You are on page 1of 7

‫ولية في علم البلغة‬‫مبادئ أ ّ‬

‫مة لتدريس نشاط البلغة ) ‪1‬‬


‫‪ :‬توجيهات عا ّ‬

‫لكي‬
‫‪ :‬تؤتي دروس البلغة ثمارها نقترح على الستاذ الطريقة التالية‬
‫كنا واسعا قبل إلقائه ‪1-‬‬ ‫دته تم ّ‬ ‫كن من ما ّ‬ ‫‪ .‬إعداد الدرس و التم ّ‬
‫ددة – ‪2‬‬ ‫‪ .‬تكليف التلميذ بتحضير الدرس في منازلهم و ذلك بالجابة على بعض السئلة المح ّ‬
‫‪ .‬عرض المثال أو القطعة المساعدة – ‪3‬‬
‫‪ .‬قراءة المثال من ِقبل الستاذ و من تلميذ أو تلميذين قراءة جّيدة معّبرة – ‪4‬‬
‫م للمثال – ‪5‬‬ ‫‪ .‬مناقشة التلميذ في المعنى العا ّ‬
‫مراجعة المعلومات السابقة التي تتصل بالدرس الجديد و استغلل المكتسبات القبلية مع – ‪6‬‬
‫التركيز على الجانب الفّني‬
‫ّ‬
‫مناقشة المثال للوقوف على اللون البلغي المراد تدريسه و مناقشته هي التي تقود التلميذ – ‪7‬‬
‫دة عن طريق الموازنة مع إجراء تطبيقات فورّية حتى يتضح هذا الّلون في‬ ‫إلى إدراك وجه الج ّ‬
‫‪ .‬أذهانهم‬
‫ّ‬
‫‪ .‬العودة إلى النص لبيان جمال اللون البلغي المدروس و تذّوقه من قَِبل التلميذ – ‪8‬‬
‫بعد النتهاء من المناقشة و الموازنة نستنبط القاعدة المطلوبة بمشاركة التلميذ ‪ ,‬بعد أن – ‪9‬‬
‫دم لهم المصطلح البلغي‬ ‫‪ .‬يق ّ‬
‫‪ :‬مدخل إلى علم البلغة ) ‪2‬‬
‫ب – تعريف البلغة في الصطلح ج – أبواب علم البلغة‬ ‫‪ .‬أ – تعريف البلغة في الّلغة‬
‫سط ) ‪3‬‬ ‫‪ :‬ما ورد في كتاب التلميذ للسنة الرابعة متو ّ‬
‫" أ ‪ /‬علم المعاني ‪ " :‬الساليب النشائّية و الخبرّية‬
‫ّ‬
‫صبور ( ص ‪ , 223 :‬الفرق بين النشاء و الخبر ‪ ,‬حتى يتمكن التلميذ من التمييز ( ‪-‬‬ ‫خاريّ ال ّ‬‫الف ّ‬
‫‪ .‬بينهما‬
‫كن التلميذ ( ‪-‬‬ ‫كيف خلقت الضفادع ؟ ( ص ‪ , 159 :‬نوع من النشاء ‪ ,‬الستفهام و الغرض ‪ ,‬يتم ّ‬
‫‪ .‬من الوقوف على أغراض الستفهام كالستنكار و الستعطاف ‪ ...‬إلخ‬
‫ي نوع جديد مع التعليل و التدليل لذلك و إبراز أثر ( ‪-‬‬ ‫سكريّ ( ص ‪ , 73 :‬السلوب العلم ّ‬ ‫ال ّ‬
‫ي‬
‫ي و انعدامها في النص العلم ّ‬ ‫‪ .‬العاطفة و الخيال في النص الدب ّ‬
‫دم على شكل جرعات‬ ‫ل مّرة و يق ّ‬‫‪ .‬ب ‪ /‬علم البيان ‪ " :‬الحقيقة و المجاز " موضوع يتكّرر ك ّ‬
‫‪ .‬سّيارة المستقبل ( ص ‪ 09 :‬المجاز و الحقيقة كمدخل أو تمهيد فقط ( ‪-‬‬
‫ّ‬
‫المدنّية الحديثة ( ص ‪ 19 :‬و ‪ , 20‬تعميق الفهم فيما سبق مع التركيز على القرينة اللفظّية ‪- ( ,‬‬
‫منته بعض النصوص الموالية لموضوع الحقيقة و المجاز‬ ‫‪ .‬بالضافة إلى ما تض ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الستعارة " ‪ ) :‬من شمائل الرسول "صلي الله عليه و سلم" ( ص ‪ 46 :‬و ‪ , 47‬التطّرق " ‪-‬‬
‫مام ( ص ‪:‬‬ ‫مد ت ّ‬ ‫ي ‪ ) .‬الفّنان مح ّ‬
‫لمفهوم الستعارة و ذلك عن طريق " التشبيه " لّنه مكسب قبل ّ‬
‫‪ , 54 .‬الستعارة المكنية ‪ ) .‬الخسوف و الكسوف ( ص ‪ 65 :‬و ‪ , 66‬الستعارة التصريحية‬
‫الكناية " ‪ ) :‬زرياب مبتكر الموسيقى الندلسية ( ص ‪- " 137 :‬‬
‫سنات الّلفظية و المعنوية " من خلل موضوع ) ل تقهروا الطفال (‬ ‫ج ‪ /‬علم البديع ‪ " :‬المح ّ‬
‫ص ) حديقة ( لحمد حسن‬ ‫سجع ‪ .‬و السؤال الخير ص ‪ 182 :‬من ن ّ‬ ‫ص ‪ , 28 :‬التركيز على ال ّ‬
