You are on page 1of 18

See discussions, stats, and author profiles for this publication at: https://www.researchgate.

net/publication/359636526

‫ ﺗﺮﺟﻤﺔ أدب اﻟﺮﺣﻠﺔ ﻧﻤﻮذﺟﺎ‬:‫ اﻟﺘﺮﺟﻤﺔ اﻷدﺑﻴﺔ ﻋﻨﺪ ﺳﻌﺪ اﻟﻠﻪ‬Literary Translation By
Saâdallah: Travel Literature as a Case Study

Article · March 2022

CITATIONS READS

0 809

1 author:

Mohammed Chouchani Abidi


El-Oued-University
20 PUBLICATIONS 0 CITATIONS

SEE PROFILE

All content following this page was uploaded by Mohammed Chouchani Abidi on 31 March 2022.

The user has requested enhancement of the downloaded file.


‫الترجمة األدبية عند سعد هللا‪ :‬ترجمة أدب الرحلة نموذجا‬ ‫محمد شوشاني عبيدي‬

‫الترجمة األدبية عند سعد هللا‪ :‬ترجمة أدب الرحلة نموذجا‬

‫‪Literary Translation bySaâdallah: Travel Literature as a Case Study‬‬

‫محمد شوشاني عبيدي‪* .0‬‬

‫‪1‬جامعة الوادي الجزائر ‪mohammed-chouchaniabidi@univ-eloued.dz‬‬

‫تاريخ النشر‪2322/30/03 :‬‬ ‫تاريخ املراجعة‪2022/30/31:‬‬ ‫تاريخ اإليداع‪2022/02/15 :‬‬


‫ملخص‪:‬‬

‫عرف أبو القاسم سعد هللا في الساحة الثقافية‪ ،‬بأنه أبو التاريخ في الجزائر‪ ،‬ولكن ترجماته األدبية ال‬
‫تقل شأنا عن ذلك‪ .‬فقد ساهم بالعديد من الترجمات‪ ،‬والتي تفرقت بين كتب‪ ،‬وفصول من كتب‪ ،‬ومقاالت‪ ،‬كانت‬
‫تتحدث عن الجزائر وشخصياتها خالل الحقبة االستعمارية‪ .‬تهدف هذه الدراسة باعتماد املنهج الوصفي‬
‫التحليليإلى معرفة ترجمات سعد هللا األدبية‪ ،‬والتعريف بكل واحدة‪ ،‬مع التركيز على أدب الرحلة باعتباره األبرز‬
‫فيها‪ .‬وتهدف أيضا إلى معرفة منهجه في ترجمة هذا الجنس األدبي‪ .‬لقد توصلت الدراسة إلى وجود ست ترجمات‬
‫من أجناس أدبية مختلفة‪ ،‬وإلى أن منهج سعد هللا في ترجمة أدب الرحلة بين الترجمة التلخيصية‪ ،‬والترجمة‬
‫الكاملة أو الحرفية‪ ،‬مع االستثمار في الهوامش والتعاليق‪.‬‬

‫الكلمات املفتاحية‪ :‬أدب الرحلة‪ ،‬الترجمة األدبية‪ ،‬الترجمة التلخيصية‪ ،‬الهوامش‪ ،‬سعد هللا‬
‫‪Abstract :‬‬
‫‪Abou El Kacem Saadallah has been known in the cultural field as the father of‬‬
‫‪history in Algeria, but his literary translations are no less important than that. He‬‬
‫‪had many translations that varied between books, chapters, and articles that dealt‬‬
‫‪with Algeria and its figures during the colonial era. This study aims to identify the‬‬
‫‪literary translations made by Saadallah with a focus on travel literature through an‬‬
‫‪analytical and descriptive methodology. It is also intended to determine his‬‬
‫‪translation methodology of this genre. The study concluded that Saadallah had six‬‬
‫‪translations belonging to different literary genres, using two methods of translation:‬‬
‫‪abstract translation and full translation (or literal). Also, he invested in footnotes and‬‬
‫‪comments.‬‬
‫;‪Keywords:Travel Literature; Literary Translation; Abstract Translation; Footnotes‬‬
‫‪Saadallah‬‬

‫* املؤلف املراسل‬

‫املجلد ‪،50‬العدد‪ ،50‬مارس ‪2522‬م (‪)065 -002‬‬ ‫‪552‬‬ ‫مجلة القارئ للدراسات األدبية والنقدية واللغوية‬
‫الترجمة األدبية عند سعد هللا‪ :‬ترجمة أدب الرحلة نموذجا‬ ‫محمد شوشاني عبيدي‬
‫تقديم‬

‫ساهم أبو القاسم سعد هللا في إثراء املشهد الثقافي الجزائري بالعديد من املنجزات‪ ،‬والتي تفرقت بين‬
‫البحوث والدراسات والكتب والترجمات واملقاالت‪ ،‬وغير ذلك‪ .‬مما أهله ليلقب بأبي التاريخ في الجزائر‪ .‬وقد تباينت‬
‫تلك املنجزات بين التاريخية والفكرية واألدبية والترجمية والثقافية‪.‬عرف سعد هللا مؤرخا‪ ،‬كما عرف أديبا‪ ،‬ولكن‬
‫ترجماته األدبية لم تتناولها الدراسات في مجال الترجمة بش يء من التفصيل‪ .‬حيث إن تركيز البحوث الترجمية‬
‫على منهجه في ترجمة النص التاريخي‪ ،‬وكيف أنه أسهم بترجماته التاريخية في تدعيم املكتبة الجزائرية بالعديد‬
‫من العناوين املهمة واملفيدة‪ ،‬وما يرتبط بذلك من منهج في ترجمة التاريخ‪ ،‬وخصائص هذا املنهج‪ .‬ولعل أبرز نوع‬
‫من النصوص األدبية التي ترجمها سعد هللا نجد أدب الرحلة‪ ،‬وذلك الرتباط هذا الجنس بالتاريخ‪ ،‬ديدن سعد‬
‫هللا ومركز عمله ونشاطه‪ .‬نسعى في هذه الورقة البحثية لإلجابة عن السؤال التالي‪ :‬ماهي ترجمات سعد هللا‬
‫األدبية‪ ،‬وما هو منهجه في ترجمة أدب الرحلة؟‬

‫ولإلجابة عنه‪ ،‬يفترض الباحث أوال أن سعد هللا لم يترجم األدب عموما‪ ،‬وأدب الرحلة بالخصوص‪،‬إال‬
‫بغرض خدمة مشروعه التاريخي‪ .‬كما يفترض أنه اعتمد منهجا خاصا به‪ ،‬انفرد به عن غيره من مترجمي هذا‬
‫الجنس األدبي‪ ،‬حيث طغت عليه الترجمة الحرفية في كثير من األحيان‪ .‬ويهدف الباحث من هذه الدراسة إلى‬
‫بيان ترجمات سعد هللا األدبية‪ ،‬ومنهجه في كل واحدة منها ابتداء‪ ،‬ثم إبراز أهم خصائص ترجمة أدب‬
‫الرحالتعنده‪ ،‬وأخيراالكشف عن أبرز السمات العلمية ملنهج سعد هللا في ترجمة أدب الرحلة‪ ،‬من خالل تحليل‬
‫عينه لواحدة من تلك الترجمات‪.‬‬

‫أوال‪ -‬املترجم أبو القاسم سعد هللا‬

‫هو املؤرخ واملترجم والعالم املوسوعي أبو القاسم سعد هللا (‪ ،)2310-1303‬كتب للجزائر‪ ،‬وعن‬
‫الجزائر‪ ،‬وترجم لها كتبا في التاريخ واألدب والثقافة‪ .‬اشتغل بالترجمة مترجما ومعرفا بروادها في بلده‪ ،‬وتنوعت‬
‫ترجماته بين الكتب واملقاالت في العديد من املجاالت‪ .‬إضافة إلى اللغة العربية‪ ،‬كان يتقن اللغة الفرنسية‬
‫واإلنجليزية ودرس الفارسية واألملانية‪ .‬تخصص في الترجمة التاريخية‪ ،‬والترجمة األدبية‪ ،‬وبرع فيهما‪ ،‬حتى أثر‬
‫كالهما على الخر‪ ،‬ولكن األخيرة كان تأثيرها أكثر فكان أسلوبه في الدراسات التاريخية متأدبا على أكثره‪ 1.‬لقد‬
‫كانت الترجمة بالنسبة إليه بوابة للمعرفة والفكر‪ ،‬استعان بها إليصال أعماله للمتلقي العربي‪ ،‬وساهم من‬
‫خاللها في نقل مجموعة كبيرة من الدراسات‪ ،‬التي تخص الجزائر‪ ،‬وما يرتبط بها من ثقافات أخرى‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬ترجمات سعد هللا األدبية‬

‫إذا كانت "الترجمة هي اللغة التي يتحدثها العالم اليوم حسب تعبير أمبرتو إيكو"‪2‬فقد أدرك أبو القاسم‬
‫سعد هللا ذلك‪ ،‬وراح ينقب في أمهات الكتب‪ ،‬واملراجعاألجنبية‪ ،‬لعله يجد مادة تخدم تاريخ بالده‪ .‬نحاول أن‬
‫نحص ي مجموع الترجمات التي قام بها سعد في مجال األدب‪ ،‬وذلك باعتباره أحد امليادين التي خصصها سعد هللا‬

‫املجلد ‪،50‬العدد‪ ،50‬مارس ‪2522‬م (‪)065 -002‬‬ ‫‪553‬‬ ‫مجلة القارئ للدراسات األدبية والنقدية واللغوية‬
‫الترجمة األدبية عند سعد هللا‪ :‬ترجمة أدب الرحلة نموذجا‬ ‫محمد شوشاني عبيدي‬
‫انتاجا وترجمة‪ .‬حيث أنه ترجم كتابين‪ ،‬ومجموعة متفرقة من النصوص (مقاالت ‪/‬فصول‪ ،)/‬وهي مفصلة‬
‫فيمايلي‪:‬‬

‫‪ -0‬الترجمة األولى‬
‫ترجمة كتاب‪The Life of Abdel Kader, Ex-sultan of the Arabs of Algeria by Charles Henry :‬‬
‫‪ Churchill‬ب " حياة األمير عبد القادر"‪ ،‬تأليف شارلز هنري تشرشل‪ .‬قام بترجمة هذا الكتاب سنة ‪ ،1391‬في‬
‫‪ 614‬صفحة‪ .‬وذلك القتناعه بأهميته‪ ،‬وألنه وجد فيه املتعة قراءة وترجمة ‪ ،3‬فهو فريد من نوعه مقارنة بما كتب‬
‫عن األمير‪ ،‬وقد عزم على ترجمته قبل ذلك‪ ،‬وهو طالب دكتوراه سنة ‪ .1343‬كتب تشرشل هذا الكتاب من إمالء‬
‫األمير نفسه‪ ،‬كما يظهر في العديد من املواقف‪ ،‬ولذلك يقول عنه سعد هللا بأنه "نوع من الترجمة الذاتية"‪. 4‬‬
‫ولكن ومن خالل مراجعته‪ ،‬يظهر بأنه من أدب السير‪ ،‬وذلك لتدخل املؤلف في كثير من املواقف واألحداث‪،‬‬
‫فالكالم ليس دوما لألمير‪.‬‬

