Professional Documents
Culture Documents
صعوبة المقاولات
صعوبة المقاولات
صعوبة المقاولات
المرونة والسرعة ،ذلك ألنه ال يعلم بها سوى األطراف الداخلية المرتبطة بالمقاولة ،دون أن
يعلم بها الغير ،ودون أن تصل إلى علم رئيس المحكمة التجارية - .مجال تطبيق الوقاية الداخلية
والصعوبات الواجب اإلخطار عنها - :المقاوالت المشمولة بالوقاية الداخلية :إن مجال تطبيق
الوقاية الداخلية يهم المقاوالت التي تأخذ شكل شركة تجارية أو مجموعة ذات النفع االقتصادي
ذات الغرض التجاري ،ألن هذه األخيرة يكون تعيين مراقب الحسابات بها أمرا ضروريا .لذلك
فإن العمل بالوقاية الداخلية ينحصر في الشركات التجارية التي يكون تعيين مراقب الحسابات فيها
أمرا ضروريا ،ويتعلق األمر هنا بشركات المساهمة وكذلك الشركات التاجرية األخرى وهي
شركة التضامن وشركة التوصية البسيطة وشركة التوصية باألسهم وشركة المسؤولية المحدودة
المتعددة الشركاء .ويخرج عن نطاق تطبيق مسطرة الوقاية الداخلية تبعا لذلك المقاوالت الفردية
كاألصل التجاري وكذلك الشركات المندية ومجموعات ذات النفع االقتصادي ذات الغرض
المدني وكذلك المحاصة ذات الغرض التجاري- .الصعوبات الموجب اإلخطار عنها :ويتعلق
األمر بصعوبات اجتماعية ناجمة عن تأزم في عالقات الشغل داخل المقاولة ،أو كذلك ذات طبيعة
تقنية أو اقتصادية إلى غير ذلك من أنواع الصعوبات ،حيث ثم إجمال عموم تلك الوقائع أو
الصعوبات في المناحي القانونية أو االقتصادية أو المالية أو االجتماعية .ويجب أن تتسم الوقائع
والصعوبات التي توجب اللجوء إلى إعمال مساطر الوقاية بالتعدد والكثرة ،حيث أن مجرد تحقيق
واقعة منعزلة قد اليكون لها تأثير على السير العادي للمقاولة ،لكن إذا كان وقعها سيء على
استمرارية نشاطها ،فيمكن االعتداد بها كمؤشر يوجب استنفاذ المساطر القانونية للوقاية.
-الجهات الموكول إليها المرصد واإلخبار عن الصعوبات :إن القانون المغربي أقحم لإلخطار
عن الوقائع التي من شأنها المس باستمرارية نشاط المقاولة كل من الشريك وكذا مراقب أو
مراقبي الحسابات وقبلهما إلزام رئيس المقاولة بالكشف عنها وتصحيحها - .أوال :الرصد
والتصحيح التلقائي للصعوبات من قبل رئيس المقاولة :ألزم المشرع رئيس المقاولة برصد
الصعوبات التي من شأنها أن تخل باستمرارية نشاط المقاولة وأن يقوم كذلك بتصحيحها ،وذلك
بشكل تلقائي .ويعتبر إلتزام الرصد المبكر وكذا تذليل الصعوبات من صميم المهام األصلية
لرئيس المقاولة في إطار اإللتزام باليقظة في التسيير ،انضباطا وتحقيقا للمصلحة االجتماعية
للمقاولة - .ثانيا :اإلخبار عن طريق الشريك :إن الرقابة المعترف بها للشريك في الشركات
التجارية لإلخبار عن الوقائع التي من شأنها اإلخالل باستمرارية نشاط المقاولة اليمكن اعتبارها
بأي حال من األحوال من االلتزامات الملقاة على عاتقه ،بل هي من صميم حقوقه ،إن شاء قام بها
وإن شاء تنازل عن ممارستها - .ثالثا :اإلخبار عن طريق مراقب الحسابات :يتوجب على
مراقب الحسابات في الشركات التجارية المعتمد بها اإلخبار عن الوقائع أو الصعوبات التي من
شأنها أ ن تخل باستمرارية نشاط المقاولة ،بل إنهما من صميم التزاماته الجديدة المرتبطة
باألدوات المستحدثة المتعرف بها في ظل المفهوم الجديد لتسيير المقاوالت والقائم على ضرورة
احترام شروط الحكامة الجيدة .وحتى يقوم مراقب الحسابات بالكشف عن تلك الوقائع ،فإن ذلك
يجب أن يتم باالحترام التام لمبدأ عدم التدخل في التسيير ،ودونما المساس به ،وهو ما يتطلب منه
أن يكون يقظا وحذرا في ممارسته لهذه المهمة.
-مسطرة اإلخبار عن الوقائع - :أوال :االستيضاح عبر إشعار المشرف على جهاز التسيير:
إن اقتصار اإلشعار على الوقائع واإلخالالت التي يجب أن يتم داخل أجل اليتعدى 8أيام عبر
رسالة مضمونة إلى رئيس المقاولة ،يجد مسوغاته في كون الخطوة األولى لمسطرة الوقاية
الداخلية تهدف إلى مجرد إثارة انتباه القائم على التسيير بخصوص تلك الوقائع يدعوه فيها إلى
تصحيح ذلك اإلختالل دون اقتراح حلول ممكنة .إن ما يضمن سرية هذه المرحلة يتمثل في أن
مراقب الحسابات يطلب مجرد توضيحات حولها ،وهو ما يجعل منها لحظة حوار داخلي بين
جهاز المراقبة وجهاز التسيير .هذا ويتوجب على رئيس المقاولة حتى تتوقف مسطرة الوقاية
الداخلية أن يجيب على تلك التساؤالت التي أشعر بها ،وأن يقدم التوضيحات عن النقط المثارة
داخل أجل أقصاه خمسة عشر يوما من إشعاره بها ،ويصبح مراقب الحسابات أو الشريك غير
المسير في هذه المرحلة جهة يعتدر بها لتقييم تلك التوضيحات والشروحات وتقدير جديتها- .
