You are on page 1of 11

‫جامعة غازي عنتاب‬

‫كلية التربية في عفرين‬


‫قسم العلوم االجتماعية‬
‫العام الدراسي ‪2021/2020‬‬

‫"علي الوردي"‬

‫إعداد الطالب‬
‫مروان نعسان‬

‫ّ‬
‫مدرس المادة‬

‫‪1‬‬
‫خطة البحث‬
‫المقدمة‬

‫خصائص علم االجتماع‬

‫علي الوردي‪:‬‬

‫حياته‬
‫حياته الدراسية‬
‫إنجازات علي الوردي‬

‫مميزات أبحاث ومؤلفات الوردي‬

‫الصبغة االنثربولوجية لمؤلفات وابحاث الوردي‬

‫مؤلفات علي الوردي‪:‬‬

‫كتبه‬
‫اشهر اقوال علي الوردي‬

‫وفاة علي الوردي‬

‫الخاتمة‬

‫المصادر والمراجع‬
‫‪2‬‬
‫المقدمة‬

‫ُعرف علم االجتماع بأ ّنه مجموعة الدراسات التي تهتم بالعالقات االجتماعيّة‬
‫ي ّ‬
‫والمؤسسات البشرية‪ ،‬ويهدف لفهم كيفية تسيير العمل وتشكيل الوعي لدى األفراد‪،‬‬
‫وتأثيرهما على البنية الثقافيّة واالجتماعية للمجتمع‪ ،‬وذلك من خالل تحليل وشرح‬
‫األمور المهمة في حياة األفراد الشخصية‪ ،‬وفي المجتمع وعلى مستوى العالم‪ .‬يبنى‬
‫علم االجتماع على العديد من الموضوعات المجتمعية منها‪ :‬الجريمة‪ ،‬والدين‪،‬‬
‫واألسرة‪ ،‬والدولة‪ ،‬واالنقسامات العرقية‪ ،‬والطبقات االجتماعية‪ ،‬والمعتقدات‬
‫والثقافات المشتركة‪.‬‬

‫الخصائص األساسية لعلم االجتماع‬

‫علم االجتماع علم تجريبي يقوم على المالحظة وإعمال الفكر في الظواهر‬
‫االجتماعية‪ ،‬ال على البحث في مسائل ميتافيزيقية (علم ما بعد الطبيعة)‪،‬‬
‫كما أن نتائجه ليست تأملية بل تفسر العالقات بين موضوعات البحث‬
‫االجتماعي تفسيرا ً علميا ً‪.‬‬
‫علم االجتماع علم تراكمي‪ ،‬بمعنى أن النظريات االجتماعية الجديدة تستند‬
‫على نظريات أخرى سابقة عليها‪.‬‬
‫علم االجتماع ليس علما ً أخالقياً‪ ،‬بمعنى أن عالم االجتماع ال يسأل عما إذا‬
‫كانت األفعال االجتماعية خيرا ً أم شراً‪ ،‬وال يصدر أحكاما ً أخالقية؛ ولكنه‬
‫ينشد تفسيرها‪.‬‬

‫ومن العلماء و المفكرين في علم االجتماع العالم العراقي (علي الوردي)‬


‫وهو محور بحثنا هذا‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫علي الوردي (‪ 1995 -1913‬م)‬
‫هو عالم اجتماع عراقي‪ ،‬أستاذ ومؤرخ عرف باعتداله وموضوعيته‪ ،‬وهو من رواد‬
‫العلمانية في العراق‪.‬‬

‫من أقواله الداعمة لفكره العلماني‪" :‬لو خيروا العرب بين دولتين علمانية ودينية‪،‬‬
‫لصوتوا للدولة الدينية وذهبوا للعيش في الدولة العلمانية"‪.‬‬

‫حياته‬

‫ولد في بغداد في مدينة الكاظمية عام ‪ .1913‬ترك مقاعد الدراسة في عام ‪1924‬‬
‫ليعمل صانعا ً عند عطار وطرد من العمل ولكنه طرد من العمل ألنه كان ينشغل‬
‫بقراءة الكتب والمجالت ويترك الزبائن وبعد ذلك فتح دكان صغير يديره بنفسه‪ ،‬وفي‬
‫عام ‪ 1931‬قرر العودة إلى مقاعد الدراسة إلى الصف السادس وعمد إلى الدراسة‬
‫المسائية‪ ،‬استمر بذلك حتى حصل على المرتبة الثالثة في الشهادة الثانوية على‬
‫مستوى العراق‪ ،‬ونتيجة هذا التميز تم اختياره ببعثة ليتابع دراسته الجامعية في‬
‫الجامعة األمريكية ببيروت‪ ،‬وتخرج منها حاصالً على درجة الشرف‪.‬‬

