صعوبة المقاولات

You might also like

You are on page 1of 10

‫‪-II‬الوقاية الداخليةك‪ :‬مساطر ذاتية لتذليل الصعوبات ‪ :‬تتميز مسطرة الوقاية الداخلية بالسرية و‬

‫المرونة والسرعة‪ ،‬ذلك ألنه ال يعلم بها سوى األطراف الداخلية المرتبطة بالمقاولة ‪ ،‬دون أن‬
‫يعلم بها الغير ‪ ،‬ودون أن تصل إلى علم رئيس المحكمة التجارية‪ - .‬مجال تطبيق الوقاية الداخلية‬
‫والصعوبات الواجب اإلخطار عنها‪ - :‬المقاوالت المشمولة بالوقاية الداخلية‪ :‬إن مجال تطبيق‬
‫الوقاية الداخلية يهم المقاوالت التي تأخذ شكل شركة تجارية أو مجموعة ذات النفع االقتصادي‬
‫ذات الغرض التجاري‪ ،‬ألن هذه األخيرة يكون تعيين مراقب الحسابات بها أمرا ضروريا‪ .‬لذلك‬
‫فإن العمل بالوقاية الداخلية ينحصر في الشركات التجارية التي يكون تعيين مراقب الحسابات فيها‬
‫أمرا ضروريا ‪ ،‬ويتعلق األمر هنا بشركات المساهمة وكذلك الشركات التاجرية األخرى وهي‬
‫شركة التضامن وشركة التوصية البسيطة وشركة التوصية باألسهم وشركة المسؤولية المحدودة‬
‫المتعددة الشركاء‪ .‬ويخرج عن نطاق تطبيق مسطرة الوقاية الداخلية تبعا لذلك المقاوالت الفردية‬
‫كاألصل التجاري وكذلك الشركات المندية ومجموعات ذات النفع االقتصادي ذات الغرض‬
‫المدني وكذلك المحاصة ذات الغرض التجاري‪- .‬الصعوبات الموجب اإلخطار عنها‪ :‬ويتعلق‬
‫األمر بصعوبات اجتماعية ناجمة عن تأزم في عالقات الشغل داخل المقاولة‪ ،‬أو كذلك ذات طبيعة‬
‫تقنية أو اقتصادية إلى غير ذلك من أنواع الصعوبات‪ ،‬حيث ثم إجمال عموم تلك الوقائع أو‬
‫الصعوبات في المناحي القانونية أو االقتصادية أو المالية أو االجتماعية‪ .‬ويجب أن تتسم الوقائع‬
‫والصعوبات التي توجب اللجوء إلى إعمال مساطر الوقاية بالتعدد والكثرة‪ ،‬حيث أن مجرد تحقيق‬
‫واقعة منعزلة قد اليكون لها تأثير على السير العادي للمقاولة‪ ،‬لكن إذا كان وقعها سيء على‬
‫استمرارية نشاطها‪ ،‬فيمكن االعتداد بها كمؤشر يوجب استنفاذ المساطر القانونية للوقاية‪.‬‬
‫‪ -‬الجهات الموكول إليها المرصد واإلخبار عن الصعوبات‪ :‬إن القانون المغربي أقحم لإلخطار‬
‫عن الوقائع التي من شأنها المس باستمرارية نشاط المقاولة كل من الشريك وكذا مراقب أو‬
‫مراقبي الحسابات وقبلهما إلزام رئيس المقاولة بالكشف عنها وتصحيحها ‪ - .‬أوال ‪ :‬الرصد‬
‫والتصحيح التلقائي للصعوبات من قبل رئيس المقاولة‪ :‬ألزم المشرع رئيس المقاولة برصد‬
‫الصعوبات التي من شأنها أن تخل باستمرارية نشاط المقاولة وأن يقوم كذلك بتصحيحها‪ ،‬وذلك‬
‫بشكل تلقائي‪ .‬ويعتبر إلتزام الرصد المبكر وكذا تذليل الصعوبات من صميم المهام األصلية‬
‫لرئيس المقاولة في إطار اإللتزام باليقظة في التسيير ‪ ،‬انضباطا وتحقيقا للمصلحة االجتماعية‬
‫للمقاولة ‪ - .‬ثانيا ‪ :‬اإلخبار عن طريق الشريك‪ :‬إن الرقابة المعترف بها للشريك في الشركات‬
‫التجارية لإلخبار عن الوقائع التي من شأنها اإلخالل باستمرارية نشاط المقاولة اليمكن اعتبارها‬
‫بأي حال من األحوال من االلتزامات الملقاة على عاتقه‪ ،‬بل هي من صميم حقوقه‪ ،‬إن شاء قام بها‬
‫وإن شاء تنازل عن ممارستها ‪ - .‬ثالثا ‪ :‬اإلخبار عن طريق مراقب الحسابات‪ :‬يتوجب على‬
‫مراقب الحسابات في الشركات التجارية المعتمد بها اإلخبار عن الوقائع أو الصعوبات التي من‬
‫شأنها أ ن تخل باستمرارية نشاط المقاولة ‪ ،‬بل إنهما من صميم التزاماته الجديدة المرتبطة‬
‫باألدوات المستحدثة المتعرف بها في ظل المفهوم الجديد لتسيير المقاوالت والقائم على ضرورة‬
‫احترام شروط الحكامة الجيدة‪ .‬وحتى يقوم مراقب الحسابات بالكشف عن تلك الوقائع ‪ ،‬فإن ذلك‬
‫يجب أن يتم باالحترام التام لمبدأ عدم التدخل في التسيير‪ ،‬ودونما المساس به‪ ،‬وهو ما يتطلب منه‬
‫أن يكون يقظا وحذرا في ممارسته لهذه المهمة‪.‬‬
‫‪ -‬مسطرة اإلخبار عن الوقائع ‪ - :‬أوال ‪ :‬االستيضاح عبر إشعار المشرف على جهاز التسيير‪:‬‬
‫إن اقتصار اإلشعار على الوقائع واإلخالالت التي يجب أن يتم داخل أجل اليتعدى ‪ 8‬أيام عبر‬
‫رسالة مضمونة إلى رئيس المقاولة‪ ،‬يجد مسوغاته في كون الخطوة األولى لمسطرة الوقاية‬
‫الداخلية تهدف إلى مجرد إثارة انتباه القائم على التسيير بخصوص تلك الوقائع يدعوه فيها إلى‬
‫تصحيح ذلك اإلختالل دون اقتراح حلول ممكنة‪ .‬إن ما يضمن سرية هذه المرحلة يتمثل في أن‬
‫مراقب الحسابات يطلب مجرد توضيحات حولها‪ ،‬وهو ما يجعل منها لحظة حوار داخلي بين‬
‫جهاز المراقبة وجهاز التسيير ‪ .‬هذا ويتوجب على رئيس المقاولة حتى تتوقف مسطرة الوقاية‬
‫الداخلية أن يجيب على تلك التساؤالت التي أشعر بها‪ ،‬وأن يقدم التوضيحات عن النقط المثارة‬
‫داخل أجل أقصاه خمسة عشر يوما من إشعاره بها‪ ،‬ويصبح مراقب الحسابات أو الشريك غير‬
‫المسير في هذه المرحلة جهة يعتدر بها لتقييم تلك التوضيحات والشروحات وتقدير جديتها‪- .‬‬
‫ثانيا‪ :‬دعوة جهاز التسيير الجماعي للتداول‪ :‬إن التأثير السلبي الذي قد تحدثه الوقائع المثارة في‬
‫اإلشعار الموجه إلى رئاسة مجلس التسيير جعل القانون المغربي ونظيره الفرنسي يسمحان‬
‫بانعقاد اجتماع يضم الجهاز الجماعي للتسيير من أجل التباحث في جدية المخاطر التي تهدد‬
‫الشركة واقتراح الحلول المالئمة لتجاوزها حتى ال تتدهور وضعيتها وقد تصل إلى التوقف عن‬
