You are on page 1of 2

‫}سورة الحجر{‬

‫مكية وآياتها تسع وتسعون‬

‫وتناسب سورة ِإبراهيم التي َقبلها في َأنها مثلها في كونها مكية مفتتحة بَأسماء بعض حروف‬

‫المعجم‪ ،‬وقد جاء في كلتيهما النهي عن الكفر والوعيد بالعقاب عليه‪ ،‬والحث على اِإل يمان‬

‫والوعد بالثواب عليه‪ ،‬وتسلية الرسول صلى هللا عليه وسلم عما َأصابه من قومه‪ِ ،‬إلى غير‬

‫‪.‬ذلك من المناسبات التي جمعت بينهما‬

‫بْس ِم ِهَّللا الَّرْح َمِن الَّر ِح يِم‬


‫} ُر َبَم ا َيَو ُّد اَّلِذ يَن َك َفُروا َلْو َك اُنوا ُم ْس ِلِم يَن (‪ )٢‬الر ِتْلَك آَياُت اْلِكَتاِب َو ُقْر آٍن ُم ِبيٍن (‪{ )١‬‬

‫‪:‬المفردات‬

‫َأي قرآن مظهر شريعة هللا والحق من الباطل‪َ ،‬أو َبِّين واضح ال يخفى ‪َ) (١):‬و ُقْر آٍن ُم ِبيٍن (‬

‫‪.‬الحق فيه وال تلتبس معانيه‬

‫رب حرف يستعمل للتقليل تارة وللتكثير ُأخرى‪ ،‬سواٌء اتصلت به ما َأو لم ‪ُّ) (٢):‬ر َبَم ا(‬

‫تتصل‪ ،‬وسواٌء َأكان مخفًفا َأم مشدًدا‪ ،‬ويختص بالدخول على اَألسماِء ِإن كان مجَّردا من لفظ‬

‫ما فِإن اتصلت به سوغت دخوله على اَألفعال كما هنا‪َ( ،‬لْو )‪ :‬حرف يفيد التمنى‪َ( .‬و ُيْلِهِهُم‬
‫‪.‬اَأْلَم ُل)‪َ :‬أي يشغلهم عن طاعة هللا‬

‫التفسير‬

‫‪( - ١‬الر)‪ :‬تقدم الكالم على مثله في َأول سورة البقرة وآل عمران ويوسف والرعد وِإبراهيم‬

‫‪.‬وغيره‪ ،‬فارجع ِإليه ِإن شئت‬


‫‪ِ):‬تْلَك آَياُت اْلِكَتاِب َو ُقْر آٍن ُم ِبيٍن (‬

‫َأي تلك السورة العظيمة بعض آيات من هذا الكتاب الجامع لكماالت الكتب السماوية‪ ،‬الجدير‬

‫بَأن يختص من بين باقي الكتب باسم الكتاب‪ ،‬وتلك السورة َأيضا بعض آيات‬

‫قرآن عظيم الشأن‪ ،‬مبين شريعة هللا التي ختم بها الشرائع السماوية‪ ،‬وُم ْظ هرها للناس فى‬

‫أبهى صورها وَأوضحها‪ ،‬وكما ُيبيُن شريعة هللا فهو واضح في عباراته ومعانيه‪ ،‬ال يلتبس‬

‫على قارئ يعرف العربية‪ ،‬وال تخفى عليه عجائبه ومزاياه‬

‫‪ُ{ - ٢:‬ر َبَم ا َيَو ُّد اَّلِذ يَن َك َفُروا َلْو َك اُنوا ُم ْس ِلِم يَن (‪})٢‬‬

‫أفادت هذه اآلية الكريمة‪ ،‬أن الكفار سوف يحصل منهم بكثرة‪ ،‬أن يتمنوا فى اآلخرة لو كانوا‬

‫مسلمين في دنياهم لكى ينجوا من استمرار العذاب الذى يقاسونه في اآلخرة؛ كما نجا عصاة‬

‫المْؤ منين بعد أن عذبوا فيها على قدر معاصيهم‪ ،‬أخرج ابن المبارك وابن أبي شيبة والبيهقي‬

‫وغيرهم عن ابن عباس وأنس رضى هللا عنهم "أنهما تذاكرا هذه اآلية فقاال‪ :‬هذا َح ْيُث يجمع‬

‫هللا تعالى بين أهل الخطايا من المسلمين والمشركين فى النار‪ ،‬فيقول المشركون‪َ :‬م ا أْغ َنى‬

‫َع ْنُك ْم َم ا كنتم َتْعُبُد وَن ‪ ،‬فيغضب هللا تعالى لهم‪ ،‬فيخرجهم بفضل رحمته‬

You might also like