Professional Documents
Culture Documents
العملية التعليمية التعلمية على ضوء بيداغوجيا التدريس بالكفاءات
العملية التعليمية التعلمية على ضوء بيداغوجيا التدريس بالكفاءات
التدريس بالكفاءات
امللخص:
جاء مفهوم املقاربة بالكفايات كاستجابة للتطورات التي شملت مختلف
املستويات واملجاالت خاصة املعرفية منها والتي لها انعكاسات ميدانية متعددة ،ألامر
الذي استدعى تكوينا ديناميكيا يتماش ى مع متطلبات الحياة املتجددة واملتنوعة،
خاصة مع التطور التكنولوجي والعلمي ،والوفرة املعرفية التي استوجبت توافقا
معرفيا ومنهجيا ملواكبة الثورة العلمية من جهة وتحمل تبعاتها من جهة أخرى.
Summary:
The concept of competency approach came as a response to
developments that included various levels and cognitive areas,
especially ones that have multiple field reflections, which called
dynamic configuration is in line with the requirements of
renewable and varied life, especially with the technological and
scientific development, cognitive galore that necessitated
cognitively and methodological consensus to keep up with the
scientific revolution by hand and carry consequences.
مقدمة:
باعتبار النظم التربوية أساس أي تغيير جاد وديناميكي فإن تغير مناهجها
وبيداغوجيا التدريس املتبعة كان من الضرورات التي تؤدي إلى الاستجابة لهذه
التغيرات من خالل مواكبتها أو للتفاعل معها ،كل هذا أدى إلى انتهاج واعتماد ما
يسمى املقاربة بالكفاءات على جميع املستويات التربوية والتكوينية بهدف إعطاء
1
ديناميكية للمنظومة التربوية ككل ،وبالتالي أثرت املقاربة بالكفايات على ممارس ي
وواضعي البرامج التربوية في العديد من الدول بداية باملتطورة وانتهاء بالدول النامية،
مما أدى باملسئولين والقائمين على شؤون التربية اليوم إلى وضع وصياغة برامج
دراسية تقوم على منطق وبيداغوجيا التدريس بالكفاءات باعتبارها نموذجا معرفيا
قائما بذاته أثبت نجاعته في ظل تنامي الحاجة إلى املعرفة ،ألامر الذي رسخ من
فائدتها العملياتية خاصة في مجال التعليم والتكوين.
تعريف الكفاءة :Compétence
-10تعريف الكفاءة لغة:
املقصود بمصطلح الكفاءة في اللغة القدرة والجدارة ،فنقول شخص كفؤ في
عمله أي قادر على أداء عمله بجدارة.
ولقد جاء لفظ الكفاءة في املعاجم اللغوية بمعنى املساواة واملماثلة ،وهي
مأخوذة من الفعل كفأ ومنه الكفؤ واملثل والنظير( .الرازي محمد ،1891،ص)275:
وانطالقا من ذلك يستعمل مصطلح الكفاءة في الزواج ،والكفاءة في املال..الخ.
أما مصطلح الكفاية الذي كثيرا ما يستعمل كمرادف للكفاءة ،فإنه يعني في
اللغة الاكتفاء وإلاستغناء على الغير.
-10تعريف الكفاءة إصطالحا:
إن مفهوم الكفاءة مفهوم متعدد الاستعمال polysémiqueفأحيانا نجده
يرتبط بالهدف الخاص objectif spécifiqueوأحيانا يرتبط باألداء performanceوفي
حين أخر يرتبط بالقدرة املعرفية )Xavier .2004 p: 101 ( .Capacité Cognitive
ولذك تعددت تعاريف مصطلح الكفاءة ،وسوف نكتفي في حديثنا هذا على
التعاريف التالية:
-تعريف :Louis D'Hainout
يقصد بالكفاءة مجموعة من التصرفات الاجتماعية والوجدانية ومن املهارات
املعرفية أو من املهارات النفسية الحس /حركية التي تمكن من ممارسة دور أو
وظيفة ،نشاط ،مهمة أو عمل معقد على اكمل وجه.
(وزارة التربية الوطنية 5001.ص)52:
2
-تعريف :Leboterfالكفاءة هي حسن التصرف ،وحسن التصرف في نظر
Leboterfيتضمن ثالث عمليات أساسية وهي حسب الشكل التالي( :بوداود وداودي،
،5002ص)102 :
3
-10تعريف محمد الدريج :الكفاءات هي قدرات مكتسبة تسمح بالسلوك والعمل في
سياق معين ،ويتكون محتواها من معارف ومهارات وقدرات واتجاهات مندمجة
بشكل مركب ،كما يقوم الفرد الذي اكتسبها بتوظيفها قصد مواجهة مشكلة ما
وحلها في وضعية محددة(.داودي وبوداود .5002 ،ص)101:
املالحظ عن هذه التعاريف بأنها مختلفة في ظاهرها وفي املفاهيم املستعملة فيها
إال أنها في حقيقة ألامر تلتقي جميعها في مجموعة من الخصائص والتي يمكن حرها
في مايلي:
-1إن الكفاءة تحمل معنى القدرة على القيام بعمل معين ،إذ ال معنى للكفاءة مع
العجز على إنجاز مهمة ما ،وهذا ما يتفق مع املعنى اللغوي ملصطلح الكفاءة.
-5إن الكفاءة هي عملية دمج وتفعيل وتوظيف للمعارف ،وفي هذا إشارة إلى دور
الذات في التعامل مع ما تستقبله من مثيرات خارجية كما يرى أصحاب النظرية
البنائية التي تقوم عليها بيداغوجية املقاربة بالكفاءات.
-2إن الكفاءات من خالل التعاريف السابقة تبرز في مواقف ووضعيات معينة ،أين
يجد الشخص نفسه أمام مشكلة إليجاد حل لها الن الكفاءة ال يمكن تطويرها لدى
املتعلم إال بوضعه أمام وضعيات معقدة أين يتطلب ألامر توظيف املعارف
واملكتسبات.
بعد أن تعرضنا لهذه التعاريف ،يجدر بنا أن نشير إلى أن مصطلح الكفاءة قد
استعمل في مجاالت عديدة ،وفي ميادين مختلفة ،فلقد إرتبط في بداية بالوسط
املنهي حيث كان يعني في هذا املجال إنجاز العامل للنشاط الذي كلف به ،ومن هنا
ظهر مصطلح الكفاءة املهنية Compétence professionnelleوالذي يعني قدرة
الشخص على إستعمال مكتسباته من اجل ممارسة وضيفة أو حرفة أو مهمة حسب
متطلبات محددة ومعترف بها في مجال الشغل.
ويعتبر دومنتمالن DeMontemolinأول من قام بإدخل ملفهوم الكفاءة إلى
ميدان العمل حيث إعتقد انه أصبح من الضروري استعماله إذا رغبنا ليس فقط
في الوصف بل ايضأ في التحليل والتفسير أي تفسير السلوكات املهنية.
