَيعودَ َعمىَا﵀َتعالىَ َ ،وجاءتَلفظةَ(َ
ُ القُدرَِة ّ
َ،ألن وحيَإلىَالع َِ
ظمة َو َََ تيَتُ
المضمرةَالّ َ
جينمَ بالغة َفي َِ
َالع َِ
ممَ ،بالّذين َىم ََأَولى َبَِ ّ َالم َِ
الدالة َعمى َُ
َعمَم َ) َعمى َوزن َ( ََأََْف ََعل َ) َ ّ
أْ
ىَبجينََمَ
ّ منَ َُىمََأَ َْوَلَ
العطفَ،إلىَأنََ َْ القضويَ َو َبتَكر َِ
ارَ ََ َّ ضمونَ
َُ ََ
يوحيَالم ركاتِياََ،وعميوَ
ود َََ
صَمِيَاََأََئِ ََمةَالشَََي َِ
عَ َوقادتيمَ . َِ
صر(َإِالَ)َالّتيَ
بأداةَالح َِ
ََ إلىَالنارَ،والمؤ ّكدةَ
ّ الح َِ
تميَةَ الوَُروَِدَ ََ ص َِ
فةَ َُ قَ َِ
ةَفيَتَحقي َِ
َ امي
اإللز ّ
يديد ََوحصول َماَبعدىاَ،وممفوظَ﴿ ََ ﴾َ َ َ َ َ تقريريََ
مفادىاَالتَ َُ
َُ
ضي ََوَِانتيىَ،والتّأكيدَ
األمر َفيياََقُ ََ
م؛َألن َ ََ
َّ رودَجين
ّ ةَو
امية َفيَحتميَ َُ
مثبتَ،فائدتوَاإللز ّ
ٌَ
نفسوَفكانَ،
ََ ألزمو َعمى َ
؛َباعتبارَأن َا﵀َ ََ
ّ ان َ)َولفظةَ( َ َحتْ ًما َ)
جاء َبالفعلَالماض َ( َ َك ََ
دتَالحتميةَالمسبقةَ َ.
ّ وَلفظةَ(َ ََمقضياَ)َالمضارعةَالدَالةَعمىَالماضَأ ّك
ويتواصلَاإلقرارَبتأكيدَالجزاءَالحاصلَلكالَالفئتينَالّذيَحقّقَمبدأَالجزاءَمنَ
وَمضارعةَ
يغتُ َُ
ص َ اميةَفيَنجاةَمنَوعدىمَا﵀َبتقو َِ
اهَ،فاتَّقَوهَ،ففعلَالكالمَ(ََُنَن ّجيَ)َ َِ اإللز ّ
تمكَََن َِ
ةَمنيمَ، مةَفييمَوم ََ
َُ ىَح َِ
اص قو ََ
منَنََنجَييمَ،التَ ََ
صمتَفيَالماضيَبحكمَأنََ َُ
وَح ََ َوَِد َ
اللتُ ََ
معطوفَعمىَماَقبموَ،
ٌَ مثبتَ
وممفوظَ﴿ََ﴾ََََََََوصفيََ ٌَ
601
البعث شرَِك ََ
ينَ ََ ارَالم َِ
َُ ورَةَ"َ ََمرََيََمَ"ََََََ َِ
ح َك ََايةَإََِْن َك فيَس َ ِ ط َِ
ابَ َُ َ اوليَ َِ
ةَلمخ ََ يمَالتَد َُ َِ
انيَ:الق َُ لَالثَ
الفَص َُ
َ
تيَتؤىميمَ
ّ جينم َالّ
لَ ّ مبيةَ ،وىيَال َِ
جثيَ َحو َ ألُولىَالسَ ّ َِ
عمىَنفس َالوضعيَةَا َ عمىَبقائيم َ
لمسقوطَفيياَ .
ّ
ٍَ
َبممفوظ َتقريريَ َمؤ ّكد َ﴿ َََ َ َوتعنتيم
ّ َذكر َسبب َ َُكفرىم
ويَتََتَاَلَى َُ
ََ
َزمنَ
َالمشركين ََ
الوة َعمى َُ ق َ َِ
شرط َالتَ ََ امية َفي َتحقي َِ
َقوتوُ َاإللز ّ
ّ ،﴾َ َ َ َ
من َُعيمَ
تيمَي ََ
َ،ولكنَتَعنَ ََ
َ دىَم ٌَ
وجود اليُ ََ
يقَ َ
ل َعمىَأنََطر ََ
الرسولَ،ىذاَالفعلَ( التّالوة )َيد َّ
َ
َ،قوَتُوَ
ي ّ ل َ ٍَ
كالم َإنجاز َّ َ َ ﴾َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ فع َُ
ََ إلىَزمنَفرعونَوقارونَ،فجاءَالممفوظَفعلَكالمَإنجازيَمعطوفَعمىَماَقبموَ﴿
660
البعث شرَِك ََ
ينَ ََ ارَالم َِ
َُ ورَةَ"َ ََمرََيََمَ"ََََََ َِ
ح َك ََايةَإََِْن َك فيَس َ ِ ط َِ
ابَ َُ َ اوليَ َِ
ةَلمخ ََ يمَالتَد َُ َِ
انيَ:الق َُ لَالثَ
الفَص َُ
َ
يََََ،
َالسابقة َفي َفعل َالكالم َاإلنجاز َّ
َالقصدية ّ
ّ سَتَ َِمرَ َالعبر َبنفس َالتّأثير َوب ّ
النّية وتَ َْ
َ
قوَتُوَاإلنجازّيةَ ،فيَتحقيقَ
﴿ َّ َ،﴾َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ
لَ)َ،
األمرَ(ََُق َْ أكيدَ َِ
بفعلَ َِ يقينَ،لذلكَجاءَالتّ َُ
ََ تساؤليمَعنَالفر
)؛َوىذاَجوابَ َُ
لَ َ َِ
األمرَ(ََُق َْ
َ،ومعَذلكَفا﵀َُ
َ الماض َ( َكان َ)َ،بمعنىَالضَالل َةُ َفييمََقَ َائِمةَمنَُذ َ ٍَ
زمن ثبت َ َِ
بزمن َ ََ الم َُ َو َُ
َمطمقًاَ
جاءتَمفعوًال َُ
ََ منيمَو
َ ٍَ
ونَطمبَ فيَس ٍَ
يولةََتَامَةَ(َ ََمداَ)؛َأيََُد زقَ َُ طَالر ََ
س َ ََي َْمَُددَ َوََيَْب َُ
َالخيرَ
يدىم َمن ََ َِ
العذاب َالدَنََيوي؛ َإَْذ َََيز َُ من َ
عٌ َ ََ
اءَ ،وىذا َنوَ ط َِ َِداللة َعمى َطول َ َُمدََِة َ ََ
الع ََ
المثبتََ
َُ يَ ظُ َالتّقرير َّ
عثَ،والممفو َ الب َِ
عمييمَيوم َ ََ
ََ الحجَ َِة َ ََ،بنية َ َِ
إقامة َ َُ ّ ًَ
اَوظالال اَكفر
ليزدادو ًَ
َََ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ﴿
َِ
ةَفيَحصولَ امي
توُ َاإللز ّ
َ،قو َ
اَعمىَالممفوظَالسابق ّ
ّ َ ﴾َ َ َ جاءَمعطوَفً
َِ
َلمعذابَ ؤيتُيم
َر ََثم َُ الن َِ
عم َعمى َال َُكفّار ّ َمدَ َ َ
َتعقيبا َعمى ََ
ً األقصى َفي َفعل َالقولَ ،لتكون
ََ
عذابيمَ
ـَ(َفإماَ)َأفادتَالتّخييرَفيَ ََ
ّ ياناَوىذا َمعنىَ﴿ ََ﴾ََ َ َ ف
ع ًََ
ل َبيمَ ،لذلكَ
َيحدََُد َما َيفع َُ
األمر َعند َا﵀َ ،فيو َالّذي َُ
الدنيوي َأو َاألخروي َوىنا َتوقَف َ َُ
ّ
قاموَ
َم َُ
َمن ََ ٍَ
َإيقانََ ، ون َأَي
وقن ََ
َسي َُ
ونَُ ،
وعد َُ
َي َُ
َرو َما َكانوا َُ
بيمةَ َ ،ومتى َََأَ
َم ََ
جاءت َالصَيغة َُ
ضعفَ .
تباعوََوَأَعوَُانوََأَ ََ
ىَمنَاآلخرَومنَأَ َُ
ََ َأَ ََ
دن
لَََ
اليدىَعمىَالمؤمنينَ،فالفع َُ
َُ ارَالثَ َِ
باتََو اميةَفيَإقر َِ
قوَتُوَاإللز ّ
ّ ََ،﴾ََََََ
يادةُ َال ِي َد َاية َمن َا﵀َ،
المواصمةَ ،ومنو ََِز َ عٌ َدالَ َعمى َِ
َاالستمرَِ
ارّية ََو َُ ( َََي ِز ُ
يد َ) َمضارَ
666
البعث شرَِك ََ
ينَ ََ ارَالم َِ
َُ ورَةَ"َ ََمرََيََمَ"ََََََ َِ
ح َك ََايةَإََِْن َك فيَس َ ِ ط َِ
ابَ َُ َ اوليَ َِ
ةَلمخ ََ يمَالتَد َُ َِ
انيَ:الق َُ لَالثَ
الفَص َُ
َ
مح َِ
سناتَ ،وجاءت َلفظةََََ ضاعف َل ََ
ل ََتَ َُ
دينَ ،فيحص َُ
يتَ ََ
الم َ
الحين َ َُ ضاعفتيا َ َِ
لعباده َالصَ ََ َوَُم ََ
ةَفيَاليُدىَ .