‫وعن ترجمته يقول سعد هللا أن هذا الكتاب أول عمل مطول قام بترجمته‪ ،‬وقد واجه فيه العديد من‬
‫الصعوبات‪ ،‬منها قدم اللغة التي كتب بها من جهة (‪ ،)1649‬وألن املؤلف زاوج بين أسلوبين في الكتابة (كتابة‬
‫متخصصة في الحربية‪ ،‬وكتابة أدبية رومانسية)؛ و"كال األسلوبين صعب على املؤرخ الذي له أسلوب في الكتابة‬
‫والنقل واالستيعاب‪ . 5".‬ثم إن املترجم زار األماكن التي جرت فيها أحداث الكتاب‪ ،‬ألسباب عدة حسب وصفه‪" ،‬‬
‫فنقل الكتاب من لغة أجنبية إلى العربية‪ ،‬يستلزم إعادة كثير من األلفاظ واملصطلحات إلى أصلها العربي نطقا‬
‫وكتابة"‪ ،‬وذلك بسبب" الصعوبة الشاقة في إعادة كثير من األعالم‪ ،‬والقبائل‪ ،‬واألماكن الواردة في الكتاب‪ ،‬إلى‬
‫أصلها العربي‪ 6".‬وتجدر اإلشارة إلى أن سعد هللا استغل في ترجمته الهوامش والتعاليق‪ ،‬ليشرح فيها‪ ،‬ويضيف‪،‬‬
‫ويفسر ما يراه مناسبا للقارئ العربي‪7 .‬‬

‫‪ -2‬الترجمة الثانية‬
‫ترجمة كتاب‪Voyage au camp d'Abd-el-kader, à Hamzah aux montagnes de Wannourhah( :‬‬
‫‪ Province de Constantine), en décembre 1837 et Janvier 1838 Par A. Berbrugger‬ب " مع األمير عبد‬
‫القادر ‪ :‬رحلة وفد فرنس ي ملقابلة األمير في البويرة ‪ " 1606-1609‬تأليف أدريان بيربروجير ‪.‬‬

‫وهو أول كتاب في أدب الرحلة تناوله سعد هللا بالترجمة‪ ،‬وثاني كتاب يترجمه كامال‪ ،‬ولكنه خالف‬
‫أعماله الترجمية األخرى كان عن اللغة الفرنسية‪ .‬ترجم الكتاب سنة ‪ ،1331‬وجاء في ‪ 109‬صفحة‪ ،‬قدم له سعد‬
‫هللا مقدمة من عشر صفحات ضمنها ذكر السبب الذي دفعه لترجمة الكتاب‪ .‬حيث قال‪ " :‬لقد أقدمنا على‬
‫ترجمة هذه الرحلة ألنها تلقي الضوء على جوانب عديدة من قبل خبير في شؤون االستعمار بالجزائر‪ ،‬فهي‬
‫باإلضافة إلى تعريفنا بنوايا الفرنسيين عندئذ‪ ،‬تلقي الضوء على طبيعة األرض والسكان والطرقات التي مر بها‬
‫الوفد واألماكن ‪...‬كما نعرف منها تفاصيل عن شخصية األمير نفسه‪ ، 8 ".‬ثم يأتي نص الرحلة في مائة وعشر‬

‫املجلد ‪،50‬العدد‪ ،50‬مارس ‪2522‬م (‪)065 -002‬‬ ‫‪554‬‬ ‫مجلة القارئ للدراسات األدبية والنقدية واللغوية‬
‫الترجمة األدبية عند سعد هللا‪ :‬ترجمة أدب الرحلة نموذجا‬ ‫محمد شوشاني عبيدي‬
‫صفحات‪ ،‬والباقي للفهارس‪ .‬وهنا يستثمر سعد هللا الهوامش والتعاليق أيضا مالذا لتوضيح الغامض‪ ،‬وإضافة ما‬
‫يراه مناسبا من أراء وتعليقات‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارةهنا إلى أن هذا الكتاب‪ ،‬كان محل دراسة ترجمية بعنوان‪ ".‬جهود أبو القاسم سعد هللا في‬
‫ترجمة أدب الرحلة من خالل عرض وقراءة كتاب‪ :‬مع األمير عبد القادر‪ "..‬ألحسن تليالني‪ ،‬نشره في مجلة "العاملية‬
‫للترجمة"‪ .‬ولكن بعد مراجعتنا لهذا املقال‪ ،‬تبين لنا أن صاحبه لم يعلق على الترجمة‪ ،‬ومنهج سعد هللا فيها‪ ،‬وإنما‬
‫اكتفى بالتعليق عن الرحلة من الناحية التاريخية فقط‪ ،‬وبذكر أهمية الرحلة‪ ،‬وهدف سعد هللا من ترجمتها‪،‬‬
‫وإبراز شخصية سعد هللا الترجمية‪ ،‬وكونه غيورا على وطنه‪ ،‬أملعي في دراسة التاريخ‪ ،‬واستخالص ما فيه من‬
‫أسرار‪ ،‬وكيف أنه يستثمر في الحواش ي لتقديم أرائه وتعليقاته‪9 .‬‬

‫‪ -3‬الترجمة الثالثة‬
‫ترجمة فصل من كتاب "سيمياليو في أفريقيا‪ :‬مغامرات في الجزائر ومناطق أخرى من‬
‫أفريقيا"‪ "Semilasso in Africa, Adventures in Algiers and Other Parts of Africa‬ملؤلفه األميربوكلر‬
‫موسكاو‪ .PücklerMuskau‬وقد أورد سعد هللا هذه الترجمة في كتابه " تجارب في األدب والرحلة"‪ ،‬بعنوان "رحلة‬
‫األمير األملاني موسكاو إلى عنابة" في ‪ 16‬صفحة‪ 10.‬قدم لها بمقدمة في صفحتين‪ ،‬عرف فيها بالرحلة‪ ،‬وتاريخها‪،‬‬
‫وكيف أنها كتبت في ثالثة أجزاء‪ ،‬وأن طبعتها األولى نفذت خالل مدة قصيرة فأعاد طبعتها سنة ‪ ،1609‬وعرف‬
‫باألمير‪ ،‬وكيف أنه ينتمي إلى الحركة الرومانسية التي كانت تسود الثقافة األوروبية في عصره وخاصة األدب منها‪.‬‬
‫‪ 11‬وهذا ما يبرر وجود تعاليق من صميم هذه الحركة في رحلته‪ ،‬وكيف أنه يصف الطبيعة والثار والجمال واملرأة‬
‫والحيوانات والنباتات‪ ...‬ويكثر منها‪ .‬لقد كان موسكاو مهتما بمغامراته أكثر من اهتمامه بالجزائريين والفرنسيين‪.‬‬
‫‪12‬‬

‫وفي هذه الرحلة بالذات‪ ،‬يبين سعد هللا منهجه في الترجمة‪ ،‬وسبب اعتماده عليه‪ ،‬وهذا ما سنوضحه في‬
‫دراستنا التحليليةبالتفصيل‪.‬لقد أوضح سعد هللا السمة البارزة في هذه الرحلة‪ ،‬وأنها جاءت على شكل رسائل‬
‫خفيفة الروح‪ ،‬وجهها األمير موسكاو إلى أصدقائه بلغة فضفاضة‪ ،‬وأسلوب وصفي بارع‪ ،‬وهي مليئة بالنكت‬
‫والتلميحات السياسية والعاطفية‪ .‬ورغم أن قيمتها الوثائقية تكاد تكون غير موجودة ‪ ،13‬ولكن قارئ الترجمة‬
‫هذه‪ ،‬سيجد فيها متعة أدبية فائقة حينقراءتها‪ ،‬ويثير بذلك شوقه لالطالع عليهاوالتعلم منها‪ ،‬على حد تعبير سعد‬
‫هللا‪ .‬كما أكد في آخر املقدمة أن ترجمته لهذه الرحلة كانت عن اإلنجليزية‪ ،‬وليست عن األملانية‪ ،‬وأنها من الطبعة‬
‫الثانية‪ ،‬وأنه يعتمد التعاليق لشرح أفكاره وآرائه‪14 .‬‬

‫‪ -4‬الترجمة الرابعة‬
‫وهي عبارة عن فصل من كتاب "رسائل من الجنوب‪ Lettersfrom The South :‬للشاعر األسكتلندي‬
‫توماس كامبل ‪ .Thomas Campbell‬كانت "أول ما بدأ به سعد هللا قراءته عن األدب الجزائري باللغة‬
‫اإلنجليزية"‪ .15‬تناول فيها كامبل‪ ،‬في ‪ 12‬صفحة‪ ،‬بعض خصائص املجتمع العربي في الجزائر خالل القرن التاسع‬

‫املجلد ‪،50‬العدد‪ ،50‬مارس ‪2522‬م (‪)065 -002‬‬ ‫‪555‬‬ ‫مجلة القارئ للدراسات األدبية والنقدية واللغوية‬
‫الترجمة األدبية عند سعد هللا‪ :‬ترجمة أدب الرحلة نموذجا‬ ‫محمد شوشاني عبيدي‬
‫عشر‪ 16.‬جاءت هذه الترجمة في كتاب‪ ":‬دراسات في األدب الجزائري الحديث"‪ ،‬بعنوان "رأي أوروبي في األدب‬
‫الجزائري أوائل القرن التاسع عشر" في سبع صفحات‪ ،‬قدم لها سعد هللا بمقدمة كعادته‪ ،‬عرف فيها بالشاعر‬
‫واملؤلف توماس كامبل‪ ،‬وخصائصأسلوبه‪ ،‬وأهمية هذه الترجمة بالنسبة إليه‪.‬‬

‫ورغم أنه قدم لها‪ ،‬ولكنه لم يذكر على االطالق طريقته في الترجمة‪ ،‬وال األسباب التي دفعته إلى بعض‬
‫الحذف والتغيير فيها‪ .‬وعذره في ذلك أنه اختار ما يناسب غايته من ترجمتها‪ ،‬وهو ما تحدث عن األدب والذوق‬
‫والثقافة الجزائرية في مطلع القرن ‪ 17.13‬وأهمية هذه الرحلة في تبيان عالقة الذوق األوروبي بالذوق الجزائري‪،‬‬
‫وكيف أنها‪ ،‬أي هذه الرحلة‪ ،‬تدعو إلى ضرورة القاء الضوء على أدب الجزائر الوطني‪ 18 .‬كما دعا سعد هللا في‬
‫األخير إلى ترجمة هذه الرحلة ملا تحويه من دائرة معارف حقيقية عن الجزائر ووضعها في متناول الباحثين‪19 .‬‬

‫‪ -0‬الترجمة الخامسة‬
‫وهي عبارة عن ترجمة ملقالين كتبهما الناقد األمريكي جورج ج جوايو‪ Georges J Joyaux .‬املقالة األولى‬
‫عن كتاب الجزائر باللغة الفرنسية‪ ،‬بعنوان‪" :‬كتاب الجزائر بالفرنسية (محمد ديب‪ ،‬كاتب ياسين‪ ،‬إدريس‬
‫الشرايبي)"‪ ،‬تناول فيها سعد هللا كاتب ياسين ومحمد ديب‪ ،‬وطابع أدبهما واتجاهاته‪ .‬جاءت الترجمة في ‪16‬‬
‫صفحة‪ 20.‬وكان أصلها ‪"Driss Charaibi, Mohammed Dib Kateb Yacine and Indigenous North African‬‬
‫"‪ ،Literature‬وهو مقال منشور في مجلة يال للدراسات الفرنسية‪،‬وتحديدا عدد رقم ‪ 26‬سنة ‪ 1313‬في عشر‬
‫صفحات‪ .‬وكان الهدف من ترجمة هذا املقال هو اكتمال الصورة بعض الش يء عن أدب الجزائر املعاصر‪ ،‬سواء‬
‫أكان مكتوبا بالفرنسية أو بالعربية‪ 21 .‬واملالحظ أيضا أن سعد هللا لم يتحدث عن ترجمته أو الطريقة التي‬
‫انتهجها فيها ‪ ،‬واكتفى فقط بأهمية ما ترجم‪ .‬كما أنه لم يقدم لها‪ ،‬بل ذكر في الهامش تعريفا بأصل املقال‪ ،‬وكيف‬
‫أن ادريس الشرايبي ليس جزائريا‪ ،‬وإنما مغربي الجنسية‪22.‬‬