‫الدفع ‪ - .‬ثالثا ‪ :‬إشراك الجمعية العامة في الوقاية من الصعوبات‪ :‬إن عدم قدرة جهاز التسيير أو‬
‫عدم رغبته في اتخاذ ما هو مالئم تجاوز الصعوبات التي هدد استمرارية نشاط الشركة يكون‬
‫كافيا لمس بمصالح الشركاء‪ ،‬الشيء الذي دفع المشرع المغربي إلى إشراك عموم الشركاء إليجاد‬
‫حل لتدبير المرحلة الحرجة التي تمر بها الشركة ألنه لم يعد يرجى أمل من حجب الملومات عنهم‬
‫حول الوضعية التي آلت إليها الشركة‪ .‬إن القانون المغربي لم يسمح بالدعوة النعقاد الجمعية‬
‫العمومية سوى لرئيس مجلس اإلدارة أو رئيس مجلس الرقابة‪ ،‬ولم يجز لمكتشف اإلخالالت أن‬
‫يدعو النعقاد الجمعية العمومية‪ - .‬رابعا ‪ :‬إخبار رئيس المحكمة ( نحو اإلنتقال إلى الوقاية‬
‫الخارجية) ‪ :‬في حالة عدم تداول الجمعية العامة في الموضوع أو إذا لُوحظ أن االستمرارية‬
‫مازالت مختلة رغم القرار المتخذ من طرف الجمعية العامة ‪ ،‬أ ُخبر رئيس المحكمة بذلك من‬
‫طرف مراقب الحسابات أو رئيس المقاولة أو أي شريك‪ .‬إن اإلعالم الواجب لرئيس المحكمة فيه‬
‫تقوية للدور الرقابي للمساهم ومراقب الحسابات وهو ما يعتبر رقابة غير مباشرة لرئيس المحكمة‬
‫على أعمال التسيير التي ينجزها الجهاز المكلف بذلك‪ ،‬كما يشكل ذلك نوعا من الضغط على هذا‬
‫الجهاز ‪ .‬إن إشعار رئيس المقاولة لرئيس المحكمة للصعوبات مؤشر على حسن نيته ودليل على‬
‫احترافيته ويقظته في التسيير‪.‬‬
‫‪ -‬دور مؤسسة رئيس المحكمة التجارية في المساطر غير القضائية للمعالجة‪ :‬لقد أجاز المشرع‬
‫لرئيس المحكمة ال تجارية أن يتدخل من خالل تعيين الوكيل الخاص ثم بعد ذلك إمكانية تعيين‬
‫ال ُمصالح في إطار مسطرة المصالحة‪ ،‬مع اإلشارة أنه سواء تعلق األمر بمسطرة تعيين الوكيل‬
‫الخاص أو بمسطرة المصالحة فإنه يجب الحفاظ على سرية هاتين المسطرتين وأن يتم بطلب من‬
‫رئيس المقاولة ‪ ،‬حيث اليملك رئيس المحكمة أن يفرضهما‪.‬‬
‫‪ -II‬نطاق الوقاية الخارجية‪ :‬إن االنتقال من الوقاية الداخلية إلى آخر خارجية يجعل نطاق‬
‫التطبيق مختلفا‪ ،‬إذ تشمل األولى مجرد الشركات التجارية والمجموعات ذات النفع االقتصادي‬
‫ذات الغرض التجاري‪ ،‬أما الثانية فهي تهم باإلضافة إلى ذلك تجار األشخاص الذاتيين الذين يمكن‬
‫أن تواجههم صعوبات أو وقائ ع من شأنها أن تخل باستمرارية نشاطهم بما قد توصلهم إلى حالة‬
‫التوقف عن الدفع‪ - .‬إجراءات الوقاية الخارجية ‪ :‬استدعاء رئيس المقاولة ‪ :‬تتميز اإلجراءات‬
‫المتربطة بالوقاية الخارجية بالبساطة والمرونة إذ أن األمر يتعلق بمسطرة غير تنازعية وتعتمد‬
‫على السرعة لتذليل الصعوبات‪ .‬ويعمل رئيس المحكمة على إستدعاء رئيس المقاولة فورا إما‬
‫تلقائيا أو بناءا على طلبه أو في الحالة التي يتبين من خاللها أن شركة تجارية أو مقاولة فردية‬
‫تجارية تواجه صعوبات من شأنها أن تخل باستمرارية استغاللها‪ ،‬وذلك قصد النظر في‬
‫اإلجراءات الكفيلة بتصحيح وضعي ة المقولة‪ .‬وقد أطلق القانون يد رئيس المحكمة بخصوص‬
‫وضعية المقاولة بعد لقاء رئيس المقاولة ‪ ،‬حيث خولت له اإلطالع على كل الوثائق ذات الصلة‬
‫بنشاط المقاولة‪ ،‬وفي مواجهة كل الجهات ذات العالقة واالرتباط بها سواء من داخلها من قبيل‬
‫مراقب الحسابات أو ممثل العمال أو مندوب األُجراء أو مفتش الشغل‪ ،‬وكذلك من خارجها مثل‬
‫اإلدارات العمومية واألبناء‪ .‬إن الغاية المرجوة من أول إجراء مرتبط بالوقاية الخارجية هو وضع‬
‫رئيس المحكمة في الصورة الواضحة وتمكينه من المعرفة الحقيقية لوضيعة المقاولة‪.‬‬
‫‪ -‬تعيين الوكيل الخاص‪ :‬أجاز القانون المغربي لرئيس المحكمة وبعد استماعه لرئيس المقاولة‬
‫وجمع المعلومات الكافية حول وضعيتها وتكوين فكرة عن طبيعة وحجم الصعوبات أن يعين أحد‬
‫األغيار الذي سماه المشرع بـ"الوكيل الخاص'' كنوع حديد من أنواع الوساطة‪ .‬إن رئيس المحكمة‬
‫اليمكنه تعيين الوكيل ال خاص إال إذا تبين له وبوضوح أن ثمة مؤشرات جدية لتذليل الصعوبات‬
‫التي قادت المقاولة إلى المحكمة‪ ،‬وهذا يتطلب من الرئيس أن يلمس استعدادا جديا من قبيل رئيس‬
‫المقاولة لصحيح وضعية مقاولته‪ ،‬وأن تدخل الوكيل الخاص سيساعد على تخفيف االعترضات‬
‫المحتملة ‪ ،‬والتي تتمثل بشكل عام حول موقف الدائنين من منح آجال جديدة الستخالص ديونهم‬
‫أو التخفيض منها‪ ،‬وكذلك ما يتعلق بالمتعاملين مع المقاولة فيما يخص التزويد بالمواد األولية أو‬
‫الخدمات‪ .‬واليمكن تعين الوكيل الخاص إال بناءا على طلب من رئيس المقاولة موجه إلى رئيس‬
‫المحكمة ‪ ،‬وال يملك رئيس المحكمة سلطة التعيين التلقائي للوكيل الخاص‪ .‬إن الكيل الخاص قد‬
‫يكون مكتبا للدراسات االقتصادية والمالية ‪ ،‬كما قد يكون رجل قانون أو مهني محنك‪ ،‬وذلك‬
‫حسب طبيعة الصعوبات وحجم المقاولة وطبيعة نشاطها‪ .‬إن دور الوكيل الخاص ينحصر‬
‫في ّإعداد تقرير لرئيس المحكمة يضعه م ن خالله في الصورة الكاملة من حيث إمكانية تذليل تلك‬
‫الصعوبات من عدمها‪ ،‬حتى يقرر هذا األخير االستمرار في مسطرة الوقاية الخارجية أو التوقف‬
‫عند هذا الحد ‪ -.‬الفرق بين الخبير والوكيل الخاص‪ :‬إن الفرق واضح بينهما حيث يتولى الوكيل‬
‫الخاص الجانب العالئقي بين المدين ودائنيه المعتادين أو تهييء األرضية الالزمة والخصبة‬
‫الستثمارها من قبل ال ُمصالح حالة تعيينه إلبرام المصالحة ‪ ،‬أما الخبير فتتمثل مهمته في الجانب‬
‫التقني الصرف لتهييء الملفات ذات الصبغة المحاسبية أساسا ‪.‬‬