َ َمطمقًاََِ،داللةَىيَاألخرىَعمىَدوامَ َِ
االستم اررّي (َى َدىَ)َمفعوًال َُ
ُ
َوممفوظ َ﴿ ََ﴾َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ
معطوفَعمىَماقبموَلتبيانَفائدةَاليدىَالمتجميةَفيَاألعمالَالصَالحةَ،
ّ تقريريَ َمؤ ّكٌَد َ
فييَخيرَمردَ،
ّ أفضميتياَعمىَفاعمياَ َِ
عندَا﵀َ،و ّ ةَبقاءَاألعمالَالصالحةَ
ّ امي
فائدتوَاإللز ّ
أفعالَكالمَسيدنا َ" َزكرّياء َ"َفيَقولوَ ﴿:
ّ طابق َسياق َ وسياقَأفعالَالكالمََُيوَِاف َُ
ق َ َوَُي َُ
طمبيَ
َإنشائي َ َّ
َّ يَ ،في َأسموب
َالقصدي َبفعل َالكالم َاإلنجاز َّ
ّ ويتواصل َالتّأثير
َلقصة َىذا َالكافر َبأنعم َا﵀ََََََََََ
ّ قوتو َاإلنجازّية َفي َلفت َاالنتباه
بصيغة َاالستفيامّ َ ،
أيت َ)َ
ل َ(َََر ََ
﴿ ََ ،َ ﴾ََ َ َ َ َ َ َ َ َ ففع َُ
661
البعث شرَِك ََ
ينَ ََ ارَالم َِ
َُ ورَةَ"َ ََمرََيََمَ"ََََََ َِ
ح َك ََايةَإََِْن َك فيَس َ ِ ط َِ
ابَ َُ َ اوليَ َِ
ةَلمخ ََ يمَالتَد َُ َِ
انيَ:الق َُ لَالثَ
الفَص َُ
َ
عََدَ
ذاَو ََ َِ
بعبادهََ ،وا ََحيم َ حمنَ) ََِداللةَعمىَأنَ َ َ
ا﵀َ َََر ٌَ يد َ َِباسمَ(َ َ
الر ََ الع َُ ستَحيَمَةَ،وقدَقَُِرََ
ن َ ََ الم َ
َُ
منَيَتَخَُذَ ح َِ
كمَأنََ ََ قَبَِ َُ
ضَفيَالسَيا َِ
لذلكَالَنجدَالتَناَقُ ََ
َُ القصدَلمَيكنَىذاَ،
ََ أعطىَ َ،ولكنََ
(الرحمة َ)َ
امرهَ ،لذلك َجاءت َلفظ َةُ َ ّ اال َِ
متثال َألو َِ تو َو َِ
َطاع َِ
يد َيكون َفي ََ
َالع ََ
الرحمن ََ
عند َ َ
كان َِةَ .
الم ََ
منَ ََ تأكيداَعمىَالتّ َِ
قميلَ ََ ً
قام َ َِ
ضدََهََُ،تُحدََُدَ حجةََتُ َُ
الموَ ّ
ل َعنوَ،ومنوَ َك َُ يرَع َِ
اد ٍَ غ ََعجبَمنَكالمَالكافر؛َإذَىوَ ََ
التّ ّ
َ
اءَو َِ
العَقَابَ . الجز َ
عَ ََ
ََنوََ
(َمداَ)ََ
لَ َألن َالفع َُ
اميةَفيَبسطَالعذابَواستم اررّيتو؛ َ ّ
قوتوَاإللز ّ
ّ َ ﴾َ َ َ َ
ةَمد َالعذابَبحكمَكتابةَماَقالوَعنَالمالَوالولدَ،
َمطمقًاَ ،عكسَاستم اررّي ّ
مفعوًال َُ
جاءَ َُ
الولدََُ،رغمَ
لََو ََ
أعطاهَُالما َ
َ ا﵀َ
ضويَيوحيَإلىَأنََ ََ َُ القَ
ونَ َ المضم َُ
َُ فأصبحَذلكَعذاباَلوَ ،و
661
البعث شرَِك ََ
ينَ ََ ارَالم َِ
َُ ورَةَ"َ ََمرََيََمَ"ََََََ َِ
ح َك ََايةَإََِْن َك فيَس َ ِ ط َِ
ابَ َُ َ اوليَ َِ
ةَلمخ ََ يمَالتَد َُ َِ
انيَ:الق َُ لَالثَ
الفَص َُ
َ
ُع ِطف َالفعل َالكالمي َبتيديد َفي َممفوظ َ﴿ ََ ،﴾َ َ ومنو َإَِ َُ
تيانو َالَُبدَ َمنوَ
درةَعمىَ
ىَالقُ ََعمىَالمتكمََِم َوىوَا﵀؛ َ ََ
بمعن َ َُ معيَالع َائَُِد َ
ََ بض َِ
مير َ( َََنا َ)َ ََ
الج تباط َ َِ
الفعل َ ََ َِ
الر َِ
القَضوي َلفعل َالكالمَ
ضمون َ َ
َُ اإلتيانَ َ َ َ َ ،وَأَيَ َإَِ ََتي ٍَ
ان َ ََىَذا!ّ َ ،إنو َفرديَ ،وعميو َ ََ
الم َِ
سائِ َ
لَالقُّوةَجرٌَد َ َِمنَ َُكلَ َ ََو َ ل َعمىَالضَ َِ
عف؛ َألنَ َوَُ َُم َ الفَرَِدّي ََ
ةَدلي ٌَ التّأثيريََُ،يوحيَ َََإلىَأنََ َ
يامةَ .َيومَ َِ
الق ََ الَيكونَ ّإال ََ
َُ وىذاَاألمرَ
ٌَ َِ
حتماءَََََ،واال
سيدناَََ
ألُوَلَىَمعَ ّ
عنىَ،فا َ
الم ََ
بنفس َ ََ الثَم َّاَر ٍَ
ت َ َو َِ ََ ورةََثَ َِ
فيَىذهَالسَ ََ الخم َِ
قَ رتَآي َةُ َ ََ
ََ َُذ َِك
﴿ََ﴾َََََََََ
عميوَالسالمََفيَقولوَ َ:
ّ "َزكرّياءَ"َ
عميياَالسالمََ
ّ السّيدة َ" َمريم َ"َ
انيةَمع َ ّ الع َِ
دمَ،والثّ ََ شرةَأنَ َوَُ َِم ََ
ن َ ََ فيياَبالخم َِ
ق َ َُمبا َ ََ حَ
وقدَصَرََ
َُ
فيَقولوَتعالىَ،﴾ََََََََََََََ﴿َ:وىناَ
َِ
فيَإنكارَ العََدمََ ،والثّالث َةُ َ
من َ ََ ع ٍَ
ام َ ََ اإلنسان َ ٍ
بشكلَ َ ََ َِ خمق َ
عناهَُ َُ
َ،ولكنَم َ
ََ الخم َِ
ق ظُ َ ََ أَُ َِ
ضم ََر َلف َ
﴾
ََ، ََ َ َ َ َ َ َ َ َ البعثَفيَقولو﴿َ :
شركين َ ََ
ََ َُ
الم
الس ّيدة
سيدنا " زكرّياء " و ّ
ب /المفارقة بين قصة إنكار المشركين البعث مع ّ
السالم:
" مريم " عميهما ّ
نَع َِ
بادهَ،اء َ َِم َِ
ش َُ
نَي َ عائِ َِيمَ،ألنَ َوُ َََي َيَ َُ
ب َ ََم ََ من َ ُد َ
ل َ َْ
فض َ
الحين ََأَ ََ
عبادَهَُالصَ ََ
ىَا﵀ُ َ ََ
َأَعطََ َ
نَصمَبِ َِوَ ا﵀َُِا ًبن َِ
اَم َُ اهَُ َ
طَ َ،فأع ََ
لي َْ الو ّ َِ
منَا﵀َ ََ مبَ
ط ََ
عميوَالسالمَ ََ
ّ سيدناَ"َزكرّياءَ"َ
ففيَحالةَ ّ
661
البعث شرَِك ََ
ينَ ََ ارَالم َِ
َُ ورَةَ"َ ََمرََيََمَ"ََََََ َِ
ح َك ََايةَإََِْن َك فيَس َ ِ ط َِ
ابَ َُ َ اوليَ َِ
ةَلمخ ََ يمَالتَد َُ َِ
انيَ:الق َُ لَالثَ
الفَص َُ
َ
الولدَ،
ل ََو ََ جبر َعمى َإعطائِ ِو َ ََ
الما َ ا﵀َ َ َُم ََ
َيََرى َأنَ َ َ
َىذا ََ
األكثر َمن ََ نعَِم َ َِ
ا﵀ َعميوََ ،و َُ فر ََبِأَ َُ
َك ََ
ساَبَِِق َِ
يوَ . لَ ََ
ذاباَالَرحم َةًَمث َ
ع ًَلوَُ ََ
فكاناَ َ
ََ
فرَ منَآي َِة َ﴿ َ ﴾َ َ َ َ َ َ َ وىماَّ َ :
أن َلم َُك َِ ََ وىناكَفائدتان َ
661