ثانيا :دعوة جهاز التسيير الجماعي للتداول :إن التأثير السلبي الذي قد تحدثه الوقائع المثارة في
اإلشعار الموجه إلى رئاسة مجلس التسيير جعل القانون المغربي ونظيره الفرنسي يسمحان
بانعقاد اجتماع يضم الجهاز الجماعي للتسيير من أجل التباحث في جدية المخاطر التي تهدد
الشركة واقتراح الحلول المالئمة لتجاوزها حتى ال تتدهور وضعيتها وقد تصل إلى التوقف عن
الدفع - .ثالثا :إشراك الجمعية العامة في الوقاية من الصعوبات :إن عدم قدرة جهاز التسيير أو
عدم رغبته في اتخاذ ما هو مالئم تجاوز الصعوبات التي هدد استمرارية نشاط الشركة يكون
كافيا لمس بمصالح الشركاء ،الشيء الذي دفع المشرع المغربي إلى إشراك عموم الشركاء إليجاد
حل لتدبير المرحلة الحرجة التي تمر بها الشركة ألنه لم يعد يرجى أمل من حجب الملومات عنهم
حول الوضعية التي آلت إليها الشركة .إن القانون المغربي لم يسمح بالدعوة النعقاد الجمعية
العمومية سوى لرئيس مجلس اإلدارة أو رئيس مجلس الرقابة ،ولم يجز لمكتشف اإلخالالت أن
يدعو النعقاد الجمعية العمومية - .رابعا :إخبار رئيس المحكمة ( نحو اإلنتقال إلى الوقاية
الخارجية) :في حالة عدم تداول الجمعية العامة في الموضوع أو إذا لُوحظ أن االستمرارية
مازالت مختلة رغم القرار المتخذ من طرف الجمعية العامة ،أ ُخبر رئيس المحكمة بذلك من
طرف مراقب الحسابات أو رئيس المقاولة أو أي شريك .إن اإلعالم الواجب لرئيس المحكمة فيه
تقوية للدور الرقابي للمساهم ومراقب الحسابات وهو ما يعتبر رقابة غير مباشرة لرئيس المحكمة
على أعمال التسيير التي ينجزها الجهاز المكلف بذلك ،كما يشكل ذلك نوعا من الضغط على هذا
الجهاز .إن إشعار رئيس المقاولة لرئيس المحكمة للصعوبات مؤشر على حسن نيته ودليل على
احترافيته ويقظته في التسيير.
-دور مؤسسة رئيس المحكمة التجارية في المساطر غير القضائية للمعالجة :لقد أجاز المشرع
لرئيس المحكمة ال تجارية أن يتدخل من خالل تعيين الوكيل الخاص ثم بعد ذلك إمكانية تعيين
ال ُمصالح في إطار مسطرة المصالحة ،مع اإلشارة أنه سواء تعلق األمر بمسطرة تعيين الوكيل
الخاص أو بمسطرة المصالحة فإنه يجب الحفاظ على سرية هاتين المسطرتين وأن يتم بطلب من
رئيس المقاولة ،حيث اليملك رئيس المحكمة أن يفرضهما.
-IIنطاق الوقاية الخارجية :إن االنتقال من الوقاية الداخلية إلى آخر خارجية يجعل نطاق
التطبيق مختلفا ،إذ تشمل األولى مجرد الشركات التجارية والمجموعات ذات النفع االقتصادي
ذات الغرض التجاري ،أما الثانية فهي تهم باإلضافة إلى ذلك تجار األشخاص الذاتيين الذين يمكن
أن تواجههم صعوبات أو وقائ ع من شأنها أن تخل باستمرارية نشاطهم بما قد توصلهم إلى حالة
التوقف عن الدفع - .إجراءات الوقاية الخارجية :استدعاء رئيس المقاولة :تتميز اإلجراءات
المتربطة بالوقاية الخارجية بالبساطة والمرونة إذ أن األمر يتعلق بمسطرة غير تنازعية وتعتمد
على السرعة لتذليل الصعوبات .ويعمل رئيس المحكمة على إستدعاء رئيس المقاولة فورا إما
تلقائيا أو بناءا على طلبه أو في الحالة التي يتبين من خاللها أن شركة تجارية أو مقاولة فردية
تجارية تواجه صعوبات من شأنها أن تخل باستمرارية استغاللها ،وذلك قصد النظر في
اإلجراءات الكفيلة بتصحيح وضعي ة المقولة .وقد أطلق القانون يد رئيس المحكمة بخصوص
وضعية المقاولة بعد لقاء رئيس المقاولة ،حيث خولت له اإلطالع على كل الوثائق ذات الصلة
بنشاط المقاولة ،وفي مواجهة كل الجهات ذات العالقة واالرتباط بها سواء من داخلها من قبيل
مراقب الحسابات أو ممثل العمال أو مندوب األُجراء أو مفتش الشغل ،وكذلك من خارجها مثل
اإلدارات العمومية واألبناء .إن الغاية المرجوة من أول إجراء مرتبط بالوقاية الخارجية هو وضع
رئيس المحكمة في الصورة الواضحة وتمكينه من المعرفة الحقيقية لوضيعة المقاولة.
-تعيين الوكيل الخاص :أجاز القانون المغربي لرئيس المحكمة وبعد استماعه لرئيس المقاولة
وجمع المعلومات الكافية حول وضعيتها وتكوين فكرة عن طبيعة وحجم الصعوبات أن يعين أحد
األغيار الذي سماه المشرع بـ"الوكيل الخاص'' كنوع حديد من أنواع الوساطة .إن رئيس المحكمة
اليمكنه تعيين الوكيل ال خاص إال إذا تبين له وبوضوح أن ثمة مؤشرات جدية لتذليل الصعوبات
التي قادت المقاولة إلى المحكمة ،وهذا يتطلب من الرئيس أن يلمس استعدادا جديا من قبيل رئيس
المقاولة لصحيح وضعية مقاولته ،وأن تدخل الوكيل الخاص سيساعد على تخفيف االعترضات
المحتملة ،والتي تتمثل بشكل عام حول موقف الدائنين من منح آجال جديدة الستخالص ديونهم
أو التخفيض منها ،وكذلك ما يتعلق بالمتعاملين مع المقاولة فيما يخص التزويد بالمواد األولية أو
الخدمات .واليمكن تعين الوكيل الخاص إال بناءا على طلب من رئيس المقاولة موجه إلى رئيس
المحكمة ،وال يملك رئيس المحكمة سلطة التعيين التلقائي للوكيل الخاص .إن الكيل الخاص قد
يكون مكتبا للدراسات االقتصادية والمالية ،كما قد يكون رجل قانون أو مهني محنك ،وذلك
حسب طبيعة الصعوبات وحجم المقاولة وطبيعة نشاطها .إن دور الوكيل الخاص ينحصر
في ّإعداد تقرير لرئيس المحكمة يضعه م ن خالله في الصورة الكاملة من حيث إمكانية تذليل تلك
الصعوبات من عدمها ،حتى يقرر هذا األخير االستمرار في مسطرة الوقاية الخارجية أو التوقف
عند هذا الحد -.الفرق بين الخبير والوكيل الخاص :إن الفرق واضح بينهما حيث يتولى الوكيل
الخاص الجانب العالئقي بين المدين ودائنيه المعتادين أو تهييء األرضية الالزمة والخصبة
الستثمارها من قبل ال ُمصالح حالة تعيينه إلبرام المصالحة ،أما الخبير فتتمثل مهمته في الجانب
التقني الصرف لتهييء الملفات ذات الصبغة المحاسبية أساسا .
