You are on page 1of 34

‫فنون‬ ‫الوحدة الثالثة‬ ‫مقرر التحرير العربي ‪ 221‬عرب‬

‫البالغة‬

‫الوحدة الثالثة‬

‫فنون البالغة‬

‫أهداف الوحدة‪:‬‬

‫أن يتعرف الطالب إىل فنون البالغة الثالثة (املعاين ـ البيان ـ البديع)‪.‬‬ ‫‪.1‬‬

‫أن يتعرف الطالب إىل أضرب علم املعاين (اخلرب ـ اإلنشاء ـ الذكر واحلذف ـ التقدمي والتأخري)‪.‬‬ ‫‪.2‬‬

‫أن يتعرف الطالب إىل أضرب علم البيان (التشبيه ـ االستعارة ـ الكناية)‪.‬‬ ‫‪.3‬‬

‫أن يتعرف الطالب إىل أضرب علم البديع املعنوية واللفظية (الطباق ـ املقابلة ـ التورية ـ اجلناس ـ السجع)‪.‬‬ ‫‪.4‬‬

‫أن يستخدم الطالب ما تعلمه يف الوحدة أثناء كتابته‪.‬‬ ‫‪.5‬‬


‫فنون‬ ‫الوحدة الثالثة‬ ‫مقرر التحرير العربي ‪ 221‬عرب‬
‫البالغة‬

‫المحاضرة األولى‬

‫مقدمة الوحدة‪:‬‬

‫البالغة هي مرتقى علوم اللغة وأشرفها‪ ،‬واللغة ليست هدفا حبد ذاته‪ ،‬بل هي أداة تنقل األفكار واملشاعر بني‬
‫البشر‪ ،‬وهي أداة اتصال وحاملة معلومات‪ ،‬فقد قامت اللغة بدور الوسيط االجتماعي وجنحت يف حتقيق االتصال‬
‫والتواصل بني الناس‪ ،‬وكان أكثرهم قدرة على التأثري يف نفوس سامعيه‪ ،‬هو من ميتلك مهارة الكالم‪ ،‬ويستعمل‬
‫لغته مبرونة وطواعية يف خمتلف اجملاالت‪ ،‬وكانت الفعالية االجتماعية ترتبط بالبالغة‪ ،‬وهذه مل تكن حتتاج إىل أي‬
‫أساس مادي‪ ،‬بل تشرتط قوالب تعبري بالغية جيدة عند املتكلم ليصنف بني املؤثرين يف جمتمعه‪.‬‬

‫والبالغة يف الكالم هي مطابقته ملقتضى احلال مع فصاحته‪ ،‬فال بد من اجتماع ثالثة أمور حىت يكون الكالم بليغا‪،‬‬
‫أولها‪ :‬احلال‪ ،‬فال بد للبليغ أن يراعي يف كالمه طبيعة من يسوق حديثه إليه‪ ،‬والظرف احمليط به‪ ،‬واجلو النفسي‬
‫الذي يعيش حتت وطأته‪ .‬وثانيها‪ :‬مقتضى احلال‪ ،‬وهو أن يراعي البليغ الكالم الكلي املوسوم بطابع خاص‪،‬‬
‫فللكالم صور خاصة وصياغات حمددة وهيئات ثابتة‪ ،‬وكل صورة وصياغة وهيئة تستخدم يف حال خاصة ومقام‬
‫حمدد وإطار معني‪ .‬وثالثها‪ :‬مطابقة الكالم للمقتضى‪ ،‬وهو ظهور كالم املتكلم وفق الصورة اليت تقتضيها احلال‬
‫اليت يقال فيها‪ ،‬أي تطبيق املتكلم يف كالمه ما تفرضه عليه حال خماطبه من مقتضى‪ ،‬أي كيفية خاصة‪.‬‬

‫ويف هذه الوحدة ستجد طرفا من هذا الفن البالغي‪ ،‬حناول أن نرفع به احلجب بينك وبني فنون البالغة الثالثة‪،‬‬
‫علم املعاين‪ ،‬وعلم البيان‪ ،‬وعلم البديع‪ ،‬وقد انتخبنا لك طرفا من مباحث كل علم لتكون هادية لك يف تذوق‬
‫الفصيح والبليغ من الكالم‪.‬‬

‫موضوعات الوحدة‪:‬‬

‫علم المعاني‪.‬‬ ‫‪.1‬‬

‫اخلرب‪.‬‬ ‫ا‪.‬‬

‫اإلنشاء‪.‬‬ ‫ب‪.‬‬
‫فنون‬ ‫الوحدة الثالثة‬ ‫مقرر التحرير العربي ‪ 221‬عرب‬
‫البالغة‬

‫الذكر واحلذف‪.‬‬ ‫ج‪.‬‬

‫التقدمي والتأخري‪.‬‬ ‫د‪.‬‬

‫علم البيان‪:‬‬ ‫‪.2‬‬

‫التشبيه‪.‬‬ ‫ا‪.‬‬

‫االستعارة‪.‬‬ ‫ب‪.‬‬

‫الكناية‪.‬‬ ‫ج‪.‬‬

‫علم البديع‪:‬‬ ‫‪.3‬‬

‫المحسنات البديعية المعنوية‪:‬‬ ‫أ‪.‬‬

‫الطباق‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫املقابلة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫التورية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫المحسنات البديعية اللفظية‪:‬‬ ‫ب‪.‬‬

‫اجلناس‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫السجع‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫فنون‬ ‫الوحدة الثالثة‬ ‫مقرر التحرير العربي ‪ 221‬عرب‬
‫البالغة‬

‫الخريطة الذهنية التالية توضح موضوعات الوحدة‬

‫عاني‬
‫بر‬
‫التأخير‬
‫لحذف‬
‫شاء‬

‫خريطة ذهنية (‪)1-3‬‬


‫فنون‬ ‫الوحدة الثالثة‬ ‫مقرر التحرير العربي ‪ 221‬عرب‬
‫البالغة‬

‫علم المعاني‬ ‫‪.1‬‬

‫"هو علم تعرف به أحوال اللفظ العريب اليت هبا يطابق مقتضى احلال"‪( ،‬القزويين‪2003 ،‬م‪)23 ،‬‬

‫فعلى سبيل املثال‪ ،‬لو أننا توجهنا بالكالم لشخص ما؛ فإن احلال الفكرية والنفسية هلذا املخاطب ال خترج عن ثالثة‬
‫احتماالت‪:‬‬

‫ففي احلال األوىل قد ال يكون له سابق معرفة مبضمون الكالم‪ ،‬أي أنه خايل الذهن منه‪ ،‬فعند ذلك نعِّر فه باخلرب‬
‫الخبر‬
‫دون استخدام أي كلمات أو أدوات للتأكيد‪ .‬ويف احلال الثانية قد يكون للمخاطب معرفة سابقة بالفكرة ولكن‬
‫هذه املعرفة يتلبسها الشك وهو حباجة للتوثيق‪ ،‬فالبد حينها من استخدام أدوات لغوية لتأكيد املعىن حىت تطمئن‬
‫نفسه‪ .‬ويف احلال الثالثة‪ ،‬قد يكون املخاطب على علم مبضمون الكالم مجلة وتفصيال ولكنه ينكره‪ ،‬بل وجيحد به‪،‬‬
‫فعندئذ جيب أن نستخدم خالل احلديث معه كل املؤكدات املتاحة حبسب درجة إنكاره قوة وضعفا‪ .‬ودراسة هذه‬
‫االحتماالت املنطقية وترتيب أجزاء الكالم ومفردات اخلطاب حبسبها؛ هي مباحث علم املعاين‪.‬‬

‫خريطة ذهنية (‪)2-3‬‬


‫فنون‬ ‫الوحدة الثالثة‬ ‫مقرر التحرير العربي ‪ 221‬عرب‬
‫البالغة‬

‫أوال‪ :‬الخبر‬

‫"هو الكالم الذي حيتمل احلكم عليه بالصدق أو الكذب لذاته‪ ،‬أي بقطع النظر عن قائله" (اجلامعة العربية‬
‫املفتوحة‪)38 ،2007 ،‬‬

‫فمن األخبار املقطوع بصحتها وال حتتمل الكذب البتة القرآن الكرمي‪ ،‬والسنة النبوية‪ ،‬والبديهيات اليت يألفها‬
‫العقل‪ ،‬من مثل‪ :‬السماء فوقنا واألرض حتتنا‪ ،‬وماء البحر ماحل وماء النهر عذب‪ .‬ومن األخبار املقطوع بكذهبا وال‬
‫حتتمل الصدق ما كان مناقضا للبديهيات‪ ،‬من مثل‪ :‬اجلزء أكرب من الكل‪ ،‬واألمانة رذيلة واخليانة فضيلة (عتيق‪،‬‬
‫‪.)1987‬‬