عمىَََأصناميمَ ينَبندم َِ
يمَ ََ الم َِ
شرك ََ فيَسورةَ"َ ََمرََيََمَ"َََإَِنَذ َُ
ارَ َُ طابَ َُ داوليَ َِ
ةَلمخ َِ َِ
انيَ:القََيَُمَالتَ َُلَالثّ
الفَص َُ
َ
ََ -7إنذار المشركين بندمهم عمى الصنام التي اعتزوا بها :من اآلية ( ) 18
إلى ( ) 18
بدَِةَ
َع ََ َلفظة َ( ََِاتَخَُذوا َ) َ َُ
يعود َإلى ََ َِ مير َفي اصَمَ َِة َفي َالشَ َِ
ركَ ،والضَ َُ َالمو ََ
شركين َعمى َُ
ََ َُ
الم
عةَالدَاَلَةَ
ضارََ
الم ََ
يغتُيا َ َُ
ص َ سول َصمّىَا﵀ َعميوَ َوسمّمَ َ،و َِ
الر َِ فيَز َِ
من َ َ شركين َ ََ
ََ لَوَثَ َِ
ان َ َُ
الم اَ
بماَيفعَمُونَ،
ق َ ََيمان َ َُمسب ٍَ
َوا ٍَ عمىَع ٍ
قيدة َ ََ ىمَىذاَمبنَِيَ َ
ََ عمىَالماضََ ،تُوحيَإلىَأنَ ََِاتَ ََ
خاَُذ ََ
ونيُمَ
ونَ َ،ك َ
ماَيعمَمُ ََ عمىَب َِ
طالن َ َََُ لَ ٍَ
كافَ َفَفضََمُواَمجموعةَآليةَعمىَا﵀َالواحدَ،وىذاَدلي ٌَ
تدلََ
نيُمَعمى َََوحدانيَةَا﵀َ ،باعتبار َلفظََة َ(َا﵀َ) َ َُ َِ
منيَم َ ار َ َِ
ض مَلآلليَةََإِ ََ
قرٌَ َ خاذ َِى َِ
فيَاتّ َِ
َالالَم َالثَانيَةَََََََ
خفيت َّ َالمضعَفَ ،فقد ََأُ َْ الالم َُ
فَ ّ َحر َِ
شتِ ََماليا َعمى َ َالوحدانيَة َِ
َل َ عمى ََ
المدَ َفي َالَبِ ََ
دايةَ جاءت ََلَفظة َ( َآلية َ) َ َِ
بألف َ ََ َحين َ ََ الغيَبِيَةَ ،في َِ
َو ََ
لوحدانيَة َ َتُثَبِ َُ
ت َا ََ الّتي َ
العكس َمن ََذلكََََ ت َ ََ َىَِذه َالمَفظََة َ
َوَِا ََثبا َُ حدانيَة َعمى ََ
الو ََ
طُ َ ََ َِدللة َعمى َالتَعدََِدَ ،ومنو َ َِ
إسقا َ
منِيَ،لفعلَاإلنجازَ(َِاتّخذواَ)َ . ظَُإلىَالتَ َِ
أكيدَالضَ َ جَالممفو َ
خرََ
دَ،وعميوَ ََ
ََ وىوَالتَعدَ
ٍَ
َبممفوظ َتقريريَ َ﴿ ََ،﴾َ َ َ َ َ ويتواصل َالتّأكيد َفي َأفعال َالكالم
ندىمَ،اآلليَ َِ
ةَع َُ ةَلتَعدََِد َ َ
الحجَ َ
ةَو َُ
يع َخَُذواَالذَر ََ
اج َالسَََببيَ َ،كونيمَاتَ ََ
ج َِ َِ
فيَالح ََ قوَتُوَاإللزاميَة َ
ّ
مالِياَََ
شتِ َ عَ ،مع َِ
َا َ َالم َِ
ضارَِ الم َالتَ َِ
أكيد َ َُمضافة َإلى َُ فجاءت ََلَفظََة َ﴿ ََُ َ ﴾َ مقَتَرََنة ََبِ َِ
ََ
جَ
خرَُ اض ََعةَالمَ َِ اقَالقَ َائِ َِ الع َِ عمىَالضَ َِ
غويَةَََ ،ن َُ مَعمىَالمََو ََ
َُ َ ةَ،منَىذاَالسَََي
ََ عمىَاآلل َيَ ائد َ مير َ ََ
َِ
ونَليمَعمىَاإلطال َِ
قَ َ،كونَ نَآليَتِيمََ،لَ َ
نَتَ َُك ََ ونَإلييَ َِ
اَم َ طم َُ
ح تيَي ََ
فعةَالّ ََ
الر ََ إلىَأنََ َِ
العَزَةَََو َ
َمعنىَ
سبت ََ بالم َالتَ َِ
أكيد َالّتي َ َك ََ ن َ َِ َالموظَف َليذه َِ
َالعَزةََ ،قَُِرََ ونوا َ) َُ َالم ََ
ضارع َ( َََي َُك َُ َِ
الفعل َُ
ون ََِفيياَََ ،فخرََ
جَ طمع ََ
َي َُ
ونة َالّتي ََ
َفائدة َال َكَْيَُن ََ
الالَم ََ َلمفعلَ ،ومنو ََأَبطَمَ َِ
ت َ َّ َِ اآلنِيَة َِ
َل َنتِ ََ
سابَِيا َ
111
عمىَََأصناميمَ ينَبندم َِ
يمَ ََ الم َِ
شرك ََ فيَسورةَ"َ ََمرََيََمَ"َََإَِنَذ َُ
ارَ َُ طابَ َُ داوليَ َِ
ةَلمخ َِ َِ
انيَ:القََيَُمَالتَ َُلَالثّ
الفَص َُ
َ
المضمونَ
َو ََ
ورهَ ،
ل َََد َُ َوالمرَ ،فسقط ََوَأُ َِ
بط َ ونة َإلى َمعنى َِ
َاإللزام َ َمعنى َال َك َُين ََ
ل َمن ََ
الفع َُ
جوىاَ
نتي ََ اض ََعة َالمَغويَةَ ،الّتي َِ
َا ََ سوَِء َ َُ
المو ََ ن َإليو ََبِ َِ
سبب َ َُ سع َْو ََ
َي ََ
ل َما ََ َِ
َلمممفوظ ََُيبط َُ القضوي
ونَلوَ .
نَتَ َُك ََ َِ
اإلسالمَََفَمَ َ َِ
ةَفيَغيرَ
العَز َِ
لذلكَمنَاتَخَذَ َِ قَ َِ
كالم َِيمَ، َِ
فيَسيا َِ
َ،قوَتُوَ
ويتتابعَاإلقرارَبممفوظَإثباتيَوصفي ﴿ َّ ﴾ََ ََ َ َ َ
ازينََبِمفظةَ(َ َك َّ
الَ َ)َ قالًِب ََ
اَلممو َِ دعُ َ َ
الر َ
جر ََو َ
الز َُ
اء َ َ
ج ََ
عوَهُ َسابقًاََ ،فَ ََ بطال َ َِ
ماَادَ َْ اإللزاميَة َفيَإَِ َِ
َِ
عتبارَالفعلَ لَمحاَلَة؛ َ َِبا
يقعُ َ ََ
بيذهَاآلليةَس َ
ََ فر َمنيم َ
المؤكَدةَعمىَماَبعدىاَفيَأنَ َال َُك ََ
َُ
عبادةَىذهَاآللِيةَ،وىوََإِ ٌَ
نكارَتقريريََ َ منَغيرََتَأخيرََبِ
َِ لَ
ىمَحاص ٌَ
تيَدلّتَعمىَأنََ َُكفر ََ
والّ ََ
بادةَ َ.َِ
منَالع ََعَ
ليذاَالنَوَِ
َمؤكَد َِ
َبفعلَ وف َعمى َما ََقَبمو َُ
طُ ٌَ
ظُ َمع َ
﴿ ََ ،﴾َ َ َ َ َ الممفو َ
َجميعَ
َِ جَرًدا َمن
َجاء َ َُم ََ
ستقبلَ َ ،كونو ََ قوع َِو َفي َُ
َالم ََ َو َِ
المضارع َ( ََ )َ الدَال َعمى َُ
َُ
ضمَََنةَفيَىذاَ
ةَالمَتَ ََ فرونَبَِياَ،ف َ
القَُو َُ ودات َِي ََ
مَ،وي َْك َُ عب ََ َِ
ونَضدََ ََم َُومنوَي َُ
صبح َُ الزَائََِدةَ، الح َِ
روفَ َ َُ
المصرحََََََََََ
ّ بوحدانيَة َِ
َا﵀ َ كينَ َ ََ
شر َ منِي َُ
َلمم َِ الض َ
ار َ َ ن َفي َِ
َاإلقر َِ تكم َُ القَول َِ
َباإلجمالَُ َ ، َ
بياَفيَأفعالَالكالمَالتّقريرّيةَ،الّتيَخرجتَإلىَالتّأثيرََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ.
