Professional Documents
Culture Documents
- - النسخة النهائية1 -
- - النسخة النهائية1 -
الموضوع
السنة الجامعية2223/2222:
ََّّٰ
ٱللهِ
ٱلر ِحي ِم
ٱلر ْح َّٰم ِن َّ
َّ ِب ْس ِم
شكر وتقدير
الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لوال أن هدانا الله.
نتقدم بالشكر والعرفان إلى الوالدين الكريمين على دعمهم الدائم المتواصل من بداية المسار الدراسي
ماديا ومعنويا ،فيا رب اجزهم عنا خير الجزاء.
وإلى كل عزيز علينا حيا كان أو ميتا ،وإلى كل من كان عونا لنا من قريب أو بعيد.
كما نتقدم بالشكر إلى جميع من كان عليه فضل علينا على مستوى جميع األطوار الدراسية.
ونخص بالذكر أستاذنا الفاضل الدكتور رائد ناجي الذي كان لنا شرف إشرافه علينا دون أن يبخل علينا
بشيء ،وكذا المدير محمد مصطفاوي مدير بنك الفالحة والتنمية الريفية الذي لم يبخل علينا بمساعدته
القيمة.
وإبداء توجيهاته ّ
:الملخص
فنتيجة لالنفجار المعرفي،لقد أصبحت ضغوط العمل من مظاهر الحياة العملية التي ال يمكن تفاديها نهائيا
والتكنولوجي صار لزاما على العامل أن ينتج أكثر ويعمل أطول للحفاظ على وظيفته مما يضعه في مواجهة
دون أن ننسى تأثير الضغوط الشخصية التي يحملها معه من بيئته،ضغوط مهنية تفرضها البيئة التنظيمية
ألجل، اتجاه زمالءه ومنظمته، مواقفه اتجاه وظيفته، سلوكه، ما يخلف آثار سلبية على نفسيته،المجتمعية
ذلك سميت ضغوط العمل بالقاتل الصامت أو القنبلة الموقوتة كونها تتبلور وتنمو في داخل الفرد شيئا فشيئا
وعلى. تنفجر ساعة احتدام الصراع بين أهداف الفرد وأهداف المنظمة،حتى تصبح جزءا ال يتج أز من حياته
وزيادة معدالت، إالّ أن تدني مستوى الكفاءة واإلنتاجية،الرغم من تفاوت حدة هذه الضغوط من عامل آلخر
. وانخفاض مستوى الرضا واألداء الوظيفي تعد من أبرز آثار تفشي هذه الضغوط،الغياب والتسرب
Abstract :
Work stress has become an avoidable aspect of professional life.
الصفحة الموضوع
شكر واهداء
ملخص
الفهرس
قائمة األشكال
قائمة الجداول
الفصل األول :الجزء النظري
31 المبحث األول :أساسيات حول ضغوط العمل...................................................
31 المطلب األول :مفهوم وأهمية دراسة ضغوط العمل..............................................
31 المطلب الثاني :أنواع ضغوط العمل ومراحلها...................................................
02 المطلب الثالث :مستويات ضغوط العمل ومصادرها.............................................
02 المطلب الرابع :أهم النظريات والنماذج المفسرة لضغوط العمل...................................
12 المبحث الثاني :عموميات حول األداء الوظيفي وتقييمه........................................
12 المطلب األول :مفهوم األداء الوظيفي..........................................................
12 المطلب الثاني :محددات وعناصر األداء الوظيفي..............................................
11 المطلب الثالث :النظريات المفسرة لألداء الوظيفي والعوامل المؤثرة فيه...........................
23 المطلب الرابع :تقييم األداء الوظيفي............................................................
24 المبحث الثالث :ضغوط العمل واألداء الوظيفي.................................................
24 المطلب األول :اثار ضغوط العمل على األداء الوظيفي.........................................
21 المطلب الثاني :العالقة بين ضغوط العمل واألداء الوظيفي......................................
24 المطلب الثالث :استراتيجيات التعامل مع ضغوط العمل.........................................
40 المطلب الرابع :نماذج وطرق معالجة ضغوط العمل.............................................
41 خالصة الفصل
42 الفصل الثاني :الجزء التطبيقي
44 المبحث األول :تقديم عام لبنك الفالحة والتنمية الريفية ...............................BADR
44 المطلب األول :نشأة بنك الفالحة والتنمية الريفية .......................................BADR
45 المطلب الثاني :تطور بنك الفالحة والتنمية الريفية .....................................BADR
41 المطلب الثالث :أهداف ومهام بنك الفالحة والتنمية الريفية ..............................BADR
52 المطلب الرابع :الهيكلة التنظيمية لبنك الفالحة والتنمية الريفية ..........................BADR
50 المبحث الثاني :انعكاسات ضغوط العمل على األداء الوظيفي في البنك............................
50 المطلب األول :واقع ضغوط العمل في البنك......................................................
50 المطلب الثاني :األسباب الرئيسية في البنك واثارها.................................................
54 المطلب الثالث :دور البنك في الحد من ضغوط العمل.............................................
55 المطلب الرابع :دور الموظفين في القضاء على ضغوط العمل......................................
51 المبحث الثالث :تحليل نتائج االستبيان...........................................................
17 خالصة الفصل
42 خاتمة عامة
44 قائمة المراجع
44 المالحق
قائمة األشكال
21 اثار ضغوط العمل على المستوى التنظيمي الشكل رقم 16
الصفحة
عنوان الجدول رقم الجدول
15 الجدول رقم 00هل لضغوط العمل اثار إيجابية أم سلبية على األداء الوظيفي؟
11 الجدول رقم 00من هو الطرف المسؤول على الضغوط الممارسة عليك؟
14 الجدول رقم 03هل بيئة العمل تساعدك على أداء عملك؟
مقدمة عامة
عندما ينتمي الشخص إلى مؤسسة أو منظمة معينة تنشأ بينه وبين العمال اآلخرين مجموعة من
العالقات تكون مبنية على جملة من المبادئ التي تكون غايتها تحقيق أهداف المؤسسة واستمرارها ونموها
وتلبية حاجياتهم المختلفة ،لكن الموظف يتعرض في بعض األوقات لمجموعة من التحديات و المشاكل
التي تتحول إلى ضغوط نفسية التي تجعل بطبيعتها الفرد سريع القلق واالنفعال وهذا األمر ينعكس على
أدائه الوظيفي وعالقاته الوظيفية داخل المؤسسة وبالتالي على صحته النفسية والجسدية ،مما يجعل المنظمة
تسعى و تعمل على التخفيف من حدة تلك الضغوط لكي ال تؤثر على أداء موظفيها في المؤسسة ،باعتبار
أن هؤالء الموظفين يمارسون نشاطهم لمدة طويلة داخل المؤسسة بحيث أصبحوا جزء مهم ال يتج أز منها،
و بما أن بيئة العمل في منظماتنا المعاصرة وبشكل عام تتميز بسمات ومعالم فرضت على اإلنسان العامل
أن ينتج أكثر وأن ينافس للبقاء في الوظيفة خاصة في ظل االنفجار العرفي وعدم التأكد واالضطراب البيئي
ولكل ذلك نتائج وآثار سلبية على نفسية وصحة اإلنسان العامل وصفائه الذهني والنفسي والبدني ،كل ذلك
يسبب ضغوطات تتفاوت في مستوى قوتها من شخص إلى آخر نتيجة المواقف ،وبالتالي من الطبيعي أن
تنشأ بين األفراد العاملين عالقات تكون اما إيجابية أو سلبية ،و كون الموظف أو العامل أساس نجاح أي
منظمة ،من خالل العمل الذي يؤديه ومقدار الجهد الذي يبذله باعتباره القادر الوحيد على إدارة الموارد
األخرى بالمنظمة ،األمر الذي يستلزم االهتمام به ومتابعة مستوى أداءه وما يعانيه من ضغوط في العمل
بشكل يؤدي إلى رفع روحه المعنوية وبالتالي رفع مستوى أدائه وأداء المنظمة التي يعمل بها.
وبغية منا في التعرف على األثر الذي تحدثه ضغوط العمل على أداء الموظفين وكيفية تعامل المؤسسة
للحد منها ،سنحاول من خالل هذا العمل المتواضع طرح اإلشكالية التالية:
كيف تؤثر ضغوط العمل على األداء الوظيفي في بنك الفالحة والتنمية الريفية؟
-الرغبة الشخصية لكال الطالبين في اختيار الموضوع ألنه يندرج ضمن مجال تخصص إدارة األعمال.
-محاولة الوصول إلى الدور الذي تلعبه ضغوط العمل في تحقيق مستوى األداء الوظيفي في المؤسسة.
-محاولة توجيه ذهنيات مسيري المؤسسات على أهمية االهتمام بموضوع ضغوط العمل لما له من أثر
على سلوكيات الموظفين في المؤسسة.
-توعية المؤسسات الجزائرية أن االستثمار في الموارد البشرية وتحقيق رضا الموظفين والرفع من أدائهم
الوظيفي أصبح من أولويات المنظمات الحالية.
أدوات البحث
وفي الجانب التطبيقي اعتمدنا على المالحظة والمقابلة ودراسة الوثائق للوصول الى النتائج المراد بلوغها.
أهمية الدراسة
-تكمن أهمية دراسة هذا الموضوع باعتباره أحد المواضيع الواسعة في عدة مجاالت وخاصة في مجال
اإلدارة ،وباعتبار أن بنك الفالحة والتنمية الريفية يعتبر إحدى المؤسسات الهامة في الدولة وبالتالي فإن
العاملين في هذه المؤسسة يتعرضون لضغوط متعددة المصادر التي يمكن أن تؤدي إلى اثار سلبية
على المدى الطويل بحيث تعيق مسار المؤسسة لذلك التعرف على طرق مواجهة ومعالجة ضغوط
العمل أمر ضروري يجب أن يتم االهتمام به ألن تجاهله سيكلف المؤسسة العديد من الخسائر.
-تقوم في هذه الدراسة على إعطاء نظرة واسعة عن أهم مصادر وأسباب ضغوط العمل.
-تحديد اآلثار التي سوف تخلفها هذه الضغوط على العامل والمؤسسة.
-الوصول إلى توصيات ونصائح للتعامل مع ضغوط العمل الذي سوف ينعكس على أداء العاملين.
أهداف الدراسة
لتحقيق أهداف البحث استخدمنا المنهج الوصفي من خالل وصف الظاهرة واإلجابة عن التساؤالت وتحليل
البيانات والمقابالت وتفسيرها للوصول الى استنتاجات تسهم بتحديد واقع ضغوط العمل ومدى تأثيره على
األداء الوظيفي للعاملين.
حدود البحث
الحدود الزمنية :تتمثل في الفترة الممتدة من شهر جانفي 0201الى غاية شهر مارس .0201
الدراسات السابقة
-دراسة سامية بن طالب ،التي تناولت العالقة بين ضغوط العمل وأداء العاملين في المنظمة ،خالل فترة
0234كرسالة مقدمة لنيل شهادة الماجستير توصلت إلى جملة من النتائج أهمها أن مصادر ضغوط
العمل متعددة خارجية ،تنظيمية وفردية ،وقد يصعب على المنظمة التحكم فيها كلها مما يجعلها حتمية،
وال يمكن القضاء عليها نهائيا .كما أن الفرد يمثل الوحدة األساسية التي تحدد سلوك المنظمة ،وفي
ضوء السلوك الفردي تستطيع المنظمة تحقيق أهدافها ،ومن ثم يأتي اهتمام هذه األخيرة بأداء العاملين
في الرتبة األولى مقارنة باألنواع األخرى التي يحركها ويحققها هذا األداء .وأشارت الى أن ضغوط
العمل تؤثر في أداء العاملين إيجابيا أو سلبيا ،ويتوقف ذلك على حجم ومستوى هذه الضغوط ،فكلما
كانت زائدة فوق المستوى الطبيعي لها أو منخفضة عليه أثرت سلبا ،وكلما كانت في مستوياتها الوسطى
أثرت إيجابا فيه.
-دراسة شاطر شفيق ،الذي تناول كذلك أثر ضغوط العمل على أداء الموظفين ،فقد تطرق في دراسته
لموضوع ضغوط العمل وبين أهم مصادرها وتأثيرها على أداء العاملين في المنظمة ،كرسالة ماجستير،
توصل إلى أن ضغوط العمل لها عدة أسباب ومصادر التي تؤدي إلى الرفع من شدتها.
-دراسة حمدي فهيمة ،بعنوان أثر ضغوط العمل على أداء المورد البشري ،دراسة حالة في المؤسسة
االستشفائية زرداني صالح بعين البيضاء ،أم البواقي ،مذكرة تخرج تدخل ضمن متطلبات الحصول على
شهادة ماستر أكاديمي تخصص إدارة األعمال ،سنة ،0232أهم نتائج هذه الدراسة هو أن المنظمات
الناجحة تولي اهتماما بالغا للمورد البشري باعتباره مصدر للنجاح والتميز واإلبداع ،كما أن االهتمام
ببيئة العمل تساعد في تدعيم التفاعل اإليجابي من خالل االستجابة لمطالبها خصوصا إذا كانت ال
تتعارض مع مصالح المنظمة ، ،كما تساعد على تجنب األثار السلبية سواء كانت مباشرة أو غير
مباشرة .وال شك أنه يتعين على المنظمة أن تدرك بأن أهمية الظروف المناسبة للعمل تعتبر من
الشروط الضرورية للعنصر األقوى واألهم في إدارة المنظمات أي الموارد البشرية ،إذ يتوقف نمط
تفكيرهم وقيمتهم وشخصيتهم على ما تقدمه من تسهيالت وخدمات لتحقيق أداء جيد ومن ثم أهداف
المنظمة ككل.
هيكل الدراسة
في دراستنا قمنا بتقسيم هذا البحث إلى فصلين ،الفصل األول هو الجزء النظري ،الذي قمنا بتقسيمه الى
ثالث مباحث ،المبحث األول هو أساسيات حول ضغوط العمل الذي تضمن مفهوم ضغوط العمل ،أنواعه،
مراحله ،مستوياته ،مصادره وأهم النظريات والنماذج المفسرة له.
المبحث الثاني تطرقنا فيه إلى عموميات حول األداء الوظيفي فخصصناه لدراسة أداء الموظفين من خالل
تعريف األداء وما هي محدداته وعناصره والنظريات المفسرة له باإلضافة الى تقييم األداء الوظيفي.
المبحث الثالث هو ضغوط العمل واألداء الوظيفي قمنا بالتطرق الى اثار ضغوط العمل على األداء الوظيفي
إليجاد وفهم العالقة بينهما ومحاولة استنتاج وتلخيص استراتيجيات التعامل مع هذه الضغوط باإلضافة الى
نماذج معالجتها.
أما الفصل الثاني فهو الجزء التطبيقي الذي تضمن تقديم عام لبنك الفالحة والتنمية الريفية ،حيث حاولنا
اسقاط فيه ما تم ذكره في الفصل السابق على أرضية الميدان ،والكشف عن واقع ضغوط العمل في البنك،
تأثيرها على األداء الوظيفي باإلضافة الى كيفية وطرق معالجة الضغوط في بنك الفالحة والتنمية الريفية.
الفصل األول
الجزء النظري
الفصل األول
الجزء النظري
الفصل األول :اإلطار النظري لضغوط العمل
تمهيد
يعد موضوع ضغوط العمل من أهم المشكالت التي تعاني منها المؤسسات ومن المواضيع التي شغلت
الباحثين في مختلف المجالت االقتصادية واالجتماعية ،لما لها من أثر كبير على الفرد والمؤسسة على حد
سواء.
تولد ضغوط العمل حاالت عدم االتزان النفسي والجسمي ،وتتولد ضغوط العمل عن طريق البيئة المحيطة
بالفرد أو عن طريق العمل مما ينعكس ويؤثر على أدائه الوظيفي وكذلك على عالقته داخل العمل مع
زمالئه مما يدفع المؤسسة لمواجهة مشاكل وأسباب ضغوط العمل.
تعتبر ضغوط العمل من المواضيع التي أخذت اهتمام الباحثين ،ولقد اتخذ الباحثون عدة دراسات فسروا من
خاللها مفهوم ضغوط العمل بشكل عام وخاص ،إلى جانب تحديد أنواع ومراحل وأثارها وكذلك كيفية التعامل
معها.
لقد تعددت التعاريف التي أعطيت لضغوط العمل ،فلم يتفق جميع الباحثون على تعريف واحد لها والسبب
يرجع الختالف نظرة كل باحث إلى ضغوط العمل وقبل التطرق لمفهوم ضغوط العمل نعرف أوال معنى
وأصل كلمة الضغط.
0 -0تعريف الضغط
-الضغط هي كلمة مشتقة من الكلمة الالتينية Staingerالتي تعني السحب بشدة .أما أهم محاولة
عملية تفسير مفهوم الضغوط كانت للطبيب النمساوي هانز سالي ( )3740-3721وهو طبيب مختص
في الغدد الصماء ويعتبر األب الروحي لمفهوم الضغط حيث عرفه بأن " :استجابة غير محددة من
1
الجسم في مواجهة مرض معين" ،كما يؤكد في مقولة له أن الضغوط هي الحياة وغيابها يعني الموت.
-أما معنى الضغط في علم النفس فتعني ":المطالب التي تجعل الفرد يتكيف ويتعاون ،لكي يتالءم مع
ما حوله وتتمثل الضغوط النفسية في القلق ،اإلحباط ،الصراع والنزاع ،عدم االرتياح والشعور باأللم".
-الضغوط عادة ما تعود إلى العديد من المشكالت النفسية والجسدية التي تجعل الفرد غير قادر على
العطاء واإلنتاجية وخصوصا في مجال العمل ويرى كذلك كويك أن " :الضغوط تتخذ أصولها من
المتطلبات التنظيمية والحياة الشخصية ،فأي متطلبات سواء كانت طبيعية وفسيولوجية أو نفسية تعد
من برامج العيش والحياة تعرف بأنها مثيرات ضاغطة ،واستجابة الضغوط تظهر كنتيجة لتفاعل الفرد
2
ورد فعله".
1
. les conditions de travail ; le stress dans les organisations, centre de recherche et d’études en gestion
"CREG" université de pau et des pays de l’Adour, 2007-2008, p2.
.2محمد حسن حامدات ،السلوك التنظيمي والتحديات المستقبلية في المؤسسة التربوية ،دار الحامد للنشر والتوزيع ،األردن،
0224ص .353
13
0-0تعريف ضغوط العمل
أصبحت ضغوط العمل من أهم المجاالت التي أخذت اهتمام العديد من رجال الفكر اإلداري الذين اختلفوا
في تعريفهم لهذا المفهوم كل حسب تخصصه ومجال عمله وبالتالي يمكن توضيح معنى ضغوط العمل في
التعاريف التالية:
" -مجموعة من المثيرات التي تتواجد في بيئة عمل المورد البشري ،والتي ينتج عنها مجموعة من ردود
األفعال التي تظهر في سلوك الموارد البشرية في العمل أو في حالتهم النفسية والجسمية ،أو في أدائهم
1
ألعمالهم ،نتيجة تفاعل الموارد البشرية مع بيئة عملهم التي تحتوي الضغوط".