‫أما املقالة الثانية‪ ،‬فهي للناقد األمريكي نفسه بعنوان " أدب اللسان الفرنس ي لشمال إفريقية"‪ ،‬أوردها‬
‫في كتاب "هموم حضارية" في ‪ 23‬صفحة‪ ،‬وهي في األصل مقالة منشورة في مجلة الرواية عدد‪ 1‬جانفي ‪.1333‬‬
‫جاءت املقالة األصلية بعنوان‪The French Language North African Literature by Georges J :‬‬
‫‪،Joyaux‬ونشرت في مجلة ‪The Centennial Review of Arts and Science. Vol 3 n1 1959.‬في ‪ 14‬صفحة‪.‬‬
‫وخالف املقالة السابقة‪ ،‬أورد سعد هللا مقدمة لها في ثالث صفحات‪ ،‬قال فيها بأن ترجمته لجوايو ليست‬
‫األولى‪.‬وقد دافع سعد هللا عن أدب بالده‪ ،‬والصفات التي وصفه بها املؤلف‪ .‬وأكد أن اللغة التي كتب بها املقال لغة‬
‫اندثرت منذ ‪ 03‬سنة‪ ،‬بعد استقالل البالد‪ ،‬واندحار املستعمرين الذين ليس لهم وجود الن في بالد الجزائر‪ .‬ثم‬
‫عبر رأيه في هؤالء الكتاب وكيف أنه ممزقون بسبب والئهم املزدوج‪ .‬ليصل إلى الهدف من ترجمة هذا املقال‬
‫بقوله‪ ":‬إن هذه املقالة تطرح عدة قضايا نود من القارئ أن يتلفت إليها‪23".‬ثم يدعوهأن يقرأ املقالة في ظل‬
‫الظروف التي كتبت فيها‪.‬‬

‫املجلد ‪،50‬العدد‪ ،50‬مارس ‪2522‬م (‪)065 -002‬‬ ‫‪556‬‬ ‫مجلة القارئ للدراسات األدبية والنقدية واللغوية‬
‫الترجمة األدبية عند سعد هللا‪ :‬ترجمة أدب الرحلة نموذجا‬ ‫محمد شوشاني عبيدي‬
‫كما عب ر سعد هللا في ترجمته هذه عن نقده ملا ذهب إليه جوايو من تأثير األدب األمريكي في أدباء املغرب‬
‫العربي‪ ،‬وتحديدا األدب الجزائري‪ ،‬وقال بأن "هذا مبالغ فيه‪ 24".‬وعلل رأيه بأسباب تاريخية كعادته‪ ،‬وبين أن تأثير‬
‫أمريكا كان كبيرا على فرنسا أكثر من تأثيرها على الجزائر‪ ،‬وإن كان هناك تأثير‪ ،‬فلم يكن مباشرة منها‪ ،‬وإنما من‬
‫األدب الفرنس ي املتأثر باألدب األمريكي‪25 .‬ولم يذكر سعد هللا في مقدمة ترجمته هذه على طولها بعض الش يء‬
‫منهجه‪ ،‬وال طريقته في الترجمة‪ ،‬وال الصعوبات التي واجهها‪ ،‬واكتفى فقط باألسباب التي دفعته لترجمتها‪ ،‬وبعض‬
‫تعليقاته على محتوى املقال من الناحية التاريخية‪ ،‬كما اعتمد الهوامش في املتن‪ ،‬إلضافة بعض التعليقات‬
‫والشروحات‪26 .‬‬

‫ثالثا‪ -‬ترجمة أدب الرحلة عند سعد هللا‬

‫يعرف أدب الرحالت بأنه " نوع من األدب يصور فيه الكاتب ما جرى له من أحداث‪ ،‬وما صادفه من‬
‫أمور في أثناء رحلة قام بها ألحد البلدان‪ .‬ولذلك تعد كتب الرحالت من أهم املصادر الجغرافية والتاريخية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬ألن الكاتب يستقي املعلومات والحقائق من املشاهدة الحية والتصوير املباشر‪27" .‬ومن املعروف أن‬
‫أدب الرحلة نص أدبي ال يخلو من التخيل‪ ،‬ومن حضور تعبيري يصف فيه صاحبه رحلة واقعية حدثت بالفعل‪،‬‬
‫وذلك بأسلوب سردي ووصفي وببهاء لغوي‪28 .‬وهو ليس بحثا في التاريخ‪ ،‬وال وصفا جغرافيا كما أنه ليس قصة‬
‫قصيرة أو رواية على حد قول عماد خليل‪ ،‬وإنما هو هذا وذاك‪ ،‬ومن ثم اكتسب خصائصه املتميزة‪ ،‬وطعمه‬
‫العذب‪ ،‬وقدرته في الوقت نفسه على تلبية مطالب املؤرخين والجغرافيين واألدباء‪29.‬‬

‫واملالحظ أن سعد هللا قام بدراسة تاريخية لعديد الرحالت املدونة بوصفها مصادر تاريخية يبحث عنها‬
‫في إطار مشروعه الكبير" تاريخ الجزائر الثقافي"‪ ،‬سواء أكانت هذه الدراسة ترجمة‪ ،‬أو تحقيقا‪ ،‬أو تدقيقا‪ .‬إذ أن‬
‫أدب الرحالت يستمد أهميته من الرحلة نفسها‪ ،‬وما تتيحه لصاحبها وقارئها من أشكال املتع والفوائد‪ 30،‬ولذلك‬
‫ترى سعد هللا اشتغل بهذا الفن من األدبرحالة‪ ،‬ومحققا‪ ،‬ومترجما‪ ،‬فكان "يترجم حسب مزاج املرحلة التاريخية‬
‫التي عاشها وحسب ارتباطها بإصدار أو بحث يقوم به‪ ،‬وعليه جاءت ترجماته مقصودة في مجملها وليست‬
‫عبثية‪ 31".‬فالترجمة عنده " اختيار شخص ي يستمتع به من يتخذها صنعة يركن إليها‪ ،‬إنها كاملوسيقى أو الرسم‬
‫تجد استقباال حميميا عند من اختارها‪ ،‬فهو يمارسها بلذة وشغف ويقدمها لآلخرين في اعتزاز وحب‪ ،‬ألنه يريد‬
‫امتاعهم بها كما استمتع بها هو‪32 ".‬‬

‫إن| الترجمة عند سعد هللا "فن وهواية‪ ،‬فن ألهل االختصاص يخضع لقواعد وأساليب يتبعونها‬
‫ويعملون بها ويعلمونها غيرهم‪ ،‬وهواية ألن صاحبها يختارها اختيارا شخصيا‪ ،‬يستمتع به ويتخذها صنعة يركن‬
‫إليها‪ 33" .‬ولهذا نجده يصرح عن منهجه في ترجمة أدب الرحلة في كتاب" تجارب في األدب والرحلة"‪ ،‬بقوله‪ :‬أما‬
‫الترجمة فقد سلكنا فيها طريقين‪ ،‬طريق التلخيص وذلك في األمور التي يستطرد فيها الكاتب كثيرا‪ ،‬ويستغرق‬
‫أثناءها في أمور ال تهم قارئنا في نظرنا‪ ،‬أما الطريق الثاني فهو طريق الترجمة الكاملة املتتابعة‪34 ".‬‬

‫املجلد ‪،50‬العدد‪ ،50‬مارس ‪2522‬م (‪)065 -002‬‬ ‫‪557‬‬ ‫مجلة القارئ للدراسات األدبية والنقدية واللغوية‬
‫الترجمة األدبية عند سعد هللا‪ :‬ترجمة أدب الرحلة نموذجا‬ ‫محمد شوشاني عبيدي‬
‫يعرف صفاء خلوص ي الترجمة التلخيصية‪،Précis/AbstractTranslation‬بأنها " إعطاء زبدة املوضوع‬
‫بتثبيت العبارات والجمل الجوهرية‪ ،‬وحذف كل ما كان حشوا أو من قبيل اإلطناب‪35 ".‬وذلك باستبقاء العبارات‬
‫الجوهرية وتقديم ما قل ودل من األلفاظ‪ .‬وهي إحدى االستراتيجيات السبع التي اقترحها‬
‫جوداك‪ ،1333Gouadec‬حيث يتم القيام بترجمة مكثفة لكل املعلومات املوجودة في النص‪ .‬وذلك إما بترجمة‬
‫املوضوعات النوعية في النص أو تقديم وصف للمضمون النوعي للنص بوحداته الفرعية وأهدافه‪ ،‬أو بتقديم‬
‫ترجمة مختصرة لكل املضمون املفيد في النص‪36 .‬والترجمة التلخيصية باختصار‪ ،‬هي "أن يقرأ املترجم فقرة من‬
‫فقرات النص الذي يريد ترجمته فال ينظر إلى كلماته بل إلى املعنى املراد منه‪ ،‬ثم يذكر هذا املعنى بكلمة وجيزة‬
‫بحيث يمكنه أن يعمل كتابا ملخصا من الكتاب األصلي‪37".‬‬

‫واملالحظ أن سعد هللا في التزامه بطريق الترجمة التلخيصية‪ ،‬اعتمد أيضا في بعض املواضعمن‬
‫النصوص أسلوب الترجمة التفسيرية أو التوضيحية‪ ،‬والتي يعرفها خلوص ي أيضا بأنها " ترجمة النص األصلي‬
‫بش يء من التوسع إليضاح غوامضه‪ 38 " .‬حيث يقوم املترجم في هذا النوع من الترجمة "بفهم معنى األصل ثم‬
‫يترجمه إلى اللغة األخرى بألفاظ وجمل من تلك اللغة‪ ،‬تكون شرحا لغامض األصل‪ ،‬وتوضيحا ملا فيه من املعاني‪،‬‬
‫وتفصيال ملا أجمل‪ 39".‬ويسميها الديداوي أيضا بالترجمة االستهدافية التي تخدم الغرض وتكيف حسب‬
‫مقتضاه‪40.‬وهذا ما يتضح من خالل تحليل الترجمة فيما يأتي‪.‬‬