َ
111
عد َائِو
عمىَأََ ََ
صََرةَ ََ
الن َْ
ولَ ّ
س ََ
عدَا﵀َالر َُ
َ فيَس َ ِ
ورَةَ"َ ََمرََيََمَ"َََََََََوطابَ َُ َ اوليَ َِ
ةَلمخ َِ يمَالتَََد َُ َِ
انيَ:الق َُ لَالثَ
الفَص َُ
َ
ذيَبينَحالةَ
ّ ةَا﵀َلنبيوَ ،أ ّكدىاَفعلَالكالمَاإلنجازيَالّ
ّ اآلياتَتحويَبشرىَنصر
قوَتُوَاإلنجازّيةَ
الكافرينَ َ﴾َََََََََََ﴿َ،
الدالَ َِ
عمىَالفعل َ﴿ ََََأَرىَ﴾ َ ّ أكيد َ
مفادَهُ َالتّ َُ َِ
ستفيام َالتَعجَبَِيَاإلنكاريَ﴿ ََُ َ ،﴾َ َِ
فيَال
َالضمني َفي َرؤية َرسول َا﵀ َما َح ّل َبالكافرين َإزاء َاعتزازىم َباألصنامَ،
عمى َاإلقرار ّ
مير َِ
انَ ض َّعف َ﴿ ََ ،﴾َ والضَ ََ
َالم ََ َِ
َاإلنكار َ﴿ََ ﴾ والتّأكيد َُ الرؤية َبين
لَ ّط َفع َُ
َوتوسَ ََ
الدالَ
بيَمَ ّ
)َالم َ
شرفًاَىذاَالضَمير َ( َنا َ َُ ا﵀َ،وي َِ
كفيناَ َ ََ دانَعمىَالمتكمَمَوىوَ
َُ ماَعائِ
َ َِك َُ
الى
ين َالشَياطين َالّتي ََتُغ َوي َِيمَ ،لذلك َجاءَ
َتَعالى َعمى َال َكافر ََ
رسل َا﵀ َ
ظمةَ ،فقد ََأَ ََ
َالع ََ
عمى ََ
عَ
يغةَالمضارَِ
َُ ةَمختمفةَ ،و﴿ ََ ﴾َ ب َِ
ص اضعةََلُغويَ َُ
بمو ََ كرٌَر َ ََمَر َِ
تين َ َو َُ ل َ(ََأَز َ) َ َُم َ
الفع َُ
َيؤكَدَ َِ
أكيداتَ ،وما َُجرٌَد َمن َالتّ
المستقبلَ َ ،كونو َ َُم َ َالح َِ
اضر ََو َُ ع َالفعل َفي ََ
َوقوَِ
تد ّل َعمى َُ
الَعمىَالمبالغةَ
َُ وَبالفعلَالمطم َِ
ق َ﴿ ََ ﴾َ الدَ َُ المستقبلَاقترَُان َِاستم ارريَةَفعلَا َ
ألَّز َفيَ َُ
)َمعَتنوعوَ َ.
ّ ستقرارَ،ومنوَالستم اررّيةَفيَفعلَ( َّ
األز ال ََباتَو َِ
وعدمَالث َ
تابعةَ َ
الم ََ
و َُ
واستأنفَالكالمَبفاءَالستئنافَ﴿ََ،﴾ََََََََ ََ
َبعدهََََُ
المثبت َلما َ
المؤكَد َلوََ ،و َُ
ييََ ،و َُ
َلمن َّ
المعمَل ّ
َالقَصر َبـ َ﴿ ََُ ﴾َ َ
ََوظَف َأَُسموب َ
111
عد َائِو
عمىَأََ ََ
صََرةَ ََ
الن َْ
ولَ ّ
س ََ
عدَا﵀َالر َُ
َ فيَس َ ِ
ورَةَ"َ ََمرََيََمَ"َََََََََوطابَ َُ َ اوليَ َِ
ةَلمخ َِ يمَالتَََد َُ َِ
انيَ:الق َُ لَالثَ
الفَص َُ
َ
جَرد َ ََمسأََلةَ
َم ََ
َىذا َُ
ميَال ََ صب َفي َأنَ َ َِ
اإل َ َي َُ
الممفوظ ََ وي َلَََِف َِ
حو َ ََ ض َّ
َالقَ ََ
ضمون َ
الم َُ
الَّزمانَ ،و َُ
عمالَ َِ
باطَمَةَ،والفائدةَ قتَََرَفُوهَمنََأَ ٍَ َِ
كمَماَا َ ضيَةََقَضيَ َةََُِا َنتَِقَامَمنَال َُكفَارَبَِ َُ
ح نوَالقَ َِ
قتِيَةَ،وَِم َ
ََو َ
نسَ اءَمنَ َِ
ج َِ الجز َُ
ومنوَُ ََ الع َِ
دلَ َ، يامَ ََ ةَفيَنفسَ َِ
رسولَا﵀َ َوَِق َُ َِ مأنِ ََين
المستخمصةَىيَََ:بثَالطَ َ
الع َِ
ملَ . ََ
َََ ويتواصل َاإلقرار َبتأكيد َبشرى َما َسيحدث َلممتّقين َبممفوظ َمثبت َ﴿
عدَََزََم ٍَ
نَ،وقدَجاءَىذاَالحشرَ ولوَب ََ عمىَو َِ
قوعوَالحتميَ ََ َُ لَ
المضارعَ﴿َ﴾َيد َّ َِ
بالفعلَ َُ
ةَتََتَمثَلَفيََإِ َِ
ثباتَ امي َ
قوَتُوَاإللز ّ
َ﴾ََ ََ َعمىَمشيدَأىلَالكفرَوال ّشركَ َ ،
العطفََفََقُدَ ََرَ،
سبب َ ََ وَ،حَِذ َِ
فَمنو َالظَرفََبِ َِ مىَماَََقبَمَ َُ
عطوفَع ََ
ََ ومَالبعثَ،والممفوظَ ََم
ََ ََي
َ،حيثَ
َُ ََ
شركين َُ
ينَلممالم َِ
ش وَ،يوحيَإلىَالم َِ
شيد َ ََ ََ ل َ﴿ ََ ﴾َ الحاملَدللة َ َُو َِ
قوع ف َِ
الفع َُ
111
عد َائِو
عمىَأََ ََ
صََرةَ ََ
الن َْ
ولَ ّ
س ََ
عدَا﵀َالر َُ
َ فيَس َ ِ
ورَةَ"َ ََمرََيََمَ"َََََََََوطابَ َُ َ اوليَ َِ
ةَلمخ َِ يمَالتَََد َُ َِ
انيَ:الق َُ لَالثَ
الفَص َُ
َ
لَ
وممفوظَ﴿ ََ ،﴾َ ََ َ َ َ َ َ َ َ َ َ فع َُ
جََ
خرَُ
َي َُ َليََِذه َالشَ ََ
فاعة ََ المجرَِمين َ الَ َِ
ك َ َُ متِ َيََ ،قُّوَتُو َاإلنجازّية َفي َالنَييَ ،عن َِ
َا َ ٍَ
كالم َإنجاز َّ
ستُ َثنِ ََ
يَ ذاَاليومَِ َ،
وقدَا َ ةَلِ َِ
مثلَ ََى ََ خََر َ
ةَالمدَ ََ
اع َُ ليمَىَِذهَالشََفَ ََ لَتَ َِ
حلََ ََ بحيثَ َ فيَالمطَمَ َِ
قَُ َ، َُ إلىَالنَ
ألََولََبِ َِ
عدمَ خصَ َِ
تَا َ المَالسابقَ،فََ ََ
ّ تَتَ َِ
عميمَال َك ىاَوََنَفَ َ
عد ََاَب ََ
تَم ََ
ديثَبـَ(ََ)َالّتيََأَكَََد ََ
الح َُ
ََ
يسَ بارىم َ﴿ َََ ﴾َ َ َ َ َ وَأَ ََثبَتَ َيَا َلمثَ َانِيَ ،لَكن ََ
َبمقاَيِ َ َ َباعتِ َِ
فاعة َالشَ ََ
رَوََنََو َِ
اىيَا﵀َ . وفَعندََأَو َِ
ام ََ َِ متَفيَالع ْيَِدَ،وىيَ َُ
الوَقُ َ َتَمثَ
121
ةَالوَلََِدَ َ
﵀َتَ ََعاَلَى. سب ََ يمَ"ََََذكرَ ََمنَكفرََبَِنِ ََ
ورَِةَ"َ ََمََر ََ
فيَس ََ
طابَ َُ داوليَ َِ
