You are on page 1of 7

‫ا اضرة و ‪ :‬مدخل مفا ي إ علم تصال قنا وا ا‬

‫‪CONCEPTUAL INTRODUCTION TO THE SCIENCE OF PERSUASIVE AND‬‬


‫‪ARGUMENTATIVE COMMUNICATION‬‬
‫تﻘدﻳم ‪ :‬الدكتور‪ :‬عبد اﳌالك صاو‬
‫مﻘياس ‪:‬‬
‫السنة و ماس –اتصال وعﻼقات عامة‪2023/2022-‬‬
‫مﻘدمة ‪:‬‬
‫تفكيكه إ وحدات جزئية ‪ ،‬حيث ندرك جيدا‬ ‫إن ا دﻳث عن موضوع تصال قنا وا ا ﻳﻘت‬
‫أ مية ذا اﳌوضوع الذي ﻳحتاجه ل من ﻳتصدر قضية من الﻘضاﻳا ‪،‬و حاول الدفاع ع ا و نتصار ﻵرائه و اف اره‬
‫اﳌيدان‪ ،‬ﻳحتاج ذا ستاذ مواج ة طلبته‪ ،‬و و ﻳحاضر و ناقش وال في و و ﻳحاول إﻳصال رسالته إ‬
‫اﳌرسل إل م ع اختﻼف مستو ا م و اتجا ا م ‪ ،‬والرجل العسكري و و ﻳﻘود ا ش مواج ة العدو ‪،‬و حاول‬
‫التعبئة والتأث والتأثر و قناع و قتناع‬ ‫إقناع م و عبئ م ‪،‬وقس ع ذلك ل من ﻳﻘوم بأي م مة تﻘت‬
‫و تصال الفعال ‪ ...‬ل ذا ول ذا ال دف أن ستعمل اﳌرسل مختلف ساليب قناعية‪ ،‬لذلك أود بداﻳة ذا‬
‫العمل أن أتناول مختلف ذه اﳌصط ات بالتعر ف والتوضيح ‪،‬وعﻼق ا ببعض ا البعض ومختلف اﳌيادﻳن ال‬
‫ستعمل ف ا ومجاﻻ ا و أبرزالنظر ات ال تحكم ا ‪.‬‬
‫نذكر من ذه اﳌصط ات ا دﻳرة بالتحليل والشرح والتوضيح ‪ :‬تصال – عﻼم – قناع – قتناع –‬
‫تصال قنا – التأث – ثر – التأثر – ا اج – البﻼغة – ا رب النفسية – غسيل الدماغ – س اتيجية‬
‫– ا طاب – ا وار – تجا ات – ال ان – ستدﻻل – ا دل – اﳌناظرة ‪.‬‬
‫‪ /1‬تصال‪:COMMUNICATION :‬‬
‫اللﻐة ‪ :‬الﻘرب ‪ ،‬و لوغ الﻐاﻳة ‪ ،‬ﳌا فيه من‬ ‫لﻐة ‪ :‬من الوصل و ﻳصال و تصال وغ ا من اﳌشتﻘات ال ع‬
‫انتﻘال اﳌعلومات أو ف ار أو تجا ات من ص ﻵخر‪ ،‬أو من جماعة ﻷخرى ‪.‬‬
‫وورد لسان العرب ‪ :‬أنه من وصلت ال ء وصﻼ ‪ ،‬وصلة و الوصل ضد ال ران ‪ ،‬ووصل ال ء إ ال ء وصوﻻ‬
‫‪ ،‬وتوصل إليه ‪ ،‬انت إليه و لﻐه‪ ،‬وأوصله إليه أي أبلﻐه إﻳاه ‪ ،‬و ا دﻳث ان اسم نبل الن ﷺ – اﳌوتصلة ‪،‬‬
‫سميت ا تفاؤﻻ بوصول ا إ العدو ‪ ،‬و ذه لﻐة قر ش ‪ ،‬ف ﻻ تدغم الواو ‪ ،‬وورد ذا قوله عا ‪) :‬إﻻ الذﻳن‬
‫ﻳصلون إ قوم ب نكم و ي م ميثاق‪ 90 (...‬ال ساء أي ﻳتصلون ‪ ،‬وسميت اﳌرأة ال توصل شعر ا بالواصلة‬
‫‪1‬‬
‫واﳌستوصلة والوصال الصوم و الصوم بﻼ انﻘطاع ‪ ،‬ومنه صلة الرحم ‪.‬‬
‫وعرفه ابن فارس أحمد ‪ :‬وصل ‪ :‬وصلت ال ء وصﻼ ‪ ،‬و الوصل ضد ال رات ‪ ،‬وموصل البع ما ب ن زه و‬
‫‪2‬‬
‫رض الواسعة – اﳌوصل‪.‬‬ ‫فخذه ‪ ،‬و الواصلة ا دﻳث ال تصل شعر ا شعر غ ا ‪،‬والوصيلة‬

‫‪ 1‬اﺑﻦ ﻣﻨﻈﻮر – ﻟﺴﺎن اﻟﻌﺮب – ا لد ‪ 6‬ﻣﻦ م اﱃ ي ‪ ،‬دار اﳌﻌﺎرف – اﻟﻘﺎﻫﺮة – د ت ط ‪ ،‬ص ‪4850‬‬
‫‪ 2‬اﺑﻮ اﳊﺴﲔ – اﲪد ﺑﻦ فﺎرس ﺑﻦ زكﺮ ‪ :‬ﲢﻘﻴﻖ زﻫﻲ ﻋﺒد اﶈﺴﻦ ﺳلﻄﺎن ‪ ،‬ﳎﻤﻞ اﻟلﻐﺔ ‪ ،‬ﻣﺆﺳﺴﺔ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ – ﺑﲑوت – ﻟﺒﻨﺎن د ت ط ص ‪927‬‬