" -هي إف ارزات بيئية وتنظيمية تولد آثا ار جانبية وأجواء مثيرة للقلق ،والتوتر ،واإلحباط .وقد تؤدي هذه
الظاهرة إلى إثارة قدرات المورد البشري لتعميق التوافق النفسي ورفع درجات التحمل والتضحية لدى
العاملين ،لكنها حين تتعاظم وتتعمق ويشتد تأثيرها السلبي فإنها تنتهي الى انهيار المورد البشري أو
2
انسحابه أو احتراقه".
" -تجربة ذاتية لدى المورد البشري تحدث نتيجة لعوامل في المورد البشري نفسه ،أو البيئة التي يعمل
فيها بما في ذلك التنظيمية ،حيث يترتب على هذه العوامل حدوث آثار ،أو نتائج جسمية أو نفسية ،أو
سلوكية على المورد البشري تؤثر بدورها على أدائه ،مما يستلزم معالجة هذه اآلثار ،وإدارتها بطريقة
3
سليمة ".
" -حالة نفسية وذهنية واجتماعية ،تنتاب اإلنسان وتتسم بالشعور واإلرهاق الجسمي والبدني ،الذي يصل
إلى االحتراق ،كما تتسم بالشعور بالضيق والتعاسة وعدم التأقلم وما يصاحب ذلك من عدم رضا عن
النفس أو المنظمة أو المجتمع بصفة عامة".
" -مجموعة من المثيرات التي تتواجد في بيئة عمل الموارد البشرية ،والتي ينتج عنها مجموعة من ردود
األفعال التي تظهر في سلوك الموارد البشرية في العمل ،أو في حالتهم النفسية والجسمية أو في أدائهم
4
ألعمالهم ،نتيجة تفاعل الموارد البشرية في بيئة عملهم التي تحتوي الضغوط".
.1صالح الدين محمد عبد الباقي ،السلوك التنظيمي مدخل تطبيقي معاصر ،دار الجامعة الجديدة ،االسكندرية،0221 ،
ص .107
.2أبو بكر مصطفى محمود ،الموارد البشرية مدخل لتحقيق الميزة التنافسية ،الدار الجامعية ،اإلسكندرية ،0231 ،ص.34
.3أحمد ماهر ،كيفية التعامل مع ادارة ضغوطات العمل ،الطبعة األولى ،الدار الجامعة ،اإلسكندرية ،0224 ،ص .32
.4إيمان رزاق ،أثر ضغوط العمل على أداء الموظفين ،مذكرة ماجستير ،قسم علوم التسيير تخصص ادارة الموارد البشرية،
جامعة قاصدي مرباح ،ورقلة ،0230 ،ص .20
14
من خالل هذه التعاريف نالحظ أن هنالك قواسم مشتركة في معنى ضغوط العمل ،ولكنها تختلف في
أشكالها ،حيث أن الضغط قد يكون نتيجة عوامل نفسية أو مادية أو كليهما معا ،كما قد ينشأ عن مواقف
البيئية الخارجية وما تحدثه من اضطرابات على الوظائف النفسية والفسيولوجية ،أو قد يحدث نتيجة لعدم
توازن في الشخصية اإلنسانية ،أو عن عدم القدرة على تلبية بعض المتطلبات التي ال تتالءم مع قدرة العامل
وعليه فالضغط ينشأ نتيجة تفاعل بين العوامل النفسية والفسيولوجية والبيئية.
كما أن ضغوط العمل ليست مرادفة للتوتر ،أو القلق ،أو االحتراق النفسي ،أو اإلجهاد فهي تعتبر ردود
فعل للضغوط التي يواجهها العامل .وما دام اإلنسان في تفاعل دائم مع بيئته فإن ضغوط العمل أمر حتمي،
ولكن هذه الضغوط ليست دائما سلبية ،بل يمكن أن يكون لها نتائج إيجابية إذا كانت معتدلة ومقبولة.
وعليه يمكن استنتاج أن الضغوط هي "حالة نفسية أو الضغط النفسي الذي يكون لدى الموظف في بيئة
العمل ،تنشأ نتيجة تفاعل مجموعة من المواقف لدى العامل وال يستطيع التأقلم معها أو تحملها ،مما يؤثر
في حالة التوازن لديه فيشعر بالضيق ،الفشل وعدم القدرة على التركيز فينشأ عن ذلك انحراف في األداء،
قد يؤدي هذا الضغط في حالته السلبية إلى مجموعة من األضرار على مستوى المورد البشري والمنظمة ".
لم يكن اهتمام الباحثين بالضغوط عبثا لكن ألهمية هذه الضغوط في الحياة اليومية للفرد والمنظمة والمجتمع
1
ككل ،وتنطلق دواعي هذا االهتمام من مداخل عديدة هي:
-المنظور اإلنساني :لم تعد النظرة للموارد البشرية نظرة ميكانيكية آلية ،بل إن ما يميز اإلدارة الحديثة
هو الشعور الكبير بالمسؤولية االجتماعية التي تتحلى بها وتوجب عليها االهتمام برفاهية العاملين
وصحتهم النفسية والجسمية.
.1راوية حسن ،السلوك التنظيمي المعاصر ،الدار الجامعية االبراهيمية ،االسكندرية ،0221ص .222-177
15
-المنظور اإلنتاجي :يجب أن تدرك اإلدارة الحديثة أن لها مصلحة في االهتمام بالعامل وصحته ،وذلك
الن اإلنتاجية محصلة لصحة العامل الجسمية والنفسية.
-المنظور االبتكاري :يرتبط اإلبداع واالبتكار والقدرة على تحمل المسئولية بسالمة العقل والجسم ،فالعقل
السليم في الجسم السليم.
-المنظور المالي الربحي :المنظمة التي يعمل فيها أفراد أصحاء وسعداء ،ال تتحمل مصاريف عالج
كبيرة ،وال تخسر نتيجة تغيب العمال بسبب المرض أو سوء الحالة النفسية .أما السبب األخر فهو أن
المردود المالي يرتبط بمساهمات الموارد البشرية القادرين على العمل المبدع والفكر الخالق.
1
يمكن إظهار أهمية دراسة ضغوط العمل فيما يلي:
-تحسين اإلنتاجية ،وهذا من خالل تنمية قدرات متخذي القرار في المؤسسة على مواجهة الضغوط
والمواقف الصعبة.
-حماية متخذ القرار ومن ثم المؤسس ة من اتخاذ القرار الخاطئ ،ناجم عن انفعاالت اللحظة والتأثير
العاطفي ،أو الناجم عن ردود الفعل العصبية للمواقف الصعبة التي تواجه متخذ القرار.
-الرفع من ربحية ال مؤسس ة ،وهذا بتخفيض التكاليف المباشرة وغير المباشرة لضغوط العمل.
-توفير مناخ تنظيمي مناسب يساعد على تأدية األعمال بفعالية وفاعلية.
-تحقيق رقابة فعالة لسلوكيات الموارد البشرية في كافة المستويات اإلدارية.
-تنمية المهارات اإلدارية لمتخذي القرار من تخطيط ،تنظيم ،توجيه ورقابة في الضغوط والمواقف الصعبة.
-تأكيد ربحية المنظمة وتحقيق أهدافها بالشكل السليم ،ووفقا لما هو مخطط بالبرامج التنفيذية.
-حماية المنفذين من عشوائية القرار ،ومن ارتجالية السياسات واالزدواجية الناجمة عن قصور الرؤية
وضيق دائرتها أمام متخذ القرار نتيجة سيطرة الضغوط والوساوس القهرية عليه.
-توفير الظروف المناسبة والجو الصحي المناسب في بيئة عمل المؤسسة ،وبالشكل الذي يجعل لكل
مدير بيئة عمل أفضل ،ومما يمكنه من اتخاذ الق اررات اإلدارية بشكل أفضل.
-زيادة اإلنتاج وتحسين اإلنتاجية بتبسيط دوافع متخذي القرار في المنظمة ،عن طريق رفع قدراتهم على
مواجهة الضغوط والمواقف الصعبة.
.1شفيق شاطر ،أثر ضغوط العمل على الرضا الوظيفي ،مذكرة ماجستير ،قسم علوم التسيير تخصص إدارة أعمال ،جامعة
بومرداس ،0227 ،ص .31
16
ومن هذه األسباب تتضح أهمية دراسة ضغوط العمل وما لها من تكاليف مباشرة وغير مباشرة ،التي تعرض
سالمة المورد البشري عندما تتجاوز الحد المألوف إلى مخاطر عديدة .كما قد تعرض المنظمة إلى خسائر،
تستطيع التقليل منها بدراسة أسباب هذه الضغوط ومن ثمة معالجتها.
هناك أنواع مختلفة لضغوط العمل يمكن تصنيفها وفق عدة معايير نذكر منها:
1
وفقا لهذا المعيار نجد نوعين من الضغوط منها االيجابية ومنها السلبية:
0-0الضغوط االيجابية :هي عبارة عن تلك الضغوط النافعة والمفيدة للفرد والمؤسسة التي تعمل بها،
وتتسم بأنها ضغوط معتدلة تثير الحافز والدافع للنجاح ،وتعطى الفرد إحساس بالقدرة على اإلنتاج والشعور
بالسعادة والسرور .وتؤدي الضغوط المهنية إلى ارتفاع مستوى فاعلية األداء لدى الموظفين من الناحية
الكمية والنوعية ،وتساعد على التفكير وتحافظ على التركيز في العمل ،وتمد الفرد بالقوة والثقة والتفاؤل
بالمستقبل وتزوده بالحيوية والدافعية التخاذ ق اررات رشيدة.
0-0الضغوط السلبية :هي عبارة عن الضغوط التي يكون لها أثر سلبي على كل من الفرد والمؤسسة
التي يعمل بها ،ويترتب عليها شعور الفرد باإلحباط وعدم الرضا واالرتباك في العمل وتسبب للمورد البشري
انخفاضا في الروح المعنوية والشعور باإلرهاق والقلق والتشاؤم من المستقبل ،أما بالنسبة للمؤسسة فإن
الضغوط السلبية تحملها تكاليف باهظة ناتجة عن انخفاض أداء العاملين.
0-0الضغوط البسيطة :هي عادة تستمر دقائق قليلة إلى ساعات ،كالمضايقات الصادرة من أشخاص
تافهين أو أحداث أخرى في الحياة العملية تكون مصد ار للضغوط.
.1فاروق عبد فليه ،السيد عبد المجيد ،السلوك التنظيمي في إدارة المؤسسات التعليمية ،دار المسيرة للنشر والتوزيع ،األردن،
،0224ص .125
17
2-2الضغوط المتوسطة :وتمتد من ساعات إلى أيام مثل فترة العمل اإلضافي ،أو زيادة شخص مسؤول
غير مرغوب فيه ،أو الضيق الناتج عن المعدة أو األمعاء.
3-2الضغوط الشديدة :وهي عادة تستمر ألسابيع أو شهور أو حتى سنوات ،مثل غياب شخص عزيز
عن العائلة فترة طويلة بالسفر أو الموت ،وما شابه ذلك في الحياة ،أما في العمل هناك حاالت تنتج عنها
مثل :النقل ،التجديد ،أو اإليقاف عن العمل لحين زوال السبب .وتعد هذه الضغوط من أهمها ألنها تؤثر
على الفرد من جميع النواحي ،وتجعله في حالة ارتباك وتوتر وضغوطات كثيرة.
نجد في هذا المعيار عدم اتفاق الباحثين والكتاب نظ ار الختالف مصادر ضغوط العمل من بين هذه
1
التصنيفات نجد:
0-3الضغوط الناتجة عن البيئة االجتماعية :هي تلك الضغوط الناتجة عن التفاعالت االجتماعية ما
بين الموارد البشرية داخل مواقع العمل مثل الصراعات التي قد تحدث بين األفراد أو الجماعات ،خالف مع
الرئيس المباشر ....الخ.
0-3الضغوط الناتجة عن البيئة المادية :هي تلك الضغوط التي يتعرض لها المورد البشري نتيجة توفر
ظروف مادية غير مالئمة ومناسبة للعمل مثل ضعف اإلضاءة ،الضوضاء ....الخ.
3-3الضغوط الناتجة عن النظام الشخصي للمورد البشري :هي تلك الضغوط التي تنتج عن الفروقات
الفردية ما بين الموارد البشرية ،مثل االختالف في الجنس واالختالف في العرق والديانة.
-0مرحلة التعرض للضغوط :يطلق عليها البعض مرحلة اإلنذار المبكر أو مرحلة اإلحساس بوجود خطر،
وتبدأ هذه المرحلة بتعرض الفرد لمثير معين ،سواء كان داخليا أو خارجيا ،ويمكن القول بأن هذا المثير
-0مرحلة رد الفعل :تبدأ هذه المرحلة فور حدوث التغييرات السابقة حيث تؤدي إلى إثارة العمليات الدفاعية
في الجسم في مرحلة التعامل مع التغييرات ،وبأخذ رد الفعل أحد االتجاهين ،إما بالمواجهة أو الهروب
وذلك في محاولة التغلب عليها والتخلص منها بسرعة وبذلك يعود الفرد إلى حالة التوازن ،وإذا لم ينجح
في ذلك ينتقل إلى المرحلة التالية حيث يكون قد تعرض بالفعل إلى الضغوط.
-3مرحلة المقاومة ومحاولة التكيف :هنا يحاول الفرد عالج اآلثار التي حدثت بالفعل ومقاومة أي تدهور
أو تطورات إضافية ،باإلضافة لمحاولة التكيف مع ما حدث فعال ،فإذا نجح في ذلك قد يستقر األمر
عند هذا الحد وتزداد فرص العودة في حالة التوازن ،أما في حالة الفشل ينتقل الفرد إلى المرحلة التالية.
-4مرحلة اإلنهاك :ينتقل الفرد إلى هذه المرحلة عندما يتعرض لمصادر الضغوط باستمرار ولفترة زمنية
طويلة حيث يصاب باإلجهاد نتيجة لتركز المقاومة ومحاوالت التكيف ،ويمكن االستدالل على الوصول
1
إلى هذه المرحلة من خالل بعض المظاهر واآلثار من أهمها:
-االستياء من جو العمل وانخفاض معدالت اإلنجاز.
-التفكير في ترك الوظيفة.
-اإلصابة باألمراض النفسية مثل :النسيان المتكرر ،الالمباالة ،واالكتئاب.
-اإلصابة باألمراض العضوية كقرحة المعدة ،السكر ،ضغط الدم...
تأخذ مصادر الضغط مستويات متتالية تبدأ بالفرد ذاته وتندرج حتى تصل إلى البيئة الخارجية للمؤسسة
التي يعمل فيها ،وهذه المستويات هي كما في الشكل رقم (.)3-3
المصدر :تغريد زياد عمار ،أثر بعض المتغيرات الداخلية على مستوى ضغط العمل ،مذكرة ماجيستر ،الجامعة
اإلسالمية ،0225 ،ص .04
1
الشكل يظهر أهم مستويات ضغوط العمل التي تتمثل في:
-3الفرد ذاته.
-0جماعة العمل.
-1المنظمة التي يعمل فيها.
.1تغريد زياد عمار ،أثر بعض المتغيرات الداخلية على مستوى ضغط العمل ،مذكرة ماجيستر ،الجامعة اإلسالمية،0225 ،
ص .04
20
ويتضح أن المنظمة تحتوي على العوامل التنظيمية التالية:
تعددت مصادر ومسببات ضغوط العمل واختلفت باختالف الباحثين إال أن هناك رابط مشترك في مضمون
1
تصنيفات هذه المصادر المنقسمة الى:
ت تمثل البيئة الخارجية للمؤسسة في مجموعة من العوامل المحيطة والمؤثرة في المؤسسة بشكل مباشر أو
غير مباشر ويقصد بالعوامل تلك المتغيرات العامة (متغيرات اقتصادية ،متغيرات تكنولوجية) والمتغيرات
الخاصة (المنافسون ،الموردون) ،فالبيئة الخارجية تعد أرضا خصبة لضغوط العمل.
0-0الظروف االقتصادية :تمثل أهم مصادر ضغوط العمل التي يتعرض لها العاملين في مختلف
المستويات اإلدارية خاصة الظروف السيئة فيما يخص البحث عن الوظائف ،ففي حالة الركود االقتصادي
تزداد المخاوف على الوظائف نتيجة الظروف المالية الصعبة التي تمر بها المؤسسة وكذلك تحدث ضغوط
عمل أخرى عندما يكون االقتصاد في حالة انتعاش حيث ينتاب المدراء درجة عالية من القلق والتوتر بشأن
اتخاذ القرار الصحيح المتعلق بالفرص والبدائل االستثمارية المتاحة.
0-0الظروف السياسية والقانونية :الظروف السياسية السائدة وسياسات الدولة وق ارراتها وخططها قد
تعرض األفراد والجماعات إلى ضغوط في العمل خاصة أثناء فترات انتخابية مثال ،وكذلك أثناء التغيرات
الو ازرية حيث تتهدد مصالح األفراد وتعدل مواقعهم ويصعب التنبؤ بسلوك القادة الجدد بخصوص العمل.
.1سامية بن طالب ،ضغوط العمل وتأثيرها على أداء العاملين في المنظمة ،مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير ،جامعة
أمحمد بوقرة ،بومرداس ،9002 ،ص .92
21
3-0الظروف االجتماعية :يمكن للظروف االجتماعية أن تكون سببا في إحداث الضغط ،وكذلك المكونات
دور هاما في تحديد سلوك العاملين في المؤسسة وقدرة هذه األخيرة على تحقيق أهدافها،
الثقافية تلعب ا
فالمؤسسة هي مجموعة من األفراد أو جزء من المجتمع فهؤالء األفراد يتأثرون بثقافة مجتمعهم فهم إنتاج
الواقع الثقافي للمجتمع.
-غموض الدور الفردي في المؤسسة ويقصد بذلك شعور الفرد بصعوبة العمل الذي يؤديه وقد ينتج ذلك
الشعور عند الفرد لعدة أسباب منها عدم توفر المعلومات الكافية التي يحتاجها الفرد في عمله ،عدم فهم
العامل لجوانب عمله أو قصور قدرات الفرد.
-صراع الدور ويحدث هذا الصراع عند وجود مطالب متناقضة ملقاة على عاتق شخص ترتبط بعمله أو
منصبه ،يكابد األشخاص صراع األدوار عندما يجدون أنفسهم محصورين بتوجهات متعددة عند محاولتهم
لالستجابة إلى األوضاع التي يشغلونها.
-أعباء الدور وهي أعباء يمكن تقسيمها إلى أعباء كمية ،أعباء نوعية ،األعباء الكمية تكون ثقيلة عندما
يطلب من الفرد أداء أعمال كثيرة جدا في وقت غير كافي إلتمامها ،ومتطلبات الوظيفة ال تتناسب مع خبرة
ومهارة الفرد حيث ال يستطيع الفرد في ظل هذه الظروف الوفاء بمتطلبات وظيفته وعندما يشعر الفرد أنه
يعمل في وظيفتين في أن واحد وال يجد الوقت الالزم لقضاء متطلباته الشخصية يصبح أكثر عرضة للتوتر
واألمراض ،وذلك يسبب اإلرهاق النفسي والجسدي مما ينتج عدم الرضا عن العمل والتوتر في العمل.