‫من أغلب المواضيع السابقة لعلم البديع التي سبق دراستها في السنوات " ‪. 1‬‬ ‫الزّيات فإّنه يتض ّ‬
‫‪3.2".‬‬
‫موضوعات البلغة‬
‫‪ :‬المعـــــاني ) ‪1‬‬
‫‪ :‬أ ‪ /‬الخبر و النشاء‬
‫ل كلم يحتمل الصدق و الكذب ) أي يطابق الواقع أو ل يطابقه ( بصرف النظر – ‪1‬‬ ‫الخبر ‪ :‬هو ك ّ‬
‫‪ .‬عن قائله‬

‫‪1‬‬
‫ح أن يقال لقائله ‪ :‬إّنه صادق فيه – ‪2‬‬ ‫ل كلم ل يحتمل الصدق و الكذب ‪ ,‬و ل يص ّ‬ ‫النشاء ‪ :‬هو ك ّ‬
‫ما أن يطلب به حدوث فعل ‪ ,‬أو ينهى عنه ‪ ,‬أو يسأل لرجاء فهمه ‪ ,‬فهو ‪ :‬أمر ‪,‬‬ ‫أو كاذب ‪ ,‬لّنه إ ّ‬
‫‪ .‬نهي و استفهام‬
‫منته الجملة *‬ ‫أغراض الخبر ‪ :‬للخبر غرضان أصليان ؛ فإذا استفاد المخاطب الحكم الذي تض ّ‬
‫مى)فائدة الخبر‬ ‫)فذلك ما يس ّ‬
‫ول‬‫قق ذلك عندما يكون المخاطب خالي الذهن من هذا الحكم مثل ‪ " :‬نعم لقد ح ّ‬ ‫و يتح ّ‬
‫م إلى قرية صغيرة بتمكيننا من الشتراك مع الخرين في‬ ‫الحاسوب و شبكة النترنت العال َ‬
‫ن‬
‫المعلومات في أيّ مكان و أيّ زمان " ] نص ؛ سّيارة المستقبل ص ‪ ,[ 08 :‬و إذا أفاد أ ّ‬
‫ن التكنولوجيا ما‬ ‫مى ) لزم الفائدة ( ‪ .‬مثل ‪ " :‬صحيح أ ّ‬ ‫المتكّلم عالم بالحكم ‪ ,‬فذلك هو ما يس ّ‬
‫زالت بعيدة عن تمكيننا من دخول آلة شبيهـة بمقطـورة الهاتف و النتقال في لمح البصر إلى‬
‫فة الخرى لعالمنا ‪ ] " .‬نفس المرجع‬ ‫] مكان آخر عبر الض ّ‬
‫قد يخرج الخبر الدبي إلى أغراض بلغية تفهم من سياق الخبر و موضوعه و حالة قائله *‬
‫النفسية ‪ ,‬و من تلك الغراض ‪ ) :‬الفخر ‪ ,‬التعبير عن الضيق و اللم ‪ ,‬إظهار الحسرة و السى ‪,‬‬
‫) التوبيخ ‪ ,‬التهديد ‪ ,‬التحقير ‪ ,‬الستعطاف‬
‫‪ :‬مثـــــل ‪-‬‬
‫‪ :‬قال المرّقش الكبر‬
‫ُ‬
‫ن أغِْلينا‬ ‫إّنا ل َن ُْر ِ‬
‫م بها في الم ِ‬ ‫و لو ُنسا ُ‬
‫ْ‬
‫سنا‬ ‫م الّروِع أنف َ‬ ‫ص يو َ‬ ‫خ ُ‬
‫سو بأموالـنا آثـاَر أيديـنا‬ ‫ن َأ ُ‬ ‫جُلنا‬‫مَرا ِ‬‫مفارُقنا ‪ ,‬ت َغِْلي َ‬‫ث َ‬ ‫شع ْ ٌ‬ ‫ُ‬
‫س نادينا‬ ‫و خيٌر نـادٍ رآهُ الّنـا ُ‬ ‫ة‬
‫مطعمون إذا هّبت شآمّيـ ٌ‬ ‫ْ‬ ‫ال ُ‬
‫) نقل خبر لسامع ل يعلمه ‪ " :‬تؤّيد الجزائر قضايا السلم في العالم " ) فائدة الخبر ‪-‬‬
‫) نقل خبر لسامع يعرفه ‪ " :‬كنت صباحا في دار البلدية " ) لزم الفائدة ‪-‬‬
‫صل ‪-‬‬‫من َ‬ ‫صبا ÷ شطري و أحمي ستائري بال ِ‬ ‫الفخر ‪ :‬قال عنترة ‪ :‬إّني امرؤ من خير عبس من ِ‬
‫الضيق و اللم ‪ :‬قال زهير ‪ :‬سئمت تكاليف الحياة و من يعش ÷ ثمانين حول – ل أبا لك – يسأم ‪-‬‬
‫ن كوكب ‪-‬‬ ‫المدح ‪ :‬قال النابغة ‪ :‬فإّنك شمس و الملوك كواكب ÷ إذا طلعت لم يبد منه ّ‬
‫ذاتي و أنسي ‪-‬‬ ‫َ‬
‫نل ّ‬ ‫سا َ‬
‫م فراق صخرٍ ÷ أبي ح ّ‬ ‫دعت يو َ‬ ‫الحسرة و السى ‪ :‬قالت الخنساء ‪ :‬فقد و ّ‬
‫التوبيخ ‪ ,‬قال المام علي ) كّرم الله وجهه ( ‪ُ " :‬يغار عليكم و ل تغيرون ‪ ,‬و ُتغَزون و ل تغُزون ‪- ,‬‬
‫ضون‬ ‫صي الله و تر َ‬ ‫" و ُيع َ‬
‫ن الحزم و العزم سلباني سوطي ‪ ,‬و أبدلني به سيفي ‪-‬‬ ‫جاج ‪ " :‬إ ّ‬ ‫" التهديد ‪ :‬قال الح ّ‬
‫التحقير ‪ ,‬قال الفرزدق ‪ :‬ضربت عليك العنكبوت بنسجها ÷ و قضى عليك به الكتاب المنزل ‪-‬‬
