You are on page 1of 29

‫"محاضرات تصميم وتنفيذ البحوث االجتماعية"‬

‫اللهم إني أسألك فهم النبيين وحفظ المالئكة المقربين‪ ،‬اللهم اجعل لساني‬
‫عامرا ً بذكرك وقلبي بخشيتك‪ ،‬وسري بطاعتك‪ ،‬إنك على كل شيء قدير‬
‫وحسبنا هللا ونعم الوكيل‪.‬‬

‫اللهم إني أستودعك ما قرأت وما حفظت‪ ،‬وما تعلمت‪ ،‬فرده عند حاجتي‬
‫إليه‪ ،‬إنك على كل شيء قدير‪ ،‬حسبنا هللا ونعم الوكيل‪.‬‬
‫المحاضرة األولى‪ :‬طبيعة العلم والبحث العلمي في العلوم االجتماعية‬

‫مفهوم وأهداف العلم‪:‬‬

‫‪ -۱‬مفهوم العلم‪:‬‬
‫ال يوجد تعريف جامع مانع لمفهوم العلم الختالف وجهات النظر حول طبيعة العلم‪ ،‬فمنهم‬
‫من يرى أن العلم هو هيكل من المعلومات‪ ،‬ومنهم من يرى أنه طريقة في البحث والتفكير‪،‬‬
‫في حين يرى طرف ثالث أن العلم مزيج من المعرفة وطريقة البحث والتفكير‪ ،‬ويرى‬
‫طرف رابع أن العلم يتضمن القيم أو األخالقيات إضافة إلى المادة والطريقة‪.‬‬

‫يمكن التمييز بين ثالثة اتجاهات في تعريف مفهوم العلم ‪.‬‬


‫االتجاه األول‪ :‬ينظر إلى العلم على أنه مجموعة من المعارف المتراكمة والتي تحوي‬
‫العديد من الحقائق والفرضيات والنظريات المرتبة ترتيبا ً منطقية‪.‬‬
‫االتجاه الثاني‪ :‬ينظر إلى العلم على أنه اتباع الطريقة العلمية لدراسة الظواهر المحيطة‬
‫والوصول إلى تفسير لها‪.‬‬
‫االتجاه الثالث‪ :‬يرى أن العلم مادة وطريقة‪ ،‬مؤكدا ً على التكامل بين المادة ‪/‬المعرفة العلمية‬
‫والطريقة ‪/‬البحث العلمي‪.‬‬

‫‪- 2‬األهداف الرئيسية للعلم‪:‬‬

‫للعلم أربعة أهداف رئيسة هي‪:‬‬

‫‪ -1‬وصف الظواهر ‪ Description:‬عن طريق جمع البيانات المتعلقة بالظاهرة المدروسة‬


‫وتصنيفها وترتيبها وتلخيصها معتمدة في ذلك على المالحظة واستخدام أدواته الخاصة‪.‬‬

‫‪ -2‬تفسير الظواهر ‪ Explanation:‬ويعتمد التفسير على دراسة المتغيرات التي تالزم‬


‫الظاهرة وتسبب حدوثها عن طريق التحليل والمقارنة والريط بين العناصر المختلفة‬
‫للتوصل إلى معرفة األسباب ‪.‬‬

‫‪ -٣‬التنبؤ بالظواهر ‪ Prediction :‬يحاول العلم أن يستخدم معلومات سابقة لتوقع حدوث‬
‫نتائج أو ظواهر مستقبلية‪.‬‬

‫‪ -٤‬الضبط أو السيطرة ‪ :Control‬ويعتمد ضبط الظاهرة على مدى صحة تفسيرها والتنبؤ‬
‫بها‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫لطيفه الراجح‬
‫البحث العلمي‪ ،‬األركان والخصائص‪:‬‬

‫البحث العلمي هو ‪« :‬وسيلة يستخدمها الباحث لالستعالم واالستقصاء المنظم والدقيق‬


‫بغرض اكتشاف معلومات أو عالقات جديدة‪ ،‬باإلضافة إلى تطوير أو تصحيح أو تحقيق‬
‫المعلومات الموجودة فعال‪ ،‬على أن يتبع في هذا الفحص واالستعالم الدقيق خطوات المنهج‬
‫العلمي واختيار الطريقة واألدوات الالزمة للبحث وجمع البيانات ‪».‬‬

‫مقومات ثالثة للبحث العلمي هي‪ :‬الباحث‪ ،‬وموضوع البحث‪ ،‬ومنهج البحث ‪.‬‬

‫البحث العلمي هو‪« :‬عملية فكرية منظمة يقوم بها شخص يسمى الباحث‪ ،‬من أجل تقصي‬
‫الحقائق المتعلقة بمسألة أو مشكلة معينة تسمى موضوع البحث‪ ،‬باتباع طريقة علمية‬
‫منظمة تسمى منهج البحث‪ ،‬وذلك للوصول إلى حلول مالئمة للمشكلة أو إلى نتائج صالحة‬
‫للتعميم على المشاكل المماثلة تسمى نتائج البحث ‪».‬‬

‫البحث العلمي هو‪« :‬استقصاء منظم يهدف إلى إضافة معارف علمية‪ ،‬يمكن توصيلها‬
‫والتحقق من صحتها عن طريق االختبار العلمي»‪.‬‬
‫وهو « وسيلة لالستقصاء الدقيق والمنظم يقوم بها الباحث الكتشاف حقائق أو عالقات‬
‫تسهم في تفسير ظاهرة أو مشكلة بغية الوصول إلى حلول لها»‪.‬‬

‫األركان األساسية للبحث العلمي‪:‬‬

‫أركان البحث العلمي هي‪ :‬موضوع البحث‪ ،‬ومنهج البحث‪ ،‬وهدف البحث‪ ،‬وشكل‬
‫البحث ‪.‬‬

‫من حيث الموضوع‪ :‬يستلزم البحث وجود ظاهرة أو مشكلة معينة تتحدى تفكير الباحث‬
‫وتدفعه إلى محاولة الكشف عن جوانبها الغامضة‪.‬‬

‫أما المنهج العلمي‪ :‬فهو مجموعة من القواعد واإلجراءات المتفق عليها من قبل‬
‫المتخصصين في منهجية البحوث والتي يتبعها الباحث للوصول أو الكشف عن الحقيقة‬
‫والتوصل إلى نتائج بحثية سليمة ‪.‬‬

‫أما من حيث الهدف‪ :‬فمن الضروري أن يتجه البحث إلى تحقيق أهداف عامة وغير‬
‫شخصية ‪.‬‬

‫وفيما يتعلق بشكل البحث‪ :‬فيقصد به الصيغة التي كتب البحث بها‪ ،‬وطريقة تنظيم البحث‪،‬‬
‫وتنسيق عناصره شكال وكتابة (تقرير البحث)‪ ،‬بما يضفي عليه الصبغة التنظيمية‪ ،‬ويوفر‬
‫له قدرة من الجاذبية‪ ،‬التي توافق العرف العلمي العام على السير عليها‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫لطيفه الراجح‬
‫خصائص البحث العلمي‪:‬‬

‫‪ -‬الموضوعية ‪ :Objectivity‬تعني الموضوعية إبعاد الباحث كل ما لديه من أفكار‬


‫وتحيزات مسبقة عن موضوع الدراسة والبحث‪.‬‬

‫‪ -‬القابلية إلثبات نتائج البحث العلمي ‪ : verification‬االستناد إلى حقائق أو إشكاليات‬


‫قابلة لالختبار والقياس والتأكد منها ‪ .‬أي إمكانية جمع المعلومات الالزمة لالختبار‬
‫اإلحصائي للتأكد من صحة الفرضيات‪.‬‬

‫‪ -‬إمكانية تكرارية النتائج ‪ : Replicability‬حيث يمكن الحصول على النتائج نفسها تقريبا‬
‫إذا تم اتباع المنهجية العلمية نفسها وخطوات البحث مرة أخرى وفي الشروط نفسها‪.‬‬

‫‪ -‬القابلية للتعميم ‪ :generalization‬بمعنى االنتقال من الحكم الجزئي إلى الحكم الكلي عن‬
‫طريق دراسة عينة وتعميم النتائج على المجتمع األصلي بشرط أن تكون عناصره‬
‫متجانسة‪.‬‬

‫‪ -‬التبسيط واالختصار ‪ : Parsimony‬بمعنى البساطة في شرح الظاهرة أو المشكلة‬


‫البحثية‪.‬‬

‫‪ -‬البحث العلمي هادف ‪ Purposiveness‬بمعنى أن يكون للبحث العلمي غاية أو هدف‬


‫يسعى إلى تحقيقه‪.‬‬

‫‪ -‬القدرة على التنبؤ ‪ :predictability‬بمعنى استخدام نتائج البحث الحقا بحاالت ومواقف‬
‫مشابهة‪.‬‬

‫‪ -‬المرونة ‪ :flexibility‬بمعنى توائم البحث مع المشكالت المختلفة‪.‬‬

‫‪ -‬البحث عن األسباب المؤدية إلى الظاهرة موضوع الدراسة‪.‬‬

‫‪ -‬التراكمية‪ :‬ويقصد بها تراكم المعرفة‪.‬‬

‫‪ -‬التنظيم‪ :‬اتباع منهج علمي يبدأ بالمالحظة ووضع الفرضيات واختبارها عن طريق‬
‫التحري ثم الوصول إلى النتائج‪ ،‬كما يستند إلى التنظيم في طريقة التفكير‪.‬‬

‫‪ -‬االستنباط ‪ :Deduction‬هو البدء بالنظريات الستنباط الفرضيات منها‪ ،‬بمعنى االنتقال‬


‫من الكل إلى الجزء‪.‬‬

‫‪ -‬االستقراء ‪ :Induction‬هو مالحظة الظواهر والوقائع الملموسة ثم تشكيل‬


‫الفرضيات‪ .‬بمعنى االنتقال من الجزء إلى الكل‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫لطيفه الراجح‬
‫الطريقة العلمية ومنهجية البحث العلمي‪:‬‬

