Professional Documents
Culture Documents
المحكمة الدستورية ..د خمري سعيد
المحكمة الدستورية ..د خمري سعيد
المحكمة الدستورية
دراسة مقارنة بين دستوري 1996و 2011
ERAHMANI RIDA
BOULAHDIT SOUMIA
MARZOUK ELMILOUDI
1
المملكة المغربية
دستور 1996
المجلس الدستوري
الباب الثامن
الفصل 78
الفصل 79
الفصل 80
الفصل 81
2
المملكة المغربية
دستور 2011
المحكمة الدستورية
الباب الثامن
الفصل 129
الفصل 130
الفصل 131
الفصل 132
الفصل 133
الفصل 134
3
تقديم:
بعد مرور حوالي عقدين من الزمن إال قليال على إحداث المجلس الدستوري الذي عوض الغرفة
الدستورية ،جاءت المراجعة الدستورية لسنة 2011لترتقي بجهاز مراقبة دستورية القوانين من
المجلس الدستوري إلى محكمة دستورية تمارس إضافة إلى اختصاصات المسندة سابقا للمجلس
الدستوري ،اختصاصات أخرى على قدر كبير من األهمية تتعلق بالمراقبة الدستورية ،منها ما
يعتبر توسيعا لالختصاصات األصلية .فبعد ما كانت الرقابة التي يمارسها تقتصر على الرقابة
السياسية الوقائية السابقة على صدور األمر بتنفيذ القوانين ،أضحت تجمع إلى الرقابة السياسية
الرقابة القضائية التي تتيح إمكانية الدفع بعدم دستورية القانون بعد صدور األمر بتنفيذه ،أثناء النظر
في نزاع معروض على القضاء ،وذلك إذا دفع أحد األطراف بأن القانون ،الذي سيطبق في النزاع،
يمس بالحقوق والحريات التي يضمنها الدستور ،وهكذا الجمع بين أسلوبي الرقابة الدستورية
السياسية والقضائية.
بإلقاء نظرة عن تطور هذه المؤسسة في السياق المغربي ،فيمكن الرجوع إلى ما قبل الدستور
األول لسنة 1962؛ أي إلى مشروع دستور 1908الذي دستر مبدأ مراقبة دستورية القوانين من
خالل “مجلس الشرفاء” الذي أُسند إليه القيام بمهمة مراقبة جميع األعمال الصادرة عن مجلس
األمة .إال أن وضع هذه الفكرة موضع التنفيذ لم يتحقق إال مع الغرفة الدستورية المحدثة في حظيرة
المجلس األعلى بموجب الدستور األول لسنة ،1962وهو ما تم تكريسه بعد ذلك في دستوري
1970و .1972وقد تطورت هذه الممارسة واستوت بموجب دستور ،1992وذلك بإحداث
المجلس الدستوري الهيئة المستقلة عن التنظيم القضائي العادي ،وإضافة اختصاص البث في مطابقة
القوانين العادية على إثر إحالة اختيارية من سلطات سياسية حددها الدستور ،وهو ما تم تكريسه
في دستور .1996تم صارت المراقبة الدستورية أكثر نضجا واكتمل قوامها مع دستور ،2011
وذلك بتوسيع مجاالتها لتشمل ،إضافة إلى البث في دستورية القوانين التنظيمية والقوانين العادية
واألنظمة الداخلية للمجالس البرلمانية ،مراقبة دستورية االتفاقيات والمعاهدات الدولية واألنظمة
الداخلية للمجالس المنظمة بموجب قوانين تنظيمية ،وكذا بجمعها بين أسلوب الرقابة السياسية
السابقة على صدور األمر بتنفيذ القوانين والعمل باألنظمة الداخلية وبين أسلوب الرقابة القضائية
التي تتم بواسطة الدفع بعدم الدستورية الذي يثار أمام المحاكم أثناء النظر في قضية بشأن القانون
الذي سيطبق في النزاع إذا كان القانون يمس بالحقوق وبالحريات التي يضمنها الدستور.
4
بعد دراسة الموضوع ونظرا ألهميته التي تتجلى حول دراسة مقارنة بين دستوري 1996و
2011من خالل الثابت والمتغير .