‫الستعطاف ‪ ,‬قال جرير ‪ :‬إّنا لنرجو إذا ما الغيث أخلفنا ÷ من الخليفة ما نرجو من المطر ‪-‬‬
‫دث عن قومه و هو يحكي عنهم جملة من الخبار ‪ ,‬فأرواحهم رخيصة وقت في‬ ‫المرّقش يتح ّ‬
‫ملون ديات‬ ‫الحروب ‪ ,‬و غالية وقت السلم ‪ ,‬و هم أصحاب حروب ‪ ,‬يكرمون الضيف و يتح ّ‬
‫ن ناديهم أعظم مكان يجتمع فيه الناس‬ ‫القتلى ‪ ,‬كما أ ّ‬
‫و المعنى الحاصل هو البلغ و إفادة المخاطب بهذه المعلومات عن قومه ‪ ,‬و كلم الشاعر هو‬
‫الخبر ‪ ,‬و الخبار التي جاء بها تحتمل الصدق فتكون مطابقة للواقع و قد تحتمل الكذب لعدم‬
‫‪ .‬مطابقتها للواقع‬
‫أغراض النشاء ‪ :‬للسلوب النشائي أغراض ثلثة أصلية و هي ) المر ‪ ,‬النهي و الستفهام ( *‬
‫‪ .‬و له أغراض أدبية أخرى تفهم من سياق الكلم‬
‫‪ :‬مثــــــل ‪-‬‬
‫‪ :‬قال لقيط بن يعمر‬
‫شَرعـا‬‫ل و ال ّ‬ ‫ي النب ْ َ‬‫ددوا للقس ّ‬ ‫وج ّ‬ ‫صونوا جيادكم و اجلوا سيوفكم‬
‫ن يظهروا يحتووكم و الّتلد َ معا‬ ‫إ ْ‬ ‫ل تثمروا المال للعداء إّنـهم‬
‫ضـعا‬ ‫ل و ات ّ َ‬ ‫ن ضاعَ آخُره أو ذ ّ‬ ‫إ ْ‬ ‫ما ذا يرد ّ عليـكم عـّز أوِّلكم‬
‫يأمر لقيط قومه في البيت الّول بأن يحافظوا على خيولهم ‪ ,‬و يهّيئوا سيوفهم و أقواسهم و‬
‫ن عدّوهم مترّبص بهم ‪ ,‬و‬ ‫سهامهم للقتال ‪ ,‬و في البيت الثاني ينهاهم عن جمع المال و تنميته ‪ ,‬ل ّ‬
‫وفا قومه من ضيـاع مجدهم ‪ ,‬و هكذا ل نجد في البيات الثلثة شيئا‬ ‫في البيت الثالث يتساءل مخ ّ‬
‫‪2‬‬
‫يثبته الشاعر أو ينفيه ‪ ,‬و إّنما يطلب شيئا ‪ ,‬أو ينهى عنه ‪ ,‬او يستفهم عنه و مثل هذه الساليب ل‬
‫‪ .‬يمكن أن توصف بالصدق أو الكذب‬
‫ددة ‪ ) :‬فعل المر ‪ ,‬المضارع المقترن بلم المر ‪ ,‬المصدر النائب ‪-‬‬ ‫المر ‪ :‬و يأتي في صيغ متع ّ‬
‫عن المر ‪ ,‬اسم فعل المر ( ‪ ,‬و يكون المر على حقيقته إذا صدر من العلى إلى الدنى ‪ ,‬كأن‬
‫يكون من الّله تعالى إلى عباده أو من الحاكم إلى رعيته أو من السّيد إلى عبده أو من الستاذ‬
‫‪ .‬إلى تلميذه أو من الب إلى ابنه‬
‫‪ :‬المر الحقيقي على وجه اللزام ‪-‬‬
‫ب ارحمهما كما رّبياني صغيرا *‬ ‫ل من الّرحمة و قل ر ّ‬ ‫} فعل المر ‪ } :‬و اخفض لهما جناح الذ ّ‬
‫مة يدعون إلى الخير و يأمرون بالمعروف و *‬ ‫المضارع المتصل بلم المر ‪ } :‬و لتكن منكم أ ّ‬
‫} ينهون عن المنكر‬
‫} المصدر ‪ } :‬و قضى رّبك أل ّ تعبدوا إل ّ إّياه و بالوالدين إحسانا *‬
‫" اسم فعل المر‪ :‬من خطبة هاشم بن عبد مناف " و عليكم بمكارم الخلق فإّنها رفعة *‬
‫ث ‪ ,‬التمّني ‪ ,‬الدعاء ‪ ,‬النصح ‪,‬‬ ‫ددة منها ‪ ) :‬الح ّ‬ ‫و قد يخرج المر عن حقيقته إلى أغراض أدبية متع ّ‬
‫) التهديد ‪ ,‬التعجيز ‪ ,‬التحقير‬
‫‪ :‬المر الخارج عن حقيقته إلى أغراض أخرى ‪-‬‬
‫قَعا *‬
‫ن قد ن َ َ‬ ‫صد ٍ ÷ يصبح فؤادي له رّيا َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ث ‪ ,‬قال لقيط ‪ :‬فاشفوا غليلي برأيّ منكم َ‬ ‫الح ّ‬
‫ّ‬
‫التمّني ‪ ,‬قال امرؤ القيس ‪ :‬إل أّيها الليل الطويل أل انجل ÷ بصبح و ما الصباح منك بأمثل *‬
‫فر عّنا سّيئاتنا و توّفنا مع البرار *‬ ‫} الدعاء ‪ ,‬قال تعالى ‪ } :‬رّبنا اغفر لنا ذنوبنا و ك ّ‬
‫ن جانَبك لقومك يحّبوك ‪ ,‬و تواضعْ لهم يرفعوك *‬ ‫" النصح ‪ ,‬قال ذو الصبع ‪ " :‬أل ِ ْ‬