‫تعتمد الطريقة العلمية التي يفرضها البحث العلمي على االستقصاء النقدي والتحليلي‪ ،‬ووفق هذه‬
‫الطريقة يتم تحديد المشكالت البحثية‪ ،‬وفرض الفرضيات‪ ،‬وجمع المعلومات وتنظيمها وتحليلها‪،‬‬
‫واستخالص النتائج‪ ،‬والتأكد من مدى مالءمة الفرضيات في ضوء ذلك‪ ،‬واقتراح البدائل أو‬
‫الحلول الممكنة ‪.‬‬

‫أسس الطريقة العلمية‪:‬‬


‫‪1‬ـ التسليم بأن العالم الطبيعي واالجتماعي منظم‪ ،‬وتحكمه مجموعة من القوانين‪. ،‬‬
‫‪- 2‬أن الحقيقة يمكن اكتشافها من خالل مالحظة الواقع وإمكانية إرجاع الظواهر واألحداث إلى‬
‫أسبابها ‪.‬‬
‫‪- ٣‬أن النتائج ال يمكن التسليم بها‪ ،‬إال إذا توافرت الشواهد واألدلة الواقعية على صحتها ‪.‬‬
‫‪ -٤‬إمكانية التجريب‪ ،‬وهو ببساطة مالحظة مقننة‪ ،‬تهدف إلى التحقق من صحة الفرضيات‬
‫األولية ‪.‬‬

‫منهجية البحث العلمي ومنهج البحث العلمي‬

‫‪ -‬منهجية البحث العلمي‪:‬‬


‫يشير مفهوم منهجية البحث العلمي ‪ Research Methodology‬إلى وسيلة أو طريقة لحل‬
‫مشكلة البحث بشكل منهجي‪ ،‬فالمنهجية هي علم دراسة كيف يتم إجراء البحث بطريقة علمية‪.‬‬
‫كما يقصد به جميع الخطوات البحثية ابتداء من أسباب إجراء الدراسة‪ ،‬واختيار وتحديد كل من‬
‫مشكلة البحث‪ ،‬والمنهج المستخدم‪ ،‬ومجتمع الدراسة‪ ،‬والعينة‪ ،‬ومحددات الدراسة‪ ،‬وأداة جمع‬
‫البيانات‪ ،‬وأساليب معالجة البيانات وتحليلها إحصائيا‪ ،‬وتفسير النتائج‪ ،‬وكتابة التقرير النهائي‪،‬‬
‫والمراجع العلمية التي تم االستعانة بها‪.‬‬
‫ولمنهجية البحث العلمي أبعادا متعددة ومناهج البحث أو طرق البحث ‪Research‬‬
‫‪ Methods‬تشكل جزءا أو بعدا من أبعاد منهجية البحث‪.‬‬

‫‪ -‬منهج البحث العلمي‪:‬‬


‫مناهج البحث أو طرق البحث ‪ Research Methods‬هي الطرق واألدوات التي يستخدمها‬
‫الباحث في إجراء وتنفيذ البحث‪ .‬ويمكن وضع مناهج وطرق البحث في ثالث مجموعات هي ‪:‬‬
‫المجموعة األولى والتي تشمل تلك األساليب التي تهتم بجمع البيانات‪ .‬وتشمل المجموعة الثانية‬
‫األساليب اإلحصائية التي تستخدم للتعرف على العالقات بين البيانات التي تم جمعها‪ .‬في حين‬
‫تشمل المجموعة الثالثة في حين تشمل المجموعة الثالثة واألخيرة األساليب اإلحصائية التي‬
‫تستخدم لتقييم دقة النتائج البحثية المتحصل عليها ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫لطيفه الراجح‬
‫مناهج البحث العلمي الرئيسية‬
‫المنهج الكمي‪ :‬يستخدم عادة لدراسة الظواهر االجتماعية باستخدام أسلوب العينة‬
‫االحتمالية (العشوائية)‪ ،‬وأسلوب العينة غير االحتمالية‪ ،‬والمنهج التجريبي والشبه التجريبي‬
‫ومنهج المسح االجتماعي‪ ،‬والمقاييس الموضوعية وأساليب التحليل اإلحصائي المتقدمة ‪.‬‬
‫ويقوم المنهج الكمي على االستنباط ‪ deduction‬ويكون موجها ً نحو النتائج‪ .‬وأدوات جمع‬
‫البيانات في المنهج الكمي يتم تصميمها لتقديم حقائق موضوعية‪ ،‬وثابتة‪ ،‬ورقمية‪ ،‬وقابلة‬
‫للمالحظة والقياس حول جزئيات أو متغيرات معرفة تعريفا ً إجرائياً‪ .‬ومن هذه األدوات المالحظة‬
‫المقننة واالستبانة والمقاييس المقننة‪.‬‬
‫المنهج النوعي أو الكيفي‪ ،‬فيستخدم عادة لمعرفة الخصائص األساسية والضرورية للظواهر‬
‫االجتماعية‪ .‬ويرتبط المنهج الكيفي باستخدام المنهج اإلثنوغرافي ومنهج دراسة الحالة والمقابالت‬
‫العميقة والمالحظة بالمشاركة‪.‬‬
‫ويقوم المنهج الكيفي على االستقراء ‪ induction‬ويعتبر أكثر شمولية‪ ،‬وموجه نحو‬
‫الخطوات‪ .‬أما األدوات المستخدمة في هذا المنهج فهي المالحظة المباشرة غير المقننة والمقابلة‬
‫غير المقننة والمقاييس غير المقننة والطبيعية‪ ،‬التي تستخدم في دراسة الظواهر الخالية من التحكم‬
‫التجريبي‪.‬‬

‫دور النظرية العلمية وأهميتها في البحث العلمي‪:‬‬


‫‪ -‬تعرف النظرية االجتماعية بأنها مجموعة مترابطة من المفاهيم والتعريفات والمقوالت‬
‫التي تشكل رؤية منظمة للظواهر االجتماعية عن طريق تحديد العالقات بين المتغيرات‬
‫بصورة تؤدي إلى تفسير الظاهرة والتنبؤ بها‪.‬‬

‫‪ -‬تؤثر النظرية العلمية بطرق مختلفة في المراحل والخطوات المتتابعة للبحث العلمي‪:‬‬
‫‪ -‬تعمل النظرية على توجيه الباحثين نحو دراسة الموضوعات المهمة‪،‬‬
‫‪ -‬تحدد النظرية ميادين ومجاالت الدراسة‪ ،‬ومن ثم توجه الباحث إلى جمع الحقائق‬
‫والبيانات التي يجب الحصول عليها إلنجاز بحثه‪.‬‬
‫‪ -‬تفيد في اختيار المتغيرات البحثية ‪.‬‬
‫‪ -‬تقدم النظرية العلمية عددا ً كبيرا ً من المفاهيم والمصطلحات العلمية‪.‬‬
‫‪ -‬تساعد النظرية الباحث على تلخيص الحقائق العلمية وتصنيفها وإيجاد العالقات بينها‪،‬‬
‫وتفسير النتائج البحثية التي يتوصل إليها ‪.‬‬
‫‪ -‬تضفي المغزى والداللة على النتائج التي يتوصل إليها البحث من ناحية‪ ،‬كما تساعد‬
‫تعميماتها ومفاهيمها على تنمية وتطوير البحث من ناحية أخرى ‪.‬‬
‫‪ -‬تساعد النظرية في كشف القصور في المعارف العلمية‪ ،‬ألنها تظهر الفجوات المعرفية‬
‫الموجودة في المعارف العلمية‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫لطيفه الراجح‬
‫وظائف النظرية العلمية‪:‬‬
‫‪ -‬تسهم في مجال وصف الظواهر االجتماعية باستخدام المفاهيم والتعريفات‪.‬‬
‫‪ -‬تفيد في تصنيف هذه الظواهر وتحليلها وتفسيرها استنادا إلى الفرضيات العلمية‪.‬‬
‫‪ -‬تساعد في عملية التنبؤ بما ستكون عليه الظاهرة في المستقبل تحت ظروف معينة ‪.‬‬

‫أهمية البحث بالنسبة للنظرية‪:‬‬


‫‪ -‬يساعد البحث العلمي النظرية على أن تكسب مصداقيتها وكفاءتها التفسيرية‪.‬‬
‫‪ -‬قد يرفض البحث العلمي ‪ ،‬أو يعدل أو يضيف إلى ما جاءت به نظرية أو نظريات أخرى‬
‫من نتائج أو أفكار‪.‬‬
‫‪ -‬وإجماالً‪ :‬فإن العالقة متبادلة ومتشابكة بين النظرية والبحث العلمي‪ ،‬فالنظرية توجه‬
‫البحث‪ ،‬ويقوم البحث بالكشف عن الحقائق واختبار النظرية‪ ،‬وهذا من شأنه المساهمة في‬
‫تطوير ونمو العلم والبحث العلمي‪.‬‬

‫مراحل والخطوات األساسية إلعداد وتنفيذ البحث العلمي‪:‬‬


‫يمر البحث العلمي (برأي حسن) بمراحل ثالثة رئيسية هي‪ :‬المرحلة التحضيرية‪،‬‬
‫والمرحلة الميدانية‪ ،‬والمرحلة النهائية ‪.‬‬

‫المرحلة التحضيرية‪ :‬يقوم الباحث باختيار مشكلة البحث وصياغتها وتحديد المفاهيم‬
‫والفرضيات العلمية‪ ،‬وتحديد نوع الدراسة التي يقوم بها‪ ،‬وكذا نوع المنهج المستخدم في‬
‫البحث واألدوات الالزمة لجمع البيانات‪ ،‬كما يقوم بتحديد مجاالت البحث الثالثة‪ :‬البشري‪،‬‬
‫المكاني‪ ،‬الزمني‪.‬‬