‫ركنا الجملة‪ :‬كل مجلة من مجل اخلرب هلا ركنان‪ :‬حمكوم عليه وهو املسند إليه‪ ،‬وحمكوم به‪ ،‬وهو املسند‪ .‬ففي مجلة‬
‫"الصديق خملص" فإن الذي أسند إليه الصدق وٌح كم عليه به هو " الصديق" ويسمى املسند إليه‪ ،‬وأما املسند أو‬
‫احملكوم به فهو " خملص" أي اإلخالص‪.‬‬

‫أضرب الخبر‪ :‬سبق وأشرنا يف املقدمة إىل أن الكالم ال بد وأن يتالءم مع حال السامع‪ ،‬وعليه ينقسم اخلرب إىل‬
‫أضرب‪:‬‬ ‫ثالثة‬
‫الخبر‬
‫االبتدائي‬

‫أضرب‬
‫الخبر‬
‫الخبر‬ ‫الخبر‬
‫اإلنكاري‬ ‫الطلبي‬
‫فنون‬ ‫الوحدة الثالثة‬ ‫مقرر التحرير العربي ‪ 221‬عرب‬
‫البالغة‬

‫خريطة ذهنية (‪)3-3‬‬

‫الخبر االبتدائي‪ :‬يكون املخاطب خايل الذهن عن احلكم أي مضمون الكالم‪ ،‬فٌيلقى إليه الكالم خاليا من‬ ‫‪.1‬‬
‫أدوات التوكيد‪ .‬كقول الشاعر‪:‬‬

‫وكل مكان ينبت العّز طّيب‬ ‫وكل امرئ يويل اجلميل حمّبب‬

‫فمعىن البيت السابق‪ :‬أن النفوس حتب صاحب املعروف‪ ،‬كما أن كل البيئة تكتسب امتيازها بنجابة أبنائها‪ ،‬وهذا‬
‫من املسّلم به ولذا خال البيت من أدوات التوكيد‪.‬‬

‫الخبر الطلبي‪ :‬يكون املخاطب مرتددا يف احلكم شاّك ا فيه‪ ،‬فيحسن توكيده له لتطمئن إليه نفسه‪ ،‬ويزول‬ ‫‪.2‬‬
‫الشك باليقني‪ .‬كقول الشاعر‪:‬‬

‫مثل الذي بيقني احلق يبكيين‬ ‫إّن الذي مبقال الزور يضحكين‬

‫فالشاعر هنا خياطب سامعا هو مرتدد يف صحة ما يلقيه عليه من كالم‪ ،‬لذا مت تأكيد اجلمل بأداة التوكيد "إّن "‬
‫املشددة‪.‬‬

‫الخبر اإلنكاري‪ :‬يكون املخاطب منكرا حلكم اخلرب‪ ،‬فيجب أن يؤكد له اخلرب بعدد من املؤكدات حبسب‬ ‫‪.3‬‬
‫درجة إنكاره‪ .‬كقول الشاعر‪:‬‬

‫فمنهّن بيض يف العيون وسود‬ ‫أال إّن أخالق الفىت كزمانه‬

‫فالشاعر هنا يفرتض أنه خياطب سامعا منكرا متاما ملا يلقيه عليه من خرب‪ ،‬لذلك استخدم أكثر من أداة توكيد‪،‬‬
‫وأدوات التوكيد هنا‪ :‬حرف التنبيه "أال"‪َ ،‬و "إّن " املشددة‪.‬‬

‫أدوات توكيد الخبر‪ :‬إّن ‪ ،‬وأّن ‪ ،‬والقسم والم االبتداء‪ ،‬ونونا التوكيد‪ ،‬وأحرف التنبيه‪ ،‬واحلروف الزائدة‪ ،‬وقْد ‪،‬‬
‫وأّم ا الشرطية‪.‬‬
‫فنون‬ ‫الوحدة الثالثة‬ ‫مقرر التحرير العربي ‪ 221‬عرب‬
‫البالغة‬

‫ثانيا‪ :‬اإلنشاء‬

‫هو الكالم الذي ال حيتمل الصدق والكذب لذاته (عتيق‪ ،)1987 ،‬ألن هذا الكالم ال وجود خارجي له قبل‬
‫النطق به كي يتسىن لنا أن حنكم عليه باملطابقة للواقع أو عدم املطابقة له‪.‬‬
‫فنون‬ ‫الوحدة الثالثة‬ ‫مقرر التحرير العربي ‪ 221‬عرب‬
‫البالغة‬

‫صورة رقم (‪)1-3‬‬

‫اإلنشاء‪:‬‬ ‫أقسام‬

‫اإلنشاء الطلبي‪ :‬ما يستدعي مطلوبا غري موجود وقت الطلب‪ ،‬وأنواعه‪ :‬األمر‪ ،‬النهي‪ ،‬االستفهام‪ ،‬التمين‪ ،‬الرتجي‪،‬‬ ‫‪.1‬‬
‫النداء‪.‬‬

‫اإلنشاء غير الطبي‪ :‬ما ال يستدعي مطلوبا‪ ،‬وأنواعه‪ :‬املدح والذم‪ ،‬التعجب‪ ،‬القسم‪ ،‬الرجاء‪ ،‬صيغ العقود (بعت‪،‬‬ ‫‪.2‬‬
‫اشرتيت‪،‬‬
‫وهبت‪،‬‬
‫قبلت) (اجلارم َو أمني‪)1969،‬‬

‫ضع عنوانا للجدول‬

‫الجدول التالي تعريفات وأمثلة توضح اإلنشاء الطلبي وغير الطلبي‬

‫المثال‬ ‫تعريفه‬ ‫نوع اإلنشاء‬

‫ِمِن‬ ‫ِق‬
‫قال تعاىل‪َ ﴿:‬فَأ يُم وا الَّصاَل َة ِإَّن الَّصاَل َة َك اَنْت َعَلى اْلُم ْؤ َني‬ ‫طلب إجياد الفعل من األعلى إىل األدىن على وجه اإللزام‬ ‫‪ .1‬األمر‬
‫ِكَتاًبا َّم ْو ُقوًتا ﴾ (النساء‪)103:‬‬
‫فنون‬ ‫الوحدة الثالثة‬ ‫مقرر التحرير العربي ‪ 221‬عرب‬
‫البالغة‬

‫قال تعاىل‪﴿ :‬واَل َتْلِم ُز وا َأنُف َس ُك ْم َو اَل َتَناَبُز وا ِباَأْلْلَق اِب ﴾‬ ‫طلب الكّف عن الفعل من األعلى إىل األدىن على وجه اإللزام‪.‬‬ ‫‪ .2‬النهي‬
‫(احلجرات‪)11:‬‬

‫طلب العلم بشيء مل يكن معلوما من قبل‪ ،‬وأدوات االستفهام‪ :‬اهلمزة‪ ،‬أكاتب أنت أم شاعر؟‬ ‫‪ .3‬االستفهام‬
‫هل‪َ ،‬م ن‪ ،‬ما‪ ،‬مىت‪ ،‬كيف‪ ،‬وغريها‬

‫قال الشاعر‪:‬‬ ‫التميّن ‪ :‬طلب حصول أمر حمبوب يستحيل حصوله‪ .‬وأدواته‪ :‬ليت‬ ‫‪ .4‬التميّن‬
‫(وهي األصل يف التمين)‪ ،‬لو‪ ،‬هل‪.‬‬
‫أال ليت الشباب يعود يوما فأخربه مبا فعل املشيب‬

‫قال تعاىل‪َ﴿ :‬لَعَّل الَّلـَه ْحُيِد ُث َبْع َد َذِلَك َأْم ًر ا ﴾ (الطالق‪)1:‬‬ ‫الرتجي‪ :‬طلب حصول أمر حمبوب ممكن حصوله‪ .‬وأدواته‪ :‬لعل‪،‬‬ ‫‪ .5‬الرتّج ي‬
‫وعسى‬

‫يا باغي اخلري أقِبل‬ ‫طلب إقبال املدعو على الداعي حبرف من حروف النداء‪ ،‬وحروفه‪:‬‬ ‫‪ .6‬النداء‬
‫"يا" وأخواهتا (اهلمزة‪ ،‬أي‪ ،‬أيا‪ ،‬هيا‪ ،‬وا‪ ،‬آ)‬

‫ثالثا‪ :‬التقديم والتأخير‪:‬‬

‫تقوم بنية اجلملة العربية على مراعاة ترتيب وحداهتا البنائية وهو ما يعرف بـ"مراعاة الرتبة"‪:‬‬

‫خريطة ذهنية (‪)4-3‬‬

‫ولكن قد حيصل عدم مراعاة للرتبة حيث يتم تقدم جزء من الكالم أو تأخريه قصدا لغرض بالغي‪ .‬وتعد هذه من‬
‫أبرز خصائص اللغة العربية؛ ألن األغراض البالغية ال تنحصر‪ ،‬وتستطيع العربية إيفاء دواعيها كلها‪.‬‬
‫فنون‬ ‫الوحدة الثالثة‬ ‫مقرر التحرير العربي ‪ 221‬عرب‬
‫البالغة‬