‫وعند مزجه بين التلخيص والترجمة الشارحة أو التفسيرية‪ ،‬يظهر للقارئ بأن استغالل سعد هللا‬
‫للتلخيص في ترجماته ليس لعجزه اللغوي‪ ،‬أو لصعوبة ما يترجمه‪ ،‬وإنما ليفتح لنفسه مجاال بشرح الغامض‬
‫وتفسير املبهم‪ ،‬ورد تهم‪ ،‬وبهتان أصحاب النصوص األصلية‪ ،‬أو التعريف بهم وبمساهماتهم‪ .‬كما كان يعتمد‬
‫العتبات الترجمية املتمثلة في مقدمة املترجم والهوامش والتعليقات‪ ...‬بما يمكنه أيضا من دحض األفكار التي رآها‬
‫مضرة بترجمته‪ ،‬وملساعدة القارئ على فهم املادة املترجمة‪ ،‬وتركيز اهتمامه عليها‪ ،‬دون التخبط في مفاهيم‬
‫جديدة‪ ،‬وأفكار قد تكون سلبية وتؤثر عليه في األخير‪ 41" .‬وهنا يؤكد على أن لجوءه ملثل هذه العتبات "ليس لشرح‬
‫العمل املترجم ووضع حواش ال قيمة لها‪ ،‬ولو فعل ذلك لكان األفضل أن يؤلف كتابا من عنده‪ ،‬ويريح املؤلف‬
‫األصلي‪ ،‬والقراء معا‪ ،‬ولكن مهمته تقتصر على نقل النص بأمانة‪ ،‬ثم التنبيه على ما يجب التنبيه عليه‪ ،‬والحفاظ‬
‫على روح املؤلف األصلي‪،‬وأسلوبه‪ ،‬وتقديم املؤلف للقارئ دون أن يترك تعبيرا خاصا‪ ،‬وال عالمات تعجب في‬
‫املتن‪42".‬‬

‫ورغم أن حسين خمري أورد قواللدومينيك أوري بأن "الهامش هو عيب املترجم"‪ ،‬ولكنه أكد بأنه في‬
‫سياق ترجمات مثل هذه النصوص‪ ،‬تبدو الهوامش أكثر من ضرورية‪ .‬فهي الترجمة وظلها‪ .‬ويلجأ لها املترجم‬
‫لتوضيح بعض الرموز والتلميحات واملعلومات‪ ،‬وذلك إما بتفسير كلمة أو ترجمة عبارة أو توضيح قضية لم‬
‫توضح بالنص‪ ،‬أو اإلشارة إلى نزوع الكاتب‪ ،‬أو نقل معلومات بيبليوغرافية‪ ،‬أو غير ذلك‪ 43.‬وهذا ما أكده يوجين‬
‫نيدا أيضا في كتابه "نحو علم الترجمة"‪ ،‬حيث بين أن للهوامش عدة وظائف منها‪ :‬تفسير العادات املتناقضة‪،‬‬
‫املجلد ‪،50‬العدد‪ ،50‬مارس ‪2522‬م (‪)065 -002‬‬ ‫‪558‬‬ ‫مجلة القارئ للدراسات األدبية والنقدية واللغوية‬
‫الترجمة األدبية عند سعد هللا‪ :‬ترجمة أدب الرحلة نموذجا‬ ‫محمد شوشاني عبيدي‬
‫وتعيين هوية األشياء الجغرافية أو الطبيعية‪ ،‬وتقديم معلومات عن أسماء العلم‪ ،‬وغير ذلك‪ 44.‬وهذا مما يبرهن‬
‫أن سعد هللا لجأ لهذه الهوامش والتعليقات عن علم ودراية‪ ،‬ولم يكن مدفوعا لها دفعا فقط‪.‬‬

‫أما الطريق الثاني التي اعتمدها سعد هللا فهيالترجمة الكاملة‪ Full Translation‬حسب‬
‫قوله‪،‬واملقصود بها"ترجمة النص املصدر كامال إلى اللغة الهدف‪ 45".‬والكمال هنا بمعنى دون نقصان بحذف أو‬
‫زيادة أو تلخيص أو غير ذلك‪ .‬وهي بذلك" الترجمة الحرفية" كما يظهر من ترجمته‪ ،‬ومن قوله أيضا بعدما ذكر‬
‫الترجمة التلخيصية‪ " :‬وفي هذه الحال‪ ،‬وضعنا عالمات التنصيص‪ ،‬والهدف من ذلك هو أن يميز القارئ بين‬
‫الكالم امللخص والنص الحرفي‪ 46".‬فسمى الترجمة الكاملة بالنص الحرفي‪ .‬ثم إن سعد هللا يترجم بهذه الطريقة‬
‫كل ما جاء في األصل‪ ،‬فال يكاد يحيد عنه‪ ،‬حتى إنه في بعض املواضع جاءت ترجمته ثقيلة بعض الش يء‪ ،‬وكان‬
‫يكفيه أن يترجمها بطرق أخرى‪.‬‬

‫رابعا‪ -‬خصائص ترجمة أدب الرحلة عند سعد هللا‬

‫تشغل الرحالت حيزا معتبرا في الدراسات التاريخية لدى أبي القاسم سعد هللا؛ فهو يعدها من املصادر‬
‫والوثائق التاريخية التي يعتمد عليها املؤرخ في أعماله‪47.‬ولذلك جاءت ترجماته هادفة وليست عبثا‪ ،‬يترجم فقط‬
‫الرحالت التي اهتمت بتاريخ بالده‪ ،‬والتي دون فيها أصحابها زياراتهم للجزائر‪ .‬يمكن القول بأن سعد هللا في ترجمته‬
‫للنصوص األدبية ونقلها إلى العربية عموما كان مترجما ابداعيا‪ ،‬ذلك أن املترجم اإلبداعي هو الذي" ينقل عمال‬
‫من لغة الخر إلى لغته فتكون نتيجة ذلك النقل عمال ابداعيا في اللغة املنقول إليها‪48 " .‬ثم إن القارئ لترجمات‬
‫سعد هللا سواء التاريخية أو األدبية‪ ،‬يالحظ تغلب الواحدة على األخرى‪ ،‬ولكنها عموما تأريخ لإلنتاج األدبي‬
‫والتاريخي في الجزائر‪.‬‬

‫يظهر من ترجمات سعد هللا ألدب الرحلة‪ ،‬سواء الكتب أو املقاالت‪ ،‬أنه اعتمد املنهجية العلمية‪ ،‬فهو‬
‫لم يترجم لكسب الشهرة‪ ،‬وإنما ترجم ليقرأه قارئ متخصص‪ ،‬فكانت ترجمة ملتزمة بمنهج علمي تحرى فيه املنهج‬
‫التاريخي بحرصه على التواريخ وأسماء املناطق وأسماء العلم‪ ،‬فكان يترجمها وفق ما هو معروف عند أهلها‪،‬‬
‫وإذااستغرب منها شيئا‪ ،‬أشار إليه في التعليق‪ .‬كما أن لغته عربية فصيحة اكتسبها من ثقافته الشرقية‪،‬‬
‫وتشبعهبالقرآن الكريم‪ .‬لم يتعامل سعد هللا مع أدب الرحلة فقط مترجما‪ ،‬وإنما ألف فيه‪ ،‬وبرع بين أقرانه‪ ،‬وله‬
‫من الرحالت الكثير‪49.‬‬

‫خامسا‪ -‬الدراسة التحليلية لترجمة "رحلة األميراألملاني موسكاو إلى عنابة"‬

‫‪ 0-0‬أسباب اختيارعينة الدراسة‬

‫املجلد ‪،50‬العدد‪ ،50‬مارس ‪2522‬م (‪)065 -002‬‬ ‫‪559‬‬ ‫مجلة القارئ للدراسات األدبية والنقدية واللغوية‬
‫الترجمة األدبية عند سعد هللا‪ :‬ترجمة أدب الرحلة نموذجا‬ ‫محمد شوشاني عبيدي‬
‫اختار الباحث "رحلة األمير األملاني موسكاو إلى عنابة" تحديدا‪ ،‬ألن هذه الترجمة دون غيرها من‬
‫الترجمات‪ ،‬تضمنت مجموعة من املعطيات ساهمت في تمكين الباحث من دراسة تجربة سعد هللا في ترجمة أدب‬
‫الرحلة‪ ،‬وذلك رغم قصرها مقارنة بالترجمات األدبية األخرى‪ .‬كما أن سعد هللا ضمنها في كتابه "تجارب في أدب‬
‫الرحلة"‪ ،‬وسماها تصريحا بأدب الرحلة‪ ،‬ولم يسم غيرها بذلك في ترجماته األخرى‪ .‬وكذلك ألن سعد هللا فضل في‬
‫هذه الترجمة أن يقدم للمنهج الذي اعتمده‪ ،‬والطريقة التي تبناها‪ ،‬مبينا األسباب التي دفعته لذلك‪ .‬عالوة على‬
‫أن الباحث اختار هذا النص لكونه ترجمة من اللغة اإلنجليزية مباشرة‪ ،‬وألن الصبغة األدبية غلبت عليه أكثر من‬
‫التاريخية‪.‬وألنه ترجمة مختصرة‪ ،‬وبها من املميزات الترجمية ما يدفع الباحث في مجال دراسات الترجمة لدراستها‬
‫وتحليلها‪ ،‬خاصة وأن مترجمها ال يترجم األدب وإنما التاريخ‪.‬‬
‫‪ 2-0‬التحليل‪:‬‬
‫نحاول في هذه الدراسة التحليلية لترجمة سعد هللا لرحلة األمير موسكاو‪ ،‬تناول مجموعة من املواضيع‬
‫التي نسعى من خاللها إلى معرفة منهج سعد هللا في ترجمة أدب الرحلة‪ ،‬نكتفي بدراسة ترجمة الرحلة بشكل عام‪،‬‬
‫وترجمة العنوان‪ ،‬وترجمة أسماء العلم‪ ،‬وترجمة الخصائص الثقافية‪:‬‬

‫‪ 0-2-0‬ترجمة الرحلة‬
‫كانت الرحلة األصلية على لسان كاتبها األمير موسكاو‪،‬فهو الشخصية املصاحبة في عملية السرد هنا‪،‬‬
‫يصف األحداث واألشخاص واألماكن‪ ،‬ويخاطب فيها صديقه املرسل إليه مفصال له مسار رحلته‪ ،‬وما صادفه‬
‫خاللها‪ ،‬دون أن يكون على علم كبير بمختلف الشخصيات‪ ،‬واألماكن الجزائرية التي قابلها‪ ،‬أو التي مر بها‪ ،‬حيث‬
‫نجده أحيانا يعرف بعضها في الهوامش‪ ،‬أو يكتبها كتابة كما سمعها‪ ،‬وهذا ما يظهر فيما يلي‪:‬‬

‫…‪ "You have not heardfrom me mydear"," I must begin","I assure you know", "Heinvitedme‬‬
‫أنت لم تسمع مني عزيزي‪ -‬يجب أن أبدأ‪ ،‬أن أن أضمن لك‪ ،‬دعاني ‪...‬‬
‫‪ Elfzara, Bujgima, Seybuse, Bu Hamrhah, Casbah, Ben Jacub, Arab Duar‬‬
‫ولكن سعد هللا مزج بين ضمير املتكلم في ترجمته الحرفية‪ ،‬وبين ضمير الغائب في ترجمته التلخيصية‪.‬‬
‫حيث أبقى على األمير موسكاو بصفته الشخصية الراوية‪ ،‬وبالضبط في املقاطع الثمانية عشر (‪ )16‬التي‬
‫ترجمهاعن النسخة األصلية ترجمة كاملة على حد تعبيره‪ ،‬والتي تتراوح في مجموعها على النص من النسخة‬
‫األصلية التي جاءت في ‪ 01‬صفحة‪ .‬أما العدد الباقي من الصفحات فهو بين الحذف والتلخيص؛ نجد عشر (‪)13‬‬
‫صفحات كاملة محذوفة من أمكان متفرقة من الرحلة‪ ،‬حيث حذف من (ص ‪ 1‬إلى ص ‪ ،)4‬ومن(ص‪ 11‬إلى‬
‫ص‪ ،)16‬ثم من(ص‪ 23‬إلى ‪ .)29‬وقد كان يلخص بعضها ويهمل البعض الخر‪ ،‬ولذلك جاءت ترجمته في بعض‬
‫سردها لألحدا ث مبتورة‪ ،‬ولوال أنه لم يقم باختصار الكثير منها لكانت الرحلة بال معنى‪ .‬كما حذف سعد هللا ست‬
‫‪ 4‬تهميشاتجاءت في النسخة األصلية‪ ،‬استخدمها الكاتب لشرح بعض املصطلحات واملفاهيم‪ .‬ولكن سعد هللا‬
‫لعلمه بمحتواها‪ ،‬وألنه يوجه ترجمته لقارئ عربي جزائري يعرف عنابة‪ ،‬وأهلها‪ ،‬رأى بعدم ضروريتها‪ .‬بالرغم من‬