فقرةاالولى :الثابت
فقرة الثانية:المتغير
5
المطلب األول :اإلطار العام لمجلس الدستوري
عرف القضاء الدستوري المغربي بعد مرور ثالثون سنة من الممارسة من لدن الغرفة
الدستورية بالمجلس األعلى ،تطورا هاما جسدته المراجعة الدستورية لسنة ،1992حيث تم
االرتقاء بموقع هيئته في الهندسة الدستورية من الباب العاشر من الدساتير السابقة إلى البابا لسادس
في الدستور 1992ونفس األمر تكرر في دستور ،1996كما تم ارتقاء بالغرفة الدستورية من
مجرد غرفة في المجلس األعلى إلى مؤسسة مستقلة بذاتها هي المجلس الدستوري ،والذي أصبح
يمارس عالوة على االختصاصات المسندة إليه سابقا اختصاصات أخرى تجسدت في مراقبة
دستورية القوانين العادية باإلحالة االختيارية منالجهات السياسية.
تعتبر هذه المقتضيات بهذه الصيغة ،حدثا هاما ،في تاريخ النظام القانوني والقضائي المغربي،
ألن الدستورالجديد ،أصبح يمنع ومن باب الوجوب على السلطتين التشريعية والتنفيذية -كل واحدة
في مجال اختصاصها -إصـدار نصـوص قانونية عامة مجردة وملزمة ،تكون مخالفة ألحكامه.
ويمنع على السلطة التنفيذية ،تطبيق النصوصالقانونية التي تضعها ،أو التي تصدر عن السلطة
التشريعية لنفس السبب؛ وهو ما أكدت عليه الفقرة ما قبل األخيرة من المادة 81من دستور 1996
6
-الفقرة الثانية :تأليف
أصبح المجلس الدستوري بموجب الفصل 79من الدستور ،يتألف مناثني عشر عضوا ،ستة
أعضاء يعينهم الملك لمدة تسع سنوات ،وستة أعضاء ،يعين ثالثة منهم رئيس مجلس النواب وثالثة
رئيس مجلس المستشارين لنفس المدة بعد استشارة الفرق ،ويتم كل ثالث سنوات تجديد ثلث كل
فئة من أعضاء المجلس الدستوري ،ويختار الملك رئيس المجلس الدستورمن بين األعضاء الذين
يعينهم ،ومهمة رئيس وأعضاء المجلس الدستوري غير قابلة للتجديد.ومن أجل المالءمة مع األحكام
الجديدة المتعلقة بالمجلس الدستوري في المراجعة الدستورية لسنة ،1996صدر قانون تنظيمي
يغير ويتمم القانون التنظيمي المتعلق بالمجلس الدستوري .وهكذا ،نالحظ أنه في ظل دستور
1992م ،أصبح عدد أعضاء المجلس الدستوري 9أعضاء يعينون لمدة 6سنوات ،يعين الملك 5
أعضاء يختار من بينهم رئيس المجلس الدستوري ،و 4يعينهم رئيس مجلس النواب ،أما في ظل
دستور 1996م ،فقد ارتفع عدد أعضاء المجلس الدستوري من 9إلى 12بسبب أن البرلمان أصبح
يتكون من مجلسين اثنين هما :مجلس النواب ومجلس المستشارين،وهؤالء األعضاء على ثالث
فئات :الفئة األولى وعدد أعضائها 6يعينهم الملك ويختار من بينهم الرئيس ،والفئة الثانية تتألف
من األعضاء الذين يعينهم رئيس مجلس النواب وعددهم 3أعضاء،أما الفئة الثالثة فتتألف من
األعضاء الذين يعينهم رئيس مجلس المستشارين وعددهم كذلك 3أعضاء ،ويشار إلى أن التعيينات
المنوطة برئيسي مجلسي البرلمان تتم بعد استشارة كل منهما الفرق البرلمانية على صعيد كل
مجلس معني.
