Professional Documents
Culture Documents
المحاضرة الثانية رقم 02
المحاضرة الثانية رقم 02
الصحيفة تسمح لمقارئ بالسيطرة الكاممة عمى ظروف التعرض ،حيث تمكن القارئ من قراءتيا في الوقت الذي
يريده ،ويمكن أن يعيد قراءة الموضوع الذي يثير انتباىو ،فيو يتحكم في القراءة ،ويحدد الظروف المناسبة ،مما
يتيح لو استيعاب المعنى واإلغراق في التفاصيل.
الصحيفة حددت نوعية القارئ ،فتقنية اإلذاعة والتمفزيون تعتمد عمى حس الرؤيا والسمع ،أما قارئ الصحيفة من
يتقن القراءة فقط ،وبذلك فيي حددت مستوى جميور الصحيفة الذي ىو أكثر تعميماً وثقافة وحضارة من جميور
اإلذاعة والتمفزيون ،وىذا فرض عمى الصحافة رفع مستواىا الفكري والفني لمواكبة احتياجات ورغبات جميورىا،
وبالتالي فالصحافة أكثر فعالية في أوساط الجماىير المحددة تعكس اإلذاعة والتمفزيون المذان يخاطبان جميور
واسع ،وىذا ما يقصر ازدىار الصحافة المتخصصة التي أخذت تبحث عن طرق مختمفة لتحافظ عمى جزء من
جميورىا في عصر اإلذاعة والتمفزيون وذلك بالتخصص بالمضمون والتميز في الشكل وطريقة شد االنتباء.
صحيح أن الصحافة عجزت عن منافسة اإلذاعة والتمفزيون في مجال تقديم وعرض األحداث بسرعة لدرجة أنو
يمكن لإلذاعة والتمفزيون أن تبت األحداث لحظة وقوعيا ،وىو ما ال تستطيع الصحافة إنجازه ،ولحل ىذه األزمة
أخذت الصحف تركز اىتماميا عمى تفسير األحداث ،وشرحيا ،وتقديم أبعادىا ودالالتيا ،والصحافة أكثر قدرة من
اإلذاعة والتمفزيون في ذلك.
إن وجود الصوت والصورة في اإلذاعة والتمفزيون تجعل المشاىد أو المستمع يشعر بأن الموضوع موجو لو
شخصياً ،وتبعده عن الخيال والتفكير ،لكن القارئ ال يشعر بأن الموضوع موجو لو شخصياً ،ولكنو في نفس
الوقت جزء من العممية أو مشترك فييا ،ليذا فالصحيفة تترك لمقارئ المجال واسعاً لفكر وخيال القارئ ،وتحفزه
عمى أن يساىم ويفكر بنسبة تفوق عن المشاىد والمستمع.
الصحافة تحتاج إلى جيد في التعامل الجيد في القراءة واالستيعاب ،والقيم) لكنيا تعطي القارئ الفرصة
لالستيعاب والفيم والتأثير بشكل أكبر مما تقدمو اإلذاعة والتمفزيون السيما وأن جميورىا ال يتحكمان في ظروف
التعرض.
تفتقد الصحيفة إلى الحركة وكمية المؤثرات الموجودة في اإلذاعة والتمفزيون واالنترنت وتعوض ذلك بالعناوين،
وطريقة عرض الموضوع ،والمغة المستخدمة ،باإلضافة إلى الصور والرسوم والجداول وتصميم الصفحات.
ف المكتوبة :
أنواع الصحا ة
تطمق تسمية الصحافة عمى كل دورية مطبوعة ،واستناداً إلى ىذا التعريف ،فإن مفيوم الصحافة يشمل كال من
الجرائد والمجالت ،ألنيما دوريتان تتميزان بالعنوان الواحد الذي ينتظم جميع األعداد ،والرقم المتسمسل ،وانتظام موعد
الصدور .وىما مطبوعتان تستخدمان تقنية الطباعة في إصدار أعدادىما ،لذلك يمكن القول أن الجريدة والمجمة وجيان
لعممة واحدة ىي الصحافة ،وال غنى ألي منيما عن اآلخر فيما مكممتان لبعضيما البعض.
ورغم أن مفيوم الصحافة :يجمع بين الجرائد والمجالت ،إال أن لكل من الجريدة والمجمة شخصيتو المميزة التي
تكشف عن مجموعة من الفوارق ،وان كانت ىذه الفوارق بدأت تتالشى في ظل منافسة وسائل اإلعالم األخرى ،وخاصة
اإلذاعة والتمفزيون والصحافة اإللكترونية .ويمكن أن نجمل تمك الفوارق في النقاط التالية :
دورية الصدور :يمكن أن تصدر الجريدة بشكل يومي ،وأحياناً في نفس اليوم صباحي ومسائي ،في حين أن
المجالت ال تصدر يومياً.