(محمد بوعالق ،5002 ،ص)127 :
4
ويرى فيليب كاري ph Carréبأن مفهوم الكفاءة يدل على كل ما يسمح بحل
املشكالت املهنية داخل سياق معين من خالل تعبئة وتجنيد قدرات متنوعة بكيفية
مندمجة( .املرجع السابق ،ص)172 :
إنطالقا من ذلك يمكن أن نستنتج بان مصطلح الكفاءة اخذ مفهوما عاما في
املجال املنهي إذ لم يتوقف عند اكتساب املعارف واملهارات ،بل تعداه إلى استعمال
هذه املعارف واملهارات في وضعيات جديدة في إطار املجال املنهي ،كما يشمل أيضا
تنظيم العمل وتخطيطه وكذلك الابتكار والقدرة على التكيف مع النشاطات املهنية،
ولقد انتقل مفهوم الكفاءة من املجال الصناعي واملنهي إلى املجال التربوي ،نتيجة
لألوضاع املتردية التي وصل إليها قطاع التربية والتعليم ،بحيث أصبح عاجزا عن
تلبية حاجات إلانسان وطموحاته في ظل بيداغوجية املقاربة باألهداف ،خاصة مع
بروز الفارق الكبير بين مردود املؤسسة التربوية (املدرسة) واملؤسسة الصناعية الذي
الحظه بشكل واضح رجال التربية حينها ،مما أدى إلى تزايد الانتقادات والاحتجاجات
املطالبة بالتغيير ،في ظل هذه ألاوضاع ورغبة في النهوض بالقطاع التعليمي والرفع
من مستوى مردوديته ومسايرة للنهضة الصناعية ،كان البد من استعارة مفهوم
الكفاءة وتكييفيه مع الواقع املدرس ي ،ومن ثم كان تبنى بيداغوجية املقاربة
بالكفاءات كطريقة مثلى لتحقيق الغايات السابقة ،وصار مفهوم الكفاءة باملعني
الذي ذكرناه سابقا هو املفهوم املعتمد في بناء املناهج التعليمية والطرائق التدرسية.
(خير الدين هني ،5002 ،ص)20 :
وتعتبر ف .دوالنشير V.Delandsheerمن الذين ساهموا مساهمة فعالة في
استعارة هذا املفهوم وإدخاله إلى املجال التربوي ،وهي تعرف الكفاءة في هذا املجال
بأنها لفظ يدل على القدرة على تنفيذ مهمة معينة بأسلوب مرض ،وما ينبغي
الاهتمام به حسبها ليس هو السلوك ولكن املهمة ،واملهمة في نظرها هي ألانشطة التي
تسمح بانجاز ماهو متوقع من نتائج ايجابية أي أن املهمة هي أفعال دقيقة ينتظر من
املتعلم املكون القيام بها( .محمد بوعالق ،5002 ،ص)172 :
وفي نفس املجال يرى ف ،ميريو ph.Meirieuان الكفاءة تحيل الفرد على
مواقف تستدرجه نحو عملية تدبير متغيرات متجانسة وتسمح له بحل مشكالت ال
يمكن حلها ،إال بالرجوع إلى مواقف قبلية ترتبط بمادة دراسية معينة ،وهذا املعنى
يربط بين مفهوم الكفاءة ومفهوم القدرة على حل املشكالت ويؤكد في الوقت نفسه
5
على تدبيرالعالقات بين متغيرات انطالقا من معارف سبق للفرد اكتسابها(.املرجع
السابق ،ص)172 :
يتضح من التعاريف التي سبق ذكرها بان مفهوم الكفاءة في املجال التعليمي
يتفق إلى حد كبير مع مفهوم الكفاءة في املجال الصناعي ،إذ أنه يحمل نفس املعاني
التي ذكرناها سابقا واملتمثلة في إمكانية املتعلم وقدرته على حل مشكالت معينة من
خالل استغالل أو استثمار مكتسباته السابقة والحاضرة عن طريق ما يسمى بعملية
الدمج في بيداغوجية املقاربة بالكفاءات ،على أن تكون هذه املشكالت لها داللة ولها
معنى بالنسبة للمتعلم حتى يستفيد منها فعال في حياته الاجتماعية ومن ثم تسمح له
بان يتكيف بسهولة مع محيطه الاجتماعي.
-مكونات الكفاءة :تتكون الكفاءة من ثالث مكونات أساسية وتتمثل هذه املكونات
فيما يلي:
-أوال املحتوى :والذي يتكون بدوره من العناصر التالية:
-المعارف
ويقصد بها جملة المعارف التي تشكل اإلطار المرجعي للتعلم•
المحضة
ثانيا القدرة :ويقصد بها قدرة املتعلم على إستثمار ما يمتلكه من استعدادات
ملواجهة مختلف الوضعيات املطروحة أمامه سواء كانت هذه الاستعدادات مكتسبة
أو متطورة تمكنه من إنجاز أي نشاط مهما كان نوع هذا النشاط.
ثالثا الوضعية :ويقصد بها إلاشكالية التي تطرح أمام املتعلم والتي تبرز فيها كفاءته
وقدرته( .خير الدين ،5002 ،ص)29 :
6
-خصائص الكفاءة :وتتميز الكفاءة بالخصائص التالية:
-توظف جملة من املوارد :mobilization de resourcesويقصد بذلك ،أن من
أهم ما تتميز به الكفاءة أنها تساعد على توظيف املكتسبات السابقة ،وهذه
املكتسبات قد تكون معارف علمية كما قد تكون عبارة عن تجارب شخصية.
-نرمي الى غاية منتهية :caractère finalويقصد بذلك ان الكفاءة يفترض فيها ان
تكون لها داللة ومعني بالنسبة للمتعلم ،وعند تحقيقها والتمكن منها تصبح من
املكتسبات النهائية لديه.
-ترتبط بجملة من الوضعيات ذات املجال الواحد :famille de situation
ويقصد بذلك ان يكون املتعلم قادرا على إبراز كفاءته ليس في وضعية واحدة
فحسب وإنما في وضعيات مختلفة ومتنوعة غير ان هذه الوضعيات تكون محدودة
ومحصورة في مجال مشترك.
-تتعلق باملادة :caractère disciplinaireويعني ذلك أن الكفاءة ترتبط في الغالب
بوضعيات متناسبة مع مشكالت املادة.
-قابلة للتقييم :evaluableويعني ذلك ان من أهم مميزات الكفاءة أن تتجسد
في نتائج يمكن مالحظتها ومن ثم تقييمها( .حاجي فريد ،5002 ،ص)51:
-أنواع الكفاءة :هناك نوعان من الكفاءة ،هناك الكفاءة القاعدية ،وهناك كفاءة
إلاتقان.
-الكفاءة القاعدية :Compétence de baseوهي الكفاءة التي ينبغي التحكم فيها
من قبل التلميذ قبل الدخول في تعلمات جديدة الن أية صعوبة يعانيها التلميذ في
هذا املستوى فانها تنعكس سلبا على التعلمات الجديدة مثل التمكن من املبتدا
والخبر قبل دراسة كان وأخواتها في مادة القواعد.