أما بالنسبة إلى مدة االنتداب ،فقد ارتفعت ،هي األخرى ،من 6إلى 9سنوات ،وإذا كان التجديد
الذي يقع كل 3سنوات نصفيا في دستور 1992م .فقد أضحى يهم ثلث كل فئة من الفئات الثالث
في دستور 1996م ،ولتحقيق هذا التجديد الذي يقع كل 3سنوات ،يتعين لفت االنتباه إلى أن
المشرع جعل مدة االنتداب المذكورة عند تنصيب المجلس الدستوري ألول مرة ،متغايرة بالنسبة
إلى األعضاء ،وهكذا ،وعند أول تعيين ألعضاء المجلس ،عندما كانت مدة العضوية محددة في 6
سنوات ،يعين عضوان من كل فئة لمدة 3سنوات ،ويعين العضوان اآلخران من كل فئة لمدة 6
سنوات،ولما ارتفعت المدة إلى 9سنوات ،يعين ثلث من أعضاء كل فئة لمدة 3سنوات فقط ،والثلث
7
الثاني لمدة 6سنوات فقط ،والثلث األخير يعين لمدة 9سنوات .وعند فقدان العضوية لسبب من
أصبح المجلس الدستوري يمارس إضافة إلى جميع االختصاصات المسندة سابقا إلى الغرفة
الدستورية للمجلس األعلى اختصاص مراقبة دستورية القوانين العادية ،حيث نصت الفقرة الثالثة
من الفصل 79من الدستور على أن "للملك أو الوزير األول أو رئيس مجلس النواب أو ربع
األعضاء الذين يتألف منهم هذا المجلس أن يحيلوا القوانين قبل إصدار األمر بتنفيذها إلى المجلس
الدستوري ليبت في مطابقتها للدستور" ،وهو ما كرسه بعد ذلك دستور 1996م ،في الفقرة الثالثة
من الفصل 81منه ،مع مالحظة أن البرلمان لما صار يتكون من غرفتين تمت إضافة رئيس مجلسا
لمستشارين وربع أعضاء هذا المجلس إلى السلطات الموكول إليها ممارسة هذه اإلحالة
االختيارية .ولقد حدد المشرع الدستوري آجاال للمجلس الدستوري يبت فيها في اإلحاالت ،سواء
منها الوجوبية أو االختيارية ،المتعلقة بمطابقة الدستورية ،حيث نصت الفقرة الرابعة من الفصل
81من دستور 1996م ،على أن المجلس الدستوري يبت فيهذه الحاالت خالل شهر واحد ،وتخفض
هذه المدة إلى ثمانية أيام بطلب من الحكومة إذا كاناألمر يدعو إلى التعجيل.
ثانيا :دسترة مبدأ الحجية المطلقة التي تكتسيها قرارات المجلس الدستوري
من مستجدات المراجعة الدستورية لسنة 1992م ،والتي كرستها المراجعة الدستورية
لسنة1996م ،النص وألول مرة ،في صلب الوثيقة الدستوريةعلى أن القرارات التي يصدرها
المجلس الدستوري بهذا الخصوص أو بغيره طبقا للفقرة األخيرة من الفصل 81من الدستور ،ال
تقبل أيطريق من طرق الطعن ،وتلزم كل السلطات العامة وجميع الجهات اإلدارية والقضائية.
والمعنى ،أنقرارات القضاء الدستوري تتوافر على قوة الشيء المقضي به ،وتكتسي حجية مطلقة
أمام الجميعبمن فيهم الجهاز نفسه الذي يصدرها ،أي أنه ال يمكنه أن يتراجع عن قرار أصدره أو
8
أن يعدله،باستثناء ما نص عليه القانون التنظيمي المتعلق بالمجلس الدستوري في مادتيه 18و19
من أنه "إذاالحظ المجلس الدستوري وجود خطأ مادي في قرار من قراراته جاز له تصويبه
تلقائيا" ،وأنه لكل طرف معني أن يطلب من المجلس الدستوري تصويب خطأ مادي شاب قرارا
من قراراته في غضون عشرين يوما من تاريخ تبليغ القرار المطلوب تصويبه.وهذه الحجية
المطلقة ،التي تلزم كل السلطات العامة وجميع الجهات اإلدارية والقضائية ،تجد تطبيقها فيما نصت
عليه الفقرة ما قبل األخيرة من نفس الفصل من الدستور التي تنص على أنهال يجوز إصدار أو
تطبيق أي نص يخالف الدستور"،وكرستها المقتضيات الواردة في المادة 24أنفة الذكر ،من أن
نشر قرار المجلس الدستوري القاضي بعدم مطابقة مادة من قانون يحول دون إصدار األمر بتنفيذ
هذا القانون.