‫المرحلة الميدانية‪ :‬يقوم الباحث بجمع البيانات إما بنفسه أو عن طريق مجموعة من‬
‫الباحثين الميدانيين الذين يستعان بهم في أغلب األحيان في البحوث الكبيرة التي تجريها‬
‫مراكز البحث العلمي والهيئات والمؤسسات العامة ‪.‬‬

‫المرحلة النهائية‪ :‬يقوم الباحث بتصنيف البيانات وتفريغها وجدولتها وتحليلها وتفسيرها‪ ،‬ثم‬
‫يقوم بكتابة تقرير مفصل يشتمل على كل الخطوات التي مرت بها عملية البحث ‪.‬‬

‫يرى «كومار» أن مراحل البحث العلمي ثالثة مراحل‪ .‬فالمرحلة األولى هي مرحلة‬
‫اختيار موضوع البحث‪ .‬والمرحلة الثانية للبحث هي التخطيط إلجراء البحث‪ ،‬أما المرحلة‬
‫الثالثة واألخيرة للبحث فهي مرحلة إجراء البحث‪ ،‬وكتابة التقرير النهائي للبحث‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫لطيفه الراجح‬
‫وفي هذا الدليل‪ ،‬سيتم تقسيم مراحل إعداد وإنجاز البحث العلمي إلى أربع مراحل أساسية‬
‫تسلسلية مترابطة‪ ،‬ولكل مرحلة عددا ً من الخطوات‪ .‬ويوضح الشكل اآلتي مراحل‬
‫وخطوات البحث العلمي في العلوم االجتماعية‪.‬‬

‫خطة البحث‬
‫تعرف خطة البحث على أنها «مقترح مكتوب لمشروع بحث أو دراسة يعكس التصورات‬
‫الذهنية للباحث عن مشكلته وكيفية حلها‪ ،‬أو عن موضوع بحثه وكيفية معالجته»‪ ،‬ومن ثم‬
‫ينبغي أن تتضمن اإلجابة عن التساؤالت الرئيسية التالية‪ :‬ماذا يريد أن يدرس الباحث؟‬
‫ولماذا يقوم الباحث بدراسة تلك المشكلة؟ وكيف سيقوم الباحث بحل مشكلته؟ ‪.‬‬
‫كما يعرف البعض خطة البحث بأنها «الوصف التفصيلي للطرق واإلجراءات‬
‫واالستراتيجيات واآلليات التي يستخدمها الباحث لدراسة مشكلة بحثية»‪،‬‬
‫ويمكن القول إن مقترح البحث يحاول اإلجابة عن أسئلة ثالثة‪ :‬ما الذي ينوي الباحث فعله؟‬
‫ولماذا؟ وكيف؟‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫لطيفه الراجح‬
‫تتكون خطة البحث النموذجية من النقاط التالية‪:‬‬
‫‪- 1‬عنوان البحث‪ :‬ويشترط في عنوان البحث االختصار والوضوح والجدة والتحديد‬
‫للمجتمع المستهدف والمنهج والمتغيرات المراد دراستها‪.‬‬
‫‪- 2‬مقدمة عامة‪ :‬تشرح السياق العام واإلطار النظري الذي انبثقت منه مشكلة‬
‫الدراسة‪ .‬وينبغي أن تتضمن المقدمة التعريف بموضوع البحث‪ ،‬وأهميته‪ ،‬وعناصره‬
‫ودراسات حوله‪ ،‬والتطورات النظرية للدراسة ومبررات الدراسة ومدى الحاجة إلى‬
‫إجرائها‪ .‬وهذه التبريرات تمثل األهمية العلمية لمشكلة الدراسة‪.‬‬
‫‪- ٣‬تحديد مشكلة البحث‪ :‬ويتم فيها عرض المشكلة البحثية‪ ،‬وتحديد النقاط الرئيسة‬
‫والفرعية التي يرغب في دراستها‪ ،‬مع توضيح أبعاد المشكلة‪ ،‬ثم صياغتها بدقة إما في‬
‫صورة تقريرية أو صورة سؤال رئيسي وأسئلة فرعية أو الجمع بين األسلوبين‪.‬‬
‫‪- ٤‬تحديد تساؤالت البحث‪.‬‬
‫‪- 5‬أهداف البحث‪.‬‬
‫‪- 6‬اإلطار النظري للبحث أو ما يعرف بالمسح األدبي‪ :‬ويتكون من جزأين هما اإلطار‬
‫النظري‪ ،‬والدراسات السابقة ‪.‬‬
‫‪- ۷‬تحديد المفاهيم والمتغيرات البحثية‬
‫‪- ۸‬تحديد الفرضيات المستخدمة في البحث ‪.‬‬
‫‪- 9‬تحديد اإلجراءات المنهجية للبحث‪ :‬بمعنى تحديد نوع الدراسة‪ ،‬والمنهج وعينة‬
‫الدراسة‪ ،‬وأدوات جمع البيانات‪ ،‬ومجاالت البحث الثالثة‪ :‬البشري‪ ،‬والمكاني‪ ،‬والزمني‪.‬‬
‫‪- 1۰‬تحديد طرق التحليل اإلحصائي للبيانات‪.‬‬
‫‪-11‬الجدول الزمني المقترح إلنهاء البحث‪..‬‬
‫‪- 12‬النتائج المتوقعة وطرق االستفادة منها ‪..‬‬
‫‪-1٣‬المراجع‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫لطيفه الراجح‬
‫المحاضرة الثانية‪ :‬اختيار وتحديد موضوع البحث والمشكلة البحثية‬

‫أوال‪ :‬اختيار وتحديد موضوع البحث‬

‫يتطلب اختيار وتحديد موضوع البحث جملة من الخطوات وهي‪:‬‬

‫صص الباحث ‪.‬‬


‫أ‪ -‬المراجعة المبدئية للتراث العلمي في مجال تخ ّ‬

‫ي‬
‫تعتبر أول خطوة يتوجب القيام بها عند إجراء بحث علم ّ‬
‫تكون عن طريق زيارة المكتبة واستخدام شبكة االتصاالت العالمية ومصادر معلومات‬
‫أخرى المتاحة‪ ،‬والهدف منها االطالع على الدراسات السابقة والنظريات ذات العالقة‬
‫والكتب القيمة في مجال التخصص‪.‬‬

‫وتتمثل أهمية هذه الخطوة في أن اختيار موضوع البحث ال بد أن يكون قائما على أساس‬
‫القراءة والمعرفة واالطالع حتى ال يختار الباحث موضوعا من الخيال أو الفكر المجرد‬
‫بما يعرضه للعديد من المشكالت والصعوبات‬

‫يساعد االطالع على الدراسات والبحوث السابقة الباحث على‪:‬‬

‫‪ -‬تكوين فكرة عامة عن الموضوعات الجديرة بالبحث في مجال تخصصه وأهميتها العلمية‬

‫‪ -‬اكتشاف نواحي النقص في مجال التخصص التي ال تزال تحتاج المزيد من البحوث‬

‫‪ -‬التعرف على االجراءات المنهجية والمعالجات اإلحصائية التي اتبعتها الدراسات السابقة‬
‫ومحاولة االستفادة منها في إجراءاته البحثية‬

‫‪ -‬استفادة الباحث من النتائج التي توصلت إليها الدراسات السابقة في بناء المسلمات التي‬
‫ينطلق منها بحثه واستكمال الجوانب التي توقفت عندها الدراسات السابقة‬

‫‪ -‬مساعدة الباحث على بلورة مشكلة البحث‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫لطيفه الراجح‬
‫ب‪ -‬اختيار موضوع البحث‬

‫بعد مراجعة التراث العلمي يجد الباحث نفسه أمام عدد كبير من الموضوعات‪ .‬وعليه أن‬
‫صصه العلمي أو في أحد فروعه‪ ،‬وعلى الباحث أن يجيب على‬ ‫يختار موضوع في تخ ّ‬
‫األسئلة التالية عند اختيار الموضوع‪:‬‬

‫‪ -‬ما مدى حداثة الموضوع؟‬

‫‪ -‬هل يتوافق الموضوع مع رغباته وميول وخبرة الباحث ؟‬

‫‪ -‬هل يستحق الموضوع الجهد الذي سيبذله الباحث في دراسته‪.‬‬

‫‪ -‬هل تتوفر له المراجع العلمية الالزمة؟‬

‫‪ -‬هل لدى الباحث القدرة العلمية التي تمكنه من دراسة الموضوع‬

‫‪ -‬هل لدى الباحث الخلفية اإلحصائية التي تمكنه من فهم األبعاد اإلحصائية المتعلقة‬
‫بالموضوع‬

‫يجب على الباحث تجنب اختيار موضوع تمت دراسته من قبل‪ ،‬إال في حالة ما رأى أنه‬
‫سيضيف جديدا للموضوع سواء في المعالجة المنهجية أو في إيضاح حقائق جديدة يقدمها‬
‫بناء على اكتشاف مصادر جديدة تغير من الفكرة المعروفة عن الموضوع او التطرق إلى‬
‫جوانب لم يتم التطرق إليها من قبل باحثين آخرين‬

‫تتمثل أهم المصادر التي تأتي منها أفكار البحوث والدراسات في‪:‬‬

‫‪ -‬الكتب والمراجع العلمية ورسائل الماجستير والدكتوراه والمقاالت المنشورة في‬


‫الدوريات العلمية والندوات والمؤتمرات والتقارير والنشرات اإلحصائية والخبرة العلمية‬
‫للباحث والمناقشات مع الخبراء والمختصين في مجال التخصص والمجاالت ذات العالقة‪.‬‬

