You are on page 1of 141

‫الع ِ‬

‫ممي‬ ‫حث ِ‬
‫الب ُ‬ ‫وزارةُ التَّعمِ ِيم ِ‬
‫العالي َو َ‬
‫َ‬ ‫ََ‬
‫رد َاية‬ ‫جِ‬
‫ام َعةُ َغ َ‬ ‫َ‬
‫اب َوالمُّ َغات‬ ‫ُكمَِّيةُ َ‬
‫اآلد ِ‬

‫الع َربي‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬


‫سم الم َغة َواأل ََدب َ‬
‫ق ُ‬
‫قديما وحديثًا‬
‫وراه‪ :‬األدب العربي ً‬ ‫در َسة ُّ‬
‫الدكتُ َ‬ ‫َم َ‬

‫البُعدُُالتُداوُليُفُيُالخُطابُُالقُرآنُي ُ‬
‫سُورُةُُ"مُريُم"ُأُنمُوذُجُا‬

‫ِ ِ ُّ ِ‬ ‫يل َشه َ ِ‬
‫قدمة لَِن ِ‬ ‫ِّ‬
‫الما ِجستير في الم َغة َواأل ََدب َ‬
‫الع َربِي‬ ‫ادة َ‬ ‫َ‬ ‫ُمذك َرة ُم َّ َ‬

‫إشراف الدكتور‪َ " :‬يحي بن َيحي "‬ ‫إعداد الطالبة‪ُ " :‬س َّ‬
‫مية نيد "‬
‫َ‬ ‫َ‬

‫لجنة المناقشة المقترحة‪:‬‬

‫الجامعة‬ ‫الصفة‬ ‫اسم األستاذ‬ ‫الرقم‬


‫جامعة غرداية‬ ‫ئيسا‬
‫ر ً‬ ‫د‪ /‬يحي حاج امحمد‬ ‫‪01‬‬
‫جامعة غرداية‬ ‫ومقرًار‬
‫مشرفًا ّ‬ ‫د‪ /‬يحي بن يحي‬ ‫‪02‬‬
‫جامعة األغواط‬ ‫مناق ًشا‬ ‫أ‪.‬د‪ /‬مسعود صحراوي‬ ‫‪03‬‬
‫جامعة الجزائر‬ ‫مناق ًشا‬ ‫أ‪.‬د‪ /‬نصيرة محمد غماري‬ ‫‪04‬‬
‫جامعة غرداية‬ ‫مناق ًشا‬ ‫السعيد‬
‫د‪ /‬بن سعد محمد ّ‬ ‫‪05‬‬

‫‪1435-1436‬ه‪2014-2015/‬م‬
‫الرحِيم‬
‫الرحمِنِِِ ِ‬
‫بِسمِِِاللِِِ ِ‬

‫ب‬
‫إهداء‬
‫تعالى‪    ﴿:‬‬ ‫إلى كل من فقه وعمل بقوله‬

‫‪.﴾      ‬‬

‫دي العزيزين أمي وأبي‪.‬‬


‫إلى وال َّ‬

‫إلى كل من عمَّمني حرفا‪.‬‬

‫جميعا‪.‬‬ ‫إلى ط َّّلب العمم‬

‫ج‬
‫وتَ ُِ‬
‫قدير ُ‬ ‫كرُ ُ‬
‫ش ٌُ‬
‫ُ‬
‫ُمنُساعدنيُ‬ ‫كريُُإِلى ُكل‬
‫ش ُِ‬ ‫مد ُاهللُتَعالىُالّذيُىو ُمنتيىُالحمدُو ِ‬
‫المّنة‪ُُ،‬أُوجُوُ ُ‬ ‫عد ُح ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫َب َ َ‬
‫صالحُبنُيحيُ"ُ‬
‫حيُ َُ‬
‫كتورُالمشرفُ" َُي َُ‬ ‫ُّ‬
‫يمُالد‬ ‫ِ‬
‫ُإلنجازُبحثيُىذا‪ُ،‬و ّأول‬ ‫عب‬ ‫ُعمي َّ‬
‫ُكلُص ٍ‬ ‫وسيَّ َل َّ‬
‫ُ‬
‫صححاً ُوناقداًُ‬
‫ُوم ّ‬ ‫ذيُسخىُعمي ُبكل ُماُيفتح ُليُالطّريقُإلخراجُىذاُالعمل‪ُ،‬فكان ِ‬
‫ُمرشداً ُ‬
‫َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫الّ‬
‫المتواضع‪ُُ،‬‬
‫ُعمىُىذاُالجيد ُالعممي ُ ُ‬
‫ُ‬ ‫فع‬
‫ُبالن ِ‬
‫ُتعود ّ‬
‫ُ‬ ‫فيُالوقتُنفسوُلكل ُماُيراهُمنُتحسينات‬
‫ٍ‬
‫متوُليُمنُتوجيوُ‬‫دُغماريُ" ُعمىُماُقَ ّد‬
‫حم ُ‬‫ةُم َّ‬
‫ةُ"ُنصير ُ‬
‫ُأستاذتيُالفاضمةُالدكتور َ‬
‫ّ‬ ‫ص‬
‫كماُأخ ُّ‬
‫ُ‬
‫ُالجاد‪ُ،‬وأستاذيُ‬
‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫موكيةُساعدتنيُعمىُتَ َفيُِّم ُحقيقةُالتَّو‬
‫اضعُالعمميُلمباحث‬ ‫عمميُونصائحُس ّ‬
‫ُ‬
‫البعد‬
‫ُالخطوط ُالعريضة ُمن ُخالل ُ ُمحتوى ُ ُمؤلّفو ُ ُ‬
‫ُقدور ُعمران ُ" ُالّذي ُرسم ُلي ُ‬
‫الدكتور ُ" ّ‬
‫ّ‬
‫عنيُخيرُالجزاء‪ُ ُُ.‬‬
‫التّداولي والحجاجي في الخطاب القرآني ‪ُ،‬فجزاىمُاهللُ ّ‬

‫ُ‬

‫‌د‬
‫مُقُدُمُة‬
‫البعد التّداكلي في الخطاب القرآني‬ ‫مقدمة‬
‫ّ‬

‫مقدَّمة‪َّ :‬‬

‫كاف كمازاؿ العق ُؿ‬


‫ككرَموُ بالعقؿ‪ ،‬لذلؾ َ‬
‫كزّينوُ َّ‬ ‫ِ‬
‫أحسف تقكيـ‪َ ،‬‬ ‫خمؽ اهلل اإلنساف في‬
‫م ُمنصبا عمى دراسة مختمؼ العمكـ كظكاىرىا‪ ،‬فاقتضى منو ذلؾ البحث إيجاد‬
‫البشر ّ‬
‫سانية‬
‫بمكضكعية‪ ،‬أسيمت المدارس المّ ّ‬
‫ّ‬ ‫أفضؿ المناىج الّتي تُمك ُنو مف الكصكؿ إلى اليدؼ‬
‫كليدية‪،‬‬
‫حكيمية التّ ّ‬
‫يعية‪ ،‬التّ ّ‬
‫البنكية‪ ،‬التّكز ّ‬
‫ّ‬ ‫يخية‪،‬‬
‫قدمتو مف دراسات بمناىجيا‪ :‬التّار ّ‬
‫فيما ّ‬
‫سانية المعاصرة‪ ،‬الّتي أعادت االعتبار لمعامؿ يير‬
‫الدراسات المّ ّ‬
‫خاصة في ّ‬
‫ّ‬ ‫داكلية ‪-‬‬
‫التّ ّ‬
‫اصمية‪َ ،‬ج ِ‬
‫عؿ أفعاؿ الكالـ شرطان لنجاحيا‪ ،‬مع‬ ‫العممية التّك ّ‬
‫ّ‬ ‫السّياؽ في‬
‫المّساني ‪ ،-‬بتفعيؿ ّ‬
‫طب‪ ،‬المكقؼ‬
‫المخا َ‬ ‫ِ‬ ‫مشاركة عناصر إنتاج الخطاب مف‪ِ (:‬‬
‫المخاطب‪ُ ،‬‬
‫طاب‪ُ ،‬‬
‫الخ َ‬
‫ضمر مف الخطاب كمنو يحصؿ الفيـ كاإلفياـ فيتحقّؽ‬
‫الم َ‬
‫الخارجي)‪ ،‬لمكصكؿ إلى ُ‬
‫التّكاصؿ اليادؼ‪.‬‬

‫الدراسات المعاصرة؛ باعتبارىا أساس االستعماؿ المّغكم‬


‫سانيات محكر ّ‬
‫كانت المّ ّ‬
‫المعرفية‬
‫ّ‬ ‫داكلية مف ىذه االستعانة بمختمؼ الحقكؿ‬
‫كالظّركؼ المحيطة بو‪ ،‬فاتستفاد التّ ّ‬
‫حميمية الّتي كضعيا " أكستيف ‪ " Austin‬في كتابو‬ ‫لتعزيز أكاصرىا نحك‪ :‬الفمسفة التّ ّ‬
‫سانية عمى تعد ِدىا‬
‫‪ ،How to do think with words‬كعمكـ اإلدراؾ كالمدارس المّ ّ‬
‫اإلنسانية ك‪ ...‬إلخ‪ ،‬كاف كاف لممنيج التّداكلي ِعالقة‬
‫ّ‬ ‫النفس كعمـ االجتماع كالعمكـ‬
‫كعمـ ّ‬
‫ممي البياف‬ ‫ِ‬
‫كطيدة بالبالية العر ّبية في ُبعدىا التّداكلي‪ ،‬الحتكائيا عمى أساليب اإلبالغ كع َ‬
‫كالمعاني‪.‬‬

‫مدكنة‬
‫كلما كانت الحاجة إلى إعادة قراءة نصكص التّراث قراءة معاصرة‪ ،‬كانت ال ّ‬
‫ّ‬
‫آنية بمثابة المثاؿ لمباحثيف في ىذا العصر‪ ،‬كذلؾ باعتماد المنيج التّداكلي كربط البنية‬
‫القر ّ‬
‫محددة‬
‫آنية ّ‬
‫مدكنة قر ّ‬
‫حاكلت تحقيؽ ذلؾ اعتمادان عمى ّ‬
‫ُ‬ ‫المقصدية‪ ،‬لذا‬
‫ّ‬ ‫غكية بالغرض ك‬
‫المّ ّ‬
‫تمثّمت في سكرة " مريـ " أُنمكذجان‪.‬‬

‫‌و‬
‫البعد التّداكلي في الخطاب القرآني‬ ‫مقدمة‬
‫ّ‬

‫دوافعَّاختيارَّالموضوع‪:‬‬

‫ٍ‬
‫إفياـ لمّغة كاألدب العربي عند المتمقّي‪ ،‬كاف‬ ‫نظ انر لما يطمبوُ َّ‬
‫النص القُرآني مف‬
‫لعدة اعتبارات‬
‫اختيارم كاقعان عمى ُسكرة " مريـ " لرصد أفعاؿ الكالـ منيا‪ ،‬كىذا راجع ّ‬
‫منيا‪:‬‬

‫عرؼ عمى أسرار الخطاب القرآني في سكرة " مريـ " باالعتماد عمى المنيج‬
‫‪ -‬التّ ّ‬
‫افية‪.‬‬
‫بالدراسة الك ّ‬
‫حض ّ‬ ‫التّداكلي ؛ باعتبارىا لـ تُ َ‬

‫‪ -‬محاكلة الخركج مف اال ّدعاء القائؿ بضيؽ نظرّية أفعاؿ الكالـ في تطبيقيا‬
‫النظرّية القائمة عمى ِ‬
‫الحجاج كالمباحث‬ ‫أف ىذه ّ‬
‫عمى مجاؿ الكالـ العادم‪ ،‬كالبرىنة عمى ّ‬
‫المقدسة مثؿ القرآف الكريـ‪.‬‬
‫النصكص ّ‬
‫السياؽ‪ ،‬يمكف تطبيقيا لفيـ ّ‬
‫الممفكظية ك ّ‬
‫ّ‬

‫الريبة في استكشاؼ بعض أسرار لغتو كالحصكؿ‬


‫آنية‪ ،‬ك ّ‬
‫الدراسات القر ّ‬
‫_ الميؿ إلى ّ‬
‫عمى شرؼ االرتباط بكالـ اهلل‪.‬‬

‫اإلشكالية‪َّ َّ:‬‬
‫ّ‬

‫كالية جكىرّية ىي‪:‬‬


‫كبناء عمى ما سبؽ‪ ،‬كضعت لمكضكع بحثي إش ّ‬
‫ن‬

‫إلى أم مدل يمكف لنظرّية أفعاؿ الكالـ أف تساعد الباحث في تحميؿ الخطاب‬
‫خصكصا؟‬
‫ن‬ ‫عمكما‪ ،‬ك سكرة " مريـ "‬
‫ن‬ ‫القرآني‬

‫فصمي ال ّدراسة كىي‪:‬‬


‫ّ‬ ‫كأتبعتيا بسؤاليف جز ّئييف‪ ،‬ناقشت إجابتيما في ُمحتكيات‬

‫بالمقابؿ إلى المنيج الغربي الحديث؟‬


‫النظرّية في البالية العر ّبية ُ‬
‫‪ -1‬ما أصكؿ ىذه ّ‬

‫أم مدل يمكف تطبيؽ نظرّية أفعاؿ الكالـ في تحميؿ الخطاب القرآني‬
‫‪ -2‬إلى ّ‬
‫عينة سكرة " مريـ " ؟‬
‫مف خالؿ ّ‬

‫‌ز‬
‫البعد التّداكلي في الخطاب القرآني‬ ‫مقدمة‬
‫ّ‬

‫المنهجَّالمتّبع‪:‬‬

‫الدراسة اعتمدت أساسان عمى نظرّية أفعاؿ‬ ‫كمف أجؿ اإلجابة عف تمكـ األسئمة‪َّ ،‬‬
‫فإف ّ‬
‫الكالـ‪ ،‬الّتي قاؿ بيا األمريكي " جكف أكستيف " كمف سار عمى دربو تمميذه " جكف سيرؿ‬
‫ائية الّتي‬
‫البحثية اإلجر ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ " G. Searl‬ك " يرايس ‪ ،" Grice‬مستعينة بجممة مف األدكات‬
‫النقد كاالستنتاج‪.‬‬
‫الدراسة‪ ،‬كالكصؼ كالتّحميؿ كاالستدالؿ ك ّ‬
‫تتناسب كطبيعة ىذه ّ‬

‫غكية الحديثة‪ ،‬تُعنى بكصؼ البِنية المّ ّ‬


‫غكية كتحميميا‬ ‫الدراسات المّ ّ‬
‫كاستنادان إلى ككف ّ‬
‫كصفية‬
‫الدراسة بال ّ‬
‫النظرّية‪ ،‬اتّسمت ىذه ّ‬
‫سانية ّ‬
‫الخمفية المّ ّ‬
‫ّ‬ ‫مع تبياف كظيفتيا‪ ،‬انطالقنا مف‬
‫تحميمية‪.‬‬
‫الّ ّ‬

‫طّةَّالبحث‪َّ :‬‬
‫خ َّ‬

‫األكؿ فكاف‬
‫أما الفصؿ ّ‬
‫مقدمة كفصميف كخاتمة‪ّ ،‬‬
‫الدراسة عمى ّ‬
‫مادة ىذه ّ‬
‫تكزعت ّ‬
‫ّ‬
‫الحديث‬
‫ُ‬ ‫خص ّأكليما‬
‫مضمكنو‪ " :‬التّعريؼ بالمنيج التّداكلي "؛ إذ كقفت فيو عمى مبحثيف‪َّ ،‬‬
‫تضمنات القكؿ‪،‬‬
‫كم ّ‬‫داكلية المتناكلة في البحث‪ ،‬نحك‪ :‬أفعاؿ الكالـ ُ‬
‫عف أبرز مفاىيـ التّ ّ‬
‫تضمف المبحث الثّاني مفاىيـ الخطاب كما يتّصؿ بيا مف قكانيف كمبادئ‪،‬‬
‫ّ‬ ‫في حيف‬
‫الصدؽ‪.‬‬
‫كقانكف اإلخبارّية كال ّشمكؿ‪ ،‬كمبدأ المالءمة ك ّ‬

‫داكلية لمخطاب في سكرة مريـ "؛‬


‫الدراسة لػ ‪ " :‬القيـ التّ ّ‬
‫كأفردت الفصؿ الثّاني مف ّ‬
‫درج‬ ‫ِ‬
‫الدالالت الّتي تبرزىا أجزاؤىا‪ ،‬فعممت عمى التّ ّ‬
‫إذ قسَّمت السكرة حسب المعاني ك ّ‬
‫قصة إلى‬
‫ثـ االنتقاؿ مف ّ‬
‫تداكلية‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫القصة مف قيـ‬
‫ّ‬ ‫صص كاستخراج ما في‬
‫في تحميؿ القَ َ‬
‫آنية نحك‪ :‬تفسير َّالتّحرير َّوالتّنوير لػ " ابف‬
‫أخرل باالعتماد عمى بعض التّفاسير القر ّ‬
‫محمد الطّاىر بف عاشكر ‪1296‬ق‪1879-‬ـ‪13 /‬رجب‪12 -1393‬أيسطس‬
‫عاشكر"( ّ‬

‫‌ح‬
‫البعد التّداكلي في الخطاب القرآني‬ ‫مقدمة‬
‫ّ‬

‫السّياؽ كمقاـ الحاؿ‪،‬‬


‫غكية ك ّ‬
‫المكاضعة المّ ّ‬
‫‪1973‬ـ) عمد فيو إلى تفسير القرآف مف خالؿ ُ‬
‫الباليية كتكظيؼ مصطمحاتيا‪.‬‬
‫ّ‬ ‫النظرّية‬
‫فكاف أقرب إلى ّ‬

‫الديف‪ ،‬أبك الفداء إسماعيؿ بف كثير‬


‫كتفسير القرآنَّالعظيم لػ " ابف كثير " ( عماد ّ‬
‫عدة ركايات‬
‫عدد فيو الحديث‪ ،‬ذاك انر لألثر الكاحد ّ‬
‫الدمشقي ‪701‬ق‪774-‬ق)‪ّ ،‬‬
‫القرشي ّ‬
‫الصحابة‬
‫تحدث فيو عف ُنقكؿ ألحاديث ّ‬
‫كتقكيتو‪ ،‬ف ّ‬
‫ّ‬ ‫بأسانيد مختمفة إلثبات المتف كتكثيقو‬
‫مفسرم اآليات‪ ،‬كيالبان ما كانت باإلجماؿ كال تختمؼ كثي انر عف سياؽ كألفاظ اآلية‪ ،‬لذلؾ‬
‫ّ‬
‫لـ أجد فيو ال األثر الباليي لمخطاب القرآني كال تأكيؿ منطقي؛ إذ كجدتو عبارة عف إعادة‬
‫الخطاب القرآني بأسمكب البشر‪.‬‬

‫شاف َّمن َّحقائق َّغوامض َّالتّنزيل َّوعيون َّاألقاويل َّفي َّوجوه َّالتّأويل لػ‬
‫كالك ّ‬
‫الزمخشرم " ( أبك القاسـ محمكد بف عمر ا ّلزمخشرم ‪467‬ق‪1074-‬ـ‪538/‬ق‪-‬‬
‫" ّ‬
‫منطقي نا مائالن إلى عمـ الكالـ‪ ،‬كيالبان ما اعتمد فيو‬
‫ّ‬ ‫عقميان‬
‫ّ‬ ‫‪1143‬ـ)‪ ،‬حكل تفسي انر‬
‫نقؿ لألحاديث دكف الكقكؼ‬‫النقؿ‪ ،‬فإذا ذكر األخير كاف مجرد ٍ‬ ‫تناسيان ّ‬
‫عمى العقؿ ُم ّ‬
‫ّ‬
‫القصدية ألفعاؿ الكالـ منيا‪.‬‬
‫ّ‬ ‫النّية‬
‫عمى ّ‬

‫الدكتكر‬
‫الدراسات؛ إذ سبقني أساتذة مف بينيـ ّ‬
‫النكع مف ّ‬
‫الميتميف بيذا ّ‬
‫ّ‬ ‫كلـ أكف ّأكؿ‬
‫َّوالحجاجي َّفي َّالخطاب القرآني‪َّ ،‬الّذم أثّر‬
‫قدكر عمراف " في كتابو البعد َّالتّداولي َّ‬
‫" ّ‬
‫معينة‪،‬‬
‫النظرّية عمى القرآف دكف تحديد سكرة ّ‬
‫عمى دراستي مف خالؿ تكضيحو لتطبيؽ ّ‬
‫تتبع أفعاؿ الكالـ كفؽ ما ذكره في تحميمو القرآني عف بني إسرائيؿ‪.‬‬
‫مف خالؿ ّ‬

‫الدكتكرة‬
‫الرازي لػ ّ‬
‫ألصوليين َّدراسة َّفي َّتفسير َّ ّ‬
‫ّ‬ ‫داولية َّعند ا‬
‫ظرية َّالتّ ّ‬
‫ككتاب ال ّن ّ‬
‫داكلية كأفعاؿ الكالـ بشكؿ عاـ‪ ،‬مع‬
‫محمد يمارم "‪ ،‬ككاف مضمكنو تعريؼ التّ ّ‬
‫" نصيرة ّ‬
‫"الرازم"‪ ،‬القائمة عمى العمـ بالمناسبة كالتّركيز عمى العرؼ‬
‫أصكلية في تفسير ّ‬
‫ّ‬ ‫قراءة‬
‫"الرازم" كأنمكذج‪.‬‬
‫فسرىا ّ‬
‫كاالستعماؿ أنذاؾ‪ ،‬رافقو تطبيؽ جزئي لبعض اآليات الّتي ّ‬
‫‌ط‬
‫البعد التّداكلي في الخطاب القرآني‬ ‫مقدمة‬
‫ّ‬

‫كجدت‬
‫ُ‬ ‫الدكتكر " مسعكد صحراكم " الّذم‬
‫داوليةَّعندَّالعمماءَّالعربَّلػ ّ‬
‫ككتاب التّ ّ‬
‫كسياقان‪،‬‬
‫ال ّ‬‫المادة الخاـ‪ ،‬الّتي انطمقت منيا في فيـ نظرّية أفعاؿ الكالـ مدلك ن‬
‫ّ‬ ‫طياتو‬
‫في ّ‬
‫النص القرآني فيما بعد‪.‬‬
‫ألطبقيا عمى ّ‬
‫ّ‬

‫البالغيينَّالعربَّلػ‬
‫ّ‬ ‫ةَّاألفعالَّالكالميةَّبينَّفالسفةَّالمّغةَّالمعاصرينَّو‬
‫ّ‬ ‫نظري‬
‫ّ‬ ‫ككتاب‬
‫داكلية الحديثة‬
‫النظرّية التّ ّ‬
‫كتعرض فيو إلى عقد مكازنة بيف ّ‬
‫سيد الطّبطبائي " ّ‬
‫" طالب ّ‬
‫بمصطمحاتيا مف أفعاؿ الكالـ كقكانيف الخطاب‪ ،‬كالبالية العر ّبية القديمة كمصطمحاتيا‪،‬‬
‫كأساسيات‬
‫ّ‬ ‫القضكية لمممفكظات كمقتضى الحاؿ‪،‬‬
‫ّ‬ ‫مف ُمكافقة المقاـ لممقاؿ كالمضاميف‬
‫أف نظرّية أفعاؿ الكالـ بمفيكميا الحديث ضاربة‬
‫لمبالية العر ّبية القديمة‪ ،‬مع التّأكيد عمى ّ‬
‫بجذكرىا في أصكؿ بالية العرب القديمة‪.‬‬

‫الرحماف " مف الكتب‬


‫ككتاب المّسان َّوالميزان َّأو َّالتّكوثر َّالعقمي َّلػ " طو عبد ّ‬
‫أىـ المفاتيح لمكقكؼ‬
‫سانيات‪ ،‬جمع فيو ّ‬
‫داكلية كمبادئيا بدءان بالمّ ّ‬
‫الّتي شقّت طريقيا نحك التّ ّ‬
‫عممية تميؿ إلى المنطؽ‪ ،‬لذلؾ‬
‫ّ‬ ‫عمى اليدؼ مف الكالـ‪ ،‬فجاءت المعالجة فيو بطريقة‬
‫أساسيات الخطاب‪.‬‬
‫ّ‬ ‫يبيف مف خاللو‬
‫استطاع أف ّ‬

‫محمد‬
‫ككتاب المصطمحاتَّالمفاتيحَّلتحميلَّالخطابَّلػ " دكمينيؾ مانغكنك" ترجمة " ّ‬
‫طياتو مصطمحات تحميؿ الخطاب كاعتنت بيا؛ إذ جمع‬
‫أىـ الكتب‪ ،‬حكت ّ‬
‫يحياتف " مف ّ‬
‫داكلية مف أفعاؿ‬
‫فيو ج ّؿ مصطمحات الخطاب كتحميمو‪ ،‬الّتي اندرجت تحتو مصطمحات التّ ّ‬
‫الكالـ كقكانيف الخطاب‪.‬‬

‫الديف‬
‫داوليةَّاليومَّعممَّجديدَّلػ "آف ركبكؿ كجاؾ مكريس" ترجمة "سيؼ ّ‬
‫ككتاب التّ ّ‬
‫النشأة‪ ،‬كمكانتيا في‬
‫عمما حديث ّ‬
‫داكلية؛ باعتباره ن‬
‫النظرّية التّ ّ‬
‫يفكس"‪ ،‬درس فيو قيمة ّ‬
‫لمنظرّية‪.‬‬
‫أىـ المفاىيـ ّ‬
‫اصمية‪ ،‬مع الكقكؼ عند ّ‬
‫الخطابية التّك ّ‬
‫ّ‬ ‫العممية‬
‫ّ‬

‫‌ي‬
‫البعد التّداكلي في الخطاب القرآني‬ ‫مقدمة‬
‫ّ‬

‫ككتاب ‪ Quand dire cest fair‬لػ َّ" أكستيف " ذكر فيو أفعاؿ الكالـ كتأثيرىا‬
‫فقسـ الجممة فيو إلى خبرّية‬
‫السياؽ‪ّ ،‬‬
‫تغير ّ‬
‫رد الفعؿ عند ّ‬
‫يتغير ّ‬
‫كفعؿ في المتمقّي‪ ،‬ككيؼ ّ‬
‫كيتميز باتّجاه المطابقة كيخضع‬
‫ّ‬ ‫قكة‪،‬‬
‫يتضمف ّ‬
‫ّ‬ ‫أف الفعؿ الكالمي‬
‫نشائية كأ ّكد عمى ّ‬
‫كا ّ‬
‫لمصدؽ أك الكذب حسب الخبر كاإلنشاء منو‪.‬‬
‫ّ‬

‫صعوباتَّالبحث‪َّ :‬‬

‫عدة صعكبات أذكر منيا‪:‬‬


‫عممية إنجازم ليذا البحث ّ‬
‫اعترضت ّ‬

‫قارَبوُ‬
‫‪ -‬صعكبة مكاكبة مختمؼ األبحاث الّتي تندرج ضمف ىذا المكضكع أك ما َ‬
‫تطرؽ إلى دراسة سكرة " مريـ " دراسة‬
‫لالستفادة مف آرائيا كنتائجيا‪ ،‬مع العمـ ّأنو لـ ُي ّ‬
‫القصصية نحك سكرة " يكسؼ "‪.‬‬
‫ّ‬ ‫تعرضت إليو باقي ال ّسكر‬
‫تحميمية تفسيرّية‪ ،‬مثمما ّ‬
‫ّ‬ ‫كصفية‬
‫ّ‬

‫باليية عر ّبية‪ ،‬السيما‬


‫ّ‬ ‫‪ -‬صعكبة االعتماد عمى نظرّية ير ّبية حديثة ذات أصكؿ‬
‫العممية الّتي نرجك‬
‫ّ‬ ‫المجازفة‬
‫آنية كالّذم نحسبوُ نكعان مف ُ‬
‫عند تطبيقيا عمى ا ّلنصكص القر ّ‬
‫السداد‪.‬‬
‫التّكفيؽ فييا ك ّ‬

‫الصعكبات ما كاف مف األستاذ المشرؼ مف جيد بالغ‪،‬‬


‫كمما ساعد عمى تذليؿ ىذه ّ‬
‫ّ‬
‫السديدة الّتي أنارت درب ىذا البحث‪.‬‬
‫بالدعـ المتكاصؿ كالتّكجييات ّ‬
‫أمدني ّ‬
‫حيث ّ‬

‫أتكجو بالحمد كالثّناء لمّو‬


‫فإنو حرم بي أف ّ‬ ‫تـ الفراغ مف تحرير ىذا البحث‪ّ ،‬‬ ‫أما كقد ّ‬
‫ّ‬
‫قرةن ّأنو يبقى عمالن ناقصان ال َي َّدعي ال َكماؿ‪.‬‬
‫تعالى عمى تكفيقو‪ُ ،‬م ّ‬

‫‌ك‬
‫األول‬
‫الفصل ّ‬

‫داولي‬
‫التّعريف بالمنهج التّ ّ‬

‫المبحث األ ول‪ :‬أبرز مفاهيم التداولية‪.‬‬

‫‪ -1‬تعريف التداولية‪.‬‬

‫‪ -2‬أفعال الكالم‪.‬‬

‫‪ -3‬متضمنات القول‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬مفاهيم الخطاب‬

‫‪ -1‬التمفظ‪.‬‬

‫‪ -2‬النص‪.‬‬

‫‪ -3‬الخطاب‪.‬‬

‫‪ -4‬قوانين الخطاب‪.‬‬
‫اولُِيُة‬ ‫برُُزُ َُمُفَ ُِ‬
‫اىيمُالتَُُد ُُ‬ ‫ل‪ُ :‬أَ َُ‬
‫ألَُو ُ‬
‫بحثُا ُ‬ ‫اولُِيُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُ َُ‬
‫الم ُُ‬ ‫جُالتَُُد ُُ‬
‫نيَ ُِ‬
‫بالم ُ‬
‫عامُ َُ‬
‫ل‪ُ :‬تَعريفُ َُ‬
‫األو ُ‬
‫لُ ُ‬ ‫الفص ُ‬

‫داولية‪.‬‬
‫األول‪ :‬أبرز مفاهيم التّ ّ‬
‫المبحث ّ‬

‫‪ -1‬تعريف التداولية‪ُ pragmatique :‬‬

‫ٍُ‬
‫ُبشكلُ‬ ‫داولية ُىي ُضبط ُالمصطمح ُمن ُحيث ُأصمو ُالُمّغوي ُونشأتو ُفي ُعمم ُالُمّغة‬
‫التّ ّ‬
‫ُوخمفياتوُ‬
‫ُّ‬ ‫ُتتّضح ُلنا ُأصول ُالموضوع‬ ‫ٍُ‬
‫ُبشكل ُخاصُ‪ُ ،‬فكيف ُ‬ ‫ُالتّخاطب‬
‫عامُ ُوفي ُعمم ُ‬
‫الًُبالمفيومُالمّغوي‪ُ،‬فالمفيومُاالصطالحيُالمقصود‪ُ .‬‬
‫النظرُّية؟‪ُ،‬وألجلُذلكُالُّبدُمنُالبدءُ ّأوُ‬
‫ُّ‬

‫ل ُ)‪ُ،‬‬
‫داوليةُمنُالفعلُ(ُ َد َو َُ‬
‫أنُُالتّ ّ‬
‫فبالنسبةُلممفيومُالُمّغويُجاءُفي ُ"ُلسان العرب "ُ ُّ‬
‫ُُُُُُ ُّ‬
‫عاور‪ُ ،‬يقول ُ" ُالجوىري ُ"‪ُ «ُ :‬الد ْولَةَ‪ُ،‬‬
‫ناوب ُوالتُ ُُ‬
‫التّ ُُ‬
‫داول ُبمعنى ُالتُعاُقُب ُو ُ‬
‫داوُلَة ُوالتُ ُُ‬
‫ُالم َُ‬
‫ومنو ُُ‬
‫فيُالحربُأن ُتُ َدا َل ُاحدىُالفئتينُعمى ُاألخرى‪ُ ،‬ويقال‪ُ:‬كانتُلناُعمييمُالد ْولَةُ‪ُ،‬‬
‫ُْ‬ ‫بالفتح‪ُ ،‬‬
‫ُمرةُليذاُ‬
‫ونوُ ّ‬
‫ُبينيمُيتَ َد َاولُ َ‬
‫َ‬ ‫ُد ْولَةً‬ ‫ُّ‬
‫الجمعُالدول‪ُ،‬والدولة‪ُ ،‬بالضمُفيُالمال‪ُ ،‬يقال‪ُ :‬صارُالفَ ْي ُء َ‬
‫و‬
‫ذيُيتَ َد َاو ُل‪ُ،‬‬ ‫الزّجاج ُ"‪ُّ ُ :‬‬
‫الدولةُاسمُال ّشيءُالّ ُ‬ ‫ل‪ُ ،...‬ويقول ُ"ُ ّ‬
‫ُود َو ٌُ‬
‫الت ُ‬
‫الجمعُدو ٌ‬
‫ُ‬ ‫مرةُليذا‪ُ ،‬و‬
‫ُو ّ‬
‫(‪ُ )1‬‬
‫ٍُ‬
‫إلىُحالُ»‪.‬‬ ‫ٍُ‬
‫االنتقالُمنُحالُ‬
‫والدولَةُُالفعلُو‬

‫أيُم َد َاولَةًُعمىُاألمر‪ُ،‬‬ ‫؛ُ‬ ‫ُ‬


‫ك‬
‫َ‬ ‫ي‬
‫ْ‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ا‬
‫و‬ ‫د‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫‪:‬‬ ‫منوُقوليم‬‫و‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫‪،‬‬‫ل‬‫أخذناهُبالدو ِ‬
‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫‪ُ،‬بمعنى‬‫ُ‬
‫مر‬ ‫ُ‬
‫أل‬
‫َ‬ ‫اُا‬ ‫ُ‬
‫لن‬
‫َ‬ ‫داو‬
‫ُ‬ ‫َ‬‫ُ‬
‫ت‬‫ويقال‪ُ:‬‬‫ُ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫يمُيُِرُُد ُمعنىُالتُ ُُ‬
‫داولُفيُقولوُ‬ ‫مرُةَ‪ُ،‬وفيُالقرآن ُالكر َُ‬
‫أخذتوُىذهُمرةً ُ ُوتمك ُ ّ‬
‫ّ‬ ‫َوتَ َد َاولَتْوُ ُاأل َْي ِدي‪ُ :‬‬

‫تعالى‪ُُ﴾  ُُُُ ﴿ُ:‬آلُعمران‪ُ .‬‬

‫بينُالناسُ‬
‫ُّ‬ ‫"ُبتَدُاَ ُُولُاأللمُوالفرحُ‬
‫السعدي ُ ُ‬
‫عبدُالرحمنُبنُناصر ُ ّ‬
‫ُّ‬ ‫ُُُُُُُكماُأ ّكدُال ّشيخُ" ُ‬

‫ُفيُ َذلِ َ‬
‫ك ُأنُُ‬ ‫تارُةًُفيكونُاألعداءُغالبينُوتارُةًُتكونُليمُالغمبة‪ُ ،‬حيثُيقول‪ُ «ُ :‬و ِمن ُا ْلح ْكِم ِ‬
‫َ َ ُ‬

‫عبدُا﵀ُالعميُالكبيرُوآخرون‪ُ،‬دارُالمعارف‪ُ،‬القاىرة‪ُ،‬مصر‪ُ،‬‬
‫ّ‬ ‫‪ُ-1‬ابنُمنظور‪ُ،‬لسان العرب‪ُ،‬تحقيق‪ُ:‬‬
‫بابُالدال‪ُ،‬الجزء‪ُ،17‬المجمّدُالثّاني‪ُ،‬ص‪ُ ُ.1455‬‬
‫‪35‬‬
‫اولُِيُة‬ ‫برُُزُ َُمُفَ ُِ‬
‫اىيمُالتَُُد ُُ‬ ‫ل‪ُ :‬أَ َُ‬
‫ألَُو ُ‬
‫بحثُا ُ‬ ‫اولُِيُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُ َُ‬
‫الم ُُ‬ ‫جُالتَُُد ُُ‬
‫نيَ ُِ‬
‫بالم ُ‬
‫عامُ َُ‬
‫ل‪ُ :‬تَعريفُ َُ‬
‫األو ُ‬
‫لُ ُ‬ ‫الفص ُ‬

‫اسُيومُ‬
‫امُبينُالن ُّ‬
‫ّ‬ ‫ُا﵀ُاألي‬
‫ّ‬ ‫البرُوالفاجر‪ُ،‬فَُي َد ِاو ُل‬
‫ىذهُالدارُيعطيُا﵀ُمنياُالمؤمنُوالكافر‪ُ،‬و ّ‬
‫ّ‬
‫(‪ُ ُ )1‬‬
‫ُوجاءُمثلُىذاُالمعنىُفيُقولوُتعالى‪ُُ ﴿ُ:‬‬ ‫ليذهُالطّائفة‪ُ،‬ويومُلمطّائفةُاألخرىُ»‪.‬‬

‫ىذاُم َد َاولَةًُ‬
‫لُ ُ‬ ‫تفسيرهُ‪ُ«ُ:‬أنُالُيكونُالما ُ‬
‫‪ُ﴾ ُُُُ ُ‬الحشر‪ُ ُ،‬و ُ‬

‫ُلتداوُلَ ُوُ ُاألغنياء ُواألقوياء‪ُ ،‬لما ُحصلُ‬


‫َُ‬ ‫فإنو ُلو ُلم ُيقدُره‬
‫اختصاصا ُبين ُاألغنياء ُمنكم‪ّ ُ ،‬‬
‫ً‬ ‫و‬
‫لغيرىمُمنُالعاجزينُمنوُشيءُ»(‪ُ .)2‬‬

‫ناوبُوالتُعاُقُبُفيُاألخذُباألمرُ‬
‫اولُ)ُلغة‪ُ،‬تعنيُالتُ ُُ‬
‫ضحُلناُأنُلفظةُ(ُُتََُد ُُ‬
‫ّ‬ ‫ُومنُىذاُيتّ‬
‫ثمُ يتعاقبونُفيُ‬
‫بينُالنُاسُومنوُالتُناوبُفيُالكالم‪ُ،‬حيثُيتكُمّمُأحدىمُويسمعُاآلخرون‪ّ ُُ،‬‬
‫تداوالًُُبينيم‪ُ ُُ.‬‬
‫الكالمُم َُ‬
‫ُُ‬ ‫ذلكُحتّىُيصبحُ‬
‫ُ‬

‫داوليةُبمفيومياُالحديثُعنُالتّقسيمُالثّالثيُالمقترحُ‬
‫نبثقتُالتّ ّ‬
‫ُ‬ ‫أماُفيُاالصطالحُفقدُا‬
‫ُُُُُ ُّ‬
‫من ُطرف ُالفيمسوف ُاألمريكي" ُتشارلز ُموريس‪ُ "Charlez Mourice‬في ُعام ُ‪1938‬م‪ُ،‬‬
‫اإلحاطةُبأيةُلغةُمنُالُمّغاتُوىيُ‪ُ :‬‬
‫ّ‬ ‫ميزُبينُمجاالتُثالثةُفيُ‬
‫حيثُ ّ‬
‫ذيُيعنىُبعالقاتُاألدلّةُفيماُبينيا‪ُ .‬‬
‫‪ُ/1‬عممُالتّراكيبُ‪ُ،La Syntaxe‬الّ ُ‬

‫عممُالداللة ‪ُ،La Sèmontique‬الّذيُيعالجُعالقاتُاألدلّةُبالواقع‪ُ .‬‬


‫ّ‬ ‫‪ُ/2‬‬

‫الرحمن في تفسير كالم الم ّنان‪ُ،‬تحقيق‪ُ:‬عبدُُ‬


‫حمنُبنُناصرُالسعدي‪ُ،‬تيسير الكريم ّ‬
‫ّ‬ ‫عبدُالر‬
‫ّ‬ ‫‪ُ-1‬‬
‫النشرُوالتّوزيع‪ُ،‬بيروت‪ُ،‬الطّبعةُاألولى‪2003ُ،‬م‪ُ،‬‬
‫عالُالمّويحق‪ُ،‬دارُابنُحزمُلمطّباعةُُو ّ‬
‫حمنُبنُم ّ‬
‫ُ‬ ‫الر‬
‫ّ‬
‫ص‪ُ .133‬‬
‫‪ُ-2‬المصدرُنفسو‪ُ،‬صُ‪ُ ُ.813‬‬
‫‪36‬‬
‫اولُِيُة‬ ‫برُُزُ َُمُفَ ُِ‬
‫اىيمُالتَُُد ُُ‬ ‫ل‪ُ :‬أَ َُ‬
‫ألَُو ُ‬
‫بحثُا ُ‬ ‫اولُِيُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُ َُ‬
‫الم ُُ‬ ‫جُالتَُُد ُُ‬
‫نيَ ُِ‬
‫بالم ُ‬
‫عامُ َُ‬
‫ل‪ُ :‬تَعريفُ َُ‬
‫األو ُ‬
‫لُ ُ‬ ‫الفص ُ‬

‫تيتم ُبالعالقات ُالقائمة ُبين ُاألدلّة ُومستعمميياُ‬


‫داولية ُ‪ُ La Pragmatique‬التي ُ ّ‬
‫‪ُ /3‬التّ ّ‬
‫(‪ُ )1‬‬
‫واستعمالياُوآثارىا‪.‬‬

‫ويعدُ"ُشارلزُموريسُ"ُكماُيقولُعيدُبمبع‪ُ،‬أولُمنُحددُالوظيفةُالتداوليةُفيُحقلُ‬
‫(‪)2‬‬
‫ثم ُاتسع ُنطاقُُ‬
‫الُمّسانيات‪ُ ،‬إذ ُيجعميا ُالعمم ُاُلّذي ُييتم ُبالعالقة ُبين ُالعالمة ُومؤوليا ‪ّ ُ ،‬‬
‫بصفةُخاصةُفيُفمسفةُالمّغةُوأفعالُكلُمنُالفيمسوفُ‬
‫ّ‬ ‫وتطورُمفيومياُ‬
‫داوليةُ ّ‬
‫التّ ُّ‬
‫االىتمامُب ُ‬
‫"ُج‪.‬لُأوستينُ‪1962("G.L.Austine‬م)ُوتمميذهُ"ُج‪ُ.‬سيرل ‪1969(ُ" G.ُSearle‬م)‪ُ ،‬‬

‫داولية‪ُُُُُ،‬‬ ‫ُالضمني(‪ُ ،)3‬ووضع ُمنيج ُ‬


‫ُالتّ ُّ‬ ‫فـ ُ" ُغرايس ُ‪1975(ُ "Grice‬م) ُالذي ُتحدث ُعن ّ‬
‫بلُامتد ُإلىُ" ُديكرو"ُو"أُرمينكو ُ"ُُُُُ‬
‫ُّ‬ ‫أن ُاألمرُقدُتوقّف ُعندُتعاريفُىؤالء؛ُ‬
‫والُيعنيُىذا ُ ُّ‬
‫و"ُبالنشيوُ"‪ُ ُ...‬‬

‫ل ُ)ُ‬ ‫داولياتُكماُيرىُ"حامدُخميل"(‪ُ )4‬مصطمحُمرّكبُمنُلفظين ُ ّأوليما‪ُ (ُ :‬التَُُد ُُ‬


‫او ُ‬ ‫ُوالتّ ّ‬
‫ل ُ)‪ُ ،‬والّتيُتحملُمعنىُالمشاركة ُوالتناوب‪ُ،‬‬
‫ل ُ)‪ُ،‬وىيُمنُصيغةُ( ُتَفَاَ َع َُ‬
‫منُالفعلُ( ُتَ َد َاو َُ‬
‫داوليةُفي ُأساسياُُ‬
‫الالحقة ُ( ُيات ُ)‪ُ ،‬الّتيُتشير ُإلىُالبعدُالمنيجيُوالعممي‪ُ،‬فالتّ ّ‬
‫والثّاني‪ّ ُ :‬‬
‫ل‪ُُ ،‬وىذا ُما ُيمكن ُأن ُنعكسو ُعمى ُالجانب ُاالصطالحيُ‬
‫اع ُ‬ ‫المّغوي ُمن ُالت َد ُاو ُِ‬
‫ل‪ُ ،‬وىو ُالتفَ ُ‬

‫محمدُيحياتن‪ُ،‬منشوراتُاالختالف‪ُ،‬‬
‫‪ -1‬دومينيكُمانغونو‪ ،‬المصطمحات المفاتيح لتحميل الخطاب‪ُ،‬تر‪ّ ُ:‬‬
‫الدارُالعر ّبيةُلمعم ُومُ‪ُ،‬الطّبعةُاألولى‪1428‬ىـُ‪2008-‬م‪ُ،‬الجزائر‪ُ،‬ص‪ُ .101‬‬
‫ّ‬
‫ةُالعامةُلمكتاب‪ُ،‬فصول‪ُ،‬‬
‫ّ‬ ‫داولية‪ ،‬البعد الثّالث في سيميوطيقا موريس‪ُ،‬الييئةُالمصرّي‬
‫‪ -2‬عيدُبمبع‪ُ،‬التّ ّ‬
‫العدد‪ُ،66‬ربيع‪2005‬م‪ُ،‬ص‪ُ .36‬‬
‫ادُصمود‪ُ،‬‬
‫ّ‬ ‫يُوحم‬
‫ّ‬ ‫‪ُ-3‬باتريكُشارودوُ ُودومينيكُمانغونو‪ُ،‬معجم تحميل الخطاب‪ُ،‬تر‪ُ:‬عبدُالقادرُالميير‬
‫منشوراتُدارُسيناترا‪ُ،‬المركزُالوطنيُلمتّرجمة‪ُ،‬تونس‪ُ،2008ُ،‬صُصُ‪ُ442‬و‪ُ .443‬‬
‫اغماتية‪ُ،‬دارُالينابيع‪ُ،‬مصر‪ُ،‬‬
‫مؤسس الحركة البر ّ‬
‫‪ُ-4‬حامدُخميل‪ُ،‬المنطق البراغماتي عند بيرس ّ‬
‫‪ُ،1996‬ص‪ُ .196‬‬
‫‪37‬‬
‫اولُِيُة‬ ‫برُُزُ َُمُفَ ُِ‬
‫اىيمُالتَُُد ُُ‬ ‫ل‪ُ :‬أَ َُ‬
‫ألَُو ُ‬
‫بحثُا ُ‬ ‫اولُِيُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُ َُ‬
‫الم ُُ‬ ‫جُالتَُُد ُُ‬
‫نيَ ُِ‬
‫بالم ُ‬
‫عامُ َُ‬
‫ل‪ُ :‬تَعريفُ َُ‬
‫األو ُ‬
‫لُ ُ‬ ‫الفص ُ‬

‫ومستقبِل‪ُ،‬‬ ‫ِ‬
‫داوليةُك ّل ُتفاعلُيمزموُطرفانُعمىُأق ّل ُتقدير ُىما‪ُ ُ:‬مرسل‪ُ ُ ،‬‬
‫لممعنى‪ُ،‬فتُصبحُالتّ ّ‬
‫معنىُأنُمدارُاشتغالياُُىوُمقاصدُوغاياتُ‬
‫ّ‬ ‫متكمّمُوسامعُأوُمستمع‪ُ،‬كاتبُوقارئ‪ُ،‬عمىُ‬
‫ُتحكموُظروفُوآلياتُوعواملُتحيطُ‬
‫ّ‬ ‫أوُمتمقيُاً‪ُ ،‬وك ّل ُتَ َد ُاو ٍل‬
‫ُّ‬ ‫المتكمم‪ُ ،‬وكيف ُتبمغ ُ ُِ‬
‫مستمعا ُ‬
‫ِ‬
‫اسةُالعالقاتُبينُالمرس ِلُوالمستقبِل‪ُ،‬وعالقتيماُبسياقُاالتّصال(‪ُ .)2‬‬
‫بو(‪ُ،)1‬فييُدر‬

‫العالمةُبمؤوليا‪ُ،‬‬
‫ّ‬ ‫سمياُبسمةُعالقة ُ‬
‫َُ‬ ‫ةُوو‬
‫داولي َُ‬
‫عمىُتصور"ُموريس ُ" ُلمعنىُالتّ ّ‬
‫ّ‬ ‫وبناء ُ‬
‫ُُُُُُ ًُ‬
‫(‪)3‬‬
‫فإن ُك ّل ُمنُ‬
‫كما ُيقول ُروبول‪ُ «ُ Roboule‬العالقات ُبين ُالعالمات ُومستخدمييا ُ» ‪ّ ُ ،‬‬
‫ةُتيتم ُبعالقاتُ‬
‫ّ‬ ‫داولي‬
‫"باتريكُشارودو" ُو" ُدومينيكُمنغونوُ" ُيؤ ّكدانُىذاُبقوليمُإ ّن‪ُ «ُ :‬التّ ّ‬
‫العالماتُبمستعمميياُواستعمالياُوآثارىاُ»(‪)4‬؛ُأيُماُينج ُُّرُعنُىذهُالعالماتُفيُعالقتياُ‬
‫بأطرافُالخطابُوُماُيمكنُتحقيقوُمنُخالليا‪ُ .‬‬

‫بالم َُك ّونُالتّداوليُ"ُ‬


‫خصصاتُالّتيُتعنىُ"ُ ُُ‬
‫خصصُأوُالتّ ّ‬
‫داوليةُعمىُالتّ ّ‬
‫إذنُتطمقُالتّ ّ‬
‫فإنناُنقصدُ ُ‬
‫املُتداولية‪ّ ُ،‬‬
‫ّ‬ ‫إنُظاىرةُماُخاضعةُلعو‬
‫دماُنتحدثُعنوُأوُعندماُنقول‪ّ ُ:‬‬
‫ّ‬ ‫وعن‬

‫ُ‬

‫السياسي‪ُ،‬‬
‫داولية من أفعال المّغة إلى بالغة الخطاب ّ‬
‫ينُمحمدُمزيد‪.،‬تبسيط التّ ّ‬
‫ّ‬ ‫بياءُالد‬
‫ّ‬ ‫‪ُ-1‬انظر‪ُ،‬‬
‫شمسُلمنشرُوالتّوزيع‪ُ،‬الطّبعةُاألولى‪2010ُ،‬م‪ُ،‬القاىرة‪ُ،‬ص‪ُ .18‬‬
‫ّ‬
‫داوليةُالبعد الثّالث في سيميوطيقا موريس‪ُ،‬ص‪ُ .36‬‬ ‫‪ُ-2‬عيدُبمبع‪ُ،‬التّ ّ‬
‫الدينُغفوسُ‬
‫‪ُ-3‬آنُروبولُ‪ُ،‬جاكُموشالر‪ُ،‬التّداو ّلية اليوم عمم جديد في التّواصل‪ُ،‬تر‪ُ:‬سيفُ ّ‬
‫النشر‪ُ،‬‬
‫ومحمدُال ّشيباني‪ُ،‬مراجعةُ‪ُ:‬لطيفُزيتوني‪ُ،‬المنظّمةُالعر ّبيةُلمتّرجمة‪ُ،‬دارُالطّميعةُلمطّباعةُو ّ‬
‫ّ‬
‫تموز‪2003‬م‪ُ،‬ص‪ُ .29‬‬ ‫بيروت‪ُ،‬لبنان‪ُُ،‬ط‪ّ ُ،1‬‬
‫‪ُ-4‬باتريكُشارودوُودومينيكُمنغونو‪ُ،‬معجم تحميل الخطاب‪ُ،‬ص‪ُ .442‬‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫‪38‬‬
‫اولُِيُة‬ ‫برُُزُ َُمُفَ ُِ‬
‫اىيمُالتَُُد ُُ‬ ‫ل‪ُ :‬أَ َُ‬
‫ألَُو ُ‬
‫بحثُا ُ‬ ‫اولُِيُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُ َُ‬
‫الم ُُ‬ ‫جُالتَُُد ُُ‬
‫نيَ ُِ‬
‫بالم ُ‬
‫عامُ َُ‬
‫ل‪ُ :‬تَعريفُ َُ‬
‫األو ُ‬
‫لُ ُ‬ ‫الفص ُ‬

‫مكون ُالّذي ُيعالجُوصفُمعنىُالممفوظاتُفيُسياقيا ُ(‪ُ ،)1‬فنفسُالممفوظُمثال‪ُُ (ُ :‬اَغمقُ‬


‫ال ّ‬
‫ُمتعددة‪ُ :‬كالُتّقميل ُمن ُال ّشأن ُبمعنى ُأخرج‪ُُُُُُُُُ،‬‬
‫ّ‬ ‫يؤول ُحسب ُمقامات ُوسياقات‬
‫الباب ُ)‪ّ ُ ،‬‬
‫ُالرغبة ُفي ُرؤيةُُُُُُُُُُُُُُُُ‬
‫أو ُالحصول ُعمى ُاليدوء ُوالتّقميل ُمن ُالفوضى‪ُ ،‬أو ُعدم ّ‬
‫دعاة ُدائما ُلاللتباس‪ُ ،‬فيو ُمستعملُُُ‬
‫داولية ُكما ُيقول ُ" ُمنغونو" ُ َُم َُ‬
‫من ُفي ُالخارج‪ُ ،...‬فالتّ ّ‬
‫فيُالوقتُنفسوُلإلحالةُعمىُمجالُلسانيُورؤيةُخاصةُلمّغةُ»(‪ُ .ُ)2‬‬
‫ّ‬

‫داوليةُراجعُالتّساعُرقعةُمجاالتياُوتداخمياُمعُالعمومُالّتيُلياُ‬
‫ُتعددُتعاريفُالتّ ّ‬
‫إن ّ‬ ‫ُُُُُُ ّ‬
‫ُِ‬
‫اتُوفمسفةُوعممُاالجتماع‪ّ ُ،...‬إالُأّنناُالُنجدُتحديداُلمفيومياُعندُ‬ ‫عالقةُبالمّغة‪ُ،‬منُلسانّي‬
‫حاضر ُعند ُ"سيبويو"ُُُُ‬
‫ُا‬ ‫ُمقوماتيا؛ ُإذ ُنجد ُمعناىا ُ‬
‫عمماء ُالعرب ُالقدامى ُرغم ُتعامميم ُمع ّ‬
‫(‪)3‬‬
‫ظم ُلـ ُ"عبد ُالقاىر ُالجرجاني ُ" ُفي ُإلحاقو ُاأللفاظُ‬
‫الن ُْ‬
‫ُالدرس ُالمّغوي ُ ُوفي ُنظرّية ُ ّ‬
‫في ّ‬
‫اضُالناسُتختمفُ‬
‫ّ‬ ‫أن ُأغر‬
‫بالمعانيُوربطيماُبمقاصدُالمستعممين‪ُ ...‬حيثُيقول ُ« ُفاعممُ ّ‬
‫ُالمتعدية ُ»(‪ُ ،)4‬ومع ُ" ُالجاحظ ُ" ُفي ُكتابيو ُ« البيان والتّبيين »ُُُُُُُُ‬
‫ّ‬ ‫في ُذكر ُاألفعال‬
‫و« الحيوان ُ» ُ(‪ُُ )5‬منُخاللُتأكيدىماُعمىُالحجاجُواستعمالُالعقلُلموصولُإلىُمعرفةُ‬
‫باطنُظاىرُماُنالحظ‪ُ .‬‬

‫الخطاب‪ُ،‬ص‪ُ .101‬‬ ‫‪ُُ-ُ1‬دومينيكُمانغونو‪ُ،‬المصطمحات المفاتيح لتحميل‬


‫‪ُ-2‬المرجعُنفسو‪ُ،‬ص‪ُ .100‬‬
‫دارُالحكمةُلمنشرُ‬
‫ّ‬ ‫تداولية الخطاب األدبي‪ ،‬المبادئ واإلجراءات‪ُ،‬‬
‫ّ‬ ‫‪ُ-3‬نواريُسعودي أبوُزيد‪ُ،‬في‬
‫والتّوزيع‪ُ،‬الجزائر‪ُ،‬الطّبعةُ‪2009،1‬م‪ُ،‬ص‪ُ .31‬‬
‫‪ُ-4‬المرجعُنفسو‪ُ،‬ص‪ُ .33‬‬
‫ةُدوليةُ‬
‫ّ‬ ‫نظرية ال ّنظم نموذجا‪ُ،‬الباحث‪.‬مجمّ‬
‫ّ‬ ‫‪ُ-5‬فائزةُحسناوي‪ُ،‬مقاربة بين البالغة والخطاب التّداولي‪:‬‬
‫ةُوآدابيا‪ُ،‬جامعةُعمارُثميجي‪ُ،‬األغواطُالجزائر‪ُ،‬‬
‫ّ‬ ‫ةُأكاديميةُمحكمةُتصدرُعنُمخبرُالمّغةُالعر ّبي‬
‫ّ‬ ‫فصمي‬
‫ّ‬
‫خاصُبالمؤتمرُالدوليُفيُالبالغةُالعر ّبية‪ُ،‬ص‪ُ .224‬‬
‫ّ‬ ‫العددُالخامسُعشر‪ُ،‬أفريلُ‪2014‬م‪ُ،‬‬
‫ُ‬
‫‪39‬‬
‫اولُِيُة‬ ‫برُُزُ َُمُفَ ُِ‬
‫اىيمُالتَُُد ُُ‬ ‫ل‪ُ :‬أَ َُ‬
‫ألَُو ُ‬
‫بحثُا ُ‬ ‫اولُِيُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُ َُ‬
‫الم ُُ‬ ‫جُالتَُُد ُُ‬
‫نيَ ُِ‬
‫بالم ُ‬
‫عامُ َُ‬
‫ل‪ُ :‬تَعريفُ َُ‬
‫األو ُ‬
‫لُ ُ‬ ‫الفص ُ‬

‫داوليات ُ)ُ‬
‫نُالمحدثينُعمىُاختيار ُمصطمح ُ( ُالتّ ّ‬
‫ُومنذ ُ‪1970‬م ُوقعُإجماعُالمّغويي ُُ‬
‫مقابال ُلممصطمح ُالغربي ُ( ُبراغماتيقا ُ)( ُ‪ُ ،)1()ُ la pragmatique‬ومنو ُانتقلُُُُُُُُُُُ‬
‫داولية ُ)‪ُ،‬وتعود ُجذورهُإلىُالمصطمحُ‬
‫ىذاُالمصطمحُإلى ُالعربية ُوعرفُبيذاُاالسمُ( ُالتّ ّ‬
‫العممية(‪ُ .)2‬‬
‫الداللةُعمىُ ّ‬
‫اليوناني )‪ُ،(pragmaticucs‬والّتيُتعنيُالغرضُالعمميُو ّ‬

‫داوليةُالعر ّبيةُباعتبار ُّ‬


‫هُيدلُ‬ ‫ُوُُُي َُعُُّدُ"ُطوُعبدُالرحمنُ"ُالواضعُاألساسيُلمصطمحُالتّ ّ‬
‫ُومجسدا ُلتعريف ُ" ُفيميبُ‬
‫ّ‬ ‫ُأوليما‪ُ :‬االستعمال ُوثانييما‪ُ :‬التّفاعل(‪ُ ،)3‬متأثّ ار‬
‫عمى ُمعنيين ّ‬
‫سانية ُ(‪ُ،)...‬‬
‫ُالمنطقية ُالمّ ّ‬
‫ّ‬ ‫داولية ُب ّأنيا‪ُ «ُ :‬مجموعة ُمن ُالبحوث‬
‫ُيعرف ُالتّ ّ‬
‫بالنشيو ُ" ُالّذي ّ‬
‫الرمزّيةُ‬
‫وتيتم ُبقضّيةُالتّالؤمُبينُالتّعابير ُ ّ‬
‫تيُتُعنىُباستعمالُالمّغة‪ُّ ُ ،‬‬
‫وىيُكذلكُالدراسةُالّ ُ‬
‫ّ‬
‫الحدثية ُوالبشرّية ُ» ‪َ ُ .‬فمَ ِق َي ُمصطمح ُالتّ ّ‬
‫(‪)4‬‬
‫داولية ُمنذ ُذلكُ‬ ‫المقامية ُو ّ‬
‫ّ‬ ‫ُالمرجعية ُو‬
‫ّ‬ ‫السياقات‬
‫و ّ‬
‫ذينُأخذوا ُيدرجونوُفيُأبحاثيم(‪)5‬؛ُباعتبارهُرّكزُعمىُضرورةُ‬
‫ُ‬ ‫الُمنُالدارسينُالّ‬
‫ّ‬ ‫الحينُقَبو‬
‫االىتمامُبك ّلُعناصرُالخطاب‪ُ .‬‬

‫ُ‬

‫‪ُ-1‬طوُعبدُال ّرحمن‪ُ،‬في أصول الحوار وتجديد عمم الكالم‪ُ،‬المركزُالثّقافيُالعربي‪.،‬ط‪ُ،ُ2‬المغربُ‬


‫‪1988‬م‪،‬ص‪ُ .27‬‬
‫داولية‪ ،‬قراءة في "شروح التّمخيص" لمخطيب‬
‫‪ُ-2‬صابرُالحباشة‪ُ،‬مغامرة المعنى من ال ّنحو إلى التّ ّ‬
‫ة‪ُُ،‬دمشق‪ُ،‬اإلصدارُاألول‪2011ُ،‬م‪ُ،‬ص‪ُ .148‬‬
‫ّ‬ ‫النشر‪ُ،‬سورّي‬
‫‪ُ،‬دارُصفحاتُلمدراساتُو ّ‬
‫ّ‬ ‫القزويني‬
‫وُعبدُالرحمن‪ُُ،‬في أصول الحوار وتجديد عمم الكالم‪ُ،‬ص‪ُ .27‬‬
‫ّ‬ ‫‪ُ-3‬ط‬
‫ارُلمنشرُ‬
‫داولية من أوستين إلى غوفمان‪ُ،‬تر‪ُ:‬صابرُالحباشة‪ُ،‬دارُالحو ّ‬
‫‪ُ-4‬فيميبُبالنشيو‪ُ،‬التّ ّ‬
‫ذقية‪ ،‬سورّية‪ُ،‬ط‪2007،ُ1‬مُ‪ُ،‬ص‪ُ .18‬‬
‫يع‪ُ،‬الال ّ‬
‫ّ‬ ‫والتّوز‬
‫طوُعبدُالرحمن‪ُ،‬في أصول الحوار وتجديد عمم الكالم‪ُ،‬ص‪ُ .27‬‬
‫ّ‬ ‫‪ُ-5‬‬
‫‪3:‬‬
‫اولُِيُة‬ ‫برُُزُ َُمُفَ ُِ‬
‫اىيمُالتَُُد ُُ‬ ‫ل‪ُ :‬أَ َُ‬
‫ألَُو ُ‬
‫بحثُا ُ‬ ‫اولُِيُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُ َُ‬
‫الم ُُ‬ ‫جُالتَُُد ُُ‬
‫نيَ ُِ‬
‫بالم ُ‬
‫عامُ َُ‬
‫ل‪ُ :‬تَعريفُ َُ‬
‫األو ُ‬
‫لُ ُ‬ ‫الفص ُ‬

‫ُعرفيا ُ" بالنشيو " تعريفا ُآخر ُىو‪ُ «:‬تمثّل ُدراسة ُتيتم ُبالمّغة ُفي ُالخطاب‪،‬‬
‫كما ّ‬
‫ُالخاصة ُبو‪ ،‬قصد ُتأكيد ُطابعو ُالتّخاطبي ُ»(‪ُ ،)1‬وىي ُأيضاُُُُُُُُُ‬
‫ّ‬ ‫الوسميات‬
‫ّ‬ ‫وتنظر ُإلى ُ‬
‫ُوييتم ُأكثر ُباستعمال ُالمّغةُُُُُُُُ‬
‫ُّ‬ ‫سانيات‬
‫صص ُالّذي ُيندرج ُضمن ُالمّ ّ‬
‫خ ُُّ‬
‫الدراسة ُأو ُالتُ َُ‬
‫«ُ ّ‬
‫(‪)2‬‬
‫ُتخصيصياًُينحصرُفيُالتّواصلُفقط‪ُ .‬‬
‫ّ‬ ‫فيُالتّواصل » ‪ُ،‬فيوُيعطيياُطابعاً‬

‫طوُعبدُالرحمن ُ" ُفيُكتابو ُ« ُفي أصول الحوار وتجديد‬


‫ّ‬ ‫منُىذاُالمنطمقُعرفيا ُ" ُ‬
‫ّ‬
‫ُمظير ُمن ُمظاىر ُالتّواصل ُوالتّفاعل ُبينُ‬
‫ًُا‬ ‫وصف ُلك ّل ُما ُكان‬
‫ٌ‬ ‫عمم ُالكالم ُ» ُب ّأنيا ُ« ُ‬
‫ةُلمُتخص ُالخطابُبقدرُ‬
‫ّ‬ ‫داولي‬
‫ّ‬ ‫ّ‬‫ومنوُفالت‬ ‫ُ‬ ‫‪،‬‬‫(‪)3‬‬
‫اسُوخاصتيمُ»‬
‫ّ‬ ‫ةُالن‬ ‫صانِعيُالتّر‬
‫اثُمنُعام ّ‬
‫ّ‬
‫غةُوتخدميا؛ُألنياُليستُلغةُالحوارُفقط‪ُ،‬وعميوُففيُىذاُالتّعريفُتوحىُ‬
‫ّ‬ ‫ماُتيتم ُبك ّل ُالمّ‬
‫ّ‬
‫ُعممُخاصةُفيُالمّغةُيستغنيُعنيا‪ُ ُ.‬‬
‫ّ‬ ‫ة؛ُإذُالُيوجدُأي‬
‫ّ‬ ‫مولي‬
‫إلىُال ّش ّ‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫ُ‬

‫داولية من أوستين إلى غوفمان‪ُ،‬ص‪ُ،‬ص‪ُ .18ُ،19‬‬


‫‪ُ-1‬فميبُبالنشيو‪ُ،‬التّ ّ‬
‫‪ -2‬المرجعُنفسو‪ُ،‬ص‪ُ .19‬‬
‫طوُعبدُالرحمن‪ُ،‬في أصول الحوار وتجديد عمم الكالم‪ُ،‬صُ‪ُ .244‬‬
‫ّ‬ ‫‪-3‬‬
‫;‪3‬‬
‫اولُِيُة‬ ‫برُُزُ َُمُفَ ُِ‬
‫اىيمُالتَُُد ُُ‬ ‫ل‪ُ :‬أَ َُ‬
‫ألَُو ُ‬
‫بحثُا ُ‬ ‫اولُِيُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُ َُ‬
‫الم ُُ‬ ‫جُالتَُُد ُُ‬
‫نيَ ُِ‬
‫بالم ُ‬
‫عامُ َُ‬
‫ل‪ُ :‬تَعريفُ َُ‬
‫األو ُ‬
‫لُ ُ‬ ‫الفص ُ‬

‫داولية عندُ‬
‫داولية ُمن ُخالل ُكتابو‪ُ «ُ :‬التّ ّ‬
‫ُحدد ُ" ُمسعود ُصحراوي ُ" ُمفيوم ُالتّ ّ‬
‫كما ّ‬
‫ُالنشاط ُالمّغوي ُبمستعمميو ُوطرقُ‬
‫بأنيا‪ُ «ُ :‬مذىب ُلساني ُيدرس ُعالقة ّ‬
‫العمماء العرب ُ» ُ ّ‬
‫ُالمقامية ُالمختمفةُُُُُُ‬
‫ّ‬ ‫السياقات ُوالطّبقات‬
‫غوية ُبنجاح‪ُ ،‬و ّ‬
‫وكيفيات ُاستخدام ُالعالمات ُالمّ ّ‬
‫ّ‬
‫تيُينجزُضمنياُ" ُالخطاب ُ"‪ُ ،‬والبحثُعنُالعواملُالّتيُتجعلُمنُ" ُالخطاب ُ" ُرسالةُ‬
‫الّ ُُ‬
‫اصمية ُواضحة ُوناجحة‪ُ ،‬والبحث ُفي ُأسباب ُالفشل ُفي ُالتّواصل ُبالمّغاتُ‬
‫تو ّ‬
‫(‪)1‬‬
‫ُأنيا ُ« ُعممُ‬
‫داولية ُفي ُلغة ُالتّخاطب ُعمى ُأساس ّ‬
‫بيعية‪ُ ، »...‬فقد ُحصر ُمفيوم ُالتّ ّ‬
‫الطّ ّ‬
‫غوية ُفي ُمجال ُاالستعمال ُ»(‪ُ ،)2‬ىذا ُاألخير ُالّذيُ‬
‫جديد ُلمتّواصل ُيدرس ُالظّواىر ُالمّ ّ‬
‫ةُوجودُالسياقُوالمقام‪ُ ُ.‬‬
‫ّ‬ ‫إلىُأىمي‬
‫ّ‬ ‫غويةُ‬
‫حبيسةُالبَُنىُوالتّراكيبُالمّ ّ‬
‫ُُ‬ ‫يخرجياُمنُأنُتبقىُ‬

‫اقُفيُأىميةُالحضورُعندُالكالمُ؛ُإذُىماُبمثابةُ‬
‫ّ‬ ‫السي‬
‫منُىذاُيتبينُلناُدورُالمقامُو ّ‬
‫ّ‬
‫ُكيفية ُفيم ُاألفرادُ‬
‫داولية ُتدرس ّ‬
‫ُأن ُالتّ ّ‬
‫الوقود ُلمتّداول ُونجاح ُالفعل ُالكالمي‪ُ ،‬استنادُاً ُإلى ّ‬
‫ُومحددين‪ُ .‬وبنفسُ‬
‫ّ‬ ‫وانتاجيم ُلفعل ُكالمي ُوفعل ُتواصمي ُفي ُإطار ُسياق ُومقام ُممموسين‬
‫ُمحمد ُاألمين ُالطّمبة ُ" ُفي ُكتابو ُ« ُالحجاج ُفي‬
‫ّ‬ ‫ُالسالم‬
‫محمد ّ‬
‫السياق ُالمفاىيمي ُأ ّكد ُ" ُ ّ‬
‫ّ‬
‫أولوياتُالتّواصلُالتّداوليُ«ُفييماُومنيماُيتولّدُ‬
‫ُالداللةُوالفيمُىيُ ّ‬
‫أن ّ‬ ‫البالغة المعاصرةُ»ُ ّ‬
‫معُالنصُلحظةُاإلبداع‪ُ،‬ومعُالمتمقّيُلحظةُالـتّأويلُ»(‪ُ)3‬وىذاُماُيؤ ّكدُ‬
‫ّ‬ ‫التّعاملُالحجاجيُ‬
‫يفُالسابقةُىلُيمكنُ‬
‫ّ‬ ‫وبناء ُعمىُالتّعار‬
‫كذلكُعمىُوجودُالحوارُومنوُاالستمزامُالحواري‪ً ُ .‬‬
‫داوليةُعممُاالستعمالُالمّغوي؟‪ُ .‬‬
‫أنُتكونُالتّ ّ‬

‫مية في التّراث‬
‫تداولية لظاهرة األفعال الكال ّ‬
‫ّ‬ ‫داولية عند العمماء العرب‪ ،‬دراسة‬
‫‪ -1‬مسعودُصحراوي‪ُ،‬التّ ّ‬
‫النشر‪ُ،‬ط‪ُ،1‬بيروت‪2005ُ،‬م‪ُ،‬صُ‪ُ .5‬‬ ‫المّساني العربي‪ُ،‬دارُالطّميعةُلمطّباعةُو ّ‬
‫‪ -2‬المُرجعُنفسو‪ُ،‬ص‪ُ .16‬‬
‫دُسالمُمحمدُاألمينُالطّمبة‪ُ،‬الحجاج في البالغة المعاصرة‪ُ،‬دارُالكتابُالجديدُالمتّحدة‪ُ،‬‬
‫ّ‬ ‫محم‬
‫‪ّ ُ-3‬‬
‫لبنان‪ُ،‬الطّبعةُ‪ُ،2008ُ،01‬ص‪ُ .218‬‬
‫‪42‬‬
‫اولُِيُة‬ ‫برُُزُ َُمُفَ ُِ‬
‫اىيمُالتَُُد ُُ‬ ‫ل‪ُ :‬أَ َُ‬
‫ألَُو ُ‬
‫بحثُا ُ‬ ‫اولُِيُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُ َُ‬
‫الم ُُ‬ ‫جُالتَُُد ُُ‬
‫نيَ ُِ‬
‫بالم ُ‬
‫عامُ َُ‬
‫ل‪ُ :‬تَعريفُ َُ‬
‫األو ُ‬
‫لُ ُ‬ ‫الفص ُ‬

‫ُأنيا ُكذلك ُبقولو ُىي ُ« ُعمم ُاالستعمال ُالمّغوي ُ»(‪ُ )1‬و ُمنياُ‬
‫يؤ ّكد ُ" ُمسعود ُصحراوي ُ" ّ‬
‫ةُتميزُبينُمعنيينُمنُالخطابُىما‪ُ :‬‬
‫داولي ّ‬
‫لناُأنُالتّ ّ‬
‫يتضحُ ّ‬
‫أ‪ُ/‬القصدُاإلخباري‪ُ:‬وىوُمعنىُالجممةُالعاديُالبسيط‪ُ .‬‬
‫داولية؛ ُإذُىدفياُالتُّواصلُالُالتّبميغُ‬
‫ب‪ُ /‬القصدُالتّواصمي‪ُ :‬وىوُالمقصودُمنُقيامُالتّ ّ‬
‫ُأما ُالقصد ُالتّواصمي ُفيو ُاألساسُُُُ‬
‫سانيات؛ ُ ُفالقصد ُاإلخباري ُواضح ُوبسيط ّ‬
‫مثل ُالمّ ّ‬
‫الّذيُيخرجُإلىُالتّعبيرُوالتّأثير‪ُ .‬‬
‫جتماعيةُفي ُآنُ‬
‫ّ‬ ‫اصمية‪ُُِ ،‬ا‬
‫ةُخطابيةّ‪ُ ،‬تو ّ‬
‫ّ‬ ‫داوليةُتتعاملُمعُالمّغةُ( ُالممفوظ ُ) ُكظاىر‬
‫فالتّ ّ‬
‫ونُ‬
‫غوي ُالتّداولي ُ َُمرُُى ٌُ‬
‫إن ُنجاحُالفعلُالمّ ّ‬
‫السياق‪ُ،‬لذلكُف ّ‬
‫واحد‪ُ ،‬ومنوُاالعتناءُالكمّيُبالمقامُو ّ‬
‫ومنوُفالقصديةُشرطُ‬
‫ّ‬ ‫اعاةُالسياقُأثناءُالتّخاطب ُ(ُسياقُالخطاب ُ)‪ُ،‬‬
‫ّ‬ ‫باالىتمامُبالمقامُومر‬
‫ىُالقصديةُىيُمحورُالتّداول‪ُ ُ.‬‬
‫ّ‬ ‫باألحر‬
‫لتواصلُالفعلُالمّغويُالتّداولي‪ُ،‬أوُ ُْ‬
‫داولية ُرغم ُاشتراكياُُُُُُُُُُُ‬
‫ُُُُوالتخمو ُالتّعاريف ُالسابقة ُمن ُاالختالف ُفي ُمفيوم ُالتّ ّ‬
‫ُالقصدية‪ُ ،‬ىذا ُما ُتؤ ّكده ُ" ُفرانسواز ُأرمنيكو ‪ُُُُُُُُُُُ" Françoise Armingaud‬‬
‫ّ‬ ‫في‬
‫(‪)2‬‬
‫ُتوسعُ‬
‫ُأدى ُإلى ّ‬
‫داولية ُجعمتيا ُتتداخل ُواختصاصات ُأخرى ‪ُ ،‬ما ّ‬
‫محدودية ُالتّ ّ‬
‫ّ‬ ‫ُالال‬
‫أن ّ‬ ‫في ُ ّ‬
‫ُجمة ُمن ُعمم ُالمّغة ُوالفمسفةُ‬
‫المعرفية ُفي ُالتّحميل‪ُ ،‬لتفسح ُالمجال ُالحتواء ُعموم ّ‬
‫ّ‬ ‫دائرتيا ُ‬
‫ُ‬
‫ةُوعممُالنفسُاإلدراكيُوالمعرفيُوعمومُاالتّصالُو‪ُ...‬إلخ‪ُ .‬‬
‫ّ‬ ‫حميمي‬
‫التّ ّ‬
‫االستنتاج ‪ُ :‬‬
‫داولية ُفرع ُمن ُفروع ُعمم ُالمّغة‪ُ ،‬يدرس ُمقصد ُالمتكمّم ُأثناء ُإنتاج ُفعل ُكالميُ‬
‫التّ ّ‬
‫ُبالقصديةُُُُُ‬
‫ّ‬ ‫معين‪ُ ،‬يتّضح ُمن ُخالل ُالتّفاعل ُالمّغوي ُالمتعمّق‬
‫تواصمي ُفي ُإطار ُسياق ُ ّ‬

‫داولية عند العمماء العرب‪ُ،‬دارُالطّميعة‪ُ،‬بيروت‪ُ،‬ص‪ُ .17‬‬


‫‪ُ-1‬مسعودُصحراوي‪ُ،‬التّ ّ‬
‫داولية‪ُ،‬تر‪ُ:‬سعيدُعمّوش‪ُ،‬مركزُاإلنماءُالقوميُ‪،‬دط‪ُ،‬‬
‫‪ُ-2‬انظر‪ُ،‬فرانسوازُأرمينكو‪ُ،‬المقاربة التّ ّ‬
‫‪1985‬م‪ُ،‬ص‪ُ .7‬‬
‫‪43‬‬
‫اولُِيُة‬ ‫برُُزُ َُمُفَ ُِ‬
‫اىيمُالتَُُد ُُ‬ ‫ل‪ُ :‬أَ َُ‬
‫ألَُو ُ‬
‫بحثُا ُ‬ ‫اولُِيُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُ َُ‬
‫الم ُُ‬ ‫جُالتَُُد ُُ‬
‫نيَ ُِ‬
‫بالم ُ‬
‫عامُ َُ‬
‫ل‪ُ :‬تَعريفُ َُ‬
‫األو ُ‬
‫لُ ُ‬ ‫الفص ُ‬

‫ولية ُعن ُغيرىا ُمن ُالعمومُ‬


‫من ُالباث ُإلى ُالتّأويل ُعند ُالمتمقي ُ ُومن ُىذا ُانفردت ُالتّدا ّ‬
‫والمناىجُب ّأنيا‪ُ :‬‬
‫السياق؛ ُبمعنى ُال ُتفصل ُالفعل ُالكالمي ُعن ُشروطوُ‬
‫‪ُ -‬تجمع ُبين ُالفعل ُالمّغوي ُو ّ‬
‫الخارجية(ُوىذاُالجديدُفيياُ)‪ُ .‬‬
‫ّ‬
‫غويةُالّتيُينجزُفيياُالفعلُالمّغوي؛ُفييُتدرسُ‬
‫غويةُوغيرُالمّ ّ‬
‫‪ُ-‬االعتناءُبالعناصرُالمّ ُّ‬
‫لفيمُقصدُمعين‪ُ .‬‬
‫ّ‬ ‫إلىُمتمقي‪ُ،‬‬
‫منُقبلُباثُموجُيُاًُ ُُ‬
‫ُُ‬ ‫ظفُاًُ‬
‫الًُومو ّ‬
‫المّغةُباعتبارىاُوجودُاًُمستعم ُ‬
‫طُيوضحُذلك‪ُ :‬‬
‫ّ‬ ‫والمخطّ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫سياق ُ‬

‫ُ‬

‫ُ‬ ‫وووم‬
‫يتحقق‬ ‫متمقي‬ ‫باث‬
‫العالمة ُ‬
‫المعنى‬

‫رسالة ُ‬

‫‪44‬‬
‫اولُِيُة‬ ‫برُُزُ َُمُفَ ُِ‬
‫اىيمُالتَُُد ُُ‬ ‫ل‪ُ :‬أَ َُ‬
‫ألَُو ُ‬
‫بحثُا ُ‬ ‫اولُِيُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُ َُ‬
‫الم ُُ‬ ‫جُالتَُُد ُُ‬
‫نيَ ُِ‬
‫بالم ُ‬
‫عامُ َُ‬
‫ل‪ُ :‬تَعريفُ َُ‬
‫األو ُ‬
‫لُ ُ‬ ‫الفص ُ‬

‫ُويتحقّقُالمعنىُعندُالمتمقّيُبعدُتحميلُأفعالُالكالمُضمنُسياقياُالّذيُقيمتُفيوُ‬
‫فيكشف ُعن ُالقصد‪ُ ،‬فيحدث ُالتّأويل ُومنو ُالتّداول ُبين ُالمتكمّمين‪ُُُُ،‬‬
‫(استحضار ُالمقام ُ) ُ ُُ‬
‫داولية ُىي ُ« ُدراسة ُارتباط ُالقضاياُ‬
‫ُأن ُالتّ ّ‬
‫ىذا ُما ُجاء ُفي ُكتاب ُ" ُصابر ُحباشة ُ" ُفي ّ‬
‫ةُنفعية‪ُ،‬تُ ُْعتََب ُرُالمّغةُأداتيا(‪ُ .ُ)2‬‬
‫ّ‬ ‫ةُإيصالي‬
‫ّ‬ ‫ةُىيُعممي‬
‫ّ‬ ‫داولي‬ ‫(‪)1‬‬
‫سبةُإلىُالسياقُ» ‪ُ،‬وعميوُفالتّ ّ‬
‫ّ‬ ‫بالن‬
‫ّ‬

‫وُأصبحُبإمكانناُأنُنؤيدُك ّلُمنُ"ُليتشُُ‪ُ "leech‬‬


‫ّ‬ ‫فإن‬
‫استنادُاًُإلىُالتّعريفاتُالسابقة؛ُ ّ‬
‫ُركامُ‬
‫عُ ُفييا ُالمّسانيات ُ‬
‫ود ُ‬
‫ُتُ َُ‬
‫داولية ُليست ُسمّة ُميمالت ُ‬
‫أن ُالتّ ّ‬
‫و" ُمسعود ُصحراوي ُ" ُفي ُ ُّ‬
‫دُالرأيُالقائلُبذلك‪ُ،‬‬ ‫البياناتُالمستعصيةُعمىُالتُ ُ ِ‬
‫صُنيفُالعمميُبشكلُمناسبُو ُمنوُنفن ّ‬‫ْ‬ ‫ّ‬
‫داولية ُكيفُتستعملُ‬
‫حقيقيُاً ُما ُلمُنفيمُالتّ ّ‬
‫وعميوُال ُيمكن ُأنُنفيمُطبيعةُالمّغةُنفسياُفيمُاً ُ ّ‬
‫المّغةُفيُاالتّصال(‪ُ .ُُُ)3‬‬