-كفاءة إلاتقان :Compétence de performanceوهي في ألاصل كفاءة قاعدية
وصلت إلى درجة معينة من التمكن والتحكم مثل كفاءة التلميذ وقدرته على حل
مسائل رياضية معقدة(.وزارة التربية الوطنية ،5001 ،ص)20 :
وانطالقا من ذلك فإن الكفاءة تمر بمستويات معينة وتتمثل هذه املستويات فيما يلي:
-0الكفاءة القاعدية :Compétence de baseوهي تمثل مجموع نواتج التعلم
ألاساسية املرتبطة بالوحدات التعليمية ،وتوضح بدقة ما سيفعله املتعلم أو ما
سيكون قادرا على أدائه أو القيام به في ظروف محددة ،ولذا يجب على املتعلم أن
7
يتحكم فيها ليتسنى له الدخول في تعلمات جديدة دون أية صعوبة ،ولذلك فان
الكفاءة القاعدية هي ألاساس الذي تبنى عليه عملية التعلم.
-0الكفاءة املرحلية :Compétence d'étapeوهي مجموعة من الكفاءات
القاعدية ،كان يقرا التلميذ جهرا وسرا مراعيا ألاداء الجيد مع فهم ما يقرا ،وهي التي
يمكن اكتسابها في مرحلة دراسية معينة تستغرق شهرا أو ثالثيا أو سداسيا.
-0الكفاءة الختامية :Compétence de finaleوهي الكفاءة التي تصف عمال كليا
منتهيا يتميز بطابع شامل وعام يعتر عن مفهوم إدماجي ملجموعة من الكفاءات
املرحلية ،يتم بناؤها وتنميتها خالل سنة دراسية أو طور دراس ي مثل قراءة املتعلم
لنصوص مالئمة في نهاية الطور املتوسط.
-0الكفاءة املستعرضة (ألافقية) :وتختلف هذه الكفاءة عن سابقاتها في كونها تنشأ
أو تنتج من تقاطع املعارف واملهارات والسلوكات املشتركة بين كل التعلمات أو املواد
املختلفة .ومن ألامثلة على ذلك التعبير الكتابي الذي يبرز كفاءة املتعلم في جوانب
متعددة ومواد مختلفة( .خير الدين ،5002 ،ص)77 :
وهناك من يعتمد تصنيفا آخر فيما يخص أنواع الكفاءات ويتمثل هذا
التصنيف في تقسيم الكفاءات إلى مايلي:
-0الكفاءات املعرفية :Compétence de connaissanceوهي ال تقتصر على
املعلومات والحقائق بل تتعدى ذلك إلى إمتالك املتعلم كفاءات التعلم املستمر،
وإستخدام أدوات املعرفة.
-0كفاءات إلانجاز والنتائج :Compétence de résultatوتبرز هذا الكفاءات في
قدرة املتعلم على مواجهة مشكلة معينة ،باعتبار أن الكفاءة في القدرة على ألاداء
والقيام بعمل ما وليس مجرد املعرفة ،ومن ثم فإن الكفاءات التعليمية كسلوك
قابل للقياس هي التمكن من املعلومات واملهارات وحسن ألاداء ودرجة القدرة على
عمل ش يء معين في ضوء معايير متفق عليها ،وكذا نوعية الفرد وخصائصه
الشخصية التي يمكن قياسها ،ولإلشارة فانه في منصوص الكفاءة ال يطلب من
املتعلم أن يكون قادرا على انجاز نشاط بل يطلب منه انجاز نشاط أي القيام بفعل
معين( .حاجي فريد ،5002 ،ص)50 :
8
-خصائص بيداغوجيا املقاربة بالكفاءات :قبل التعرض الى الخصائص التي تتميز
بها بيداغوجيا املقاربة بالكفاءات يجدر بنا ان تتعرض قبل ذلك الى بعض
املصطلحات املستعملة واملتداولة في إطار هذه البيداغوجيا.
-0املقاربة :Approcheتعرف املقاربة بأنها الكيفية العامة أو الخطة املستعملة
لنشاط ما والتي يراد منها دراسة وضعية أو مسألة أو حل مشكلة ،أو بلوغ غاية
معينة أو الانطالق في مشروع ما ،وقد استخدمت في هذا السياق للداللة على
التقارب الذي يقع بين مكونات العملية التعليمية التي ترتبط فيما بينها من اجل
تحقيق غاية تعليمية وفق استراتيجية تربوية وبيداغوجية واضحة( .خير الدين هني،
،5002ص)107 :
وتعرف املقاربة كذلك بأنها تصور مشروع عمل قابل لإلنجاز ،على ضوء خطة أو
إستراتيجية تأخذ في الحسبان كل العوامل املتداخلة في تحقيق ألاداء الفعال
واملردود املناسب من طريقة ووسائل ومكان وزمان وخصائص املتعلم والوسط
والنظريات البيداغوجية( .حاجي ،5002 ،ص)11 :
يالحظ بان هذين التعريفين يحمالن نفس املعنى حيث أنهما ينظران إلى املقاربة
على أنها الطريقة املعتمدة لتحقيق غرض ما في املجال التعليمي ،بينما هناك من
يعتمد املعنى اللغوي لكلمة املقاربة ومن ثم فهو يرى بان املقاربة تعني جعل التلميذ
أكثر قربا إلى كفاءته بمعنى أن هناك جهدا يبذل من طرف املعلم قصد تقريب التلميذ
إلى كفاءته أي إلى ميزاته العقلية والجسدية(.جريدي وبوشاللق،5002،ص)128 :
وحتى يتم الجمع بين املعنيين اللذين تتضمنهما التعريفات السابقة نقول بان
املقاربة هي الطريقة املعتمدة في العملية التدريسية لتقريب املتعلم إلى كفاءته أي
الطريقة التي تدفع املتعلم إلى استثمار واستغالل ما يمتلكه من قدرات وإمكانيات.
-0إلادماج :intégrationيعرف إلادماج بأنه نشاط تطبيقي مركب يجري في إطار
وضعية تعليمية تتوخى تجنيد املكتسبات السابقة التي بناها املتعلم في سياقات تعلمية
مجزأة ضمن حصصها تشملها الوحدة التعليمية ،وهي تستهدف إدماج ما تم اكتسابه
واستثماره ضمن وضعيات مختلفة (تمارين متنوعة) قصد إعطائها معنى في حياة
املتعلمين ،فنشاط إلادماج في القراءة مثال يتناول تطبيقات مختلفة تشمل القراءة
والتعبير والتواصل والكتابة وإلامالء وإلادماج ،وإلادماج بهذا املعنى ينقسم إلى قسمين:
إلادماج العمودي :وهو الذي يستهدف الادماج بين مكونات الكفاءة ذاتها و بين
9
مختلف كفاءات املادة الواحدة وبين مختلف كفاءات املجال الواحد.
إلادماج ألافقي :وهو الذي يستهدف إلادماج بين كفاءات ترتبط بمجاالت التعلم
املختلفة(.هني ،5002 ،ص)92:
-0وضعه /مشكل :Situation - Problèmeوهي وضعية يحتاج املتعلم في معالجتها
إلى سياق منطقي يقود إلى نتائج ،وينبغي أن يكون فيها السياق والناتج جديدين أو
أحدهما على ألاقل ،وتستدعى الوضعية/املشكل القيام بمحاوالت مثل بناء
فرضيات ،وطرح تساؤالت والبحث عن حلول وسيطة تمهيدا للحل النهائي ومقارنة
النتائج وتقييمها ،ومن بين ما تتطلبه الوضعية تنظيم التدريس الذي يقوم على
إيقاظ دافعية وفضول املتعلم عبر التساؤل ،ووضعه في وضعية بناء للمعارف
وهيكلة املهمات ،لكن يوظف كل متعلم العمليات الذهنية املستوجبة قصد التعلم.