‫‪ -III‬مسطرة المصالحة‪ - :‬يعتبر اتفاق المصالحة عقدا شبه قضائي ينعقد بين رئيس المقاولة‬
‫والدائنين بتوسط من ال ُمصالح وبمصادقة رئيس المحكمة‪ ،‬وتجدر اإلشارة أن المصالحة مسطرة‬
‫اختيارية لكل من المدين والدائنين‪ ،‬إذ ال يملك رئيس المحكمة إجبار أحدهم للخضوع إليها‪،‬‬
‫ويعزى ذلك أن المقاولة لم تتوقف بعد عن الدفع‪ - .‬شروط فتح مسطرة المصالحة ‪ :‬يمكن إجمال‬
‫شروط فتح المصالحة فيما يلي ‪ -1 :‬تُفتح مسطرة المصالحة أمام كل مقاولة تعاني من صعوبات‬
‫اقتصادية أو مالية أو لها حاجيات اليمكن تغطيتها بواسطة تمويل يناسب امكانيتها‪ ،‬بشرط أن‬
‫التكون في وضعية التوقف عن الدفع‪ -2 .‬تقديم طلب من رئيس المقاولة إلى رئيس المحكمة‬
‫بخصوص فتح مسطرة المصالحة‪ .‬وحتى يكون الطلب المقدم صحيحا يتعين التبيان الفصل‬
‫لوضعيتها وكذا الوسائل المقترحة لتجاوزها ‪ ،‬والصعوبات التي تعاني منها المقاولة ‪ ،‬إضافة‬
‫اإلدالء بالوثائق الضرورية حول المقاولة‪ -3 .‬تكوين قناعة كافية لرئيس المحكمة حول وضعية‬
‫المقاولة وجدية الصعوبات التي تمر منها ‪ ،‬وتقديره لجدية الوسائل التي يقترحها رئيس المقاولة‬
‫في طلبه لتجاوزه‪ ،‬وكذلك تقدير الحاجة الماسة بالمقاولة في هذه الظروف لفتح هذه المسطرة‪.‬‬
‫‪ -‬تعيين ال ُمصالح ومدة قيامه بمهامه‪ :‬بعد أن يتلقى رئيس المحكمة طلبا رئيس المقاولة يعتبر‬
‫فيه هذا األخير عن رغبته في سلك مسطرة المصالحة واالستفادة من أحكامها ‪ ،‬يقوم وقتها رئيس‬
‫رئيس المحكمة بتعيين ُمصالح لمباشرة اإلجراءات والقيام بالتدابير الضرورية لبلوغ مسطرة‬
‫المصالحة مداها لتذلي صعوبات المقالة‪ .‬ويُعين المصالح لمدة التتجاوز ‪ 3‬أشر قابلة للتمديد مرة‬
‫واحد إذا طلب ال ُمصالح ذلك‪ ،‬وتعتبر هذه المدة من النظام العام حيث اليجوز تجاوزها سواء بأمر‬
‫التعيين أو التمديد أو كذا بالرغم من االتفاق بين المدين والدائنين‪ .‬وقد يترتب على تعيين المصالح‬
‫وحتى يتمكن من النجاح في مهمته استصدار أمر بطلب منه إلى رئيس المحكمة بوقف المتابعات‬
‫الفردية ضد المدين‪ ،‬هكذا اليمكن أن يستمر هذا الوقف لمدة أطول ألن في ذلك مساس بحقوق‬
‫الدائنين‪ ،‬والحال أن المصالحة مسطرة غير تنازعية‪ .‬إن أمر تعيين ال ُمصالح من قبل رئيس‬
‫المحكمة مثله في ذلك مثل بقية األول المرتبطة بمسطرة المعالجة غير القضائية لصعوبات‬
‫المقاولة غير قابلة ألي طريقة من طرق الطعن‪.‬إن القانون المغربي ترك أمر تحديد أتعاب‬
‫ال ُمصالح لسلطة رئيس المحكمة‪ ،‬والذي البد أن يحصل في ذلك على موافقة رئيس المقاولة‪ ،‬نظرا‬
‫لعدم إمكانية الطعن في أوامر رئيس المحكمة ولغياب مقتضى قانوني خاص بذلك‪.‬‬
‫‪ -‬سعي ال ُمصالح إلبرام اتفق المصالحة ‪ :‬جعل القانون من صالحيات رئيس المحكمة التجارية‬
‫صالح القيام بتحديد مهام هذا األخير‪ ،‬لكن دون إمكانية تحديد سقف زمني خارج‬ ‫عن تعيينه للم ُ‬
‫التحديد القانوني( ‪ 3‬أشهر قابلة للتمديد مرة واحدة بطلب من ال ُمصالح وبموافقة رئيس‬
‫المحكمة)‪،‬زد على ذلك أنه ومن أجل تسهي النجاح في مهمته فإن رئيس المحكمة يقوم باطالع‬
‫ال ُمصالح على المعلومات المتوفرة لديه حول وضعية المقاولة وإن إقتضى الحال نتائج الخبرة‬
‫التي تمت‪ .‬إن المشرح سلح ال ُمصالح بمنهجية تعتمد المناور في التفاوض مع الدائنين من أجل‬
‫التوصل إلى إبرام المصالحة ‪ ،‬حيث حفزه نحو التأثير على الدائنين الرئيسيين من خالل االستماع‬
‫إليهم قصد استمالتهم إلبرام اتفاق المصالحة‪ .‬ويحسب للقانون المغربي أنه تفطن مبكرا لما قد‬
‫يعمد إليه الدائنون او بضعهم إليقاع حجوزات و ترتيب ضمانات على أموال المقاولة في هذه‬
‫المرحلة‪ ،‬فتم تمكين ال ُمصالح من هذه اآلليات لوقف المتابعة الفردية للحيلولة دون ذلك‪ ،‬على‬
‫األقل خالل ممارسته لمهامه ‪ ،‬وأمال في الخروج بنتائج إيجابية تعيد للمقاولة توازنها حالة‬
‫التوصل إلى إبرام هذا اإلتفاق‪ .‬واتباطا بسلطات ال ُمصالح فإنه اليجب أن نفهم أن لل ُمصالح‬
‫سلطات تسمح له بالتدخل في تسيير المقاولة‪ ،‬فهو ال يعوض رئيس المقاولة في تسييرها وال‬
‫يساعده في أعمال التسيير‪ ،‬لكن ذلك اليقف حاجزا أمام تقديم النصف والمشورة‪ ،‬إذ اليمكن‬
‫تصور التوصل إلى إبرام مصالحة مع الدائنين إال إذا أخذ التسيير في المقاولة سيره العادي‪ .‬إن‬
‫من مصلحة الدائنين االنضمام إلى اتفاق المصالحة لما يضمن لهم أداء لديونهم حسب مضمون‬
‫االتفاق‪ ،‬إذ لو سلك المدين مسطرة اإلنقاذ أو خضع للمساطر القضائية للمعالجة بعد توقفه عن‬
‫الدفع واستجابت المحكمة له فإنهم سيخضعون لمنع اداء الديون السابقة في إطار تطبيق قاعدة‬
‫المتابعات الفردية‪ .‬ونشير بأن ال ُمصالح قد ينجح في مسعاه في التوصل إلى التقريب بين المدين‬
‫ودائنين وترجمة ذلك عبر دفعهم إلى توقيع اتفاق المصالحة مع أن نجاحه قد يكون جزئيا من‬
‫خالل انضمام بعض الدائنين إليه ورفض البعض اآلخر‪ ،‬لكن في المقابل فإنه قد يفشل في‬
‫التوصل إلى إبرام اتفاق المصالحة وهو ما يعني فشل الصلح‪ ،‬ويكون ذلك إيذانا توقف المقاولة‬
‫عن دفع ديونها لتنتهي العمل بمرحلة الوقاية وتدخل بذلك مرحلة جديدة وهي المرحلة القضائية‬
‫للمعالجة أو اللجوء قبل ذلك إلى مسطرة اإلنقاذ إذا كانت على وشك التوقف عن الدفع‪ / .‬وتنتهي‬
‫مهمة المصالح فيما يخص المصالحة بإبرام هذا االتفاق في محرر يوقعه كل من المدين والدائنين‬