ةَلمخ َِ يمَالتَ َُ َِ
انيَ:الق َُ لَالثَ
الفَص َُ
َ
- 9ذكر من كفر بنسبة الولد هلل تعالى :من اآلية ( )88إلى (.)99
تناولت َاآليات َاألخيرة َمن َسورة َ"مريم" َقصص َمن َنسب َلمّو ِ
َابناَ ،فممفوظََََََََ
صي َِ
انَ َقمَ َِة َ َِ
الع ََ اميةَفي َِ
فائدتُوَاإللز ّ
ي َمثبتَ َ ،
﴿َ ﴾ تقرير َّ
ديثِيمَ
لح ََمواصَمَة َ ََ
سابقًاَ ،فََيي َُ
كين َ ََالم َِ
شر ََ َمعطوَفَة َعَمَى ََقَ َِ
ول َ َُ الجممة ََ
ك؛ َألنَ َ َُ وَِم َ
نوُ َالشَر َُ
َِ
اضَداللةَ ََ
عمىَالم لَ فيَالعصَيِانَِ َ،
ففعلَ﴿ََ﴾الدَا ٌَ َِ اصلَ
طفَ ُمتو َ
منوَع ٌَ
ََ ع َائِ ََ
يمَو َوَِا ّد ََ
لَهَ﴿﴾َ؛َيعنيَ
ذيَتَ َ
يمَالولدَ﵀َ،أَكَََدَىذاَالفعلَالّ َ
ََ سبَتِ
عاءَفيَنِ ََ
َ ولَمدَ ِ
ةَاالدَ طُ َُ
عمىَ َ
َع َِ
ظيمَََ امية َفي ََ
َقوَتُو َاإللز ّ
ثبتّ ،
وممفوظ َ﴿ ََ ﴾َ َ َ َ َ َ تقريريَ َ َُم ٌَ
حقيقةَ
ار َ ََ اء َو( َقد َ) َالتَحقي َِ
ق َإلقر َِ لََِم َ َِ
اال َبتََِد َِ ظُ َ َُمؤكٌََد ََبِ َ
الممفو َ
جاء َ ََ
وهُ َعمى َا﵀ََ ،فَ ََ
عَ ما َِ
َادَ ََ
إليوَ،وقدَسمَىََ
ََ بَ
س َُ
اَالَي َنتَ ََ ش ًيئ فتََِرَُ
اؤَُكمَعمىَا﵀َ َ عاءَ،وىوَقوَلُ َُكمَوَِا َ لَ ِ
اال ّد ََ اَتَ َِ
يوي َُ فاد ََى َ
ََم َُ
ُ
الم َِ
قامَ ،فما َجاؤوا َبوَََََ يو َِ
يل َ ََ َلتَ َِ
َالمطَمََقَة َ
فعوليَة َُ
َالم َُ
يغة ََ اؤوا ََبِ َِو َ﴿ ََ ﴾َ عمى َِ
َص ََ َج َُ
ما ََ
لمَيؤتَمنَقبلَ .
الع َائَِِدَ
منوُ َ ََ ل َ﴿ ََ ﴾َ يوحيَإلىَالقُربَمن َال ّش َِ
يء ََوالدََُنوَ َ َ توُ َال َُكفَارَ،فالفع َُ
عَ ََم َِ
اَادَ ََ
نَ،ومنوَ
المشركي ََ َِ
الةَعمىَقول َ َُ َِ
ةَمنَلفظة َ َ﴿ ََ ﴾َ الدَ عمىََلَ َِ
فظة َ﴿َ ﴾القرََيب
121
ةَالوَلََِدَ َ
﵀َتَ ََعاَلَى. سب ََ يمَ"ََََذكرَ ََمنَكفرََبَِنِ ََ
ورَِةَ"َ ََمََر ََ
فيَس ََ
طابَ َُ داوليَ َِ
ةَلمخ َِ يمَالتَ َُ َِ
انيَ:الق َُ لَالثَ
الفَص َُ
َ
أخيرَََََ
قديم َوالتّ َُ
عَ ،فالتَ َُ
فعل َالسَمَاَ َِ َِ
َومباشرَةً َبعد َ َِ لزما
َم ًص َل َُ شقَق َىذا َواإل َِ
نفطََار َ َح ََ التَ َ
أن ََتََتَََفطَ ََر َالسَ ََماء َِ
َمن ََقَولَِ َِيمَ َ ،
وتَقدَ ََمت ََلَفظ َةَُ كاد َ َْ قدير َال َك َِ
لمََ :تَ َُ َوتَ َُ القَ َِ
ولَ ، َى َِ
ول َ َ من ََ
ألُولىَ شقَ َِ
ق َا َ رض َو َِ
الجبال ََبَِتَ َ ألَ َِ ماء ََِانع َك َ َ
س َعمى َا َ دث َلمسَ َِ ﴿السَ ََماء﴾ َ ََلِ َِعظََ َِم َيَاَ ،وما ََ
َح ََ
مَمخَمُوَقَ َِ
اتو َوىيَ: وهَُبَأَعظََ ََ بَ،ل ََع َِ
ظ َِ
يم َ ََماََقَاَلُ َ ناس َِ
الم َِ
ل َ َُ
ا﵀َالمَثَ َ
ََ رب َ
وقدَض ََ
ََ وسَقُوطَالثَانيَةَ،
َُ
سببََِادَ َ
عائِيمَالباطلَ . ختِ َِ
للََبِ َِ َِ
تَفيَا َ ازََنياََوََوَقَ ََع
تَتَََو َُ ألََْرضَوال َِ
جََبالَالّتيََفََقَََد َ السَ ََماءَوا َ
ومجسدَفيَالفعلَ
ّ موجوَإلىَالمشركينَ ضم َُر َمنَ َِ
القولّ َ ، الم ََ
ضويَ َُ
القُ َّ
ضمونَ َ
َُ َو ََ
الم
ي َالمحقّقَ ،في َإنكار َأن َيكون َىؤالء َالمشركين َلم َيرو َعظمةَ
الكلمي َاإلنجاز َّ
ََََ لتَليمَأنفسيمَادعاءَالولدَلوَ،وممفوظَ﴿
ّ مخموقاتَا﵀َىذهَ،حتّىَس ّو
المصدريَةَ
الباطلَ،ال َُمؤ ّكدَبـَ(َََ ََ)َ اميةَفيََِادَ َِ
عاءَ ََ قوَتُوَاإللز ّ
ثبتَ ّ
َ﴾ََتقريريََ َُم ٌَ
بَ،يوحيَىذاَإلىَ
اذ َُالَبسببَاإلدَعاءَال َك َِ
َِ ألَرضَوال َِ
جََب اتَوا َ
او َ حلََبالسَ ََم ََ
يحَأنََ ََماَ ََ َلتَ َِ
وض َِ
َ،ويأتيَالرّد َعمىَ
ّ آدََم؟!! يف َ َِبا َِ
بن َ ََ عاء َبال َُكميَةَ،ف َك ََ
ض َىذاَاإلدَ ََ
َتَرَفُ َُ
ىذهَالمخَمُوقات َ
ََ أنَ َ
افيةَتوحي َإلىَأنَوَالَ
الن ّ
ـَ(َماَ)ّ َ ،
ن َفيَالنَفيََ،فمفظ َةَُ﴿ ََ ﴾َ قرنتَب َ
ةَتكم َُ
َُ اإللزاميَ
ن َفيَ
تكم َُ
القَضويَ َ َُ َِ
ضمون َ َ َألن َوُ َىو َالخالقَ َ ،وفائدة َ ََ
الم الولد؛ ّ
َأن َََيتَخَذ َ ََ ميق َ َِ
بمقام َا﵀ َْ ََي َُ
الع َِ
بدَ . َِ
بصفاتَ ََفَ ا﵀َأنَيتَ َِ
ص ََ ََ نز َِ
يوَ َتَ َِ
122
ةَالوَلََِدَ َ
﵀َتَ ََعاَلَى. سب ََ يمَ"ََََذكرَ ََمنَكفرََبَِنِ ََ
ورَِةَ"َ ََمََر ََ
فيَس ََ
طابَ َُ داوليَ َِ
ةَلمخ َِ يمَالتَ َُ َِ
انيَ:الق َُ لَالثَ
الفَص َُ
َ
امةَفيوَ
القي ََ
يومَ ََ
كونَ ََ
ىذاَي َُ
تيانَ ََ لَ َِ
اإل َِ قَأنََفع َ باعتبارىاَأفادتَالتّوكيدَ،والظَ َِ
اى َُرَمنَالسَيا َِ َ
َ ع.