الحجم :تميل أحجام المجالت إلى الصغر ،بينما أحجام الجرئد إلى الكبر ،وان كنا نرى في بعض األحيان جرائد
تصدر في أحجام صغيرة ،وفي المقابل نجد مجالت بأحجام كبيرة يكاد يقترب من حجم الجريدة.
سنة 3إعالم مقياس الصحافة المتخصصة المكتوبة وااللكترونية د /شايب الدراع وليد
الغالف :المجمة البد ليا من غالف يجمع صفحاتيا ،يستقل بخصائصو عن سائر جسم المجمة ،في حين أن
الجريدة ال تحتاج إلى ىذا الغالف فيي تضم عدداً من الصفحات المتعاقبة والتي تبدأ بالصفحة األولى ،ولذلك
تعد جزءاً منيا.
الطباعة ونوع الورق :المجالت بصفة عامة كانت أسبق من الجرائد في استحداث طرق طباعية جديدة ،فإن أول
مطبوع إعالمي يطبع بالطريقة الممساء ثم بطريقة األوفست كان مجمة ،وان كان ىذا الفرق قد تالشى بين كثير
من المجالت والجرائد في الوقت الحاضر ،ألن أغمبيا تطبع بطريقة األوفست.
وفي الطباعة تستخدم غالبية المجالت أنواعاً من الورق أكثر جودة من الذي تستخدمو الجرائد فورق الجرائد من النوع
الرخيص ،في حين ورق المجالت يصنع من ورق الطباعة الجيد الخالي من الشوائب والعيوب.
الصور والرسوم واأللوان :تيتم غالبية المجالت بالصور والرسوم والكاريكاتير .حيث تمثل نسبة كبيرة في
صفحاتيا ،كما تعتبر الصورة عنص اًر ميماً لغالف المجمة ،في حين أن الجرائد بالرغم من أنيا تيتم بالصور
كما تتوسع المجمة في استخدام األلوان وخاصة المجالت والرسوم لكن ليس بنفس درجة اىتمام المجالت بيا.
المصورة ،يساعدىا في ذلك مواعيد الصدور المتباعدة ،في حين أن الجرائد اليومية وطبيعة إصدارىا اليومي
يحول بينيا وبين التوسع في استخدام األلوان.
الجمهور :يغمب عمى قارئ الجريدة اليومية الطابع العام ،فيو ينتمي إلى فئات مينية معينة ،وطبقات اجتماعية
مختمفة ،واتجاىات سياسية متباينة ،في حين أن قارئ المجمة غالباً ما يكون محصو اًر في فئة محددة أو طبقة
اجتماعية معينة أو اتجاه سياسي خاص ،فغالباً ما يكون قراء المجالت أكثر ميالً إلى التخصص من قراء الجرائد،
وخاصة قراء المجالت الشيرية والفصمية ،وغالباً ما يكون قارئ المجمة أكثر تعميماً أو ثقافة من قارئ الجريدة،
وخاصة قراء المجالت الثقافية الشيرية أو الفصمية.
السعر والتوزيع :سعر بيع الجريدة أقل من سعر المجمة
طريقة المعالجة :الجريدة تستيدف في المقام األول اإلعالم واإلخبار ،وفي المقام الثاني التثقيف ،ويساعدىا في
ذلك قدرتيا عمى مواكبة األحداث يوماً بيوم ،فيي تركز عمى عنصر ماذا حدث؟ فأسموبيا خبري بسيط مباشر،
في حين أن المجمة تغطي الموضوعات بعمق أكثر من الجريدة وتركز عمى عنصري كيف وماذا ،المذين يتيحا ليا
تفسير ودالالت وأبعاد األحداث ،ويساعدىا في ذلك طبيعة اإلصدار الذي يتيح ليا الوقت الكافي لمحصول عمى
خمفيات ما وراء األحداث ،وألن المجمة تقوم عمى مادة صحفية تحميمية باإلضافة إلى حجميا وحمايتيا بغالف
سميك يحفظيا من التمف ،كل ذلك يعطي فرصة لمقارئ لالحتفاظ بيا واسترجاعيا في أي وقت .وان كان دور
الجرائد اليوم اقترب من المجمة بعد منافسة التمفزيون ،حيث بدأت الجرائد تميل إلى مزيد من العمق والشرح ،وبذلك
التقت مع المجمة في طريقة المعالجة.