‫املجلد ‪،50‬العدد‪ ،50‬مارس ‪2522‬م (‪)065 -002‬‬ ‫‪560‬‬ ‫مجلة القارئ للدراسات األدبية والنقدية واللغوية‬
‫الترجمة األدبية عند سعد هللا‪ :‬ترجمة أدب الرحلة نموذجا‬ ‫محمد شوشاني عبيدي‬
‫ذلك مزج جزءا من واحدة منها فقط في متن الرحلة‪ ،‬وذلك عندما تحدث عن تحريم دين املسلمين ألكل لحم‬
‫الخنزير‪.‬‬

‫كما حذف سعد هللا الكثير من الحوارات التي أوردها موسكاو‪ ،‬وهو يخاطب من أرسل إليهم‪ ،‬دون أن‬
‫يلخص ذلك في ترجمته‪ ،‬وال ندري السبب؛ ربما ألنه اكتفى بكلمة رسالة في العنوان‪ ،‬أوربما لتصريحه في املقدمة‬
‫بأنه يترجم ما يفيد القارئ من هذه الرحلة‪ ،‬وال قيمة عنده لكثرة الحوارات والسرد والوصف الذي جاء فيها‪ .‬وهذا‬
‫تصرف مقصود من املترجم وترجمة موجهة‪ ،‬تحكم من خاللها في املادة املترجمة‪ ،‬وطوعها ملا يخدم الغاية من‬
‫ترجمته لها‪ ،‬تارة بالحذف‪ ،‬وتارة أخرى باإلضافة والشرح‪ ،‬والتعليق والتعقيب‪ .‬وقد تكرر ذلك في العديد من‬
‫املقاطع في هذه الرحلة‪ ،‬بحيث إن القارئ لترجمة سعد هللا يجد من الصعوبة بمكان قراءة ترجمته الحرفية‪ ،‬لو‬
‫لم يلخص الكثير مما جاء في الرحلة‪ ،‬ويحافظ به على تسلسل مسار الرحلة وترتيب أحداثها‪.‬‬

‫‪ 2-2-0‬ترجمة العنوان‬
‫تضمنت القطعة املترجمة من كتاب موسكاو أربعة عناوين‪ ،‬عنوان الكتاب‪ ،‬وعنوان الرحلة‪ ،‬والرقم‬
‫الترتيبي للرسالة األولى املترجمة‪ ،‬والرقم الترتيبي للرسالة الثانية املترجمة‪ .‬مع بعض املعلومات التي تخص كل‬
‫رسالة‪ ،‬وقد جاءت كالتالي‪:‬‬

‫‪ ‬عنوان الكتاب‪Adventures in Algiers and other Parts of Africa by Prince PucklerMuskau :‬‬
‫‪ ‬عنوان الرحلة‪Adventures in Africa :‬‬
‫‪ ‬عنوان الرسالة األولى‪،LetterXXII :‬مع إضافة بعض املعلومات التي تشير إلى املرسل إليه ومكان وتاريخ‬
‫االرسال‪:‬‬
‫‪ To the Baron Vogt, In Hamburg‬‬
‫‪ Bona, April 4 1835‬‬
‫‪ ‬عنوان الرسالة الثانية‪،LetterXXIII :‬مع إضافة بعض املعلومات التي تشيرإلى املرسل إليه ومكان وتاريخ‬
‫االرسال‪:‬‬
‫‪ To The Count Louis Von, Berlin‬‬
‫‪ Bona, April 10 th 1835.‬‬

‫إال أن سعد هللا وبهدف تبسيط الرحلة‪ ،‬وتوضيحها للقارئ الذي دافع عنه سعد هللا في مقدمة ترجمته‬
‫ووضح سبب ترجمتهلهذه الرحلة‪ ،‬اختصر كل العناوين السابقة في ثالث عناوين أورد عنوانا رئيسيا وعنوانين‬
‫فرعيين مغايرين تماما ملا جاء في العناوين األصلية‪ .‬بحيث سمى الرحلة في العنوان الرئيس ي ب "رحلة األمير‬
‫موسكاو في عنابة"‪ ،‬ثم العنوان الفرعي ب "رسالة إلى صديقي البارون عنابة في ‪ 6‬أبريل ‪ "1601‬وعنوان فرعي ثاني‪:‬‬
‫"رسالة إلى الكونت لويس فان ببرلين عنابة في ‪ 11‬أبريل "‪ .1601‬واملالحظ لهذه الترجمة هو أن سعد هللا لم يلتزم‬
‫على اإلطالق بالعناوين األصلية‪ ،‬ولكنه فضل إبدالها بعناوين أخرى تناسب مضمون املادة املترجمة‪ ،‬حيث مزج‬
‫املجلد ‪،50‬العدد‪ ،50‬مارس ‪2522‬م (‪)065 -002‬‬ ‫‪561‬‬ ‫مجلة القارئ للدراسات األدبية والنقدية واللغوية‬
‫الترجمة األدبية عند سعد هللا‪ :‬ترجمة أدب الرحلة نموذجا‬ ‫محمد شوشاني عبيدي‬
‫بين العنوان األصلي للكتاب‪ ،‬وعنوان الرسالة األولى‪،‬ومضمونها‪ ،‬وقال بأن الرحلة هي رحلة األمير األملاني موسكاو‬
‫إلى عنابة‪ .‬وحذف ترقيم الرسائل‪ ،‬واكتفى فقط بمن هي موجهة إليهم‪ .‬ثم إن العنوان األصلي للكتاب أبقاه على‬
‫حاله في هامش الترجمة األولى دون ترجمته أو شرحه‪ ،‬واكتفى بما قاله عن الرحلة‪ ،‬وكاتبها في مقدمة الترجمة‪.‬‬
‫وهذا األمر يتكرر في أغلب ترجمات سعد هللا سواء األدبية أو التاريخية‪ ،‬كما ذكرنا آنفا‪ ،‬وكما تحدثنا بالتفصيل‬
‫عن ترجمة العنوان في دراسة منفصلة‪50 .‬‬

‫‪ 3-2-0‬ترجمة أسماء العلم‬


‫يبدو أن الكاتب اختار أسماء رحلته بعناية‪ ،‬فكل اسم له دور في مسار الرحلة‪ .‬حيث نجد الرحلة مليئة‬
‫بأسماء األشخاص من أول صفحة لخرها‪ .‬ومن ثم لم يختر أسماء خيالية وإنما حقيقية‪ .‬وهنا يالحظ بأن سعد‬
‫هللا اهتم اهتماما بليغا أيضا باألسماء‪ ،‬ولم يهملها حتى في ترجمته بطريقة التلخيص‪،‬فأغلب األسماءالتي وردت في‬
‫النص نقلها إلى العربية بإحدى الطريقتين‪ .‬إما بالتهجي (النقالللفظي)‪Transliteration‬وذلك في أسماء العلم غير‬
‫العربية سواء الفرنسية أو الفارسية‪،‬مع إضافة األصل باللغة األجنبية لالسم عند ذكره أول مرة‪،‬مثل‪:‬‬

‫‪ ‬دوزير‪ ،D'uzer‬هنا أبقى على اللقب وحذف االسم‪ ، MunkViscount‬مع إضافة بعض املعلومات في‬
‫الهامش عن هذا الجنرال ‪.‬‬
‫‪ ‬دار ماندي ‪،D'Armandy‬مع إضافة بعض املعلومات في الهامش عن هذا الضابط‪.‬‬
‫‪ ‬األمير محمد علي ميرزا ‪،Prince Mehemed Ali Mirza‬وهنا أبقى سعد هللا االسم كامال ‪ ،‬وأضاف في‬
‫الهامش معلومة عن فترة تولي هذا األمير الحكم عن بالد فارس‪.‬‬

‫وأما إن كان االسم عربيا‪ ،‬نجد سعد هللا عليه يبحث عنه ويقدمه للقارئ‪،‬وإن لم يجده أو التبس عليه‪،‬‬
‫يعلق على ذلك في الهامش أو التعليقات‪ ،‬بإضافة بعض الشروحات‪ ،‬واملعلومات الخاصة باالسم‪ .‬وذلك بهدف‬
‫تعريف القارئ بتلك الشخصية‪ ،‬وسبب وجودها في هذه الرحلة‪ .‬وما يالحظ أيضا أن سعد هللا عند قيامه‬
‫بإضافة الشروحات واملعلومات عن بعض األسماء‪ ،‬غلب عليه التاريخ‪ ،‬وذلك كونه نقب وبحث ليقدم للقارئ‬
‫مادة تغنيه عن بحث آخر عن هذا االسم أو ذاك‪،‬مثال‪:‬‬

‫‪ ‬ابن عيس ى‪ ،‬ل‪ ،Benatissa‬حيث قام بتصحيح االسم‪ ،‬و عرفه بإضافة معلومات عنه في الهامش‪ ،‬وعن‬
‫تاريخه في مدينه قسنطينة‪.‬‬
‫‪ ‬يوسف ‪ ،Jussuf‬وهو كذلك قام بتصحيح االسم كما ينطق في العربية‪ ،‬واضافة معلومات عنه‪ ،‬وكيف أنه‬
‫مجهول األصل‪ ،‬وأضاف بعض املعلومات األخرى عن تاريخه وما قام به‪.‬‬
‫‪ ‬الصبايحية‪ Spahis‬ترجمها سعد هللا كما هو معروف لدى الجزائريين‪ ،‬وليس كما كتبها موسكاو‪ .‬دون أن‬
‫يضيف معلومات عنها سواء في الهامش أو التعليقات‪.‬‬