‫المحدد‪ُ،‬‬
‫داولية ُتدرسُالمّغةُوفقُاالستعمال‪ُ ،‬ضمنُسياقيا ُ ّ‬
‫ُأن ُالتّ ُّ‬
‫ُُُُُُ ُونستخمصُأيضا ّ‬
‫ُتحرك ُطرفا ُالحوار‪ُ ،‬فيي ُليست ُعممُاًُ‬
‫ُالبد ُمن ُوجود ُلغة ُمشتركة ّ‬
‫وحتّى ُيتحقّق ُالتّفاىم ّ‬
‫غوية ُأو ُالتُّركيزُُُُُُ‬
‫لغويُاً ُمحضُاً‪ُ ،‬ينحصر ُاىتمام ُالباحثين ُفيو ُباالنشغال ُبالتّراكيب ُالمّ ّ‬
‫ُّ‬
‫بلُىيُعممُييتم ُبدراسةُالتّواصلُالمّغويُداخلُالخطابات‪ُ،‬‬
‫ّ‬ ‫الليةُفحسب؛ُ‬
‫انبُالد ّ‬
‫ّ‬ ‫عمىُالجو‬
‫ُاالجتماعية‪ُ ،‬ومن ُثم ُالتّعاملُُُ‬
‫ّ‬ ‫الخطابية ُواألفعال‬
‫ّ‬ ‫والبحث ُفي ُطبيعة ُالعالقة ُبين ُاألقوال ُ‬
‫معُالخطابُاإلبداعيُبوصفوُتعبيراُعنُتواصلُمعرفي‪ُ /‬اجتماعيُفيُسياقُثقافي‪ُ ،‬فييُ‬
‫ً‬
‫غويةُفيُمجالُاالستعمال‪ُ .‬‬
‫عممُيدرسُالظّواىرُالمّ ّ‬

‫داولية‪ُ،‬ص‪ُ .148‬‬
‫‪ُ-1‬صابرُالحباشة‪ُ،‬مغامرة المعنى من ال ّنحو إلى التّ ّ‬
‫الجامعية‪ُ،‬‬
‫ّ‬ ‫محمدُيحياتن‪ُ،‬ديوانُالمطبوعاتُ‬
‫داولية‪ُ،‬تر‪ّ ُ :‬‬
‫‪ُ -2‬الجيالليُدالش‪ُ،‬مدخل إلى المّسانيات التّ ّ‬
‫الجزائر‪1996ُ،‬م‪ُ،‬ص‪ُ ُُ.1‬‬
‫داولية البعد الثّالث في سيميوطيقا موريس‪ُ،‬ص‪ُ .36‬‬
‫‪ُ-3‬عيدُبمبع‪ُ،‬التّ ّ‬
‫‪45‬‬
‫اولُِيُة‬ ‫برُُزُ َُمُفَ ُِ‬
‫اىيمُالتَُُد ُُ‬ ‫ل‪ُ :‬أَ َُ‬
‫ألَُو ُ‬
‫بحثُا ُ‬ ‫اولُِيُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُ َُ‬
‫الم ُُ‬ ‫جُالتَُُد ُُ‬
‫نيَ ُِ‬
‫بالم ُ‬
‫عامُ َُ‬
‫ل‪ُ :‬تَعريفُ َُ‬
‫األو ُ‬
‫لُ ُ‬ ‫الفص ُ‬

‫المكونُالتّداوليُ‬
‫اىرُالراجعةُإلىُُ ّ‬
‫ّ‬ ‫ىاُفناًُُإلىُدراسةُالظّو‬
‫وعمىُىذاُفييُترميُباعتبار ُّ‬
‫ُخاصة ُبقدرُُُُُ‬
‫ّ‬ ‫‪ُ ،‬الّذي ُيدرس ُمسارات ُتأويل ُالممفوظات ُفي ُالمقام‪ُ ،‬فيي ُليست ُبنظرّية‬
‫اقُمحدد‪ُ،‬لموصولُغالباً ُإلىُمبدإ ُالمسكوتُعنوُ‬
‫ّ‬ ‫عديدةُضمنُسي‬
‫ّ‬ ‫تداخلُتيارات ُ‬
‫ُّ‬ ‫ما ُىيُ‬
‫كماُقالُ"ُعبدُالمالكُمرتاضُ"‪ُ .‬‬

‫‪46‬‬
‫اوليَة‬ ‫برَُزَ ََم َِ‬
‫فاىيمَالتَََد َُ‬ ‫ل‪َ :‬أَ ََ‬
‫لََو َُ‬
‫ثَا َ‬
‫بح َُ‬ ‫اولَِيََََََََََََََََََ ََ‬
‫الم ََ‬ ‫جَالتَََد َُ‬
‫نيَ َِ‬
‫بالم َ‬
‫عامَ ََ‬ ‫ل‪َ :‬تَ َِ‬
‫عريفَ ََ‬ ‫لَّو َُ‬
‫لَا َ‬
‫الفَص َُ‬
‫َ‬

‫‪.2‬أَفعَالََالكَلَمَ‪َ :‬‬

‫تَعريفََالفعلَالكلمي‪َ )Acte de parole(:‬‬

‫لَالكالميَ( ‪ ) Acte de parole‬أوَالفعلَالمّغوي َ) ‪َ( Acte de langue‬‬


‫َالفع َُ‬
‫أوَفعلَالخطاب ) ‪َ ،( Acte de discours‬كماَيقولَ"َدومينيكَمانغونوَ"َىوَ« أحدَ‬
‫داولية‪ ،‬ويعود َالفضل َفي َتنظيره َإلى َالفيمسوفَ‬
‫سانيات َالتّ ّ‬
‫َالساسية َفي َالمّ ّ‬
‫ّ‬ ‫المفاىيم‬
‫(*)‬
‫وساىم َفي َتعميقو َتمميذه َ"سيرل‪َ "Searle‬والمقصود َبو َالوحدةَ‬ ‫"أوستين َ‪"Austin‬‬
‫الصغرىَالّتيَبفضمياَتُحقّقَالمّغةَفعالَبعينو ( أمر‪ ،‬طمب‪ ،‬تصريح‪ ،‬وعد‪ ،)...‬غايتوَ‬
‫ّ‬
‫(‪)1‬‬
‫يَسعودي"َ‪َ،‬أن َالمتكمّمَعندَ‬
‫ّ‬ ‫ياقَيقولَ"َنوار‬
‫ّ‬ ‫وفيَىذاَالس‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪،‬‬ ‫تغييرَحالَالمتخاطبين»‬
‫ماَيمارسَتأثي اًرَعمىَالمتمقّي(‪َ .)2‬‬
‫ةَعمىَمعنىَمعينَواّن ُ‬
‫ّ‬ ‫غةَالَينتجَكمماتَدالّ‬
‫ُ‬ ‫استعمالوَلمّ‬

‫ٍَ‬
‫عمىَنظامَشكميَ‬ ‫ينيضَ‬ ‫ٍَ‬
‫َممفوظَ َُ‬ ‫ََََََََوالفعلَالكالميَحسبَ"مسعودَصحراوي"َىوَك ّل‬
‫لَبأفعالَقوليةَ )‪(Acte locutoires‬‬
‫ّ‬ ‫يتوس‬
‫ماديََنحويَ‪ّ َ،‬‬
‫طٌَ ّ‬
‫دالليَإنجازيَتأثيري‪َ،‬لوَنشا َ‬
‫َ‬
‫َإلىَتحقيقَأغرضَإنجازّيةَ)‪َ (Acte illocutoires‬كالطّمبَوالوعدَوالوعيد‪...‬وغاياتَ‬
‫داوليةَ‬
‫َالنظرّية َالتّ ّ‬
‫متمي اًز َفي ّ‬
‫تأثيرّية َ)‪َ ،(Acte perlocutoires‬لذلك َيحت ّل َموقعَاً َ ّ‬

‫سَتداوليةَأفعالَالكالم‪َ،‬أستاذَ‬
‫ّ‬ ‫أس‬
‫*‪ -‬جونَأوستينَ(‪1911‬م‪1960-‬م) ‪َ،‬فيمسوفَالمّغةَاإلنجميزّية‪ّ ،‬‬
‫فيَفمسفةَالخالقَبجامعةَأوكسفورد‪ُ َ،‬نشرَلوَكتاب َكيفَنصنعَاألشياءَبالكمماتَ وىوَمجموعةَ‬
‫ةَمحاضرةَألقاىاَبجامعةَىارفردَعامَ‪1955‬م‪َ،‬جمعتَىذهَالخيرةَونشرتَبعدَوفاتو‪َ،‬‬
‫َ‬ ‫منَاثنتيَعشر‬
‫انظر‪َ،‬قدورَعمران‪َ،‬البعدَالتّداوليَوالحجاجيَفيَالخطابَالقرآني‪َ،‬‬
‫ّ‬ ‫فيَالكتابَالمذكورَأعاله‪َ.‬‬
‫ص‪.47‬‬
‫‪َ-1‬دومينيكَمانغونو‪َ،‬المصطمحاتَالمفاتيحَلتحميلَالخطاب‪َ،‬ص‪َ .7‬‬
‫فيَتداوليةَالخطابَاألدبي‪َ،‬المبادئَواإلجراءات‪َ،‬ص‪َ،‬ص‪َ26‬و‪َ َ.27‬‬
‫ّ‬ ‫‪َ-2‬نواريَسعوديَأبوَزيد‪َ،‬‬
‫َ‬

‫‪52‬‬
‫اوليَة‬ ‫برَُزَ ََم َِ‬
‫فاىيمَالتَََد َُ‬ ‫ل‪َ :‬أَ ََ‬
‫لََو َُ‬
‫ثَا َ‬
‫بح َُ‬ ‫اولَِيََََََََََََََََََ ََ‬
‫الم ََ‬ ‫جَالتَََد َُ‬
‫نيَ َِ‬
‫بالم َ‬
‫عامَ ََ‬ ‫ل‪َ :‬تَ َِ‬
‫عريفَ ََ‬ ‫لَّو َُ‬
‫لَا َ‬
‫الفَص َُ‬
‫َ‬

‫(‪)1‬‬
‫‪َ،‬وىوَماَأقرهَ" َأوستين َ"َفيَ‬
‫ّ‬ ‫الحديثة‪َ،‬حتّىَأضحىَنواةَمركزّيةَلكثيرَمنَبحوثياَ‬
‫حديثوَعنَصعوبةَالفصلَبينَىذهَالفعالَالّتيَنتمفّظَبياَإلنجازَكالمَما‪َ،‬وىي‪َ :‬‬

‫أ‪َ-‬فعلَالقول)‪َ :)Acte locutoire‬‬

‫َالصرف‪َ،‬‬
‫َالنشاط َالمّغوي ّ‬
‫قدور َعمران َ" َ« َالفعل َالّذي َيعني ّ‬
‫ويقصد َبو َحسب َ" َ ّ‬
‫الً َذا َمعنى َ»(‪َ ،)2‬ومنو َفيو َإنتاجَ‬
‫َيخرجيا َالمتكمّم َوالّتي َتمثّل َقوَ‬
‫فيو َالصوات َالّتي ُ‬
‫الصرف‪َ،‬اإلعراب‪َ )3(.‬‬
‫ةَكالنحو‪َ،‬المعجم‪ّ َ،‬‬
‫ّ‬ ‫غوي‬
‫لممستوياتَالمّ ّ‬
‫ّ‬ ‫اليةَمنَالصواتَطبقَاًَ‬
‫متو ّ‬

‫َمزودة َبمعنى َومرجع‪َ ،‬وىذان َالعنصرانَ‬ ‫َبأنو َ« َنَِتَ َُ‬


‫اج َجممة ّ‬ ‫ويعرفو َ" َأوستين َ" ّ‬
‫ّ‬
‫عيةَالّتيَتش ّكلَالمعنىَ‬ ‫َ(‪)4‬‬
‫َِّ‬
‫نانَالداللةَ» ‪َ،‬ومنوَفيوَتواليَالصواتََمنَالفعالَالفر ّ‬‫يكو‬
‫ِّ‬
‫الصوتي‬
‫قَفعلَالخطاب‪َ،‬وىو‪َ:‬الفعلَ ّ‬
‫حقَ ََ‬
‫وَتَ ََ‬
‫إذاَترتّبتَبيذهَالطّريقةَوعمي َ‬

‫ةَاألفعالَالكلميةَفيَ‬
‫ّ‬ ‫اسةَتداوليةَلظاهر‬
‫ّ‬ ‫داوليةَعندَالعمماءَالعرب‪َ،‬در‬
‫‪َ-1‬مسعودَصحراوي‪َ،‬التّ ّ‬
‫لمنشرَوالتّوزيع‪َ159َ،‬شارعَطرابمس‪َ،‬حسينَداي‪َ،‬الجزائر‪َ،‬الطّبعةَ‬
‫نوير ّ‬
‫التّراثَالمّسانيَالعربيَدارَالتّ َ‬
‫‪1429َ،01‬ه‪2008-‬م‪َ،‬ص‪َ،‬ص‪َ،‬ص‪َ54ََ،‬و‪َ55‬و‪َ .56‬‬
‫قدورَعمران‪َ،‬البعدَالتّداوليَالحجاجيَفيَالخطابَالقرآني‪َ،‬عالمَالكتبَالحديث‪َ،‬إربد‪َ،‬الردن‪َ،‬‬
‫‪ّ َ-2‬‬
‫الطّبعةَ‪َ،2012،َ01‬ص‪َ .54‬‬
‫‪َ،‬رسالةَجامعية‪َ،‬‬
‫ّ‬ ‫داوليةَفيَكتابَدالئلَاإلعجازَلعبدَالقاهرَالجرجاني‬
‫‪َ-3‬حامدةَثقبايث‪َ،‬قضاياَالتّ ّ‬
‫جامعةَمولودَمعمري‪َ،‬تيزيَوزو‪َ،2012َ،‬ص‪َ .127‬‬
‫‪4- J, Austin, quand dire cést faire, inodaction giles lane, idition du seuil,‬‬
‫‪1970,paris, p110.‬‬
‫َ‬

‫‪52‬‬
‫اوليَة‬ ‫برَُزَ ََم َِ‬
‫فاىيمَالتَََد َُ‬ ‫ل‪َ :‬أَ ََ‬
‫لََو َُ‬
‫ثَا َ‬
‫بح َُ‬ ‫اولَِيََََََََََََََََََ ََ‬
‫الم ََ‬ ‫جَالتَََد َُ‬
‫نيَ َِ‬
‫بالم َ‬
‫عامَ ََ‬ ‫ل‪َ :‬تَ َِ‬
‫عريفَ ََ‬ ‫لَّو َُ‬
‫لَا َ‬
‫الفَص َُ‬
‫َ‬

‫النطقَبالصواتَ»(‪َ،)1‬أو«َإنتاجَأصواتَ»(‪َ َ.)2‬‬
‫(‪)Acte phonétique‬؛ أي «َ َّ‬

‫ََََََوالفعلَالوصمي‪َ/‬التّبميغي (‪َ )Acte phatique‬يعتبر َإنتاجَلمكمماتَأوَالتّمفظَبياَ‬


‫ةَولغويةَصحيحةَقصدَإحداثَاالتّصال(‪َ.)3‬وعمىَنفسَالفعلَ‬
‫ّ‬ ‫ةَونحوي‬
‫ّ‬ ‫دَصرفي‬
‫ّ‬ ‫وف ـقَقـواعـ‬
‫يطمق َ" َالجياللي َدالش َ" َمصطمح َالفعل َالتّبميغي‪َ ،‬الّذي َيعتبره َمجموعة َالصواتََََ‬
‫حدََدةَوخضوعياَلقواعدَىذهَ‬
‫عنَانتمائياَإلىَلغةَم ّ‬
‫َُ‬ ‫الًَ‬
‫ةَمعينة‪َ،‬فض َ‬
‫الّتيَتتوفّرَعمىَصور ّ‬
‫حوية‪َ َ)4(.‬‬
‫غةَالن ّ‬
‫ّ‬ ‫المّ‬

‫أماالفعل َاإلحالي‪ /‬الخطابي‪ /‬المرجعي َ)‪َ ،)Acte réthique‬فيو َما َيجعل َمنوَ‬
‫ّ‬
‫(‪)5‬‬
‫"َقدورَعمران " َ ّأنو َ« َاستخدامَىذهَالكمماتَ‬
‫داللةَمعينة َ» ‪َ ،‬كماَيرى َ ّ‬
‫ّ‬ ‫المتمفّظَذوَ« َ‬
‫(‪)6‬‬
‫العياشيَأدواري َ"َب ّأنوَ« َمعاد ٌل َلمفعلَ‬
‫ويعرفوَ" َ ّ‬
‫ةَمحددة َ» ‪ّ َ .‬‬
‫ّ‬ ‫مرجعي‬
‫ّ‬ ‫لداءَمعنىَذي َ‬
‫ل َعمى َعنصري َالمعنى َواإلحالة َ(‪َ ،)8‬ىذه َالفعال َالثّالثةَ‬
‫الداللي َ»(‪)7‬؛ َباعتباره َشام ٌَ‬
‫ّ‬
‫َفعميا‪َ،‬‬
‫المنبثقة َعن َفعل َالقول َمن َ( َصوتي‪َ ،‬وصمي‪َ ،‬إحالي َ) َال َيمكن َالفصل َبينيا ّ‬
‫اتَمتتاليةَيفرضياَالتّبميغَواالتّصالَبالغير‪َ ،‬إلىَىناَ‬
‫ّ‬ ‫فالتّمفّظَبالكالمَىوَإصدارَلصو‬

‫قدورَعمران‪َ،‬البعدَالتّداوليَوالحجاجيَفيَالخطابَالقرآني‪َ،‬ص‪َ .54‬‬
‫‪ّ َ-1‬‬
‫داولية‪َ،‬ص‪َ .َ24‬‬
‫سانياتَالتّ ّ‬
‫‪َ-2‬الجيالليَدالش‪َ،‬مدخلَإلىَالمّ ّ‬
‫قدورَعمران‪َ،‬البعدَالتّداوليَوالحجاجيَفيَالخطابَالقرآني‪َ،‬ص‪َ .54‬‬
‫‪ّ َ-3‬‬
‫داولية‪َ،‬ص‪َ .24‬‬
‫سانياتَالتّ ّ‬
‫‪َ-4‬الجيالليَدالش‪َ،‬مدخلَإلىَالمّ ّ‬
‫المرجعَنفسو‪َ،‬نفسَالصفحة‪َ .‬‬
‫ّ‬ ‫‪َ-5‬‬
‫قدورَعمران‪َ،‬البعدَالتّداوليَوالحجاجيَفيَالخطابَالقرآني‪َ،‬ص‪َ .54‬‬
‫‪ّ َ-6‬‬
‫وعيةَ‬
‫ساني‪َ،‬منَالوعيَبالخصوصياتَال ّن ّ‬
‫ّ‬ ‫العياشيَأدواري‪َ،‬االستمزامَالحواريَفيَالتّداولَالمّ‬
‫‪ّ َ-7‬‬
‫ائر‪َ،‬دارَالمان‪َ،‬الرباط‪َ،‬الطّبعةَ‬
‫ّ‬ ‫انينَالضابطةَلها‪َ،‬منشوراتَاالختالف‪َ،‬الجز‬
‫ّ‬ ‫لمظّاهرةَإلىَوضعَالقو‬
‫‪1432َ،َ01‬ه‪2011-‬م‪َ،‬ص‪َ .92‬‬
‫المرجعَنفسو‪َ،‬نفسَالصفحة‪َ .‬‬
‫ّ‬ ‫‪َ-8‬‬
‫ََ‬

‫‪52‬‬
‫اوليَة‬ ‫برَُزَ ََم َِ‬
‫فاىيمَالتَََد َُ‬ ‫ل‪َ :‬أَ ََ‬
‫لََو َُ‬
‫ثَا َ‬
‫بح َُ‬ ‫اولَِيََََََََََََََََََ ََ‬
‫الم ََ‬ ‫جَالتَََد َُ‬
‫نيَ َِ‬
‫بالم َ‬
‫عامَ ََ‬ ‫ل‪َ :‬تَ َِ‬
‫عريفَ ََ‬ ‫لَّو َُ‬
‫لَا َ‬
‫الفَص َُ‬
‫َ‬

‫َمجسدة َفي َأصميا َالمّساني َوىو َالتّواصل‪َ ،‬ومنو َتكون َالحاجة َكبيرةَ‬
‫ّ‬ ‫تبقى َوظيفة َالمّغة‬
‫َقدور َعمران َ" َ َفي َضرورة َوجوب َوضوحَ‬
‫إلى َدراسة َاإلحالة‪َ ،‬وىو َما َذىب َإليو َ" ّ‬
‫المعنىَعندَإنجازَفعلَالقول‪َ )1(.‬‬

‫َ(‪)2‬‬
‫العياشيَ‬
‫ومنوَفالَتحقيقَلفعلَالقولَدونَالفعلَاإلحالي ‪َ،‬وىوَماَذىبَإليوَ" َ ّ‬
‫االستمزامَالحواريَفيَالتّداول َالمّساني‪َ ،‬بعدمَتحقيقَالفصلَ‬
‫َ‬ ‫أدواري َ"َفيَىامشَكتابوَ‬
‫بينَىذهَالمستوياتَ(‪َ .)3‬‬

‫ب‪َ-‬فعلَالكلمَاإلنجازيَ(‪:)Acte illocutoire‬‬

‫ىَ‬
‫َالقصدية‪َ ،‬فالباث َ« َحين َيتمفّظ َبقول َما‪ُ َ ،‬ينجز َمعن ًَ‬
‫ّ‬ ‫يقوم َىذا َالفعل َعمى َمبدإ‬
‫جراء َ«تحقيق َقصد َالمتكمّم َ» َ(‪َ،)6‬‬
‫ّ‬
‫(‪َ )5‬‬
‫»‬ ‫َ‬ ‫َبالقول‬ ‫َيفيم‬ ‫ما‬ ‫َ‬ ‫«‬‫ىو‬ ‫َ‬ ‫إذ‬ ‫َ‬ ‫؛‬ ‫(‪)4‬‬
‫تأثيرَّيَاً َمقصودَاً َ»‬
‫َوحسبَ"َمسعودَصحراويَ"َىوَ«َالقيامَبفعلَماَضمنَقولَشيءَ»َ(‪َ .)7‬‬

‫النصحَ‬
‫أساسوَالقصديةَمنَوراءَالتّمفّظَسواءَتعمّقَالمرَبالطّمبَأوَالعرضَأو َ ّ‬
‫ّ‬ ‫َو‬
‫َقصديةَالباث‪َ،‬‬
‫ّ‬ ‫يَنفسوَلمردَعمىَحسب‬
‫ّ‬ ‫ضرَالمتمقّ‬
‫ييَأو‪َ،...‬ومنوَي َح ّ‬
‫ُ‬ ‫المرَأوَالن‬
‫ّ‬ ‫أوَ‬

‫قدورَعمران‪َ،‬البعدَالتّداوليَوالحجاجيَفيَالخطابَالقرآني‪َ،‬ص‪َ .55‬‬
‫‪ّ -1‬‬
‫‪2-َF.Récanti, quest ce qu 'un acte locutionnaire, communication 32, seuil.‬‬
‫العياشيَأدواري‪َ،‬االستمزامَالحواري‪َ،‬انظر‪َ،‬ىامشَالكتاب‪َ،‬ص‪َ .86‬‬
‫‪ّ َ-3‬‬
‫قدورَعمران‪َ،‬البعدَالتّداوليَوالحجاجي َفيَالخطابَالقرآني‪َ،‬ص‪َ .55‬‬
‫‪ّ َ-4‬‬
‫داولية‪َ،‬منشوراتَاالختالف‪َ،‬‬
‫ظرسةَالتّ ّ‬
‫‪َ-5‬عمرَبمخير‪َ،‬تحميلَالخطابَالمسرحيَفيَضوءَال ّن ّ‬
‫الجزائر‪َ،‬الطّبعة‪َ،2003َ،01‬ص‪َ .158‬‬
‫داولية‪َ،‬ص‪َ .24‬‬
‫سانياتَالتّ ّ‬
‫‪َ-6‬الجيالليَدالش‪َ،‬مدخلَإلىَالمّ ّ‬
‫نويرَلمنشرَوالتّوزيع‪َ،‬ص‪َ .57‬‬
‫ّ‬ ‫داوليةَعندَالعمماءَالعرب‪َ،‬دارَالتّ‬
‫‪َ-7‬مسعودَصحراوي‪َ،‬التّ ّ‬
‫َ‬
‫َ‬

‫‪52‬‬
‫اوليَة‬ ‫برَُزَ ََم َِ‬
‫فاىيمَالتَََد َُ‬ ‫ل‪َ :‬أَ ََ‬
‫لََو َُ‬
‫ثَا َ‬
‫بح َُ‬ ‫اولَِيََََََََََََََََََ ََ‬
‫الم ََ‬ ‫جَالتَََد َُ‬
‫نيَ َِ‬
‫بالم َ‬
‫عامَ ََ‬ ‫ل‪َ :‬تَ َِ‬
‫عريفَ ََ‬ ‫لَّو َُ‬
‫لَا َ‬
‫الفَص َُ‬
‫َ‬

‫ةَالسياقَ‬
‫قوةَالفعل َ‪َ،force de l'acte‬مشترطاً َلتحقيقوَضرور ّ‬
‫س ّميوَ"َأوستينَ"َبـَ«َ ّ‬
‫ُي ََ‬
‫العرفي َلطرَفَي َالحوار َ» َ(‪َ ،)1‬وىو َفعل َأنجز َضمن َقول َما‪َ ،‬يمكن َتوضيحو َبواسطةَ‬
‫ُ‬
‫َالصيغة َالمستعممةَََ‬
‫َلسانية‪َ ،‬تمنح ّ‬
‫ّ‬ ‫َاجتماعية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫َاتفاقية‬
‫ّ‬ ‫خاصية‬
‫ّ‬ ‫َإنشائية َوبفعل َذي َ‬
‫ّ‬ ‫صيغة‬
‫فيَمقامَمعينَقيمةَإنجازّية َ(‪َ ،)2‬فاليدفَمنَىذاَالفعلَتحقيقَالتّأثير َالقصدي‪َ،‬لذلكَ‬
‫ّ‬
‫يقسموَإلىَخمسةَأقسام(‪َ .)3‬‬
‫نجد "َأوستين"َ ّ‬

‫ج‪َ-‬فعلَالكلمَالتّأثيريَ(‪َ : )Acte perlocutoire‬‬

‫َمعينة‪َ ،‬لذلك َنجد َالعالقة َقائمة َبينَ‬


‫َخاصة َبغية َتحقيق َغاية ّ‬
‫ّ‬ ‫لك ّل َفعل َأسباب‬
‫َبالنسبة َلممخاطب(‪َ ،)4‬وقد َاعتبرهَ‬
‫النتائج َالّتي َيحقّقيا َالفعل َاإلنجازي ّ‬
‫الفعل َالتّأثيري َو ّ‬
‫"مسعودَصحراوي"َمجموعَاآلثارَالمترتّبةَعنَفعلَالكالمَاإلنجازي(‪َ،)5‬والّذيَيستدعيَ‬
‫َباعتبارَأن َالكمماتَتحدثَأث َاًر َعندَالمتمقّيَإذاَكانتَفيَ‬
‫ّ‬ ‫بعدَالتّأثيرَىذاَردَفعل(‪،)6‬‬
‫َمحدد(‪َ ،)7‬لذلك َيستعمل َالكالمَ‬
‫َمعينة َفي َسياق ّ‬
‫َومحممة َبمقاصد ّ‬
‫ّ‬ ‫َنحوية َمنتظمة‬
‫ّ‬ ‫بنية‬
‫غوية(‪َ .)8‬‬
‫يغةَاإلنشائيةَذاتَالطبيعةَالمّ ّ‬
‫ّ‬ ‫يَعادةَالص‬
‫ّ‬ ‫التّأثير‬

‫‪1- J.Austin, quand dire cést faire, p112.‬‬


‫قدورَعمران‪َ،‬البعدَالتّداوليَوالحجاجيَفيَالخطابَالقرآني‪َ،‬ص‪.57‬‬
‫‪ّ َ-2‬‬
‫‪َ،‬العرضيةَ‬
‫ّ‬ ‫سيةَ)‪َ،(exercitifs‬التّكميفَ)‪(commissifs‬‬
‫مر ّ‬
‫وىي‪َ:‬الحكميةَ)‪َ،(verdictifs‬التّ ّ‬
‫ّ‬ ‫‪-3‬‬
‫فيَتداوليةَالخطابَ‬
‫ّ‬ ‫‪َ.‬انظر‪َ،‬نواريَسعودي‪َ،‬‬
‫ّ‬ ‫موكياتَ)‪(comportementaux‬‬
‫الس ّ‬‫)‪ّ َ،(expositifs‬‬
‫األدبي‪َ،‬ص‪َ .28‬‬
‫العياشيَادواري‪َ،‬االستمزامَالحواري‪َ،‬ص‪َ .92‬‬
‫‪ّ َ-4‬‬
‫نويرَلمنشرَوالتّوزيع‪َ،‬ص‪َ .57‬‬
‫ّ‬ ‫داوليةَعندَالعمماءَالعرب‪َ،‬دارَالتّ‬
‫‪َ-5‬مسعودَصحراوي‪َ،‬التّ ّ‬
‫ولية‪َ،‬ص‪َ .24‬‬
‫سانياتَالتّدا ّ‬
‫‪َ-6‬الجيالليَدالش‪َ،‬مدخلَإلىَالمّ ّ‬
‫قدورَعمران‪َ،‬البعدَالتّداوليَوالحجاجيَفيَالخطابَالقرآني‪َ،‬ص‪َ .57‬‬
‫‪ّ َ-7‬‬
‫‪َ-8‬دومينيكَمنغونو‪َ،‬المصطمحاتَالمفاتيحَلتحميلَالخطاب‪َ،‬صَ‪َ .8‬‬

‫‪52‬‬
‫اوليَة‬ ‫برَُزَ ََم َِ‬
‫فاىيمَالتَََد َُ‬ ‫ل‪َ :‬أَ ََ‬
‫لََو َُ‬
‫ثَا َ‬
‫بح َُ‬ ‫اولَِيََََََََََََََََََ ََ‬
‫الم ََ‬ ‫جَالتَََد َُ‬
‫نيَ َِ‬
‫بالم َ‬
‫عامَ ََ‬ ‫ل‪َ :‬تَ َِ‬
‫عريفَ ََ‬ ‫لَّو َُ‬
‫لَا َ‬
‫الفَص َُ‬
‫َ‬

‫لن َغيابوَالَيوصلَ‬
‫غويَمرَُىون َبالقصد َلتحقيقَالتّواصل؛ َ َّ‬
‫ََ‬ ‫وعميوَفاالستعمالَالمّ‬
‫صل َإليو َ" َأوستين " َفي َتحديد َمستويين َلمجممة‪َ :‬مستوى َمقاليَ‬
‫إلى َغاية‪َ ،‬ىذا َما َت َو ّ‬
‫َمصنَفًاَ‬
‫ّ‬ ‫َيشغمو َالفعل َاإلنجازي َوالفعل َالتّأثيري‪،‬‬
‫يتمثّل َفي َفعل َالقول‪َ ،‬ومستوى َمقامي ُ‬
‫الً َبين َالممفوظات َ(‪َ )1‬وىي‪َ :‬أفعال َالقرارَ‬
‫َتداوَ‬
‫أفعال َالكالم َاإلنجازّية َباعتبارىا َالكثر َُ‬
‫)‪ (les verdictifs‬وأفعال َالتّنفيذ َ)‪ََ (les exercitifs‬وأفعال َالوعد َ ‪(les‬‬
‫موكية َ)‪ (les comportatifs‬وأفعال َالعرض َ ‪(les‬‬
‫َالس ّ‬
‫والفعال ّ‬
‫(‪)2‬‬
‫)‪promissifs‬‬
‫)‪َ .)3(expositifs‬‬

‫َ‬

‫َ‬

‫العياشيَأدواري‪َ،‬االستمزامَالحواري‪َ،‬ص‪َ،‬ص‪َ87‬و‪.88‬‬
‫‪ّ -1‬‬
‫قدورَعمران‪َ،‬البعدَالتّداوليَوالحجاجيَفيَالخطابَالقرآني‪َ،‬ص‪.59‬‬
‫‪ّ -2‬‬
‫ةَاألفعالَالكلميةَبينَفلسفةَالمّغةَالمعاصرينَوالبلغيينَ‬
‫ّ‬ ‫نظري‬
‫سيدَالطّبطبائي‪ّ َ،‬‬
‫‪ -3‬طالبَ ّ‬
‫العرب‪َ،‬مطبوعاتَجامعةَالكويت‪َ،‬الكويت‪َ،1994َ،‬ص‪ ،‬صَ‪َ10‬و‪.11‬‬
‫َ‬

‫‪03‬‬
‫برزََمَفاىَيمَالتَداَ َوليَة‬
‫داوليََََََََََََََََََالمَبحَثََاألَ ّول‪ :‬أَ َ‬
‫األولَ‪ :‬تَعريفَعَامَبالمَنيَجََالتَ َ‬
‫الفَصلََ ّ‬

‫‪-3‬مُتُضُمُنُاتُُالقُولُ‪ُ ُ:‬‬

‫داولية‪َ،‬‬
‫َتَعدَ َمَتضَمَنات َالقول َمن َأبرز َالمفاىيم َالمندرجة َتحت َلواء َالتّ ّ‬
‫والمستنبطة َمن َأفعال َالكالم ََوىي َالمعروفة َباسم َ" الظّاىر َوالمضمر "‪َ ،‬فالمفيومَ‬
‫َشد َانتباه َالتّداوليين(‪َ ،)1‬كون َلغة َالتّخاطب َعادةً َما َتكون َبالتّمميحََََََََ‬
‫الضمني َقد ّ‬
‫ّ‬
‫لقدَالحظناَمراتَعديدةَ‬
‫ّ‬ ‫الً‪َ«َ:‬‬
‫الَبالتّصريحَالمباشر‪َ،‬ىذاَماَأ ّكدَعميوَ"َفانَدايكَ"َقائ َ‬
‫ذلكَأنوَتوجدَقضاياَالَيقعَالتّعبيرَعنياَ‬
‫ّ‬ ‫أن َلغةَالتّخاطبَالطّبيعيَليستَصريحة‪َ ،‬‬
‫ّ‬
‫ِّرَعنياَتعبيرَسميمَاًَ»(‪َ،)2‬‬
‫ََاً‬ ‫مباشر‪َ ،‬ولكنَيمكنَاستنتاجياَمنَقضاياَأخرىَقدَعب‬
‫تعبيرَ ََاً‬
‫ََاً‬
‫َالسياقَ‬
‫َبتصرفو َفي َاالستدالالت َالمستنتجة َمن ّ‬
‫ّ‬ ‫لذلك َفالمتمقّي َلمخطاب َينشئ َداللة‬
‫المنطقيَواالجتماعي‪َ.‬المّسانيَوالثّقافي‪َ،‬كماَذىبَإليوَ"َفيميبَبالنشيو"(‪َ .)3‬‬

‫ونرّكزَفيَدراستناَعمىَماَيخدمَالجانبَالتّطبيقيَفقطَبذكرَاالفتراضَالمسبقُ‬
‫َعمميةَ‬
‫ّ‬ ‫َأساسية َلنجاح‬
‫ّ‬ ‫‪ ،pré-supposition‬الّذي َيَعتَبَرَ َفي َالتّواصل َالمّساني َقاعدة‬
‫َعممية َالتّواصلَ‬
‫ّ‬ ‫َأىمية َقصوى َفي‬
‫ّ‬ ‫َأنو َذو‬
‫التّواصل‪َ ،‬لذلك َيرى َ" َمسعود َصحراوي َ" ّ‬
‫َتم َاالعتراف َبدوره َفي َالتّعميمات َمنذ َزمن َطويل َ(‪َ ،)4‬فإذا َعرف َىذاَ‬
‫واإلبالغ؛ َإذ ّ‬
‫ةَواذاَجَيمتَفشمتَىذهَاألخيرة‪َ .‬‬
‫اصمي َ‬
‫اضَنجحتَالعمميةَالتّو ّ‬
‫ّ‬ ‫االفتر‬

‫داوليةُمنُأوستينُإلىُغوفمان‪َ،‬ص‪َ .145‬‬
‫‪-1‬فيميبَبالنشيو‪َ،‬التّ ّ‬
‫السياق‪َ،‬ترجمة‪َ:‬عبدَالقادرَقنيني‪َ،‬أفريقياَال ّشرق‪َ،‬بيروت‪َ،‬لبنان‪َ،‬د‪.‬ط‪َ،‬‬
‫‪-2‬فانَدايك‪َ،‬ال ّنصُو ّ‬
‫د‪.‬ت‪َ،‬ص‪َ .156‬‬
‫داوليةُمنُأوستينُإلىُغوفمانَ‪َ،‬ص‪َ .144‬‬
‫‪-3‬فيميبَبالنشيو‪َ،‬التّ ّ‬
‫نويرَلمنشرَوالتّوزيع‪َ،‬ص‪َ .44‬‬
‫ّ‬ ‫داوليةُعندُالعلماءُالعرب‪َ،‬دارَالتّ‬
‫‪َ-4‬مسعودَصحراوي‪َ،‬التّ ّ‬

‫‪13‬‬
‫اولَيَََََََََََََََََََََََالمَبحَثََالثَانَي‪ :‬مَفاىَيمََالخَطَاب‬
‫الفَصلََالَ ّولَ‪ :‬تَعريفَعَامَبالمَنيَجََالتَدَ َ‬

‫المبحث الثّاني‪ :‬مفاهيم الخطاب‪.‬‬

‫‪-1‬التلفظ ‪lénonciation :‬‬

‫َمادة َ( َلفظَ َ)‪َ،‬‬


‫أن ّ‬ ‫َالرازي َ" َفي َكتابو َمفاتيح الغيب َ ّ‬
‫الدين ّ‬
‫يرى َاإلمام َ" َفخر َ ّ‬
‫فظَلغةَيعنيَالرميَ(‪َ .)1‬‬
‫َ‬ ‫ةَأنَالمّ‬
‫بحج ّ‬‫اللةَعمىَالكالمَالمنطوقَمجازا؛َ ّ‬
‫ً‬ ‫تستعملَلمد‬
‫ّ‬

‫ىوَالجانبَالماديَ‬
‫ّ‬ ‫َعمىَأنَالمعنىَالمَعتبرَفيَكممةَ(َالمّفظ َ)َ‬
‫ّ‬ ‫َوالمرَالّذيَيد ّل‬
‫الصوتي‪َ ،‬الّذي َينقل َالمعنى َمن َذىن َالمتكمّم َإلى َذىن َالمخاطب َفحسب؛ َباعتبارهَ‬
‫ّ‬
‫(*)‬
‫يَ‬
‫َصوتية َمسموعة‪َ ،‬ومن َثم َفالمعنى َسابق َلمكالم َالمّفظي‪َ ،‬وشرط َضرور ّ‬
‫ّ‬ ‫سمسمة‬
‫(‪)2‬‬
‫؛َلن َكلَماَسندرسوَفيَسورةَ"مريم"َ‬
‫ّ‬ ‫الً َبمعنىَالممفوظ‬
‫لوجوده‪َ ،‬وبيذاَيكونَمستعم َ‬
‫اتَقصديةَواضحة‪َ .‬‬
‫ّ‬ ‫َّ‬
‫ىوَلفظَمنطوقَلني‬

‫َوالمَمفَوظَ َ ‪ lénoncé‬كما جاء َفي َكتاب َ‪َ l'analyse textuelle‬لـ َ" َجونَ‬
‫َفعا ٌلَمتماسك‪َ،‬واقعي‪َ،‬‬
‫إنجاز ّ‬
‫فرانسواَجوندلوَ‪ّ َ"Jean- François Jeandillou‬أنوَ«َ ٌ‬
‫فإنو‪َ «َ :‬نتاجَ‬
‫قدورَعمران" َلو َ ّ‬
‫وعمىَحد َتعريف" َ ّ‬
‫ّ‬ ‫قَبالنشاط َالّذيَينتجَعنو َ»(‪َ ،)3‬‬
‫ّ‬ ‫متعمّ‬
‫َفإنيا َتنتمي َإلى َبنيةَ‬
‫(‪َ ،)résulta‬إجرائي َوعممي‪َ ،‬لساني َواجتماعي‪َ ،‬أ ّما َالجممة ّ‬
‫ةَخاضعةَلموصفَالنحويَ»(‪َ .)4‬‬
‫ّ‬ ‫مجردةَومستقمّ‬
‫نظرّية‪ّ َ،‬‬

‫دارَالكتبَالعممية‪َ،‬بيروت‪َ،‬الطّبعةَالولىَ‪َ،0222‬الجزءَ‬
‫ّ‬ ‫ينَالرازي‪َ،‬مفاتيح الغيب‪َ،‬‬
‫ّ‬ ‫فخرَالد‬
‫ّ‬ ‫‪َ-1‬‬
‫الول‪َ،‬ص‪َ،‬ص‪َ02‬و‪.02‬‬
‫ّ‬
‫داولية‬
‫ظرية التّ ّ‬
‫فسيَالداخمي‪َ.‬انظر‪َ،‬نصيرةَغماري‪َ،‬ال ّن ّ‬
‫ّ‬ ‫ي‪:‬الكالمَالن‬
‫ّ‬ ‫المقصودَبالمعنىَعندَالراز‬
‫ّ‬ ‫*‪َ-‬‬
‫الرازيَ(‪606-455‬ه)‪َ،‬عالمَالكتبَالحديث‪َ،‬إربد‪َ،‬الردن‪َ،‬‬ ‫عند األصوليين‪َ،‬دراسة في تفسير ّ‬
‫الطّبعةَالولى‪َ،0212‬ص‪َ11َ،‬و‪.10‬‬
‫ينَالرازي‪َ،‬مفاتيح الغيب‪َ،‬ص‪.02‬‬
‫ّ‬ ‫فخرَالد‬
‫ّ‬ ‫‪َ-0‬‬
‫‪َ 3-Jean François.Jeadillou.l'analyse textuelle.Armand colin .paris.1997.p5‬‬
‫قدورَعمران‪َ،‬البعد التّداولي والحجاجي في الخطاب القرآني‪َ،‬ص‪َ .12‬‬
‫‪ّ َ-2‬‬

‫‪23‬‬
‫اولَيَََََََََََََََََََََََالمَبحَثََالثَانَي‪ :‬مَفاىَيمََالخَطَاب‬
‫الفَصلََالَ ّولَ‪ :‬تَعريفَعَامَبالمَنيَجََالتَدَ َ‬

‫ومنوَفإنَالممفوظَكماَيرىَ"َبالنشيوَ"َيستخدمَإلحداثَأثرَتداوليَمطموبَ(‪َ،)1‬‬
‫َّ‬ ‫َ‬
‫أما َالتَمَفَظَ َ‪ََlénonciation‬‬
‫إذنَماَينتظرَمنَالممفوظَىوَإحداث َالثرَفيَالمتمقي‪ّ َ ،‬‬
‫أوَالمَمفوظيَة َ َكماَذىبَإليوَ" َإميلَبنفنيستَ‪َ"َ émile benveniste‬فيو َ« َتسخيرَ‬
‫(‪)0‬‬
‫بأنوَ« َاستعمالَ َالمّغةَ‬
‫المّغةَبواسطةَالفعلَالفرديَلالستعمال» ‪َ،‬وقدَحدَ َإطارهَأيضَاً َ ّ‬
‫َ(‪)2‬‬
‫اللسانيات‬
‫فرديَاً» ‪َ ،‬وىذا َما َأشار َإليو َ" َشارل َبالي" َفي َكتابو َ ّ‬
‫وتوظيفيا َتوظيفَاً َ َّ‬
‫َلغوي َمفيوم َضمنَ‬
‫َّ‬ ‫الفرنسية(‪َ ،)2‬بمعنى َالقدرة َعمى َتجسيد َتتابع‬
‫ّ‬ ‫سانيات‬
‫العامة َواللّ ّ‬
‫ّ‬
‫َخاصة‪َ ،‬تظيرَََ‬
‫ّ‬ ‫َيحدد َالمعنى َوالمقصد‪َ ،‬لذلك َفيو َممارسة َالمّغة َبطريقة‬
‫إطار َسياقي ّ‬
‫يقةَاآلداءَوفقَمقامَمعين‪َ .‬‬
‫ّ‬ ‫فيَطر‬

‫َ‬
‫داولية من أوستين إلى غوفمان‪َ،‬ص‪َ .122‬‬
‫‪َ-1‬فيميبَبالنشيو‪َ،‬التّ ّ‬
‫‪َ-0‬دومينيكَمانغونو‪َ،‬المصطلحات المفاتيح لتحليل الخطاب‪َ،‬ص‪َ .20‬‬
‫‪3- émile benveniste, problémes de linguistiques générale, gallimard,‬‬
‫‪َ paris, 1947, p80.‬‬
‫الملفوظية‪ ،‬دراسةَ‪َ،‬تر‪َ:‬قاسمَالمقداد‪َ،‬منشوراتَاتحادَالكتّابَالعرب‪َ،‬دمشق‪َ،‬‬
‫ّ‬ ‫‪َ-2‬جانَسيرفوني‪َ،‬‬
‫‪َ،1991‬ص‪َ .1‬‬
‫َ‬

‫‪22‬‬
‫طاب‪.‬‬ ‫يمَ َِ‬
‫الخ ََ‬ ‫ثَالثَاني‪ََ :‬م َِ‬
‫فاى َُ‬ ‫بح َُ‬
‫الم ََ‬
‫جَالتَدا َُوليََََََََََََََََََََََ ََ‬
‫نيَ َِ‬ ‫يفَعامََبِ ََ‬
‫الم َ‬ ‫ل‪َ :‬تَعر ََ‬
‫لَّو َُ‬
‫لَا َ‬
‫الفَص َُ‬
‫َ‬

‫‪ -2‬النَّصَّ‪َ Texteَّ:‬‬

‫ابطةَتتدرجَنحوَنياية َ»(‪َ،)1‬منَىناَنجدَ‬
‫ّ‬ ‫النص َ« َمقطوعةَمش ّكمةَمنَجملَمتر‬
‫ّ‬
‫نص َ) َبمعنىَواسعَ‬
‫العالمَاللسنيَ" َىيممسميف َ‪َ" Hamslave‬يستعمل َمصطمح َ( َ َّ‬
‫النص َيمكنَََََ‬
‫جدَاً‪َ ،‬فالقرآن َنصَ َيمكننا َاستخراج َمنو َأفعال َالكالم َوالعمل َعمييا‪َ ،‬و ّ‬
‫َّ‬
‫أنَيكونَجممةَكماَيمكنَأنَيكونَكتاباَبكاممو(‪َ َ.)2‬‬

‫َأنو َيخمّدَ‬
‫النص َمشاركة َبين َالباث َوالمتمقّي َمن َخالل َإثبات ّ‬
‫أن َ ّ‬
‫بناء َعمى َ ّ‬
‫َو ًَ‬
‫نضَِوي َتحتيا َك ّل َمن َُ‬
‫َالم ََؤلَف َالباث َوالقارئ َالمتمّقي‪َ،‬‬ ‫َي ََ‬
‫َكتابية ََ‬
‫ّ‬ ‫فعالية‬
‫الكتابة‪َ ،‬فيو« َ ّ‬
‫َم ََم َِ‬
‫وضع َفي َمنظورَ‬ ‫َالنص َجزًَءا َمن َكالم َُ‬
‫المشاركة َبينيما َيكون ّ‬
‫ونتيجة َالتّواصل َو َ‬
‫(‪)3‬‬
‫داللةَالنص؛َباعتبارهََ‬
‫ّ‬ ‫نائيةَإلىَالكشفَعنَ‬
‫كالميَمعين َ» ‪َ،‬تيدفَىذهَالمشاركةَالثّ ّ‬
‫ّ‬
‫سانية َ(‪َ ،)4‬وىذا َحسب َتعريفََ‬ ‫َتُنتَِ َُ‬
‫جو َالوحدات َالمّ ّ‬ ‫منتوجا َ َُم ََعقَدا َلممضمون َالّذي َ‬
‫"َلوَمنَالوجوَالداللي‪َ .‬‬
‫ّ‬ ‫"تودوروفَ‬

‫َََ‬

‫‪َ-1‬باتريكَشارودوَودومينيكَمانغونو‪َ،‬معجمَّتحليلَّالخطاب‪َ،‬ص‪َ .554‬‬
‫ظريةَّوالتّطبيق‪َّ،‬دراسة‪َ،‬منشوراتَاتّحادَالكتّابَ‬
‫األسلوبيةَّبينَّال ّن ّ‬
‫ّ‬ ‫صَّو‬
‫‪َ-2‬عدنانَبنَذريل‪َ،‬ال ّن َّ‬
‫العرب‪َ،‬دمشق‪َ،2222‬ص‪َ .15‬‬
‫‪َ-3‬المرجعَنفسو‪َ،‬ص‪َ .11‬‬
‫األسلوبيةَّوتحليلَّالخطاب‪َ،‬مركزَاإلنماءَالحضاري‪َ،‬الطّبعةَالولى‪َ،2222‬‬
‫ّ‬ ‫منذرَعياشي‪َ،‬‬
‫ّ‬ ‫‪َ-4‬‬
‫ص‪َ .123‬‬
‫َ‬
‫َ‬

‫‪43‬‬
‫طاب‪.‬‬ ‫يمَ َِ‬
‫الخ ََ‬ ‫ثَالثَاني‪ََ :‬م َِ‬
‫فاى َُ‬ ‫بح َُ‬
‫الم ََ‬
‫جَالتَدا َُوليََََََََََََََََََََََ ََ‬
‫نيَ َِ‬ ‫يفَعامََبِ ََ‬
‫الم َ‬ ‫ل‪َ :‬تَعر ََ‬
‫لَّو َُ‬
‫لَا َ‬
‫الفَص َُ‬
‫َ‬

‫صَىوَمشاركةَفعالةَبينَ‬
‫ّ‬ ‫َالن‬
‫عمىَأن ّ‬
‫ّ‬ ‫الصددَتؤ ّكدَ"جولياَكريستيفا"َ‬
‫َََ َوبيذاَ ّ‬
‫يحكمياَالسياق(‪َ.)1‬‬
‫ّ‬ ‫يقَعمميةَاإلنتاج‪َ،‬‬
‫ّ‬ ‫الباثَوالمتمقّيَعنَطر‬

‫وَإنتاجَلغويََ‬
‫ٌَ‬ ‫‪َ،‬بأن‬
‫مصطمحَالنص ّ‬
‫ّ‬ ‫ََََََىذاَمايؤ ّكدهَ"َأحمدَالمتو ّكلَ"َفيَتعريفوَل‬
‫قائمَبينَالمنتجَالباثَوالمتمقيَ‬
‫صَحدثَكتابيََتفاعميََ ٌَ‬
‫ٌَ‬ ‫إذنَالن‬
‫ّ‬ ‫يتعدىَالجممة(‪َ،)2‬‬
‫ّ‬
‫تَبالكتابة‪َ،‬والَيموتَعندَآخرَلحظةَكتابتو؛َبلَىذهَ‬
‫تَويثب ُ‬
‫المحمّل‪َ،‬ومنوَفيوَ ُي َثب َُ‬
‫‪َ،‬فيسَِف َُرَنصََ‬
‫دَالرؤىَوالقراءاتَوالتّأويالت َُ‬
‫بعثَمنياَمنَخاللَتعد ّ‬
‫ّ‬ ‫تيَي‬
‫المّحظةَىيَالّ ُ‬
‫دَالناصرَ‬
‫دَعميوَ"محم ّ‬
‫ّ‬ ‫ؤىَحسبَالسياقَىذاَماَيؤ ّك‬
‫ّ‬ ‫ةَنصوصَمختمفةَالر‬
‫َ‬ ‫عد‬
‫احدَعنَ ّ‬
‫و ٌَ‬
‫غبةَصانِ َِع َِو‪ّ َ،‬إنماَالمعنىَيخرجَ‬
‫َ‬ ‫صَمعنىَ ٍ‬
‫ثاوَمعبَرَعنَر‬ ‫ًَ‬ ‫ليسَلمن‬
‫ّ‬ ‫يَأنوَ‬
‫العجيمي"ََفـ ّ‬
‫منَتأويالتَالقراءة‪َ،‬فك ّلَقارئَيخمقَمعنىَخاصَبوَوبسياقو(‪.)3‬‬

‫تركيباَ‬
‫اءَأكانَمكتوباَأمَمنطوَقًاَنالحظَفيوَكماَيقولَ"َالعجيمي"َ ًَ‬
‫ًَ‬ ‫النصَسو‬
‫َََََََو ّ‬
‫يغَيتموَبعضياَبعضا‪َ،‬معَحركةَتتابعَالكتابة‪َ،‬‬
‫ًَ‬ ‫الص‬
‫متش َّكالًََمنَتتابعَالصواتَو ّ‬
‫واشتمالوَعمىَمجموعةَمنَالممعوماتَوعمىَمعنىَيكونَالقصدَمنوَطمبَفعلََََََ‬
‫(‪)4‬‬
‫‪َ،‬وعميوَفتتابعَىذهَالعناصرَأمرَضروريََحتّىَنطمقَََََََ‬
‫ٌَ‬ ‫أوَالوصولَإلىَغاية‬
‫عمىَالنصَىذاَالمصطمح‪.‬‬
‫ّ‬

‫فة‪َ،‬سمسمةَكتبَثقافيةَشيرّيةَيصدرىاَ‬
‫ّ‬ ‫‪َ-1‬صالحَفضل‪َ،‬بالغةَّالخطابَّوعلمَّال ّنص‪َ،‬عالمَالمعر‬
‫المجمسَلمثّقافةَوالفنونَواآلداب‪َ،‬الكويت‪َ،‬العدد‪َ،164‬أغسطس‪َ،1992‬ص‪َ .212‬‬
‫‪َ،‬الدارَ‬
‫اسةَّفيَّالوظيفةَّوالبنيةَّوال ّنمط ّ‬
‫َّ‬ ‫غةَّالعربية‪َّ،‬در‬
‫ّ‬ ‫‪َ-2‬أحمدَالمتو ّكل‪َ،‬الخطابَّوخصائصَّاللّ‬
‫اتَاالختالف‪َ،‬دارَالمان‪َ،‬الرباط‪َ،‬الطّبعةَالولى(‪1431‬ه‪-‬‬
‫ّ‬ ‫العر ّبيةَلمعمومَناشرون‪َ،‬منشور‬
‫‪2212‬م)‪َ،‬ص‪َ .22‬‬
‫‪َ،‬دارَمحمدَعمىَالحاميَ‬
‫ّ‬ ‫قدَّالغربية‬
‫ّ‬ ‫دَالناصرَالعجيمي‪َ،‬ال ّنقدَّالعربيَّالحديثَّومدارسَّال ّن‬
‫محم ّ‬ ‫‪ّ َ-3‬‬
‫مَاإلنسانية‪َ،‬سوسة‪َ،‬الطّبعةَالولى‪َ،‬ديسمبرَ‪َ،1991‬‬
‫ّ‬ ‫يع‪َ،‬صفاقس‪َ،‬كميةَاآلدابَوالعم َو‬
‫ّ‬ ‫لمنشرَوالتّوز‬
‫ّ‬
‫ص‪َ .311‬‬
‫‪َ-4‬المرجعَنفسو‪َ،‬صَ‪َ .319‬‬

‫‪43‬‬
‫داوليََََََََََََََََََََََالمَبحثََالثَاني‪ :‬مَفاىَيمََالخَطَاب‪.‬‬
‫الفَصلََالَ ّولَ‪ :‬تَعريفَعَامَبالمَنيَجََالتَ َ‬

‫‪ -3‬الخطاب‪Discours :‬‬

‫إن َالمالحظَمنذَ َفجرَ َالثّمانيناتَتكاثرَاستعمالَمصطمحَ) خَطَاب ( فيَعمومَ‬


‫ّ‬
‫َعامة‪َََََ،‬‬
‫وجمعا‪ ،‬وذلك َحسب َما َتكون َاإلحالة َعمى َنشاطَ َكالميَ َبصفة ّ‬
‫ً‬ ‫َمفردا‬
‫ً‬ ‫المّغة‬
‫تصورَالمّغة‪َ،‬‬
‫أوَعمىَحدثََكالميَ‪َ،‬وتكاثرَىذاَالمصطمحَىوَعالمةَتغيَرَفيَطريقةَ ّ‬
‫َتصور َالمّغةَ‬
‫ّ‬ ‫َضد َضرب َمن‬ ‫َنتحدث َعن َ) الخطاب َ( نتّخذَ َموقفًا َضَ ًّ‬
‫منيا ّ‬ ‫ّ‬ ‫فعندما‬
‫تيَأبرزتَعدداَ‬
‫ً‬ ‫داوليةَالّ‬
‫رَىوَبنسبةَىامةَنتيجةَمختمفَالتّياراتَالتّ ّ‬
‫ّ‬ ‫غي‬
‫الداللة‪َ،‬وىذاَالتّ ّ‬
‫وّ‬
‫منَالفكارَالرئيس(‪.)1‬‬
‫ّ‬

‫َمنذرَعياشي"َالخطابَبالجانبَالسموبيَفيرىَفي َالخطابَاإلنسانيَ‬
‫ّ‬ ‫ويربطَ"‬
‫اإليصالَمنَجيةَواإلخبارَمنَجيةَ‬
‫َ‬ ‫وَيقومَعمىَمكونينَأساسيينَىما‪َ:‬‬
‫ّ‬ ‫اإليصالي َ ّأن‬
‫أخرى(‪َ،)2‬لذلكَنجدَفي َمدخلَتمييديَلمخطابَعندَ" َأحمدَالمتو ّكل َ"َتصر‬
‫يحاَبأنَ‬
‫ّ‬
‫الخطاب َالَيقاسَبحجمو‪َ،‬فيوَتتابعَلتوسيطاتَمختمفةَلبنيةَثابتةَواحدة؛ َإذَيختمفَ‬
‫بيعية َمن َحيث َحجمو‪َ ،‬فيََرد َجممة َأو َسمسمة َمن َالجملََََ‬
‫ىذا َالخير َفي َالمّغات َالطّ ّ‬
‫َسرديا َأو َ ًّ‬
‫وصفياََََََََ‬ ‫ًّ‬ ‫َخطابا‬
‫ً‬ ‫الً َ‪َ ،‬كما َيختمف َمن َحيث َنمطو َفيكون‬
‫أو َنصًّا َمتكام َ‬
‫اَأوَعممياَأو‪َ َ.)3(َ...‬‬
‫ًّ‬ ‫ًّ‬
‫اَأوَفني‬ ‫ًّ‬
‫حجاجي‬ ‫أوَ‬

‫نَاختمفَالدارسونَفيَزاويةَ‬
‫ّ‬ ‫َوقدَفرض َالخطاب َنفسوَعمىَك ّل َدراسيَالمّغةَوا‬
‫زَعمىَنصَالخطاب‪َ،‬وبينَمنَييتمََبالمتخاطبين‪َ،‬وبينَمنَيَولَيَ َ‬
‫ّ‬ ‫البحثَبينَمنَيرّك‬

‫‪ََ-1‬انظر‪َ،‬باتريكَشارودوَودومينيكَمانغونو‪ ،‬معجم تحليل الخطاب‪َ،‬ص‪َ،‬ص‪َ181‬و‪َ .181‬‬


‫األسلوبية وتحليل الخطاب‪َ،‬ص‪َ،‬صَ‪َ111‬و‪َ .111‬‬
‫ّ‬ ‫منذرَعياشي‪َ،‬‬
‫ّ‬ ‫‪َ-1‬‬
‫العربية‪َ،‬ص‪َ .11‬‬
‫ّ‬ ‫‪َ-3‬أحمدَالمت َو ّكل‪َ،‬الخطاب وخصائص اللّغة‬
‫َ‬

‫‪63‬‬
‫داوليََََََََََََََََََََََالمَبحثََالثَاني‪ :‬مَفاىَيمََالخَطَاب‪.‬‬
‫الفَصلََالَ ّولَ‪ :‬تَعريفَعَامَبالمَنيَجََالتَ َ‬

‫جَلََاىتماموَلمجالَالخطابَومدىَمطابقتوَلمقتضىَالحوالَوالمقامات(‪َ،)1‬لذلكَ‬
‫َالنصوص َبشكل َعام‪َ ،‬فأصبح َاليدفَََََ‬
‫احت ّل َالخطاب َمكان ًَة َضمنَ َدراسات َتحميل ّ‬
‫هَصادرَعنَوعيَََوادراكَيستمزمَوجودَباثَومتمق‪َ .‬‬
‫ََاً‬ ‫منَوجودهَتحميمو؛َباعتبار‬

‫َ‬

‫‪َ-1‬عمىَزائريَوند‪َ،‬قراءة في قصيدة لعازر‪ ،6491‬في ضوء نظرية تحليل الخطاب‪َ،‬مجمّةَ‬


‫دراساتَفيَالمّغةَالعر ّبيةَوآدابيا‪َ،‬فصيمةَمحكمة‪َ،‬العدد‪َ،4‬شتاء(‪1431‬ه‪1111-‬م)‪َ،‬د‪.‬ص‪َ .‬‬

‫‪63‬‬
‫طاب‬ ‫يمَ َِ‬
‫الخ ََ‬ ‫بحثَالثَاني‪ََ َ4‬م َِ‬
‫فاى َُ‬ ‫الم َُ‬
‫داوليَََََََََََََََََََََََ ََ‬
‫جَالتَ َُ‬
‫نيَ َِ‬
‫امَبالم َ‬
‫ََ‬ ‫ل‪ََ4‬تَعر ََ‬
‫يفَع‬ ‫لَّو َُ‬
‫لَا َ‬
‫الفَص َُ‬
‫َ‬

‫‪ -4‬قوانين الخطاب‪( les lois du discours ) :‬‬

‫بَيستمزم َوجود َطرفاَالحوارَكانَالبدَ َأنَيكون َِ‬


‫َلمخطابَ‬ ‫َُ‬ ‫إلىَأن َالتّخاط‬
‫َّ‬ ‫ونظ َاًر َ‬
‫قوانينَتضبطوَتمثّمتَفي‪4‬‬

‫أ‪ -‬مبدأ التعاون‪) principe de coopération ) :‬‬

‫جنِي َمنو َطرفا َالحوار َالثّمار َإذا َتحقّق َالتّبادلَ‬


‫َي َ‬
‫بأنو َمبدأ ََ‬
‫عرفتو َ" َأوركيوني َ" َ ّ‬
‫ّ‬
‫بينيماَفيَالكالمَوالعكسَمآلو(‪َ،)1‬وىوَنفسوَالّذيَذىبَإليوَ"غر‬
‫ايس"َفيَأنَىذاَالمبدأَ‬
‫ّ‬
‫ىوَالعمودَالفقريَلممحادثة‪َ،‬فالتّعاونَيضمنَلممتكممينَالتّواصلَودوامَالمحادثةَوىوَ‬
‫ناوبَعمىَالكالم؛َإذنَىذاَالمبدأَمصدرهَاجتماعيََ‬
‫ما َيضمنَلك ّل َطرفَالحقَ َفيَالتّ َُ‬
‫ماسكَبينَالعالقاتَاالجتماعية(‪َ،)2‬ومنوَاالحترامَوتجسيدَ‬
‫ّ‬ ‫لنوَيساعدَعمىَالتّ‬
‫أخالقي؛ٌََ ّ‬
‫َّ‬
‫مبدأَالحقيةَلك ّلَفرد‪َ َ.‬‬
‫ّ‬

‫ولتحقيقَمبدأَالتّعاونَنقسَمَالكالمَإلىَثالثةَأجزاءَىي‪َ4‬تحقيقَاليدفَالمرسومَ‬
‫هَإلىَتحقيقَفائدةَالخبر‪َ،‬معَر َِ‬
‫سموَقبلَال ّشروعَفيَالكالمَ‬ ‫ََ‬ ‫منَالحديثَالّذيَيخرجَبدور‬
‫ة‪َ،‬وفيَبعضَالحايينَيتغيرَمسارَىذاَاليدفَ‬
‫ّ‬ ‫ةَقصدي‬
‫ّ‬ ‫ةَقبمي‬
‫ّ‬ ‫دَعمىَوجودَني‬
‫ّ‬ ‫مماَيؤ ّك‬
‫ّ‬
‫أثناءَالكالمَبسببَماَيفرضوَالسياق‪َ )3(.‬‬
‫ّ‬

‫ةَمقسمةَإلىَأربعةَأقسامَ‬
‫ّ‬ ‫اعدَتخاطبي‬
‫ّ‬ ‫منَىذاَالمنطمقَتتفرعَعنَمبدإَالتّعاونَقو‬
‫ّ‬
‫َالكم‪َ ،‬الكيف‪َ ،‬اإلضافة‪َ ،‬الجية‪َ ،‬فقاعدتا َكمَ َالخبر َتتمثّل َفي َإفادة َالمخاطبَََ‬
‫ىي‪َّ 4‬‬
‫عمىَقدرَحاجتو‪َ،‬فالَتتعدىَالقدرَالمطموب‪َ،‬وقاعدتاَكيفَالخبرَتتمثّلَفيَعدمَقولَ‬
‫ّ‬

‫‪1- C.K.ocrecchioni, limlicite, Armond colin, éditeur, paris, 1986, p25.‬‬


‫انظرَقدورَعمرانَالبعد التّداولي والحجاجي في الخطاب القرآني‪َ،‬ص‪َ َ.17‬‬ ‫ّ‬ ‫‪َ-2‬‬
‫الدارَالبيضاء‪َ،‬‬
‫طوَعبدَالرحمن‪َ،‬المّسان والميزان أو التّكوثر العقمي‪َ،‬المركزَالثّقافيَالعربي‪ّ َ،‬‬
‫ّ‬ ‫‪َ-3‬‬
‫انية‪َ،‬ص‪.231‬‬
‫المغرب‪َ،‬بيروت‪َ،‬لبنان‪َ،‬الطّبعةَالثّ ّ‬

‫‪83‬‬
‫طاب‬ ‫يمَ َِ‬
‫الخ ََ‬ ‫بحثَالثَاني‪ََ َ4‬م َِ‬
‫فاى َُ‬ ‫الم َُ‬
‫داوليَََََََََََََََََََََََ ََ‬
‫جَالتَ َُ‬
‫نيَ َِ‬
‫امَبالم َ‬
‫ََ‬ ‫ل‪ََ4‬تَعر ََ‬
‫يفَع‬ ‫لَّو َُ‬
‫لَا َ‬
‫الفَص َُ‬
‫َ‬

‫َأنو َكذب‪َ ،‬أو َما َليست َلك َعميو َبيَنة‪َ ،‬وقاعدة َعالقة َالخبر َبمقتضى َالحالَ‬
‫ما َتعمم ّ‬
‫تتمثّلَفيَمناسبةَالمقالَلممقام‪َ،‬وقاعدةَجيةَالخبرَتتمثّلَفيَاالبتعادَعنَالغموضَََ‬
‫مَبإيجازَوالَتّنظيم(‪َ .)1‬‬
‫َ‬ ‫واإلجمالَ َوضرورةَالتّكمّ‬

‫َالكم‪َ ،‬تخرج َإلى َمعنى َاإليجاز‪َ ،‬وقاعدتا َالكيف َتخرج َالولى َمنياَََََ‬
‫فقاعدتا ّ‬
‫ةَإلىَمعنىَالدليلَعمىَمنَ‬
‫ّ‬ ‫اني‬
‫إلىَتحقيقَمبدإَالصدقَأوَماَيعرفَبمطابقةَالواقعَوالثّ ّ‬
‫ّ‬
‫َالبالغية َ( َلكلََ‬ ‫َأما َقاعدة َعالقة َالخبر َبمقتضى َالحال‪َ ،‬فتوحي َإلى َالقاعدة‬ ‫ِ‬
‫ّ‬ ‫ا ّدعى‪ّ ،‬‬
‫أخير َقواعد َجية َالخبر‪َ ،‬مفاد َالولى َمنيا َتحقيق َقاعدة َاإليضاحَ‬
‫مقال َ)‪َ ،‬و ًا‬ ‫ٍَ‬
‫مقام َ ٍَ‬
‫أماَالثّالثةَ‬
‫أن َالمّفظَتوافقَالمقامَوالَتعميمَفييا‪ّ َ،‬‬
‫انيةَتيدفَإلى َ ّ‬
‫وتجنَبَالغموض‪َ،‬والثّ ّ‬
‫الرابعةَتيدفَإلىَتحقيقَالتّرتيبَوالجمالَالمّغوي‪َ .‬‬
‫فتحقّقَالبالغةَمنَالكالم‪َ،‬و ّ‬

‫احداَيتمثّلَفيَضبطَ‬
‫ىَو ً‬
‫العياشيَأدواريَ"َتستيدفَمبتغ ًَ‬
‫إنَىذهَالقواعدَحسبَ"َ ّ‬
‫ّ‬
‫باإلضافةَإلىَالمبدإَالعامَىوَالسبيلَالكفيلَالّذيَيجعمناَنبمغَ‬
‫ّ‬ ‫مسارَالحوار‪َ،‬فِاحترامياَ‬
‫العمميةَالحوارّية َ(‪َ،)2‬فعدمَااللتزامَ‬
‫مقاصدنا‪َ،‬حيثَيفضي َك ّل َخروجَعنياَإلىَاختالل َ ّ‬
‫ُ‬
‫بيذهَالقواعدَيخرجَالخطابَعنَأصلَوجودهَوعنَاليدفَالّذيَسيقَمنَأجمو‪َ .‬‬

‫يمارسوُ َالمتكمََُم َفي َلحظةَ‬


‫َ‬ ‫طٌ َلغويَ َ‬
‫وقد َاعتبره َ" َديكرو َ"و" َأنكومبر َ" َ« َنشا َ‬
‫حي‪َ،‬‬
‫َلغوي َ َّ‬
‫َّ‬ ‫َالمستمعُ َفي َلحظة َِ‬
‫َاستماعو َ»(‪َ ،)3‬فيو َوسيمة َتبادل‬ ‫َ‬ ‫كالمو‪َ ،‬كما َيمارسو‬
‫ارَغايةَفيَالمقصدية‪َ .‬‬
‫ّ‬ ‫تجعلَمنَالحو‬

‫طوَعبدَالرحمن‪َ،‬المّسان والميزان‪َ،‬ص‪َ،‬ص‪َ232‬و‪.233‬‬
‫ّ‬ ‫‪َ-7‬‬
‫العياشيَأدواري‪َ،‬االستمزام الحواري‪َ،‬ص‪َ .711‬‬
‫‪ّ َ-2‬‬
‫الممفوظية‪َ،‬ص‪َ .1‬‬
‫ّ‬ ‫‪َ-3‬جانَسيرفوني‪َ،‬‬
‫َ‬
‫َ‬

‫‪83‬‬
‫طاب‬ ‫يمَ َِ‬
‫الخ ََ‬ ‫بحثَالثَاني‪ََ َ4‬م َِ‬
‫فاى َُ‬ ‫الم َُ‬
‫داوليَََََََََََََََََََََََ ََ‬
‫جَالتَ َُ‬
‫نيَ َِ‬
‫امَبالم َ‬
‫ََ‬ ‫ل‪ََ4‬تَعر ََ‬
‫يفَع‬ ‫لَّو َُ‬
‫لَا َ‬
‫الفَص َُ‬
‫َ‬

‫ب‪ -‬مبدأ الملءمة‪َ ( prencipe de pertinence ) :‬‬

‫أىمية َعن َمبدإَ‬


‫ُي َعد َمبدأ َالمالءمة َقاعدة َلتبادل َالكالم َوسيره‪َ ،‬فيو َمبدأ اليقلَ َ ّ‬
‫الكالمَمفيدا‪َ،‬فيوَ‬
‫ً‬ ‫أساسيةَفيَالتّبادلَالخطابيَوذلكَبجعلَ‬
‫ّ‬ ‫لذلكَعدَ َ َُمسمّمة َ‬
‫َُ‬ ‫التّعاون‪َ ،‬‬
‫المستمع‪َ ،‬وتقويم َالمالءمة َىذا َيعود َإلى َالمتمقّي َنفسو‪َ ،‬فمن َخاللَ‬
‫َُيثري َمدركات َ َُ‬
‫(‪)1‬‬
‫بدََََََ‬
‫َالسابقة َيحكم َعمى َمالءمة َالممفوظ ‪َ ،‬وحتّى َيتحقّق َمبدأ َالمالءمة َال ّ‬
‫معرفتو ّ‬
‫أنَيحترموَك ّلَمنَالمتكمّمَوالمستمع‪َ .‬‬

‫السامعَأكثرَمالءمةَوافادةَبتوفّرَ‬
‫ىذاَالمبدأَيحاولَأنَيجعلَالجو َبينَالمتكمّمَو ّ‬
‫ّ‬ ‫َو‬
‫"َبيذاَالصدد‪ «َ4‬كمّماَقلَ َالجيدَ‬
‫ّ‬ ‫عنصرَالوضوحَفيو‪َ ،‬لذلكَيقولَ" َمسعودَصحراوي َ‬
‫المعرفيَالمبذولَفيَمعالجةَالممفوظ‪َ ،‬ازدادتَدرجةَ" َمالءمة َ"َىذاَالممفوظ‪َ،‬وكمّماَ‬
‫(‪)2‬‬
‫‪َ،‬وعميوَفإنَمبدأَ‬
‫ّ‬ ‫اَكبيراَكانتَمالءمتوَضعيفة »‬
‫عاملَمعَممفوظَماَجيد ً‬
‫ً‬ ‫استدعىَالتّ‬
‫خاطبية‪َ َ.‬‬
‫ّ‬ ‫لوَنتيجةَنجاحَالعمميةَالتّ‬
‫ّ‬ ‫تخضعَُ‬
‫َ‬ ‫المالءمةَيعدَمقياسَاًَ‬
‫ّ‬

‫الصدق‪) principe de sincérité ( :‬‬


‫ج‪ -‬مبدأ ِّ‬

‫َعمىَقاعدةَالصدقَوىيَ«َمطابقةَالقولَلمفعل»َ»(‪َ)3‬وىذاَحسبَ‬
‫ّ‬ ‫إنَىذاَالمبدأَمبني‬
‫ّ‬
‫فالمتحدثَالَيثبتَكالموَإذاَكانَصادقاَأوَماَظنَفيوَذلكَََ‬
‫ّ‬ ‫"َطوَعبدَالرحمنَ"‪َ،‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪َ،‬لذلكَيسعىَدائماَََ‬
‫ًَ‬ ‫َفيماَيحيره‬
‫ّ‬ ‫الَيستفيمَإال‬
‫ّ‬ ‫الَيصدرَأمراَالَيرغبَفيَإنجازهَو‬
‫ًَ‬ ‫و‬
‫"َأعطىَأىميةَكبيرةَليذاَ‬
‫ّ‬ ‫ددَنجدَأنَ"َغرايسَ‬
‫َّ‬ ‫إلىَتصديقَالعملَلمكالم‪َ،‬وبيذاَالص‬
‫ّ‬
‫خاطبية‪َ،‬والّتيَتتمثّلَفيَقولَالحقيقةَكماَىيَفيَالواقع‪َ،‬منَىذاَ‬
‫ّ‬ ‫فيَالعمميةَالتّ‬
‫ّ‬ ‫المبدإَ‬

‫قدورَعمران‪َ،‬البعد التّداولي والحجاجي في الخطاب القرآني‪َ،‬ص‪َ .12‬‬ ‫‪ّ َ-7‬‬


‫نويرَلمنشرَوالتّوزيع‪َ،‬ص‪َ .54‬‬
‫ّ‬ ‫داولية عند العمماء العرب‪َ،‬دارَالتّ‬
‫‪َ-2‬مسعودَصحراوي‪َ،‬التّ ّ‬
‫‪َ-3‬طوَعبدَالرحمن‪َ،‬المّسان والميزان‪َ،‬ص‪َ .243‬‬
‫قدورَعمران‪َ،‬البعد التّداولي والحجاجي في الخطاب القرآني‪َ،‬ص‪َ .12‬‬
‫‪ّ َ-4‬‬

‫‪04‬‬
‫طاب‬ ‫يمَ َِ‬
‫الخ ََ‬ ‫بحثَالثَاني‪ََ َ4‬م َِ‬
‫فاى َُ‬ ‫الم َُ‬
‫داوليَََََََََََََََََََََََ ََ‬
‫جَالتَ َُ‬
‫نيَ َِ‬
‫امَبالم َ‬
‫ََ‬ ‫ل‪ََ4‬تَعر ََ‬
‫يفَع‬ ‫لَّو َُ‬
‫لَا َ‬
‫الفَص َُ‬
‫َ‬

‫مَبالصدق(‪َ،)1‬لذلكَيعتبرَ‬
‫ّ‬ ‫المنطمقَالَنجدَليذاَالمبدإَقوانينَتضبطوَعداَتحمّيَالمتكمّ‬
‫ردَالفعلَالكالميَََََََ‬
‫لنَ ّ‬
‫أىميةَعنَسابقييا؛َ َّ‬
‫مبدأَالصدقَقاعدةَضرورّيةَالَتقلََ ّ‬
‫ّ‬
‫فيَالخطابَيبنىَعمىَأساسيا‪.‬‬
‫ُ‬

‫د‪ -‬قانون الخبارية‪َ ) la loi d'informativité ( :‬‬

‫َيعتَبِ ُر َ" َديكرو َ"َقانونَاإلخبارّيةَ« َال ّشرطَالّذيَيخضعَلوَالكالمَوىدفوَإخبارَ‬


‫َإذاَكانَىذاَالخيرَيجيلَماَيشارَإليو َ»(‪َ،)2‬بحكمَ‬
‫ُ‬ ‫َذلكَإال‬
‫ّ‬ ‫الَيمكنَأنَيتم‬
‫ّ‬ ‫السامع‪َ ،‬و‬
‫ّ‬
‫ن َأساسيَ َىدفوَتمثيلَفكرَالمتكمّمَليصبحَمعروفَاً َعندَاآلخر‪َ،‬‬
‫مكو ٌَ‬
‫أن َاإلخبارَالمّغويَ ّ‬
‫ّ‬
‫فقانونَاإلخبارَيرفضَالتّكرارَويعتبرهَحشوَاً‪َ ،‬ماعداَفيَبعضَالحاالتَالّتيَيضطرَ‬
‫فيياَالمخاطبَإلىَإعادةَالخبرَليربطَذىنَالمستمع‪َ،‬أوَيربطَماَيقولَبماَقال‪َ،‬وعميوَ‬
‫اصمية‪َ َ.‬‬
‫ةَالخطابيةَالتّو ّ‬
‫ّ‬ ‫فيَالعممي‬
‫ّ‬ ‫يَ‬
‫فيذاَالمبدأَضرور َّ‬

‫ه‪ -‬قانون الشمول‪( la loi d'exhaustivité ) :‬‬

‫لن َ« َال ّشمول َيكون َعند َاإلخبار‪ََََََ،‬‬


‫يرتبط َىذا َالقانون َبالقانون َالّذي َقبمو؛ َ ّ‬
‫الكم َالمعموماتي َلممستمع‪َ ،‬لذلك ََُيمحَ َ" َغرايس َ" َعمى َأن َتحتويَ‬
‫في َإعطاء َالمتكمّم َ َّ‬
‫ويحددهَََََ‬
‫الً‪ّ َ ،‬‬
‫َممكن َمن َالمعمومات َليكون َكالمو َشام َ‬
‫مساىمة َالمتكمّم َعمى َأكبر َقدر َُ‬
‫َالالزمة َالّتي َبحوزتوََََََ‬
‫إن َالمتكمّم َيجب َأن َيعطي َالمعمومات ّ‬
‫" َديكرو َ" َبقولو‪ّ َ «َ 4‬‬

‫القرآني‪َ،‬ص‪َ .13‬‬
‫قدورَعمران‪َ،‬البعد التّداولي والحجاجي في الخطاب‬
‫‪ّ -7‬‬
‫‪2-O.Ducrot, dire et ne pas dire,herrman.paris.p133.‬‬
‫َ‬

‫َ‬

‫‪04‬‬
‫طاب‬ ‫يمَ َِ‬
‫الخ ََ‬ ‫بحثَالثَاني‪ََ َ4‬م َِ‬
‫فاى َُ‬ ‫الم َُ‬
‫داوليَََََََََََََََََََََََ ََ‬
‫جَالتَ َُ‬
‫نيَ َِ‬
‫امَبالم َ‬
‫ََ‬ ‫ل‪ََ4‬تَعر ََ‬
‫يفَع‬ ‫لَّو َُ‬
‫لَا َ‬
‫الفَص َُ‬
‫َ‬

‫عن َموضوع َالخطاب‪َ ،‬والّتي َمن َشأنيا َأن َتنفع َالمخاطب َ» َ(‪َ ،)1‬فالشمول َسببَََََ‬
‫فيَجمعَالمعموماتَعنَالخبر‪َ .‬‬

‫َعقمية؛َََ‬ ‫ٍَ‬
‫َحديث َتقوم َعمى َالحوار َالمبني َعمى َأسس ّ‬ ‫َكمنيج‬
‫ٍ‬ ‫داولية‬
‫َفإن َالتّ ّ‬
‫وعميو ّ‬
‫حركيا َنشاط َالفعل َالكالمي َبك ّلَ‬
‫َي ّ‬
‫َمعين‪ُ ،‬‬
‫َسياق ّ‬
‫َتيتم َبالمّغة َوتفاعميا َفي َإطار ّ‬
‫إذ ّ‬
‫ٍَ‬
‫دونَإنجازَ‬ ‫العالقةَبينَىذهَالفعالَمتكاممة‪َ،‬فالَكالمَ‬
‫ٌَ‬ ‫أشكالوََ(َاإلنجازيَوالتّأثيريَ)َف‬
‫ةَمنَالخطابَأوَالنصَ–َونحنَ‬
‫ّ‬ ‫قَالقصدي‬
‫ّ‬ ‫فيَالمتمقّي‪َ،‬وىناَتتحقّ‬
‫ُ‬ ‫ٍَ‬
‫دونَتأثيرَ‬ ‫الَإنجازَ‬
‫ٌَ‬ ‫و‬
‫َالنص َوالخطاب َباعتبارىما َيشتركان َفي َنظام َالجممةَ‬
‫ال َنفصل َفي َدراستنا َبين ّ‬
‫انينَالخطابَالمتمثّمةَفي‪َ4‬مبدإَالتّعاونَالّذيَيحقّقَالتّبادلَ‬
‫ُ‬ ‫السياقَ‪َ،-‬القائمةَعمىَقو‬
‫و ّ‬
‫َالمقصدية‪َ ،‬ومبدأ َالمالءمة َالّذي َيرّكز َعمى َضرَورةَ‬
‫ّ‬ ‫الحواري َويجعل َمنو َغاية َفي‬
‫َالصدق َوقانون َاإلخبارّية َوال ّشمول‪َ ،‬ىذه َالخيرة َضرورّيةَََ‬
‫الوضوح َالخطابي‪َ َ ،‬ومبدأ ّ‬
‫اصمية‪ََََ.‬‬
‫ةَالخطابيةَالتّو ّ‬
‫ّ‬ ‫فيَنجاحَالعممي‬
‫ّ‬