-عدم التوافق بين الفرد وظروف العمل في المؤسسة و يشير الباحثون في هذا المجال إلى أنه من الممكن
أال تتفق قدرات الفرد مع مهام عمله سواء باإليجاب أو السلب ،ومعنى ذلك أنه من الممكن أن توضع قدرات
الفرد في مستوى أعلى من مستويات القدرات المطلوبة إلنجاز وظيفة ومع العكس فمن الممكن أن تقع قدرات
الفرد في مستوى أقل من قدراته فمع مرور الوقت وعدم إضافة معلومات جديدة له وعدم اكتسابه ألي خبرات
جديدة وتقادم المعارف والخبرات سلفا ومع تقدم السن ،فإن ذلك يؤدي في اختالل قدرات الفرد ،وقد تؤدي
.1فهيمة حمدي ،أثر ضغوط العمل على أداء المورد البشري ،دراسة حالة المؤسسة االستشفائية زرداني صالح ،بعين البيضاء
أم البواقي ،مذكرة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة ماستر في علوم التسيير ،تخصص إدارة أعمال،0232/0231 ،
ص .31
22
ظروف العمل المادية التي تسبب اإلرهاق والتوتر والشعور بالقلق بعدة نواحي كبيئة العمل المادية وطريقة
تصميم مكان العمل ومستوى اإلضاءة ودرجة الح اررة والرطوبة.
-مسببات ضغوط العمل المرتبطة بالشخصية حيث تنقسم هذه المسببات إلى قسمين ،أوال تغير المجتمعات
حيث شهدت السنوات األخيرة تغيرات ديموغرافية مفاجئة ولقد تمثلت هذه التغيرات في معدل النمو السكاني
السريع كالهجرة من المناطق الريفية إلى المدن ،ارتفاع عدد كبار السن ،تنامي دور المرأة ،وكل هذه التغيرات
زادت من مستويات الضغط وثانيا هناك كيفية التعامل مع الحياة اليومية ،اذ يعتقد الكثير من الناس أن
معيار النجاح هو العمل فقط ،ومن ثم يسعون إلى العمل معظم الوقت ،إال أنه يجب التحذير من أن الحياة
الخاصة يجب أن تحض بنفس االهتمام الذي تحظى به الحياة العملية ،ويمكن تلخيص ذلك من حيث
1
التعامل مع الغير ،التعامل مع أحداث المواصالت من وإلى العمل.
-االستراتيجيات والسياسات التنظيمية تعتبر المصدر الرئيسي لضغوط العمل التنظيمية يمثل تعارض
السياسات وأشكال استراتيجيات المنظمة المختلفة ،وذلك ألن استراتيجية االستقرار تقود إلى الملل والفتور
وعدم إشباع دافع االنجاز ،بينما تفرض استراتيجية النمو والتوسع تحديات وجهود أكبر قد ال يحتملها الكثير
من العاملين .في المقابل تشعر اإلدارة العليا بالفشل وأيضا العاملين في حالة تقليص األنشطة أو تصفيتها،
لذا فإن ردود أفعال الموظفين والدرجة التي تتفق فيها مطالبهم مع هذه السياسات من عدمها تمثل بدورها
سببا رئيسيا من أسباب ضغوط العمل التنظيمية.
-يعتبر الهيكل التنظيمي من أهم أسباب ضغوط العمل خاصة في المنظمات الكبيرة ،فالصراع بين السلطة
التنفيذية واألنواع األخرى مثل السلطة االستشارية أو السلطة الوظيفية ،والتداخل بين السلطات والصالحيات
أو االزدواج وضعف التنسيق أو اتساع نطاق اإلشراف أو ضيقه بشكل غير صحيح ،كل ذلك يزيد من
شعور المورد البشري بضغوط العمل .ويحدد موقع المورد البشري داخل الهيكل التنظيمي نوع من مسببات
الضغوط له ،فبيئة العمل الخارجية تسبب الضغوط لإلدارة العليا من حيث مواجهة المنافسين وتوفير الموارد
واتخاذ الق اررات االستراتيجية .فاإلدارة الوسطى تعاني من ضغوط صراع الدور ،وتعاني المستويات الدنيا في
التنظيم من عدم التوازن بين الصالحيات والمسؤوليات وعدم المشاركة في اتخاذ القرار التي تؤثر عليهم،
ويتفاوت حجم الضغوط بتفاوت حجم المنظمة .فالمنظمات الكبيرة تزداد فيها درجة الرسمية واعتماد النمط
-التمييز العنصري في العمل من مصادر الضغوط في العمل ،فالتميز على أساس العرق أو الجنس أو
الدين أو القبيلة أو المنطقة أو اللون أو غيرها ،كلها تزيد من درجة االحتقان واالنعزال وبناء الحواجز
العنصرية ،مما يعيق التواصل وبناء العالقات وانعدام الثقة ،مما يؤثر على عمل وحياة المورد البشري بسبب
تزايد الضغوط.
-اختالل ظروف العمل المادية ،يكون هذا االختالل في ظروف العمل المادية ،من حيث التهوية ،الرطوبة،
درجة الح اررة ،اإلضاءة والضوضاء ،أو التعامل مع مواد كيميائية كالغازات ،وكل هذا االختالل يمكن أن
يؤدي إلى الشعور بعدم مناسبة العمل وظروفه ،كما يمكن أن يكون مصد ار أساسيا من مصادر ضغوط
العمل ،وذلك لالرتباط الوثيق بين ظروف العمل المادية وصحة وسالمة المورد البشري البدنية ،وتعتبر
ساعات العمل من مصادر الضغوط في العمل ،وذلك يرجع إلى أن عدم تنظيم ساعات العمل يؤدي إلى
إصابة المورد البشري باإلجهاد والتوتر ،باإلضافة إلى أن طول ساعات العمل اليومي يؤدي في كثير من
األحوال إلى إرهاق المورد البشري ،وضعف صحته وكثرة األخطاء والغياب والتأخير عن مواعيد العمل.
يعتبر سيلي من أشهر الباحثين الذين ارتبطت أسماؤهم بموضوع الضغوط انطلق من مسلمة ترى أن الضغط
متغير غير مستقل وهو استجابة لعامل ضاغط يميز الشخص ويضعه على أساس استجابته للبيئة
الضاغطة ،وأن هناك استجابة أو أنماط معينة من االستجابات يمكن االستدالل منها على أن الشخص يقع
تحت تأثير بيئي مزعج ،ويعتبر سيلي أن أعراض االستجابة الفسيولوجية للضغط عالمية وهدفها المحافظة
على الكيان والحياة.2
وحدد سيلي ثالث مراحل للدفاع عن الضغط ويرى أن هذه المراحل تمثل مراحل التكيف العام وهي:
ومن االنتقادات التي واجهتها نظرية سيلي ،أنه أغفل الجوانب والعمليات النفسية ،وتجاهل عوامل الخبرة
والمهارة والتجربة ،ولم يركز على العالقة المتبادلة بين الفرد وبيئته.
قدم هذه النظرية الزاروس 3712وقد أنشأت هذه النتيجة اهتمام كبير بعملية اإلدراك والعالج الحسي
اإلدراكي ،والتقدير المعرفي هو مفهوم أساسي يعتمد على طبيعة الفرد ،حيث أن تقديركم التهديد ليس مجرد
إدراك مبسط للعناصر المكونة للموقف ،ولكنه رابطة بين البيئة المحيطة بالفرد وخبراته الشخصية مع
الضغوط وبذلك يستطيع الفرد تفسير الموقف ويعتمد تقييم الفرد للموقف على عدة عوامل منها العوامل
الشخصية والعوامل الخارجية الخاصة بالبيئة االجتماعية والعوامل المتصلة بالموقف نفسه.
تعرف نظرية التقدير المعرفي للضغوط بأنها تنشأ عندما يوجد تناقض بين متطلبات الشخصية للفرد،
ويؤدي ذلك إلى تقييم التهديد وإدراكه في مرحلتين:
-المرحلة األولى :وهي الخاصة بتحديد ومعرفة أن بعض األحداث حد ذاتها شيء يسبب الضغوط.
-المرحلة الثانية :وهي التي تحدد فيها الطرق التي تصلح للتغلب على المشكالت التي تظهر في الموقف.
-3نظرية ماك لين
ولقد قدم ماك لين في نظريته هذه سنة 3712بتناول ثالثي األقسام يمثل المؤثارت ،القابلية لالنجارح
1
والمحيط يبعد كل قسم من هذا التناول مبنيا على عالقة التفاعل والتداخل فيما بينهما.
0-3المحيط :تشبع المحيط لكل الميادين ،االجتماعي ،المادي ،االقتصادي وتدخل مؤثارت هذا المحيط
في مستويات مختلفة لحياة الفرد (مادية وعملية) وتلزم بعض المحيطات العملية قدارت كبيرة للتكيف
.1دليلة عيطور ،الضغط النفسي االجتماعي لدى المرضى ،رسالة ماجستير في علم النفس العيادي ،مصر،3771 ،
ص.323
25
معها وفقا لطبيعة العمل وخصائصه وتنشأ ظروف العمل غير المالئمة لقدارت وطاقات العمل ضغطا لدى
أغلبيتهم.
0-3قابلية االنجارح :تختلف القابلية من فرد آلخر ،حيث يالحظ في ظروف مشابهة ومؤثارت متماثلة
تختلف طريقة وطبيعة استجابة األفراد ،ويتعلق هذا المجال بالقابلية الفردية للعمل ،استعدادا لمواجهة
الصعوبات والمؤثارت الداخلية والخارجية.
3-3المؤثارت :تكون العوامل الخاصة بغض النظر عن طبيعتها (نفسية ،محيطية ،فيزيولوجية ،عملية)
المحرك المؤثر في توجيه وتوليد سياق الضغط ويوضح الشكل التالي نموذج ماك لين لضغط
العمل.
26
ثانيا :النماذج المفسرة لضغوط العمل
قدم الباحثون العديد من النماذج التي يمكن من خاللها تفسير ضغوط العمل وتحديد مصادرها نذكر األهم
منها والمتمثلة في:
وقد اعتمدا في تطوير نموذجهما على النموذج الذي طوره " إفانوفيش /ماتوسيموا" ( ،)3717حيث يوضح
هذا النموذج مسببات الضغوط التنظيمية ،ومسببات الضغوط الخارجية .كما أنه يدرس الفروق الفردية التي
1
تؤثر على إدراك الفرد لمصادر الضغوط وبالتالي على مستوى الضغوط ونتائجها.
تم تصميم هذا النموذج ليساعد في اتضاح الروابط بين مصادر ضغوط العمل وكذلك النتائج المترتبة عليها،
2
وقد تم تقسيمه تلك المصادر إلى 2مجموعات كاالتي:
قام بريف وزمالئه بإعداد نموذج لتحديد وتفسير العوامل المسببة للضغوط المهنية في عام ،3742ووفقا
1
لهذا النموذج فقد تم تقسيم العوامل المسببة لضغوط العمل إلى مجموعتين:
-4نموذج هب Hebb
لقد اهتم بالعالقة بين األداء الخاص بدور المدير والمتطلبات الملقاة على عاتقه حيث أكد من خالل نموذجه
أن العمل والمتطلبات القليلة يؤدي إلى الملل ،حيث أن الزيادة في المتطلبات تعتبر نوعا من الحوافز
والمنشطات ،ولكن هذه المتطلبات لو زادت على قدرة الفرد على فإنها تؤدي إلى مستوى عال من القلق،
وبالتالي تقل قدرة الفرد على التركيز وثقل قدرته على األداء ،وقد تؤدي الزيادة المستمرة في المتطلبات الزائدة
1
عن قدرات الفرد إلى التعب وفقدان الرغبة في األداء.
المصدر :باهي سالمي ،مصادر الضغوط المهنية واالضطرابات التكنولوجية لدى مدرسي االبتدائي ،المتوسط
والثانوي ،أطروحة دكتوراه دولة في علم النفس االجتماعي ،جامعة الجزائر ،0232 ،ص .20
.1عبد القادر سعيد بنات ،ضغوط العمل وأثرها على أداء الموظفين ،مذكرة ماجستير ،تخصص إدارة أعمال 0227 ،ص.05
29
المبحث الثاني :عموميات حول األداء الوظيفي و تقييمه
يحظى األداء الوظيفي باهتمام الكثير من المفكرين خاصة في علم اإلدارة وذلك راجع إلى اعتبار الفرد
العنصر األساسي في جميع المنظمات اإلدارية والمحرك الفعال لها وهو بمثابة المؤشر الذي يعبر عن مدى
مساهمة الفرد في تحقيق أهداف المنظمة وبذلك اكتشاف مستوى فعالية وكفاءة الموظفين داخل المنظمة
التي يعملون بها.
لقد تعددت مفاهيم األداء وفقا الراء المختصين والباحثين ولعل ذلك يرجع إلى متطلباتهم الفكرية وتصوارتهم
و يمكن تقديم بعض التعاريف كالتالي:
األداء هو تنفيذ الموظف ألعماله ومسئولياته التي تكلفه بها المنظمة أو الجهة التي ترتبط وظيفته -
بها.
تعود ترجمة كلمة أداء إلى الكلمة اإلنجليزية " "Performanceوالتي تشير إلى تأدية عمل أو إنماء -
1
نشاط أو تنفيذ مهمة بمعنى القيام بها يساعد على الوصول إلى األهداف المسطرة.
حيث يعرف األداء بأنه تظافر الكفاءة والفعالية في فعل المهام األساسية المطلوبة من الفرد ،ويعبر -
مفهوم األداء الوظيفي عن األثر الصافي لجهود الفرد التي تبدأ بالقدرات وادراك الدور أو المهام والذي
2
يشير بالتالي إلى درجة تحقيق واتمام المهام المكونة لوظيفة الفرد.
وهناك من يعرفه انطالقا من النظرة إلى الموارد ،فاألداء هو" :محصلة قدرة المنظمة في استغالل -
مواردها ،وتوجيهها نحو تحقيق األهداف المنشودة" ،وفقا لهذا التعريف فاألداء هو انعكاس لكيفية
استخدام المنظمة لمواردها المالية والبشرية ،واستغاللها بالصورة التي تجعلها قادرة على تحقيق
3
أهدافها.
.1أمينة قهواجي ،الصراعات التنظيمية وتأثيرها على سلوك وأداء العاملين في المنظمة ،مذكرة مقدمة لنيل درجة الماجستير،
تخصص تسيير المنظمات ،جامعة أمحمد بوقرة ،بومرداس ،0232 ،ص .24
.2نفس المرجع ،ص .25
.3صليحة شامي ،المناخ التنظيمي وتأثيره على األداء الوظيفي ،مذكرة ضمن متطلبات نيل شهادة الماجستير ،تخصص
تسيير المنظمات ،جامعة أمحمد بوقرة ،بومرداس ،0227 ،ص .11
30
ثانيا :مفهوم األداء الوظيفي
األداء الوظيفي هو "مجموع السلوكيات اإلدارية المعبرة عن قيام الموظف بعمله ،وحسن التنفيذ والخبرة -
الفنية في الوظيفة ،فضال عن االتصال والتفاعل مع بقية أعضاء المنظمة وااللت ازم باللوائح اإلدارية
1
التي تنظم عمله ،والسعي نحو االستجابة لها بكل حرص".
األداء الوظيفي هو األثر الصافي لجهود الفرد التي تبدأ بالقدرات وإدراك الدور أو المهام ،والذي يشير -
2
إلى درجة تحقيق وإتمام المهام الموكلة والمكونة لوظيفة الفرد.
يعرف األداء الوظيفي على أنه قيام الفرد باألنشطة والمهام المختلفة التي يتكون منها عمله ،ويمكننا -
أن نميز بين ثالثة أبعاد جزئية يمكن أن يقاس أداء الفرد عليها ،وهذه األبعاد هي كمية الجهد المبذول
ونوعية الجهد ونمط األداء ،فكمية الجهد تعبر عن الطاقة المبذولة من الفرد في عمله خالل فترة زمنية
معينة ،أما نوعية الجهد فتعني درجة تطابق ذلك الجهد لمواصفات تتسم بالدقة والجودة ،كما أن نمط
3
األداء هو الطريقة التي يؤديها بها الفرد عمله.
يعرف األداء بانه " :دراسة وتحليل أداء العاملين لعملهم ومالحظة سلوكهم وتصرفاتهم أثناء العمل -
وذلك للحكم على مدى نجاحهم ومستوى كفاءتهم في القيام بأعمالهم الحالية وأيضا للحكم على
4
إمكانيات النمو والتقدم للفرد في المستقبل وتحمله لمسؤوليات أكبر أو ترقية لوظيفة أخرى" .
يشير األداء الوظيفي إلى درجة تحقيق وإتمام المهام المكونة لوظيفة الفرد ،وهو يعكس الكيفية التي -
يحقق أو يشيع بها الفرد متطلباته الوظيفية ،وغالبا ما يحدث لبس وتداخل بين األداء والجهد المبذول
5
و يشير إلى الطاقة المبذولة أما األداء فيقاس على أساس النتائج التي حققها الفرد.
إن مفهوم أداء الموظفين في المنظمة عادة ما يتعلق بمجموعة من المفاهيم وتكون له عالقة قريبة جدا معها
ومن أهمها و األكثر انتشا ار هي :الفعالية والكفاءة.
-0الفعالية :تعرف على أنها تستخدم لقياس قدرة المنظمة على تحقيق أهدافها المخططة ،وعلى هذا
األساس يتم قياس فعالية المنظمة بنسبة ما تحقق من نتائج فعلية إلى ما كانت ترغب في تحقيقه طبقا
للخطة.
-0الكفاءة :نقصد بالكفاءة التوازن بين كمية النتائج المتحققة كالمخرجات ،فكلما كانت المدخالت أقل
1
معبر عن عنصر الكفاءة واألداء الكفء.
ا كانت المخرجات أكثر كان ذلك
كما تعرف الكفاءة بأنها القدرة على اختيار السبيل الذي يحقق أحسن نتيجة بتطبيق اإلمكانيات المتوفرة ،أي
الوصول إلى األعظمية ،في أي هدف تسعى إليه المنظمة ،أو تحقيق أكبر ربح مقابل تكلفة معطاة ،فمفهوم
الكفاءة يمثل بالنسبة للمنظمة معيار الرشد في استخدام الموارد (بشرية ،مادية ،مالية( ،هذه األخيرة عادة ما
تشكل مشكلة أساسية للمنظمة ذلك ألن المنظمة في كثير من األحيان تعاني من سوء توزيع الموارد وفق
الخطط واألهداف المسطرة ،وكذلك عدم االستغالل األمثل للموارد بحيث تتمكن المنظمة من استخدام أقصى
الطاقات المتاحة لديها مما يجعلها تعاني باستمرار من صعوبة الحصول على الموارد المذكورة بالكميات
والنوعيات الالزمة ألداء نشاطه.
ترتبط الكفاءة والفعالية ارتباطا عضويا يجعل أحدهما يعتمد على اآلخر ،فقد تكون المنظمة ذات كفاءة إذا
حققت كمية أو نسبة معينة من المدخالت ،لكن مع هذا لن تكون فعالة إال إذا حققت النتائج أو األهداف
المسطرة فمن هنا يظهر أن المنظمة تستطيع أن تكون ذات كفاءة وفعالية في نفس الوقت إذا استخدمت
مدخالتها استخداما رشيدا و حققت أهدافها التي كانت تطمح إليها ،لكنها إذا كانت فعالة فال تكون بالضرورة
المخرجات،
األرباح ،العائد، نقطة الوصول النتائج بالهدف الفعالية
االعمال
.1نور الدين شنوفي ،تفعيل نظام تقييم األداء في المؤسسة العمومية االقتصادية ،أطروحة دكتورة في العلوم االقتصادية،
تخصص تسيير المنظمات ،جامعة الجزائر 0224 ،ص .313
33
المطلب الثاني :محددات وعناصر األداء الوظيفي
لكي يمكن تحديد مستوى األداء الفردي المطلوب فإنه يتطلب معرفة العوامل التي تحدد هذا المستوى وماهية
نظر لتعدد هذه العوامل من جهة ولعدم معرفة درجة تأثير كل منها
التفاعل بينهما وهذا األمر ليس باليسير ا
على األداء من جهة أخرى.
