You are on page 1of 32

‫مدرسة التّقليبات الصّوتيّة‬

‫(العين‪،‬تهذيب اللغة)‬

‫‪ -‬تحت اشراف ‪ :‬د‪.‬باسم حفظه هللا تعالى‪-‬‬


‫المجموعة الرابعة (الطالب) ‪:‬‬
‫• رانو كارنو رسلي‬
‫• ريزا حنيف‬
‫• ديان مصطفى‬
‫• حمزة ّ‬
‫محمد‬

‫‪2‬‬
‫الصوتيّة‬
‫مدرسة التّقليبات ّ‬
‫❑ أول َمن ابتكرها صاحب أول معجم شامل يف العربية‪ ،‬وهو اخلليل بن أمحد يف كتابه‬
‫(العني)‪.‬‬
‫املكونة من حروف واحدة يف مكان واحد مراعياً بذلك الناحية‬
‫حيث مجع الكلمات ّ‬
‫الصوتية؛ فهو يبدأ أببعد احلروف من هذه الناحية‪.‬‬
‫❑ وملا كانت حروف احللق هي األبعد خمرجاً فهو يبدأ هبا‪ ،‬مث ابللسانية‪ ،‬وهي اليت تليها يف‬
‫املخرج‪ ،‬مث ابلشفوية‪ ،‬مث اختتم حبروف العلة‪.‬‬
‫فمثلً‪ :‬الكلمات الثلثية يكون هلا ستة تقليبات‪ ،‬ويبدأ فيها أببعدها خمرجاً‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫❑ مثال ذلك ‪ :‬الكلمات اليت تكون من الباء والراء والعني هلا تقليبات ستة‪-‬كما مر‪-‬‬
‫ويبدأ أببعدها خمرجاً وهي العني‪ ،‬مث ابلراء؛ ألهنا لسانية‪ ،‬مث ابلباء؛ ألهنا شفوية‪.‬‬
‫رعب ) ( ربع ) ( بعر ) ( برع )‪.‬‬
‫هكذا‪ ( :‬عرب ) ( عرب ) ( َ‬
‫وهذا ما يُعرف ابلتقليبات الصوتية‪ ،‬فاخلليل ‪ -‬رمحه هللا ‪ -‬وضع احلروف على حسب‬
‫خمارجها؛ فبدأ أببعدها خمرجاً وهو العني فسمى معجمه بذلك‪.‬‬

‫وهذا أتليفه للحروف ‪ -‬رمحه هللا ‪:-‬‬ ‫❑‬

‫ع ح هـ خ غ ‪ /‬ق ك ‪ /‬ج ش ض ‪ /‬ص س ز ‪ /‬ط د ت ‪ /‬ظ ث ذ ‪ /‬ر ل ن ‪ /‬ف ب‬


‫م ‪ /‬و ى ‪ /‬مهزة‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫❑ مثال آخر لطريقة التقليبات‪:‬‬
‫مادة‪ :‬الراء‪ ،‬والكاف‪ ،‬والباء‪ ( :‬ركب )‬
‫❑ كيف نبحث عنها يف كتاب العني أو غريه ممن أيخذ بنظام التقليبات؟‬
‫واجلواب ‪ :‬يكون بطريقة التقليبات الصوتية؛ حيث يبحث عن أبعد حروف املادة خمرجاً‬
‫فيبدأ‪ ،‬وذلك كما يلي‪:‬‬
‫كرب‪ ،‬كرب‪ ،‬ركب‪ ،‬ربَك‪ ،‬بكر‪ ،‬برك‪ ،‬وهكذا‪...‬‬

‫‪5‬‬
‫املعجمات اليت سارت على منهج التقليب الصويت‪:‬‬

‫‪ .1‬العني‪ :‬للخليل بن أمحد الفراهيدي (‪ 175-100‬ه)‪.‬‬


‫‪ .2‬البا ِرع‪ :‬أليب علي القايل(‪ 356-288‬ه )‪.‬‬
‫‪ .3‬هتذيب اللغة‪ :‬أليب منصور األزهري (‪٣٧٠-٢٨٢‬ه)‪.‬‬
‫‪ .4‬احمليط‪ ،‬للصاحب بن عُباد ( ‪.)385-324‬‬
‫‪ .5‬احملُكم‪ :‬البن ِسيده (‪.)458 -398‬‬