‫قدورَعمران‪َ،‬البعد التّداولي والحجاجي في الخطاب القرآني‪َ،‬ص‪َ .13‬‬


‫‪ّ َ-1‬‬

‫‪04‬‬
‫الفصلُُالثُاني ُ‬

‫ورةُ"ُمُ ُريُمُ" ُ‬
‫اولُيُةُلمخُطُابُُفيُسُ ُ‬
‫القُيُمُُالتُدُ ُ‬

‫عميهاُالسالم‪ُ .‬‬
‫ّ‬ ‫‪ُ-‬تُقديمُُسُورة ُ"ُمُريُمُ"ُ‬

‫عميهُالسالم‪ُ .‬‬
‫ّ‬ ‫‪ُ-1‬كُرامُةُُسُيُدناُ"ُُزكُ ُريُاءُ"ُ‬

‫عميهُالسالم‪ُ .‬‬
‫ّ‬ ‫‪ُ-2‬مُكُانُةُُسُيُدناُ"ُيُحيُُ"ُ‬

‫عميهاُالسالمُوقُداسُةُُ ُولدُها‪ُ .‬‬


‫ّ‬ ‫‪ُ-3‬كُُرامُةُُالسُيُدُةُُ"ُمُريُمُ"ُ‬

‫عميهمُالسالمُ‪ُ .‬‬
‫ّ‬ ‫ى"ُو"إدريسُ"ُ‬
‫ُ‬ ‫"ُوأبنائُهُو"مُوسُ‬
‫‪ُ-4‬التُنُزيهُُبسيُدناُ"إبراهيمُ ُ‬

‫‪ُ-5‬وصفُُالجُ ّنةُُوأهمها‪ُ .‬‬

‫‪ُ-6‬إنكارُُالمُشركُينُُليومُُالبعثُ‪ُ .‬‬

‫عتزواُبها‪ُ .‬‬
‫‪ُ-7‬إنذارُُالمُشركينُبندُمُهمُعمىُاألصنامُُالّتُيُاُ ّ‬

‫صرةُُعمىُأعدائُه‪ُ .‬‬
‫‪ُ-8‬وعدُُاهللُلرسولُهُالكريمُالنُ ُ‬

‫‪ُ-9‬ذكرُمنُكُفرُُبنسُبُةُالولدُُهللُتعالى‪ُ .‬‬

‫‪ُ-11‬التّنُويهُُبمكانةُالقرآنُُبأ ّنهُمُبشُرُُونذيرُ‪ُ .‬‬


‫داو ّليةُلمخطابُُفيُسُورةُُ"ُمُريُمُُ"‪.‬‬
‫الفصلُُالثّاني‪ُ:‬القيمُُالتّ ُ‬

‫السالم ‪:‬‬
‫تقديم سورة " مريم " عليها ّ‬

‫ارد ُفيو‪ُ ،‬ولم ُيُكُن ُاليُدفُ ُمن ُإُيُرادهُ‬


‫ما ُيميزُ ُالخُطاب ُالقرآني ُكثرةُ ُالقُصُص ُالُو ُ‬
‫تحقيقُُالجانبُالفُّنيُمنو؛ُُواّنماُلحكمُمعين‪ُ،‬فسورةُ"ُمريمُُ"ُعرضتُلناُمشاىدُاألقوامُ‬
‫الرسل‪ُ،‬‬
‫السَّابقة ُفي ُشكلُ ُقصصي ُوعقيدتيم ُالمتوارثة‪ُ ،‬مؤ ّكدة ُعمى ُمكانة ُاألنبياء ُو ُ‬
‫ُالمجسد ُفي ُإيمانيم ُبو‪ُُُُُُُُ،‬‬
‫ّ‬ ‫صورة ُلنا ُصبرىم ُعمى ُأقواميم‪ُ ،‬وتعامميم ُمع ُربِّيم‬
‫وم ِّ‬
‫كماُعرجتُبتصويرُحالُالمشركينُالمنكرينُجحوداُُالُاعتقاداُيقينُّياُُمنيمُبيومُالبعثُ‬
‫ّ‬
‫وأىوالو‪ُ ،‬وتبجحيم ُعمى ُالمسممين ُوتطاوليم ُعمى ُاهلل ُبنسبة ُالولد ُلو‪ُ ،‬كما ُختمتُ‬
‫ذيرُوخيرُحافظُُلمغةُالّتيُأنزلُبيا‪.‬‬ ‫آنُفيُأنوُم ِّ‬
‫بشٌرُون ٌ‬ ‫َّ‬ ‫بالتَّنويوُبمنزلةُالقر‬

‫ُ‬

‫‪44‬‬
‫سيَدناَ" َزَكرياء"‬ ‫فيَسو ِرَةَ"َ ََمرََيََـَ"ََََََََََََََََََََََ َكر ََ‬
‫ام َةَُ ََ‬ ‫ط َِ‬
‫ابَ َُ‬ ‫داوليَ َِ‬
‫ةَلمخ ََ‬ ‫َِ‬
‫اني‪:‬القََيـَالتَ َُ‬ ‫ؿَالثَ‬
‫الفَص َُ‬
‫َ‬

‫َ‬
‫السالم‪ :‬من اآلية ( ‪ ) 1‬إلى ( ‪َ ) 11‬‬
‫‪ -1‬كرامة سيدنا "زكرياء" عميه ّ‬

‫خصيات َالمتحاورة َمع َا﵀ َفي َسورة َ"مريـ"‪َ،‬‬


‫ش َّ‬ ‫ؿ َ َِ‬
‫الكبلـ َتبدأَُ َمع َما َقالتو َال َّ‬ ‫أفعا َُ‬
‫ِ‬
‫المخاطبَ)‪َ،‬والفعؿَالكبلمىَ‬ ‫المشي َُرَإلىَفعؿَ(َالذَكرَ)َىوَا﵀َتعالىَ(َ‬
‫فالمتكمّـَبدايةَ َُ‬
‫َالصيغة َيحمؿ َداللة َاإلثبات َوالتّقرير ( ‪َ ) assertion‬فيو َفعؿ َتقريري‪َََََ،‬‬
‫في َىذه ّ‬
‫قوتوَ‬
‫جَإلىَالتّأثير‪َ َ ،‬و ّ‬
‫َ‬ ‫مفَأفعاؿَاإلثبات) ‪َ ) les représentatifs‬حسبَ" َسيرؿ َ" َيخر‬
‫ف َفي َصدؽ َوجود َالخبر؛ َباعتباره َيحمؿ َصيغة َاإلثبات‪َ ،‬فاليدؼَََََ‬
‫كم َُ‬
‫َتَ َُ‬
‫اإلنجازّية َ‬
‫َالمتمفَظَبعدىاَىوَا﵀َ‪َ،‬فبلَ‬
‫ألف َُ‬ ‫ِ‬
‫صدؽ؛ َ ّ‬
‫مفَسياؽَالقوؿَالّذيَأردؼَلفظةَ(َذ ْك َُر َ) َ ُي َ‬
‫أويميةَبأسموبَإنشائيَطمبيَ﴿ ‪ََ‬‬
‫احيةَالتّ ّ‬
‫مفَالن ّ‬
‫ّ‬ ‫إسنادَلغيره‪َ،‬وقدَابتدأتَاآليةَ‬

‫اميةَذكرَرحمةَا﵀َ‬
‫‪َ َ ﴾َ َ َ َ ‬بصيغةَاألمر‪ََ (َ :‬اُذ ُكر َ) َغرضوَإلز ّ‬

‫عمىَعبدهَ"زكرَّياءَ"‪َ .‬‬

‫واذا َانطمقنا َمف َأصؿ َالجممة َالخبرّية َنمحظ َالتّقديـ َوالتّأخير‪َ ،‬والتّقدير‪َ َ (َ :‬زَك ِرياَ‬
‫َعموما َوالقرآفَ‬
‫ً‬ ‫َرب َِو َ)‪َ ،‬يدخؿ َىذا َفي َإطار َ ّ‬
‫جماليات َالمّغة َالعر ّبية‬ ‫ت َ‬
‫َر ْح َم َ‬
‫الع ْب ُد َ َذ َك َر َ‬
‫َ‬
‫خصوصا‪َ ،‬فجممة َ﴿ َ‪َ ﴾َ َ َ َ َ ‬إخبارّية َصادقة‪َ ،‬مفادىاَ‬
‫ًَ‬

‫ار َكماَذكرتَاآلية َلصاحبَ‬


‫ارَواإلعتراؼَبرحمةَا﵀َبعباده‪َ،‬فرحمةَرَّبوَعميوَإقرٌَ‬
‫اإلقر َ‬
‫)َإلىَقمةَضعفوَوحاجتوَ‪َ َ.‬‬
‫َّ‬ ‫بدَ‬
‫ع ََ‬
‫القوؿَوىوَا﵀َبعبوديةَ"َزكرَّياءَ"َ‪َ،‬كماَتوحىَلفظةَ(َ ََ‬

‫أماَاآليةَالمواليةَ﴿ َ‪َ ﴾َ َ َ َ َ َ ‬تُ َّبيفَالعبلقةَبيفَالفردَ‬

‫َالصدؽ َأو َالكذب؛ َألف َاآليةَ‬


‫ورَّبو َ( َزكرَّياء َوا﵀ َ)‪َ ،‬اَلّتى َال َينطبؽ َعمييا َمعيار َّ‬
‫الدعاءَ)‪َ،‬فالمقاـَ‬
‫داءَالموجوَمفَالعبدَإلىَرَّبوَ(َفعؿَ َّ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫اَبصيغةَالن‬ ‫تضمنتَأسموبَاًَإنشائيَ‬
‫َّ‬
‫اتجََ‬
‫الممفوظَالن َُ‬
‫ّ‬ ‫ِ‬
‫المخاطبَأوَالباثَ( َالعبدَ" َزكرَّياء َ" َ)ََوالمتمَقّيَىوَا﵀‪َ ،‬و‬ ‫ألف َ‬
‫حوار؛َ َّ‬

‫‪54‬‬
‫سيَدناَ" َزَكرياء"‬ ‫فيَسو ِرَةَ"َ ََمرََيََـَ"ََََََََََََََََََََََ َكر ََ‬
‫ام َةَُ ََ‬ ‫ط َِ‬
‫ابَ َُ‬ ‫داوليَ َِ‬
‫ةَلمخ ََ‬ ‫َِ‬
‫اني‪:‬القََيـَالتَ َُ‬ ‫ؿَالثَ‬
‫الفَص َُ‬
‫َ‬

‫َ‬
‫النداء‪َ ،‬قصد َتبييفَ‬
‫عفَفعؿَالتّمفّظَىوَفعؿَكبلـَإنجازيَ) ‪ ( acte illocutoire‬مثله َ ّ‬
‫)‪َ،‬ليجيبَدعاءَعبدهَ"َزكرَّياءَ"‪َ .‬‬
‫ََ‬ ‫فيَالمتمَقّيَالمخاطَبَ(َا﵀َتعالىَ‬
‫َُ‬ ‫االنكسارَواالنقيادَ‬

‫سيدنا َ" َزكرَّياء َ" َفيَالخفاء‪َ ،‬كأحدَأفعاؿَ‬


‫تبيفَقيمةَدعاء َ ّ‬
‫السابقةَت ّ‬
‫وفيَاآليةَ َ َّ‬
‫عبلقتوَالعموديةَمعَا﵀َمباشرةَ‬
‫ّ‬ ‫ةَاجتماعيةَلمفردَفيَ‬
‫ّ‬ ‫ضعي‬
‫الكبلـَالمرتبطَبسياؽ‪َ ،‬لوَ َو ّ‬
‫تعرضَأنذاؾَلسخرتيـ‪َ،‬وفعؿَالكبلـَ﴿‪َ﴾‬‬
‫؛َألنوَ َّ‬
‫كانعكاسَلعبلقتوَاألفقيةَبالّناس َّ‬
‫ّ‬

‫َالدعاء َ( َجموس‪َ ،‬قياـ‪َ،)َ ...،‬‬


‫َوضعيتو َأثناء َّ‬
‫َّ‬ ‫َالزماف َوال َالمكاف‪َ ،‬وال‬
‫َيوضح َلنا َّ‬
‫َّ‬ ‫لـ‬

‫َأنو َاقترف َبمفظة َ﴿ َ‪َ ﴾َ ‬وىو َماَ‬


‫خاصة َّ‬
‫ف َفي َالقوؿ َ َّ‬
‫تضمَ َُ‬
‫الم ََ‬
‫الدعاء َىو َالفعؿ َ َُ‬
‫و َّ‬

‫بَالستجابةَالدعاءَاَلّذيَ‬
‫َّ‬ ‫وسؿ َ)‪َ ( sollicitation‬وااللتماس َمفَالمخاطَ‬
‫يوحيَإلى َالتّ ّ‬
‫تضمنتوَأفعاؿَاآليةَالمواليةَ‪َ .‬‬
‫َّ‬

‫ِ‬
‫تصؼَحالةَضعؼَالمخاطبَقصدَتبيينوَ‬‫إذَتابعتَسابقاتياََبذكرَأفعاؿَالكبلـَ‬
‫العقميةَ‬
‫الجسديةَو َّ‬
‫َّ‬ ‫كمية َو‬
‫ش َّ‬
‫طب‪َ ،‬ويتعَمّؽَالوصؼَبالحالةَال َّ‬
‫االنقيادَالتّاـَلممخا َ‬
‫الخضوعَو ّ‬
‫لمعبد "َزكرَّياء َ"‪َ ،‬فيَقولوَ‪ََ َ َ َ َ َ َ َ َ ﴿َ:‬‬

‫‪َ،﴾َ َ َ َ َ َ ‬اآليةَإقرارَالعبدَ"َزكرَّياء َ" َلرَّبوََبالفعؿَََََ‬

‫فالداعيَ"َزكرَّياءَ"َلـَيكفَ‬
‫(َقاؿَ)‪َ،‬ويتبّيفَذلؾَبرفعَندائوَفيَشكؿَدعاءَ﴿َ‪َّ َ،﴾َ‬‬

‫َبيف َمدى َصمة َالعبد َبرَّبوََ‬


‫في َدعاء َتوبة‪َ ،‬واَّنما َدعاء َتأكيد َعمى َدرجة َإيمانو‪َ ،‬كما َّ‬
‫ةَقصديةََلدعائو‪َ .‬‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫غيةَتحقؽَني‬ ‫َُب‬

‫ربَ)‪َ،‬وىذاَيدخؿَفيَصميـَ‬
‫ذؼَمفَصيغةَالقوؿَأداةَالنداءَ(َياَ)َواكتفىَبقولوَ(َ َّ‬
‫َّ‬ ‫ََ‬
‫وح‬
‫عبلقةَبيفَالداعيَوالمدعو‪َ،‬اَلّتيَجاءتَبصيغةَ‬
‫ّ‬ ‫التّفاعؿَالخطابي؛َإذَحَقّؽَمفَخبللوَ‬
‫َ‬

‫‪54‬‬
‫سيَدناَ" َزَكرياء"‬ ‫فيَسو ِرَةَ"َ ََمرََيََـَ"ََََََََََََََََََََََ َكر ََ‬
‫ام َةَُ ََ‬ ‫ط َِ‬
‫ابَ َُ‬ ‫داوليَ َِ‬
‫ةَلمخ ََ‬ ‫َِ‬
‫اني‪:‬القََيـَالتَ َُ‬ ‫ؿَالثَ‬
‫الفَص َُ‬
‫َ‬

‫َ‬

‫اسـَالقوةَعندََ‬
‫َّ‬ ‫جسديةَ﴿ َ‪َ ﴾َ َ َ َ ‬فػ َ( َ‪َ )َ ‬و‬
‫تأكيديةَإلقرارَحالةَضعؼَ َّ‬
‫َّ‬

‫اـَلماَيميياَ‪َ .‬‬
‫اؼَالَتّ َُ‬
‫تتضمفَاإلقرار‪َ،‬واإلعتر َُ‬
‫"َأوستيفَ"َ َّ‬

‫ةَ‪َ،‬خاصةَ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫العموـَبقصدَاإلعانةَمفَا﵀َلتحقيؽَالعبودي‬ ‫يفيد َ‬
‫ف َ) َ َُ‬
‫(َوََى ََ‬
‫وجاءَفعؿَ ََ‬
‫يَنوعوَطمبي‪َ،‬مفادهَ‬
‫الصوـَو‪َ،...‬فأسموبَاآليةَجاءَخبر َّ‬
‫الصبلةَو ّ‬
‫ينية‪ّ َ:‬‬
‫ةَالد َّ‬
‫احي َّ‬‫مفَالن َّ‬
‫َّ‬
‫َتضمف َقانوف َال ّشموؿ َحسبََََََََ‬
‫ّ‬ ‫َالضعؼ َلممتمَقّي َ( َا﵀ َ)‪َ ،‬وعميو َالكبلـ‬
‫ّ‬ ‫إقرار َحالة‬
‫يَ)َتأكيداَبياءَالمتكمّـَ‬
‫ً‬ ‫جاءَشامبل َدوفَحشو‪َ،‬كماَأف َإضافةَ ِ‬
‫(َمن‬ ‫ًَ‬ ‫ألنو َ‬
‫" َغرايس َ"؛ َ َّ‬
‫ّ‬
‫ارَوضعيةَفرديةَلحالةَضعؼَ‪َ َ.‬‬
‫َّ‬ ‫إلىَ(َإنيَ)َداللة عمىَإقر‬

‫شيءَمثموَينطبؽَعمىَقولوَتعالىَ﴿َ‪َ﴾َََ‬داللةَعمىَالكثرةَ‬
‫وال َّ‬

‫لىَالرسَخرجَمخرجَاالستعارة‪َ،‬فالجممةَمعطوفةَعمىَما َقبمياَتفيدَ‬
‫َّأ‬ ‫واسنادَاالشتعاؿَإ‬
‫ـَفيَالزمفَالعمري‪َ .‬‬
‫ّ‬ ‫قد‬
‫موؿَواإلقرارَبالتّ ّ‬
‫َ‬ ‫بالضرورةَال ّش‬
‫ّ‬

‫َالداعي َإقرار َحالة َلممخاطَب َ( َا﵀ َ)‪َ ،‬بنفي َي َؤَّكد َعمى َعدـَ‬ ‫ِ‬
‫المخاطب َّ‬ ‫ويبيف َ‬
‫ّ‬
‫‪ََ َ ‬‬ ‫فيَالدعاء‪َ ،‬وىوَماَذكرتوَأفعاؿَاآليةَ﴿ َ‬
‫َّ‬ ‫اقتراؼ َفعؿ َالعصياف َ‬

‫‪َ ،﴾َ َ ‬فالجممة َمعطوفة َكذلؾ َعمى َالجممة َاَلّتى َسبقتيا‪َ ،‬لذلؾ َأفادت َالعموـَ‬

‫شقاء‪َ،‬واآليةَبِ ُرمتِياَ﴿َ‪ََ‬‬
‫وال ّشموؿَبنفيَلحالة‪َ،‬لرّبماَقدَوصؼَبياَوىيَصفةَال ّ‬

‫‪َ﴾َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ‬‬

‫َقم ِة َاإلقر ِارَ‬


‫امية َ) ‪َ ( force illocutoire‬في ّ‬
‫قوتو َاإللز ّ‬
‫ممفوظٌ َإثباتيَ َوصفيَ َ ّ‬
‫َجس َِ‬
‫دت َمبدَأَ َالصَدؽ َ) ‪َ ( principe d'informativité‬الّذيَ‬ ‫واالعتراؼ‪َ َ ،‬الّتي ّ‬
‫َُيَمِ ّحََُعميوَ"غرايس"‪َ َ.‬‬

‫‪54‬‬
‫سيَدناَ" َزَكرياء"‬ ‫فيَسو ِرَةَ"َ ََمرََيََـَ"ََََََََََََََََََََََ َكر ََ‬
‫ام َةَُ ََ‬ ‫ط َِ‬
‫ابَ َُ‬ ‫داوليَ َِ‬
‫ةَلمخ ََ‬ ‫َِ‬
‫اني‪:‬القََيـَالتَ َُ‬ ‫ؿَالثَ‬
‫الفَص َُ‬
‫َ‬

‫َ‬

‫ويستمر َفيَتوظيؼَأفعاؿَالتأكيدَفيَجممةَالمواليةَ﴿ َ‬
‫‪ََ َ َ ‬‬ ‫َّ‬ ‫َ‬

‫َمعطوؼََََ‬
‫ٌ‬ ‫‪َ ،﴾َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ‬وىي َإقرٌار‬

‫مفَخبلؿَتجميةَ‬ ‫ِ‬
‫بغرض َالتّأكيد‪َ،‬وبقصدَتأثيري َ‬‫َالقوةَ( َ‪َ )َ ‬‬ ‫عمىَماَقبموَبنفس ِ ِ‬
‫ِ‬
‫ّ‬ ‫َواسـ ّ‬ ‫َ‬
‫الوضعية‪َ،‬ليشيرَإلىَوضعَزوجتوَالّتيَبمغتَمفَالكبرَوعجزىاَعمىَإنجابَالولدَمنذَ‬
‫ّ‬
‫عمف َعنو َ‬
‫َم ٌ‬‫َالعقر َ) ُ‬
‫مثبت َبصفة َ( ُ‬
‫شبابيا‪َ ﴾َ َ َ ﴿َ ،‬فالممفوظ َ ٌ‬

‫اميةَتتمثّؿَ‬
‫‪َ،‬قوتوَاإللز ّ‬ ‫ِ‬
‫َإببلغ َأوَإعبلفَ) ‪ّ ( déclaration‬‬
‫ٍ‬ ‫ىوَبمثابة‬ ‫) ‪،) déclaratif‬‬

‫حالةَتجزـَأف َالمرأةَالَتُْن ِج ُ‬
‫ب؛َبمعنىَليستَ‬ ‫ِ‬ ‫فيَاإلقر َِ‬
‫ار) ‪ ( assertion‬واإلعتراف ب‬
‫ُمؤىمَة َبيولوجيا َبسبب َالفعؿ َ( َ َكاف) َويتحقّؽ َىذا َالفعؿ َحسب َ" َدانياؿ َ‪ََََ:"َ Daniel‬‬
‫(‪)1‬‬
‫عمىَالجممةَالسابقة‪َ .‬‬
‫ّ‬ ‫َ‬‫بالعطؼ‬ ‫دَذلؾَ‬ ‫تجس‬
‫ّ‬ ‫و‬‫َ‬ ‫‪َ،‬‬ ‫«َبواسطةَالتّمفّظَ»‬

‫ٍَ‬
‫كمؿَاآليةَبأسموبَإنشائيََطمبيََبصيغةَاألمرَبعدَفاءَمعطوفة﴿َ‪،﴾ََ‬‬ ‫َُ‬
‫وي‬

‫َشأنا‪َ ،‬ولكفََََََ‬ ‫ؿ َاأل َِ‬


‫مر َفي َالمّغة َلف َيكوف َممَف َىو َأقؿَ َشأنَاً َإلى َمف َىو َأعمى ً‬ ‫َوفع َُ‬
‫ظؼ َىذا َالفعؿ؟ َوالّذي َقصد َمف َوراءهَ‬
‫سيدنا َ" َزكرّياء َ" َيو ّ‬
‫َالم َسوغُ َالّذي َجعؿ َ ّ‬
‫ما ُ‬
‫َِ‬
‫َبحكـَ‬ ‫َالدعاء‬
‫اثؽ َمف َاستجابة ّ‬
‫َالنبي َو ٌَ‬
‫أف َىذا َالعبد ّ‬
‫بلً َعمى َ ّ‬
‫َمباشر‪َ ،‬دلي َ‬
‫ًا‬ ‫أعطني َحبل‬

‫أسموب َإنشائيَ َطمبيَ َ َينتميََ‬


‫ٌَ‬ ‫األمر َ‬
‫قولو‪ََ ،﴾َ َ َ َ َ َ ﴿ :‬و َُ‬

‫إلى َصنؼ َأفعاؿ َالكبلـ َاإلنجازّية َ)‪(acte illocutoire‬؛ َبمعنى َاألقواؿ َالّتي َفيياَ‬
‫ضا‪َ،‬‬
‫ةَتكوفَبالر ََ‬
‫َ‬ ‫ب َ) َولـَيقؿ‪ََ (َ :‬أَعطني َ)؛ َألفَ َال َِيََب‬
‫ألفعاؿَمعينةَوقاؿ‪َ َ (َ :‬ى َْ‬
‫ّ‬ ‫إنجاز َ‬
‫ٌَ‬
‫َُدوفَمقابؿ‪َ .‬‬

‫‪َ 1- Daniel venderrveken, les actes de discours langage, n92, 1988,p26.‬‬

‫‪54‬‬
‫سيَدناَ" َزَكرياء"‬ ‫فيَسو ِرَةَ"َ ََمرََيََـَ"ََََََََََََََََََََََ َكر ََ‬
‫ام َةَُ ََ‬ ‫ط َِ‬
‫ابَ َُ‬ ‫داوليَ َِ‬
‫ةَلمخ ََ‬ ‫َِ‬
‫اني‪:‬القََيـَالتَ َُ‬ ‫ؿَالثَ‬
‫الفَص َُ‬
‫َ‬

‫َ‬
‫َِ‬
‫نيَلـَأستطعَولفَ‬‫عمىَأن‬
‫ّ‬ ‫ب َلِي َ) َبالضَ َِ‬
‫عؼ َ‬ ‫اؼ َمفَخبلؿ َالفعؿ َ( َ َى ْ‬
‫وىناَاعتر ٌَ‬
‫َِ‬
‫ولكفَىََبَتُؾَليَفيما َدعوتؾَ‬ ‫َِ‬
‫أستطيعَأفَأُوِفَي َؾ َحقّؾَبدعائيَىذاَحتّىَتستجيبَلي‪َ،‬‬
‫بَ﴾َجاءَلئلقر َِ‬
‫ارَ‬ ‫عظمتؾَوىوَفعؿَتضمفَاإلقرار‪َ،‬ففعؿَالكبلـ‪َ َ﴿َ،‬ى َْ‬
‫ّ‬ ‫فيو‪ََِ،‬داللةَعمىَ‬
‫َِ‬
‫اليَاالعتراؼَ‬‫فتََتَ‬
‫الزوجة‪َ َ،‬‬
‫قرَ ّ‬
‫أسَوع َُ‬
‫َُ‬ ‫الر‬
‫ؿَ ّ‬ ‫فَ َِ‬
‫العظـَواشتعا َُ‬ ‫يَوىوَوَْى َُ‬
‫ََ‬ ‫السابؽَبالضَعؼَال َُكمّ‬
‫ّ‬
‫بَ﴾ََِداللةَعمىَقُدرةَالمخاطََبَ(َا﵀َ)‪َ .‬‬
‫بعدَ﴿َ َى َْ‬

‫اعةَالمسبقة َ‪ََ ،‬والكبلـَفيو َالتّقديـَوالتّأخير َىذا َماََ‬


‫َُ‬ ‫ب َ) َالطّ‬
‫ف َالفعؿ َ( َ ََى َْ‬
‫ويتضم َُ‬
‫ّ‬
‫َأفَ‬
‫َمفيدا‪َ ،‬كما ّ‬
‫بلء ََمة َ) ‪َ ،( principe de pertinence‬بجعؿ َالكبلـ ً‬
‫َالم ََ‬
‫ؽ َمبدأ َُ‬
‫حقَ ََ‬
‫ََ‬
‫َأىميتو َفي َالخطاب‪َ،‬‬
‫ّ‬ ‫جس ُد َمبدأ َالصَدؽ َويؤ ّكد‬
‫َي ََ‬
‫ب َ) َُ‬
‫الدعاء َبفعؿ َ( َ ََى َْ‬
‫اإللحاح َفي َ ّ‬
‫ار َفعميَبعدـَ‬
‫كمفَفيَاالستسبلـَالكمّيَعمى َ ّأنوَإقرٌَ‬
‫ب َ)َي َُ‬
‫فاألثرَالّذي َيحممو َفعؿَ( َ َى َْ‬
‫َمقاـ َالتَمفَ َِ‬
‫ظ َفي َتحديده َالمقصود مفَ‬ ‫سيدنا َ" َزكرّياء َ" ََ‬
‫َقوتو‪َ ،‬ومنو َراعى َ ّ‬
‫حولو َوال ّ‬
‫َالقصدية َمف َوراءَ‬
‫ّ‬ ‫النَّية‬ ‫َالمتمثّؿ َفي َِ‬
‫َقمَة َالتَواضع‪َ ،‬و ّ‬ ‫َلمسيا َِ‬
‫ؽ َالمقامي َُ‬ ‫الكبلـ‪َ ،‬بمراعاتو ّ‬
‫َالقَصد َوىوََََََ‬ ‫ِ‬
‫المخاطب َ) َ‬ ‫َالداعي َ( َ‬
‫ب َ)‪َ ،‬تكمف َفي َاالستجابة َبمنح ّ‬
‫فعؿ َالكبلـ َ( َ ََى َْ‬

‫يةَالقصديةَ﴿َ‪َ،﴾َ‬دوفَتخصيصياَأوَتحديدَ‬
‫ّ‬ ‫َاإلعبلفَعفَالن‬
‫ّ‬ ‫وعميوَتـ‬
‫ّ‬ ‫الوليَ)‪َ،‬‬
‫(َ َّ‬

‫معناىا؛َإذَيمكفَأفَتخرجَإلىَ(َاالبف‪َ،‬األخ‪َ .)...‬‬

‫غَىدؼَالفعؿَالكبلميَالسابؽَ‬
‫ّ‬ ‫اليةَتحديدَالغايةَالقصديةَمفَبمو‬
‫َّ‬ ‫وتُ َِ‬
‫كمؿَاآليةَالمو‬ ‫َ‬

‫بوةَ﴿َ‪َ‬‬
‫اثةَالن ّ‬
‫رَسببَالدعاءَوىوَور ّ‬
‫ّ‬ ‫حيثَبر‬
‫ّ‬ ‫فيَالدعاء‪َ ،‬وتبدأَبفعؿَ﴿ َ‪َ ،﴾َ ‬‬
‫ّ‬

‫َألف َالفعؿ َقُرف َبنوف َالوقايةَ‬


‫‪﴾َ َ َ َ َ َ َ َ َ ‬؛ ّ‬

‫)َي ْع ِك ُس َإرادة َ ّ‬
‫سيدناَََََ‬ ‫ثَ َ‬‫(َيَِر َُ‬
‫كررَالفعؿ َ ََ‬
‫)َالمجسدَفيَالياء‪َ َ ،‬وَتَ َا‬
‫ّ‬ ‫َوضميرَالمتكمّـَ( َأنا َ‬
‫ةَقصديةَلمفعؿَاإلنجازيَ( َََيَِرَُثني َ)َ‬
‫ّ‬ ‫وىيَني‬
‫ّ‬ ‫بوةَفيَقومو‪َ،‬‬
‫" َزكرّياء َ"َفيَأفَتبقىَالنَ ّ‬
‫دوفَتصريحَعنيا‪َ َ.‬‬

‫‪54‬‬
‫سيَدناَ" َزَكرياء"‬ ‫فيَسو ِرَةَ"َ ََمرََيََـَ"ََََََََََََََََََََََ َكر ََ‬
‫ام َةَُ ََ‬ ‫ط َِ‬
‫ابَ َُ‬ ‫داوليَ َِ‬
‫ةَلمخ ََ‬ ‫َِ‬
‫اني‪:‬القََيـَالتَ َُ‬ ‫ؿَالثَ‬
‫الفَص َُ‬
‫َ‬

‫َ‬

‫ٍَ‬
‫اآليةَبأسموب َإنشائيَ َمف َنوعَاألمر﴿ َ‪َ،﴾َ َ َ ‬‬ ‫َنص َ‬ ‫وي َِ‬
‫كمؿَفي َّ‬ ‫َُ‬

‫لي َ)‪َ،‬‬
‫الو َّ‬
‫عائد َعمى َ( َ ََ‬
‫َضمير َ ٌَ‬
‫ٌَ‬ ‫عطؼ َفيو َالدَعاء َبفعؿ َاألمر( ََِا ََ‬
‫جعؿ َ)‪َ ،‬والياء‬ ‫الّذي َ َُ‬
‫يةَالقصديةَمفَخبلؿَفعؿَاألمرَىذا َلـَ‬
‫ّ‬ ‫الن‬ ‫َِ‬
‫مفَأفعاؿ َالكبلـَاإلنجازّية‪َ،‬ولكف َ ّ‬‫األمر َ‬
‫و َُ‬
‫)َالدالّةَ‬ ‫ألنوََأُرَِد ََ‬
‫ؼ َبػ َ( َ َربَ َ ّ‬ ‫اَوطمعاَفيَاالستجابة؛ َ ّ‬
‫ً‬ ‫َبؿَتضرًع‬
‫ّ‬ ‫اما َعمىَا﵀؛‬
‫يكفَإلز ً‬
‫ألنوَ‬
‫وسؿ؛ َ ّ‬
‫بعدَاألمر‪َ،‬فيوَأسموبَإنشائيَ َطمبيََبصيغةَاألمرَغرضوَالتّ ّ‬
‫ٌَ‬ ‫عمىَالتَوسَ َِ‬
‫ؿَ‬

‫ر َليا َفي َاآلية َاألولى َ﴿ َ‪َ‬‬


‫سيدنا َ"زكرّياء" َذاك َاً‬
‫مف َموجبات َرحمة َا﵀ َالّتي َكاف َ ّ‬

‫‪َ ََ.﴾َََََ‬‬

‫اللةَعمىَأنوَسيرضىَ‬
‫ّ‬ ‫جردةَمفَالتّعريؼ‪ََِ ،‬د‬
‫طمقةَوم ّ‬
‫َُ‬ ‫وجاءت َلفظةَ﴿ َ‪َُ َ ﴾َ ‬م‬

‫ألنو َمفَ‬
‫طب َ( َا﵀ َ) َعمى َاالستجابة؛ َ ّ‬
‫َمطمؽ َبقدرة َالمخا َ‬
‫ٌ‬ ‫بما َيبلقيو‪َ ،‬وىنا َإعتراؼ‬
‫فيـَالمتمقّيَالدَاللةَ‬
‫َُ‬ ‫ائفَالخارجية َتوجيوَالخطابَإلىَالمعنىَالمراد‪َ،‬حتّ ََ‬
‫ىَي‬ ‫ّ‬ ‫وظيفةَالقَر‬
‫َ‬
‫َِ‬
‫وَفيَبابَالسَيا َِ‬
‫ؽَالمَفظي‪َ َ.‬‬ ‫ىذاَماَن َِ‬
‫درَُ‬
‫ج‬ ‫َُ‬ ‫َِ‬
‫قصودةَباالعتمادَعمىَحاؿَالمتكمّـ‪َ،‬‬ ‫ََ‬
‫الم‬

‫ارَبحرؼَالنداءَ‬
‫ّ‬ ‫اآليةَالبلحقةَيتواصؿَالحو‬
‫ّ‬ ‫بطَبيفَاآلياتَالسابقةَو‬
‫ّ‬ ‫وبدوفَحرؼَر‬
‫طب َ( َا﵀ َ)‪َ ،‬كاستجابةَفورّيةَلدعاءَعبد‪ََََََََ،‬‬ ‫َِ‬
‫مفَالمخاطب َ( َزكرّياء َ)َإلىَالمخا َ‬‫( َيا َ)‪َ ،‬‬

‫﴿ َ‪َ ،﴾َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ‬جاءتَ‬

‫وتقدير َالكبلـَ‬
‫بصيغةَالنداء َ﴿ َ‪َُ َ ،﴾َ ‬‬
‫ّ‬ ‫ٍَ‬
‫فيَأسموب َإنشائيَ َطمبيَ َ‬ ‫ىذهَاالستجابةَ‬

‫َالقَوؿ َمحذوؼ َلمتّعجيؿ َفيَ‬ ‫عند َ" َابف َعاشور"‪َ «َ :‬قمنا‪َ :‬يا َزكرّياء َ»(‪َ ،)1‬‬
‫َفمقُوؿ َ‬

‫المؤسسةَ‬
‫السابع عشر‪َّ َ،‬‬
‫السادس و ّ‬
‫محمدَالطّاىرَبفَعاشور‪َ،‬تفسير التّحرير والتّنوير‪،‬الجزء ّ‬
‫‪ّ ََ-1‬‬
‫ةَلمنشر‪َ،‬تونس‪َ،1984َ،‬ص‪َ .68‬‬‫ونسي ّ‬
‫ائر‪َ،‬الدارَالتّ ّ‬
‫ّ‬ ‫الوطنيةَلمكتاب‪َ،‬الجز‬
‫ّ‬

‫‪45‬‬
‫سيَدناَ" َزَكرياء"‬ ‫فيَسو ِرَةَ"َ ََمرََيََـَ"ََََََََََََََََََََََ َكر ََ‬
‫ام َةَُ ََ‬ ‫ط َِ‬
‫ابَ َُ‬ ‫داوليَ َِ‬
‫ةَلمخ ََ‬ ‫َِ‬
‫اني‪:‬القََيـَالتَ َُ‬ ‫ؿَالثَ‬
‫الفَص َُ‬
‫َ‬

‫َ‬
‫َدوفَ‬
‫َدعائو‪َ ،‬ممحا َفيو‪َ ،‬فكانت َاإلجابة ََ‬
‫َأنو َكاف َصادقًا َفي َُ‬ ‫ِ‬
‫االستجابة َتَبييًنا َلمدَاعي ّ‬
‫بإشفاءَالغ َِ‬
‫ميؿ‪َ َ.‬‬ ‫ََ‬ ‫َتَماطؿَ َو‬

‫الَوقتَمحدٌََدَ‬
‫ٌَ‬ ‫يوجدَفرؽ َزمنيََو‬
‫ٌَ‬ ‫الرابطَبيفَالدَعاءَواإلجابةَغيرَموجود‪َ،‬إذفَالَ‬
‫وّ‬
‫بينيما‪َ ،‬ىذا َما َحقَؽ َمبدأ َالتَعاوف َ( ‪َ ) principe coopération‬عند َ" َغرايس َ"‪َ،‬‬
‫وقاعدةَعبلقةَالخبرَبمقتضىَ‬
‫َُ‬ ‫دةَفيَصيغةَالدعاء‪َ،‬‬
‫ّ‬ ‫الخبرَالمجس‬
‫ّ‬ ‫المتمثّؿَفيَقاعدةَكـََ‬
‫جسدة َفي َمناسبةََ‬
‫الم ّ‬ ‫المجسدة َفي َمناسبة َالمقاؿ َلممقاـ‪َ ،‬وقواعد َِ‬
‫َجية َالخبر َ َُ‬ ‫ّ‬ ‫الحاؿ‪َ ،‬‬
‫طؿَ‬
‫سيَـَفيَعدـَوجودَأيَ َمع ّ‬
‫ترتيبَالكبلـَوعدـَااللتباس‪َ،‬فيذاَالمبدأ َ–َالتّعاوف َ‪ََ-‬أَ َ‬
‫لغويَلبلستجابة‪َ .‬‬

‫وتستكمؿَصيغةَالقبوؿَبفعؿَالتّأكيدَ( ََإِنَا َ)َفيَآيةَ﴿ َ‪َ،﴾َ َ ‬واإلجابةََ‬

‫تبشيرَبصيغةَالجمعَالمقدر‪َ،‬بمعنىَ(َ ّإناَنحفَنب ّشرؾَ)َفػَ(َنحفَ)َ‬


‫ّ‬ ‫سيدناَ"َزكرّياءَ"َ‬
‫لػ ّ‬
‫ة‪َ،‬والتّأكيد َعمىَفعؿ َ( َالتَ َِ‬
‫بشير َ)َالّذيَىوَنعمةَعمىَأساسَ‬ ‫اللةَعمىَالقُدر َ‬
‫َ‬ ‫َِ‬
‫المحذوفةَد‬

‫سيدنا َ"زكرّياء َ"﴿ َ‪َ﴾َ ‬‬


‫فاده َأفَ َا﵀ َيب ّشر َ ّ‬
‫ّأنو َشيء َوقع َوحدث‪َ ،‬والجمع َىذا َ ََم َُ‬

‫امية‪َ،‬متمثّمةَفيَلفظةَ‬
‫فالجممةَىناَتحمؿَقوةَإلز ّ‬
‫ّ‬ ‫دعموَعندماَيذكر﴿َ‪َ،﴾ََ‬‬
‫وي ََ‬
‫ََ‬

‫ؽَقصديةَ‬
‫ّ‬ ‫فيَتسميتو‪َ،‬ىذاَالفعؿَيحقّ‬
‫ّ‬ ‫﴿ َ‪﴾َ ‬؛َإذ َتوحي َإلىَمضموفَفعؿَاألمرَ‬

‫سمَ َِوَيحيَ)‪.‬‬
‫عمفَعنوَسابقا؛َألفَاألصؿَ(َ ََ‬
‫ّ‬ ‫َُ‬
‫غيرَالم‬ ‫سيدناَ"َزكرّياءَ"َ‬
‫دعاءَ ّ‬

‫‪َ‬‬ ‫ويستمرَالخطابَفيَصيغةَاإلنشاءَبالنفي‪َ،‬داللةَعمىَقدرةَالمّوَفيَالخمؽَ﴿‬
‫ّ‬

‫‪َ،﴾َََََ‬مفادهَالتّأكيدَعمىَانتفاءَاالسـَسابقَاً‪َ،‬وىذاَماَذىبَإليوَ َ‬

‫َ‬

‫‪45‬‬
‫سيَدناَ" َزَكرياء"‬ ‫فيَسو ِرَةَ"َ ََمرََيََـَ"ََََََََََََََََََََََ َكر ََ‬
‫ام َةَُ ََ‬ ‫ط َِ‬
‫ابَ َُ‬ ‫داوليَ َِ‬
‫ةَلمخ ََ‬ ‫َِ‬
‫اني‪:‬القََيـَالتَ َُ‬ ‫ؿَالثَ‬
‫الفَص َُ‬
‫َ‬

‫َ‬
‫"ابفَكثير"َفيَقولوَ‪َ«َ:‬لـَيكفَلوَشبيو»َ(‪َ )1‬‬

‫َ‪ََ َ ‬‬ ‫ارَبيفَا﵀َوعبده َ﴿‬


‫َ‬ ‫اليةَعفَحو‬
‫آني َفيَاآلياتَالمو َّ‬
‫ص َالقر َّ‬
‫الن َّ‬
‫ويَُنـَ َ ّ‬
‫ََ‬

‫‪َ ،﴾َ َ َ َ  َ َ َ َ َ َ َ َ ‬فممفوظَََََ‬

‫ارَ‬ ‫‪َ،‬قوتوَاإللزاميةَتتمثَؿَفيَاإلقر َِ‬


‫ار َ) ‪( assertion‬؛ بمعنىَإقرٌَ‬ ‫مثبت ّ‬
‫﴿ َ‪ٌَ َ ﴾َ َ ‬‬

‫ٍَ‬
‫ةَمفَجيةَأخرى؛َإَْذَىوَيردََعمىَرّبوَكماَقاؿَ"َالطّاىرَ‬ ‫بوبي‬
‫الر ّ‬
‫ثباتَ َ‬ ‫َِ‬
‫مفَالعبدَلرّبو‪َ،‬وا َُ‬

‫عجب‪َ،‬‬
‫جَإلىَالتَ ّ‬
‫ستفياميةَتخرَُ‬
‫ّ‬ ‫ابفَعاشور"َ«َجو ًاباَلمبشارةَ»(‪َ،)2‬لذلؾَجاءتَ﴿َ‪ََِ﴾َ‬ا‬

‫جبّية‪َ ،‬غرضيا َحسب َ" َبف َعاشور َ"« َال ّشكر َ»(‪َ )3‬وليس َالتّعجب َأوَ‬
‫فيقاؿ َليا‪َ :‬التَ ََع َُ‬
‫َوضعيتي َىذهَ‬
‫ّ‬ ‫تعجًبا َكيؼ‬
‫َم ّ‬
‫ساءؿ َُ‬
‫َتَ ََ‬
‫َيكذَب َا﵀؛ َبؿ َ‬
‫التّعجيز‪َ ،‬فػ َ" َزكرّياء َ" َالعبد َلـ ُ‬
‫تُ َغير؟! َ‬

‫ؿَََ‬ ‫َِ‬
‫ستحيؿ َعنده‪َ ،‬فما َىو َمستحي ٌَ‬ ‫ٍَ‬
‫َلشيء َ َُم‬ ‫َالعبد ََِاندىش َمف َاالستجابة‬
‫َُ‬ ‫إذف َىذا‬
‫سيدناَ"َزكرّياءَ"َ‬
‫ياؽَأفَ ّ‬
‫َّ‬ ‫فيـَمفَالس‬
‫ّ‬ ‫ولكفَماَي‬
‫ُ‬ ‫ؿَعندَالمولىَتعالى‪َ،‬‬
‫عندَالعبدَىي ٌفَسي ٌَ‬
‫َ‬
‫سبَ‬
‫ةَتدخؿَضمفَرحمةَا﵀‪َ،‬فن ََ‬
‫ََ‬ ‫ألف َىذهَاألخير‬
‫جابةَالدعوة‪ّ َ،‬‬
‫ّ‬ ‫كافَ َُمَِق َّاًر َفيَنفسوَباست‬

‫تأكيد َعمىَأفَ َالغبلـَىذاَ‬


‫الغبلـَلوَبمفظة َ﴿ َ‪َ،﴾َ ‬وَممفوظَ﴿ َ‪ٌَ َ ﴾َ َ َ ‬‬

‫يفَأبوَالفداءَإسماعيؿَابفَكثيرَالقرشيَالدمشقي‪َ،‬تفسير القرآن العظيم‪ ،‬الجزء‬


‫ّ‬ ‫عمادَالد‬
‫ّ‬ ‫‪َ-1‬‬
‫النشرَوالتّوزيع‪َ،‬جميورّيةَمصر‪َ،‬القاىرة‪َ،‬الطّبعةَاألولى‪َ،2114َ،‬‬
‫الثّالث‪َ،‬دارَالمستقبؿَلمطّباعةَو ّ‬
‫ص‪َ .172‬‬
‫‪-2‬ابفَعاشور‪،‬تفسير التّحرير والتّنوير‪َ،‬ص‪َ .71‬‬
‫المصدرَنفسو‪َ،‬نفسَالصفحة‪َ .‬‬
‫ّ‬ ‫‪َ-3‬‬
‫َ‬

‫‪45‬‬
‫سيَدناَ" َزَكرياء"‬ ‫فيَسو ِرَةَ"َ ََمرََيََـَ"ََََََََََََََََََََََ َكر ََ‬
‫ام َةَُ ََ‬ ‫ط َِ‬
‫ابَ َُ‬ ‫داوليَ َِ‬
‫ةَلمخ ََ‬ ‫َِ‬
‫اني‪:‬القََيـَالتَ َُ‬ ‫ؿَالثَ‬
‫الفَص َُ‬
‫َ‬

‫َ‬
‫فةَإليمانِو‪َ،‬وماَ‬
‫َ‬ ‫َم ََ‬
‫ضاع‬ ‫ابؽ‪َ،‬وماَىوَإال َُ‬ ‫عجبَالسَ‬ ‫ِ‬
‫ّ‬ ‫ؽَاالندىاشَمفَالتّ ّ‬
‫ىوَابنو‪َ،‬ومنوَتحقَ ََ‬
‫تبادؿَبيفَالعبدَ"َزكرّياءَ"ََورّبوَبوسيطَبينيما‪َ َ.‬‬
‫ارَم ََ‬
‫مفَالسياؽَوجودَحو َُ‬
‫ّ‬ ‫نمحظوَ‬

‫ويستمرَاإلقرارَفيَالممفوظَالوصفي َ﴿ َ‪َ ﴾َ َ َ ‬المؤ ّكدَبالفعؿَ‬

‫َوحالتُياَ‬
‫َ‬ ‫َزمف َ ٍَ‬
‫بعيد‪،‬‬ ‫ف َفييا َمنذ ٍَ‬ ‫قر َ َِ‬
‫متمكَ ٌَ‬ ‫الع ََ‬
‫اجية َأفَ َ َُ‬
‫ج ّ‬ ‫الماضي َ( َكاف َ)‪َ ،‬والغاية َِ‬
‫َالح ََ‬
‫َعطؼَ‬
‫َاإليمانية‪َ ،‬وقد َُ‬
‫ّ‬ ‫قوة َىذا َالممفوظ َفي َإقر َِ‬
‫ار َالحالة‬ ‫وس َمنيا َفي َاإلنجاب‪َ ،‬ف ّ‬
‫يؤ ٌَ‬
‫ََم َُ‬

‫الممفوظَالسابؽَبأسموبَخبريَمؤ ّكدَ﴿ َ‪َ،﴾َ َ  َ َ ‬ومنوَتساويَ‬


‫ّ‬

‫سويةَبيفَالمعطوفيف‪َ .‬‬
‫الرابطةَواوَالتَ ّ‬
‫المعطوفيفَفيَالحالة‪َ،‬فالواوَ ّ‬

‫عقرَ‬
‫انية َ( َ َُ‬
‫يؤوسَمنيا( َكبرَ"َزكرّياء َ"َ) َمشابيةَلمحالةَالثّ ّ‬
‫إذفَالحالةَاألولىَ ََم َُ‬

‫اَمصر ًحاَبوَلتساويَالحالتيف‪َ،‬كماَزادتَلفظةَ﴿‪َ﴾َ‬‬
‫ّ‬ ‫امرأتوَ)‪َ،‬فكافَالمعطوؼَممفوظًَ‬

‫دتَاآليةَالوضعيةَاألولىَفيَقوؿَا﵀َ﴿َ‪َ‬‬
‫ّ‬ ‫حقيقيةَمفَتأكيدَىذاَالخبر‪َ،‬وعميوَأ ّك‬
‫التّ ّ‬

‫أفَ‬
‫ةَاإلليية‪َ،‬الَسيماَو َّ‬
‫ّ‬ ‫عَمفَالدَىشةَمفَالقدر‬
‫جَالممفوظَإلىَنوٍَ‬
‫‪َ،﴾ََ‬ومنوَخرََ‬

‫المجتمع‪َ،‬فتَفاَقُـَ‬
‫َ‬ ‫األمرَييـََ‬
‫َمفَصمبو‪َ،‬عمىَأساسَأفََ ََ‬
‫َُ‬ ‫"َلـَيطمبَالولي‬
‫ّ‬ ‫سيدناَ"َزكرّياءَ‬
‫ّ‬
‫زوجَوَقادريفَ‬
‫دَأنوََو ُ‬
‫الولي َمفَصمبو‪َ ،‬وماَمفَشيءَبيولوجيَيؤكَ ّ‬
‫يكمفَفيَأفََ ّ‬
‫الدَىشةَ َُ‬
‫تيماَالَتسمحَبذلؾ‪َ .‬‬
‫َُ‬ ‫وضعي‬
‫ّ‬ ‫ألفَ‬
‫عمىَاإلنجاب؛َ ّ‬

‫طب ََِداللةَََََََ‬ ‫َالمخ ِ‬


‫اطب َوالمخا َ‬ ‫َ‬ ‫َر ٍَ‬
‫بط َبصيغة َمباشرة َبيف‬ ‫ويتتابعَُ َالحوار َببل َا‬
‫ََ‬

‫‪ََ ‬‬ ‫ح َمبدإَِ َالتَعاوفَ) ‪ ( principe de coopération‬بينيما‪﴿ ،‬‬


‫عمىَوضو َِ‬
‫َُ‬

‫‪ ﴾َََ َََََ َ َ َ ََ َ ‬فترتيبَالكبلـَ‬

‫َموَائٌَِـ َلمقتضى َالحاؿ َفآية َ﴿ َ‪َ ﴾َ َ ‬حسب َ" َبف َعاشور َ"ََََََ‬
‫مف َالطّرفيف َُ‬

‫‪45‬‬
‫سيَدناَ" َزَكرياء"‬ ‫فيَسو ِرَةَ"َ ََمرََيََـَ"ََََََََََََََََََََََ َكر ََ‬
‫ام َةَُ ََ‬ ‫ط َِ‬
‫ابَ َُ‬ ‫داوليَ َِ‬
‫ةَلمخ ََ‬ ‫َِ‬
‫اني‪:‬القََيـَالتَ َُ‬ ‫ؿَالثَ‬
‫الفَص َُ‬
‫َ‬

‫َ‬
‫ِ‬
‫َالمخاطبَىوَا﵀َو﴿َ‪َ﴾َََََ‬تأكيدَ‬ ‫ألف‬ ‫(‪)1‬‬
‫ابَعفَتعجبوَ» ؛َ ّ‬
‫ّ‬ ‫«َجو‬

‫ساؤؿَالسابؽَ﴿َ‪َ .﴾ََََََ‬‬
‫ّ‬ ‫عمىَماَبعدىاَفيَنفيَالتّ‬

‫سيدنا َ" َزكرّياء َ" َبحكـَََََ‬


‫عجب َمف َ ّ‬
‫ظُ َ﴿ َ‪َ ﴾َ َ َ ‬أبطؿ َفعؿ َالتّ ّ‬
‫َوالممفو َ‬

‫َالدعاء َالمعطوفة‪َ،‬‬
‫َالضمير( َ‪َ )َ ‬الغائب َيعود َعمى َفعؿ َالخمؽ َوعمى َاستجابة ّ‬
‫أف ّ‬ ‫ّ‬

‫مرَيسيرَالَصعوب َةَفيوَ‬
‫ٌ‬ ‫فيعنيَأفَاأل‬
‫ّ‬ ‫أماَفعؿَ﴿َ‪َ﴾َ‬‬
‫بمعنىَالَاستجابةَدوفَدعاء‪ّ َ،‬‬

‫رَحالةَالسياؽَاألولىَعندَالدَعاء‪َ،‬لذلؾَ‬
‫ّ‬ ‫عندَالمولى‪َ ،‬وعميوَالسَياؽَغيَرَالمعنى‪َ،‬وغيَ‬
‫يعتمد َعمىَ‬
‫َالمتضمَف َفي َاآليات َالسَابقة‪َ ،‬أفَ َالحوار َ َُ‬
‫يتجمّى َلنا َمف َخبلؿ َالمعنى َُ‬

‫تبيفَىذاَمفَخبلؿَفعؿَالقوؿَالكبلميَ﴿َ‪َ .﴾ََ ‬‬ ‫ٍَ‬


‫وسيط‪ّ َ،‬‬

‫تأكيدية َفي َالفعؿ َاإلنجازيَ‬


‫َبشرى َ ّ‬ ‫َأنيا َِ‬
‫َاشتممت َعمى ُ‬ ‫المضموف َالقضوي َلآلية ّ‬
‫َُ‬ ‫و‬

‫ظُ َالّذي َتبلىا َإنتاجا َلتبعات َالقوؿَََ‬


‫﴿ ‪َ ،﴾َ ‬يخرج َإلى َتقرير َحالة‪َ ،‬فجاء َالممفو َ‬

‫تأثيراَفيَ‬
‫الّتيَسبقتوَ﴿َ‪َ،﴾َََََََ‬الّتيَأحدثتَبدورىاَ ً‬
‫َّ‬ ‫ردَِةَالفعؿَالّذيَيميوَبتجاوز‬
‫هَإلىَحدَالفعؿَالكبلميَالَتّأثيري َ) ‪( acte perlocutoire‬‬ ‫ّ‬
‫ف َكونيَخمقتؾَ‬
‫عَمَيَ َ ََىيَ ٌَ‬
‫الخبري َالمؤ ّكدَبالعطؼَ َوقدَالتّحقيؽ‪َ،‬مفادهَإيجادَىذاَالغبلـَ ََ‬
‫رَموجودا‪َ.‬‬
‫ً‬ ‫ََ‬
‫ولـَتكفَأنتَاآلخ‬‫قبمو‪َ،‬‬

‫‪َ-1‬ابفَعاشور‪َ،‬تفسير التّحرير والتّنوير‪َ،‬ص‪َ .72‬‬


‫َ‬

‫‪45‬‬
‫سيَدناَ" َزَكرياء"‬ ‫فيَسو ِرَةَ"َ ََمرََيََـَ"ََََََََََََََََََََََ َكر ََ‬
‫ام َةَُ ََ‬ ‫ط َِ‬
‫ابَ َُ‬ ‫داوليَ َِ‬
‫ةَلمخ ََ‬ ‫َِ‬
‫اني‪:‬القََيـَالتَ َُ‬ ‫ؿَالثَ‬
‫الفَص َُ‬
‫َ‬

‫َ‬
‫َيختص َبيا َدوف َغيره‪َ،‬‬
‫ّ‬ ‫وبصيغة َالخبر َيطمب َالعبد َ" َزكرّياء َ" َمف َرّبو َعبلمة‬

‫﴾‪َ ،‬عقبياَ‬ ‫َكردة َفعؿ َعمى َشكر َا﵀ َ﴿ َ‪َ َ َ َ َ َ ‬‬
‫فجاء َالممفوظ ّ‬

‫طمبيَبصيغةَاألمر‪َ،‬كاستجابةَلطمبَسابؽَتمثّؿَفيَعدـَالكبلـ‪َ،‬‬
‫أسموبَإنشائيَ َّ‬
‫َّ‬

‫ظُ َتقريريَ َجاء َدوفَ‬


‫﴿ َ‪َ ،﴾َ َ َ َ َ َ َ َ ‬فالممفو َ‬

‫الصوـَعفَالكبلـَ‬
‫عاطؼ‪َ ،‬مفادهَاالستجابةَىيَاألخرىَالمباشرةَالفورّية‪َ،‬تمثّمتَفي َ ّ‬
‫ارَالنفسيَإليو‪َ َ.‬‬
‫بقصدَنيةََتَََنحَيَالدَىشةَعنوََوعودةَاالستقر ّ‬
‫ّ‬ ‫متتالية‪َ،‬‬ ‫ٍَ‬
‫ثبلثَلياؿَ ّ‬

‫طبَمعَالتّبادؿَ‬ ‫ِ‬
‫ارَدارَبيفَالمخاطبَوالمخا َ‬
‫واآلياتَمفَ( َ‪َ )َ 1‬إلى َ( َ‪َ)َ 11‬حو‬
‫َخضعا َإلى َقوانيف َالخطاب َ) ‪ََ،( les lois du discours‬‬
‫ََ‬ ‫الكبلمي َلؤلدوار؛ َحيث‬
‫بميغ َلمغايةَمعَوضوحيا‪َ،‬ومناسبةَك ّؿ َممفوظَلسياقوَ‬
‫َطرؼَإفادةُ َالتّ َِ‬
‫َ‬ ‫الّتيَضمنتَلك ّؿ‬
‫فيَإطارَالتّ َِ‬
‫عاوفَالموجودَبينيما‪َ .‬‬

‫‪ََ َ َ َ ‬‬‫َالتّقرير َالمؤ ّكد َبفعؿ َالخروج َ﴿ َ‬


‫َواستمر َفعؿ َ‬

‫ظُ َىناَتقريريَ َمؤ ّكدَبفعؿَالخروجَ‬


‫‪َ ،﴾َ  َ َ َ َ َ ‬الممفو َ‬

‫مفَبيفَإجابةَالدعاءَ‬
‫ّ‬ ‫رَالز‬
‫ص ّ‬ ‫َِ‬
‫َسياقوَعمىَق ََ‬ ‫ةَبحرؼَالفاء‪َ،‬دؿ‬
‫َ‬ ‫نفسو‪َ،‬المعطوؼ َمباشر‬
‫َمعينة َفقطَ‬
‫َلمدة ّ‬
‫َيعتزؿ َ" َزكرّياء َ" َقومو َكميا؛ َبؿ ّ‬
‫َأنو َلـ َ‬
‫َيفيـ ّ‬
‫َوخروجو َعمى َقومو‪َُ ،‬‬
‫َوالمتمثّمة َفي َعدـ َالكبلـ َمعيـ‪َ ،‬وقد َاستبدؿ َىذا َاألخير َبفعؿ َأعظـ َمنو َالمتمثّؿَََََ‬

‫في َقولو‪َ ،﴾َ َ َ َ َ َ َ ﴿َ :‬ىذا َالممفوظ َفعؿ إنجازيَ‬

‫نتجةَمفَالسياؽَبعدَأفَالتّفسيرّيةَمفادىاَاإلنجاز‪َ،‬فػ﴿َ‪َ﴾‬‬
‫ّ‬ ‫ستَ‬
‫ةَم َ‬
‫قيمةَقولي َُ‬
‫ّ‬ ‫فَ‬
‫تضم ََ‬
‫ّ‬

‫َِ‬
‫وـَعفَالكبلـ‪َ،‬ولكفَا َِ‬
‫ستبدؿَ‬ ‫ؽَفعؿَ َّ‬
‫الص‬ ‫يمكفَأفَتكوفَإيماءَفقطَدوفَقوؿ‪َ،‬ومنوَتحقّ ََ‬
‫وليةَفيَالممفوظ؛ َوالّتيَمفادىاَ‬
‫يمةَالقَ ّ‬
‫َ‬ ‫بما َىو َأفضؿَمنو‪َ،‬وىوَالتّسبيحَوىناَتكمف َ َِ‬
‫الق‬

‫‪44‬‬
‫سيَدناَ" َزَكرياء"‬ ‫فيَسو ِرَةَ"َ ََمرََيََـَ"ََََََََََََََََََََََ َكر ََ‬
‫ام َةَُ ََ‬ ‫ط َِ‬
‫ابَ َُ‬ ‫داوليَ َِ‬
‫ةَلمخ ََ‬ ‫َِ‬
‫اني‪:‬القََيـَالتَ َُ‬ ‫ؿَالثَ‬
‫الفَص َُ‬
‫َ‬

‫َ‬
‫َأياـ‪َ،‬‬
‫تقبمو َبعد َثبلثة ّ‬
‫تييئة َالقوـ َنفسيا َلسماع َخبر َالبشرى َ َو ّ‬
‫َبكرَةً َوعشيا‪َ ،‬ل ََ‬
‫التّسبيح َُ‬
‫وَقدَبعثَ‬
‫ُ‬ ‫َِ‬
‫وىبَنبيئيـَا ًبناَيرثَعممو َ»(‪َ،)1‬و ّأن‬‫والمتمثّؿ َحسبَ"َابفَعاشور َ" َفيَ« َ‬
‫فيَرحـَعجوزَعقيـ‪َ .‬‬

‫ويظير َالمضموف َالقضوي َلآلية َفي َقيمة َالتّسبيح‪َ ،‬وبتحقّقو َبصيغة َاألمر‪َ،‬‬
‫َسماعية َغرضو َالتّعظيـ؛ َفالتّسبيحَ‬
‫ّ‬ ‫َتعجب‬
‫باعتبار َالوضع َالمّغوي َلمتّسبيح َصيغة ّ‬
‫بأنو َقادر َعمى َك ّؿ َشيء‪َ ،‬ومنو َتمقّي َالخبرَََََََ‬ ‫َم َِ‬
‫بلءمة َلتعظيـ َا﵀ َومنزلتو َ َو ّ‬ ‫أرضية َُ‬
‫ّ‬
‫ؿ َميـَ َلمتّواصؿَكماَعكستَ‬
‫ارَالنفسيَعام ٌَ‬
‫الَيحدثَشقاَبينيـَوبيفَخالقيـ‪َ،‬فاالستقر ّ‬
‫َيصدر َ ّإال َعفَ‬
‫َُ‬ ‫َألف َاألمر َال‬
‫سيدنا َ" َزكرّياء َ" َوقومو؛ ّ‬
‫اآلية َالعبلقة َالحسنة َبيف َ ّ‬
‫باعاَلو‪َ ،‬ومنوَلـَيحصؿَالصَوـَالكمّيَبفعؿَ‬
‫َبوَواتّ ً‬
‫قتداء َ‬ ‫َِ‬
‫طاعة‪َ،‬فكافَذلؾَا ً‬‫شخصي َُ‬
‫ةَم‬ ‫ّ‬
‫سبيح‪َ .‬‬
‫ضَبالتّ َِ‬
‫وَعو َ َ‬
‫ألن ُ‬
‫السَكوتَالمطموبَسابقًا؛َ ّ‬

‫أقرتَبػ‪َ :‬‬
‫واآلياتَمفَ(َ‪َ)َ1‬إلىَ(َ‪ّ َ)َ11‬‬

‫احدَاألحد‪َ .‬‬
‫‪َََ-1‬وحدانيَةَا﵀َوال ّشيادةَلوَبأنَوَالو َُ‬

‫‪َ-2‬قيم َةَُالتّوكَ َِ‬


‫ؿَعمىَا﵀‪َ .‬‬

‫الد َِ‬
‫عاءَفيَأنَوَيغيَرَالقضاءَوالقدر‪َ َ.‬‬ ‫‪َ-3‬قيم َةَُ ّ‬

‫الخالصَبقدرةَا﵀َتعالى‪َ .‬‬
‫َُ‬ ‫اإليمافَ‬
‫َُ‬ ‫‪َ-4‬‬

‫الَإلوَإال َا﵀ َ" َمفَ‬


‫ّ‬ ‫أف َ‬
‫شيادةُ َ َْ‬ ‫ؿ َ ٍَ‬
‫ركف َمفَأركافَاإلسبلـَوىو‪َ َ "َ:‬‬ ‫ؽ َ ّأو َُ‬
‫ومنوَتحقَ ََ‬
‫الدعاء‪َ .‬‬
‫خبلؿَفعؿَ ّ‬

‫َ‬

‫‪َ-1‬ابفَعاشور‪َ،‬تفسير التّحرير والتّنوير‪َ،‬ص‪.75‬‬

‫‪44‬‬
‫سيَدناَ" َزَكرياء"‬ ‫فيَسو ِرَةَ"َ ََمرََيََـَ"ََََََََََََََََََََََ َكر ََ‬
‫ام َةَُ ََ‬ ‫ط َِ‬
‫ابَ َُ‬ ‫داوليَ َِ‬
‫ةَلمخ ََ‬ ‫َِ‬
‫اني‪:‬القََيـَالتَ َُ‬ ‫ؿَالثَ‬
‫الفَص َُ‬
‫َ‬

‫َ‬
‫َقوتياَ‬
‫الوصفية‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫َِ‬
‫َأفعاؿ َالكبلـ َاألمرّية َواإلنجازّية َوالتّقريرّية َو‬ ‫َالمتتالية َمف‬
‫ىذه َُ‬
‫ؽ َفعؿ َالكبلـ َاإلببلغيَ‬
‫بانية‪َ ،‬ومنو َتحقَ ََ‬
‫َالر ّ‬
‫ؿ َفي َإثبات َالطَاعة َالتّامة ّ‬
‫امية َتتمثّ َُ‬
‫اإللز ّ‬
‫القصدَََََ‬
‫ََ‬ ‫غوية؛ َألفَ َ‬
‫َالكفاءة َالمّ ّ‬
‫ََ‬ ‫ؽ َفيو َعنصر‬
‫سيدنا َ" َزكرّياء َ" َتحقَ ََ‬
‫َونجاحو؛ َباعتبار َ ّ‬
‫يَعمىَالمتمقّي‪َ،‬تجمّى َذلؾَ‬
‫َُ‬ ‫الية َالكبلمّية َىوَإنجازَفعؿ َكبلـ َتأثير‬
‫مفَإنتاجَىذهَالمتت ّ‬
‫عميوَالسبلـَفيَاآلياتَالّتيَتمييا‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ادىَإلىَمكانةَسيدناَ"َيحيَ"َ‬
‫ّ‬ ‫ََ‬
‫ارَوتم‬
‫فيَالحو‬

‫‪44‬‬
‫ورةََ"َمَريَمََ"َََََََََََََََََََمَكَانَةََسَيَدناَ"َيَحيَ"‬
‫داوليَةَلمخَطابََفيَسَ َ‬
‫الفَصلََالثَاني‪َ:‬القَيمَالتَ َ‬

‫السالم‪ :‬من اآلية ( ‪ ) 22‬إلى ( ‪) 21‬‬


‫سيدنا " يحي "عميه ّ‬
‫‪ -2‬مكانة ّ‬

‫سيدناَ"َيحي"َفيَشكلَخطابَسرديَ ‪( discours‬‬
‫ةَلقصةَ ّ‬
‫جاءتَاآلياتَال ّذاكر ّ‬
‫) ‪ narrativisé‬بمضمون إنشائي طلبي بصيغة النّداء ﴿َ‪ََ َََ‬‬

‫مكانةَسيدناَ"َيحيَ"‪َ،‬وقدَحذفَ‬
‫ّ‬ ‫‪َ،﴾ََََ‬الّذيَوصفَبوَحالةَ َو‬

‫الرابطَالمّفظيَالمّغويَوىو َمقولَالقول َ( َقال َ)‪َ،‬معَإقامةَ‬


‫الربطَبينَاآليتين‪َ،‬ونقصدَ َ ّ‬
‫َّا‬

‫اميةََ‬
‫َقوتو َاإللز ّ‬
‫َتتعدى ّ‬
‫َالنداء َ﴿ َ‪َ ﴾َ ‬الّذي ّ‬
‫الرابط َاألقوى َالمعنوي‪َ ،‬المتمَثَل َفي ّ‬
‫ّ‬

‫عميوَالسالم‪َ .‬‬
‫ّ‬ ‫لسيدناَ"َيحيَ"‬
‫إلىَاألمر‪َ،‬فالخطابَجاءَمباش َاًرَ ّ‬

‫َالنداء َبفعل َأمر﴿ َ‪َََََََ،﴾َ َ َ َ ‬‬


‫َويتتابع َالفعل َالكالمي َبعد ّ‬

‫بالنداءَ‬
‫وىو َممفوظ َإلزامي َأمري‪َ ،‬عالج َواقعَ َالعَقيدة‪َ ،‬ففعل َاألمر َ﴿ َ‪َ ﴾َ ‬المَقترنَ َ ّ‬

‫غمَأنَالمقامَحوار‪َ،‬لكنَفيَىذهَالحالةَ‬
‫الردَأوَعدمَاإلنجاز‪َ،‬ر ّ‬
‫اإللييَ(َياَ)َالَيَحتَمَلََ ّ‬
‫الَيَقبلََالنَقاشَ‪َ،‬إذَكمّفوَبحملَالكتابَوألزموَضرورةَتعمّموَواتقانو‪َ .‬‬

‫ةَقصديةَتمثّمتَفيَمجملَاآليةَ﴿ َ‪َ ،﴾َ َ َ ‬فالممفوظَ‬


‫ّ‬ ‫َني‬
‫ليقر ّ‬
‫َ ّ‬

‫ناَلكَالنبوةَىذهَفيَالحكم‪َ،‬‬
‫ّ‬ ‫منَمقولَالقول؛َبمعنىَيسر‬
‫ّ‬ ‫تقريريَمعطوفَعمىَماحَذَفَ َ‬

‫وأضفىَعميوَا﵀َالحمايةَ﴿ َ‪َ ،﴾َ َ َ َ َ َ َ َ َ ‬فالمَمفوظََ‬

‫ًّ‬
‫دَحرفياَ‬ ‫جس‬
‫سيدنا َ" َزكرّياء َ"َت ّ‬
‫الدعاء‪َ،‬ومنوَدعاء َ ّ‬
‫معطوف َعمىَما َقبمو‪َ،‬حَقَقَ َصدق َ ّ‬
‫ٌَ‬
‫سيدناَ"َيحيَ"َوخَمقو‪َ .‬‬
‫فيَصورةَ ّ‬

‫لذلكَكانَمحتوىَاآليةَ﴿َ‪َ ﴾ََ‬معطوفاَعمىَماَقبموَبالفعلَالماضيََ‬

‫سيدنا َ" َزكرياء َ"َََ‬


‫بمعنىَوَرثَ َىذا َالتّقوى؛ َإذَىيَمتم ّكنةَفيوَبالوراثةَلقول َ ّ‬
‫َ‬ ‫(َكان َ)؛ َ‬

‫‪85‬‬
‫ورةََ"َمَريَمََ"َََََََََََََََََََمَكَانَةََسَيَدناَ"َيَحيَ"‬
‫داوليَةَلمخَطابََفيَسَ َ‬
‫الفَصلََالثَاني‪َ:‬القَيمَالتَ َ‬

‫﴿ َ‪َ ،﴾َ َ َ َ َ ‬وىو َماَيؤ ّكدهَالممفوظَالتّقريريَفيَاآليةَ﴿ َ‪َ‬‬

‫َبره َبوالديوَ‬
‫امية َتكمنَ َفي ّ‬
‫قوتو َاإللز ّ‬
‫ألن َ ّ‬
‫‪﴾َ َ َ َ َ َ ‬؛ َ َّ‬

‫الكبيرين‪َ ،‬وتأكيد َذلك َأيضا َفي َاألسموب َالخبري َلمحتوى َاآلية َ﴿ َ‪ََ َ ‬‬

‫‪َ﴾َ‬الّذيَكانَمعطوفاَعمىَماَقبموَ َومفادهَنفيَالجبروتَوالعصيان‪َ .‬‬

‫َوعميو َفالمضمونَ َالقَضوي َتمثل َفي َاستعظام َفضل َا﵀ َعمى َعبده َ" َزكرّياء َ"َََ‬

‫بأنََأجابَدعوتو‪َ،‬كماَأرادىاَىوَفيَقولوَ﴿َ‪َ . ﴾    ‬‬

‫كما َتتالى َالعطف َبين َاآليات َفي َ﴿ َ‪ََ َ َ َ َ َ ‬‬

‫سيدناَ"َيحيَ"َعميوَ‬
‫ارَالسالمَعمىَ ّ‬
‫‪َ﴾َََ‬فالممفوظََتقريريَمثبتَمفادهَإقر ّ‬

‫السالمَفيَأحوالوَالثّالث‪َ،‬يومَالوالدةَويومَالموتَ َويومَالبعث‪َ،‬وانتيتَاآليات َبدعاءَ‬


‫ّ‬
‫عميوَالسالمَداللةَعمىَالمكانةَالّتيَسَيَتَمتَعََبياَفيَالَّدنياََواآلخرة‪َ .‬‬
‫ّ‬ ‫ا﵀َلنبيوَ"َيحيَ"‬
‫ّ‬

‫ضحة َفي َدعاء َفي َشكل َإنسانَ‬


‫سيدنا َ" َزكرّياء َ" َمع َرّبو َالمَ َو ّ‬
‫قصة َ ّ‬
‫لتختم َ ّ‬
‫سيدناَ"َزكرّياءَ"َوابنوَ"يحي"‪َ،‬‬
‫الممفوظَالسابقَتراءتَلناَفيوَنعمَا﵀َعمىَ ّ‬
‫ّ‬ ‫مخموق‪َ،‬ىذاَ‬
‫اتَصرحَببعضياَ‬
‫ّ‬ ‫‪َ،‬تجسدتَفيَجممةَمنَاألمرّي‬
‫ّ‬ ‫ومنوَفقدَاشتملَعمىَالفائدةَاإلخبارّية‬
‫َالردَ‬
‫وأضمر َاآلخر‪َ ،‬فتحقّق َمبدأ َالتّعاون َمن َخالل َلغة َالحوار َالمباشرةَالمتمثّمة َفي ّ‬
‫عمىَالدعاءَباستجابتوَوتحقيقو‪َ .‬‬
‫ّ‬

‫‪85‬‬
‫ام ِةُِالسِيَِِدِةُ‪َِ ِ"ِ:‬مرَِيَِـِ"ِِ‬
‫سورِةِ"ِ َِمرَِيَِـِ"ِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِ َِكَِر َِ‬ ‫ط ِِ‬
‫ابِفيِ ُِ‬ ‫داوليِةِل ِِ‬
‫مخ َِ‬ ‫يـِالتِ ُِ‬ ‫ِِ‬
‫الق ُِ‬

‫السالم‪ :‬من اآلية ( ‪ ) 61‬إلى ( ‪) 04‬‬


‫الس ّيدة " مريم " عميها ّ‬
‫‪ -3‬كرامة ّ‬

‫السّيدة ِ" ِمريـ ِ" ِفي ِصورة ِممفوظ ِقصصيِ‬


‫ِلقصة ِ ّ‬
‫ّ‬ ‫ِجاءت ِاآليات ِال ّذاكرة‬
‫الرسوؿِ‬
‫بِالمولىِتعالىِبموجبوِ ّ‬ ‫"ِالسابقة‪ُِِ،‬ي ِِ‬
‫خاط ُِ‬ ‫سيدناِ"ِزكرّياءِ ّ‬
‫قصةِ ّ‬
‫معطوؼِعمىِ ّ‬
‫ِِ‬
‫الستخالص ِالعبرة؛ ِإذِتبدأِبفعؿِكالـِإنجازي ِ( ِفعؿِأمر ِ)ِ‬‫صمّىِا﵀ِعميوِوسمّـِ‬

‫قوتوِ‬
‫﴿‪ِ ،﴾ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ  ‬تتجمّى ِ ّ‬

‫خبرىا‪ِ ﴿ِ،‬‬
‫‪ِ‬‬ ‫السّيدةِ"ِمريـِ"ِ ِوماِحدثِليا‪ِ،‬ومنوِاالىتماـِب ِ‬
‫قصةِ ّ‬ ‫ةِفيِ ِِ‬
‫ذكرِ ّ‬ ‫امي ِِ‬
‫اإللز ّ‬

‫يِمؤ ّكدِبالظّرؼِ(ِإذِ)ِِالعائدِ‬
‫‪ِ،﴾ِِِِ ِ‬وىوِممفوظِتقرير ِّ‬

‫عمىِفعؿِاألمرِ﴿ِ‪ِ،﴾ِ‬والمرتبطِبمكافِاعتزاليا؛ِإذِخرجتِعفِأىمياِوانفردتِ‬

‫ِالسياؽ ِإلى ِتساؤؿِ‬


‫رقية‪ِ ،‬فمفظة ِ﴿ ِ‪ِ ﴾ِ ِ ‬توحي ِمف ِخالؿ ّ‬
‫في ِالجية ِال ّش ّ‬

‫طُفِفيِالغربِحتّىِاتّجيتِنحوِال ّشرؽ؟!‪ِ ِ.‬‬


‫السّيدةِ"ِمريـِ"ِتق ِ‬
‫كمُِنو‪ِ:‬ىؿِكانتِ ّ‬
‫َِم َِ‬

‫‪ِِ‬‬ ‫يِمؤ ّكدِبالفاءِالعاطفةِعطفاِمباش ار‪ِ﴿ِ،‬‬


‫ويتبعِالكالـِبممفوظِتقرير ِّ‬

‫ب ِبوِعفِ‬
‫ماِي ْحتَ َج ُِ‬
‫‪ِ ﴾ِ ِ ِ ‬مفادهِتقريرِوتأكيدِاالعتزاؿ؛ ِحيثِأخذت ِ ُ‬

‫ي ِمثبتِ‬
‫ِالرابط ِفي ِممفوظ ِتقرير ِّ‬
‫الناس ِلقضاء ِحاجة‪ِ ،‬ليتواصؿ ِالكالـ ِبحرؼ ِالفاء ّ‬
‫ّ‬
‫مؤ ّكد ِبالفاء ِالعاطفة ِ﴿ ِ‪ِ ،﴾ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ‬كوفِ‬

‫الفعؿ ِ﴿ ِ‪ِ ﴾ِ ‬تحقّقت ِنتيجتو ِفيما ِبعد ِفي ِقولو ِ﴿ ِ‪﴾ِ ِ ‬؛ ِبمعنىِِ‬

‫إلى ِ" ِمريـ ِ" ِأرسمنا ِالممؾ‪ِ ،‬المرتبط ِفي ِسياقو ِبضمير ِالمتكمّـ ِالجمعي ِ( ِنا ِ)ِ‬
‫مسّيدةِ"ِمريـِ"ِفيِعزلتيا‪ِ،‬بتوظيؼِ‬
‫يِلماِحدثِلػ ّ‬
‫ويستكمؿِالكالـِفيِإطارِسردِخبر ِّ‬

‫يِ‬
‫ير ِّ‬
‫القوة ِاإلنجازّية ِلمممفوظ ِالتّقرِ‬
‫ِالرابطة ِ﴿ ِ‪ِ ،﴾ِ ِ ِ ِ ‬تكمف ِ ّ‬
‫الفاء ّ‬

‫‪06‬‬
‫ام ِةُِالسِيَِِدِةُ‪َِ ِ"ِ:‬مرَِيَِـِ"ِِ‬
‫سورِةِ"ِ َِمرَِيَِـِ"ِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِ َِكَِر َِ‬ ‫ط ِِ‬
‫ابِفيِ ُِ‬ ‫داوليِةِل ِِ‬
‫مخ َِ‬ ‫يـِالتِ ُِ‬ ‫ِِ‬
‫الق ُِ‬

‫ِصورة ِبشر‪ِ ،‬وىذا ِحسبِِِِِِِِ‬


‫ِ‬ ‫المثبت ِ(أرسمنا ِ) ِفي ِتمثّؿ ِىذا ِالممؾ ِلػ ِ" ِمريـ ِ" ِفي‬
‫"ِسيرؿِ"‪ِ .‬‬

‫ي ِالمثبتِِ‬
‫سردِالقصةِدوفِرابطِوبأسموبِالحوار‪ِ ،‬في ِالممفوظِالِتّقرير ِّ‬
‫ّ‬ ‫ويستمر ِ‬
‫ِّ‬ ‫ِ‬

‫اسـِالقوةِِ‬
‫ّ‬ ‫فيِقولو ِ﴿ِ‪ِ ،﴾ِ  ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ‬والمؤ ّكدِبو‬

‫ِالرحمفِِِِ‬
‫بالرحمف ِمف ِالممؾ‪ِ ،‬وذكرت ِصفة ّ‬
‫( ِ ّإني ِواف ِ) ِالّذي ِظير ِفي ِاالستعاذة ِ ّ‬
‫ِفصرحت ِمباشرة ِباستعاذتيا ِمنو‪ِ ،‬وىي ِنوعِِِِ‬
‫ّ‬ ‫ال ِغير؛ ِباعتبار ِأف ِا﵀ ِرحيـ ِبعباده‬