ضوَِ
الخ َُ ع َِ
انَو َُ َِ
ةَعمىَاإلَْذ ََبالعبوَِديَةَالدَاَلَ
نَ ََُُم ََؤكٌََد؛َباعتبارهََقَُِرََ
قوَتُو َاإللزاميَةََََ
ثبتّ َ ،
وممفوظ َ﴿ ََ ﴾َ َ َ َ َ َ تقريريَ َ َُم ٌَ
حصاءَ)َ
اإل ََ الَ ،فَِفع َُ
ل َ(َ َِ فع ٍَ قو ٍَ
ال ََوَأَ ََ كينَ،منََأَ ََالم َِ
شر ََ ا﵀َأعمالَال َُكفَارَو َُ
ََ حص َِ
اء َ ار ََإِ ََ
فيََإِقر َِ
صي َِ
انَ . لَ َُمدََِةَ َِ
الع ََ طُو َُ
ومنوَُ َ ط ٍَ
ويلَ َ، ٍَ
وقتَ ََ
يَإثباتيَيخرجَإلىَالوصف ﴿
َ ٍَ
وتختمَآياتَمنَنسبَالولدَ﵀َبممفوظَتقرير َّ
ىذاَبو َِ
اوَ ََ رديَ،وقد َأُكَََد َ
َْ الفَ
ان َ َ َِ
ةَفيَاإل ََتي َِ َ،قوَتَُوُ َاإللزاميَ
ّ ﴾َ َ َ َ َ َ
َِ
اإلتيانَ صول َ َِ
فعل َ لَعمىَح َِ
َُ ياَفعلَ(َ َآتِ َِ
يو َ) َالدَا تيَعَِقََب َِ طف َوَ(َ َُكلَ َ) َالتّ َِ
أكيديَةَالّ ََ الع َِ
ََ
ارََواإلكرَِاهَ،وَقَدََقُ ِرَنَفع َُ
لَ جب َِ َِ
إلىَاإل ََ وحي َِ
انَ ابقةَتُ ََ ِ
و(َآتَ)َالسَ َ كرهَ،فـَ(َ َآتِ َِ
يوَ)َ الم ََ
غمَو َُ
المرََ
َُ
يؤكََُدََََ
ضوي َ ََ
َالقَ َّ
ضمون َ
الم َُ
َو ََ
درةَ ،
القُ ََ
َو َظ ََمة َ
َالع ََ الغيبي َِ
َداللة َعمى ََ ان َ) َبالضَ َِ
مير َ ََ اإلتي َِ
( َ ََ
منَخ َِ
للوَ َِ صوَُر َ
ي ََُي َ ٍَ
انَبفعل َتأثير َّ ف َىذاَ ََ
اإلتي ادىَ َ،و َِ
يص َُ يامةََفََُرَََِ
ومَالق ََون َََي
أنَ َال َُكفَار َ َآتُ ََ
اَالَج ًّ
ماعيا.ََ ونََفَرَِدًّي
أكيدَعمىَأنَفعلَالحسابَََي َُك َُ
ّ حالتيمَالذَلَِيَمَةَ،يخرَُ
جَإلىَالتّ ََ
123
يوََُبِ ََم َك ََان َِةَ َ
القُر ِ
آنَ نو َ يَس َ ِ
ورَةَ"َ ََمرََيََمَ"ََََََََََََََََََََََالتَ َِ ط َِ ِ
ابََف ََ َ داوليَ َِ
ةَلمخ ََ يمَالتَ َُ َِ
انيَ:الق َُ لَالثَ
الفَص َُ
َ
كانَلعاقبةَالعبادَالصالحينَحظّوَفيَأفعالَالكالمَمنَإنجازّيةَوتأثيرّيةَفيَآياتَ
ّ
ََ َ َ ي َالمثبتَ﴿ َ
سورةَ"مريم"َ ،باإلشارةَليمَفيَالممفوظَالتّقرير َّ
المؤَِم ََ
نينَ حال َ َُ َِ
ةَفيَتأكيد َ َِ قوَتُوَاإللزاميَ
ّ َ ،َ ﴾َ َ َ َ َ َ
المؤمنينَ اَتأكيد َ َِ
حال َ َُ َُ فاد ََى
ةَم َُ
القَُو ََ يَالقُرآنََ،فَكانتَ(ََإِنَ َ) َو َِ
اسَُم َ َ اى َ ام َِر َ َوََنََو َِ
ين َألو َِ الم َِ
نقاد َََُ
َسََيَقَ َعَََُ جع ُل َ) َِاقترن َبالسَ َِ
ين ََِداللة َعمى َأنَو ََ َي َ عمال َالصَ َالِ ََ
حةَ ،ففع ُل َ( َ ألَ ََ
الّذين ََقَدَموا َا َ
يومَ
يكون َ ََ
َس َُ
ث َليم ََ
يحد َُ
َس َُ
اق َأفعال َالكالم َنمحظ َأنَ َما ََ
َسي ََ لََ ،واَذا ََِاتَ ََ
بعنا ََ قب َِ
ستَ ََ
َالم َ
في َُ
بياَفيَاآلخرةَ،
ََ عون َ
تيَيَتَمتَ ََ
طمقَةَالّ ََ
ةَالم َ
الودََوالمحبَ َُ
نَ َّحم َِ
الر ََ
نَ َ لَ َِ
ليمَم ََ يحص َُ
وس َُ
يامةََ َ،َِ
الق ََ
يدلََََََ
ل َ) َ َُ
جع َُ
المضارع َ َ( َََي ََ
عل َ َُ باعتبار َ َِ
الف َِ َِ َتَمتَ َِعيم َبيا َفي َالدَنيا؛ َ من َعُ َىذا َِ
َمن َ َي ََ
وال ََ
َ عمىَالح َِ
اض َِرَكذلك. ََ
كان َةَُ
َم ََ
َالعربيَة ََ ،-وىذه ََ
محمد َ" ََ -وىي َالمَغة ََ
ك َيا َ" َ َّ
قصد َبـ َ﴿ََ ﴾َ لُغت َ
وي ََ
َُ
421
يوََُبِ ََم َك ََان َِةَ َ
القُر ِ
آنَ نو َ يَس َ ِ
ورَةَ"َ ََمرََيََمَ"ََََََََََََََََََََََالتَ َِ ط َِ ِ
ابََف ََ َ داوليَ َِ
ةَلمخ ََ يمَالتَ َُ َِ
انيَ:الق َُ لَالثَ
الفَص َُ
َ
تَالمعنىَ
ََ ض ََ
ح قابمةَىناََأَ َْو ََ
فالم ََ َِ
لَبعكس َذلكَ﴿ ََُ َ ،﴾َ َ َ َ القو
طف َ ََ
َع ََ
ثم َُ
ّ
جاء َ َُمََوَائِ ًما َلَمَفظََ َِة َ( ََلُدَا َ) َالدَاَلَةََََََََ كثيرَ ،وفع ُل َ( َ َِ
اإلنَذ َِ
ار َ) َ ََ المََرادَ ،فكانت ََأََْبَمَغ ََبِ ٍَ
َُ
َاإلنذارَ
َُ مادواَََ ،فَمََُربَ ََما َىذا
َتَ ََ َِ
باعتبارىم َب َإلييم؛ َ
نس َُ
نذار ََأَ ََوم َِة َوالتّماديَ ،ف َِ
اإل َُ ص ََ
َالخ َُ
عمى َُ
الع َِاقََبةَ .
مَمنَ ََ
حذََُرَُى ََ يكونََتَنبَِييًاَليمَََ،فَتُ ََ
خ َوفُيُمَ َوَتُ ََ َُ
َأنوَََ
َفإننا َلمسنا َفي َدراستنا َىذه َمن َخالل َتطبيق َنظرّية َأفعال َالكالمّ ،
وعميو ّ
َقائمَََََ
َبرّمتوَ ،كون َمحور َالتّعامل َمعو ٌ
َجداً َتطبيقيا َعمى َالخطاب َالقرآني ُ
من َالممكن ّ
421
يوََُبِ ََم َك ََان َِةَ َ
القُر ِ
آنَ نو َ يَس َ ِ
ورَةَ"َ ََمرََيََمَ"ََََََََََََََََََََََالتَ َِ ط َِ ِ
ابََف ََ َ داوليَ َِ
ةَلمخ ََ يمَالتَ َُ َِ
انيَ:الق َُ لَالثَ
الفَص َُ
َ
ةَالبالغيةَالعر ّبيةَوجذورىاَ،الَسيماَ
ّ َمعَالنظرّي
ّ عمىَىذهَاألفعالَ،الّتيَلياَتوافقاًَ كبي اًر
عندََ"َالجاحظَ"َفيَكتابوَالبيان والتّبيين و"َعبدَالقاىرَالجرجانيَ"َفيَكتابيوَدالئل
َتحميمية َ َلمخطاب َالقرآني َسبقنا َإليياَ
ّ َأن َالدراسات
اإلعجاز وأسرار البالغة ،ورغم ّ
َربطنا َبين َبالغة َالعربَ
َأن َبعضيا َيرتكز َعمى َبالغة َنظرّية َفقطَ ،لذلك َ
الغيرَ ،إالّ َّ
بيَالحديثَ،مطبقينَذلكَعمىَسورةَ"َمريمَ"َالجامعةَ
ّ وقوةَأفعالَالكالمَبمنيجياَالغر
ّ
ليذهَاألفعالَ .