‫ج‪ -‬تحديد نطاق موضوع البحث ‪ :‬ويمر بثالث مراحل أساسية وهي‪:‬‬

‫الخطوة األولى‪ :‬اختيار موضوع عام يدخل ضمن اهتماماته الشخصية ويكون له خبرة سابقة به‬

‫تتوفر في الموضوع الجيد ثالث شروط أساسية وهي ‪ :‬ان يكون مثيرا للمناقشة وفيه خالف‬
‫بين الباحثين‪ ،‬وان يكون ظاهرا وواضحا وواقعيا‪ ،‬وأن يترتب على دراسته نتائج واضحة‬

‫الخطوة الثانية‪ :‬فلترة الموضوع وتضييق مجال البحث واالنطالق من العام نحو الخاص‬
‫ويكون ذلك عبر الفكرة الرئيسية للموضوع و المكان والزمن‪.‬‬

‫الخطوة الثالثة‪ :‬السؤال العام ويتضمن السؤال الرئيسي للبحث الذي سيسعى الباحث لإلجابة‬
‫عليه ويتم من خالله تحديد الكلمات الدالة للبحث‬
‫‪10‬‬
‫لطيفه الراجح‬
‫ثانيا‪ :‬تحديد وصياغة مشكلة البحث‬

‫‪- 1‬المشكلة البحثية‪ :‬المفهوم وطرق الصياغة‬

‫‪ -‬هي موقف أو سؤال غامض ال نجد له تفسيرا محددا‬

‫المشكلة البحثية هي موقف يحيط به غموض أو ظاهرة تحتاج إلى تفسير أو تساؤل محير‬
‫ليس له إجابة محددة‪ .‬أو قضية موضع خالف‪ .‬ولدى الباحث الرغبة في التوصل إلىا لحقيقة‬
‫بشان ذلك الموضوع أو تلك الظاهرة موضع التساؤل‬

‫إن جوهر مشكلة البحث هي االفتقار للمعرفة أو حالة عدم اليقين بما يتعلق بظاهرة أو أمر‬
‫من األمور ‪.‬‬

‫‪ -‬طرق وأساليب صياغة مشكلة البحث‬

‫يقصد بصياغة المشكلة البحث تحديدها في عبارات واضحة ومفهومة تعبر عن مضمون‬
‫المشكلة ومجالها بما يساعد في فصلها وتمييزها عن سائر المجاالت األخرى‬

‫وتحدد مشكلة البحث هدف البحث وماذا يريد الباحث‪ ،‬لذلك يجب أن تخبر القارئ بما‬
‫يعتزم الباحث القيام به ‪.‬‬

‫تؤدي الصياغة الدقيقة للمشكلة إلى توجيه الباحث إلى العناية مباشرة بموضوع بحثه‬
‫وجمع البيانات والمعلومات المتعلقة بها‪ .‬ويرشد تحديد المشكلة الباحث إلى المصادر‬
‫الحقيقية المرتبطة بمشكلته‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫لطيفه الراجح‬
‫هناك اتفاق بين المتخصصين على طريقتين في صياغة المشكلة‬

‫الطريقة األولى‪ :‬الصياغة اللفظية أو اإلخبارية‪ :‬تتم فيها الصياغة في جملة أو أكثر‬
‫بأسلوب تقريري ويتم التطرق من العام الى الخاص‪ .‬كالتحدث على المستوى العالمي‬
‫فاإلقليمي ثم الدولة و المنطقة التي سيطبق فيها منتهيا بتحديد المشكلة في عبارة تقريرية‪.‬‬

‫الطريقة الثانية‪ :‬الصياغة االستفهامية‪ :‬حيث تتم صياغة المشكلة على هيئة سؤال او‬
‫مجموعة أسئلة وتكون الصياغة على شكل فروق أو عالقات ‪.‬‬

‫ويفضل العلماء الصياغة االستفهامية للمشكلة البحثية ألنهم يرون أنها تبرز بوضوح‬
‫العالقة بين المتغيرات األساسية الواردة في السؤال او األسئلة‪ .‬ويكون الهدف من الدراسة‬
‫هو اإلجابة على ذلك السؤال أو تلك األسئلة‬

‫هناك عدة اعتبارات ينبغي مراعاتها عند صياغة مشكلة البحث من أهمها ‪:‬‬

‫‪ -‬أن توضح الموضوع الرئيسي للبحث‬

‫‪ -‬تحديد النقاط الرئيسية والفرعية التي تتضمنها المشكلة‬

‫‪ -‬تحديد األسباب التي دفعت الباحث الختيار المشكلة‬

‫‪ -‬التعريف بأهم الدراسات السابقة التي أجريت في موضوع البحث والموضوعات ذات‬
‫العالقة وأهم اإلضافات التي يرجو الباحث تقديمها بدراسة هذه المشكلة‬

‫‪ -‬وضع ذلك في عبارات واضحة وسهلة الفهم واالستيعاب‬

‫‪ -‬أن يقوم الباحث بصياغة المشكلة بأسلوبه الخاص استنادا الى قراءاته وأال يستشهد عند‬
‫صياغة المشكلة البحثية بالمراجع إال في أضيق الحدود‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫لطيفه الراجح‬
‫ثالثًا‪ :‬تحديد وصياغة أسئلة وأهداف البحث‬

‫‪ -1‬أسئلة البحث‬

‫‪ -‬يقصد بها تلك األسئلة التي تحدد طبيعة مشكلة البحث أو المسائل التي يريد الباحث‬
‫التركيز عليها‪ .‬وأسئلة البحث ليست أسئلة االستبيانات والمقابالت ‪.‬‬

‫أسئلة البحث هي ترجمة مفصلة ألهداف الدراسة‪ .‬ولكي تتحقق هذه األهداف فال بد من‬
‫ترجمتها الى تساؤالت أو فروض‪ .‬ويمكن تصنيف أسئلة البحث إلى نوعين رئيسين‬
‫وهي ‪:‬‬

‫األسئلة الوصفية‪ :‬ال يتم االجابة عنها باستخدام أساليب اإلحصاء االستداللي فهي مجرد‬
‫أسئلة لوصف وتلخيص البيانات‬

‫أسئلة العالقات بين المتغيرات‪ :‬وتصنف إلى نوعين‪ :‬أسئلة الفروق او االختالفات يتم فيها‬
‫مقارنة درجات المتغير التابع الثنين أو أكثر من المجموعات المختلفة مع أحد مستويات‬
‫المتغير المستقل‬

‫أسئلة العالقات ‪ :‬هي تلك األسئلة التي تبحث في عالقة االرتباط أو التأثير بين المتغيرات‬
‫البحثية‪ .‬بمعنى انها تسعى لمعرفة كيف يرتبط متغيرين أو أكثر معًا ‪.‬‬

‫‪ -2‬أهداف البحث‬

‫تحدّد األهداف االتجاه العام للدراسة‪ ،‬ويقصد بها تلك الغايات التي يرمي الباحث إلى‬
‫تحقيقها من خالل إجرائه للدراسة ‪.‬‬

‫هناك مجموعة من المعايير التي يجب أخذها في االعتبار عند صياغة أهداف الدراسة‪:‬‬

‫‪ -‬أن تكون محددة ويمكن قياس مدى تحققها‬

‫‪ -‬أن تكون واضحة وغير قابلة للتأويل‪ .‬ووثيقة الصلة بمشكلة البحث‬

‫‪ -‬أن تكون قابلة للتحقق في ضوء الوقت والجهد المحددين‬

‫‪ -‬أن تكتب في شكل نقاط محددة‪ ،‬مع االبتعاد عن المبالغة في وضع األهداف الكثيرة‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫لطيفه الراجح‬
‫راب ًعا‪ :‬تحديد أهمية البحث‬

‫تعرف بأنها مبررات إجراء البحث أو القيمة حقيقية المرجوة من إجراء البحث‪ .‬وتنقسم إلى‬
‫أهمية علمية تتناول اإلضافات العلمية التي سوف يقدمها البحث للنظرية ومجال‬
‫صص‪ .‬واهمية عملية أو تطبيقية تتناول فائدة البحث وما سوف يتوصل إليه من نتائج‬ ‫التخ ّ‬
‫تفيد المنظمات والمجتمع‪ .‬وعند تحديد أهمية البحث يجب اإلشارة إلى النقاط التالية‪:‬‬

‫‪-‬األسباب التي أدت إلى دراسة هذه المشكلة‪.‬‬

‫‪-‬النتائج المتوقعة وفوائدها(اإلضافات العلمية)‪.‬‬

‫‪-‬العائد على المنظمات مح ّل الدراسة والمجتمع بوجه عام‪.‬‬


‫‪14‬‬
‫لطيفه الراجح‬
‫سا‪ :‬حدود البحث‬
‫خام ً‬

‫هي تحديد اإلطار الذي ينبغي أن يتحرك فيه الباحث ‪ .‬ويمكن تقسيم حدود البحث‪:‬‬

‫الحدود الموضوعية‪ :‬تمثل المواضيع التي يتطرق أو ال يتطرق لها‪ ،‬إ ّما ألنها تثير خالف‬
‫او معقدة أو يصعب توفير البيانات أو تحتاج لتقنيات غير متاحة‬

‫الحدود الجغرافية‪ :‬تشمل النطاق الجغرافي الذي سيشمله البحث‬

‫الحدود الزمنية‪ :‬الفترة الزمنية التي يغطيها البحث‬

‫الحدود البشرية‪ :‬تمثل األشخاص الذين يشملهم البحث‬

‫‪15‬‬
‫لطيفه الراجح‬
‫المحاضرة الثالثة‪ :‬تحديد المفاهيم وقياس المتغيرات البحثية‬

‫تحديد وتعريف مفاهيم البحث‬

‫تعتبر المفاهيم من أساسيات البحث العلمي ومطلبا ً ضروريا ً في البحوث االجتماعية ألنها‬
‫تعتبر وحدة نقل المعاني بين الدارسين وبين الباحث والقارئ ‪.‬‬