‫‪6‬‬
‫❑ ومسيت هذه املدرسة‪ :‬الرتتيب الصـويت؛ ألن األساس األول الذي اعتمدت عليـه‬
‫هـو ترتيب الكلمات حبسب خمارج أصواهتا‪ ،‬ابتداء أبدخلها يف احللق‪ ،‬مث الذي يليها‬
‫انتهاء ابلشفتني‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫معجم العني‪ -‬للخليل (‪ 175 - 100‬هـ)‬
‫رائد هذه املدرسة هو اخلليل بن أمحد الفراهيدي الذي امتاز بعقلية رايضية‪ ،‬وبراعة يف‬ ‫❑‬
‫املوسيقى والنغم‪ .‬وخربة واسعة أبمور اللغة ومشكلهتا‪.‬‬
‫وقد صب اخلليل كل خرباته هذه يف معجمه الذي مساه (العني)‪ ،‬والذي يعد أول‬ ‫❑‬
‫معجم من أي نوع عرفته اللغة العربية‪.‬‬
‫مل يسلك يف مجع ألفاظ اللغة طريقة األخذ من شفاه الرواة‪ ،‬وإمنا مجعها بطريقة‬ ‫❑‬
‫منطقية رايضية‪.‬‬
‫الحظ أن الكلمة العربية قد تكون ثنائية‪ ،‬أو ثلثية‪ ،‬أو رابعية‪ ،‬أو مخاسية‪.‬‬ ‫❑‬

‫قام بتقليب أماكن هذه احلروف إىل مجيع أوجهها املمكنة‪.‬‬ ‫❑‬

‫‪8‬‬
‫❑ س‪ /‬ما هي األسس اليت اعتمد عليها اخلليل يف ترتيب ألفاظ اللغة؟‬
‫ج‪ /‬اعتمد على أربعة أسس‪:‬‬
‫❑ األساس األول‪ :‬اجل ْذرية‪:‬‬
‫جرد الكلمة من زوائدها‪ ،‬مث وضعها يف مكاهنا بعد ذلك‪ ،‬ومعىن ذلك أنه بىن معجمـه على‬
‫«اجلذور» أو «األصول» وأمهل حروف الزايدة‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫❑ األساس الثاين‪ :‬املخرجية‪:‬‬
‫رتب كلمات معجمه على احلروف ترتيبًا خمرجيًا‪ .‬وقد وجد أعمق احلروف هي حروف‬
‫احللق فبدأ هبا‪ .‬ومل يكتف بذلك‪ ،‬بل رتب حروف احللق فيما بينهما فوجدها ذات خمارج‬
‫ثلثة هي‪ :‬اهلمزة واهلاء ‪ -‬مث العني واحلاء ‪ -‬مث الغني واخلاء‪.‬‬

‫❑ وضعت كل كلمة حتت أقصى حروفها خمرجاً دون النظر إىل موضع احلرف‪ ،‬سواءً‬
‫كان يف بدايتها أم يف وسطها أم يف آخرها‪ ،‬فمثلا‪:‬‬
‫(لعب) أوردها يف حرف العني ألنه أقصاها خمرجا‪ ،‬وال ترد يف غريه‪.‬‬
‫(رزق) أوردها يف حرف القاف ألنه أقصاها خمرجاً‪ ،‬وال ترد يف غريه‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫❑ األساس الثالث‪ :‬الكمية‪:‬‬
‫ويقصد هبا ترتيب اجلذور يف داخل الكتاب املعني حبسب عدد أحرف اجلذر‪ ،‬وجعل‬
‫لكل بناء اباب‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫• ابب الثنـائـي‪ /‬ذكـر حتتـه الكلمات الثنائية مثل ( اخلـاء والقاف ) وفيه‪ :‬خق‪،‬‬
‫اخلقخقة‪ ،‬األخقوق‪.‬‬
‫• ابب الثلثي الصحيح‪ /‬ذكر حتته الكلمات الثلثية الصحيحة‪ .‬مثل‪ :‬علم‪ ،‬عرف‪،‬‬
‫سعد‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫ابب الثلثي املعتل‪ /‬ذكر حتته ما فيه حرفان صحيحان وحرف علة مثل‪( :‬اخلاء‬ ‫▪‬
‫والطاء وأحد حروف العلة [و ا ي ء]) وفيه‪ :‬خطو‪ ،‬خطأ‪ ،‬خوط‪ ،‬وخط‪ ،‬خيط‪،‬‬
‫طيخ‪ ،‬طخي‪.‬‬
‫ابب اللفيف‪ /‬ذكر حتته ما فيه حرفا علة‪ ،‬مثل‪( :‬القاف والواو والياء) وفيه‪ :‬قوي‪،‬‬ ‫▪‬
‫قوقى‪ ،‬وقی‪ ،‬واق‪ ،‬أقا‪ ،‬قاء‪ ،‬أوق‪.‬‬
‫ابب الرابعي‪ /‬ذكر حتته الكلمات الرابعية مثل‪( :‬ابب الرابعي من القاف) وفيه‪:‬‬ ‫▪‬
‫جنبق‪ ،‬قنفج‪ ،‬جرمق‪ ،‬جمنق‪ ،‬جبلق‪ ،‬جوسق‪ ،‬جلهق‪.‬‬
‫ابب اخلماسي‪ /‬ذكر حتته الكلمات اخلماسية‪ ،‬مثل (ابب اخلماسـي مـن القـاف)‬ ‫▪‬
‫وفيـه جنفلق‪ ،‬شفشلق‪ ،‬قنفرش‪ ،‬فلنقس‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫األساس الرابع‪ :‬تقليب الكلمات‪:‬‬ ‫❑‬