ويقوم المجلس الدستوري ،فور إحالة القوانين إليه في الحاالت المنصوص عليها في الفقرة
السابقة ،بإبالغ ذلك إلى الملك والوزير األول ورئيس كل مجلس من مجلسي البرلمان الذي يتولى
بدوره إعالم أعضاء مجلسه باألمر وللوزير األول ورئيس مجلس النواب ورئيس مجلس
المستشارين وأعضاء المجلسين المذكورين أن يدلوا إلى المجلس الدستوري بما يبدو لهم من
مالحظات في شأن القضية المعروضة عليه.كما يبت المجلس الدستوري في مطابقة القانون
للدستور خالل شهر من إحالته إليه أو في غضون ثمانية أيام فيحالة االستعجال وفور نشر قرار
من المجلس الدستوري يقضي بمطابقة قانون الدستور ينتهي فيما يخص هذا القانون وقف سريان
األجل المحدد إلصدار األمر بتنفيذ القوانين.
يحول نشر قرار المجلس الدستوري القاضي بعدم مطابقة مادة من قانون تنظيمي أو من قانون
أو من النظام الداخلي لمجلس النواب أو مجلس المستشارين للدستور دون إصدار األمر بتنفيذ
9
القانون التنظيمي أو القانون أوالعمل بالمادة موضوع القرار من النظام الداخلي لمجلس النواب أو
مجلس المستشارين.
وإذا قضى المجلس الدستوري بأن قانونا تنظيميا أو قانونا أو نظاما داخليا يتضمن مادة غير
مطابقة للدستورولكن يمكن فصلها من مجموعه يجوز إصدار األمر بتنفيذ القانون التنظيمي أو
القانون أو العمل بالنظام الداخلي باستثناء المادة المصرح بعدم مطابقتها للدستور.
10
المطلب الثاني :اإلطار العام للمحكمة الدستورية:
يعود تاريخ القضاء الدستوري بالمملكة المغربية إلى أولى سنوات االستقالل عندما نص دستور
1962على تأسيس غرفة دستورية بالمجلس األعلى باعتباره أعلى هيئة في التنظيم القضائي.
في سنة ،1992سيعرف هذا القضاء استقالال أكبر بموجب المراجعة الدستورية التي نصت
على إحداث مجلس دستوري باعتباره مؤسسة مستقلة ذات صالحيات أوسع ،تتماشى مع المخطط
اإلصالحي الذي وضعته المملكة مع بداية التسعينات الهادف إلى تعزيز دولة القانون ،وترسيخ
مبادئ حقوق اإلنسان كما هي متعارف عليها دوليا.
الفقرةاالولى:المحكمة الدستورية.
تعتبر المحكمة الدستورية اعلى هيئة قضائية دستورية بالمغرب ،تمارس رقابة بعدية ورقابة
قبلية على دستورية القوانين.وخالل دستور 2011تعززت مكانة المحكمة الدستورية حيت
اصبحت تتمتع بعدة صالحيات كما تبت في موافقة االتفاقيات التي يوقعها المغرب .وتختص بالنظر
في صحة انتخاب أعضاء البرلمان.
11
توضع على أعضاء المحكمة الدستورية مجموعة من القيود بحيث يمنع عليهم الجمع بين
عضويتهم في المحكمة ومهام أخرى ،ويتعلق األمر بالجمع بين عضوية المحكمة وعضوية
الحكومة أو مجلس النواب أو مجلس المستشارين أو المجلس األعلى للسلطة القضائية أو المجلس
االقتصادي واالجتماعي والبيئي أو كل هيئة أو مؤسسة من المؤسسات أو الهيئات المنصوص عليها
في الباب الثاني عشر من الدستور ،كما أنه ال يجوز ألعضاء المحكمة ممارسة أي وظيفة عامة أو
مهمة انتخابية أو أي شغل كان نظير مقابل إما في شركة أو في دولة أجنبية أو منظمة دولية أو
منظمة دولية غير حكومية ،كما ال يمكن لهم ممارسة أي مهنة حرة طيلة عضويتهم في المحكمة.
ويتعهد أعضاء المحكمة الدستورية بواجب التحفظ ،وبصفة عامة االمتناع عن كل ما من شأنه أن
يمس باستقاللهم ،وال أن يتخذوا أي موقف علني أو اإلدالء بأي فتوى في القضايا التي سبق للمحكمة
أن قضت فيها ،كما أنه ال يجوز لهم أن يشغلوا داخل حزب سياسي أو نقابة أو هيئة ذات طابع
سياسي أو نقابي كيفما كانت طبيعتها أو أي منصب مسؤول أو قيادي ،أو أن يسمحوا باإلشارة إلى
صفتهم كأعضاء بالمحكمة في أي وثيقة متعلقة بأي نشاط عمومي أو خاص .وفي حالة رغبة أحد
أعضاء المحكمة في الترشح لمهمة عامة انتخابية أن يقدم استقالته قبل إيداع طلب ترشيحه ،وال
تطبق هذه االستقالة على المهام االنتخابية الداخلية في الجمعيات والهيئات التي ليس لها طابع نقابي
أو سياسي أو مهني.