‫المفاهيم عبارة عن أفكار أو تعبيرات تجريدية تعتمد على الصفات والخصائص المشتركة‬
‫لألشياء‪.‬‬

‫المفهوم هو لفظ له معنى معين ويشير إلى مدلول واقعي‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ :‬مفهوم‬
‫المكانة االجتماعية يتكون من لفظ هو المكانة االجتماعية‪ ،‬وله معنى معين هو الوضع الذي‬
‫يشغله الشخص بالمقارنة باآلخرين‪ ،‬ويشير إلى مدلول هو أن األفراد تختلف مواقعهم‬
‫ودرجاتهم‪.‬‬

‫وتختلف المفاهيم العلمية من حيث مستوى عموميتها أي حجم المدلول الواقعي للمفهوم‪،‬‬
‫وبناء على ذلك يوجد نوعان من المفاهيم‪:‬‬

‫‪-‬المفاهيم النظرية والتجريدية‪ ،‬وهي تلك المفاهيم العامة جدا في معناها ‪ ،‬أي ال ترتبط‬
‫بزمان أو مكان معينين‪ ،‬فهي تشير إلى مدلول معين دون التقييد بحدود جغرافية أو حدود‬
‫زمنية‪ ،‬مثل المنظمة‪ ،‬واإلدارة‪ ،‬واألسرة‪ ،‬والدور‪ ،‬االلتزام التنظيمي‪ ،‬والثقافة التنظيمية‪،‬‬
‫واألجهزة الحكومية‪.‬‬

‫‪-‬المفاهيم الملموسة أو الواقعية‪ :‬وهي تلك المفاهيم التي ترتبط بزمن معين أو مكان معين‬
‫أو بكليهما‪ .‬ومن أمثلة تلك المفاهيم المنظمات الخدمية السعودية‪ ،‬األسرة المصرية‪ ،‬االلتزام‬
‫التنظيمي للعاملين في األجهزة الحكومية في مدينة الرياض‪.‬‬

‫يوجد نوعان من التعريفات المستخدمة في تعريف المفهوم هما‪:‬‬

‫‪-‬التعريف النظري‪ :‬وهو يوضح المفهوم بعبارات مجردة ال ترتبط بزمان أو مكان أو‬
‫جماعة‪ .‬والتعريف الجيد ينبغي أن يكون محددا (عدم تداخل المفاهيم) وواضحا يسهل فهمه‬
‫والمقصود منه‬

‫‪-‬التعريف اإلجرائي‪ :‬هو مجموعة من اإلشارات والخطوات العلمية العامة التي تساعد‬
‫الباحث على معرفة درجة وجود المفهوم في موقف معين‪ .‬بمعنى أن التعريف اإلجرائي‬
‫هو الخطوات واإلجراءات العملية التي يستخدمها الباحث في قياس المفهوم‪ ،‬والتعريف‬
‫اإلجرائي الجيد هو الذي يعكس التعريف النظري للمفهوم ويمكن تطبيقه في ظروف‬
‫متباينة ‪.‬‬

‫والمفهوم النظري الواحد يمكن أن تتعدد التعريفات اإلجرائية المنبثقة منه‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫لطيفه الراجح‬
‫كيفية تحديد المفاهيم‪ -:‬يتم تحديد أي مفهوم بثالث طرق هي‪:‬‬

‫‪ -1‬االستناد إلى التعريفات السابقة للمفهوم‪ :‬وفي هذه الطريقة يتم حصر التعريفات السابقة‬
‫للمفهوم‪ ،‬ثم تحديد الجوانب المشتركة بين كل هذه التعريفات التخاذها أساسا ً لتعريف‬
‫المفهوم بصورة مبدئية‪ ،‬ثم عرض التعريف المبدئي للمفهوم للنقد ووضعه في الصورة‬
‫النهائية‪ ،‬ويجب أن يتصف التعريف النهائي للمفهوم بثالث سمات هي‪ :‬اإليجاز في العبارة‪،‬‬
‫والقطع في الداللة والمعنى‪ ،‬ووحدة التفكير‪.‬‬
‫‪ -2‬االستناد إلى الخصائص البنائية والوظيفية للمفهوم‪ :‬يوجد نوعان من المكونات ألي‬
‫مفهوم هما‪ :‬مكونات بنائية وهي الوحدات أو األشياء التي يتكون منها المفهوم‪ .‬والمكونات‬
‫الوظيفية‪ ،‬وهي الوظائف التي يؤديها كل مكون بنائي من مكونات المفهوم‪ .‬وعلى ذلك‬
‫يمكن تحديد المفهوم بتحليله إلى مكوناته البنائية أو الوظيفية أو كليهما معا‪.‬‬
‫‪ -٣‬االستناد إلى التعريفات اإلجرائية‪ ،‬والتعريف اإلجرائي هو تحديد ما يجب أن يقوم به‬
‫الباحث لقياس المفهوم أو مالحظته وتسجيله‪ .‬وتستخدم هذه الطريقة عند عدم وجود مصدر‬
‫آخر مناسب لتوضيح معنى المفهوم‪ ،‬فيقوم الباحث باالستعانة بالتعريفات اإلجرائية السابقة‬
‫لتحديد معنى المفهوم‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫لطيفه الراجح‬
‫المتغيرات البحثية‬
‫يتضمن البحث العلمي مجموعة من المفاهيم‪ ،‬والتي تعتبر تجريدات تصورية للظواهر‪ ،‬ولكي‬
‫ننتقل من المستوى التصوري (التجريدي) إلى المستوى التجريبي الواقعي) يجب تحويل هذه‬
‫المفاهيم إلى متغيرات‪ .‬فالمتغيرات تعتبر عناصر أساسية في البحث العلمي‪.‬‬
‫يعرف المتغير ‪ Variable‬على أنه سمة أو خاصية أو صفة لظاهرة ما يمكن مالحظتها تأخذ‬
‫قيم مختلفة من حالة إلى أخرى أو من وحدة إلى أخرى‪ .‬فالمتغير صفة نحصل فيها على‬
‫إجابات مختلفة عند مشاهدتها في أفراد أو وحدات المجتمع والعينة‪.‬‬
‫والمتغيرات ليست ذات طبيعة واحدة‪ ،‬حيث يصنف علماء المنهجية المتغيرات إلى نوعين‬
‫رئيسيين هما‪:‬‬
‫أ‪ -‬المتغيرات الكيفية أو النوعية ‪ :Qualitative‬وهي المتغيرات التي تختلف من فرد اآلخر‬
‫في المجتمع اختالفا يتم التعبير عنه بالكلمات وال يتم التعبير عنه باألرقام إال ألجل التصنيف‪،‬‬
‫بمعنى أنه ليس لألرقام فيها معنى‪ ،‬فهي تستخدم للتفريق بين المفردات أو الحاالت‪ .‬ومن أمثلة‬
‫هذه المتغيرات الجنس (ذكر‪ ،‬وأنثى)‪ ،‬والمهنة ‪،‬التخصص العلمي‪.‬‬
‫ب‪ -‬المتغيرات الكمية ‪ :Quantitative‬وهي المتغيرات التي تختلف من فرد إلى آخر أو من‬
‫وحدة إلى أخرى اختالفا كمية يتم التعبير عنة باألرقام‪ .‬مثل االتجاه‪ ،‬وعدد أفراد األسرة‪،‬‬
‫والدخل الشهري‪ ،‬والعمر‪.‬‬

‫تنقسم المتغيرات الكمية إلى نوعين هما‪ :‬المتغيرات الكمية المتقطعة‪ ،‬والمتغيرات الكمية‬
‫المستمرة‪.‬‬
‫‪-‬المتغيرات الكمية المتقطعة أو المنفصلة ‪ :Discrete‬وهي المتغيرات الكمية التي تأخذ‬
‫أرقاما صحيحة دون كسور‪ ،‬بمعنى أنها متغيرات يتم التعبير عنها بأرقام صحيحة ووحداتها‬
‫األصلية غير قابلة للتجزئة ‪.‬‬
‫‪-‬المتغيرات الكمية المستمرة أو المتصلة ‪ :Continuous‬وهي تلك المتغيرات التي يمكن أن‬
‫تأخذ أي قيم رقمية في مدى معين أو بين رقمين وعلى مقياس معين‪ ،‬بمعنى أنها متغيرات‬
‫تأخذ قيمة وارقاما صحيحة وكسور ‪.‬‬
‫في البحوث التجريبية وشبه التجريبية والبحوث االرتباطية والسببية يتم تصنيف المتغيرات‬
‫إلى متغيرات مستقلة‪ ،‬ومتغيرات تابعة‪ ،‬ومتغيرات وسيطة‪ ،‬ومتغيرات دخيلة او عارضة ‪.‬‬
‫‪ -‬المتغير المستقل ‪ :Independent‬هو ذلك المتغير الذي يتوقع أن يفسر التغير الحاصل في‬
‫متغير آخر يسمى بالمتغير التابع‪ ،‬ولذلك يعتبر المتغير المستقل متغيرا تفسيريا‪ .‬بمعنى أن‬
‫المتغير المستقل هو المتغير أو العامل المؤثر في الظاهرة المراد دراستها ‪.‬‬
‫‪-‬المتغير التابع ‪ :Dependent‬هو ذلك المتغير الذي يتأثر بمتغيرات أخرى‪ ،‬بمعنى أنه‬
‫المتغير المطلوب قياس أثر عامل أو عوامل أخرى عليه‪ .‬والمتغير التابع يتغير بتغير المتغير‬
‫المستقل‪ ،‬أي أنه ينعكس عليه آثار ما يحدث من تباين في المتغير المستقل إذا كانت هناك‬
‫عالقة بين المتغيرين‪.‬‬
‫‪18‬‬
‫لطيفه الراجح‬
‫كل مشكلة بحثية يجب أن تتضمن كال النوعين من المتغيرات وإن لم يكن أحدهما ظاهرة‬
‫في الصياغة المعنوية أو اللفظية للمشكلة‪ ،‬لكن من خالل الفكرة العامة والهدف الرئيسي‬
‫للبحث سوف يكون واضحا‪ ،‬كما ال يهم أن تقدم المتغير المستقل على التابع أو العكس في‬
‫صياغة المشكلة‪ ،‬لكن المهم أن المتغير المستقل هو الذي يسبق المتغير التابع وال يمكن‬
‫للمتغير التابع أن يتقدم عليه‪.‬‬
‫‪-‬المتغير الوسيط أو المعدل ‪ :Mediator‬هو المتغير الذي يتوسط بين المتغير المستقل‬
‫والمتغير التابع‪ ،‬ويؤثر على المتغير التابع مشاركة مع المتغير المستقل‪ ،‬ويعرف المتغير‬
‫الوسيط بأنه المتغير الذي يفسر العالقة بين المتغير السبب أو المستقل والمتغير النتيجة أو‬
‫التابع‪ .‬كما يعرف بأنه متغير ينتقل من خالله تأثير متغير سبب أو مستقل إلى متغير نتيجة‬
‫أو تابع‪ .‬وإجماال‪ ،‬فإن المتغير الوسيط هو متغير يؤثر في العالقة بين متغيرين أحدهما‬
‫سبب واآلخر نتيجة ‪.‬‬
‫‪-‬المتغير المضبوط أو الضابط ‪ :Controlled variable‬هو ذلك المتغير الذي يقع تحت‬
‫سيطرة الباحث ويحاول الباحث إلغاء أثره على التجربة‪ ،‬ويرى الباحث أن ضبطه سوف‬
‫يقلل من مصادر الخطأ في التجربة‪.‬‬
‫‪ -‬المتغير الدخيل أو العارض ‪ :Extraneous-intervening variable‬هو ذلك المتغير‬
‫المستقل الذي ال يدخل في تصميم الدراسة وال يخضع لسيطرة الباحث‪ ،‬ولكنه يؤثر في‬
‫المتغير التابع ونتائج الدراسة‪ ،‬لذلك يجب أن يأخذه الباحث في االعتبار عند مناقشة النتائج‬
‫وتفسيرها‪.‬‬