‫املجلد ‪،50‬العدد‪ ،50‬مارس ‪2522‬م (‪)065 -002‬‬ ‫‪562‬‬ ‫مجلة القارئ للدراسات األدبية والنقدية واللغوية‬
‫الترجمة األدبية عند سعد هللا‪ :‬ترجمة أدب الرحلة نموذجا‬ ‫محمد شوشاني عبيدي‬
‫أما أسماء األماكن واملظاهر الجغرافية فال تختلف كثيرا عن ترجمة األسماء‪ ،‬فاملعروف هو نقلها نقال‬
‫لفظيا‪ ،‬كما هو متواضع عليها في اللغة املستهدفة‪ ،‬وهنا هي العربية‪ .‬وقد اجتهد سعد هللا أال يأتي بلفظة جديدة‬
‫حتى ال ترفض ترجمته‪ ،‬ويخسر جهده ومكانته‪ .‬على نحو‪:‬هيبون ‪ ،Hippone‬سيبوس ‪ ،Seybuse‬بونة ‪،Bona‬‬
‫قلعة جنوة‪ ،Fort Génois‬رأس الحمراء ‪ ،RazalHamrah‬بحيرة الفزارة‪ ،The lakeElfzara‬هامل ‪ ،Hammal‬قمة‬
‫مجردة ‪ Mertschia‬وغير ذلك من األسماء‪ ،‬بحيث نجد سعد هللا يبقي االسم األجنبي في حال لم يجد له مقابال في‬
‫األصل‪ .‬وهذا ما أكد عليه نيومارك بأنه " يتعين على املترجم ضرورة احترام رغبة الدول في أسماء معاملها‬
‫الجغرافية وعدم اختراع مصطلحات جغرافية جديدة دون مراجعة أهل تلك املناطق‪ 51".‬وفي االسمين األخيرين‬
‫قام سعد هللا بإضافة تعليق بين فيه أصل االسم وكيف أنه حرف‪.‬‬

‫وفي مواضع أخرى من الرحلة‪ ،‬لجأ سعد هللا إلى حذف العديد من األسماء‪ ،‬وال ندري األسباب التي‬
‫دفعته لذلك‪ .‬غير أن الحذف مس املقاطع التي ترجمها بالتلخيص‪ .‬على نحو ‪،The Graces ،Madame Recamier‬‬
‫‪ ،.General Bro ،Aruma ،Mocha ،Champagne،The Nestor‬وغير ذلك‪.‬فالعديد من الشخصيات وأسماء‬
‫األماكن واملناطق ضاعت مع التلخيص‪ .‬ربما عذر سعد هللا أنه كان يختصر على القارئ الجزائري الكثير من‬
‫السرد الذي يمكن أن يدركه من خالل تسلسل األحداث‪ ،‬والوصف الذي ميز به موسكاو رحلته‪.‬‬

‫ورغم أن محمد جابر يرى بأنه ال ينبغي أن يحدث املترجم أي نوع من الحذف‪ ،‬أو التعديل‪ ،‬أو اإلضافة‬
‫مهما كان قدرها‪ ،‬مما من شأنه أن يمس وحدة النص‪ ،‬أو يغير في بنيته كالتصرف في التقسيم األصلي للنص‪.‬‬
‫‪.52‬ولكننا وبعد مراجعة ما قام به سعد هللا‪ ،‬تبين لنا بأن هذا هو منهجه الذي اعتمده في مختلف الترجمات‪،‬‬
‫وليست هذه الترجمة فقط‪ .‬ورؤيته في ذلك ما ذهب إليه بيتر نيومارك بقوله‪" :‬فإذا استهدف املترجم اللغة املنقول‬
‫اليها ليخرج ترجمة تنال رضا القارئ‪ ،‬فقد تحرر من القيود‪ ،‬وانطلق إلى رحابة االبداع‪53".‬وسعد هللا كما سبق‬
‫وأشرنا يمارس وصايته على قارئه وهو الجزائري هنا‪ ،‬ويتخير له وفق اعتباراته الشخصية والثقافية والتاريخية ما‬
‫يراه مناسبا له‪.‬‬

‫‪ 4-2-0‬ترجمة الخصائص الثقافية‬


‫ونقصد بها كل املصطلحات واملفاهيم التي تشير إلى ثقافة النص املصدر‪ ،‬والتي تختلف عن ثقافة‬
‫النص الهدف‪ .‬حيث يقوم املترجم بدور الوسيط بين الثقافتين‪ ،‬بهدف إزالة اللبس أو إبعاد سوء الفهم الحاصل‬
‫بينهما‪ ،‬أو الذي يمكن أن يحصل بسبب الترجمة‪ .‬ولذلك يقترح نيومارك مجموعة من التقنيات واإلجراءات في‬
‫التعامل مع املفاهيم الثقافية‪ ،‬نجد منها املكافئ الثقافي‪ ،‬وهو استبدال كلمة ثقافية في اللغة املصدر بأخرى‬
‫تعادلها في اللغة الهدف‪ .‬وفي حال لم يتمكن املترجم من املكافئ‪ ،‬يقترح نيومارك أن تتم الترجمة إما بالتعويض؛‬
‫بتعويض فقدان املعنى في أحد أجزاء الجملة في جزء آخر‪ ،‬أو بإعادة الصياغة‪ ،‬وذلك بشرح املفاهيم املرتبطة‬
‫بالثقافة شرحا أكثر تفصيال‪ .‬وهنا يمكن للمترجم أن يعتمد املالحظات والحواش ي لتقديم معلومات إضافية‬
‫وتوضيح ما يجب توضيحه‪54.‬ألن االكتفاء بشرح املعنى وإسقاط اللفظ يفقد النص سمته املحلية التي تحدثها‬
‫تلك األلفاظ‪ ،‬ودعم الترجمة بشرح املعاني في الهامش يساعد القارئ على إزالة الغموض‪55 .‬‬

‫املجلد ‪،50‬العدد‪ ،50‬مارس ‪2522‬م (‪)065 -002‬‬ ‫‪563‬‬ ‫مجلة القارئ للدراسات األدبية والنقدية واللغوية‬
‫الترجمة األدبية عند سعد هللا‪ :‬ترجمة أدب الرحلة نموذجا‬ ‫محمد شوشاني عبيدي‬
‫إن النص الذي بين أيدينا يتسم ببعض الخصوصيات الثقافية‪ ،‬التي تعكس صورة املجتمع الجزائري‬
‫عموما‪ ،‬والعنابي على وجه الخصوص خالل الفترة االستعمارية‪ ،‬وذلك من وجهة نظر الرحالة األملاني‪ .‬وهنا كان‬
‫املترجم سعد هللا ملزما بأن يتعرف على النص وكاتبه قبل مباشرة الترجمة‪ ،‬وأن يعرفه للقراء أيضا‪ .‬يالحظ أن‬
‫سعد هللا في ترجمته هذه اعتمد أيضا التعاليق عالوة على الحواش ي ليفتح لنفسه مجاال لتوضيح بعض‬
‫املصطلحات‪ ،‬والرد على كثير من مزاعم الكاتب ومعارضته في بعض الراء‪ ،‬خاصة تلك التي رأى بأنه جانب‬
‫الصواب فيها‪ .‬كما نجده أضاف بعض الشروحات‪ ،‬والتي بين سببها‪ ،‬كونه يعتقد بأهميتها للقارئ‪.‬‬

‫يسمي موسكاو غنائم الحرب التي يتحصل عليها الجزائريون من مقاومتهم لالستعمار الفرنس ي‬
‫باملسروقات ( ‪ ،) Stolentreasures‬في حين أنه يسميها غنائم إذا ما تعلقت بالفرنسيين ( ‪ ) booty‬ممن لقبهم ب‬
‫‪ Our people‬أي شعبنا‪ .‬ويالحظ أن سعد هللا في ترجمتها التزم الحرفية تماما‪ ،‬مع التعليق عما قاله األمير في‬
‫الهامش بأنها "محاباة في تعبيراته املختلفة للفرنسيين"‪ ،‬كما أوضح الفرق بين الغنائم واملسروقات‪.‬‬

‫جاء في نص موسكاو حديثا عن عالقة حميمية ( ‪ )Intimacy‬بين شاه ايران األمير محمد علي ميرزا‬
‫وضابط روس ي‪ ،‬خص ي بعد محاولته الفرار‪ ،‬ولكنه أصبح فيما بعد يشتغل منصبا في القصر ألداء أدوار غير‬
‫أخالقية‪ .‬ارتأى سعد هللا حذفها بالكلية‪ ،‬واالكتفاء بالقول بأنه "كان يشغل مركزا غير عادي‪ ".‬وهنا تصرف في‬
‫ترجمته بالتكييف‪ ،‬ألنه يخاطب قارئا جزائريا مسلما يحرم هذه التصرفات‪.‬‬

‫وفي حديث موسكاو عن أكل لحم الخنزير‪ ،‬وكيف أن األوربيون يأكلون منه‪ ،‬أشار في بأن العرب ال‬
‫يأكلونه ألن دينهم يمنعهم من ذلك‪ .‬وهنا أبقى سعد هللا على النص كما هو دون تغيير رغم أنه ورد في الترجمة‬
‫التلخيصية‪ ،‬وكأنه يؤكد على كالم األمير‪ .‬ولكنه في موقع آخر من الرحلة‪ ،‬حينما أشار موسكاو إلى لقائه فتاة‬
‫جميلة ونظيفة من الريف‪ ،‬تقف أمام بيتها غير محتشمة‪ ،‬أورد األمير لكالمه تهميشا قال فيه بأن قانون محمد‬
‫‪ The Mahommedan Law‬ويقصد به الشريعة اإلسالمية (ترجمة سعد هللا) التي تمنع النساء من الظهور بدون‬
‫خمار‪ ،‬والذي يظهر جليا في األرياف‪ ،‬عكس املدن أين تظهر النساء كاشفات عن زينتن‪.‬‬

‫إال أن سعد هللا حينما ترجم ما قاله األمير‪ ،‬جمع بين متن الرحلة وتهميشها‪ ،‬وحاول أن يلخص الفكرة‬
‫بما يكشف إعجاب األمير لحياء املرأة الريفية وجمالها من جهة‪ ،‬واستغرابه ملا رآه من تلك الفتاة‪ .‬وهنا يذكر سعد‬
‫هللا بأن األمير تساءل عن ذلك مستفهما حتى علم بأن الفتاة خليلة ضابط فرنس ي كان يقض ي الليالي املظلمة معها‬
‫في خيمتها السوداء‪ .‬وهنا لم يجد سعد هللا بدا من ترجمة ما قاله األمير‪ ،‬ولم يحذفه أو يغيره بتاتا‪ ،‬رغم أنه كان‬
‫ضمن الترجمة التلخيصية أيضا‪ ،‬ثم إن هذه العالقة ا نتهت في األخير بمأساة قتل الفتاة بالسم‪ ،‬ومعاقبة أبيها‪.‬‬
‫غير أن سعد هللا أضاف في الهامش ب أن هذا األمر ليس غريبا حدوثه في مجتمعنا القديم‪ ،‬وكأنه يبرر سبب عدم‬
‫حذفه أو تغييره لهذا الكالم‪.‬‬

‫خاتمة‬

‫املجلد ‪،50‬العدد‪ ،50‬مارس ‪2522‬م (‪)065 -002‬‬ ‫‪564‬‬ ‫مجلة القارئ للدراسات األدبية والنقدية واللغوية‬
‫الترجمة األدبية عند سعد هللا‪ :‬ترجمة أدب الرحلة نموذجا‬ ‫محمد شوشاني عبيدي‬
‫تبين لنا من خالل هذه الدراسة أن أبا القاسم سعد هللا لم يكتف بالتاريخ والكتابة األدبية فقط‪ ،‬وإنما‬
‫ترجم أيضا عددا من األعمال األدبية‪،‬تراوحت بين أدب الرحلة واملقاالت والسير‪ .‬حيث تمكنا من تحديد كتابفي‬
‫السير عن اإلنجليزية‪ ،‬وآخر في أدب الرحلةعن الفرنسية‪ ،‬مع فصلي كتابين‪ :‬األول فيأدب الرحلة‪ ،‬والثاني في أدب‬
‫الرسائل‪ .‬كما ترجم عن اللغة اإلنجليزية مقالين عن األدب الجزائري املكتوب باللغة الفرنسية‪.‬‬