(حاجي ،5002 ،ص)15 :
-0مؤشر الكفاءة :L'indicateur de compétenceيعرف مؤشر ،الكفاءة بأنه
السلوك الظاهري القابل للمالحظة والقياس الذي يبرز من خالل نشاط التعليم
تعبيرا عن حدوث فعل التعلم أو التحكم في مستوى الكفاءة املكتسبة ويتحقق في
جزء أو حصة من حصص الوحدة التعلمية ومن خالل مجموع املؤشرات املرتبطة
بالكفاءة الواحدة يمكن التأكد من تحقق الكفاءة املستهدفة أو عدمها.
(وزارة التربية الوطنية ،5002 ،ص)21:
ونشير هنا إلى أن عملية التقويم في إطار بيداغوجية التدريس بالكفاءات تعتمد
على مؤشر الكفاءة ألنه قابل للمالحظة والقياس كما جاء في التعريف.
بعد ان تعرضنا إلى أهم املصطلحات املتداولة في هذا املجال نعود آلان إلى
تعريف بيداغوجية التدريس بالكفاءات.
-تعريف بيداغوجيا املقارنة بالكفاءات :L'approche par compétenceتعرف
هذه البيداغوجيا بأنها نموذج من نماذج التدريس يسعى إلى تطوير قدرات املتعلم
ومهاراته الاستراتيجية والفكرية واملنهجية والتواصلية من اجل دمجه في محيطه ومن
اجا تمكينه من بناء معرفته عن طريق التعلم الذاتي( .محمد بوعالق ، 5002 ،ص)179 :
وتعرف البيداغوجيا كذلك بأنها إطار عمل يقود املتعلم إلى حل مشكالت
معينة)navier Roegiers, 2004, p:122( .
11
كما تعرف كذلك بأنها بيداغوجية وظيفية تعمل على التحكم في مجريات
الحياة بكل ما تحمله من تشابك في العالقات ،وتعقد في الظواهر الاجتماعية ،ومن
ثم فهي إختبار منهجي يمكن املتعلم من النجاح في هذه الحياة على صورتها ،وذلك
بالسعي إلى تثمين املعارف املدرسية وجعلها صالحة لالستعمال في مختلف مواقف
الحياة( .حاجي فريد ،5002 ،ص)11:
يالحظ من خالل هذه التعاريف بانها تركز على ربط املدرسة بالحياة وتعطي
للعملية التعلمية بعدها الوظيفي بحيث يمكن أن يستغلها املتعلم وان يوظفها داخل
املدرسة وخارجه ،وال يفهم من ذلك بان بيداغوجية املقاربة بالكفاءات تدير ظهرها
للمعارف وإنما على العكس من ذلك فهي تعطي أهمية بالغة للمعارف لكنها تعتبرها
كموارد يمكن تجنيدها ملواجهة مشكالت معينة)Lavier Roegiers, 2004, p:120( .
والتجارب تطلعنا يوميا على أشخاص ذوي معارف وقدرات غير أنهم ال يحسنون
تجنيدها في وضعية عمل بشكل مفيد ،وفي الوقت املناسب( .املركز الوطني للوثائق
التربوية ،5002 ،ص)2 :
وهذا ما يعاني منه الطالب حينما يتخرجون من الجامعات واملؤسسات
التكوينية ،حيث يجدون أنفسهم عاجزين عن استغالل معارفهم واستثمارها حسبما
تتطلبه الحياة املهنية.
وانطالقا من ذلك فان بيداغوجيا املقاربة بالكفاءات تتميز بالخصائص التي
سنتعرض لها فيما يلي:
-خصائص بيداغوجيا املقاربة بالكفاءات :تتميز بيداغوجيا املقاربة بالكفاءات
بالخصائص التالية( :وزارة التربية الوطنية ،5001 ،ص)17:
• تفريد التعليم أي ان التعليم في إطار هذه المقاربة يدور حول المتعلم وينطلق من مبدأ
-الخاصية الفروق الفردية بين التالميذ كما يشجع على استقاللية المتعلم ويفسح المجال أمام
االولى مبادراته وآرائه وأفكاره.
• حرية المدرس واستقالليته ،تمتاز هذه البيداغوجيا بأنها تحرر المدرس من الروتين
الخاصية وتشجعه على اختبار الوضعيات والنشاطات التعليمية التي تؤدي إلى تحقيق الكفاءات
الثانية المستهدفة.
• التقويم البنائي ،أي أن التقويم وفق هذه البيداغوجيا ال يقتصر على فترة معينة وإنما
لخاصية يساير العملية التعليمية ،والمهم في العملية التقويمية هنا هو الكفاءة وليس مجرد
الثالثة المعرفة.
• تحقيق التكامل بين المواد أي أن الخبرات التي تقدم للمتعلم تقدم في إطار مندمج
الخاصية لتحقيق الكفاءات المستعرضة.
الرابعة
11
وباإلضافة إلى الخصائص السابقة فأنها تتميز كذلك بما يلي:
-1النظر إلى الحياة من منظور عملي.
-5التخفيف من محتويات املواد وألانشطة الدراسية.
-2تفعيل املضماين واملحتويات في املدرسة والحياة.
-1تثمين املعارف وجعلها صالحة لالستعمال في مختلف موافق الحياة.
-2تحويل املعرفة النظرية إلى معرفة نفعي (وزارة التربية الوطنية ،5001،ص)2:
والشكل التالي يوضح بالضبط املميزات التي تتميز بها هذه املقارنة كما يوضح الفرق
بينهما وبين املقاربات التقليدية:
الشكل يوضح املميزات التي تتميز بها هذه املقارنة كما يوضح الفرق
بينهما وبين املقاربات التقليدية (وزارة التربية الوطنية ،5000 ،ص)2:
12
-أهداف التدريس بالكفاءات:
يهدف التدريس بالكفاءات التي تحقيق ما يلي:
-1إفساح املجال للمتعلم ليبرز قدراته ويعبر عن ذاته.
-5العمل على تنمية استعدادات املتعلم وقدراته ،وتوجيهها توجيها مالئما.
-2تدريب املتعلم على ممارسة التفكير والربط بين املعارف في املجال الواحد
وتوظيفها لحل مشكلة ما في وضعية معينة.
-1تجسيد وترجمة املكتسبات التي اكتسبها املتعلم في سياقات واقعية حقيقية.
-2جعل املتعلم يدرك التكاملية القائمة بين املعارف والتداخل املوجودة بين
مختلف الحقول املعرفية
-2جعل املتعلم قادرا على استخدام مختلف ألادوات واملصادر الكتساب
املعارف(.حاجي ،5002 ،ص)55:
وباإلضافة إلى ذلك فان بيداغوجيا التدريس بالكفاءات تهدف إلى تحديد
الكفاءات التي ينبغي أن يتحكم فيها املتعلم في نهاية كل سنة دراسية وكذا في نهاية
التمدرس إلاجبارية ،كما تهدف كذلك إلى إعطاء معنى إلى التعلم وجعل املتعلم يدرك
ما تعلمه في املدرسة)savier, 2004, p:106( .