‫الذين قبلوه وكذا ال ُمصالح وتودع هذه الوثيقة لدى كتابة الضبط‪ .‬ويكون رئيس المحكمة ملزما‬
‫بالتوقيع على اتفاق المصالحة إذا وافق واضم إليه كل الدائنين ‪ ،‬غير أنه يجوز له أن يوقع‬
‫ويصادق عليه إذا وافق وانضم إليه الدائنون الرئيسيون فقط ‪.‬‬
‫‪ -‬آثار المصالحة ‪ :‬يترتب على اتفاق المصالحة آثار قانونية هامة سواء تلك التي تهم المدين أو‬
‫تلك التي خص الدائنين ‪ - :‬آثار المصالحة على المدين ‪ :‬ينتج إتفاق المصالحة آثارا هامة اتجاه‬
‫المدين سواء عن تنفيذه له أو عند قيامه بذللك‪ - .‬أوال ‪ :‬حالة تنفيذ اتفاق المصالحة‪ :‬يتوجب على‬
‫المدين تنفيذ اتفاق المصالحة‪ ،‬وستجلى ذلك في العمل على تصحيح وضعية المقاولة وفق ما تم‬
‫االتفاق عليه‪ .‬فقد يعمد الدائنون إلى إقرار شروط في االتفاق تروم ضمان السير الجيد للمقاولة‬
‫وذلك من خالل فرض تعيين مراقب للتسيير‪ ،‬يعلمه المدين ويرجع إليه في الحاالت المنصوص‬
‫عليها في االتفاق دون أن يجعل من تعيين هذا الشخص وضع المقاولة تحت الوصاية‪ .‬إن الدائنين‬
‫قد اليقبلوا باالنضمام إلى اتفاق المصالحة إذا الحظوا أن تسيير المقاولة المدينة يعتريه اإلخالل‪،‬‬
‫لذا ف من المنطقي أن يرفضوا أن يفرضوا على رئيس المقاولة اتخاذ المتعين لتحسين تسيير‬
‫مقاولته‪ ،‬وأن يوجبوا تضمين ذلك في صلب االتفاق‪ - .‬ثانيا ‪ :‬حالة عدم تنفيذ اتفاق المصالحة‪:‬‬
‫ينجم عن اإلخالل باإللتزامات الواردة في اتفاق المصالحة تحميل المدين المسؤولية العقدية‪،‬‬
‫وبالتالي يكون ذلك كافيا لطلب فسخ هذا االتفاق من قبل رئيس المحكمة التجارية‪ ،‬مع إقرار‬
‫سقوط األجل لفائدة الدائنين المنضمين إلى االتفاق‪ ،‬وكذلك ألولئك الذين حدد لهم رئيس المحكمة‬
‫آجاال‪ .‬كما ويحيل رئيس المحكمة الملف إلى المحكمة لفتح مسطرة التسوية أو التصفية القضائية ‪.‬‬
‫‪ -‬آثار المصالحة على الدائنين‪ :‬ونميز بين آثار المصالحة على الدائنين المنضمين إليها وبين تلك‬
‫التي تهم أولئك الذين رفضوا ذلك ‪ - :‬أوال ‪ :‬الدائنون المشاركون في االتفاق ‪ :‬حرص المشرع‬
‫على منح الدائنين امتياز المصالحة مقابل التضحية المطلوبة منهم والمتمثلة في وقف اإلجراءات‪:‬‬
‫‪ +‬إقرار امتياز المصالحة ‪ :‬لقد اختار المشرع المغربي إغواء دائني المقاولة للقبول باإلنضمام‬
‫إلى اتفاق المصالحة من خالل منحهم "امتيار المصالحة" بخصوص المساهمات المالية التي‬
‫يقدمونها للمقاولة من أجل تغذية خزينتها بما سيساهم في ضمان استمرارية نشاطها وابتعادها عن‬
‫الوقوف في التوقف عن الدفع‪ .‬وعلى نفس النهج‪ ،‬فإن الدائنين الذين يقدمون سلعا أو خدمات جديد‬
‫للمقاولة من أجل متابعة نشاطها سيتفيدون بدورهم من "امتياز المصالحة"‪ + .‬وقف اإلجراءات ‪:‬‬
‫يوقف االتفاق أثناء مدة تنفيذه كل إجراء فردي وكل دعوى قضائية سواء كانت تخص منقوالت‬
‫المقاولة المدينة أو عقاراتها بهدف الحصول على سداد الديون موضوع االتفاق‪ ،‬كما يوقف هذا‬
‫اال تفاق اآلجال المحددة للدائنين تحت طائلة سقوط أو فسخ حقوقهم‪ .‬ويشمل هذا المنع مجرد‬
‫‪-‬‬ ‫الديون موضوع اتفاق المصالحة ‪ ،‬وهو ما يطلق أيديهم فيما غيرها من الديون‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬الدائنون غير المشاركين في االتفاق‪ :‬بالنسبة للدائنين غير المشاركين في اتفاق المصالحة‬
‫فإن ذلك اليعني أنهم بامتناعهم عن المشاركة أنهم سيحصلون بالضرورة ديونهم في آجالها‪ ،‬حيث‬
‫أجاز القانون المغربي لرئيس المحكم أن يحدد لهم آجال أخرى حسب ما تقتضيه مصلحة المقاولة‬
‫الخاضعة للمصالحة ‪ ،‬كما قد يأمر كذلك بتمكينهم من ديونهم وفقا آلجالها‪ .‬وفي هذه الحالة وجب‬
‫إخبار الدائنين غير المشمولين باالتفاق والمعنيين باآلجال الجديدة‪.‬‬
‫‪ -IV‬المساطر القضائية لمعالجة صعوبات المقاولة‪ - :‬ضوابط فتح المساطر القضائية للمعالجة‬
‫‪ :‬يقصد بفتح المساطر القضائية للمعالجة وضع المحكمة كقضاء موضوع يدها على ملف حكم‬
‫المقاولة بمقتضى حكم قضائي‪ ،‬ويختلف ذلك تماما عن تدخل رئيس المحكمة التجارية بناءا على‬
‫أحكام المصالحة سواء نجحت أو فشلت‪ ،‬حيث ال يعتبر ذلك تدخال قضائيا وإنما أسميناه بالتدخل‬
‫الشبه القضائي‪ .‬إن المساطر القضائية الثالثة للمعالجة هي مساطر جماعية‪ ،‬واختيار أحدهما‬
‫يتحدد وفق درجة الصعوبات التي تعاني منها المقاول‪ .‬هكذا فإن اإلنقاذ مسطرة إدارية تنبني على‬
‫مجرد إرادة رئيس المقاولة‪ ،‬بينما مسطرتي التسوية أو التصفية يمكن ألطراف أخرى غير رئيس‬
‫المقاول ة أن يعمدوا إلى فتحها أو طلب فتحها‪ ،‬بما يعني أنهما مسطرتان قد يتم فرض فتحها ضدا‬
‫على إدارة المدين ‪ .‬وأمام أهمية بل وخطورة اآلثار القانونية المترتبة على التدخل القضائي في‬
‫إطار معالجة صعوبات المقاولة المقرونة غالبا بالتدابير القاسية سواء بالنسبة للمدين أو الدائنين‪،‬‬
‫فإن المشرع هذا التدخل على ضرورة احترام جملة من الضوابط منها ما يتعلق بجانب المضمون‬
‫ومنها ما يخص الجانب الشكلي ‪ - :‬أوال ‪ :‬الضوابط الموضوعية ‪ :‬ال يتم فتح المسطرة القضائية‬
‫لمعالجة صعوبات المقاولة إال في وجه األشخاص الخاضعين لهذه المساطر عندما تكون مقاولتهم‬
‫تجتاز وضعية مالية متأزمة ‪ - :‬األشخاص الخاضعون للمسطرة القضائية للمعالجة ‪:1- :‬‬
‫المقاولة‪ :‬التاجر الشخص الطبيعي‪ :‬تفتح المساطر القضائية في مواجهة التاجر الشخص الطبيعي‬