يرى عدد من الباحثين أن األداء الوظيفي ما هو إال نتيجة لمحصلة التفاعل بين جملة من المحددات وهي
1
كالتالي:
-0الدافعية
تعرف الدافعية على أنها القوى الكامنة داخل الفرد التي تؤثر أو تحدد مستوى واتجاه واستمرارية الجهد
المبذول نحو العمل ،حيث صنف مقدموا هذا التعريف األف ارد العاملين إلى نوعين في المؤسسات والمنظمات،
أفرد يتمتعون بدافعية نحو العمل وبالتالي فإن أدائهم يتسم باإلنجاز العالي ،أما النوع الثاني هم األفارد
األول ا
الذين ال يتمتعون بالدافعية نحو العمل وبالتالي أدائهم متافي.
وهناك من يشير الى الدافعية بأنها الرغبة حيث تعرف الدافعية بأنها " :الرغبة في بذل الجهود لتحقيق
األهداف التنظيمية والمشروطة بمدى إمكانية اشباع بعض الحاجات الشخصية نتيجة لهذا الجهد المبذول
حيث ربط هذا التعريف بين الرغبة في بذل الجهد وبين العوائد اإليجابية المتوقعة نتيجة هذا الجهد فغياب
هذه التوقعات من العوائد ( العالوات الترقية وغيرها) يؤدي إلى إخماد دافعيته نحو العمل وهناك من يرى
أن الدافعية هي قوة داخلية وقوة خارجية تثير وتوجه السلوك وتحافظ على استمرارية الجهد المبذول وبالتالي
يمكن أن نستخلص أن الدافعية هي قوى تنشط وتوجه السلوك وتحافظ على استم اررية الجهد.
مهما اختلفت تعاريف الدافعية فهي تتفق في دورها األساسي في إثارة سلوك معين وكل إنسان له عدد من
الحاجات وهذه الحاجات تتنافس فيما بينها والحاجة أو الدافع األقوى هو الذي يحدد السلوك ،أما بالنسبة
لألهداف فهي تختلف عن الدافعية ألنها أشياء خارج الفرد أما الدافعية هي أشياء داخل الفرد ولقد اهتم
علماء النفس المعنيين باإلدارة بالدوافع ذات الصلة بالعمل وأهمها هي:
يعني تصور الفرد للدور وانطباعه عن السلوك واألنشطة التي يتكون منها العمل وعن الكيفية التي ينبغي
أن يمارس بها دوره في المؤسسة وهو االتجاه الذي يعتقد الفرد أنه من الضروري توجيه جهوده في العمل
من خالله وبالتالي فإن العامل أثناء أدائه لمهنته يتلقى مؤثرات تترجم في شكل معلومات تكون عبارة عن
التوجيهات وردود أفعال الزمالء و ما يتلقاه من أجور و حوافز .هذه المؤثرات يقوم العامل بفرزها و تفسيرها
و تنظيمها و فهمها انطالقا من تأثره بدوافعه و خبراته السابقة من جهة وبطبيعة وخصائص المعلومات من
جهة أخرى ومن هذا المنطلق نجد أن األفراد يختلفون في فهمهم و إدراكهم لنفس الظروف و الواقع الذي
يتعاملون معه فمثال المكافآت التي يحصل عليها العمال (أ) يفسرها على أنها مقابل كفاءته وجدارته ويعتبرها
دليل موضوعيته اإلدارية بينما يفسرها العامل (ب) على أنها محاباة ودليل على ذاتية اإلدارة.
من خالل عنصر إدراك الدور المتعلق بتحديد مستوى األداء الوظيفي يتبين أن الفرد العامل (اإلداري)
بإدراكه لدوره في العمل بشكل إيجابي سينبثق بالتأكيد إدراكه لمدى إلتزامه بالقوانين واللوائح المنظمة لعمل
وادراكه كذلك باحترام أوقات العمل والمدة الزمنية الالزمة إلنجاز أعماله ومهامه وطبعا في ظل ظر وف
عمل مالئمة.
-3بيئة العمل
معلوم أن مكان العمل يسهل األداء الوظيفي حيث يجب تهيئته بما يتناسب وحاجات الفرد العامل حتى
يشعر باالرتياح والرضا وذلك من حيث تجهيزه واألدوات واإلضاءة والح اررة ونمط القيادة العادل والنظم
والقوانين العادلة أيضا بمعنى تهيئة بيئة العمل الداخلية المالئمة.
35
-4قدرة الفرد على أداء عمله
تمثل قدرات الفرد و خبراته السابقة التي تحدد درجة فعالية الجهد المبذول ،إن هذه القدرة يستطيع الفرد
تحصيلها عن طريق التدريب ،التعليم ،إكتساب الخبرات والمهارات والمعارف المتخصصة بالعمل وهي
الخصائص الشخصية المستخدمة ألداء الوظيفة والتي ال تتغير أو تتقلب خالل فترة زمنية قصيرة ،وتتألف
من محصلة من المعرفة أو المعلومات الفنية الالزمة للعمل والمهارة كالتمكن من ترجمة نص معين ومدى
وضوح الدور فيجب أن تتوافر لدى الفرد العامل القدرة على أداء العمل المحدد له ،و الخبرات السابقة التي
تحدد درجة فاعلية الجهد المبذول ويشمل :التعليم ،التدريب و الخبرات .
فاألداء الوظيفي هو محصلة تفاعل كل من :الدافعية ،الرغبة ومدى إدراك الدور والقدرات التي يملكها الفرد
العامل (المعرفة والخبرات) وبيئة العمل خصوصا الداخلية إلى أن األداء الوظيفي ال يتحدد من خالل توافر
بعض المحددات وانما هو نتيجة تفاعل ثالث محددات هي :الدافعية الفردية ،بيئة العمل ،القدرة على أداء
العمل وهناك من يضيف لهذه العوامل إدارك الفرد لدوره الوظيفي ،الذي يشمل تصوراته وانطباعاته عن
السلوك واألنشطة والكيفية التي يمارس بها عمله في التنظيم.
ما يمكن التعليق عليه هنا في المقارنة بين الدافعية والقدرة على األداء الوظيفي هي أنه قد يمتلك العامل
أفضل القدرات والمهارات ولكنها ستكون بال جدوی دون توافر الدافعية للعمل والعكس صحيح تماما فقد
يتوافر لدى العامل الدافعية للعمل ولكن دون قدرته على العمل وبالتالي ستؤثر في األداء الوظيفي فهذا
التباين يكون في الفرد ذاته مع العلم أن هناك اختالفات يجب مراعاتها عند قياس مستوى األداء الوظيفي
1
وهي كاألتي:
محددات أداء فئة من العاملين ليست هي بالضرورة محددات فئة أخر. -
محددات أداء العاملين في مؤسسة معينة ليست هي بالضرورة محددات أداء في مؤسسة أخرى. -
العوامل البيئية الخارجية للعمل لها أثر في تحديد محددات األداء الوظيفي. -
يعتبر العالم فريدريك تايلور من أبرز ممثلي هذه النظرية ،وقد الحظ أن العمال ينتجون إنتاجا يقل عن
طاقتهم اإلنتاجية ،كما وجد أنه ليس هناك معيار واحد ومحدد لإلنتاج و الناتج اليومي المتوقع للعمال وأنه
ليس هناك عالقة واضحة وثابتة بين األجور واإلنتاج .
وقد ركزت هذه النظرية مجهوداتها على رفع وسائل اإلنتاج ،وتم ذلك عن طريق تحديد معيار لمعدل إنتاج
العامل ،وهذا المعيار العملي مبني على أساس دراسة الوقت والحركة ،كما أوصت النظرية بضرورة االختيار
1
العملي للعاملين و تدريبهم على أنسب طريقة ألداء العمل وقد قدمت وسائل لتخطيط وجدولة اإلنتاج .
-0النظرية البيروقراطية
تنسب هذه النظرية إلى عالم االجتماع األلماني ماكس فيبر ،حيث تعد نظريته الخاصة بهياكل السلطة من
أهم الدراسات التي أسهم بها ،فقد قام بتحليل الكثير من التنظيمات وأساليب توزيع السلطة داخل تلك
المؤسسات ،وكانت دراسته تدور في نطاق اهتماماته األساسية التي تجيب على أسئلة عديدة مثل لماذا يطيع
األفراد األوامر التي تصدر إليهم؟ ولماذا يقوم األفراد العاملين بأداء األعمال وفقا للتعليمات التي تصدر
.1أحمد فارس بوعمامة ،المهارات القيادية ودورها في األداء الوظيفي ،مذكرة مكملة لنيل شهادة الماجستير في علم االجتماع
تنمية الموارد البشرية ،جامعة منتوري قسنطينة ،الجزائر ،0232-0227ص.10
37
إليهم ،واهتم كذلك بتوضيح مفهوم السلطة التي تصدر من خالل المراكز الموجودة داخل تلك المؤسسات
بحيث يقبل األفراد لممارسة السلطة في تلك المؤسسات وقسمها إلى ثالثة أقسام وهي :السلطة البطولية،
السلطة التقليدية ،السلطة القانونية.
ومن هنا نالحظ أن النموذج البيروقراطي ال يهتم بزيادة اإلنتاجية بقدر اهتمامه بالنواحي الشكلية التي تحكم
1
عالقات األفراد دون اعتبار للنواحي السلوكية مع إهمال الجانب اإلنساني الذي يهتم بتحسين األداء.
يعتبر هنري فيول من أبرز رواد هذه النظرية والتي تؤكد على إبراز الهيكل التنظيمي الرسمي ككل مقسم
إلى إدارات وأقسام تقوم بأنشطة متخصصة بما يحقق زيادة الكفاءة وخفض التكاليف ،كما تؤكد على تسلسل
الهيكل اإلداري حيث تتسلسل السلطة من أعلى إلى أسفل نتيجة لعملية التفويض ،وقد وجد فيول أن النشاط
في إدارة األعمال يمكن أن يقسم الى ست مجموعات رئيسية تتمثل في :نشاطات فنية ،نشاطات تجارية،
نشاطات مالية ،نشاطات أمنية ،نشاطات محاسبية ،نشاطات إدارية ،وقد اهتم كذلك بدراسة األنشطة اإلدارية
باعتبارها أهم هذه األنشطة ،وقسمها إلى خمسة عناصر هي :التخطيط ،التنظيم التوجيه ،التنسيق الرقابة،
كما صاغ أربعة عشر مبدأ من مبادئ اإلدارة التي توصل إليها نتيجة خبراته مؤكدا أنها تضمن حسن أداء
2
المدير دوره إذا ما التزم بها وسار عليها وهذه المبادئ هي:
تركز نظرية العالقات اإلنسانية على االهتمام بالجوانب اإلنسانية واالجتماعية في المؤسسة على حد سواء،
وهي كذلك تستهدف الوصول بالعاملين إلى أفضل إنتاج في ظل أفضل ما يمكن أن يؤثر على العامل من
عوامل نفسية ومعنوية باعتباره إنسانا وجدانيا وانفعاليا أكثر منه رشيدا ومنطقيا ،وقد أثبتت نتائج التجارب
.1سعيدة تلواخ ،التمكين اإلداري وأثره على األداء الوظيفي ،مذكرة تندرج ضمن الحصول على شهادة الماجستير ،تخصص
أعمال جامعة أمحمد بوقرة بومرداس 0231 ،ص .14 ٍ إدارة
.2نفس المرجع ،ص .15
38
التي قام بها إلتون مايو وزمالؤه التي أجريت في جامعة هوثورن بشركة جينيرال إلكتريك ،أن نقص االنتاج
يعود إلى عدم االهتمام بحل مشاكل العاملين والتحرر من عبئ الضغوط لإلدارات العليا ،وعند تخفيف قيود
العمل ازلت مشكلة نقص االنتاج وارتفعت معدالت الكفاءة اإلنتاجية ،كما كشفت نتائج التجارب أيضا أن
الحافز االقتصادي ال يمثل القوة الوحيدة التي يستجيب إليها المرؤوس ،وانما تتأثر إنتاجيته بعالقاته مع
زمالئه في العمل وبمشاكله الشخصية ،ومن األفكار األخرى التي قدمها أنصار نظرية العالقات اإلنسانية
تلك الد ارسات التي قام بها مايو والتي توصل من خاللها إلى أن أسلوب القيادة الديمقراطي هو األسلوب
األفضل ،كما كشفت دراسته عن أهمية المشاركة في اإلدارة و أثرها في تحفيز المرؤوسين على األداء
1
الجيد.
.0المناخ التنظيمي :يعرف المناخ التنظيمي بأنه تعبير يدل على مجموعة العوامل التي تؤثر في سلوك
العاملين داخل التنظيم ،كنمط القيادة وطبيعة الهيكل التنظيمي والتشريعات المعمول بها والحواجز
والمفاهيم اإلدراكية و خصائص البيئة الداخلية والخارجية للتنظيم ويعد المناخ التنظيمي مقياس لمدى
إدراك وفهم العاملين لسمات بيئة عملهم التي تأثر بشكل مباشر على كيفية أداء أعمالهم.
وتبرز أهمية المناخ التنظيمي للمنظمات في العديد من الجوانب ،إذ يؤثر المناخ التنظيمي السليم على
العديد من الجوانب ،بشكل إيجابي مثل :التحفيز والرضا الوظيفي لدى العاملين وكذلك يرفع من األداء في
المنظمة .كما يؤثر المناخ التنظيمي على الجوانب النفسية واالجتماعية للعاملين داخل المنظمة بشكل
إيجابي إذا كان المناخ التنظيمي سليم وصحي ،باإلضافة إلى تأثيره على سلوك وكفاءة العاملين في المنظمة
ألن العاملين يقضون معظم وقتهم في العمل حيث يحتك مع الرؤساء والمرؤوسين في كافة المستويات،
ويخضع في سلوكه لتأثيرات المناخ التنظيمي بأبعاده المختلفة.
.0الروح المعنوية لدى الموظف :إن مواقف الموظفين و اتجاهاتهم وميولهم نحو مؤسساتهم التي يعملون
بها حظيت بقدر كبير من اهتمام الباحثين بل و ازداد االهتمام في مواقف الموظفين بعد أن اتضح أن
.1عبد الرحمان بن عنتر ،إدارة الموارد البشرية ،دار المسيرة للنشر والتوزيع ،عمان ،3777 ،ص .41
.2أحمد فارس بوعمامة ،مرجع سابق ،ص .47
39
الروح المعنوية للموظفين تؤثر وبشكل كبير في األداء الوظيفي وقد لخصت الكثير من الدارسات إلى
أن القيادات اإلدارية لها تأثير وبشكل كبير على معنويات الموظفين سلبا أو إيجابا وهذا ينعكس سلبا
أو إيجابا على األداء الوظيفي وهي عالقة طردية.
و إذا نجحت المؤسسة في اختيار العاملين ،وعملت على خلق روح معنوية قوية لديهم فإن ذلك يكفل الرضا
الوظيفي ،وحفظ النظام واطاعة األوامر والقوانين واللوائح والضغط على أي فرد يحاول الخروج عليها ،كما
يكفل االحتفاظ بمستوى مناسب من السلوك واألداء الوظيفي ،و تعتمد الروح المعنوية على عدة عناصر
ترتبط بعملية العالقات اإلنسانية مثل سالمة اإلشراف وأيضا على عناصر ترتبط بعملية التوظيف مثل
التدريب و األجور والترقية والخدمات.
.3المقدرة على أداء العمل من خالل فهم الدور :إن األداء الوظيفي لكل موظف يقاس أوال باالجتهاد
والمثابرة ومدى المهارة التي يملكها كل موظف ،وجدية الموظف في اكتساب الخبرات عبر الدورات
واالستفادة منها .كما أن القدرات التي يمتلكها الموظف البد أن يستغلها بقدر كاف وال ينظر لجملة
الصعوبات و االحباطات التي تكون ناتجة في عمله ،بل البد أن يتجاوز كل العراقيل التي يصادفها
في العمل .فإذا كان هناك ثمة نظرية لألداء في العمل فالبد أن يعمل بها بل يحاول المستحيل من
أجل أن يستثمر الفرص السامحة له فيعمل و يتفاعل مع كل نتاج يكون في صالح العمل.
وفي إطار هذه الثالثة عوامل ،يجب أن نعلم أن تأثير كل عامل من هذه العوامل ال يكون بشكل مستقل
على أداء الموظف وانما من خالل تفاعل العوامل مع بعضها البعض ،وان تحديد مستوى األداء يكون نتيجة
تفاعل تلك العوامل معا ،فإذا كانت العوامل إيجابية فإن محصلة األداء ستكون مرتفعة ،في حين إذا كانت
جميع العوامل سلبية فإن محصلة األداء ستكون متدنية .
1
و هناك من فصل في هذه العوامل و حددها في العوامل التالية:
-تحديد أهداف المنظمة :إن المنظمات التي تعمل دون أن يكون لديها خطط واضحة ومعدالت إنتاج
محددة ،فإنها ال تستطيع أن تقيس مدى تحقيقها لالنجازات وهذا بدوره ينعكس على أداء الموظفين فيها.
-يعرف تقييم األداء على أنه عملية دورية هدفها قياس نقاط القوة و الضعف التي يبذلها الفرد و السلوكيات
التي يمارسها في موقف معين من أجل تحقيق هدف محدد خططت له المنظمة مسبقا.1
-تقييم األداء الوظيفي هو الطريقة التي بوسطتها يتم قياس حجم ومستوى ما تم انجازه بمقدرته مع
المطلوب انجازه كما ونوعا.
.1نعيمة فضيل ،أهمية تقييم أداء العاملين في تدعيم أداء المؤسسة ،دراسة حالة المؤسسة الوطنية للكهرباء والغاز سونلغاز،
مذكرة تخرج تدخل ضمن متطلبات نيل شهادة الماجيستر ،كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير ،قسم علوم
التسيير ،تخصص إدارة األعمال ،جامعة الجزائر 0225/0224 ،ص .23
41
-تقييم األداء هو عبارة عن الطريقة التي يتم بوسطتها إعطاء قيمة أو درجة أو وزن للجهد البشري الكمي
1
أو النوعي ،العقلي أو الجسدي في ميدان العمل الوظيفي وخالل فترة زمنية معينة.
-هو عملية استراتيجية يمكن استخدامها كأداة ،وهي طريقة يتم بموجبها إدارة و توجيه األداء نحو أهداف
2
فردية وجماعية وتنظيمية محددة.
و کتعريف شامل لتقييم األداء يعرف على أنه :هو معرفة سلبيات وايجابيات مختلف األنشطة اإلنسانية
وكفاءة عملها ،ألجل ترتيبها مقارنة مع التطور المتوقع الذي ينجز به العمل.