‫حياته الدراسية‬

‫حصل على الماجستير عام ‪1948‬م‪ ،‬من جامعة تكساس األمريكية‪.‬‬

‫حصل على الدكتوراه عام ‪1950‬م‪ ،‬من جامعة تكساس األمريكية‪.‬‬

‫قال له رئيس جامعة تكساس عند تقديم الشهادة له‪( :‬أيها الدكتور الوردي ستكون‬
‫األول في مستقبل علم االجتماع)‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫إنجازات علي الوردي‬

‫‪ -1‬تحليالته في بنية المجتمع العراقي الحديث‪:‬‬


‫تعتبر دراسة علي الوردي للشخصية العراقية هي األهم من نوعها ومن الممكن‬
‫أن نستفيد منها كمنهج للبحث لباقي بلدان الشرق األوسط‪.‬‬
‫حلل علي الوردي الشخصية العراقية على اعتبارها شخصية ازدواجية تحمل‬
‫قيم متناقضة هي قيم البداوة وقيم الحضارة ولجغرافيا العراق أثر في تكوين‬
‫الشخصية العراقية فهو بلد يسمح ببناء حضارة بسبب النهرين ولكن قربه‬
‫وكثيرة‬ ‫كبيرة‬ ‫لهجرات‬ ‫عرضة‬ ‫منه‬ ‫جعل‬ ‫من الصحراء العربية‬
‫عبر التأريخ آخرها قبل ‪ 250‬سنة تقريباً‪.‬‬
‫وصف علي الوردي العراق بالبودقة لصهر البدو المهاجرين ودمجهم بالسكان‬
‫الذين سبقوهم باالستقرار والتحضر‪ .‬فتنشئ لديهم قيمتين قيمة حضرية وقيمة‬
‫بدوية‪ .‬فالعراقي ينادي بقيم الكرامة والغلبة‪ .‬ولكن حياته تجبره على االنصياع‬
‫لقيم التحضر‪.‬‬
‫حلل أغلب مناطق العراق ما عدى المناطق الكردية في العراق بسبب عدم‬
‫إلمامه باللغة الكردية حسب قوله في كتاب “دراسة في طبيعة‬
‫المجتمع العراقي “‪ .‬باإلضافة إلى تأثر الدكتور الوردي بابن خلدون فال ننسى‬
‫تأثره أيضا بالجاحظ في نظرته الموضوعية ومنهجه العقالني وتحليالته‬
‫االجتماعية والنفسية للسلوك البشري‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫مميزات أبحاث ومؤلفات الوردي‬

‫تفرد العالم الدكتور الوردي بالدخول بتحليالت علمية عن طبيعة نشأة وتركيب المجتمع‬
‫العراقي الحديث خصوصا بعد عهد المماليك وفيضانات دجلة والفرات وموجات‬
‫أمراض الطاعون التي أما فتكت بأعداد هائلة من المواطنين الذين كانوا يقطنون‬
‫الواليات العراقية على عهد العثمانيين أو أدت إلى هجرة أعداد غفيرة من مواطني‬
‫الشعب العراقي إلى الواليات واألمارات العثمانية شرق نجد والخليج أو إلى الشام‬
‫“سوريا ولبنان واألردن وفلسطين أو إلى مصر‪ .‬والزالت الكثير من العوائل من‬
‫األصول العراقية محافظة على ألقابها العراقية‪.‬‬

‫الصبغة االنثربولوجية لمؤلفات وأبحاث الوردي‬

‫يعتبر على الوردي رائد علم االجتماع في العراق وهو من القالئل الذين كتبوا عن هذا‬
‫المجتمع ونذروا له حياتهم‪ ،‬ولحد اآلن لم يخلفه أحد‪.‬‬

‫صرح علي الوردي في مقابلة قبل وفاته بفترة قصيرة أنه ألف عدة كتب وطلب من‬
‫ّ‬
‫ورثته نشرها بعد موته‪ ،‬ورغم مرور أكثر من عشرة سنوات لم نر أي كتاب من تلك‬
‫الكتب التي بقيت بحوزة الورثة‪.‬‬

‫كما حلل أصول المهاجرين وتميزت مؤلفات وأبحاث الوردي بالصبغة االنثربولوجية‬
‫حيث ما أنفك يبحث عن الكثير في واقع مجتمع العراق والمجتمع البغدادي وعاداته‬
‫وتقاليده المنحدرة من عهود الخالفة العباسية‪.‬‬