حاالت تنتهي فيها العضوية بالمحكمة الدستورية ،ويتعلق األمر إما بانتهاء المدة المحددة لها،
أو بوفاة العضو ،أو باالستقالة ،أو باإلعفاء ويكون ذلك في حالة مزاولة نشاط يتنافى مع عضوية
المحكمة أو فقدان التمتع بالحقوق المدنية والسياسية ،أو حدوث عجز بدني مستديم يمنعه من القيام
بمزاولة مهامه ،وأخيرا إذا ان هنا إخالل بااللتزامات العامة أو الخاصة.
حينما تنتهي مدة عضوية أعضاء المحكمة الدستورية ،فإنه يتم تعيين أو انتخاب أعضاء الذين
سيحلون محلهم قبل تاريخ انتهاء المدة المذكورة بخمسة عشر يوما على األقل .وبالنسبة النتهاء
عضوية أحد األعضاء ألحد األسباب التي سبق االشارة لها ،فإنه يتم تعيين من يخلفه خالل مدة
خمسة عشر يوما من تبليغ الحالة إما إلى الملك إن كان أمر التعيين الخلف يرجع له ،وإما إلى رئيس
مجلس النواب أو رئيس مجلس المستشارين في الحاالت األخرى.
12
الفقرة الثالثة :اختصاصات المحكمة الدستورية
تناط بالمحكمة الدستورية مجموعة من االختصاصات لعل أبرزها المراقبة على دستورية
القوانين ،ويقصد بذلك أن المحكمة تتفحص مدى مطابقة النصوص التشريعية ،واألنظمة الداخلية
لمجلسي البرلمان وبعض المؤسسات الدستورية ،وااللتزامات الدولية المحال عليها للنص
الدستوري ،وهذه المراقبة قد تكون قبلية أو الحقة لدخول القانون حيز التنفيذ.
بالنسب ة للمراقبة القبلية فقد تكون إلزامية أو اختيارية ،وتكون إلزامية في بعض القوانين ويتعلق
األمر بالقوانين التنظيمية التي يجب أن تحال على المحكمة وجوبا بعد مصادقة البرلمان عليها،
وقبل إصدار األمر بتنفيذها ،واألنظمة الداخلية لبعض المؤسسات الدستورية التي ينبغي إحالتها
وجوبا قبل الشروع في تطبيقها .وإذا كانت هذه الحاالت تستلزم االحالة االلزامية على المحكمة فإن
ما دون ذلك تكون فيه االحالة اختيارية أي القوانين األخرى العادية ،وتكون هذه االحالة قصد البث
في مطابقتها للدستور.
أما المراقبة الالحقة فالمحكمة الدستورية نظرا لكونها تنظر في كل دفع متعلق بعدم دستورية
قانون إذا ما أثير أثناء النظر في دعوى قائمة أمام القضاء ،ودفع أحد األطراف بأن القانون الذي
سيطبق في النزاع يمس بالحقوق والحريات التي يضمنها الدستور ،تكون هذه المراقبة في البث في
كل ملتمس حكومي يرمي إلى تغيير النصوص التشريعية من حيث الشكل بمرسوم إذا كان
مضمونها يدخل في مجال من المجاالت التي تمارس فيها السلطة التنظيمية اختصاصاتها ،وأيضا
مراقبة صحة إجراءات مراجعة الدستور وإعالن نتائجها ،كما تشمل صحة االنتخابات البرلمانية
وعمليات االستفتاء.
13
بعد دورتين للتصويت ،وبعد المناقشة تتخذ المحكمة قراراتها باألغلبية المطلقة ألعضائها ،وفي
حالت تعادل األصوات يعتبر صوت الرئيس مرجحا.
مما ينبغي االشارة إليه في األخير أن المحكمة الدستورية تصدر قراراتها باسم الملك وطبقا
للقانون وتكون جلساتها غير علنية ما لم ينص على خالف ذلك ،وتنشر بالجريدة الرسمية داخل
أجل ال يزيد عن ثالثين يوما من تاريخ صدورها.