وظائف الصحافة:
إن الحديث عن وظائف الصحافة ينطمق من أىمية الدور الذي تقوم بو ،ألن دورىا لم يقتصر فقط عمى نقل
الخبر وتسجيل األحداث وتدوين الوقائع ،بل أصبح لمصحافة دور في تكوين التوعية السياسية واالجتماعية واالقتصادية
وصقل المشاعر القومية وجعميا تصب في قناة واحدة لبناء المواطن الواعي المتكامل.
سنة 3إعالم مقياس الصحافة المتخصصة المكتوبة وااللكترونية د /شايب الدراع وليد
ومن المؤكد أن الصحافة أصبحت اليوم إحدى أىم وسائل التنشئة االجتماعية ،من خالل ما تقدمو من نصوص تخاطب
جميع الشرائح االجتماعية ،فيي تساعد عمى تربية األطفال وتوجيو الكبار وتثقيفيم وتوجييم نحو التجانس الحضاري.
وانطالقاً من ذلك فالصحافة ليا وظائف عديدة تؤدييا لممجتمع ،ومن أىم ىذه الوظائف مايمي:
برزت ىذه الوظيفة مع ظيور الصحافة المطبوعة في غرب أوروبا في نياية القرن السادس عشر وبداية القرن
السابع عشر ،حيث كانت الصحافة تقتصر عمى نشر األخبار وبذلك ظيرت الصحافة لتؤدي في بداية أمرىا بوظيفة نشر
األخبار واعالم الناس بما ييميم ويتصل بحياتيم العامة والخاصة سواء في مجتمعيم الداخمي أو الخارجي ،وىذه الوظيفة
تتصل بأىم الغرائز البشرية واظيار صفة من صفات اإلنسان االجتماعية ،وىي حب االستطالع لمعرفة األنباء واالطمئنان
في البيئة .وتشترط الوظيفة اإلخبارية توافر ثالثة عناصر أساسية ىي :التكامل ،الموضوعية ،الوضوح.
تقوم ىذه الوظيفة بتقديم بيانات ومعمومات وحقائق من أجل توسيع مدركات األفراد ومعارفيم واكسابيم خبرات
وتجارب جديدة ،لتؤدي ميمة التثقيف والتبصير والتوعية ،فالفترة التي امتدت من القرن الثامن عشر وحتى النصف األول
من القرن التاسع عشر شيدت المجتمعات األوروبية تطو اًر ىائالً في أبنيتيا االجتماعية وفي أنظمتيا السياسية ،فأخذت
البرجوازية تستكمل سيطرتيا عمى الحياة االجتماعية واالقتصادية والسياسية والثقافية.
تعتبر ىذه الوظيفة معيار أساسي وميم في معرفة البيئة ،وىي مكممة لجميع الوظائف التي تقوم بيا الصحافة ،ألن
وجودىا يعطي حاف اًز لمعرفة إلى أي مدى توصمت الصحافة في تحقيق أىدافيا ،باإلضافة إلى استبيان قدرة الرأي العام
حول استيعاب مكونات المجتمع وكيف يتعامل معيا ،واستبيان تطورات البيئة االجتماعية والسياسية واالقتصادية ،وذلك
لرصد كل ما ىو جديد ومدى مالئمتو لظروف المجتمع.
الصحافة الحديثة مسئولة عن تقديم معمومات بصورة مبسطة مستساغة ومألوفة وخالية من التفاصيل العممية المعقدة،
وبما أن األصل في تكوين الرأي العام مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بما تقدمو الصحافة من معمومات وأخبار ،فقد أصبح من
الضروري بيان طبيعة الحقائق والمعمومات مع االستعانة بالصور والعناوين وشتى الفنون الصحفية ،من أجل تبسيط الواقعة
أو الظاىرة وتقديم الحمول لمشكالت لإلنسان العادي" وبما أن الصحافة تخاطب العقول وتقوم بتنوير ونشر المعمومات
الصادقة التي تنساب إلى عقول الناس وترفع من مستواىم الفكري ،إال أن ىذه المعمومات وما تحتويو من نسب وأرقام معقدة
تحتاج إلى تبسيط ،خاصة مع وجود اختالف واضح في مستويات القراء من ناحية القدرة االستيعابية والمستويات التعميمية
والثقافية والتخصص العممي.