‫‪1‬‬
‫صطﻼ من اﳌع اللﻐوي الذي ع‬ ‫اصطﻼحا ‪ :‬لم ﻐفل الكث من العلماء صياغة اﳌع‬
‫‪ ، COMMUNICATION‬فاﻻتصال ﻳتحﻘق عندما تكون ناك أطراف مشاركة العملية ‪،‬ح ﻳكون تصال‬
‫ادفا ‪.‬‬
‫عرفه ﷴ عبد ا ميد ‪ :‬تصال و العملية ال ﻳﻘوم ا بمﻘتضا ا الفرد الﻘائم باﻻتصال ‪ ،‬بارسال مث عادة ما‬
‫‪3‬‬
‫ﻳكون لفظي ل ي عدل من سلوك خر ن ‪.‬‬
‫فاﻻتصال ذا عملية تفاعل ب ن اﳌرسل واﳌستﻘبل ﻷحداث إثارة معينة ‪ ،‬و التا ستجابة فيكون ذا علم‬
‫النفس جتما و علم جتماع عﻼمي و غ ما قد سا مت صياغة اﳌع ال امل لعملية تصال ‪ ،‬ع‬
‫اعتبارأ ا توظف رسائل ورموزمعينة ب ن اﳌرسل و اﳌستﻘبل ‪ ،‬و ﻘدر قو ا تكون قوة ثارة ‪ ،‬ومن ثم قوة ستجابة‬
‫‪ ،‬وسواء ان ذلك ب ن ص ن أو أك ‪.4.‬‬
‫تصال البﻼغة‪ ،‬الذي و العنوان الرئ الذي تندرج تحته ل‬ ‫وتار خنا فﻘد ص أرسطو و أفﻼطون مع‬
‫عناصر تصال ال شري ‪،‬أما التعر فات ا دﻳثة فإننا ﻳمكن ت بع آثار ا ح ر عي يات من ذا الﻘرن ‪،‬حيث‬
‫‪5‬‬
‫ظ رت أساليب قدمت عار ف لﻼتصال‬
‫ﻳرى أرسطو أن تصال ﻳحتوي ع ‪ 3‬عناصر‪ -1 :‬اﳌتحدث ‪ -2‬ما ﻳﻘوله ذا اﳌتحدث ‪ -3‬ا م ور اﳌتلﻘي للرسالة ‪،‬‬
‫واعت أرسطو أن قناع و ال دف من تصال ‪ ،‬أما ﻻزو ل فﻘد عرف تصال من خﻼل ساؤله الش ‪ :‬من ؟‬
‫ﻳﻘول ماذا ؟ بأي وسيلة ؟ ﳌن؟بأي تأث ؟‬
‫وتنوعت ذه التعار ف ل بما ﻳراه مثل جارن وشانون وو فر ‪ ،‬و رلو وغ م كما وضع اﻳدر نموذجا معينا‬
‫لﻼتصال وطوره و س و ما ل ن وس يف ‪ ،‬الذي ﻳرى بأن تصال و ستجابة اﳌم ة ل ائن بتأث حافز ‪ ،‬و رى‬
‫تصال‪.‬‬ ‫ول ‪ :‬أنه و الثﻘافة‪ ،‬والثﻘافة‬
‫‪ -‬من التعر فات والنماذج السابﻘة ﻳت صعو ة تحدﻳد مف وم موحد لﻼتصال ‪ ،‬ذه الصعو ة مصدر ا عدد‬
‫الوج ات ال ﻳمكن من خﻼل ا النظر إ تصال ‪ ،‬باﻹضافة إ غيبة نظر ة مت املة لﻼتصال ح ن ‪.6 .‬‬
‫قناع ‪:persuasion :‬‬
‫قناع ‪ :‬لﻐة‪:‬إذا أرجعنا بال لمة إ أصل ا اﳌكون من‪ convaincre persuader‬من ثﻼث حروف – ق ‪ ،‬ن ‪ ،‬ع –‬
‫نجد بأ ا ترد بمعا ي مختلفة ‪ ،‬ولكن عموم ا ستﻘر ع الرضا و ستمالة ‪ ،‬حيث جاء كتاب مجمل اللﻐة ‪ :‬قنع‬
‫الرجل ﻳﻘنع قنوعا إذا سأل ‪ ،‬وقنع بكسر النون قناعة إذا ر و قناع ‪ :‬اللﻐة بمع اﳌيل و مالة ‪،‬ﻳﻘال عن‬
‫قبال بالوجه ع ال ء ‪ :‬قنع ﳌا عملية قناع من ستعداد‬ ‫البع إذا مد رأسه إ اﳌاء للشرب قنع و س‬
‫‪7‬‬
‫للتلﻘي ‪ ،‬و ﻘال ‪ :‬قنعت بل والﻐنم للمر ع إذا مالت إليه‪.‬‬
‫و الﻘاموس ا يط ‪ :‬الﻘنوع ‪ :‬السؤال والتذلل والرضا بالﻘسم ‪ ،‬وقنيع الﻘناعة بمع الرضا وقنعان ‪ :‬ر‬
‫‪8‬‬
‫و ﻘنع به أو ﻳحكمه أو ش ادته ‪.‬‬

‫‪ 3‬ﷴ ﻋﺒد اﳊﻤﻴد ‪ :‬نﻈﺮ ت اﻹﻋﻼم و اﲡﺎﻫﺎت اﻟﺘﺄﺛﲑ ‪ ،‬ﻋﺎﱂ اﻟﻜﺘﺐ اﻟﻘﺎﻫﺮة ‪ ،‬ط ‪ 2000 ، 2‬ص ‪18‬‬
‫‪ 4‬ﻣﺼﻄﻔﻰ ﻋﺸﻮي ‪ :‬ﺳلﺴلﺔ اﻟدراﺳﺎت اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ ﻟﻌﺎﱂ اﻻﺗﺼﺎل – دﻳﻮان اﳌﻄﺒﻮﻋﺎت اﳉﺎﻣﻌﻴﺔ – اﳉﺰاﺋﺮ ‪ ،‬ط ‪ 1992 ، 1‬ص ‪. 27‬‬
‫‪ 5‬ﲪدي ﺣﺴﻦ ‪ :‬ﻣﻘدﻣﺔ ﰲ دراﺳﺔ و ﺳﺎﺋﻞ و أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻻﺗﺼﺎل – دار اﻟﻔﻜﺮ اﻟﻌﺮﰊ – اﻟﻘﺎﻫﺮة ‪ ،‬ط ‪ 1987‬ص ‪63‬‬
‫‪ 6‬ﲪدي ﺣﺴﻦ ‪ :‬ﻣﻘدﻣﺔ ﰲ دراﺳﺔ وﺳﺎﺋﻞ و أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻻﺗﺼﺎل ‪ ،‬دار اﻟﻔﻜﺮ اﻟﻌﺮﰊ ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫﺮة ط ‪ 1987‬ص ‪ 71-64‬ﺑﺘﺼﺮف‬
‫‪ 7‬ﻣﺼﻄﻔﻰ ﻋﺸﻮي ‪ :‬ﺳلﺴلﺔ اﻟدراﺳﺎت اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ ﻟﻌﺎﱂ اﻻﺗﺼﺎل – دﻳﻮان اﳌﻄﺒﻮﻋﺎت اﳉﺎﻣﻌﻴﺔ – اﳉﺰاﺋﺮ ‪ ،‬ط ‪ 1992 ، 1‬ص ‪27‬‬
‫‪ 8‬اﳎد اﻟدﻳﻦ ﷴ ﺑﻦ ﻳﻌﻘﻮب اﻟﻔﲑوز دي اﻟﺸﲑازي – اﻟﻘﺎﻣﻮس اﶈﻴﻂ – دار اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻌﺮﰊ – د ت ط – د م ت ج ‪ 3‬ص ‪76‬‬