-IIIمسطرة المصالحة - :يعتبر اتفاق المصالحة عقدا شبه قضائي ينعقد بين رئيس المقاولة
والدائنين بتوسط من ال ُمصالح وبمصادقة رئيس المحكمة ،وتجدر اإلشارة أن المصالحة مسطرة
اختيارية لكل من المدين والدائنين ،إذ ال يملك رئيس المحكمة إجبار أحدهم للخضوع إليها،
ويعزى ذلك أن المقاولة لم تتوقف بعد عن الدفع - .شروط فتح مسطرة المصالحة :يمكن إجمال
شروط فتح المصالحة فيما يلي -1 :تُفتح مسطرة المصالحة أمام كل مقاولة تعاني من صعوبات
اقتصادية أو مالية أو لها حاجيات اليمكن تغطيتها بواسطة تمويل يناسب امكانيتها ،بشرط أن
التكون في وضعية التوقف عن الدفع -2 .تقديم طلب من رئيس المقاولة إلى رئيس المحكمة
بخصوص فتح مسطرة المصالحة .وحتى يكون الطلب المقدم صحيحا يتعين التبيان الفصل
لوضعيتها وكذا الوسائل المقترحة لتجاوزها ،والصعوبات التي تعاني منها المقاولة ،إضافة
اإلدالء بالوثائق الضرورية حول المقاولة -3 .تكوين قناعة كافية لرئيس المحكمة حول وضعية
المقاولة وجدية الصعوبات التي تمر منها ،وتقديره لجدية الوسائل التي يقترحها رئيس المقاولة
في طلبه لتجاوزه ،وكذلك تقدير الحاجة الماسة بالمقاولة في هذه الظروف لفتح هذه المسطرة.
-تعيين ال ُمصالح ومدة قيامه بمهامه :بعد أن يتلقى رئيس المحكمة طلبا رئيس المقاولة يعتبر
فيه هذا األخير عن رغبته في سلك مسطرة المصالحة واالستفادة من أحكامها ،يقوم وقتها رئيس
رئيس المحكمة بتعيين ُمصالح لمباشرة اإلجراءات والقيام بالتدابير الضرورية لبلوغ مسطرة
المصالحة مداها لتذلي صعوبات المقالة .ويُعين المصالح لمدة التتجاوز 3أشر قابلة للتمديد مرة
واحد إذا طلب ال ُمصالح ذلك ،وتعتبر هذه المدة من النظام العام حيث اليجوز تجاوزها سواء بأمر
التعيين أو التمديد أو كذا بالرغم من االتفاق بين المدين والدائنين .وقد يترتب على تعيين المصالح
وحتى يتمكن من النجاح في مهمته استصدار أمر بطلب منه إلى رئيس المحكمة بوقف المتابعات
الفردية ضد المدين ،هكذا اليمكن أن يستمر هذا الوقف لمدة أطول ألن في ذلك مساس بحقوق
الدائنين ،والحال أن المصالحة مسطرة غير تنازعية .إن أمر تعيين ال ُمصالح من قبل رئيس
المحكمة مثله في ذلك مثل بقية األول المرتبطة بمسطرة المعالجة غير القضائية لصعوبات
المقاولة غير قابلة ألي طريقة من طرق الطعن.إن القانون المغربي ترك أمر تحديد أتعاب
ال ُمصالح لسلطة رئيس المحكمة ،والذي البد أن يحصل في ذلك على موافقة رئيس المقاولة ،نظرا
لعدم إمكانية الطعن في أوامر رئيس المحكمة ولغياب مقتضى قانوني خاص بذلك.
-سعي ال ُمصالح إلبرام اتفق المصالحة :جعل القانون من صالحيات رئيس المحكمة التجارية
صالح القيام بتحديد مهام هذا األخير ،لكن دون إمكانية تحديد سقف زمني خارج عن تعيينه للم ُ
التحديد القانوني( 3أشهر قابلة للتمديد مرة واحدة بطلب من ال ُمصالح وبموافقة رئيس
المحكمة)،زد على ذلك أنه ومن أجل تسهي النجاح في مهمته فإن رئيس المحكمة يقوم باطالع
ال ُمصالح على المعلومات المتوفرة لديه حول وضعية المقاولة وإن إقتضى الحال نتائج الخبرة
التي تمت .إن المشرح سلح ال ُمصالح بمنهجية تعتمد المناور في التفاوض مع الدائنين من أجل
التوصل إلى إبرام المصالحة ،حيث حفزه نحو التأثير على الدائنين الرئيسيين من خالل االستماع
إليهم قصد استمالتهم إلبرام اتفاق المصالحة .ويحسب للقانون المغربي أنه تفطن مبكرا لما قد
يعمد إليه الدائنون او بضعهم إليقاع حجوزات و ترتيب ضمانات على أموال المقاولة في هذه
المرحلة ،فتم تمكين ال ُمصالح من هذه اآلليات لوقف المتابعة الفردية للحيلولة دون ذلك ،على
األقل خالل ممارسته لمهامه ،وأمال في الخروج بنتائج إيجابية تعيد للمقاولة توازنها حالة
التوصل إلى إبرام هذا اإلتفاق .واتباطا بسلطات ال ُمصالح فإنه اليجب أن نفهم أن لل ُمصالح
سلطات تسمح له بالتدخل في تسيير المقاولة ،فهو ال يعوض رئيس المقاولة في تسييرها وال
يساعده في أعمال التسيير ،لكن ذلك اليقف حاجزا أمام تقديم النصف والمشورة ،إذ اليمكن
تصور التوصل إلى إبرام مصالحة مع الدائنين إال إذا أخذ التسيير في المقاولة سيره العادي .إن
من مصلحة الدائنين االنضمام إلى اتفاق المصالحة لما يضمن لهم أداء لديونهم حسب مضمون
االتفاق ،إذ لو سلك المدين مسطرة اإلنقاذ أو خضع للمساطر القضائية للمعالجة بعد توقفه عن
الدفع واستجابت المحكمة له فإنهم سيخضعون لمنع اداء الديون السابقة في إطار تطبيق قاعدة
المتابعات الفردية .ونشير بأن ال ُمصالح قد ينجح في مسعاه في التوصل إلى التقريب بين المدين
ودائنين وترجمة ذلك عبر دفعهم إلى توقيع اتفاق المصالحة مع أن نجاحه قد يكون جزئيا من
خالل انضمام بعض الدائنين إليه ورفض البعض اآلخر ،لكن في المقابل فإنه قد يفشل في
التوصل إلى إبرام اتفاق المصالحة وهو ما يعني فشل الصلح ،ويكون ذلك إيذانا توقف المقاولة
عن دفع ديونها لتنتهي العمل بمرحلة الوقاية وتدخل بذلك مرحلة جديدة وهي المرحلة القضائية
للمعالجة أو اللجوء قبل ذلك إلى مسطرة اإلنقاذ إذا كانت على وشك التوقف عن الدفع / .وتنتهي
مهمة المصالح فيما يخص المصالحة بإبرام هذا االتفاق في محرر يوقعه كل من المدين والدائنين
الذين قبلوه وكذا ال ُمصالح وتودع هذه الوثيقة لدى كتابة الضبط .ويكون رئيس المحكمة ملزما
بالتوقيع على اتفاق المصالحة إذا وافق واضم إليه كل الدائنين ،غير أنه يجوز له أن يوقع
ويصادق عليه إذا وافق وانضم إليه الدائنون الرئيسيون فقط .