‫﴿ ِ‪ِِِِ ‬‬ ‫‪ِ،‬وتتضحِاستعاذتياِفيِ‬


‫ّ‬ ‫"ِالسابؽ‬
‫سيدنا ِ" ِزكرّياء ِ ّ‬
‫مفِالدعاءِيشبوِدعاء ِ ّ‬
‫ّ‬

‫بالرحمفِِِِِِ‬
‫‪ِ ﴾‬فالممفوظ ِيوحي ِإلى ِال ّشؾ ِالّذي ِمفاده ِاليقيف؛ ِبمعنى ِاستعنت ِ ّ‬

‫أف ِسماتؾ ِفيياِ‬


‫ِألف ِ﴿ ِ‪ِ ﴾ِ ‬جاءت ِخبر ِكاف‪ِ ،‬داللة ِعمى ِ ِّ‬
‫في ِتثبيت ِتقواؾ‪ّ ،‬‬

‫التّقوىِفماِأسعىِإليوِمفِخالؿِاالستعانةِىوِتذكيرؾِبتقواؾِالِغير‪ِ .‬‬

‫ِقولوِ﴿ ِ‪ِِ ِ ِ ِ ‬‬ ‫جاءِالرِّد ِالحواري ِبممفوظِتقريري ِمفِخالؿ‬
‫ّ‬ ‫ِ‬

‫الالـ ِ)ِمفادهِتبرئةِِ‬
‫اسـِالقوة ِ( ِ ِّإنما ِ)ِو( ِ ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ِ ﴾  ِ ِ ِ ‬مثبتِبو‬

‫بأف ِالبشر ِىذاِ‬


‫ِمني‪ِ ،‬جاء ِاإلثبات ِ ّ‬
‫مسّيدة ِ" ِمريـ ِ"‪ِ ،‬فكما ِاستعنت ِبا﵀ ِّ‬
‫ما ِ ُخّيؿ ِلػ ّ‬
‫صٌرِِِِ‬
‫)ِوح ْ‬
‫حِتَ ِمِْي ِِ ِ‬
‫ت ِِبِ ِو‪ِ،‬فكافِالممفوظِإقرارِبػِ( ِقاؿ ِ َ‬ ‫مبعوث ِمفِنفسِالمرجعِالّ ِِ‬
‫ذيِا ِْ َ‬ ‫ٌِ‬
‫ِبالردِِِِ‬ ‫ِأنني ِمكمّؼ‪ِ ِ ،‬وفعؿ ِالكالـ ُِ‬
‫ِالمتضمِ ُِ‬
‫ف ِفي ِالقوؿ ِالمتعمّؽ ّ‬ ‫بػ ِ( ِ ّإنما)‪ِ ،‬مفاده ّ‬
‫ِالرسوؿِمفِالبشر‪ِ .‬‬
‫ياِأف ّ‬
‫فيِظن ّ‬
‫ّ‬ ‫السّيدةِ"ِمريـ"ِ‬
‫عمىِ ّ‬

‫‪ِِ ِ ‬‬ ‫ةِفيِالفعؿِالكالميِالسابؽِفيِقولوِ﴿ِ‬


‫ّ‬ ‫يةِالقصدي‬
‫ّ‬ ‫وتظيرِالن‬
‫ّ‬

‫ترنة ِبالوضع ِالمّغويِِِِِ‬ ‫ف ِالقوؿ ِممفوظا ِمؤ ّكدا ِبالـ ِِ‬


‫ِالعمّة ِالمق ِ‬ ‫‪﴾ِ ‬؛ ِإذ ِِتَضمِ َِ‬

‫‪06‬‬
‫ام ِةُِالسِيَِِدِةُ‪َِ ِ"ِ:‬مرَِيَِـِ"ِِ‬
‫سورِةِ"ِ َِمرَِيَِـِ"ِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِ َِكَِر َِ‬ ‫ط ِِ‬
‫ابِفيِ ُِ‬ ‫داوليِةِل ِِ‬
‫مخ َِ‬ ‫يـِالتِ ُِ‬ ‫ِِ‬
‫الق ُِ‬

‫ِسببا ِفي ِىذهِ‬


‫ِالرسوؿ ً‬
‫ب ِ) ِإلى ِالمجاز ِالعقمي ِباعتبار ِىذا ّ‬
‫في ِخروج ِلفظة ِ( ِِأَ َِى َِ‬
‫نستنتجِأف ِا﵀ِييبِمفِيشاءِمفِ‬
‫ّ‬ ‫ببيةِفيِوجودهِفقط‪ِ.‬‬
‫ةِتعنيِالس ّ‬
‫ّ‬ ‫ِِ‬
‫الـِالعمِ‬
‫اليبة‪ِِ ،‬و‬
‫عبادهِسواءِاقترنتِىذهِال ِيبةِبدعاءِأوِلـِتقترف‪ِ،‬ومنوِالكالـِيحتوي ِعمىِالفعؿِ‬
‫التّأثيري‪ِ .‬‬

‫﴿ ِ‪ِِ ‬‬ ‫ِالسرد ِبحوار ِاستمزامي ِتمثّؿ ِفي ِمحتوى ِمضموف ِاآلية ِ‬
‫ويتبع ّ‬

‫ِأف ِالقوؿِِِِ‬
‫‪ِ ،﴾ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ‬الّتي ِدلّت ِعمى ّ‬

‫السيدةِِِِِِ‬
‫امية ِفي ِإق ارره ِ) ‪ِ ،( assertion‬إذ ِىو ِإقرار ِمف ِ ّ‬
‫قوتو ِاإللز ّ‬
‫ممفوظ ِمثبت‪ّ ِ ،‬‬
‫تفياميِتعجبيِ‬
‫ّ‬ ‫ابياِوردىاِعمىِ﴿ ِ‪ِ﴾ِِِِِ‬فالممفوظِاس‬
‫ّ‬ ‫"ِمريـِ"ِفيِجو‬

‫الرسوؿ‪.‬‬
‫ياِصدِِقَتِماِقالوِلياِ ّ‬
‫لىِأن َِ‬
‫إنكاري‪ِ،‬يخرجِِإ ّ‬

‫امية ِتتمثّؿ ِفي ِاإلقرارِِِ‬


‫قوتو ِاإللز ّ‬
‫مثبت ِ ّ‬
‫ظٌ ِ ٌِ‬
‫وآية ِ﴿ ِ‪ِ ﴾ِ ِ ِ ِ ‬ممفو ِ‬

‫الَـ ِ)‪ِ ،‬وآيةِ﴿ ِ‪ِ ﴾ِ ِ ِ ‬جممةِخبرّيةِمعطوفةِ‬


‫الغ ِ‬
‫ىب ِ ُِ‬
‫بماِجاءِبوِالرسوؿ ِ( َِِو ُِ‬
‫ّ‬

‫اؼِالزنا‪ِ،‬وىذاِ‬
‫ّ‬ ‫ِِ‬
‫فيِعمىِماِقبميا‪ِ،‬فييِتنفيِعفِنفسياِصفةِاحتر‬ ‫صيغةِالن‬
‫ّ‬ ‫بنفس ِ‬
‫اميةِِِِ‬
‫ِقوتو ِاإللز ّ‬
‫ِواآلية ِباإلجماؿ ِفعؿ ِكالـ ِإنجازي ِاستفيامي‪ّ ،‬‬
‫دليؿ ِعمى ِطيرىا‪ِ .‬‬
‫ِالحجاجية ِفي ِانتفاء ِجميع ِِ‬
‫ِالعِمَؿِ‬ ‫ّ‬ ‫ِوقوتو‬
‫النفي‪ّ ،‬‬
‫الدىشة ِواإلنكار ِو ّ‬ ‫ُّ‬
‫ِالتعجب ِو ّ‬ ‫في‬
‫أكيدِواثباتوِ‬
‫ِ‬ ‫تِحصوؿِالولدِلمسيدةِ" ِمريـ ِ"‪ِ ِ،‬وما ِزادِفيِإقرارِالتّ‬
‫ّ‬ ‫تيِتُثِبِ‬
‫والحججِالّ ِ‬
‫لفظتيِ(ِليِ)ِو(ِلـِ)‪ِ .‬‬

‫‪ِِ ِ‬‬ ‫وجاءِالممفوظِالتّأكيديِلمواصمةِالحوارِفيِمضموفِاآليةِ﴿ِ‬

‫‪ِ،﴾ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ‬‬

‫داللةِعمىِوضوحِمبدإِالتّعا ِوفِ) ‪ِ، ( principe de coopération‬فتتاليِالفعؿِ‬

‫‪06‬‬
‫ام ِةُِالسِيَِِدِةُ‪َِ ِ"ِ:‬مرَِيَِـِ"ِِ‬
‫سورِةِ"ِ َِمرَِيَِـِ"ِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِ َِكَِر َِ‬ ‫ط ِِ‬
‫ابِفيِ ُِ‬ ‫داوليِةِل ِِ‬
‫مخ َِ‬ ‫يـِالتِ ُِ‬ ‫ِِ‬
‫الق ُِ‬

‫وردِالفعؿِبيفِالطّرفيفِموائـِومقتضىِالحاؿِوسياقو‪ِ،‬فآيةِ﴿ِ‪ِ﴾ِِ‬ممفوظِ‬
‫ّ‬

‫عجب‪ِ،‬و﴿ ِ‪ِ﴾ِ ِ ‬‬


‫توِفيِاإلجابةِعفِالدىشةِوالتّ ّ‬
‫ّ‬ ‫قو‬
‫فِ ّ‬
‫كم ُِ‬
‫سوؿِم َِ‬
‫َِ‬ ‫مفِالر‬
‫ّ‬ ‫مثبت ِ‬
‫ٌِ‬

‫ةِفيِقوةِإيمافِ" ِمريـ ِ"‪ِ .‬وآيةِ﴿ ِ‪ِ ﴾ِ ِ ِ ‬تأكيدِ‬


‫ّ‬ ‫امي‬
‫قوتوِاإللز ّ‬
‫ظٌ ِمؤ ّكد ِ ّ‬
‫ممفو ِ‬

‫‪ِ،‬فالضمير(ِىوِ)ِعائدِحسبِ‬
‫ّ‬ ‫السابؽِ﴿ ِ‪﴾ِ ِ ِ ِ ِ ‬‬
‫عمىِنفيِالتّساؤؿِ ّ‬

‫ِالض ّر ِبيا ِ(‪ِ ،)1‬ومنو ِالكالـ ِعائدِِ‬


‫ِتضمنو ِحوارىا ِمف ِلحاؽ ّ‬
‫ّ‬ ‫"ابف ِعاشور" ِإلى ِما‬

‫عمىِ﴿‪ِ ِ.﴾ِِِِِِ‬‬

‫ِالسيدة ِ" ِمريـ ِ" ِكانت ِبوحيِ‬


‫ِأف ِالمحاورة ِمع ّ‬
‫ِالسياؽ ِيتجمّى ِلنا ّ‬
‫مف ِخالؿ ّ‬
‫ةِسيدناِ"ِزكرّياءِ"ِالمعتمدةِعمىِوسيطِغيرِ‬
‫وظ‪ِ،‬عمىِالعكسِمفِمحاور ّ‬
‫ُِ‬ ‫مباشرِم ُِ‬
‫مح‬ ‫َِ‬
‫َِممحوظ‪ِ .‬‬

‫يةِالقصديةِالّتيِتجمّتِفيِكالـِالممؾِمفِخالؿِ‬
‫ّ‬ ‫ارِبتوضيحِالن‬
‫ّ‬ ‫ويستكمؿِالحو‬

‫دِأف ِالغالـِ‬
‫آية ِ﴿ ِ‪ِ ،﴾ِ ِ ِ ِ ِ ‬فالممفوظِإثباتي ِتقريريِيؤ ّك ّ‬

‫ألفِالجممةِالخبرّيةِمعطوفةِعمىِجممةِ﴿ ‪ِِ ‬‬


‫آيةِمفِا﵀ِمفادىاِالتّعجيز؛ِ ّ‬

‫هِإثباتِأفِالغالـِىبةِمفِا﵀‪ِ ِ.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ِ،﴾ِِ‬فالمضموفِالقضويِمفاد‬

‫ـِالجمعيِ‬
‫ّ‬ ‫و﴿ِ‪ِ﴾ِِ‬بمعنىِفيوِرحمة‪ِ،‬فالممفوظِمقترفِبضميرِالمتكمّ‬

‫يِ‬
‫ِىذهِالرحمةِجزءِمنو‪ِ،‬فيذاِالممفوظِالتّقرير ِّ‬
‫ّ‬ ‫باعتبارِأف‬
‫ّ‬ ‫( ِنا ِ)ِالمنسوبِإلىِا﵀؛ ِ‬
‫ِقوتو ِاإلنجازّية ِفي ِكوف ِىذا ِالمخموؽ ِاآلية ِىو ِرحمة ِمف ِا﵀‪ِ ،‬ومنو ِنفيِ‬
‫ت ّ‬ ‫تُثَْب ُ‬
‫عجب؛ ِإذ ِأجيب ِعمى ِاندىاشيـ ِقبؿ ِأف ِيسألوا ِومنو ِفالجواب ِسبؽِ‬
‫التّساؤؿ ِوالتّ ّ‬
‫ِ‬

‫‪ِ-1‬انظر‪ِ،‬ابفِعاشور‪ِ،‬تفسير التّحرير والتّنوير‪ِ،‬ص‪ِ .83‬‬

‫‪06‬‬
‫ام ِةُِالسِيَِِدِةُ‪َِ ِ"ِ:‬مرَِيَِـِ"ِِ‬
‫سورِةِ"ِ َِمرَِيَِـِ"ِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِ َِكَِر َِ‬ ‫ط ِِ‬
‫ابِفيِ ُِ‬ ‫داوليِةِل ِِ‬
‫مخ َِ‬ ‫يـِالتِ ُِ‬ ‫ِِ‬
‫الق ُِ‬

‫ِالضميرِالجمعي ِ( ِنا ِ)ِِ‬


‫"؛ِألف ّ‬
‫ّ‬ ‫ئةِالسّيدةِ" ِمريـ ِ‬
‫ّ‬ ‫انية ِمفادىاِتبر‬
‫السؤاؿ‪ِ،‬لحكمةِرّب ّ‬
‫ّ‬
‫السيطرة‪ِ ،‬وىو ِما ِأ ّكدتو ِاآليةِِِِِِِِ‬
‫ِتوحي ِإلى ِالقدرة ِوالعظمة ِو ّ‬
‫مف ِالمبيمات ِالّتي ِ‬

‫ي ِمؤ ّكد ِمعطوؼِ‬


‫ظُ ِتقرير ِّ‬
‫ِأف ِالممفو ِ‬
‫﴿ ِ‪ ،﴾ِ ِ ِ ‬والّتي ِاتضح ِفييا ّ‬

‫امية ِفي ِعدـ ِالمناقشة ِفي ِىذا ِاألمر؛ ِباعتباره ِحصؿِ‬


‫ِقوتو ِاإللز ّ‬
‫عمى ِما ِقبمو‪ّ ،‬‬
‫المضموفِالقضويِليذاِاألمرِِوىوِالغالـ‪ِ،‬يدخؿِفيِقضاءِا﵀‪ِ .‬‬
‫ُِ‬ ‫وانتيى‪ِ،‬و‬

‫ِلمسياؽ ِتُدخؿ ِالمضموف ِالقضوي ِفي ِباب ِالحكمةِ‬


‫امية ِالكامنة ّ‬
‫القوة ِاإللز ّ‬
‫ِو ّ‬
‫ِالسِّيدة ِ" ِمريـ ِ" ِال ِتستطيع ِتغيير ِذلؾ؛ِ‬
‫ِأف ّ‬‫مفاد ِالخبر ِإثبات ِوتقرير ّ‬
‫اإلليية؛ ِإذ ِ ُِ‬
‫ّ‬
‫ونِتُوِسابقةِألوانو‪ِ .‬‬ ‫فِ ًّ‬
‫لغوياِبفعؿِماضِ(ِكافِ)؛ِبمعنىِ َِك ُِين َِ‬ ‫باعتبارِالممفوظِِقُِرَِ‬

‫تتاليةِمفِأفعاؿِالكالـِالحوارّيةِحقّقتِقوانيفِالخطاب ِ ‪(les lois‬‬


‫الم ّ‬‫ِوىذهِ ُِ‬
‫عاوفِالمجسدِفيِالحوارِ‬
‫ّ‬ ‫تيِنص ِعميياِ" ِغرايس ِ"ِفيِمبدإ ِالتّ‬
‫ّ‬ ‫)‪ ،du discours‬الّ‬
‫ِالصدؽ ِوالمالءمة‪ِ ،‬فقد ِكانت ِفائدة ِالخبرِِِِِِِ‬
‫ّ‬ ‫ورد ِالفعؿ ِومبدأ‬
‫عف ِطريؽ ِالفعؿ ِ ّ‬
‫فيِوِْى ِِ‬
‫بِالولدِمناسبةِلمقاـِحاؿِ"ِمريـِ"ِ‪ِ .‬‬ ‫َِ‬

‫ويستمرِالحوارِبممفوظِناتجِعفِفعؿ ِالتّمفّظِفيِفعؿِالكالـِاإلنجازي ‪( acte‬‬

‫ِ‪ِ‬‬ ‫) ‪ ﴾ِ ِ  ﴿ illocutoire‬الّذي ِكاف ِتأثيره ِفي ِمحتوى ِآية﴿‬

‫ىب ِجعمياِتحمؿِبو‪﴾ِ ِ ﴿ِ ،‬‬


‫ىذاِالو ُِ‬
‫َِ‬ ‫‪ِ،﴾  ِ ِ ِ ‬‬

‫ِالسابؽ ِلموىب ِوفعؿ ِ( ِالحمؿ ِ)ِ‬


‫غوية ِلمتّعقيب ِعمى ِالكالـ ّ‬
‫ِوضعية ِالفاء ِالمّ ّ‬
‫ّ‬ ‫جاءت‬

‫بمعنىِتحركتِوابتعدتِبوِعفِأعيفِ‬
‫ّ‬ ‫الِّداؿ ِعمىِالحركة‪ِ ،‬و﴿ ِ‪﴾ِ ِ ‬؛ ِ‬

‫الناس‪ِ .‬‬
‫ّ‬

‫‪06‬‬
‫ام ِةُِالسِيَِِدِةُ‪َِ ِ"ِ:‬مرَِيَِـِ"ِِ‬
‫سورِةِ"ِ َِمرَِيَِـِ"ِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِ َِكَِر َِ‬ ‫ط ِِ‬
‫ابِفيِ ُِ‬ ‫داوليِةِل ِِ‬
‫مخ َِ‬ ‫يـِالتِ ُِ‬ ‫ِِ‬
‫الق ُِ‬

‫أف ِأىمياِسيرفضوفِ‬
‫ياؽِإلىِصفةِالرفض؛ِأي ِ ِّ‬
‫ّ‬ ‫يوحيِمفِخالؿِالس‬
‫ّ‬ ‫ظُ ِ‬
‫ِوالممفو ِ‬

‫وقدِحددِ‬
‫ّ‬ ‫اِعفِالناس‪ِ،‬‬
‫ّ‬ ‫؛ِأيِبعيد‬
‫ً‬ ‫حممياِىذا‪ِ،‬يتجمّىِذلؾِفيِقولو‪﴾ِِ ﴿ِ:‬‬

‫فقوة ِالممفوظ ِالكالمي ِالتّقريري ِ﴿ ِ‪ِ﴾ِ ‬‬


‫ِوعيِف ِبال ّشرؽ‪ّ ِ ،‬‬
‫اتجاىو ِسمفًا ُ‬

‫باعتبارِالسياؽِيؤ ّكدِذلؾ‪ِ،‬‬
‫ّ‬ ‫ةِالسّيدةِ"ِمريـِ"؛ ِ‬
‫ةِفيِسكوفِنفسي ّ‬
‫ّ‬ ‫امي‬
‫فعاليتوِاإللز ّ‬
‫فِ ّ‬ ‫تكم ُِ‬
‫ُِ‬
‫بةِمماِح ّؿِبياِ ِوكيؼِستواجوِالقوـ‪ِ .‬‬
‫و ّأنياِمضطر ّ‬

‫‪ِِ ‬‬ ‫ةِحددتياِأفعاؿِالكالـِفيِمضموفِاآليةِ﴿ ِ‬


‫ةِالقصدي ّ‬
‫ّ‬ ‫الني‬
‫و ّ‬

‫‪ِ،﴾ِِِِِِِِِِِِ‬فالممفوظِ‬

‫ِسرعناِ‬
‫اض ِنحف ِمف ّ‬
‫خ ُِ‬
‫ِالم َِ‬
‫امية ِفي ِكوف ِىذا َِ‬
‫ِقوتو ِاإللز ّ‬
‫منية ّ‬
‫مثبت ِبفاء ِالتّعقيب ِا ّلز ّ‬
‫ٌِ‬
‫الوضعيةِ‬
‫ّ‬ ‫ِصرح ِبػ ِ( ِأجاءىا ِ) ِ ِوليس ِ( ِجاءىا ِ)‪ِ ،‬ومنو ِ‬
‫ِالسياؽ ِالقرآني ّ‬
‫فيو‪ِ ،‬كوف ّ‬
‫غويةِلمفعؿِ(ِأجاءِ)ِتوحيِإلىِالتّسريع‪ِ،‬ومفادِالممفوظِتعجيؿِوقتِالوالدة‪ِ ِ.‬‬
‫المّ ّ‬

‫عمف ِعنو ِبالقوؿ‪ِ ،‬وباإلقرار ِلما ِبعدهِِِ‬


‫ثبت ِ ُِم ٌِ‬
‫ِم ٌِ‬
‫ويتواصؿ ِالحوار ِبممفوظ ِتقريري ُِ‬

‫مني‪ِ،‬‬
‫ارِالنداءِوالتّ ّ‬
‫امية ِفيِإقر ّ‬
‫تِقوتوِاإللز ّ‬
‫﴿ ِ‪ِ ،ِ ﴾ِ ِ ِ ِ ِ ‬تجمّ ّ‬
‫مبيةِالّتيِالِتتحقّؽِفييِ‬
‫منيِمفِاألساليبِاإلنشائيةِالطّ ّ‬
‫ّ‬ ‫غةِأف ِالتّ‬
‫ّ‬ ‫والمعروؼِفيِالمّ‬
‫عكسِالرجاء‪ِ،‬لذلؾِجاءتِصيغةِالممفوظِفيِشكؿِدعاءِجديدِمفِنو ٍِ‬
‫عِثاف‪ِ،‬عكسِ‬ ‫ّ‬
‫الدعاء ِيخرج ِإلى ِالحسرة‪ِ،‬‬
‫رض ِ ّ‬ ‫ٍ‬
‫ِبتمف‪ِ ،‬فغ ُِ‬ ‫حسر‬
‫ِمتضمف ِالتّ ّ‬
‫ّ‬ ‫ما ِدعاه ِ" ِزكرّياء ِ"‪،‬‬
‫الدعاء ِفيو ِاستثناء ِحصؿ ِفي ِعدـ ِدعائياِِ‬
‫لدرجة ِدعائيا ِعمى ِنفسيا ِبالموت‪ِ ،‬ف ّ‬

‫صياِ‬
‫خ ُِّ‬
‫‪ِ،‬فاألمرِي ُِ‬
‫َِ‬ ‫عمىِأف ِالولدِرحمةِمفِا﵀ِ﴿‪﴾ِ ِ ‬‬
‫ّ‬ ‫عمىِولدىا‪ِ،‬وىذاِدليؿِ‬

‫ىي‪ِ ِ .‬لذلؾ ِجاء ِممفوظ ﴿ ِ‪ِ ﴾ِ ِ ِ ‬تقريري ِمفاده ِالتّ ّ‬
‫مني؛ ِبمعنىِ‬

‫‪06‬‬
‫ام ِةُِالسِيَِِدِةُ‪َِ ِ"ِ:‬مرَِيَِـِ"ِِ‬
‫سورِةِ"ِ َِمرَِيَِـِ"ِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِ َِكَِر َِ‬ ‫ط ِِ‬
‫ابِفيِ ُِ‬ ‫داوليِةِل ِِ‬
‫مخ َِ‬ ‫يـِالتِ ُِ‬ ‫ِِ‬
‫الق ُِ‬

‫ِومبالغٌ ِفيو‪ِ ،‬دليؿِِِِِ‬


‫ِ‬ ‫نسيا ِ)‬
‫ِاألوؿ ِ( ِ ً‬ ‫أُنسى ِوالممفوظ ِالثّاني ِ( ِ ًّ‬
‫منسيا ِ) ِتأكيد ِعمى ّ‬
‫ةِتمنيياِفيِالدعاء‪ِ .‬‬
‫ّ‬ ‫عمىِقو‬
‫ّ‬

‫ِ‪ِِ ِ ‬‬ ‫توردِاآلياتِالتّالية ِأخبارِ"مريـ"ِوأسموبِمعيشتياِفيِمعبدىا﴿‬

‫ظُ ِفعؿ ِكالـ ِإنجازي‪ِ ،‬مف ِاألفعاؿِ‬


‫‪ِ ﴾ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ‬الممفو ِ‬

‫اميةِإحداثِ‬
‫ـ‪ِ،‬قوتوِاإللز ّ‬
‫فسيةِلممتكِمّ ّ‬
‫رِعفِالحالةِالن ّ‬
‫ّ‬ ‫عب‬
‫التّعبيرّيةِ) ‪ِ،( les expréssifs‬ي ّ‬
‫عقبيةِ‬
‫اِيجعؿِىذاِالنداءِكالـِتأثيري( ‪ِ ( acte perlocutoire‬فالفاءِالتّ ّ‬
‫ّ‬ ‫نينة‪ِ،‬مم‬
‫ّ‬ ‫الطّمأ‬

‫عائد ِإلىِماِ‬
‫اىا ِ﴾ ٌِ‬
‫اد َ‬
‫ضميرِالرفعِالمستتر ِفي﴿ َِن َ‬
‫ّ‬ ‫فيِلفظةِ﴿ ِ‪ِ ﴾ِ ‬مقترنةِبػِ« ِ‬

‫ِالضمير ِالغائب ِفي ِ﴿ ِ‪﴾ِ ‬؛ ِأي ِ« ِناداىا ِالمولود ِ»(‪ِ )1‬وىذا ِحسبِ‬
‫عاد ِعميو ّ‬

‫"ابفِعاشور"‪ِ،‬فالطّمأنينةِحدثتِبالكالـِالتّأثيريِمفِولدىا‪ِ ِ.‬‬

‫التّحقيؽِ‬
‫و﴿ ِ‪ِ ﴾ِ ِ ِ ِ ِ ‬الممفوظِتقريريِمثبتِمؤ ّكدِبػِ( ِقد ِ) ِ ِ‬

‫مفِالماءِكالساقيةِ»(‪ِ )2‬ترتّبتِ‬
‫ّ‬ ‫ؿِ‬
‫الجدو ُِ‬ ‫مفادهِأفِىذاِالس ِر ُّ‬
‫يِوىوِعندِ"ابفِعاشورِ" ِ«ِ َِ‬ ‫ّ‬
‫كمُِنيا ِفي ِحاجتيا ِإلى ِالماء ِبعد ِالوضع‪ِ ،‬وجعؿ ِىذا ِاألخير ِيجريِِ‬
‫ِم َِ‬
‫عميو ِمصمحة‪َِ ،‬‬
‫احةِلمسّيدةِ"ِمريـِ"‪ِ .‬‬
‫ّ‬ ‫ؿِفيِتحقيؽِالر‬
‫ّ‬ ‫اميةِلمخبرِتتمثّ‬
‫فالقوةِاإللز ّ‬
‫مفِتحتياِالِمفِفوقيا‪ّ ِ،‬‬

‫وممفوظِ﴿‪ِ ِ ﴾ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ‬معطوؼِ‬

‫عمىِماِقبموِلِِتَِتِ ّمةِالحديث‪ِ،‬فمفِناداىاِمفِتحتياِأمرىا ِبتوجيوِإليياِفعؿِأمرِإلييِِِِ‬


‫ِ‬

‫اميةِمسايرةِالحالةِالّتيِتعيشياِ‬
‫﴿ ِ‪ِ ﴾ِ ‬وىوِفعؿِتمفّظي ِأمريِوصفي‪ِ،‬غايتوِاإللز ّ‬

‫‪ِ-1‬انظر‪ِ،‬ابفِعاشور‪ِ،‬تفسير التّحرير والتّنوير‪ِ،‬ص‪ِ .86‬‬


‫المصدرِالسابؽ‪ِ،‬ص‪ِ .87‬‬
‫ّ‬ ‫‪ِ-2‬‬

‫‪00‬‬
‫ام ِةُِالسِيَِِدِةُ‪َِ ِ"ِ:‬مرَِيَِـِ"ِِ‬
‫سورِةِ"ِ َِمرَِيَِـِ"ِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِ َِكَِر َِ‬ ‫ط ِِ‬
‫ابِفيِ ُِ‬ ‫داوليِةِل ِِ‬
‫مخ َِ‬ ‫يـِالتِ ُِ‬ ‫ِِ‬
‫الق ُِ‬

‫أف ِفعؿِ‬ ‫ةِليا‪ِ،‬بح ِِ‬


‫كـ ِ ّ‬ ‫ُِ‬ ‫خمةِمسخر‬
‫ّ‬ ‫ِالن‬
‫يكشؼِعمىِأف ّ‬
‫ّ‬ ‫وعميوِفالسياؽِ‬
‫ّ‬ ‫وىيِحالةِالمخاض‪ِ،‬‬
‫عيِضروري‪ِ .‬‬
‫ِفعؿِالس ّ‬
‫ّ‬ ‫جاءِبصيغةِاألمر‪ِ،‬داللةِعمىِأف‬
‫ّ‬ ‫اليَِّزِ)ِ‬
‫(ِ ِ‬

‫والممفوظِبشكؿِعاـِناتجِعفِفعؿِالتّمفّظ‪ِ،‬وىوِفعؿِالكالـِاإلنجازي ‪(acte‬‬
‫األمرِبغيةِإحداثِتأثيرِفي ِالمأمورِوىوِتثبيتِدرجةِ‬
‫ُِ‬ ‫ِ)‪ ،illocutoire‬المتمثّؿِفي ِ‬

‫‪ِِ ِ ‬‬ ‫اإليماف‪ِ،‬ليأتيِالجوابِعفِفعؿِاألمرِبممفوظِإثباتيِوصفي ﴿ ِ‬

‫الًِلمضموفِالجممةِالّتيِ‬
‫اميةِ) ‪ِ،( force illocutoire‬فيِكونوِتعمي ِ‬
‫قوتوِاإللز ّ‬
‫‪ّ ﴾‬‬

‫ِالمضمرة ِالّتيِ‬
‫ِالدىشة ِوالحيرة ُِ‬
‫سبقتو ِ﴿‪ِ ِ ،﴾ِ ِ ِ ِ ‬ومفاده ِإبطاؿ ّ‬

‫‪ِ،‬ولكفِااللتزاـِبفعؿِاألمرِ‬
‫ّ‬ ‫خمةِالصمبة‬
‫ّ‬ ‫ىاِلمن‬
‫فيِكيفيةِىز ّ‬
‫ّ‬ ‫"ِبتعجبياِ‬
‫ّ‬ ‫عتمتِنفسيةِ"ِمريـِ‬
‫ّ‬ ‫ِِا‬

‫اقطِالرطبِالطّري‪ِ .‬‬
‫ّ‬ ‫عِِقَِب ِ‬
‫توُِإزالةِالحيرةِالمتمثّمةِفيِتس‬ ‫﴿ِ‪َِ ﴾ِ‬‬

‫‪ِِ ِ ‬‬ ‫اليزِالمذكورةِسابقاِ﴿‬


‫لنيةِ ِّ‬
‫حِتفصيميِ ِّ‬
‫ِّ‬ ‫وفيِاآلياتِالمواليةِشر‬

‫‪ِِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ‬‬

‫ألَ ِِ‬
‫كؿِ‬ ‫اميتوِفيِامتثالياِ ِ‬
‫السابؽ‪ِ،‬مفادِإلز ّ‬ ‫ٍِ‬
‫الممفوظِمعطوؼِعمىِاألمر ِ ّ‬ ‫‪ِ ،﴾ِ ِ ِ ‬ف‬

‫ويقرِإيمافِ"ِمريـ"ِِ‬
‫يِيثبتِ ُِّ‬
‫ُِ‬ ‫شربِماِتحتاجِإليوِمفِالماء‪ِ،‬ىذاِالممفوظِاألمر‬ ‫الر ِِ‬
‫طب‪ِ،‬و ُِ‬ ‫ِ‬
‫ىِالرزؽِمفِ‬
‫باعتبارِأنياِكانتِتر ّ‬
‫ّ‬ ‫وردِِمعو‪ِ،‬‬ ‫ٍِ‬
‫ار‪ِ،‬فيِأخذِ َِ‬ ‫ِِ‬
‫برسوؿِربِ ِيَا‪ِ،‬وماِتالىاِمفِحو‬
‫اِيؤديِإلىِمضاعفتو‪ِ .‬‬
‫كر‪ِ،‬مم ّ‬
‫ّ‬ ‫بوِدائماِال ّش‬
‫ً‬ ‫ا﵀ِدوفِدعاء‪ِ،‬وتتاليِالرزؽِعميياِعق‬
‫ّ‬

‫قوتوِ‬ ‫ًِّ‬
‫ابؽِجاءِوصفيا ِتقريرِّيِاً ِ ّ‬ ‫معطوؼِعمىِاألمرِالس‬
‫ّ‬ ‫وممفوظِ﴿ ِ‪ِ ﴾ِ ِ ‬‬

‫ىا‪ِ،‬بعدِأفِبث ِا﵀ِفيِقمبياِالقرارِ‬
‫ّ‬ ‫فسية ِواستقرار‬
‫ؿِفيِسكوفِالحالةِالن ِّ‬
‫ّ‬ ‫امية‪ِ،‬تتمثّ‬
‫اإللز ّ‬
‫الرحمة‪ِ ِ.‬‬
‫السكينةِو ّ‬
‫و ّ‬

‫‪06‬‬
‫ام ِةُِالسِيَِِدِةُ‪َِ ِ"ِ:‬مرَِيَِـِ"ِِ‬
‫سورِةِ"ِ َِمرَِيَِـِ"ِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِ َِكَِر َِ‬ ‫ط ِِ‬
‫ابِفيِ ُِ‬ ‫داوليِةِل ِِ‬
‫مخ َِ‬ ‫يـِالتِ ُِ‬ ‫ِِ‬
‫الق ُِ‬

‫أما ِممفوظ ِ﴿ ِ‬
‫‪ِِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ‬‬
‫ّ‬

‫إما ِ)ِِِِِِِ‬
‫‪ِ ﴾ِ ِ ِ ِ ‬وصفي ِتقريري ِمثبت ِ) ‪ ( assertion‬مؤ ّكد ِبػ ِ( ِ ّ‬

‫أكيدِبمعنىِحدوثِالرِؤّيةِأكيد‪،‬‬
‫ّ‬ ‫تيِأفادتِرؤيتياِالحتمية‪ِ،‬فييِلـِتفدِالتّخيير؛ِبؿِالتّ‬
‫ّ‬ ‫الّ‬
‫﴿ ِ‪ِ ﴾ِ ِ ِ ِ ِ ‬ممفوظ ِأمري ِتقريري ِمثبت ِبػ ِ( ِ ّإني ِ) ِفائدتوِ‬

‫ةِالصوـ‪ِ،‬والكالـِمعطوؼِعمىِماقبمو‪ِ،‬ومنوِالمتكمّـِبالحجاجِىو ِِابنياِ‬
‫ّ‬ ‫ةِحتمي‬
‫ّ‬ ‫امي‬
‫اإللز ّ‬
‫الصوـِعفِالكالـِيوحيِ‬
‫ؾ‪ِ،‬فنِْذ ُِر ِ ّ‬
‫َِ‬ ‫جِإلىِأف ِماِستقولينوِأمرؾِبوِرّب‬
‫ِّ‬ ‫بوحيِإليي‪ِ،‬يخر‬
‫ضِ‬ ‫جِ ِوُِي ِِ‬
‫دح ُِ‬ ‫حا ِج ُِ‬
‫ِىناؾِمفِسُِي َِ‬
‫َِ‬ ‫مىِأف‬
‫ّ‬ ‫ومنوِالصوـِعفِالكالـِيد ّؿ ِع‬
‫ّ‬ ‫إلىِأنياِلـِتخطئ‪ِ،‬‬
‫ِّ‬
‫ِ‬
‫قوفِابنياِ‬ ‫قوىاِمثمماِسيصد‬
‫ّ‬ ‫ىاِميماِحاججتِفمفِيصد‬
‫ّ‬ ‫ِ‬
‫يـِبوِوىوِابنيا؛ ِباعتبار‬‫ماِستُت‬
‫عندِالنطؽ‪ِ .‬‬
‫ّ‬

‫دتِعمىِالصوـِمسبقاِفيِآيةِ﴿ِ‪ِ﴾ِِِِ‬وىوِممفوظِجاءِ‬
‫ّ‬ ‫وأ ّك‬

‫الصوـِوقعِمسبقًا؛ِوىذاِحسبِماِذىبِإليوِ"ِابفِعاشور"‪ِِِِ:‬‬
‫ِنِْذ َِرِ ّ‬
‫اِفيِأف َِ‬
‫ّ‬ ‫وصفياِتقريرًّي‬
‫ًّ‬
‫ذرِواإلخبارِبوِكنايةِعفِوقوعو؛ِ‬
‫ةِعفِإيقاعِالن ِ‬
‫ّ‬ ‫اِبالنذرِعبار‬
‫فِإخبار ّ‬
‫ً‬ ‫القوؿِالمتضم‬
‫ّ‬ ‫«ِ‬
‫ِاألصؿِفيِالخبرِالصدؽِوالمطابقة ِ»(‪ِ،)1‬ومازادِمفِالتّأكيدِالتّمفظِبالجزـِمسبقا‬
‫ّ‬ ‫ألف‬
‫ّ‬
‫فيـِأنياِممكفِ‬
‫ّ‬ ‫مفِالس ُِ‬
‫ياؽِي‬ ‫ّ‬ ‫وـِمعِاإلنسي‪ِ ِ،‬و‬
‫ّ‬ ‫أكيدِعفِالص‬
‫ّ‬ ‫﴿ِ‪ِِ﴾ِِ‬وغرضوِالتّ‬

‫امية ِليذا ِالممفوظ ِتوحي ِإلى ِثباتيا ِواستقرارِ‬


‫القوة ِاإللز ّ‬
‫ِو ّ‬ ‫أف ِتكمّـ ِال ِجفُِّ ِأو ِالمالئكة‪ِ ،‬‬
‫جِعنيا‪ِ ِ.‬‬
‫ج ُِ‬
‫حا ِ‬
‫ةِعمىِمفِسُِي َِ‬
‫َِ‬ ‫ياِمطمئن‬
‫ّ‬ ‫تياِفيِأن‬
‫ّ‬ ‫نفسي‬
‫ّ‬

‫‪ِ-1‬ابفِعاشور‪ِ،‬تفسير التّحرير والتّنوير‪ِ،‬ص‪ِ .93‬‬


‫ِ‬

‫‪06‬‬
‫ام ِةُِالسِيَِِدِةُ‪َِ ِ"ِ:‬مرَِيَِـِ"ِِ‬
‫سورِةِ"ِ َِمرَِيَِـِ"ِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِ َِكَِر َِ‬ ‫ط ِِ‬
‫ابِفيِ ُِ‬ ‫داوليِةِل ِِ‬
‫مخ َِ‬ ‫يـِالتِ ُِ‬ ‫ِِ‬
‫الق ُِ‬

‫دِعودةِالسّيدةِ‪"ِ:‬مريـ"ِإلىِقومياِتحمؿِابنياِ﴿ِ‪‬‬
‫ّ‬ ‫السياؽِالّذيِسبؽِاآليةِأ ّك‬
‫ّ‬

‫يِ‬
‫ظٌ ِتقرير ِّ‬
‫‪ِ ﴾           ‬وىو ِممفو ِ‬

‫اميةِفيِمجيئياِإلىِقوميا‪ِ ،‬ىذاِما ِيدخؿ ِفيِصنؼِأفعاؿِالكالـِ‬


‫‪ِ،‬قوتوِاإللز ّ‬
‫وصفي ّ‬
‫ِّ‬
‫ِالسابقةِ‬
‫ِاألوؿ ِلآلية ّ‬
‫السياؽ ّ‬
‫ألف ِحرؼ ِالعطؼ ِالفاء ِيد ّؿ ِعمى ِالتّعقيب‪ِ ،‬و ّ‬
‫اإلنجازّية؛ ِ ّ‬
‫ياِحممتوِوسبقتوِىوِ‬
‫ّ‬ ‫اءِتِيا؛ ِ ّ‬
‫ألن‬ ‫فيِبر َِ‬
‫امية ِ َِ‬
‫قوتوِاإللز ّ‬
‫مثبت‪ّ ِ ،‬‬
‫أبمغ‪ِ،‬فممفوظِ﴿ ِ‪ٌِ ِ ﴾ ‬‬

‫جاجيةِالّتيِيمتمكيا‪ِ .‬‬‫ِِ‬
‫اِبالقيمةِالح ّ‬ ‫ِِ ِ‬
‫عمىِنفسيا‪ِ،‬ولـِتيربِولـِتخجؿِبو‪ِ،‬لعِْم ِم ِيَ‬

‫ٍِ‬
‫ِبممفوظ ِمثبت‪ِ ،‬مفاده ِتحقيؽ ِرؤية ِالقوـ ِلػ ِ" ِمريـ ِ"ِِِِِِِ‬ ‫ِرد ِالفعؿ ِمف ِالقوـ‬
‫وجاء ِّ‬

‫ِأنيا ِغابتِِ‬
‫وىي ِتحمؿ ِالولد ِ﴿ ِ‪ِ ،﴾ ِ ِ ِ ِ ِ ‬ىذا ِما ِيؤكِد ّ‬

‫ِتأكيدِالدىشةِبممفوظِمؤ ّكد ِبػ ِ(ِقد ِ)ِ‬


‫ّ‬ ‫فِثـ ِعادت ِتحممو‪ِ،‬وتحقؽ‬
‫ِمعي ّ‬
‫عفِالقوـِزمف ّ‬
‫التّحقيؽِوالفعؿِ( ِِ‬
‫جئت ِ)ِ﴿ ِ‪ ﴾ ِ ِ ِ ‬؛ِباعتبارىا ِجاءت ِحقيق ِةً ِتحمؿِ‬

‫حتماِإلىِالكذب‪ِ .‬‬
‫موِسيضطرىاِ ً‬
‫ّ‬ ‫ولداِمعيا‪ِ،‬لذلؾِِِاِتُّ ِي َِمتِبالفري؛ِأل ّفِحقيقةِ ِ‬
‫ماِتَحم‬ ‫ً‬

‫ِأمر ِسيخمؽ ِفتنةِِِِِِِ‬


‫ِأف ِما ِجاءت ِبو ٌِ‬
‫امية ِليذا ِالممفوظ ِفي ّ‬
‫القوة ِاإللز ّ‬
‫كمف ِ ِّ‬
‫وت ُِ‬

‫‪ِِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ‬‬ ‫بيفِالقوـ‪ِ،‬وىوِماِتحِقّؽِفيِقوليـِ﴿‬

‫امية ِفيِاعتراؼِ‬
‫‪ِ،‬قوتوِاإللز ّ‬
‫تأكيدي ّ‬
‫ِّ‬ ‫بت ِ‬
‫وصفي ِمث ٌِ‬
‫ِّ‬ ‫يِ‬
‫ظُ ِتقرير ِّ‬
‫‪ِ ﴾ ِ ِ ‬فالممفو ِ‬

‫شرفياِ‬
‫ِوحسف ِخمقيا ِو َِ‬ ‫امتيا ِِ‬
‫ِوعفِتيا ُ‬ ‫رمِتِيا َِا‬
‫ِوعرِقَة ِأصميا ِوكر َِ‬ ‫ِبح َِ‬
‫القوـ ِالتّاـ ِوالكامؿ ُِ‬
‫ِأنو ِيخرج ِإلى ِالتّأكيدِِِِِِِِِ‬
‫ِالندائي؛ ِ ّإال ّ‬
‫ونسبيا‪ِ ،‬واف ِكاف ِالممفوظ ِبصيغة ِاإلنشاء ّ‬
‫َِ‬
‫شرؼ‪ِ .‬‬
‫عفِال ّ‬

‫الدالة ِعمى ِنفي ِال ّشؾ ِوالتّأكيدِِِِِِ‬


‫ِمرتيف ِعمى ِالتّوالي ِبػ ِ( ِما ِ) ِ ّ‬ ‫وقد ُِ ِ‬
‫ِنِف َي ِالممفوظ ّ‬
‫في ِيُـِىذاِأ ّكدِ‬
‫ِن َِ‬
‫ِأف َِ‬
‫تياِإال ّ‬
‫ّ‬ ‫ِالسياؽِيوحيِإلىِبر َِ‬
‫اء‬ ‫غـِأف ّ‬
‫عمىِشرفياِبشرؼِوالدييا‪ِِ،‬وُِر ّ‬
‫‪06‬‬
‫ام ِةُِالسِيَِِدِةُ‪َِ ِ"ِ:‬مرَِيَِـِ"ِِ‬
‫سورِةِ"ِ َِمرَِيَِـِ"ِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِ َِكَِر َِ‬ ‫ط ِِ‬
‫ابِفيِ ُِ‬ ‫داوليِةِل ِِ‬
‫مخ َِ‬ ‫يـِالتِ ُِ‬ ‫ِِ‬
‫الق ُِ‬

‫ِيثبتِ‬
‫ِع ِيدوه ِفييا ِشيء ِىـ ِ ُِموقنوف ِبو‪ِ ،‬وما ِيشاىدونو ِبيف ِيدييا ُِ‬
‫ألف ِما َِ‬ ‫ِِ‬
‫حيرِتَيـ؛ ِ ّ‬
‫ميِىذاِالسياؽ‪ِ .‬‬
‫ّ‬ ‫تيِتَ‬
‫العكسِمفِذلؾ‪ِ،‬ىذاِماِتََِوضِحِفيِاآليةِالّ ِ‬
‫ِ‬

‫﴿ ِ‪ِ،﴾ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ‬فالممفوظِ‬

‫ِأف ِجممة ِمقوؿ ِالقوؿ ِمفصولة(‪ِ ،)1‬معطوؼ ِبالفاء ِلإلجابةِِِِِِِ‬


‫يبيف ّ‬
‫يِ ّ‬
‫وصفي ِتقرير ِّ‬
‫ِّ‬
‫امية ِفي ِتطبيؽ ِ" ِمريـ ِ" ِالكمّي ِلمخطاب ِاإللييِ‬
‫ِقوتو ِاإللز ّ‬
‫عف ِتساؤؿ ِالقوـ ِالمسبؽ‪ّ ،‬‬
‫فيوِمفِيحا ِججِعنيا‪ِ،‬ومنوِتحقّؽِفعؿِ‬
‫ُِ‬ ‫واالمتثاؿِلو ِوىوِالصوـ‪ِ ،‬بإشارتياِ ِ‬
‫إلىِابنيا‪ِ ،‬‬ ‫ّ‬
‫الكالـِباإليماء‪ِ،‬وىناِيظيرِمبدأِالتّعاوفِالخطابي‪ِ .‬‬

‫‪ِِ ِ ِ ‬‬‫ويتواصؿ ِالحوار ِمع ِ" ِمريـ ِ" ِوقوميا ِبممفوظ ِتقريري‪ِ ﴿ِ ،‬‬

‫استفياـ‪ِ،‬قوتوِ‬
‫ّ‬ ‫‪ِ ،﴾ِ ِ ِ ِ ‬الّذيِيخرجِإلىِفعؿِالكالـِاإلنجازيِفيوِ‬

‫ِالسؤاؿ ِإليؾِ‬ ‫ِ‬


‫ِنوجو ّ‬
‫ِتعجب ِالقوـ ِمف ِإشارتيا ِإلى ِابنيا؛ ِأي ِكيؼ ِنحف ّ‬
‫امية ِ ِفي ّ‬
‫اإللز ّ‬
‫األكثرِمفِىذاِأنوِ‬
‫ّ‬ ‫تِإلىِصبي‪ِ،‬و‬
‫ّ‬ ‫بعد؛ِبؿِأشر‬
‫ِ‬ ‫ونمومؾ ِعمىِفعمتؾِو ِِ‬
‫أنت ِلـِتتكمّمي ِ‬ ‫ِِ‬
‫يِمثبتِبالقوؿِو(ِإني)ِ‬
‫ّ‬ ‫حديثِوالدة‪ِ،‬ويستمرِالحوارِمفِالمتمقيِ(االبف)ِبممفوظِتقرير‬

‫فيِأفِالقوؿِ‬
‫ّ‬ ‫فِ‬
‫ةِتكم ُِ‬
‫امي ُِ‬‫قوتوِاإللز ّ‬
‫﴿ِ‪ّ ِ،ِ﴾ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ‬‬
‫ِإمكانية ِالحديث ِفي ِالميد‪ِِِِِِ،‬‬
‫ّ‬ ‫ِالعادية‪ِ ،‬وىي ِإجابة ِإثبات‬
‫ّ‬ ‫إجابة ِمباشرة ِعمى ِحيرة ِالقوـ‬
‫بِالسابؽ‪ِ .‬‬
‫ّ‬ ‫عج‬
‫ومنوِإبطاؿِالتّ ّ‬

‫ِومف ِالسياؽ ِيتّضح ِلنا ِأف ِالمولود ِلـ ِيقؿ‪ِ (ِ :‬أنا ِ‬


‫ِابف ِمريـ ِ) ِفمو ِقاليا‪ِ ،‬لخرجِ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫المعنىِإلىِأنوِليِأبِ‪ِ،‬ومنوِإثباتِالتّيمةِواقرارِال ّذنب؛ِبؿِقاؿ‪ِ،﴾ِِِِ ﴿ِ:‬‬
‫ّ‬

‫‪ِ-1‬انظر‪ِ،‬ابفِعاشور‪ِ،‬تفسير التّحرير والتّنوير‪ِ،‬ص‪ِ .97‬‬

‫‪66‬‬
‫ام ِةُِالسِيَِِدِةُ‪َِ ِ"ِ:‬مرَِيَِـِ"ِِ‬
‫سورِةِ"ِ َِمرَِيَِـِ"ِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِ َِكَِر َِ‬ ‫ط ِِ‬
‫ابِفيِ ُِ‬ ‫داوليِةِل ِِ‬
‫مخ َِ‬ ‫يـِالتِ ُِ‬ ‫ِِ‬
‫الق ُِ‬

‫يعني ِأف ِا﵀ ِاختار ِر ِحما ِالستقباؿ ِىذا ِ‬


‫ِاالبف‪ِ ،‬ومنو ِالممفوظ ِخرج ِإلى ِتقرير ِحالةِ‬ ‫َ ً‬ ‫ّ‬
‫فاعِعفِاألـ‪ِ .‬‬
‫ّ‬ ‫الد‬
‫ّ‬

‫‪ِ‬‬ ‫ويتتابعُ ِالحوارِالحجاجيِبفعالفِإنجازّيافِ﴿‪ِ ﴾ِ ‬و﴿ ِ‪﴿ِ ،﴾ِ ‬‬


‫ِ‬

‫ِشيء ِِتَـِِ‬
‫ٌِ‬ ‫امية ِفي ِوقوعيما ِفي ِالماضي‪ِ ،‬و ّأنو‬
‫‪ِ ﴾ِ ِ ِ ‬فائدتيما ِاإللز ّ‬

‫جداؿِ‬
‫اِىذاِيرجعناِإلىِقولوِتعالى‪ِ ﴾ِ ِ ِ ِ ﴿ِ :‬فالِ ِ‬
‫ُِ‬ ‫ؿ ِفيوِمسبقً‬
‫الفص ُِ‬

‫اجعةِفييا‪ِ،‬فقدِوِقَ ِعتِوقُ ِ‬
‫ض َي ِاألمرِبشأنيا‪ِِِِ،‬‬ ‫َِ َ‬ ‫ِصيغةِالفعؿِفيِالماضِالِمر‬
‫ُِ‬ ‫فيو؛ِألف‬
‫ّ‬
‫بوة‪ِ ،‬والمقصود ِبالكتاب ِىنا ِىو ِ« ِاإلنجيؿ ِ»(‪ِِ،)1‬و ّأنوِ‬
‫الن ّ‬
‫ؿ ِالكتاب ِو ِّ‬ ‫ِوُِكِتِ َِ‬
‫ب ِعميو ِحم ُِ‬
‫بوةِالمحددةِلوِسمفًا‪ِ .‬‬
‫ّ‬ ‫وِبالن‬
‫ؿِمسؤوليِِتَ ّ‬
‫حمِ ُِ‬
‫سي َِ‬
‫ُِ‬

‫ِيتحمميا ِولف ِيحممياِِِِِِِ‬


‫ّ‬ ‫بوة ِىذه ِلف‬
‫الن ّ‬
‫ِأف ِالكتاب ِىذا ِو ّ‬
‫ِالسياؽ ّ‬
‫والِواضح ِمف ّ‬
‫وىو ِصغير؛ ِواِّنما ِستكوف ِلو ِال ِمحالة ِفي ِوقتيا؛ ِباعتبار ِزمف ِالماض ِلمفعميفِ‬
‫اإلنجازييفِ(ِءاتانيِوِجعمنيِ)ِقدِأحدثاِاألمر‪ِ .‬‬

‫ِالناطؽِِِِ‬
‫ِأف ّ‬‫بي؛ ِإذ ِيد ّؿ ِعمى ّ‬
‫ِالص ّ‬
‫ِالمثير ِلالىتماـ ِمف ِىذا ِالمقاؿ‪ِ ،‬كالـ ّ‬
‫ولكف ُ‬
‫ِبالييف؛ ِبؿ ِحالة ِدفاعِِِِِِ‬
‫ّ‬ ‫ؿ ِيفيـ ِفي ِشؤوف ِاألدياف‪ِ ،‬وىو ِموقؼ ِليس‬
‫بو‪ِِ ،‬فَِْرٌِد ِعاق ٌِ‬

‫ّ‬ ‫وِماِيقوؿ؛ِبؿِوي ِِعيِالحالةِالّتيِتعيشياِو‬


‫الدتوِجي ًدا‪ِ،‬‬ ‫َِ‬ ‫بمعنىِيِْفِقَ‬
‫َِ‬ ‫ِِ‬
‫عفِشرؼِوعرض؛ ِ‬
‫الدفاع ِوالحجاج‪ِ ،‬فمو ِنطقت ِىي ِ ِودافعت ِعف ِشرفيا ِلما ِأقنعتِ‬
‫ِأنو ِيحسف ِ ّ‬
‫واألدىى ّ‬
‫وِيستوقؼِالمتمقي‪ِ .‬‬
‫ُِ‬ ‫جا ُِ‬
‫ج‬ ‫اِصدقوىاِ؛ِإذفِ ِِ‬
‫ح َِ‬ ‫ولم ّ‬‫القوـ‪ِّ ِ،‬‬

‫شاف من حقائق غوامض التّنزيل وعيون األقاويل‬


‫أبوِالقاسـِمحمودِبفِعمرِالزمخشري‪ ،‬الك ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ِ-1‬‬
‫ابع‪ِ،‬مكتبةِالعبيكاف‪ِ،‬الرياض‪ِ،‬الطّبعةِاألولى‪ِ،1998ِ،‬ص‪ِ .18‬‬
‫ّ‬ ‫ءِالر‬
‫في وجوه التّأويل‪ِ،‬الجز ّ‬
‫‪66‬‬
‫ام ِةُِالسِيَِِدِةُ‪َِ ِ"ِ:‬مرَِيَِـِ"ِِ‬
‫سورِةِ"ِ َِمرَِيَِـِ"ِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِ َِكَِر َِ‬ ‫ط ِِ‬
‫ابِفيِ ُِ‬ ‫داوليِةِل ِِ‬
‫مخ َِ‬ ‫يـِالتِ ُِ‬ ‫ِِ‬
‫الق ُِ‬

‫ي ِمثبتِ‬
‫ؼِبتوضيحِالرسالةِالّتيِبعثِمفِأجمياِفيِممفوظِتقرير ِّ‬
‫ّ‬ ‫ويستمر ِالعط‬
‫ِّ‬

‫‪ِِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ‬‬ ‫معطوؼِعمىِماِقبمو‪ِ ﴿ِ ،‬‬

‫تيِو ِِ‬
‫جدِمفِأجميا‪ِ،‬‬ ‫بي ِووظيفتوِالّ ُِ‬
‫فيِمكانةِالص ّ‬
‫ّ‬ ‫امية ِ‬
‫قوتوِاإللز ّ‬
‫‪ّ ِ،﴾ ِ ِ ِ ِ ‬‬

‫يِ‬
‫ىذاِماِيمخِصِلناِالفائدةِمفِالوجودِبشكؿِعاـ‪ِ،‬و﴿ِ‪ِ﴾ِِ‬الممفوظِتقرير ِّ‬
‫ُِ‬

‫‪ِ‬‬ ‫فيِجعموِسابقًاِذوِبركة؛ِأيِمفِقبؿِخمقو‪ِ،‬و﴿ ِ‬
‫ِ‬ ‫امية ِ‬
‫قوتوِاإللز ّ‬
‫مثبت ِفيِالماض‪ّ ِ ،‬‬

‫ينونة‪ِ ِ.‬‬
‫عميـِال َِك َِ‬
‫‪ِِ﴾ِِِ‬تَ ُِ‬

‫ويتتالى ِالتّأكيد ِعمى ِالوجود ِبالعطؼ ِوبالفعؿ ِالماض ِ( ِأوصاني ِ) ِفيِِِِِِِِِِ‬

‫امية ِوجوبِ‬
‫﴿ ِ‪ِ ، ﴾ِ ِ ِ ‬وىو ِممفوظ ِمؤ ّكد ِسابقا ِفائدتو ِاإللز ّ‬

‫ةِأنوِجاءِبأركافِجديدةِلديانةِجديدة‪ِ،‬‬
‫المستفاد ِمفِىذهِاألمرّي ِّ‬
‫ُِ‬ ‫تحقيقوِفيِالمستقبؿ‪ِ ،‬و‬
‫أقر ِكينونتو ِسابقا‪ِِِِِ،‬‬
‫ِموجودا ِمف ِقبؿ ِباب ِاإلقرار؛ ِالّذي ِ ّ‬
‫ً‬ ‫ِأف ِاألمر ِكاف‬
‫الدليؿ ِعمى ّ‬
‫وّ‬
‫منِي ِبالموت ِالمجيوؿِ‬
‫ف ِاإلقرار ِالضِ ِ‬
‫ِتَضمِ َِ‬
‫و﴿ ِ‪ِ ﴾ِ ِ ِ ِ ‬فعؿ ِكالـ ِتقريري‪ِ ،‬‬

‫فعِوتأجؿِموتو‪ِ ِ.‬‬
‫ّ‬ ‫مف‪ِ،‬وىذاِماِحدثِبالفعؿِعندماِر‬
‫ُِ‬ ‫الز‬
‫ِّ‬

‫بانيةِإلىِطاعةِالوالديفِفيِشكؿِتمقيفِِِ‬
‫اعةِالر ّ‬
‫ّ‬ ‫وتتواصؿِالطّاعةِوتنتقؿِمفِالطّ‬

‫اميةِِ‬
‫ممفوظِتقريريِمثبت‪ِ،‬فائدتوِاإللز ّ‬
‫ِ‬ ‫﴿‪ِ،﴾ِِِِِِِ‬فال‬

‫في ِطاعتو ِالتّامة ِلوالدتو‪ِ ﴾ِ ِ ِ ِ ِ ﴿ِ ،‬الممفوظ ِخبري ِمعطوؼِِِِِ‬

‫ِالمتكبرِ‬
‫ّ‬ ‫ِبالجبار‬
‫ّ‬ ‫ِأنو ِليس‬
‫امية ِفي ِإقرار ِ ِوتوكيد ّ‬
‫ِقوتو ِاإللز ّ‬
‫مسبقًا‪ّ ،‬‬
‫منفي ِ ِ‬
‫عمى ِماقبمو ِ ِّ‬

‫‪‬‬
‫‪ِِ ِ ِ ِ ِ ‬‬ ‫أييدِالربانيِفيِآيةِ﴿‬
‫ّ‬ ‫‪ِ،‬ويقر ِعمىِالتّ‬
‫ّ‬ ‫الظّالـ‬

‫‪66‬‬
‫ام ِةُِالسِيَِِدِةُ‪َِ ِ"ِ:‬مرَِيَِـِ"ِِ‬
‫سورِةِ"ِ َِمرَِيَِـِ"ِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِ َِكَِر َِ‬ ‫ط ِِ‬
‫ابِفيِ ُِ‬ ‫داوليِةِل ِِ‬
‫مخ َِ‬ ‫يـِالتِ ُِ‬ ‫ِِ‬
‫الق ُِ‬

‫اميِالدعاءِبمالزمةِ‬
‫ّ‬ ‫الممفوظِمعطوؼ ِجاءِمثبتا ِتقريرِّيا ِمفادهِاإللز‬
‫ٌِ‬ ‫‪ِ ﴾ِ ِ ِ ِ ‬ف‬

‫الورودِعمىِالدنيا‪ِ،‬واالرتحاؿِمنيا‪ِ،‬والورودِ‬
‫ّ‬ ‫السالـِلوِفيِأطوارِالحياةِالثّالثِوىيِ‪ِ :‬‬
‫ّ‬
‫السالـ‪ِ .‬‬
‫ِطورِمنياِالزموُِ ّ‬
‫ِ‬ ‫إلىِاآلخرة‪ِ،‬ففيِك ّؿ‬

‫ارِالربانيِفيِ﴿ ‪ِِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ‬‬


‫ويستمرِاإلقر ّ‬

‫ِالسياؽ ِيوحي ِإلىِِِِِِ‬


‫ِأف ّ‬ ‫‪ِ ،﴾ِ ِ ‬فالممفوظ ِتقريري ِمثبت ِِ‬
‫ِباسـ ِاإلشارة ِعمى ّ‬

‫بي‪ِ ،‬وحتّىِالِ‬
‫ِماِقالوِليـِالص ّ‬
‫ّ‬ ‫صدِِقُواِك ّؿ‬
‫دِأنيـ ِ َِ‬
‫محذوؼ‪ِِ ،‬وىذاِماِيؤ ّك ّ‬
‫ٌِ‬ ‫ِىناؾِكالـ ِ‬
‫ٌِ‬ ‫أف‬
‫ّ‬
‫حِاسموِونسبو‪ِ .‬تمثّؿِىذاِالخطابِاإللييِفيِشكؿِإجابةِ‬ ‫يقعواِفيِشرؾ ِتألييو‪ِ،‬صر ِ‬
‫ّ‬
‫متَِِر ِِ‬
‫اءِالقوـِوش ّكيـ‪ِ ِ.‬‬ ‫ِِ‬
‫حاسمةِعمىِا ِ‬

‫‪ِِ ِ ِ ِ ‬‬ ‫وجاءِالردِعمىِالكالـِالمحذوؼِفيِشكؿِحجاجِتأكيدي ﴿‬


‫ّ‬

‫يِمثبتِبالنفي‪ِ،‬مؤ ّكدِبفعؿِماضِ(ِكافِ)ِ‬
‫ّ‬ ‫ير‬
‫‪ِ،﴾ِ ِ ِ ِ ِ ِ ‬فالممفوظ ِتقرِ‬

‫ادِالفعؿِالكالميِتأثيراِواثباتًاِ‬
‫ً‬ ‫ومماِز‬
‫فيِالنفيِالتّاـِأفِيكوف ِ﵀ِالولد‪ّ ِ ،‬‬
‫ّ‬ ‫امية ِ‬
‫قوتوِاإللز ّ‬
‫ّ‬
‫السماعي ِ( ِسبحانو ِ)‪ِ ،‬الّذي ِيؤ ّكدِِِِِِِ‬
‫عجب ِ ّ‬
‫ِالنفي ِ ِوفعؿ ِالتّ ّ‬
‫حود ِالّتي ِتفيد ّ‬
‫الج ُِ‬
‫الَُِـ ِ ُِ‬
‫ِ‬
‫وِىوِالمتصرؼِ‬
‫ّ‬ ‫دِعمىِأن‬
‫ّ‬ ‫ةِمفِس ِوِلَتِلوِنفسوِبيذاِالكالـ‪ِ،‬ويؤ ّك‬
‫َِ‬ ‫س َِ‬
‫فاى‬ ‫عمىِعظمةِا﵀ِ ِو َِ‬

‫يِ‬
‫في ِالكوف ِ﴿ ِ‪ِ ﴾ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ‬وىو ِممفوظ ِتقرير ِّ‬

‫ِالعزةِ‬
‫امية ِتتمثّؿ ِفي ِدالئؿ ّ‬
‫ِقوتو ِاإللز ّ‬
‫أكيدية‪ّ ،‬‬
‫إف ِ) ِالتّ ّ‬
‫رطية ِو( ِ ِّ‬
‫مثبت ِبػ ِ( ِإذا ِ) ِال ّش ّ‬
‫بوبية‪ِ،‬فا﵀ِغنيِعفِالعالميف‪ِ .‬‬
‫الر ّ‬
‫و ِّ‬

‫ِ‪ِ‬‬ ‫بوبية ِفي ِ﴿ ِ‪ِ ِ ِ ِ ِ ِ ‬‬


‫ِبالر ّ‬
‫ويستمر ِاإلقرار ّ‬
‫ِّ‬

‫اميةِفيِالتّأكيدِ‬ ‫القُُِّوِةِ(ِ ِّ‬


‫إفِ)‪ِ:‬فائدتوِاإللز ّ‬ ‫بو ِِ‬
‫اسِِـِ ِ‬ ‫مثبتِ َِ‬
‫يِ ٌِ‬‫ظُِتقرير ِّ‬
‫‪ِ﴾ِِِ‬فالممفو ِ‬

‫‪66‬‬
‫ام ِةُِالسِيَِِدِةُ‪َِ ِ"ِ:‬مرَِيَِـِ"ِِ‬
‫سورِةِ"ِ َِمرَِيَِـِ"ِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِ َِكَِر َِ‬ ‫ط ِِ‬
‫ابِفيِ ُِ‬ ‫داوليِةِل ِِ‬
‫مخ َِ‬ ‫يـِالتِ ُِ‬ ‫ِِ‬
‫الق ُِ‬

‫ِالمسيحيةِديفِالتّوحيد‪ِ،‬ويبدوِالممفوظِىذا ِمفِخالؿِ‬
‫ّ‬ ‫يعكسِأف‬
‫ّ‬ ‫عمىِالتّوحيد‪ِ،‬ىذاِماِ‬

‫ِعاد‪ِ ،‬و﴿‪ِ‬‬
‫ِالسالـ؛ ِإذ ِقطع ِحديثو ِثـ َِ‬
‫ِعائد ِإلى ِقوؿ ِ" ِعيسى ِ" ِعميو ّ‬
‫السياؽ ِ ّأنو ٌِ‬
‫ّ‬
‫ّ‬

‫ح‪ِ .‬‬
‫الَ ِِ‬
‫الف ِ‬
‫عب ُِرِ َِ‬
‫وم َِ‬
‫جاحِ َِ‬
‫الن ِِ‬
‫يؽِ ّ‬
‫بوديةِ﵀ِطر ُِ‬
‫ِالع ّ‬
‫أف ُِ‬
‫‪ِ﴾ ِ‬أِقَرِِمفِخاللوِ ّ‬

‫ِ‪ِ‬‬ ‫ويتبيف ِلنا ِاالختالؼ ِالحاصؿ ِأنذاؾ ِوالتّيديد ِالّذي ِلحؽ ِبالقوـ ِفي ِ﴿‬
‫ّ‬

‫إثباتيِ‬
‫ظٌِ ِّ‬ ‫‪ِ﴾ِِِِِِِِِِ ِِ‬وىوِممفو ِ‬

‫امية ِتكمف ِبعد ِفاء ِ« ِتفريع ِالخبر ِ»(‪ِ ،)1‬بتأكيد ِحصوؿ ِاالختالؼِ‬
‫قوتو ِاإللز ّ‬
‫وصفي ِ ّ‬
‫ِّ‬

‫‪‬‬
‫‪ِِ ِ ِ ِ ِ ‬‬‫فيماِبينيـِوماِسيحصؿِليـِيوـِالقيامة‪ِ ،‬و﴿ ِ‬

‫ِى ِِ‬
‫وؿ ِيوـِ‬ ‫ِسُِيالقوف ِمف َِ‬
‫ف ِفي ِما َِ‬
‫ِتكم ُِ‬
‫امية ُِ‬
‫ِقوتو ِاإللز ّ‬
‫‪ِ ﴾ِ ‬الممفوظ ِتقريري ِمؤ ّكد‪ّ ،‬‬

‫‪ِِ ِ ِ ‬‬ ‫فا﵀ِيتوعُِدىـِبكممةِالحؽِ‪ِ،‬لذلؾِأىاليـِبػِ﴿ ِ‬


‫ّ‬ ‫اء ِكفرىـ‪ِ،‬‬
‫القيامةِجِّر َِ‬
‫َِ‬

‫ِقوتوِ‬
‫‪ِ ،﴾ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ‬فالممفوظ ِتقريري ِمثبت‪ّ ،‬‬
‫ونَناِ)ِ‬ ‫عج ِِ‬
‫ب ِمف ِمشيدِالكافريفِيوـِالقيامة‪ِ،‬أ ّكدِىذاِالفعؿِ(َِِيأتُ َ‬ ‫ف ِفي ِالتّ ّ‬
‫ةِتكم ُِ‬
‫ُِ‬ ‫امي‬
‫اإللز ّ‬
‫ف ِبضمير ِالمتكمّـ ِالجمعي ِ( ِنا ِ) ِالمنسوب ِوالعائد ِعمى ِا﵀‪ِ ،‬وىذا ِما ِيظيرِ‬
‫المقترُِ‬
‫ِ‬
‫بداية‪ِ ِ.‬‬

‫المضمر ِمف ِخالؿ ِالتّ ّ‬


‫عجب ِيخرج ِإلى ِاألمرّيات( ‪les‬‬ ‫ِالقضوي ِ ُِ‬
‫ِّ‬ ‫أما ِالمضموف‬
‫ّ‬
‫امية ِتكمف ِفي ِالتّيديد ِمف ِحاؿ ِاألحزاب ِالّذيف ِاختمفوا‪ِِِِِِِِِ،‬‬ ‫ِقوتو ِاإللز ّ‬ ‫)‪ّ ،directifs‬‬
‫ٍِ‬
‫ِغفمةِِِِِِِ‬ ‫ِبأنيـ ِفي‬ ‫و﴿ ِ‪ِِِ ﴾ِ ِ ِ ِ ِ ِ ‬استد ار ٌِ‬
‫ؾ ِلمظّالميف ّ‬

‫‪ِ-1‬ابفِعاشور‪ِ،‬تفسير التّحرير والتّنوير‪ِ،‬ص‪ِ .105‬‬

‫‪66‬‬
‫ام ِةُِالسِيَِِدِةُ‪َِ ِ"ِ:‬مرَِيَِـِ"ِِ‬
‫سورِةِ"ِ َِمرَِيَِـِ"ِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِ َِكَِر َِ‬ ‫ط ِِ‬
‫ابِفيِ ُِ‬ ‫داوليِةِل ِِ‬
‫مخ َِ‬ ‫يـِالتِ ُِ‬ ‫ِِ‬
‫الق ُِ‬

‫ِيتِّبِعونو‪ِ ،‬ولفظة ِ﴿ ِ‪ِ﴾ ‬‬


‫ِأف ِالقوـ ِيعرفوف ِالحؽِ ِوال َِ‬ ‫مف ِأمرىـ‪ِِ ،‬‬
‫ِداللة ِعمى ّ‬

‫عنيِالظُّ َِ‬
‫مـِالكامؿِال ّشامؿ‪ِ ِ.‬‬ ‫ِ‬ ‫جاءتِفيِإطالقياِتَ‬
‫ِ‬

‫ِمعمف ِعنو‪ِ ،‬ناتج ِعف ِفعؿ ِالتّمفّ ِِ‬


‫ظِِِِِِِِ‬ ‫ي ِمثبت ُِ‬ ‫ويتتابع ِالتّيديد ِفي ِ ٍِ‬
‫ممفوظ ِتقرير ِّ‬

‫﴿ ِ‪ِ ﴾  ِ ِ ِ ِ ِ ِِ ِ ِ ِ ِ ‬وىوِفعؿِ‬

‫ؿِ‬
‫مماِسيحصؿِليـ ِيوـِالِينفعِال ِما ٌِ‬
‫ي‪ِ،‬تمثّؿِفيِنقؿِالخبرِبإنذار ِالقوـِ ّ‬
‫كالـِإنجاز ِّ‬
‫ِوسمى ِتعالى ِىذا ِاليوـ ِبالحسرة‪ِ ،‬لما ِفيو ِمف ِ ِندامة ِشديدة‪ِ ،‬ىذه ِاألخيرةِِِِِ‬
‫ِبنوف‪ّ ،‬‬
‫وال ُِ‬

‫ِِ‬
‫باعتبار ِالممفوظِ‬‫فيِشأنِ ُِكـ؛ ِ‬
‫ِ‬ ‫ِبعدِأفِجاءِالنذير‪ِ،‬لذلؾ ﴿ ِ‪ِ ﴾ِ ِ ِ ‬‬
‫ّ‬ ‫لـِتكفِإال‬
‫ّ‬

‫ِجَِن ِيتُـِ‬
‫ِأنكـ َِ‬
‫امية ِفي ّ‬
‫ِقوتو ِاإللز ّ‬ ‫ِ‬
‫ي ِمؤ ّكٌِد ِبالفعؿ ِالماض ِ( ِقُض َي ِ) ِوِانتيى ِاألمر‪ّ ،‬‬
‫تقرير ِّ‬
‫ِالدنيا ِقبؿِ‬ ‫ي ِفي ّ‬ ‫أمركـ ِِقُ ِِ‬
‫ض َِ‬ ‫فإف ِ ُِ‬
‫اما ِ ّ‬
‫ِالدنيا‪ِ ،‬وعميو ِاستمز ً‬ ‫ظُ ِِ‬
‫ممكـ ِىذا ِفي ّ‬ ‫عمى ِِ‬
‫ِأنفسكـ ِب ِ‬
‫اآلخرة‪ِ ِ.‬‬

‫وفيِخاتمةِقصةِ"ِمريـِ"ِيؤِّكدِالمولىِعمىِممكوتوِوجبروتوِفي﴿ِِ‬
‫‪ِِِ ‬‬
‫ّ‬

‫فِعنو) ‪ِ،) déclaratif‬‬


‫تِ ُِمعِمَ ٌِ‬
‫ظُِ ُِم َِثب ٌِ‬
‫‪ِ،﴾ِِِِِِِ‬وى ِوممفو ِ‬

‫ؿ ِفي ِاإلقرار ِالمؤ ّكد ِبضميرِِِِِِِ‬


‫امية ِتتمثّ ُِ‬
‫ِقوتو ِاإللز ِّ‬
‫ِإبالغ ِ) ‪ّ ،( déclaration‬‬
‫ٍِ‬ ‫بمثابة‬
‫ِِ‬
‫بضمير ِالجمعِِِِِ‬ ‫ومرِفَِقًا ِ‬ ‫ِِ‬
‫ضعيؼ ِ ُِ‬‫ِمؤكًِِدا ِبالتّ‬
‫ِالمؤوؿ ِعف ِ( ِأنا ِ)‪ِ ،‬جاء ُِ‬
‫ّ‬ ‫( ِإِنا ِ) ّ‬
‫ِالصريح‬
‫ٍِ‬
‫ِشيءِ﵀ِتعالى‪ِ .‬‬‫عمىِأفِك ّؿ‬
‫ّ‬ ‫ومنوِتأكيدِ‬
‫ٌِ‬ ‫اللةِعمىِالقُّوة‪ِ،‬‬
‫ِ‬ ‫(ِنحفِ ِِ‬
‫)ِد‬

‫ِِ‬
‫ِالحمؿ ِالّتي ِشاىدتموىاِِِِ‬ ‫عد ِآية‬
‫القوـ؛ ِأَِب َِ‬ ‫ِِ‬
‫ِلصفات ِ ِِ‬ ‫ِموِائِ َِمة‬
‫صة ِجاءت ُِ‬ ‫خاتِم ِةُ ِ ِِ‬
‫الق ّ‬ ‫ِ‬
‫اؤكـِبعدِ‬
‫قتُـِوَِكِفَرِتُـ؟ِفيذاِجزُِ‬ ‫ِِ‬
‫"ِوآيةِابنياِ"ِعيسىِ"ِالّذيِنطؽِفيِالميد‪ِِ،‬تَِفَِرِ‬ ‫فيِ"ِمريـِ‬
‫ِإليية ِ ِوكفركـِ‬
‫ِعائد ِإلى ِقدرة ّ‬
‫ٌِ‬ ‫بأف ِما ِحدث‬
‫ضمر‪ّ ِ ،‬‬
‫الم َِ‬ ‫منِ ِّ‬
‫ي ِ ُِ‬ ‫يقينِ ُِكـ ِالضِ ِ‬
‫إيمانِكـ‪ِ ،‬مع ِ ِ‬
‫ِتَ َِعُِّنتكـِِِِِ‬
‫نفَعكـ ِ‬
‫ِي ِ‬
‫فادىا ِلف َِ‬
‫ِم ُِ‬
‫ِجِرِهُ ِاإلنكار‪ِ ،‬فا﵀ ِبعث ِليـ ِبرسالة َِ‬
‫عمف ِالّذي َِ‬‫وتَ َِعُِّنتِِكـ ُِ‬
‫ِالم ُِ‬ ‫ِ‬

‫‪66‬‬
‫ام ِةُِالسِيَِِدِةُ‪َِ ِ"ِ:‬مرَِيَِـِ"ِِ‬
‫سورِةِ"ِ َِمرَِيَِـِ"ِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِ َِكَِر َِ‬ ‫ط ِِ‬
‫ابِفيِ ُِ‬ ‫داوليِةِل ِِ‬
‫مخ َِ‬ ‫يـِالتِ ُِ‬ ‫ِِ‬
‫الق ُِ‬

‫ِالقوةِ‬
‫ِالقوةِك ّؿ ّ‬
‫أف ّ‬ ‫ىـِمِْق ِِ‬
‫ضيِ‪ِ،‬و ّ‬ ‫أف ِأشكالكـِ ِومفِىـِأمثالكـِأمر َِ‬
‫ِوال ِ ُِكفركـ‪ِ،‬عمىِأساسِ ّ‬
‫عائٌِِدِإلي ِ‬
‫ِوأنتـِمعوِراجعوف؛ِباعتبارِالك ّؿِ﵀‪ِ .‬‬ ‫فيِمير ِِ‬
‫اثِماِكنتـِتحسبونوِلكـ‪ِ ِ،‬‬

‫السّيدةِ" ِمريـ ِ"ِبتجسيدِ ِوتحقيؽِقوانيفِالخطاب‪ِ،‬مفِمبدإِِ ِالتّعاوفِ‬ ‫ِ‬


‫ص ِةُ ِ ّ‬
‫ِوتمِت ِِق ّ‬
‫ِالصدؽِ‬
‫الء َِمتو ِلمبدإ ّ‬
‫بم َِ‬ ‫ِِ‬
‫ِالحاؿ‪ِ ،‬مع ِإفادتو ِ ُِ‬ ‫قتضى‬
‫ِلم َِ‬
‫ِكـ ِالخبر ِ ِومناسبتو ُِ‬
‫تمثّؿ ِفي ّ‬
‫الم َِ‬
‫ُِ‬
‫الِمَِمؿ ِمف ِمواصمةِاإلطّالعِ‬
‫ظُ ِوجودِفوارؽِفيِالحوارِو َِ‬
‫مح ِ‬
‫ِالِن َِ‬
‫وال ّشموؿِالتّاـ؛ ِحيث َِ‬
‫ِالمتمقّي‪َِ ِ ،‬كوفِِِِِِِِِ‬ ‫ط ِالتّشويؽ ِالّذي ُِّ‬
‫ِيشد ِبو ُِ‬ ‫حِِوي ِخي َِ‬
‫ِي ِْ‬
‫عمى ِما ِحدث ِفيو؛ ِباعتباره َِ‬
‫ألف ِثراءهِِِِِِِِِ‬
‫ىذا ِاألخير ِ– ِالحوار ِ‪ِِ -‬تَضمِف ِأفعاؿ ِالكالـ ِاإلنجازّية ِوالتّأثيرّية؛ ِ ّ‬
‫الرسوؿ‪ِ،‬و"ِمريـِ"ِوِابنياِوِابنياِوالقوـ‪ِ .‬‬
‫كافِمجس ًداِبيفِ"ِمريـِ"ِو ّ‬
‫ّ‬

‫السالم‪:‬‬
‫سيدنا " زكرياء " والس ِّيدة " مريم" عميهما ّ‬
‫قصة ّ‬
‫أ ‪ /‬التّشابو الكامن بين ّ‬

‫ِالن ِ‬
‫ظر ِعفِالطّريقةِالّتيِحصؿِ‬ ‫ِ‬
‫ِالولدِىب ِةً ِمفِا﵀‪ِ ،‬بِغض ّ‬ ‫‪ِ–ِ 1‬كالىماِحص َؿ ِلوُ‬
‫بيا‪ِ .‬‬

‫يثِ‬
‫ِالصالحِوالور ُ‬ ‫ُ ِ‬
‫ِا﵀ِلوِالولد ّ‬
‫ُ‬ ‫ب‬
‫ىِييَ َ‬
‫اءِ"ِبا﵀ِفيِدعائو‪ِ ،‬حتّ َ‬ ‫‪ِ–ِ 2‬استعانةِ"ِزكرّي‬
‫بِ‬ ‫الحقيقيِلمنبوة‪ِ،‬تُشبوِاستعاذةِ"ِمريـِ"ِمفِالرسوؿِالّذيِتمثؿِلياِفيِصور ٍ ِ‬
‫ةِبشرِلَييَ َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّّ‬
‫ارثِلمن ُبوة‪ِ ِ.‬‬
‫ّ‬ ‫لياِالولدِالصالحِالو‬
‫ِّ‬

‫‪ِ–ِ3‬ميالدِ"ِيحيِ"ِو"ِعيسى"ِمتشابياف؛ِألفِ"ِيحيِ ِ‬
‫"ِابفِنبي ِو"ِمريـِ"ِبنتِ‬ ‫ّ‬
‫نبي‪ِ .‬‬