-ألاسس العلمية لطريقة التدريس بالكفاءات:
نظرا للعالقة القائمة بين التربية وعلم النفس ،ونظرا للتأثير املتابدل بينهما ،فإن
أي تغير في املفاهيم النفسية يتبعه تغير مباشرة في املمارسة التعليمية في مجال
التعليم عامة وفي مجال التدريس بصفة خاصة .فلما كانت سابقا النظرية السلوكية
التي تفسر سلوكات إلانسان على أنها استجابات ملؤثرات خارجية ،كانت العملية
التدريسية تقوم على اعتبار العملية التعليمية عملية آلية تخضع لنظام املثير
والاستجابة لكن الدراسات في علم النفس بعد ذلك أثبتت بان سلوك إلانسان ليس
مجرد عملية آلية كما ترى ذلك املدرسة السلوكية وإنما ،هو إنتاج ذاتي ،تلعب
ألذات دورا كبيرا في إفرازه ،ومن ابرز النظريات التي تتضمن هذه املعاني والتي تمثل
الخلفية العلمية لبيداغوجيا التدريس بالكفاءات النظريات التالية:
-0النظرية املعرفية:Cognitif Theory :
ترتبط طريقة التدريس بالكفاءات بالنظرية املعرفية التي وضع أسسها علماء
النفس الجشالتيون واملعرفيون ألاوائل مثل بياجيه Piajetوبرونر Brunerوازوبل
13
...Auzobelالخ .إذ أن املعرفين يرون أن السلوك وظيفة للفرد ويؤكدون على أن
البيئة املعرفية ال تتألف فقط من املعرفة السابقة للتعلم ولكنها تتضمن باإلضافة
إلى ذلك الاستراتيجيات التي يوظفها الفرد ملعالجة املوقف التعليمي الراهن ،وهذا
يعني أن هناك تفاوتا بين املتعلمين على الرغم من تشابه ظروفهم الخارجية ،ذلك أن
الاستراتيجيات التي يمتلكونها هي املسئولة عن معالجة املوقف التعليمي الراهن وهذا
يعني أن هناك تفاوتا في بناهم العقلية .وعلى هذا ألاساس فإن املعرفيين يركزون
كثيرا في أية عملية تعليمية على إلامكانيات الذاتية للمتعلم( .عبد هللا قلي،5002 ،
ص)112 :
-0النظرية البنائية:Structure Theory :
ترتبط كذلك طريقة التدريس بالكفاءات بالنظرية البنائية التي يتزعمها "جان
بياجيه ،John Piajetوالتي ظهرت لتصحيح وتعديل الرؤية السلوكية للتعلم ،ومن
أهم الانتقادات التي وجهها "بياجيه" إلى النظرية السلوكية في هذا املجال والتي تدل
على أن سلوك إلانسان ليس مرتبطا في جميع الحاالت بمؤثر خارجي ،وجود نشاط
عصبي مستقل عن كل استثارة خارجية ،أي انه ليس من الضروري أن يكون هناك
مثير ليحدث نشاط عصبي ما على مستوى شخصية إلانسان ،باإلضافة إلى ذلك أن
املثير الخارجي في نظر " بياجيه " ليست له أية فعالية ما لم يكن هناك إستعداد على
مستوى الذات.
يستنتج من هذا انه إذا كانت العالقة بين املثير والاستجابة آلية من منظور
سلوكي فإنها من املنظور البنائي تعتبر عالقة دينامكية .ولذلك فإن النظرية البنائية
تقوم في ألاساس على فكرة أن إدراك الخبرات واملثيرات البيئية الجديدة ليست مجرد
عملية تسجيل سلبي ملا هو مدرك ،بل هو عملية تغيير للمدركات الجديدة تعتمد على
املخططات والبنى املعرفية املنظمة املتوافرة لدى الشخص ،وتهدف إلى جعل هذه
املدركات مناسبة للبنى املعرفية املوجودة فعال ،حيث تغدو جزءا من التنظيم
املعرفي ،هذه العملية يطلق عليها " بياجيه " التمثل Assimilationوهي تشبه عملية
املضغ والهضم التي تهدف إلى تحويل الطعام إلى ش يء يستطيع الجسم تمثله
واستخدامه ،أي تحويل الطعام إلى مواد تساهم في تكوين الجسم ذاته ،والتمثل إذا
هو عملية تحويل الخبرات وألافكار الجديدة إلى ش يء يناسب التنظيم املعرفي السابق
14
الذي يمتلكه الفرد ودمجها في هذا التنظيم .فالتمثل بهذا املعنى هو تكييف للوضع
مع البنية املعرفية القائمة( .عبد الحميد نشواتي ،1889 ،ص)121 :
15
-5تقوم هذه النظريات في ألاساس على علم النفس املعرفي الذي يؤكد على أهمية
املعالجة الذاتية للمواقف واملشكالت.
-2تعتمد عملية التعلم وفق هذه النظريات على الاستراتيجية التي يضعها املدرس
ملساعدة املتعلم في بناء املعرفة وليس استقبال املعرفة ،وهذه املعطيات الثالثة هي
التي تمثل الخصائص ألاساسية لبيداغوجيا املقاربة بالكفاءات.
-بناء املناهج الدراسية وفق بيداغوجية املقاربة بالكفاءات:
يعرف املنهاج وفق هذه البيداغوجيا الجديدة بأنه مجموعة من العمليات
املخططة من اجل تحديد ألاهداف واملضامين والطرائق وإستراتيجيات التعلم
وتقييمه وكذا الوسائل املعتمدة للقيام به مثل الكتب املدرسية والوسائل السمعية
االبصرية وغيرها( .محمد الصالح حثروبي ،5005 ،ص)52:
وانطالقا من هذا التعريف فان املنهاج الدراس ي في إطار املقاربة بالكفاءات يتميز
بالخصائص التالية:
-1إنها تخصص مساحة كبيرة للمتعلم للقيام بمجموعة من النشاطات التي تسمح
له ببناء املعارف وكذا تطبيقيها وتوظيفها في مواقف جديدة.
-5تجعل املؤسسات التعليمية منفتحة على املحيط الاجتماعي وذلك باالتصال
باملؤسسات املتواجدة في املجتمع والاحتكاك بها من خالل الزيارات والتربصات.
-2تعمل على تخريج متعلمين مؤهلين من الناحية الاكاديمية.
-1تعمل على تحسين مستوى التعليم وذلك من خالل قياس كفاءات فعلية حقيقية
وليس مجرد معلومات يمتلكها املتعلم.
-5تسعى الى تزويد املتعلم بالعديد من الكفاءات التي تساعد على التكيف مع
املتغيرات والفهم الصحيح للمشكالت التي تواجهه والقدرة على معالجتها وحلها.
(حاجي فريد ،5002 ،ص)57:
بناء على الخصائص السابقة يكون املنهاج وفق بيداغوجيا املقاربة بالكفاءات
قد انتقل من مفهوم البرنامج الذي كان يركز أساسا على املعارف واملعلومات إلى
مفهوم املنهاج الذي يتضمن جميع العمليات التكوينية التي يقوم بها املتعلم تحت
مسؤولية املدرسة والتي من شأنها أن تثري تجربته خالل فترة تعليمية معينة.