‫‪2‬‬
‫و ا دﻳث ‪ :‬طو ى ﳌن دي إ سﻼم ‪ ،‬و ان ع شه كفافا وقنع به – رواه ال مذي ‪– 2349‬‬
‫ثر ان رسول ﷲ ﷺ ﻳفرغنا ثم ﻳملينا ‪.‬‬ ‫كما ﻳرد بمع ‪ :‬فراغ و مﻼء ‪ ،‬فﻘد جاء‬
‫ﻳﻘال اقنعت ناء ال ر‪ ،‬أي استﻘبلت به شر ته ليمت ‪ :‬أو أميله لتصب ما فيه ‪.‬‬
‫و اﳌ م الوسيط ‪ :‬قنع بمع مال ‪ ،‬وفﻼن قنوع أي راض بالﻘسم وال س ‪ ،‬ف و قا ع وقنيع إ فﻼن ‪ ،‬أي خضع‬
‫‪9‬‬
‫له و انﻘطع إليه ‪ ،‬و اقتنع بالفكرة والرأي ‪.‬‬
‫من خﻼل ذا نخلص إ أن مادة قنع ترد بثﻼث معا ي ‪:‬‬
‫‪ -1‬الﻘناع‪ :‬و و ما ﻳوضع ع الرأس من غطاء‬
‫‪ -2‬قتناع ‪:‬الرضا بال ء ‪....‬و قتناع‪ :‬ن يجة اوﻻت قناع‪.‬‬
‫‪ -3‬قناع ‪ :‬السؤال بتذلل ‪.‬‬
‫اصطﻼحا ‪ :‬وعرف ب ك قناع بأنه ‪:‬استخدام سان لﻸلفاظ وال لمات و شارات ‪،‬و ل ما ﻳحمل من مع عاما‬
‫‪10‬‬
‫لبناء تجا ات والتصرفات أو ﻐي ا ‪.‬‬
‫وعملية قناع ﻻ تتعلق بجانب واحد من ا وانب ‪،‬ولكن تتعدى ذلك إ ل منا ا ياة التجار ة – الدﻳ ية –‬
‫جتماعية ‪...‬‬
‫حياتنا اليومية ‪ ،‬مثل اختيار‬ ‫وﻻ تﻘتصر عملية قناع ع البيع والشراء ‪،‬و نما تتعدى ذلك إ ل النوا‬
‫‪11‬‬
‫اﳌدرسة اﳌناسبة والب ت اﳌﻼئم والسيارة اﳌر حة حيث الزوج الصا والزوجة الصا ة ‪.‬‬
‫و ن مختلف الوسائل ستخدم ذا تجاه – كوسائل عﻼم وغ ا – وت ث الوسائل عﻼمية – ذاعات‬
‫والتلفز ون وال ف وا ﻼت – مئات الرسائل ﻳوميا محاولة ﻹقناعنا باتخاذ موقف سيا مع ن أو التخ‬
‫عن آخر أو شراء سلعة محددة ‪ ،‬ح خطبة مام اﳌساجد وقداس ﻳوم حد ل سا سوى محاوﻻت إقناعية‬
‫‪12‬‬
‫لﻼل ام بتعاليم الدﻳن ا نيف ‪ ،‬و بتعاد عن ل ما ﻳخالف مبادئه‪.‬‬
‫ومن خﻼل اﳌعا ي اللﻐو ة ال أوردنا ا ‪ ،‬فﻘد استﻘر أك ا ع الرضا و ستمالة باستخدام أساليب مختلفة‪،‬‬
‫وأبرز ا مجال ا طابة كما ورد لدى الﻘدامى أرسطو وغ ه ‪ ،‬قال ابن رشد ‪ :‬إن ا طابة قوة تت لف قناع‬
‫‪13‬‬
‫اﳌمكن ل واحد من شياء اﳌفردة ‪.‬‬
‫عرفه ابرا يم إمام ‪ :‬ﻳﻘصد باﻹقناع ‪ :‬أن ﻳصبح السامع لك وقد اقتنع بفكرتك باعتبار ا فكرتك أنت ‪،‬ولك ا‬
‫أصبحت فكرته ا اصة به وال ان ثﻘت من داخل نفسه و ان لك فضل إثار ا وتحر ك ا والكشف ع ا ‪.14‬‬
‫وعرفه قاموس م م مصط ات عﻼم ‪ :‬و دفع الﻘارئ أو اﳌستمع أو اﳌشا د إ ستجابة اﳌطلو ة بأن نوفر‬
‫له أسباب قتناع باﳌزاﻳا والفوائد ال ﻳمكن أن تحﻘﻘ ا له السلعة أو ا دمة اﳌعلن ع ا ‪ ،‬وكيف أ ا ﻳمكن أن‬
‫تؤدي إ إشباع ا اجة ‪ ،‬أو مجموع ا اجات الفطر ة اﳌك سبة ال اس ثار ا اﳌعلن مرحلة خلق الرغبة ‪ ،‬وﻻ‬