الليةَ
َالد ّ
َوكون َمحاولتنا َفي َىذا َالفصل َالتّطبيقي َالوصول َإلى َبعض َالمعاني ّ
ةَ،باستنباطَالعبرَمنَالقصصَالسرديَ ،المبنيَعمىَقاعدةَ
ّ حميمي
الخاضعةَلمدراسةَالتّ ّ
ّ
نظامية َتجعل َمن َالمتمقّي َيرغب َفي َتمقّي َالمزيدَ ،الحتوائيا َعمى َعنصر َالتّشويقَََ
ّ
َاستعنا َفي َتحميمنا َىذا َبكتب َالتّفسير َوالتّأويلَ
ّ الّذي َيترك َاألثر َفيوَ ،ونحن َوان
َآليات َالمنيج َالتّداوليَ ،فيما َيتعمّق َبأفعال َالكالم َاإلنجازّية َوالتّأثيرّيةَ
واستثمار َبعض ّ
المضمرة َمنيا َوقوانين َالخطابَ ،وحاولنا َتخطّي َالحجاج َمنياَََََ
واألقوال َالظّاىرة َو ُ
سمسلَالزمنيَ
ّ اكتشفناَمنَخاللَتحميمناَأن َالتّ
ّ فإننا َ
ن َمجالَدراستناَالَيتّسعَلذلكّ َ،
أل َّ
َاألولوية َتعودَََََ
ّ َأن
تعمد َفي َفقدانو؛ َإذ َالمنطق َيوحي َإلى ّ
َوم ّ
َالسورة َمفقود ُ
في َىذه ّ
َالسّيدة َ" َمريم َ" َعمييمَ
ثم ّ َسيدنا َ" َزكرّياء َ"ّ َ ،
ثم َّسيدنا َ" َإبراىيم َ"ّ َ ،
َقصة ّ
إلى َذكر ّ
َالزمني َالتّاريخيَ ،ولكن َلو َحصلَ
السالمَ ،وفي َىذه َالحالة َنكون َقد َاتّبعنا َالتّسمسل ّ
ّ
َالقصدية َألفعال َالكالم َمن َىذا َالتّسمسل َلم ّسورةَ ،وبيتت َالحجج َوفُِقدَ
ّ َالنّية
الختَمّت ّ
َالصبرَ،
بوةَ ،شكر َا﵀َ ،االبتالء َمن َالقومّ ،
َالن ّ
عنصر َالتّشويقَ ،فوجو َال ّشبو َبينيم َ( ّ
َالخفيَ ،االستجابة َالفورّية َ) َكتأثير َالفعل َاإلنجازيَ ،ورغم َذلك َىناك َتسمسلَََََََََ
ّ الدعاء
ّ
حيةَ ،فمن َ" َزكرّياء َ" َال ّشيخ َإلى َ" َمريم َ" َال ّشابةَ ،فأفعالَ
الص ّ
احية َالعمرّية َو ّ
َالن ّ
من ّ
َتوصمت َإلييا َفي َسورة َ"مريم" َعمى َشكل َمضامين َظيرت َفي َصورَ
ّ الكالم َالّتي
أشخاصََ،فدعاءَ"َزكرّياءَ"َفعلَكالمَإنجازيَتأثيرهَميالدَ"َيحيَ"ََ،ودعاءَ"َمريمَ"َ
421
يوََُبِ ََم َك ََان َِةَ َ
القُر ِ
آنَ نو َ يَس َ ِ
ورَةَ"َ ََمرََيََمَ"ََََََََََََََََََََََالتَ َِ ط َِ ِ
ابََف ََ َ داوليَ َِ
ةَلمخ ََ يمَالتَ َُ َِ
انيَ:الق َُ لَالثَ
الفَص َُ
َ
َالالزمنيَ
َأنو َتحقّق َفي َسورة َ" َمريم َ" َبيذا َالتّرتيب ّ
َىمنا َفي َدراستنا َىذه ّ
وما ّ
َالسورةَََ،
َمتتالية َأفعال َالكالم َالموظّفة َفي َبناء ّ
ّ أركان َاإلسالم َالخمسةَ ،المنبثقة َعن
مةَفيَدعاءَسيدناَ"َزكرّياءَ"َ
ّ فمنَخالل َسمسمةَأفعالَالكالمَاإلنجازّية َاألمرّيةَالمتمثّ
َالسالم َواالستجابةَ ،تحقّق َمبدأ َالتعاون َفي َلغة َالحوار َالمباشرة َبين َالباثَ
عميو ّ
المشتمل َعمى َالفائدة َاإلخبارّية َالّتي َخمصت َإلى َاإلقرار َبال ّشيادةَََََََ،
والمتمقّيُ َ ،
ىَعندَسيدناَ"َزكرّياءَ"َ
ّ الصالةَالّتيَتحقّقتَىيَاألخر
كنَاالولَمنَاإلسالمَ،و ّ
ّ وىيَالر
ّ
عميوَالسالمَمنَخاللَالفعلَاإلنجازيَ(َالتّسبيحَ)َ،فيذهَالجممةَمنَاألمرّياتَجاءتَ
ّ
وفقَمقتضىَالحالَ .
يمَ"َعميياَالسالمَ،
ّ ىبَلمسّيدةَ"َمر
ّ ذيَو
كاةَفبرزَمعَالغالمَالزكيَالّ ُ
ّ اَركنَالز
ّ أم
ّ
مولَالمتجمّيَفيَالحوارَ،برزتَأفعالَالكالمَ
ُ ائمَلمبدإَالصدقَوال ّش
ّ خبرَالمو
ُ ففيَكم َال
َّ
َسيدناَ
َالصوم َفي َصوم ّ
ّ اإلنجازَّية َالتّأثيرّية َعمى َمستوى َالحوارَ ،كما َتحقّق َركن
ةَقصديةَتمثّمتَفيَمبدإَالتّعاونَالحواريَ،
ّ بني
يمَ"َعمييماَالسالمّ َ،
ّ السّيدةَ"َمر
"زكرّياء"َو ّ
َالسالمََََََ
َسيدنا َ" َإبراىيم َ" َعميو ّ
َقصة ّ
الركن َالخامس َ ُوجد َفي َقانون َاإلخبار َفي ّ
وّ
منَخاللَتتاليَالحوارَالقصصيَ .
َ
421
البعد التّداولي في الخطاب القرآني خاتمة
خاتمة:
سيدنا
الرابع تحقّق في صوم ّ
الركن ّ
الزكاة ،و ّ
السالم ،وىو ّ
لمسّيدة " مريم " عمييا ّ
الّذي ُوىب ّ
الركن
الصوم ،و ّ
قصدية ،وىو ّ
ّ بنية
السالم عن الكالم ّ
السّيدة " مريم " عمييما ّ
" زكرّياء " و ّ
السالم ،فيذه الجممة من األمرّيات
سيدنا " إبراىيم " عميو ّ
قصة ّ
الخامس تحقّق مع سرد ّ
أن بروز القانون اإلخباري المتمثّل في سرد قصص
جسدت مبدأ التّعاون الحواري ،كما ّ
ّ
الماضين وأحواليم وطريقة عيشيم ،سيّل وضوح قانون ال ّشمول في موائمة المقام لممقال،
السورة حقّق اليدف من وروده ،وىو التّأثير في المتمقّي من خالل
وعميو فالخطاب الوارد في ّ
أفعال الكالم وقوانين الخطاب
821
البعد التّداولي في الخطاب القرآني ممخص
بالعربية:
ّ المل ّخص
إن شرف العمم بشرف موضوعو ،وشرف موضوعنا ىذا تحميل الخطاب القرآني وفق
ّ
داولية ،العائدة جذوره إلى البالغة العر ّبية ،فجاء العنوان:
بي حديث ،المتمثّل في التّ ّ
منيج غر ّ
إشكالية أساس ىي:
ّ البعد التّداولي في الخطاب القرآني سورة "مريم" أنموذجا ،قائماً عمى
عينة
أي مدى يمكن تطبيق نظرّية أفعال الكالم في تحميل الخطاب القرآني من خالل ّ
إلى ّ
النظرّية ( اإلنجازّية ،التّأثيرّية )،
الكالمية في ّ
ّ سورة "مريم" ؟ ،مستندة في ذلك عمى األفعال
الدراسة ،كالوصف والتّحميل
ائية المناسبة وطبيعة ّ
البحثية اإلجر ّ
ّ ومستعينة بجممة من األدوات
النقد واالستنتاج.
وّ
السياق
أن أفعال الكالم في سورة "مريم" حقّقت من خالل ّ
وتوصمت في األخير إلى ّ
ّ
النّية
الصدق ومبدإ ال ّشمول وقانون اإلخبارّيةّ ،
وتطبيق قوانين الخطاب من مبدإ التّعاون ومبدإ ّ
القصدية من الحوار القائم عمى التّأثير في المتمقّي.