الشكل التالي يوضح الفرق بين مفهوم البرنامج في املقاربة التقليدية ومفهوم املنهاج
الذي تعتمده املقاربة الجديدة( :وزارة التربية الوطنية .5000 .ص)2:
16
• -يبني على المحتويات ،أي ما هي المضامين الالزمة
لمستوى معين.
• -مبني على منطق التعليم والتلقين ،أي ماهي كمية
مفهوم المعلومات والمعارف التي يقدمها المعلم للتلميذ.
البرنامج • -الطريقة المعتمدة هي طريقة التعميم أي أن كل التالميذ
سواسية.
• -اعتماد التقويم المعياري التحصيلي الذي يقوم على تذكر
المعارف بدال من توظيفها.
-طريقة التدريس وفق بيداغوجيا املقاربة بالكفاءات :إن طرائق التدريس التي
تعتمدها هذه املقاربة هي الطرائق النشيطة التي تقوم على املباديء التالية:
-1وضع املتعلم أمام مشكلة لها عالقة بحياته اليومية.
-5بحث املشكل ومعالجته بطريقة جماعية.
-2مراعاة الفروق الفردية.
-1عدم تدخل املدرس كملقن للمعارف واملعلومات وإنما كموجه لنشاط املتعلم.
-2مراقبة النتاج النهائي للمتعلم وتقويمه( .محمد الصالح حثروبي ،5005 ،ص)91 :
ومن بين الطرائق الفعالة التي تعتمدها هذه املقاربة لتحقيق تدريس مثمر:
-0طريقة املشروعات :التي تقوم على أساس تشجيع املتعلمين على التقص ي
والاستكشاف واملساءلة والبحث عن حلول لقضايا شائكة كما أنها تشجع على إظهار
كفاءات ذهنية تسمح بتوسيع دائرة معارف املتعلم من املجرد إلى التطبيق من ناحية
وروح التعاون بين املتعلمين لتنفيذ مشاريعهم من ناحية أخرى( .املرجع السابق،
ص)27:
17
-0طريقة املشكالت:
وهي طريقة تدعو إلى البحث وتثير في املتعلم روح التساؤل الذي يحتاج إلى إجابة
وتعد آلية لبناء املعرفة ،كما أنها تركز على نشاط املتعلم حيث تفسح له املجال
للتفكير( .حاجي ،5002 ،ص)29 :
-وضع املدرس في العملية التعليمية في إطار بيداغوجيا التدريس بالكفاءات:
إن املدرس في إطار التدريس بالكفاءات كما قلنا سابقا ال يقوم بدور امللقن
للمعارف وإنما يقوم بدور املوجه واملشرف على النشاط التعليمي ،كما يقوم بتحضير
وتهيئة املواقف التي تسمح للمتعلم بان يعبر عن شخصيته في ممارسته ألي نشاط
تعليمي ،كما يقوم بتحضير وتهيئة املواقف التي تسمح للمتعلم بان يعبر عن
شخصيته في ممارسته ألي نشاط تعليمي ،وهذا ألامر يتطلب توفر جملة من القدرات
في شخصية املدرس نذكر منها ،أن يكون قادرا على:
-1توفير وضعيات تعليمية مناسبة يمارس فيها املتعلم تعلمه بكيفية نشطة
ومتحمسة.
-5توفير املحيط والجو املساعدين على التعلم كإحضار الوسائل املسهلة للقيام
بالنشاط التعليمي املستهدف.
-2تكوين عالقات حميمية مع تالميذه أساسها البعد إلانساني وليس البعد ألاستاذي
الذي ال يؤدي إال إلى تكوين عالقات مزيفة تجعل هذا ألاخير يرتدي قناعا يخفي
حقيقته ويتصرف وفق إنتظارات املدرس وليس من ذاته واهتماماته.
-1انصهار املدرس في املتعلم لرؤية ألامور بعين هذا ألاخير حتى يتفهم كينونته ،ومن
ثم عليه أن ينصت إليه ليس إلانصات الحس ي أي السماع إلى أرائه وأفكاره وإنما
إلانصات إليه كشخص وكذات لها مشاعر ولها أحاسيس ولها رؤية مستقلة.
-2إن يجسد السلوك الديمقراطي في القسم وان تكون له معرفة جيدة بديناميات
الجماعة.
-2الانتقال من وظيفة التحكم املطلق في املوقف التعليمي إلى وضع التفاوض مع
املتعلم فيما يخص توزيع ألادوار ،بحيث يهدف هذا التفاوض إلى تحقيق الفهم
املتبادل والاحترام الكامل لألدوار وقواعد التنظيم وألاشغال التي تحكم املوقف.
والخالصة أن املدرس في إطار هذه املقاربة يقوم بدور املنشط حينما تحتاج
مجموعة التالميذ إلى حل ألحدى املشكالت ،واملستشار حينما يحتاج إلى إجراء
18
تنظيم والختصاص ي بضروب املعرفة حينما تنشأ عقبة ما ،وهكذا ينخرط املدرس
في لعبة ينتقل فيها من منطق التعليم إلى منطق التكوين(.حاجي ،5002 ،ص)21 :
19
-2العمل على تحسين وتعديل وتحديث املناهج واملقررات الدراسية وطرق التدريس
بما يساعد على تحقيق ألاهداف.
-1الوقوف على مدى التقدم الذي أحرزته املدرسة في تحقيق أهدافها.
-2تشخيص الصعوبات التي يواجهها كل من املعلم واملتعلم واملدرسة والعمل على
مواجهتها ومعالجتها.
-2الكشف عن ميول املتعلمين وقدراتهم وكذا الكشف عن أخطائهم لتالفيها
مستقبال.
-7الوقوف على ما أحدثته عملية التعلم من تعديل وتغير في سلوك املتعلم.
-9نقل املتعلمين وتوجيههم من صف إلى آخر ومن مرحلة إلى أخرى بما يتناسب مع
إمكانياتهم وقدراتهم.
(الجميل محمد عبد الحميد جابر ،5000 ،ص)22 :
-10أسس التقويم :هناك أسس معينة ينبغي مراعاتها لضمان سالمة العملية
التقويمية في العملية التربوية وتتمثل هذه ألاسس فيما يلي:
-0الشمول :ويقصد بذلك أن يشمل التقويم جميع العناصر املرتبطة بالعملية
التعليمية أي أن يشمل املعلم واملتعلم واملنهاج والطرائق والوسائل واملدرسة
ومرافقها ،ويقصد به كذلك أن ال يقتصر على الجانب املعرفي بل يشمل جميع
جوانب الشخصية الانفعالية والاجتماعية والجسمية والعقلية....الخ.
-0الاستمرارية :ويقصد بذلك ان يساير العملية التعليمية من خالل املتابعة
املستمرة لسلوك التلميذ ومن خالل الامتحانات اليومية والشهرية والنصف سنوية
والنهائية ومن خالل متابعة غياب التالميذ وحضورهم و مناقشتهم ودراسة
مشكالتهم....الخ.
-0التعاون :ويقصد بذلك أن يتعاون الجميع في متابعة التلميذ وتقويمه بما في ذلك
املدرسون وإلادارة بل حتى أولياء التلميذ بإمكانهم أن يشاركوا من خالل متابعة نتائج
أبنائهم وكذا متابعة التحسن والتدهور الذي يطرأ عليهم وإتصالهم املتواصل مع
املدرسة في كل ما يتعلق بأبنائهم.