‫تبني مما سبق أن منهج العني هو تقسيم الكتاب إىل حروف‪ ،‬وتقسيم كل حرف إىل‬
‫األبنية املعروفة‪ ،‬مث توزيع الكلمات اليت تدخل حتت احلرف املقصود على األبنية اليت‬
‫تدخل حتتها‪.‬‬
‫أبني هنا أن الكلمات اليت تدخل حتت كل بناء تقلب على الصور املستعملة يف العربية‪،‬‬
‫وّ‬
‫ولذا فإن مجيع تلك الصور ترد مرة واحدة حتت أقصى حروفها خمرجاً‪،‬‬

‫‪13‬‬
‫ومن األمثلة السابقة نعرف ما يلي‪:‬‬ ‫❑‬

‫(لعب‪ ،‬لبع‪ ،‬بلع‪ ،‬بعل‪ ،‬علب‪ ،‬عبل) هذه التقليبات املختلفة للحروف الثلثة يرد‬
‫املستعمل منها حتت حرف العني‪ ،‬يف ابب الثلثي الصحيح‪ ،‬يف مادة (علب)‪ ،‬ألن العني‬
‫هي خمرجاً‪ ،‬مث اللم ألهنا من طرف اللسان‪ ،‬مث الباء ألهنا من الشفتني‪ ،‬وهكذا‪....‬‬

‫‪14‬‬
‫❑ س‪ /‬ملاذا استعمل اخلليل طريقة تقليب الكلمات؟‬

‫❑ ج‪ /‬ليكون طريقة إىل إحصاء مجيع الكلمات العربية املستعملة‪ ،‬وليس معناه أن‬
‫التقليبـات استعملها العرب‪ ،‬بـل منـهـا مـا اسـتعمله ومنهـا مـا أمهلـه‪ ،‬ولكن هذه‬
‫الطريقة اإلحصائية تُربز له كل الصور املمكنة ليعرف هبا املستعمل واملهمل‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫❑ وعدد الصور اليت تنتج عن تقليب الكلمات – سواء املستعمل أم املهمل –‬
‫فهي‪:‬‬
‫• الثُّنائي ينتج عنه صوراتن‪.‬‬
‫• الثلثي ينتج عنه ست صور‬
‫• الرابعي ينتج عنه أربع وعشرون صورة‪.‬‬
‫• اخلماسي ينتج عنه مائة وعشرون صورة‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫كيف نبحث عن الكلمات يف معجم العني؟‬
‫تعيني احلروف األصلية للكلمة‪ ،‬مع رد املقلوب إىل أصلها‪ .‬مثل‪ :‬ضاف‪ ،‬جذرها‪:‬‬ ‫‪.1‬‬
‫(ض ي ف)‪ .‬وإعادة احملذوف‪ ،‬مثل‪ :‬دم‪ ،‬جذرها‪( :‬د م و)‪.‬‬
‫تعيني أقصى حروفها خمرجاً‪ ،‬حيث إنه هو احلرف الذي تذكر حتته الكلمة املقصودة‪،‬‬ ‫‪.2‬‬
‫دون النظر إىل موضع احلرف سواء كان يف أوهلا أو أوسطها أو آخرها‪.‬‬
‫تعيني بناء الكلمة املقصودة‪ ،‬هل هو ثنائي أم ثلثي صحيح أم ثلثي معتل أم لفيـف‬ ‫‪.3‬‬
‫أم رابعي أم مخاسي‪ ،‬وبعد تعيني بنائها نعرف أن الكلمة تقع حتته‪.‬‬
‫مجيع تقليبات الكلمة الواحدة تكون يف موضع واحد‪ ،‬فمثل إذا كنا نبحث عن‬ ‫‪.4‬‬
‫كلمة‪ :‬لعب‪ ،‬فإننا جندها حتت جذر‪( :‬ع ل ب)‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫هتذيب اللغة – لألزهري (‪٣٧٠-٢٨٢‬هـ)‬