‫وـ ِوعوض ِالكالـ ِعندىما ِ ٍ‬ ‫‪ِ –ِ 4‬كالىما ِأ ِ‬


‫ِفاألوؿ ِالتّسبيحِ‬
‫ّ‬ ‫بشيء ِآخر‪،‬‬ ‫ِبالص ِ ُ‬
‫ّ‬ ‫ُمر‬
‫ةِإلىِالصبي‪ِ ِ.‬‬
‫ّ‬ ‫والثّانيِاإلشار‬

‫ِمفِوىبِ ِو ِالولد‪ِ،‬‬
‫َ‬ ‫ب‬
‫اءِ"ِعندماِتعج َ‬
‫ّ‬ ‫جاءتِاإلجابةِاإللييةِتعجيزّيةِلػِ"ِزكرّي‬
‫ّ‬ ‫‪ِ –ِ 5‬‬
‫يولوجية ِوحالة َ ِ‬
‫ِقابموُ ِتحقيؽِ‬
‫العقر‪ِ ،‬‬
‫ِقمة ِاليرـ ِو ُ‬ ‫ِزو ِجو ُ‬
‫ِميؤوس ِمنيا‪ِ ،‬وىي ّ‬ ‫ّ‬ ‫وحالتو ِالفيز‬

‫‪60‬‬
‫ام ِةُِالسِيَِِدِةُ‪َِ ِ"ِ:‬مرَِيَِـِ"ِِ‬
‫سورِةِ"ِ َِمرَِيَِـِ"ِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِ َِكَِر َِ‬ ‫ط ِِ‬
‫ابِفيِ ُِ‬ ‫داوليِةِل ِِ‬
‫مخ َِ‬ ‫يـِالتِ ُِ‬ ‫ِِ‬
‫الق ُِ‬

‫اءِفيِحالةِالصغرِ‬
‫ّ‬ ‫بياِالولدِوىيِعذر‬
‫ِ‬ ‫ِْ‬
‫تِمفِوى‬ ‫يـِ"ِعندماِتعجَِب‬
‫ّ‬ ‫ةِاإللييةِفيِ"ِمر‬
‫ّ‬ ‫القدر‬
‫وغيرِمتزوجة‪.‬‬
‫ِّ‬

‫السالم ‪:‬‬
‫زكرياء " والس ِّيدة " مريم" عميهما ّ‬
‫قصة س ِّيدنا " ّ‬
‫ب ‪ /‬المفارقة بين ّ‬

‫ِالدعاء ِلحصوؿ ِالولد ِعند ِ" ِزكرّياء ِ"ِ‬


‫‪ِ -1‬المفارقة ِحدثت ِبيف ِاالستعانة ِفي ّ‬
‫االستعاذةِبالدعاءِلعدـِحصوؿِالولدِعندِ"ِمريـِ"‪ِ .‬‬
‫ّ‬ ‫و‬

‫ةِفيِمحاكاتوِ‬
‫ُِ‬ ‫ص ّرحِبيذاِمباشر‬
‫سيدناِ"ِزكرِّياءِ"ِطمبِمفِا﵀ِبدعائوِلموليِف َِ‬
‫‪ّ ِ -2‬‬
‫مباشرةِمعِا﵀‪ِ،‬وأُِسندِالحوارِإلىِممؾِغيرِمرئي‪ِ،‬جو ًاباِمفِا﵀ِعمىِمناجاةِ"ِزكرّياء"ِ‬

‫فيِقولو‪ِ ،﴾ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ﴿ِ :‬قابموِعمىِالعكسِمفِذلؾِعدـِطمبِ‬

‫ِس ّخر ِليا ِىذا ِ ِولقوميا‪ِِِ،‬‬ ‫ٍِ‬


‫ِبدعاء ِوال ِبغيره‪ِ ،‬فيو ِمف َِ‬ ‫السّيدة ِ" ِمريـ ِ" ِالولد ِمف ِرّبيا ِال‬
‫ّ‬
‫ياِبوسيطِمرئيِفيِقولو‪ِ .﴾ ِِِِِِ﴿ِ:‬‬
‫َِ‬ ‫ومعِذلؾِحاكاىاِرّب‬

‫ِأف ِا﵀ ِقادرِِِِِ‬


‫ِالسالـ ِفي ّ‬
‫‪ِ -‬تكمف ِالمفارقة ِبيف ِ" ِزكرّياء ِ" ِو" ِمريـ ِ" ِعمييما ّ‬
‫الثانيةِلـِتدعو‪ِ .‬‬
‫زؽِدوفِدعاء‪ِ،‬فاألوؿِدعاِا﵀‪ِ،‬و ِّ‬
‫ّ‬ ‫ؿِالر‬
‫عمىِأفِي ّنز ّ‬
‫ُِ‬

‫"ِىوِمفِدعاِا﵀ِأفِيرزقوِويعطيوِمفِلدنوِالولي‪ِِ،‬فجاءِدعاؤهِ‬
‫ّ‬ ‫‪ِ "ِ -3‬زكرّياء ِ‬
‫ش ُِمولِِيِ؛ ِبمعنىِعبدتِ‬
‫عاؤىاِ ُِ‬
‫ِا﵀ِأفِيعطيياِالولد‪ِ،‬فد ُِ‬
‫ُِ‬ ‫‪ِِ،‬أماِ" ِمريـ ِ"ِلـِتدعُ‬
‫صا ّ‬ ‫خصِ ِّ‬
‫ُِم َِ‬
‫ا﵀ِفيِك ّؿِشيء‪ِ .‬‬

‫ِيغيِر ِالقضاء ِوالقدر‪ِ ،‬ويقتضي ِلؾ ِما ِطمبت ِأنت‪ِ ،‬وىذا ِما ِتحقّؽِِِ‬
‫الدعاء ُِ‬
‫‪ّ ِ -4‬‬
‫فيِالحالةِاألولىِوىيِدعاءِ"ِزكرّياءِ"‪ِ،‬وقدِيقتضيِلؾِماِلـِتطمبوِأنتِوىيِالحالةِ‬
‫ةِالداعيِميماِكافِرجؿِأوِامرأة‪ِ،‬‬
‫ؽِا﵀ِِدعو ّ‬
‫ِ‬ ‫الِثّانية ِعدـِدعاءِ" ِمريـ ِ"‪ِ،‬ومنوِيحقّ‬
‫اِأوِصغير‪ِ .‬‬
‫ًا‬ ‫كبير‬
‫ً‬

‫‪66‬‬
‫ام ِةُِالسِيَِِدِةُ‪َِ ِ"ِ:‬مرَِيَِـِ"ِِ‬
‫سورِةِ"ِ َِمرَِيَِـِ"ِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِ َِكَِر َِ‬ ‫ط ِِ‬
‫ابِفيِ ُِ‬ ‫داوليِةِل ِِ‬
‫مخ َِ‬ ‫يـِالتِ ُِ‬ ‫ِِ‬
‫الق ُِ‬

‫الِ‬ ‫ِأف ِِ‬


‫ِك َِ‬ ‫ِيتِ ِيموىا ِبشيء‪ِ ،‬واّنما ُِِب ِيتوا ِمف ِذلؾ؛ ِباعتبار ّ‬
‫ج ِ" ِزكرّياء ِ" ِلـ َِ‬
‫ِِِِِ‪َِ ِ -ِ 5‬زو ُِ‬
‫بمؤى ِِ‬
‫التِ‬ ‫ؿ ِوتتمتِ ِعُِ ّ‬
‫متِكونياِتَحم ُِ‬
‫ِ‬ ‫الدة‪ِ،‬أماِ"ِمريـِ ِِ‬
‫"ِفاِتُّ ِي‬ ‫ّ‬ ‫إلىِمؤىالتِالو‬
‫ّ‬ ‫وجيفِيفتقد ِ‬
‫ُِ‬ ‫الز‬
‫ّ‬
‫الوالدة‪ِ .‬‬

‫ِثـ ِخرجِِِِِِ‬
‫ِزمف ِتبشيره ِبػ ِ" ِيحي ِ"‪ّ ،‬‬
‫سيدنا ِ" ِزكرّياء ِ" ِكاف ِفي ِالمحراب َِ‬
‫‪ّ ِ -6‬‬
‫وعادِتُياِ‬
‫يِ َِ‬ ‫القَ ِِ‬
‫صِ‬ ‫ِِ‬
‫"ِكانتِفيِالمكافِ ِ‬ ‫"ِزمفِوالدةِ"ِعيسىِ‬
‫قومو‪ِ،‬أماِالسِّيدةِ"ِمريـِ َِ‬
‫ّ‬ ‫عمىِ‬
‫ِثـ ِرجعت ِإلى ِقوميا ِ ِومكثتِِِ‬ ‫في ِالمعبد‪ِ ،‬فقد ِخرجت ِمف ِالعادة ِ ِ‬
‫ِبمكوثِيا ِفي ِالمعبد‪ّ ،‬‬
‫ُ‬
‫ىِالِتُكمِـِالقوـ‪ِ .‬‬
‫ِ‬ ‫فيِالمعبدِكعادتيا‪ِ،‬حتّ‬

‫سّيدنا ِ" ِيحي ِ" ِنتيجة ِِ‬


‫ِفعؿ ِ ُِّ‬
‫الدعاء‪ِ ،‬فيو ِلـ ِيكف ِفي ِالمّوح ِالمحفوظ‪ِِِِ،‬‬ ‫‪ُِ ِ -7‬وِلِ َِد ِ َِ‬
‫ِم ًّ‬
‫قضيا ِسمفًا؛ ِبمعنىِِِِ‬ ‫ِأمره ِكاف َِ‬
‫ِسيدنا ِ" ِعيسى ِ" ِفكانت ِبدوف ِدعاء؛ ِِواّنما ُِ‬ ‫أما ِِ‬
‫ِوالدة ّ‬ ‫ّ‬
‫بةِدوفِدعاءِمسبؽ‪ِ .‬‬
‫ُِ‬ ‫ِِ‬
‫حِالمحفوظ‪ِ،‬لذلؾِىوِى‬‫كافِموجوداِفيِالمّو‬
‫ً‬

‫ةِبِقَ ِِ‬
‫اءِاالسـ﴿ ِ‪ِِ ِ ‬‬ ‫ِِ‬
‫ادِالولدِلتخميد ِواستم اررّي َِ‬
‫‪ِ -8‬سي ُدناِ" ِزكرّياء ِ"ِأر‬

‫ِ‬
‫رفضتِتخميدِاالسـِخوفًاِمفِالفضيحةِ‬ ‫‪ِِ،﴾ ِِ ِ‬والسيدةِ"ِمريـِ"ِ‬

‫﴿ِِ‪ِ .﴾ِِِِِِِِِ‬‬

‫السالم‪ِ :‬‬
‫بيين "يحي " و" عيسى" عميهما ّ‬
‫ج ‪ /‬التّشابو الكامن بين ال ّن ّ‬

‫ماِا﵀‪ِ،‬فاألوؿِقاؿِفيو‪ِِِِ:‬‬
‫ّ‬ ‫أس ُِ‬
‫ماى‬‫عميياِالسالـِ ِْ‬
‫ّ‬ ‫‪ِ -1‬كؿِ ِمفِ" ِيحي ِ"ِو" ِعيسى ِ" ِ‬

‫﴿ ‪.﴾      ‬‬


‫﴿ِ‪ِ﴾  ِ‬والثّانيِِ ‪‬‬

‫‪66‬‬
‫ام ِةُِالسِيَِِدِةُ‪َِ ِ"ِ:‬مرَِيَِـِ"ِِ‬
‫سورِةِ"ِ َِمرَِيَِـِ"ِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِ َِكَِر َِ‬ ‫ط ِِ‬
‫ابِفيِ ُِ‬ ‫داوليِةِل ِِ‬
‫مخ َِ‬ ‫يـِالتِ ُِ‬ ‫ِِ‬
‫الق ُِ‬

‫‪ِِ ِ -2‬كالىماِاعتبرهِا﵀ ِ‬
‫ِزكاةً ِمنوِفقاؿ ِتعالى ِفيِ"ِيحي ِ"‪  ِ ﴿ِ :‬‬

‫‪ِ ﴾   ‬وقاؿِفيِ"ِعيسىِ"ِ﴿ِ‪ِ .﴾     ‬‬

‫ِِ‬
‫منيماِىبةِمفِا﵀‪ِ،‬لقوؿِ"ِزكرّياءِ"ِ﴿ِِ‪ِ﴾      ‬‬ ‫ؿِ‬
‫‪ِ-3‬ك ِّ‬

‫سوؿِوحياِمفِا﵀ِإلىِ"مريـ"ِ﴿ِ‪ِ .﴾ِ     ‬‬


‫ً‬ ‫وقوؿِالر‬
‫ّ‬

‫بوةِسمفًاِلقولوِتعالىِعمىِ" ِيحي ِ"‪ ِ ﴿ِ :‬‬‫بميم ُِّ‬ ‫ِ‬


‫ةِالن ّ‬ ‫‪ِ ِ-4‬كالىماِمكمّؼ ِ ّ‬

‫‪ِ﴾       ‬وقولوِعمىِ"ِعيسىِ"‪ ِ﴿ِ:‬‬

‫ؼِبتعاليـِديانةِجديدة‪ِ .‬‬
‫وِفكالىماِمكمِ ٌِ‬
‫ُِ‬ ‫‪ِ،﴾   ‬وعمي‬

‫ِبر ِبوالديو ِ ِولـ ِيكونا ِمف ِالعصاة ِوال ِاألشقياء ِوال ِالظّالميف‪ِ ،‬لقولوِ‬
‫‪ِ -5‬كالىما ا‬

‫تعالىِفي"ِيحيِ"‪ِ،﴾       ِِ﴿ِ:‬وقولوِفيِ"عيسى"‪ِ:‬‬

‫﴿ِِ‪.﴾       ‬‬

‫عميوِالسالـِيوـِالوالدةِويوـِالموتِويوـِالبعث‪ِ ،‬لقولوِتعالىِ‬
‫ّ‬ ‫‪ِِ ِ -ِ 6‬كالىماِأُِ ِِلق َِ‬
‫يِ‬

‫فيِ" ِيحي ِ"‪ِ،﴾          ِ ِ ﴿ِ :‬وقولوِِِ‬

‫في ِ"عيسى"‪ِ،﴾          ِ ﴿ِ :‬‬

‫الضمير ِالموظّؼ ِفقط‪ِ ،‬فكاف ِضمير ِالغائب ِفي ِ" ِيحي ِ"ِ‬
‫فالمفارقة ِبينيما ِفي ِنوع ِ ّ‬
‫ألنوِكافِِ‬
‫باعتبارِىناؾِمفِيحاججِعنوِوىـِأبويو‪ِ،‬وضميرِالمتكمّـِفيِ" ِعيسى ِ"؛ ِ ّ‬
‫ِ‬
‫قة؛ِألف ِنسب َِةِ‬
‫ّ‬ ‫رِوبالحضورِوالثّ‬
‫ِ‬ ‫جاج‪ِ،‬وضميرِالمتكمّـِيتمتّعِبتأكيدِأكث‬ ‫ضعيِ ِِ‬
‫ةِالح َِ‬ ‫ىوِو ِِ‬
‫َِ‬
‫قةِوالثّ ِِ‬
‫باتِو ِِ‬
‫اليقيف‪ِ .‬‬ ‫ال ّشيءِلممرءِتدعواِإلىِالثّ ِِ‬

‫‪66‬‬
‫ام ِةُِالسِيَِِدِةُ‪َِ ِ"ِ:‬مرَِيَِـِ"ِِ‬
‫سورِةِ"ِ َِمرَِيَِـِ"ِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِ َِكَِر َِ‬ ‫ط ِِ‬
‫ابِفيِ ُِ‬ ‫داوليِةِل ِِ‬
‫مخ َِ‬ ‫يـِالتِ ُِ‬ ‫ِِ‬
‫الق ُِ‬

‫ارِالمتبادؿِ‬
‫ُِ‬ ‫ياِمر ّئية‪ِ،‬جاءِأساسياِالحو‬
‫عمىِمشاىدِكأن َِ‬
‫ّ‬ ‫ةِبنيت ِ‬
‫ص ُ‬ ‫ِِ‬
‫كالىماِق ّ‬ ‫‪ِ -7‬‬
‫ِعنصرِ‬
‫ُِ‬ ‫ِالمتمقّي‬
‫حرُِكيا ِعند ُِ‬
‫ِم ِ‬
‫الصدؽ‪ُِ ،‬‬
‫الءمة ِو ّ‬
‫الم َِ‬
‫الّذي ِأسفر ِعف ِمبدإ ِالتّعاوف ِو ُِ‬
‫ؽِالمغزىِو ِِ‬
‫العبرةِمنيما‪ِ .‬‬ ‫الِتُّشويؽ‪ِ،‬الّذيِحقّ َِ‬

‫ِ‬

‫‪66‬‬
‫سل‬
‫الر َُ‬ ‫يوَُ"َإَِ ََبر ََ‬
‫اىيمَ"َو َ‬ ‫ورَِةَ"َ ََمرََيََمَ"َََََََََََََََََََتَ َِ‬
‫نز َ‬ ‫فيَس ََ‬
‫طابَ َُ‬ ‫داوليَ َِ‬
‫ةَلمخ َِ‬ ‫يمَالتَ َُ‬ ‫لَالثَاني‪َِ َ:‬‬
‫الق َُ‬ ‫الفَص َُ‬
‫َ‬

‫‪ – 4‬تنزيه " إبراهيم " و" إسحاق " و" يعقوب " و" موسى " و" إسماعيل "‬
‫السالم‪ :‬من اآلية ( ‪ ) 44‬إلى ( ‪َ ) 85‬‬
‫و"إدريس" عميهم ّ‬

‫يوَالرسلَالمشارَإلييم‪َ،‬فجاءَ‬
‫تتابعَأفعالَالكالمَفيَشكلَسردَقصصي‪َ،‬بتنز ّ‬
‫َّ‬ ‫َوت‬
‫سولوَالكريمَ‬
‫عالىَر َُ‬
‫ََ‬ ‫ولىَتَ‬
‫خاطبَالم َ‬
‫ََ‬ ‫صةَالسَابقة؛ َ َُ‬
‫إذَي‬ ‫َِ‬
‫عمىَالق ّ‬ ‫الممفوظَقصصياَمعطوفاَ‬
‫ةَسيدناَ" َإبراىيم"َالخميلَ‬
‫قص ّ‬ ‫اَإياهَبذكرَ ّ‬
‫ة‪َ،‬آمر ّ‬
‫صمّىَا﵀َعميوَوسمّمَالستخالصَالعبر ً‬
‫َلعظَََِم َ ََمقامو َواستنتاج َِ‬
‫َالعظة‪َ ،‬ففعل َالكالم َاإلنجازي َ( ََاُذكر َ) َالموظّفََََََ‬ ‫في َالقرآن َِ‬

‫قوتو َاإلنجازّية َفي َصيغة َاألمرَََََ‬


‫في َ﴿ َ‪َ ،﴾َ َ َ َ َ َ ‬تجمّت َ ّ‬
‫تأكيد َ َِ‬
‫الخبر َواالىتمامََ‬ ‫"َوماَجاءَفييا‪َ،‬ومنوُ َ َُ‬
‫َ‬ ‫ةَذكرَقصةَ" َإبراىيم َ‬
‫ّ‬ ‫ضرور‬
‫ل َ ََ‬
‫الّتيَتحم َُ‬

‫مثبت َمؤكٌََد‪َ،‬‬
‫وصفي َ ٌَ‬
‫َّ‬ ‫يَ‬
‫ظُ َتقرير َّ‬
‫بو‪َ،‬الموضحَفيَ﴿ َ‪َ ،﴾َ َ َ َ ‬فالممفو َ‬
‫ّ‬

‫نبوتو‪َ،‬الّتيَتمََ‬ ‫َِ‬
‫ةَفيَصدقوَ َو ّ‬ ‫امي‬
‫)َوالفعلَالماض(َكان َ) َفائدتوَاإللز ّ‬
‫إنَ َ‬
‫القوةَ( ّ‬ ‫َبَِو َِِ‬
‫اسَم َ ّ‬ ‫َ‬
‫َفعيال‪َ،‬‬
‫َواقرار َصدقو َجاء َبصيغة َالمبالغة َ﴿ َ‪َ ﴾َ ‬عمى َوزن ّ‬
‫َمسبقًا‪َ ،‬‬
‫تقريرىا َُ‬

‫صرفَمنَعنده؛َََ‬
‫مبالغٌ َفيو‪َ ،‬ومعَذلكَتوحيَإلى َإق اررهَفيَعدمَالتّ ّ‬
‫َ‬ ‫وحتّى ﴿ ‪﴾ ‬‬

‫مأمور‪َ ،‬وىذه َالمبالغة َالعائدة َعمى َ" َإبراىيم َ" َ ََمفادىا َتصوير َحالو؛َ‬
‫َعبد َ ٌَ‬
‫واّنما َىو ٌَ‬
‫ارَغيرَالمألوفَعادةً َعندَ‬
‫َ‬ ‫ع َالحو‬
‫مةَماَسي ْتمَىَعنو‪َ،‬لغرابةَنوَِ‬
‫ُ‬ ‫ةَلمو ََ‬
‫اص‬ ‫فتانَأر َِ‬
‫ضّي َُ‬ ‫َْ‬ ‫فالص‬
‫ّ‬
‫ارَنبوتوَوَإثباتيا‪َ .‬‬
‫قوموَإلقر ّ‬
‫َ‬ ‫سيسردَكيفَقاومَ‬
‫ََ‬ ‫البشر؛َألنوََ‬
‫ّ‬

‫صديقَاً َ)‪َ،‬‬
‫َالصدق َ( َ ّ‬
‫َالقصدية َلفعل َال ّذكر( ََاُذكر َ)‪َ ،‬وصفة ّ‬
‫ّ‬ ‫َالنية‬
‫ويكشف َعن ّ‬
‫ظّرفَ( إذ )َالعائدَعمىَفعلَاألمرَ(ََاُذكر َ)‪َ،‬‬
‫يَمثبتَبال َ‬ ‫ٍَ‬
‫)َبممفوظ َتقرير َّ‬‫النبوةَ(َنبيَا َ‬
‫وّ‬
‫ار َخطاب َ" َإبراىيم َ" َألبيو‪َ،‬‬
‫امية َإقرَُ‬
‫في َقولو‪َ ﴾َ َ َ َ َ  ﴿َ :‬فائدتو َاإللز ّ‬

‫حَالمضمونَالقضويَلمقولَبفعلَالتّمفّظَ) ‪ ، ( acte d'énonciateur‬الّذيَجاءَ‬


‫َّ‬ ‫ويتوض‬
‫ّ‬

‫‪18‬‬
‫سل‬
‫الر َُ‬ ‫يوَُ"َإَِ ََبر ََ‬
‫اىيمَ"َو َ‬ ‫ورَِةَ"َ ََمرََيََمَ"َََََََََََََََََََتَ َِ‬
‫نز َ‬ ‫فيَس ََ‬
‫طابَ َُ‬ ‫داوليَ َِ‬
‫ةَلمخ َِ‬ ‫يمَالتَ َُ‬ ‫لَالثَاني‪َِ َ:‬‬
‫الق َُ‬ ‫الفَص َُ‬
‫َ‬

‫ظُ ) ‪َ ( l'énonciateur‬ىوَ‬
‫المتَمَفَ َ‬
‫َالنداء﴿ َ‪َ ،﴾َ َ ‬ف َُ‬
‫طمبي َبصيغة ّ‬
‫َإنشائي َ َّ‬
‫َّ‬ ‫بأسموب‬

‫ظُ َلو َ) ‪ ( le coénonciateur‬ىو َوالده‪َ ،‬ما َيؤ ّكد َعن َوجودَ‬


‫سيدنا َ" َإبراىيم َ"‪َ ،‬والمتَمَفَ َ‬
‫ّ‬
‫غيةَ‬
‫َب ََ‬
‫َالنداء‪َُ ،‬‬
‫ي َتمثّل َفي ّ‬
‫اتج َعن َفعل َالتَّمَفَظ َىو َفعل َكالم َإنجاز َّ‬
‫َالن ٌَ‬
‫الممفوظ ّ‬
‫حوار‪َ ،‬و ََ‬
‫َتعجب َبعد َنداءَ‬
‫تضمنة َفي َالقول ّ‬
‫الم ّ‬
‫امية َ َُ‬
‫إحداث َتأثير َفي َنفس َالمتمقّي‪َ ،‬فائدتو َاإللز ّ‬
‫‪َ‬‬ ‫ي َالمثبتَ﴿ َ‬
‫﴿‪َ ﴾َ ‬غرضوَاالستفسارَاإلنكاري؛ َوالّذيَيؤ ّكدهَالممفوظَالتّقرير َّ‬

‫شدة َاإلنكارَ‬
‫امية َفي َ ّ‬
‫قوتوَاإللز ّ‬
‫‪ّ َ ،﴾َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ‬‬
‫سيدناَ‬
‫عب ُدَفيَزمنَ ّ‬
‫كانَي َ‬
‫ُ‬ ‫ذيَجاءَبصيغةَالنفي‪َ،‬وىيَإشارةَواضحةَإلىَماَ‬
‫ّ‬ ‫عجبَالّ‬
‫والتّ ّ‬
‫عميوَالسالم َوىي َاألوثان‪َ،‬فالممفوظ ﴿‪ََ َ َ َ َ َ ‬‬
‫ّ‬ ‫" إبراىيم " َ‬

‫فيو؟َفالسياقَ‬
‫ّ‬ ‫لَ‬
‫ؤم َُ‬
‫كيفَي ََ‬
‫َُ‬ ‫عفَالمعبودَفكيفَيستعانَبو؟َ َو‬
‫ُ‬ ‫ََ‬
‫عمىَض‬ ‫‪ََُ ﴾َ ‬يؤكَدَ َوُيََِقرَ‬

‫َِ‬
‫بادةَاألوثان‪َ .‬‬‫َِ‬
‫اَفيَع‬ ‫كانَمبالِ ًغ‬
‫َ‬ ‫الدَسيدناَ"َإبراىيمَ"َ‬
‫يوحيَبأ ّنَو ّ‬

‫بصيغةَالنداءََ‬
‫ّ‬ ‫قصدي َ‬
‫َّ‬ ‫يَ‬
‫ويستمرَالنداءَمنَ" إبراىيم "َإلىَوالدهَبفعلَكالمَإنجاز َّ‬
‫ّ‬
‫ضمرةَ‬
‫اَالم ََ‬
‫أم َُ‬ ‫نَفيَلفتَاإلنتباه‪ّ َ،‬‬
‫تكم َُ‬
‫صرحَبياَ َُ‬
‫الم ّ‬
‫﴿ َ‪َ،﴾ََ‬فائدتوَااإلنجازّيةَ َُ‬

‫ةَاالىتمامَبماَبعدَالنداء‪َ،‬والّذيَتمثّلَفيَالممفوظَ‬
‫ّ‬ ‫المقصودةَفتمثّمتَفيَالتَنَبِ َِ‬
‫يو‪َ،‬وضرور‬

‫اميةَ‬
‫قوتو َاإللز ّ‬
‫ي َالمثبت َ َ﴿ َ‪ّ َ ،﴾َ َ َ َ َ َ َ َ َ ‬‬
‫التّقرير َّ‬

‫ـَ(َإنيَ)َو(َقدَ)َالتّحقيقَونونَالوقايةَ َوياءَالمتكمّم‪َ،‬المتمثّمةََ‬
‫اسمَالقوةَالمؤ ّكدَب ّ‬
‫ّ‬ ‫مثبتةَبو‬
‫َالمتمثّلَََََََََََ‬
‫َالمضمر َمن َالكالم َُ‬
‫ؤدي َإلى َالمفيوم َُ‬
‫َي ّ‬ ‫في َِ‬
‫َعممو َعن َأبيو‪َ ،‬ىذا َما َُ‬
‫فيَأنَ"َإبراىيم"َعمىَعمم‪َ .‬‬
‫َّ‬

‫‪18‬‬
‫سل‬
‫الر َُ‬ ‫يوَُ"َإَِ ََبر ََ‬
‫اىيمَ"َو َ‬ ‫ورَِةَ"َ ََمرََيََمَ"َََََََََََََََََََتَ َِ‬
‫نز َ‬ ‫فيَس ََ‬
‫طابَ َُ‬ ‫داوليَ َِ‬
‫ةَلمخ َِ‬ ‫يمَالتَ َُ‬ ‫لَالثَاني‪َِ َ:‬‬
‫الق َُ‬ ‫الفَص َُ‬
‫َ‬

‫َأن َما َعندَ‬ ‫ِ‬


‫َالنفي َالمطمق َقولو َ﴿ َ‪ََ ﴾َ َ َ ‬داللة َعمى ّ‬
‫وما َيؤ ّكد َىذا ّ‬

‫لفظةَ َِ‬
‫الع َِ‬
‫مم َالّذيَأتىَبوَ"َ‬ ‫ضمرَفيَمعنىَ َِ‬
‫"إبراىيم"َمنَعممَلمَيعممَبوَوالدهَبعد‪َ،‬فماَأَُ َِ‬
‫ع َِ‬
‫ممو‪َ ،‬ويستمر َالتّأثير َفي َشكل َنصحَ‬ ‫بعد َ َِ‬
‫مم َ ََ‬ ‫اإلليي َالّذي َال َِ‬
‫َع ََ‬ ‫َّ‬ ‫حي َ‬
‫َالو َُ‬
‫إبراىيم َ" َىو ََ‬

‫قوتوَ‬
‫ي َمعطوفَبفاءَالتّرتيبَ﴿ َ‪ّ َ،﴾َ َ َ َ َ َ ‬‬
‫بممفوظَتقرير َّ‬

‫القَ َِ‬
‫ويم‪َ ،‬فالمضمونَ‬ ‫بيل َ َ‬ ‫امية َفي َدعاء َالولد َلوالده َباتّباعو َفي َِ‬
‫َىدايتو َإلى َالسَ َِ‬ ‫اإللز ّ‬
‫لدَمنَزلَ ِلَالوالد‪َ .‬‬
‫َ‬ ‫الو‬
‫وفَ ََ‬
‫خ َُ‬ ‫َِ‬
‫القضويَلمممفوظَ ََ‬

‫َالنداء َفي َاآلية َباألفعال َاإلنجازّية َالتّأثيرّية َفي َ﴿ َ‪ََ َ ‬‬
‫ويتواصل ّ‬

‫ارَلمنداءَ‬
‫‪َ،﴾َ َ َ َ َ َ َ َ ‬ولفظةَ﴿ َ‪ََ ﴾َ ‬تَكر ّ‬

‫َقصدية َمن َورائو‪َ ،‬المتحقّقََ‬


‫ّ‬ ‫َنية‬
‫َاألول َوالثّاني‪َ ،‬بغية َتحقيق ّ‬
‫َالنداء ّ‬
‫فاده َالتّأكيد َعمى ّ‬
‫ََم َُ‬

‫اميةَفيَالنَييَالمطمقََ‬
‫توَُاإللز ّ‬
‫قو َ‬
‫يَالمثبتَ﴿َ‪ّ َ،﴾ََََ‬‬
‫فيَالممفوظَالتّقرير َّ‬

‫عبادةَاألوثان؛َألن َاألسموبَجاءَ‬
‫ّ‬ ‫عنَعبادةَال ّشيطانَواتّباعَسبيموَالّذيَانعكسَعمىَ‬
‫وصفيَََ‬
‫َّ‬ ‫لَفيَممفوظَإثباتي َ‬
‫َّ‬ ‫ي َتمثّ‬ ‫الََِزََم َالتَحقي َِ‬
‫ق‪َ،‬ليعطفَبفعلَكالمَتأثير َّ‬ ‫إنشائياَطمبياَ َ‬

‫لمضمونَ‬
‫َُ‬ ‫امية َفي َكوَنِو َتعميال َ‬
‫َقوتو َاإللز ّ‬
‫﴿ َ‪ّ ،﴾َ َ َ َ َ ‬‬

‫َوالفعل َالماضَََََ‬
‫َإن َ) َ‬
‫َالقوة َ( ّ‬
‫اسم ّ‬ ‫السابق َ﴿ َ‪َ ،﴾ َ َ َ ‬مؤ ّكد َبو َِ‬ ‫َِ‬
‫الممفوظ َ ّ‬

‫َأن َال ّشيطانََََََ‬


‫( َكان َ)؛ َحيث َينياه َعن َعبادة َال ّشيطان َواتّباعو َ‪َ َ ،‬ويقرَ َلو َبالتّأكيد ّ‬
‫قدَعصاَا﵀َسابقًاَبتوظيفوَلمفعلَالماضَ(َكانَ)َالعائدَعمىَال ّشيطانَنفسو‪َ،‬ومنوَ‬
‫َُيذكَ َُر َأباه َبخطيئة َعدم َسجود َإبميس َلـ َ" َآدم َ"‪َ ،‬فالمّفظة َجاءت َبصيغة َالمبالغةََََََََ‬

‫َالرحمةَََََََََ‬
‫َتَمكَن َفعل َالعصيان َمنو‪َ ،‬لذلك َاقترنت َبصفة ّ‬
‫﴿ َ‪َ ﴾َ ‬توحي َإلى َ‬

‫‪18‬‬
‫سل‬
‫الر َُ‬ ‫يوَُ"َإَِ ََبر ََ‬
‫اىيمَ"َو َ‬ ‫ورَِةَ"َ ََمرََيََمَ"َََََََََََََََََََتَ َِ‬
‫نز َ‬ ‫فيَس ََ‬
‫طابَ َُ‬ ‫داوليَ َِ‬
‫ةَلمخ َِ‬ ‫يمَالتَ َُ‬ ‫لَالثَاني‪َِ َ:‬‬
‫الق َُ‬ ‫الفَص َُ‬
‫َ‬

‫اَمنَيشركَبعبادتو؛َفإّنوَيطردهَمنَ‬
‫َُ‬ ‫َمخموقَعََد‬
‫ََ‬ ‫باعتبارَأنَا﵀َيرحمَك ّل‬
‫ّ‬ ‫﴿َ‪﴾َ‬؛َ‬

‫ةَعمىَنيَيِوَعنَعبادةَال ّ‬
‫شيطانَ﴿ َ‪ََ ‬‬ ‫ََ‬ ‫الممفوظَبمثابةَح ّج‬
‫َُ‬ ‫ىذهَالرحمة‪َ َ ،‬ويعتبرَ‬
‫ّ‬

‫‪َ .﴾ََ‬‬

‫‪ََ َ َ َ َ َ ‬‬ ‫َالنداء َباإلقرار َوالتّأثير َفي َ﴿‬
‫ويستمر ّ‬
‫ّ‬

‫فادهَالَتّأكيدََََ‬
‫داءَم َُ‬
‫ََ‬ ‫ارَلمن‬
‫‪َ ،﴾َ َ َ َ َ َ ‬فمفظة َ﴿ َ‪ََ ﴾َ ‬تَكر ّ‬

‫ةَاألولىَلمنداءَالمتمثّمةَ‬
‫ّ‬ ‫ةَالقصدي‬
‫ّ‬ ‫النّي‬
‫األولَوالثّانيَوالثّالث‪َ،‬بيدفَإقرار ّ‬
‫عمىَ َا ّلنداءَ ّ‬
‫يَ‬
‫سيدناَإبراىيم )‪َ،‬ىذاَماَأثبتوَالممفوظَالتّقرير َّ‬
‫فيَاستم اررّيةَالتّأثيرَفيَالمتمقّيَ(َوالدَ ّ‬
‫قوتوَ‬
‫َقوة‪ّ َ ﴾َ َ َ َ َ َ َ َ ﴿َ ،‬‬
‫َإني َ) َكواسم ّ‬
‫المثبت َبـ َ( ّ‬

‫مماَسيمقىَوالدهَمنَعذاب‪َ،‬و﴿‪ََ﴾ََ‬‬
‫اميةََفيَخوفَ"َإبراىيمَ"َ ّ‬
‫اإللز ّ‬

‫يطانَفيصبحَولياَ‬
‫ّ‬ ‫ممفوظ َجاء َنتيجةَلخوفَ" َإبراىيم َ"َفيَاستم اررّيةَعالقةَأبيوَبال ّش‬
‫خوفوَمنَمآلَ‬
‫ع‪َ،‬نمحظَأنَاالبنَيدعوَأباهَ َوَُي َ‬
‫ّ‬ ‫نفسَنتيجةَالم َُتبو‬
‫ََ‬ ‫لَ‬
‫يتحم َُ‬
‫ابعَُ ّ‬
‫لو‪َ،‬ومنوَفالتّ َ‬
‫َِ‬
‫عمىَقمَةَ‬ ‫َِ‬
‫اللةَعمىَحرصوَعميو‪َ،‬وقدَأفصحَالممفوظَالحواريَىذاَ‬‫َِ‬
‫عدمَطاعةَا﵀‪َ،‬د‬

‫الدالةَ‬
‫عَبياَسيدناَ" َإبراىيم َ"‪َ ،‬وذلكَلتك اررهَلفظةَ﴿ َ‪ّ َ ﴾َ ‬‬
‫ّ‬ ‫البر َبوالده َالّتيَكانَيتمتّ‬
‫ّ‬

‫نادى‪َ .‬‬
‫الم ََ‬ ‫عمىََقُ َِ‬
‫ربَ َُ‬

‫َسيدناَ‬
‫َسيدنا َإبراىيم َ) َإلى َالباث َ( ّ‬
‫الرّد َا َلتّالي‪َ ،‬نداء َمن َالمتمقّي َ( َوالد ّ‬
‫وجاء َ ّ‬
‫َالصدقََََََ‬
‫إبراىيم َ) َداللة َعمى َوجود َالحوار‪َ ،‬ومنو َتحقيق َمبدأ َالتّعاون َبينيما َومبدأ ّ‬
‫َالسابق َ﴿ َ‬
‫‪ََ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ‬‬
‫من َالباث ّ‬

‫سيدنا َإبراىيم َ)َََََََ‬


‫تحول َالمتمفَظ َلو َ( َوالد َ ّ‬
‫َالسياق َ ّ‬
‫‪َ ،﴾َ َ َ َ ‬في َىذا ّ‬

‫‪18‬‬
‫سل‬
‫الر َُ‬ ‫يوَُ"َإَِ ََبر ََ‬
‫اىيمَ"َو َ‬ ‫ورَِةَ"َ ََمرََيََمَ"َََََََََََََََََََتَ َِ‬
‫نز َ‬ ‫فيَس ََ‬
‫طابَ َُ‬ ‫داوليَ َِ‬
‫ةَلمخ َِ‬ ‫يمَالتَ َُ‬ ‫لَالثَاني‪َِ َ:‬‬
‫الق َُ‬ ‫الفَص َُ‬
‫َ‬

‫َألن َالمقام َحوار‪َ ،‬فممفوظ َ﴿ َ‪َ﴾َ َ َ َ َ َ ‬‬
‫إلى َمتمفَظ؛ ّ‬

‫تيَمفادىاَ‬
‫ةَاالستفياميةَالّ ََ‬
‫ّ‬ ‫فيَتقديمَالجممةَاالسمي‬
‫ّ‬ ‫اميةَ‬
‫قوتوَاإللز ّ‬
‫مثبت َمؤكَد‪ّ َ ،‬‬
‫تقريريَ َ ٌَ‬
‫ي‪َ ،‬وما َزاد َفي َتأثيره َتقدَم َالخبرَََََََ‬
‫التَعجَب َاإلنكاري‪َ ،‬ومنو َفيو َفعل َكالم َإنجاز َّ‬
‫ل َإلىَضرورةَ‬
‫سدَ َالخبر‪َ،‬فيذاَاالستفيامَأحا َ‬
‫َسدَ َ ََم ََ‬
‫فاعال ََ‬
‫نَكانَالخبر َ ً‬
‫َُ‬ ‫عمىَالمبتدَإِ ََوا‬
‫ن َقيمة َطرح َاألسئمةََََََََ‬
‫َتكم َُ‬ ‫َثمة َِ‬
‫َالحجاج‪َ ،‬وىنا َُ‬ ‫اش َ َومن ّ‬
‫َتَََولَ َدَ َالنََقَ َُ‬
‫االختيار‪َ ،‬ومنو َ‬
‫عمنَعنَالمواقف‪َ .‬‬ ‫ياَتُ َُ‬
‫ألن َ‬ ‫فيَالخطاب؛َ ّ‬

‫كما َأَُ ّخَرت َلفظة َ" َإبراىيم َ" َِ‬


‫َداللة َعمى َعدم َاىتمامو َبو َواَن ََقَُِرََنت َبا ّلنداء َفماَ‬
‫غبتوَعنَاآللية‪َ،‬لدرجةَأنو َحسبَ"بنَعاشور" َ«َأضافَاآلليةَإلىَ‬
‫ّ‬ ‫َوأفزعوَىوَر‬
‫َىالَوُ َ‬
‫الية َوانتساب َإلى َالمضاف َلقصد َتشريف َالمضاف َإليو َ»‪َ)1(،‬‬
‫َو ََ‬
‫ضمير َنفسو َإضافة ََ‬
‫يوحيَإلىَأنَ‬
‫ّ‬ ‫تعجبيَإنكاري‪َ ،‬‬
‫ظَُ﴿‪ّ َ ﴾َ ‬‬
‫انتسابوَلمعبودهَالصنم‪َ َ،‬وممفو َ‬
‫ّ‬ ‫داللةَعمىَ‬

‫قروناَبانتياءَالكالمَ‬
‫منا َ ََم ًَ‬
‫موَََُز ًَ‬
‫ميَ َ‬
‫"َلمَيقنعَ"َآزر"‪َ،‬لذلكََأَ َ‬
‫َماَتقدمَمنَكالمَ"َإبراىيمَ َُ‬
‫ّ‬ ‫ك ّل‬

‫‪ََ َ َ َ ‬‬ ‫لمعودةَعماَقالو‪َ ،‬ىذاَما َجاءَفي َالممفوظَالوصفيَالتّقريري َ﴿ َ‬


‫ّ‬

‫ان؛َألنَالجممةَمؤ ّكدةَبالمَ‬
‫ّ‬ ‫اليُجر‬
‫جمَو َ‬
‫إثباتَالر َ‬
‫ّ‬ ‫اميةَفيَ‬
‫قوتوَاإللز ّ‬
‫‪ّ َ﴾ََََ‬‬
‫لمَتَ َُعدَأدراجك‪َ،‬والمستفادَمنَالممفوظَََََ‬
‫جمَىذاَواليجرانَإذاَ َ‬
‫وَسيحصلَالر َُ‬
‫َ‬ ‫مَعمىَأن‬
‫ّ‬ ‫القَ ََ‬
‫س‬ ‫َ‬
‫‪َ،‬ومنوَدرجةَتمسكَالقومَ‬
‫ّ‬ ‫ةَالقصديةَوىيَالتّيديد‬
‫ّ‬ ‫فيَمضمونوَالقضويَالكشفَعنَالنّي‬
‫ّ‬
‫الوثنية‪َ .‬‬
‫ب ّ‬

‫‪َ-1‬ابنَعاشور‪َ،‬تفسير التّحرير والتّنوير‪َ،‬ص‪َ .111‬‬


‫َ‬

‫‪18‬‬
‫سل‬
‫الر َُ‬ ‫يوَُ"َإَِ ََبر ََ‬
‫اىيمَ"َو َ‬ ‫ورَِةَ"َ ََمرََيََمَ"َََََََََََََََََََتَ َِ‬
‫نز َ‬ ‫فيَس ََ‬
‫طابَ َُ‬ ‫داوليَ َِ‬
‫ةَلمخ َِ‬ ‫يمَالتَ َُ‬ ‫لَالثَاني‪َِ َ:‬‬
‫الق َُ‬ ‫الفَص َُ‬
‫َ‬

‫وجاءَرد َ"َإبراىيم" َبممفوظ َتقريري َمثبتَ﴿ َ‪ََ َ َ َ َ ‬‬
‫ّ‬ ‫َ‬

‫ةَفيَالدعاء‪َ،‬فـ﴿َ‪﴾َََ‬‬
‫ّ‬ ‫امي‬
‫‪َ،‬قوتوَاإللز ّ‬
‫‪ّ ﴾َََََََ ‬‬
‫البر َبوالدهََ‬ ‫َِ‬
‫َعنَالقومَمعَق ّمةَالطّاعةَو ّ‬ ‫اميةَفيََقَبولَىجرَانِو‬
‫قوتوَاإللز ّ‬
‫يَ ّ‬
‫ممفوظ َتقرير َّ‬

‫ثبتَ‬
‫ظٌ َتقريريَ َ َُم ٌَ‬
‫في َإلقاء َال ّسالم َعميو َبعد َاليجران‪َ ،‬و﴿ َ‪َ ﴾َ َ َ ‬ممفو َ‬

‫اميةَفيَ‬
‫قوتوَاإللز ّ‬
‫ن َ َّ‬
‫حيثَتكم َُ‬
‫َُ‬ ‫ينَوالفعلَالمضارعَ(َأستغفرَ)؛ َ‬
‫بعالمةَاالستقبالَالس َ‬
‫ّ‬
‫ظٌ َتقريريََ‬
‫َالمستقبل‪َ ،‬وقولو َ﴿ َ‪َ ﴾َ َ َ َ ‬ممفو َ‬
‫استم اررّية َاالستغفار َفي َُ‬

‫فيَعودةَالضميرَفيَ‬
‫ّ‬ ‫اميةَ‬
‫قوتوَاإللز ّ‬
‫ـَ(َإنَ)َوفعلَالماضََ(َكانَ)‪ّ َ،‬‬
‫مثبتَمؤ ّكدَب ّ‬
‫ٌَ‬

‫الَعمىَأن َا﵀َشديدَالمطفَ‬
‫ّ‬ ‫الد‬
‫(َإن َ)َعمى َ﴿ َرّبيَ﴾ َو(َكانَ)َعمىَ﴿ َ‪ّ َ ﴾َ ‬‬
‫ّ‬

‫إلىَأنَ‬
‫ّ‬ ‫البر َبـَ" َإبراىيم َ"‪َ،‬فالمضمونَالقضويَيوحي َلناَمنَخاللَلفظةَ﴿‪َ ﴾َ ‬‬
‫و ّ‬

‫عَمنَالحفاوةَالّتيَكانَيتمتّعَبيا‪َ .‬منَخاللَ‬
‫ََ‬ ‫قبلَدعاءَسيدناَ" َإبراىيم َ"‪َ،‬وىذاَنو‬
‫ّ‬ ‫ا﵀َي‬
‫الدهَرغمَعصيانَالوالد‪َ،‬وتيديدهَلو‪َ .‬‬ ‫َ ِ‬
‫فائدةَمكمنياََبرََالولدَبو َُ‬
‫ُ‬ ‫اآليةَنستنتجَ‬

‫َ‪ََ َ َ ‬‬ ‫فيَصيغةَتمن َبفعلَكالمَإنجازي َ﴿‬


‫ّ‬ ‫وتشيرَاآلية َ‬

‫ارَ‬
‫اميةَإقرَُ‬
‫‪َ ،﴾َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ‬فائدتوَاإللز ّ‬

‫االعتزال َعن َالقوم‪َ ،‬فبعد َأن َاستغفر َألبيو َاعتزلو‪َ ،‬كما َيد ّل َممفوظ َ( َاالعتزال َ)ََََََََ‬
‫إلىَاالعتزالَفيَتطبيقَالدَيانة‪َ،‬وىذاَماََُي َِ‬
‫سفرَعنَوجودَدعوةَجديدة‪َ،‬ومنوَالمضمونَ‬
‫فقطَوىوَتأكيدَعمىَأن َماَيدعونو َباطل‪َ،‬‬
‫ّ‬ ‫عَالديانةَ‬
‫القضوي َيوحيَإلىَاالعتزال َفيَنو ّ‬
‫ةَالعبوديةَبممفوظَ‬
‫ّ‬ ‫قَقم‬
‫الَىيَتجسيدَالدعوةَالجديدة‪َ،‬وتتحقّ ّ‬
‫ّ‬ ‫حقّقةَمنَاالعتز‬
‫فالفائدةَالم ََ‬
‫َُ‬

‫اميةَََََََ‬
‫قوتو َاإللز َّ‬
‫ي َمثبت َ﴿ َ‪ّ َ ،﴾َ َ َ َ َ َ َ َ ‬‬
‫تقرير َّ‬

‫‪18‬‬
‫سل‬
‫الر َُ‬ ‫يوَُ"َإَِ ََبر ََ‬
‫اىيمَ"َو َ‬ ‫ورَِةَ"َ ََمرََيََمَ"َََََََََََََََََََتَ َِ‬
‫نز َ‬ ‫فيَس ََ‬
‫طابَ َُ‬ ‫داوليَ َِ‬
‫ةَلمخ َِ‬ ‫يمَالتَ َُ‬ ‫لَالثَاني‪َِ َ:‬‬
‫الق َُ‬ ‫الفَص َُ‬
‫َ‬

‫َالدعاءََََ‬
‫َألن َمفيوم ّ‬
‫َالعبودية َ﵀ َوحده َونفي َصفة َال ّشقاء َفي َىذه َالعبادة؛ ّ‬
‫ّ‬ ‫في َتحقيق‬
‫ضويَ‬
‫المضمونَالقَ َّ‬
‫َ‬ ‫كَبسببَىذهَالعزلة‪َ،‬ف‬
‫َُ‬ ‫يالِ‬
‫محقوَم َ‬
‫ََ‬ ‫َتَ‬ ‫فيَىذاَالسياقَالعبادة َ(‪َ )1‬‬
‫‪َ،‬و ّأال َ‬ ‫ّ‬
‫َالفقيية‪َ {َ :‬ال َطاع َةَ َلمخمو ٍَ‬
‫قََََََََ‬ ‫ّ‬ ‫ليذا َالممفوظ َجاء َبفائدة َجديدة َتمثّمت َفي َالقاعدة‬
‫َِ‬
‫فيَمعصيةَالخال َِ‬
‫قَ}‪َ .‬‬

‫َسيدنا َ"إبراىيم" َبالعطف َالممحوظََ‬


‫َويتواصل َاإلقرار َبعد َاالعتزال َبتدعيم َركيزة ّ‬
‫في َالممفوظ َالتّقريري َالمثبت َ﴿ َ‪ََ َ َ َ َ َ َ َ ‬‬

‫امية َفيَاعت ازلَ" َإبراىيم َ"َ‬


‫‪َ،﴾َ َ َ َ َ َ َ َ ‬فائدتوَاإللز ّ‬

‫ت َعمييم َعبادة َغير َا﵀‪َ ،‬فاالعتزال َىذا َجاء َمؤ ّك ًدا َبفاءَ‬
‫ن ََثََُب ََ‬
‫قومو َالوثنيين‪َ ،‬بعد َأ َّ‬
‫ََ‬
‫لما َ) َالّتي َخرجت َإلى َفائدة َاالعتزال‪ََََ،‬‬
‫العطف َالّتي َأفادت َالتّعقيب َواإلثبات َو( َ ّ‬
‫فيي َحسبَرأيَ"َابنَعاشور" َ« َحرفَوجودَلوجود؛َأيَيقتضيَوجودَجوابوَلوجودَ‬
‫(‪)2‬‬
‫ق َفيَاآليةَالّتيَتميياَ﴿ َ‪ََ َ َ َ َ ‬‬
‫شرطو َ» ‪َ،‬ىذاَماَتحقَ ََ‬

‫اميةَفيَجوابَال ّشرطَلمحرفَ(َلَماَ)؛َََََ‬
‫قوتوَاإللز ّ‬
‫ثبت‪ّ َ،‬‬
‫ظَُتقريريََ َُم ٌَ‬
‫‪َ،﴾ََ‬الممفو َ‬

‫ضتَوُ َياَ" َإبراىيم َ"َمنَأجلَالحفاظَعمى َعبادةَا﵀‪َ،‬وىبناَ‬


‫ذيَخ ْ‬
‫ُ‬ ‫أيَنتيجةَاالعتزالَالّ‬
‫َوكنا َقد َأشرنا َإلى َمفيوم َال َِيبة َسابقًاََََ‬
‫ؤنسك َفي َوحدتك‪ّ ،‬‬
‫َي َُ‬
‫لك َ َ َومن َدون َدعاء َمن َُ‬
‫اتوَالرضا َ‪-‬؛ َإذَىوَلمَ‬
‫ّ‬ ‫فيَطي‬
‫ّ‬ ‫لَ‬
‫فيَأنيا َدونَمقابل‪ََ -َ ،‬فييَنوعَمنَالعطاءَيحم َُ‬
‫ّ‬
‫الصالح‪َ ،‬وىما َ" َإسحاق َ"ََََََََََ‬
‫َنبوتو َلمخمف َ ّ‬
‫َفورث ّ‬
‫يطمب َالولد َوا﵀ َمن َوىبو َ ّإياه‪َ ،‬‬

‫‪َ-1‬انظر‪َ،‬ابنَعاشور‪َ،‬تفسير التّحرير والتّنوير‪َ،‬ص‪َ .122‬‬


‫‪َ-2‬المرجعَنفسو‪َ،‬ص‪َ .125‬‬

‫‪18‬‬
‫سل‬
‫الر َُ‬ ‫يوَُ"َإَِ ََبر ََ‬
‫اىيمَ"َو َ‬ ‫ورَِةَ"َ ََمرََيََمَ"َََََََََََََََََََتَ َِ‬
‫نز َ‬ ‫فيَس ََ‬
‫طابَ َُ‬ ‫داوليَ َِ‬
‫ةَلمخ َِ‬ ‫يمَالتَ َُ‬ ‫لَالثَاني‪َِ َ:‬‬
‫الق َُ‬ ‫الفَص َُ‬
‫َ‬

‫‪ََ َ َ ‬‬ ‫و" َيعقوب َ"‪َ ،‬ىذا َاألخير َالّذي َذكره َ" َزكرّياء َ" َفي َدعائو َ﴿‬

‫‪َ .﴾ََ ‬‬

‫وتثبتَال ّذرّيةَصالحياَبتأييدَرّبانيَفيَالممفوظَاليقيني ﴿ ‪﴾ ََ‬‬

‫بوة َصارت َألفراد َوليس َلفرد‪َ ،‬مجتمع َواحد َفيو َثالثة َأنبياء َومنو َت َِي ََيئةَ‬
‫َالن ّ‬
‫َأن ّ‬
‫مفاده ّ‬
‫َُ‬
‫بوة‪َ َ.‬‬
‫حملَرسالةَالن ّ‬
‫ّ‬ ‫َِ‬
‫الخمفَل‬

‫فالفعلَ( َ َج ََعمََنا َ) َمؤكَدَبالماضي‪َ،‬الّذيَوردَفيَسياقوَ َوضميرَالمتكمّمَالجمعيََََ‬


‫قوتوَاإلنجازّيةَ‬
‫(َناَ)َومنوَالفعلَأصبحَيحملَداللةَالتّقريرَ) ‪ ( assertion‬واإلثبات‪ّ ََ،‬‬
‫بيٌََم َالتّصالوَبا﵀‪َ ،‬ومنوَيخرجَ‬
‫)َالجمعيَم َ‬
‫َُ‬ ‫بوةَفييم؛ َباعتبارَضميرَ( َنا َ‬ ‫فيَتم َِ‬
‫كين َالنَ ّ‬ ‫َْ‬
‫المتكمَم‪َ .‬‬ ‫إلىَع َِ‬
‫ظمةَ َُ‬‫ََ‬

‫َويتتابع َفعل َالكالم َاإلنجازي َبالعطف َقصد َالتّأثير َعمى َالمتمقّي َفي َالممفوظَ‬

‫َو َِ‬
‫ىب َىذهَ‬ ‫امية َتتمثّل َفي ََ‬
‫قوتو َاإللز ّ‬
‫ي‪ّ َ ،َ ﴾َ َ َ َ َ َ ﴿َ ،‬‬
‫التّقرير َّ‬

‫باعتبارَالضميرَ( َليم َ)َعائدَعمييم‪َ،‬‬


‫ّ‬ ‫الرحمةَلـَ" َإبراىيم َ"َو" َإسحاق َ"َو" َيعقوب َ"؛ َ‬
‫ّ‬
‫ظٌَ‬
‫بوة‪َ ،‬و﴿ َ‪َ ﴾َ َ َ َ َ َ ‬ممفو َ‬
‫َمتمثَّمَة َفي َالنَ ّ‬
‫َالرحمة َُ‬
‫َوىذه ّ‬

‫تأكيدَمصداقيةَدعواىمَإذَأصبحَليمَأتباع‪ََ،‬وجاءتَ‬
‫ّ‬ ‫اميةَفيَ‬
‫قوتوَاإللز ّ‬
‫يريَ َ َُمثبت‪ّ َ ،‬‬
‫تقرَ‬

‫ل َ( َج َع ْمَنا )َالمضافَإلىَ‬
‫فةَالعموَ‪َ،‬ففع َُ‬
‫َُ‬ ‫َِ‬
‫غةَفيَص‬‫بالِ‬
‫ةََم َ‬
‫لفظة َ﴿ َ‪َُ َ ﴾َ ‬مطمقةَنكر َُ‬

‫الضميرَالجمعيَلممتكمّمَيؤ ّكدَعمىَصدقيمَ‪َ،‬كيفَالَوىمَأنبياء‪َ .‬‬


‫ّ‬

‫ةَسيدناَ"موسى"َعميوَ‬
‫قص ّ‬ ‫وَالسالمَمعَأبيوَلتفتتحَ ّ‬
‫ةَسيدناَ"إبراىيم"َعمي ّ‬
‫تطوىَقص ّ‬
‫ّ‬
‫َِ‬
‫إذَيخاطبَالمولىَتعالىَرسولوَالكريمَ‬ ‫السالم‪َ،‬بممفوظَمعطوفَمباشرَةً َعمىَماَقبمو؛ َ‬
‫ّ‬

‫‪11‬‬
‫سل‬
‫الر َُ‬ ‫يوَُ"َإَِ ََبر ََ‬
‫اىيمَ"َو َ‬ ‫ورَِةَ"َ ََمرََيََمَ"َََََََََََََََََََتَ َِ‬
‫نز َ‬ ‫فيَس ََ‬
‫طابَ َُ‬ ‫داوليَ َِ‬
‫ةَلمخ َِ‬ ‫يمَالتَ َُ‬ ‫لَالثَاني‪َِ َ:‬‬
‫الق َُ‬ ‫الفَص َُ‬
‫َ‬

‫ىذهَالقصةَ‬
‫ّ‬ ‫صمّىَا﵀َعميوَوسمّمَلمعبرة؛َبمعنىَ(ََاُذكرَ)َياَ"َمحمدَ"َفيَكتابكَالقرآنَ‬

‫ةَقصديةَفيَالتّذكيرَلمتّثبيتَ ٍَ‬
‫بشيء َوقعَسمفًا‪َ،‬قبلَآنية َالتّذكير﴿ َ‪ََ َ ‬‬ ‫ّ‬ ‫بني‬
‫ّ‬

‫ي‪َ،‬‬
‫ظََُفعلَكالمَإنجازيَتقرير َّ‬
‫‪َ،﴾َََََََََ ‬فالممفو َ‬

‫ةَسيدناَ" َموسى َ"َعميوَ‬


‫مفادهَتأكيدَالخبرَبذكرَقص ّ‬
‫ّ‬ ‫قوتوَاإلنجازّية َفيَصيغةَاألمرَ‬
‫ّ‬
‫إنَ)َالمضافَإلىَ‬
‫اسمَالقوةَ(َ َّ‬
‫ّ‬ ‫َِ‬
‫المَنتيجةَالعبرَالمستخمصةَمنيا‪َ،‬وتأ ّكدَإخالصوَبو‬ ‫الس‬
‫ّ‬
‫أنَصفةَاإلخالصَكامنةَ‬
‫)َلمداللةَعمىَ ّ‬
‫ضميرَالغائبَوالمقترنَبالفعلَالماضَ(َكانَ ّ‬
‫فيَإثباتَالرسالةَ‬
‫ّ‬ ‫اميةَ‬
‫قوتوَاإللز ّ‬
‫مثبت‪ّ َ ،‬‬
‫ظٌ َتقريريَ َ ٌَ‬
‫فيو‪َ ،‬و﴿ َ‪َ ﴾َ َ َ ‬ممفو َ‬

‫لَلمَنشيدَىذاَ‬
‫النبيَ‪َ،‬ومنَقب َُ‬ ‫معَبينَالر َِ‬
‫سولََو ّ‬ ‫ّ‬ ‫بوةَلو‪َ،‬بفعلَالماضَ(َكانَ)‪ََ،‬و ََ‬
‫ىناَج‬ ‫الن ّ‬
‫َو ّ‬
‫معَأنَ"عيسىَ"َ‬
‫ّ‬ ‫عمييمَالسالمَ‬
‫ّ‬ ‫اءَفيَقصةَ"يحي"َأوَ"َعيسىَ"َأو"َإبراىيمَ"َ‬
‫َّ‬ ‫الجمعَسو‬
‫سوًال‪َ .‬‬
‫كانَر َُ‬
‫ََ‬ ‫عميوَالسالمََ‬
‫ّ‬

‫صصَأن َمنَبعثيمَا﵀َقبلَ"موسى"َ‬
‫ّ‬ ‫اىرَمنَسياقَالقصةَ َوماَسبقياَمنََقَ‬
‫ّ‬ ‫الظّ‬
‫اةَقدَبعثت؛َومنوَأُرسلَ"موسى"َ‬
‫َُ‬ ‫‪َ،‬توحيَإلىَأنَالتّور‬
‫ّ‬ ‫كانواَأنبياءَفقط‪َ،‬فكممةَ(َرسولَ)‬
‫َبأنوَ‬
‫عث َبعد َ" َموسى َ" َوان َلم َيصرح ّ‬
‫َب ََ‬
‫َبالنسبة َإلى َ" َعيسى َ" َفقد َُ‬
‫َأما ّ‬‫إلى َقومو‪ّ ،‬‬
‫تيبَالزمنيَ‬
‫ّ‬ ‫َباإلنجيل‪َ،‬فالفارقَىناَعدمَوجودَالتّر‬
‫َُ‬ ‫رسول‪َ،‬فيوَظاىرَباعتبارهَتَ َالهَ َوُب ِع َ‬
‫ث‬ ‫ٌَ‬
‫فقط‪َ .‬‬

‫دناَ"موسى"َعميةَالسالمَبمناداةَا﵀َلوَفيَقولوَ﴿‪َ‬‬
‫ّ‬ ‫وتزدادَرفعةَمكانةَسي‬
‫ّ‬

‫ظُ َفعل َكالم َإنجازي َتمثّلََََ‬


‫‪َ ،﴾َ َ َ َ َ َ َ ‬فالممفو َ‬

‫َالرفيعة؛ََََََََ‬ ‫َالمتمقي َقصد ََتَبَيِين َمكانة َ ّ‬


‫سيدنا َ" َموسى َ" ّ‬ ‫َالنداء‪َ ،‬ىدفو َالتّأثير َفي َُ‬
‫في ّ‬
‫َتَقريبو‪َ ،‬فمناداة َا﵀ َلو َكانت َبالكالم‪َ ،‬حيث َتوجَو َإلى َجبلَ‬
‫َثم َ‬ ‫إذ ِ‬
‫َلمناجاتو ّ‬
‫َاختاره َا﵀ َُ‬

‫‪18‬‬
‫سل‬
‫الر َُ‬ ‫يوَُ"َإَِ ََبر ََ‬
‫اىيمَ"َو َ‬ ‫ورَِةَ"َ ََمرََيََمَ"َََََََََََََََََََتَ َِ‬
‫نز َ‬ ‫فيَس ََ‬
‫طابَ َُ‬ ‫داوليَ َِ‬
‫ةَلمخ َِ‬ ‫يمَالتَ َُ‬ ‫لَالثَاني‪َِ َ:‬‬
‫الق َُ‬ ‫الفَص َُ‬
‫َ‬

‫ب َ) َإليو َوىو َفي َحالة َمناجاة َلو َالمتمثّمةَََََ‬


‫َقربو َا﵀ َمنو َ َوََنسب َ( َالقُ ْر ََ‬
‫الطّور‪َ َ ،‬وقد َّ‬
‫عَمنَالدعاءَ‬
‫ّ‬ ‫وَيخَمُوَبو‪َ،‬وىوَنو‬
‫إذَيخَمُوَبرّبوََوربَ ََ‬
‫ىَالَيسم َْع َيُماَأحد‪-‬؛َ ََ‬
‫ََ‬ ‫فيَاليَمس‪َ-‬حتّ‬
‫َ‬
‫‪َ،‬ميزهَعنَباقيَاألنبياء‪َ،‬‬‫ٍَ‬
‫إلىَكالم ّ‬ ‫جوىَتحولتَ‬
‫ّ‬ ‫ألنَىذهَالنَ‬
‫الخفي‪َ،‬وىذاَفضلَمنَا﵀؛َ ّ‬
‫ّ‬
‫الرسالة‪َ .‬‬ ‫لسيدناَ"موسى"َبالتّوراةَ َو َِ‬
‫بحملَ ّ‬ ‫أنَا﵀َأوحىَ ّ‬
‫ياقَيبينَ َّ‬
‫ّ‬ ‫المضمونَالقضويَلمس‬
‫ّ‬ ‫ف‬

‫َالصوتَالمنخفضَالميم َوسَفيوَالكثيرَمن َالتّأثير‪َ،‬‬


‫متَفيَأن ّ‬
‫ّ‬ ‫وفائدةَالكالمَتمثّ‬
‫ستجابةَوالقبولََ‬
‫َ‬ ‫ع َمنَاال‬
‫ومنوَيحملَفيَطياتو َأىدافًاَأكثر‪َ،‬يخرج َىذا َإلىَتحقيقَنوٍَ‬
‫ّ‬
‫رفَالمتمقّيَلو‪َ .‬‬
‫َُ‬ ‫منَ ََ‬
‫ط‬

‫َوتتابع َحماية َا﵀ َلو َبالعطف َفي َالممفوظ َالتّقريري َالمثبت َ﴿ َ‪ََ َ ‬‬

‫فيَوَْى َِ‬
‫ب َا﵀َلوَمنَرحمتوَمنَيؤنسوَ‬ ‫امية َ ََ‬
‫قوتوَاإللز ّ‬
‫‪ّ َ،﴾َ َ َ َ َ ‬‬
‫كماَقدَعرجناَبوَآنفًاَيكونَدونَمقابلَ‪َ،-‬فا﵀َأََيَََدَ‬
‫ّ‬ ‫ىبَ‬
‫َالو ََ‬
‫ألن ََ‬
‫الدعوة؛َ‪ّ َ-‬‬
‫فيَحملَىذهَ ّ‬
‫؛َألنَََماَسيحمموَيستدعيَ‬
‫ضََدَهُ ّ‬
‫ىَا﵀َع َُ‬
‫ََ‬ ‫ةَسيدناَ"َموسىَ"َبأخيوَ"َىارونَ"‪َ،‬فقَََو‬
‫رسال ّ‬
‫المستخمصَأنَ‬
‫ّ‬ ‫فاعَعنَرسالةَسيدناَ"موسى"‪َ.‬و‬
‫ّ‬ ‫متَفيَالد‬
‫ّ‬ ‫ةَقصديةَتمثّ‬
‫ّ‬ ‫التّأييد‪َ،‬فيناكَ ّني‬
‫َثم َأصبحت َتأتي َفي َأكثر َمن َشخص َداخلَ‬
‫بوة َكانت َتأتي َفي َشخص َواحد‪ّ ،‬‬
‫الن َّ‬
‫ّ‬
‫المجتمعَالواحد‪َ .‬‬

‫َسيدنا َ" َإسماعيل َ" َعميوَ‬


‫َقصة ّ‬
‫َالسالم َلتتفتح ّ‬
‫َسيدنا َ"موسى" َعميو ّ‬
‫َقصة ّ‬
‫َتختم ّ‬
‫تكرر َلتعدََِد َ َِ‬
‫العبرَََََ‬ ‫السالم َبفعل َالذَكر َأيضا َمع َتتالي َالعطف‪َ ،‬ففعل َال ّذكر َىذا َ َ‬
‫ّ‬
‫ا﵀َبياَقمب َرسوَلِوَاألمين‪َ،‬لذلكَجاءَممفوظَاآليةَمثبتاَبفعلَكالمَإنجازيَ‬
‫ََ‬ ‫تَ‬
‫تيَيثبَ َُ‬
‫الّ َُ‬

‫لَفيَاألمرَمفادهَ‬
‫َُ‬ ‫مفادهَالتّأثيرَفيَالمتمقيَ﴿َ‪َ﴾َََََ‬المتمثّ‬

‫َتوضحت َفي َالممفوظ َالتّقريريَ‬


‫ّ‬ ‫َالسالم‪َ ،‬الّتي‬
‫سيدنا َ" َإسماعيل َ" َعميو ّ‬ ‫َِذ َُ‬
‫كر َصفات َ َ ّ‬

‫‪89‬‬
‫سل‬
‫الر َُ‬ ‫يوَُ"َإَِ ََبر ََ‬
‫اىيمَ"َو َ‬ ‫ورَِةَ"َ ََمرََيََمَ"َََََََََََََََََََتَ َِ‬
‫نز َ‬ ‫فيَس ََ‬
‫طابَ َُ‬ ‫داوليَ َِ‬
‫ةَلمخ َِ‬ ‫يمَالتَ َُ‬ ‫لَالثَاني‪َِ َ:‬‬
‫الق َُ‬ ‫الفَص َُ‬
‫َ‬

‫فيَقوةَصدقو َ‪َ،‬ىذاَيرجعَََََ‬
‫ّ‬ ‫اميةَ‬
‫قوتوَاإللز ّ‬
‫المثبتََ﴿ َ‪ّ َ ﴾َ َ َ َ ‬‬

‫السالم"‪َ ،‬فقد َقال َفيو َتعالى‪َََََََ:‬‬


‫َالصدق َعن َأبيو َ" َإبراىيم َعميو َ ّ‬ ‫َوَِر ََ‬
‫ث َصفة ّ‬ ‫َأنو ََ‬
‫إلى ّ‬
‫الصدقَصفةَانتقمتَمنَ‬
‫﴿ َ‪َ ،﴾َ          ‬ف ّ‬

‫اميةَفيَ‬
‫قوتوَاإللز ّ‬
‫ظٌ َتقريريَ َمؤكَد‪ّ َ ،‬‬
‫األبَإلىَاالبن‪َ ﴾َ َ َ َ ﴿َ ،‬ممفو َ‬

‫عميوَالسالم َ َبالذَكرَىناَوحدهَدونَ‬
‫ّ‬ ‫سيدنا َ" َإسماعيل" َ‬
‫قدَخصَ َ ّ‬
‫ارَرسالتوَونبوتو‪َ َ ،‬و َُ‬
‫ّ‬ ‫إقر‬
‫َالسالم؛َ‬
‫َقصة َوالدىما َ" َإبراىيم َ" َعميو ّ‬
‫َالسالم َ َفي ّ‬
‫ذكره َمع َأخيو َ" َإسحاق" َعميو ّ‬
‫َفمماَ‬
‫َسيدنا َ"إبراىيم" َإلى َقومو‪َّ ،‬‬ ‫ِ‬
‫َثم َعاد ّ‬
‫باعتباره َتُرك َفي َم ّكة َوىو َاالبن َاألكبر‪ّ ،‬‬
‫متَنبوتوََورسالتو‪َ،‬فيَ‬
‫ّ‬ ‫انيةَآنسوَا﵀َبولدَوحفيد‪َ،‬وتمثّ‬
‫َ‬ ‫مرةَالثّ‬
‫طُرََلممغادرةَلم ّ‬
‫دَواض َ‬ ‫َِاض َ‬
‫طُ َِي َ‬
‫ارَنبوتو‪َ .‬‬
‫دينَالحني ّفيةَالّتيَتمقّاىاََوورَثَياَعنَوالدهَ"َإبراىيمَ"‪َ،‬ومنوَإقر ّ‬
‫ََ‬ ‫َِ‬
‫األخذَبتعاليمَ‬

‫َ‪َ‬‬ ‫ي َمثبت َ﴿ َ‪َ َ ‬‬


‫بوة َفيو َبممفوظ َتقرير َّ‬
‫َالن ّ‬
‫وتتابع َصفات ّ‬

‫أىموَفيَتأديةَ‬
‫ّ‬ ‫اميةَفيَحرصوَعمىَ‬
‫قوتوَاإللز ّ‬
‫‪ّ َ،﴾ َََََ‬‬
‫َأمرهَألىموَََ‬
‫ذيَيوحيَإلىَأن ََ‬
‫ّ‬ ‫الزكاة‪َ،‬وقدَأ ّكدَىذاَالفعلَالماضَ( َكان َ)‪َ ،‬الّ‬
‫الةَو ّ‬
‫الص َ‬‫ّ‬
‫الرضاَ‬
‫كماَأنوَقدَنالَمنزلةَ ّ‬
‫ّ‬ ‫ةَزمنيةَبعيدة؛َ‬
‫ّ‬ ‫بمد‬
‫طٌ َ ّ‬
‫الزكاة َ‪َ ،-‬مرتب َ‬
‫الصالةَو ّ‬
‫‪َ -‬في َتأدية َ ّ‬
‫عندَرّبو َمسبقًا‪َ،‬ىذاَماَأثبتوَالفعلَالماضَ( َكان َ)َالمؤ ّكدَبالعطف‪َ،‬وجاءتَلفظةَََ‬

‫سيدناََََََ‬
‫َالرضا َالّتي َكان َيتمتّع َبيا َ ّ‬
‫﴿ َ‪َ ﴾َ ‬بصيغة َالمبالغة َلمتّأكيد َعمى َدرجة ّ‬

‫المقربةَعنده‪َ .‬‬
‫"َإسماعيلَ"َعندَرّبوَوالّتيَتنعكسَعمىَمكانتوَ ّ‬

‫َالرابط َبين َمجمل َأفعال َالكالم َفيَ‬


‫َمستمر َبالعطف ّ‬
‫ّ‬ ‫وجاء َالتّذكير َبفعل َاألمر‬

‫ىَلسيدناَ"إدريس"﴿ ‪َ،﴾ََ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ‬‬
‫ّ‬ ‫عبرةَأخر‬

‫‪88‬‬
‫سل‬
‫الر َُ‬ ‫يوَُ"َإَِ ََبر ََ‬
‫اىيمَ"َو َ‬ ‫ورَِةَ"َ ََمرََيََمَ"َََََََََََََََََََتَ َِ‬
‫نز َ‬ ‫فيَس ََ‬
‫طابَ َُ‬ ‫داوليَ َِ‬
‫ةَلمخ َِ‬ ‫يمَالتَ َُ‬ ‫لَالثَاني‪َِ َ:‬‬
‫الق َُ‬ ‫الفَص َُ‬
‫َ‬

‫اميةَ‬
‫ة‪َ،‬فالقوةَاإللز ّ‬
‫ّ‬ ‫اَإلىَأنَاألمرَمنَأفعالَالكالمَاإلنجازّي‬
‫ّ‬ ‫استناد‬
‫ً‬ ‫ظ َةَُمتواصمةَ‬ ‫َِ‬
‫ومنوَفالع ََ‬
‫ظَُ‬
‫"َعميوَالسالم؛َوعميوَالممفو َ‬
‫ّ‬ ‫فيَمكانةَوعظمةَالمذكورَ" َإدريس َ‬
‫َ‬ ‫نَ‬
‫كرَتكم َُ‬
‫َُ‬ ‫لفعلَال ّذ‬
‫َبالزياداتَ‬
‫نبوتو َالّتي َتأ ّكدت َبالغيا ّ‬
‫امية َفي َصدقو َ َو ّ‬
‫َقوتو َاإللز ّ‬
‫تقريريَ َوصفي َمؤ ّكد ّ‬
‫تضىَالحال؛َألنَالممفوظَالموظّفَ‬
‫ّ‬ ‫طابقَلمق‬
‫إن َ)َو(َكانَ)‪َ،‬والكالمَىذاَ َُم ٌَ‬
‫فظيةََ(َ َّ‬
‫المّ ّ‬
‫يال َ َوكذلك َ﴿ َ‪َ ،﴾َ ‬ىذا َما َيؤ ّكدَََ‬
‫َفع ً‬
‫جاء َبصيغة َالمبالغة َ﴿‪َ ﴾َ ‬عمى َوزن ّ‬

‫‪ََ ‬‬ ‫فَبوَكانَبوحي َمنَا﵀‪َ .‬وىذاَماَيثبت َ َِ‬


‫صدقو‪﴿َ،‬‬ ‫ٍَ‬ ‫َماَتصر‬
‫ّ‬ ‫عمىَأن َك ّل‬
‫ّ‬

‫امية َفي َرفع َمنزلتو َ َوَِداللة َاإلثباتَ‬


‫مثبت‪َ ،‬فائدتو َاإللز ّ‬
‫ظُ َتقريريَ َ ٌَ‬
‫‪َ ،﴾ َ ‬الممفو َ‬

‫َأن َالفعل َجاء َماضيا َمقترًنا َبضمير َالمتكمّم َالجمعي َ( َنا َ) َ َوضمير َالياءَ‬
‫والتّقرير ّ‬
‫لَ‬
‫ظَُىناَمستعم ٌَ‬
‫رفعوَا﵀َإلىَالمكانَالعمي‪َ،‬فالممفو َ‬
‫ّ‬ ‫العائدَعمىَالمتكمّمَوىوَا﵀؛َبمعنىَ‬
‫المضمر ََرفعوَََ‬
‫َالدنيا َواآلخرة‪َ ،‬و َُ‬ ‫َالصريح َممثّ ًال َفي َِ‬
‫َرفعة َا﵀ َلمقامو َفي ّ‬ ‫في َمعنييو‪َّ :‬‬
‫إلىَالسماء‪َ .‬‬
‫ّ‬

‫دةَلصفةَالنعمةَالّتيَشممتَجممةَمنَاألنبياءَ‬
‫ّ‬ ‫موليةَجاءتَاآليةَمؤ ّك‬
‫وبصيغةَال ّش ّ‬
‫أبنائيمَممنَصمح َ﴿‪ََ َ َ َ َ َ َ َ ََ ‬‬
‫َّ‬ ‫َو‬

‫‪ََ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ‬‬

‫ظَُحسبَ"ابنَعاشور" َ« َجممةَ‬
‫‪َ،﴾ََ َ َ َ َ َ َ ‬فالممفو َ‬

‫ابتدائية َ»(‪َ ،)1‬فاسم َاإلشارة َ( َأولئك َ) َجاء َنتيجة َ‬


‫َلتَكر َِ‬
‫ار َالفعل َ( ََاُ ْذ ُكر َ)َ‬ ‫ّ‬ ‫استئنافية َ‬
‫ّ‬
‫َالجملَمنَبدايةَالسَورةَإلىَغايةَىناَفيَصيغةَاألمرَ‬
‫ّ‬ ‫استنادا َإلىَوقوعَك ّل‬
‫األمري‪َ،‬و ً‬

‫‪َ-1‬ابنَعاشور‪َ،‬تفسير التّحرير والتّنوير‪َ،‬ص‪َ .132‬‬


‫َ‬

‫‪88‬‬
‫سل‬
‫الر َُ‬ ‫يوَُ"َإَِ ََبر ََ‬
‫اىيمَ"َو َ‬ ‫ورَِةَ"َ ََمرََيََمَ"َََََََََََََََََََتَ َِ‬
‫نز َ‬ ‫فيَس ََ‬
‫طابَ َُ‬ ‫داوليَ َِ‬
‫ةَلمخ َِ‬ ‫يمَالتَ َُ‬ ‫لَالثَاني‪َِ َ:‬‬
‫الق َُ‬ ‫الفَص َُ‬
‫َ‬

‫دخلَ‬
‫‪َ،‬وىذاَماَي َُ‬
‫ََ‬ ‫فإن َىذاَماَيؤ ّكدَعمىَاالستم اررّيةَفيَفعلَال ّذكر‬
‫عمىَأساسَالتّذكير؛ َ ّ‬
‫ِ‬
‫)َعمىَالمخاطبَ(َا﵀َ)؛َ‬‫المتمقّيَ‬
‫طبَ(َ َُ‬
‫نَلمَي ُردَالمخا َ‬ ‫‪َ،‬وا‬
‫الخطابي َ‬
‫َّ‬ ‫فيَصميمَالتّ َِ‬
‫فاعلَ‬
‫َ‬
‫َاألمرَدائماَيصدرَمنَاألعمىَإلىَاألسفل‪َ،‬وىذاَماَحدثَفيَىذهَاآليات‪َ،‬‬
‫ً‬ ‫باعتبارَأن‬
‫ّ‬
‫َالرسول َصمّى َا﵀ َعميوََََََ‬
‫َمقاما ََوىو ّ‬
‫ً‬ ‫مقاما َوىو َا﵀ َإلى َأق ّل‬
‫َعمَى َ ً‬
‫فكان َاألمر َمن َأ ْ‬
‫َعنَكماليةَاالتّباع‪َ،‬وتحقيقَمبدأَالتّعاونَفيَالخطابَوقبولَذلك‪َ .‬‬
‫ّ‬ ‫ماَي ُنم‬
‫َوسمّم‪َ،‬ىذاَ َ‬

‫يَ﴿ َ‪َ،﴾َََََََ‬‬
‫بممفوظَوصفيَتقرير َّ‬
‫َّ‬ ‫ويقر َالباث َ‬
‫ّ‬

‫الرسالة‪َ،‬‬
‫ةَو ّ‬
‫بو َ‬
‫مةَفيَتخصيصيمَبالن ّ‬
‫ّ‬ ‫نعمَا﵀َعمىَأنبيائو‪َ،‬المتمثّ‬
‫َُ‬ ‫ةَفيَتِ َِ‬
‫عداد َ‬‫َ‬ ‫امي‬
‫قوتوَاإللز ّ‬
‫ّ‬
‫َيعمموَ‬
‫َيعمم َماال َُ‬
‫َأن َا﵀ َُ‬
‫ن َفي ّ‬
‫َتكم َُ‬
‫تخصيصية َمنيم‪َ ،‬ىذا َما َجعل َاإلفادة َُ‬
‫ّ‬ ‫دون َدعوة َ‬
‫فيَتِعداَِد َنِ َعِم َا﵀َ‬
‫فالقيمةَالحجاجيةَلمممفوظَتمثّمت َ َ‬
‫ّ‬ ‫الفرد َ َِ‬
‫لنفسوَ َويعممَماَيفيده‪َ،‬وعميوَ‬ ‫َُ‬
‫عَالدالَعمىَالماض؛َبمعنىَاألمرَ‬
‫عمييم؛َباعتبارَالفعلَ(ََأََْن ََعََمَ)َجاءَبصيغةَالمضار ّ‬
‫َوآية َ﴿ َ‪ََ ‬‬
‫بوة َدون َدعاء َمنيم‪َ ،‬‬ ‫َتو ُارَثِيم ّ‬
‫َلمن ّ‬ ‫َتكمن َفي َ‬
‫َالنعم َىذه َُ‬
‫َوقمة ّ‬
‫مقضي‪ّ ،‬‬