-0تنويع وسائل التقويم :إن تجسيد شمولية التقويم لجميع جوانب شخصية
املتعلم يتطلب تنويعا في أساليب التقويم بما يتناسب مع الجانب املراد تقويمه وهذا
يعني أن ال يقتصر التقويم على الاختبارات التحصيلية التي تقيس الجانب املعرفي
21
وإنما يتعداها إلى استعمال أساليب أخرى مثل املالحظة واملقابلة واختبارات الذكاء
والشخصية....الخ.
-5مراعاة الفروق الفردية :ويعني ذلك أن تقوم عملية التقويم على مبدإ أن
املتعلمين يختلفون عن بعضهم في استعداداتهم وقدراتهم وميولهم واهتماماتهم كما
يختلفون في التحصيل وفي طرق التعبير عن أنفسهم ويختلفون كذلك في الدافعية
وفي الظروف التي تحيط بهم وتؤثر فيهم ،كل ذلك يجب أخذه بعين الاعتبار في عملية
التقويم( .سامي عريفج وخالد حسين مصلح ،1888 ،ص)29 :
بعد أن تطرقنا إلى تعريف التقويم لغة واصطالحا وأهدافه وأسسه ،نتطرق آلان
إلى التقويم في إطار بيداغوجيا املقاربة بالكفاءات.
21
لكن بعد تطبيق بيداغوجيا املقاربة بالكفاءات صار التقويم يحمل مفهوما
مخالفا ومعنى مغايرا.
إن التقويم في إطار البيداغوجيا الجديدة يختلف تماما عما كان عليه في
البيداغوجيا التقليدية ،فالتقويم سابقا كان ينطلق من تقويم معارف ،وعليه فان
ألامر كان يقتض ي اختبار املتعلم في وضعيات تستدعى معارف ،بينما التقويم في ظل
املقاربة الجديدة فإنه ينطلق من تقويم كفاءات ،ومن ثم فإن ألامر ال يتطلب
استدعاء معارف بقدر ما يتطلب توظيف هذه املعارف وحسن استعمالها في وضعية
مشكلة معقدة.
وهناك تعريف أخر شامل تضمنه املنشور الوزاري الصادر بهذا الشأن والذي
يعتبر التقويم ليس مجرد أداة مساعدة أو وسيلة اتخاذ قرار وتسيير وظيفي ،بل هو
ثقافة يجب تنميتها لدى كل املتدخلين في املسار التربوي وإدراجها ضمن دنياميكية
شاملة إلحداث تغيير نوعي( .املنشور رقم/5028:و.ت.و/أ.ع)
وبناء على هذا املعنى الجديد الذي يتضمنه مفهوم التقويم فإننا نستخلص
الخصائص التالية للتقويم في إطار املقاربة الجديدة ،وتتمثل هذه الخصائص فيما
يلي:
-1ال يرتكز التقويم بالدرجة ألاولى على املعارف وحدها بقدر ما يرتكز على التنمية
الشاملة للمتعلم( .املنشور رقم/5028:و.ت.و/أ.ع).
-5يقوم على وضع التلميذ في وضعية يدعى فيها إلى إنجاز عمل شخص ي ،فيوظف
فيه جملة من مكتسباته القبلية.
-2الاختبار في إطار هذه البيداغوجيا يكشف عن مستوى ألاداء ضمن وضعيات
معينة(إشكاليات).
-1الاختبار يقيس بناء الكفاءات بين املستويات الدراسية في شكل عمودي و أفقي
(إدماجي).
-2الشهادة في إطار هذه البيداغوجيا تعكس كفاءة ألاداء عند التلميذ ضمن برنامج
محدد.
-2يرتبط التقويم دوما ببرامج التكوين في إطار منسجم مع الوسط الذي يطلق فيه.
-7يشتمل التقويم على جميع الوسائل التي تمكن من معرفة مؤشر الكفاءة.والجدول
التالي يتضمن مقارنة بين التقويم التقليدي والتقويم في إطار املقاربة بالكفاءات.
22
التقويم في
إطار المقاربة التقويم التقليدي
بالكفاءات
الشكل يوضح مقارنة بين التقويم التقليدي والتقويم في إطار املقاربة بالكفاءات
(خير الدين ،5002 ،ص)181 :
23
-2اعتماد أساليب التقويم التحصيلي على جمع معلومات موثوق منها و وجيها بشأن
املستويات التدريجية للتحكم في الكفاءات املستهدفة قصد التدخل البيداغوجي
وفق الحاجات املميزة للتالميذ.
-1تدعيم التنقيط العددي للنتائج املدرسية في العملية التقويمية بمالحظات ذات
مدلول نوعي لضمان عالقات بنائية بين التلميذ واملعلم والولي.
-2اعتماد التقويم على وضعيات تجعل التلميذ على وعي باستراتيجياته في التعلم
وتمكنه من تبيني موقف تأملي لتقدير مدى مالءمتها وفعاليتها( .منشور
رقم/5028:و.ت.و/أ.ع املؤرخ في)5002/02/59:
-2ممارسة العمليات العقلية العليا وذلك بتكليف التالميذ بأنشطة تتطلب حال
ملشكالت أو إصدار أحكام أو اتخاذ قرارات بما يتناسب دائما مع مستواهم العقلي.
-7ألاخذ بعين الاعتبار الفروق الفردية بين التالميذ وذلك بتوفير العديد من
ألانشطة التقييمية التي تساعد على تحديد مستوى إلانجاز الذي حققه كل طالب
على حده.
-2توفير ألانشطة الجماعية التعاونية التي تسمح للطالب بأن يتعاونوا مع بعضهم
البعض( .خليل يوسف الخليلي ،1887 ،ص)155 :
-أنواع التقويم :ينقسم التقويم في إطار بيداغوجيا املقاربة بالكفاءات إلى ثالثة
أقسام وهي كالتالي:
-0التقويم التشخيص ي:Evaluation diagnostique :
ويكون هذا النوع من التقويم في مرحلة إنطالق العملية التعلمية وذلك ملعرفة
قدرات التلميذ التحصيلية ومدى تملكه للمكتسبات القبلية (معارف ،مصطلحات،
مهارات....الخ) وارتباطها بالوضعية الجديدة ،وقدرة التلميذ على توظيفها في بناء
املعارف الجديدة ومن ثم فإن التقويم في هذه املرحلة يقوم بوظيفة توجيه التعلمات
التي تسمح للمدرس بان يتأكد من إمتالك املتعلم للكفاءات القبلية لبناء تعلمات
جديدة وذلك من اجل ضمان انطالقة سليمة وموفقة ،وفي هذا النوع من التقويم
يمكن استعمال باإلضافة إلى الاختبارات املعرفية اختبارات القدرات والاختبارات
الشخصية العتمادها في عمليتي الاختيار والتوجيه)Laifa.Ait.Boudaoud.1999, p: 42(.