سنة 3إعالم مقياس الصحافة المتخصصة المكتوبة وااللكترونية د /شايب الدراع وليد
من بين الوظائف التي تقدميا الصحافة وظيفة الخدمات العامة ،أي تزويد القارئ بأخبار صحفية وموضوعات
تخدمو في حياتو ويحصل عمى فائدة مباشرة منيا ،ويدخل في نطاق مينة الخدمات العامة إخبار المواطنين بمواعيد شركات
الطيران الوطنية والعالمية وأخبار السينما والمسرح والنقد ومواعيد المحاضرات العامة وأماكنيا ،باإلضافة إلى النشرة الجوية
واإلعالنات التجارية والوظائف العامة وأخبار األسواق المحمية والعالمية وأخبار األوراق المالية والمعاىدات التجارية .
ىذه الوظيفة تقديم معمومات عن العموم وما يجد فييا من اختراعات واكتشافات ،ومعمومات عن األحداث التاريخية
والجغرافية ،وتعمل عمى تحرير اإلنسان من الجيل واالستغالل والغش واألخالق الفاسدة والتربية االجتماعية السيئة ،ومن
الوظائف التعميمية لمصحافة تكوين جو حضاري مالئم لمتقدم والنيضة عن طريق تمقين.
وىي وظيفة قديمة قدم اإلنسان نفسو ،عندما كان المغني والمنشد والراوي يقوم بتسمية الناس وامتاعيم برواية
الغريب والطريف والعجيب من القصص الواقعية والخيالية ،وقد ارتبطت ىذه الوظيفة بالصحافة عندما ظيرت الصحافة
الشعبية في وقتنا الحاضر ،وذلك لجذب عدد كبير من القراء نتيجة انخفاض االشتراكات حول الصحف ،فأخذت الصحف
تتنافس لتقديم ألوان مختمفة من المضامين مثل القصص والروايات األدبية المسمية والمسمسالت البوليسية والمغامرات
العاطفية والقصص الخيالية و األلغاز وأيضاً الكممات المتقاطعة واألحاديث والتحقيقات الخفيفة مع كبار الفنانين
والشخصيات االجتماعية البارزة ،ونشر الصور الطريقة والرسوم الكاريكاتورية الضاحكة.
ظير اإلعالن في الصحف منذ نشأتيا ،ولكنو لم يتحول إلى وظيفة ىامة من وظائف الصحافة ،إال في منتصف
القرن التاسع عشر ،فقد ظمت الصحافة لفترة طويمة تنشر اإلعالن باعتباره نصائح .ولم تستخدم كممة اإلعالن بمعناىا
المألوف اآلن إال منذ عام 1655م .أي في النصف الثاني من القرن السابع عشر ،وكانت إعالنات متواضعة عن الكتب
واألدوية والشاي والبن واألشياء المفقودة.
بمرور الوقت وتعدد وظائف الصحافة وتنوع أغراضيا وشمول مادتيا لغالبية أوجو النشاط اإلنساني ،صارت
الصحافة تقوم بوظيفة ميمة وىي توثيق وتسجيل وقائع الحياة االجتماعية ،فالربع األخير من القرن الماضي شيد ما يمكن
أن نسميو بثورة المعمومات التي تجاوزت كل توقعات المؤرخين ولم يعد في قدرة الكتاب المطبوع بشكمو المعروف أن يمبي
حاجة المؤرخين لرصد الوقائع التاريخية المتالحقة أو متابعتيا ،لذلك أضحت الصحافة اليومية تقدم لممؤرخ وقائع وحركة
الحياة االجتماعية ،في حين تقوم المجالت بتمخيص ىذه الوقائع وتحميمييا والكشف عن أبعادىا ودالالتيا.
سنة 3إعالم مقياس الصحافة المتخصصة المكتوبة وااللكترونية د /شايب الدراع وليد
من خالل معرفة واقع الصحافة كوسيمة اتصال جماىيرية فعالة وما يطمق عمييا بالسمطة الرابعة ،اتضح بأنو
يمكنيا أن تقوم بدور الرقيب عمى المجتمع واألجيزة والمؤسسات الرسمية لمدولة ،وىذا الفعل ينمو من خالل رصد كل ما
ىو جديد وقديم عن مؤسسات الدولة ،باإلضافة إلى الرقابة عمى التصرفات السمبية التي تسبب الفساد المالي واإلداري،
وكذلك تغطية كل الجوانب اليابطة التي ال تخدم توجيات المجتمع الدينية واالجتماعية والثقافية والسياسية واالقتصادية إن
الصحافة الحرة بمقدورىا تغطية كل التجاوزات التي تحدث خمف األضواء البعيدة عن عين الجماىير ،وىذا العمل يطمق
عميو " صحافة التحري والتقصي والبحث عن الحقائق " ،ولمقيام بيذا الدور الواسع ،البد من وجود حماية قانونية لمينة
الصحافة من أجل التعرض إلى القضايا وانحرافات السمطة الحاكمة.