‫وعن المناسبات الدينية وأهميتها في حياة الفرد البغدادي كالمولد النبوي الشريف‬
‫وذكرى عاشوراء‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫وشن حملة شعواء ضد بعض رجال الدين خصوصا في كتابه وعاظ السالطين ومهزلة‬
‫العقل البشري وأتهمهم بالوقوف إلى جانب الحكام وتجاهل مصالح األمة على حساب‬
‫مصالحهم الضيقة متخاذلين عن واجبهم الديني‪.‬‬

‫ودعا إلى نبذ الخالف الطائفي بين الشيعة والسنة وطالب بالنظر إلى موضوع الخالف‬
‫بين اإلمام علي والصحابة على إنه خالف تاريخي تجاوزه الزمن ويجب‬
‫على المسلمين عوضا عن ذلك استلهام المواقف واآلراء من هؤالء القادة التاريخيين‪.‬‬

‫ولكنه من ناحية أخرى انتقد الدولة األموية وعلى رأسها معاوية بن أبي‬
‫سفيان‪ ،‬ووصفها بدولة العروبة التي تفشى فيها الظلم االجتماعي والعنصرية‪.‬‬

‫ذكر الدكتور علي الوردي كيف كان حكام الدول اإلسالمية يستخدمون الوعاظ لتبرير‬
‫ظلمهم‪ .‬وذكر السبب الذي من وراءه انجر الوعاظ لمسايرة السالطين وهو حب النفس‪.‬‬
‫ولقد إدعى الوعاظ أنهم يفعلون ما يفعلون لمصلحة اإلسالم والمسلمين”‪.‬‬

‫يميل الدكتور الوردي للواقعية في تحليالته االجتماعية على طريقة ابن خلدون‬
‫وميكافيللي‪.‬‬

‫مؤلفات علي الوردي‬


‫كتب الوردي ثمانية عشر كتابا ومئات البحوث والمقاالت‪ ،‬وكانت ذات اسلوب ادبي‬
‫نقدي ومضامين تنويرية جديدة وساخرة لم يألفها القارئ العراقي ولذلك واجهت افكاره‬
‫واراءه االجتماعية الجريئة انتقادات الذعة وبخاصة كتابه” وعاظ السالطين”‪ ،‬كما أكد‬
‫بانه ينتقد وعاظ الدين وليس الدين نفسه‪ .‬اما الكتب التي صدرت بعد ثورة ‪ 14‬تموز‬
‫فقد اتسمت بطابع علمي ومثلت مشروع الوردي لوضع نظرية اجتماعية حول طبيعة‬
‫المجتمع العراقي وفي مقدمتها كتابه دراسة في طبيعة المجتمع العراقي ومنطق ابن‬
‫خلدون ولمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث الذي صدر في ثمانية اجزاء‪.‬‬

‫لقد تنبأ الوردي با نفجار الوضع مثلما تنبه إلى جذور العصبيات التي تتحكم بشخصية‬
‫الفرد العراقي التي هي واقع مجتمعي تمتد جذوره إلى القيم واالعراف االجتماعية‬
‫‪7‬‬
‫والعصبيات الطائفية والعشائرية والحزبية التي ما زالت بقاياها كامنة في نفوسنا‪.‬‬
‫وكذلك إلى االستبداد السلطوي‪ ،‬الزمني والتزامني‪ ،‬الذي شجع وما يزال يشجع على‬
‫اعادة إنتاج الرواسب االجتماعية والثقافية التقليدية القديمة وترسيخها من جديد‪ ،‬كما‬
‫يحدث اليوم‪.‬‬

‫كتبه‪:‬‬
‫مهزلة العقل البشري‪.‬‬

‫وعاظ السالطين‪.‬‬

‫خوارق الالشعور (أو أسرار الشخصية الناجحة)‪.‬‬

‫هكذا قتلوا قرة العين‪.‬‬

‫لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث (‪ 8‬أجزاء)‪.‬‬

‫األحالم بين العلم والعقيدة‪.‬‬

‫منطق ابن خلدون‪.‬‬

‫اسطورة األدب الرفيع‪.‬‬

‫شخصية الفرد العراقي‪ ،‬بحث في نفسية الشعب العراقي على ضوء علم االجتماع‬
‫الحديث‪.‬‬

‫أشهر اقوال علي الوردي‪:‬‬


‫إن قولك للظالم أن يكون عادال كقولك للمجنون أن يكون عاقال‪ ..‬فالمجنون يعتقد‬
‫أنه العاقل الوحيد بين الناس‪.‬‬
‫تطور المجتمع البشري قائم على أكوام من أبدان الضحايا‪ ..‬أبدان أولئك الذين‬
‫فشلوا في الحياة فصعد على أكتافهم الناجحون‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫األفكار كاألسلحة تتبدل بتبدل األيام‪ ..‬والذي يريد ان يبقى على رأيه هو كمن‬
‫يريد ان يحارب سالح ناري بسالح عنترة بن شداد‪.‬‬