‫المزاول للنشاط الطبيعي ‪ ،‬كما يمكن أن تفتح في وجه أشخاص آخرين بحكم صفاتهم ‪ + :‬فتح‬
‫المسطرة في وجه التاجر المزاول للنشاط التجاري‪ :‬يخضع لنظام المساطر القضائية لمعالجة‬
‫صعوبات المقاولة كل طبيعي تتحقق فيه صفة تاجر ‪ ،‬وهو الذي زاول بشكل اعتيادي أو احترافي‬
‫نشاطا تجاريا‪ + .‬فتح المسطرة في وجه أشخاص كنتيجة قانونية ‪ :‬تفتح المساطر القضائية‬
‫للمعا لجة في وجه األشخاص الطبيعين غير التجار ‪ ،‬ويهم األمر أشخاصا تسري عليهم أحكامها‬
‫كنتيجة قانونية ألوضاع قانونية خاصة ‪ * :‬الشريك التاجر ‪ :‬تفتح المساطر القضائية للمعالجة في‬
‫وجه الشريك المتضامن في الشركات التجارية التي تمنح المنتمي إليها صفة تاجر بقطع النظر‬
‫عن كو نه مسيرا أم ال‪ ،‬عندما تفتح هذه المسطرة في مواجهة الشركة التي ينتمي إليها ‪ .‬هذا وتجب‬
‫اإلشارة إلى أن فتح المسطرة القضائية للمعالجة ضد الشريك المتضامن تكون واجة وسارية ولو‬
‫اعتزل الشركة وانسحب منها و أُخرج منها شريطة أن يتم ذلك داخل سنة إذا كانت الشركة‬
‫متوقفة عن آداء ديونها ‪ * .‬مسيرو الشركات التجارية ‪ :‬قد يخضع مسيرو الشركات التجارية‬
‫للمساطر القضائية للمعالجة بقطع النظر عن كونهم شركاء أم ال وذلك في الحالة التي يتم فيها‬
‫تحميلهم خصوم شركة كال أو بعضا منها الذين لم يبرؤوا ذمتهم من هذا الدين ‪ .‬كما تفتح في‬
‫مواجهتهم ذات المساطر إ ذا فتحت المساطر في مواجهة الشركة التي يسيرونها وثبت في حقهم‬
‫إحدى الوقائع التالية‪* :‬التصرف في أموال الشركة كما لو كانت أموالهم الخاصة ‪* .‬إبرام عقود‬
‫تجارية ألجل مصلحة خاصة تحت ستار الشركة ‪* .‬إختالس أو إخفاء كل األصول أو جزء منها ‪.‬‬
‫*المسك بكيفية واضحة لمحاسبة غير كاملة أو غير صحيحة ‪+ .‬الوصي والمقدم ‪ :‬إن الوصي أو‬
‫المقدم قد تمتد إليهم المسطرة القضائية للمعالجة إذا تم فتح هذه المسطرة ضد مقاولة القاصر‬
‫بسبب سوء إدارتهما وتسييرهما‪+ .‬تمديد المسطرة إلى مقاولة أخرى ‪ :‬يمكن تمديد المسطرة إلى‬
‫مقاولة أو مقاوالت أخرى بسبب تدخل ذممها المالية مع الذمة المالية للمقاولة الخاضعة للمسطرة‬
‫أو بسبب صورية الشخص االعتباري ‪.‬‬
‫‪ : 2 -‬المقاولة ‪ :‬الشركات التجارية ‪ :‬يسمح القانون المغربي فتح المسطرة القضائية للمعالجة في‬
‫وجه الشركة التجارية س واء كانت متمتعة بالشخصية المعنوية أم ال وهو ما يسمح بإدخال شركة‬
‫المحاصة ضمن نطاق هذا النظام ‪ - .‬وضعية المالية للمقاولة ‪ - :‬غياب التوقف عن الدفع شرط‬
‫لفتح مسطرة اإلنقاذ ‪ :‬إن فتح مسطرة اإلنقاذ تكون لفائدة المقاولة التي التكون في حالة توقف عن‬
‫الدفع ‪ ،‬ولكن تمر بصعوبات ليس بمقدور المقاولة بإمكانيتها المالية الذاتية أو االئتمانية تجاوزها‬
‫في أمد قريب ‪ ،‬قد يؤدي بها إلى التوقف عن الدفع ‪ .‬إن الصعوبات المالية أو االقتصادية او‬
‫االجتماعية أو القانونية التي قد يواجه بها رئيس المقاولة واليستطيع بمفرده تجاوزها بما قد‬
‫يوصله إلى حالة التوقف عن الدفع في أجل قريب‪ ،‬يحتاج إلى حماية وحصانة قضائية حتى‬
‫يحصل على دعم من دائنيه ‪ ،‬دعم قد يتمثل في تخفيض جزء من الديون أو منح آجال أطول‬
‫لآلداء ‪ .‬لقد وضع المشرع بين يدي رؤساء المقاولة آلية قانونية استباقية مهمة حيث يستفيدون في‬
‫الحصانة القضائية عند فتح هذه المسطرة ‪ ،‬تخولهم منع آداء الديون السابقة ووقف المتابعات‬
‫الفردية وكذا إيقاف طرف التنفيذ رغم أنهم ليسوا في حالة توقف عن الدفع ‪.‬‬
‫‪ -‬التوفق عن الدفع شرط لفتح مسطرة التسوية أو التصفية القضائية ‪ :‬إن التوقف عن الدفع هو‬
‫الفاصل بين المساطر اإلرادية للمعالجة ‪ ،‬ومرحلة التدخل القضائي المفروض ‪ ،‬حيث المجال‬
‫للحديث عن التدخل القضائي ‪ ،‬إما تسوية أو تصفية بمقتضى قضائي إال بتحقق شرط التوقف عن‬
‫الدفع ‪ .‬تثبت حالة التوقف عن الدفع متى تحقق عجز المقاولة عن تسديد ديونها المستحقة المطالب‬
‫بأدائها بسبب عدم كفاية أصولها المتوفرة ‪ ،‬بما في ذلك الديون الناجمة عن االلتزامات المبرمة‬
‫في إطار االتفاق الودي ‪ .‬فلم يكتفي المشرع باشتراط تأكد واقعة التوفق عن الدفع كشرط لفتح‬
‫المسطرة القضائية للتسوية أو التصفية ‪ ،‬بل حدد طبيعته وسببه أو أسبابها ‪ .‬وهذا ما يدفعنا للقول‬
‫بأنه تم االنتقال بمفهوم التوقف عن الدفع من االعتماد على المعيار القانوني المتمثل في مالحظة‬
‫واقعة عدم آداء الديون على عهد اإلفالس إلى اعتماد المعيار االقتصادي القائم على عدم القدرة‬
‫على اآلداء مع نظام المعالجة ‪ .‬لقد فرض المضمون االقتصادي الجديد لمبدأ التوقف عن الدفع‬
‫على القضاء على الوقوف عند مجرد الحدود الخارجية لالمتناع عن دفع الديون المستحقة األداء‬
‫كسلوك سلب إرادي من المدين ‪ ،‬وإنما البحث عن أسباب ودواعي التوقف‪ ،‬وعن الوضعية‬
‫االقتصادية والمالية الحقيقية للتاجر المتوقف من حيث معرفة مركزه المالي المضطرب وحتى‬
‫التكون المحكمة ملزمة باالستجابة إلى طلب فتح المسطرة القضائية للمعالجة لمن يفتعل التوقف‬
‫عن الدفع إضرارا بمصالح دائنيه ‪ ،‬ذلك أن التوقف عن الدفع هو الذي ينبىء عن مركز مالي‬
‫مضطرب وضائقة مستحكمة يتزعزع معها ائتمان التاجر وتتعرض معها حقوق دائنيه إلى خطر‬
‫محدق أو كثير االحتمال ‪ .‬ونشير أن المحكمة التستجيب تلقائيا لطلب فتح المسطرة القضائية‬