‫نبذة عن املؤلف ‪:‬‬ ‫❑‬

‫أبو منصور حممد بن أمحد بن األزهري اهلروي‪ ،‬أحد األئمة يف اللغة واألدب‪ ،‬ولد وتويف يف‬
‫هراه خبراسان‪ .‬اشتهر ابلفقه والتعمق فيه وذلك اسوة جبده األزهري‪ ،‬اشت ِهر بكتابه “هتذيب‬
‫اللغة”‪ .‬وللكتاب مكانة كبرية بني معاجم اللغة العربية‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫أمهية كتاب هتذيب اللغة ‪:‬‬ ‫❑‬

‫قام املؤلف ابالطلع على األعمال السابقة وتعديلها وتقوميها يف عمل جيد جديد‪.‬‬ ‫▪‬

‫قام املؤلف بفرز وتنقية املادة اللغوية‪.‬‬ ‫▪‬

‫قام إبيضاح مصادره وتقوميها‪.‬‬ ‫▪‬

‫دونه يف‬
‫اختياره تصنيف املادة اللغوية وفق تبويب وترتيب اخلليل بن أمحد الذي ّ‬ ‫▪‬
‫مق ِّدمة العني‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫من أهم دواعي أتليفه‪:‬‬ ‫❑‬

‫تقييد ما وعاه عن أفواه األعراب الذين شافههم‬ ‫‪.1‬‬

‫تبيينه اخللل الذي أصاب العربية يف بعض الكتب ومنها كتاب العني‪.‬‬ ‫‪.2‬‬

‫سلك مسلك العني يف ترتيب احلروف وتقسيم األبنية ونظام التقليبات‪ ،‬واعتمد العني‬ ‫❑‬
‫أساساً ملعجمه – مع أنه ينكر أن يكون للخليل – وزاد عليه زايدات كثرية‪ ،‬بعضها‬
‫نقلها من األعراب مشافهة‪ ،‬وبعضها نقلها من الكتب‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫كتاب البارع للقايل ( ‪ 356-288‬ه )‬

‫القايل‪ ،‬من أوسع كتب اللغة‪ ،‬ويشتمل على‬


‫معجمي أليب علي ّ‬
‫ّ‬ ‫البارع يف اللغة‪ ،‬كتاب‬ ‫❑‬
‫مخسة آالف ورقة‪ ،‬وقد رتّبه على حروف املعجم‪ ،‬بدأ العمل يف معجمه عام ‪350‬هـ‪،‬‬
‫يتمه ِّ‬
‫ويهذبه‪ ،‬فتوىل هتذيبه‬ ‫واستمر جيمع مو َّاده ويُد ِّوهنا حىت تويف ‪356‬هـ قبل أن َّ‬
‫مساعدا للقايل وهو من أهل قرطبة‪ ،‬وصديقه‬
‫ً‬ ‫حممد بن احلسني الفهري‪ ،‬الذي كان‬
‫الصكوك والرقاع‪َّ ،‬‬
‫وهذابه من أصوله اليت هي‬ ‫حممد بن معمر اجلبايل‪ ،‬فاستَ ْخرجاه من ُّ‬
‫خبط القايل؛ هذا يف أرجح الرواايت‪.‬‬ ‫ِّ‬