‫أمثلة لألغراض البالغية اليت توجب التقدمي والتأخري يف الكالم‪:‬‬

‫قوله تعاىل‪َّ ﴿ :‬لُه ُمْلُك الَّس َم اَو اِت َو اَأْلْر ِض ﴾ (احلديد‪ :)5:‬قّد م اخلرب وهو شبه اجلملة اجلار واجملرور‪،‬‬ ‫‪.1‬‬
‫وأّخ ر املبتدأ وهو كلمة "ملك"‪ ،‬إلفادة االختصاص‪ ،‬فملك السماوات واألرض خمتص بكونه هلل‪ ،‬أي‬
‫مقصور عليه ومنحصر فيه‪.‬‬

‫قوله تعاىل‪َ ﴿ :‬بِل الَّلـَه َفاْع ُبْد َو ُك ن ِّم َن الَّشاِكِر يَن ﴾ (الزمر‪ :)66:‬قّد م املفعول به وهو لفظ اجلاللة‪ ،‬وأّخ ر‬ ‫‪.2‬‬
‫الفعل والفاعل املنسكبني معا من األمر وفاعله املسترت وجوبا ( فاعبد) ‪ :‬لوجوب اختصاص العبادة هلل‬
‫سبحانه وتعاىل دون غريه‪.‬‬

‫قوله تعاىل‪َ ﴿ :‬فَأَّم ا اْلَيِتيَم َفاَل َتْق َه ْر ﴿‪َ ﴾٩‬و َأَّم ا الَّس اِئَل َفاَل َتْنَه ْر ﴾ (الضحى‪ :)9/10:‬قّد م املفاعيل ومها‬ ‫‪.3‬‬
‫الكلمتان‪ ،‬اليتيم َو السائل‪ ،‬على أفعاهلما‪ :‬لغرض مراعاة حسن النظم السجعي بني خواتيم اآليات‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬الذكر والحذف‪:‬‬

‫األصل يف الكالم أن يتم ذكر أجزائه كلها حبسب القواعد املتعارف عليها يف علم النحو‪ ،‬فلكل مبتدأ خرب‪ ،‬ولكل‬
‫فعل فاعل‪ ،‬وهناك املتعّلقات والقيود اليت يتم هبا املعىن وجتلو صورة الفكرة يف الذهن‪ :‬كاجلار واجملرور والتمييز‬
‫واملفاعيل والنعت ‪...‬إخل‪ .‬وقد يلحق اجلملة العربية تغيريا حيث يتم ذكر بعض األجزاء تارة‪ ،‬وحذفها تارة أخرى‪.‬‬
‫أما الذكر فلقصد زيادة التقرير واإليضاح واستيفاء املعىن كامال‪ .‬وأما الحذف فقد حيدث ألغراض بالغية كأن‬
‫يكون احملذوف معلوما من السياق فيكون حذفه هلدف اإلجياز الذي هو من مجاليات األسلوب‪ ،‬أو قد يكون‬
‫اهلدف من احلذف حتريك ذهن السامع للمشاركة يف تتبع أركان اجلملة فيلوح له معىن لطيفا مل يكن ليحصل لوال‬
‫حدوث احلذف‪.‬‬

‫أمثلة لألغراض البالغية التي توجب الذكر أو الحذف في الكالم‪:‬‬


‫فنون‬ ‫الوحدة الثالثة‬ ‫مقرر التحرير العربي ‪ 221‬عرب‬
‫البالغة‬

‫الذكر‪ :‬حنو قوله تعاىل‪ُ ﴿ :‬أوَلٰـِئَك َعَلٰى ُه ًد ى ِّم ن َّر ِهِّبْم َو ُأوَلٰـِئَك ُه ُم اْلُم ْف ِلُح وَن ﴾ (البقرة‪ ،)5:‬ففي‬ ‫‪‬‬
‫تكرير اسم اإلشارة "أولئك" زيادة تقرير وإيضاح لتميزهم بالشرف على غريهم‪ ،‬فكما ثبت هلم أن‬
‫متّيزوا باستئثارهم باهلدى يف الدنيا ثبت هلم أيضا أن متيزوا باستئثارهم الفالح يف اآلخرة‪.‬‬

‫ِت‬ ‫ِئ‬
‫الحذف‪ :‬حنو قوله تعاىل‪َ ﴿ :‬و َل ن َس َأْلَتُه م َّم ْن َخ َلَق الَّس َم اَو ا َو اَأْلْر َض َو َس َّخ َر الَّش ْم َس َو اْلَق َمَر‬ ‫‪‬‬
‫َلَيُقوُلَّن الَّلـُه﴾ (العنكبوت‪ ،)61:‬أي‪ :‬ليقولون خلقهن اهلل ‪ :‬حذف الفعل "خلقهن" لالحرتاز عن‬
‫العبث بعدم ذكر ماال ضرورة لذكره‪ ،‬ويكثر هذا يف جواب االستفهام‪.‬‬

‫قاعدة‪ :‬حذف أي جزء من أجزاء اجلملة يتوقف على أمرين‪:‬‬

‫األول‪ :‬وجود قرينة تدل على احملذوف بعد حذفه‪ ،‬وهذا مرده إىل علم النحو‪ ،‬حيث تعرب اجلملة‪ ،‬وما كان‬
‫مفقودا يف اإلعراب فهو القرينة الدالة على حدوث احلذف‪ .‬كقوله تعاىل‪ُ﴿ :‬أُك ُلها داِئٌم َو ِظ ُّلها﴾ (الرعد‪،)35 :‬‬
‫حذف اخلرب الثاين (دائم) لداللة اخلرب األول عليه ‪.‬‬

‫الثاني‪ :‬وجود املرِّج ح للحذف على الذكر‪ ،‬وهذا مرده إىل علم البالغة‪ ،‬وهو األغراض البالغية‪.‬‬

‫المحاضرة الثانية‬

‫علم البيان‬ ‫‪.2‬‬

‫"البيان هو علم ُتعرف به القواعد املتبعة يف التعبري عن املعىن الواحد بطرق خمتلفة" (اجلامعة العربية املفتوحة‪،‬‬
‫‪ .)2007‬إذ بقدر ما يتم التعبري عن الفكرة جبالء ومجال معا؛ ترتفع رتبة التذوق األديب لدى السامع وتعلو جودة‬
‫التعبري لدى القائل كذلك‪.‬‬

‫التشبيه‬
‫فنون‬ ‫الوحدة الثالثة‬ ‫مقرر التحرير العربي ‪ 221‬عرب‬
‫البالغة‬

‫خريطة ذهنية (‪)5-3‬‬

‫أوال‪ :‬التشبيه ‪" :‬بيان أن شيئا أو أشياء شاركت غريها يف صفة أو أكثر‪ ،‬بأداة هي الكاف أو حنوها ملفوظة أو‬
‫مقّد رة" (عتيق‪)1987،‬‬

‫ثانيا‪ :‬االستعارة‪ :‬تشبيه ُح ذف أحد طرفيه واألداة ووجه الشبه‪ .‬والبد من إيراد قرينة تدل على الطرف احملذوف‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬الكناية‪ :‬لفظ أطلق وأريد به الزم معناه‪ ،‬مع جواز إرادة ذلك املعىن‪.‬‬

‫وسندرس الفرق بني املباحث الثالثة لعلم البيان من خالل املثال التايل‪ ،‬حيث يف كل مرة سنعيد بناء اجلملة بطرق‬
‫خمتلفة لتؤدي لونا تعبريا وفائدة بيانية فريدة‪:‬‬

‫زيد كاألسد شجاعة‬

‫الكناية‬ ‫االستعارة‬ ‫التشبيه‬

‫كأن نصف زيدا بقولنا‪ :‬هو كثري‬ ‫رأيت زيدا يزأر‬ ‫زيد كاألسد شجاعة‬
‫الغزوات‬
‫مشبه‪ :‬زيد‬ ‫مشبه‪ :‬زيد‬
‫كناية عن الشجاعة‪ ،‬فهدفنا هنا‬
‫مشبه به‪ :‬حمذوف وهو األسد‪،‬‬ ‫مشبه به‪ :‬األسد‬
‫احلديث عن شجاعة زيد‪ ،‬وكثرة‬
‫ولكن جيء بصفة من صفاته‬
‫الغزوات ترتبط بوجود صفة‬ ‫أداة التشبيه‪ :‬الكاف‬
‫فنون‬ ‫الوحدة الثالثة‬ ‫مقرر التحرير العربي ‪ 221‬عرب‬
‫البالغة‬

‫الشجاعة دون التصريح بالصفة‬


‫مباشرة‪ /‬وتسمى كناية عن صفة‪.‬‬
‫وهي‪ :‬الزئري‬
‫أو كأن نقول‪ :‬رأيت أسدا‪ ،‬ونقصد‬
‫وجه الشبه‪ :‬الشجاعة‬
‫زيدا ألنه صار معروفا بشجاعته‬ ‫وجه الشبه‪ :‬حمذوف‬
‫كاألسد‪ ،‬وهذه تسمى كناية عن‬
‫موصوف‪.‬‬