-إن تقييم األداء الوظيفي عملية مستمرة ومنتظمة تالزم الفرد طوال حياته الوظيفية ،إذ يخضع أداؤه في
العمل وسلوكه للتقييم بشكل مستمر.
-عملية تقييم األداء الوظيفي تتطلب وجود شخص يالحظ ويراقب األداء بشكل مستمر وغالبا يكون
الرئيس المباشر(ليكون التقييم موضوعيا وسليما ).
-عملية تقييم األداء الوظيفي تتطلب وجود معايير ومعدالت أداء ،على أساسها يقاس أداء الفرد ومن ثم
الحكم على مستوى كفاءته وسلوكه في العمل.
-ال يعني تقييم األداء الوظيفي الحكم في نهاية فترة معينة على ما يستحقه الفرد من تقدير يبنى على
أساسه قيامه بالعمل ،أو ترشيحه لوظيفة أعلى ،أو حصوله على مكافآت مادية ،بل يعني أيضا تحديد
نقاط الضعف والقصور في أداء العاملين ،وتكون مهمة الرئيس المباشر في هذا المجال بمثابة المعلم
والمساعد الذي يقوم بالتنسيق مع إدارة الموارد البشرية بوضع الخطة التي يتقرر بموجبها تحديد نوع
التدريب والمساعدة التي ستقدم له لمعالجة هذا الضعف ،ليكون أدائه للعمل بشكل أفضل.
-يبنى على نتائج تقيي م األداء الوظيفي ق اررات وظيفية كثيرة تتعلق بمستقبل العاملين الوظيفية كالترقية،
النقل ،الفصل ،المكافأة والتعيين.
-يخضع جميع العاملين في المنظمة لعملية تقييم األداء الوظيفي.
تمثل العملية احد أهم األنشطة الرئيسية إلدارة الموارد البشرية التي تعتبر عملية تنظيمية -
مستمرة يقاس من خاللها مالحظات أداء األفراد العاملين. -
تستطيع المنظمة من خالل عملية التقييم الوقوف على نطاق القوة و الضعف وانعكاساتها السلبية و -
االيجابية على إنتاجية الفرد و فاعلية المنظمة.
رفع معنويات العاملين :حيث إن جو من التفاهم والعالقات الطيبة سيسير بين العاملين و اإلدارة -
عندما يشعر العاملون إن جهودهم و طاقتهم في تأدية أعمالهم هي موضع تقدير اإلدارة و إن الهدف
األساسي من التقييم هو معالجة نقاط الضعف في األداء على ضوء ما تظهره مصدر رفع معنوياتهم.
دعم إجراءات الترقيع و النقل و إثبات عدالتها و تحديد المكافأت الشخصية و منح العالوات .كما -
تعتبر وسيلة فعالة لمعرفة الذين هم بحاجة إلى االنتقال لوظائف أخرى تتفق مع قدراتهم.
استمرار الرقابة واإلشراف :إن تقييم أداء العاملين وفق نظام محدد و مواعيد محددة سيلزم اإلدا ارت ان -
تتبع منجزات العاملين وتقديم تقارير حول كفاءتهم و االحتفاظ بسجالت لتدوين مالحظاتهم ونتائج
تقييمهم كوثائق للحكم على صحة التقييم والتقيد بمواعيده و بذلك يضمن استم اررية الرقابة واإلشراف.
إن مواجهة المدير أو المشرف للفرد العامل للحكم على أدائه ال تعتبر عملية سهلة و إنما تعتبر عملية
تتميز بطابع التحدي الذي يدفع المديرين إلى تنمية مهاراتهم و إمكانياتهم الفكرية وتعزيز قدراتهم اإلبداعية
للوصول إلى تقييم سليم و موضوعي ألداء تابعيهم ،وهذا ما يدفع باتجاه تطوير العالقات الجيدة مع العاملين
و التقرب إليهم للتعرف على مشاكلهم و صعوباتهم.
إن زيادة شعور العاملين بالعدالة و بأن جميع جهودهم المبذولة تؤخذ بعين االعتبار من قبل المنظمة يجعلهم
أكثر شعو ار بالمسؤولية و يدفعهم إلى العمل باجتهاد وجدية وإخالص ليترقبوا فوزهم باحترام وتقدير مسؤوليتهم
معنويا ومكافأتهم ماليا.
ويحتاج تقييم األداء إلى مسؤولين لتولي مهام تقييم أداء الفرد ويتمثلون في:
0-3الرئيس المباشر :يعتبر هذا األسلوب األكثر استخداما و شيوع األسباب أبرزها:
-موقع الرئيس المباشر في توجيه المرؤوس باتجاه اتجاه أهداف قسمه أو وحدته ومسؤوليته المباشرة على
مكافأته من عدمها.
-معرفة الرئيس المباشر بعمل المرؤوسين و متطلبات الوظيفة التي يقوم بأدائها من حسنات هذا األسلوب
إن الرئيس المباشر هو اقدر من سواه على تزويد المرؤوسين باالسترجاع الكفيل بتحسين أداء هذا
األخير ،إال انه عرضة للفشل في حال لم يتمكن الرئيس المباشر من االحتكاك شبه الدائم مع مرؤوسيه
لسبب أو آلخر أو لم يتمكن من التزويد بالمعلومات الكاشفة عن أداء هذا المرؤوس.
0-3المرؤوسين :يطبق هذا األسلوب على نطاق واسع في الجامعات والمؤسسات التعليمية و التدريبية
ومن فوائده مساعدة المشرف على تحسين أدائه من خالل معرفة نقاط ضعفه وكذلك بتعريف اإلدارة
العليا بالمستوى القيادي للمشرفين و المسئولين سواء سلبا أو إيجابا .كما يبقى المسؤلون أكثر
تجاوباً بالمشاعر و ردود فعل المرؤوسين مما يجعله أكثر حرصا في أدائه وسلوكه إال أن هذا
األسلوب ال يخلو من احتمال نفور الرؤساء و الشعور بالقلق و التوتر والخوف ،وقد تستغل هذه
المواقف من المرؤوسين في تحقيق مكاسب على حساب الرؤساء كما قد توفر لهم عنصر ضغط
قد تسيء لعملية التقييم بأكملها لو حدث سوء فهم في تطبيق هذا األسلوب.
44
3-3التقييم الذاتي :يستخدم هذا األسلوب كأداة للتنمية الذاتية للموظفين ،تتطلب من الموظف و تجبره
على التفكير في نقاط القوة و الضعف لديه واقتراح سبل لتحسين أدائه .
4-3تقييم الزمالء :يكون هذا في مجموعات و فرق العمل المنظمة حيث يعطي الزمالء صالحية تقييم
بعضهم البعض ،كونهم على احتكاك دائم ببعضهم و كون العمل يفرض عليهم التعاون والتشارك
واالنتظام في األداء و لكن يشترط أن يكون الزمالء من نفس المستوى و الدرجة الوظيفية مع توافر
الثقة بين األفراد أنفسهم ،ولكن قد يتردد زمالء العمل في تقييم رفاقهم العتبارات شخصية كالصداقة.
5-3تقييم العمالء :تبرزاهمية هذا العنصر عند تقييم أداء العاملين في مجال الخدمات على وجه
الخصوص فبسبب الطبيعة الخاصة للخدمات التي تشمل عدم القابلية للتخزين واالستهالك المباشر
ومشاركة العميل في إنتاج الخدمة فان المشرفين والزمالء و المرؤوسين تتاح لهم الفرصة عادة
لمالحظة سلوك الموظف .و بدال من ذلك ،فان العميل يعتبر الشخص الوحيد الذي يتمكن من
مالحظة سلوك الموظف والحكم على أدائه.
إن التوافق بين العمل الذي يؤديه الفرد وإمكانياته الخاصة تؤدي إلى ارتفاع األداء والشعور بالرضا حيث
أن عدم التوازن بين تلك األطراف يؤدي إلى زيادة حدة الضغوط على الموظف بوصفه فردا وإلى تدني
عامل الرضا لديه لوجود عالقة بين الضغط ومستوى أداء العاملين و هذا ما سنراه في هذا المبحث بدراسة
اثار هذه الضغوط وعالقتها باألداء الوظيفي باالظافة الى نماذج و طرق و استراتجيات التعامل معها.
-اآلثار الفسيولوجية أو الجسدية :يؤدي تعرض الفرد لمستويات مرتفعة من ضغوط العمل وبصفة مستمرة
ولمدة طويلة إلى حدوث آثار سلبية على صحته الجسدية تترجم في أمراض القلب ،الصداع قرحة
المعدة ،السكري ،ضغط الدم ....الخ.
األفرد العاملين لمستويات مرتفعة من
ا -اآلثار النفسية :توصل علماء النفس في دراستهم إلى أن تعرض
ضغوط العمل بشكل مستمر ومتكرر يجعلهم عرضة لإلصابة باإلحباط والقلق والتعب الكامل االكتئاب.
الخ .ويعد االكتئاب أحد االستجابات النفسية لضغوط العمل والذي ينشأ عندما يعجز الفرد على مواجهة
المواقف الضاغطة والتكيف معها بشكل جيد ،وهو ما يجعله عرضة للشعور بالحزن واليأس وقلة النشاط
وفقدان الشهية وانعدام الثقة بالنفس والمعاناة من عدم القدرة على التركيز
-اآلثار السلوكية :يترتب على تعرض الفرد لمستويات مرتفعة من الضغوط وبشكل متكرر ومستمر إلى
حدوث تغيرات سلبية في سلوكياته والتي تؤثر على صحته في اآلجال القريبة أو البعيدة ومن بين هذه
التغيرات اللجوء إلى :التدخين ،اإلدمان ،العنف ،اإلفراط في النوم أو قلته ،اإلفراط في األكل أو التقليل
منه.
-0اآلثار اإليجابية :في الحالة التي تكون فيها ضغوط العمل معتدلة من حيث مستوى التأثير ومدة التكرار،
فمن المتوقع أن يترتب عنها بعض اآلثار اإليجابية على صحة الفرد والتي نذكر منها:
-تمنح الراحة النفسية للفرد العامل من خالل القدرة على التعبير عن انفعاالته ومشاعره الداخلية تجاه
عمله.
-تكيف جسم الفرد مع المواقف الضاغطة.
-اكتشاف القدارت والكفاءات المتميزة بين األف ارد واستغاللها بشكل أفضل.
-النوم الجيد نتيجة شعور الفرد باإلنجاز والقدرة على التحكم في المواقف العملية وهو ما يمنحه راحة
نفسية وجسدية.
.1عبد الحميد أحمد الخزامي ،آفة العصر ،ضغوط العمل بين المدير والخبير ،مكتبة ابن سينا ،مصر ،3774 ،ص.55
46
الشكل رقم ( )6-0آثار ضغوط العمل على المستوى التنظيمي
المصدر :عبد الحميد أحمد الخزامي ،ضغوط العمل بين المدير والخبير ،مكتبة ابن سينا ،مصر ،ص .55
تشير نتائج الدراسات التي أجريت بهذا الصدد إلى اتجاهات مختلفة فبعض الدراسات تشير إلى وجود عالقة
سلبية بين ضغوط العمل و األداء حيث تقف الضغوط كمعيقات للرد في العمل حيث يلجأ الفرد لمواجهة
هذه المعيقات إلى إنفاق وقت كبير من أجل السيطرة عليها ،و قد يلجأ في بعض األحيان إلى التحايل كما
قد تأثر هذه الضغوط على االداء الجسمي فقد يصاب الفرد بأمراض القلب و اضطرابات الهضم و القرحة،
كما أن األداء العقلي للفرد يتأثر أيضا فالعمليات العقلية من تذكر و ربط للمعلومات واستدالل تصبح ضعيفة
كما قد يلجأ الفرد للعدوانية مع الزمالء و المرؤوسين و الرؤساء ألن كافة حواسه وطاقاته العقلية و النفسية
موجهة نحو مصادر الضغوط والى التكيف معها مما يقوده إلى أن يقوم بعمله بدرجة انتباه منخفضة ،كما
47
أن الضغوط تخلق لديه نوعا من التوتر و اإلحباط يقوده إلى عدم الشعور بالدافعية لعمله فينخفض مستوى
األداء عن المستوى المطلوب أو المتوقع.1
ويقول االتجاه الثاني من الباحثين في هذا الصدد أن وجود ضغوط منخفضة ال تولد لدى الفرد تحديات
تحثه على العمل ولكنه كلما ارتفع حجم الضغوط يزداد بالمقابل حجم التحدي الذي يواجهه الفرد ،مما يقوده
إلى رفع مستوى األداء فكل ما يتعرض له الفرد من مشكالت في العمل أو صعوبات تؤدي جميعها إلى
تحديات تقوده بالضرورة إلى أنماط بنائه في السلوك ثم تقوده إلى أداء أفضل.2
أما االتجاه الثالث فيرى أن هناك عالقة خطية منحنية بين ضغوط العمل و األداء فوجود مستوى
منخفض من الضغوط لن يؤدي إلى تحفيز األفراد للعمل ويشعرون بالضجر وتناقص الدافعية و كثرة التغيب
عن العمل ،كما أن وجود مستوى عال من الضغط سوف يؤدي إلى امتصاص قدرات األفراد في محاولة
منهم لمكافحة ذلك الضغط وبالتالي استنفاذ قدراتهم فيصاب الفرد باألرق ويتردد في اتخاذ الق اررات لذلك فإن
أصحاب هذا االتجاه يرون أن وجود مستوى متوسط من الضغوط يساعد الفرد على إيجاد نوع من التوازن
في قواه وقدراته ،فيقوم بتوزيعها بين إنجاز العمل ومكافحة تلك الضغوط فيمتلك دافعية عالية للعمل وتصبح
لديه طاقة عالية ومالحظة حادة مما يؤهله على تحمل المسؤولية وهو الوضع األمثل.
تعتبر ضغوط العمل ظاهرة سيئة تمس كل القطاعات وكل األصناف المهنية ،فهي تكلف غالبا األفراد
والمؤسسات والجماعات خسائر كبيرة ،فعلى الفرد أو المؤسسة إيجاد استراتيجيات و أساليب للتعامل مع هذه
الضغوط وكذا إدارتها بكفاءة وعقالنية.
هناك عدة طرق تتخذها المؤسسات بمختلف أنواعها للتعامل مع ضغوط العمل ومعالجتها في جميع
3
المستويات اإلدارية سواء على مستوى الوظائف ،أو ما يخص المسؤوليات والمهام نذكر منها :
-0تحليل الوظائف :تهدف هذه العملية إلى معرفة درجة الضغوط في األعمال المختلفة وبالتالي إسنادها
-0إعادة تصميم الوظائف :من المهم تصميم وظائف تتيح لألفراد ،حرية أكبر ومشاركة فعالة في العمليات
المتصلة بالنظام اإلنتاجي وفي تحمل مسؤولية إنجاز العديد من المهام بدال من تقييدهم في أعمال
روتينية مملة.
إذا يعتبر إعادة تصميم الوظائف بمثابة أسلوب متطور لتحليل وتحسين هيكل الوظائف بهدف زيادة دافعية
الفرد من خالل تعديل أبعاد الوظيفة لتحقيق التناسب بين حاجات ودوافع الفرد وهيكل الوظيفة ،وينبغي أن
يتم تصميم الوظائف بصورة تساعد على كشف عناصر مثل العبء الوظيفي بشقيه المنخفض والزائد،
غموض الدور ،وتعطى نظرية "هنزبرغ " للعاملين إطار الجهود وهي إعادة تصميم الوظائف الرامية إلى
زيادة الشعور بالرضا واألداء بالنسبة للعامل حيث يركز مدخل "هنزبرغ" لإلثراء الوظيفي على عنصرين
العوامل الوقائية والعوامل الدافعية ،ويمكن إثراء الوظائف من خالل إيجاد التعديالت اآلتية والتي تتضمن
عوامل الدافعية في " نظرية هنزبرغ" :
-اتخاذ الق اررات :وذلك بتوسيع سلطة العامل وحرية التصرف في العمل والتقليل من اإلشراف المباشر
عليه أي االستقاللية في أداء المهمة.
-المسؤولية :توسيع مسؤولية العامل.
-النمو والتطور الذاتي :تشجع العامل على اقتراح تحسينات في النظام إلى جانب ذلك خطط للتطور
والتقدم الوظيفي المحتمل من وظيفة الحالية.
-اإلنجاز :من خالل التوسع في المسؤولية واالستقاللية والمسائلة ،ينشأ شعور باإلنجاز أو اإلحساس
بعمل شيء ذو قيمة لدى العامل.
-التغذية المرتدة :تزويد العامل بالمعلومات المرتدة المباشرة بتوفير بيانات عن األداء وترك للعامل نفسه
في بعض الحاالت مهمة جمع وحفظ تلك البيانات أي المعلومات المرتدة حول أداء المهمة.
-المساءلة والمحاسبة :تقديم الشكر والتقدير على أساس ما تم إنجازه من أهداف.
49
ثانيا :أساليب التعامل مع ضغوط العمل على المستوى المنظمة
تعتمد المنظمة على عدة طرق وأساليب التعامل مع ضغوط العمل تظهر هذه األساليب في:1
-0التطبيق الجيد لمبادئ اإلدارة و التنظيم :إن المخالفات التي يقع فيها الكثير من اإلداريين في ممارستهم
اليومية بسبب عدم إتباعهم للمبادئ المتعارف عليها في اإلدارة و التنظيم تسبب الكثير من الضغوط
النفسية لمرؤوسيهم ،لذلك يتعين على المستويات اإلدارية العليا ممارسة مبادئ اإلدارة و التنظيم بشكل
جيد و هذا بدوره يمكن أن يخلق جوا من االنضباط اإلداري و التنظيمي بين المستويات اإلدارية األدنى.
-0إعادة تصميم الهيكل التنظيمي :يمكن إعادة تصميم الهيكل التنظيمي بعدة طرق لعالج مشاكل الضغوط
مثل إضافة مستوى تنظيمي جديد أو تخفيض مستوى اإلشراف أو دمج الوظائف ،يضاف إلى تلك
إمكانية توظيف العالقات التنظيمية بين اإلدارات و األقسام.
-3تصميم وظائف ذات معنى :تفقد الكثير من الوظائف معناها و قيمتها لبعض األسباب منها زيادة حدة
التخصص بالقدر الذي يفقد الموظف أي متعة في أداء العمل ،وينقلب العمل إلى روتيني ممل .كما
تفقد الوظائف معناها و أهميتها من انعدام حرية التصرف فيها .و عليه يكون العالج أو الوقاية متمثلة
في تصميم و إعادة تصميم الوظائف بالشكل الذي يجعلها ذات معنى و أهمية .و يتحقق ذلك من خالل
ضمان أن الوظيفة تقوم بالعديد من األنشطة و المهام كما تتيتح مقدار مناسب من السلطة لألداء.
-4تطوير نظم االختيار والتعيين :فنظم االختيار والتعيين المستخدمة في الغالبية العظمى من المؤسسات
تقيس قدرة الفرد على القيام بالعمل المطلوب وتحمل مسؤوليته من الناحية الكمية بكفاءة تولد االهتمام
بقياس قدرة الفرد على تحمل الضغوط الناجمة عن ذلك العمل ومنه فإن تلك النظم يلزمها التطوير
بشكل يمكنها من اختبار ،أفراد لديهم القدرة على التعامل مع ضغوط العمل المتولدة عن الوظيفة المعلن
عنها.