‫‪ 9‬اﺑﺮاﻫﻴﻢ أنﻴﺲ و آﺧﺮون ‪ :‬اﳌﻌﺠﻢ اﻟﻮﺳﻴﻂ – دار اﻟﻔﻜﺮ ﺑﲑوت – ﻟﺒﻨﺎن – د ت ط ج ‪ 2‬ص ‪763‬‬
‫‪ 10‬ﻋﺒد ﷲ ﺑﻦ ﷴ اﻟﻌﻮﺷﻦ ‪ :‬كﻴﻒ نﻘﻨﻊ اﻵﺧﺮﻳﻦ – دار اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ – اﳌﻤلﻜﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ط ‪ 1966 3‬ص ‪18‬‬
‫‪ 11‬ﻋلﻲ رزق – نﻈﺮ ت ﰲ أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻹﻗﻨﺎع – دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرنﺔ – دار اﻟﺼﻔﻮة – ﺑﲑوت ﻟﺒﻨﺎن ‪ 1994‬ص ‪17‬‬
‫‪ 12‬ﻋلﻲ رزق ‪ :‬نﻈﺮ ت ﰲ أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻹﻗﻨﺎع – دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرنﺔ – دار اﻟﺼﻔﻮة ﺑﲑوت ﻟﺒﻨﺎن ‪ 19947‬ص ‪18‬‬
‫‪ 13‬نﻮال ﷴ ﻋﻤﺮ ‪ :‬دور اﻹﻋﻼم اﻟدﻳﲏ ﰲ ﺗﻐﻴﲑ ﺑﻌﺾ اﻟﻘﻴﻢ اﻟﺮﻳﻔﻴﺔ – ﻣﻜﺘﺒﺔ ضﺔ اﻟﺸﺮق ‪ *-‬اﻟﻘﺎﻫﺮة ‪ 1984‬ص ‪115‬‬
‫‪ 14‬ﻋﺒد ﷲ ﺑﻦ ﷴ اﻟﻌﻮﺷﻦ ‪ :‬كﻴﻒ ﺗﻘﻨﻊ اﻵﺧﺮﻳﻦ – دار اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ – اﳌﻤلﻜﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ط ‪ 1966 ، 3‬ص ‪17‬‬

‫‪3‬‬
‫خرى‬ ‫السليمة وال ا ن اﳌنطﻘية ‪،‬بل ﻳمتد ل شمل النوا‬ ‫ﻳمثل قناع سلوب العﻘ فﻘط الﻘائم ع ا‬
‫مثل سلوب العاطفي و ﻳحاء غ اﳌباشر ‪.15‬‬
‫و ناك ضروب من اﳌعا ي تدعم ذا اﳌع و شاركه مختلف العمليات نذكرم ا ‪:‬‬
‫‪ -1‬علم اﳌنطق ‪ :‬و و قناع بال ان ‪.‬‬
‫‪-2‬فن ا طابة ‪ :‬و و قناع بالكﻼم اﳌؤثر‪.‬‬
‫‪-3‬فن الدعاﻳة ‪:‬و و تصو ر ف ار أو داء ع الصورة ال شوق مخاطبيه إ الﻘيام عمل مرغوب فيه ‪ ،‬أو‬
‫اجتناب عمل مرغوب عنه‪.‬‬
‫‪ :‬و س غسيل الدماغ ‪.16 .‬‬ ‫‪-4‬فن قناع‬
‫وعرف قناع ‪ :‬محاولة واعية للتأث السلوك ‪ ،‬مع ذا أن قناع شاط لسا ي م ون بأ شطة فكر ة ‪،‬‬
‫ت تج ع ا آثار سلوكية تتجسد ش ل مو اقف ‪ ،‬مجاله ا طاب ‪ ،‬ﻳرتكز ع اﳌنطق وا ة ‪ ،‬و تطلب درجة عالية‬
‫‪17‬‬
‫جدا من الثﻘافة والدراسة النفسية اﻵخر‪.‬‬
‫اب بأنه ‪ :‬ج د اتصا مﻘصود ومخطط ‪،‬للتأث النوا العﻘلية لﻶخر ن ظروف متاح ف ا‬ ‫وعرفه ﷴ من‬
‫‪18‬‬
‫ختيار‪،‬و ستخدم له ل الوسائل اﳌمكنة ﻐرض عدﻳل معتﻘدا م وقيم م وميول م‪.‬‬
‫عر ف فيليب بروتون ‪:Philipe breton:‬‬
‫قناع واحد من ا اﻻت ساسية للتواصل ‪ ،‬وذلك تبعا لكون الﻘصد و التعب عن حساس ‪،‬أو حالة أو نظرة‬
‫خاصة إ العالم أو إ الذات أو خبار ‪ ،‬أي الوصف اﳌوضو إ أق درجة ﳌﻘام ما ‪ ،‬أو باﻹضافة إ ذلك‬
‫‪19‬‬
‫قناع أي التوجه إ اﳌستمع باﳌ رات اﳌﻘبولة لنب رأﻳا ما‬
‫تصال قنا ‪: persuassive communication :‬‬
‫و اتصال مخطط ﻳنطوي ع تلك التدخﻼت اﳌﻘصودة ال س دف تحﻘيق ﻐ ات محددة ع السلوك العل‬
‫‪20‬‬
‫‪،‬أو اﳌست للمستﻘبل اﳌس دف‪.‬‬
‫ف ل اتصال س دف أ اصا او جماعات و س إ إحداث عملية ﻐ ع مستوى سلوك م ]بالفعل أو ال ك[‬
‫من صميم تصال قنا ‪ ،‬فالفرد س بتعب ه إ أن ﻳف مه خرون ومدى استجاب م لذلك ‪ ،‬و س‬
‫العملية و ‪ :‬اتصاﻻ والعملية الثانية إقناعا ‪.‬‬
‫الن يجة ‪ :‬قناع و اتصال حد ذاته ‪ ،‬أما تصال ل س شرطا أن ﻳكون إقناعا ‪ ،‬وقد عرف تصال قنا‬
‫عار ف عدﻳدة و و باختصار ‪ :‬الرسالة تصالية ال س إ إحداث ﻐي السلوك السابق ‪ ،‬أو محاولة التأث‬
‫العﻘل أو العاطفة أو الﻐرائز أو التعدﻳل سلوك مع ن ‪ ،‬فاﻻتصال قنا ﻳﻘدم معلومات جدﻳدة باستعمال‬
‫وسائل مختلفة اﻹعﻼن والدعاﻳة ونحو ا ﻐرض إحداث سلوك جدﻳد ‪.‬‬