ّ
021
البعد التّداولي في الخطاب القرآني ممخص
Résumé de la recherche:
020
البعد التّداولي في الخطاب القرآني ممخص
Research’s summary:
The study of the value is retaled to the value of it subject. Our
subject treats the coran analyze through an occidental research method
represented in «The consecutive dimension in the coran analyze
was an example in sourat "Meriem" » based on this problematic:
«To what extent can we apply the theory of words acts through
sourat Meriem ? « basing on words actes ( illocutory act ) and
( perlocutory act ) with the help of adequate research means, the
nature of the study, such as the help of adequate research means, the
nature of the study, such as the description, the analyze, criticism and
the deduction.
In the end we have concluded that the acts words in sourat
“Meriem” was achieved through the context, the application of laws
speech through cooperation principe, sincerity principe, sinonty
principe, informing law, exhaustively law through the dialogue based
on receivers influence.
021
فهرس المصادر والمراجع:
العربية:
ّ أ /الكتب
-1أحمد المتو ّكل ،الخطاب و خصائص المّغة العر ّبية ،دراسة في الوظيفة والبنية و
الرباط،
الدار العر ّبية لمعموم ناشرون ،منشورات االختالف ،دار األمانّ ،
النمطّ ،
ّ
الطّبعة 1431 ،02ه2010-م.
داولية من أفعال المّغة إلى بالغة الخطاب
محمد مزيد ،تبسيط التّ ّ
ّ الدين
-2بياء ّ
لمنشر والتّوزيع ،القاىرة ،الطّبعة 2010 ،01م.
السياسي ،شمس ّ
ّ
اغماتية ،دار
مؤسس الحركة البر ّ
- 3حامد خميل ،المنطق البراغماتي عند "بيرس" ّ
الينابيع ،مصر ،د.ط1996 ،م.
الرحمن ،في أصول الحوار وتجديد عمم الكالم ،المركز الثّقافي العربي،
-6طو عبد ّ
المغرب ،الطّبعة 1988 ،02م.
الدار البيضاء،
-7نفسو ،المّسان والميزان أو التّكوثر العقمي ،المركز الثّقافي العربيّ ،
المغرب ،بيروت ،لبنان ،الطّبعة ،02د.ت.
311
المنان،
الرحمن في تفسير كالم ّ
السعدي ،تيسير الكريم ّ
الرحمن ابن ناصر ّ
-8عبد ّ
النشر والتّوزيع ،بيروت،
معال المّويحق ،دار ابن حزم لمطّباعة و ّ
الرحمن بن ّ
تحقيق :عبد ّ
الطّبعة 2003 ،01م.
داولية ،منشورات
النظرّية التّ ّ
-11عمر بمخير ،تحميل الخطاب المسرحي في ضوء ّ
االختالف ،الجزائر ،الطّبعة2003 ،01م.
العممية ،بيروت،
ّ األول ،دار الكتب
الرازي ،مفاتيح الغيب ،الجزء ّ
الدين ّ
-13فخر ّ
الطّبعة 2000 ،01م.
311
تداولية لظاىرة األفعال
ّ داولية عند العمماء العرب ،دراسة
-16مسعود صحراوي ،التّ ّ
النشر ،بيروت ،الطّبعة ،01
الكالمية في التّراث المّساني العربي ،دار الطّميعة لمطّباعة و ّ
ّ
2005م.
الكالمية في
ّ تداولية اظاىرة األفعال
ّ داولية عند العمماء العرب ،دراسة
-17نفسو ،التّ ّ
لمنشر و التّوزيع159 ،شارع طرابمس ،حسين داي،
التّراث المّساني العربي ،دار التّنوير ّ
الجزائر ،الطّبعة 1429 ،01ه2008-م.
محمد سالم األمين الطّمبة ،الحجاج في البالغة المعاصرة ،دار الكتاب الجديد
ّ -18
المتّحدة ،لبنان ،الطّبعة 2008 ،01م.
السابع
السادس و ّ
محمد الطّاىر بن عاشور ،تفسير التّحرير والتّنوير ،الجزء ّ
ّ -19
لمنشر ،تونس1984 ،م.
الدار التّونسّية ّ
الوطنية لمكتاب ،الجزائرّ ،
ّ المؤسسة
ّ عشر،
محمد
النقد الغر ّبية ،دار ّ
النقد العربي الحديث ومدارس ّ
الناصر العجيميّ ،
محمد ّ
ّ -20
اإلنسانية سوسة ،الطّبعة ،01
ّ كمية اآلداب و العموم
لمنشر والتّوزيع ،صفاقسّ ،
عمى الحامي ّ
ديسمبر1998 ،م.
الرازي
داولية عند األصوليين ،دراسة في تفسير ّ
النظرّية التّ ّ
محمد غماريّ ،
-23نصيرة ّ
()606-455ه ،عالم الكتب الحديث ،إربد ،األردن ،الطّبعة 2014 ،01م.
311
تداولية الخطاب األدبي ،المبادئ واإلجراءات ،دار
ّ -24نواري سعودي أبو زيد ،في
لمنشر والتّوزيع ،الجزائر ،الطّبعة 2009 ،01م.
الحكمة ّ
الدين
داولية اليوم عمم جديد في التّواصل ،تر :سيف ّ
-1آن روبول ،جاك موريس ،التّ ّ
ظمة العر ّبية لمتّرجمة ،دار
محمد ال ّشيباني ،مراجعة :لطيف زيتوني ،المن ّ
ّ غفوس،
النشر ،بيروت ،لبنان ،الطّبعة ،01تموز2003 ،م.
الطّميعة لمطّباعة و ّ
-2باتريك شارودو ،دومينيك مانغونو ،معجم تحميل الخطاب ،تر :عبد القادر المييري،
صمود ،منشورات دار سيناترا ،المركز الوطني لمتّرجمة ،تونس ،د.ط،
ّ حماد
ّ
2008م.
محمد يحياتن،
ّ -5دومينيك مانغونو ،المصطمحات المفاتيح لتحميل الخطاب ،تر:
الدار العر ّبية لمعموم ناشرون ،الطّبعة 1428 ،01ه-
منشورات االختالف ،الجزائرّ ،
2008م.
311
دار، صابر الحباشة: تر،داولية من أوستين إلى غوفمان
ّ ّ الت، فيميب بالنشيو-8
.م2007 ،01 الطّبعة، سورّية،ذقية
ّ الال
ّ ، لمنشر والتّوزيع
ّ الحوار
:األجنبية
ّ /ب
:الجامعية
ّ البحوث
:المجّلت
ّ
311
ثقافية
ّ النص ،عالم المعرفة ،سمسمة كتب
-1صالح فضل ،بالغة الخطاب وعمم ّ
شيرّية يصدرىا المجمس الوطني لمثّقافة والفنون واآلداب ،الكويت ،العدد ،164أغسطس
.1992
- 2عمي زائري وند ،قراءة في قصيدة لعازر 1946في ضوء نظرّية تحميل الخطاب،
الرابع ،شتاء1398ه-
مجمّة دراسات في المّغة العر ّبية وآدابيا ،فصيمة محكمة ،العدد ّ
2011م.
العامة
ّ -3عيد بمبع ،التّداولّية البعد الثّالث في سيميوطيقا موريس ،الييئة المصرّية
لمكتاب ،فصول ،العدد ،66ربيع.2005
نموذجا ،-
ً النظم –
-4فائزة حسناوي ،مقاربة بين البالغة و الخطاب التّداولي ،نظرّية ّ
عمار
أكاديمية تصدر عن مخبر المّغة العر ّبية و آدابيا ،جامعة ّ
ّ فصمية
ّ دولية
الباحث مجمّة ّ
ثميجي ،األغواط ،الجزائر ،العدد الخامس عشر ،أفريل.2014
311
فيرس الموضوعات
مقدمة..........................................................................و
ّ
األول.
الفصل ّ
داولية.
األول :أبرز مفاىيم التّ ّ
المبحث ّ
داولية
-1تعريف التّ ّ
أ -لغة13........................................................................
اصطالحا14..................................................................
ً ب-
-2أفعال الكالم:
متضمنات القول31............................................................
ّ -3
-1التّمفّظ32......................................................................
-2ال ّنص34.....................................................................:
731
-3الخطاب 36...................................................................
-4قوانين الخطاب
الصدق 44..............................................................
ج -مبدأ ّ
اإلخبارية 41...........................................................
ّ د -قانون
شمول 41...........................................................
ه -قانون ال ّ
الفصل الثّاني.
السالم44............................................
-تقديم سورة " مريم " عمييا ّ
السالم45.........................................
زكرياء " عميو ّ
سيدنا " ّ
-1كرامة ّ
السالم58...........................................
سيدنا " يحي "عميو ّ
-2مكانة ّ
السالم81....
بسيدنا " إبراىيم " و أبناءه و" موسى" و " إدريس "عمييم ّ
-4التّنزيو ّ
اعتزوا بيا116.......................
-7إنذار المشركين بندميم عمى األصنام الّتي ّ
731
الرسولﷺال ّنصرة عمى أعدائو118......................................
-8وعد اهلل ّ
شر و نذير124..................................
-14التّنويو بمكانة القرآن بأ ّنو مب ّ
خاتمة128..........................................................................
بالعربية134...............................................................
ّ المم ّخص
بالفرنسية131.............................................................
ّ المم ّخص
باالنجميزية132............................................................
ّ المم ّخص
731