-5برامج مساعدة العاملين :يتضمن هذا األسلوب عدة استراتيجيات لمساعدة العاملين منها:
-تطوير قدرات العاملين على مواجهة ضغوط العمل.
-النظرة الدينية لضغوط الحياة واإليمان بأن بعد العسر يسر.
-تقديم اإلجراءات الوقائية المناسبة مثل توفير خدمات طبية وعالجية للعاملين.
-النظر إلى المواقف الضاغطة بنظرة موضوعية.
وهي الطرق التي بإمكان الفرد القيام بها بمبادرة منه من أجل تخفيض التوتر السلبي الذي يشعر به ومن
1
بين هذه األساليب:
-0إدارة نمط الحياة :من بين الوسائل التي تساعد على التكيف مع الضغوط هو جعل نمط الحياة يساعد
على ذلك ومن ثم محاولة تحقيق التوازن بين األنشطة المختلفة في حياة الفرد فال يعطي كل حياته
للعمل بل البد أن يخصص جزء للنشاط األسري واألنشطة الثقافية االجتماعية ،ألن هذا من شأنه أن
يجدد نشاط الفرد ويجعله يقبل على عمله في هدوء كما يجعله أكثر قدرة على مواجهة التحديات التي
تواجهه في العمل.
-0االتجاه الواعي :وتكمن أهمية االتجاه والوعي في أننا نستطيع أن نغير من سلوكياتنا دون تغيير
اتجاهاتها وهذه بدورها لن تتغير إال إذا كان هناك وعي و اد راك من جانبنا بما ينبغي أن نقوم به
لتحسين الظروف ولعل أهم اتجاه تنمية هو عدم االندفاع والتعامل مع كل مشكلة أو قضية.
-3المساندة االجتماعية :إن بناء الفرد لعالقات إيجابية مع زمالئه ورؤسائه في العمل سينعكس إيجابا
على نفسيته بحيث سيكونون سندا له عند حاجته إليهم إما بمساعدته في حمل جزء من عمله إذا
اقتضت الضرورة أو إرشاده في كيفية أداء عمله ،أو تقديم الدعم المعنوي والتشجيع الالزم.
-4التمارين الرياضية :أثبتت الدراسات واألبحاث أن األفراد يمارسون التمارين الرياضية المتنوعة ،مثل
المشي ،الركض ،والسباحة ،وغيرها هم أقل عرضة للتوتر والضغوط من غيرهم.
-5إعادة البناء المعرفي :وهي تشجيع الفرد على تبني االعتقاد بأن إخفاقه المنقطع ال يجب أن يعني له
بأنه إنسان فاشل أو سيئ.
-6التأمل و االسترخاء :وتهدف هذه الطريقة إلى تحقيق حالة من الهدوء والراحة الجسمية ،كما ان
االسترخاء يؤدي إلى نفس النتائج التي تؤدي إليها طريقة التأمل حيث أن استرخاء العقل ال يتم إال من
خالل االسترخاء العام للجسم ويعني هذا أن ينتبه الفرد إلى الراحة العقلية التي تتبعها راحة الجسم.
-7الوعي الذاتي المتزايد :يعني التركيز على الطريقة التي تتصرف بها في عملك بشكل طبيعي وبصفة
خاصة في المواقف االجتماعية أو عند التعامل مع اآلخرين ،ويلعب وعيك الذاتي دو ار هاما ورئيسيا
لكي تنسحب وتتراجع من مواقف األعباء المتزايد عليك والبحث عن المساعدة والدعم عند حاجتك إليها.
تؤكد العديد من الدراسات ضرورة أن يعمل الفرد في ظل مستوى معتدل من الضغوط الن ذلك يحفز الفرد
ويبعث فيه نوع من التحدي ويثير فيه الحيوية والنشاط مما يؤدي إلى تحسين مستوى أدائه وفي هذا المجال
يمكن اإلشارة إلى نموذجين عمال على مواجهة ضغوط العمل وكذلك معالجتها على مستوى المنظمة.
بموجب هذا النموذج فإنه كلما زاد مقدار الضغط الواقع على الفرد زادت إنتاجيته إلى أن يصل مستوى معين
يترتب بعده على أية زيادة فيه نقص في اإلنتاجية ،وتفسير ذلك أن الفرد حينما تكون ضغوط العمل الواقعة
عليه بسيطة فإن ذلك ال ينشطه ومن ثم لن يظهر أي تحسين في األداء ،ومن ناحية ثانية إذا كانت الضغوط
الواقعة عليه كبيرة فإنه سيبذل جهدا كبي ار للتكييف ،مما يؤدي إلى تخفيض مستوى أدائه ،ألن جزءا من
جهد الفرد الصرف في عملية التكيف ،والموقف المثالي وفقا لهذا النموذج هو مقدار مقبول من الضغط
1
ألنه عند هذا المستوى يكون الفرد قاد ار على بذل الجهد والطاقة التي يمكن توجيهها لتحسين مستوى أدائه.
يعتبر هذا النموذج أن الضغط معادلة للتحدي " "Challengeيرى أن المشاكل والصعوبات تتيح فرصة
للنشاط البناء الذي يساعد على تحسين مستوى أدائه ،ويفترض هذا النموذج أنه حينما يكون مستوى الضغط
الواقع على الفرد منخفضا فإنه في هذا الموقف ال يواجه أي تأثير ببعث االهتمام بتحسين األداء ،ولكن
وجود مستوى متوسط من الضغوط يتيح فرصة اإلثارة والتحدي الذي ينشط الفرد لتحسين مستوى أدائه ،أما
إذا كان مقدار الضغط عاليا فإن التحدي قد يكون عند المستوى الذي يشغل من عزيمة الفرد و يؤدي إلى
2
فتور همته.
من خالل دراستنا لهذا الفصل اتضح لنا أن ضغوط العمل هي محصلة تفاعل لعدة عوامل و مؤثرات نابعة
من مصادر مختلفة تتعلق بالبيئة الداخلية و الخارجية للمؤسسة و بالحياة الشخصية و العملية للموارد
البشرية و التي بدورها تؤثر على كمية و نوعية الجهد المبذول و كذا نمط األداء المستعمل كما أن أداء
العاملين هو مجموعة من السلوكيات اإلدارية التي قد ينتج عنها آثار سلبية و آثار ايجابية ،وهذه االخيرة
قد تكون مرغوبة للموارد البشرية و للمؤسسة حيث يتوقف ذلك على مستويات الضغوط التي يتعرض لها
المورد البشري و كذا طول مدتها و مدى تكرارها ،يمكن للمؤسسة التقليل من اآلثار السلبية لضغوط العمل
من خالل طريقة تعاملها اتجاهها من خالل طرق و استراتيجيات على المستوى الوظيفي الفردي و المنظمة
ككل .
53
الفصل الثاني
الجزء التطبيقي
54
المبحث األول :تقديم عام لبنك الفالحة و التنمية الريفية
إن بنك الفالحة والتنمية الريفية يسعى إلى التاقلم مع التغيرات التي تشهدها الساحة المصرفية الجزائرية
نتيجة انفتاح هذه األخيرة على األسواق المصرفية العالمية ،ومن اجل تحقيق ذلك فان مسؤولي بنك بدر
بذلوا مجهودات كبيرة من اجل مواجهة المنافسة التي فرضها اقتصاد السوق والحفاض على مكانة البنك في
السوق المصرفي الجزائري كبنك رائد في مجال العمل المصرفي ،سواء باالنتشار الجغرافي المميز عبر كافة
التراب الوطني؛ أو عن طريق توسيع وتنويع مجال تدخله و من خالل االستغالل األمثل للمورد البشري.
ينتمي بنك الفالحة والتنمية الريفية ) (BADRإلى القطاع العمومي ،إذ يعتبر وسيلة من وسائل سياسة
الحكومة الرامية إلى المشاركة في تنمية القطاع الفالحي وترقية العالم الريفي.
تم إنشاءه بموجب مرسوم رقم 325 40المؤرخ في 31مارس 3740تبعا إلعادة هيكلة البنك الوطني
الجزائري ،وذلك بهدف المساهمة في تنمية القطاع الفالحي وترقيته ،ودعم نشاطات الصناعات التقليدية
والحرفية.
وفي هذا اإلطار قام بنك الفالحة والتنمية الريفية بتمويل المؤسسات الفالحية التابعة للقطاع االشتراكي،
مزارع الدولة والمجموعات التعاونية ،وكذلك المستفيدين الفرديين للثورة الزراعية ،مزارع القطاع الخاص،
تعاونيات الخدمات ،والدواوين الفالحية والمؤسسات الفالحية الصناعية إلى جانب قطاع الصيد البحري.
وفي إطار اإلصالحات االقتصادية تحول بنك الفالحة والتنمية الريفية بعد عام 3744إلى شركة مساهمة
ذات رأس مال قدره 00مليار دينار جزائري ،مقسم إلى 0022سهم بقيمة 3.222.222د.ج للسهم
الواحد ،ولكن بعد صدور قانون النقد والقرض في 3772 /32/22الذي منح استقاللية اكبر للبنوك وألغى
من خالله نظام التخصص ،أصبح بنك الفالحة والتنمية الريفية كغيره من البنوك يباشر جميع الوظائف
التي تقوم بها البنوك التجارية والمتمثلة في منح التسهيالت االئتمانية وتشجيع عملية االدخار بنوعيها بالفائدة
وبدون فائدة ،والمساهمة في التنسية ،مع وضع قواعد تحمي البنك وتجعل معامالته مع زبائنه اقل مخاطرة،
ولتحقيق أهدافه وضع البنك استراتيحية شاملة من حالل التغطية الجغرافية لكامل التراب الوطني بأكثر من
122وكالة.
55
المطلب الثاني :تطور بنك الفالحة والتنمية الريفية BADR
مر بنك الفالحة والتنمية الريفية في تطوره بثالث مراحل رئيسية وهي:
-0مرحلة :0001 -0000خالل هذه المرحلة انصب اهتمام البنك على تحسين موقعه في السوق
المصرفي ،والعمل على ترقية العالم الريفي عن طريق تكثيف فتح الوكاالت المصرفية في المناطق
ذات النشاط الفالحي.
-0مرحلة :0000 -0000بموجب قانون النقد والقرض الذي ألغي من خالله التخصص القطاعي
للبنوك ،توسع نشاط بنك الفالحة والتنمية الريفية ليشمل مختلف قطاعات االقتصاد الوطني خاصة
قطاع الصناعات الصغيرة والمتوسطة بدون االستغناء عن القطاع الفالحي الذي تربطه معه عالقات
مميزة ،أما في المحال التقني فقد شهدت هذه المرحلة إدخال وتعميم استخدام اإلعالم اآللي خبر مختلف
وكاالت البنك ،لقد تميزت هذه المرحلة بما يلي:
:3773 -تم االنخراط في نظام سويفت " "SWIFTلتسهيل معالجة وتنفيذ عمليات التجارة الخارجية.
:3770 -تم وضع نظام " "Sybiيساعد على سرعة أداء العمليات المصرفية من خالل ما يسمى
،Téletraitementإلى جانب تعليم استخدام اإلعالم اآللي في كل عمليات التجارة الخارجية.
:3771 -االنتهاء من إدخال اإلعالم اآللي على جميع العمليات المصرفية .
:3772 -بدء العمل بمنتج جديد يتمثل في بطاقة السحب بدر.
:3775 -إدخال نظام المعالجة عن بعد لجميع العمليات المصرفية في وقت حقيقي.
:3774 -بدء العمل ببطاقة السحب ما بين البنوك) . (CIB
-3مرحلة : 0114-0111مميزات هذه المرحلة مساهمة بنات الفالحة والنسبة الربعية كغيره من البنوك
العمومية في تدعيم وتمويل االستثمارات ودعم برنامج اإلنعاش االقتصادي والتوجه هو تطوير قطاع
المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ،والمساهة في تمويل قطاع التجارة الخارجية وفقا لتوجهات اقتصاد
السوق ،إلى جانب توسيع تغطيته لمختلف مناطق الوطن وذلك عن طريق فتح المزيد من الوكاالت.
وللتكيف مع التحوالت االقتصادية واالجتماعية التي تعرفها البالد ،واستجابة الحتياجات ورغبات الزبائن،
قام بنك الفالحة و التنمية الريفية بوضع برنامج على مدى خمس سنوات يتمحور أساسا حول عصرنة البنك
وتحسين اداءه والعمل على تطوير منتجاته و خدماته ،باإلضافة إلى تبنيه استخدام التكنولوجيا الحديثة في
مجال العمل المصرفي ،هذا البرنامج الطموح حقق نتائج هامة نوردها فيما يلي:
56
-عام :0222القيام بفحص دقيق لنقاط القوة ونقاط الضعف في سياسته ،مع وضع استراتيجية تسمح
للبنك باعتماد المعايير العالمية في مجال العمل المصرفي.
-عام :0223سعيا منه إلعادة تقييم موارده قام البنك بإجراء عملية تطهير محاسبية ومالية الجميع
حقوقه المشكوك في تحصيلها بغية تحديد مركزه المالي ومواجهة المشاكل المتعلقة بالسيولة وغيرها،
والعمل على زيادة تقليص مدة مختلف العمليات المصرفية تجاه الزبائن.
إلى جانب ذلك قام البنك بتحقيق مفهوم البنك الجالس La Banque Assiseمع خدمات مشخصة.
-عام :0220تعميم تطبيق مفهوم البنك الجالس مع خدمات مشخصة على مستوى جميع وكاالت البنك.
-عام :0222لقد كانت سنة 0222مميزة بالنسبة للبنك الذي عرف إدخال تقنية جديدة تعمل على
سرعة تنفيذ العمليات المصرفية تتمثل في عملية نقل الشباك عبر الصورة ،فبعد أن كان يستغرق وقت
تحصيل شبكات البنك مدة قد تصل إلى 34يوما ،أصبح بإمكان الزبائن تحصيل شيكات بنك بدر في
وقت وجيز ،وهذا يعتبر إنجاز غير مسبوق في مجال العمل المصرفي في الجزائر .كما عمل مسؤولو
بنك بدر خالل عام 0222على تعميم استخدام الشبابيك اآللية لألوراق النقدية Les Guichets
Automatiques des Billetsالمرتبطة بطاقات الدفع.
يحتم المناخ االقتصادي الجديد الذي تشهده الساحة المصرفية المحلية والعالمية على بنك الفالحة والتنمية
الريفية أن يلعب دو ار أكثر ديناميكية وأكثر فعالية في تمويل االقتصاد الوطني من جهة ،وتدعيم مركزه
التنافسي في ظل المتغيرات الراهنة من جهة أخرى ،وبذلك أصبح لزاما على القائمين على البنك وضع
استراتيجية أكثر فعالية لمواجهة التحديات التي تفرضها البيئة المصرفية.
وأمام كل هذه األوضاع وحب على المسئولين إعادة النظر في أساليب التنظيم وتقنيات التسيير التي يتبعها
البنك ،والعمل على ترقية منتجاته وخدماته المصرفية من إرضاء الزبائن واالستجابة النشغاالتهم.
وفي هذا الصدد لجأ بنك الفالحة والتنمية الريفية مثله مثل البنوك العمومية األخرى إلى القيام بأعمال
ونشاطات متنوعة وعلى مستوى عال من الجودة للوصول الى استراتيجية تتمثل في جعله مؤسسة مصرفية
كبيرة وشاملة يتدخل في تمويل كل العمليات االقتصادية ،حيث بلغت ميزانيته حوالي 4.4مليار دوالر،
57
وينشط بواقع %12من التجارة الخارجية بالجزائر ،وبهذا أصبح يحظى بثقة المتعاملين االقتصاديين واألفراد
الزبائن على حد سواء ،وهذا قصد تدعيم مكانته ضمن الوسط المصرفي.
وبغية تحقيق تلك األهداف قام البنك بتهيئة الشروط لالنطالق في المرحلة الجديدة التي تتميز بتحوالت
هامة نتيجة انفتاح السوق المصرفية أمام البنوك الخاصة المحلية واألجنبية ،حيث قام البنك بتوفير شبكات
جديدة ووضع وسائل تقنية حديثة وأجهزة وأنظمة معلوماتية ،كما بذل القائمون على البنك مجهودات كبيرة
لتأهيل موارده البشرية ،وترقية االتصال داخل وخارج البنك ،مع إدخال تعديالت على التنظيمات والهياكل
الداخلية للبنك لتتوافق مع المحيط المصرفي الوطني واحتياجات السوق.
كما سعى البنك إلى التقرب أكثر من الزبائن وهذا بتوفير مصالح تتكفل بمطالبهم وانشغاالتهم والحصول
على أكبر قدر من المعلومات الخاصة باحتياجاتهم ،وكان البنك يسعى لتحقيق هذه األهداف بفضل قيامه
بـ :
وفقا للقوانين والقواعد المعمول بها في المجال المصرفي ،فإن بنك الفالحة والتنمية الريفية مكلف بالقيام
بالمهام التالية:
وفي إطار سياسة القروض ذات المردودية يقوم بنك الفالحة والتنمية الريفية بـ:
لقد عمل بنك الفالحة والتنمية الريفية وألجل تعزيز مكانته التنافسية والتوجه االقتصادي الجديد للدولة
وسياستها بصفة عامة .بوضع مخطط استراتيجي شرع في تطبيقه مع بداية العقد األول من القرن الحادي
والعشرين ،تلخصت أهم محاوره في:
59
المطلب الرابع :الهيكلة التنظيمية لبنك الفالحة و التنمية الريفية BADR
60
الشكل رقم هرم التقسيم اإلداري لبنك الفالحة و التنمية الريفية
61
المبحث الثاني :انعكاسات ضغوط العمل على األداء الوظيفي في بنك الفالحة
الضغوط المتصلة بالعمل أو ضغوط العمل هي من الضغوط اآلخذة في التزايد في كافة أنحاء العالم ،وهي
ال تؤثر فقط على الصحة وإنما على جودة الحياة ككل .بل وتؤثر على إنتاجية المؤسسة أيضاً وتظهر هذه
الضغوط مع متطلبات العمل المتعددة والمختلفة والتي تفوق قدرة الموظف على القيام بها.
من خالل مالحظتنا و المقابالت التي أجريناها مع المسؤول و بعض الموظفين في المؤسسة و من خالل
اجابتهم على مختلف التساؤالت توصلنا الى أن أساليب العمل قد تؤثر إيجاباً أو سلباً على كل من
الموظفين وأصحاب العمل ،وإذا ما توفرت بيئة عمل مناسبة وإيجابية ،فهي تمنح المهنيين الوقت الالزم
لتنمية معارفهم وقدراتهم.
كما أن بيئة العمل المحيطة بالعاملين من شأنها أيضا أن تؤثر في صحة الموظفين المعرفية على المدى
الطويل ،فالبيئة المملة التي تفتقر إلى التحفيز والغير السليمة تنعكس سلبا على الموظفين دون أن ننسى
األهمية البالغة لبيئة العمل المادية التي تشمل الظروف المناخية السائدة في مكان العمل كالتهوية واإلضاءة
والنظافة وضغط العمل ومساحات العمل والضجيج وعدد ساعات العمل ووقت الراحة حيث تنعكس هذه
سالمة العنصر البشري وصحته ،وفي أدائه وفاعليته في العمل.