‫ض َاالبتدا ُء َبو‪َ،‬ولكنَا﵀َليسَ‬
‫ويفتََر ُ‬
‫‪َ ،﴾َ َ ‬توحيَبالعودةَُإلىَاألصلَالبشري َ ُ‬

‫ص َوَُلمعبرة‪َ .‬‬
‫ص َُ‬ ‫بقاص ٍَ‬
‫َحاك؛َواّنماََقَ ََ‬ ‫ٍّ‬

‫َالسالم َفي َقولو َ﴿ َ‪َ‬‬


‫َسيدنا َ"آدم" َعميو ّ‬
‫َالسياق َعمى َاستم اررّية َذرّية ّ‬
‫ويؤ ّكد ّ‬

‫َقوتوَ‬
‫ظُ َتقريريَ َمؤ ّكد‪ّ ،‬‬
‫‪َ ،﴾َ َ َ َ َ َ َ ‬فالممفو َ‬

‫َا﵀َعمىَمنَح ِم َلَمعَ"َنوحَ َ‬
‫"َوعمىَذرّيةَ"َإبراىيمَ"ََََََََ‬ ‫ُ‬ ‫النسلَ َونِ َعِم‬
‫اميةَفيَاستم اررّيةَ ّ‬
‫اإللز ّ‬
‫عمييمَالسالم‪َ،‬فممفوظَفـَ﴿ َ‪َ﴾َ‬مؤ ّكدَبضميرَالجمعيَ( َناَ)‪َ،‬فيوَ‬
‫ّ‬ ‫و"َإسرائيلَ"َ‬

‫َأناس َليسواَ‬
‫َالصالحين؛ َإذ َىناك ٌَ‬
‫َيَن ّجي َعباده ّ‬
‫َأن َا﵀ ُ‬
‫قوتو َفي َّ‬
‫قصدية َ ّ‬
‫َنية َ َّ‬
‫ل َذو ّ‬
‫فع ٌَ‬
‫بوةَ‬
‫َنعمةَالن ّ‬
‫ّ‬ ‫دَأن‬
‫الصالح‪َ،‬ىذاَماَيؤ ّك ّ‬
‫بأنبياءَ َومعَذلكَأعطاىمَا﵀َماَيريدونَنتيجةَ ّ‬

‫‪88‬‬
‫سل‬
‫الر َُ‬ ‫يوَُ"َإَِ ََبر ََ‬
‫اىيمَ"َو َ‬ ‫ورَِةَ"َ ََمرََيََمَ"َََََََََََََََََََتَ َِ‬
‫نز َ‬ ‫فيَس ََ‬
‫طابَ َُ‬ ‫داوليَ َِ‬
‫ةَلمخ َِ‬ ‫يمَالتَ َُ‬ ‫لَالثَاني‪َِ َ:‬‬
‫الق َُ‬ ‫الفَص َُ‬
‫َ‬

‫َِ‬
‫ةَفيَقمَةَ‬ ‫امي‬
‫ظَُتقريريََمؤ ّكد‪َ،‬فائدتوَاإللز ّ‬
‫تتوارثَو﴿َ‪َ﴾َََ‬ممفو َ‬

‫َألن َاليداي ة َىذه َجاءت َمن َعند َا﵀ َمقترنة َبضمير َالجمعيَ‬
‫اليداية َومنو َاالختيار؛ ّ‬
‫َبتقبميم َلدعوة َاألنبياء َاجتباىم َا﵀َ‬
‫َفمما َاستجابوا َليذه َاليداية ّ‬
‫(نا) َالعائد َعمى َا﵀‪ّ ،‬‬
‫عموَقدرىم‪َ .‬‬
‫بوةَبحمميا‪َ،‬ىذاَماَزادَمنَ ّ‬
‫ىمَلتأييدَىذهَالن ّ‬
‫ّ‬ ‫َواختار‬

‫شرطَفيَقولوَ﴿ َ‪ََ َ َ َ َ َ ‬‬


‫ويستأنفَالكالمَبال ّ‬

‫امية َفي َجواب َال ّشرط َوىوَ‬


‫َقوتو َاإللز ّ‬
‫بت‪ّ ،‬‬
‫ظُ َتقريريَ َوصفيَ َمَثْ ٌَ‬
‫‪َ ﴾َ َ ‬فالممفو َ‬

‫حيَ‬
‫َالو َُ‬
‫َالرحمن َ‪َ -‬وىو ََ‬ ‫ِ‬
‫َسماع َالتَالوة؛ َفإذا َتَُمََيت َعمييم َآيات ّ‬
‫َوالبكاء‪َ ،‬بعد ََ‬
‫السجود َ‬
‫ّ‬
‫ابَ‬
‫الوةَدونَأنَيطمب َمنيمَفعلَذلك‪َ،‬واّنماَجو َُ‬
‫ُ‬ ‫المنزلَعمييم َ‪َ -‬استجابوا َلماَبعدَالتّ‬
‫ّ‬
‫َاإلذعانَ‬
‫َُ‬ ‫ال ّشرط َجاء َامتثاال َلشكر َىذه َالنَعم َالّتي َأنعميا َا﵀ َعمييم‪َ ،‬لذلك َجاء‬
‫اَعنَشدة َانفعاليم َبصيغةَالمبالغةَفيَ‬
‫ّ‬ ‫‪َ،‬وعبَرو‬‫َِ‬
‫بالبكاء َ‬ ‫السجود َالّذيََقَُِرََ‬
‫نَ‬ ‫عَُفي َ ّ‬
‫َوالخضوَ‬

‫َأقربَ‬
‫ََ‬ ‫ألن‬ ‫َِ‬
‫جود‪َ،‬وىذاَمنَش ّدةَالخشيةَوالطّاعة؛ َ ّ‬‫مَفيَالس‬
‫ّ‬ ‫وىيَحاليُ‬
‫َ‬ ‫البكاءَ﴿ َ‪َ ﴾َ ‬‬

‫منَخشيةَا﵀‪َ .‬‬
‫ََ‬ ‫اجدَباكَ‬
‫وَوىوَس ٌَ‬
‫ََ‬ ‫العبدَمنَربَ‬
‫ماَيكونَ َُ‬
‫َُ‬

‫السالم‪:‬‬
‫زكرياء " عميهما ّ‬
‫سيدنا" ّ‬
‫سيدنا " إبراهيم " و ّ‬
‫أ ‪ /‬المفارقة بين ّ‬

‫سيدنا" َزكرّياء َ"َ‬


‫بينيما‪َ،‬فقصةَ ّ‬
‫ّ‬ ‫تينَأن َالعالقةَعكسيَ َةٌَ‬
‫ّ‬ ‫منَخاللَالقص‬
‫ّ‬ ‫ظُ َ‬
‫مح َ‬
‫‪َََ -1‬ن ََ‬
‫ل َفي َأن ِ‬
‫َاالبنَ‬ ‫سيدنا" َإبراىيم َ"‪َ ،‬تمثّ ََ‬ ‫مع ِ‬
‫َابنو َ"يحي َ" َخمقت َلنا َسياق َ ٍَ‬
‫ّ‬ ‫َقصة َ ّ‬
‫ثان َفي ّ‬
‫سيدناََََََََ‬ ‫طالح‪ِ ،‬‬
‫َقصة َ ّ‬
‫َأن ّ‬
‫َاألب َ َويدعوه َلمخير‪َ ،‬في َحين ّ‬
‫ُ‬ ‫َفاالبن َييدي‬ ‫األب َ ٌَ‬
‫صالح َو َُ‬
‫ٌَ‬

‫"َفإنوَيدعوَ﴿َ‪َ .﴾َ َََََ‬‬


‫"َزكرّياءَ ّ‬

‫سيدنا" َزكرّياء َ"َ‬


‫عاء َ ّ‬
‫َفد َُ‬
‫أن َاألبناء َيتّبعون َاآلباء‪َُ ،‬‬
‫َسيدنا َ"زكرّياء" َإلى َ ّ‬
‫قصة ّ‬
‫‪ّ -2‬‬
‫خَمَ ٍَ‬
‫فَ‬ ‫يرَ ََ‬
‫"َخ ََ‬
‫سيدنا"َيحيَ ََ‬
‫ل‪َ،‬فكانَ ّ‬
‫لَعمىَالخوفَمنَالَّزل َ‬ ‫ِالبنوَبالور‬
‫اثةَلوَوألجدادهَ‪َ،‬دلي ٌَ‬
‫َ‬

‫‪88‬‬
‫سل‬
‫الر َُ‬ ‫يوَُ"َإَِ ََبر ََ‬
‫اىيمَ"َو َ‬ ‫ورَِةَ"َ ََمرََيََمَ"َََََََََََََََََََتَ َِ‬
‫نز َ‬ ‫فيَس ََ‬
‫طابَ َُ‬ ‫داوليَ َِ‬
‫ةَلمخ َِ‬ ‫يمَالتَ َُ‬ ‫لَالثَاني‪َِ َ:‬‬
‫الق َُ‬ ‫الفَص َُ‬
‫َ‬

‫ِ‬
‫الدهَباتّباعوَعندَقولو‪َ ﴿َ :‬‬
‫عاؤهَلو‬ ‫سَمَ ٍَ‬ ‫لخ َِ‬
‫َ‬
‫"َفد َُ‬
‫سيدنا َ" َإبراىيم َ َُ‬
‫‪َ،‬أماَحالة َ ّ‬
‫ف ّ‬ ‫ير َ ََ‬ ‫ََ‬

‫ةَالزَلَ َِ‬
‫ل‪َ .‬‬ ‫اصَمَ َ‬
‫‪َ،‬دليلَعمىَالخوفَمنَمو ََ‬
‫َُ‬ ‫‪﴾  ََ‬‬

‫السالم‪:‬‬
‫سيدنا " إبراهيم " و" زكرياء " عميهما ّ‬
‫ب ‪ /‬المشابهة بين ّ‬

‫بوة عنَطريقَال َِيََبة‪َ،‬فكانتَفيَ ّ‬


‫سيدنا"َإبراىيمَ"َلقولوَ‬ ‫كالىماَوَرَثُواَالنَ ّ‬
‫ََ‬ ‫‪َ-َ1‬‬

‫سيدناَ"َزكرّياء"َ‬
‫تعالى‪َ،﴾ََََََ َََ﴿َ:‬وفيَ ّ‬

‫بقولو‪َ .﴾َََ ََََ      َ﴿َ:‬‬

‫كالىماَحَِف َ‬
‫يَبدعوٍَةَ َُمستجابةَمنَالمولى‪َ،‬ف ّ‬
‫ـسيدناَ"َزكرّياءَ"َقال‪َ﴿َ:‬‬ ‫َُ‬ ‫َ‪ََ-َ2‬‬ ‫َ‬

‫‪َ‬‬‫وسيدنا"َإبراىيم"َقال‪َ﴿َ:‬‬
‫‪َ،﴾َ‬فكانتَاالستجابةَفورّيةَ﴿َ‪ّ َ﴾  َ َ‬‬

‫ِ‬
‫‪َ،‬فكانتَاالستجابةََ﴿َ‪َ ﴾ََ َََََ‬‬‫‪﴾  َ‬‬

‫سيدنا" محمد " صمّى اهلل‬


‫السالم و ّ‬
‫سيدنا " إبراهيم "عميه ّ‬
‫ج ‪ /‬المشابهة بين ّ‬
‫عميه وسمّم‪َ :‬‬

‫اَأيضا‪َ،‬‬
‫ً‬ ‫محمدَ"َلمَيكنَنبي‬
‫الدَسيدناَ"َ َّ‬
‫ّ‬ ‫سيدناَ"َإبراىيمَ"َلمَيكنَنبيا‪َ،‬وو‬
‫الدَ ّ‬
‫‪َ-َ1‬و َُ‬
‫ثَبالضَرورة‪َ .‬‬
‫ور َُ‬
‫ةَالَتُ َ‬
‫بو َ‬ ‫الن ّ‬
‫ليسَبنبي‪َ،‬ومنوَ ّ‬
‫ٍَّ‬ ‫فكالىماَمنَوالدَ‬

‫سيدناََََََ‬ ‫َقوم َيعبدون َاألوثان َ َوََي َِ‬


‫عكفون َعمييا‪َ َ ،‬و ّ‬ ‫َب َِع ََ‬
‫ث َفي ٍَ‬ ‫سيدنا َ" َإبراىيم َ" َُ‬
‫‪ّ َ -َ 2‬‬
‫ةَمشابَِيةَلبَِ َْعَثَة َ ّ‬
‫سيدنا َ" َإبراىيم َ"‪َ،‬‬ ‫مَو َِ‬
‫ضعيََتَُوُ َأثناءَالبَِعَثَ َُ‬ ‫" َمحمد" َصمّىَا﵀َعميوَوسمّ ََ‬
‫ةَاألصنامَ َوَتَألي َِي َيَا‪.‬‬
‫ََ‬ ‫باد‬‫َِ‬
‫كَىوَع ََ‬‫شتَََر‬
‫الم َ‬
‫لَ َُ‬
‫فالعام َُ‬

‫‪88‬‬
‫سل‬
‫الر َُ‬ ‫يوَُ"َإَِ ََبر ََ‬
‫اىيمَ"َو َ‬ ‫ورَِةَ"َ ََمرََيََمَ"َََََََََََََََََََتَ َِ‬
‫نز َ‬ ‫فيَس ََ‬
‫طابَ َُ‬ ‫داوليَ َِ‬
‫ةَلمخ َِ‬ ‫يمَالتَ َُ‬ ‫لَالثَاني‪َِ َ:‬‬
‫الق َُ‬ ‫الفَص َُ‬
‫َ‬

‫اَكبيرا‪َ،‬قابموَجدََ‬
‫ً‬ ‫الدهَشيخ‬
‫ً‬ ‫سيدنا َ" َإبراىيم َ"َكانَو‬
‫كبير‪َ،‬فـ ّ‬
‫يخ َ ٌَ‬
‫ش ٌَ‬
‫اهَُ َ‬
‫كالىماَرب َ‬
‫َ‬ ‫‪َ -َ 3‬‬
‫َِ‬
‫وعدمَاتّباعيماَالدَعوةَ‬ ‫َِ‬
‫بينيماَالكََب َُر َ‬ ‫ا‪َ،‬فالجامعُ َ‬
‫َ‬ ‫اَكبير‬
‫ً‬ ‫اآلخرَشيخ‬
‫ً‬ ‫الرسولَالّذيَكانَىوَ‬
‫ّ‬
‫اَد َِ‬
‫عََياَإلىَذلك‪َ .‬‬ ‫غمَأنيم َُ‬
‫َُر ّ‬

‫الرسول َ َصمىَا﵀َعميوَوسمّم"َكاناَ‬
‫جد َ" َ ّ‬
‫سيدنا َ" َإبراىيم َ"َو َ ّ‬
‫‪َ -َ 4‬كلَ َمنَوالدَ ّ‬
‫ألَوَثَ َِ‬
‫ان‪َ .‬‬ ‫بدةَا َ‬
‫منَع ََ‬
‫ََ‬

‫محمد " صمّى اهلل عميه وسمّم‪:‬‬


‫سيدنا " ّ‬
‫سيدنا " إبراهيم " و ّ‬
‫د ‪ /‬المفارقة بين ّ‬

‫بر‪َ،‬أماَوالدَ‬
‫ّ‬ ‫عوُ َحتّ َِ‬
‫ىَالك‬ ‫قيَم َ‬
‫ياةَوب ََ‬
‫ََ‬ ‫َِ‬
‫"َكانَعمىَقيد َ ََ‬
‫الح‬ ‫سيدنا َ" َإبراىيم َ‬
‫‪َ -َ 1‬والدَ ّ‬
‫قبلَأنَيولد‪َ .‬‬
‫َُ‬ ‫اتَ‬
‫مَم ََ‬
‫دناَ"محمد"َصمّىَا﵀َعميوَوسمّ ََ‬
‫َّ‬ ‫سي‬
‫ّ‬

‫اَمجتمعَالرسولَفكانتَ‬
‫ّ‬ ‫جماعة‪َ،‬أم‬
‫ّ‬ ‫"َتَ ََمتَ ََعَبالنََُب ّوةَفيَ‬
‫سيدناَ"َإبراىيمَ َ‬
‫‪َ-َ2‬مجتمعَ ّ‬
‫بوةَفيوََفَرديَ َةٌ‪َ .‬‬
‫النَ ّ‬

‫السالم‪:‬‬
‫زكرياء " و" مريم " عميهم ّ‬
‫سيدنا " إبراهيم " و" ّ‬
‫ه ‪ /‬المشابهة بين ّ‬

‫السّيدة َ" َمريم َ"‪َ ،‬فيماََََ‬


‫"َو ّ‬ ‫"َيشَبِ َوَُدعاءَ ّ‬
‫سيدنا َ" َزكرّياء َ َ‬ ‫سيدنا َ" َإبراىيم َ َُ‬
‫عاء َ ّ‬
‫‪ََُ-َ 1‬د َُ‬
‫الولد َكذلك‪َ،‬‬
‫ب َ َُ‬‫"َوَِى ََ‬
‫سيدنا" َإبراىيم َ ُ‬
‫باَالولد َليماَشخصيا‪ََ،‬وَُرغمَىذاَرزقا َالولد‪َ َ،‬و ّ‬
‫َُ‬ ‫لمَيطَمُ‬
‫ََ‬
‫بوةَ‬
‫ث َالنَ َ‬
‫يمَوَر ََ‬ ‫طاب َ َِ‬
‫مباشر‪َ َ،‬ومعَذلكَوىبيمَا﵀‪َ،‬وكمّ ََ‬ ‫َِ‬
‫بطمبوَفيَخ َِ‬‫حَ‬
‫فالَأحدَفييمَصَرََ‬
‫ََ‬
‫سيدنا َ"إسحاق"َََََََ‬
‫َسيدنا َ" َإسماعيل َ" َ َو ّ‬
‫َفسيدنا َ" َإبراىيم َ" َمع َأبنائو ّ‬
‫المباشرة َألبنائو ّ‬
‫َُ‬
‫السّيدةَ"َمريمَ"َ‬ ‫ِ‬
‫سيدناَ"َزكرّياءَ"َمعَابنوَ"َيحيَ"‪ََ،‬و ّ‬
‫عمييمَالسالم‪َ َ،‬و ّ‬
‫ّ‬ ‫سيدناَ"َيعقوبَ"َ‬
‫َو ّ‬
‫سّيدة َ" َمريم َ"َلمَتكنََبََِنَبِيَةَولكنَوالدىاَََََََ‬
‫غمَأن َال َّ‬ ‫ِ‬
‫عميوَالسالم َ"‪َ،‬ر ّ‬
‫ّ‬ ‫معَابنياَ" َعيسى َ‬
‫ةَىوَاآلخ ََر‪َ .‬‬
‫ََ‬ ‫بو‬
‫رثَالنَ ّ‬
‫"َو ََ‬
‫عميوَالسالمَ"َكانَنبيا؛َومنوَفـَ"َعيسىَ ََ‬
‫ّ‬ ‫انَ‬ ‫"َ َِ‬
‫عمر ََ‬

‫‪88‬‬
‫سل‬
‫الر َُ‬ ‫يوَُ"َإَِ ََبر ََ‬
‫اىيمَ"َو َ‬ ‫ورَِةَ"َ ََمرََيََمَ"َََََََََََََََََََتَ َِ‬
‫نز َ‬ ‫فيَس ََ‬
‫طابَ َُ‬ ‫داوليَ َِ‬
‫ةَلمخ َِ‬ ‫يمَالتَ َُ‬ ‫لَالثَاني‪َِ َ:‬‬
‫الق َُ‬ ‫الفَص َُ‬
‫َ‬

‫السّيدة"َمريمَ"َ‬
‫"َو ّ‬
‫سيدناَ"َزكرّياءَ َ‬
‫سيدناَ"َإبراىيمَ"َ َو ّ‬
‫‪َ-َ2‬المجتمعَالّذيَعاشَفيوَ ّ‬
‫بوةَجماعاتَالَأفر ًادا‪َ .‬‬
‫رفَالنَ ّ‬
‫ع ََ‬
‫مجتمعٌَ ََ‬
‫َ‬ ‫عمييمَالسالمَ‬
‫ّ‬

‫السالم‪َ :‬‬
‫سيدنا " إدريس " عميهما ّ‬
‫سيدنا " موسى " و ّ‬
‫و ‪ /‬المشابهة بين ّ‬

‫العَمِيَ‪َ ،‬وىوَ‬ ‫َِ‬


‫َالمكان َ ََ‬ ‫سيدنا َ" َإدريس َ" َاشتركا َفي‬
‫سيدنا" َموسى َ" َ َو ّ‬
‫‪َ -‬ك ّل َمن َ ّ‬
‫ربَمنَا﵀َلقولوَفيَموسى‪َ َ،﴾  َََ﴿َ:‬وقولوَفيَ"َإدريسَ"‪َ:‬‬
‫القُ َُ‬
‫َ‬

‫﴿َ‪َ .﴾  ََ‬‬

‫السالم‪َ :‬‬
‫سيدنا " إدريس " عميهما ّ‬
‫سيدنا " موسى " و ّ‬
‫ز ‪ /‬المفارقة بين ّ‬

‫َ‪ََ َ َ ‬‬ ‫سيدنا َ"َموسى َ" َمباشرَةً َلقولوَتعالى‪﴿َ :‬‬
‫‪َ َ -‬كمَََم َا﵀َ ّ‬

‫معوَُ‬ ‫‪َ،‬فا﵀َلمَيََؤىَمو َ َِ‬


‫لمكالم َ َ‬ ‫َُ‬ ‫نوُ‬‫غمَقرَبِ َِ‬
‫وَم َ‬ ‫سيدنا َ" َإدريس َ"َر َُ‬
‫‪َ ،﴾  ‬ولمََُيكمَمَ ّ‬

‫ٍَ‬
‫لحكمةَإلييَة‪َ .‬‬

‫السالم‪َ :‬‬
‫سيدنا " إدريس " عميهما ّ‬
‫سيدنا " إبراهيم " و ّ‬
‫ي ‪ /‬المشابهة بين ّ‬

‫المطمقة‪َ،‬‬ ‫"َفيَصفةَالصد َِ‬


‫قَ َُ‬ ‫ّ‬ ‫سيدناَ"َإدريسَ‬
‫سيدنا َ"َإبراىيم َ"َ َو ّ‬
‫‪َ-‬اشتركَكلَ َمنَ ّ‬
‫َ‪َ‬‬ ‫سيدنا َ" َإبراىيم َ"‪﴿َ :‬‬
‫بوة‪َ،‬لقولوَتعالىَفيَ ّ‬
‫تيَجاءتَبصيغةَالمبالغةَوصفةَالنَ ّ‬
‫َُ‬ ‫الّ‬

‫سيدنا َ" َإدريس َ" َعميوَ‬


‫‪َ ،﴾ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ‬وقولوَفيَ ّ‬
‫﴾‬ ‫السالم‪َ﴿َ:‬‬
‫‪َ .َ ََََََََََ‬‬
‫ّ‬

‫الموجَوَََََََ‬
‫ط ََاب َوُ َ ََ‬ ‫ا﵀ُ َتعالى َ ّأنيى َ َِ‬
‫خ ََ‬ ‫َأن َ َ‬
‫صص َّ‬
‫َالقَ ََ‬
‫المستخمَصةُ َمن َىذا َ‬
‫ائدَةُ َ ُ‬
‫الفَ ََ‬
‫َو َ‬
‫نع ََموَعمييمَ‬ ‫َِ‬
‫األنبياء‪َ،‬وماََأَ ََ‬ ‫صَ‬ ‫ورََد ََِذكرََقَ ََ‬
‫ص َِ‬ ‫إلىَالر َِ‬
‫سول َصَمّىَا﵀َعميوَ َوسمّم‪َ،‬بعدماََأَ ََ‬ ‫َ‬

‫‪88‬‬
‫سل‬
‫الر َُ‬ ‫يوَُ"َإَِ ََبر ََ‬
‫اىيمَ"َو َ‬ ‫ورَِةَ"َ ََمرََيََمَ"َََََََََََََََََََتَ َِ‬
‫نز َ‬ ‫فيَس ََ‬
‫طابَ َُ‬ ‫داوليَ َِ‬
‫ةَلمخ َِ‬ ‫يمَالتَ َُ‬ ‫لَالثَاني‪َِ َ:‬‬
‫الق َُ‬ ‫الفَص َُ‬
‫َ‬

‫شتركَبينَ‬
‫الم ََ‬
‫لَ َُ‬ ‫لكنَالع َِ‬
‫ام َُ‬ ‫ََ‬ ‫خصَ َيُم‪َ َ،‬و‬
‫نَََي َُ‬ ‫ةَلِ ٍَ‬
‫طمبَ َُمعيَ ٍَ‬ ‫ص َِ‬
‫يصيَ َ‬ ‫خ َِ‬
‫منيم‪َ،‬تَ َْ‬
‫َ‬ ‫يح ٍَةَ‬ ‫ونَدعوٍَةَ ََ‬
‫صر ََ‬ ‫َُد ََ‬
‫بادهَ‬‫ا﵀ُ ََتَعالى َِ‬
‫َع ََ‬ ‫بَ َ‬ ‫ار ََلَفظة َ( َ َِىَبة َ)؛ َفمماذا ََ‬
‫َوََى ََ‬ ‫كرَُ‬
‫َتَ ََ‬
‫ورة‪َ ،‬ىو َ‬ ‫ص َِ‬
‫ص َفي َىذه َالسَ ََ‬ ‫القَ ََ‬
‫َ‬
‫َصمَبِوَََََ‬
‫َالوَلَد َمن َُ‬
‫َيطَمُب ََ‬
‫سيدنا َ" َزكرّياء َ" َلم ََ‬
‫ون َََدعوة َخاصَة َمنيم؟ َفـ ّ‬
‫َد ََ‬
‫الصَالحين َُ‬
‫الولد‪َََ،‬‬
‫َا﵀ُ َ ََ‬
‫َرََزَقَ َيَا َ‬
‫يح َومع َذلك ََ‬
‫ا﵀َ َبالتَصر َِ‬
‫عُ َ َ‬
‫َتََْد َ‬
‫السّيدة َ" َمريم َ" َلم َ‬
‫صل‪َ ،‬و ّ‬
‫َح ََ‬
‫ومع َذلك ََ‬
‫‪َ،‬ومعَذلكَرََزَقَوَا﵀َالذَريَةَ‬
‫ََ‬ ‫ىوَاآلخرَمباشرَةً‬
‫ََ‬ ‫عَا﵀ َ‬
‫ََ‬ ‫"َلمَيَْد‬
‫ََ‬ ‫سيدناَ" َإبراىيم َ‬ ‫َوَأَيَ َ ََو ٍَ‬
‫لد! َ َو ّ‬
‫َوَأَيَ َةُ ََُذَِريَة!‪َ ،‬عدا َ ّ‬
‫سيدنا َ" َموسى َ" َالّذي َدعا َا﵀ َمباشرة َلتأييده َبأخيوَ‬ ‫الحة‪َ ،‬‬
‫الصَ ََ‬
‫رسَُم َ َِ‬
‫لمعبدَ‬ ‫َي َُ‬
‫َا﵀َ َىو َالّذي ََ‬
‫َأن َ‬
‫َالسياق؛ َبمعنى ّ‬
‫"ىارون"‪َ ،‬لكن َدعاؤه َلم َيظير َفي َىذا ّ‬
‫أعممَبماَفيَالنَ َِ‬
‫فوس‪َ .‬‬ ‫ا﵀ََ َُ‬
‫حت؛َألنََ َ‬
‫ىناَربَانيََََب ٌَ‬
‫أييدَ ََ‬
‫يقَالحقَ‪َ،‬فالتَ َُ‬
‫طر ََ‬

‫َالسن‪َََ ،‬يَتَوفَ َُر َعنده َعامل َأساسيَََََََ‬


‫ج َكبير َفي ّ‬
‫تزو ٌَ‬
‫ل َ َُم َ‬
‫وسيدنا َ" َزكرّياء َ" َرج ٌَ‬
‫ّ‬
‫َلص َِ‬
‫دقوََََََ‬ ‫الولد َ َِوفقًا َِ‬
‫ا﵀ُ َ ََ‬
‫قوُ َ َ‬
‫َفرََز َ‬ ‫ج َوُ َبَِ ََغضَ َالنَظر َعن ََ‬
‫َوضعيَتيا َاتّجاه َالحمل‪ََ ،‬‬ ‫ىو َ ََزَْو َُ‬
‫غمَأنوَلمَيطمبوَ‬
‫ماَالبكاءَنفسو‪َ،‬ر ّ‬ ‫عمىَع َِ‬
‫نصر َاإللحاحَورّب َُ‬‫َُ‬ ‫هَتَوفَر َ‬
‫فيَالدَعاء؛ َباعتبار َ‬
‫الرحم‪َ ،‬وىوَ‬
‫الوالدة َنحو‪َ َ :‬‬ ‫َِ‬
‫َالحمل َو َِ‬ ‫ؤىالت‬
‫َم ّ‬ ‫السّيدة َ" َمريم َ" َِ‬
‫َامرَأةٌ ََتَممك َُ‬ ‫بصراحة‪ََ ،‬و ّ‬
‫سيدناََََََ‬
‫ألُخت‪َ َ ،‬و ّ‬
‫ألَخ َأو َا َ‬
‫َيرزَقُيا َا َ‬
‫ؤىمة‪َ ،‬ولم ََ‬
‫َالم ّ‬ ‫فرزَقَيا َا﵀ َالولد َِ‬
‫َوفقًا َلحالتيا َُ‬ ‫األساس َ ََ‬
‫َُ‬
‫ج‪ََ،‬فَرزَقَوَا﵀َالذََِريَ َِ‬
‫ةَوفقًاَلحالتوَ‬ ‫ةَنحو‪َ:‬الزو َُ‬
‫َ‬ ‫ألَُُبَو‬
‫ك َ َُمؤىَالتَا َ‬‫ج َََيمم َُ‬
‫تزو ٌَ‬
‫ل َ َُم َ‬‫" َإبراىيم َ"َرج ٌَ‬
‫كون َ ًأبا‪َ ،‬فال َىوَ‬ ‫َمتزوج َََي َِ‬
‫فتقَُد َ ََلي ََ‬ ‫ّ‬ ‫ل َغير‬ ‫َرج ٌَ‬
‫سيدنا" موسى " َُ‬ ‫حة َلذلك‪َ َ ،‬و ّ‬ ‫بيعية َالسَ َانِ ََ‬
‫الطّ ّ‬
‫حالةَرز ٍ‬
‫قَ‬ ‫َِ‬ ‫سانَُِده‪َ،‬ف َُكلَ َ‬
‫بأخ ََُي َ‬
‫دهُ َ ٍَ‬
‫ا﵀َوأيَ َ‬
‫زقوُ َ َ‬ ‫نثى‪َ،‬لذلكَر َ‬
‫ََ‬ ‫ألُ‬
‫رحماَكا َ‬
‫كَ ً‬ ‫ج ََوال َىوَيمَتَم َُ‬ ‫تزو ٌَ‬
‫َُم َ‬
‫حة‪َ .‬‬ ‫الوضعيَةَالسَ َانِ ََ‬ ‫فقَ ََ‬ ‫الثَجاء َِ‬
‫تَو ََ‬ ‫ََ‬ ‫منَىذهَالحاالتَالثّ‬
‫ََ‬

‫لَ‬
‫َحالة‪َ،‬ىذاَدلي ٌَ‬ ‫ق َاإلليي‪َ،‬فكلَ َ ِىَب ٍة َو ََ‬
‫افقتَ َُمؤىَالتَك ّل ََ‬ ‫فيَالرز َِ‬
‫َ‬ ‫ثَ‬
‫عََب ََ‬
‫الَ َ ََ‬
‫َوعميو‪َ َ:‬‬
‫ةَسيََُدناَ" َإبراىيم َ"َ‬ ‫سفَ َِ‬
‫رتَقصَ ََ‬‫العبد َمنَفائِ َدٍَة َلنفسو‪َ،‬كماََأَ َ‬
‫يعممو َ َُ‬
‫ا﵀ََيعَمََُم َماالَ َُ‬
‫عمىَأنَ َ َ‬
‫الحوَِاري‪َ ،‬قابم َوُ ََِق ّمة َالتَ ََعنَت َ‬
‫َوالطَغيانََََََََ‬ ‫ب َ َِ‬
‫َقمَ َِة َالتََأَدَ َِ‬
‫في َحديثو َ َوََدعو َاهُ َلوالده َعن َِ‬
‫اىم َمع َِ‬
‫َا﵀‪َ ،‬فَ َوِر َ‬
‫ثَ‬ ‫َدعو َُ‬ ‫َم َُؤدََبِ ََ‬
‫ين َفي ََ‬ ‫فاد َ َِمنو َىو َأنَ َ َُك ّل َا َ‬
‫ألَنبياء َُ‬ ‫ستَ َُ‬
‫َالم َ‬
‫الوالد‪َ ،‬لكن َُ‬
‫ن َ ََ‬
‫م ََ‬

‫‪81‬‬
‫سل‬
‫الر َُ‬ ‫يوَُ"َإَِ ََبر ََ‬
‫اىيمَ"َو َ‬ ‫ورَِةَ"َ ََمرََيََمَ"َََََََََََََََََََتَ َِ‬
‫نز َ‬ ‫فيَس ََ‬
‫طابَ َُ‬ ‫داوليَ َِ‬
‫ةَلمخ َِ‬ ‫يمَالتَ َُ‬ ‫لَالثَاني‪َِ َ:‬‬
‫الق َُ‬ ‫الفَص َُ‬
‫َ‬

‫توَُ‬
‫حقََقَ َ‬ ‫منَب َِ‬
‫عده‪َََ،‬ف ََ‬ ‫الده‪َ،‬ومنوَََُوَرَثََوََُُذَِريََتََوَُ ََ‬
‫َ‬ ‫بَوع َك َس َذلكَمعَو‬
‫َ‬ ‫سيدنا َ" َإبراىيم َ"َىذاَالتَّأَدَ‬ ‫ّ‬
‫ع َائِياََإِيَ َ‬
‫اهُ‪َ .‬‬ ‫فيَد ََ‬ ‫معَ َِ‬
‫ا﵀َ َُ‬ ‫ََ‬

‫َالمجسدَََََََََََ‬
‫ّ‬ ‫فأفعال َالكالم َالّتي َتتالت َفي َالحوار َالقصصي َحقّقت َمبدأ َال ّشمول‬
‫َالمجسد َفي َاإلقرار َبالتّأكيدات َواألفعال َومبدأَ‬
‫ّ‬ ‫َالصدق‬
‫في َمحتوى َالقصص‪َ ،‬ومبدأ ّ‬
‫الفعلَورد َالفعل‪َ ،‬وقانونَ‬
‫ّ‬ ‫ةَالقصديةَو‬
‫ّ‬ ‫ةَعمىَالنّي‬
‫ّ‬ ‫ارَالمبني‬
‫ّ‬ ‫عاونَالمجسدَفيَلغةَالحو‬
‫ّ‬ ‫التّ‬
‫لَفيَالسردَالقصصي‪َ،‬ومنوَتحقّقَالتّأثيرَفيَالمتمقي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫اإلخبارَالمتمثّ‬

‫‪88‬‬
‫الجنَ َِةَوأََ َ‬
‫ىميَا‬ ‫ورَِةَ"َ ََمرََيََمَ"ََََََََََََََََََََََ ََو َُ‬
‫صفَ ََ‬ ‫فيَس ََ‬ ‫ط َِ‬
‫ابَ َُ‬ ‫َِ‬
‫ةََلمخ ََ‬‫اوليَ‬
‫يمَالتَََد َُ‬ ‫َِ‬
‫اني‪َ:‬الق َُ‬ ‫لَالثَ‬
‫الفَص َُ‬
‫َ‬

‫‪ -5‬وصف الج ّنة وأهلها‪ :‬من اآلية ( ‪ ) 59‬إلى (‪:)56‬‬

‫صصيم‪َ،‬ليبدأَا﵀َتعالىَفيَوصفَالجنةَوأىمياَ‬
‫ّ‬ ‫ينتييَالحديثَعنَاألنبياءَوَقَ‬
‫َالرسلََََََ‬
‫َالسابقة‪َ ،‬الّتي َبعث َبيا ّ‬
‫َغير َالعقيدة ّ‬
‫َجديدا ّ‬
‫ًَ‬ ‫اقعا‬
‫ي َ ّبين َو ًَ‬
‫َوصفي َتقرير َّ‬
‫َّ‬ ‫بممفوظ‬

‫اميةََََ‬
‫قوتو َاإللز ّ‬
‫﴿ َ ‪ّ َ ،﴾َ َ َ َ َ َ َ َ َ ‬‬

‫عقيبَ‬
‫الةَواتَباعَالشَيوات‪َ،‬فالفاءَالعاطفةَفي َ﴿‪َ ﴾َ ‬أفادتَالتَ ََ‬ ‫ستِ ََ‬
‫يانةَبالصَ َ‬ ‫َِ‬
‫فيَال َ‬

‫‪َ،‬وبماَأنياَجاءتَ‬
‫ّ‬ ‫ياَبمفظَ﴿َ‪ََ،﴾ََ‬والّتيَتوحيَإلىَزمنَ ٍَ‬
‫بعيد‬ ‫َِ‬ ‫تباط‬ ‫منِ َِ‬
‫يَلر َِ‬ ‫الز َ‬
‫َ‬

‫بعدَكلََ‬
‫ذيَسبقيا؛َف ََ‬
‫ََ‬ ‫صصَالّ‬
‫القَ ََ‬
‫ياَمعطوفةَعمىَمجملَ َ‬ ‫نكرَةٌََ َِ‬
‫أفادتَالعموم‪َ،‬فالجممةَكمَ ََ‬
‫َ‬ ‫دعونَإليو‪.‬‬
‫اَي َُ‬
‫نحرفَعماَكانو ََ‬
‫ّ‬ ‫ف َِ‬
‫َا‬ ‫جاءَ َخ ْم ٌ‬ ‫ٍَ‬
‫رسولَ َونبيََ ََ‬

‫أثبتَتَىذهَاإلضاعةَبفعلَ‬ ‫ةَالصالةَوَِاتّباعَالشَيو َ‬
‫ات‪َ،‬و َ‬ ‫ّ‬ ‫ََ‬
‫مَفيَإضاع‬ ‫سوئِ َِي‬
‫ن َ َُ‬
‫َوََمك ََم َُ‬
‫ِ‬
‫َإضاعةَ‬ ‫َالدالة َعمى َالماض َ﴿ َ‪﴾َ ‬؛ َبمعنى َفع ُل‬
‫َالمضارعة ّ‬
‫بصيغة َُ‬
‫ََ‬ ‫تقريري َ‬

‫فسية َبنفس َصيغةَ‬ ‫الة َمتج ّذر َفييم َبالو ارَثَة‪َ ،‬كما َجاء ََِاتّباعيم َل َ‬
‫شيوَاتِيم َالنَ ّ‬ ‫لص َِ‬
‫ا ّ‬
‫وقعَفيَالماضَ‬
‫لَ ََ‬
‫تيَتوحيَإلىَأنَالفع َ‬
‫ّ‬ ‫عةَالدالةَعمىَالماض﴿َ‪ ،﴾َ‬والّ‬
‫ّ‬ ‫المضار‬

‫سمفًا‪َ .‬‬
‫ومَ ََ‬
‫س ٌَ‬
‫ح َُ‬
‫األمرَم َْ‬
‫ََ‬ ‫فالَتَغيَ ََرَفيو‪َ،‬ومنوَ‬
‫َ‬

‫ي َ ٍَ‬
‫مثبتَ‬ ‫َوتتابعَأفعالَالكالمَاإلنجازّيةَبحرفَالعطفَالفاءَالمالزمَلممفوظَتقرير َّ‬

‫اىمَ‬ ‫َِ‬
‫ةَفيَاستم اررّيةََلَُْقََي َُ‬ ‫امي‬
‫قوتوَاإللز ّ‬
‫وقعَنتيجةَلماَسبقَ﴿ َ‪ّ َ،﴾َ َ َ َ َ ‬‬
‫لََََََََ‬
‫حرفَ َدا ٌَ‬
‫ين َ ٌ‬ ‫َخمَفوا َما َأَُ َِمروا َبو َعبر َاألزمنة‪َ ،‬فال ّس َُ‬
‫ثمما َ‬ ‫األزَِمنة َِ‬
‫َم ََ‬ ‫َعََبر َ َْ‬
‫الغ ّي‪ََ ،‬‬
‫ََ‬
‫عد َُىمَالتّامَعنَ‬
‫ىذاََب ََ‬
‫َُ‬ ‫الزم َ‬
‫؛َي َُ‬
‫َشيءَلَمفرَ َمنو َُ‬
‫ٌَ‬ ‫الغ ّي‬
‫تكرر‪َ،‬ومنوَلقياَ ََ‬
‫لَالم َ‬
‫ستقب َُ‬
‫عمىَالم ََ‬
‫َُ‬
‫مومَ‬
‫َع ََ‬
‫َتُفيد َُ‬
‫َم ّقيدة َ‬
‫َمطمقة َغير َُ‬
‫َالغ ّي َجاءت َُ‬
‫ألن َلفظة ََ‬ ‫ِ‬
‫الرشد َ َوََبقائيم َعمى َالضَالل؛ َ ّ‬
‫َ‬
‫الغيَ‪َ .‬‬
‫ََ‬

‫‪011‬‬
‫الجنَ َِةَوأََ َ‬
‫ىميَا‬ ‫ورَِةَ"َ ََمرََيََمَ"ََََََََََََََََََََََ ََو َُ‬
‫صفَ ََ‬ ‫فيَس ََ‬ ‫ط َِ‬
‫ابَ َُ‬ ‫َِ‬
‫ةََلمخ ََ‬‫اوليَ‬
‫يمَالتَََد َُ‬ ‫َِ‬
‫اني‪َ:‬الق َُ‬ ‫لَالثَ‬
‫الفَص َُ‬
‫َ‬

‫ارَبممفوظ َتقريريَ َ ٍَ‬


‫مثبت َيستثنىَفيوَمنَعملَبغيرَعملَالممفوظَ‬ ‫ٍَ‬ ‫ويتواصلَاإلقر‬

‫اميةَفيَتحقيقَالتَوبةَ‬
‫‪َ،‬قوتوَاإللز ّ‬
‫السابقَ﴿ َ‪ّ ﴾َ َ َ َ َ َ َ َ ‬‬
‫ّ‬

‫َتُوحيَََََ‬
‫إل َ) َالّتي َ‬
‫ل َالكالم َاإلنجازي َىنا َجاء َبأداة َالستثناء( َ َّ‬
‫الح‪َ ،‬ففع َُ‬
‫الص َِ‬ ‫و َِ‬
‫العمل َ ّ‬
‫أنَيكونَا﵀َُظالمَاًَ َِ‬
‫لعباده‪َ،‬ىذاَاألخيرَ‬ ‫َ‬ ‫لَيميقَ‬
‫َُ‬ ‫قامَ‬
‫فالم َُ‬
‫منَخاللَالسَياقَإلىَرحمةَا﵀‪ََ َ،‬‬
‫ن َ)َ‬
‫آم ََ‬
‫اب َ) َو( َ ََ‬
‫َالصالح‪َ ،‬وجاء َالفعل َ( ََتَ ََ‬
‫عقَُُب َوُ َالتّوبة َإلى َا﵀ َواإليمان َبو َوالعمل ّ‬
‫تَ َ‬
‫خول َأداة َالستثناء َعمييما َو( َ َم ْنَ َ)َ‬ ‫َالماض َ َوَُد َُ‬ ‫ع َالدَ ِ‬
‫الَ َعمى ََ‬ ‫المضارَِ‬ ‫َِ‬
‫بصيغة َ َُ‬
‫اَمؤمنينَتائبينَمنَ‬ ‫عمىَأنيمَكانو َُ‬
‫ّ‬ ‫المرادَمنَالفعمين؛َإذَأكَداَ‬
‫غيَََرتَ َُ‬ ‫خص َِ‬
‫يصيَةََالّتيَ ََ‬ ‫التَ َِ‬
‫صيروا َاآلن‪َ ،‬وىذا َدليلَ‬
‫َي َُ‬
‫مكن َيُم َأن ََ‬
‫َي َُ‬
‫ونيم َكانوا َفي َالماضي َُ‬
‫صوا َا﵀‪َ ،‬وَك َُ‬
‫َع ََ‬
‫ثم ََ‬
‫ل‪ّ َ ،‬‬
‫قب َُ‬
‫ك َماَ‬
‫إل َ) َاستدر َ‬
‫موجود َفييم َآنفًا‪َ ،‬فحرف َالستثناء َ( َ َّ‬
‫ٌَ‬ ‫أن َأمر َالتّوبة َواإليمان َ‬
‫عمى ّ‬
‫رصةَََ‬
‫َا﵀ ََُيعطيََفُ ََ‬
‫و؛َألن ََ‬
‫ّ‬ ‫لربَ‬
‫العبد َ ََ‬
‫وب َ َُ‬
‫فقدَيَتُ َُ‬
‫ضىَوأعادىمَإلىَماَكانواَعميوَسابقًا‪ََ َ،‬‬
‫َ‬ ‫ََم‬
‫ينَ‬ ‫َميزَةَ َالتَوبة َليست َِ‬
‫َح َْكًَار َعمى َالدَ َِ‬ ‫َأن َِ‬
‫ح َلنا َمن َالسَياق ّ‬
‫َتَوضَ ََ‬ ‫َِ‬
‫َلمعبد‪َ ،‬وما َ‬ ‫التَوبة‬
‫نستخمصياَحتّىَمنَالدَياناتَاألخرىَالسَابقة‪َ،‬فا﵀َ‬
‫َُ‬ ‫نحنَنجدىاَ َو‬
‫ُ‬ ‫اإلسالميَفقط؛َبلَىاَ‬
‫ىوَعمىَذلك‪َ .‬‬ ‫بَعبدَهَُحتّىََُي َِ‬
‫ص َّرَ ََ‬ ‫ََ‬ ‫لَيعذَ‬
‫َُ‬

‫َ‪َ‬‬ ‫بممفوظ َوصفيَ َ ٍَ‬


‫مثبت َ﴿ َ‪َ َ ‬‬ ‫ٍَ‬ ‫وتعطف َاآلية َالكريمة َ‬

‫َنفسية َالمتمقّيَ‬
‫ّ‬ ‫امية َفي َتحقيق َالفعل َالتّأثيري َفي‬
‫قوتو َاإللز ّ‬
‫‪ّ َ ،﴾َ َ َ َ َ ‬‬

‫َيعود َمباشرَةًََََََ‬
‫َُ‬ ‫َلمصالحين‪َ ،‬فـ َ﴿ َ‪َِ ﴾َ ‬اسم َإشارة‬
‫ّ‬ ‫المتمثّل َفي َالجزاء َوالثّواب‬

‫ظُ َتقريريََ‬
‫ل َبيا‪َ ،‬و﴿ َ‪َ ﴾َ َ َ ‬ممفو َ‬ ‫َو َِ‬
‫عم َ‬ ‫َفعل َالتَ َِ‬
‫وبة َوآمن َ‬ ‫عمى َمن َتقبَل َِ‬

‫لما ََقَبَمَوََََ‬
‫ثبات َ ََ‬ ‫ق َلفعل َالظَ َِ‬
‫مم َعموما َعمييم‪َ ،‬وا ٌَ‬ ‫َالمطم َِ‬
‫قوَتُو َاإللزاميَة َفي َالنَفي َُ‬
‫ت‪ّ َ ،‬‬
‫َُم ََثب ٌَ‬
‫حاَلَة‪َ .‬‬
‫ةَلَم ََ‬
‫ََ‬ ‫الجّن‬
‫مونَ ََ‬
‫دخ ََ‬
‫فيَأنيمَََي َُ‬
‫ّ‬

‫‪010‬‬
‫الجنَ َِةَوأََ َ‬
‫ىميَا‬ ‫ورَِةَ"َ ََمرََيََمَ"ََََََََََََََََََََََ ََو َُ‬
‫صفَ ََ‬ ‫فيَس ََ‬ ‫ط َِ‬
‫ابَ َُ‬ ‫َِ‬
‫ةََلمخ ََ‬‫اوليَ‬
‫يمَالتَََد َُ‬ ‫َِ‬
‫اني‪َ:‬الق َُ‬ ‫لَالثَ‬
‫الفَص َُ‬
‫َ‬

‫ةَقصديةَالتّأثيرَفيَالمتمقّيَ‬
‫ّ‬ ‫يَوبني‬
‫ّ‬ ‫اصلَوصفَالجنةَبممفوظَوصفيَتقرير‬
‫ّ‬ ‫ويتو‬

‫‪َ،‬قوتوَ‬
‫﴿‪ّ ﴾َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ‬‬
‫جناتَ)َاسمَجامعَلك ّلَأنواعَالجنانَ‬
‫غمَأنَلفظةَ(َ ّ‬
‫الجنَة‪َ،‬ور ّ‬ ‫اميةَفيَمكمنَ َِ‬
‫صفةَ ََ‬ ‫اإللز ّ‬
‫غيَبًِّيا﴿‪َ،﴾َ َ ‬فيمَ‬ ‫بالجّن َِة َ ََ‬
‫جاء َ ََ‬ ‫عد َ ََ‬
‫ىذاَالو َُ‬
‫ََ‬ ‫)َدون َغيرىا‪َ،‬‬
‫ََ‬ ‫عَْدن َ‬
‫حدَََدتَبـ َ( َ ََ‬
‫َأنيا َ َُ‬
‫ّإل ّ‬

‫رفيةَ‬ ‫بالب َِ‬


‫اء َالظَ ّ‬ ‫إيمانِيم‪َ،‬واقتران َالمّفظ َةَُ ََ‬
‫ىاَومعَذلكَآمَُنواَبياَوىذاَتأكيدَعمىَ َ‬
‫ََ‬ ‫دو‬ ‫لمَي َِ‬
‫شاى َ‬ ‫َُ‬
‫َبممفوظ َتقريريَ َ ٍَ‬
‫مثبتَََََ‬ ‫ٍَ‬ ‫اعة‪َ ،‬ويتتالى َالتّأكيد‬
‫َوليد َالسَ ََ‬
‫عد َىذا َليس َ ََ‬
‫الو ََ‬
‫دللة َعمى َأنَ َ ََ‬

‫ع َسمفا‪َ،‬فالتَوكيدَََ‬
‫طُوَِ‬
‫المق َ‬ ‫بالو َِ‬
‫عد َ ََ‬ ‫ةَفيَالوَفَ َِ‬
‫اء َ ََ‬ ‫ََ‬ ‫امي‬
‫‪َ،‬قوتوَاإللز ّ‬
‫﴿ َ‪ّ ﴾َ َ َ َ ‬‬
‫خمِ َُ‬
‫فَالوعدََوالميعاد؛َباعتبارَ‬ ‫لَي َ‬ ‫تَ ًَّ‬
‫بالغياَمصداقيَةَا﵀َفيَأنَ َوَُ َُ‬ ‫بـَ(ََإِنََ)َو(َ َك ََ‬
‫انَ)ََأَ ََثب ََ‬
‫ياقَبمعنىَ ّأنوَحاصل‪َ .‬‬
‫ََ‬ ‫(َمأتِياَ)َجاءتَفيَالسَ‬
‫لفظةَ َ‬

‫َ‪ََ ‬‬ ‫ٍَ‬


‫َبممفوظ َتقريريَ َوصفيَ َمثبتَ﴿‬ ‫َنعيمَالجنةَوأىميا‬
‫ّ‬ ‫ويستمر َوصف‬
‫ّ‬

‫امية َفي َتبيينَ‬


‫َقوتو َاإللز ّ‬
‫‪ّ ،﴾َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ‬‬
‫ٍَ‬
‫َشيءَ‬ ‫وراَبأسموبَالقَ َِ‬
‫صر‪َ،‬فََنفَىَ َُك ّل‬ ‫محص ً‬
‫ظَُ َُ‬ ‫ةَعَْد ٍَ‬
‫ن؛َإذَجاءَالممفو َ‬ ‫جّن ََ‬ ‫أى َِ‬
‫لَ ََ‬ ‫فاتَن َِ‬
‫عيمَ َْ‬‫ََ‬ ‫َِ‬
‫ص‬
‫قتَ َِ‬
‫صٌَرَ‬ ‫مَم َ‬
‫ماعيُ َُ‬
‫َس َ‬ ‫ذلكَأن ََ‬
‫ّ‬ ‫فيَمقاَبِ َِ‬
‫لَ‬ ‫تَ َُ‬‫قَبماَلَيحقّقَفائدة‪ََ،‬وأَُثبَِ ََ‬
‫ماعَ َُمتعمَ ٌَ‬
‫لوَُعالقةَبالس َِ‬
‫َ‬
‫الرزقَ‬
‫مَبتَوفَرَ َ‬
‫عيم َيُ َ‬
‫َالخير‪َ َ،‬وَتَأكَََدَََن َُ‬
‫المَإل ََ‬
‫ّ‬ ‫َِ‬
‫عمىَالقولَالحسن‪َ،‬فالَيأتيَمنَوراءَىذاَالسَ‬
‫اقَ‬
‫س َُ‬
‫ماَي ََ‬
‫زقيمَواّن َُ‬
‫َ‬ ‫عنَر‬ ‫فيَالب َِ‬
‫حثَ َِ‬ ‫ََ‬ ‫نَ‬
‫شقَ َْو ََ‬
‫بمعنىَلَي َ‬
‫ََ‬ ‫ظ َِةَ(َ ِفييَاَ)؛َ‬ ‫َِ‬
‫عندىمَداخلَالجنَةَبَمَف ََ‬
‫مير َ( َ َُىم َ)َإلىَ‬
‫يف َالضَ َُ‬ ‫‪َ،‬وَأُ َِ‬
‫ض ََ‬ ‫اآلص َِ‬
‫ال َ‬ ‫اجةَإليوَفيَالغ ُدو َو َ‬
‫ُ‬ ‫ا‪َ،‬وفيَز َِ‬
‫من َ ََ‬
‫الح‬ ‫ََ‬ ‫إلييمَس َْوقً‬
‫ََ‬
‫زق َإلييمَلَإلىَغيرىم‪َ ،‬كماَ‬
‫الر ََ‬
‫وق َ َ‬
‫يس َُ‬
‫َا﵀ََ َُ‬
‫أن َ‬ ‫َِ‬
‫عمىَأساس َ ّ‬ ‫يص َ‬ ‫ق َ)َلمتَ َِ‬
‫خص َِ‬ ‫الرز َِ‬
‫لفظةَ( َ َ‬
‫عدمَ‬
‫ارَو َُ‬
‫سميةَدالّةَعمىَالثّباتَوالستقر َ‬ ‫ِ‬ ‫َِ‬
‫الممفوظَباإلثبات؛َباعتبارهَجاءَجممةَا ّ‬ ‫تأكيدَ‬
‫َتَمََ َُ‬
‫ألَََبدي‪َ .‬‬ ‫فاتَالنَ َِ‬
‫عيمَا َ‬ ‫َِ‬
‫عم‪َ،‬وىيَص َُ‬‫امَىذهَالنَ‬
‫ومنوَدو َُ‬
‫ََ‬ ‫التَ َِ‬
‫غييرَ‬

‫‪011‬‬
‫الجنَ َِةَوأََ َ‬
‫ىميَا‬ ‫ورَِةَ"َ ََمرََيََمَ"ََََََََََََََََََََََ ََو َُ‬
‫صفَ ََ‬ ‫فيَس ََ‬ ‫ط َِ‬
‫ابَ َُ‬ ‫َِ‬
‫ةََلمخ ََ‬‫اوليَ‬
‫يمَالتَََد َُ‬ ‫َِ‬
‫اني‪َ:‬الق َُ‬ ‫لَالثَ‬
‫الفَص َُ‬
‫َ‬

‫وصفي‪َ،‬‬
‫َّ‬ ‫إثباتيَ‬
‫وممفوظَ﴿َ‪َّ َ﴾ََََََََََََ‬‬

‫سم َاإلشارةََََََ‬ ‫امية َفي َكونو َتأكيدا َلمجممة َالّتي َسبقتو َ﴿‪َِ َ ،﴾َ َ ‬‬
‫فا َُ‬ ‫قوتو َاإللز ّ‬
‫ّ‬
‫ياَإل َلمنَكانَ‬
‫ورَثُ ّ‬
‫لَن َ‬
‫آنفاَوىيَجنةَ(عدن)‪َ،‬لذلكَ َُ‬
‫ّ‬ ‫الجّن َِة َالمذكورة َ‬
‫ائد َعمى َ ََ‬
‫)َع ٌَ‬ ‫( ََتِم َ‬
‫ك َ ََ‬
‫قَ‬
‫اآلياتَالسابقة َتحقَ ََ‬
‫ّ‬ ‫طٌَلمتَور َِ‬
‫يث َمعَتحقيقَمواصفاتيا‪َ،‬و‬ ‫بب َ َوشر َ‬
‫ىَس ٌَ‬
‫قو ََ‬
‫َتَقيَا‪َ،‬وعميو َفالتَ ََ‬
‫عض َيَا‪َ .‬‬
‫حَََب ََ‬
‫شرَُ‬
‫َاآلياتَتَ ََ‬
‫َ‬ ‫أن‬
‫ظَُ ّ‬
‫مح َ‬
‫‪َ،‬كماَن ََ‬
‫ََ‬ ‫فيياَالتّ َُ‬
‫أكيد‬

‫َ‪ََ ‬‬ ‫المطمِقَ﴿‬


‫فيَ َ‬ ‫بالن َّ‬ ‫يَ ٍَ‬
‫مثبتَ ّ‬ ‫ٍَ‬
‫يَبممفوظَتقرير َّ‬‫ويستمرَتأثيرَالفعلَاإلنجاز‬
‫ّ‬ ‫َ‬

‫‪َ‬‬‫الجن َِة َفييا‪َ ،‬فممفوظ َ﴿‬


‫أىل َ ّ‬ ‫ار َ َوَثَََب َِ‬
‫ات َ َِ‬ ‫اميةَفيََقَر َِ‬
‫‪َ َ ،﴾َ َ َ ‬فائدتوَاإللز ّ‬

‫اءَََََ‬
‫من َا﵀‪َ،‬فالجز َُ‬ ‫ولَلَيكون َ ّإل ٍَ‬
‫َبأمر َ ََ‬ ‫َُ‬ ‫ستثناء َتأكيديَ َعمىَأ ّن َىذاَالنَ َُز‬
‫ٌَ‬ ‫‪ََِ ،﴾َ َ ‬ا‬

‫َ‪ََ َ َ َ َ َ ‬‬ ‫الع ََم َِ‬
‫ل‪َ،‬واقرارَذلكَجاءَفيَممفوظَمثبتَ﴿‬ ‫نسَ ََ‬ ‫َِ‬
‫منَج َِ‬

‫الالََِم َفي َ( ََلَ َوُ َ) ََتُ َُ‬


‫فيدَ‬ ‫ن َ َّ‬ ‫القُدرة َِ‬
‫َ﵀‪َ َ ،‬ك َْو َُ‬ ‫امية َفي َ َِ‬
‫تأكيد َ َ‬ ‫قوتو َاإللز ّ‬
‫‪ّ َ ،﴾َ َ َ ‬‬
‫حد َانِيَةَفيَأنَ َ َِ‬
‫﵀َ‬ ‫لئلَالو ََ‬
‫ََ‬ ‫جسَََد َََد‬
‫وم َ ََ‬
‫بالع َُم َْ‬
‫ظُ َ َُ‬ ‫ك َلكلَ َ ٍَ‬
‫شيء‪َ،‬والممفو َ‬ ‫المال ٌَ‬
‫َبأن َوُ َ ََ‬
‫سميم َ﵀ ّ‬
‫التَ ََ‬
‫لَوآخرا‪َ .‬‬
‫ً‬ ‫مرَ ّأو‬
‫ألَ َُ‬
‫اَ‬

‫بتأكيدَنفيَآخرَفيَممفوظ َتقريريَ َ ٍَ‬


‫مثبت ﴿ َ‪َ،َ ﴾َ َ َ َ ‬‬ ‫ٍَ‬ ‫في َ‬
‫الن َّ‬
‫ويَْتََب َعُ َ ّ‬
‫َُ‬

‫كيفَلَوىوَالعميم َ‪َ،-‬والنَفيَ َجاءَ‬


‫َُ‬ ‫في َصفة َالنَ َِ‬
‫سيان َعمىَا﵀ َ‪َ -‬‬ ‫ةَفيَن َِ‬
‫ََ‬ ‫قوتوَاإلنجازّي‬
‫ّ‬
‫َي َُكنَََََََ‬
‫ان َ)؛ َبمعنى َلم َي ُكن َ َولن ََ‬ ‫َِ‬
‫َبفعل َالماض َ( َ َك ََ‬ ‫َُمطمقًا َبـ َ( َ ََما َ) َالنافية َ َوَُمؤ ّك ًدا‬

‫ق‪َ ،‬وَِا ً‬
‫ستنادا َإلى َأنَ َلفظةََََََََ‬ ‫َتنطبق َعميو َعمى َاإلطال َِ‬
‫َُ‬ ‫اسين‪َ ،‬فيذه َالصَفة َل‬
‫من َالنَ ََ‬
‫َسبقيا َالنَفيَ َفإنَيا َأَكَدت َََنفي َىذه َالصَ َِ‬
‫فة‪َ،‬‬ ‫بالغة‪َ ،‬الّتي ََ‬
‫َالم ََ‬ ‫( َََن َِ‬
‫سًَّيا َ) َجاءت َبصيغة َُ‬
‫زن َ( َفَع ٍ‬
‫ال َ)؛ََََ‬ ‫َو َِ‬ ‫الم َِ‬
‫بالغة َعمى ََ‬ ‫َِ‬
‫بصيغة َ َُ‬ ‫يء َلفظة َ َ( َََن َِ‬
‫سًّيا َ) َ‬ ‫أن ََتَ َِ‬
‫ج ََ‬ ‫ل َفي َالمَ َِ‬
‫غة َ َْ‬ ‫واألص َُ‬
‫كانَ‬ ‫عنَالياء‪ََ،‬فَقُبَِ َ‬
‫لَذلكَواستحسنَ َو ََ‬ ‫ََ‬ ‫َغَنىَ‬ ‫سَُبياَفيَىذاَالسَيا َِ‬
‫ق َأ ْ‬ ‫أيَ(َََنسَايٍََ)‪َ،‬ولكنَََن ََ‬

‫‪012‬‬
‫الجنَ َِةَوأََ َ‬
‫ىميَا‬ ‫ورَِةَ"َ ََمرََيََمَ"ََََََََََََََََََََََ ََو َُ‬
‫صفَ ََ‬ ‫فيَس ََ‬ ‫ط َِ‬
‫ابَ َُ‬ ‫َِ‬
‫ةََلمخ ََ‬‫اوليَ‬
‫يمَالتَََد َُ‬ ‫َِ‬
‫اني‪َ:‬الق َُ‬ ‫لَالثَ‬
‫الفَص َُ‬
‫َ‬

‫نوَُالتّأثيرَتحقّقَ‬ ‫ان ََتُ َك َِاف َ‬


‫ئَُقولوَتعالىَ﴿ ‪َ،﴾ََ َ َ َ ‬وَِم َ‬ ‫سي َِ‬
‫فعََدَُم َالنَ ََ‬
‫َأَبَمَغ‪ََ َ،‬‬

‫َالقصدية َلفعل َالكالمَ‬


‫ّ‬ ‫َالنّية‬ ‫سي َِ‬
‫ان‪َ ،‬وىذه َىي ّ‬ ‫بسبب َ َِ‬
‫عدم َالنَ ََ‬ ‫ف َ َِ‬
‫َيخمََ َُ‬
‫عد َا﵀ َل ُ‬
‫في َأنَ َََو ََ‬
‫اإلنجازي‪َ .‬‬

‫َ‪َ‬‬ ‫ي َ﴿‬
‫بتبيينَمكانةَا﵀َالجميمةَبممفوظَإثباتي َتقرير َّ‬
‫َّ‬ ‫صفاتَأىلَالجنةَ‬
‫ّ‬ ‫خَتََُم َ‬
‫وتُ َْ‬
‫ََ‬

‫اميةَفيَ‬
‫‪َ،‬قوتوَاإللز ّ‬
‫‪ّ ﴾َ َ َ َ َ َ َ َ ‬‬
‫موم‪َ ،‬وعميو َف َُكلَََََ‬
‫فيد َال َُع ََ‬ ‫الربوَبِّية‪َ ،‬فجاءت َلفظة َ( َرب َ) َ َُمطمقة َُ‬
‫َمضعََفَة َالباء ََتُ َُ‬ ‫َِ‬
‫تأكيد َ َ‬
‫صرَِف َِو‪َََََََََ،‬‬
‫كمَ َِة ََتَ َ‬‫مال ََو َِ‬
‫ح َ‬ ‫َعائد َإلى َ َك َِ‬
‫ٌَ‬ ‫طيُما‬
‫توسَ َ‬ ‫َي ََ‬ ‫َع َِ‬
‫الم َالسَماء َواألرض َوما ََ‬ ‫ما َفي ََ‬
‫أكيد َنمحظَ‬‫ومنَباب َالتَ َِ‬
‫َِ‬ ‫حدانِيَةَا﵀‪َ ،‬‬
‫ةَتَُِقرَ َََو َ‬
‫ماوي َ‬
‫سائلَالس ّ‬
‫ّ‬ ‫َالر‬
‫دَعمىَأن َك ّل ّ‬
‫ّ‬ ‫ىذاَماَيؤ ّك‬

‫األمرَاإلنجازّيةَ﴿ َ‪ََ،﴾َ‬وجاءتَالعبادةَ َُمطمقةَنكرةَ‬ ‫لَفيَص َِ‬


‫يغةَ َِ‬ ‫َِ‬ ‫المتمثّ‬ ‫َِ‬
‫النقياد‪َُ َ،‬‬

‫َالعبوديَةََََ‬
‫تضمَ َك ّل َأنواع َُ‬
‫عرَفَة َلمتّعميم؛ َبمعنى َ َُ‬
‫َم َ‬ ‫سموب َالتَ َِ‬
‫قدير َغير َُ‬ ‫َتَحوي َأَُ ََ‬
‫حكمة َ‬
‫َُم ََ‬
‫جاءتَ‬
‫بارَعمييا‪َ،‬لذلكَ ََ‬ ‫طمقةَإل َِ‬
‫َبال َِ‬
‫صط َِ‬ ‫ّ‬ ‫َُ‬
‫ىذهَالعبادةَالم‬ ‫قَ‬
‫ولنَتُحقَ ََ‬
‫قَالتَوحيد‪َ َ،‬‬
‫تيَتُحقَ َُ‬
‫الّ َ‬

‫الساب ِ‬
‫ق َ َومنو َأفادت َاألمر َكذلك‪َ،‬‬ ‫لفظة َ﴿ َ‪َُ َ َ ﴾َ ‬معطوفة َعمى َِ‬
‫َفعل َ َِ‬
‫األمر َ ّ‬

‫َألنيا َعمى َِ‬


‫َوزن َ( َافتعل َ)‪َََََ،‬‬ ‫وصيغة َفعل َا َِ‬
‫لصطبار َأفادت َىي َاألخرى َالتّأكيد ّ‬
‫المشقَةََََََََ‬ ‫َست َِ‬
‫جَُد َ ََ‬ ‫ألنك ََ‬ ‫أسباب َالصَ َِ‬
‫بر؛ َ ّ‬ ‫ََ‬ ‫َالقصدية َلفعل َاألمر َ( َِا ْفتَ َِعل َ) َ‬
‫ّ‬ ‫النّية‬
‫ومنو َ ّ‬
‫ىاَصعب‪َ .‬‬
‫ٌَ‬ ‫بادة‪َ،‬فأمر‬‫فيَ َِ‬
‫الع ََ‬

‫َِ‬
‫ةَفيَاإلنكارَ‬ ‫امي‬
‫ةََقوتوَاإللز ّ‬
‫ظٌَبصيغةَإنجازّي ّ‬
‫و﴿َ‪َ،﴾َََََ‬ممفو َ‬

‫حده؛َ‬
‫َو ََ‬ ‫َالمقصود َمنيا ِ‬
‫َالسم ََ‬ ‫َُ‬ ‫س َِمًّيا َ) َىنا َليس‬
‫َألن َلفظة َ( َ ََ‬
‫﵀؛ َّ‬‫ل َ َِ‬
‫َماَثَ ََ‬ ‫والتَعجَب‪َِ ،‬‬
‫َممَن ََ‬
‫عطاءَ‬
‫َُ‬ ‫حلَ َاإلنكارَىوََإِ‬
‫ةَتَدلَ َعمىَأنَ َ ََم ََ‬
‫ستفيامي َ‬
‫ّ‬ ‫صَفَة‪َ،‬فـَ( َ ََىل َ َِ‬
‫)َال‬ ‫ةَو َِ‬ ‫َواّنماَبياَ َِ‬
‫س ََم ََ‬

‫‪013‬‬
‫الجنَ َِةَوأََ َ‬
‫ىميَا‬ ‫ورَِةَ"َ ََمرََيََمَ"ََََََََََََََََََََََ ََو َُ‬
‫صفَ ََ‬ ‫فيَس ََ‬ ‫ط َِ‬
‫ابَ َُ‬ ‫َِ‬
‫ةََلمخ ََ‬‫اوليَ‬
‫يمَالتَََد َُ‬ ‫َِ‬
‫اني‪َ:‬الق َُ‬ ‫لَالثَ‬
‫الفَص َُ‬
‫َ‬

‫قتَمَ َِ‬
‫صَفَاتَ‬ ‫ة‪َ،‬فيَأنكمَ ََميماََأَطَمَ َ‬
‫ّ‬ ‫كمةَاإلل َِيّي‬ ‫َِ‬
‫عمىَالح ََ‬ ‫ستفيامَيدلََ‬
‫َُ‬ ‫َِ‬
‫‪َ،‬ىذاَال‬ ‫َتَسميَةَا﵀َلَِغيرَِه‬
‫أبدا‪َ .‬‬
‫ا﵀َ ً‬ ‫ةَمعَ َِ‬
‫لَليمَالم ََماثَمَ ََ‬
‫َُ‬ ‫م‪َ،‬فمنَتَ َُ‬
‫حص‬ ‫َ‬ ‫ال َك ََمالَعمىَآليت َُك‬

‫بَ‬ ‫منيَو َِ‬


‫العتراف َالخارجي؛َبأنَ َََر ّ‬ ‫َ‬ ‫ج َأفعالَالكالمَفي َاآليةَإلىَاإلقرارَالضَ‬
‫تخرَُ‬
‫عميكَ‬
‫ب َ ََ‬
‫صع َُ‬
‫َي َُ‬ ‫َِ‬
‫َعباده‪ََ ،‬‬ ‫يرَِه َعمى‬ ‫ك َلكلَ َ ٍَ‬
‫شيء‪َ ،‬من َكثرَِة َ ََ‬
‫خ َِ‬ ‫َواألرض َالمال َُ‬
‫السماوات َ‬
‫ّ‬
‫اذ ََأَسبابَِياَالّ َ‬
‫تيَتَنفيَ‬ ‫بار َعمييا‪َ،‬مع ََِاتّ ََ‬
‫خ َِ‬ ‫صط َِ‬ ‫َو َِ‬
‫ال َِ‬ ‫ِ‬
‫فيَالعبادة َ‬ ‫مرَِه َ‬ ‫متََثِلَ َ‬
‫ألَ َِ‬ ‫َِ‬
‫و‪َ،‬ومنوَا َ‬ ‫َتَ َِ‬
‫سميََتُ‬
‫جودَالشَ َِ‬
‫رك‪.‬‬ ‫َُو ََ‬

‫‪014‬‬
‫البعث‬ ‫شرَِك ََ‬
‫ينَ ََ‬ ‫ارَالم َِ‬
‫َُ‬ ‫ورَةَ"َ ََمرََيََمَ"ََََََ َِ‬
‫ح َك ََايةَإََِْن َك‬ ‫فيَس َ ِ‬ ‫ط َِ‬
‫ابَ َُ َ‬ ‫اوليَ َِ‬
‫ةَلمخ ََ‬ ‫يمَالتَد َُ‬ ‫َِ‬
‫اني‪َ:‬الق َُ‬ ‫لَالثَ‬
‫الفَص َُ‬
‫َ‬

‫‪ - 6‬حكاية إنكار المشركين البعث‪ :‬من اآلية ( ‪ ) 66‬إلى ( ‪) 08‬‬

‫يتتابع َالقصص َالقرآني َبذكر َمابعد َالموت َعند َنكران َالبعض‪َ ،‬ويظيرََََََََ‬

‫َ‪َ‬‬ ‫يَالمعطوفَعمىَماَقبموَيفسرهَماَبعدَاالستفيام ﴿‬
‫ّ‬ ‫ىذاَفيَفعلَالكالمَاإلنجاز‬

‫‪ََ،﴾ََََََََََ‬قُّوَتُوَاإلنجازّيةَفيَاالستفيامَاإلنكاريَ‬

‫كم َِ‬
‫مو‪َ،‬ولكنَ‬ ‫َِ‬
‫اإلنسانَبَأَ ََ‬ ‫َِ‬
‫عمىَجنسَ‬ ‫نكارَ‬ ‫ود َِ‬
‫ةَاإل َِ‬ ‫عمومَع ََ‬
‫ََ‬ ‫فيدَ‬
‫عجبيَ﴿َ‪ََُ،﴾َََ‬ي َُ‬
‫التّ ّ‬

‫طابَ‬‫ومنوَُ َِ‬
‫الخ َُ‬ ‫جممةَ﴿ َ‪َ َ،﴾َ َ َ ‬‬ ‫َِ‬
‫منَخالل َ َُ‬ ‫َِ‬
‫فيَالجنس َ‬ ‫يص َ‬ ‫حدثَالتَ َِ‬
‫خص َُ‬ ‫ََ‬

‫بادَتِو‪َ ،‬فنتيج َةَُ‬‫طَبِرون َعمى َِ‬


‫َع ََ‬ ‫ص ََ‬
‫َي َْ‬
‫عبدون َا﵀ َوال ََ‬
‫َي َُ‬
‫شركين َالّذين َال ََ‬
‫ََ‬ ‫َُموجَ َوٌ َإلى َِ‬
‫َفئة َ َُ‬
‫الم‬
‫ما‪َ،‬رغمَ‬ ‫الم ََ ِ‬
‫بالغةَفي َي َُ‬ ‫َِ‬
‫ماَمنَباب َ َُ‬ ‫منَباب َالتَعجَ َِ‬
‫ب َواإلنكار‪ََ ،‬واّن‬ ‫َِ‬ ‫‪َ،‬ليس َ‬
‫لون َ َ‬‫ساء ََ‬
‫يمَيَتَ ََ‬
‫رك ََ‬ ‫ش َِ‬
‫َِ‬
‫َحدوثَ‬
‫ََ‬ ‫ستقبالية‪َ ،‬الّتي َتعني‬
‫ّ‬ ‫وف َ) َِ‬
‫َاال‬ ‫س ََ‬ ‫أنَ َ ََىمزة َِ‬
‫َاالستفيام َاقتُرنت َ َِ‬
‫بالم َالتََْأكيد َو( َ ََ‬
‫َتعجبوا َمن َذلك َوأنكروه‪َ ،‬ىذا َما َيؤ ّكد َالممفوظ َالتّقريريَََََ‬ ‫َأنيم ّ‬
‫َمحالة‪ّ َ ،‬إال ّ‬ ‫الشَ َِ‬
‫يء َال ََ‬

‫اللتِوَعمىََقُدرةَا﵀َ َُ‬
‫المطَمَقة‪َ َ.‬‬ ‫﴿َ‪َِ َ﴾َََ‬‬
‫فيَد َ‬

‫وف َ)َالدَالةَ‬
‫س ََ‬
‫َألن َ( َ ََ‬
‫ساؤلَالسَابق؛ ّ‬
‫تيجةَلمتَ َُ‬
‫أماَممفوظ َ﴿ َ‪َ ﴾َ َ ‬جاءَََن ََ‬
‫ّ‬
‫القَ َِ‬
‫بر‪َ،‬وعميوَ‬ ‫منَ َ‬
‫جَ ََ‬
‫الخرو َُ‬
‫عةَحقََقَتَحدوثَالفعلَاإلنجازيَوىوَ َُ‬
‫المضار ََ‬
‫ستقبالَو َُ‬
‫َ‬ ‫َِ‬
‫عمىَاال‬
‫لَرغمَحصولو‪َ َ.‬‬ ‫ساؤ َِ‬
‫لَباط ٌَ‬‫فالتَ َُ‬

‫طبَ( َالمتمقّي َ) َ َبقدرتو‪َ،‬‬ ‫ِ‬


‫ارَمنَالمخاطبَ( َا﵀ َ)َإلىَتذكيرَالمخا َ‬
‫ويستمر َاإلقر‬
‫ّ‬
‫يَ﴿َ‪َ،﴾          ‬‬
‫فيَفعلَكالمَإنجاز َّ‬

‫أكبر َمنو‪َ،‬‬
‫نكار َ ََ‬ ‫اإلنكار َالسَابق َبتعجَ ٍَ‬
‫ب‪ََ ،‬وا َِ‬ ‫َِ‬ ‫َو‬‫عجب َ‬
‫قوتو َاإلنجازّية َفي َاإلجابة َعن َالتّ ّ‬
‫ّ‬
‫َالقوةََََ‬ ‫خ َِ‬‫ل َ َِ‬ ‫ب ََغرض َالتَ َِ‬
‫مقتو َالمؤ ّكدة َبواسم ّ‬ ‫َأالَ َََيذ َُك ََر َأص َ‬
‫َالمشرك َّ‬
‫كيف َليذا َُ‬
‫فادَهُ َ ََ‬
‫حقير‪ََ َ ،‬م َُ‬
‫ض ََمر َفي َإيمانو َبالخمق‪َ ،‬فكيف َيجحد َالبعث َالّذيَََََ‬
‫َالم َْ‬
‫الدالّة َعمى َالمعنى َُ‬
‫( َأَنا َ) َ ّ‬
‫‪601‬‬
‫البعث‬ ‫شرَِك ََ‬
‫ينَ ََ‬ ‫ارَالم َِ‬
‫َُ‬ ‫ورَةَ"َ ََمرََيََمَ"ََََََ َِ‬
‫ح َك ََايةَإََِْن َك‬ ‫فيَس َ ِ‬ ‫ط َِ‬
‫ابَ َُ َ‬ ‫اوليَ َِ‬
‫ةَلمخ ََ‬ ‫يمَالتَد َُ‬ ‫َِ‬
‫اني‪َ:‬الق َُ‬ ‫لَالثَ‬
‫الفَص َُ‬
‫َ‬

‫القَبمي‪َ،‬‬ ‫َِ‬
‫اإليجادَ َ‬ ‫فيَالمؤكَدَأفادَ َِ‬
‫عدمَ‬ ‫َُ‬ ‫ىوَأىونَعميوَمنَالخمقَنفسو‪َ،‬وقدَأرفقَالقولَبالنَ‬
‫عثِ ََ‬
‫ك‪ََََ،‬‬ ‫كفَُُر َ ََبب َ‬ ‫الع َِ‬
‫دم َ َوَتَ َ‬ ‫من َ ََ‬ ‫بوجوَِد ََ‬
‫ك َ ََ‬ ‫َتُؤَِم َُ‬
‫ن َ َُ‬ ‫لمم َِ‬
‫شرك‪َ ،‬كيف َ‬ ‫َموجَ َوٌ َ َُ‬
‫ضوي َُ‬
‫القَ ََ‬
‫فالمضمون َ َ‬
‫َُ‬
‫يمِ َِيمَََ‬
‫جَ‬‫كين َ َوَِقمَ َِة َ ََ‬‫الم َِ‬
‫شر ََ‬ ‫َتَعنَ َِ‬
‫ت َ َُ‬ ‫ش ٍَ‬
‫يء؟‪َ ،‬ىذا َالحوار َيكشف َعن َ‬ ‫دت َ َِم ََ‬
‫ن َالََ َ َ‬ ‫َو َِ‬
‫ج ََ‬ ‫َأنك َُ‬
‫مع ّ‬
‫ضمون َيثبت َالتّأثير َبفعل َالكالم َاإلنجازي َالمحقّقََ‬
‫َُ‬ ‫نوُ َ ََ‬
‫الم‬ ‫َالحجَ َِة َ ََ‬
‫عمييم‪َ ،‬وَِم َ‬ ‫مع َإَِ ََ‬
‫قامة َُ‬
‫فيَالتّ َِ‬
‫يديد‪َ .‬‬

‫طبَ( َالمتمقّي َ)َفيَصورةَ‬ ‫ِ‬


‫ىيبَمنَالمخاطبَ( َا﵀ َ)َإلىَالمخا َ‬
‫ويتواصل َالتّر‬

‫َ‪ََ َ َ َ َ ‬‬ ‫ي َمباشر‪﴿َ ،‬‬


‫فعل َكالم َإنجاز َّ‬

‫َعن ََِإ َِ‬


‫نكارَ‬ ‫سَِم َ َُ‬
‫المَتَََرتَََبة َ ََ‬ ‫القَ ََ‬
‫َقوَتُو َاإلنجازّية َ َفي َتحقيق َما َبعد َ َ‬
‫‪ّ ،َ ﴾َ َ َ َ ‬‬

‫المؤ ّكََدةَ‬ ‫القَ َِ‬


‫سم َ َُ‬ ‫او َ َ‬
‫َو َُ‬
‫يع َ‪َ ،‬والواو ََ‬
‫َالفَاء َفي َ﴿ َ‪َ َ ﴾َ ‬لمتَفر َِ‬
‫اءت َ‬‫ج ََ‬
‫ق‪َََ ،‬ف ََ‬ ‫الب َِ‬
‫عث َالسَاَبِ َِ‬ ‫ََ‬

‫َطمبي َبصيغة َالقسم َغرضوَ‬


‫َّ‬ ‫أسموب َإنشائيَ َغير‬
‫ٌَ‬ ‫ظُ َ‬ ‫قس َِ‬
‫وم َبو َوىو َا﵀‪َ ،‬فالممفو َ‬ ‫بالم َُ‬
‫ََ‬
‫الم َِ‬
‫خاطبَََ‬‫مير َ َُ‬
‫إليوَض َُ‬
‫ََ‬ ‫المقسومََبِو‪َ،‬وَقَدََأُ ََ‬
‫ضيف َ‬ ‫تعظيم َ ََ‬
‫َُ‬ ‫التّيديد‪َ،‬ومنوَالقيمةَاإلنجازّية َ‬
‫َِ‬
‫َبغرض َتأكيد َفعلَ‬ ‫الر َِ‬
‫سول َصمّى َا﵀ َعميو َوسمّم‬ ‫( َال َكاف َ)‪َِ َ ،‬‬
‫العائد َعمى َالمخاطَب َ َ‬