‫‪21‬‬
‫❑ ترتيب الكتاب ‪:‬‬
‫هـ ح ع خ ع ‪ -‬ق ك ‪ -‬ض ج ش ‪ -‬ل ر ن ‪ -‬ط د ت ‪ -‬ص ز س ‪ -‬ظ ذ ث ‪-‬‬
‫ف ب م – و ا ي‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫❑ أقول العلماء يف الكتاب ‪:‬‬
‫ُّ‬
‫يعد (البارع) أول معجم ظهر يف األندلس‪،‬‬
‫❑ يقول عنه أبو بكر الزبيدي تلميذ القايل‪" :‬إنه قاموس واسع قد ََِشل اللغات كلها"‪،‬‬
‫يَقصد ابللغات اللهجات‪،‬‬
‫أيضا أن البارع فاق كتاب "العني" أبربعمائة ورقة‪ ،‬كما أن القايل ذ َكر‬
‫❑ وذكر الزبيدي ً‬
‫هملة‪ ،‬ومن‬‫ستعملة‪ ،‬وكان اخلليل يف العني قد ذكر أهنا ُم َ‬
‫فيه بعض أصول أوضح أهنا ُم َ‬
‫ِ‬
‫املتأخرين الذين أثنَوا على البارع اإلمام السيوطي الذي اعتربه يف كتابه "بُغية‬
‫العلماء ّ‬
‫أصح القواميس اليت رآها‪ ،‬ويعود السيوطي ليؤاخذ علماء عصره َّ‬
‫ومثقفيه أهنم‬ ‫الوعاة" َّ‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أمهلوا ابرع القايل‪ ،‬وانصرفوا ملحكم ابن سيده وصحاح اجلَوهري‪.‬‬
‫ُ‬

‫‪23‬‬
‫كتاب احمليط للصاحب بن عباد (‪)385-324‬‬
‫❑ من املعاجم اللغوية اليت وضعت يف القرن الرابع اهلجري‪ ،‬كتاب " احمليط للصاحب بن‬
‫عباد وقد اتبع الصاحب ترتيب اخلليل للحروف غري أنه خيتلف كثريا عن املوسوعات‬
‫اللغوية اليت ظهرت يف هذا القرن فهو يعتمد على تفسري واحد للفظ ال يتعداه ‪.‬‬
‫❑ وال حياول أن أييت يف كل لفظ ابألقوال الكثرية املتفقة واملختلفة اليت أدىل هبا اللغويون‬
‫بشأهنا‪ ،‬وانفرد هذا املعجم أبلفاظ مما جعله يتضخم ويكرب حجمه‪ ،‬ويبدو أن معظم‬
‫هذه الزايدات كانت من عنده‪ ،‬ومن الظواهر اهلامة يف هذا الكتاب أيضا عنايته‬
‫الكبرية ابلعبارات اجملازية إذا أضفت املميزات األخرى وهي االختصار واالنفراد بكثري‬
‫من األلفاظ واملعاين‪ ،‬وذكره األلفاظ املرتادفة أحياان‪،‬‬

‫‪24‬‬
‫وكذلك مل يكن يشري إىل الذين أخذ عنهم اللغة إال يف القليل النادر زايدة على عدم‬ ‫❑‬
‫ذكر الشواهد إال يف مواضع اندرة‪ ،‬وميكن أن نلحظ كذلك أنه كان يستشهد كثريا‬
‫أبستاذه أيب حامد أمحد بن حممد البشيت اخلارزجني الذي كان يعترب أديب خرا سان‬
‫وعاملها اللغوي إضافة إىل شيوخ آخرين مثل السريايف‪ ،‬وابن فارس وابن العميد‪ ،‬وابن‬
‫مقسم ‪ ،‬ولكن جند أن األزهري شكك كثريا يف دقة البشيت وصحة ما يرويه ألنه مل‬
‫يكن ذا مساع ومن مث انعكس األمر على ابن عباد‪ ،‬فكثر التصحيف عنده وبشكل‬
‫الفت‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫كتاب احملكم البن ِّ‬
‫السيده (‪)458-398‬‬
‫ّ‬ ‫ُ‬

‫يعترب معجم " احملكم واحمليط األعظم" لصاحبه أيب احلسن علي ابن امساعيل األندلسي‬ ‫❑‬
‫املعروف اببن سيده املعجم الثاين الذي عرفته األندلس بعد البارع أليب علي القايل ‪،‬‬
‫واملعجم سار فيه صاحبه على هنج اخلليل بن امحد يف العني معتمدا يف ذلك املختصر‬
‫الذي ألفه أبو بكر الزبيدي على العني حماوال تصحيح بعض التصحيفات اليت وردت‬
‫فيه‪ ،‬وقصد ابن سيده يف حمكمه إىل هدف خيتلف عن هدف اخلليل واألزهري ‪ ،‬إذ‬
‫رمى إىل مجع املشتت من املواد اللغوية يف الكتب والرسائل يف كتاب واحد يغين عنها‬
‫مجيعها‪ ،‬إىل دقة التعبري عن معانيها‪ ،‬وتصحيح ما فيها من آراء حنوية خاطئة ولكنه‬
‫يبدو أنه اتفق مع األزهري يف ربطه اللغة ابلقرآن واحلديث‪،‬‬