الظروف على ّ
المطلب الثاني :أسباب ضغوط العمل و اثارها في بنك الفالحة و التنمية الريفية
الضغوط المتصلة بالعمل لها أكثر من سبب ،فقد يشعر الشخص بضغوط العمل إذا كانت المسؤوليات
والواجبات المطلوبة تفوق قدرته بفارق كبير على إدارتها ومع غياب شعوره باالرتياح أثناء القيام بها ،كما
أن التغيير المستمر أو غياب األمان أو الصراع مع الزمالء أو مدير المؤسسة هو نمط آخر من أنماط
الضغوط المتصلة بالعمل التغيير المستمر في العمل ،أو غياب األمان في العمل.
بما أن العنصر البشري هو العنصر األهم ،والمورد األثمن في المنظمة ،أصبح من المهم جداً االستفادة
توصلنا الى أن أهم أسباب ضغوط العمل في المؤسسة هي ضغوط نفسية اكثر منها مادية و النفسية تعرف
على أنها الحالة التي يشعر بها العامل في بيئة عمله والتي تؤدي الى إستجابة إنفعالية حادة ومستمرة تؤثر
في تركيزه داخل العمل وإنتاجه كماً ونوعاً وهي الحالة المصاحبة لمجموعة من السلوكيات الناتجة عن ردة
الفعل للمثيرات التي يواجهها العامل داخل بيئة العمل و األسباب الرئيسية تختصر في:
-ضيق المكان الذي يحد من حرية حركة العامل ويقلل الشعور بالراحة إثناء القيام بالعمل.
-عدم وجود مكاتب كافية للعاملين ليشعروا براحة أكبر في العمل والمحافظة على المسافات المطلوبة
بينها بطريقة ال تجعل العامل يعطل أو يزعج اآلخرين.
-التصميم الداخلي للمكتب لديه تأثير كبير في إنتاجية الموظفين ،فلو كانت البيئة المكتبية جيدة يمكن
أن يكون أداء الموظفين جيداً ،ومعظم أبعاد البيئة المادية لها تأثير في اإلنتاجية ،لكن األثاث ودرجة
الح اررة واإلضاءة لها التأثير األكبر في أداء الموظف ،وبالمقارنة بين الجنسينّ ،تبين أن اإلناث أكثر
اهتماماً ببيئة العمل من الذكور ،والذكور أكثر اهتماماً بدرجة ح اررة مكان العمل ،بالمقارنة مع اإلناث
اللواتي ُك ّن أكثر اهتماماً بالضوضاء ،والترتيب المكاني المرن.
-عدم توفر قاعات اظافية و قاعة لالجتماعات.
-عدم وجود عدد كافي من دورات المياه.
-عدم وجود مكان مخصص للطعام واالستراحة الرتيادها خالل استراحة العاملين.
-سوء التهوية والرطوبة يتسبب بنقص في االكسجين الالزم لقيام العامل بعمله.
-عدم رضى العامل عن مهنته أو المهام الموجهة له.
-التغذية غير المناسبة أثناء العمل.
-عدم وضوح المهام لدى العامل.
-عدم تناسب المهام المطلوبة مع قدرات العامل.
-التغير في اإلدارة.
-مواعيد تسليم األعمال.
-عدم استقاللية الشخص في إنجاز العمل المطلوب منه.
-بيئة عمل غير مشجعه ،وقلة الدعم النفسي وغياب التشجيع.
63
-اإلفراط في اإلشراف على الموظف.
-عدم وجود عالقة قوية مع أفراد العمل والزمالء أو المدير.
يختلف كل موظف عن اآلخر في االستجابة للضغوط المهنية ،وذلك يختلف بحسب شخصيتهم وقوتهم في
تحمل العقبات والظروف الصعبة ،بحيث تتمثل الضغوط المهنية باآلثار السلبية ،اإليجابية ،السلوكية،
ُّ
الجسمية و اآلثار النفسية بحسب استجابة كل موظف لها و تتمثل في:
-0اآلثار السلبية
-اإلرهاق والتعب الشديد نتيجة لمضاعفة الجهد في العمل يوميا.
-النسيان لكثرة الملفات التي يستوجب معالجتها.
-القلق نتيجة لكثرة األعمال.
-فقدان الشهية الذي يعتبر من أعراض التوتر النفسي.
-0االثار االيجايبة
-تقوية الشعور بالوالء المهني وخاصة عندما تدعم اإلدارة المهنية الموظف عندما يقع في الضغوط
المهنية المختلفة.
-التعاون والتفاعل بين الموظفين في العمل للتخلص من المشاكل والظروف التي تسببت بحدوث الضغوط
المهنية ،وزيادة األنشطة والبرامج المهنية الجماعية وتشكيل فرق العمل الواحدة التي تشترك في أهداف
مهنية واحدة.
-محاولة الموظف التعرف على نفسه اكثر بتطوير ذاته و التعرف على قدرات ومهارات مهنية لم يكن
يعرفها من قبل مما يزيد من ثقته بنفسه.
-محولة خلق جو عمل يخفف من ضغوط العمل.
-3اآلثار السلوكية
-تظهر على الموظفين بعض السلوكيات الناتجة عن زيادة ضغوط العمل.
-الشعور بالمرض وأخذ األجازات المرضية (الرغبة في التغيب عن العمل) .
-تناقص القدرة على اإلبداع.
-انخفاض مستوى األداء في العمل.
64
-مشاكل في العالقات االجتماعية مع اآلخرين.
-تقلبات المزاج واالستثارة.
-عدم القدرة على التحمل.
-اإلحباط وعدم الصبر.
-العزلة.
-4اآلثار الجسمية
-نقص النظر نتيجة العمل على جهاز الحاسوب طول اليوم.
-أالم الظهر نتيجة الجلوس الطويل.
-باإلضافة إلى اثأر تخص الجانب الشخصي مثل إهمال الجانب العائلي.
-5األعراض النفسية
-االكتئاب.
-القلق.
-فقدان الحماس.
-التشاؤم.
-الشعور بعدم القدرة على إنجاز األعمال.
-اضطرابات في اإلدراك مثل عدم القدرة على التركيز أو أخذ القرار.
المطلب الثالث :دور بنك الفالحة و التنمية الريفية في الحد من ضغوط العمل
إدارة الضغوط في بيئة العمل هامة جداً ،واألهم من ذلك االعتراف بوجود مثل هذه الضغوط من قبل
الموظفين والرؤساء للبحث عن حل لها .وحينها البد من أخذ الخطوات العالجية والوقائية للتغلب على
ضغوط العمل فال يمكن إزالتها كليا في أي منظمة ،ولكن يمكن التخفيف من حدة الضغط وإدارته بـ :
-تطبيق أسلوب إداري منظم من حيث تحديد األدوار لكل موظف في الوكالة بشكل دقيق حتى ال يكون
أي تعارض في الوظائف.
-تطبيق أسلوب إداري مرن من حيث تحديد األدوار حتى ال تكون أي تعارضات بين الوظائف.
-سهولة التواصل بين اإلدارة والموظفين فاإلدارة الناجحة داخل أي منشأة هي التي توفر لموظفيها بيئة
عمل تتمتع بقدر كافي من المصداقية والشفافية وسهولة التواصل المزدوج بين الطرفين ألن التواصل
65
الفعال بين اإلدارة والموظفين يجعل األمور أكثر وضوحا طوال الوقت ويؤثر باإليجاب في نفوس
الموظفين لشعورهم بسهولة الرجوع للمسؤول والوصول إليه وقت الحاجة.
-تعامل المسؤول مع الموظفين بطريقة غير رسمية ،عدم وجود حواجز ما بين مسؤول المصلحة
وموظفيها ،مما يتيح للموظف العمل بكل اريحية.
-الحرص على إعطاء السالمة النفسية في بيئة العمل األولوية القصوى.
-تقديم الحوافز المادية والمعنوية للموظفين.
-زرع اإلدارة في نفوس الموظفين مبادئ إيجابية مثل الفخر والوالء واالنتماء والرضا التام عن األداء.
-زيادة األلفة والتشجيع على تكوين الصداقات بين الموظفين داخل المؤسسة يزيد من روح المشاركة
ويعزز الروابط التي تربط الموظف بمكان العمل .ينعكس األمر أيضا بشكل إيجابي يتمثل في استعداد
الجميع لتقديم المساعدة والدعم الالزم لزمالئهم ،فال وجود ألي حساسية أو احراج في طلب المساعدة
ألن الجميع هنا أصدقاء بشكل مهني يزيد من االنتاجية.
-إعداد برامج تكوينية وتدريبية لكل موظف.
-التدريب الوظيفي للتغلب على المشاكل الجديدة ،فعندما يتم تدريب الموظف على األعمال الجديدة
سيعزز من أدائه.
-وجود نمط قيادي صارم ساعد على التخفيض من نسبة الغيابات ،و التأخرات في العمل.
من خالل المقابلة التي قمنا بها في بنك الفالحة و التنمية الريفية لوالية الجزائر مع الموظفين تم مالحظة
ما يلي:
66
ويتعايشون بألفة ،ويعملون في بيئة عمل متعاونة أقل عرضة لضغط
-الموظفون الذين يفهمون بعضهمَ ،
العمل ،وأقدر على التعامل معه.
-البد وأن يفكر الشخص الذي يتعرض للضغوط في بيئة العمل ويحاول التغيير لكي يقلل من معدالت
الضغوط لديه.
-يمكن للموظف التحدث مع رئيس العمل أو مدير الموارد البشرية.
-ترتيب النفس جيداً ألداء األعمال والبدء بأصعبها والمطلوب إنجازها أوالً حسب األولوية ،مع مراجعة
هذه الخطة كل صباح قبل البدء في العمل واالنغماس في أعبائه.
-االعتناء بالنفس من خالل االلتزام بالنظام الغذائى الصحى وممارسة الرياضة بشكل منتظم.
تهدف دراسة الحالة المعتمدة في هذه المذكرة إلى معرفة واقع ضغوط العمل وتأثيرها على األداء الوظيفي
في بنك الفالحة و التنمية الريفية ومن أجل الحصول على المعلومات والبيانات حول ضغوط العمل في
البنك قمنا باالعتماد على أدوات جمع البيانات وذلك من خالل إجراء مقابالت مع المسؤول و الموظفين
لالستفسار عن بعض األمور الخاصة بالموضوع محل الدراسة.
كما تم االعتماد على المالحظة البسيطة ومتابعة المواقف وذلك في فترة إجراء الدراسة الميدانية وبهدف
الحصول على معلومات أكثر دقة وتفصيل تم االعتماد على االستبيان حيث في إطاره تم إعداد استمارة
تحتوي على مقدمة صغيرة لتعريف عينة الدراسة وقد أدرجت أسئلة خاصة بالمعلومات الشخصية وأسئلة
خاصة بموضوع ضغوط العمل واألداء الوظيفي.
و لقد بلغ عدد األسئلة 30سؤاال ،تم توزيع االستبيان على جميع أفراد المؤسسة كون المؤسسة صغيرة يبلغ
عدد افرادها 32فرد و تمت اإلجابة على جميع االستمارات.
67
أوال :البيانات الشخصية
من خالل الجدول يتضح أن نسبة الذكور متقاربة مع نسبة االناث االمر الذي ال يخلق أي مشكل أو ضغط
في العمل و هذا األمر راجع الى أن طبيعة العمل أو طبيعة النشاط في المؤسسة الذي ال يتطلب مجهودا
68
-0من حيث الحالة العائلية
من خالل الجدول نالحظ أن أعلى نسبة و المقدرة ب %14.41من اجمالي أفراد العينة تمثل فئة المتزوجين
و تليها فئة العزاب بنسبة %03.20في حين انعدمت نسبة فئة المطلقين و األرامل.
انطالقا من النسب التي تم التوصل اليها يتضح أن أغلبية الموظفين في المؤسسة هم من فئة المتزوجين و
هذا يعد مؤش ار سلبيا بعض الشيئ ألن لهم بعض المسؤوليات و االنشغاالت في حياتهم الشخصية التي
تؤثر عليهم أثناء ممارستهم للعمل ،في حين يكون الفرد األعزب أكثر قدرة لبذل جهد أكبر نظ ار لقلة انشغاالته
69
-3حسب المستوى التعليمي
من خالل الجدول يتضح أن %41.32من أفراد العينة لهم مستوى جامعي و %14.13من أفراد العينة
لهم مستوى تعليمي ثانوي باالظافة الى %1.32من أفراد العينة لهم مستوى تعليمي ابتدائي .
و هذا يعتبر مؤشر مقبول اذ يسمح لهم مستواهم التعليمي بممارسة نشاطاتهم بصفة طبيعية حيث لكل
موظف منصب عمل يتناسب مع مستواه التعليمي و ألغلبية الموظفين مستوى تعليمي يمكنهم من استيعاب
70
-4من حيث السن
من خالل الجدول يتضح أن أغلبية أفراد العينة سنهم يتراوح ما بين 42-22بنسبة %14.13ثم تليها فئة
اكبر من 42سنة بنسبة %04.41و %03.20تمثل فئة 22-12و أخي ار فئة 12-34التي تمثل نسبة
نالحظ أن هنالك الكثير من اإلمكانيات التي تتحقق نتيجة تنوع األجيال في مكان العمل حيث يساهم هذا
في التعلم والنمو لكل منهم وبالتالي إيجاد طرق وأساليب أفضل للعمل فالتنوع العمري في مكان العمل يوفر
نطاًقا أكبر من المعرفة والقيم والتميز ومع ذلك هناك احتمال لوجود الصراع فيما بينهم ألن وجود أشخاص
من أجيال مختلفة يضع أمام المؤسسة تحدي النظر في بيئة العمل من أكثر من منظور واحد ألن هناك
بالتأكيد بعض االختالفات بين األجيال نتيجة والدة ونشأة كل مجموعة في مناخ سياسي واقتصادي مختلف،
71
-5من حيث الرتبة الوظيفية
من خالل الجدول يتضح أن %42من الموظفين لهم رتبة متصرف أي أن مهام المتصرف اإلداري تتضح
ليس حسب اإلدارة التي يمارس مهامه بها فقط بل تتعداها إلى المصلحة أو المكتب الذي يعمل به .أما
72
من خالل الجدول يتضح أن نسبة %44.13تمثل أغلبية الموظفين أو معظمهم الذين يعتبرون مستوى
دخلهم متوسط بمعنى أن دخلهم مقبول و ال يعتبر مشكلة كبيرة بالنسبة اليهم ثم تليها فئة الموظفين الذين
من خالل الجدول يتضح أن %41.32من أفراد العينة لديهم خبرة مهنية تفوق 32سنوات بمعنى أن
هؤالء الموظفين يمتلكون العديد من المهارات والقدرات المهنية ،التي تم اكتسابها من خالل التجربة والتدريب
المهني ،بحيث تؤثر هذه الخبرة بشكل إيجابي على مستوى إنجازاتهم وتحسن من األداء المهني لهم في
العمل دون أن ننسى أنه كلما زادت سنوات الخبرة زادت ضغوط المسؤولية اتجاه المستقبل الوظيفي للعاملين
وذلك بحكم التدرج والترقية إلى مناصب أعلى .ثم تليها نسبة %04.41التي تمثل فئة الموظفين الذين
يمتلكون خبرة مهنية تتراوح ما بين 4-3سنوات ثم نسبة %32.04التي تمثل الموظفين ذوي الخبرة
المهنية من32-4سنوات .من خالل النتائج يتضح أن أغلبية الموظفين لديهم خبرة البأس بها و قدرات و
73
ثانيا :المعلومات المتعلقة بالموضوع
من خالل الجدول يتضح أن %41.32من أفراد العينة قد تعرضوا لضغوط العمل ثم تليها نسبة %04.41
من أفراد العينة الذين تعرضوا نوعا ما للضغوط و أخي ار الفئة التي لم تتعرض لضغوط العمل بنسبة
.%32.04
من خالل هذه النتائج يتضح أن أغلبية الموظفين في المؤسسة قد تعرضوا للضغوط أثناء العمل األمر الذي
أدى الى انخفاض األداء والقيام باستجابات سلوكية غير مرغوبة كنقص االنتباه وصعوبة التركيز وضعف
74
الجدول رقم ( :)0نوع الضغوط الممارسة عليك؟
من خالل الجدول يتضح أن أغلبية الموظفين قد تعرضوا لضغوط نفسية بنسبة %52.04و الضغوط
النفسية هي الحالة التي يشعر بها الموظف في بيئة عمله والتي تؤدي الى إستجابة إنفعالية حادة ومستمرة
تؤثر في تركيزه داخل العمل وإنتاجه كماً ونوعاً وهي الحاله المصاحبة لمجموعة من السلوكيات الناتجة عن
ردة الفعل للمثيرات التي يواجهها العامل داخل بيئة العمل و هي نوعان إيجابية و سلبية.
ثم نسبة %32.04التي تمثل األفراد الذين تعرضوا لضغوط مادية مثل عبئ العمل و تعارض األدوار حيث
أن تعدد األدوار و تعارضها مع بعضها و زيادة المهام المطلوبة ال تساعد على القيام باألعمال المطلوبة
ثم أخي ار فئة الموظفين الذين تعرضوا لكال النوعين من الضغوط المادية و النفسية اال أن المشاكل والضغوط
المادية غالبا ما تؤدى إلى ضغوط نفسية عديدة ،مما يدفع باإلنسان إلى االنفجار النفسي.
75
الجدول رقم ( :)01هل لهذه الضغوط اثار إيجابية أم سلبية؟
من خالل نتائج الجدول يتضح أن نسبة %41.32من افراد العينة قد تعرضوا لضغوط كان لها تأثير سلبي
وقد تؤدي هذه الضغوط إلى إصابة الفرد باألمراض العضوية كالقلب والضغط الدموي والسكري ،كما أن
األداء العقلي للفرد يتأثر أيضا ،فالعمليات العقلية من تذكر وربط للمعلومات واالستدالل تصبح ضعيفة وقد
يلجأ الفرد للعدوانية مع الزمالء والمرؤوسين والرؤساء ،ألن كافة حواسه وطاقاته العقلية والنفسية موجهة إلى
مصادر الضغوط والى التكيف معها ،مما يقوده إلى القيام بعمله بدرجة انتباه منخفضة ،كما أن الضغوط
تخلق لديه نوعا من التوتر واإلحباط الذي يقوده إلى عدم الشعور بالدافعية لعمله فينخفض مستوى األداء
المطلوب أو المتوقع.
وفئة %20.44كان لضغوط العمل أثار إيجابية عليهم فالضغوط بالنسبة لهذه الفئة هي دافع قوي للقيام
76
الجدول رقم ( :)00من هو الطرف المسؤول على الضغوط الممارسة عليك؟
من خالل الجدول نجد أن أكبر نسبة هي %41.32التي تمثل فئة الموظفين الذين يتعرضون للضغوط
من طرف المسؤولين و ربما يكون ذلك من خالل عدم استقاللية الشخص في إنجاز العمل المطلوب منه،
ثم تليها نسبة %04.41التي تمثل الفئة التي تتعرض للضغوط من طرف المسؤول و المواطن معا كونها
تعمل بصفة مباشرة مع المواطن لهذا لها ضغط من جهتين من جهة إرضاء المواطن و تلبية احتياجاته و
من جهة أخرى ضغط المسؤول للقيام بالعمل على أكمل وجه.
