‫الخالصة‬

‫ُتركز معظم األدبيات التي ُك رست لدراسة القراءة السريعة في اللغة اإلنكليزية بوصفها‬
‫اللغة األم على إمكانية القراءة واالستيعاب في معدالت سرعة تتجاوز الحدود القياسية والفسلجية‬
‫المفترضة‪ .‬أما هذه الدراسة فأنها تتناول الموضوع ذاته ولكن في قراءة اإلنكليزية بوصفها لغة‬
‫أجنبية‪ .‬حيث إنها تهدف إلى معرفة فيما إذا كانت العمليات االدراكية اآلنية التي يمر بها القارئ‬
‫أثن اء الق راءة االعتيادي ة هي نفس ها ال تي تح دث في الق راءة الس ريعة‪ .‬وته دف الدراس ة ك ذلك إلى‬
‫اإلجابة عن مجموعة من األسئلة التي تتفرع من السؤال الجوهري‪ :‬كيف ُتّس رع العينان والدماغ‬
‫فهم الكلمات المطبوعة ؟‬

‫وتنص فرض ية البحث على أن أنم اط حرك ة عي ون ق راء اإلنكليزي ة بوص فها لغ ة أجنبي ة‬
‫تختل ف بين الق راءة االعتيادي ة والق راءة الس ريعة‪ .‬وتف ترض الدراس ة ك ذلك أن ه بإمك ان الطلب ة‬
‫المتخصص ين في اإلنكليزي ة بوص فها لغ ة أجنبي ة االس تفادة من التدريب على تقني ات الق راءة‬
‫السريعة في زيادة سرعة قراءتهم ومستوياتهم في استيعاب هذه المادة واستذكارها‪.‬‬

‫والختب ار ص حة ه اتين الفرض يتين ‪ُ ،‬أج ريْت تجربتان به ذا الخص وص‪ .‬ففي التجرب ة‬
‫األولى ُس جلت أنماط حركة عيون القراء بواسطة استخدام جهاز مسار العين أثناء القراءة السريعة‬
‫واالعتيادي ة‪ .‬وأم ا التجرب ة الثاني ة فق د تض منت تدريب الطلب ة على تقني ات الق راءة الس ريعة‪ ،‬إذ‬
‫خضعوا بعدها الختبار مدى فّعالية مثل هذه التقنيات في تحصيلهم في سرعة القراءة واالستيعاب‬
‫وض ابطة‪ ،‬ومن ثالث ة‬ ‫واالس تذكار‪ .‬وتص ميم ه ذه التجرب ة مك ون من مجموع تين‪ ،‬تجريبي ة‬
‫أدوار هي بالتحديد‪ :‬اختبار قبلي‪ ،‬حلقة تدريبية‪ ،‬واختبار بعدي‪ .‬وُأحصيت النتائج الخاصة بهذه‬
‫التجربة باستخدام الوسائل اإلحصائية اآلتية‪ :‬المتوسط الحسابي‪ ،‬االنحراف المعياري‪ ،‬واالختبار‬
‫التائي‪.‬‬

‫وإ ذا أخ ذنا بنظ ر االعتب ار نتائج التج ارب اآلنف ة ال ذكر‪ ،‬فأنه ا تش ير إلى وج ود‬
‫اختالف في أنم اط حرك ة عي ون الق راء بين الق راءة االعتيادي ة والق راءة الس ريعة‪ .‬وينعكس ه ذا‬
‫االختالف في س لوك ترك يز العين‪ .‬يض اف إلى ذل ك أن تقني ات الق راءة الس ريعة فّعال ة في زي ادة‬
‫س رعة الق راءة للطلب ة العراق يين ال ذين يتعلم ون اإلنكليزي ة بوص فها لغ ة أجنبي ة‪ .‬ولكن ليس ت من‬
‫الضرورة أن تصاحب زيادة سرعة القراءة هذه زيادة مماثلة في مستويات االستيعاب واالستذكار‬
‫بل حافظ الطلبة على نفس مستويات هذين المتغيرين أثناء القراءة االعتيادية والذي ُيعد فائدة بحد‬
‫ذاته‪ .‬وأظهرت النتائج كذلك عدم وجود أي تأثير لطبيعة النص المقروء على تحصيل الطلبة‪ .‬بما‬
‫معن اه أن ص عوبة أو ألف ة الم ادة ال تي يقرؤه ا الط الب ال تؤثر على مس تواه في س رعة الق راءة‬
‫واالس تيعاب واالس تذكار‪ .‬ك ذلك ف أن س رعة الق راءة ال تتغ ير م ع مس توى ص عوبة الم ادة ب ل على‬
‫العكس تبقى ثابتة‪.‬‬

‫إن الدراسة ال تقدم معلومات عن القراءة السريعة فحسب بل أيضا توصيات ومقترحات‬
‫لدراسات الحقة‪ .‬حيث أن استخدام تقنيات القراءة السريعة لتطوير إمكانيات قراءة اللغة األجنبية‬
‫أفض ل من التدريب باس تخدام التقني ات التقليدي ة‪ .‬وبه ذا فمن المتوق ع أن تك ون تقني ات الق راءة‬
‫السريعة أكثر فعالية من تقنيات تطوير القراءة المتوفرة عندما تكون الفصول التدريبية مطولة‪،‬‬
‫وباستخدام عينات تضم عددًا أكبر من الطلبة‪.‬‬