‫االعتبارات التي يجب مراعاتها عند تحديد متغيرات البحث من أهمها‪:‬‬


‫‪- 1‬اإلطار النظري أو التوجهات النظرية التي ينطلق منها البحث‪.‬‬
‫‪- 2‬الجوانب المنهجية للبحث‪.‬‬
‫العالقات بين المتغيرات‬
‫تنقسم العالقات بين المتغيرات إلى عالقات ارتباط أو تالزم وعالقات األثر ‪.‬‬
‫فعندما نقول أن هناك عالقة ارتباطية بين متغيرين (أ) و(ب) فإننا نعني أنهما يتغيران معا‬
‫أي أن أي تغير في أحدهما البد أن يصحبه تغير في المتغير اآلخر ‪.‬‬
‫وفي العالقات االرتباطية ال تختلف قيمة معامل االرتباط بين المتغير (أ) والمتغير (ب)‬
‫عن قيمة معامل االرتباط بين المتغير (ب) والمتغير (أ)‪ .‬بمعنى أن تحديد أي المتغيرين‬
‫يكون مستقال واآلخر يكون تابعا ال يؤثر في العالقة‪ ،‬ألن االرتباط ال يحدد العالقة السببية‪.‬‬
‫أما في عالقة األثر أو التأثير بين متغيرين‪ ،‬فإنه يجب تحديد أي المتغيرين يكون متغيرا‬
‫مستقال‪ ،‬وأيهما يكون متغيرا تابعة‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫لطيفه الراجح‬
‫طرق القياس وبناء المقاييس في العلوم االجتماعية‬

‫من أهم أهداف القياس االجتماعي‪:‬‬


‫‪-‬اكتشاف وصياغة العالقات بين المفاهيم أو المتغيرات بعبارات تصف بدقة درجة الترابط أو‬
‫التأثير بين اثنين أو أكثر من المفاهيم‪.‬‬

‫‪-‬تكميم المفاهيم (يعني التكميم تحويل الكيفي إلى كمي) بغرض الوصول إلى القوانين التي تحكم‬
‫الظواهر االجتماعية من خالل التعرف على خصائصها والمتغيرات المتعلقة بها‪.‬‬

‫‪-‬اختبار النماذج والنظريات االجتماعية‪.‬‬

‫ويعرف القياس بأنه تحديد السمات والخصائص بإعطاء أرقام أو توظيفها من أجل التقييم الكمي‬
‫لسمة أو متغير معين‪ .‬أو هو العملية التي يتم بواسطتها التعبير عن الخصائص والسمات باألرقام‪.‬‬
‫فالقياس هو العملية التي من خاللها نتحرك من المصطلحات والمفاهيم النظرية إلى مقاييس مادية‬
‫محسوسة‪.‬‬

‫مستويات القياس ‪Level of Measurement‬‬


‫قدم ستيفنز ‪ Stevens‬في عام ‪ ۱۹۵۱‬اربعة أنواع أو مستويات للقياس‪:‬‬

‫القياس االسمي‪Nominal Scale:‬‬


‫العملية الحسابية الوحيدة التي يمكن تطبيقها على المقاييس االسمية (التصنيفية) هي عملية العد‬
‫وال يمكن استخدام أية عملية أخرى كالجمع أو الطرح أو الضرب أو القسمة‪ .‬ومن أمثلة المقاييس‬
‫االسمية‪ :‬الجنس‪ ،‬الوظيفة‪ ،‬والجنسية‪ ،‬والحالة االجتماعية‪،‬‬

‫القياس الترتيبي‪Ordinal Scale:‬‬


‫وهو المقياس الذي يمكننا من ترتيب أفراد المجموعة تنازليا أو تصاعدية حسب درجة امتالكهم‬
‫لسمة معينة‪ ،‬ومن أمثلة المقاييس الترتيبية‪ :‬المرتبة الوظيفية (األولى‪ ،‬الثانية)‪ ،‬والحالة االقتصادية‬
‫(غني‪ ،‬متوسط‪ ،‬فقير)‪ ،‬ومستوى الذكاء (منخفض‪ ،‬متوسط‪ ،‬مرتفع)‪ ،‬ودرجات الطالب‪،‬‬
‫وتقديرات الطالب‪.‬‬

‫القياس الفتري أو المسافي‪Interval Scale:‬‬

‫هو ذلك المقياس الذي يسعي إلى تحديد الفئات المختلفة للمتغير المراد قياسه (كما في المقياس‬
‫االسمي) ويرتبها ترتيب تنازليا أو تصاعدية كما في المقياس الترتيبي)‪ ،‬باإلضافة إلى تحديد‬
‫المسافة بين مستويات المقياس بحيث يمكن المقارنة بين تلك المستويات على أساس رقمي ذي‬
‫معنى حقيقي للفروق ‪.‬ومن أمثلة القياس الفتري‪ :‬درجة الحرارة‪ ،‬والذكاء‪ ،‬وهناك شبه اتفاق على‬
‫أن مقياس ليكرت من المقاييس الفترية التي تستخدم في الدراسات والبحوث االجتماعية‪.‬‬

‫القياس النسبي‪Ratio Scale:‬‬

‫هو ذلك المقياس الذي يسعى إلى تحديد الفئات المختلفة للمتغير المراد قياسه ويمكن التعبير عن‬
‫مستويات القياس في صورة نسب‪ .‬ومن أمثلة القياس النسبي‪ :‬السن‪ ،‬والطول‪ ،‬والدخل الشهري‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫لطيفه الراجح‬
‫تصميم وبناء المقاييس في العلوم االجتماعية‬

‫يعرف المقياس على أنه «مجموعة من البنود أو األسئلة أو المواقف التي تمثل القدرة أو‬
‫السمة أو الخاصية المطلوب قياسها‪».‬‬
‫من أشهر طرق بناء المقاييس في العلوم االجتماعية واإلدارية طريقة جثمان‪ ،‬وطريقة‬
‫مقياس المجاالت المتساوية والمعروف بمقياس ترستون»‪ ،‬وطريقة مجموع التقديرات‬
‫والمعروف بمقياس ليکرت ‪».‬‬
‫وتعتبر طريقة ليكرت من أكثر طرق بناء المقاييس استخداما في العلوم االجتماعية‬
‫واإلدارية بسبب ما تتميز به من بساطة ووضوح في اإلعداد والتطبيق‪.‬‬

‫طريقة ليكرت في بناء المقاييس ‪: Likert Scale‬‬


‫تستخدم هذه الطريقة في بناء مقاييس عدد من االتجاهات أو السلوك نحو موضوعات‬
‫متعددة‪ ،‬إذ يطلب فيها من الفرد أن يعبر عن درجة اتجاهه في الفقرات التي يتضمنها‬
‫المقياس‪ ،‬والتي تتراوح بين التأييد والمعارضة‪ ،‬وتحتاج هذه الطريقة إلى عدد كبير من‬
‫الفقرات المرتبة‪ ،‬متضمنة فقرات إيجابية لموضوع االتجاه وفقرات اخرى سلبية له‪.‬‬
‫تتألف «فقرات ليكرت‪(Likert item) ،‬من قسمين‪ :‬الجذع )‪ (stem‬وهي جملة أو فقرة‬
‫تحدد اتجاها أو سلوكا ما‪ ،‬والسلم‪ ،‬وهو مقياس يستعمل لتحديد درجة الموافقة واالختالف‬
‫مع جملة الجذع ‪.‬‬
‫موافق بشدة‪ -‬موافق‪ -‬محايد‪ -‬غير موافق‪ -‬غير موافق بشدة‬