‫‪26‬‬
‫❑ يقول عن معجمه‪ :‬إن كتابنا هذا مشفوع املثل ابملثل مقرتن الشكل ابلشكل‪ ،‬ال‬
‫يفصل بينهما غريب‪ ،‬وال أجنيب بعيد وال قريب‪ ،‬مهذب الفصول‪ ،‬مرتب الفروع‬
‫بعد األصول‪ ،‬هذا إىل ما حتلى به من التهذيب‪ ،‬والتقريب‪ ،‬واإلشباع‪ ،‬واالتساع‪،‬‬
‫واإلجياز واالختصار مع السلمة من التكرار‪ ،‬واحملافظة على مجيع املعاين الكثرية يف‬
‫األلفاظ اليسرية"‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫❑ وقد قسم ابن سيده كتابه إىل األبواب التالية‪:‬‬
‫‪ .1‬الثنائي املضاعف الصحيح‬
‫‪ .2‬الثلثي الصحيح‬
‫‪ .3‬الثنائي املضاعف املعتل‬
‫‪ .4‬الثلثي املعتل‬
‫‪ .5‬الثلثي اللفيف‬
‫‪ .6‬الرابعي‬
‫‪ .7‬اخلماسي‬

‫‪28‬‬
‫خصائص املدرسة التقليبات الصوتية وعيوهبا‬
‫خصائص املدرسة ‪:‬‬
‫فقد اختص كل كتاب من هذه املدرسة خبصائص منها‪:‬‬
‫• فل نرى يف العني شيئا خاصا عىن به أكثر من غريه بسبب أوليته‪.‬‬
‫• أما البارع فيمتاز ابلضبط والصحة‪.‬‬
‫• وميتاز التهذيب ابجلمع واملعارف الدينية‪.‬‬
‫• واحمليط ابلغريب واالختصار‪.‬‬
‫• واحملكم ابلتنظيم واملسائل النحوية والصرفية ‪ ،‬وهو أحسنها ترتيبا ألبوابه ومواده وألفاظه يف‬
‫داخلها وأمجلها منهجا نظراي‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫عيوب املدرسة ‪:‬‬
‫‪ .1‬صعوبة البحث فيها ‪،‬ومشقة االهتداء إىل اللفظ املراد ‪ ،‬واستنفاد الوقت الطويل‬ ‫❑‬
‫من الباحث يسبب الرتتيب على املخارج واألبنية والتقاليب ‪.‬‬
‫وكثريا ما وقع املؤلفون أنفسهم يف أخطاء يف تلك اخلطوات ‪ ،‬بوضع كلمة يف غري‬ ‫>‬
‫بنائها أو اعتبار حرف مزيد أصليا ‪ ،‬أو العكس ‪ ،‬أو ما إىل ذلك مما يستحيل معه‬
‫على القارئ الوصول إىل طلبتها‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫‪ .2‬االضطراب يف حروف العلة واهلمزة ‪ ،‬وابىب اللفيف والثنائي املضاعف ‪.‬‬ ‫❑‬

‫فقد لقيت هذه املدرسة من حروف العلة واهلمزة عنتا شديدا ‪ ،‬بسبب مجعها كلها‬ ‫>‬
‫يف موضع واحد ‪ ،‬وحارت فيها بني خلط واضطراب ‪ ،‬وبني فصل ومتييز ‪ ،‬ومل حتسن‬
‫الكتب األوىل تصور ابيب اللفيف والثنائي املضاعف فأدخلت فيهما كثريا من الصيغ‬
‫اليت ال تندرج حتتهما أو من اليسري وضعها يف أبواب خاصة ‪ .‬واضطرت الكتب‬
‫املتأخرة إىل فعل ذلك أو إىل تكثري األقسام حتت األبواب مما سبب كثريا من‬
‫االضطراب واخللط ‪ ،‬مما نراه بوضوح يف احملكم ‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫ل‬ ‫ت‬ ‫ع‬ ‫ن‬
‫الحمد هلل ب مته م ا صالحات‬
‫ب‬

‫جزاكم اهلل خيرا‬

‫‪32‬‬

You might also like