‫‪ 15‬اﲪد زكﻲ ﺑدر ‪ :‬ﻣﻌﺠﻢ ﻣﺼﻄلﺤﺎت اﻹﻋﻼم – اﳒلﻴﺰي – فﺮنﺴﻲ – ﻋﺮﰊ – دار اﻟﻜﺘﺎب اﳌﺼﺮي ‪ /‬اﻟلﺒﻨﺎﱐ – اﻟﻘﺎﻫﺮة ص ‪53‬‬
‫‪ 16‬ﺳﻬﲑ ﺟﺎد ‪ :‬ﺗﻘدﱘ ﻋﺒد اﻟﻌﺰﻳﺰ ﺷﺮف ‪ ،‬وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم واﻻﺗﺼﺎل اﻻﻗﻨﺎﻋﻲ ‪ ،‬ﻣﻄﺎﺑﻊ اﳍﻴﺌﺔ اﳌﺼﺮﻳﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ – اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻘﺎﻫﺮة ط ‪ 2003‬ص ‪7‬‬
‫‪ 17‬ﷴ اﻟﻌﻴد ‪ :‬اﻟﻨﺺ و اﳋﻄﺎب و اﻻﺗﺼﺎل ‪ :‬اﻷكﺎدﳝﻴﺔ اﳊدﻳﺜﺔ ﻟلﻜﺘﺎب اﳉﺎﻣﻌﻲ ط ‪ 2014 2‬ص ‪191‬‬
‫‪ 18‬ﷴ ﻣﻨﲑ ﺣﺠﺎب ‪ :‬اﳌﻌﺠﻢ اﻹﻋﻼﻣﻲ ‪ ،‬دار اﻟﻔﺠﺮ ﻟلﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮزﻳﻊ ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫﺮة ‪ 2004‬ص ‪69‬‬
‫‪19‬‬
‫‪Philipe breton=ligament dans la communication Colloque SIC Paris août 2003 pl .‬‬

‫‪ 20‬ﺳﻬﲑ ﺟﺎد ‪ :‬وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم و اﻻﺗﺼﺎل اﻻﻗﻨﺎﻋﻲ – اﳍﻴﺌﺔ اﳌﺼﺮﻳﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟلﻜﺘﺎب – اﻟﻘﺎﻫﺮة ط‪ 2003- 1‬ص ‪11‬‬

‫‪4‬‬
‫السلوك ‪ ،‬ومما ﻳ ب أساسا أن ﻳتوفر بنجاح العملية‬ ‫و ذا ﻳؤثر ع ا م ور ﻐرض تب فكرة أو إحداث ﻐي‬
‫‪21‬‬
‫و ثارة العواطف[‪.‬‬ ‫و الرسالة و استعمال ستماﻻت ا تلفة اﳌؤثرة ] ا‬
‫عر ف ا اج ‪:argumentation‬‬
‫ا اج لﻐة ‪:‬‬
‫ال أد ا وحاجه محاجة ‪ ،‬و اجا‬ ‫ته أي غلبته با‬ ‫قال ابن منظور ‪ :‬حا ه اجا ومحاجة ‪ ،‬ح‬
‫‪22‬‬
‫نازعة ا ة ‪ ،‬وا ة الدليل و ال ان ‪.‬‬
‫‪ ،‬ا ‪ :‬بمع قصد ‪ ،‬فيﻘول ‪ :‬اﳌع نفسه إذ ﻳﻘول ‪ :‬ل قصد ‪ ،‬ثم اختص ذا‬ ‫وعرفه ابن فارس‪ ، :‬ﻳ‬
‫‪23‬‬
‫سم اﳌﻘصد إ الب ت ا رام لل سك‬
‫‪24‬‬
‫‪ .‬و ﻘول ابن منظور‪ :‬ا بمع الﻘصد ‪ :‬إلينا فﻼن ‪ :‬أي قدم ‪ ،‬و ه ﻳ ه ‪ ،‬ا ‪ :‬أي قصده‬ ‫مادة‬
‫ا اج اصطﻼحا ‪ :‬إن ا اج ﻳندرج ضمن ما نطلق عليه علوم تصال بالسلوك أو اﳌوقف ا ار الذي‬
‫تم ب ل ما ﻳتعلق بطر ﻘة إﻳصال الرسائل ‪ ،‬وف م دﻻل ا جتماعية السياقات ال ترد ف ا ‪.‬‬
‫عر ف شارودو باتر ك ‪:‬‬
‫‪25‬‬
‫ا اج حاصل ن من مكونات مختلفة ‪ ،‬تتعلق بمﻘام ذي دف اقنا ‪.‬‬
‫وعرف ‪ :‬عر فا آخر ‪ :‬بأنه ‪ :‬فعالية تداولية جدلية ‪ ،‬و رتبط أشد رتباط عناصر اﳌﻘام ‪ :‬ف لما وقفنا ع لفظ‬
‫‪26‬‬
‫ا اج سارعت إ أذ اننا دﻻلته ع اﳌع اﳌتفاعل ‪ :‬ف و أصل ل تفاعل ب ن طر ا طاب‬
‫وتﻘدﻳم ا ‪ ،‬و س دف ا ا التأث اﳌتلﻘي )اﳌ وج‬ ‫ﻳدل ا اج بمعناه العادي ع طر ﻘة عرض ا‬
‫وا ا ( قصد توجيه موقعه وج ة محددة حيث ﻳ ت إقناعه بأمر ما ‪ ،‬أو ﻐي قناعته تجاه سلوك أو موقف‬
‫محدد‪.‬‬
‫تت‬ ‫أما ‪ :‬ب ﳌان ‪ :‬فﻘد ر ط ا اج بمصط البﻼغة ا دﻳدة سنة ‪ 1958‬وعرفه ‪ :‬ا اج ‪ :‬سلسلة من ا‬
‫و نا ا وتوج ا نحو‬ ‫ش ل ك إ تأكيد نفس الن يجة ‪ ،‬ولعله نص ذا ع كونه أسلو ا تنظيميا عرض ا‬
‫دف مع ن ﻳكون عادة قناع والتأث غاﻳته ‪ ،‬فتكون ا ة سياق ذا الﻐرض بمثابة الدليل ع ال ة أو‬
‫‪27‬‬
‫الدحض‬
‫وا اج ﻳدل ع التحا ‪ ،‬و و اﳌواج ة ب ن طرف ن با طاب ‪ ،‬و و نفس اﳌع الذي ورد اللﻐة نجل ﻳة‬
‫‪28‬‬
‫و و تبادل وج ات النظروذلك بتﻘدﻳم العلل و دلة أما ما و ﻳﻘي و لزامي فﻼ تحا فيه ‪.‬‬
‫وعرف أﻳضا‪ :‬ا اج ﻳتعلق باللسان ف و نظر ة لسانية تم بالوسائل اللﻐو ة بإم انات اللﻐة الطبيعية ال‬
‫ﻳتوفر عل ا اﳌت لم ‪ ،‬وذلك بﻘصد توجيه خطابه وج ة ما تمكنه من تحﻘيق عض داف ا اجية ثم إ ا تنطلق‬