24
-0التقويم التكويني:Evalution Formative :
ويحدث هذا النوع من التقويم أثناء بناء التعلمات حيث يقوم املدرس خالل
هذه املرحلة بتصحيح ومعالجة أي خلل يظهر أثناء ممارسة العملية التعلمية ،الن
التقويم في إطار هذه املقاربة يساير العملية التعليمية وال يتخلف عنها ،فهو تقويم
بنائي تتبعي ،ومن هنا نستنتج بأن التقويم في هذه املرحلة يقوم بوظيفة تعديل
التعلمات الخاطئة إنطالقا من مبدإ أن الخطأ ال يمثل عجزا يحول دون استمرار
عملية التعلم بقدر ما يمثل صعوبة آنية مؤقتة تقتض ي من املدرس أن يكشفها في
حينها وان يقدم العالج املناسب لضمان السيرورة الحسنة للعمليات التعليمية.
ويجدر بنا أن نذكر هنا بان التقويم التكويني يعد وسيلة لتطوير استقاللية املتعلم
وتمكينه من تقويم ذاته بموضوعية.
-0التقويم النهائيEvaluation Finale :
وعادة ما يكون هذا التقويم في نهاية حصة دراسية أو مرحلة دراسية ،والهدف
من هذا النوع من التقويم بطبيعة الحال هو معرفة مدى تملك التالميذ للكفاءات
املقصودة ،وعليه فان التقويم بهذا املعنى يقوم بوظيفة الاشتهاد على التعلم بمعنى
الحكم على حدوث التعلم أو عدم حدوثه ،ومن ألامثلة على هذا التقويم إلاختبارات
التي تجرى في نهاية الطور والزيارات التفتيشية وألاحكام املتعلقة بمشروع ما ،كل
هذه يمكن اعتباره بمثابة التقويم النهائي)Laife Ait Boudaoud, 1999, p: 42( .
25
خاتمة:
عالج هذا املقال موضوع العملية التعليمية في ضوء بيداغوجيا التدريس
بالكفاءات ،وذلك من خالل بعض العناصر ،حيث كانت البداية بتوضيح مفهوم
الكفاءة في جانبيه اللغوي والاصطالحي ،ثم التطرق الى كل من مكونات ،خصائص
وانواع الكفاءة.
كما تعرض هذا املقال إلى بيداغوجيا التدريس وفق املقاربة بالكفاءات ،وذلك
من خالل إلاطالع على خصائص التدريس وفق بيداغوجيا الكفاءات وماهي ألاهداف
العلمية املرجوة منه وماهي الاسس واملبادئ العلمية التي يعتمد عيها.
وبما أن التقويم التربوي هو ممارسة هامة في املجال التربوي ،فقد شمل الجزء
الاخير من هذا املقال على التقويم التربوي في إطار بيداغوجيا املقاربة بالكفاءات.
املراجع:
املراجع باللغة العربية
01جابر عبد الحميد جابر ،)5005( ،اتجاهات وتجارب معاصرة في تقوويم أداء التلميوذ واملودرس،
الطبعة الاولى ،دار الفكر العربي ،القاهرة ،مصر.
05حاجي فريد ،)5002( ،بيداغوجيا التدريس بالكفاءات ،دار الخلدونية للنشر والتوزيع،
الجزائر.
02حثروبووي محموود الصووالح ( ،)5005املوودخل الووى توودريس بالكفوواءات ،دار الهوودى للطباعووة والنشوور
والتوزيع ،الجزائر
01حثروب ووي محم وود الص ووالح ،)1887( ،نم وووذج الت وودريس اله ووادف أسس ووه وتطبيقات ووه ،دار اله وودى،
الجزائر.
02ال ورازي محموود بوون أبووي بكوور عبوود القووادر ،)1891(،مختووار الصووحاح ،دار الكت واب العربووي بيووروت،
لبنان.
02سعد لعمش ،)1888( ،التقويم التربوي في املواد العلمية ،املكتبة الوطنية ،الجزائر.
07عو ووريفج سو ووامي ومصو وولح خالو وود حسو ووين ،)1888( ،فو ووي القيو وواس والتقيو وويم الطبعو ووة الرابعو ووة ،دار
مجدالوي للنشر والتوزيع ،عمان ،ألاردن.
09العيسوووي عبوود الرحمووان ،)5002(،سوويكولوجية الووتعلم والتعلوويم ،دار أسووامة للنشوور والتوزيووع،
عمان ،ألاردن.
08نش ووواتي عب وود الحمي وود ،)1889( ،عل ووم ال وونفس الترب وووي الطبع ووة التاس ووعة ،مؤسس ووة الرس ووالة،
بيروت ،لبنان.
26
10هني خير الدين ،)5002( ،مقاربة التدريس بالكفاءات ،الطبعة الاولى.
املراجع باللغة ألاجنبية:
11- Voglee jean, (1997) l' evaliution Hachette education France.
)12 L'grand –L (1983
املجالت والدوريات
15بووداود حسووين ومحموود دوادي ،)5002( ،النظريووة البنائيووة كأسوواس بيووداغوجيا الكفوواءات ،مجلووة
الدراسات العدد الرابع ،جامعة عمار ثليجي ،الاغواط.
12بوووعالق محموود ،)5002( ،بيووداغوجيا ألاهووداف وبيووداغوجيا الكفوواءات قطيعووة أو امتووداد ،مجلووة
الدراسات ،العدد الثالث ،جامعة عمار ثليجي ،الاغواط.
11ب وووعالق محم وود ،)5002( ،التق ووويم الترب وووي وف ووق املقارب ووة بالكف وواءات ،مجل ووة الدراس ووات الع وودد
الرابع ،جامعة عمار ثليجي ،الاغواط.
12جري و وودي موس و و ى وبوش و وواللق نادي و ووة ،)5002( ،املقارب و ووة ب و ووين بيداغوجي و ووة ألاه و ووداف وبيداغوجي و ووة
الكفاءات ،مجلة الدراسات ،العدد الرابع ،جامعة جامعة عمار ثليجي ،الاغواط.
12الخليل و ووي خلي و وول يوس و ووف ،)1889( ،التقي و وويم الحقيق و ووي ،مجل و ووة التربي و ووة ،الع و وودد ( ،)152اللجن و ووة
الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم.
الرسائل و الاطروحات
17قلو ووي عبو وود هللا ،)5002( ،نحو ووو نمو وووذج عملو ووي لتو وودريس العمليو ووات املعرفيو ووة العليو ووا (التحليو وول –
الترتيووب -التقووويم) ،رس ووالة مقدمووة لنيوول ش ووهادة دكتوووراه الدول ووة فووي علوووم التربي ووة ،جامعووة الجزائ وور
(رسالة غير منشورة).
مناشير وزارية
19وزارة التربي و ووة الوطني و ووة ،)5005( ،ال و وودليل املنهج و ووي ،ال و ووديوان ال و وووطني للمطبوع و ووات املدرس و ووية
الجزائر.
18وزارة التربيووة الوطنيووة ،)5002( ،الوثيقووة املرافقووة ملنوواهج السوونة ألاولووى موون التعلوويم املتوسووط،
الديوان الوطني للمطبوعات املدرسية ،الجزائر.
50وزارة التربيووة الوطنيووة ،)5002( ،منوواهج السوونة الرابعووة متوسووط ،الووديوان الوووطني للمطبوعووات
املدرسية ،الجزائر.
51وزارة التربي ووة الوطني ووة ،)5002( ،الوث ووائق املرافقو ووة ملنو وواهج السو وونة الثانيو ووة م وون التعلو وويم العو ووام
والتكنولوجي ،الديوان الوطني للمطبوعات املدرسية ،الجزائر.
27