‫الَم َوالنَونَ‬
‫المؤ ّكدة َبال َّ‬ ‫َِ‬
‫َلفظة َ﴿ ‪َُ ﴾ ‬‬ ‫الحشر‪َ ،‬الّذي َتحقّق َفي‬

‫َِ‬
‫دينَداللةَ‬ ‫بينَمؤكَ‬
‫َُ‬ ‫ج َِع َ‬
‫لَ‬ ‫َِ‬
‫الحساب‪َُ َ،‬‬ ‫)َوىوَيوم َ‬
‫َُ‬ ‫الح َِ‬
‫شر َ‬ ‫ل َ( َ ََ‬
‫ظُ َأنَ َفع َ‬
‫المالح َ‬
‫ضعَفَة‪َ،‬و َُ‬
‫الم ّ‬
‫َُ‬
‫سويةَ‬
‫ف َبحشرىمَ َمعَالشَياطين‪َ،‬فالواوَالعاطفةََأَفادتَالتَ ّ‬ ‫َع َِ‬
‫ط ََ‬ ‫و‪َ،‬ثم َُ‬
‫قوع ّ‬ ‫ةَو َِ‬
‫حتميَ َُ‬
‫عمى َ ََ‬
‫تيجةَأنَساوىَا﵀َ‬
‫ََ‬ ‫ين‪َ،‬فكانتَالن‬
‫ّ‬ ‫ينَمَتَ َِ‬
‫ساوََي‬ ‫طمق َبينَأمر َُ‬ ‫معَالم َُ‬
‫َُ‬ ‫ََ‬
‫ومنوَالج‬ ‫بينَمعطوفين‪َ ،‬‬‫ََ‬
‫اَفيَح َِ‬
‫كمَ‬ ‫َُ‬ ‫بياَيوم َالحشر‪َ،‬إَْذ َ ُيصَبِحو‬
‫ََ‬ ‫تيَسََي َِ‬
‫حمَون َ‬ ‫ياطينَفيَالمنزلةَالّ ََ‬
‫ََ‬ ‫بينَالكفّ َِ‬
‫ار ََوال ّش‬
‫ور َفيَأمرَِه َ ََ‬
‫يوم َالحساب َ‪َ،-‬فماَيقعَعميوَينعكسَ‬ ‫ظُ ٌَ‬
‫يطانَمن َ‬
‫ََ‬ ‫َِ‬
‫باعتبار َالشَ‬‫المنظََرينَ‪َ -‬‬
‫َُ‬
‫َيحشرون َمع َال ّشياطين‪َ ،‬وىم َالمش ّككون َفي َإعادةَ‬
‫ص َنوع َالّذين َُ‬
‫َخصَ َ َ‬
‫عمييم‪َ ،‬كما ََ‬
‫البعث‪َ .‬‬

‫‪601‬‬
‫البعث‬ ‫شرَِك ََ‬
‫ينَ ََ‬ ‫ارَالم َِ‬
‫َُ‬ ‫ورَةَ"َ ََمرََيََمَ"ََََََ َِ‬
‫ح َك ََايةَإََِْن َك‬ ‫فيَس َ ِ‬ ‫ط َِ‬
‫ابَ َُ َ‬ ‫اوليَ َِ‬
‫ةَلمخ ََ‬ ‫يمَالتَد َُ‬ ‫َِ‬
‫اني‪َ:‬الق َُ‬ ‫لَالثَ‬
‫الفَص َُ‬
‫َ‬

‫ََوممفوظ ﴿ َ‪ ﴾َ َ َ َ َ ‬وصفيَ َتقريريَ َمعطوفََََ‬

‫امية َفيَإقرارَحضورَالمشركينَيومَالحساب‪َ،‬حيثَأفادتَََ‬
‫ماَقبموَ‪َ،‬قوتوَاإللز ّ‬
‫ّ‬ ‫عمىَ‬
‫شرَيتم َإحضاَُرىم‪َ ،‬فجاءتَلفظةَ( َاإلحضارَ)َ‬
‫ّ‬ ‫تيب َوالتّراخي‪َ ،‬ومنوَبعد َال ََ‬
‫ح‬ ‫(ََثُمَ َ) َالتّر ََ‬
‫حولَجينمَ‬
‫ّ‬ ‫الحضور َ‬
‫َُ‬ ‫بغرض َت َِ‬
‫أكيد َ‬ ‫َِ‬ ‫ونَالمضعَفة‪َ ،‬‬
‫َُ‬ ‫ىَبينَالالمَوالنَ‬
‫ّ‬ ‫محصورةَىيَاألخر‬
‫َُ‬
‫َالقضوي َيوحيَ‬
‫َّ‬ ‫ٍَ‬
‫معتدل‪َ ،‬فالمضمون‬ ‫َغير َ‬
‫َألن َجموسيم َُ‬
‫لمسقوط َفييا؛ ّ‬
‫َتؤىميم َ ّ‬
‫بوضعية ّ‬
‫ّ‬
‫يَالمتمثّلَفيَالتّرىيب‪َ َ.‬‬
‫إلىَتحقيقَالفعلَاإلنجازيَالتّأثير َّ‬

‫‪ََ َ ‬‬ ‫)َبممفوظ َتقريريَ َ ٍَ‬


‫مثبت َ﴿ َ‬ ‫ٍَ‬ ‫ِ‬
‫اجيةَالمخاطبَ( َا﵀ َ‬
‫وتََتَواصلَمو‬
‫َ‬

‫امية َفي َمو َِ‬


‫اجية َا﵀ َليم‪َ،‬‬ ‫َقوتو َاإللز ّ‬
‫‪ّ ،﴾َ َ َ َ َ َ َ َ َ ‬‬
‫بمعنىَالعطفَ‬
‫ََ‬ ‫ون ََتَراخي؛ َ‬
‫تيبَد ََ‬
‫َُ‬ ‫حقَو‪َ ،‬حيثَأفادتَ( ََثُمَ َ) َالتَر‬ ‫واعطاءَكلَ ََِذي ََ‬
‫َحقَ َ ََ‬
‫عُ َمن َكلَ ََِفرقة َمنيمَ‬‫َس َِ‬
‫ننزَ‬‫َفإننا ََ‬
‫أحضرناىم‪ّ ،‬‬
‫َسيحصل َلمن َحشرََناىم َو ََ‬
‫َُ‬ ‫الم َِ‬
‫باشر َلما‬‫َُ‬
‫فادىاَالتّأثيرَفيَالمتمقّيَ‬ ‫ونَالتّ َِ‬
‫وكيدَالثَقيمة‪ََ َ،‬م َُ‬ ‫عَ)َبالمَالتّ ِ‬
‫وكيدَ َوَُن َِ‬ ‫قائدىم‪َ،‬تأ ّكدَفعلَ(َالنزَِ‬
‫ةَالقصديةَمنَالفعلَاإلنجازيَوىيَالتّيويل‪َ .‬‬
‫ّ‬ ‫ومنوَتحقيقَالنّي‬
‫ّ‬

‫ٍَ‬
‫يَبأسموب َإنشائيََ‬‫َوممفوظَ﴿ َ َ‪َ ﴾َ َ َ َ َ ‬فعلَكالمَإنجاز‬

‫شدََ)َ‬
‫لَلفظةَ(ََأَ َ‬
‫دخ َُ‬
‫‪َ،‬ومنوَتَ َُ‬
‫َ‬ ‫ةَالسخرّيةَوَالتَ َِ‬
‫عجيز‬ ‫قوَتُوَاإلنجازّي ّ‬
‫استفياميَإنكاري‪ّ َ،‬‬
‫َّ‬ ‫طمبيَ‬
‫َّ‬
‫بصيغةَاالستفيامَ‬
‫ََ‬ ‫ياقَجاءَ‬
‫ََ‬ ‫الس‬ ‫الالَ َُمَتَََن ٍَ‬
‫اهَكونياَ َُوظَفََتَمعَا﵀‪ََُ،‬رغمَأنََ ّ‬ ‫الفُ َِ‬
‫جورَ َّ‬ ‫َِ‬
‫فيَمسألةَ َ‬
‫الرحمن َ) َلتحقيق َالتّيويل‪َ ،‬ومنو َعدمَ‬ ‫رن َ َِ‬
‫بمفظة َ( َ َّ‬ ‫اإلنكاري َالَتّعجيزي‪ّ َ ،‬إال َأنَ َوُ ََقُ ََ‬
‫استحقاقيمَلرحمةَا﵀َ‪َ .‬‬

‫َ‪ََََ‬‬ ‫ٍَ‬
‫مَبممفوظَتقريريََوصفيََ﴿‬ ‫بَمنَاألولىَبجين‬
‫ّ‬ ‫يبينَالمخاطَ‬
‫ّ‬

‫ظَُ‬
‫امية َفي َتأكيد َ َوتقرير َمصير َالعصاة‪َ ،‬فالممفو َ‬
‫َقوَتُو َاإللز ّ‬
‫‪ّ ،﴾َ َ َ َ َ ‬‬

‫‪601‬‬
‫البعث‬ ‫شرَِك ََ‬
‫ينَ ََ‬ ‫ارَالم َِ‬
‫َُ‬ ‫ورَةَ"َ ََمرََيََمَ"ََََََ َِ‬
‫ح َك ََايةَإََِْن َك‬ ‫فيَس َ ِ‬ ‫ط َِ‬
‫ابَ َُ َ‬ ‫اوليَ َِ‬
‫ةَلمخ ََ‬ ‫يمَالتَد َُ‬ ‫َِ‬
‫اني‪َ:‬الق َُ‬ ‫لَالثَ‬
‫الفَص َُ‬
‫َ‬

‫الَفيَمجممَِوَعمىَاإلثباتَ‬
‫َُ‬ ‫الد‬
‫حن َ) َ ّ‬
‫ب َإلىَضميرَ(َالنَ َُ‬ ‫عطفَبـَ(ََثُّم َ)َلمتّرتيب‪َ َ ،‬وَُن َِ‬
‫س ََ‬ ‫َُ‬
‫بيماتَ‬
‫الم ََ‬
‫َباب َ َُ‬ ‫وكيد‪َ ،‬وفي َىذا َالمقام ََأُ َِ‬
‫دخل َفي َِ‬ ‫بالم َالتّ َِ‬
‫رن َ َِ‬
‫َالسيما َوقد ََقُ ََ‬
‫ََ‬ ‫والتّقرير‪،‬‬
‫وَيعودَ َعمىَا﵀َتعالى‪َ َ ،‬وجاءتَلفظةَ(َ‬
‫ُ‬ ‫القُدرَِة ّ‬
‫‪َ،‬ألن‬ ‫وحيَإلىَالع َِ‬
‫ظمة َو َ‬‫ََ‬ ‫تيَتُ‬
‫المضمرةَالّ َ‬
‫جينمَ‬ ‫بالغة َفي َِ‬
‫َالع َِ‬
‫مم‪َ ،‬بالّذين َىم ََأَولى َبَِ ّ‬ ‫َالم َِ‬
‫الدالة َعمى َُ‬
‫َعمَم َ) َعمى َوزن َ( ََأََْف ََعل َ) َ ّ‬
‫أْ‬
‫ىَبجينََمَ‬
‫ّ‬ ‫منَ َُىمََأَ َْوَلَ‬
‫العطف‪َ،‬إلىَأنََ َْ‬ ‫القضويَ َو َبتَكر َِ‬
‫ارَ ََ‬ ‫َّ‬ ‫ضمونَ‬
‫َُ‬ ‫ََ‬
‫يوحيَالم‬ ‫ركاتِيا‪ََ،‬وعميوَ‬
‫ود َ‬‫ََ‬
‫صَمِيَاََأََئِ ََمةَالشَََي َِ‬
‫عَ َوقادتيم‪َ .‬‬ ‫َِ‬

‫َحق َفييم َالعذاب‪َ ،‬بممفوظََََََ‬


‫َموجو َإلى َالمشركين َالّذين ّ‬
‫ويتتالى َالتّيديد َبخطاب ّ‬
‫ي َال َُمثبت َالمعطوف َعمى َما َقبمو‪َ ،‬فائدتوَ‬
‫﴿ َ‪َ ﴾َ َ َ َ َ ‬الَتّقرير َّ‬

‫صر(َإِالَ)َالّتيَ‬
‫بأداةَالح َِ‬
‫ََ‬ ‫إلىَالنار‪َ،‬والمؤ ّكدةَ‬
‫ّ‬ ‫الح َِ‬
‫تميَةَ‬ ‫الوَُروَِدَ ََ‬ ‫ص َِ‬
‫فةَ َُ‬ ‫قَ َِ‬
‫ةَفيَتَحقي َِ‬
‫َ‬ ‫امي‬
‫اإللز ّ‬
‫يديد ََوحصول َماَبعدىا‪َ،‬وممفوظَ﴿ َ‪َ ﴾َ َ َ َ َ ‬تقريريََ‬
‫مفادىاَالتَ َُ‬
‫َُ‬

‫ضي ََوَِانتيى‪َ،‬والتّأكيدَ‬
‫األمر َفيياََقُ ََ‬
‫م؛َألن َ ََ‬
‫َّ‬ ‫رودَجين‬
‫ّ‬ ‫ةَو‬
‫امية َفيَحتميَ َُ‬
‫مثبت‪َ،‬فائدتوَاإللز ّ‬
‫ٌَ‬
‫نفسوَفكان‪َ،‬‬
‫ََ‬ ‫ألزمو َعمى َ‬
‫؛َباعتبارَأن َا﵀َ ََ‬
‫ّ‬ ‫ان َ)َولفظةَ( َ َحتْ ًما َ)‬
‫جاء َبالفعلَالماض َ( َ َك ََ‬
‫دتَالحتميةَالمسبقة‪َ َ.‬‬
‫ّ‬ ‫وَلفظةَ(َ ََمقضياَ)َالمضارعةَالدَالةَعمىَالماضَأ ّك‬

‫ويتواصلَاإلقرارَبتأكيدَالجزاءَالحاصلَلكالَالفئتينَالّذيَحقّقَمبدأَالجزاءَمنَ‬

‫جنسَالعمل‪َ،‬فممفوظ َ﴿ َ‪َ ﴾َ َ َ َ َ َ ‬تقريريَ َوصفيَمثبت َفائدتوَ‬

‫وَمضارعةَ‬
‫يغتُ َُ‬
‫ص َ‬ ‫اميةَفيَنجاةَمنَوعدىمَا﵀َبتقو َِ‬
‫اه‪َ،‬فاتَّقَوه‪َ،‬ففعلَالكالمَ(ََُنَن ّجيَ)َ َِ‬ ‫اإللز ّ‬
‫تمكَََن َِ‬
‫ةَمنيم‪َ،‬‬ ‫مةَفييمَوم ََ‬
‫َُ‬ ‫ىَح َِ‬
‫اص‬ ‫قو ََ‬
‫منَنََنجَييم‪َ،‬التَ ََ‬
‫صمتَفيَالماضيَبحكمَأنََ َُ‬
‫وَح ََ‬ ‫َوَِد َ‬
‫اللتُ ََ‬

‫معطوفَعمىَماَقبمو‪َ،‬‬
‫ٌَ‬ ‫مثبتَ‬
‫وممفوظَ﴿َ‪َ﴾ََََََََ‬وصفيََ ٌَ‬

‫تأكيدََ‬ ‫بوضعي ٍَة َمخزّية‪َ،‬وفعلَالكالمَ( َ ّ‬


‫جثيا َ) َ ٌَ‬ ‫ّ‬ ‫المينَالنارَ‬
‫ّ‬ ‫امية َفيَدخولَالظّ‬
‫قوتوَاإللز ّ‬
‫ّ‬

‫‪601‬‬
‫البعث‬ ‫شرَِك ََ‬
‫ينَ ََ‬ ‫ارَالم َِ‬
‫َُ‬ ‫ورَةَ"َ ََمرََيََمَ"ََََََ َِ‬
‫ح َك ََايةَإََِْن َك‬ ‫فيَس َ ِ‬ ‫ط َِ‬
‫ابَ َُ َ‬ ‫اوليَ َِ‬
‫ةَلمخ ََ‬ ‫يمَالتَد َُ‬ ‫َِ‬
‫اني‪َ:‬الق َُ‬ ‫لَالثَ‬
‫الفَص َُ‬
‫َ‬

‫تيَتؤىميمَ‬
‫ّ‬ ‫جينم َالّ‬
‫لَ ّ‬ ‫مبية‪َ ،‬وىيَال َِ‬
‫جثيَ َحو َ‬ ‫ألُولىَالسَ ّ‬ ‫َِ‬
‫عمىَنفس َالوضعيَةَا َ‬ ‫عمىَبقائيم َ‬
‫لمسقوطَفييا‪َ .‬‬
‫ّ‬

‫ٍَ‬
‫َبممفوظ َتقريريَ َمؤ ّكد َ﴿ َ‪ََ َ ‬‬ ‫َوتعنتيم‬
‫ّ‬ ‫َذكر َسبب َ َُكفرىم‬
‫ويَتََتَاَلَى َُ‬
‫ََ‬

‫َزمنَ‬
‫َالمشركين ََ‬
‫الوة َعمى َُ‬ ‫ق َ َِ‬
‫شرط َالتَ ََ‬ ‫امية َفي َتحقي َِ‬
‫َقوتوُ َاإللز ّ‬
‫‪ّ ،﴾َ َ َ َ ‬‬
‫من َُعيمَ‬
‫تيمَي ََ‬
‫‪َ،‬ولكنَتَعنَ ََ‬
‫َ‬ ‫دىَم ٌَ‬
‫وجود‬ ‫اليُ ََ‬
‫يقَ َ‬
‫ل َعمىَأنََطر ََ‬
‫الرسول‪َ،‬ىذاَالفعلَ( التّالوة )َيد َّ‬
‫َ‬

‫يقولون َعكس َما َيسمعون َويحاولون َتفنيده‪َ ،‬وممفوظ َ﴿‬


‫‪ََ َ ‬‬ ‫ََ‬ ‫من َذلك؛ َإَْذ َ‬

‫‪َ،‬قوَتُوَ‬
‫ي ّ‬ ‫ل َ ٍَ‬
‫كالم َإنجاز َّ‬ ‫‪َ َ ﴾َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ‬فع َُ‬

‫َحجاجا‪ََ ،‬فَ ََولَََدت َىذه َاألخيرة َحوًَاراََ‬


‫ً‬ ‫ساءَلَة؛ َباعتبارىا‬
‫الم ََ‬
‫اإلنجازّية َكشفت َعن َأىميَة َ َُ‬
‫بقََََََ‬
‫ساءَلَة َليم َعن َأيَيم َلو َالسَ َُ‬
‫َم ََ‬
‫ل َالّذين َكفروا َلمّذين َآمنوا َُ‬
‫فقَو َُ‬
‫طاب‪َ َ ،‬‬ ‫وىو َبدوره َ َِ‬
‫خ ََ‬
‫المقارََنة َبينيم َ َوبين َالمؤمنين‪َََََ،‬‬ ‫ار َفي َخم َِ‬
‫ق َ َُ‬ ‫ع َال َُكفَ َِ‬
‫سرَِ‬
‫َتَ َ‬
‫َمََدى َ‬ ‫َالم َِ‬
‫قام‪َ ،‬يدلَ َعمى ََ‬ ‫في ََ‬
‫لَ َِ‬
‫اآلخرة‪َ .‬‬ ‫اَنتائِ ََ‬
‫جياَفيَالدَنياَقب َ‬ ‫جمو َ‬ ‫تيَع َِ‬
‫الّ ََ‬

‫ل َأفعال َالكالم َاإلنجازّية َفي َشكل َِ‬


‫َعََب ٍَر َبأسموب َالخطاب َالمباشر‪َََََ،‬‬ ‫وتََتَواص َُ‬
‫َ‬

‫َ‪َ‬‬ ‫إلىَزمنَفرعونَوقارون‪َ،‬فجاءَالممفوظَفعلَكالمَإنجازيَمعطوفَعمىَماَقبموَ﴿‬

‫قوَتُو َاإلنجازّية‪َ ،‬في َالجوابَ‬


‫‪ّ َ ،َ ﴾َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ‬‬
‫َِ‬
‫اليالك‪َََََََ،‬‬ ‫خََب َِر َ‬
‫َتأكيد َ ََ‬
‫َُ‬ ‫َم َُ‬
‫فادىا‬ ‫َالخبريَة‪َ ،‬الّتي ََ‬
‫َسؤاليم َبـ َ( َ َكَْم َ) ََ‬
‫اليقيني َلمكفّار َعمى َُ‬
‫َبسبب ََِاقتران ََ‬
‫َالجوابَََََََ‬ ‫َِ‬ ‫الميَمَ ََ‬
‫كين َََقبميم‪،‬‬ ‫َوان َخرجت َعن َمعناىا َالسَطحي َإلى َِ‬
‫َعدد َ َُ‬
‫َحصولَِيمَََ‬
‫ل َمنكم َفي َُ‬ ‫المبيمة؛ َبمعنى َأىمكنا ََقُ ً‬
‫رونا َمن َقبم َُكم‪َ ،‬كانوا ََأَفض َ‬ ‫بـ َ( َ ََم َْ‬
‫ن َ) َ َُ‬
‫َالسياق‪َ ،‬التّأثير َعمى َالمتمقّيََ‬ ‫َِ‬
‫َالحال َفي َىذا ّ‬ ‫َالقصدية َلمقام‬
‫ّ‬ ‫النية‬
‫تاع َالدَنيا‪َ ،‬ف ّ‬
‫َم َِ‬
‫عمى ََ‬
‫عنَطريقَتحقيقَالعبرةَفيَىالكَاألوائل‪َ .‬‬

‫‪660‬‬
‫البعث‬ ‫شرَِك ََ‬
‫ينَ ََ‬ ‫ارَالم َِ‬
‫َُ‬ ‫ورَةَ"َ ََمرََيََمَ"ََََََ َِ‬
‫ح َك ََايةَإََِْن َك‬ ‫فيَس َ ِ‬ ‫ط َِ‬
‫ابَ َُ َ‬ ‫اوليَ َِ‬
‫ةَلمخ ََ‬ ‫يمَالتَد َُ‬ ‫َِ‬
‫اني‪َ:‬الق َُ‬ ‫لَالثَ‬
‫الفَص َُ‬
‫َ‬

‫ي‪ََََ،‬‬
‫َالسابقة َفي َفعل َالكالم َاإلنجاز َّ‬
‫َالقصدية ّ‬
‫ّ‬ ‫سَتَ َِمرَ َالعبر َبنفس َالتّأثير َوب ّ‬
‫النّية‬ ‫وتَ َْ‬
‫َ‬

‫قوَتُوَاإلنجازّية‪َ ،‬فيَتحقيقَ‬
‫﴿ َ‪ّ َ،﴾َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ‬‬
‫لَ)‪َ،‬‬
‫األمرَ(ََُق َْ‬ ‫أكيدَ َِ‬
‫بفعلَ َِ‬ ‫يقين‪َ،‬لذلكَجاءَالتّ َُ‬
‫ََ‬ ‫تساؤليمَعنَالفر‬
‫)؛َوىذاَجوابَ َُ‬
‫لَ َ‬ ‫َِ‬
‫األمرَ(ََُق َْ‬
‫‪َ،‬ومعَذلكَفا﵀َُ‬
‫َ‬ ‫الماض َ( َكان َ)‪َ،‬بمعنىَالضَالل َةُ َفييمََقَ َائِمةَمنَُذ َ ٍَ‬
‫زمن‬ ‫ثبت َ َِ‬
‫بزمن َ ََ‬ ‫الم َُ‬ ‫َو َُ‬
‫َمطمقًاَ‬
‫جاءتَمفعوًال َُ‬
‫ََ‬ ‫منيمَو‬
‫َ‬ ‫ٍَ‬
‫ونَطمبَ‬ ‫فيَس ٍَ‬
‫يولةََتَامَةَ(َ ََمداَ)؛َأيََُد‬ ‫زقَ َُ‬ ‫طَالر ََ‬
‫س َ‬ ‫ََي َْمَُددَ َوََيَْب َُ‬
‫َالخيرَ‬
‫يدىم َمن ََ‬ ‫َِ‬
‫العذاب َالدَنََيوي؛ َإَْذ َََيز َُ‬ ‫من َ‬
‫عٌ َ ََ‬
‫اء‪َ ،‬وىذا َنوَ‬ ‫ط َِ‬ ‫َِداللة َعمى َطول َ َُمدََِة َ ََ‬
‫الع ََ‬
‫المثبتََ‬
‫َُ‬ ‫يَ‬ ‫ظُ َالتّقرير َّ‬
‫عث‪َ،‬والممفو َ‬ ‫الب َِ‬
‫عمييمَيوم َ ََ‬
‫ََ‬ ‫الحجَ َِة َ‬ ‫َ‪َ،‬بنية َ َِ‬
‫إقامة َ َُ‬ ‫ّ‬ ‫ًَ‬
‫اَوظالال‬ ‫اَكفر‬
‫ليزدادو ًَ‬

‫َ‪ََ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ‬‬ ‫﴿‬

‫َِ‬
‫ةَفيَحصولَ‬ ‫امي‬
‫توُ َاإللز ّ‬
‫‪َ،‬قو َ‬
‫اَعمىَالممفوظَالسابق ّ‬
‫ّ‬ ‫‪َ ﴾َ َ َ ‬جاءَمعطوَفً‬

‫نحطَة‪َ َ ،‬فـ َ﴿ َ‪َ َ ﴾َ ‬حقّقت َ َِ‬


‫الغاية َوالحدََ‬ ‫مكانتِيم َُ‬
‫َالم ََ‬ ‫َبضعفيم َ َو َ‬ ‫الجز َِ‬
‫اء َواالعتراف ََ‬

‫َِ‬
‫َلمعذابَ‬ ‫ؤيتُيم‬
‫َر َ‬‫َثم َُ‬ ‫الن َِ‬
‫عم َعمى َال َُكفّار ّ‬ ‫َمدَ َ َ‬
‫َتعقيبا َعمى ََ‬
‫ً‬ ‫األقصى َفي َفعل َالقول‪َ ،‬لتكون‬
‫ََ‬

‫عذابيمَ‬
‫ـَ(َفإماَ)َأفادتَالتّخييرَفيَ ََ‬
‫ّ‬ ‫ياناَوىذا َمعنىَ﴿ َ‪َ﴾ََ َ َ ‬ف‬
‫ع ً‬‫ََ‬

‫ل َبيم‪َ ،‬لذلكَ‬
‫َيحدََُد َما َيفع َُ‬
‫األمر َعند َا﵀‪َ ،‬فيو َالّذي َُ‬
‫الدنيوي َأو َاألخروي َوىنا َتوقَف َ َُ‬
‫ّ‬
‫قاموَ‬
‫َم َُ‬
‫َمن ََ‬ ‫ٍَ‬
‫َإيقان‪ََ ،‬‬ ‫ون َأَي‬
‫وقن ََ‬
‫َسي َُ‬
‫ون‪َُ ،‬‬
‫وعد َُ‬
‫َي َُ‬
‫َرو َما َكانوا َُ‬
‫بيمة‪َ َ ،‬ومتى َََأَ‬
‫َم ََ‬
‫جاءت َالصَيغة َُ‬
‫ضعف‪َ .‬‬
‫تباعوََوَأَعوَُانوََأَ ََ‬
‫ىَمنَاآلخرَومنَأَ َُ‬
‫ََ‬ ‫َأَ ََ‬
‫دن‬

‫َ‪ََ َ ‬‬ ‫مثبت َمؤ ّكٍَد َ﴿‬


‫يَا﵀َعمىَعبادهَالميتدينَبممفوظ َتقريريَ َ ٍَ‬
‫ٍَ‬ ‫َيَثَْنِ‬
‫ُ‬

‫لَََ‬
‫اليدىَعمىَالمؤمنين‪َ،‬فالفع َُ‬
‫َُ‬ ‫ارَالثَ َِ‬
‫باتََو‬ ‫اميةَفيَإقر َِ‬
‫قوَتُوَاإللز ّ‬
‫‪ّ ََ،﴾ََََََ‬‬
‫يادةُ َال ِي َد َاية َمن َا﵀‪َ،‬‬
‫المواصمة‪َ ،‬ومنو ََِز َ‬ ‫عٌ َدالَ َعمى َِ‬
‫َاالستمرَِ‬
‫ارّية ََو َُ‬ ‫( َََي ِز ُ‬
‫يد َ) َمضارَ‬

‫‪666‬‬
‫البعث‬ ‫شرَِك ََ‬
‫ينَ ََ‬ ‫ارَالم َِ‬
‫َُ‬ ‫ورَةَ"َ ََمرََيََمَ"ََََََ َِ‬
‫ح َك ََايةَإََِْن َك‬ ‫فيَس َ ِ‬ ‫ط َِ‬
‫ابَ َُ َ‬ ‫اوليَ َِ‬
‫ةَلمخ ََ‬ ‫يمَالتَد َُ‬ ‫َِ‬
‫اني‪َ:‬الق َُ‬ ‫لَالثَ‬
‫الفَص َُ‬
‫َ‬

‫مح َِ‬
‫سنات‪َ ،‬وجاءت َلفظةََََ‬ ‫ضاعف َل ََ‬
‫ل ََتَ َُ‬
‫دين‪َ ،‬فيحص َُ‬
‫يتَ ََ‬
‫الم َ‬
‫الحين َ َُ‬ ‫ضاعفتيا َ َِ‬
‫لعباده َالصَ ََ‬ ‫َوَُم ََ‬
‫ةَفيَاليُدى‪َ .‬‬
‫َ‬ ‫َمطمقًا‪ََِ،‬داللةَىيَاألخرىَعمىَدوامَ َِ‬
‫االستم اررّي‬ ‫(َى َدىَ)َمفعوًال َُ‬
‫ُ‬

‫َوممفوظ َ﴿ َ‪َ﴾َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ‬‬

‫معطوفَعمىَماقبموَلتبيانَفائدةَاليدىَالمتجميةَفيَاألعمالَالصَالحة‪َ،‬‬
‫ّ‬ ‫تقريريَ َمؤ ّكٌَد َ‬
‫فييَخيرَمرد‪َ،‬‬
‫ّ‬ ‫أفضميتياَعمىَفاعمياَ‬ ‫َِ‬
‫عندَا﵀‪َ،‬و ّ‬ ‫ةَبقاءَاألعمالَالصالحةَ‬
‫ّ‬ ‫امي‬
‫فائدتوَاإللز ّ‬
‫أفعالَكالمَسيدنا َ" َزكرّياء َ"َفيَقولو‪َ ﴿:‬‬
‫ّ‬ ‫طابق َسياق َ‬ ‫وسياقَأفعالَالكالمََُيوَِاف َُ‬
‫ق َ َوَُي َُ‬

‫‪.﴾     ‬‬

‫طمبيَ‬
‫َإنشائي َ َّ‬
‫َّ‬ ‫ي‪َ ،‬في َأسموب‬
‫َالقصدي َبفعل َالكالم َاإلنجاز َّ‬
‫ّ‬ ‫ويتواصل َالتّأثير‬
‫َلقصة َىذا َالكافر َبأنعم َا﵀ََََََََََ‬
‫ّ‬ ‫قوتو َاإلنجازّية َفي َلفت َاالنتباه‬
‫بصيغة َاالستفيام‪ّ َ ،‬‬
‫أيت َ)َ‬
‫ل َ(َََر ََ‬
‫﴿ َ‪َ ،َ ﴾ََ َ َ َ َ َ َ َ َ ‬ففع َُ‬

‫قص َِة َىذاَال َكافر‪َ،‬وَِمنَ‬


‫عجبَمنَ ّ‬ ‫عقيب ََوىمز َِ‬
‫ةَاالستفيام‪َ ،‬يوحيَإلىَالتّ ّ‬ ‫المقترن َبفاءَالتّ َِ‬
‫صيانِو‪َ .‬‬ ‫لدَر َِ‬
‫غمَع َ‬ ‫الو َُ‬
‫الَو ََ‬
‫الم َ‬‫تيانِوَ ََ‬
‫ةَتَعنََتِ َِوَ ّأنوََأَكَََدَعمىََإِ َ‬ ‫َِ‬
‫شدَ َ‬

‫ي َ﴿ َ‪ََ َ َ ‬‬


‫عجبيَبفعلَكالمَإنجاز َّ‬
‫ويستمر َاالستفيامَاإلنكاريَالتّ ّ‬
‫ّ‬

‫قميلَََ‬ ‫اب َ َِ‬


‫االستيزائيَ َمفاده َالتَ َِ‬ ‫الجو َِ‬
‫قوتو َاإلنجازّية َفي َ ََ‬
‫‪ّ َ ،﴾َ َ َ َ َ ‬‬
‫قاصرََ‬ ‫َِ‬
‫بالغةَداللةَعمىَأنََالمتمفّظَ ٌَ‬‫بصيغةَالم‬
‫َُ‬ ‫حدَي‪َ،‬فجاءتَلفظةَ(ََأَطََمَ ََعَ)َ‬ ‫منَم َِ‬
‫قامَالتَ ََ‬ ‫ََ‬
‫أن‪َ،‬وَِممَاَزادَ‬ ‫يبَ)َلمتّعجيز‪َ،‬ومنوَالتَ َِ‬
‫قميل َمنَالشَ َِ‬ ‫الغ َِ‬
‫؛َألنَالمَفظةََقَُِرنتَبـَ(َ ََ‬
‫ع َّماَي ّدعيو ّ‬
‫سويةَبينَالشَ ََيئ َِ‬
‫ين‪َ،‬‬ ‫طَُ ّإالَلمتَ ََ‬
‫توسَ َ‬
‫ياَالَتَ ََ‬
‫َ‬ ‫فيدَََبالغياَ ّأن‬
‫تيَتُ َُ‬ ‫خَيِ َُ‬
‫يرَبـََ(ََأََْمَ)‪َ،‬الّ َ‬ ‫قامَ َِ‬
‫حدَةَالتَ ََ‬ ‫الم ََ‬
‫ََ‬
‫أمرَ‬ ‫َالغ َِ‬
‫يب َ ٌَ‬ ‫العُ َعمى ََ‬
‫طّ َ‬‫ل َاإل َ‬
‫َفاألو َُ‬
‫َ‬ ‫َِ‬
‫َتأكيدىا‪،‬‬ ‫اد َمن‬
‫ي‪َ ،‬ىذا َما َزََ‬ ‫مر ََتَ َِ‬
‫عجيز َّ‬ ‫َوَِك َُ‬
‫الىما َاأل َُ‬
‫ألُ َِ‬
‫مورَ‬ ‫َمن َا َ‬
‫عند َا﵀‪َ ،‬وىذا َ َكذلك ََ‬ ‫الع َِ‬
‫يد َ ََ‬ ‫َإال َا﵀‪َ ،‬والثّاني َاتّخاَُذ َ ََ‬
‫عممو ّ‬
‫َي َُ‬
‫ل‪َ ،‬فال ََ‬
‫مستحي ٌَ‬

‫‪661‬‬
‫البعث‬ ‫شرَِك ََ‬
‫ينَ ََ‬ ‫ارَالم َِ‬
‫َُ‬ ‫ورَةَ"َ ََمرََيََمَ"ََََََ َِ‬
‫ح َك ََايةَإََِْن َك‬ ‫فيَس َ ِ‬ ‫ط َِ‬
‫ابَ َُ َ‬ ‫اوليَ َِ‬
‫ةَلمخ ََ‬ ‫يمَالتَد َُ‬ ‫َِ‬
‫اني‪َ:‬الق َُ‬ ‫لَالثَ‬
‫الفَص َُ‬
‫َ‬

‫عََدَ‬
‫ذاَو ََ‬ ‫َِ‬
‫بعباده‪ََ ،‬وا ََ‬‫حيم َ‬ ‫حمنَ) ََِداللةَعمىَأنَ َ َ‬
‫ا﵀َ َََر ٌَ‬ ‫يد َ َِباسمَ(َ َ‬
‫الر ََ‬ ‫الع َُ‬ ‫ستَحيَمَة‪َ،‬وقدَقَُِرََ‬
‫ن َ ََ‬ ‫الم َ‬
‫َُ‬
‫منَيَتَخَُذَ‬ ‫ح َِ‬
‫كمَأنََ ََ‬ ‫قَبَِ َُ‬
‫ضَفيَالسَيا َِ‬
‫لذلكَالَنجدَالتَناَقُ ََ‬
‫َُ‬ ‫القصدَلمَيكنَىذا‪َ،‬‬
‫ََ‬ ‫أعطى‪َ َ،‬ولكنََ‬
‫(الرحمة َ)َ‬
‫امره‪َ ،‬لذلك َجاءت َلفظ َةُ َ ّ‬ ‫اال َِ‬
‫متثال َألو َِ‬ ‫تو َو َِ‬
‫َطاع َِ‬
‫يد َيكون َفي ََ‬
‫َالع ََ‬
‫الرحمن ََ‬
‫عند َ َ‬
‫كان َِة‪َ .‬‬
‫الم ََ‬
‫منَ ََ‬ ‫تأكيداَعمىَالتّ َِ‬
‫قميلَ ََ‬ ‫ً‬

‫المثبت َ﴿ َ‪َ ﴾َ َ َ َ َ َ َ َ ‬أفادتَتفنيدَََ‬


‫َُ‬ ‫ظُ َالتّقريريَ َ‬
‫أماَالممفو َ‬
‫ّ‬
‫دع‪َ،‬‬
‫الر َِ‬ ‫الز َِ‬
‫جر ََو َ‬ ‫أكيد َبـَ(َ َكالَ َ) َقصد َ َ‬
‫فجاء َالتّ َُ‬
‫امية‪ََ َ ،‬‬
‫عاهَىذاَالكافرَبحكمَقوتوَاإللز ّ‬
‫ّ‬ ‫ماَاد‬
‫ّ‬
‫‪ََ ‬‬ ‫ىَمنو‪َ،‬ولكنَرغمَىذاَ﴿‬
‫َُ‬ ‫ةَتُ ََ‬
‫رج‬ ‫ل َ َِ‬
‫الَصحَ َ‬ ‫بق َباط ٌَ‬
‫ذيَس ََ‬
‫ََ‬ ‫ل َالّ‬
‫القَو َ‬
‫فادىاَأنَ َ َ‬
‫ََم َُ‬

‫ل َعمى َاستم اررّيةَ‬ ‫سين َِ‬


‫َاالستقبال َدا َّ‬ ‫ق ََبِ َِ‬
‫عٌ َ َُمتعمَ ٌَ‬
‫ل َ﴿ َ‪َُ َ ﴾َ ‬مضارَ‬
‫‪َ َ ،َ ﴾َ ‬وفع َُ‬

‫قام َ َِ‬
‫ضدََهُ‪ََ،‬تُحدََُدَ‬ ‫حجةََتُ َُ‬
‫الموَ ّ‬
‫ل َعنو‪َ،‬ومنوَ َك َُ‬ ‫يرَع َِ‬
‫اد ٍَ‬ ‫غ ََ‬‫عجبَمنَكالمَالكافر؛َإذَىوَ ََ‬
‫التّ ّ‬
‫َ‬
‫اءَو َِ‬
‫العَقَاب‪َ .‬‬ ‫الجز َ‬
‫عَ ََ‬
‫ََنوََ‬

‫َ‪َ‬‬ ‫َبممفوظ َتقريريَ َوصفيَ َ ٍَ‬


‫مثبت َ﴿ َ‪َ ‬‬ ‫ٍَ‬ ‫َويعطف َالقول َعمى َماقبمو‬

‫(َمداَ)ََ‬
‫لَ َ‬‫ألن َالفع َُ‬
‫اميةَفيَبسطَالعذابَواستم اررّيتو؛ َ ّ‬
‫قوتوَاإللز ّ‬
‫‪ّ َ ﴾َ َ َ َ ‬‬
‫ةَمد َالعذابَبحكمَكتابةَماَقالوَعنَالمالَوالولد‪َ،‬‬
‫َمطمقًا‪َ ،‬عكسَاستم اررّي ّ‬
‫مفعوًال َُ‬
‫جاءَ َُ‬
‫الولد‪ََُ،‬رغمَ‬
‫لََو ََ‬
‫أعطاهَُالما َ‬
‫َ‬ ‫ا﵀َ‬
‫ضويَيوحيَإلىَأنََ ََ‬ ‫َُ‬ ‫القَ‬
‫ونَ َ‬ ‫المضم َُ‬
‫َُ‬ ‫فأصبحَذلكَعذاباَلو‪َ ،‬و‬

‫فةَالعَذابََلَ َوُ‪َ .‬‬


‫ََ‬ ‫ض ََ‬
‫اع‬ ‫ىَإلقام َِةَ َُ‬
‫الحجَةََِعميو‪َ َ،‬وَُم ََ‬ ‫ََ‬ ‫و‪َ،‬الَلشيءَ َِ‬
‫سََو‬ ‫ٍَ‬ ‫غيانِ‬
‫طُ َ‬‫َتَ ََعنََتِ َِوَ َو َ‬

‫َ‪ََ َ ‬‬ ‫مثبت َمؤ ّكٍَد َ﴿‬


‫بممفوظ َتقريريَ َ ٍَ‬
‫ٍَ‬ ‫ويستمر َالعطف َعمى َما َسبق َ‬
‫ّ‬

‫َ‪ََ ‬‬ ‫حدي‪َ،‬وفعلَالكالم َ﴿‬


‫قاب َنتيجةَالتّ ّ‬ ‫ق َ َِ‬
‫الع َِ‬ ‫فيَتَ َِ‬
‫حقي َِ‬ ‫قوَتُوَ َ‬
‫‪ّ َ،﴾َ َ َ ‬‬

‫َالسابق‪َ ،‬ومنو َالتّأثير َفي َالمتمَقّي‪َ ،‬وقدَ‬


‫‪َ ﴾َ ‬يد ّل َعمى َوقوع َاليالك َبسبب َقولو ّ‬

‫‪661‬‬
‫البعث‬ ‫شرَِك ََ‬
‫ينَ ََ‬ ‫ارَالم َِ‬
‫َُ‬ ‫ورَةَ"َ ََمرََيََمَ"ََََََ َِ‬
‫ح َك ََايةَإََِْن َك‬ ‫فيَس َ ِ‬ ‫ط َِ‬
‫ابَ َُ َ‬ ‫اوليَ َِ‬
‫ةَلمخ ََ‬ ‫يمَالتَد َُ‬ ‫َِ‬
‫اني‪َ:‬الق َُ‬ ‫لَالثَ‬
‫الفَص َُ‬
‫َ‬

‫ُع ِطف َالفعل َالكالمي َبتيديد َفي َممفوظ َ﴿ َ‪َ ،﴾َ َ ‬ومنو َإَِ َُ‬
‫تيانو َالَُبدَ َمنوَ‬

‫درةَعمىَ‬
‫ىَالقُ ََ‬‫عمىَالمتكمََِم َوىوَا﵀؛ َ ََ‬
‫بمعن َ‬ ‫َُ‬ ‫معيَالع َائَُِد َ‬
‫ََ‬ ‫بض َِ‬
‫مير َ( َََنا َ)َ ََ‬
‫الج‬ ‫تباط َ َِ‬
‫الفعل َ ََ‬ ‫َِ‬
‫الر َِ‬
‫القَضوي َلفعل َالكالمَ‬
‫ضمون َ َ‬
‫َُ‬ ‫اإلتيان‪َ َ َ َ َ ،‬وَأَيَ َإَِ ََتي ٍَ‬
‫ان َ ََىَذا!‪ّ َ ،‬إنو َفردي‪َ ،‬وعميو َ ََ‬
‫الم‬ ‫َِ‬
‫سائِ َ‬
‫لَالقُّوةَ‬‫جرٌَد َ َِمنَ َُكلَ َ ََو َ‬ ‫ل َعمىَالضَ َِ‬
‫عف؛ َألنَ َوَُ َُم َ‬ ‫الفَرَِدّي ََ‬
‫ةَدلي ٌَ‬ ‫التّأثيري‪ََُ،‬يوحيَ َََإلىَأنََ َ‬
‫يامة‪َ .‬‬‫َيومَ َِ‬
‫الق ََ‬ ‫الَيكونَ ّإال ََ‬
‫َُ‬ ‫وىذاَاألمرَ‬
‫ٌَ‬ ‫َِ‬
‫حتماء‪َََََ،‬‬‫واال‬

‫أ ‪ /‬المشابهة مع القصص السابقة‪:‬‬

‫سيدناَََ‬
‫ألُوَلَىَمعَ ّ‬
‫عنى‪َ،‬فا َ‬
‫الم ََ‬
‫بنفس َ ََ‬ ‫الثَم َّاَر ٍَ‬
‫ت َ َو َِ‬ ‫ََ‬ ‫ورةََثَ‬ ‫َِ‬
‫فيَىذهَالسَ ََ‬ ‫الخم َِ‬
‫قَ‬ ‫رتَآي َةُ َ ََ‬
‫ََ‬ ‫َُذ َِك‬

‫﴿َ‪َ﴾َََََََََ‬‬
‫عميوَالسالمََفيَقولوَ‪ َ:‬‬
‫ّ‬ ‫"َزكرّياءَ"َ‬

‫عميياَالسالمََ‬
‫ّ‬ ‫السّيدة َ" َمريم َ"َ‬
‫انيةَمع َ ّ‬ ‫الع َِ‬
‫دم‪َ،‬والثّ ََ‬ ‫شرةَأنَ َوَُ َِم ََ‬
‫ن َ ََ‬ ‫فيياَبالخم َِ‬
‫ق َ َُمبا َ‬ ‫ََ‬ ‫حَ‬
‫وقدَصَرََ‬
‫َُ‬

‫فيَقولوَتعالى‪َ،﴾ََََََََََََََ﴿َ:‬وىناَ‬

‫َِ‬
‫فيَإنكارَ‬ ‫العََدم‪ََ ،‬والثّالث َةُ َ‬
‫من َ ََ‬ ‫ع ٍَ‬
‫ام َ ََ‬ ‫اإلنسان َ ٍ‬
‫بشكلَ َ ََ‬ ‫َِ‬ ‫خمق َ‬
‫عناهَُ َُ‬
‫‪َ،‬ولكنَم َ‬
‫ََ‬ ‫الخم َِ‬
‫ق‬ ‫ظُ َ ََ‬ ‫أَُ َِ‬
‫ضم ََر َلف َ‬

‫﴾‬
‫َ‪َ، ََ َ َ َ َ َ َ َ َ ‬‬ ‫البعثَفيَقولو‪﴿َ :‬‬
‫شركين َ ََ‬
‫ََ‬ ‫َُ‬
‫الم‬

‫لََََََََََ‬ ‫عناهُ‪َ ،‬وىو َِ‬


‫َالفع َُ‬ ‫فيََُم َ ََم َ‬
‫َي َ‬
‫َبما َُ‬
‫ير َإليو ََ‬ ‫ق َكذلك َوأَُ َِ‬
‫ش ََ‬ ‫َواآلية َىنا َأَُ َِ‬
‫ضم ََر َفييا ََلَفظََُالخم َِ‬
‫َباَلََُناَ‬ ‫ن َعمى َِ‬
‫َا﵀‪َ ،‬فما ََ‬ ‫الخمق َ ََىيَ ٌَ‬
‫الفائدَةُ َىي َأنَ َ ََ‬
‫ل‪َ ،‬و ََ‬ ‫لمخم َِ‬
‫ق َ َك َُك َّ‬ ‫وىذَِه َ َِ‬
‫صَفَ َةٌ َ ََ‬ ‫ج َ)‪َِ َ ،‬‬
‫ُخََرَُ‬
‫( َأ َْ‬
‫الب َْع َِ‬
‫ث‪َ .‬‬ ‫َبِ ََ‬

‫الس ّيدة‬
‫سيدنا " زكرّياء " و ّ‬
‫ب ‪ /‬المفارقة بين قصة إنكار المشركين البعث مع ّ‬
‫السالم‪:‬‬
‫" مريم " عميهما ّ‬

‫نَع َِ‬
‫باده‪َ،‬‬‫اء َ َِم َِ‬
‫ش َُ‬
‫نَي َ‬ ‫عائِ َِيم‪َ،‬ألنَ َوُ َََي َيَ َُ‬
‫ب َ ََم ََ‬ ‫من َ ُد َ‬
‫ل َ َْ‬
‫فض َ‬
‫الحين ََأَ ََ‬
‫عبادَهَُالصَ ََ‬
‫ىَا﵀ُ َ ََ‬
‫َأَعطََ َ‬
‫نَصمَبِ َِوَ‬ ‫ا﵀َُِا ًبن َِ‬
‫اَم َُ‬ ‫اهَُ َ‬
‫طَ‬ ‫‪َ،‬فأع ََ‬
‫لي َْ‬ ‫الو ّ‬ ‫َِ‬
‫منَا﵀َ ََ‬ ‫مبَ‬
‫ط ََ‬
‫عميوَالسالمَ ََ‬
‫ّ‬ ‫سيدناَ"َزكرّياءَ"َ‬
‫ففيَحالةَ ّ‬

‫‪661‬‬
‫البعث‬ ‫شرَِك ََ‬
‫ينَ ََ‬ ‫ارَالم َِ‬
‫َُ‬ ‫ورَةَ"َ ََمرََيََمَ"ََََََ َِ‬
‫ح َك ََايةَإََِْن َك‬ ‫فيَس َ ِ‬ ‫ط َِ‬
‫ابَ َُ َ‬ ‫اوليَ َِ‬
‫ةَلمخ ََ‬ ‫يمَالتَد َُ‬ ‫َِ‬
‫اني‪َ:‬الق َُ‬ ‫لَالثَ‬
‫الفَص َُ‬
‫َ‬

‫نيَا َوب ٍَ‬


‫رحمةَََََ‬ ‫مب َ َِم َ‬
‫ط ٍَ‬ ‫َالسالم‪َ َ ،‬وَبِ َِ‬
‫دون َ ََ‬ ‫السّيدة َ" َمريم َ" َعمييا ّ‬
‫ان َ َوليَا ََلَ َو‪َ ،‬وفي َ ِ‬
‫َحاَلَ َة َ ّ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫وَك ََ َ‬
‫السّيدةََََََََ‬
‫َالسالم ََو ّ‬
‫سيدنا َ" َزكرّياء َ" َعميو ّ‬
‫مبيَا‪َ ،‬فكلَ َمن َ ّ‬
‫َص َ‬‫بن َمن َُ‬ ‫اندىا َِ‬
‫َبا ٍَ‬ ‫س ََ‬‫من َا﵀ َ ََ‬
‫ََ‬
‫َي ْد ُع َوا ََبِو‪َ ،‬ولكن َىذه َاآليةََََََ‬
‫َا﵀ُ َما َلم َ‬
‫فوََىََب َيُما َ‬
‫َصالحين‪ََ َ ،‬‬
‫َالسالم َ َك ََانا ََ‬
‫" َمريم َ" َعمييا ّ‬
‫لَ‬
‫ج َُ‬
‫ابقةَليا‪َ،‬فيذاَالرَُ‬
‫َ‬ ‫عنىَاآلياتَالسَ‬
‫ََ‬ ‫﴿ َ‪َ َ ،﴾َ َ َ َ َ َ ‬ع َك َس ََ‬
‫تَم‬

‫الولد‪َ،‬‬
‫ل ََو ََ‬ ‫جبر َعمى َإعطائِ ِو َ ََ‬
‫الما َ‬ ‫ا﵀َ َ َُم ََ‬
‫َيََرى َأنَ َ َ‬
‫َىذا ََ‬
‫األكثر َمن ََ‬ ‫نعَِم َ َِ‬
‫ا﵀ َعميو‪ََ ،‬و َُ‬ ‫فر ََبِأَ َُ‬
‫َك ََ‬
‫ساَبَِِق َِ‬
‫يو‪َ .‬‬ ‫لَ ََ‬
‫ذاباَالَرحم َةًَمث َ‬
‫ع ًَ‬‫لوَُ ََ‬
‫فكاناَ َ‬
‫ََ‬

‫فرَ‬ ‫منَآي َِة َ﴿ َ‪ ﴾َ َ َ َ َ َ َ ‬وىما‪َّ َ :‬‬
‫أن َلم َُك َِ‬ ‫ََ‬ ‫وىناكَفائدتان َ‬

‫الحقََ‬ ‫لمخ َِ‬


‫ير َو ََ‬ ‫ون َ ََ‬
‫دع ََ‬
‫َي َُ‬
‫نبياء ََ‬
‫ك ََأَ ََ‬
‫مثمما َىنا َ‬
‫فر‪ََ َ ،‬‬ ‫الب َِ‬
‫اطل َوال َُك َِ‬ ‫اةٌ َلمشَرَ ََو ََ‬
‫عَ‬ ‫َوَأََئِ ََمة َُ‬
‫َود ََ‬ ‫َُزعماء َ‬
‫ود َُىمَ‬
‫يقُ َُ‬
‫دعوىمَ َو َ‬
‫يم َََي َُ‬
‫ع ٌَ‬ ‫احٍَد ََ‬
‫‪َ،‬زَِ‬ ‫عمىَريٍَ َََو َِ‬
‫َََْأ‬ ‫المتََِفَِق ََ‬
‫ين َ‬ ‫اع َو َُ‬
‫ألَ ََتب َِ‬
‫ق َا َ‬ ‫يمان‪َ،‬فكلَ ََِفرَقَ ٍَة َ َِم َِ‬
‫نَفََر َِ‬ ‫َو َِ‬
‫اإل ََ‬
‫َالكالمية َاإلنجازّية‪َََََ،‬‬
‫ّ‬ ‫َمن َِ‬
‫َخالل َاألفعال‬ ‫َلرسوَلِو َال َكريم َِ‬ ‫ويأْتَ ِم ُر َ ََ‬
‫عمي َِيم‪َ ،‬كما ََُيؤكََُد َا﵀ ََ‬ ‫َ‬
‫وَوعَمَي َِيم‪َ .‬‬
‫فس َ‬‫مىَن َِ‬
‫ع ََ‬ ‫اىدَ ََ‬
‫ش َُ‬‫عيمَ َ‬
‫نيمَز ٌَ‬ ‫َفرَقَ َِ‬
‫ةَم ََ‬ ‫عَُ َِمنَ َُك ّل َِ‬‫كَسََن َِ‬
‫نزَ‬ ‫ض ََ‬ ‫تيَتُ َِ‬
‫عار َُ‬ ‫بائِ َ‬
‫لَالّ َ‬ ‫القَ َ‬
‫أنََ َ‬

‫‪661‬‬
‫عمىَََأصناميمَ‬ ‫ينَبندم َِ‬
‫يمَ ََ‬ ‫الم َِ‬
‫شرك ََ‬ ‫فيَسورةَ"َ ََمرََيََمَ"َََإَِنَذ َُ‬
‫ارَ َُ‬ ‫طابَ َُ‬ ‫داوليَ َِ‬
‫ةَلمخ َِ‬ ‫َِ‬
‫اني‪َ:‬القََيَُمَالتَ َُ‬‫لَالثّ‬
‫الفَص َُ‬
‫َ‬

‫ََ‪ -7‬إنذار المشركين بندمهم عمى الصنام التي اعتزوا بها‪ :‬من اآلية ( ‪) 18‬‬
‫إلى ( ‪) 18‬‬

‫ص َبإنذار َالمشركين َعمى َأصناميم‪َ ،‬الّتي َعكفوا َعمييا َبممفوظَ‬


‫ص َُ‬
‫َالقَ ََ‬
‫ويَتََتَ ََابع َ‬
‫ََ‬

‫قوَتُو َاإللزاميَة َفي َإصر َِ‬


‫ارَ‬ ‫ي َمثبت َ﴿ َ‪ّ َ ،﴾َ َ َ َ َ َ َ َ ‬‬
‫تقرير َّ‬

‫بدَِةَ‬
‫َع ََ‬ ‫َلفظة َ( ََِاتَخَُذوا َ) َ َُ‬
‫يعود َإلى ََ‬ ‫َِ‬ ‫مير َفي‬ ‫اصَمَ َِة َفي َالشَ َِ‬
‫رك‪َ ،‬والضَ َُ‬ ‫َالمو ََ‬
‫شركين َعمى َُ‬
‫ََ‬ ‫َُ‬
‫الم‬
‫عةَالدَاَلَةَ‬
‫ضارََ‬
‫الم ََ‬
‫يغتُيا َ َُ‬
‫ص َ‬ ‫سول َصمّىَا﵀ َعميوَ َوسمّم‪َ َ،‬و َِ‬
‫الر َِ‬ ‫فيَز َِ‬
‫من َ َ‬ ‫شركين َ ََ‬
‫ََ‬ ‫لَوَثَ َِ‬
‫ان َ َُ‬
‫الم‬ ‫اَ‬
‫بماَيفعَمُون‪َ،‬‬
‫ق َ ََ‬‫يمان َ َُمسب ٍَ‬
‫َوا ٍَ‬ ‫عمىَع ٍ‬
‫قيدة َ‬ ‫ََ‬ ‫ىمَىذاَمبنَِيَ َ‬
‫ََ‬ ‫عمىَالماض‪ََ ،‬تُوحيَإلىَأنَ ََِاتَ ََ‬
‫خاَُذ‬ ‫ََ‬
‫ونيُمَ‬
‫ون‪َ َ،‬ك َ‬
‫ماَيعمَمُ ََ‬ ‫عمىَب َِ‬
‫طالن َ ََ‬‫َُ‬ ‫لَ ٍَ‬
‫كافَ‬ ‫َفَفضََمُواَمجموعةَآليةَعمىَا﵀َالواحد‪َ،‬وىذاَدلي ٌَ‬
‫تدلََ‬
‫نيُمَعمى َََوحدانيَةَا﵀‪َ ،‬باعتبار َلفظََة َ(َا﵀َ) َ َُ‬ ‫َِ‬
‫منيَم َ‬ ‫ار َ َِ‬
‫ض‬ ‫مَلآلليَةََإِ ََ‬
‫قرٌَ‬ ‫َ‬ ‫خاذ َِى‬ ‫َِ‬
‫فيَاتّ َِ‬
‫َالالَم َالثَانيَةَََََََ‬
‫خفيت َّ‬ ‫َالمضعَف‪َ ،‬فقد ََأُ َْ‬ ‫الالم َُ‬
‫فَ ّ‬ ‫َحر َِ‬
‫شتِ ََماليا َعمى َ‬ ‫َالوحدانيَة َِ‬
‫َل َ‬ ‫عمى ََ‬
‫المدَ َفي َالَبِ ََ‬
‫دايةَ‬ ‫جاءت ََلَفظة َ( َآلية َ) َ َِ‬
‫بألف َ ََ‬ ‫َحين َ ََ‬ ‫الغيَبِيَة‪َ ،‬في َِ‬
‫َو ََ‬
‫لوحدانيَة َ‬ ‫َتُثَبِ َُ‬
‫ت َا ََ‬ ‫الّتي َ‬
‫العكس َمن ََذلكََََ‬ ‫ت َ ََ‬ ‫َىَِذه َالمَفظََة َ‬
‫َوَِا ََثبا َُ‬ ‫حدانيَة َعمى ََ‬
‫الو ََ‬
‫طُ َ ََ‬ ‫َِدللة َعمى َالتَعدََِد‪َ ،‬ومنو َ َِ‬
‫إسقا َ‬
‫منِي‪َ،‬لفعلَاإلنجازَ(َِاتّخذواَ)‪َ .‬‬ ‫ظَُإلىَالتَ َِ‬
‫أكيدَالضَ َ‬ ‫جَالممفو َ‬
‫خرََ‬
‫د‪َ،‬وعميوَ ََ‬
‫ََ‬ ‫وىوَالتَعدَ‬

‫ٍَ‬
‫َبممفوظ َتقريريَ َ﴿ َ‪َ،﴾َ َ َ َ َ ‬‬ ‫ويتواصل َالتّأكيد َفي َأفعال َالكالم‬

‫ندىم‪َ،‬‬‫اآلليَ َِ‬
‫ةَع َُ‬ ‫ةَلتَعدََِد َ َ‬
‫الحجَ َ‬
‫ةَو َُ‬
‫يع َ‬‫خَُذواَالذَر ََ‬
‫اج َالسَََببي‪َ َ،‬كونيمَاتَ ََ‬
‫ج َِ‬ ‫َِ‬
‫فيَالح ََ‬ ‫قوَتُوَاإللزاميَة َ‬
‫ّ‬
‫مالِياَََ‬
‫شتِ َ‬ ‫ع‪َ ،‬مع َِ‬
‫َا َ‬ ‫َالم َِ‬
‫ضارَِ‬ ‫الم َالتَ َِ‬
‫أكيد َ َُمضافة َإلى َُ‬ ‫فجاءت ََلَفظََة َ﴿ َ‪َُ َ ﴾َ ‬مقَتَرََنة ََبِ َِ‬
‫ََ‬

‫جَ‬
‫خرَُ‬ ‫اض ََعةَالمَ َِ‬ ‫اقَالقَ َائِ‬ ‫َِ‬ ‫الع َِ‬ ‫عمىَالضَ َِ‬
‫غويَة‪َََ ،‬ن َُ‬ ‫مَعمىَالمََو ََ‬
‫َُ‬ ‫َ‬ ‫ة‪َ،‬منَىذاَالسَََي‬
‫ََ‬ ‫عمىَاآلل َيَ‬ ‫ائد َ‬ ‫مير َ ََ‬
‫َِ‬
‫ونَليمَعمىَاإلطال َِ‬
‫ق‪َ َ،‬كونَ‬ ‫نَآليَتِيم‪ََ،‬لَ َ‬
‫نَتَ َُك‬ ‫ََ‬ ‫ونَإلييَ َِ‬
‫اَم‬ ‫َ‬ ‫طم َُ‬
‫ح‬ ‫تيَي ََ‬
‫فعةَالّ ََ‬
‫الر ََ‬ ‫إلىَأنََ َِ‬
‫العَزَةَََو َ‬
‫َمعنىَ‬
‫سبت ََ‬ ‫بالم َالتَ َِ‬
‫أكيد َالّتي َ َك ََ‬ ‫ن َ َِ‬ ‫َالموظَف َليذه َِ‬
‫َالعَزة‪ََ ،‬قَُِرََ‬ ‫ونوا َ) َُ‬ ‫َالم ََ‬
‫ضارع َ( َََي َُك َُ‬ ‫َِ‬
‫الفعل َُ‬
‫ون ََِفييا‪َََ ،‬فخرََ‬
‫جَ‬ ‫طمع ََ‬
‫َي َُ‬
‫ونة َالّتي ََ‬
‫َفائدة َال َكَْيَُن ََ‬
‫الالَم ََ‬ ‫َلمفعل‪َ ،‬ومنو ََأَبطَمَ َِ‬
‫ت َ َّ‬ ‫َِ‬ ‫اآلنِيَة َِ‬
‫َل َنتِ ََ‬
‫سابَِيا‬ ‫َ‬

‫‪111‬‬
‫عمىَََأصناميمَ‬ ‫ينَبندم َِ‬
‫يمَ ََ‬ ‫الم َِ‬
‫شرك ََ‬ ‫فيَسورةَ"َ ََمرََيََمَ"َََإَِنَذ َُ‬
‫ارَ َُ‬ ‫طابَ َُ‬ ‫داوليَ َِ‬
‫ةَلمخ َِ‬ ‫َِ‬
‫اني‪َ:‬القََيَُمَالتَ َُ‬‫لَالثّ‬
‫الفَص َُ‬
‫َ‬

‫المضمونَ‬
‫َو ََ‬
‫وره‪َ ،‬‬
‫ل َََد َُ‬ ‫َوالمر‪َ ،‬فسقط ََوَأُ َِ‬
‫بط َ‬ ‫ونة َإلى َمعنى َِ‬
‫َاإللزام َ‬ ‫َمعنى َال َك َُين ََ‬
‫ل َمن ََ‬
‫الفع َُ‬
‫جوىاَ‬
‫نتي ََ‬ ‫اض ََعة َالمَغويَة‪َ ،‬الّتي َِ‬
‫َا ََ‬ ‫سوَِء َ َُ‬
‫المو ََ‬ ‫ن َإليو ََبِ َِ‬
‫سبب َ َُ‬ ‫سع َْو ََ‬
‫َي ََ‬
‫ل َما ََ‬ ‫َِ‬
‫َلمممفوظ ََُيبط َُ‬ ‫القضوي‬
‫ونَلو‪َ .‬‬
‫نَتَ َُك ََ‬ ‫َِ‬
‫اإلسالمَََفَمَ َ‬ ‫َِ‬
‫ةَفيَغيرَ‬
‫العَز‬ ‫َِ‬
‫لذلكَمنَاتَخَذَ َِ‬ ‫قَ َِ‬
‫كالم َِيم‪َ،‬‬ ‫َِ‬
‫فيَسيا َِ‬

‫‪َ،‬قوَتُوَ‬
‫ويتتابعَاإلقرارَبممفوظَإثباتيَوصفي ﴿ َ‪ّ ﴾ََ ََ َ َ َ ‬‬
‫ازينََبِمفظةَ(َ َك َّ‬
‫الَ َ)َ‬ ‫قالًِب ََ‬
‫اَلممو َِ‬ ‫دعُ َ َ‬
‫الر َ‬
‫جر ََو َ‬
‫الز َُ‬
‫اء َ َ‬
‫ج ََ‬
‫عوَهُ َسابقًا‪ََ ،‬فَ ََ‬ ‫بطال َ َِ‬
‫ماَادَ َْ‬ ‫اإللزاميَة َفيَإَِ َِ‬
‫َِ‬
‫عتبارَالفعلَ‬ ‫لَمحاَلَة؛ َ َِبا‬
‫يقعُ َ ََ‬
‫بيذهَاآلليةَس َ‬
‫ََ‬ ‫فر َمنيم َ‬
‫المؤكَدةَعمىَماَبعدىاَفيَأنَ َال َُك ََ‬
‫َُ‬

‫سويف‪َ،‬‬ ‫المقتََر َِ‬


‫نَبسينَالتَ َِ‬ ‫عنىَدلَ َعمىَذلك‪َ،‬وىوَ﴿ َ‪َُ َ ﴾َ ‬‬
‫ََ‬ ‫ََ‬
‫فَفيَىذاَالم‬‫الموظّ‬
‫َُ‬

‫عبادةَىذهَاآللِية‪َ،‬وىوََإِ ٌَ‬
‫نكارَتقريريََ‬ ‫َ‬ ‫منَغيرََتَأخيرََبِ‬
‫َِ‬ ‫لَ‬
‫ىمَحاص ٌَ‬
‫تيَدلّتَعمىَأنََ َُكفر ََ‬
‫والّ ََ‬
‫بادة‪َ َ.‬‬‫َِ‬
‫منَالع ََ‬‫عَ‬
‫ليذاَالنَوَِ‬

‫َمؤكَد َِ‬
‫َبفعلَ‬ ‫وف َعمى َما ََقَبمو َُ‬
‫طُ ٌَ‬
‫ظُ َمع َ‬
‫﴿ َ‪َ ،﴾َ َ َ َ َ ‬الممفو َ‬

‫َجميعَ‬
‫َِ‬ ‫جَرًدا َمن‬
‫َجاء َ َُم ََ‬
‫ستقبل‪َ َ ،‬كونو ََ‬ ‫قوع َِو َفي َُ‬
‫َالم ََ‬ ‫َو َِ‬
‫المضارع َ( َ‪َ )َ ‬الدَال َعمى َُ‬
‫َُ‬

‫ضمَََنةَفيَىذاَ‬
‫ةَالمَتَ ََ‬ ‫فرونَبَِيا‪َ،‬ف َ‬
‫القَُو َُ‬ ‫ودات َِي ََ‬
‫م‪َ،‬وي َْك َُ‬ ‫عب ََ‬ ‫َِ‬
‫ونَضدََ ََم َُ‬‫ومنوَي َُ‬
‫صبح‬ ‫َُ‬ ‫الزَائََِدة‪َ،‬‬ ‫الح َِ‬
‫روفَ َ‬ ‫َُ‬
‫المصرحََََََََََ‬
‫ّ‬ ‫بوحدانيَة َِ‬
‫َا﵀ َ‬ ‫كينَ َ ََ‬
‫شر َ‬ ‫منِي َُ‬
‫َلمم َِ‬ ‫الض َ‬
‫ار َ َ‬ ‫ن َفي َِ‬
‫َاإلقر َِ‬ ‫تكم َُ‬ ‫القَول َِ‬
‫َباإلجمال‪َُ َ ،‬‬ ‫َ‬
‫بياَفيَأفعالَالكالمَالتّقريرّية‪َ،‬الّتيَخرجتَإلىَالتّأثير‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ.‬‬

‫َ‬

‫‪111‬‬
‫عد َائِو‬
‫عمىَأََ ََ‬
‫صََرةَ ََ‬
‫الن َْ‬
‫ولَ ّ‬
‫س ََ‬
‫عدَا﵀َالر َُ‬
‫َ‬ ‫فيَس َ ِ‬
‫ورَةَ"َ ََمرََيََمَ"َََََََََو‬‫طابَ َُ َ‬ ‫اوليَ َِ‬
‫ةَلمخ َِ‬ ‫يمَالتَََد َُ‬ ‫َِ‬
‫اني‪َ:‬الق َُ‬ ‫لَالثَ‬
‫الفَص َُ‬
‫َ‬

‫‪ -8‬وعد اهلل الرسول النصرة على أعدائه‪ :‬اآلية ( ‪ ) 38‬إلى ( ‪) 38‬‬

‫ذيَبينَحالةَ‬
‫ّ‬ ‫ةَا﵀َلنبيو‪َ ،‬أ ّكدىاَفعلَالكالمَاإلنجازيَالّ‬
‫ّ‬ ‫اآلياتَتحويَبشرىَنصر‬

‫قوَتُوَاإلنجازّيةَ‬
‫الكافرين‪َ َ﴾َََََََََََ﴿َ،‬‬

‫الدالَ‬ ‫َِ‬
‫عمىَالفعل َ﴿ ََََأَرىَ﴾ َ ّ‬ ‫أكيد َ‬
‫مفادَهُ َالتّ َُ‬ ‫َِ‬
‫ستفيام َالتَعجَبَِيَاإلنكاريَ﴿ َ‪َُ َ ،﴾َ ‬‬ ‫َِ‬
‫فيَال‬

‫َالضمني َفي َرؤية َرسول َا﵀ َما َح ّل َبالكافرين َإزاء َاعتزازىم َباألصنام‪َ،‬‬
‫عمى َاإلقرار ّ‬
‫مير َِ‬
‫انَ‬ ‫ض َّعف َ﴿ َ‪َ ،﴾َ ‬والضَ ََ‬
‫َالم ََ‬ ‫َِ‬
‫َاإلنكار َ﴿‪ََ ﴾ ‬والتّأكيد َُ‬ ‫الرؤية َبين‬
‫لَ ّ‬‫ط َفع َُ‬
‫َوتوسَ ََ‬

‫الدالَ‬
‫بيَمَ ّ‬
‫)َالم َ‬
‫شرفًاَىذاَالضَمير َ( َنا َ َُ‬ ‫ا﵀‪َ،‬وي َِ‬
‫كفيناَ َ‬ ‫ََ‬ ‫دانَعمىَالمتكمَمَوىوَ‬
‫َُ‬ ‫ماَعائِ‬
‫َ‬ ‫َِك َُ‬
‫الى‬
‫ين َالشَياطين َالّتي ََتُغ َوي َِيم‪َ ،‬لذلك َجاءَ‬
‫َتَعالى َعمى َال َكافر ََ‬
‫رسل َا﵀ َ‬
‫ظمة‪َ ،‬فقد ََأَ ََ‬
‫َالع ََ‬
‫عمى ََ‬

‫عَ‬
‫يغةَالمضارَِ‬
‫َُ‬ ‫ةَمختمفة‪َ ،‬و﴿ َ‪َ ﴾َ ‬ب َِ‬
‫ص‬ ‫اضعةََلُغويَ َُ‬
‫بمو ََ‬ ‫كرٌَر َ ََمَر َِ‬
‫تين َ َو َُ‬ ‫ل َ(ََأَز َ) َ َُم َ‬
‫الفع َُ‬

‫َيؤكَدَ‬ ‫َِ‬
‫أكيدات‪َ ،‬وما َُ‬‫جرٌَد َمن َالتّ‬
‫المستقبل‪َ َ ،‬كونو َ َُم َ‬ ‫َالح َِ‬
‫اضر ََو َُ‬ ‫ع َالفعل َفي ََ‬
‫َوقوَِ‬
‫تد ّل َعمى َُ‬

‫الَعمىَالمبالغةَ‬
‫َُ‬ ‫وَبالفعلَالمطم َِ‬
‫ق َ﴿ َ‪َ ﴾َ ‬الدَ‬ ‫َُ‬ ‫المستقبلَاقترَُان‬ ‫َِاستم ارريَةَفعلَا َ‬
‫ألَّز َفيَ َُ‬

‫)َمعَتنوعو‪َ َ.‬‬
‫ّ‬ ‫ستقرار‪َ،‬ومنوَالستم اررّيةَفيَفعلَ( َّ‬
‫األز‬ ‫ال ََ‬‫باتَو َِ‬
‫وعدمَالث َ‬
‫تابعةَ َ‬
‫الم ََ‬
‫و َُ‬

‫واستأنفَالكالمَبفاءَالستئنافَ﴿َ‪َ،﴾ََََََََ ََ‬‬

‫جممة َالستئناف َدلّتََََََ‬ ‫قوَتُو َاإلنجازّية َفي َالنَيي‪َ ،‬ف َُ‬


‫ي‪َ َ ،‬‬ ‫ل َ ٍَ‬
‫كالم َإنجاز َّ‬ ‫ظُ َفع َُ‬
‫فالممفو َ‬
‫غرضياََتَ َِ‬
‫يويلَ‬ ‫لَ)َالنَاىية‪ََ َ،‬‬‫قترََنةَبـَ(َ ََ‬
‫اصمةَال َكالمَواتّصالوَبماَقبمو‪َ،‬وجاءتَم َ‬
‫عمىَمو ََ‬
‫َُ‬
‫حالة‪َ ،‬لذلكَ‬
‫َم ََ‬
‫ل َل ََ‬ ‫َِ‬
‫َحاص ٌَ‬ ‫ألنو‬
‫محمد َ" َ ّ‬
‫َعمييم َيا َ" َ َّ‬
‫ذابنا ََ‬
‫َع ََ‬ ‫ستَع َِ‬
‫جل ََ‬ ‫َتَ َ‬
‫العاقبة؛ َبمعنى َل َ‬
‫ََ‬

‫َبعدهََََُ‬
‫المثبت َلما َ‬
‫المؤكَد َلو‪ََ ،‬و َُ‬
‫يي‪ََ ،‬و َُ‬
‫َلمن َّ‬
‫المعمَل ّ‬
‫َالقَصر َبـ َ﴿ َ‪َُ ﴾َ َ ‬‬
‫ََوظَف َأَُسموب َ‬

‫َإنما َ) ََِدللة َعمى َقصرَ‬ ‫القَ َِ‬


‫صر َ( ّ‬ ‫َِ‬
‫بأسموب َ َ‬‫َالعد َ‬
‫َزمن َالعدَ‪َ ،‬وعميو َحصر َفعل َّ‬
‫وىو َُ‬

‫‪111‬‬
‫عد َائِو‬
‫عمىَأََ ََ‬
‫صََرةَ ََ‬
‫الن َْ‬
‫ولَ ّ‬
‫س ََ‬
‫عدَا﵀َالر َُ‬
‫َ‬ ‫فيَس َ ِ‬
‫ورَةَ"َ ََمرََيََمَ"َََََََََو‬‫طابَ َُ َ‬ ‫اوليَ َِ‬
‫ةَلمخ َِ‬ ‫يمَالتَََد َُ‬ ‫َِ‬
‫اني‪َ:‬الق َُ‬ ‫لَالثَ‬
‫الفَص َُ‬
‫َ‬

‫جَرد َ ََمسأََلةَ‬
‫َم ََ‬
‫َىذا َُ‬
‫ميَال ََ‬ ‫صب َفي َأنَ َ َِ‬
‫اإل َ‬ ‫َي َُ‬
‫الممفوظ ََ‬ ‫وي َلَََِف َِ‬
‫حو َ ََ‬ ‫ض َّ‬
‫َالقَ ََ‬
‫ضمون َ‬
‫الم َُ‬
‫الَّزمان‪َ ،‬و َُ‬
‫عمالَ َِ‬
‫باطَمَة‪َ،‬والفائدةَ‬ ‫قتَََرَفُوهَمنََأَ ٍَ‬ ‫َِ‬
‫كمَماَا َ‬ ‫ضيَةََقَضيَ َةََُِا َنتَِقَامَمنَال َُكفَارَبَِ َُ‬
‫ح‬ ‫نوَالقَ َِ‬
‫قتِيَة‪َ،‬وَِم َ‬
‫ََو َ‬
‫نسَ‬ ‫اءَمنَ َِ‬
‫ج َِ‬ ‫الجز َُ‬
‫ومنوَُ ََ‬ ‫الع َِ‬
‫دل‪َ َ،‬‬ ‫يامَ ََ‬ ‫ةَفيَنفسَ َِ‬
‫رسولَا﵀َ َوَِق َُ‬ ‫َِ‬ ‫مأنِ ََين‬
‫المستخمصةَىي‪َََ:‬بثَالطَ َ‬
‫الع َِ‬
‫مل‪َ .‬‬ ‫ََ‬

‫َ‪ََ ‬‬ ‫ويتواصل َاإلقرار َبتأكيد َبشرى َما َسيحدث َلممتّقين َبممفوظ َمثبت َ﴿‬

‫مشيد ََأَىلَ‬ ‫الب َِ‬


‫عث‪َ َ ،‬و َُ‬ ‫يوم َ ََ‬ ‫َِ‬
‫فيَإثبات َ َِ‬ ‫قوَتُوَاإللزاميَة َ‬
‫‪ّ َ ،﴾َ َ َ َ َ َ ‬‬
‫بيَمَواقترانوَ‬
‫زمانَم َ‬
‫َُ‬ ‫َِ‬
‫بظرف َ‬ ‫انَالمتََِقين‪َََ َ،‬يخرَُ‬
‫ج َإلىَ ََوصف َحالة‪َ،‬فابتداءَالممفوظَ‬ ‫َُ‬ ‫ََ‬
‫اإليم‬

‫عدَََزََم ٍَ‬
‫ن‪َ،‬وقدَجاءَىذاَالحشرَ‬ ‫ولوَب ََ‬ ‫عمىَو َِ‬
‫قوعوَالحتميَ ََ‬ ‫َُ‬ ‫لَ‬
‫المضارعَ﴿‪َ﴾َ‬يد َّ‬ ‫َِ‬
‫بالفعلَ َُ‬

‫الئِ ََمة َليا؛ َألنَ َلفظة َ( َ ََ‬


‫الوفد َ) َتدلَََ‬ ‫الم َ‬
‫ابعة َلمفظة َ﴿ َ‪َُ َ ﴾َ ‬‬
‫خي ار َبحكم َالصَفة َالتَ ََ‬
‫ّ‬

‫ي َ﴿ َ‪ََ ‬‬ ‫كر َِ‬


‫يم‪َ،‬في َحين َيؤ ّكدَالممفوظَالتّقرير َّ‬ ‫َِ‬
‫ستقبال ََوالتَ َِ‬ ‫سن َ َِ‬
‫ال‬ ‫عمىَح َِ‬
‫َُ‬

‫ةَتََتَمثَلَفيََإِ َِ‬
‫ثباتَ‬ ‫امي َ‬
‫قوَتُوَاإللز ّ‬
‫‪َ﴾ََ ََ َ‬عمىَمشيدَأىلَالكفرَوال ّشرك‪َ َ ،‬‬

‫العطفََفََقُدَ ََر‪َ،‬‬
‫سبب َ ََ‬ ‫و‪َ،‬حَِذ َِ‬
‫فَمنو َالظَرفََبِ َِ‬ ‫مىَماَََقبَمَ َُ‬
‫عطوفَع ََ‬
‫ََ‬ ‫ومَالبعث‪َ،‬والممفوظَ ََم‬
‫ََ‬ ‫ََي‬

‫‪َ،‬حيثَ‬
‫َُ‬ ‫ََ‬
‫شركين‬ ‫َُ‬
‫ينَلمم‬‫الم َِ‬
‫ش‬ ‫و‪َ،‬يوحيَإلىَالم َِ‬
‫شيد َ ََ‬ ‫ََ‬ ‫ل َ﴿ َ‪َ ﴾َ ‬الحاملَدللة َ َُو َِ‬
‫قوع‬ ‫ف َِ‬
‫الفع َُ‬

‫ألَمَثَل َلتصويرىم َبيذهَ‬


‫بيد‪َ ،‬فكانَىذاَالفعلَا َ‬
‫يمَع ٌَ‬ ‫س َِ‬
‫اس َأن ََ‬ ‫س َْوقًا‪َ،‬عمىََأَ ََ‬ ‫َِ‬
‫مَا﵀َإليو َ ََ‬‫اقيُ‬
‫س َ‬ ‫ََ‬
‫ليكونَإلَ‬
‫ّ‬ ‫وق َ‬ ‫فرَوالشَ َِ‬
‫رك َوالتّطاولَعمىَا﵀‪َ ،‬والسَ َُ‬ ‫عمىَقمَ َِة َال َُك َ‬
‫َِ‬ ‫نيعةَالدالة َ‬
‫ّ‬ ‫الصفةَال ّش‬
‫ّ‬
‫يَ‬ ‫خفَ َِ‬
‫اف َّ‬ ‫شيََُد َِاَ َ‬
‫ستِ َ‬ ‫َفالم َ‬
‫كس َذلك‪ََ ،‬‬
‫ع ََ‬
‫َيؤكََُد َ ََ‬
‫اآلية َُ‬
‫ق َ ََ‬ ‫إلى َمكان َموجود َفيو َالماء‪َ ،‬ولكن َِ‬
‫َسََيا َِ‬
‫وق َ)َََ‬
‫ظةَ( الس َُ‬
‫كونيمَسيقوا َكحيواناتَعطاش َ‪َ،‬واقترانَلف ََ‬
‫َ‬ ‫ةَالمجرَِمين‪َ ،‬‬
‫ور َُ‬ ‫يَبص ََ‬
‫َُ‬ ‫ير‬ ‫َتَ َِ‬
‫حق َِ‬
‫ي َفي َعطشيمَ‬ ‫بالم َِ‬
‫اء‪َ ،‬ومنو َتحقّق َالفعل َاإلنجاز َّ‬ ‫رو َِ‬
‫اء َ ََ‬ ‫ائدة َ َِ‬
‫اإل ََ‬ ‫جينَم َ) ََأَبطَمَت ََفَ ََ‬
‫بـ َ( َ ََ‬
‫َ‬ ‫الدائم‪.‬‬
‫ّ‬