‫‪ 21‬ﻋﺒد ﷲ ﺑﻮﺟﻼل ‪ :‬ﳏﺎﺿﺮات ﰲ اﻻﺗﺼﺎل اﻻﻗﻨﺎﻋﻲ اﻟﻘﻴﺖ ﻋلﻰ ﻃلﺒﺔ اﳌﺎﺟﻴﺴﱰ – ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻷﻣﲑ ﻋﺒد اﻟﻘﺎدر – ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ – ‪2002‬‬
‫‪ 22‬اﺑﻦ ﻣﻨﻈﻮر – ﻟﺴﺎن اﻟﻌﺮب ‪.230-.229/2...............‬‬
‫‪ 23‬اﺑﻦ فﺎرس ‪ :‬ﻣﻘﺎﻳﻴﺲ اﻟلﻐﺔ – ﲢﻘﻴﻖ ﻋﺒد اﻟﺴﻼم ﻫﺎرون ‪ :‬دار اﳉﻴﻞ ‪ :‬ﺑﲑوت ط‪ 1991- 1‬ص‪27/2‬‬
‫‪ 24‬اﺑﻦ ﻣﻨﻈﻮر ‪ :‬ﻟﺴﺎن اﻟﻌﺮب – دار ﺻﺎدر –ﺑﲑوت ط‪/226/1] 1995/ 1‬ﻣﺎدة ﺣﺠﺞ[‬
‫‪25‬‬
‫ﺗﺮﻳك ﺷﺎرودو ‪ :‬اﳊﺠﺎج ﺑﲔ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ و اﻷﺳلﻮب‪ -‬ﻋﻦ كﺘﺎب ﳓﻮ اﳌﻌﲎ و اﳌﺒﲎ ‪ :‬ﺗﺮﲨﺔ‪ :‬اﲪد اﻟﻮد ‪ ،‬دار اﻟﻜﺘﺎب اﳉدﻳد ط‪/2009-1‬ص‪16‬‬
‫‪ 26‬ﺑلﻘﺎﺳﻢ دفﻪ‪ :‬ﳎلﺔ اﳌﺨﱪ ‪ :‬أﲝﺎث ﰲ اﻟلﻐﺔ و اﻷدب اﻟﻌﺮﰊ – ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺴﻜﺮة اﳉﺰاﺋﺮ‪ -‬اﻟﻌدد اﻟﻌﺎﺷﺮ ‪2014‬‬
‫‪ 27‬ﻋد ن ﺑﻦ ذرﻳﻞ ‪ :‬اﻟﺒﻼﻏﺔ اﳉدﻳدة – دﻣﺸﻖ‪ 2004 -‬ص‪02‬‬
‫‪ 28‬ﲨﻴﻞ ﻋﺒد ا ﻴد ‪ :‬اﻟﺒﻼﻏﺔ و اﻻﺗﺼﺎل ‪ ،‬دار ﻏﺮﻳﺐ ﻟلﻄﺒﺎﻋﺔ و اﻟﻨﺸﺮ اﻟﻘﺎﻫﺮة ط‪ 2000- 1‬ص ‪105‬‬