-آثار المصالحة :يترتب على اتفاق المصالحة آثار قانونية هامة سواء تلك التي تهم المدين أو
تلك التي خص الدائنين - :آثار المصالحة على المدين :ينتج إتفاق المصالحة آثارا هامة اتجاه
المدين سواء عن تنفيذه له أو عند قيامه بذللك - .أوال :حالة تنفيذ اتفاق المصالحة :يتوجب على
المدين تنفيذ اتفاق المصالحة ،وستجلى ذلك في العمل على تصحيح وضعية المقاولة وفق ما تم
االتفاق عليه .فقد يعمد الدائنون إلى إقرار شروط في االتفاق تروم ضمان السير الجيد للمقاولة
وذلك من خالل فرض تعيين مراقب للتسيير ،يعلمه المدين ويرجع إليه في الحاالت المنصوص
عليها في االتفاق دون أن يجعل من تعيين هذا الشخص وضع المقاولة تحت الوصاية .إن الدائنين
قد اليقبلوا باالنضمام إلى اتفاق المصالحة إذا الحظوا أن تسيير المقاولة المدينة يعتريه اإلخالل،
لذا ف من المنطقي أن يرفضوا أن يفرضوا على رئيس المقاولة اتخاذ المتعين لتحسين تسيير
مقاولته ،وأن يوجبوا تضمين ذلك في صلب االتفاق - .ثانيا :حالة عدم تنفيذ اتفاق المصالحة:
ينجم عن اإلخالل باإللتزامات الواردة في اتفاق المصالحة تحميل المدين المسؤولية العقدية،
وبالتالي يكون ذلك كافيا لطلب فسخ هذا االتفاق من قبل رئيس المحكمة التجارية ،مع إقرار
سقوط األجل لفائدة الدائنين المنضمين إلى االتفاق ،وكذلك ألولئك الذين حدد لهم رئيس المحكمة
آجاال .كما ويحيل رئيس المحكمة الملف إلى المحكمة لفتح مسطرة التسوية أو التصفية القضائية .
-آثار المصالحة على الدائنين :ونميز بين آثار المصالحة على الدائنين المنضمين إليها وبين تلك
التي تهم أولئك الذين رفضوا ذلك - :أوال :الدائنون المشاركون في االتفاق :حرص المشرع
على منح الدائنين امتياز المصالحة مقابل التضحية المطلوبة منهم والمتمثلة في وقف اإلجراءات:
+إقرار امتياز المصالحة :لقد اختار المشرع المغربي إغواء دائني المقاولة للقبول باإلنضمام
إلى اتفاق المصالحة من خالل منحهم "امتيار المصالحة" بخصوص المساهمات المالية التي
يقدمونها للمقاولة من أجل تغذية خزينتها بما سيساهم في ضمان استمرارية نشاطها وابتعادها عن
الوقوف في التوقف عن الدفع .وعلى نفس النهج ،فإن الدائنين الذين يقدمون سلعا أو خدمات جديد
للمقاولة من أجل متابعة نشاطها سيتفيدون بدورهم من "امتياز المصالحة" + .وقف اإلجراءات :
يوقف االتفاق أثناء مدة تنفيذه كل إجراء فردي وكل دعوى قضائية سواء كانت تخص منقوالت
المقاولة المدينة أو عقاراتها بهدف الحصول على سداد الديون موضوع االتفاق ،كما يوقف هذا
اال تفاق اآلجال المحددة للدائنين تحت طائلة سقوط أو فسخ حقوقهم .ويشمل هذا المنع مجرد
- الديون موضوع اتفاق المصالحة ،وهو ما يطلق أيديهم فيما غيرها من الديون.
ثانيا :الدائنون غير المشاركين في االتفاق :بالنسبة للدائنين غير المشاركين في اتفاق المصالحة
فإن ذلك اليعني أنهم بامتناعهم عن المشاركة أنهم سيحصلون بالضرورة ديونهم في آجالها ،حيث
أجاز القانون المغربي لرئيس المحكم أن يحدد لهم آجال أخرى حسب ما تقتضيه مصلحة المقاولة
الخاضعة للمصالحة ،كما قد يأمر كذلك بتمكينهم من ديونهم وفقا آلجالها .وفي هذه الحالة وجب
إخبار الدائنين غير المشمولين باالتفاق والمعنيين باآلجال الجديدة.