‫للمعالجة ‪ ،‬إذ يتعين إثبات التوقف عن الدفع من قبل طالبه ‪ .‬ويمكن للمحكمة أن تأمر بخبرة في‬
‫الموضوع تكون ذات طبيعة حسابية أو اقتصادية لكي تقف بدقة حول الوضعية الحقيقية للمقاولة ‪.‬‬
‫‪ -‬ثانيا‪ :‬الشروط الشكلية ‪ :‬إن القانون المغربي تولى تنظيم االحكام الشكلية الخاصة بالمساطر‬
‫القضائية للمعالجة إنقاذا أو تسوية أو تصفية ‪ ،‬مراعا الخصوصيات التي تميز هذه المسطرة سواء‬
‫تعلق األمر بأحكام االختصاص ‪ ،‬أو الجهات التي لها حق طلب فتح المساطر ‪ - .‬أحكام‬
‫االختصاص‪ :‬االختصاص النوعي ينعقد للمحكمة التجارية بناءا على صفة المدين دائما وأبدا وهو‬
‫ما يجعل هذا االختصاص ذا طبيعة قطعية وحصرية ‪ ،‬كما تكون مختصة للنظر في جميع‬
‫الدعاوى المتصلة بها ‪ .‬أما فيما يخص االختصاص المحلي ينعقد للمحكمة الموجودة في مكان‬
‫مؤسسة التاجر الرئيسية او المقر االجتماعي للشركة ‪ .‬إن معيار المقر الرئيسي للمقاولة الفردية (‬
‫األصل التجاري) وكذا المقر االجتماعي للشركة هو المحدد للمحكمة التجارية المختصة للبث في‬
‫ملف صعوبات المقاولة ‪ ،‬ويتم تحديد هذا المقر اعتمادا على البيان الواردة في السجل التجاري ما‬
‫لم يثبت خالف ذلك ‪.‬‬
‫‪ -‬تنوع آليات فتح مساطر المعالجة‪ :‬تنوع آليات فتح المساطر القضائية للمعالجة‪ ،‬بين فتح‬
‫مسطرة االنقاذ التي يحتكر أمر طلبها رئيس المقاولة ‪ ،‬وبين فتح المسطرة القضائية للتسوية حيث‬
‫تتعدد قنوات فتحها ‪ - .‬احتكار رئيس المقاولة طلب فتح مسطرة االنقاذ ‪ :‬إن رئيس المقاولة هو‬
‫الشخص الذاتي المدين أو الممثل القانوني للشخص االعتبار المدين ‪ ،‬لذلك اليمكن لغير رئيس‬
‫المقاولة تقديم طلب فتح مسطرة االنقاذ إال في حالة واحدة حيث يجوز للشركاء إلى ممارسة‬
‫مسطرة العزل التلقائي أو القضائي للمثل القانون للشركة ‪ – .‬تعدد قنوات فتح مسطرة التسوية‬
‫أو التصفية ‪ -1 :‬طلب فتح المسطرة بتصريح من رئيس المقاولة ‪ :‬يجب على رئيس المقاولة أن‬
‫يطلب فتح مسطرة التسوية القضائية في أجل أقصاه ‪ 30‬يوما من تاريخ توقف المقاولة عن الدفع‪.‬‬
‫هكذا يتعين على الملزم و المخاطب بأحكام نظام صعوبات المقاولة أن يعمد داخل أجل ‪ 30‬يوما‬
‫تلي توقفه عن الدفع التقدم للمحكمة التجارية المختصة بتصريح يطلب فيه فتح المسطرة القضائية‬
‫للمعالجة ‪ ،‬ويالحظ أن األجل المحدد في هذه المدة مقبول ومعقول خصوصا إذا نظرنا إليه من‬
‫زاوية المفهوم الجديد للتوقف عن الدفع المتعمد على المعيار االقتصادي ‪ ،‬إذ يفترض أن المدين‬
‫استحال عليه تنفيذ التزاماته اتجاه دائنية وفق قاعدة عدم كفاية أصول المقاولة لمواجهة خصومها‬
‫‪ ،‬فال مبرر إذا للتأخر في االعالن عن حالة التوقف عن الدفع ‪ ،‬والتسريع بإقحام المحكمة عبر‬
‫تقديم طلب استصدار حكم يقضي بفتح المسطرة القضائية للتسوية ‪ .‬ويتعين على المدين الملزم‬
‫بطلب فتح المسطرة القضائية للمعالجة أن يبين أسباب التوقف عن الدفع ‪ ،‬وأن يودع لذا كتابة‬
‫الضبط مقابل إشهاد بتسلم الوثائق التي حددها المشرع ‪.‬‬
‫‪ -2‬فتح المسطرة بناءا على مقال افتتاحي للدعوى ألحد الدائنين ‪ :‬للدائمين امكانية طلب فتح‬
‫المسطرة القضائية للمعالجة بمقال افتتاحي للدعوة وذلك الرتباط مصالحهم بمصير المقاولة حيث‬
‫أن تأخر المدين عن طلب فتحها من شأنها أن يدهور وضعيتها بما يهدد ويقلل فرص حصولهم‬
‫على ديونهم ‪ .‬ويحق لكل دائن كيفما كانت طبيعة دينه التقدم بهذا المقال سواء كان دينه ذا طبيعة‬
‫تجارية أو مدنية ‪ ،‬وسواء كان دينه عاديا أو مضمونا ألي نوع من الضمانات المقيدة أو الغير‬
‫مقيدة شريطة أن يكون الدين ثابتا أو مستحقا ومطالبا به ‪ .‬واليمكن قبول الدعوى إال إذا قام الدائن‬
‫مقدم المقال االفتتاحي بتأسيس عدم قيام المقاولة بأداء الدين المستحق على واقعة التوقف عن‬
‫الدفع‪ -3 .‬الفتح التلقائي للمسطرة من قبل المحكمة التجارية ‪ :‬إن االعتراف للمحكمة بحق وضع‬
‫يدها تلقائيا على المسطرة القضائية للمعالجة يكسر القاعدة المسطرية الثابتة القائمة على ''أن‬
‫القضاء ال يقضي إال إذا طلب منه " ‪ .‬إنه وأما تقاعس المدين المتوقف عن الدفع وكذا تراخي‬
‫الدائنين عن طلب فتح المسطرة أو عدم قدرتهم على إثبات واقعة التوقف عن الدفع ‪ ،‬وفي ظل‬
‫هيمنة المصلحة االقتصادية العامة كمحدد جديد لنظام المعالجة ‪ ،‬أضح التدخل القضائي التلقائي‬
‫مجاال لالنفراد في ظل المنظومة القانونية المغربية ‪ -4 .‬فتح المسطرة بناءا على طلب من النيابة‬
‫العامة أو بموجب اإلحالة من طرف رئيس المحكمة التجارية‪ :‬يعتبر تدخل النيابة العامة لفتح‬
‫المسطرة القضائية مسلكا احتياطيا إذا لم تقم به المحكمة أو تقاعس كل من المدين والدائنين عن‬
‫القيام بذلك‪ .‬إن اال عتراف للنيابة العامة بإمكانية تقديم طلب للمحكمة التجارية لفتح المسطرة يأتي‬
‫في سياق الدور الذي أراده القانون أن تلعب النيابة العامة بوجه عام في إطار القضاء التجاري‪،‬‬
‫إيمانا منه بما لها من دور في المحافظة على النظام العام االقتصادي‪.‬وعلى الرغم من سكوت‬
‫النص عن تحديد النيابة العامة الموكل لها مهمة فتح المسطرة‪ ،‬فإن ذلك يكون جائزا للنيابة العامة‬
‫لذا المحكمة التجارية‪ ،‬وكذلك لذا النيابة العامة لذا المحكمة االبتدائية‪ .‬إن الرئيس المحكمة وفي‬
‫حالة عدم تنفيذ المدين للتزامات الناشئة بموجب اتفاق المصالحة الذي صادق عليه رئيس المحكمة‬