‫‪5‬‬
‫اج و التواصل و و قناع‬ ‫من الفكرة الشا عة ال مؤدا ا أننا نت لم بﻘصد التأث ‪ ،‬بمع أن الﻐرض من ا‬
‫‪29‬‬
‫و حداث التأث ‪.‬‬
‫و ذا اﳌع أشار بلﻘاسم دفه ‪ :‬فعالية تداولية جدلية ‪ ،‬و رتبط أشد رتباط بالعناصر اﳌﻘام ‪ ،‬ف لما وقفنا‬
‫‪30‬‬
‫ع لفظ ا اج سارعت إ أذ اننا دﻻلته ع مع التفاعل ‪ ،‬ف و أصل ل تفاعل ب ن طر ا طاب‪.‬‬
‫اﳌتلﻘي )اﳌ وج وا ا (‪،‬‬ ‫وتﻘدﻳم ا ‪،‬و س دف ا ا‬ ‫بمع أن ا اج ﻳدل ع طر ﻘة عرض ا‬
‫قصد توجيه موقفه وج ة محددة حيث ﻳ ت إقناعه بأمرما ‪ ،‬أو ﻐي قناعته تجاه سلوك أو موقف محدد‪.‬‬
‫شب‬ ‫‪ :‬احتج ع خصمه ب ة ش باء و ب‬ ‫وذ ب الزمخشري تب ينه ﳌع ا اج حيث ﻳﻘول ‪ :‬مع‬
‫‪31‬‬
‫‪ ،‬وحاج خصمه ف ه ‪ ،‬وفﻼن خصمه م وج ‪ ،‬و انت بي ما محاجة ومﻼجة ‪.‬‬
‫و ؤكد ابو الوليد البا ع أن ا اج " علم من أرفع العلوم قدرا وأعظم ا شأنا ﻷنه الس يل إ معرفة‬
‫ستدﻻل ‪ ،‬وتمي ا ق من ا ال ‪ ،‬ولوﻻ ت يح الوضع ا دل ﳌا قامت ة ‪ ،‬وﻻ ات ت م ة وﻻ علم‬
‫‪32‬‬
‫ال يح من السﻘيم وﻻ اﳌعوج من اﳌستﻘيم"‪.‬‬
‫أما طه عبد الرحمن فعرفه ‪ ":‬أن ا اج و ل منطوق به موجه إ الﻐ ﻹف امه دعوى مخصوصة ﻳحق له‬
‫ع اض عل ا ‪33.".‬فيكون ذا ا اج لية برز ال ﻳتجسد من خﻼل ا قناع ‪ ،‬حيث جعل ل اج معني ن ‪:‬‬
‫‪34‬‬
‫أول ما ‪ :‬الﻘصد وثان ما ‪ :‬الﻐلبة با ة‬
‫مف وم ا طاب ‪discours:‬‬
‫و لفظ مشتق من الﻼتي ية و س ‪ ،discours‬و ع ا وار ‪ ،‬وا وار بالفر سية ‪ dialogue‬ولذلك انتﻘل إ‬
‫الساحة العر ية واختلف اﳌع من دارس إ آخر حسب ا ال وا تمام الباحث وتخصصه ‪ ،‬فب نما ﻳضيﻘه‬
‫‪35‬‬
‫البعض ليﻘتصرع أساليب الكﻼم وا ادثة ‪ ،‬ﻳوسعه البعض ليجعله مرادفا للنظام جتما برمته ‪.‬‬
‫‪36‬‬
‫مف وم ا طاب ‪ :‬خاطب ﻳخاطب خطابا ومخاطبة من ا طاب ‪ ،‬أخطبه أي أجابه‪.‬‬
‫‪37‬‬
‫وا طاب بمع مصدر ا طبة ‪ ،‬وخطب ما ﻳخطب به من الكﻼم ‪.‬‬
‫ولفظ ا طاب من لفاظ ال ترتبط بمواضيع أخرى ‪ ،‬ف تضاف إ ل كﻼم وت سب إليه ‪ ،‬خطاب سيا –‬
‫‪38‬‬
‫خطاب دﻳ ‪...‬‬
‫وا طبة مشتﻘة من ‪:‬خاطب ‪ ،‬ﻳخاطب مخاطبة ‪ :‬و و ﻳدل ع توجيه الكﻼم ﳌن ﻳف مه ونﻘل من الدﻻلة ع‬
‫‪39‬‬
‫ا دث وأصبح عرف صولي ن ﻳدل ع ما خوطب به و و الكﻼم ‪.‬‬

‫‪ 29‬ﻗدور ﻋﻤﺮان ‪ :‬اﻟﺒﻌد اﻟﺘداوﱄ و اﳊﺠﺎﺟﻲ ﰲ اﳋﻄﺎب اﻟﻘﺮآﱐ اﳌﻮﺟﻪ ﻟﺒﲏ اﺳﺮاﺋﻴﻞ‪ -‬ﻋﺎﱂ اﻟﻜﺘﺎب اﳊدﻳﺚ اﻷردن ط‪2012/ 1‬ص‪13‬‬
‫‪ 30‬ﺑلﻘﺎﺳﻢ دفﻪ‪ :‬ﳎلﺔ اﳌﺨﱪ ‪ :‬أﲝﺎث ﰲ اﻟلﻐﺔ و اﻷدب اﳉﺰاﺋﺮي –ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺴﻜﺮة – اﳉﺰاﺋﺮ‪-‬اﻟﻌدد اﻟﻌﺎﺷﺮ ‪2014‬‬
‫‪ 31‬اﺑﻮ اﻟﻘﺎﺳﻢ ﳏﻤﻮد ﺑﻦ ﻋﻤﺮ وﺑﻦ اﲪد اﻟﺰﳐﺸﺮي ‪ :‬أﺳﺎس اﻟﺒﻼﻏﺔ ‪ ،‬دار ﺻﺎدر ﺑﲑوت ‪ 1992‬ص‪.113‬‬
‫‪32‬‬
‫اﺑﻮ اﻟﻮﻟﻴد اﻟﺒﺎﺟﻲ ‪ :‬اﳌﺨﺎرج ﰲ ﺗﺮﺗﻴﺐ اﳊﺠﺎج – ﻋﺒد ا ﻴد اﻟﱰكﻲ – دار اﳌﻐﺮب اﻹﺳﻼﻣﻲ اﳌﻐﺮب ط‪ 1987/2‬ص‪08‬‬
‫‪ 33‬ﻃﻪ ﻋﺒد اﻟﺮﲪﻦ ‪ :‬اﻟلﺴﺎن و اﳌﻴﺰان و اﻟﺘﻜﻮﺛﺮ اﻟﻌﻘلﻲ ‪ ،‬اﳌﺮكﺰ اﻟﺜﻘﺎﰲ اﻟﻌﺮﰊ – اﻟدار اﻟﺒﻴضﺎء –اﳌﻐﺮب ط‪ 1998/1‬ص ‪226‬‬
‫‪ 34‬ﻃﻪ ﻋﺒد اﻟﺮﲪﻦ ‪ :‬اﳌﺮﺟﻊ نﻔﺴﻪ ص‪137‬‬
‫‪ 35‬ﷴ ﺻﻔﺎر ‪ :‬ﲢلﻴﻞ اﳋﻄﺎب وإﺷﻜﺎﻟﻴﺔ نﻘﻞ اﳌﻔﺎﻫﻴﻢ – رؤﻳﺔ ﻣﻘﱰﺣﺔ – ﳎلﺔ اﻟﻨﻬضﺔ ‪ ،‬ا لد اﻟﺴﺎدس ‪ ،‬اﻟﻌدد اﻟﺮاﺑﻊ ‪ ،‬اكﺘﻮﺑﺮ ‪2005‬ص‪100‬‬
‫‪ 36‬اﺑﻦ ﻣﻨﻈﻮر – ﻟﺴﺎن اﻟﻌﺮب –دار ﺻﺎدر ﺑﲑوت ط‪ 1997/1‬ﳎلد‪ 02‬ﻣﺎدة ﺧﻄﺐ ص‪135‬‬
‫‪ 37‬اﺑﻦ ﻣﻨﻈﻮر اﳌﺮﺟﻊ نﻔﺴﻪ ص ‪05‬‬
‫‪ 38‬ﻋﺒد اﳍﺎدي ﺑﻦ ﻇﺎفﺮ اﻟﺸﻬﺮي – اﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺎت اﳋﻄﺎب – ﻣﻘﺎرﺑﺔ ﻟﻐﻮﻳﺔ ﺗداوﻟﻴﺔ – دار اﻟﻜﺘﺎب اﳉدﻳدة‬