-IVالمساطر القضائية لمعالجة صعوبات المقاولة - :ضوابط فتح المساطر القضائية للمعالجة
:يقصد بفتح المساطر القضائية للمعالجة وضع المحكمة كقضاء موضوع يدها على ملف حكم
المقاولة بمقتضى حكم قضائي ،ويختلف ذلك تماما عن تدخل رئيس المحكمة التجارية بناءا على
أحكام المصالحة سواء نجحت أو فشلت ،حيث ال يعتبر ذلك تدخال قضائيا وإنما أسميناه بالتدخل
الشبه القضائي .إن المساطر القضائية الثالثة للمعالجة هي مساطر جماعية ،واختيار أحدهما
يتحدد وفق درجة الصعوبات التي تعاني منها المقاول .هكذا فإن اإلنقاذ مسطرة إدارية تنبني على
مجرد إرادة رئيس المقاولة ،بينما مسطرتي التسوية أو التصفية يمكن ألطراف أخرى غير رئيس
المقاول ة أن يعمدوا إلى فتحها أو طلب فتحها ،بما يعني أنهما مسطرتان قد يتم فرض فتحها ضدا
على إدارة المدين .وأمام أهمية بل وخطورة اآلثار القانونية المترتبة على التدخل القضائي في
إطار معالجة صعوبات المقاولة المقرونة غالبا بالتدابير القاسية سواء بالنسبة للمدين أو الدائنين،
فإن المشرع هذا التدخل على ضرورة احترام جملة من الضوابط منها ما يتعلق بجانب المضمون
ومنها ما يخص الجانب الشكلي - :أوال :الضوابط الموضوعية :ال يتم فتح المسطرة القضائية
لمعالجة صعوبات المقاولة إال في وجه األشخاص الخاضعين لهذه المساطر عندما تكون مقاولتهم
تجتاز وضعية مالية متأزمة - :األشخاص الخاضعون للمسطرة القضائية للمعالجة :1- :
المقاولة :التاجر الشخص الطبيعي :تفتح المساطر القضائية في مواجهة التاجر الشخص الطبيعي
المزاول للنشاط الطبيعي ،كما يمكن أن تفتح في وجه أشخاص آخرين بحكم صفاتهم + :فتح
المسطرة في وجه التاجر المزاول للنشاط التجاري :يخضع لنظام المساطر القضائية لمعالجة
صعوبات المقاولة كل طبيعي تتحقق فيه صفة تاجر ،وهو الذي زاول بشكل اعتيادي أو احترافي
نشاطا تجاريا + .فتح المسطرة في وجه أشخاص كنتيجة قانونية :تفتح المساطر القضائية
للمعا لجة في وجه األشخاص الطبيعين غير التجار ،ويهم األمر أشخاصا تسري عليهم أحكامها
كنتيجة قانونية ألوضاع قانونية خاصة * :الشريك التاجر :تفتح المساطر القضائية للمعالجة في
وجه الشريك المتضامن في الشركات التجارية التي تمنح المنتمي إليها صفة تاجر بقطع النظر
عن كو نه مسيرا أم ال ،عندما تفتح هذه المسطرة في مواجهة الشركة التي ينتمي إليها .هذا وتجب
اإلشارة إلى أن فتح المسطرة القضائية للمعالجة ضد الشريك المتضامن تكون واجة وسارية ولو
اعتزل الشركة وانسحب منها و أُخرج منها شريطة أن يتم ذلك داخل سنة إذا كانت الشركة
متوقفة عن آداء ديونها * .مسيرو الشركات التجارية :قد يخضع مسيرو الشركات التجارية
للمساطر القضائية للمعالجة بقطع النظر عن كونهم شركاء أم ال وذلك في الحالة التي يتم فيها
تحميلهم خصوم شركة كال أو بعضا منها الذين لم يبرؤوا ذمتهم من هذا الدين .كما تفتح في
مواجهتهم ذات المساطر إ ذا فتحت المساطر في مواجهة الشركة التي يسيرونها وثبت في حقهم
إحدى الوقائع التالية* :التصرف في أموال الشركة كما لو كانت أموالهم الخاصة * .إبرام عقود
تجارية ألجل مصلحة خاصة تحت ستار الشركة * .إختالس أو إخفاء كل األصول أو جزء منها .
*المسك بكيفية واضحة لمحاسبة غير كاملة أو غير صحيحة + .الوصي والمقدم :إن الوصي أو
المقدم قد تمتد إليهم المسطرة القضائية للمعالجة إذا تم فتح هذه المسطرة ضد مقاولة القاصر
بسبب سوء إدارتهما وتسييرهما+ .تمديد المسطرة إلى مقاولة أخرى :يمكن تمديد المسطرة إلى
مقاولة أو مقاوالت أخرى بسبب تدخل ذممها المالية مع الذمة المالية للمقاولة الخاضعة للمسطرة
أو بسبب صورية الشخص االعتباري .
: 2 -المقاولة :الشركات التجارية :يسمح القانون المغربي فتح المسطرة القضائية للمعالجة في
وجه الشركة التجارية س واء كانت متمتعة بالشخصية المعنوية أم ال وهو ما يسمح بإدخال شركة
المحاصة ضمن نطاق هذا النظام - .وضعية المالية للمقاولة - :غياب التوقف عن الدفع شرط
لفتح مسطرة اإلنقاذ :إن فتح مسطرة اإلنقاذ تكون لفائدة المقاولة التي التكون في حالة توقف عن
الدفع ،ولكن تمر بصعوبات ليس بمقدور المقاولة بإمكانيتها المالية الذاتية أو االئتمانية تجاوزها
في أمد قريب ،قد يؤدي بها إلى التوقف عن الدفع .إن الصعوبات المالية أو االقتصادية او
االجتماعية أو القانونية التي قد يواجه بها رئيس المقاولة واليستطيع بمفرده تجاوزها بما قد
يوصله إلى حالة التوقف عن الدفع في أجل قريب ،يحتاج إلى حماية وحصانة قضائية حتى
يحصل على دعم من دائنيه ،دعم قد يتمثل في تخفيض جزء من الديون أو منح آجال أطول
لآلداء .لقد وضع المشرع بين يدي رؤساء المقاولة آلية قانونية استباقية مهمة حيث يستفيدون في
الحصانة القضائية عند فتح هذه المسطرة ،تخولهم منع آداء الديون السابقة ووقف المتابعات
الفردية وكذا إيقاف طرف التنفيذ رغم أنهم ليسوا في حالة توقف عن الدفع .
-التوفق عن الدفع شرط لفتح مسطرة التسوية أو التصفية القضائية :إن التوقف عن الدفع هو
الفاصل بين المساطر اإلرادية للمعالجة ،ومرحلة التدخل القضائي المفروض ،حيث المجال
للحديث عن التدخل القضائي ،إما تسوية أو تصفية بمقتضى قضائي إال بتحقق شرط التوقف عن
الدفع .تثبت حالة التوقف عن الدفع متى تحقق عجز المقاولة عن تسديد ديونها المستحقة المطالب
بأدائها بسبب عدم كفاية أصولها المتوفرة ،بما في ذلك الديون الناجمة عن االلتزامات المبرمة
في إطار االتفاق الودي .فلم يكتفي المشرع باشتراط تأكد واقعة التوفق عن الدفع كشرط لفتح
المسطرة القضائية للتسوية أو التصفية ،بل حدد طبيعته وسببه أو أسبابها .وهذا ما يدفعنا للقول
بأنه تم االنتقال بمفهوم التوقف عن الدفع من االعتماد على المعيار القانوني المتمثل في مالحظة
واقعة عدم آداء الديون على عهد اإلفالس إلى اعتماد المعيار االقتصادي القائم على عدم القدرة
على اآلداء مع نظام المعالجة .لقد فرض المضمون االقتصادي الجديد لمبدأ التوقف عن الدفع
على القضاء على الوقوف عند مجرد الحدود الخارجية لالمتناع عن دفع الديون المستحقة األداء
كسلوك سلب إرادي من المدين ،وإنما البحث عن أسباب ودواعي التوقف ،وعن الوضعية
االقتصادية والمالية الحقيقية للتاجر المتوقف من حيث معرفة مركزه المالي المضطرب وحتى
التكون المحكمة ملزمة باالستجابة إلى طلب فتح المسطرة القضائية للمعالجة لمن يفتعل التوقف
عن الدفع إضرارا بمصالح دائنيه ،ذلك أن التوقف عن الدفع هو الذي ينبىء عن مركز مالي
مضطرب وضائقة مستحكمة يتزعزع معها ائتمان التاجر وتتعرض معها حقوق دائنيه إلى خطر
محدق أو كثير االحتمال .ونشير أن المحكمة التستجيب تلقائيا لطلب فتح المسطرة القضائية
للمعالجة ،إذ يتعين إثبات التوقف عن الدفع من قبل طالبه .ويمكن للمحكمة أن تأمر بخبرة في
الموضوع تكون ذات طبيعة حسابية أو اقتصادية لكي تقف بدقة حول الوضعية الحقيقية للمقاولة .