‫وفي دراستنا لترجمة أدب الرحلة لدى سعد هللا‪ ،‬اتضح لنا بأنه خص هذا األدب بش يء من االهتمام‪،‬‬
‫وذلك الرتباطه بالتاريخ‪ ،‬وألنه يخدم مشروعه الكبير وهو كتابة تاريخ الجزائر الثقافي‪ .‬كما جاءت ترجماته‬
‫مقصودة وموجهة‪ ،‬مزج فيها بين األدب والتاريخ‪ ،‬وخاصة الترجمة التي كانت محل دراسة وتحليل في هذا الورقة‪.‬‬

‫وأما عن منهجه في الترجمة‪ ،‬فعالوة على تعريفه لنا به في مقدمة ترجمته لرحلة األمير موسكاو‪ ،‬والذي‬
‫هو بين الترجمة التلخيصية والترجمة الحرفية (أو الكاملة حسب قوله)‪ ،‬نجد بأن سعد هللا استثمر في الهوامش‬
‫والتعليقات‪ ،‬إضافة إلى مقدمة املترجم‪،‬حيث كان شارحا ومعلقا‪،‬أومفنداملا قاله موسكاو‪ ،‬وما زعمه في رحلته‬
‫ملدينه عنابة‪ .‬وهذا املنهج ليس بدعا‪،‬وانما هو مؤصل عند منظري الترجمة‪ ،‬وهناك الكثير ممن دعا اليه نحو‬
‫نيومارك ونيدا وغيرهما‪ .‬كما أنه لجأ إلى الحذف كلما دعت الضرورة لذلك‪ ،‬وإلى اإلضافة والشرح في مواضع‬
‫مختلفة كما تبين من الدراسة التحليلية‪ .‬وبذلك برهن أبو القاسم سعد هللا بأنه متمكن من أدوات الترجمة‬
‫وأصولها‪ ،‬وأنترجماته كانت هادفة‪ ،‬ولغاية كبرى هي خدمة الجزائر وثقافتها‪.‬‬

‫هوامش وإحاالت املقال‬


‫‪1‬ينظر‪ :‬محمد شوشاني عبيدي‪ ،‬شخصية املترجم الناجح بين التكوين النظري واملمارسة العملية‪ ،‬مجلة العربية والترجمة‪ ،‬العدد‪ ،03‬جوان ‪2319‬‬
‫املنظمة العربية للترجمة‪ ،‬لبنان‪ ،‬ص ص‪.129-124‬‬
‫‪2‬محمود عبد الغني‪ ،‬معجم املصطلحات األساسية في الترجمة األدبية‪ ،‬منشورات املتوسط‪ ،‬إيطاليا‪ ،2319،‬ص‪.9‬‬
‫‪ 3‬ينظر‪ :‬شارلز هنري تشرشل‪ ،‬حياة األمير عبد القادر‪ ،‬ترجمة أبي القاسم سعد هللا‪ ،‬عالم املعرفة‪ ،‬الجزائر‪ ،2333 ،‬ص‪.10‬‬
‫‪4‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.24‬‬
‫‪5‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.29‬‬
‫‪6‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.21‬‬
‫‪ 7‬ينظر‪ :‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.10‬‬
‫‪8‬أدريان بيربروجير‪ ،‬مع األمير عبد القادر‪ :‬رحلة وفد فرنس ي ملقابلة األمير في البويرة ‪ " 1606-1609‬ترجمة أبي القاسم سعد هللا‪ ،‬منشورات املركز الوطني‬
‫للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر‪ ،‬الجزائر‪ ،2331 ،‬ص ‪.16‬‬
‫‪9‬ينظر‪ :‬أحسن تليالني‪ ،‬جهود (أبو القاسم سعد هللا) في ترجمة أدب الرحلة من خالل عرض وقراءة كتاب‪ :‬مع األمير عبد القادر‪ ،‬رحلة وفد فرنس ي‬
‫ملقابلة األمير في البويرة (‪ ،)1606 – 1609‬تأليف‪ :‬أدريان بيربروجير‪ ،‬ترجمة وتعليق‪ :‬الدكتور أبو القاسم سعد هللا‪ .‬مقال منشور في مجلة العاملية‬
‫للترجمة العدد‪ 6‬تصدر عن مخبر اللغات والترجمة‪ ،‬جامعة قسنطينة‪.2313 ،‬‬
‫‪10‬ينظر‪ :‬سعد هللا أبو القاسم‪ ،‬تجارب في األدب والرحلة‪ ،‬املؤسسة الوطنية للكتاب‪ ،‬الجزائر‪ ،1360 ،‬ص ص‪.233-290 :‬‬
‫‪11‬ينظر‪ :‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.290‬‬
‫‪12‬ينظر‪ :‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.296‬‬
‫‪13‬ينظر‪ :‬املرجع نفسه‪ ،‬الصفحة نفسها‪.‬‬
‫‪14‬ينظر‪ :‬املرجع نفسه‪ ،‬الصفحة نفسها‪.‬‬
‫‪15‬أبو القاسم سعد هللا‪ ،‬حصاد الخريف‪ ،‬عالم املعرفة‪ ،‬الجزائر‪ ،2333 ،‬ص‪.161‬‬

‫املجلد ‪،50‬العدد‪ ،50‬مارس ‪2522‬م (‪)065 -002‬‬ ‫‪565‬‬ ‫مجلة القارئ للدراسات األدبية والنقدية واللغوية‬
‫الترجمة األدبية عند سعد هللا‪ :‬ترجمة أدب الرحلة نموذجا‬ ‫محمد شوشاني عبيدي‬

‫‪16‬ينظر‪ :‬سعد هللا أبو القاسم‪ ،‬دراسات في األدب الجزائري الحديث‪ ،‬دار الرائد للكتاب‪ ،‬ط ‪ ،1‬الجزائر‪ ،2339 ،‬ص‪.9‬‬
‫‪17‬ينظر ‪:‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪18‬ينظر‪ :‬املرجع نفسه‪ ،‬الصفحة نفسها‪.‬‬
‫‪19‬ينظر‪ :‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪20‬ينظر‪ :‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.11‬‬
‫‪21‬ينظر‪ :‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.6‬‬
‫‪22‬ينظر‪:‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.31‬‬
‫‪23‬سعد هللا أبو القاسم‪ ،‬هموم حضارية‪ ،‬عالم املعرفة‪ ،‬الجزائر‪ ،2311 ،‬ص ‪.209‬‬
‫‪24‬املرجع نفسه‪ ،‬الصفحة نفسها‪.‬‬
‫‪ 25‬ينظر‪:‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.206‬‬
‫‪ 26‬كتب سعد هللا مقاال بعنوان "أثر الجزائر في األدب األمريكي" نشرتها مجلة الثقافة‪ ،‬العدد ‪ ،64‬مارس ‪ 1361‬وزارة الثقافة الجزائر ص ص‪.43-09 :‬‬
‫وذلك ردا على ما ذهب إليه جوايو‪ .‬حيث إنه فند في هذا املقال مزاعم جوايو تاريخيا وموضوعاتيا‪ ،‬بالدليل والبرهان‪ ،‬فالجزائر كما قال سعد هللا هي‬
‫"صاحبة التأثير وأمريكا هي موضع التأثر‪ " .‬ففي ‪ 02‬صفحة تناول خمس أعمال أمريكية قدم له‪ ،‬وعلق عن محتواها‪ ،‬وأبدى رأيه فيها موضحا كيف‬
‫تأثرت باألدب الجزائري وأعمال الكتاب الجزائريين‪ .‬لكنه لم يخص أحدها بترجمة كاملة ما عدا بعض املقتطفات مما جاء فيها‪ ،‬ولذلك فضلنا اإلشارة‬
‫إليها هنا فقط‪ .‬ويالحظ القارئ لهذ املقالة أن سعد هللا يؤكد مرة أخرى على استثمار الهوامش للتعليق وإبداء آرائه وأفكاره بشكل يغني القارئ ويعرفه‬
‫بما يقرأ‪.‬‬
‫‪27‬بن عمر كمال‪ ،‬أدب الرحالت لدى أبي القاسم سعد هللا بين الدراسة التاريخية واإلبداع األدبي‪ ،‬مجلة مقامات‪ ،‬مجلد ‪ ،6‬عدد ‪ ،2‬معهد الداب‬
‫واللغات باملركز الجامعي بآفلو‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص ‪.641‬‬
‫‪28‬ينظر‪ :‬بحري نصيرة‪ ،‬أدب ال رحلة إشكالية المصطلح وزئبقية المفهوم‪ ،‬مجلة حوليات التراث‪ ،‬العدد ‪ ،91‬ديسمبر ‪ ،9191‬جامعة مستغانم‪ ،‬ص‪.84‬‬
‫‪29‬ينظر‪ :‬خليلعماد الدين‪ ،‬من أدب الرحالت‪ ،‬دار ابن كثير‪ ،‬سوريا‪ ،2331 ،‬ص‪.4‬‬
‫‪30‬ينظر‪ :‬بن عمر كمال‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.696‬‬
‫‪ 31‬شوشاني عبيدي محمد‪ ،‬األستاذ أبو القاسم سعد هللا مترجما‪ ،‬أعمال امللتقى الدولي أبو القاسم سعد هللا مؤرخا ومفكرا‪ 16/10 ،‬ديسمبر ‪.2311‬‬
‫مطبعة جامعة الوادي‪ .2319 /‬ص ‪.046‬‬
‫‪32‬سعد هللا أبو القاسم‪ ،‬حصاد الخريف‪ ،‬ص‪.162‬‬
‫‪33‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.162‬‬
‫‪34‬سعد هللا‪ ،‬أبو القاسم‪ ،‬تجارب في األدب والرحلة‪ ،‬ص‪.296‬‬
‫‪35‬خلوص ي صفاء‪ ،‬فن الترجمة‪ ،‬دار الرشيد للنشر‪ ،‬العراق‪ ،1362 ،‬ص ‪.224‬‬
‫‪ 36‬ينظر‪ :‬شتلويرث مارك‪ ،‬و كووي مويرا‪ ،‬معجم دراسات الترجمة‪ ،‬ترجمة جمال الجزيري‪ ،‬ط‪ ،1‬املركز القومي للترجمة ‪ ،‬مصر‪ ،2336 ،‬ص ص‪.21-26‬‬
‫‪37‬األعظمي‪ ،‬أورنك زينب‪ ،‬حركة الترجمة في العصر العباس ي‪ ،‬دار الحرف العربي‪ ،‬ط‪ ،1‬لبنان‪ ،2331 ،‬ص‪.92‬‬
‫‪38‬خلوص ي صفاء‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.213‬‬
‫‪ 39‬العبيد‪ ،‬علي بن سليمان في الديداوي محمد‪ ،‬ماوراء الترجمة‪ ،‬دار أبي رقراق‪ ،‬ط‪ ،1‬املغرب‪ .2314 ،‬ص ‪.139‬‬
‫‪40‬ينظر‪ :‬الديداوي محمد‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬الصفحة نفسها‪.‬‬
‫‪41‬شوشاني عبيدي محمد‪،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.046‬‬
‫‪42‬وولف جون ب‪ ،‬الجزائر وأوروبا‪ ،‬تر أبو القاسم سعد هللا‪ ،‬عالم املعرفة‪ ،‬الجزائر‪ ،2333 ،‬ص‪.11‬‬
‫‪ 43‬ينظر‪ :‬ميرسييه‪ ،‬أرنست‪ ،‬الترجمة في الجزائر‪ ،‬ترجمة حسين خمري‪ ،‬دار أقطاب الفكر‪ ،‬الجزائر‪ ،2334 ،‬ص ص‪.21-26:‬‬
‫‪44‬ينظر‪ :‬نيدا‪ ،‬يوجين‪ ،‬نحو علم الترجمة‪ ،‬ترجمة ماجد النجار‪ ،‬مطبوعات وزارة اإلعالم‪ ،‬العراق‪ ،1394 ،‬ص‪.641‬‬
‫‪45‬مهدي علي‪ ،‬عبد الصاحب‪ ،‬موسوعة مصطلحات الترجمة‪ ،‬جامعة الشارقة‪ ،‬االمارات‪ ،2339 ،‬ص‪.120‬‬
‫‪46‬أبو القاسم سعد هللا‪ ،‬تجارب في األدب والرحلة‪ ،‬ص‪.296‬‬
‫‪47‬ينظر‪ :‬بن عمر كمال‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.643‬‬
‫‪ 48‬العيسوي بشير‪ ،‬الترجمة إلى العربية قضايا وآراء‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬ط‪ ،1‬مصر‪ ،1334 ،‬ص ‪.92‬‬
‫‪49‬ينظر‪ :‬بن عمر كمال‪ ،‬املرجع السابق‪.662-642 ،‬‬