‫هيئوا لألطفال مالعب أو رياضا ً حيث يتكيفون فيها للحياة الصالحة تحت‬
‫إشراف مرشدين أكفاء‪ ..‬علموهم بأن القوة التي تحكم العالم اليوم ليست هي‬
‫قوة فرد إزاء فرد أو سيف إزاء سيف‪ ..‬إنها قوة العلم والصناعة والنظام فمن‬
‫فشل في هذه آن له أن يفشل في معترك الحياة رغم ادعائه بالحق وتظاهره‬
‫بالمثل العليا‪ .‬المرأة في الواقع هي المدرسة األولى‬

‫وفاة علي الوردي‬

‫توفي على الوردي في ‪ 13‬تموز‪ /‬يوليو عام ‪ 1995‬إثر إصابته بمرض السرطان ولم‬

‫يستطع آنذاك العالج في العراق‪ ،‬فسافر إلى األردن ليحصل على العالج‪ ،‬ثم عاد الى‬

‫العراق حيث كان مأواه األخير‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫الخاتمة‬
‫في الحقيقة لقد كان علي الوردي اول عالم اجتماع عراقي درس شخصية الفرد العراقي‬
‫وطبيعة المجتمع العراقي بجرأة وصراحة وحلل الظواهر االجتماعية الخفية‬
‫والسلوكيات الفردية والجمعية ووجه االهتمام إلى دراستها وتحليلها ونقدها‪.‬‬

‫وهو بهذا دفعنا إلى اعادة النظر في خطابنا الفكري واالجتماعي والسياسي والى‬
‫ضرورة ان ننزل من ابراجنا العاجية وان نعي واقعنا بكل إيجابياته وسلبياته‪.‬‬

‫فقبل أكثر من نصف قرن قال على الوردي بان على العراقيين ان يغيروا أنفسهم‬
‫ويصلحوا عقولهم قبل البدء بإصالح المجتمع‪ ،‬الن التجارب القاسية التي مر بها الشعب‬
‫العراقي علمته دروسا بليغة‪ ،‬فاذا لم يتعظ بها فسوف يصاب بتجارب أقسى منها‪!.‬‬
‫وعلى العراقيين ان يتعودوا على ممارسة الديمقراطية حتى تتيح لهم حرية الرأي‬
‫والتفاهم والحوار دون ان تفرض فئة أو قبيلة أو طائفة رأيها بالقوة على االخرين‪ .‬كما‬
‫قال‪“ :‬بان الشعب العراقي منقسم على نفسه وفيه من الصراع القبلي والقومي والطائفي‬
‫أكثر من اي بلد آخر‪ .‬وليس هناك من طريق سوى تطبيق الديمقراطية‪ ،‬وعلى العراقيين‬
‫ان يعتبروا من تجاربهم الماضية‪ ،‬ولو فلتت هذه الفرصة من ايدينا لضاعت منا امدا‬
‫طويال‪ ”.‬لقد صدق علي الوردي‪ ،‬فالعراق اليوم يقف في مفترق طرق‪ ،‬وليس امامه‬
‫سوى ممارسة الديمقراطية(الحقيقية) حتى في ابسط اشكالها وآلياتها‪ ،‬فهي الطريق‬
‫الوحيد للخروج من هذه األزمة العصيبة‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫المصادر والمراجع‬

‫الكاردينيا ‪ -‬مجلة ثقافية عامة ‪ -‬رائد علم االجتماع الدكتور علي‬

‫الوردي نسخة محفوظة ‪ 07‬ديسمبر ‪ 2017‬على موقع واي باك مشين‪.‬‬

‫رائد علم االجتماع الدكتور علي الوردي‪ ،‬المهندسة ايمان البستاني‪ ،‬مجلة‬

‫الكاردينيا ‪ 10،‬شباط‪.2013/‬‬

‫سالم الشماع‪ ،‬علي الوردي مذكرات الثمانين‪ ،‬دار الفكر بيروت ‪ 2010‬ص‬

‫‪174‬‬

‫جريدة الجمهورية العراقية بغداد ‪1991-5-22‬‬

‫حوار مع العالمة علي الوردي‪ ،‬علي الثويني ‪ ،‬جريدة الراصد ‪ ،‬بغداد ‪،‬‬

‫العدد ‪876‬‬

‫كتاب دروس من حياتي‪ ،‬علي الوردي ‪ ،‬مجلة التضامن ‪1998-1994 ،‬‬

‫كتاب من وحي الثمانين جمع وتعليق سالم الشماع ص ‪22‬‬

‫‪11‬‬

You might also like