Professional Documents
Culture Documents
سورة الحجر
سورة الحجر
وتناسب سورة ِإبراهيم التي َقبلها في َأنها مثلها في كونها مكية مفتتحة بَأسماء بعض حروف
المعجم ،وقد جاء في كلتيهما النهي عن الكفر والوعيد بالعقاب عليه ،والحث على اِإل يمان
والوعد بالثواب عليه ،وتسلية الرسول صلى هللا عليه وسلم عما َأصابه من قومهِ ،إلى غير
:المفردات
َأي قرآن مظهر شريعة هللا والحق من الباطلَ ،أو َبِّين واضح ال يخفى َ) (١):و ُقْر آٍن ُم ِبيٍن (
رب حرف يستعمل للتقليل تارة وللتكثير ُأخرى ،سواٌء اتصلت به ما َأو لم ُّ) (٢):ر َبَم ا(
تتصل ،وسواٌء َأكان مخفًفا َأم مشدًدا ،ويختص بالدخول على اَألسماِء ِإن كان مجَّردا من لفظ
ما فِإن اتصلت به سوغت دخوله على اَألفعال كما هناَ( ،لْو ) :حرف يفيد التمنىَ( .و ُيْلِهِهُم
.اَأْلَم ُل)َ :أي يشغلهم عن طاعة هللا
التفسير
( - ١الر) :تقدم الكالم على مثله في َأول سورة البقرة وآل عمران ويوسف والرعد وِإبراهيم
َأي تلك السورة العظيمة بعض آيات من هذا الكتاب الجامع لكماالت الكتب السماوية ،الجدير
بَأن يختص من بين باقي الكتب باسم الكتاب ،وتلك السورة َأيضا بعض آيات
قرآن عظيم الشأن ،مبين شريعة هللا التي ختم بها الشرائع السماوية ،وُم ْظ هرها للناس فى
أبهى صورها وَأوضحها ،وكما ُيبيُن شريعة هللا فهو واضح في عباراته ومعانيه ،ال يلتبس
ُ{ - ٢:ر َبَم ا َيَو ُّد اَّلِذ يَن َك َفُروا َلْو َك اُنوا ُم ْس ِلِم يَن (})٢
أفادت هذه اآلية الكريمة ،أن الكفار سوف يحصل منهم بكثرة ،أن يتمنوا فى اآلخرة لو كانوا
مسلمين في دنياهم لكى ينجوا من استمرار العذاب الذى يقاسونه في اآلخرة؛ كما نجا عصاة
المْؤ منين بعد أن عذبوا فيها على قدر معاصيهم ،أخرج ابن المبارك وابن أبي شيبة والبيهقي
وغيرهم عن ابن عباس وأنس رضى هللا عنهم "أنهما تذاكرا هذه اآلية فقاال :هذا َح ْيُث يجمع
هللا تعالى بين أهل الخطايا من المسلمين والمشركين فى النار ،فيقول المشركونَ :م ا أْغ َنى
َع ْنُك ْم َم ا كنتم َتْعُبُد وَن ،فيغضب هللا تعالى لهم ،فيخرجهم بفضل رحمته