‫جلدِ يوم ٍ ÷ يعّز الله فيه من يشـــاء *‬ ‫سان ‪ :‬و إل ّ فاصبروا ل ِ‬ ‫التهديد ‪ ,‬قال ح ّ‬
‫ن ذا الهضبات هل يتحلحل ؟ *‬ ‫ن أردت بناءنا ÷ ثهل َ‬ ‫فك إ ْ‬ ‫التعجيز ‪ ,‬قال الفرزدق ‪ :‬فادفع بك ّ‬
‫ت و ل كلبا*‬ ‫مي ْرٍ ÷ فل كعبا بلغ َ‬ ‫ض الط ّْرف إّنك من ن ُ َ‬ ‫التحقير ‪ ,‬قال جرير ‪ :‬فغُ ّ‬
‫عه فاشفعْ عسى *‬ ‫صبا ÷ و أشيا َ‬ ‫دع ال ّ‬ ‫ت قلبا كان قد و ّ‬ ‫ج َ‬‫اللتماس ‪ ,‬قال عمر بن أبي ربيعة ‪ :‬و هي ّ ْ‬
‫فعا‬
‫ن ُتش ّ‬
‫أ ْ‬
‫ف عن الفعل على وجه اللزام ‪ ,‬و صيغته هي الفعل ‪-‬‬ ‫النهي ‪ :‬و يكون حقيقيا حين يطلب به الك ّ‬
‫‪ .‬المضارع المسبوق بل الناهية كأن يصدر من العلى إلى الدنى‬
‫‪ :‬النهي الحقيقي على وجه اللزام ‪-‬‬
‫قال تعالى ‪ } :‬يا أّيها الذين آمنوا ل يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم و ل نساء *‬
‫ن و ل تلمزوا أنفسكم و ل تنابزوا باللقاب‬ ‫ن خيرا منه ّ‬ ‫} ‪ ...‬من نساء عسى أن يك ّ‬
‫‪ :‬و قد يخرج النهي عن حقيقته إلى أغراض أدبية تستفاد من السياق‪ ,‬و منها‬
‫‪ ) .‬الدعاء ‪ ,‬التيئيس ‪ ,‬النصح ‪ ,‬الستعطاف ‪ ,‬التمّني ‪ ,‬التحقير ‪ ,‬التوبيخ (‬
‫‪ :‬النهي الخارج عن حقيقته إلى أغراض أخرى ‪-‬‬
‫الدعاء ‪ ,‬قال تعالى ‪ } :‬رّبنا ل تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ‪ ,‬رّبنا و ل تحمل علينا إصرا كما *‬
‫حملته على الذين من قبلنا‬
‫} التيئيس ‪ ,‬قال تعالى ‪ } :‬ل تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم *‬
‫النصح ‪ ,‬قال لقيط ‪ :‬يا قوم ل تأمنوا إن كنتم غُُيرا ً ÷ على نسائكم كسرى و ما جمعا *‬
‫ي به القار أجرب *‬ ‫الستعطاف ‪ ,‬قال النابغة ‪ :‬فل تتركّني بالوعيد كأّنني ÷ إلى الناس مطل ّ‬
‫ي جودا و ل تجمدا ÷ أل تبكيان لصخر الندى *‬ ‫التمّني ‪ ,‬قالت الخنساء ‪ :‬أعين ّ‬
‫ّ‬
‫ل لبغيتها ÷ و اقعد ْ فإّنك أنت الطاعم الكاسي *‬ ‫م ل ترح ْ‬ ‫التحقير ‪ ,‬قال الحطيئة ‪ :‬دِع الّيا َ‬
‫التوبيخ ‪ ,‬قال بعضهم ‪ :‬ل تنه عن خلق و تأتي مثله ÷ عار عليك إذا فعلت عظيم *‬
‫‪ .‬الستفهام ‪ :‬و يكون حقيقيا إذا طلب به معرفة شيء كان مجهول من قبل ‪-‬‬
‫‪ :‬الستفهام الحقيقي لمعرفة ما هو مجهول ‪-‬‬
‫ب أن تقرأ له ؟ * هل *‬ ‫مت الجزائر إلى هيئة المم المتحدة ؟ * من الكاتب الذي تح ّ‬ ‫متى انض ّ‬
‫علمت بالجديد ؟‬

‫‪3‬‬
‫ددة تفهم من سياق السلوب ‪ ,‬و من‬ ‫و قد يخرج الستفهام عن حقيقته إلى أغراض أدبية متع ّ‬
‫سر ‪ ,‬التحقير ‪ ,‬الستعطاف ‪,‬‬ ‫جب ‪ ,‬التعظيم ‪ ,‬التح ّ‬ ‫هذه الغراض ؛ ) التوبيخ ‪ ,‬النكار ‪ ,‬النفي ‪ ,‬التع ّ‬
‫) التمّني ‪ ,‬اللتماس‬
‫ّ‬
‫} التوبيخ و التقريع ‪ ,‬قال تعالى ‪ } :‬أفمن يخلق كمن ل يخلق أفل تذكرون ؟ *‬
‫} النكار ‪ ,‬قال تعالى ‪ } :‬أتأمرون الناس بالبّر و تنسون أنفسكم *‬
‫مراسا مّني *‬ ‫ً‬ ‫ي ) كّرم الله وجهه ( ‪ " :‬و هل منهم أحد ٌ أشد ّ لها ِ‬ ‫" النفي ‪ ,‬قال المام عل ّ‬
‫جب ‪ ,‬قال لقيط ‪ :‬مالي أراكم في نياما في بلهنية ÷ و قد ترون شهاب الحرب قد سطعا ؟ *‬ ‫التع ّ‬
‫ل الكماة ‪ :‬أل أين المحامونا ؟ *‬ ‫َ‬
‫التعظيم ‪ ,‬قال طرفة ‪ :‬إّني لمن معشرٍ أفنى أوائلهم ÷ قي ُ‬