-ثانيا :الشروط الشكلية :إن القانون المغربي تولى تنظيم االحكام الشكلية الخاصة بالمساطر
القضائية للمعالجة إنقاذا أو تسوية أو تصفية ،مراعا الخصوصيات التي تميز هذه المسطرة سواء
تعلق األمر بأحكام االختصاص ،أو الجهات التي لها حق طلب فتح المساطر - .أحكام
االختصاص :االختصاص النوعي ينعقد للمحكمة التجارية بناءا على صفة المدين دائما وأبدا وهو
ما يجعل هذا االختصاص ذا طبيعة قطعية وحصرية ،كما تكون مختصة للنظر في جميع
الدعاوى المتصلة بها .أما فيما يخص االختصاص المحلي ينعقد للمحكمة الموجودة في مكان
مؤسسة التاجر الرئيسية او المقر االجتماعي للشركة .إن معيار المقر الرئيسي للمقاولة الفردية (
األصل التجاري) وكذا المقر االجتماعي للشركة هو المحدد للمحكمة التجارية المختصة للبث في
ملف صعوبات المقاولة ،ويتم تحديد هذا المقر اعتمادا على البيان الواردة في السجل التجاري ما
لم يثبت خالف ذلك .
-تنوع آليات فتح مساطر المعالجة :تنوع آليات فتح المساطر القضائية للمعالجة ،بين فتح
مسطرة االنقاذ التي يحتكر أمر طلبها رئيس المقاولة ،وبين فتح المسطرة القضائية للتسوية حيث
تتعدد قنوات فتحها - .احتكار رئيس المقاولة طلب فتح مسطرة االنقاذ :إن رئيس المقاولة هو
الشخص الذاتي المدين أو الممثل القانوني للشخص االعتبار المدين ،لذلك اليمكن لغير رئيس
المقاولة تقديم طلب فتح مسطرة االنقاذ إال في حالة واحدة حيث يجوز للشركاء إلى ممارسة
مسطرة العزل التلقائي أو القضائي للمثل القانون للشركة – .تعدد قنوات فتح مسطرة التسوية
أو التصفية -1 :طلب فتح المسطرة بتصريح من رئيس المقاولة :يجب على رئيس المقاولة أن
يطلب فتح مسطرة التسوية القضائية في أجل أقصاه 30يوما من تاريخ توقف المقاولة عن الدفع.
هكذا يتعين على الملزم و المخاطب بأحكام نظام صعوبات المقاولة أن يعمد داخل أجل 30يوما
تلي توقفه عن الدفع التقدم للمحكمة التجارية المختصة بتصريح يطلب فيه فتح المسطرة القضائية
للمعالجة ،ويالحظ أن األجل المحدد في هذه المدة مقبول ومعقول خصوصا إذا نظرنا إليه من
زاوية المفهوم الجديد للتوقف عن الدفع المتعمد على المعيار االقتصادي ،إذ يفترض أن المدين
استحال عليه تنفيذ التزاماته اتجاه دائنية وفق قاعدة عدم كفاية أصول المقاولة لمواجهة خصومها
،فال مبرر إذا للتأخر في االعالن عن حالة التوقف عن الدفع ،والتسريع بإقحام المحكمة عبر
تقديم طلب استصدار حكم يقضي بفتح المسطرة القضائية للتسوية .ويتعين على المدين الملزم
بطلب فتح المسطرة القضائية للمعالجة أن يبين أسباب التوقف عن الدفع ،وأن يودع لذا كتابة
الضبط مقابل إشهاد بتسلم الوثائق التي حددها المشرع .
-2فتح المسطرة بناءا على مقال افتتاحي للدعوى ألحد الدائنين :للدائمين امكانية طلب فتح
المسطرة القضائية للمعالجة بمقال افتتاحي للدعوة وذلك الرتباط مصالحهم بمصير المقاولة حيث
أن تأخر المدين عن طلب فتحها من شأنها أن يدهور وضعيتها بما يهدد ويقلل فرص حصولهم
على ديونهم .ويحق لكل دائن كيفما كانت طبيعة دينه التقدم بهذا المقال سواء كان دينه ذا طبيعة
تجارية أو مدنية ،وسواء كان دينه عاديا أو مضمونا ألي نوع من الضمانات المقيدة أو الغير
مقيدة شريطة أن يكون الدين ثابتا أو مستحقا ومطالبا به .واليمكن قبول الدعوى إال إذا قام الدائن
مقدم المقال االفتتاحي بتأسيس عدم قيام المقاولة بأداء الدين المستحق على واقعة التوقف عن
الدفع -3 .الفتح التلقائي للمسطرة من قبل المحكمة التجارية :إن االعتراف للمحكمة بحق وضع
يدها تلقائيا على المسطرة القضائية للمعالجة يكسر القاعدة المسطرية الثابتة القائمة على ''أن
القضاء ال يقضي إال إذا طلب منه " .إنه وأما تقاعس المدين المتوقف عن الدفع وكذا تراخي
الدائنين عن طلب فتح المسطرة أو عدم قدرتهم على إثبات واقعة التوقف عن الدفع ،وفي ظل
هيمنة المصلحة االقتصادية العامة كمحدد جديد لنظام المعالجة ،أضح التدخل القضائي التلقائي
مجاال لالنفراد في ظل المنظومة القانونية المغربية -4 .فتح المسطرة بناءا على طلب من النيابة
العامة أو بموجب اإلحالة من طرف رئيس المحكمة التجارية :يعتبر تدخل النيابة العامة لفتح
المسطرة القضائية مسلكا احتياطيا إذا لم تقم به المحكمة أو تقاعس كل من المدين والدائنين عن
القيام بذلك .إن اال عتراف للنيابة العامة بإمكانية تقديم طلب للمحكمة التجارية لفتح المسطرة يأتي
في سياق الدور الذي أراده القانون أن تلعب النيابة العامة بوجه عام في إطار القضاء التجاري،
إيمانا منه بما لها من دور في المحافظة على النظام العام االقتصادي.وعلى الرغم من سكوت
النص عن تحديد النيابة العامة الموكل لها مهمة فتح المسطرة ،فإن ذلك يكون جائزا للنيابة العامة
لذا المحكمة التجارية ،وكذلك لذا النيابة العامة لذا المحكمة االبتدائية .إن الرئيس المحكمة وفي
حالة عدم تنفيذ المدين للتزامات الناشئة بموجب اتفاق المصالحة الذي صادق عليه رئيس المحكمة
فإن هذا األخير يعاين بمقتضى أمر غير قابل للطعن فسخ هذا االتفاق مما يلزم عن ذلك سقوط كل
اآلجال الممنوحة له ،ويحيل الملف إلى المحكمة لفتح مسطرة التسوية أو التصفية القضائية .