‫أركان التشبيه‪ :‬املشَّبه‪ ،‬واملشَّبه به‪ ،‬ويسميان ركنا التشبيه‪ ،‬وأداة الشبه‪ ،‬ووجه الشبه‪ ،‬وجيب أن يكون أقوى يف‬
‫املشبه به من املشبه (اجلارم‪ ،‬وأمني‪)1969 ،‬‬

‫محاسن التشبيه وبديعه‪:‬‬

‫التشبيه من أكثر أساليب البيان داللة على عقل األديب وقدرته على اخللق‪ .‬ويرجع اجلرجاين تأثري التشبيه يف النفس‬
‫إىل علل وأسباب‪ .‬فأول ذلك أن أنس النفوس موقوف على أن خترجها من خفي إىل جلي‪ ،‬وتأتيها بصريح بعد‬
‫مكىن‪ ،‬كما قالوا‪ " :‬ليس اخلرب كاملعاينة‪ ،‬وال الظن كاليقني"‪ .‬فاملشاهدة هلا أثرها يف حتريك النفس ومتكني املعىن‬
‫من القلب‪ .‬كما يرى أن التشبيه ال يكون له وقع من السامع‪ ،‬وال يهز وال حيّر ك حىت يكون الشبه مقررا بني شيئني‬
‫خمتلفني يف اجلنس‪ ،‬كتشبيه العني بالنرجس! فالتشبيه عند اجلرجاين يعمل عمل السحر يف تأليف املتباينني حىت‬
‫خيتصر ُبعد ما بني املشرق واملغرب‪ ،‬وجيمع ما بني املشئم واملعرق (اجلرجاين‪.)1991،‬‬
‫فنون‬ ‫الوحدة الثالثة‬ ‫مقرر التحرير العربي ‪ 221‬عرب‬
‫البالغة‬

‫صورة رقم (‪)2-3‬‬

‫ثانيا‪ :‬االستعارة‬

‫االستعارة لغة‪ :‬رفع الشيء وحتويله من مكان إىل آخر‪ .‬وهذا احلكم جار يف األلفاظ بعضهما من بعض‪" ،‬‬
‫فاملشاركة بني اللفظني يف نقل املعىن من أحدمها إىل اآلخر كاملعرفة بني الشخصني يف نقل الشيء املستعار من‬
‫أحدمها إىل اآلخر" ( عتيق‪ )168 ،1987،‬لذلك يطلق عليها أحيانا‪ ،‬أهنا تسمية الشيء باسم غريه إذا قام مقامه‪.‬‬

‫أقسام االستعارة‪:‬‬

‫سبق وأشرنا إىل أن االستعارة هي تشبيه ُح ِذ ف أحد طرفيه‪ ،‬لذلك يقّس م البالغيون االستعارة من حيث ذكر أحد‬
‫طرفيها إىل قسمني‪:‬‬

‫االستعارة التصريحية‪ :‬وهي ما ُصِّر ح فيها بلفظ املشبه به‪ ،‬أي ُح ِذ ف املشبه وجيء باملشبه به‪.‬‬ ‫‪.1‬‬

‫أمثلة االستعارة التصريحية‪:‬‬


‫فنون‬ ‫الوحدة الثالثة‬ ‫مقرر التحرير العربي ‪ 221‬عرب‬
‫البالغة‬

‫ِلُتخِر َج الّناَس ِم َن الُّظُلماِت ِإىَل الّنوِر ﴾ (إبراهيم‪ )1:‬استعارة‬ ‫قوله تعاىل‪ِ﴿ :‬كتاٌب َأنَز لناُه ِإَليَك‬ ‫‪.1‬‬
‫"النور" ‪ ،‬حيث شبه الضالل بالظلمات ووجه الشبه عدم‬ ‫تصرحيية يف كلميت "الظلمات" َو‬
‫اهتداء صاحبهما‪ ،‬وشبه اهلداية بالنور ووشبه الشبه اهلداية يف كل منهما‪ .‬وقد ُح ذف املشبه‬
‫وجيء باملشبه به‪ ،‬والقرينة املانعة من إرادة املعىن احلقيقي أي الظلمة واالستنارة‪ ،‬نستطيع أن‬
‫نفهمها من سياق الكالم حني قال يف أوله "كتاب أنزلناه إليك"‪.‬‬

‫قال املتنيب يف وصف دخول رسول الروم على سيف الدولة احلمداين‪:‬‬ ‫‪.2‬‬

‫إىل البحر يسعى أم إىل البدر يرتقي‬ ‫وأقبل ميشي يف البساط فما درى‬

‫فكلمة " البحر"‪ ،‬استعارة تصرحيية‪ ،‬حيث شبه سيف الدولة بالبحر جلامع الرهبة واالتساع يف الكرم‪ .‬والقرينة اليت‬
‫متنع من إيراد املعىن احلقيقي هي لفظية وهو قوله " فأقبل ميشي يف البساط"‪ .‬وكلمة" البدر"‪ ،‬استعارة تصرحيية‪،‬‬
‫حيث شبه سيف الدولة بالبدر جلامع العالقة بينهما أي وجه الشبه وهي الرفعة واملكانة العالية‪ ،‬والقرينة املانعة من‬
‫إرادة املعىن احلقيقي هنا هي لفظية " فاقبل ميشي يف البساط" كذلك‪.‬‬

‫االستعارة المكنية‪ :‬وهي ما ٌح ذف فيها املشبه به وُر ِم ز له بشيء من لوازمه‪ ،‬وجيء باملشبه‪.‬‬ ‫‪.2‬‬

‫أمثلة االستعارة املكنية‪:‬‬

‫قول الشاعر دعبل اخلزاعي‪:‬‬ ‫‪.1‬‬

‫ضحك "املشيب" برأسه فبكى‬ ‫ال تعجيب يا سلم من رجل‬

‫يف كلمة "املشيب" استعارة مكنية‪ ،‬حيث شبه املشيب بإنسان‪ ،‬فحذف املشبه به وهو اإلنسان وأتى بالزمة من‬
‫لوازمه وهي الضحك‪ ،‬الذي هو القرينة املانعة من إرادة املعىن احلقيقي‪.‬‬

‫قوله تعاىل‪َ﴿ :‬و الُّص ْبِح ِإَذا َتَنَّف َس ﴾ ( التكوير‪)18 :‬‬ ‫‪.2‬‬
‫فنون‬ ‫الوحدة الثالثة‬ ‫مقرر التحرير العربي ‪ 221‬عرب‬
‫البالغة‬

‫حيث شبه الصبح بالكائن احلي الذي يتنفس‪ ،‬وحذف املشبه به وأتى بالزمة من لوازمه وهي التنفس وهي القرينة‬
‫كذلك‪.‬‬

‫جمالية االستعارة في فنون البالغة‬

‫يقول عبد القاهر اجلرجاين إن فضيلة االستعارة اجلامعة تتمثل يف أهنا تربز البيان أبدا يف صورة مستجدة تزيد قدره‬
‫نبال‪ ،‬حىت لتجد أن اللفظة الواحدة قد اكتسبت فيها فوائد ختتلف يف كل مرة ُتذكر فيها‪ .‬ومن خصائص‬
‫االستعارة أهنا تعطيك الكثري من املعاين باليسري من األلفاظ‪ ،‬وكذلك التشخيص والتجسيد يف املعنويات وبث احلياة‬
‫يف اجلماد‪ ،‬واملبالغة يف إبراز املعىن املوهوم إىل الصورة املشاهدة‪ .‬ويرى كذلك أن كال من اجملاز والتشبيه والكناية‬
‫هي من أركان إعجاز أسلوب القرآن الكرمي‪ " :‬ومل يتعاط أحد من الناس القول يف اإلعجاز إال ذكرها‪ ،‬وجعلها‬
‫العمد واألركان فيما يوجب الفضل واملزية‪ ،‬وخصوصا االستعارة واجملاز‪ ،‬فإنك تراهم جيعلوهنما عنوان ما يذكرون‬
‫وأول ما يوردون" ( اجلرجاين‪)329 ،1994،‬‬

‫ثالثا‪ :‬الكناية‬

‫الكناية يف اللغة مصدر كنيت بكذا عن كذا إذا تركت التصريح به‪ .‬أي أن تتكلم بشيء وتريد غريه‪ ،‬وهي يف‬
‫اصطالح علماء البالغة‪" :‬لفظ ُأطلق وأريد به الزم معناه مع جواز إرادة ذلك املعىن"‪ ،‬أي املعىن احلقيقي للفظ‬
‫الكناية (عتيق‪.)211 ،1987،‬‬

‫وأمثلة الكناية‪:‬‬

‫قولنا يف وصف إنسان أنه "طويل الِّنجاد"‪ ،‬والنجاد هي محائل السيوف اليت يرتديها اإلنسان‪ ،‬واملقصود‬ ‫‪.1‬‬
‫أنه طويل القامة‪ ،‬ألن طول احلمائل يستلزم أن يكون اإلنسان طويال‪ ،‬وقد يراد كال املعنيني‪ ،‬أي طول‬
‫القامة وطول النجاد معا‪.‬‬