‫مي ÷ أيصبح في التراب و فيه يمسي ؟ *‬ ‫سر ‪ ,‬قالت الخنساء ‪ :‬فيا لهفي عليه و لهف أ ّ‬ ‫التح ّ‬
‫ركما الفداُء ؟ *‬ ‫ت له بكفء ÷ فشّركما لخي ِ‬ ‫سان ‪ :‬أتهجوهُ و لس َ‬ ‫التحقير ‪ ,‬قال ح ّ‬
‫ت من *‬ ‫جهْد َ و البلوى التي نزلت ÷ أم قد كفاني اّلذي ب ُل ّغْ َ‬ ‫الستعطاف ‪ ,‬قال جرير ‪ :‬أ أذكُر ال َ‬
‫خبري ؟‬
‫ل ÷ منها فهل لك في اجتناب الباطل ؟ *‬ ‫ت بباط ٍ‬ ‫ْ‬
‫التمّني ‪ ,‬قال جميل ‪ :‬و يقلن ‪ :‬إّنك قد رضي َ‬
‫ت فهل تستطيع نفعا فتنفعا *‬ ‫ن ويحك إّنما ÷ ضرْر َ‬ ‫ريه ّ‬‫مط ْ ِ‬
‫تل ُ‬ ‫اللتماس ‪ ,‬قال ابن أبي ربيعة ‪ :‬فقل ُ‬
‫؟‬
‫‪ :‬ب ‪ /‬التقديم و التأخير‬
‫خر ‪1/‬‬‫التقديم و التأخير يدخلن في الجملتين السمّية و الفعلّية ‪ ,‬لغراض بلغّية ‪ ,‬كتخصيص المتأ ّ‬
‫ذذ ‪ ,‬أو مراعاة نظم الكلم و موسيقاه ‪ ,‬أو‬ ‫دم ‪ ,‬أو للتعجيل بالتل ّ‬ ‫مق ّ‬
‫دم ‪ ,‬أو الهتمام بأمر ال ُ‬ ‫بالتق ّ‬
‫‪ .‬تقوية الحكم و تأكيده أو غير ذلك‬
‫قق إثارة النتباه ‪ ,‬و سرحة الخيال ‪ ,‬بالضافة إلى الغراض البلغّية ‪2/‬‬ ‫سّر جمال التقديم أّنه يح ّ‬
‫‪ .‬التي سبق ذكرها‬
‫البيــــــان ‪ :‬هو العلم الذي يبحث في الساليب المختلفة التي تعّبر عن المعنى الواحد ) ‪2‬‬
‫ضح من الفروق‬ ‫ددة ‪ ,‬من تشبيه أو استعارة أو كناية أو غيرها ‪ .‬و علم البيان بما يو ّ‬ ‫بطرائق متع ّ‬
‫ل أسلوب ‪ ,‬و تبيين سّر‬ ‫بين الساليب ‪ ,‬ميزان صحيح لتعرف أنواعها و دراسة أدبية للفحص عن ك ّ‬
‫‪ .‬البلغة ‪ ,‬و الجمال فيه‬
‫ن شيئا شارك غيره في صفة أو أكثر – ‪1‬‬ ‫ي ‪ ,‬يبّين أ ّ‬ ‫التشبيــــه ‪ :‬هو لون من ألوان التصوير الدب ّ‬
‫ن " و غيرهما من أفعال مثل ‪ :‬يشبه ‪,‬‬ ‫‪ ,‬و تعقد هذه المشاركة بينهما بأداة هي " الكاف " أو " كأ ّ‬
‫‪ .‬يماثل ‪ ,‬يضارع ‪ ,‬يحاكي ‪ ,‬أو أسماء مثل ‪ :‬مثل ‪ ,‬شبه‬
‫أركان التشبيه ‪ :‬أربعة و هي ‪ - :‬المشّبه – المشّبه به – أداة التشبيه – وجه الشبه ‪ .‬و يجب *‬
‫‪ .‬في وجه الشبه أن يكون في المشّبه به أقوى و أوضح منه في المشّبه‬
‫ما أداة التشبيه و وجه الشبه فيجوز حذفه *‬ ‫ل تشبيه ل بد ّ فيه من ذكر المشّبه و المشّبه به ‪ ,‬أ ّ‬ ‫ك ّ‬
‫ن حذف أيّ واحد منهما يعطي صورة‬ ‫ل ذلك بالتشبيه ‪ ,‬بل على العكس فإ ّ‬ ‫أحدهما دون أن يخ ّ‬
‫وة أكثر من وجوده‬ ‫‪ .‬التشبيه ق ّ‬
‫‪ :‬أمثلــــــة ‪-‬‬
‫ّ‬
‫ب اللجين‬ ‫قال الشاعر ‪ :‬كأّنما الماُء في صفاء ÷ و قد جرى ذائ ُ‬
‫ل‬
‫مذي ّ ِ‬ ‫ملٍء ُ‬ ‫ذارى دوارٍ في ُ‬ ‫ن ِنعاجه ÷ عَ َ‬ ‫ب كأ ّ‬ ‫سر ٌ‬ ‫ن لنا ِ‬ ‫و قال امرؤ القيس ‪ :‬فع ّ‬
‫محمل‬ ‫ت دموعك فوق ظهر ال ِ‬ ‫َ‬ ‫و قال عنترة ‪ :‬أفمن بكـاء حمامـة في أيكـة ÷ ذرف ْ‬
‫ل‬
‫كــه لم يوص ِ‬ ‫طعت ÷ منه عقــائد ُ سل ِ‬ ‫كالدّر أو ِفضض الجمان تق ّ‬
‫ِ‬
‫و قال الشاعر ‪ :‬أنت نجم في رفعةٍ و ضياٍء ÷ تجتليك العيون شرقا ً و غربا ً‬
‫التشبيه البليغ ‪ :‬هو ما ذكر في المشّبه و المشّبه به فقط ‪ ,‬و حذفت منه أداة التشبيه و وجه *‬
‫الشبه ‪ .‬و هو أقوى و أجمل أنواع و صور التشبيه ‪ ,‬و فيه يظهر المشّبه و المشّبه به و كأّنهما‬
‫شيء واحد ل شيئان متماثلن ‪ ,‬و ذلك غاية ما يقصد إليه المتكّلم من التصوير و استعماله‬
‫‪ :‬التشبيه ‪ .‬مثل‬