‫‪111‬‬
‫عد َائِو‬
‫عمىَأََ ََ‬
‫صََرةَ ََ‬
‫الن َْ‬
‫ولَ ّ‬
‫س ََ‬
‫عدَا﵀َالر َُ‬
‫َ‬ ‫فيَس َ ِ‬
‫ورَةَ"َ ََمرََيََمَ"َََََََََو‬‫طابَ َُ َ‬ ‫اوليَ َِ‬
‫ةَلمخ َِ‬ ‫يمَالتَََد َُ‬ ‫َِ‬
‫اني‪َ:‬الق َُ‬ ‫لَالثَ‬
‫الفَص َُ‬
‫َ‬

‫لَ‬
‫وممفوظَ﴿ َ‪َ ،﴾َ ََ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ‬فع َُ‬

‫جََ‬
‫خرَُ‬
‫َي َُ‬ ‫َليََِذه َالشَ ََ‬
‫فاعة ََ‬ ‫المجرَِمين َ‬ ‫الَ َِ‬
‫ك َ َُ‬ ‫متِ َ‬‫ي‪ََ ،‬قُّوَتُو َاإلنجازّية َفي َالنَيي‪َ ،‬عن َِ‬
‫َا َ‬ ‫ٍَ‬
‫كالم َإنجاز َّ‬
‫ستُ َثنِ ََ‬
‫يَ‬ ‫ذاَاليوم‪َِ َ،‬‬
‫وقدَا َ‬ ‫ةَلِ َِ‬
‫مثلَ ََى ََ‬ ‫خََر َ‬
‫ةَالمدَ ََ‬
‫اع َُ‬ ‫ليمَىَِذهَالشََفَ ََ‬ ‫لَتَ َِ‬
‫حلََ ََ‬ ‫بحيثَ َ‬ ‫فيَالمطَمَ َِ‬
‫ق‪َُ َ،‬‬ ‫َُ‬ ‫إلىَالنَ‬

‫ألََولََبِ َِ‬
‫عدمَ‬ ‫خصَ َِ‬
‫تَا َ‬ ‫المَالسابق‪َ،‬فََ ََ‬
‫ّ‬ ‫تَتَ َِ‬
‫عميمَال َك‬ ‫ىاَوََنَفَ َ‬
‫عد ََ‬‫اَب ََ‬
‫تَم ََ‬
‫ديثَبـَ(َ‪َ)َ‬الّتيََأَكَََد ََ‬
‫الح َُ‬
‫ََ‬

‫يسَ‬ ‫بارىم َ﴿ َ‪ََ ﴾َ َ َ َ َ ‬وَأَ ََثبَتَ َيَا َلمثَ َانِي‪َ ،‬لَكن ََ‬
‫َبمقاَيِ َ َ‬ ‫َباعتِ َِ‬
‫فاعة َ‬‫الشَ ََ‬

‫رَوََنََو َِ‬
‫اىيَا﵀‪َ .‬‬ ‫وفَعندََأَو َِ‬
‫ام ََ‬ ‫َِ‬ ‫متَفيَالع ْيَِد‪َ،‬وىيَ َُ‬
‫الوَقُ‬ ‫َ‬ ‫َتَمثَ‬

‫‪121‬‬
‫ةَالوَلََِدَ َ‬
‫﵀َتَ ََعاَلَى‪.‬‬ ‫سب ََ‬ ‫يمَ"ََََذكرَ ََمنَكفرََبَِنِ ََ‬
‫ورَِةَ"َ ََمََر ََ‬
‫فيَس ََ‬
‫طابَ َُ‬ ‫داوليَ َِ‬
‫ةَلمخ َِ‬ ‫يمَالتَ َُ‬ ‫َِ‬
‫اني‪َ:‬الق َُ‬ ‫لَالثَ‬
‫الفَص َُ‬
‫َ‬

‫‪ - 9‬ذكر من كفر بنسبة الولد هلل تعالى‪ :‬من اآلية (‪ )88‬إلى (‪.)99‬‬

‫تناولت َاآليات َاألخيرة َمن َسورة َ"مريم" َقصص َمن َنسب َلمّو ِ‬
‫َابنا‪َ ،‬فممفوظََََََََ‬

‫صي َِ‬
‫انَ‬ ‫َقمَ َِة َ َِ‬
‫الع ََ‬ ‫اميةَفي َِ‬
‫فائدتُوَاإللز ّ‬
‫ي َمثبت‪َ َ ،‬‬
‫﴿‪َ ﴾     ‬تقرير َّ‬

‫ديثِيمَ‬
‫لح َ‬‫َمواصَمَة َ ََ‬
‫سابقًا‪َ ،‬فََيي َُ‬
‫كين َ ََ‬‫الم َِ‬
‫شر ََ‬ ‫َمعطوَفَة َعَمَى ََقَ َِ‬
‫ول َ َُ‬ ‫الجممة ََ‬
‫ك؛ َألنَ َ َُ‬ ‫وَِم َ‬
‫نوُ َالشَر َُ‬

‫َِ‬
‫اضَداللةَ‬ ‫ََ‬
‫عمىَالم‬ ‫لَ‬ ‫فيَالعصَيِان‪َِ َ،‬‬
‫ففعلَ﴿َ‪َ﴾‬الدَا ٌَ‬ ‫َِ‬ ‫اصلَ‬
‫طفَ ُمتو َ‬
‫منوَع ٌَ‬
‫ََ‬ ‫ع َائِ ََ‬
‫يمَو‬ ‫َوَِا ّد ََ‬

‫لَهَ﴿‪﴾َ‬؛َيعنيَ‬
‫ذيَتَ َ‬
‫يمَالولدَ﵀‪َ،‬أَكَََدَىذاَالفعلَالّ َ‬
‫ََ‬ ‫سبَتِ‬
‫عاءَفيَنِ ََ‬
‫َ‬ ‫ولَمدَ ِ‬
‫ةَاالدَ‬ ‫طُ َُ‬
‫عمىَ َ‬

‫صةَ‬ ‫رجعُ َ َِ‬


‫إلىَق ّ‬ ‫‪َ،‬وىناَن َ‬
‫ََ‬ ‫اضَالب َِ‬
‫عيد‬‫ََ‬ ‫ََ‬
‫ةَعمىَالم‬ ‫ةَدالَ‬
‫ع ََ‬‫ضارََ‬
‫الم ََ‬
‫يغتَُوُ َ َُ‬
‫ص َ‬ ‫عيد‪َ،‬ألنَ َ َِ‬
‫ن َََب ٍَ‬
‫َُمنَُذ َََزََم ٍَ‬
‫عميوَالسلم ََِا َُ‬
‫بنَ‬ ‫ّ‬ ‫من َال َُكفَ َِ‬
‫ار َأنَ َ" َعيسىَ"َ‬ ‫‪َ،‬فيَقول ََِف ٍَ‬
‫ئة َ ََ‬ ‫َِ‬ ‫عميياَالسلم‬
‫ّ‬ ‫السّيدة َ" َمريمَ" َ‬
‫ّ‬
‫ا﵀‪َ َ.‬‬

‫َع َِ‬
‫ظيمَََ‬ ‫امية َفي ََ‬
‫َقوَتُو َاإللز ّ‬
‫ثبت‪ّ ،‬‬
‫وممفوظ َ﴿ َ‪َ ﴾َ َ َ َ َ َ ‬تقريريَ َ َُم ٌَ‬

‫حقيقةَ‬
‫ار َ ََ‬ ‫اء َو( َقد َ) َالتَحقي َِ‬
‫ق َإلقر َِ‬ ‫لََِم َ َِ‬
‫اال َبتََِد َِ‬ ‫ظُ َ َُمؤكٌََد ََبِ َ‬
‫الممفو َ‬
‫جاء َ ََ‬
‫وهُ َعمى َا﵀‪ََ ،‬فَ ََ‬
‫عَ‬ ‫ما َِ‬
‫َادَ ََ‬
‫إليو‪َ،‬وقدَسمَىََ‬
‫ََ‬ ‫بَ‬
‫س َُ‬
‫اَالَي َنتَ ََ‬ ‫ش ًيئ‬ ‫فتََِرَُ‬
‫اؤَُكمَعمىَا﵀َ َ‬ ‫عاء‪َ،‬وىوَقوَلُ َُكمَوَِا َ‬ ‫لَ ِ‬
‫اال ّد ََ‬ ‫اَتَ َِ‬
‫يوي َُ‬ ‫فاد ََى َ‬
‫ََم َُ‬
‫ُ‬
‫الم َِ‬
‫قام‪َ ،‬فما َجاؤوا َبوَََََ‬ ‫يو َِ‬
‫يل َ ََ‬ ‫َلتَ َِ‬
‫َالمطَمََقَة َ‬
‫فعوليَة َُ‬
‫َالم َُ‬
‫يغة ََ‬ ‫اؤوا ََبِ َِو َ﴿ َ‪َ ﴾َ ‬عمى َِ‬
‫َص ََ‬ ‫َج َُ‬
‫ما ََ‬

‫لمَيؤتَمنَقبل‪َ .‬‬

‫‪ََ َ ‬‬ ‫إثباتي َ﴿‬


‫وصفي َ َّ‬
‫َّ‬ ‫يَ‬ ‫ٍَ‬
‫َبممفوظ َتقرير َّ‬ ‫ويستمر َالتّيويل‬
‫ّ‬ ‫َ‬

‫تيجة‪ََ،‬لِعظََ ََمةَ‬ ‫اميةَفيََِانع َك َِ‬


‫اسَََن ََ‬ ‫قوَتُوَاإللز ّ‬
‫‪ّ ََ،﴾َََََََ‬‬

‫الع َائَِِدَ‬
‫منوُ َ ََ‬ ‫ل َ﴿ َ‪َ ﴾َ ‬يوحيَإلىَالقُربَمن َال ّش َِ‬
‫يء ََوالدََُنوَ َ َ‬ ‫توُ َال َُكفَار‪َ،‬فالفع َُ‬
‫عَ‬ ‫ََم َِ‬
‫اَادَ ََ‬

‫ن‪َ،‬ومنوَ‬
‫المشركي ََ‬ ‫َِ‬
‫الةَعمىَقول َ َُ‬ ‫َِ‬
‫ةَمنَلفظة َ َ﴿ َ‪َ ﴾َ ‬الدَ‬ ‫عمىََلَ َِ‬
‫فظة َ﴿‪َ ﴾‬القرََيب‬

‫‪121‬‬
‫ةَالوَلََِدَ َ‬
‫﵀َتَ ََعاَلَى‪.‬‬ ‫سب ََ‬ ‫يمَ"ََََذكرَ ََمنَكفرََبَِنِ ََ‬
‫ورَِةَ"َ ََمََر ََ‬
‫فيَس ََ‬
‫طابَ َُ‬ ‫داوليَ َِ‬
‫ةَلمخ َِ‬ ‫يمَالتَ َُ‬ ‫َِ‬
‫اني‪َ:‬الق َُ‬ ‫لَالثَ‬
‫الفَص َُ‬
‫َ‬

‫أخيرَََََ‬
‫قديم َوالتّ َُ‬
‫ع‪َ ،‬فالتَ َُ‬
‫فعل َالسَمَاَ َِ‬ ‫َِ‬
‫َومباشرَةً َبعد َ َِ‬ ‫لزما‬
‫َم ً‬‫ص َل َُ‬ ‫شقَق َىذا َواإل َِ‬
‫نفطََار َ َح ََ‬ ‫التَ َ‬
‫أن ََتََتَََفطَ ََر َالسَ ََماء َِ‬
‫َمن ََقَولَِ َِيم‪َ َ ،‬‬
‫وتَقدَ ََمت ََلَفظ َةَُ‬ ‫كاد َ َْ‬ ‫قدير َال َك َِ‬
‫لم‪ََ :‬تَ َُ‬ ‫َوتَ َُ‬ ‫القَ َِ‬
‫ول‪َ ،‬‬ ‫َى َِ‬
‫ول َ َ‬ ‫من ََ‬
‫ألُولىَ‬ ‫شقَ َِ‬
‫ق َا َ‬ ‫رض َو َِ‬
‫الجبال ََبَِتَ َ‬ ‫ألَ َِ‬ ‫ماء ََِانع َك َ َ‬
‫س َعمى َا َ‬ ‫دث َلمسَ َِ‬ ‫﴿السَ ََماء﴾ َ ََلِ َِعظََ َِم َيَا‪َ ،‬وما ََ‬
‫َح ََ‬
‫مَمخَمُوَقَ َِ‬
‫اتو َوىي‪َ:‬‬ ‫وهَُبَأَعظََ ََ‬ ‫ب‪َ،‬ل ََع َِ‬
‫ظ َِ‬
‫يم َ ََماََقَاَلُ َ‬ ‫ناس َِ‬
‫الم َِ‬
‫ل َ َُ‬
‫ا﵀َالمَثَ َ‬
‫ََ‬ ‫رب َ‬
‫وقدَض ََ‬
‫ََ‬ ‫وسَقُوطَالثَانيَة‪َ،‬‬
‫َُ‬
‫سببََِادَ َ‬
‫عائِيمَالباطل‪َ .‬‬ ‫ختِ َِ‬
‫للََبِ َِ‬ ‫َِ‬
‫تَفيَا َ‬ ‫ازََنياََوََوَقَ ََع‬
‫تَتَََو َُ‬ ‫ألََْرضَوال َِ‬
‫جََبالَالّتيََفََقَََد َ‬ ‫السَ ََماءَوا َ‬

‫ومجسدَفيَالفعلَ‬
‫ّ‬ ‫موجوَإلىَالمشركينَ‬ ‫ضم َُر َمنَ َِ‬
‫القول‪ّ َ ،‬‬ ‫الم ََ‬
‫ضويَ َُ‬
‫القُ َّ‬
‫ضمونَ َ‬
‫َُ‬ ‫َو ََ‬
‫الم‬
‫ي َالمحقّق‪َ ،‬في َإنكار َأن َيكون َىؤالء َالمشركين َلم َيرو َعظمةَ‬
‫الكلمي َاإلنجاز َّ‬

‫َ‪َََ‬‬ ‫لتَليمَأنفسيمَادعاءَالولدَلو‪َ،‬وممفوظَ﴿‬
‫ّ‬ ‫مخموقاتَا﵀َىذه‪َ،‬حتّىَس ّو‬

‫المصدريَةَ‬
‫الباطل‪َ،‬ال َُمؤ ّكدَبـَ(َ‪ََ ََ)َ‬‬ ‫اميةَفيََِادَ َِ‬
‫عاءَ ََ‬ ‫قوَتُوَاإللز ّ‬
‫ثبتَ ّ‬
‫‪َ﴾ََ‬تقريريََ َُم ٌَ‬

‫ب‪َ،‬يوحيَىذاَإلىَ‬
‫اذ َُ‬‫الَبسببَاإلدَعاءَال َك َِ‬
‫َِ‬ ‫ألَرضَوال َِ‬
‫جََب‬ ‫اتَوا َ‬
‫او َ‬ ‫حلََبالسَ ََم ََ‬
‫يحَأنََ ََماَ ََ‬ ‫َلتَ َِ‬
‫وض َِ‬
‫‪َ،‬ويأتيَالرّد َعمىَ‬
‫ّ‬ ‫آدََم؟!!‬ ‫يف َ َِبا َِ‬
‫بن َ ََ‬ ‫عاء َبال َُكميَة‪َ،‬ف َك ََ‬
‫ض َىذاَاإلدَ ََ‬
‫َتَرَفُ َُ‬
‫ىذهَالمخَمُوقات َ‬
‫ََ‬ ‫أنَ َ‬

‫قوَتُوَ‬ ‫ارَبممفوظ َتقريريَ َ ٍَ‬


‫مثبت ﴿ َ‪ّ َ ،﴾ََ َ َ َ َ َ َ ‬‬ ‫ٍَ‬ ‫ادعاءَالكفّ‬
‫ّ‬

‫افيةَتوحي َإلىَأنَوَالَ‬
‫الن ّ‬
‫ـَ(َماَ)‪ّ َ ،‬‬
‫ن َفيَالنَفيَ‪َ،‬فمفظ َةَُ﴿ َ‪َ ﴾َ ‬قرنتَب َ‬
‫ةَتكم َُ‬
‫َُ‬ ‫اإللزاميَ‬

‫ن َفيَ‬
‫تكم َُ‬
‫القَضويَ َ َُ‬ ‫َِ‬
‫ضمون َ َ‬ ‫َألن َوُ َىو َالخالق‪َ َ ،‬وفائدة َ ََ‬
‫الم‬ ‫الولد؛ ّ‬
‫َأن َََيتَخَذ َ ََ‬ ‫ميق َ َِ‬
‫بمقام َا﵀ َْ‬ ‫ََي َُ‬
‫الع َِ‬
‫بد‪َ .‬‬ ‫َِ‬
‫بصفاتَ ََ‬‫فَ‬ ‫ا﵀َأنَيتَ َِ‬
‫ص ََ‬ ‫ََ‬ ‫نز َِ‬
‫يوَ‬ ‫َتَ َِ‬

‫َ‪ََ ‬‬ ‫ي َالمثبتَ﴿‬


‫ويستمر َالتّأكيدَعمىَمقامَا﵀َوقدرتوَفيَالممفوظَالتّقرير َّ‬
‫ّ‬

‫َقوَتُو َاإللزاميَة َفي َإَِقر َِ‬


‫ارَ‬ ‫‪ّ ،﴾َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ‬‬
‫المخَمُوَقَات‪َ ،‬فـ َ( َإن َ) َو( َك ّل َ) َأُقرَ ََبِ َِي ََما َفي َالَبِداية؛َ‬
‫الربوَبِيَة َ﵀ َمن َ َُكلَ َ ََ‬
‫َو َ‬‫ألُلوَِىيَة َ‬
‫اَ‬
‫ار؛َ‬ ‫(َإالَ)َإَِ ََ‬
‫قرٌَ‬ ‫بعدَ ّ‬
‫لمَ ََ‬
‫المخموَقَاتَعبادَ﵀‪َ،‬فال َك ََ‬
‫مر َ َُمؤكَد‪َ،‬وعميوَفكلَ َ ََ‬
‫بمعنىَماَبعدىاََأَ ٌَ‬
‫ََ‬

‫‪122‬‬
‫ةَالوَلََِدَ َ‬
‫﵀َتَ ََعاَلَى‪.‬‬ ‫سب ََ‬ ‫يمَ"ََََذكرَ ََمنَكفرََبَِنِ ََ‬
‫ورَِةَ"َ ََمََر ََ‬
‫فيَس ََ‬
‫طابَ َُ‬ ‫داوليَ َِ‬
‫ةَلمخ َِ‬ ‫يمَالتَ َُ‬ ‫َِ‬
‫اني‪َ:‬الق َُ‬ ‫لَالثَ‬
‫الفَص َُ‬
‫َ‬

‫امةَفيوَ‬
‫القي ََ‬
‫يومَ ََ‬
‫كونَ ََ‬
‫ىذاَي َُ‬
‫تيانَ ََ‬ ‫لَ َِ‬
‫اإل َِ‬ ‫قَأنََفع َ‬ ‫باعتبارىاَأفادتَالتّوكيد‪َ،‬والظَ َِ‬
‫اى َُرَمنَالسَيا َِ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ع‪.‬‬
‫ضوَِ‬
‫الخ َُ‬ ‫ع َِ‬
‫انَو َُ‬ ‫َِ‬
‫ةَعمىَاإلَْذ ََ‬‫بالعبوَِديَةَالدَاَلَ‬
‫نَ َُ‬‫َُم ََؤكٌََد؛َباعتبارهََقَُِرََ‬

‫قوَتُو َاإللزاميَةََََ‬
‫ثبت‪ّ َ ،‬‬
‫وممفوظ َ﴿ َ‪َ ﴾َ َ َ َ َ َ ‬تقريريَ َ َُم ٌَ‬

‫حصاءَ)َ‬
‫اإل ََ‬ ‫ال‪َ ،‬فَِفع َُ‬
‫ل َ(َ َِ‬ ‫فع ٍَ‬ ‫قو ٍَ‬
‫ال ََوَأَ ََ‬ ‫كين‪َ،‬منََأَ ََ‬‫الم َِ‬
‫شر ََ‬ ‫ا﵀َأعمالَال َُكفَارَو َُ‬
‫ََ‬ ‫حص َِ‬
‫اء َ‬ ‫ار ََإِ ََ‬
‫فيََإِقر َِ‬

‫صولَِو‪َ،‬وممفوظَ﴿ َ َ‪َ﴾َ َ ‬‬


‫اللةَعمىَح َُ‬
‫َُ‬ ‫ق َِ‬
‫‪َ،‬د‬ ‫أكيد َو(َقدَ) َالتَ َِ‬
‫حقي َِ‬ ‫دَبلم َالتَ َِ‬
‫َِ‬ ‫َُمؤ ّك‬

‫جاء َفع ُلَ َََ‬ ‫حص َِ‬


‫اء َ)‪َ،‬لذلكَ ََ‬ ‫اإل ََ‬ ‫َِ‬
‫مىَفعل َ( َ َِ‬ ‫ل ََتَ َِ‬
‫أكيد ََ‬
‫يَع‬ ‫ع ََماَلَيم‪ََ ،‬فَ َِ‬
‫يوَفع ٌَ‬ ‫عدَ ََأَ َْ‬
‫يوحيَإلى َ ََ‬

‫عدَ َمنَُذَ‬ ‫ذيَيوحي َمنَالسَيا َِ‬


‫ق َأنَ َوُ َ ََ‬ ‫العَّد‪َ َِ،‬الّ َُ‬ ‫َِ‬
‫ةَإلثبات َ ََ‬ ‫طمقَ‬
‫ةَالم َ‬
‫عمىَالمفعوليَ َُ‬
‫ََ‬ ‫﴿ َ‪َ ﴾َ ‬‬

‫صي َِ‬
‫ان‪َ .‬‬ ‫لَ َُمدََِةَ َِ‬
‫الع ََ‬ ‫طُو َُ‬
‫ومنوَُ َ‬ ‫ط ٍَ‬
‫ويل‪َ َ،‬‬ ‫ٍَ‬
‫وقتَ ََ‬

‫يَإثباتيَيخرجَإلىَالوصف ﴿‬
‫‪َ‬‬ ‫ٍَ‬
‫وتختمَآياتَمنَنسبَالولدَ﵀َبممفوظَتقرير َّ‬

‫ىذاَبو َِ‬
‫اوَ‬ ‫ََ‬ ‫ردي‪َ،‬وقد َأُكَََد َ‬
‫َْ‬ ‫الفَ‬
‫ان َ َ‬ ‫َِ‬
‫ةَفيَاإل ََتي َِ‬ ‫‪َ،‬قوَتَُوُ َاإللزاميَ‬
‫‪ّ ﴾َ َ َ َ َ َ ‬‬
‫َِ‬
‫اإلتيانَ‬ ‫صول َ َِ‬
‫فعل َ‬ ‫لَعمىَح َِ‬
‫َُ‬ ‫ياَفعلَ(َ َآتِ َِ‬
‫يو َ) َالدَا‬ ‫تيَعَِقََب َِ‬ ‫طف َوَ(َ َُكلَ َ) َالتّ َِ‬
‫أكيديَةَالّ ََ‬ ‫الع َِ‬
‫ََ‬
‫ارََواإلكرَِاه‪َ،‬وَقَدََقُ ِرَنَفع َُ‬
‫لَ‬ ‫جب َِ‬ ‫َِ‬
‫إلىَاإل ََ‬ ‫وحي َِ‬
‫انَ‬ ‫ابقةَتُ ََ‬ ‫ِ‬
‫و(َآتَ)َالسَ َ‬ ‫كره‪َ،‬فـَ(َ َآتِ َِ‬
‫يوَ)َ‬ ‫الم ََ‬
‫غمَو َُ‬
‫المرََ‬
‫َُ‬
‫يؤكََُدََََ‬
‫ضوي َ ََ‬
‫َالقَ َّ‬
‫ضمون َ‬
‫الم َُ‬
‫َو ََ‬
‫درة‪َ ،‬‬
‫القُ ََ‬
‫َو َ‬‫ظ ََمة َ‬
‫َالع ََ‬ ‫الغيبي َِ‬
‫َداللة َعمى ََ‬ ‫ان َ) َبالضَ َِ‬
‫مير َ ََ‬ ‫اإلتي َِ‬
‫( َ ََ‬
‫منَخ َِ‬
‫للوَ‬ ‫َِ‬ ‫صوَُر َ‬
‫ي ََُي َ‬ ‫ٍَ‬
‫انَبفعل َتأثير َّ‬ ‫ف َىذاَ ََ‬
‫اإلتي‬ ‫ادى‪َ َ،‬و َِ‬
‫يص َُ‬ ‫يامةََفََُرََ‬‫َِ‬
‫ومَالق ََ‬‫ون َََي‬
‫أنَ َال َُكفَار َ َآتُ ََ‬
‫اَالَج ًّ‬
‫ماعيا‪.‬‬‫ََ‬ ‫ونََفَرَِدًّي‬
‫أكيدَعمىَأنَفعلَالحسابَََي َُك َُ‬
‫ّ‬ ‫حالتيمَالذَلَِيَمَة‪َ،‬يخرَُ‬
‫جَإلىَالتّ‬ ‫ََ‬

‫‪123‬‬
‫يوََُبِ ََم َك ََان َِةَ َ‬
‫القُر ِ‬
‫آنَ‬ ‫نو َ‬ ‫يَس َ ِ‬
‫ورَةَ"َ ََمرََيََمَ"ََََََََََََََََََََََالتَ َِ‬ ‫ط َِ ِ‬
‫ابََف ََ َ‬ ‫داوليَ َِ‬
‫ةَلمخ ََ‬ ‫يمَالتَ َُ‬ ‫َِ‬
‫اني‪َ:‬الق َُ‬ ‫لَالثَ‬
‫الفَص َُ‬
‫َ‬

‫‪ - 01‬التنويه بمكانة القرآن‪ :‬من اآلية ( ‪ ) 69‬إلى ( ‪.) 69‬‬

‫كانَلعاقبةَالعبادَالصالحينَحظّوَفيَأفعالَالكالمَمنَإنجازّيةَوتأثيرّيةَفيَآياتَ‬
‫ّ‬
‫‪ََ َ َ ‬‬ ‫ي َالمثبتَ﴿ َ‬
‫سورةَ"مريم"‪َ ،‬باإلشارةَليمَفيَالممفوظَالتّقرير َّ‬

‫المؤَِم ََ‬
‫نينَ‬ ‫حال َ َُ‬ ‫َِ‬
‫ةَفيَتأكيد َ َِ‬ ‫قوَتُوَاإللزاميَ‬
‫‪ّ َ ،َ ﴾َ َ َ َ َ َ ‬‬
‫المؤمنينَ‬ ‫اَتأكيد َ َِ‬
‫حال َ َُ‬ ‫َُ‬ ‫فاد ََى‬
‫ةَم َُ‬
‫القَُو ََ‬ ‫يَالقُرآن‪ََ،‬فَكانتَ(ََإِنَ َ) َو َِ‬
‫اسَُم َ َ‬ ‫اى َ‬ ‫ام َِر َ َوََنََو َِ‬
‫ين َألو َِ‬ ‫الم َِ‬
‫نقاد ََ‬‫َُ‬
‫َسََيَقَ َعَََُ‬ ‫جع ُل َ) َِاقترن َبالسَ َِ‬
‫ين ََِداللة َعمى َأنَو ََ‬ ‫َي َ‬ ‫عمال َالصَ َالِ ََ‬
‫حة‪َ ،‬ففع ُل َ( َ‬ ‫ألَ ََ‬
‫الّذين ََقَدَموا َا َ‬
‫يومَ‬
‫يكون َ ََ‬
‫َس َُ‬
‫ث َليم ََ‬
‫يحد َُ‬
‫َس َُ‬
‫اق َأفعال َالكالم َنمحظ َأنَ َما ََ‬
‫َسي ََ‬ ‫ل‪ََ ،‬واَذا ََِاتَ ََ‬
‫بعنا ََ‬ ‫قب َِ‬
‫ستَ ََ‬
‫َالم َ‬
‫في َُ‬
‫بياَفيَاآلخرة‪َ،‬‬
‫ََ‬ ‫عون َ‬
‫تيَيَتَمتَ ََ‬
‫طمقَةَالّ ََ‬
‫ةَالم َ‬
‫الودََوالمحبَ َُ‬
‫نَ َّ‬‫حم َِ‬
‫الر ََ‬
‫نَ َ‬ ‫لَ َِ‬
‫ليمَم ََ‬ ‫يحص َُ‬
‫وس َُ‬
‫يامة‪ََ َ،‬‬‫َِ‬
‫الق ََ‬
‫يدلََََََ‬
‫ل َ) َ َُ‬
‫جع َُ‬
‫المضارع َ َ( َََي ََ‬
‫عل َ َُ‬ ‫باعتبار َ َِ‬
‫الف َِ‬ ‫َِ‬ ‫َتَمتَ َِعيم َبيا َفي َالدَنيا؛ َ‬ ‫من َعُ َىذا َِ‬
‫َمن َ‬ ‫َي ََ‬
‫وال ََ‬
‫َ‬ ‫عمىَالح َِ‬
‫اض َِرَكذلك‪.‬‬ ‫ََ‬

‫‪ََ َ َ َ َ َ َ ‬‬ ‫ي َ﴿ َ‬


‫والممفوظ َالتّقرير َّ‬

‫يمةَالقرآنَ َوََم َِ‬


‫كانتو‪َ،‬فجاءَبعدََفَاءَ‬ ‫ين ََِق ََ‬
‫اميةَفي َتَبيِ َِ‬
‫قوَتُوَاإللز ّ‬
‫ثبت‪ّ َ ،‬‬
‫‪َُ َ ﴾َ َ َ َ ‬م ٌَ‬

‫َالقُرآن َبمغةَ‬ ‫ار َالتَ َِ‬


‫يسير َليذا َ‬ ‫فيد َإَِقرََ‬
‫َتُ َُ‬
‫َبعدىا‪َ ،‬‬
‫َلما ََ‬
‫المؤ ّكََدة ََ‬
‫محقَة َبـ َ( َإنَ ََما َ) َ َُ‬
‫التّفريع َال َُم َ‬
‫َالعَ َائِد ََ‬
‫َعميو ََوعمى َلفظةََََََََََ‬ ‫اليَاء َ) َ‬ ‫َضمير( َ َ‬ ‫اىر َفي ََ‬ ‫الرسولﷺ َ) َالظَ َِ‬ ‫المخاطَب( َ ّ‬
‫َِ‬
‫يَليذاَالخطاب‪َ،‬‬ ‫يوَالمتمقّ‬
‫َُ‬ ‫﴿ َ‪َ ﴾َ ‬؛َ َو َِباعتبارَأنَ َالسَورةَكمّ َُ‬
‫ياَموجَ َيَةَإليو‪ََ،‬فَ‬

‫كان َةَُ‬
‫َم ََ‬
‫َالعربيَة َ‪َ ،-‬وىذه ََ‬
‫محمد َ" َ‪َ -‬وىي َالمَغة ََ‬
‫ك َيا َ" َ َّ‬
‫قصد َبـ َ﴿‪ََ ﴾َ ‬لُغت َ‬
‫وي ََ‬
‫َُ‬

‫ألُخرى‪َ،‬كماََقُرََنتَلفظ َةَُ(ََلِسانكَ)َ ََ‬


‫بالباءَالسَََبَبِيَةَالدَالةَََََََََ‬ ‫ارَالمَ َِ‬
‫غاتَا َ‬ ‫َِ‬
‫لياَعمىَغر َِ‬ ‫شر ٍَ‬
‫يفَ‬ ‫َتَ َِ‬
‫بالم َالتّ َِ‬
‫أكيد؛َ‬ ‫الم َِ‬
‫ثبت َ َِ‬ ‫ن َفيَالتَ َِ‬
‫بشير َ َُ‬ ‫يكم َُ‬ ‫ٍَ‬
‫ىذاَلسبب َ َُ‬ ‫ير َ‬ ‫الزمة‪َ،‬فالتَ َِ‬
‫يس َُ‬ ‫الم ََ‬
‫احبةَو َُ‬
‫َ‬ ‫عمىَالم ََ‬
‫ص‬ ‫َُ‬
‫َفجاءتَ‬
‫ََ‬ ‫َوىم َالتََقَاة‪،‬‬
‫َالمبشَرين َُ‬ ‫صر َِ‬
‫َفئة َُ‬ ‫َح ََ‬
‫أكيد‪َ ،‬ولكن ََ‬
‫أمر َ ٌَ‬ ‫َض َِ‬
‫روريَ ََو ٌَ‬ ‫صولو ََ‬
‫َح َُ‬
‫بمعنى َُ‬

‫‪421‬‬
‫يوََُبِ ََم َك ََان َِةَ َ‬
‫القُر ِ‬
‫آنَ‬ ‫نو َ‬ ‫يَس َ ِ‬
‫ورَةَ"َ ََمرََيََمَ"ََََََََََََََََََََََالتَ َِ‬ ‫ط َِ ِ‬
‫ابََف ََ َ‬ ‫داوليَ َِ‬
‫ةَلمخ ََ‬ ‫يمَالتَ َُ‬ ‫َِ‬
‫اني‪َ:‬الق َُ‬ ‫لَالثَ‬
‫الفَص َُ‬
‫َ‬

‫جمَ‪َََََََ،‬‬ ‫ينجرَ َعنيا َمن ٍَ‬


‫َخير َ ََ‬ ‫َس ََ‬
‫شرى َوما ََ‬
‫َالب ََ‬ ‫َلممتَقين َِ‬
‫َداللة َعمى َُ‬ ‫َموَائِ ََمة َُ‬
‫لفظ َةُ َالتَبشير َُ‬

‫تَالمعنىَ‬
‫ََ‬ ‫ض ََ‬
‫ح‬ ‫قابمةَىناََأَ َْو ََ‬
‫فالم ََ‬ ‫َِ‬
‫لَبعكس َذلكَ﴿ َ‪َُ َ ،﴾َ َ َ َ ‬‬‫القو‬
‫طف َ ََ‬
‫َع ََ‬
‫ثم َُ‬
‫ّ‬

‫جاء َ َُمََوَائِ ًما َلَمَفظََ َِة َ( ََلُدَا َ) َالدَاَلَةََََََََ‬ ‫كثير‪َ ،‬وفع ُل َ( َ َِ‬
‫اإلنَذ َِ‬
‫ار َ) َ ََ‬ ‫المََراد‪َ ،‬فكانت ََأََْبَمَغ ََبِ ٍَ‬
‫َُ‬
‫َاإلنذارَ‬
‫َُ‬ ‫مادوا‪َََ ،‬فَمََُربَ ََما َىذا‬
‫َتَ ََ‬ ‫َِ‬
‫باعتبارىم َ‬‫ب َإلييم؛ َ‬
‫نس َُ‬
‫نذار ََأَ ََ‬‫وم َِة َوالتّمادي‪َ ،‬ف َِ‬
‫اإل َُ‬ ‫ص ََ‬
‫َالخ َُ‬
‫عمى َُ‬
‫الع َِاقََبة‪َ .‬‬
‫مَمنَ ََ‬
‫حذََُرَُى ََ‬ ‫يكونََتَنبَِييًاَليم‪َََ،‬فَتُ ََ‬
‫خ َوفُيُمَ َوَتُ ََ‬ ‫َُ‬

‫آنية َأفعال َكالم َإنجازّية َمفادىا َالتّأثير َفي َالمتمقي َلعاقبةَََََ‬


‫وتذكر َاآليات َالقر ّ‬
‫منَسيقَمن َأىلَالكفر‪َ،‬بممفوظَتقريريَمثبت َ﴿‪َ،﴾َ َ َ َ َ َ ‬‬

‫العََدَِدَ‬ ‫تَع َِ‬


‫ن َ ََ‬ ‫ةَنمَ ََ‬
‫الخبريَ ََ‬
‫ألُولى‪َ،‬فـَ(َ َكَْم َ) َ ََ‬ ‫القُ َِ‬
‫رون َا َ‬ ‫اليَ َِ‬
‫الك َمنَُذ َ َ‬ ‫ار َ َ‬ ‫قوَتُوَاإللزاميَةَفيَإَِ ََ‬
‫قر َِ‬ ‫َ‬
‫َعمى َمعنىَ‬
‫كنا َ) َالدَال ََ‬
‫ع َ( ََأَىَمَ ََ‬
‫ضارَِ‬ ‫يغ َِة َ َُ‬
‫الم َِ‬ ‫اء َ َِ‬
‫بص ََ‬ ‫َج ََ‬ ‫اليَ َِ‬
‫الك‪َ ،‬الّذي ََ‬ ‫َِداللة ََ‬
‫َعن َ َك ََثرَِة َ َ‬
‫اماَ‬
‫ون َ ََىالكا ََتَ َّ‬ ‫ص َِ‬
‫ول َ َوي َُك َُ‬ ‫الح َُ‬
‫َم ََؤكََُد َ َُ‬
‫ومنوُ َفيو َُ‬ ‫َالم َِ‬
‫اض َ َ‬ ‫ل َفي ََ‬
‫صَ‬
‫َح ََ‬
‫اء َبأنَو ََ‬ ‫الماض‪َ ،‬إَِ ََ‬
‫يح ً‬ ‫ََ‬
‫إلييَا َب َِ‬
‫مفظةََََََ‬ ‫ألََُمَِم َالسَاَبِقة َالّتي َُ‬
‫َرَِم ََز َ َ‬ ‫حٌَد‪َ ،‬بدليل َوقوعو َفي َا َ‬ ‫ك َ َِم َ‬
‫نيُم ََأَ ََ‬ ‫تر َُ‬
‫َي ََ‬
‫بالكميَة‪َ ،‬فال َُ‬

‫َ‪ََ َ َ َ َ ‬‬ ‫( ََقََْرٍَ‬


‫ن َ)‪َ ،‬ىذا َما َحقّق َالتّأثير َفي َالمتمقّي‪َ ،‬وممفوظ َ﴿‬

‫اإلنكاريَ‬ ‫ستِ َِ‬


‫فيامَ َْ‬ ‫َِ‬
‫ةَفيَاال َ‬ ‫يغَتِوَاإلنجازيَ‬ ‫يََقَُوَةَُ َِ‬
‫ص ََ‬ ‫لَ ٍَ‬
‫كالمَإنجاز َّ‬ ‫‪َ﴾َََََ‬فع َُ‬

‫سم َُع َيُم؟‪َ،‬وىذاََإِ ٌَ‬


‫ثباتَ‬ ‫بيمَأوَتَ ََ‬
‫َ‬ ‫شع َُرَ‬
‫"َىلَتَ َُ‬
‫َ‬ ‫محمدَ‬
‫كين؛َبمعنىَياَ"َ َّ‬
‫الميَمَ ََ‬ ‫عمىَالقَ َِ‬
‫ومَ َُ‬ ‫َ‬ ‫الع َائَُِدَ‬
‫ََ‬
‫ف َ َِ‬
‫العظََة؛َ‬ ‫يد َِ‬ ‫خو َِ‬
‫يف َوالتَ َِ‬
‫يويل ََبِ ََ‬ ‫ح َعنَالتَ َِ‬ ‫يَي َِ‬
‫فص َُ‬ ‫القَ َِ‬
‫ضو َُ‬ ‫ون َ َ‬
‫ضم َُ‬
‫الم َُ‬ ‫العََي َِ‬
‫ان‪َ،‬ف ََ‬ ‫در َِ‬
‫اك َ ََ‬ ‫لعَِدَِم َإ ََ‬
‫ََ‬
‫َياَََََ‬
‫َوالفائدة َىي ََُقل ََ‬ ‫اىََد ََلِ َِ‬
‫معَْبََرَِة‪َ ،‬‬ ‫شََو َِ‬
‫حلَ َ َ‬ ‫ط َالََتِي َ‬
‫َتُذ َك َُر َ َك ََم ََ‬ ‫ص َيُم ََفََقَ َْ‬
‫ص َُ‬ ‫نيُم َِ‬
‫َق ََ‬ ‫ي َ َِم َ‬
‫َبَِق ََ‬
‫ألن َما ََ‬
‫ّ‬
‫كر َالسمَبِي‪َ،‬‬ ‫بق ََلَ َيُمََِإ َّ‬
‫الَ َالذَ َُ‬ ‫مَي ََ‬
‫اَا﵀ُ‪َ،‬وَلَ ََ‬
‫أىَمَ َك َيَ َ‬ ‫ام َ َكَفَ َُرواََبَِأََْن ُعَِم َ َِ‬
‫ا﵀ ََفَ َْ‬ ‫قو ٌَ‬
‫اك ََأَ ََ‬
‫محمد َ"َأنَ َ َُىََن ََ‬
‫" َ َّ‬
‫وىناَحدثَالتّأثير‪َ .‬‬

‫َأنوَََ‬
‫َفإننا َلمسنا َفي َدراستنا َىذه َمن َخالل َتطبيق َنظرّية َأفعال َالكالم‪ّ ،‬‬
‫وعميو ّ‬
‫َقائمَََََ‬
‫َبرّمتو‪َ ،‬كون َمحور َالتّعامل َمعو ٌ‬
‫َجداً َتطبيقيا َعمى َالخطاب َالقرآني ُ‬
‫من َالممكن ّ‬

‫‪421‬‬
‫يوََُبِ ََم َك ََان َِةَ َ‬
‫القُر ِ‬
‫آنَ‬ ‫نو َ‬ ‫يَس َ ِ‬
‫ورَةَ"َ ََمرََيََمَ"ََََََََََََََََََََََالتَ َِ‬ ‫ط َِ ِ‬
‫ابََف ََ َ‬ ‫داوليَ َِ‬
‫ةَلمخ ََ‬ ‫يمَالتَ َُ‬ ‫َِ‬
‫اني‪َ:‬الق َُ‬ ‫لَالثَ‬
‫الفَص َُ‬
‫َ‬

‫ةَالبالغيةَالعر ّبيةَوجذورىا‪َ،‬الَسيماَ‬
‫ّ‬ ‫َمعَالنظرّي‬
‫ّ‬ ‫عمىَىذهَاألفعال‪َ،‬الّتيَلياَتوافقاًَ كبي اًر‬
‫عندََ"َالجاحظَ"َفيَكتابوَالبيان والتّبيين و"َعبدَالقاىرَالجرجانيَ"َفيَكتابيوَدالئل‬
‫َتحميمية َ َلمخطاب َالقرآني َسبقنا َإليياَ‬
‫ّ‬ ‫َأن َالدراسات‬
‫اإلعجاز وأسرار البالغة‪ ،‬ورغم ّ‬
‫َربطنا َبين َبالغة َالعربَ‬
‫َأن َبعضيا َيرتكز َعمى َبالغة َنظرّية َفقط‪َ ،‬لذلك َ‬
‫الغير‪َ ،‬إالّ َّ‬
‫بيَالحديث‪َ،‬مطبقينَذلكَعمىَسورةَ"َمريمَ"َالجامعةَ‬
‫ّ‬ ‫وقوةَأفعالَالكالمَبمنيجياَالغر‬
‫ّ‬
‫ليذهَاألفعال‪َ .‬‬

‫الليةَ‬
‫َالد ّ‬
‫َوكون َمحاولتنا َفي َىذا َالفصل َالتّطبيقي َالوصول َإلى َبعض َالمعاني ّ‬
‫ة‪َ،‬باستنباطَالعبرَمنَالقصصَالسردي‪َ ،‬المبنيَعمىَقاعدةَ‬
‫ّ‬ ‫حميمي‬
‫الخاضعةَلمدراسةَالتّ ّ‬
‫ّ‬
‫نظامية َتجعل َمن َالمتمقّي َيرغب َفي َتمقّي َالمزيد‪َ ،‬الحتوائيا َعمى َعنصر َالتّشويقَََ‬
‫ّ‬
‫َاستعنا َفي َتحميمنا َىذا َبكتب َالتّفسير َوالتّأويلَ‬
‫ّ‬ ‫الّذي َيترك َاألثر َفيو‪َ ،‬ونحن َوان‬
‫َآليات َالمنيج َالتّداولي‪َ ،‬فيما َيتعمّق َبأفعال َالكالم َاإلنجازّية َوالتّأثيرّيةَ‬
‫واستثمار َبعض ّ‬
‫المضمرة َمنيا َوقوانين َالخطاب‪َ ،‬وحاولنا َتخطّي َالحجاج َمنياَََََ‬
‫واألقوال َالظّاىرة َو ُ‬
‫سمسلَالزمنيَ‬
‫ّ‬ ‫اكتشفناَمنَخاللَتحميمناَأن َالتّ‬
‫ّ‬ ‫فإننا َ‬
‫ن َمجالَدراستناَالَيتّسعَلذلك‪ّ َ،‬‬
‫أل َّ‬
‫َاألولوية َتعودَََََ‬
‫ّ‬ ‫َأن‬
‫تعمد َفي َفقدانو؛ َإذ َالمنطق َيوحي َإلى ّ‬
‫َوم ّ‬
‫َالسورة َمفقود ُ‬
‫في َىذه ّ‬
‫َالسّيدة َ" َمريم َ" َعمييمَ‬
‫ثم ّ‬ ‫َسيدنا َ" َزكرّياء َ"‪ّ َ ،‬‬
‫ثم ّ‬‫َسيدنا َ" َإبراىيم َ"‪ّ َ ،‬‬
‫َقصة ّ‬
‫إلى َذكر ّ‬
‫َالزمني َالتّاريخي‪َ ،‬ولكن َلو َحصلَ‬
‫السالم‪َ ،‬وفي َىذه َالحالة َنكون َقد َاتّبعنا َالتّسمسل ّ‬
‫ّ‬
‫َالقصدية َألفعال َالكالم َمن َىذا َالتّسمسل َلم ّسورة‪َ ،‬وبيتت َالحجج َوفُِقدَ‬
‫ّ‬ ‫َالنّية‬
‫الختَمّت ّ‬
‫َالصبر‪َ،‬‬
‫بوة‪َ ،‬شكر َا﵀‪َ ،‬االبتالء َمن َالقوم‪ّ ،‬‬
‫َالن ّ‬
‫عنصر َالتّشويق‪َ ،‬فوجو َال ّشبو َبينيم َ( ّ‬
‫َالخفي‪َ ،‬االستجابة َالفورّية َ) َكتأثير َالفعل َاإلنجازي‪َ ،‬ورغم َذلك َىناك َتسمسلَََََََََ‬
‫ّ‬ ‫الدعاء‬
‫ّ‬
‫حية‪َ ،‬فمن َ" َزكرّياء َ" َال ّشيخ َإلى َ" َمريم َ" َال ّشابة‪َ ،‬فأفعالَ‬
‫الص ّ‬
‫احية َالعمرّية َو ّ‬
‫َالن ّ‬
‫من ّ‬
‫َتوصمت َإلييا َفي َسورة َ"مريم" َعمى َشكل َمضامين َظيرت َفي َصورَ‬
‫ّ‬ ‫الكالم َالّتي‬
‫أشخاصَ‪َ،‬فدعاءَ"َزكرّياءَ"َفعلَكالمَإنجازيَتأثيرهَميالدَ"َيحيَ"َ‪َ،‬ودعاءَ"َمريمَ"َ‬

‫‪421‬‬
‫يوََُبِ ََم َك ََان َِةَ َ‬
‫القُر ِ‬
‫آنَ‬ ‫نو َ‬ ‫يَس َ ِ‬
‫ورَةَ"َ ََمرََيََمَ"ََََََََََََََََََََََالتَ َِ‬ ‫ط َِ ِ‬
‫ابََف ََ َ‬ ‫داوليَ َِ‬
‫ةَلمخ ََ‬ ‫يمَالتَ َُ‬ ‫َِ‬
‫اني‪َ:‬الق َُ‬ ‫لَالثَ‬
‫الفَص َُ‬
‫َ‬

‫ي َتأثيرهَميالدَ َ"عيسى َ" َوحديثوَفيَالميد‪َ ،‬وعميوَالفعل َاإلنجازيَيكونَلوَ‬


‫فعلَإنجاز َّ‬
‫منَناحيةَ‬
‫ّ‬ ‫أيَيتعدى‪ََ ،‬كحالةَتأثيرَدعاءَ"َمريم َ" َبميالدَ"َعيسى َ" َ‬
‫ّ‬ ‫أكثر َمنَتأثيرَ‬
‫تيبَالحاليَلمسورَالقرآ ّنيةَ‬
‫ّ‬ ‫ماَماَيفسرَالتّر‬
‫ّ‬ ‫وكالموَفيَالميدَمنَناحيةَأخرى‪َ،‬وىذاَرّب‬
‫ّ‬
‫نامجَاإلليامَالمضمرَوآدابَالدعاء‪َ .‬‬
‫ّ‬ ‫ناَنستنتجَمنَالسورةَبر‬
‫ّ‬ ‫كماَأن‬
‫ّ‬ ‫فيَالمصحف‪َ.‬‬

‫َالالزمنيَ‬
‫َأنو َتحقّق َفي َسورة َ" َمريم َ" َبيذا َالتّرتيب ّ‬
‫َىمنا َفي َدراستنا َىذه ّ‬
‫وما ّ‬
‫َالسورة‪َََ،‬‬
‫َمتتالية َأفعال َالكالم َالموظّفة َفي َبناء ّ‬
‫ّ‬ ‫أركان َاإلسالم َالخمسة‪َ ،‬المنبثقة َعن‬
‫مةَفيَدعاءَسيدناَ"َزكرّياءَ"َ‬
‫ّ‬ ‫فمنَخالل َسمسمةَأفعالَالكالمَاإلنجازّية َاألمرّيةَالمتمثّ‬
‫َالسالم َواالستجابة‪َ ،‬تحقّق َمبدأ َالتعاون َفي َلغة َالحوار َالمباشرة َبين َالباثَ‬
‫عميو ّ‬
‫المشتمل َعمى َالفائدة َاإلخبارّية َالّتي َخمصت َإلى َاإلقرار َبال ّشيادة‪َََََََ،‬‬
‫والمتمقّي‪ُ َ ،‬‬
‫ىَعندَسيدناَ"َزكرّياءَ"َ‬
‫ّ‬ ‫الصالةَالّتيَتحقّقتَىيَاألخر‬
‫كنَاالولَمنَاإلسالم‪َ،‬و ّ‬
‫ّ‬ ‫وىيَالر‬
‫ّ‬
‫عميوَالسالمَمنَخاللَالفعلَاإلنجازيَ(َالتّسبيحَ)‪َ،‬فيذهَالجممةَمنَاألمرّياتَجاءتَ‬
‫ّ‬
‫وفقَمقتضىَالحال‪َ .‬‬

‫يمَ"َعميياَالسالم‪َ،‬‬
‫ّ‬ ‫ىبَلمسّيدةَ"َمر‬
‫ّ‬ ‫ذيَو‬
‫كاةَفبرزَمعَالغالمَالزكيَالّ ُ‬
‫ّ‬ ‫اَركنَالز‬
‫ّ‬ ‫أم‬
‫ّ‬
‫مولَالمتجمّيَفيَالحوار‪َ،‬برزتَأفعالَالكالمَ‬
‫ُ‬ ‫ائمَلمبدإَالصدقَوال ّش‬
‫ّ‬ ‫خبرَالمو‬
‫ُ‬ ‫ففيَكم َال‬
‫َّ‬
‫َسيدناَ‬
‫َالصوم َفي َصوم ّ‬
‫ّ‬ ‫اإلنجازَّية َالتّأثيرّية َعمى َمستوى َالحوار‪َ ،‬كما َتحقّق َركن‬
‫ةَقصديةَتمثّمتَفيَمبدإَالتّعاونَالحواري‪َ،‬‬
‫ّ‬ ‫بني‬
‫يمَ"َعمييماَالسالم‪ّ َ،‬‬
‫ّ‬ ‫السّيدةَ"َمر‬
‫"زكرّياء"َو ّ‬
‫َالسالمََََََ‬
‫َسيدنا َ" َإبراىيم َ" َعميو ّ‬
‫َقصة ّ‬
‫الركن َالخامس َ ُوجد َفي َقانون َاإلخبار َفي ّ‬
‫وّ‬
‫منَخاللَتتاليَالحوارَالقصصي‪َ .‬‬

‫فمجمل َالخطاب َالوارد َفي ّ‬


‫َالسورة َحقّق َالتّأثير َفي َالمتمقّي َمن َخالل َسمسمةَ‬ ‫َ ُ‬
‫أفعالَالكالمَالتّقريرّيةَواإلنجازّيةََالّتيَتتالىَفيياَاإللزامَواإلثبات‪َ َ.‬‬

‫َ‬

‫‪421‬‬
‫البعد التّداولي في الخطاب القرآني‬ ‫خاتمة‬

‫خاتمة‪:‬‬

‫أن ليذا المنيج الغربي الحديث‬


‫إن تطبيق المنيج التّداولي عمى الخطاب القرآني‪ّ ،‬بين ّ‬
‫ّ‬
‫أن‬
‫أصوًًل في بالغتنا العر ّبية‪ ،‬القائمة عمى العمم بالمناسبة والعرف والمضمر واًلقتضاء‪ ،‬كما ّ‬
‫كالمية من إنجازّية وتأثيرّية‪ ،‬بحكم اىتماميا بالمّغة‬
‫ّ‬ ‫أنموذج سورة " مريم " حوى أفعاًلً‬
‫ألن العالقة بين ىذه األفعال متكاممة باعتبارىا قائمة عمى إحداث‬
‫السياق؛ ّ‬
‫وتفاعميا في إطار ّ‬
‫المقصدية من الكالم‪ ،‬فقوانين الخطاب من مبدأ التّعاون ومبدإ‬
‫ّ‬ ‫األثر في المتمقّي‪ ،‬ومنو تتحقّق‬
‫الصدق وقانون ال ّشمول واإلخبارّية‪ ،‬حقّقوا التّبادل الحواري والوضوح‪ ،‬لذلك‬
‫المالءمة ومبدإ ّ‬
‫اصمية‪ ،‬ىذا ما سيّل لنا تطبيقو‬
‫الخطابية التّو ّ‬
‫ّ‬ ‫العممية‬
‫ّ‬ ‫تعتبر ىذه األخيرة ضرورّية في نجاح‬
‫ًللية‪ ،‬من‬
‫الد ّ‬‫عمى سورة " مريم " الجامعة ليذه األفعال الّتي أوصمتنا إلى بعض المعاني ّ‬
‫شد المتمقّي بأفعال الكالم اإلنجازّية‬
‫نظامية تعمل‪ ،‬عمى ّ‬
‫ّ‬ ‫خالل القصص المبني عمى قاعدة‬
‫المتتالية من خالل أفعال‬
‫ّ‬ ‫والتّأثيرّية‪ ،‬واألقوال الظّاىرة والمضمرة منيا‪ ،‬وما كشفت عميو ىذه‬
‫قوة تأثير ىذه األفعال‪،‬‬
‫السورة‪ ،‬وىذا ما زاد من ّ‬
‫الزمني في ّ‬
‫الكالم ىو فقدان التّسمسل ّ‬
‫سيدنا " زكرّياء " في صورة "‬
‫تجسد دعاء ّ‬
‫حية؛ إذ ّ‬
‫فمضامينيا ظيرت في صورة أشخاص ّ‬
‫السالم‪ ،‬وكال الفعمين ( فعل‬
‫السّيدة " مريم " في صورة " عيسى " عمييم ّ‬
‫يحي "‪ ،‬ودعاء ّ‬
‫تعدى إلى‬
‫السالم ّ‬
‫المتحقّق في " عيسى " عميو ّ‬
‫أن فعل اإلنجاز ُ‬
‫الدعاء ) إنجازي تأثيري؛ إًلّ ّ‬
‫ّ‬
‫السورة تحتوي عمى برنامج مضمر‪ ،‬ىو‬
‫أن ّ‬‫كما ّ‬ ‫إنجازين ( ميالده وكالمو في الميد )‬
‫الدعاء‬
‫برنامج اإلليام وآداب ّ‬

‫الزمني ليا‪ ،‬يمحظ‬


‫المتتبع لسمسمة ىذه األفعال وبيذا التّقديم والتّأخير في التّرتيب ّ‬
‫و ّ‬
‫تحقيق أركان اإلسالم الخمسة من خالل قوانين الخطاب الموظّفة‪ ،‬فمبدأ التّعاون الخطابي‬
‫الركن‬
‫الدعوة ّ‬
‫السالم واستجابة ّ‬
‫سيدنا " زكرّياء" عميو ّ‬
‫حقّق من خالل الحوار القائم بين دعاء ّ‬
‫الصادر‬
‫ّ‬ ‫الركن الثّاني تحقّق مع فعل التّسبيح‬
‫األول‪ ،‬وىو اإلقرار بال ّشيادة لمّو وحده‪ ،‬و ّ‬
‫ّ‬
‫الركن الثّالث فبرز مع الغالم‬
‫أما ّ‬
‫الصالة‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫السالم‪ ،‬وىو‬
‫سيدنا " زكرّياء " عميو ّ‬
‫عن ّ‬
‫‪821‬‬
‫البعد التّداولي في الخطاب القرآني‬ ‫خاتمة‬

‫سيدنا‬
‫الرابع تحقّق في صوم ّ‬
‫الركن ّ‬
‫الزكاة‪ ،‬و ّ‬
‫السالم‪ ،‬وىو ّ‬
‫لمسّيدة " مريم " عمييا ّ‬
‫الّذي ُوىب ّ‬
‫الركن‬
‫الصوم‪ ،‬و ّ‬
‫قصدية‪ ،‬وىو ّ‬
‫ّ‬ ‫بنية‬
‫السالم عن الكالم ّ‬
‫السّيدة " مريم " عمييما ّ‬
‫" زكرّياء " و ّ‬
‫السالم‪ ،‬فيذه الجممة من األمرّيات‬
‫سيدنا " إبراىيم " عميو ّ‬
‫قصة ّ‬
‫الخامس تحقّق مع سرد ّ‬
‫أن بروز القانون اإلخباري المتمثّل في سرد قصص‬
‫جسدت مبدأ التّعاون الحواري‪ ،‬كما ّ‬
‫ّ‬
‫الماضين وأحواليم وطريقة عيشيم‪ ،‬سيّل وضوح قانون ال ّشمول في موائمة المقام لممقال‪،‬‬
‫السورة حقّق اليدف من وروده‪ ،‬وىو التّأثير في المتمقّي من خالل‬
‫وعميو فالخطاب الوارد في ّ‬
‫أفعال الكالم وقوانين الخطاب‬

‫‪821‬‬
‫البعد التّداولي في الخطاب القرآني‬ ‫ممخص‬

‫بالعربية‪:‬‬
‫ّ‬ ‫المل ّخص‬

‫إن شرف العمم بشرف موضوعو‪ ،‬وشرف موضوعنا ىذا تحميل الخطاب القرآني وفق‬
‫ّ‬
‫داولية‪ ،‬العائدة جذوره إلى البالغة العر ّبية‪ ،‬فجاء العنوان‪:‬‬
‫بي حديث‪ ،‬المتمثّل في التّ ّ‬
‫منيج غر ّ‬
‫إشكالية أساس ىي‪:‬‬
‫ّ‬ ‫البعد التّداولي في الخطاب القرآني سورة "مريم" أنموذجا‪ ،‬قائماً عمى‬
‫عينة‬
‫أي مدى يمكن تطبيق نظرّية أفعال الكالم في تحميل الخطاب القرآني من خالل ّ‬
‫إلى ّ‬
‫النظرّية ( اإلنجازّية‪ ،‬التّأثيرّية )‪،‬‬
‫الكالمية في ّ‬
‫ّ‬ ‫سورة "مريم" ؟‪ ،‬مستندة في ذلك عمى األفعال‬
‫الدراسة‪ ،‬كالوصف والتّحميل‬
‫ائية المناسبة وطبيعة ّ‬
‫البحثية اإلجر ّ‬
‫ّ‬ ‫ومستعينة بجممة من األدوات‬
‫النقد واالستنتاج‪.‬‬
‫وّ‬

‫السياق‬
‫أن أفعال الكالم في سورة "مريم" حقّقت من خالل ّ‬
‫وتوصمت في األخير إلى ّ‬
‫ّ‬
‫النّية‬
‫الصدق ومبدإ ال ّشمول وقانون اإلخبارّية‪ّ ،‬‬
‫وتطبيق قوانين الخطاب من مبدإ التّعاون ومبدإ ّ‬
‫القصدية من الحوار القائم عمى التّأثير في المتمقّي‪.‬‬
‫ّ‬

‫‪021‬‬
‫البعد التّداولي في الخطاب القرآني‬ ‫ممخص‬

Résumé de la recherche:

La valeur de l’étude est lié au sujet abordé, notre sujet traite


l’analyse du coran selon une méthode occidentale parait dns la
consécutive basée sur la sémiotique arabe, cést pourquoi le titre «
La dimension concécutive dans l’analyse du coran un exemple
dans sourat" Meriem" , basée sur cette problématique :
« A quelle dimension on peut appliquer la théorie dés actes de
paroles a travers sourat "Meriem "? », basant sur les actes de paroles
( illocutoires, perlocutoires ) aidant par dés moyens de recherche
adéquate et la nature de l’étude, comme la description, l’analyse, la
critique et la déduction.
On a conclu finalement que les actes de la paroles dans sourat
"Meriem" a été réalisé a travers le contexte et la pratique des lois dés
discours a travers le principe de la coopération, le principe de
sincérité, le principe d’ informativité, la loi d’exhautivité a travers le
dialogue basé sur l’ifluence des récepteurs.

020
‫البعد التّداولي في الخطاب القرآني‬ ‫ممخص‬

Research’s summary:
The study of the value is retaled to the value of it subject. Our
subject treats the coran analyze through an occidental research method
represented in «The consecutive dimension in the coran analyze
was an example in sourat "Meriem" » based on this problematic:
«To what extent can we apply the theory of words acts through
sourat Meriem ? « basing on words actes ( illocutory act ) and
( perlocutory act ) with the help of adequate research means, the
nature of the study, such as the help of adequate research means, the
nature of the study, such as the description, the analyze, criticism and
the deduction.
In the end we have concluded that the acts words in sourat
“Meriem” was achieved through the context, the application of laws
speech through cooperation principe, sincerity principe, sinonty
principe, informing law, exhaustively law through the dialogue based
on receivers influence.

021
‫فهرس المصادر والمراجع‪:‬‬

‫القرآن الكريم‪ ،‬رواية حفص‪.‬‬

‫العربية‪:‬‬
‫ّ‬ ‫أ‪ /‬الكتب‬

‫‪ -1‬أحمد المتو ّكل‪ ،‬الخطاب و خصائص المّغة العر ّبية‪ ،‬دراسة في الوظيفة والبنية و‬
‫الرباط‪،‬‬
‫الدار العر ّبية لمعموم ناشرون‪ ،‬منشورات االختالف‪ ،‬دار األمان‪ّ ،‬‬
‫النمط‪ّ ،‬‬
‫ّ‬
‫الطّبعة ‪1431 ،02‬ه‪2010-‬م‪.‬‬
‫داولية من أفعال المّغة إلى بالغة الخطاب‬
‫محمد مزيد‪ ،‬تبسيط التّ ّ‬
‫ّ‬ ‫الدين‬
‫‪ -2‬بياء ّ‬
‫لمنشر والتّوزيع‪ ،‬القاىرة‪ ،‬الطّبعة ‪2010 ،01‬م‪.‬‬
‫السياسي‪ ،‬شمس ّ‬
‫ّ‬

‫اغماتية‪ ،‬دار‬
‫مؤسس الحركة البر ّ‬
‫‪ - 3‬حامد خميل‪ ،‬المنطق البراغماتي عند "بيرس" ّ‬
‫الينابيع‪ ،‬مصر‪ ،‬د‪.‬ط‪1996 ،‬م‪.‬‬

‫داولية‪ .‬قراءة " شروح التّمخيص"‬


‫النحو إلى التّ ّ‬
‫‪-4‬صابر الحباشة‪ ،‬مغامرة المعنى من ّ‬
‫األول‪،‬‬
‫النشر‪ ،‬سورّية‪ ،‬دمشق‪ ،‬اإلصدار ّ‬
‫لمدراسات و ّ‬
‫لمخطيب القزويني‪ ،‬دار صفحات ّ‬
‫‪.2011‬‬

‫الكالمية بين فالسفة المّغة المعاصرين و‬


‫ّ‬ ‫سيد الطّبطبائي‪ ،‬نظرّية األفعال‬
‫‪ -5‬طالب ّ‬
‫البالغيين العرب‪ ،‬مطبوعات جامعة الكويت‪ ،‬الكويت‪ ،‬د‪.‬ط‪1994 ،‬م‪.‬‬

‫الرحمن‪ ،‬في أصول الحوار وتجديد عمم الكالم‪ ،‬المركز الثّقافي العربي‪،‬‬
‫‪ -6‬طو عبد ّ‬
‫المغرب‪ ،‬الطّبعة ‪1988 ،02‬م‪.‬‬

‫الدار البيضاء‪،‬‬
‫‪ -7‬نفسو‪ ،‬المّسان والميزان أو التّكوثر العقمي‪ ،‬المركز الثّقافي العربي‪ّ ،‬‬
‫المغرب‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬الطّبعة ‪ ،02‬د‪.‬ت‪.‬‬

‫‪311‬‬
‫المنان‪،‬‬
‫الرحمن في تفسير كالم ّ‬
‫السعدي‪ ،‬تيسير الكريم ّ‬
‫الرحمن ابن ناصر ّ‬
‫‪ -8‬عبد ّ‬
‫النشر والتّوزيع‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫معال المّويحق‪ ،‬دار ابن حزم لمطّباعة و ّ‬
‫الرحمن بن ّ‬
‫تحقيق‪ :‬عبد ّ‬
‫الطّبعة ‪2003 ،01‬م‪.‬‬

‫النظرّية والتّطبيق‪ ،‬دراسة‪ ،‬منشورات اتّحاد‬


‫األسموبية بين ّ‬
‫ّ‬ ‫النص و‬
‫‪ -9‬عدنان بن ذريل‪ّ ،‬‬
‫الكتّاب العرب‪ ،‬دمشق‪ ،‬د‪.‬ط‪2000 ،‬م‪.‬‬

‫الدمشقي‪ ،‬تفسير القرآن العظيم‪،‬‬


‫الدين أبو الفداء إسماعيل بن كثير القرشي ّ‬
‫‪ -10‬عماد ّ‬
‫النشر و التّوزيع‪ ،‬جميورّية مصر‪ ،‬القاىرة‪ ،‬الطّبعة‬
‫الجزء الثّالث‪ ،‬دار المستقبل لمطّباعة و ّ‬
‫‪2014 ،01‬م‪.‬‬

‫داولية‪ ،‬منشورات‬
‫النظرّية التّ ّ‬
‫‪ -11‬عمر بمخير‪ ،‬تحميل الخطاب المسرحي في ضوء ّ‬
‫االختالف‪ ،‬الجزائر‪ ،‬الطّبعة‪2003 ،01‬م‪.‬‬

‫العياشي أدواري‪ ،‬االستمزام الحواري في التّداول المّساني‪ ،‬من الوعي‬


‫‪ّ -12‬‬
‫الضابطة ليا‪ ،‬منشورات االختالف‪،‬‬
‫ّ‬ ‫وعية لمظّاىرة إلى وضع القوانين‬
‫الن ّ‬
‫بالخصوصيات ّ‬
‫ّ‬
‫الرباط‪ ،‬الطّبعة ‪1432 ،01‬ه‪2011-‬م‪.‬‬
‫الجزائر‪ ،‬دار األمان‪ّ ،‬‬

‫العممية‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫ّ‬ ‫األول‪ ،‬دار الكتب‬
‫الرازي‪ ،‬مفاتيح الغيب‪ ،‬الجزء ّ‬
‫الدين ّ‬
‫‪ -13‬فخر ّ‬
‫الطّبعة ‪2000 ،01‬م‪.‬‬

‫الزمخشري‪ ،‬الك ّشاف من حقائق غوامض التّنزيل‬


‫‪ -14‬أبو القاسم محمود بن عمر ّ‬
‫الرياض‪ ،‬الطّبعة ‪،01‬‬
‫الرابع‪ ،‬مكتبة العبيكان‪ّ ،‬‬
‫وعيون األقاويل في وجوه التّأويل‪ ،‬الجزء ّ‬
‫‪1418‬ه‪1998-‬م‪.‬‬

‫قدور عمران‪ ،‬البعد التّداولي و الحجاجي في الخطاب القرآني‪ ،‬عالم الكتب‬


‫‪ّ -15‬‬
‫الحديث‪ ،‬إربد‪ ،‬األردن‪ ،‬الطّبعة ‪2012 ،01‬م‪.‬‬

‫‪311‬‬
‫تداولية لظاىرة األفعال‬
‫ّ‬ ‫داولية عند العمماء العرب‪ ،‬دراسة‬
‫‪ -16‬مسعود صحراوي‪ ،‬التّ ّ‬
‫النشر‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطّبعة ‪،01‬‬
‫الكالمية في التّراث المّساني العربي‪ ،‬دار الطّميعة لمطّباعة و ّ‬
‫ّ‬
‫‪2005‬م‪.‬‬

‫الكالمية في‬
‫ّ‬ ‫تداولية اظاىرة األفعال‬
‫ّ‬ ‫داولية عند العمماء العرب‪ ،‬دراسة‬
‫‪ -17‬نفسو‪ ،‬التّ ّ‬
‫لمنشر و التّوزيع‪159 ،‬شارع طرابمس‪ ،‬حسين داي‪،‬‬
‫التّراث المّساني العربي‪ ،‬دار التّنوير ّ‬
‫الجزائر‪ ،‬الطّبعة ‪1429 ،01‬ه‪2008-‬م‪.‬‬

‫محمد سالم األمين الطّمبة‪ ،‬الحجاج في البالغة المعاصرة‪ ،‬دار الكتاب الجديد‬
‫‪ّ -18‬‬
‫المتّحدة‪ ،‬لبنان‪ ،‬الطّبعة ‪2008 ،01‬م‪.‬‬

‫السابع‬
‫السادس و ّ‬
‫محمد الطّاىر بن عاشور‪ ،‬تفسير التّحرير والتّنوير‪ ،‬الجزء ّ‬
‫ّ‬ ‫‪-19‬‬
‫لمنشر‪ ،‬تونس‪1984 ،‬م‪.‬‬
‫الدار التّونسّية ّ‬
‫الوطنية لمكتاب‪ ،‬الجزائر‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫المؤسسة‬
‫ّ‬ ‫عشر‪،‬‬

‫محمد‬
‫النقد الغر ّبية‪ ،‬دار ّ‬
‫النقد العربي الحديث ومدارس ّ‬
‫الناصر العجيمي‪ّ ،‬‬
‫محمد ّ‬
‫‪ّ -20‬‬
‫اإلنسانية سوسة‪ ،‬الطّبعة ‪،01‬‬
‫ّ‬ ‫كمية اآلداب و العموم‬
‫لمنشر والتّوزيع‪ ،‬صفاقس‪ّ ،‬‬
‫عمى الحامي ّ‬
‫ديسمبر‪1998 ،‬م‪.‬‬

‫األسموبية وتحميل الخطاب‪ ،‬مركز اإلنماء الحضاري‪ ،‬الطّبعة ‪،01‬‬


‫ّ‬ ‫‪ -21‬منذر عياّشي‪،‬‬
‫‪2002‬م‪.‬‬

‫العمي الكبير وآخرون‪ ،‬دار المعارف‪،‬‬


‫ّ‬ ‫‪ -22‬ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد اهلل‬
‫القاىرة‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬

‫الرازي‬
‫داولية عند األصوليين‪ ،‬دراسة في تفسير ّ‬
‫النظرّية التّ ّ‬
‫محمد غماري‪ّ ،‬‬
‫‪ -23‬نصيرة ّ‬
‫(‪)606-455‬ه‪ ،‬عالم الكتب الحديث‪ ،‬إربد‪ ،‬األردن‪ ،‬الطّبعة ‪2014 ،01‬م‪.‬‬

‫‪311‬‬
‫تداولية الخطاب األدبي‪ ،‬المبادئ واإلجراءات‪ ،‬دار‬
‫ّ‬ ‫‪ -24‬نواري سعودي أبو زيد‪ ،‬في‬
‫لمنشر والتّوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،‬الطّبعة ‪2009 ،01‬م‪.‬‬
‫الحكمة ّ‬

‫ب‪ /‬الكتب المترجمة‪:‬‬

‫الدين‬
‫داولية اليوم عمم جديد في التّواصل‪ ،‬تر‪ :‬سيف ّ‬
‫‪ -1‬آن روبول‪ ،‬جاك موريس‪ ،‬التّ ّ‬
‫ظمة العر ّبية لمتّرجمة‪ ،‬دار‬
‫محمد ال ّشيباني‪ ،‬مراجعة‪ :‬لطيف زيتوني‪ ،‬المن ّ‬
‫ّ‬ ‫غفوس‪،‬‬
‫النشر‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬الطّبعة ‪ ،01‬تموز‪2003 ،‬م‪.‬‬
‫الطّميعة لمطّباعة و ّ‬
‫‪ -2‬باتريك شارودو‪ ،‬دومينيك مانغونو‪ ،‬معجم تحميل الخطاب‪ ،‬تر‪ :‬عبد القادر المييري‪،‬‬
‫صمود‪ ،‬منشورات دار سيناترا‪ ،‬المركز الوطني لمتّرجمة‪ ،‬تونس‪ ،‬د‪.‬ط‪،‬‬
‫ّ‬ ‫حماد‬
‫ّ‬
‫‪2008‬م‪.‬‬

‫الممفوظية‪ ،‬دراسة‪ ،‬تر‪ :‬قاسم المقداد‪ ،‬منشورات اتّحاد الكتّاب‬


‫ّ‬ ‫‪-3‬جان سيرفوني‪،‬‬
‫العرب‪ ،‬دمشق‪ ،‬د‪.‬ط‪1998 ،‬م‪.‬‬

‫محمد يحياتن‪ ،‬ديوان‬


‫ّ‬ ‫داولية‪ ،‬تر‪:‬‬
‫سانيات التّ ّ‬
‫‪ -4‬الجياللي دالش‪ ،‬مدخل إلى المّ ّ‬
‫الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬د‪.‬ط‪1996 ،‬م‪.‬‬
‫ّ‬ ‫المطبوعات‬

‫محمد يحياتن‪،‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -5‬دومينيك مانغونو‪ ،‬المصطمحات المفاتيح لتحميل الخطاب‪ ،‬تر‪:‬‬
‫الدار العر ّبية لمعموم ناشرون‪ ،‬الطّبعة ‪1428 ،01‬ه‪-‬‬
‫منشورات االختالف‪ ،‬الجزائر‪ّ ،‬‬
‫‪2008‬م‪.‬‬

‫السياق‪ ،‬تر‪ :‬عبد القادر قنيني‪ ،‬أفريقيا ال ّشرق‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪،‬‬


‫النص و ّ‬
‫‪ -6‬فان دايك‪ّ ،‬‬
‫د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬

‫داولية‪ ،‬تر‪ :‬سعيد عموش‪ ،‬مركز اإلنماء القومي‪،‬‬


‫‪ -7‬فرانسواز أرمنكو‪ ،‬المقاربة التّ ّ‬
‫د‪.‬ط‪1985 ،‬م‪.‬‬

‫‪311‬‬
‫ دار‬،‫ صابر الحباشة‬:‫ تر‬،‫داولية من أوستين إلى غوفمان‬
ّ ّ‫ الت‬،‫ فيميب بالنشيو‬-8
.‫م‬2007 ،01 ‫ الطّبعة‬،‫ سورّية‬،‫ذقية‬
ّ ‫الال‬
ّ ، ‫لمنشر والتّوزيع‬
ّ ‫الحوار‬

:‫األجنبية‬
ّ /‫ب‬

1- C.K,orecchioni, limplicite, Armond, colin, éditeur, paris,1986.


2- Daniel Venderveken,les actes de discours, langage ; n 92,
1988.
Émile Benveniste, problèmes de linguistique générale, -3
Gallimard, paris, 1947.

4-F.Récanti, quest ce qu’un acte locutoinnaire, communication


32, seuil.
5- François Flahault, la parole intermédiaire, les seuil, paris.
6- Jean François, jeandillou, l'analyser textuelle, Armand, colin,
paris, 1997.
7- J.L.Austin, quand dire c'est faire, intodactiongils lane, édition
du seuil,paris, 1970.
8- O. Ducrot, dire et ne dire, Herman, paris.

:‫الجامعية‬
ّ ‫البحوث‬

،‫داولية في كتاب دالئل اإلعجاز لعبد القاىر الجرجاني‬


ّ ّ‫ قضايا الت‬،‫ حامدة ثقبايث‬-
.‫م‬2012 ،‫ تيزي وزو‬،‫جامعة مولود معمري‬

:‫المجّلت‬
ّ

311
‫ثقافية‬
‫ّ‬ ‫النص‪ ،‬عالم المعرفة‪ ،‬سمسمة كتب‬
‫‪ -1‬صالح فضل‪ ،‬بالغة الخطاب وعمم ّ‬
‫شيرّية يصدرىا المجمس الوطني لمثّقافة والفنون واآلداب‪ ،‬الكويت‪ ،‬العدد‪ ،164‬أغسطس‬
‫‪.1992‬‬

‫‪ - 2‬عمي زائري وند‪ ،‬قراءة في قصيدة لعازر‪ 1946‬في ضوء نظرّية تحميل الخطاب‪،‬‬
‫الرابع‪ ،‬شتاء‪1398‬ه‪-‬‬
‫مجمّة دراسات في المّغة العر ّبية وآدابيا‪ ،‬فصيمة محكمة‪ ،‬العدد ّ‬
‫‪2011‬م‪.‬‬

‫العامة‬
‫ّ‬ ‫‪ -3‬عيد بمبع‪ ،‬التّداولّية البعد الثّالث في سيميوطيقا موريس‪ ،‬الييئة المصرّية‬
‫لمكتاب‪ ،‬فصول‪ ،‬العدد ‪ ،66‬ربيع‪.2005‬‬

‫نموذجا ‪،-‬‬
‫ً‬ ‫النظم –‬
‫‪ -4‬فائزة حسناوي‪ ،‬مقاربة بين البالغة و الخطاب التّداولي‪ ،‬نظرّية ّ‬
‫عمار‬
‫أكاديمية تصدر عن مخبر المّغة العر ّبية و آدابيا‪ ،‬جامعة ّ‬
‫ّ‬ ‫فصمية‬
‫ّ‬ ‫دولية‬
‫الباحث مجمّة ّ‬
‫ثميجي‪ ،‬األغواط‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد الخامس عشر‪ ،‬أفريل‪.2014‬‬

‫‪311‬‬
‫فيرس الموضوعات‬

‫مقدمة‪..........................................................................‬و‬
‫ّ‬
‫األول‪.‬‬
‫الفصل ّ‬

‫تعريف عام بالمنيج التّداولي‪.‬‬

‫داولية‪.‬‬
‫األول‪ :‬أبرز مفاىيم التّ ّ‬
‫المبحث ّ‬

‫داولية‬
‫‪ -1‬تعريف التّ ّ‬

‫أ‪ -‬لغة‪13........................................................................‬‬

‫اصطالحا‪14..................................................................‬‬
‫ً‬ ‫ب‪-‬‬

‫‪ -2‬أفعال الكالم‪:‬‬

‫تعريف الفعل الكالمي‪25...........................................................‬‬

‫أ‪ -‬فعل القول‪26....................................................................‬‬

‫ب‪ -‬فعل الكالم اإلنجازي‪28.........................................................‬‬

‫ج‪ -‬فعل الكالم التّأثيري‪29..........................................................‬‬

‫متضمنات القول‪31............................................................‬‬
‫ّ‬ ‫‪-3‬‬

‫المبحث الثّاني‪ :‬مفاىيم الخطاب‪.‬‬

‫‪ -1‬التّمفّظ‪32......................................................................‬‬

‫‪ -2‬ال ّنص‪34.....................................................................:‬‬

‫‪731‬‬
‫‪ -3‬الخطاب ‪36...................................................................‬‬

‫‪ -4‬قوانين الخطاب‬

‫أ‪ -‬مبدأ التّعاون‪38...............................................................‬‬

‫ب‪ -‬مبدأ المالءمة ‪44............................................................‬‬

‫الصدق ‪44..............................................................‬‬
‫ج‪ -‬مبدأ ّ‬

‫اإلخبارية ‪41...........................................................‬‬
‫ّ‬ ‫د‪ -‬قانون‬

‫شمول ‪41...........................................................‬‬
‫ه‪ -‬قانون ال ّ‬

‫الفصل الثّاني‪.‬‬

‫داولية لمخطاب في سورة " مريم "‪.‬‬


‫القيم التّ ّ‬

‫السالم‪44............................................‬‬
‫‪ -‬تقديم سورة " مريم " عمييا ّ‬

‫السالم‪45.........................................‬‬
‫زكرياء " عميو ّ‬
‫سيدنا " ّ‬
‫‪ -1‬كرامة ّ‬

‫السالم‪58...........................................‬‬
‫سيدنا " يحي "عميو ّ‬
‫‪ -2‬مكانة ّ‬

‫السالم و قداسة ولدىا ‪64.........................‬‬


‫الس ّيدة " مريم" عمييا ّ‬
‫‪ -3‬كرامة ّ‬

‫السالم‪81....‬‬
‫بسيدنا " إبراىيم " و أبناءه و" موسى" و " إدريس "عمييم ّ‬
‫‪ -4‬التّنزيو ّ‬

‫‪ -5‬وصف الج ّنة و أىميا ‪144......................................................‬‬

‫‪ -6‬إنكار المشركين ليوم البعث ‪146................................................‬‬

‫اعتزوا بيا‪116.......................‬‬
‫‪ -7‬إنذار المشركين بندميم عمى األصنام الّتي ّ‬

‫‪731‬‬
‫الرسولﷺال ّنصرة عمى أعدائو‪118......................................‬‬
‫‪ -8‬وعد اهلل ّ‬

‫‪ -9‬ذكر من كفر بنسبة الولد هلل تعالى ‪121........................................‬‬

‫شر و نذير‪124..................................‬‬
‫‪ -14‬التّنويو بمكانة القرآن بأ ّنو مب ّ‬

‫خاتمة‪128..........................................................................‬‬
‫بالعربية‪134...............................................................‬‬
‫ّ‬ ‫المم ّخص‬

‫بالفرنسية‪131.............................................................‬‬
‫ّ‬ ‫المم ّخص‬

‫باالنجميزية‪132............................................................‬‬
‫ّ‬ ‫المم ّخص‬

‫قائمة المصادر والمراجع‪133........................................................‬‬

‫فيرس الموضوعات ‪139............................................................‬‬

‫‪731‬‬

You might also like