‫قولنا "هو كثري الرماد"‪ ،‬فكثرة الرماد تتطلب االستمرار يف إيقاد النار‪ ،‬واملقصود مبالغة هذا اإلنسان يف‬ ‫‪.2‬‬
‫إكرام ضيوفه‪ ،‬وقد يراد كال املعنيني‪.‬‬
‫فنون‬ ‫الوحدة الثالثة‬ ‫مقرر التحرير العربي ‪ 221‬عرب‬
‫البالغة‬

‫أقسام الكناية‪ :‬تنقسم الكناية باعتبار املكىَّن عنه ثالثة أقسام‪:‬‬

‫كناية الصفة‪ :‬وهي اليت نقصد هبا الصفة نفسها‪ ،‬كالكرم والشجاعة‪.‬‬ ‫‪.1‬‬

‫كقولنا‪ :‬طويل النجاد‪ ،‬رفيع العماد‪ ،‬كثري الرماد‪ ،‬نقصد هبا على التوايل الصفات‪:‬‬

‫الشجاعة‪ :‬حيث تستلزم من كونه طويل النجاد‪ :‬طول محائل السيوف وطول قامة صاحبها مما يستلزم‬ ‫‪-‬‬
‫الشجاعة‪.‬‬

‫السيادة في القدر والمكانة‪ :‬حيث تستلزم من كونه رفيع العماد أن يكون سيدا عظيما يف قومه‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫الكرم‪ :‬حيث يلزم من كثرة الرماد كثرة إحراق احلطب مث كثرة الضيفان مث كثرة الكرم‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫كناية الموصوف‪ :‬وهي اليت نقصد هبا نفس املوصوف‪ ،‬ويشرتط فيها أن تكون الكناية خمتصة باملكىن عنه‬ ‫‪.2‬‬
‫ال تتجاوزه إىل غريه حىت ال حيصل اللبس‪.‬‬

‫مثال‪ :‬أن ُيكىن عن القلب بقولنا‪" :‬جممع األسرار" أو " موطن اِحللم"‪ .‬فالقلب هو العضو الذي جتتمع فيه‬

‫اخلصائص املعنوية لإلنسان‪ ،‬وقد اشتهر احلديث عنه يف صالح اإلنسان وفساده‪ .‬قال تعاىل‪ِ﴿ :‬إاَّل َمْن َأَتى الَّلـَه‬
‫ِبَق ْلٍب َس ِليٍم ﴾ (الشعراء‪.)89 :‬‬

‫كناية الِّنسبة‪ :‬ويراد هبا ختصيص الصفة بشيء يتعلق باملوصوف إما إثباتا أو نفيا‪.‬‬ ‫‪.3‬‬

‫كقول الشاعر‪:‬‬

‫الُيمن يتبع ظّله واجملد ميشي يف ركابه‬

‫فهو يصف املمدوح هنا بأنه ميمون الطلعة‪ ،‬حيث يتبعه اليُم ن حيثما سار ألنه يتبع الزمه وهو ظله‪ .‬لذلك نقول‬
‫أن كناية النسبة ال تصف املوصوف مباشرة وإمنا تنتسب إىل ماله صلة به‪.‬‬
‫فنون‬ ‫الوحدة الثالثة‬ ‫مقرر التحرير العربي ‪ 221‬عرب‬
‫البالغة‬

‫بالغة الكناية‬

‫الكناية من أعلى أساليب البيان اليت ال يقوى عليها إال كل بليغ متمرس يف فن القول‪ .‬فاملبالغة اليت تضفيها الكناية‬
‫على املعاين تكسبها حسنا وهباء وكأهنا تقدم لك احلقيقة مصحوبة بالدليل عليها‪ .‬وهي كاالستعارة يف قدرهتا على‬
‫ِه‬ ‫ِه‬ ‫ِّل‬
‫جتسيم املعاين وإخراجها بصورة حمسوسة حية‪ .‬ففي قوله تعاىل‪َ﴿ :‬فَأصَبَح ُيَق ُب َك َّفي َعلى ما َأنَف َق فيها َو َي‬
‫خاِو َيٌة َعلى ُعروِش ها َو َيقوُل يا َليَتين مَل ُأشِر ك ِبَر يّب َأَح ًد ا﴾ (الكهف‪ )42 :‬فالكناية يف "يقّلب كفيه"‪ ،‬حيث يستلزم‬
‫تقليب الكفني الندم واحلزن‪ ،‬فاملعىن الصريح هنا هو "فأصبح نادما حزينا"‪ ،‬وهو أمر معنوي قدمته الكناية بصورة‬
‫حسية ومشاهدة‪ .‬ولعل أسلوب الكناية هو األسلوب الوحيد الذي يستطيع عربه اإلنسان أن يرتك التصريح‬
‫باأللفاظ غري الالئقة اليت تكون حصيلة شعور اإلنسان بانفعاالت غري سارة وخوفه يف نفس الوقت من اخلروج‬
‫على أخالقيات اجملتمع وآدابه‪ ،‬وتلك ميزة الكناية على غريه من أساليب البيان‪.‬‬
‫فنون‬ ‫الوحدة الثالثة‬ ‫مقرر التحرير العربي ‪ 221‬عرب‬
‫البالغة‬

‫المحاضرة الثالثة‬

‫علم البديع‬ ‫‪.3‬‬

‫كان العرب يف اجلاهلية وهم أهل الفصاحة والبالغة يستحسنون بعض األساليب التعبريية البالغية‬
‫ويستخدموهنا يف أشعارهم هبدف تنميق الكالم وحتسينه‪ ،‬وإضفاء املزيد من ألوان اجلمال املعنوي واللفظي عليه‪،‬‬
‫دون علم مبصطلحاهتا‪ ،‬متاما كما كانوا يستخدمون يف كالمهم الفاعل مرفوعا واملفعول منصوبا قبل أن يظهر‬
‫النحاة ويضعوا قواعد الفاعل واملفعول (عتيق‪ .)1987،‬حىت جاء عبداهلل بن املعتز (‪247‬هجرية‪296-‬هجرية) يف‬
‫كتابه املسمى "كتاب البديع‪274،‬هجرية"‪ ،‬والذي قام بأول حماولة علمية جادة يف سبيل تقعيد أصول علم البديع‬
‫وحتديد مباحثه كما نعرفها اليوم‪.‬‬

‫علم البديع‪ :‬هو الصور واحملسنات اللفظية واملعنوية اليت ُيقصد هبا حتسني الكالم بعد رعاية املطابقة ملقتضى احلال‪،‬‬
‫وتوافر شرط وضوح الداللة وخلوها من التعقيد املعنوي‪.‬‬

‫أوال‪ :‬المحسنات البديعية المعنوية‪ :‬هتدف إىل حتسني املعىن بالذات‪.‬‬

‫المطابقة ‪ :‬وتسمى أيضا‪ :‬التطبيق‪ ،‬والطباق‪ ،‬والتضاد‪ .‬وهي اجلمع بني الضدين يف كالم أو بيت شعر‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫كقوله تعاىل ﴿ َأَو َم ن كاَن َم يًتا َفَأحَييناُه﴾ (األنعام‪ ،)122:‬فأحد املتضادين اسم "ميتا"‪ ،‬واآلخر فعل "‬
‫فأحييناه"‪.‬‬

‫والمطابقة لها صورتان‪:‬‬

‫مطابقة اإليجاب‪ :‬هي ما ُصِّر ح فيه بإظهار الضدين‪ ،‬أي الكلمتني املتقابلتني يف املعىن‪ .‬كقوله تعاىل‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫﴿َفُأوَلـِئَك ُيَبِّد ُل الَّلـُه َس ِّيَئاِهِتْم َح َس َناٍت ﴾ (الفرقان‪ ، )70 :‬فالسيئة واحلسنة لفظني ومعنيني متضادين‪.‬‬

‫مطابقة السلب‪ :‬هي ما اختلف فيه الضدان إجيابا وسلبا‪ ،‬أي أن يكون أحد اللفظني مثبتا واآلخر‬ ‫‪‬‬

‫منفيا‪ ،‬فما يسبب التضاد يف هذه احلال هي وجود حرف النفي قبل أحدمها‪ .‬كقوله تعاىل‪﴿ :‬قْل َه ْل‬
‫فنون‬ ‫الوحدة الثالثة‬ ‫مقرر التحرير العربي ‪ 221‬عرب‬
‫البالغة‬

‫َيْس َتِو ي اَّلِذ يَن َيْع َلُم وَن َو اَّلِذ يَن اَل َيْع َلُم وَن ﴾ (الزمر‪ )9 :‬فاملطابقة هنا هي اجلمع بني "يعلمون وال‬
‫يعلمون" بإجياب العلم ونفيه‪.‬‬