‫فإن هذا األخير يعاين بمقتضى أمر غير قابل للطعن فسخ هذا االتفاق مما يلزم عن ذلك سقوط كل‬
‫اآلجال الممنوحة له ‪ ،‬ويحيل الملف إلى المحكمة لفتح مسطرة التسوية أو التصفية القضائية ‪.‬‬
‫‪ -V‬الحكم بفتح المساطر القضائية للمعالجة‪ - :‬إجراءات ما قبل إصدار حكم فتح المساطر‪- :‬‬
‫أوال ‪ :‬استدعاء رئيس المقولة ( االستماع اإلجباري) ‪ :‬اليمكن للمحكمة الحكم بفتح المسطرة من‬
‫عدمه إال بعد االستماع إلى رئيس المقاولة بقطع النظر عن الوسيلة التي تباشر على أساسها‬
‫المحكمة النظر في هذه القضي ة ‪ ،‬إن االستماع لرئيس المقاولة أمام غرفة المشورة له اهمية بالغة‬
‫لتنويرها ووضعها في الصورة الحقيقية للمقاولة وتوضيح ما قد يرد في الوثائق المعروضة عليها‬
‫والمقدمة من قبل رئيس المقاولة أو أي جهة داعية لفتح المسطرة وبذلك فإن إجراء االستماع إلى‬
‫رئيس المقولة له م ساس بالنظام االقتصادي العام يؤدي عدم احترامه إلى بطالن جميع إجراءات‬
‫التحقيق ‪ ،‬مع تعريض الحكم الصادر لإللغاء لعيب في الشكل ‪ ،‬وعلى أن عدم حضور رئيس‬
‫المقاولة للمحكمة من أجل االستماع إليه أمام غرفة المشورة إذا كان من شانه عرقلة اإلجراءات ‪،‬‬
‫فإنه ال يؤدي بالضرورة إلى وقف سير اإلجراءات األخرى‪ - .‬ثانيا ‪ :‬إمكانية االستماع إلى‬
‫أشخاص غير المدين‪ :‬للمحكمة أن تستدعي أحد الدائنين أو البعض منهم أو جميعهم ‪ ،‬وكذلك‬
‫مراقب الحسابات حالة تعيينه بالمقاولة‪ ،‬وكذا األجراء أو األبناء‪ ،‬ويمكن أن يمتد إجراء االستماع‬
‫إلى ممثل مصلحة الضرا ئب أو الضمان االجتماعي دون أن يكون الحد هؤالء حق االمتناع عن‬
‫تزويد المحكمة بالمعلومات التي تتعلق بوضعية المقاولة بداعي واجب المحافظة على السر‬
‫المهني‪ - .‬ثالثا ‪ :‬إمكانية تعيين خبير ‪ :‬بعد االستماع إلى رئيس المقاولة وكذا إلى كل رئيس آخر‬
‫يمكن أن ينور غرفة المشورة حول الوضعية الحقيقية للمقاولة أجازت مدونة التجارة للمحكمة أن‬
‫تعين شخصا من ذوي الخبرة إلبداء رأيه في نقطة تهم وضعية المقاولة ‪ ،‬سواء ما يخص الجانب‬
‫المالي أو االقتصادي أو االجتماعي أو المحاسباتي أو اإلداري ‪ ،‬وعموما في كل ما يتعلق بأمور‬
‫المقاولة‪ - .‬رابعا ‪ :‬أجل البث في الدعوى‪ :‬إن هاجس تسريع وضع المحكم يدها على المقاولة التي‬
‫يتهددها التوقف عن الدفع أو تلك المتوقفة عن الدفع كان وراء إقرار أجل قصير جدا لكي تبث في‬
‫الدعوى قوامه ‪ 15‬يوما من رفع الدعوى إليها ‪.‬‬
‫‪ -‬مضمون حكم قبول أو رفض مساطر المعالجة ‪ - :‬حكم فتح مسطرة االنقاذ ‪ :‬على المحكمة‬
‫وهي تنطق بمضمون الحكم القاضي بقبول أو رفض فتح مسطرة االنقاذ تقدير جدية مشروع‬
‫خطط االنقاذ ‪ ،‬حيث تدور المحاور الكبرى للمخطط حول تحديد جميع االلتزامات الضرورية‬
‫النقاذ المقاولة خاصة ما يهم العقود التجارية المهمة‪ ،‬تم تحديد طريقة الحفاظ على نشاط المقاولة‬
‫على تمويله من حيث مستوى االنتاج وإمكانية اللجوء إلى االفتراض أو تفويت بعض األصول‬
‫الغير مهمة ‪ ،‬وكذا كيفيات تصفية الخصوم ‪ ،‬وفي األخير تحديد الضمانات ‪.‬‬
‫‪ -‬حكم فتح مسطرة التسوية أو التصفية القضائية ‪ :‬نظرا ألهمية التوقف عن الدفع في نظام‬
‫صعوبات المقاولة‪ ،‬وطبقا للمعيار االقتصادي ‪ ،‬فقد أفردت مدونة التجارة لتحديد مادة فريدة ‪،‬‬
‫حيث نظمت تحديد تاريخ التوقف عن الدفع ‪ ،‬مع إقرار مسطرة لتأخير هذا التاريخ ‪.‬‬
‫‪ +‬التحديد األولي لتاريخ التوقف عن الدفع ‪ :‬يتعين على المحكمة المصدرة لحكم فتح المسطرة‬
‫القضائية بعد التأكد من واقعة التوقف عن الدفع تحديد التاريخ الحقيقي له‪ ،‬وتعتمد المحكمة إلى‬
‫محاولة الوقوف حول التاريخ التقريبي للتوقف عن الدفع نظرا لصعوبة المعرفة الدقيقة للتاريخ‬
‫الفعلي للتوقف‪ ،‬إذ غالبا ما يعمد ال مدين إلى إخفاء التاريخ الحقيقي للتوقف‪ .‬وإذا ظهر للمحكمة من‬
‫تصريحات المدين أو من الوثائق المقدمة أو عبر أي وسيلة أخرى أن تاريخ التوقف عن الدفع‬
‫يمتد إلى تاريخ سابق وبعيد ‪ ،‬فإن المدة المعتد بها هي ‪ 18‬شهرا قبل فتح المسطرة ‪ + .‬إمكانية‬
‫تأخير تاريخ التوقف عن الدفع ‪ :‬أعطى المشرع للمحكمة إمكانية تغيير تاريخ التوقف عن الدفع‬
‫مرة أو مرات عدة وذلك وفق ضوابط محددة ‪.‬‬
‫‪ -‬مرحلة المالحظة ‪ :‬إن المشرعة المغربي أقر مسطرة جديدة عزف عن ستميتها وأطلق عليها‬
‫القانون الفرنسي " مرحلة المالحظة" تتميز أساسا بتشخيص دقيق ومضبوط لوضيعة المقاولة‬
‫يسهل معه إعداد مخطط اإلنقاذ أو وصف العالج المالئم لها والذي سيؤدي المحالة إما إلى حكم‬
‫باعتماد مخطط اإلنقاذ أو الحكمة بتسويتها أو بتصفيتها القضائية ‪ .‬إن المشرع حدد زمن القيام بها‬
‫في ‪ 4‬أشهر قابلة للتجديد مرة واحد بطلب من السانديك ‪ .‬إن فترة المالحظة هي مرحلة لتهييئ‬
‫وانضاج شروط الحلول الممكنة إلنقاذ المقاولة لمعالجة صعوبتها ‪ ،‬وتقوم المحكمة بعد ذلك‬
‫بإصدار حكم يقضي إما بقول مخطط اإلنقاذ أو بالتسوية أو بالتصفية القضائية ‪ ،‬وبحكمها هذا‬
‫تكون قد وضعت حدا لمرحلة المالحظة‪.‬‬
‫‪ -‬الحكم المحدد لمآل المقاولة ‪ - :‬الشروط الشكلية للحكم المحدد لمآل المقاولة ‪ :‬إن المشرع‬
‫المغربي حدد شرطين العتماد الحل الذي سيحكم مصير المقاولة ‪ -1 :‬اعتماد تقرير السنديك‪:‬‬
‫حيث أنه وباستقراء نص المادة ‪ 629‬من مدونة التجارة نجده يفيد بضرورة اعتماد المحكمة على‬