-Vالحكم بفتح المساطر القضائية للمعالجة - :إجراءات ما قبل إصدار حكم فتح المساطر- :
أوال :استدعاء رئيس المقولة ( االستماع اإلجباري) :اليمكن للمحكمة الحكم بفتح المسطرة من
عدمه إال بعد االستماع إلى رئيس المقاولة بقطع النظر عن الوسيلة التي تباشر على أساسها
المحكمة النظر في هذه القضي ة ،إن االستماع لرئيس المقاولة أمام غرفة المشورة له اهمية بالغة
لتنويرها ووضعها في الصورة الحقيقية للمقاولة وتوضيح ما قد يرد في الوثائق المعروضة عليها
والمقدمة من قبل رئيس المقاولة أو أي جهة داعية لفتح المسطرة وبذلك فإن إجراء االستماع إلى
رئيس المقولة له م ساس بالنظام االقتصادي العام يؤدي عدم احترامه إلى بطالن جميع إجراءات
التحقيق ،مع تعريض الحكم الصادر لإللغاء لعيب في الشكل ،وعلى أن عدم حضور رئيس
المقاولة للمحكمة من أجل االستماع إليه أمام غرفة المشورة إذا كان من شانه عرقلة اإلجراءات ،
فإنه ال يؤدي بالضرورة إلى وقف سير اإلجراءات األخرى - .ثانيا :إمكانية االستماع إلى
أشخاص غير المدين :للمحكمة أن تستدعي أحد الدائنين أو البعض منهم أو جميعهم ،وكذلك
مراقب الحسابات حالة تعيينه بالمقاولة ،وكذا األجراء أو األبناء ،ويمكن أن يمتد إجراء االستماع
إلى ممثل مصلحة الضرا ئب أو الضمان االجتماعي دون أن يكون الحد هؤالء حق االمتناع عن
تزويد المحكمة بالمعلومات التي تتعلق بوضعية المقاولة بداعي واجب المحافظة على السر
المهني - .ثالثا :إمكانية تعيين خبير :بعد االستماع إلى رئيس المقاولة وكذا إلى كل رئيس آخر
يمكن أن ينور غرفة المشورة حول الوضعية الحقيقية للمقاولة أجازت مدونة التجارة للمحكمة أن
تعين شخصا من ذوي الخبرة إلبداء رأيه في نقطة تهم وضعية المقاولة ،سواء ما يخص الجانب
المالي أو االقتصادي أو االجتماعي أو المحاسباتي أو اإلداري ،وعموما في كل ما يتعلق بأمور
المقاولة - .رابعا :أجل البث في الدعوى :إن هاجس تسريع وضع المحكم يدها على المقاولة التي
يتهددها التوقف عن الدفع أو تلك المتوقفة عن الدفع كان وراء إقرار أجل قصير جدا لكي تبث في
الدعوى قوامه 15يوما من رفع الدعوى إليها .
-مضمون حكم قبول أو رفض مساطر المعالجة - :حكم فتح مسطرة االنقاذ :على المحكمة
وهي تنطق بمضمون الحكم القاضي بقبول أو رفض فتح مسطرة االنقاذ تقدير جدية مشروع
خطط االنقاذ ،حيث تدور المحاور الكبرى للمخطط حول تحديد جميع االلتزامات الضرورية
النقاذ المقاولة خاصة ما يهم العقود التجارية المهمة ،تم تحديد طريقة الحفاظ على نشاط المقاولة
على تمويله من حيث مستوى االنتاج وإمكانية اللجوء إلى االفتراض أو تفويت بعض األصول
الغير مهمة ،وكذا كيفيات تصفية الخصوم ،وفي األخير تحديد الضمانات .
-حكم فتح مسطرة التسوية أو التصفية القضائية :نظرا ألهمية التوقف عن الدفع في نظام
صعوبات المقاولة ،وطبقا للمعيار االقتصادي ،فقد أفردت مدونة التجارة لتحديد مادة فريدة ،
حيث نظمت تحديد تاريخ التوقف عن الدفع ،مع إقرار مسطرة لتأخير هذا التاريخ .
+التحديد األولي لتاريخ التوقف عن الدفع :يتعين على المحكمة المصدرة لحكم فتح المسطرة
القضائية بعد التأكد من واقعة التوقف عن الدفع تحديد التاريخ الحقيقي له ،وتعتمد المحكمة إلى
محاولة الوقوف حول التاريخ التقريبي للتوقف عن الدفع نظرا لصعوبة المعرفة الدقيقة للتاريخ
الفعلي للتوقف ،إذ غالبا ما يعمد ال مدين إلى إخفاء التاريخ الحقيقي للتوقف .وإذا ظهر للمحكمة من
تصريحات المدين أو من الوثائق المقدمة أو عبر أي وسيلة أخرى أن تاريخ التوقف عن الدفع
يمتد إلى تاريخ سابق وبعيد ،فإن المدة المعتد بها هي 18شهرا قبل فتح المسطرة + .إمكانية
تأخير تاريخ التوقف عن الدفع :أعطى المشرع للمحكمة إمكانية تغيير تاريخ التوقف عن الدفع
مرة أو مرات عدة وذلك وفق ضوابط محددة .
-مرحلة المالحظة :إن المشرعة المغربي أقر مسطرة جديدة عزف عن ستميتها وأطلق عليها
القانون الفرنسي " مرحلة المالحظة" تتميز أساسا بتشخيص دقيق ومضبوط لوضيعة المقاولة
يسهل معه إعداد مخطط اإلنقاذ أو وصف العالج المالئم لها والذي سيؤدي المحالة إما إلى حكم
باعتماد مخطط اإلنقاذ أو الحكمة بتسويتها أو بتصفيتها القضائية .إن المشرع حدد زمن القيام بها
في 4أشهر قابلة للتجديد مرة واحد بطلب من السانديك .إن فترة المالحظة هي مرحلة لتهييئ
وانضاج شروط الحلول الممكنة إلنقاذ المقاولة لمعالجة صعوبتها ،وتقوم المحكمة بعد ذلك
بإصدار حكم يقضي إما بقول مخطط اإلنقاذ أو بالتسوية أو بالتصفية القضائية ،وبحكمها هذا
تكون قد وضعت حدا لمرحلة المالحظة.