‫المقابلة ‪ :‬هي أن جيتمع يف الكالم عدة كلمات متضادة‪ ،‬حبيث يقابل كل لفظ ضده على الرتتيب‪ ،‬يقابل‬ ‫‪.2‬‬
‫األول باألول‪ ،‬والثاين بالثاين‪ ،‬ال خيرم من ذلك شيئا‪ ،‬ومىت أخّل بالرتتيب فسدت املقابلة‪ .‬وهي أعم من‬
‫املطابقة ألن املتقابالت فيها قد يصل إىل مخسة ألفاظ وضدها‪ .‬كقوله تعاىل‪َ ﴿ :‬فَأَّم ا َمْن َأْع َطى َو اَّتَق ى ﴿‬
‫‪َ ﴾٥‬و َص َّد َق ِباُحْلْس ىَن ﴿‪َ ﴾٦‬فَس ُنَيِّس ُر ُه ِلْلُيْسَر ى ﴿‪َ ﴾٧‬و َأَّم ا َم ن ِخَب َل َو اْس َتْغىَن ﴿‪َ ﴾٨‬و َك َّذ َب ِباُحْلْس ىَن ﴿‬
‫‪َ ﴾٩‬فَس ُنَيِّس ُر ُه ِلْلُعْسَر ى﴾ (الليل‪ )10-5 :‬واملتقابالت هي‪ :‬أعطى‪/‬خبل‪ ،‬اتقى‪/‬استغىن‪ ،‬صّد ق‪ /‬كذب‪،‬‬
‫احلسىن‪ /‬العسرى‪.‬‬

‫التورية ‪ :‬ويقال هلا أيضا‪ :‬اإليهام والتوجيه والتخيري‪ .‬وهي "أن يذكر املتكلم لفظا مفردا له معنيان‪ :‬أحدمها‬ ‫‪.3‬‬
‫قريب ظاهر غري مراد‪ ،‬واآلخر بعيد خفي هو املراد" (عتيق‪ .)122 ،1987،‬كقوله تعاىل‪َ﴿ :‬و ُه َو اَّلذي‬
‫َيَتَو ّفاُك م ِبالَّليِل َو َيعَلُم ما َج َر حُتم ِبالَّنهاِر ﴾ (األنعام‪ )60:‬فلفظة التورية هي "جرحتم" وهلا معنيان‪ :‬أولهما‬
‫قريب ظاهر غري مراد وهو إحداث متّز ق يف اجلسم‪ ،‬والثاني بعيد خفي مراد وهو ارتكاب الذنوب‬
‫واقرتافها‪.‬‬
‫فنون‬ ‫الوحدة الثالثة‬ ‫مقرر التحرير العربي ‪ 221‬عرب‬
‫البالغة‬

‫صورة رقم (‪)3-3‬‬


‫فنون البالغة‬ ‫الوحدة الثالثة‬ ‫مقرر التحرير العربي ‪ 221‬عرب‬

‫محسنات البديعية المعنوية‬

‫الطباق‬

‫طباق‬
‫إيجاب‬

‫خريطة ذهنية (‪)6-3‬‬


‫الوحدة الثالثة‬ ‫مقرر التحرير العربي ‪ 221‬عرب‬
‫فنون البالغة‬

‫المحسنات البديعية اللفظية‬

‫هتدف احملّس نات البديعية اللفظية إىل حتسني اللفظ أوال‪ ،‬ومن مث يتبعه تلقائيا حتسني املعىن‪ .‬ومن‬
‫أنواعها‪:‬‬

‫الجناس ‪ :‬تشابه اللفظني يف النطق واختالفهما يف املعىن‪ .‬ويسميان "ركين اجلناس"‪ .‬ومن‬ ‫‪.1‬‬
‫العلماء من يسمي هذا اللون البديعي جتنيسا‪ ،‬أو جمانسا‪ ،‬أو جناسا‪ ،‬أمساء خمتلفة واملقصود‬
‫واحد‪ .‬وسبب هذه التسمية يرجع إىل أن حروف اللفظني ركين اجلناس يكون تركيبها من‬
‫جنس واحد‪.‬‬

‫أقسام اجلناس‪:‬‬

‫الجناس التام‪ :‬أن يكون االتفاق بني اللفظني يف النطق تاما‪ ،‬أي أن يتفق ركنا‬ ‫‪‬‬
‫اجلناس يف أربعة أمور‪ :‬أنواع احلروف‪ ،‬وأعدادها‪ ،‬وهيئتها يف احلركة والسكون‪،‬‬
‫وترتيبها يف اللفظني‪ .‬كقوله تعاىل‪َ ﴿ :‬و َيْو َم َتُقوُم الَّس اَعُة ُيْق ِس ُم اْلُم ْج ِر ُموَن َم ا َلِبُثوا‬
‫َغْيَر َس اَعٍة ﴾ ( الروم‪ )55 :‬فاجلناس هنا يف امسني متماثلني "ساعة" َو "ساعة" األول‬
‫مبعىن يوم القيامة‪ ،‬والثاين مبعىن مطلق الوقت‪.‬‬

‫الجناس غير التام‪ :‬وهو ما اختلف فيه اللفظان يف واحد من األمور األربعة اليت‬ ‫‪‬‬
‫جيب أن تتوافر يف اجلناس التام‪ ،‬وهي‪ :‬أنواع احلروف‪ ،‬وأعدادها‪ ،‬وهيئتها يف‬
‫احلركات والسكون‪ ،‬وترتيبها يف الكلمتني‪ .‬مثل قول النيب صلى اهلل عليه وسلم ‪:‬‬
‫( اخليل معقود بنواصيها اخلري)‪ .‬فاجلناس يف اللفظني "خيل"َو "خري" حيث اختلفا يف‬
‫احلرف األخري فقط‪.‬‬

‫الَّس ْج ع‪ :‬هو توافق الفاصلتني من النثر على حرف واحد‪ .‬وهذا هو معىن قول السكاكي‪:‬‬ ‫‪.2‬‬
‫"السجع يف النثر كالقافية يف الشعر" (عتيق‪ .)215 ،1987 ،‬ويسمى يف القرآن الكرمي‬
‫باتفاق الفاصلة القرآنية‪ ،‬كقوله تعاىل‪ِ ﴿ :‬إَّن اَأْلْبَر اَر َلِف ي َنِعيٍم ﴿‪َ ﴾١٣‬و ِإَّن اْلُفَّج اَر َلِف ي‬
‫َج ِح يٍم ﴾ (االنفطار‪ )14-13:‬السجع يف الفاصلتني اخلامتتني لآليتني "نعيم"َو "جحيم"‪.‬‬
‫الوحدة الثالثة‬ ‫مقرر التحرير العربي ‪ 221‬عرب‬
‫فنون البالغة‬

‫كيف يتم بناء األسجاع؟‬

‫األصل أن العرب ال تقف إال على ساكن‪ ،‬وملا كانت األسجاع هي كلمات تقع يف فواصل الفقرات‬
‫أي خواتيمها‪ ،‬كان األصل أن تكون مبنية على سكون األعجاز‪ ،‬أي أن احلرف األخري يف الكلمة‬
‫يكون حرفا عالمته السكون‪ ،‬وال يتم ذلك إال بالوقف بالسكون‪ ،‬كقوهلم‪ " :‬ما أبعد ما فاْت ! وما‬
‫أقرب ما هو آْت !"‪ ،‬فإذا مل نقف بالسكون‪ ،‬كان البد من مراعاة حركة اإلعراب فتختلف احلروف‬
‫األخرية يف التحريك فيفوت اهلدف من السجع‪.‬‬

‫مكانة الجناس والسجع في البالغة‪:‬‬

‫اختلف البالغيون حول قيمة السجع واجلناس‪ ،‬وخري من فصل يف املسألة هو عبد القاهر اجلرجاين‪،‬‬
‫حيث يقرر أن كال من اجلناس والسجع البد أن يتبعا املعىن‪ ،‬أي أن نرتك املعاين هي اليت تطلب‬
‫األلفاظ دون استكراه أن نأيت بالتجنيس أو السجع حىت ال ينسب األسلوب إىل التكلف ويؤدي إىل‬
‫الوقوع يف اخلطأ (اجلرجاين‪.)1991 ،‬‬

‫مصطلحات الوحدة‬

‫الخبر‪:‬‬

‫هو الكالم الذي حيتمل احلكم عليه بالصدق أو الكذب لذاته‪.‬‬

‫الخبر االبتدائي‪:‬‬

‫يكون املخاطب خايل الذهن عن احلكم أي مضمون الكالم‪ ،‬فٌيلقى إليه الكالم خاليا من أدوات‬
‫التوكيد‪.‬‬

‫الخبر الطلبي‪:‬‬
‫الوحدة الثالثة‬ ‫مقرر التحرير العربي ‪ 221‬عرب‬
‫فنون البالغة‬

‫يكون املخاطب مرتددا يف احلكم شاّك ا فيه‪ ،‬فيحسن توكيده له لتطمئن إليه نفسه‪ ،‬ويزول الشك‬
‫باليقني‪.‬‬

‫الخبر اإلنكاري‪:‬‬

‫يكون املخاطب منكرا حلكم اخلرب‪ ،‬فيجب أن يؤكد له اخلرب بعدد من املؤكدات حبسب درجة‬
‫إنكاره‪.‬‬