‫ن كوكب ‪-‬‬ ‫قال النابغة ‪ :‬فإّنك شمس و الملوك كواكب ÷ إذا طلعت لم يبد منه ّ‬

‫‪4‬‬
‫التشبيه التمثيلي ‪ :‬التشبيه من حيث وجه الشبه ينقسم إلى قسمين ؛ تشبيه غير تمثيل ‪ ,‬و *‬
‫هو ما يكون فيه وجه الشبه صفة مفردة ‪ .‬و تشبيه تمثيل ‪ ,‬و هو ما يكون فيه وجه الشبه صورة‬
‫دد ‪ .‬مثل‬ ‫‪ :‬منتزعة من متع ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الصورة المفردة ‪ :‬قال رسول الله ) صلى الله عليه و سلم ( ‪ » :‬أصحابي كالنجوم بأّيهم ‪-‬‬
‫» اقتديتم اهتديتم‬
‫ت جناحيها ‪-‬‬ ‫ك جانبيه ÷ كما هّز ْ‬ ‫ش حول َ‬ ‫دد ‪ :‬قال المتنّبي ‪ :‬يهّز الجي ُ‬ ‫الصورة المنتزعة من متع ّ‬
‫ب‬
‫العقا ُ‬
‫ي ‪ :‬و هو تشبيه ل تذكر فيه أركانه بصورة من صور التشبيه المعروفة ‪ ,‬و *‬ ‫التشبيه الضمن ّ‬
‫ن الحكم الذي أسند إلى المشّبه ممكن‬ ‫إّنما تلمح من مضمون الكلم ‪ .‬و يؤتى به ليفيد بالدليل أ ّ‬
‫وة التعبير و بلغته ‪ .‬مثل‬ ‫‪ :‬و ليزيد من ق ّ‬
‫دهم ÷ و في الّليلة الظلماء يفتقد البدر ‪-‬‬ ‫ج ّ‬
‫قال أبو فراس الحمداني ‪ :‬سيذكرني قومي إذا جد ّ ِ‬
‫وة تأثير بالصورة *‬ ‫بلغة التشبيه ‪ :‬تأتي بلغة التشبيه و جماله من أّنه يزيد المعنى وضوحا و ق ّ‬
‫وة التأثير في‬ ‫ن حصاني سريع ‪ ,‬تعبير ل يبلغ من وضوح المعنى و ق ّ‬ ‫التي يأتي بها ‪ ,‬كولك ‪ :‬إ ّ‬
‫النفس ما يبلغه قول امرئ القيس عن سرعة حصانه‬
‫سيل من عل‬ ‫طه ال ّ‬ ‫مكّر مفّر مقبل مدبر معــا ÷ كجلمود صخر ح ّ‬
‫الستعــــارة ‪ :‬هي تشبيه حذف منه أحد طرفيه ‪ ,‬و هي تأتي على نوعين – ‪2‬‬
‫‪ :‬أ = تصريحية ‪ :‬و هي ما يصّرح فيها بلفظ المشّبه به و يراد منه المشّبه ‪ .‬مثل‬
‫دلء ‪-‬‬
‫دره ال ّ‬‫م ل عيب فيه ÷ و بحري ل تك ّ‬ ‫سان ‪ :‬لساني صار ٌ‬ ‫قال ح ّ‬
‫ما ناقعا ÷ فسقيت آخرهم بكأس الّول ‪-‬‬ ‫قال جرير ‪ :‬أعددت للشعراء س ّ‬
‫ب = مكنية ‪ :‬و هي ما يحذف فيها المشّبه به و يرمز إليه بشيء من لوازمه يذكر مع المشّبه ‪.‬‬
‫‪ :‬مثل‬
‫} قال تعالى ‪ } :‬رّبنا أفرغ علينا صبرا ‪ ,‬و توّفنا مسلمين ‪-‬‬
‫ب إّني وهن العظم مّني ‪ ,‬و اشتعل ‪-‬‬ ‫و قال تعالى على لسان نبّيه زكرياء ) عليه السلم ( ‪ } :‬ر ّ‬
‫‪ } .‬الرأس شيبا‬
‫من إحساسا و إثارة أقوى من التشبيه ‪ ,‬يقوم على *‬ ‫تأتي بلغة الستعارة و جمالها من أّنها تتض ّ‬
‫ن المشّبه و المشّبه به شيء واحد ‪ ,‬و لذا يصلح أن يعّبر بالمشّبه به مكان المشّبه أو أن‬ ‫دعاء أ ّ‬ ‫ا ّ‬
‫ن في الستعارة تشخيصا للمعنى و رسم صورة‬ ‫تذكر صفة من صفاته مع النشّبه ‪ ,‬كما أ ّ‬
‫وة و تأثيرا‬ ‫‪ .‬محسوسة له تزيده ق ّ‬
‫الكنايــــــة ‪ :‬هي لفظ أطلق و أريد به لزم معناه ‪ ,‬مع جواز إرادة المعنى الحقيقي منه ‪ .‬و – ‪3‬‬
‫هي باعتبار المكّنى عنه ثلثة أقسام ؛ كناية عن صفة ‪ ,‬كناية عن موصوف و كناية عن نسبة ‪.‬‬
‫‪ :‬مثل‬
‫فيه على ما انفق فيها و هي خاوية على ‪-‬‬ ‫كناية عن صفة = قال تعالى ‪ } :‬فأصبح يقّلب ك ّ‬
‫فيه كناية عن صفة الندم‬ ‫‪ .‬عروشها { يقّلب ك ّ‬
‫‪ :‬كناية عن موصوف = قال المتنّبي في وصف أعداء سيف الدولة المهزومين ‪-‬‬
‫ب ‪ .‬ففي الشطر الّول كناية عن‬ ‫فه منهم خضــا ُ‬ ‫ن في ك ّ‬ ‫فه منهم قنـــاةٌ ÷ كم ْ‬ ‫ن في ك ّ‬ ‫وم ْ‬