‫املجلد ‪،50‬العدد‪ ،50‬مارس ‪2522‬م (‪)065 -002‬‬ ‫‪566‬‬ ‫مجلة القارئ للدراسات األدبية والنقدية واللغوية‬
‫الترجمة األدبية عند سعد هللا‪ :‬ترجمة أدب الرحلة نموذجا‬ ‫محمد شوشاني عبيدي‬

‫‪50‬ينظر‪ :‬شوشاني عبيدي‪ ،‬محمد‪ ،‬ترجمة العنوان عند سعد هللا‪ ،‬مجلة املترجم‪ ،‬املجلد ‪ ،16‬العدد ‪ ،32‬تصدر عن مخبر تعليمية الترجمة وتعدد‬
‫األلسن‪ ،‬وهران‪ ،‬ديسمبر ‪ ،2316‬ص ص ‪.130-63‬‬
‫‪51‬بيتر نيومارك‪ ،‬الجامع في الترجمة‪ ،‬ترجمة حسن غزالة‪ ،‬دار الهالل‪ ،‬ط‪ ،1‬لبنان‪ ،2334 ،‬ص ‪.019‬‬
‫‪52‬ينظر‪ :‬جابر جمال محمد‪ ،‬منهجية الترجمة األدبية بين النظرية والتطبيق‪ ،‬دار الكتاب الجامعي‪ ،‬ط‪ ،1‬االمارات‪ ،2331،‬ص‪.166‬‬
‫‪53‬نيومارك بيتر‪ ،‬عن الترجمة‪ ،‬ترجمة خالد توفيق‪ ،‬املركز القومي للترجمة ‪-‬ط‪ 1‬القاهرة‪ ،2314 ،‬ص‪.69‬‬
‫‪54‬ينظر‪ :‬صوان‪ ،‬فرج محمد‪ ،‬الترجمة املتخصصة‪ ،‬ابن النديم ط ‪ ،1‬الجزائر‪ ،2313 ،‬ص ص‪.14-11 :‬‬
‫‪55‬ينظر‪ :‬جابر جمال محمد‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.133‬‬

‫قائمة املراجع‬
‫‪ .1‬أرنست ميرسييه‪ :‬الترجمة في الجزائر‪ ،‬ترجمة حسين خمري‪ ،‬دار أقطاب الفكر‪ ،‬الجزائر‪.2334 ،‬‬
‫‪ .2‬أورنك زينب األعظمي‪ :‬حركة الترجمة في العصر العباس ي‪ ،‬دار الحرف العربي‪ ،‬ط‪ ،1‬لبنان‪.2331 ،‬‬
‫‪ .0‬بحرينصيرة‪ :‬أدب الرحلة إشكالية املصطلح وزئبقية املفهوم‪ ،‬مجلة حوليات التراث‪ ،‬العدد ‪ ،13‬ديسمبر ‪ ،2313‬جامعة مستغانم‪.13-60 ،‬‬
‫‪ .6‬بن عمر كمال‪ :‬أدب الرحالت لدى أبي القاسم سعد هللا بين الدراسة التاريخية واإلبداع األدبي‪ ،‬مجلة مقامات‪ ،‬مجلد ‪ ،6‬عدد ‪ ،2‬معهد الداب‬
‫واللغات باملركز الجامعي بآفلو‪ ،‬الجزائر‪.662-642 ،‬‬
‫‪ .1‬بيربروجير أدريان‪ :‬مع األمير عبد القادر‪ :‬رحلة وفد فرنس ي ملقابلة األمير في البويرة ‪ " 1606-1609‬ترجمة أبي القاسم سعد هللا‪ ،‬منشورات املركز‬
‫الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر‪ ،‬الجزائر‪.2331 ،‬‬
‫‪ .4‬تشرشل شارلز هنري‪ :‬حياة األمير عبد القادر‪ ،‬ترجمة أبي القاسم سعد هللا‪ ،‬عالم املعرفة‪ ،‬الجزائر ‪.2333‬‬
‫‪ .7‬تليالني أحسن‪ :‬جهود (أبو القاسم سعد هللا) في ترجمة أدب الرحلة من خالل عرض وقراءة كتاب‪ :‬مع األمير عبد القادر‪ ،‬رحلة وفد فرنس ي ملقابلة‬
‫األمير في البويرة (‪ ،)1606 – 1609‬تأليف‪ :‬أدريان بيربروجير‪ ،‬ترجمة وتعليق‪ :‬الدكتور أبو القاسم سعد هللا‪ .‬مقال منشور في مجلة العاملية للترجمة‬
‫العدد‪ 6‬تصدر عن مخبر اللغات والترجمة‪ ،‬جامعة قسنطينة‪.2313 ،‬‬
‫‪ .6‬جابر جمال محمد‪ :‬منهجية الترجمة األدبية بين النظرية والتطبيق‪ ،‬دار الكتاب الجامعي‪ ،‬ط‪ ،1‬االمارات‪.2331،‬‬
‫‪ .3‬خلوص ي صفاء‪ :‬فن الترجمة‪ ،‬دار الرشيد للنشر‪ ،‬العراق‪.1362 ،‬‬
‫‪ .13‬خليلعماد الدين‪ :‬من أدب الرحالت‪ ،‬دار ابن كثير‪ ،‬سوريا‪.2331 ،‬‬
‫‪ .11‬الديداوي محمد‪ :‬ماوراء الترجمة‪ ،‬دار أبي رقراق‪ ،‬ط‪ ،1‬املغرب‪.2314 ،‬‬
‫‪ .12‬سعد هللا أبو القاسم‪ :‬تجارب في األدب والرحلة‪ ،‬املؤسسة الوطنية للكتاب‪ ،‬الجزائر‪.1360 ،‬‬
‫‪ .10‬سعد هللا أبو القاسم‪ :‬حصاد الخريف‪ ،‬عالم املعرفة‪ ،‬الجزائر‪.2333 ،‬‬
‫‪ .16‬سعد هللا أبو القاسم‪ :‬دراسات في األدب الجزائري الحديث‪ ،‬دار الرائد للكتاب‪ ،‬ط ‪ ،1‬الجزائر‪.2339 ،‬‬
‫‪ .11‬سعد هللا أبو القاسم‪ :‬هموم حضارية‪ ،‬عالم املعرفة‪ ،‬الجزائر‪.2311 ،‬‬
‫‪ .14‬شتلويرث مارك‪ ،‬و كووي مويرا‪ :‬معجم دراسات الترجمة‪ ،‬ترجمة جمال الجزيري‪ ،‬ط‪ ،1‬املركز القومي للترجمة‪ ،‬مصر‪.2336 ،‬‬
‫‪ .19‬شوشاني عبيدي محمد‪ :‬األستاذ أبو القاسم سعد هللا مترجما‪ ،‬أعمال امللتقى الدولي أبو القاسم سعد هللا مؤرخا ومفكرا‪ 16/10 ،‬ديسمبر ‪.2311‬‬
‫مطبعة جامعة الوادي‪.092-043 ،2319 ،‬‬
‫‪ .16‬شوشاني عبيدي محمد‪ :‬ترجمة العنوان عند سعد هللا‪ ،‬مجلة املترجم‪ ،‬املجلد ‪ ،16‬العدد ‪ ،32‬تصدر عن مخبر تعليمية الترجمة وتعدد األلسن‪،‬‬
‫وهران‪ ،‬ديسمبر ‪.130-63 ،2316‬‬
‫‪ .13‬شوشاني عبيدي محمد‪ :‬شخصية املترجم الناجح بين التكوين النظري واملمارسة العملية‪ ،‬مجلة العربية والترجمة‪ ،‬العدد‪ ،03‬جوان ‪2319‬‬
‫املنظمة العربية للترجمة‪ ،‬لبنان‪.163-111 ،‬‬
‫‪ .23‬صوان فرج محمد‪ :‬الترجمة المتخصصة‪ ،‬ابن النديم‪ ،‬ط ‪ ،9‬الجزائر‪،9191 ،‬‬
‫‪ .21‬عبد الصاحب مهدي علي‪ :‬موسوعة مصطلحات الترجمة‪ ،‬جامعة الشارقة‪ ،‬االمارات‪.2339 ،‬‬
‫‪ .22‬عبد الغني محمود‪ :‬معجم املصطلحات األساسية في الترجمة األدبية‪ ،‬منشورات املتوسط‪ ،‬إيطاليا‪.2319،‬‬
‫‪ .20‬العيسويبشير‪ :‬الترجمة إلى العربية قضايا وآراء‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬ط‪ ،1‬مصر‪.1334 ،‬‬
‫‪ .26‬نيدا يوجين‪ :‬نحو علم الترجمة‪ ،‬ترجمة ماجد النجار‪ ،‬مطبوعات وزارة اإلعالم‪ ،‬العراق‪.1394 ،‬‬
‫‪ .21‬نيومارك بيتر‪ :‬عن الترجمة‪ ،‬ترجمة خالد توفيق‪ ،‬املركز القومي للترجمة ‪-‬ط‪ 1‬القاهرة‪.2314 ،‬‬
‫املجلد ‪،50‬العدد‪ ،50‬مارس ‪2522‬م (‪)065 -002‬‬ ‫‪567‬‬ ‫مجلة القارئ للدراسات األدبية والنقدية واللغوية‬
‫الترجمة األدبية عند سعد هللا‪ :‬ترجمة أدب الرحلة نموذجا‬ ‫محمد شوشاني عبيدي‬

‫‪ .24‬وولف جون ب‪ :‬الجزائر وأوروبا‪ ،‬ترجمة أبي القاسم سعد هللا‪ ،‬عالم املعرفة‪ ،‬الجزائر‪.2333 ،‬‬

‫املجلد ‪،50‬العدد‪ ،50‬مارس ‪2522‬م (‪)065 -002‬‬ ‫‪568‬‬ ‫مجلة القارئ للدراسات األدبية والنقدية واللغوية‬

‫‪View publication stats‬‬

You might also like