‫اإلنشاء‪:‬‬

‫هو الكالم الذي ال حيتمل الصدق والكذب لذاته‪.‬‬

‫اإلنشاء الطلبي‪:‬‬

‫ما يستدعي مطلوبا غري موجود وقت الطلب‪.‬‬

‫اإلنشاء غير الطبي‪:‬‬

‫ما ال يستدعي مطلوبا‪.‬‬

‫علم البيان‪:‬‬

‫هو علم ُتعرف به القواعد املتبعة يف التعبري عن املعىن الواحد بطرق خمتلفة‪.‬‬

‫التشبيه‪:‬‬

‫بيان أن شيئا أو أشياء شاركت غريها يف صفة أو أكثر‪ ،‬بأداة هي الكاف أو حنوها ملفوظة أو مقّد رة‪.‬‬

‫االستعارة‪:‬‬

‫تشبيه ُح ذف أحد طرفيه واألداة ووجه الشبه‪ .‬والبد من إيراد قرينة تدل على الطرف احملذوف‪.‬‬
‫الوحدة الثالثة‬ ‫مقرر التحرير العربي ‪ 221‬عرب‬
‫فنون البالغة‬

‫االستعارة التصريحية‪:‬‬

‫وهي ما ُصِّر ح فيها بلفظ املشبه به‪ ،‬أي ُح ِذ ف املشبه وجيء باملشبه به‪.‬‬

‫االستعارة المكنية‪:‬‬

‫وهي ما ٌح ذف فيها املشبه به وُر ِم ز له بشيء من لوازمه‪ ،‬وجيء باملشبه‪.‬‬

‫الكناية‪:‬‬

‫لفظ أطلق وأريد به الزم معناه‪ ،‬مع جواز إرادة ذلك املعىن‪.‬‬

‫كناية الصفة‪:‬‬

‫وهي اليت نقصد هبا الصفة نفسها‪.‬‬

‫كناية الموصوف‪:‬‬

‫وهي اليت نقصد هبا نفس املوصوف‪.‬‬

‫كناية الِّنسبة‪:‬‬

‫ويراد هبا ختصيص الصفة بشيء يتعلق باملوصوف إما إثباتا أو نفيا‪.‬‬

‫علم البديع‪:‬‬

‫هو الصور واحملسنات اللفظية واملعنوية اليت ُيقصد هبا حتسني الكالم بعد رعاية املطابقة ملقتضى احلال‪،‬‬
‫وتوافر شرط وضوح الداللة وخلوها من التعقيد املعنوي‪.‬‬

‫الطباق‪:‬‬

‫هو اجلمع بني الضدين يف كالم أو بيت شعر‪.‬‬

‫مطابقة اإليجاب‪:‬‬
‫الوحدة الثالثة‬ ‫مقرر التحرير العربي ‪ 221‬عرب‬
‫فنون البالغة‬

‫هي ما ُصِّر ح فيه بإظهار الضدين‪.‬‬

‫مطابقة السلب‪:‬‬

‫هي ما اختلف فيه الضدان إجيابا وسلبا‪.‬‬

‫المقابلة‪:‬‬

‫هي أن جيتمع يف الكالم عدة كلمات متضادة‪ ،‬حبيث يقابل كل لفظ ضده على الرتتيب‪ ،‬يقابل األول‬
‫باألول‪ ،‬والثاين بالثاين‪ ،‬ال خيرم من ذلك شيئا‪ ،‬ومىت أخّل بالرتتيب فسدت املقابلة‪.‬‬

‫التورية‪:‬‬

‫ويقال هلا أيضا‪ :‬اإليهام والتوجيه والتخيري‪ .‬وهي أن يذكر املتكلم لفظا مفردا له معنيان‪ :‬أحدمها‬
‫قريب ظاهر غري مراد‪ ،‬واآلخر بعيد خفي هو املراد‪.‬‬

‫الجناس‪:‬‬

‫تشابه اللفظني يف النطق واختالفهما يف املعىن‪.‬‬

‫الجناس التام‪:‬‬

‫أن يكون االتفاق بني اللفظني يف النطق تاما‪ ،‬أي أن يتفق ركنا اجلناس يف أربعة أمور‪ :‬أنواع احلروف‪،‬‬
‫وأعدادها‪ ،‬وهيئتها يف احلركة والسكون‪ ،‬وترتيبها يف اللفظني‪.‬‬

‫الجناس غير التام‪:‬‬

‫وهو ما اختلف فيه اللفظان يف واحد من األمور األربعة اليت جيب أن تتوافر يف اجلناس التام‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫أنواع احلروف‪ ،‬وأعدادها‪ ،‬وهيئتها يف احلركات والسكون‪ ،‬وترتيبها يف الكلمتني‪.‬‬

‫الَّس ْج ع‪:‬‬
‫الوحدة الثالثة‬ ‫مقرر التحرير العربي ‪ 221‬عرب‬
‫فنون البالغة‬

‫هو توافق الفاصلتني من النثر على حرف واحد‪.‬‬

‫أنشطة الوحدة‪:‬‬

‫اخرت قطعة أدبية ال تقل عن مئيت كلمة مث استخرج مها‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫ثالث مجل خربية وبني نوع اخلرب‪.‬‬ ‫أ‪.‬‬

‫ثالث مجل انشائية وبني نوع اإلنشاء‪.‬‬ ‫ب‪.‬‬

‫تشبيه واستعارة وكناية‪.‬‬ ‫ت‪.‬‬

‫فيديو‬ ‫‪‬‬

‫شاهد الفيديو يف الرابط التايل‪ ،‬وخلص ما جاء فيه‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪https://www.youtube.com/watch?v=yqChQjLmZi4‬‬

‫مخرجات الوحدة‪:‬‬

‫بعد دراسة الطالب لهذه الوحدة سيكون قادرا على‪:‬‬

‫التعرف إىل فنون البالغة الثالثة (املعاين ـ البيان ـ البديع)‪.‬‬ ‫‪.1‬‬

‫التعرف إىل أضرب علم املعاين (اخلرب ـ اإلنشاء ـ الذكر واحلذف ـ التقدمي والتأخري)‪.‬‬ ‫‪.2‬‬

‫التعرف إىل أضرب علم البيان (التشبيه ـ االستعارة ـ الكناية)‪.‬‬ ‫‪.3‬‬


‫الوحدة الثالثة‬ ‫مقرر التحرير العربي ‪ 221‬عرب‬
‫فنون البالغة‬

‫التعرف إىل أضرب علم البديع املعنوية واللفظية (الطباق ـ املقابلة ـ التورية ـ اجلناس ـ السجع)‪.‬‬ ‫‪.4‬‬

‫استخدام ما تعلمه يف الوحدة أثناء كتابته‪.‬‬ ‫‪.5‬‬

‫أسئلة الوحدة‪:‬‬

‫األسئلة الموضوعية‪:‬‬

‫السؤال األول‪:‬‬

‫اختر اإلجابة الصحيحة مما يلي‪:‬‬

‫الخبر في علم المعاني هو‪:‬‬ ‫‪.1‬‬

‫اجلزء الذي تتم به فائدة الكالم‪.‬‬ ‫ا‪.‬‬

‫قسيم املبتدأ‪.‬‬ ‫ب‪.‬‬

‫الكالم الذي حيتمل احلكم عليه بالصدق أو الكذب لذاته‪ .‬بقطع النظر عن قائلة‬ ‫ج‪.‬‬

‫الكالم الذي ال حيتمل الصدق أو الكذب لذاته‪ .‬اإلنشاء‬ ‫د‪.‬‬

‫اإلنشاء الطلبي هو‪:‬‬ ‫‪.2‬‬

‫ما يستدعي مطلوبا غري موجود وقت الطلب‪ .‬و انواعه‪:‬االمر‪،‬االستفهام‪،‬التمني‪..‬الخ‬ ‫ا‪.‬‬

‫ما ال يستدعي مطلوبا‪ .‬اإلنشاء غير الطلبي‬ ‫ب‪.‬‬

‫طلب إجياد الفعل من األعلى إىل األدىن‪ .‬نوع اإلنشاء‪ :‬األمر‬ ‫ج‪.‬‬

‫طلب العلم بشيء مل يكن معلوما من قبل‪ .‬نوع اإلنشاء‪ :‬االستفهام‬ ‫د‪.‬‬

‫نوع البيان في قولك‪" :‬زيد كاألسد في الشجاعة"‪:‬‬ ‫‪.3‬‬


‫الوحدة الثالثة‬ ‫مقرر التحرير العربي ‪ 221‬عرب‬
‫فنون البالغة‬

‫استعارة‪ .‬مثال‪ :‬رأيت زيدًا يزأر‬ ‫ا‪.‬‬

‫تشبيه‪ .‬وجة الشبة‪ :‬الشجاعة‬ ‫ب‪.‬‬

‫كناية‪ .‬مثال‪ :‬هو كثير الغزوات‬ ‫ج‪.‬‬

‫تورية‪ .‬من أنواع علم البديع ومثال عليها قوله تعالى﴿َو ُه َو اَّلذي َيَتَو ّفاُك م ِبالَّليِل‬ ‫د‪.‬‬
‫َو َيعَلُم ما َج َر حُتم ِبالَّنهاِر ﴾‬