‫‪6‬‬
‫] ‪olivier‬‬ ‫وقد وردت عدة عار ف مختصرة ل لمة ا طاب ص ا أوليفي رو ول ]‪ ، [1992/1925‬فيلسوف فر‬
‫‪ [reboul‬م تم با طابة وفلسفة ال بية ‪:‬‬
‫‪ -‬اﳌع الشا ع ‪ :‬أن ا طاب مجموعة م مة من ا مل اﳌنطوقة ‪.‬‬
‫‪ -‬اﳌع اللسا ي ا ل ‪ :‬أن ا طاب عبارة عن متوالية من ا مل اﳌش لة لرسالة ‪.‬‬
‫‪ -‬اﳌع اللسا ي اﳌوسع ‪ :‬أن ا طاب عبارة عن مجموعة من الرسائل ب ن أطراف مختلفة عوض طبا ع لسانية‬
‫‪40‬‬
‫مش كة ‪.‬‬
‫و تداخل مصط ا طاب مع ا وار عض أ عاده ‪ ،‬إذ عت ه البعض ء واحد‪ ،‬و رى آخرون خﻼف ذلك ‪،‬‬
‫فمثﻼ ‪ :‬موشلر ‪ :‬ﻳرى بأ ما ء واحد متأثرا بآراء مدرسة ب ف ام ال حصرت ا طاب ا وار ‪ ،‬ب نما ا طاب‬
‫ذاعة‬ ‫عﻼم ﻳتمثل مختلف فنونه التحر ر ة و خراجية مثل اﳌادة اﳌكتو ة ال ف واﳌسموعة‬
‫ُ‬
‫اﳌسموعة واﳌرئية اﳌسموعة ذاعة اﳌرئية ‪ ،‬اﳌرئية اﳌﻘروءة شبكة اﳌعلومات العاﳌية ] ن نت[ ‪.‬‬
‫ب نما تار خ اللسانيات نجد أن علماء اللﻐة ﻳفرقون ب ن ا طاب وا دﻳث‪ ،‬ع اعتبار أن ا دﻳث ﻳمكن أن‬
‫ﻳحلل إ عناصره الصﻐرى بدء بالصوت ]الفونيم[ ﻷنه أصﻐر وحدة ب نما تحليل ا طاب س اتجاه آخر ‪ ،‬إذ أن‬
‫ا ملة الوحدة الصﻐرى ال ﻳحلل إل ا ‪ 41.‬ولفظ ا طاب من لفاظ ال ت دد كث ا باﻻق ان مع صفات‬
‫أخرى ‪ :‬مثل ا طاب السيا وا طاب الثﻘا وا طاب الدﻳ ‪42‬ولذلك ﻳجب تحدﻳد اﳌصط بالضبط ‪ ،‬فلو‬
‫قلت خطاب وسكتت فإن ذا ﻳحتاج إ توضيح ﻷنه ﻳجب أن ﻳﻘ ن بما ﻳو معناه‪ ،‬ولذلك قال فولت مﻘولته‬
‫‪43‬‬
‫الش ة ‪] :‬قبل أن تتحدث م حدد مصط اتك[ ‪.‬‬
‫ولفظ ا طاب أك ما ﻳرد عند صولي ن ﻷن غاﻳ م معرفة كيفية اقتباس ح ام من دلة ]وال‬
‫ا طاب ‪.‬‬

‫‪ 39‬إدرﻳﺲ ﲪﺎدي ‪ :‬اﳋﻄﺎب اﻟﺸﺮﻋﻲ – وﻃﺮق اﺳﺘﺜﻤﺎرﻩ‪ -‬اﳌﺮكﺰ اﻟﺜﻘﺎﰲ اﻟﻌﺮﰊ ﺑﲑوت ‪ 1994‬ص‪21‬‬
‫‪40‬اوﻟﻴﻔﻲ روﺑﻮل ‪ :‬ﻟﻐﺔ اﻟﱰﺑﻴﺔ وﲢلﻴﻞ اﳋﻄﺎب اﻟﺒﻴداﻏﻮﺟﻲ – ﺗﺮﲨﺔ ﻋﻤﺮ اوكﺎن ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫﺮة ‪ :‬افﺮﻳﻘﻴﺎ اﻟﺸﺮ – ‪ 2002‬ص‪42/41‬‬
‫‪ 41‬ﲪﻴدة ﲰﻴﺴﻢ ‪ :‬اﳋﻄﺎب اﻹﻋﻼﻣﻲ اﻟﻌﺮاﻗﻲ – ﻣﺆﲤﺮ اﻹﻋﻼم اﻷول ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﻐداد ‪ -‬كلﻴﺔ اﻵداب – ﻗﺴﻢ اﻹﻋﻼم ‪ 2001 ،‬ص‪02‬‬
‫‪ 42‬ﻋﺒد اﳍﺎدي ﺑﻦ ﻇﺎفﺮ اﻟﺸﻬﺮي ‪ :‬اﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺎت اﳋﻄﺎب ﻣﻘﺎرنﺔ ﻟﻐﻮﻳﺔ ﺗداوﻟﻴﺔ ‪ ،‬دار اﻟﻜﺘﺎب اﳉدﻳد اﳌﺘﺤدة ط‪ 2004/1‬ص‪34‬‬
‫‪ 43‬اﺑﺮاﻫﻴﻢ اﻳﺮش‪ :‬ﺣﻮل ﺣدود اﺳﺘﺤضﺎر اﳌﻘدس ﰲ اﻷﻣﻮر اﻟدنﻴﻮﻳﺔ ‪ ،‬ﻣﻼﺣﻈﺎت ﻣﻨﻬﺠﻴﺔ ﰲ ﳎلﺔ اﳌﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﻌﺮﰊ –ﺑﲑوت ع‪ 1994*80/‬ص‪05‬‬

‫‪7‬‬

You might also like