و الفئة األخيرة بنسبة %32.04و هي الفئة التي تتعرض للضغط من طرف المواطن و هذا لكثرة عبء
العمل و الضغط الذي يقوم به المواطن على الموظف الذي يتعامل معه بشكل مباشر لتلبية احتياجاته.
77
الجدول رقم ( :)00هل بيئة العمل تساعدك على أداء عملك؟
من خالل الجدول يتضح أن أغلبية الموظفين بنسبة %44.13في المؤسسة يعملون في بيئة ال تساعدهم
على أداء عملهم ،األمر الذي يؤدي لخفض الروح المعنوية لديهم وعدم إنجاز العمل بالشكل المطلوب
فبيئة العمل الغير مشجعه ،وقلة الدعم النفسي وغياب التشجيع يؤثر بشكل كبير في أداء العاملين وسلوكهم
وقدرتهم على االبتكار واإلبداع ومدى شعورهم باالنتماء للمنشأة ،ألن البيئة الداخلية لها أهمية خاصة وذلك
لتأثيرها الملحوظ فى أداء العمل وتحقيق األهداف فإيجاد البيئة المناسبة ينعكس بدرجة كبيرة على نجاح
78
خالصة الفصل
تطرقنا في هذا الفصل إلى ثالث مباحث ،حيث قمنا في المبحث األول ،بتقديم صورة واضحة عن بنك
الفالحة و التنمية الريفية من خالل تقديم عام له و التطرق الى أهدافه ،مهامه وكذلك توضيح هيكله
التنظيمي ،وتختلف المصالح بداخله وموظفيه الذين يعملون على تقديم خدماته للمواطنين ،أما المبحث
الثاني فتطرقنا إلى ضغوط العمل في بنك الفالحة و التنمية الريفية من خالل دراسة واقع ضغوط العمل
فيه ،األسباب الرئيسية للضغوط و دور كل من البنك و الموظفين في التعامل مع هذه ضغوط العمل .أما
المبحث الثالث فتطرقنا إلى اإلطار المنهجي المتبع في تحليل االستبيانات وإجابات أفراد عينة الدراسة،
وأخي ار اختبار الفرضيات الموضوعة في الجانب النظري وعرض النتائج واقتراحات و توصيات توصلنا إليها
من خالل هذا البحث في الخالصة العامة .
حسب سياق ما تم دراسته يتبن لنا أن موضوع ضغوط العمل محل اهتمام الكثير من الباحثين و و هذا ما
ينتج عنه إيجابيات وسلبيات و إلى التكاليف على مستوى الفرد و الجماعة أو على المستوى التنظيمي و
هو أحد الموضوعات التي شغلت أذهان الباحثين ،فاألهمية بالنسبة للمؤسسة هو تحسين أداء العمال ،و
عليه نربط مفهوم ضغوط العمل بأداء العمال و نقيس مدى تأثري عنصر ضغوط العمل على األداء.
إن ضغوط العمل في المنظمة لها مظهر واقعي باعتبار أن الضغط في العمل معاش من طرف الفرد
والمنظمة معا ،فالمنظمة تعتبر الضغط كعائق ال بد من معالجته والدراسة التطبيقية بينت أن الضغوط لها
عالقة قوية باألداء الفعلي للموظفين ،فلمعالجة هذه الضغوط ال بد من األخذ بعين االعتبار اآلثار اإليجابية
واآلثار السلبية لضغوط العمل التي تكون على الفرد الموظف في المنظمة ،فتعتبر الضغوط كمؤشر لقياس
مدى فعالية الموظف داخل المنظمة ومساهمته في من تحقيق أهداف المنظمة.
79
الخالصة العامة
يمكننا القول أننا توصلنا من خالل دراستنا لهاذا الموضوع ،أن ضغوط العمل مكون أساسي من مكونات
المنظمة حيث ال يمكن أن نجد منظمة اال ووجدنا فيها ضغوط العمل سلبية كانت أو إيجابية ،ألن الضغط
في العمل هو ظاهرة حتمية في حياة الفرد سواء الشخصية ،أو المهنية ،المتمثل في ردود الفعل الجسدي أو
النفسية والتي تحدث عندما ال يكون توافق بين متطلبات الوظيفة ،وقدرات الفرد بحد ذاته ،والناتج عن
مختلف المواقف المتغيرات الموجودة داخل بيئة العمل سواء كانت الناتجة عن البيئة االجتماعية ،وعن
التفاعالت االجتماعية ما بين الفرد داخل آماكن العمل .حيث تختلف درجة تأثير هذه الضغوط على أداء
الموظفين في المنظمة من فرد إلى آخر ،و يعتبر ضغط العمل العنصر الذي يحدد مدى كفاءة الفرد في
التعامل مع مختلف المواقف المحرجة ،وإيجاد الكيفية المثلى لتعامل مع الضغوط و التخلص منها.
لقد ربطنا دراستنا بموظفي بنك الفالحة و التنمية الريفية للتعرف على تأثير ضغوط العمل على األداء
الوظيفي ،و من خالل هذه الدراسة تم التوصل إلى مجموعة من النتائج و سعينا إلى تقديم بعض التوصيات
التي رأينا أنها مهمة من أجل رفع مستوى األداء في المؤسسات الجزائرية و بالتالي سوف نقوم بتلخيص ما
النتائج النظرية
80
-ضغوط العمل هي من بين العناصر التي تحدد درجة كفاءة الفرد والكيفية التي يتعامل بها اتجاه المواقف
الحرجة والصعبة التي يواجهها أثناء العمل.
-تؤثر ضغوط العمل على أداء الموظفين سلبا أو إيجابا و هذا حسب شخصية كل موظف فهناك بعض
األفراد ال يبدعون إال في الضغط و أيضا حسب مستوى الضغط فكلما كان الضغط مرتفع عن المستوى
الطبيعي له أو منخفض عليه فهذا يؤثر سلبا ،وكلما كان في مستوياته الوسطى كان له أثر ايجابي
على أداء الموظفين و هذا ما يثبت صحة الفرضية الثالثة .
-ال يمكن القضاء الكلي على الضغوط في العمل ،بل يمكن معالجتها عن طريق استخدام عدة
استراتيجيات للتعرف على مصادر الضغوط و لمساعدة الموظفين على تجنبها و التعامل معها.
النتائج الميدانية
هدفت هذه الدراسة إلى إلقاء الضوء على ضغوط العمل وتأثيرها على األداء الوظيفي لموظفي وكالة بنك
-أظهرت الدراسة أن موظفي الوكالة يتعرضون لضغوط العمل النفسية و السبب يرجع الى إهمال تطوير
البيئة الداخلية وعدم بذل الجهد إلعداد بيئة محفزة للعاملين ألداء العمل بشكل جيد و الذي يؤدي بدوره
لخفض الروح المعنوية لديهم وعدم إنجاز األعمال بالشكل المطلوب ألن عناصر البيئة الداخلية تؤثر
بشكل مباشر فى أداء العاملين وتنعكس على سلوكهم وبالتالي استعدادهم لبذل الجهد لصالح المنشأة
والرغبة في االستمرار فيها كما أن البيئة الداخلية تزيد من قدرة الفرد على التكيف مع متغيرات البيئة
الخارجية التي تحيط بالمنشأة حيث كلما تحسنت عناصر البيئة الداخلية ازدادت قدرة وأداء العاملين و
-وجود عالقة سلبية بين ضغوط العمل واألداء لبعض األفراد ،حيث تقف هذه الضغوط كمعيقات لهم
في العمل حيث يلجأ الفرد لمواجهة هذه المعيقات إلى إنفاق وقت كبير من اجل السيطرة عليها بينما
الجزء االخر فيحاول التعايش مع هذه الضغوط بجعلها حافز و دافع يجعله يعمل أكثر لتحقيق ذاته
81
فكلما ارتفع حجم ضغوط العمل يزداد بالمقابل حجم التحدي الذي يواجه الفرد ،مما يقوده إلى رفع
مستوى أدائه ،فكل ما يتعرض له الفرد من مشكالت في العمل أو صعوبات جميعها ماهي إال تحديات
تقوده بالضرورة إلى أنماط بناءة في السلوك وبالتالي إلى أداء أفضل و هذا ما يثبت صحة الفرضية
الثالثة.
-توفر روح العمل الجماعية والتعاون المتبادل بين الموظفين واالحترام والتقدير فبالرغم من ظروف بيئة
العمل و جميع مصادر الضغوط األخرى الى أنهم يخلقون جو عمل يجعلهم يتناسون كل األمور المسببة
-توفر الدورات التدريبية والتكوينية بما يتناسب و متطلبات العمل ،دون التمييز بين الموظفين.
توفير المراقبة الطبية والدورية للموظفين ،وهذا يدل على حرص المؤسسة على صحة موظفيها. -
-محاولة المدير للفهم و السعي الى خلق و جعل المرونة في التواصل بينه و بين الموظفين لكي يعرف
كيفة التعامل معهم لتسهيل العمل و التخفيف من الضغوط للقيام بالعمل المطلوب بكل كفاءة و إنتاجية
و جودة.
توصيات الدراسة
في ضوء النتائج التي تم التحصل عليها فانه يمكن تقديم بعض التوصيات والتي تتمثل في:
-ضرورة تحسين بيئة العمل و تحسين ظروف العمل المادية للعمال خاصة الداخلية منها حتى يتمكن
الموظف من القيام بمهامه والرفع من أدائه.
-إعطاء العاملين دافع معنوي لتعزيز ثقتهم برأيهم وتشجيعهم للمشاركة في العمل الجماعي بهدف تطوير
األداء لديهم.
82
-خفض الضغط وتوفير الوقت والجهد للعاملين وخاصة الجدد منهم.
-وضع برنامج تدريبي حول كيفية التعامل مع ضغوط العمل داخل المؤسسة.
-االلتزام بالنزاهة والموضوعية في وضع معايير تقيم أداء العاملين ،والوضوح فيما يتعلق بالترقيات بناءا
-تحسين نظام الحوافز لخلق دافعية أكثر لتأدية العمل على أكمل وجه.
-فتح قنوات االتصال بين المستويات اإلدارية المختلفة لضمان سهولة انتقال المعلومات للتقليل من جمود
و تعقد إجراءات الهيكل التنظيمي ،فتح باب الحوار والمشاركة من طرف العمال ما ينمي فيهم الشعور
باالنتماء الوظيفي.
-الرفع من مستوى شعور الموارد البشرية بالرضا الوظيفي من خالل مساهمتها في بناء مناخ تنظيمي
-حب الموظفين للوظيفة يعتبر من أهم العوامل في تحسين األداء و لذلك على المؤسسة أن تنوع في
المهارات الوظيفية.
-و أخي ار فإن الدراسة توصي بالقيام بمزيد من األبحاث و الدراسات حول ضغوط العمل في مجاالت
أخرى لم تتمكن هذه الدراسة من تناولها نظ ار لعدم التشعب و محدودية عدد الصفحات أو إجراء مقارنة
بين المؤسسات الجزائرية التي تحمل نفس التصنيف و اكتشاف مسببات ضغوط العمل لدى األفراد في
تلك المؤسسات ومحاولة تخفيف مستوى الضغط و القدرة على السيطرة على موضوع ضغوط العمل
و تاثيرها على األداء الوظيفي مما يعود بالنفع على إنتاجية الفرد و المؤسسة ككل.
83
أفاق الدراسة
اتضح لنا عند القيام بهذه الدراسة عدة إشكاليات جديرة بالطرح السيما أن هذا الموضوع يتسم بالمرونة مما
وأخي ار اتممنا هذا العمل بفضل الله تعالى ،ونسأل الله ان يكون هذا الجهد محققا للفائدة المرجو
تحقيقها في هذا النوع من المعرفة .نظ ار لهذا العمل اجتهاد بشري ،مما يجعله ذو نقائص ،وهو يحتاج
الى التوجيه ،فان أصبنا فمن الله وان أخطائنا فمن أنفسنا ومن الشيطان ،والحمد لله رب العالمين.
84
قائمة المراجع
الكتب
.0أبو بكر مصطفى محمود ،الموارد البشرية-مدخل لتحقيق الميزة التنافسية ،الدار الجامعية،
اإلسكندرية.0231 ،
.0أحمد ماهر ،السلوك التنظيمي ،مدخل بناء المهارات ،المكتب العربي الحديث ،اإلسكندرية ،مصر،
.0221
.3أحمد ماهر ،كيفية التعامل مع ادارة ضغوطات العمل ،الطبعة األولى ،الدار الجامعة ،اإلسكندرية،
.0224
.4حسن راوية محمد ،إدارة الموارد البشرية ،المكتب الجامعي الحديث ،اإلسكندرية.0222 ،
.5حسن راوية ،السلوك التنظيمي المعاصر ،الدار الجامعية اإلبراهيمية ،االسكندرية.0221 ،
.6صالح الدين محمد عبد الباقي ،السلوك التنظيمي مدخل تطبيقي معاصر ،دار الجامعة الجديدة،
اإلسكندرية.0221 ،
.7عبد الحميد أحمد الخزامي ،آفة العصر ،ضغوط العمل بين المدير والخبير ،مكتبة ابن سينا ،مصر،
.0225
.0عبد الرحمان بن عنتر ،إدارة الموارد البشرية ،دار المسيرة للنشر والتوزيع ،عمان.3777 ،
.0فاروق عبد فليه ،السيد عبد المجيد ،السلوك التنظيمي في إدارة المؤسسات التعليمية ،دار المسيرة
للنشر والتوزيع ،األردن.0224 ،
محمد حسن حامدات ،السلوك التنظيمي والتحديات المستقبلية في المؤسسة التربوية ،دار الحامد .01
للنشر والتوزيع ،األردن. 0224 ،
المذكرات
.0أحمد فارس بوعمامة ،المهارات القيادية ودورها في األداء الوظيفي ،مذكرة مكملة لنيل شهادة الماجستير
في علم االجتماع تنمية الموارد البشرية ،جامعة منتوري ،قسنطينة الجزائر .0232/0227
85
.0أمينة قهواجي ،الصراعات التنظيمية وتأثيرها على سلوك وأداء العاملين في المنظمة ،مذكرة مقدمة
لنيل درجة الماجستير ،تخصص تسيير المنظمات ،جامعة أمحمد بوقرة ،بومرداس. 0232 ،
.3إيمان رزاق ،أثر ضغوط على أداء الموظفين ،مذكرة ماجستير ،قسم علوم التسيير ،تخصص تسيير
الموارد البشرية ،جامعة قاصدي مرباح ،ورقلة.0230 ،
.4باهي سالمي ،مصادر الضغوط المهنية و االضطرابات التكنولوجية لدى مدرسي االبتدائي ،المتوسط
.5دليلة عيطور ،الضغط النفسي االجتماعي لدى المرضى ،رسالة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في علم
.6زياد عمار تغريد ،أثر بعض المتغيرات الداخلية على مستوى ضغط العمل ،مذكرة ماجيستر ،الجامعة
اإلسالمية.0225 ،
.7سامية بن طالب ،ضغوط العمل وتأثيرها على أداء العاملين في المنظمة ،مذكرة ماجستير ،قسم علوم
التسيير ،تخصص إدارة أعمال.0232/0227 ،
.0سعيدة تلواخ ،التمكين اإلداري وأثره على األداء الوظيفي ،مذكرة تندرج ضمن الحصول على شهادة
ٍ
أعمال ،جامعة أمحمد بوقرة بومرداس.0231، الماجستير ،تخصص إدارة
.0شفيق شاطر ،أثر ضغوط العمل على الرضا الوظيفي ،مذكرة ماجستير ،جامعة بومرداس.0227 ،
صالح العيد محرز ،أثر الحوافز المادية على أداء األفراد العاملين في المؤسسات الصناعية .01
الجزائرية (دراسة حالة شركة إسمنت تبسة) مذكرة تدخل ضمن متطلبات نيل شهادة الماجيستر ،كلية
صليحة شامي ،المناخ التنظيمي وتأثيره على األداء الوظيفي ،مذكرة ضمن متطلبات نيل شهادة .00
الماجستير ،تخصص تسيير المنظمات ،جامعة أمحمد بوقرة ،بومرداس. 0227 ،
عبد القادر سعيد بنات ،ضغوط العمل وأثرها على أداء الموظفين ،مذكرة ماجستير ،تخصص إدارة .00
أعمال.0227 ،
86
فراس حاج محمد ،أثر ضغوط العمل في مستوى أداء العاملين في القطاع الصحي ،رسالة مقدمة .03
نيل شهادة ماجستير ،إدارة األعمال ،الجامعة االفتراضية السورية ،سوريا.0235 ،
فهيمة حمدي ،أثر ضغوط العمل على أداء المورد البشري ،دراسة حالة المؤسسة االستشفائية .04
زرداني صالح بعين البيضاء أم البواقي ،مذكرة مكملة ضمن متطلبات نيل شهادة ماستر في علوم
نعيمة فضيل ،أهمية تقييم أداء العاملين في تدعيم أداء المؤسسة دراسة حالة المؤسسة الوطنية .05
للكهرباء والغاز– سونلغاز ،مذكرة تخرج تدخل ضمن متطلبات تيل شهادة الماجيستر ،كلية العلوم
االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير ،قسم علوم التسيير ،تخصص إدارة األعمال ،جامعة الجزائر،
.0225/0224
نور الدين شنوفي ،تفعيل نظام تقييم أداء العامل في المؤسسة العمومية االقتصادية ،مذكرة تخرج .06
تدخل ضمن متطلبات تيل شهادة الماجيستر ،قسم علوم التسيير ،تخصص تسيير المنظمات ،البليدة،
.0231
يوسف لعجالية ،مصادر ضغوط العمل لدى العمال ،مذكرة ماجستير ،تخصص علم النفس ،جامعة .07
محمد خيضر. 0232 ،
1. les conditions de travail; «le stress dans les organisations centre de
recherche et d’études en gestion « CREG », université de pav et des pays de
l’Adour, 2007/2008.
87
الملحق رقم :10االستبيان
جامعة الجزائر3
االستمارة التي بين يديكم معدة ألغراض البحث العلمي وهي أداة في البحث ( تأثير ضغوط العمل على
األداء الوظيفي) والتي نسعى من خاللها استطالع آرائكم إزاء الفقرات التي يتضمنها الملحق.
إن دقة وموضوعية إجابتكم تعكس بالتأكيد من اهتمامكم وحرصكم على وصولنا لنتائج دقيقة وصحيحة تفيد
الجميع ،ونظ ار ألهمية رأيكم في هذا المجال نأمل منكم التكرم باإلجابة على اسئلة االستبيان بدقة بعد قراءة
كل عبارة من العبارات الواردة فيها قراءة متأنية ثم وضع اإلشارة ( )xفي الخانة التي تعبر عن مواقفتكم
عليها علما أن إجاباتكم سوف تعامل بسرية تامة وتستخدم ألغراض البحث العلمي فقط.
السنة الجامعية0103-0100
88
-0البيانات الشخصية:
42فما فوق
أرمل
جامعي
89
-0معلومات متعلقة بالموضوع:
ضغوط نفسية
ضغوط مادية
علل ذلك؟...........................................................................................
المعاملة الكفاءة
90
علل اجابتك؟ .......................................................................................
محترما للوقت
91
الملحق رقم ( :)2استمارة االشراف و التربص
92
الملحق رقم ( :)3اتفاقية تربص تطبيقي
93
الملحق رقم ( :)3طلب السماح باجراء تربص تطبيقي
94