‫االستعارة المكنية مثل‪:‬‬ ‫‪.4‬‬

‫قوله تعاىل‪َ﴿ :‬و الُّص ْبِح ِإَذا َتَنَّف َس ﴾ ( التكوير‪.)18 :‬‬ ‫ا‪.‬‬
‫قوله تعاىل‪ِ﴿ :‬كتاٌب َأنَز لناُه ِإَليَك ِلُتخِر َج الّناَس ِم َن الُّظُلماِت ِإىَل الّنوِر ﴾ (إبراهيم‪ .)1:‬االستعارة التصريحية‬ ‫ب‪.‬‬

‫هو كثري الغزوات‪ .‬كناية‬ ‫ج‪.‬‬

‫قوله تعاىل‪َ﴿ :‬و ُه َو اَّلذي َيَتَو ّفاُك م ِبالَّليِل َو َيعَلُم ما َج َر حُتم ِبالَّنهاِر ﴾ (األنعام‪.)60:‬‬ ‫د‪.‬‬
‫التورية‬

‫قال تعالى‪﴿ :‬قْل َه ْل َيْس َتِو ي اَّلِذ يَن َيْع َلُم وَن َو اَّلِذ يَن اَل َيْع َلُم وَن ﴾ (الزمر‪ ،)9 :‬نوع‬ ‫‪.5‬‬
‫المحسن البديعي‪:‬‬

‫مطابقة إجياب‪ .‬كقوله تعالى‪َ﴿ :‬فُأوَلـِئَك ُيَبِّد ُل الَّلـُه َس ِّيَئاِتِه ْم َح َس َناٍت ﴾‬ ‫ا‪.‬‬

‫مطابقة سلب‪.‬‬ ‫ب‪.‬‬

‫مقابلة‪ .‬كقوله تعالى‪َ﴿ :‬فَأَّما َمْن َأْع َطى َو اَّتَق ى ﴿‪َ ﴾٥‬و َص َّد َق ِباْلُحْس َنى﴾‬ ‫ج‪.‬‬

‫تورية‪.‬‬ ‫د‪.‬‬

‫الجناس التام هو‪:‬‬ ‫‪.6‬‬

‫أن يكون االتفاق بني اللفظني يف النطق غري تام‪.‬‬ ‫ا‪.‬‬

‫أن يكون االتفاق بني املعنيني تاما‪.‬‬ ‫ب‪.‬‬

‫كقوله تعالى‪َ﴿ :‬و َيْو َم َتُقوُم الَّس اَعُة ُيْق ِس ُم اْلُم ْج ِر ُموَن َم ا َلِبُثوا َغْيَر َس اَعٍة ﴾‬ ‫أن يكون االتفاق بني اللفظني تاما‪.‬‬ ‫ج‪.‬‬
‫الوحدة الثالثة‬ ‫مقرر التحرير العربي ‪ 221‬عرب‬
‫فنون البالغة‬

‫أن يكون االتفاق بني املعنيني غري تام‪.‬‬ ‫د‪.‬‬

‫(أن يذكر المتكلم لفظا مفردا له معنيان‪ :‬أحدهما قريب ظاهر غير مراد‪ ،‬واآلخر بعيد‬ ‫‪.7‬‬
‫خفي هو المراد) هذا مفهوم‪:‬‬

‫املقابلة‪.‬‬ ‫ا‪.‬‬

‫الكناية‪.‬‬ ‫ب‪.‬‬

‫التورية‪.‬‬ ‫ج‪.‬‬

‫السجع‪.‬‬ ‫د‪.‬‬

‫السؤال الثاني‬

‫ضع عالمة (√) أمام العبارة الصحيحة وعالمة (‪ )X‬أمام العبارة الخاطئة‪:‬‬

‫اخلرب الطليب يكون فيه املخاطب منكرا حلكم اخلرب‪ )X( .‬الخبر اإلنكاري‬ ‫‪.1‬‬

‫طلب الكف عن الفعل من األعلى إىل األدىن على وجه اإللزام يسمى إنشاء طلبيا‪)√( .‬‬ ‫‪.2‬‬

‫احلذف من اجلملة يف علم املعاين ال جيب فيه وجود قرينة تدل على احملذوف ألن مرده إىل‬ ‫‪.3‬‬
‫علم النحو‪)X( .‬‬

‫االستعارة هي تشبيه حذف أحد طرفيه واألداة ووجه الشبه‪)√( .‬‬ ‫‪.4‬‬

‫(والصبح إذا تنفس) اآلية حتتوي على استعارة تصرحيية ألنه حذف فيها املشبه‪ )X( .‬مكنية‬ ‫‪.5‬‬

‫كناية النسبة نقصد هبا نفس املوصوف ويشرتط فيها أن تكون الكناية خمتصة‪)X( .‬‬ ‫‪.6‬‬
‫الموصوف‬
‫اجلناس التام يتفق فيه اللفظان يف املعىن وخيتلفان يف النطق‪ )X( .‬أن يكون االتفاق بين اللفظين في النطق تاما بمعنين‬ ‫‪.7‬‬
‫مختلفين‬

‫السؤال الثالث‪:‬‬

‫امأل الفراغات بالكلمة المناسبة فيما يلي‪:‬‬


‫الوحدة الثالثة‬ ‫مقرر التحرير العربي ‪ 221‬عرب‬
‫فنون البالغة‬

‫طلب الكف عن الفعل من األعلى إىل األدىن على وجه اإللزام يسمى النهي‬ ‫‪.1‬‬

‫املشبه يف قولك‪" :‬هند كالقمر" هو كلمة هند والمشبه به‪ :‬القمر ووجه الشبة‪ :‬الجمال‬ ‫‪.2‬‬

‫(طويل النجاد) هذا األسلوب يسمى يف علم البيان الكناية‬ ‫‪.3‬‬

‫االستعارة املكنية هي اليت حذف فيها المشبه به ورمز له بشيء من لوازمه وذكر المشبه‬ ‫‪.4‬‬

‫مطابقة اإلجياب هي ما صرح فيها بإظهار الضدين أي الكلمتين المتقابلتين في المعنى‬ ‫‪.5‬‬

‫أن يذكر املتكلم لفظا مفردا له معنيان أحدمها قريب ظاهر غري مراد‪ ،‬واآلخر بعيد خفي هو‬ ‫‪.6‬‬
‫املراد‪ ،‬هذا املفهوم يسمى يف علم البديع التورية‬

‫اجلناس تشابه اللفظني يف النطق واختالفهما في المعنى‬ ‫‪.7‬‬

‫األسئلة المقالية‪:‬‬

‫السؤال الرابع‪:‬‬

‫وازن بين الجناس التام والجناس غير التام‪.‬‬

‫السؤال الخامس‪:‬‬

‫وازن بين مطابقة اإليجاب ومطابقة السلب‪.‬‬


‫الوحدة الثالثة‬ ‫مقرر التحرير العربي ‪ 221‬عرب‬
‫فنون البالغة‬

‫مراجع الوحدة‬

‫اجلارم علي‪ ،‬أمني مصطفى‪" .)1969(،‬البالغة الواضحة"‪ ،)1969( ،‬ط‪ ،2‬مصر‪ :‬دار‬ ‫‪.1‬‬
‫املعارف‪.‬‬

‫اجلامعة العربية املفتوحة‪ " .2007،‬مهارات االتصال يف اللغة العربية (‪ ،")2‬ط‪.1‬‬ ‫‪.2‬‬

‫اجلرجاين‪ ،‬عبد القاهر‪" ،)1991( .‬أسرار البالغة"‪ ،‬حتقيق‪ :‬حممد عبداملنعم خفاجي‪،‬‬ ‫‪.3‬‬
‫عبدالعزيز شرف‪ ،‬ط‪ ،1‬بريوت‪ ،‬دار اجليل‪.‬‬

‫اجلرجاين‪ ،‬عبد القاهر‪" .)1994(.‬دالئل اإلعجاز يف علم املعاين"‪ ،‬ط‪ ،1‬بريوت‪ ،‬دار‬ ‫‪.4‬‬
‫املعرفة‪.‬‬

‫عتيق‪ ،‬عبدالعزيز‪" .)1985 ( .‬علم البديع" بريوت‪ :‬دار النهضة العربية‪.‬‬ ‫‪.5‬‬

‫عتيق‪ ،‬عبدالعزيز‪" .)1985 ( .‬علم البيان" بريوت‪ :‬دار النهضة العربية‪.‬‬ ‫‪.6‬‬

‫عتيق‪ ،‬عبدالعزيز‪" .)1985 ( .‬علم املعاين" بريوت‪ :‬دار النهضة العربية‪.‬‬ ‫‪.7‬‬

‫القزويين‪ ،‬جالل الدين‪2003 .‬م‪" .‬اإليضا‬

You might also like