14
المطلب الثالث:المقارنة بين دستوري 1996و 2011من خالل الثابت
والمتغير
سنسعى من خالل هذه الورقة إظهار مواطن التماثل والتمايز بين المجلس الدستوري
والمحكمة الدستورية بإجراء مقارنة بينهما انطالقا من دستوري 1996و.2011
وعمل المشرع الدستوري بمناسبة المراجعة الدستورية األخيرة لسنة 2011بالنظر إلى
سياقها العام والظرفية التي دعت إليها ،إلى إحداث تحول نوعي في مجال الرقابة الدستورية التي
تعد أساس دولة القانون وذلك بنصه على إحداث محكمة دستورية تعوض المجلس الدستوري
الذي وجهت إليه عدة انتقادات مع تعديل في المقتضيات الخاصة بتكوينها بالمقارنة مع هذا
األخير باإلضافة إلى توسيع االختصاصات المنوطة بها .كما أن هذه األهمية تظهر من خالل
المالحظات الشكلية األولية التي يتبين من خاللها أن دستور 2011خص في هندسته هذه
المحكمة بستة فصول وذلك عوض أربعة فصول التي خصصت للمجلس الدستوري بمقتضى
دستور .1996
وما يمكن قوله بعد المقارنة بين المجلس الدستوري الذي نص عليه دستور 1996والمحكمة
الدستورية في ظل دستور ،2011هو أن األخيرة أصبح لها دور كبير وباتت تؤدي أدوارا أكثر
من المجلس الدستوري.
15
االختصاصات االستشارية التي تمارسها المحكمة الدستورية أو تلك الخاصة برئيس المحكمة
بصفته المنفردة.
كما يشتركان في استشارة رئيسها من طرف الملك عند لجوئه لحل البرلمان.
كما يشترك الطرفين فيما يعرض عليهما من طلبات ودفوع خالل مدة شهر على األكثر ،إال
إذا طلبت الحكومة تخفيض هذه المدة في حالة االستعجال ،فتصبح ثمانية أيام فقط.
كما يشتركان أيضا في المهام التي ال يجوز الجمع بينها وبين عضوية المحكمة الدستورية أو
المجلس الدستوري وطريقة إجراء التجديدين األولين لثلث أعضائها ،وكيفيات تعيين من يحل
محل أعضائها ،الذين استحال عليهم القيام بمهامهم ،أو استقالوا أو توفوا أثناء مدة عضويتهم.
16
تقع ،إال بعد مراجعة الدستور (الفصل 55من الدستور)
من بين المتغيرات أيضا هو أن المحكمة الدستورية التي تتألف كالمجلس الدستوري سابقا من
اثني عشر عضوا ،يعينون لمدة تسع سنوات غير قابلة للتجديد ،ستة أعضاء يعينهم الملك ،بات
من بينهم عضو يقترحه األمين العام للمجلس العلمي األعلى ،وهذا لم يكن سابقا.
يشار إلى أن مجموعة من القرارات كانت قد أصدرتها المحكمة الدستورية وكانت محط نقاش
كبير بين المغاربة وأسالت العديد من القيل والقال بل حتى فقهاء القانون الدستوري كتبوا وأدلوا
بدلوهم في هذه القرارات.
17
خاتمة
مما سبق يمكن أن نستشف أن المحكمة الدستورية جاءت استمرارا للمجلس الدستوري ،حيث
تبقى المراقبة الدستورية من أهم عناصر قيام دولة الحق والقانون ،حسب ما جاء على لسان محمد
أمين بن عبد هللا ،عضو المجلس األعلى للسلطة القضائية ،في ندوة صحافية نظمت سابقا في كلية
العلوم القانونية واإلقتصادية واإلجتماعية بالمحمدية.
فدولة الحق والقانون “هي الدولة التي تمتثل لدستورها وللحريات وتحترم أفراد المجتمع”،
علما أنه بدون مراقبة ال يمكن أن يتحقق كل هذا ،لذا يبقى حضور ووجود المحكمة الدستورية
ضروري وبمثابة دركي يسهر على تطبيق القوانين وعدم مخالفتها للدستور.
لذلك فالقضاء الدستوري ما هي إال منارة للترافع والدفاع على القانون ،دارسا للحقوق
والحريات ضامنا لتوزيع السلط.
ونتيجة ألهمية الرقابة الدستورية نالحظ في عالمنا اليوم تعميما للمجالس والمحاكم الدستورية
باعتبارها هياكل تسهر وبشكل يومي على احترام علوية الدستور وسموه.
18
مراجع:
دستور 2011
دستور 1996
19