‫تقرير السنديك‪ -2 .‬استشارة جهات معينة ‪ :‬إن المشرع ألزم المحكمة بضرورة االستماع إلى‬
‫جهات معينة ‪ ،‬وهذه الجهات هي رئيس المقاولة والمراقبون ومندوبو العمال‪ .‬إن االستماع إلى‬
‫رئيس المقاولة ضروري من أجل معرفة استعداده لقبول مشروع المخطط ونفس الشيء فيما‬
‫يخص المراقبين لمعرفة موقفهم من اآلجال الممنوحة للدائنين الستخالصهم ديونهم‪ .‬أما بالنسبة‬
‫لمندوب العمال فإن أهمية االستماع إليه مسألة حاسمة إذا كان مشروع المخطط يتضمن القيام‬
‫بتسريح عدد من العامل‪ - .‬مضمون الحكم المحدد لمآل اإلنقاذ ‪ :‬تكون المحكمة أمام خيارات‪،‬‬
‫عديدة فلها أن تعتمد مخطط اإلنقاذ أو أن تقضي بمخطط التسوية أو مخطط التصفية‪ -1 :‬تبني‬
‫مخطط اإلنقاذ‪ :‬تقرر المحكمة اعتماد مخطط اإلنقاذ إذا تبين لها توفر إمكانيات جدية إلنقاذ‬
‫المقاولة‪ .‬هكذا وبناءا على تقرير السنديك‪ ،‬وبعدما يتبين لها أن وضعية المقاولة صعبة ودون أن‬
‫تكون متوقفة عن الدفع‪ ،‬لكن ليس بمقدورها تجاوز الص عوبات التي تعاني منها‪ ،‬وأن شأن عدم‬
‫معالجتها أن يؤدي بها في أجل قريب إلى التوقف عن الدفع ‪ ،‬ناهيك عن جدية مشروع اإلنقاذ‬
‫الذي يتقدم به رئيس المقاولة‪ .‬ولإلشارة فإن المحكمة عند اعتمادها لمخطط االنقاذ فإن عليها أن‬
‫تحدد مدة تنفيذه والتي اليمكن أن تتجاوز ‪ 5‬سنوات‪ -2 .‬اعتماد مخطط التسوية ‪ :‬تملك المحكمة‬
‫حينما ترة أن هناك إمكانية تسوية أو معالجة وضعية المقاولة خيار النطق إما بمخطط‬
‫االستمرارية أو مخطط التفويت ‪ + :‬مخطط االستمرارية ‪ :‬تقضي المحكمة بمخطط االستمرارية‬
‫إذا تبث لها إمكانية استمرارية قيام المقاولة بنشاطها متى كانت هناك إمكانية جدية لتسوية‬
‫وضعيتها ‪ ،‬وفي ذلك ضمان الستمرارية النشاط االقتصادي للمقاوالت وضمان حد معين من‬
‫مناصب الشغل ‪ .‬واليمكن لمخطط االستمرارية أن يتجاوز في أقصى الحاالت ‪ 10‬سنوات ‪.‬‬
‫وللمحكم أن تفسخ مخطط االستمرارية إذا لم تنفذ المقاولة التزاماتها المحددة في المخطط‪.‬‬
‫‪+‬مخطط التفويت‪ :‬يعتبر التفويت كأحد حلول مخطط التسوية وهو يختلف عن مخطط‬
‫االستمرارية في كونه يقوم على انتقال ملكية المقاولة إلى مالك جديد يعمد إلى تصفية خصوم‬
‫المقاولة‪ .‬وهكذا عكس مخطط االستمرارية الذي يترك المقاولة بين يدي مالكها وال يقوم على‬
‫تسوية الخصوم فورا بل تؤدي خالل فترة تطبيق المخطط‪.‬‬
‫‪ -‬مضمون مخطط االستمرارية ‪ :‬يتولد عن اعتماد مخطط اإلنقاذ أو مخطط االستمرارية نتائج‬
‫هامة نحصرها في ‪ -1 :‬تصفية الخصوم ‪ :‬ال تنطق المحكمة بمخطط اإلنقاذ أو بمخطط‬
‫االستمرارية إال إذا أبان المدين عن إمكانيات جدية إلنقاذ المقاولة أو لتسديد خصوم المقاولة‪،‬‬
‫ويتعلق األمر بالديون الناشئة قبل فتح المسطرة القضائية‪ ،‬وبالتالي فإن قرارات المحكمة فيما‬
‫يخص تصفية الديون ال تطبق على الديون الناشئة بعد حكم فتح المسطرة القضائية‪ -2 .‬إعادة‬
‫هيكلة المقاولة ‪ :‬تستطيع المحكمة أن تقضي بفرض تغييرات يجب إدخالها على تسيير المقاولة‬
‫في إطار إعادة هيكلتها‪ .‬فلها أن تقرر التعديالت الواجب إدخالها على النظام األساسي للمقاولة ‪.‬‬
‫كما تملك فرض تغيير مسير أو بعض المسيرين إما لقلة تجربتهم أو لسوء تصرفاتهم كونهم قد‬
‫يضروا بمخطط االستمرارية‪ .‬وال تقف سلطة المحكمة عند هذا الحد‪ ،‬بل قد تمتد إلى الذمة المالية‬
‫للمقاولة بحيث تستطيع أن تمارس نوعا من التغييرات أو القيود على أموال المقاولة‪ -3 .‬إمكانية‬
‫تسريح العمال ‪ :‬إن للمحكمة وهي تنطق باالستمرارية كوجه ن وجهي مخطط التسوية أن تقدر‬
‫تأكيد تسريح بعض العمال إلمكانية إنجاح االستمرارية‪ ،‬فلها أن تمارس ذلك باعتبارها سلطة‬
‫أصيلة لها‪ ،‬فقط عليها أن تحترم مسطرة اإلخبار بذلك للجهات اإلدارية المكلفة بالشغل ‪ - .‬مآل‬
‫المقاولة بعد مخطط االستمرارية ‪ :‬تنتهي المخططات ( اإلنقاذ أو االستمرارية) إما بالقفل عند‬
‫التنفيذ ‪ ،‬أو بالفسخ عند عدم التنفيذ ‪ -1 :‬تنفيذ مخطط القفل ‪ :‬يترتب على تنفيذ مخطط اإلنقاذ أو‬
‫مخطط االستمرارية قفل المسطرة بواسطة حكم قضائي ‪ .‬ويسترجع المدين كل سلطاته التي كانت‬
‫قد مستها قيود على عهد سريان المخطط وقبل ذلك خالل فترة التشخيص‪ .‬كما يمكن للمحكمة‬
‫خالل سريان المخططين أن تدخل عليه تعديالت سواء في األهداف أو الوسائل إما بطلب من‬
‫المدين أو السنديك‪ -2 .‬عدم تنفيذ مخطط اإلنقاذ أو مخطط االستمرارية ( الفسخ) ‪ :‬يترتب على‬
‫عدم تنفيذ المدين اللتزاماته الناجمة عن مخططي اإلنقاذ واالستمرارية فسخ المخططين‪ ،‬إن‬
‫مخطط اإلنقاذ أو مخطط اإلستمرارية قيده المشرع بشروط ورتب عليه نتائج ‪.‬‬
‫‪ -‬الطعن في الحكم القاضي بفتح المسطرة ‪ :‬يتم استئناف الحكم بفتح المسطرة عبر التصريح‬
‫بذلك لدى كتابة ضبط المحكمة التجارية داخل أجل ‪ 10‬أيام ابتداءا من النطق بالمقرر القضائي‬
‫مالم يوجد مقتضى مخالف لذلك‪ ،‬ويملك المدين والدائنون وكذا النيابة العامة حق الطعن‬
‫باالستئناف بعدما يكونوا قد توصلوا بالحكم القضائي بفتح المسطرة ‪ ،‬بينما يسري أجل الطعن‬
‫باالستئناف المخول للسنديك أو للنيابة العامة داخل أجل ‪ 10‬أيام ابتداءا من تاريخ النطق بالمقرر‪.‬‬
‫وفي األخير فإن الطعن بالنقض في القرار االستئنافي أمام محكمة النقض يقدم داخل أجل ‪ 10‬أيام‬
‫ابتداءا من تبليغ القرار‪.‬‬

You might also like