‫‪ .‬الرجال و في الشطر الثاني كناية عن النساء‬
‫ل ضيــاء ‪-‬‬ ‫ن في ثوبك الذي المجد فيــه ÷ لضياًء يزري بك ّ‬ ‫كناية عن نسبة = قال المتنّبي ‪ :‬إ ّ‬
‫ضح المعنى و تثبته ) ‪3‬‬ ‫سنات البديعية ‪ ,‬و هي وسائل تعبيرّية تو ّ‬ ‫البديـــــــع ‪ :‬و يتمّثل في المح ّ‬
‫ّ‬
‫مل السلوب ‪ ,‬و يعمد إليها الديب تلقائيا ‪ ,‬و بدون تكلف أو اصطناع ‪,‬‬ ‫ويه و تزّين الكلم و تج ّ‬ ‫و تق ّ‬
‫سنات البديعّية إلى قسمين هما‬ ‫‪ :‬تلبية لدعوة فطرّية شعورّية ‪ ,‬و تنقسم المح ّ‬
‫سجع و الجناس ‪ ,‬و يرجع التحسين فيها إلى – ‪1‬‬ ‫ل من ال ّ‬ ‫سنات الّلفظية ‪ :‬و يندرج تحتها ك ّ‬ ‫المح ّ‬
‫ي‪,‬و‬ ‫الّلفظ أصالة ‪ ,‬و إن أّدى ذلك إلى تحسين المعنى ‪ ,‬و يظهر أثرها في ألفاظ السلوب الدب ّ‬
‫‪ .‬أكثر ما تعتمد على تنظيم النغم ‪ ,‬و ترتيب اليقاع المتوّلد عن تزيين الّلفظ و تجميله‬
‫السجــع ‪ :‬و هو توافق الكلمة الخيرة من جملة ‪ ,‬مع الكلمة الخيرة من جملة أخرى في *‬
‫ي الذي يكسب الكلم جرسا موسيقيا يلفت‬ ‫الحرف الخير منهما ‪ ,‬و هو لون من التوازن الصوت ّ‬
‫سجع لونا أدبيا مقبول إذا اتخذ وسيلة لتقوية المعنى ‪ ,‬بعيدا عن‬ ‫كد المعنى ‪ .‬و يكون ال ّ‬ ‫النظر و يؤ ّ‬

‫‪5‬‬
‫سجع في البيئة الفطرّية الطبيعّية ‪ ,‬و يق ّ‬
‫ل‬ ‫التكّلف و غير ملتزم في السلوب ‪ .‬و يشيع أسلوب ال ّ‬
‫جه إلى السرعة في إنجاز العمال ‪ .‬مثل‬ ‫دم فكر النسان و ات ّ‬ ‫‪ :‬كّلما تق ّ‬
‫سط لهم ‪-‬‬ ‫ن جانبك لقومك يحّبوك ‪ ,‬و تواضع لهم يرفعوك ‪ ,‬و اب ُ‬ ‫من وصية ذي الصبع لبنه ‪ " :‬أل ْ‬
‫ودوك‬‫‪ " .‬وجهك يطيعوك ‪ ,‬و ل تستأثر عليهم بشيء يس ّ‬
‫ّ‬
‫ديق ) رضي الله عنه ( لقائده ‪ " :‬و اسمْر بالليل في أصحابك ‪-‬‬ ‫و من وصية سّيدنا أبي بكر الص ّ‬
‫‪ " .‬تأتك الخبار ‪ ,‬و تنكشف عندك الستار‬
‫الجنــاس ‪ :‬و هو اّتفاق كلمتين في الهيئة ‪ ,‬و اختلفهما في المعنى ‪ ,‬و يأتي على نوعين ؛ تام *‬
‫‪ .‬و ناقص‬
‫الجناس التام ‪ :‬و هو ما اتفق فيه الّلفظان في نوع الحروف و عددها و شكلها و ترتيبها ‪ ,‬و ‪-‬‬
‫اختلفا في المعنى ‪ .‬مثل‬
‫قال أبو تمام ‪ :‬ما مات من كرم الزمان فإّنه ÷ يحيا لدى يحي بن عبد الله‬
‫" و مثل قولنا ‪ " :‬شهدت صلة المغرب في بعض مساجد المغرب‬
‫الجناس الناقص ‪ :‬و هو ما اختلف فيه الّلفظان في أحد المور الربعة السابقة إلى جانب ‪-‬‬
‫اختلفهما في المعنى ‪ .‬مثل‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫قال الحطيئة ‪ :‬و باتوا كراما قد قضوا حقّ ضيفهم ÷ و ما غرموا غرما و قد غنموا غنما‬
‫ن للشيطان طيفا و للسلطان سيفا ‪ ,‬إّني‬ ‫ن أعياه داؤه فعندي دواؤه ‪ ,‬إ ّ‬ ‫جاج ‪ " :‬م ْ‬ ‫و مثل قول الح ّ‬
‫ن الحزم و العزم سلباني سوطي‬ ‫م ل أنظر ‪ ,‬إ ّ‬ ‫‪ " .‬أنذر ث ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫و يكون الجناس لونا أدبيا إذا بعد عن التكلف ‪ ,‬و جاء عفوا تلبية لمتطلبات المعنى ‪ .‬و الجناس *‬
‫سنه ‪ ,‬و يعّبر عن إحساس الديب ‪ ,‬و يعين‬ ‫يكسو الكلم جمال ‪ ,‬و يكسبه جرسا موسيقيا و يح ّ‬
‫‪ .‬على نقل هذا الحساس‬
‫ل من المقابلة و المطابقة و التورية ‪ ,‬و يرجع – ‪2‬‬ ‫سنات المعنوّية ‪ :‬و يندرج تحتها ك ّ‬ ‫المح ّ‬