‫خطوات بناء المقياس بطريقة ليكرت‬


‫‪ -1‬تحديد الموضوع المراد قياسه تحديدا دقيقة‪.‬‬
‫‪2‬ـ تعريف موضوع القياس تعريفة لغوية واصطالحية بدقة‪.‬‬
‫‪٣‬ـ تحديد المجاالت أو األبعاد المرتبطة بالسمة موضوع القياس في ضوء الدراسات‬
‫السابقة والمقاييس القائمة والنظريات المرتبطة بموضوع القياس‪ .‬ثم وضع تعريف دقيق‬
‫لكل مجال أو بعد‪ ،‬ثم تعرض على مجموعة من الخبراء لبيان صحة التعريف النظري‬
‫للسمة أو السمات المراد قياسها‪ ،‬وبيان صحة عدد المجاالت واألبعاد ومدى ارتباطها‬
‫بالسمة‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫لطيفه الراجح‬
‫‪ -٤‬جمع عدد مناسب من العبارات التي يرى الباحث أنها ذات عالقة بالموضوع المراد‬
‫قياسه‪ ،‬وكل عبارة يجب أن تتوافر فيها بعض الشروط من حيث الشكل والبناء‪.‬‬
‫من أهم هذه الشروط‪:‬‬

‫أن تكون العبارة تقريرية‪.‬‬

‫أن تقبل العبارة التدريج بحيث تكون اآلراء فيها بين الموافقة الكاملة والرفض الكامل‪.‬‬

‫أن تتضمن العبارة فكرة واحدة فقط‪.‬‬

‫أن تكون قصيرة بحيث ال تزيد على عشرين كلمة‬

‫أن ال تكون صياغة العبارات في الماضي‬


‫االبتعاد عن أسلوب نفي النفي‬

‫أن تكون العبارات ممثلة لمجاالت المقياس‬


‫أال تعبر عن حقيقة أو أن تفسر على شكل حقيقة‬
‫أن تكون مكتوبة بلغة سهلة وواضحة المعنى‬
‫أن تعكس تعريف الموضوع المراد قياسه بحيث تتضمن المكونات الفرعية أو المجاالت المختلفة‬
‫للموضوع‪.‬‬

‫‪ - 5‬بفضل صياغة العبارات بحيث يكون نصفها إيجابية والنصف اآلخر سلبية‪ ،‬وذلك‬
‫للتغلب على نمطية اإلجابة‪.‬‬
‫‪ - 6‬إعداد المقياس بصورته األولية‪ ،‬مع صياغة بدائل التدريج المناسبة لإلجابة عن‬
‫فقراته‪ ،‬بحسب طبيعة المتغيرات‪ ،‬ثم عرضها على عدد من الخبراء للتأكد من الصدق‬
‫المنطقي للمقياس‪.‬‬
‫‪ - ۷‬إجراء التحليل اإلحصائي للعبارات‪ ،‬بعد تطبيق الصورة المصاغة للمقياس على عينة‬
‫مناسبة‪ ،‬وتحذف كل عبارة غير مميزة أو التي ال ترتبط درجتها بالدرجة الكلية للمقياس‪.‬‬
‫‪ - ۸‬يقوم الباحث بعد ذلك بعملية تصحيح اإلجابات‪ ،‬بمعنى إعطاء الدرجات المناسبة‬
‫االستجابات أفراد العينة ‪.‬‬
‫‪ - 9‬يتحقق الباحث من ثبات درجات المقياس بطريقة التجانس الداخلي‪ ،‬وذلك بواسطة‬
‫معادلة ألفا کرونباخ أو معادلة هويت‪ ،‬وعادة يتمتع مقياس ليكرت بدرجة ثبات عالية بسبب‬
‫وجود بدائل عدة للفقرة الواحدة‪.‬‬
‫‪ -1۰‬يتحقق من صدق المقاييس بعدة طرائق منها صدق المحكمين‪ ،‬والصدق الذاتي‪،‬‬
‫الصدق التالزمي أو صدق البناء‪.‬‬
‫‪22‬‬
‫لطيفه الراجح‬
‫ومن أهم مميزات طريقة ليكرت ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬الدقة والشمول‪ ،‬وصيغته السهلة‪.‬‬
‫‪ -‬يعطي حكما دقيقا لقياس درجة المتغير‪.‬‬
‫‪ -‬يعد من أفضل الطرق في التنبؤ بالسلوك‪.‬‬
‫‪ -‬تمتاز فقرات المقياس في أن كل فقرة فيه تحمل معنى واحدة فقط أو تقيس متغيرا واحدا فقط‪.‬‬

‫‪ -‬يتيح للمستجيب التعبير عن اتجاهه بعمق‪ ،‬على كل فقرة من فقراته‪.‬‬


‫‪ -‬يتمتع بدرجة ثبات عالية‪ ،‬لوجود بدائل عدة للفقرة الواحدة تتراوح بين الموافقة التامة إلى‬
‫المعارضة التامة‪.‬‬
‫ـ يمكن بهذا المقياس استخدام أسلوب تحليل الفقرات‬
‫‪ -‬يمكن باستخدام مقياس ليكرت أن نرتب المستجيبين‪ ،‬حسب قوة اتجاهاتهم نحو موضوع‬
‫القياس‪.‬‬

‫الشروط التي ينبغي مراعاتها عند إعداد وتصميم مقاييس االتجاه بطريقة ليكرت‪:‬‬
‫‪ -‬التوازن بين الفقرات اإليجابية والسلبية للمقياس‪ ،‬وتوزيعها بشكل عشوائي‪.‬‬
‫‪ -‬مرعاه شروط كتابة أو صياغة عبارات المقياس‪.‬‬
‫‪ -‬تحليل عبارات المقياس بالطرق اإلحصائية المناسبة‪ ،‬وبخاصة ما يتعلق بالصدق‬
‫والثبات‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫لطيفه الراجح‬
‫المحاضرة الرابعة‪ :‬اإلطار النظري وصياغة الفرضيات العلميّة‬

‫أوال‪ :‬اإلطار النظري والدراسات السابقة‬

‫اإلطار النظري وما يسمى بأدبيات الدراسة والدراسات السابقة هما حجر األساس في‬
‫البحث العلمي فهو يتضمن تعريفا ووصفًا وتقيي ًما وتلخي ً‬
‫صا للمعلومات المتوفرة حول‬
‫موضوع البحث وإسهامات اآلخرين فيه‪.‬‬

‫كلما كان اإلطار النظري جيدًا ساعد على الوصول إلى استنتاجات مفيدة‬

‫اإلطار النظري هو الخلفية العلمية النظرية التي يحتاج إليها الباحث ليستطيع إعداد بحث‬
‫علمي له أهداف وفروض علمية يكون لتحقيقها أثر في البناء المعرفي‪.‬‬

‫اإلطار النظري ليس ملخص لما قاله الباحثون السابقون فحسب‪ ،‬ولكنه مراجعة نقدية لما‬
‫توصل إليه هؤالء للوصول إلى فهم موضوع البحث وتطوير أفكار الباحث حول‬
‫الموضوع‪.‬‬

‫يكشف اإلطار النظري عن قراءات الباحث حول موضوع بحثه ومدى معرفة الباحث‬
‫وإلمامه بهذا الموضوع ونظرياته والمتغيرات ذات العالقة ومنهجية البحث التي استخدمها‬
‫الباحثون في استقصاء هذا الموضوع‪.‬‬

‫يتكون اإلطار النظري من جزئين وهما أدبيات الدراسة أو التراث النظري‪ ،‬والدراسات‬
‫السابقة‬

‫يخلط الكثير من الباحثين بين اإلطار النظري والدراسات السابقة ‪ .‬ويجب االنتباه وعدم‬
‫الخلط بينهما‪.‬‬

‫اإلطار النظري هو عملية شاملة يستعرض فيها الباحث ك ّل ما كتب عن الموضوع بحثه‬
‫سواء كان في شكل نظريات أو كتب أو مقاالت أو بحوث ميدانية ‪ .‬ويتولى الباحث ذكر‬
‫الفكرة الرئيسية لنظرية من النظريات أو نتيجة بحث وأي عمل علمي تناول نفس‬
‫موضوعه‪.‬‬

‫أما الدراسات السابقة فتختلف عن اإلطار النظري من حيث المعالجة المنهجية‪ .‬وعرض‬
‫الدراسات السابقة يتم بشكل يسمح بالنقد والتحليل لمنهجية ونتائج الدراسة‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫لطيفه الراجح‬
‫وتتطلب كتابة اإلطار النظري للبحث االلتزام بقواعد علمية معروفة‪ ،‬يبقى من أهمها‪:‬‬

‫الشمولية ‪ :‬توضيح كافة الجوانب‬

‫المراجع‪ :‬ال بد من توثيق المعلومات ومراجعها وذكرها بشكل صحيح وكامل‬

‫االنتقائية‪ :‬اختيار النقاط الهامة المرتبطة بموضوع البحث‬

‫التسلسل المنطقي لألفكار فيما يتم عرضه‬

‫القدرة التحليلية والتفكير النقدي‪ :‬نقد وتحليل آراء الباحثين السابقين‬

‫أن يتحدث الباحث عن نفسه باستخدام ضمير المتكلم (يقوم الباحث‪ ،‬يرى الباحث‪ ،‬توصل الباحث)‬

‫عدم عرض نماذج ونظريات ومفاهيم دون توظيفها لخدمة مشكلة البحث‬

‫ويقصد بمراجعة البحوث والدراسات السابقة ‪:‬‬

‫إجراء مسح شامل لألدبيات السابقة (كتب ودراسات بحوث مقاالت‪ )...‬وال سيما المنشورة منها‬
‫والمتصلة بمشكلة البحث‪.‬‬

‫يشير مصطلح الدراسات السابقة إلى مراجعة الدراسات التي سبقت في تناول الموضوع أو بعض‬
‫جوانبه حتى يتمكن الباحث من أن يبدأ من حيث انتهى غيره‪ ،‬وأن يوضح مدى االختالف‬
‫والتشابه بين دراسته وبين ما سبقه من دراسات‪.‬‬