-الحكم المحدد لمآل المقاولة - :الشروط الشكلية للحكم المحدد لمآل المقاولة :إن المشرع
المغربي حدد شرطين العتماد الحل الذي سيحكم مصير المقاولة -1 :اعتماد تقرير السنديك:
حيث أنه وباستقراء نص المادة 629من مدونة التجارة نجده يفيد بضرورة اعتماد المحكمة على
تقرير السنديك -2 .استشارة جهات معينة :إن المشرع ألزم المحكمة بضرورة االستماع إلى
جهات معينة ،وهذه الجهات هي رئيس المقاولة والمراقبون ومندوبو العمال .إن االستماع إلى
رئيس المقاولة ضروري من أجل معرفة استعداده لقبول مشروع المخطط ونفس الشيء فيما
يخص المراقبين لمعرفة موقفهم من اآلجال الممنوحة للدائنين الستخالصهم ديونهم .أما بالنسبة
لمندوب العمال فإن أهمية االستماع إليه مسألة حاسمة إذا كان مشروع المخطط يتضمن القيام
بتسريح عدد من العامل - .مضمون الحكم المحدد لمآل اإلنقاذ :تكون المحكمة أمام خيارات،
عديدة فلها أن تعتمد مخطط اإلنقاذ أو أن تقضي بمخطط التسوية أو مخطط التصفية -1 :تبني
مخطط اإلنقاذ :تقرر المحكمة اعتماد مخطط اإلنقاذ إذا تبين لها توفر إمكانيات جدية إلنقاذ
المقاولة .هكذا وبناءا على تقرير السنديك ،وبعدما يتبين لها أن وضعية المقاولة صعبة ودون أن
تكون متوقفة عن الدفع ،لكن ليس بمقدورها تجاوز الص عوبات التي تعاني منها ،وأن شأن عدم
معالجتها أن يؤدي بها في أجل قريب إلى التوقف عن الدفع ،ناهيك عن جدية مشروع اإلنقاذ
الذي يتقدم به رئيس المقاولة .ولإلشارة فإن المحكمة عند اعتمادها لمخطط االنقاذ فإن عليها أن
تحدد مدة تنفيذه والتي اليمكن أن تتجاوز 5سنوات -2 .اعتماد مخطط التسوية :تملك المحكمة
حينما ترة أن هناك إمكانية تسوية أو معالجة وضعية المقاولة خيار النطق إما بمخطط
االستمرارية أو مخطط التفويت + :مخطط االستمرارية :تقضي المحكمة بمخطط االستمرارية
إذا تبث لها إمكانية استمرارية قيام المقاولة بنشاطها متى كانت هناك إمكانية جدية لتسوية
وضعيتها ،وفي ذلك ضمان الستمرارية النشاط االقتصادي للمقاوالت وضمان حد معين من
مناصب الشغل .واليمكن لمخطط االستمرارية أن يتجاوز في أقصى الحاالت 10سنوات .
وللمحكم أن تفسخ مخطط االستمرارية إذا لم تنفذ المقاولة التزاماتها المحددة في المخطط.
+مخطط التفويت :يعتبر التفويت كأحد حلول مخطط التسوية وهو يختلف عن مخطط
االستمرارية في كونه يقوم على انتقال ملكية المقاولة إلى مالك جديد يعمد إلى تصفية خصوم
المقاولة .وهكذا عكس مخطط االستمرارية الذي يترك المقاولة بين يدي مالكها وال يقوم على
تسوية الخصوم فورا بل تؤدي خالل فترة تطبيق المخطط.
-مضمون مخطط االستمرارية :يتولد عن اعتماد مخطط اإلنقاذ أو مخطط االستمرارية نتائج
هامة نحصرها في -1 :تصفية الخصوم :ال تنطق المحكمة بمخطط اإلنقاذ أو بمخطط
االستمرارية إال إذا أبان المدين عن إمكانيات جدية إلنقاذ المقاولة أو لتسديد خصوم المقاولة،
ويتعلق األمر بالديون الناشئة قبل فتح المسطرة القضائية ،وبالتالي فإن قرارات المحكمة فيما
يخص تصفية الديون ال تطبق على الديون الناشئة بعد حكم فتح المسطرة القضائية -2 .إعادة
هيكلة المقاولة :تستطيع المحكمة أن تقضي بفرض تغييرات يجب إدخالها على تسيير المقاولة
في إطار إعادة هيكلتها .فلها أن تقرر التعديالت الواجب إدخالها على النظام األساسي للمقاولة .
كما تملك فرض تغيير مسير أو بعض المسيرين إما لقلة تجربتهم أو لسوء تصرفاتهم كونهم قد
يضروا بمخطط االستمرارية .وال تقف سلطة المحكمة عند هذا الحد ،بل قد تمتد إلى الذمة المالية
للمقاولة بحيث تستطيع أن تمارس نوعا من التغييرات أو القيود على أموال المقاولة -3 .إمكانية
تسريح العمال :إن للمحكمة وهي تنطق باالستمرارية كوجه ن وجهي مخطط التسوية أن تقدر
تأكيد تسريح بعض العمال إلمكانية إنجاح االستمرارية ،فلها أن تمارس ذلك باعتبارها سلطة
أصيلة لها ،فقط عليها أن تحترم مسطرة اإلخبار بذلك للجهات اإلدارية المكلفة بالشغل - .مآل
المقاولة بعد مخطط االستمرارية :تنتهي المخططات ( اإلنقاذ أو االستمرارية) إما بالقفل عند
التنفيذ ،أو بالفسخ عند عدم التنفيذ -1 :تنفيذ مخطط القفل :يترتب على تنفيذ مخطط اإلنقاذ أو
مخطط االستمرارية قفل المسطرة بواسطة حكم قضائي .ويسترجع المدين كل سلطاته التي كانت
قد مستها قيود على عهد سريان المخطط وقبل ذلك خالل فترة التشخيص .كما يمكن للمحكمة
خالل سريان المخططين أن تدخل عليه تعديالت سواء في األهداف أو الوسائل إما بطلب من
المدين أو السنديك -2 .عدم تنفيذ مخطط اإلنقاذ أو مخطط االستمرارية ( الفسخ) :يترتب على
عدم تنفيذ المدين اللتزاماته الناجمة عن مخططي اإلنقاذ واالستمرارية فسخ المخططين ،إن
مخطط اإلنقاذ أو مخطط اإلستمرارية قيده المشرع بشروط ورتب عليه نتائج .
-الطعن في الحكم القاضي بفتح المسطرة :يتم استئناف الحكم بفتح المسطرة عبر التصريح
بذلك لدى كتابة ضبط المحكمة التجارية داخل أجل 10أيام ابتداءا من النطق بالمقرر القضائي
مالم يوجد مقتضى مخالف لذلك ،ويملك المدين والدائنون وكذا النيابة العامة حق الطعن
باالستئناف بعدما يكونوا قد توصلوا بالحكم القضائي بفتح المسطرة ،بينما يسري أجل الطعن
باالستئناف المخول للسنديك أو للنيابة العامة داخل أجل 10أيام ابتداءا من تاريخ النطق بالمقرر.
وفي األخير فإن الطعن بالنقض في القرار االستئنافي أمام محكمة النقض يقدم داخل أجل 10أيام
ابتداءا من تبليغ القرار.