‫دى ذلك إلى تحسين الّلفظ ‪ ,‬و تجعل السلوب الدب ّ‬
‫ي‬ ‫التحسين فيها إلى المعنى أصالة و إن أ ّ‬
‫ما ترسمه من صور المقابلت و المطابقات‬ ‫‪ .‬أكثر جمال و تأثيرا في النفس م ّ‬
‫مى " طباق اليجاب " ‪ ,‬أو يؤتى *‬ ‫المطابقة ‪ :‬هي أن يؤتى في الكلم بمعنى و ما يقابله ‪ ,‬و يس ّ‬
‫سلب " ‪ .‬مثل‬ ‫مى " طباق ال ّ‬ ‫ده ‪ ,‬و يس ّ‬ ‫‪ :‬بالمعنى و ض ّ‬
‫سيل ‪-‬‬ ‫ّ‬
‫طباق اليجاب ‪ :‬قال امرؤ القيس ‪ :‬مكّر مفّر مقبل مدبر معا ÷ كجلمود صخر حطه ال ّ‬
‫من عل‬
‫ً‬
‫ب عجلة تهب ريثا " ‪ ) .‬التضاد ّ بين مثبتين‬ ‫) و جاء في الحكمة ‪ " :‬ر ّ‬
‫سلب ‪ :‬قال تعالى ‪ } :‬يستخفون من الناس و ل يستخفون من الله و هو معهم { و قال ‪-‬‬ ‫طباق ال ّ‬
‫ي ) كّرم الله وجهه ( ‪ " :‬يغار عليكم و‬ ‫ن { وقال المام عل ّ‬ ‫تعالى ‪ } :‬و ل تخشوا الناس و اخشو ِ‬
‫ي‬
‫‪ ) .‬ل تغيرون ‪ ,‬تغزون و ل تغزون ! " و هذا النوع من الطباق هو ) التضاد بين مثبت و منف ّ‬
‫م يذكر ما *‬ ‫المقابلة ‪ :‬هي أن يؤتى في الكلم بمعنيين غير متقابلين ‪ ,‬أو أكثر من معنيين ‪ ,‬ث ّ‬
‫‪ :‬يقابل هذه المعاني ‪ .‬مثل‬
‫ل و أّتضعا ؟ ‪-‬‬ ‫ن ضاع آخُره أو ذ ّ‬ ‫قال لقيط بن يعمر ‪ :‬ما ذا يرد ّ عليكم عّز أّولكم ÷ إ ْ‬
‫م إذا حاربوا ضّروا عدّوهم ÷ أو حاولوا الّنفع في أشياعهم نفعوا ‪-‬‬ ‫سان ‪ :‬قو ٌ‬ ‫قال ح ّ‬
‫ل من المطابقة و المقابلة أثر في المعنى و السلوب ‪ ,‬فالمعنى يزداد وضوحا و بروزا و *‬ ‫و لك ّ‬
‫ده أو ما يقابله ‪ ,‬و الكلم يكتسب جرسا موسيقيا و نغما جميل يؤّثر في‬ ‫وة بوضع الشيء و ض ّ‬ ‫ق ّ‬
‫النفس ‪ ,‬و ينقل الشعور ‪ ,‬و بذلك يخاطب أسلوب المطابقة و المقابلة العقل و العاطفة في‬
‫‪ .‬وقت واحد‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫و يكون هذا السلوب لونا أدبيا مقبول إذا ابتعد عن التكلف ‪ ,‬و جاء عفوا بحسب متطلبات *‬
‫‪ .‬الموقف‬
‫التــوريــة ‪ :‬هي لفظ له معنيان ‪ ,‬أحدهما دللة الّلفظ عليه ظاهرة لكثرة استعماله فيه ‪ ,‬و *‬
‫هو المعنى القريب ‪ ,‬و ثانيهما دللة الّلفظ عليه خفّية لقّلة استعماله فيه ‪ ,‬و هو المعنى البعيد ‪,‬‬
‫ي ‪ ,‬اعتمادا على قرينة ‪ .‬مثل‬ ‫م يراد المعنى الخف ّ‬ ‫‪:‬ث ّ‬
‫ّ‬
‫ي ) صلى الله عليه و سلم ( و هما ‪-‬‬ ‫ّ‬ ‫ديق ) رضي الله عنه ( عن النب ّ‬ ‫سئل سّيدنا أبو بكر الص ّ‬
‫ورة فقال ‪ " :‬هـــادٍ يهديني‬ ‫‪ " .‬مهاجران إلى المدينة المن ّ‬
‫‪6‬‬
‫ن ما رأيـــت إذا تكاثرت الهمــوم ‪-‬‬
‫ض أحس ُ‬
‫ي ‪ :‬الرو ُ‬
‫دين الذهب ّ‬
‫قال بدر ال ّ‬
‫ق لي فيه الّنســيم‬
‫ي غصـــوُنه ÷ و ير ّ‬ ‫تحنو عل ّ‬
‫ما المعنى البعيد الذي (‬
‫تحنو ‪ ,‬ترقّ ( ظاهر معناهما " العطف و الشفقة و هو المعنى القريب ‪ ,‬أ ّ‬
‫‪ .‬يريده الشاعر فهو ‪ :‬ميل الغصان و لطافة النسيم‬
‫ّ‬
‫ل على براعة الديب الذي لم يتكلفها ‪ ,‬و *‬ ‫و التورية تزيد المعنى وضوحا و العبارة حسنا ‪ ,‬كما تد ّ‬
‫‪ .‬على قدرته على الهروب من التصريح بالمقصود عند الحساس بالخطر‬
‫و تكون التورية لونا أدبيا إذا ابتعدت عن التكّلف ‪ ,‬و لم يقصد بها إظهار البراعة التي تضّر *‬
‫‪ .‬بالمعنى و تخفيه‬

‫‪7‬‬

You might also like