‫هي عملية تهدف إلى تكوين وبناء صالت قوية بين البحث الحالي وبين البحوث السابقة له ومنها‬
‫ربط البحث الحالي بالتراكم المعرفي للموضوع‪.‬‬

‫خطوات مراجعة اإلطار النظري والدراسات السابقة‪:‬‬

‫‪1‬ـ تحديد المادة العلمية (البحوث والكتب والتقارير)‪ :‬التي يلزم أن يقرأها الباحث من خالل البحث‬
‫في المكتبة وقواعد البيانات واالنترنت باستخدام الكلمات الكلمات الدالة لموضوع الدراسة‪.‬‬

‫‪2‬ـ تدوين الباحث لألدبيات السابقة في «بطاقة محتوى» تحتوي على معلومات المرجع ذي‬
‫العالقة بمشكلة البحث وتلخيص لمشكلة الدراسة وأسئلتها ومجتمع وعينة وأدوات الدراسة وأهم‬
‫نتائجها‪.‬‬

‫‪٣‬ـ بعد استعراض المراجع التي تم تحديدها يقوم الباحث بتنظيمها في تقرير يوضح العالقة بين‬
‫البحوث واألدبيات المنشورة حول موضوع دراسته وبين الدراسة التي يقوم بإجرائها ‪.‬‬

‫‪ -٤‬تنظيم وكتابة الجزء الخاص باإلطار النظري والدراسات السابقة بلغة الباحث‪ ،‬ومن المفيد أن‬
‫يبدأ هذ الجزء بمقدمة تمهيدية تصف وفرة األدب المتعلق بالمشكلة موضوع البحث‪ ،‬أو ندرته أو‬
‫شموله للجوانب المختلفة ‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫لطيفه الراجح‬
‫ثانيًا‪ :‬وضع وصياغة الفرضيات العلمية‬

‫يتم وضع فرضيات الدراسة بعد تحديد مشكلة البحث واالطالع على اإلطار النظري‬
‫والدراسات السابقة بشكل دقيق‪.‬‬

‫تمثل الفرضية على أنها عبارة عن حلول محتملة للمشكلة موضع الدراسة أو حل أو تفسير‬
‫مقترح بشأن مشكلة معينة أو أنها جملة أو مقولة أو حكم مؤقت يتضمن عالقة بين متغيرين‬
‫أو أكثر بحيث تكون قابلة لالختبار أو التحقق‪ .‬وتساعد الفرضية في‪:‬‬

‫‪1‬ـ توجيه الجهود نحو جمع البيانات والمعلومات التي يتعين الحصول عليها بصورة دقيقة‬

‫‪2‬ـ تحديد إجراءات وأساليب البحث المناسبة الختيار الحلول المقترحة‬

‫‪٣‬ـ تقديم تفسير للعالقات بين المتغيرات‬

‫مصادر تكوين واشتقاق الفرضيات‪ :‬من أين نأتي بالفرضيات ؟‬

‫ـ توجد مصادر عديدة لتكوين الفرضيات منها‪:‬‬

‫النظريات المعروفة في مجال علمي معين‬

‫مجال تخصص العلمي للباحث والدراسات السابقة التي قام بمراجعتها‬

‫الخبرة البحثية للباحث وقدرة على استخدام المنطق في بناء الفرضيات‬

‫ثقافة المجتمع أي األفكار السائدة في المجتمع العلمي بين متغيرين‬

‫خيال الباحث‬

‫‪26‬‬
‫لطيفه الراجح‬
‫أنواع الفرضيات العلمية‬

‫ـ يصنّف بعض الباحثين الفرضيات إلى نوعين ‪:‬‬

‫ـ فرضيات مباشرة‪ :‬تلك التي يحاول من خاللها الباحث إثبات عالقة بين متغيرين سواء من خالل‬
‫عالقة طردية أو عكسية‬

‫ـ فرضيات غير مباشرة وتسمى بالفرضيات الصفرية أو فرضيات العدم‪ ،‬وهي التي يحاول‬
‫الباحث من خاللها صياغتها نفي وجود عالقة بين متغيرين ‪.‬‬

‫ـ يمكن تقسيم الفرضيات العلمية أيضا إلى قسمين‪ :‬أ‪ -‬فرضيات بحثية ‪ -‬ب‪ -‬فرضيات إحصائية‬

‫أ‪ -‬الفرضيات البحثية‪ :‬هي جمل قصيرة وبسيطة يعبر من خاللها الباحث عن تفسيره لظاهرة أو‬
‫استنتاجه عالقة معينة ويستنبطها الباحث من نظريات علمية قائمة أو إطار نظري معين ويربط‬
‫الفرض البحثي بين الظاهرة المراد تفسيرها (المتغير التابع) وبين المتغير أو المتغيرات التي‬
‫يستخدمها في التفسير‪ .‬وتنقسم الفرضيات البحثية بدورها إلى قسمين‪:‬‬

‫فرضيات بحثية موجهة تكون فيها عالقة بين مباشرة بين متغيرات الدراسة سواء كانت ايجابية‬
‫او سلبية (كمثال‪ :‬كلما كان هناك نظام عادل للترقية في المنظمة زاد طموح الوظيفي للموظف)‬

‫فرضيات بحثية غير موجهة‪ :‬عندما يريد الباحث أن يعبر عن وجود عالقة بين المتغيرات لكنه ال‬
‫يعرف اتجاه تلك العالقة (مثال‪ :1‬توجد عالقة بين نظام الترقية في األجهزة الحكومية والطموح‬
‫الوظيفي‪.‬‬

‫مثال ‪ :2‬توجد عالقة بين تسرب الكفاءات في األجهزة الحكومية وأنماط القيادة السائدة ) ‪.‬‬

‫ب ‪ -‬الفرضيات اإلحصائية‪ :‬تكون في صورة صياغة رياضية وتخضع لالختبار االحصائي‪.‬‬


‫وهي جملة تستخدم في عالقة بخصائص مجتمع البحث من أجل تأكيد العالقة السببية أو االرتباط‬
‫بين المتغيرات وتنقسم الى قسمين‪ :‬الفرض الصفري والفرض البديل ‪:‬‬

‫ـ الفرضيات الصفرية‪ :‬يقدمها الباحث على انه ال توجد أي عالقات أو فروق ذات داللة إحصائية‬
‫بين المتغيرات وان الفرق المتوقع يساوي صفر‬

‫(مثال ‪ :‬ال توجد عالقة ارتباطية دالة احصائيا عند مستوى داللة (‪ )۰.۰5‬بين الثقافة التنظيمية‬
‫السائدة في األجهزة الحكومية المركزية بالمملكة العربية السعودية وتطبيق إدارة الجودة الشاملة)‬

‫‪ -‬الفرضيات البديلة‪ :‬تأتي في شكل معاكس لألساس الصفري أي يقر بوجود عالقات او فروق‬
‫دالة إحصائيا بين متغيرات البحث‪( .‬مثال توجد عالقة ارتباطية ذات داللة إحصائية عند مستوى‬
‫داللة (‪ )۰.۰5‬بين الثقافة التنظيمية السائدة في األجهزة الحكومية المركزية بالمملكة العربية‬
‫السعودية وتطبيق إدارة الجودة الشاملة)‬

‫‪27‬‬
‫لطيفه الراجح‬
‫ليس من الضروري دائما استخدام الفرضيات العلمية في البحث ولكن يفضل استخدامها‬
‫كلّما أمكن ذلك ‪.‬يتوقف استخدام الفرضيات العلمية في البحوث على نوع البحث أو‬
‫الدراسة‪:‬‬

‫في الدراسات االستطالعية التي تكون كمية المعلومات المتوفرة للباحث عن الظاهرة التي‬
‫يتم دراستها قليلة وال تتوفر دراسات سابقة أو نظرية تفسر إطار العالقة وتوجه الباحث‪،‬‬
‫فال يستطيع في هذه الحالة صياغة فروض لدراسته‪ ،‬ولكنه يستعين بوضع تساؤالت ‪.‬‬

‫أما في الدراسات الوصفية فالباحث يعرف مسبقا أن هناك عالقة بين المتغيرات التي يقوم‬
‫بدراستها‪ ،‬من خالل دراسات سابقة في مجتمعات مختلفة ويريد الباحث التأكد هل العالقة‬
‫قائمة في المجتمع الذي سوف يقوم بدراسته أم ال‪.‬‬

‫أما في الدراسات التجريبية التي تعتبر من أقوى الدراسات العلمية ألنها تعتمد على‬
‫دراسات سابقة ونظرية أو نظريات تفسر العالقة‪ ،‬فال بد من استخدام الفرضيات العلمية‬
‫فالباحث يدرك أن العالقة موجودة ولكنه يريد معرفة شدتها واتجاهها‪.‬‬

‫شروط ومعايير صياغة الفرضيات العلمية الجيدة‬

‫الوضوح‪ :‬بمعنى تحديد المفاهيم المستخدمة في الفرضية تحديدا دقيقا وتحديد العالقة بين‬
‫هذه المفاهيم بدقة‬

‫اإليجاز‪ :‬بمعنى استخدام أقل عدد ممكن من الكلمات في صياغة الفرضية دون خلل في‬
‫المعنى‬

‫الخلو من التناقض‬

‫يجب أن يعبر الفرض عن عالقة بين متغيرين فقط‬

‫أن تكون الفرضية قابلة لالختبار بمعنى أن تكون هناك وسيلة بحثية للحكم على الفرضية‬

‫يجب أن تكون للفرضية إجابة واحدة صحيحة وال تحتمل أكثر من إجابة‪.‬‬

‫أن تصاغ بطريقة تسمح باختبارها إحصائيا‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫لطيفه الراجح‬

You might also like